آخر 10 مشاركات
540 - رجل خلف القناع ..هيلين بروكس.د.ن (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          *&* هنا يتم الابلاغ عن الكتابات المخالفة للقوانين + أي استفسار أو ملاحظه *&** (الكاتـب : سعود2001 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عِـشـقٌ في حَضرَةِ الـكِـبريآء *مميزة مكتملة* (الكاتـب : ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ - )           »          زوجة بالميراث (127) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          أحبك.. دائماً وأبداً (30) للكاتبة الرائعة: مورا أسامة *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : مورا اسامة - )           »          93- رجل من ورق - كارول مورتمر - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree24Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-12-17, 07:10 AM   #541

الجميله2

? العضوٌ??? » 315137
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 2,977
?  نُقآطِيْ » الجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond repute
افتراضي


يسعد الله صباحكم بكل خير
تسجيل حضور


الجميله2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-12-17, 08:14 AM   #542

Msamo
 
الصورة الرمزية Msamo

? العضوٌ??? » 366128
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,825
?  نُقآطِيْ » Msamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond repute
افتراضي

بانتظارك حبيبتي

Msamo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-12-17, 08:37 AM   #543

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمان الرحيم



الفصل السابع


الفصل اليوم مهدى الى ....العزيزة أمه الرحمان4... والعزيزة أبتي ... تعاليق شيقة وتحاليل ملفتة حقيقة .... أشكركما كما اشكر جميع القارئات العزيزات ... صدقا ...أسعدتن قلبي ... 💖💖💖



[IMG][/IMG]




الجامعة ....

[IMG][/IMG]



رفعت الورقة كي تقرا الصفحة الموالية من الكتاب بين يديها، ولم تكن غافلة عن الذي جلس غير بعيد عنها، تتجاهل وجوده كما تتجاهل دقات قلبها النافرة. تخشى التفكير في معنىً لما يحدث معها ليس مؤخرا فقط، بل قبل حتى أن تلتقي به بصفة شخصية. حين كانت تسمع عنه من الفتيات ينصبنه ضمن المتصدرين للائحة العزاب المرغوبين فيهم، وكان ذلك كفاية لتخرجه من حساباتها. ابتسم لها شيطانها بسخرية سوداء هامسا لها بازدراء فمن ذا الذي كان في حسابك يا معاقة؟!. انتفضت تتنفس بحدة وهي تستنكر عليه بتوحش، لم تعد معاقة، لم تعد!! فمتى ستنسى؟!. تهدلت كتفاها وشق آخر يدافع للظهور جالبا معه بعض من التعقل، وإن كان همسه الوهن يواسي كبرياءها المجروح أنها لم تكن معاقة، ولم تكن ناقصة كما كانوا يعاملونها، فما كانت الإعاقة إلا من نصيب كل ناقص انسانية ورحمة.
زفرت ترفع رأسها كي تتنفس براحة، وقد نسيت بالفعل وجوده جوارها، يراقب كل تقلباتها وزفراتها، فقال بنبرة حاول اصباغها بالمرح ....
)أنت من يحمل نفسك ما لا تطيقه ....).. أجفلت على حديثه كأنه يعلم دواخلها، فالتفتت إليه تحدجه بنظراتها الحادة. رفع يديه باستسلام مزعوم يستدرك...
)لا تنظري إلي هكذا ... انها فقط كلمات لن تلمسك ...فليس لها أيد ولا أرجل ...)... عادت تنظر إلى الكتاب بين يديها، فراقبها بإحباط اختفى حين غمغمت بأسى ممزوج بغل ...
)ليس لديها أيد وأرجل ...لكن لديها سكاكين حادة .... تنغرس بغدر في لحمك وتنشر فيه السم ببطىء مميت .... حتى يمتص منك الحياة بكل مباهجها ...)... حركت مقلتيها كي تتحكم في الدموع التي لمعت وضببت الرؤية حتى تمازجت الكلمات المكتوبة فيما بينها، فقال عيسى بعبوس غادره المرح ....
)لكن الأفعال أقوى وأشد .. لذا تعلمت عدم الاكتراث لمجرد كلمات لا تقدم ولا تؤخر ...)... ظلت مطرقة على كتابها لا تريد لأحد أن يلمح ضعفها، وهو يسترسل بجدية مستغلا الظرف علَّه يجد منفذا إليها...
)يتعذب الانسان حتى يتعلم الثقة بالنفس... لكن بعدها.. يكون محصنا ضد من حوله ....)... نطقت بسهو وهي تحارب دموعها متحدية ببسالة سقوطها ....
)الثقة بالنفس يبنيها المرء بينما يكبر ...وليس بعدما يَشِبُّ على الألم من أقرب الناس إليه...)... طعنته دون أن تعلم، واهتز قلبه بألم دفين ليرد ببرود ...
)وماذا تعرفين أنت عن الألم؟.... ومن أقرب الناس إليك ؟؟)... التفتت إليه أخيرا، فلمحت كيف شع الحقد من ظلمتيه، وكيف اختفى بغتة ليحل محله القلق، لتعي على كشفها لضعفها، وتهتف بنزق ...
)أليس لديك محاضرة ؟؟... أم أن الرسوب نال إعجاب حضرتك ؟؟)... رفعت حاجبها بتهكم بارد، وقد افلحت في تجميد دموعها، ليرد ببسمة هددت حصونها الواهية بالخراب ...
)ربما ... أريد أن نتخرج معا ...)... قصف قلبها في صدرها تتعمق في عبوسها، وتهتف بحنق ...
)ربما سأشكوك لأخي ابراهيم .... لنسمع رأيه في الأمر...)...ضحك بصخب فزاد الطينة بلة، فوسامته تزداد في كل حالاته، يرد بتسلية ...
)على الأقل تحول الأمر من ياسين إلى ابراهيم ....)... قطبت وهو يتلكأ قبل أن يردف بنفس البسمة الخطرة ..
)سأكمل في نفس الطريق إلى أن يحين دوري ....)... لازالت تراقبه بجهل، فأكمل بتسلية ...
)لكن الصف سينتهي عندي .... لا احد بعدي ... )... تقوس حاجبيها بادراك، فانتفضت واقفة تهتف بنزق وهي تبتعد...
)أنت ....منحل ...)... عاد للضحك يراقب خطواتها المهرولة بحنق، ثم همس بمرح.... (لا بأس... تطور طفيف ...)
………………….

[IMG][/IMG]

مصنع المرابط ...

لاح الاسترخاء على ملامحه وهو يرمق بسمتها الهادئة، يشعر بارتياحها ولمعة السرور في مقلتيها تلمع وهي تقلد خطواته في الرسم. التفت الى عمر ونظر إليه بتساؤل خفي، رد عليه بهزة كتف تعني ليس متأكدا قبل ان يدعي انشغاله بملف ما على مكتبه.
عاد إليها فوجدها في انتظاره تضيق عينيها بخفة، فابتسم قائلا بإحراج ...
)أرى أنك أفضل من الأمس...)... هزت رأسها وهي تتوسل قلبها التمهل في لهفته، ترد بخفوت ...
)الحمد لله ...).. ضم جانب شفته وهو يهز رأسه، غير متأكد مما يريد قوله بعدها، لكنه نطق وهو يتني ذراعه مسندا مرفقها الى المكتب بينهما، بينما يحط بذقنه على كفه...
)حمحمم... هل .... أقصد ... ستقابلين؟؟... حممم)... (أجل ... سأفعل بإذن الله ... آخر الأسبوع..)... قاطعت ارتباكه، فسأل مقطبا بحيرة ...
(لما آخر الأسبوع؟).. تهربت بحدقتيها الخاليتين من اي زينة، كباقي وجهها، سوى من جمال رباني زادت لمعته بحيائها، ترد بخجل ...
)لا أريد الغياب عن العمل ...إذا ما حدث أمر يربكني ...).. أومأ يرد بثقة ...(يمكنك أخذ يوم إجازة ... لكن لا تتأثري برد فعلهم مهما كان ...أنت لست وحدك ..كما لست ضعيفة ..ولا خاطئة... )... رغما عنها أُخذت بحديثه اللبق، وأثر فيها بشدة، فتاهت في تفاصيل وجهه تتساءل إن كان بالفعل كما يظهر لها، تكره الشك اللعين في أحشائها. لحظت بسمته الرائقة فشهقت بخفوت تكتشف بلاهة شرودها فيه، وتهربت مجددا ترد بتوتر ...
)لا ...شكرا لك .... كما قلت ...لم اخطئ بشيئ ...لذا لن اهتم بأي سوء منهم ..)... تشجع فقال بلطف ...
)حفصة؟؟)... التفتت إليه بدهشة، فهو لم ينادي عليها يوما باسمها مجردا، فارتعد قلبها تشعر به سيتوقف، وهو يسترسل قبل أن تخبو شجاعته ...
)إذا ..حدث ..واعتذر منك ..وتوسل غفرانك والعودة إليه... هل ...)... لم يستطع أن يكمل، فترك المهمة لمقلتيه التان رمقتاها برجاء خفي يطغى عليهما الترقب، فأجابت بثقة والعبوس يهجم على قسماتها المليحة ..
)لا استطيع ... إن كنت في بعده أعاني من مرارة تذكر العذاب الذي عشته .... فكيف وهو أمامي ... لن يحصل أبدا.. لا أريد .... بل لو استطعت عدم رؤيته في المستقبل ... لفعلت اللازم ....لذلك ..)... انشرح صدره لكن الخوف اللعين أبى الفراق عن باله، فقال بتوجس ...
)يقولون أن الحب والكره وجهان لعملة واحدة ...)...(عفوا ...لم أفهم قصدك ...)... استفسرت بجهل، فرد ...
)أقصد أن المرء ينسى أمر من لا يهمه ...لا بكره ولا بحب ...)... وضعت القلم وشبكت كفيها، تجيب بجدية ..
)لكنني لست أكرهه ...)... اسود وجهه فجأة، وهي تستدرك دون أن تغفل تغير ملامحه ..
)أنا أكره ما عشت معه ...أما هو فلا يهمني أبدا ... والدليل على ذلك هو عدم اهتمامي بخياناته حتى وهو يخبرني بها ....).. علا الاحمرار وجنتيها مما أفصحت عنه، والمشاعر تتعاقب على ملامحه التي انصدمت وهو يهتف ...
)وهل فعل ؟؟)... أومأت بخزي، تردف بامتعاض ...
)رؤيته تذكرني بالذل الذي عشته وصبرت عليه ... هل فهمتني ...؟)... رد بأسى، وهو يرخي جسده على المقعد..
)أجل ...أنا آسف ...لكنني أتمنى لك حياة سعيدة ...مع رجل بحق ...وليس حيوانا يدعي الرجولة ..)... أطرقت بحياء تتمتم بشكر، فأردف برقة ..
)لا تحسبي كل الرجال مثله ... لولا عمر ..ما كنت وافقت على دفع تكاليف علاجه ..لكنه أقنعني بوجوب ذلك ... من أجلك...)... رفعت رأسها، ترمي السيد عمر بنظرة ممتنة، حنونة، قبل ان تحيد اليه بنظراتها الممتنة تهمس بلطف ..
)شكرا لك ... وله طبعا ... لولا رحمة الله بي من خلالكم ... لا اعلم ماذا كنت سأفعل ...)... أمال رأسه قليلا يبتسم لها، وهو يرد ...
)ألا يقولون أن القدر يلاحق صاحبه حتى يصيبه ؟؟... وقدرك كان سيلاحقك حتى يصيبك ...).. توترت من نظراته التي فهمت معناها، فجمعت الأوراق تقول بنبرة تقصدت علوها قليلا كي يسمع السيد عمر ..
)أظن الوقت قد انتهى اليوم ....)... قام من مكانه وقد تلقى اشارتها، يقول بحرج ...
)بلى ... إلى الغد إذن؟؟)... لا تعلم لما شعرت بسؤاله يتعدى الرسم، وهي تومئ بتأكيد تغمغم بمشيئة الله.
استدار ياسين فوجد السيد عمر في وجهه يبتسم له بتسلية كما يهمس... (تحدث يا رجل ... واتخذ خطوة إلى الأمام..)... مسد ياسين خلف عنقه، يرد بنفس الهمس وهو يسرق نظرات لا تنتهي إليها …
)عدتها لم تنتهي بعد ...أليس ذلك عيبا؟؟ او شيئا ما نحو ذلك؟؟)... ضم عمر شفتيه كابتا ضحكته، ثم قال ...
)بل اظنك خائف من الرفض ...كم تبقى على عدتها؟! ...ليس كثيرا... فقط تشجع ...ودع خوفك على الله ..ثم بعده علي أنا وجيشي المتواضع ....)... رمقه بامتنان يربت على اعلى ذراعه قائلا بلطف ....
)أشكرك عمر ... لو طلبت من براء ... التقصي عن رأيها ... سأكون ممتنا لك .. وإن وافقت بعد انتهاء العدة بيوم واحد ... سأطلب منها الزواج دون تردد ...بإذن الله ..)...ربت على كتفه يقول بسرور ..
)توكل على الله .... وكل شيئ سيكون بخير ...فقط أمهلني حتى ينتهي لقاءها المرتقب.... يسر الله أمرك...)... تمتم ياسين قبل أن ينسحب الى مكتبه وهو ينظر إليها بشوق ...
)آمين ...آمين...)...

..............................


المشفى .... القسم الباطني

)كيف حالك الآن ؟؟)... أقفل كتاب الله ذو الحجم الصغير، ووضعه جواره يبتسم لها بهدوء، وهو يرد ...
)أفضل والحمد لله ... أظنك على حق ...ولن يكون علاجي سوى القرآن... كلما انصت له ...أو قرأته ...أجد في نفسي التحسن ...)... أومأت بسرور تقول وهي تتفحص مؤشراته الحيوية ..
)الطبيب متفائل بعد زيارته لك هذا الصباح.... يجب أن نواضب على الرقية .... وأنت لا تفارق كتاب الله والطهارة .... وستتحسن بإذن الله ...)... أمن خلفها ثم سكت يرمقها بتردد، فقالت ....
)ليس هناك خبر بعد ... سألت صديقتي خطيبها ...وأخبرها أن الرسالة وصلتها ... فليس عليك سوى الانتظار ...).. أسدل جفنيه بأسى يريح رأسه على المخدة خلفه، فأطلقت سراح رسغه بعد أن أنهت جس نبضه، تقول بهدوء يخفي حرقة وسط صدرها ...
)الصبر يا عزيز... موقفها صعب ...يلزمها بعض الوقت)... لا تنكر رغبتها في قدوم حفصة، كي ترى من عانت مثلها يوما ما، وكي تتيقن من عدم حبها للرجل الذي دخل قلبها لا تعلم حتى لما، تريد خمد نيران ضميرها. ألا يكفي أنها تحب رجلا أصغر منها؟! وقد لا ينظر إليها أبدا، لتضيف فوق ذلك حبه لفتاة مناسبة والأهم أنها زوجته؟! كانت زوجته!! كانت!!.
زفرت فتأمل تغير ملامحها وتفكيرها الساهم، ليسألها بفضول ...)ماذا ستفعلين لو كنت مكانها ؟؟).. حدقت به فجأة بصدمة، فبلع ريقه يستدرك...
)أقصد .... أنت امرأة مثلها ... كيف ستتصرف برأيكِ ؟؟)... تنفست بعمق، تسيطر على دقات قلبها، وقد ظنت لبرهة أنه يعلم عنها كل شيئ، وأن صديقتها لم تكن محقة حين اخبرتها كونه في غيبوبة ولا يسمعها. تحدثت بما تعلمه يقينا ولرغبة خفية في نفسها ....
)ما أعلمه أن قدومها حين يحدث سيكون له معنيين ... إما أنها تريد رؤيتك على وضعك وتشمت فيك ....أو لتشفق عليك وتسامحك...)... تلكأت تميل نحوه قليلا وهي تردف بجدية ...(وفي كلا الحالتين ....قد تكون تجاوزتك إلى الأبد عزيز ... فلا تتوقع خلاف ذلك ...)... طرف بجفنيه يجيب بوجوم ...
)قد تكونين على حق ... لكن لو رأيت ما رأيته في حياتي هنا .... لما كنت يقينا مثلك)... قطبت وهي تستقيم في وقفتها، تستفسر بحيرة ...
)ماذا تقصد ؟؟)... رفع يده ووضعها على جبينه، وهو يجيب ...
)أقصد أن النساء هنا ..يصبرن على ازواجهن .... مهما ساءت معاملتهم .... وقليل جدا من يتخذ موقفا ...بل هناك من يلجأ لحلول ملتوية .... دون أن تقوم بحل صارم ظاهر ...... ).. لم تسأله التفسير اكثر، وهي تسأل سؤال أهمها ...
)وما رايك أنت؟... هل ستطلب منها ردها إليك... إن سامحتك؟؟).. نظر إليها بغموض، ثم قال بملامح خالية من التعبير ...
)الأهم عندي الآن هو الحصول على غفرانها .... ولكل حديث بعده حادث ....)... احتدت أنفاسها فآثرت الابتعاد نفاذا بكرامتها، لكنها هتفت بحنق قبل أن تنصرف ...
)لا تنسى أنها تطلقت منك ...وأنت على فراش الموت ...وهذا معناه واحد لا غير ....أنها لا تريدك .... سأذهب لعملي ...حاول أن تنام ....)... أقفلت الباب خلفها بشيئ من الحدة، فابتسم لأول مرة بعد أن استيقظ من غيبوبته، بل لأول مرة بعد سنين طويلة، لم يعد حتى يذكر كم عددها.

………….


القسم النفسي .....

همهم كعادته وهو يطلع على محتوى الورقة، ثم رفع راسه قائلا بتبرم ...
(ممممم... إذن لا فجر حتى بين المرضى!! ...).. هزت الممرضة رأسها بخفة، تراقب تمعنه في قراءة اللائحة، ليقف على اسم معين لفت انتباهه بدهشة لم تطل حتى انقلبت إلى بسمة غامضة، وهو يطوي الورقة ويدسها في جيبه، يقول ...
(شكرا لك ... يمكنك الانصراف ...)... برقت عينيها بطمع وهي ترد بحماس ...
(عفوا سيدي ... أنا في الخدمة .. )... عاد يهمهم قبل ان يقول بملامح متهكمة لكن دون أدنى لمحة للمرح ...
(ممممممم ... انتبهي يا .....آنسة؟؟)... سأل، فأومأت مؤكدة ببسمة اختفت حين أكمل بنبرة كان فيها من المرارة ما أقنعها بصدقه....
(اسمعي من رجلٍ لا يفصله عن الخمسين سوى أربع سنوات لا غير ...ورأى من الحياة ما هو متأكد أنك لن تريه ولو عشت الى المئة .... )... فغرت فمها ترمقه بتوجس، وهو يردف بوجوم ...
(كل ما نعيشه على أرض هذه الدنيا من حياة ... لا تستحق كل ما نفعله من اجل كسب الدراهم مهما كثرت ...).. تحرك من مكانه مقتربا منها يكمل بحزم ...
(فما بالك بالحرام !!... )... تمتمت بتوتر فقاطعها بنفس الحزم ينهي حديثه ....
(كنت استطيع الحصول على اللائحة بشكل عملي ...ومن رئيس القسم بنفسه .... فلا تخلطي بين الهدية والرشوة...ولا تسمحي لنفسك بتقديم عمل على آخر من اجل المال .... يمكنك الانصراف ...وشكرا لك)... ابتعدت مهرولة، في نفس اللحظة التي لمح فيها الطبيب أمين يبحث عنه ...
(انهيتم الفحص ؟؟).. هز رأسه سلبا يرد برسمية ...
(بدأت الطبيبة النسائية عملها للتو ...فقد قاومتها بشدة ...حتى اضطررنا لحقنها بمهدئ ... لا أعلم لما هذه الطبيبة بالذات؟؟ ...فقد كانت مستسلمة لي ولزميلي في قسم الأشعة ...)... ابتسم بظفر، يسأل بتجاهل ...
(ما نتيجة فحصك ؟؟).. جعد دقنه مجيبا ... (لا شيئ اكثر من ذي قبل ... فقر الدم ... ونقص في الفيتامين دال تلاته ...وجسم منهك ... يحتاج للراحة والكثير من التغذية الصحيحة ...).... صمت البروفيسور وهو يضم شفته السفلى، يفكر بعمق والطبيب يراقبه بحيرة ليجفل على سؤاله الغريب ...
(الى أي مستوى قد تتمادى لمساعدة إنسان يعاني يا دكتور؟؟).. (ها؟؟)... رد ببلاهة فابتسم البروفيسور يعيد تشكيل سؤاله ...
(أقصد .... هل يمكنك تعدي بعض مبادئك ..أو لنقل بعض قناعاتك ...لتساعد مريضا يتلظى في عذاب أليم ؟!.... ).. فكر قليلا قبل ان يجيب بنبرة لم تخلو من الحيرة....
(هذا يختلف حسب الشخص .... يعني ...قد اساعد مريضا غريب عني بكل ما استطيع ... لكن هناك اشخاصا قد تصل محبتي لهم في ان اتجاوز بعض الحدود ....وأظن لذلك بالذات هناك قانون في الغرب يفرض عدم تولي الطبيب لحالة قريب له ...)... ضحك البروفيسور يرد ساخرا ...
(في حين نحن نقصد الطبيب القريب ...ونفتخر أيضا بأننا قصدناه ..... غير متفهمين لمدى خطورة اضطراب المشاعر بسبب القرابة .... لا عليك ... شكرا لك ...)... تمتم وهو يرمقه بريبة...
(العفو.... هذه نتائج التحليل.... يمكنك مراجعتها إلى أن تنتهي الطبيبة من عملها...)... هز رأسه وهو يتسلمهم منه.
...........


مكتب اسماعيل ....

دقتين خفيفتين على الباب وتلاه دخولها، ليبتسم لها بدفيء شابه بعض الحيرة، فبسط لها يده واستجابت تتقدم نحوه، وتستسلم لضمته وقبلته على وجنتها....
(هل أنت بخير؟؟).. سأل دون ان يطلق سراحها، فأسرت لنفسها.. (بل ...هل انت بخير؟؟)... لكنها نطقت تبتسم بحياء ...(على خير حال... الحمد لله ... كيف كان صباحك؟؟)... تفهم حالتها الغريبة حياء مما حدث بينهما، فرد مستعيدا الدفيء في بسمته مع بعض المرح ...
(مختلف ... رغم رويتنه المعتاد ...).. بللت شفتيها بارتباك فمال يقبلها بخفة، لتحمر بشدة، وتتوتر أنفاسها تقول متهربة من مشاعرها الجياشة ...
(هل مررت على مريم ؟)... لا زال يمسد على ذراعها وهو ينظر الى عينيها، يشعر برغبة في ضمها والنظر إليها لفترة أطول ....
(البروفيسور يتابع حالتها ... إنها تخضع لفحص شامل ...أنهيت جولتي ...وجولتك ... وانتظرتك كي نلحق به ...).... أمالت رأسها تقول بنبرة ممتنة ...
(لم يكن عليك فعل ذلك ... أشكرك ...)... رفع يده يلمس وجنتها برقة فراحت تبحلق في عينيه ذات اللون البني الغامق، تلمع ببريق جديد لم يفلح البلور الرقيق لنظارته في إخفائه...
(لا تتعودي على ذلك .... أردت لك الراحة صباحا ...بعدما حدث بيننا ...).. جف حلقها فتلفتت تبلع ريقها وهي تغمغم تحت أنظاره المتسلية برزانة لا تليق سوى به ...
(هل ...نلحق بالبروفيسور؟؟)... سحبها مرة أخرى يقبلها بعمق، قبل أن يبعدها وينظر في عينيها هامس بهدوء..
(يمكننا الذهاب الآن)...
........................


مقر الأمن المركزي ...

[IMG][/IMG]

(سيدي ...هناك آنسة تريد رؤيتك)... رفع رأسه من على الحاسوب أمامه، يسأل بريبة ..
(من؟؟)... (أنا!!)... التفت المساعد الى الوالجة تهتف بفخر لم يخفى على كليهما، فنظر الى رئيسه الذي أشار له لينصرف ففعل. ارتخى على مقعده يحدق بها للحظة قبل أن يقول بحاجب مرفوع ....
(لمن أدين بالشرف ؟؟)... تخصرت براء بيدها الحرة، ترد بامتعاض ..
(هل هكذا تستقبل ضيوفك من المواطنين الذين أنت في خدمتهم يا حضرة المفتش؟؟)... زفر بخفوت يرد بنفس امتعاضها ...
(حضرة المفتش غارق في قضايا المواطنين الذين هو في خدمتهم ...ولا ينقصه ازعاجا من مواطنة تشعر بالملل لأنها في عطلة مرضية ..).. .. نفخت بحنق طفولي وجلست على أحد المقعدين أمام مكتبه، فاستدرك مستنكرا...
(من سمح لك بالجلوس؟؟ ...انا مشغول ... أنصحك بالانصراف ...)... قالت بغيظ تحاول السيطرة على فوضى مشاعرها ...
(أنت قليل ذوق ...وتنين متوحش ... )... ابتسم لها بسماجة متعمدة يرد بتهكم...
(وما الذي يجبرك على مقابلة التنين المتوحش؟؟ ... ...)... قلبت عينيها تقول بيأس ..
(يا إلهي ...وبارد أيضا... ).. (انظري هنا!!)... التفتت إليه، فأشار إلى الباب يقول بتجاهل ...
(البارد يطلب منك الانصراف ...قبل أن يتحول الى طرد ...لن يكون غريب عليه... فهو في النهاية قليل ذوق...).. صمتت ترمقه، فصمت يبادلها نظراتها الغريبة، ليتحول الأمر الى تحدٍّ كسبه بجدارة حين فرت تتعلل بتفحص الغرفة، ليقول بتسلية انعشت قلبه...
(الطلاء قديم قليلا .... لكنهم وعدونا بتجديدات قريبة بإذن الله ...)... رمته بنظرة ضجرة، فابتسم لها ببراءة مزعومة، يطرف برموشه السوداء، ثم قال بجدية ...
(ماذا تريدين براء ؟؟).. لم يغفل ذلك التوسع الطفيف في مقلتيها لبرهة قبل ان تستجمع نفسها، قائلة بنفس جديته ...
(أريد سيارتي ... وآخر التطورات )... تنفس بصخب وهو يميل إلى الأمام، يرد بنبرة باردة متعمدة...
(طبعا كنت سأُعْلمك حين ننتهي من السيارة ... أما التطورات فأنت أعلم ....بأنني لن أخبرك بشيئ .... )...
عبست تلوح بيدها الحرة، وهي تهتف بسخط ...
(لكنني المهدَّدة هنا ...من حقي ...) ...قاطعها بنفس سخطها ..
(لا حقوق لك... لأنك من تطفلت على أمر لا يخصك ..)... (كيف لا يخصني!! ....إنه عملي كشف المجرمين للعامة!!)... (بل عملي أنا يا حضرة الاعلامية ....وبعدها يأتي دورك لإعلام الناس ... أما ما تفعلينه ...فهو منح فرصة جيدة لهم كي يأخذوا حرصهم أو يفرون من العقاب ... )....
تجمدت تحدجه بنظراتها المشتعلة، وصدرها يلهث بأنفاسها المتلاحقة، يدها الحرة على سطح مكتبه، والأخرى معلقة إلى صدرها. توقف به الزمن هذا ما شعر به، أو لم يشعر من الأساس يراقبها بتلك المقلتين الأقرب للسواد من الزرقة بسبب حماس غضبها، يجهل السبب في اشتعال صدره في حضرتها، بطريقة لا تشبه غضبه المعتاد ولا حماسه لعمله.
تنحنحت بخفوت وهي تقف على قدميها، قائلة ...
(أريد سيارتي بأقرب فرصة ...كي لا يشك أبي في الأمر.... فهو لا يصدقني ...)... هز رأسه لاعنا سهوه اللحظي، يرد بجمود ...
(لا مشكلة ...غدا بإذن الله ...سأبعثها لمن يتكلف ببيعها ... وأرسل لك عنوانه ...)... استدارت منصرفة، فقال يوقفها ...
(براء !!)... توقفت والتفتت تنظر إليه، ليقول بهدوء باطنه تحذير ...
(استمتعي بعطلتك ...وارتاحي كي تُشفي ... يمكن للعمل ان ينتظر ... ولا تقلقي بشأنهم ...أنا بارع في عملي..)...
مططت شفتيها بسخط، واستأنفت طريقها تقول بنبرة تعمدت علوها كي يسمعها ...
(مغرور !!)... ضحك بخفة يومئ بيأس، وهو يسحب هاتفه. وضعه على أذنه ليقول بجدية ..
(إياك وان تغفل عنها ...إنها تخطط لشيء ما ...أنا متأكد... سلام ...)...
............................



المشفى ...القسم النفسي ...

فتح الباب وأشار لها بالدخول وليترك كفها أخيرا، استدارا إليهما فضيق البروفيسور مقلتيه ليبتسم قليلا بإدراك، ويلتفت إلى الأوراق بين يديه يقول بمرح ..
(مرحبا بزوج الأطبة .... انضما إلي في حفلتي الخاصة من فضلكما...).. تفقدت طائعة مريم النائمة، واسماعيل يقف جوار البروفيسور وأمين.
(لما لا تزال نائمة؟؟)... سألت بتوجس، فرد البروفيسور بتهكم ...
(لأنها تصرفت كفرسة جامحة ...وقاومت الطبيبة النسائية... فمدوها بمهدئ ...لا تقلقي ستفيق قريبا ان شاء الله ....ويجب ان نكون على استعداد ...لنضع خطة علاج ...)... اقتربت منهم مقطبة، وهو يشير بالأوراق في يده ويلقي بخبره الذي تأكد منه...
(إنها عذراء ...).. (ماذا؟؟).. تلقفت الأوراق تطالعها مع اسماعيل الذي لا يختلف عنها دهشة، بينما يقول أمين بصدمة لم يفق منها بعد ...
(اعذركما ... إن كنت لا أصدق إلى الآن ...)... حرك البروفيسور عكازه، يقول بجدية ...
)وهناك المزيد ...أنا متأكد... لكن هناك تقرير جديد يجب ان يكتب ويبعث حالا إلى وكيل الملك ...كي يفرجوا عنها ...)... أومأت طائعة تبتسم بسرور شعت له قسماتها تهتف ببهجة ...
)يا إلهي الرحيم .... سأكتبه حالا واخبر أيضا أهلها....)... مطط البروفيسور شفتيه يقول بتهكم ساخط ...
)أجل ... أسرعي ... كي تعود الراية البيضاء لترفرف فوق بيتهم ... سُحقا !!)... أنهى جملته بهمس غاضب، فربت على كتفه إسماعيل الذي قال بمهادنة ...
)مهما أنكرنا بسبب وعينا ...فهذه الفتاة في مأزق أكبر من مرضها ...إن لم نخبر اهلها ونفشي الخبر.... )... وفي حالات تعتبر نادرة لدى البروفيسور نطق بنبرة مجادلة تشوبها الجدية والحزم مع لمحة حزن ...
)لكن مرضها أهم وأخطر... يجب ان تفهموا ان خالقها ...ومنذ أن مرضت قد رفع عنها القلم ...فمن نحن كي نحاسبها حتى لو أخطأت؟؟.... شغلوا عقولكم ..)... لمس جانب جبهته بسبابته وهو يكمل بوجوم...
)أذكر حديثا تعلمناه في المستوى الثالث ابتدائي ... تغيرت المقررات الدراسية عبر الزمن ولم يحذفوه .... إلى الآن...
قال رسول الله صل الله عليه وسلم

"رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يبلغ، وعن المجنون حتى يعقل"
(رواه الإمام أحمد في مسنده) **.... المُعتل في عقله لا يؤخذ حتى في القتل ...ويحاكم كالقاتل بالخطأ ...فكيف نحاسبه نحن على باقي الأخطاء؟؟)... تنفس بحدة وكلهم يومئون بأسف، لظلم مجتمع يترك دائما الأمور المهمة والعظيمة، ويمسك في التوافه ويلوحون بها فرحين بفخر. تحدث أمين وهو يلمح العرق النابض في عنقه بارزا بشكل نافر، يقول بهدوء ...
)اهدئ بروفيسور... الله اعلم بنا ... نحاول التوعية على قدر المستطاع ...لكن السنين الغابرة أثقلت في النفوس ... تحتاج لسنين توازيها كي نمحو ما خطت في العقول ... )... شخر البروفيسور يعود لتهكمه وهو يجيب بجفاء ...
) بالله عليك.... الحديث قيل بلسان الرسول عليه الصلاة والسلام ... يعني قبل قرون مضت.... تناقلته الأجيال بمعناه البين والواضح ... لكن الجهل دائما ما يُتَّخَذُ منفذا لأنانية البشر ...)... تقدمت طائعة ووقفت أمامه ترفع كلا كفيها وتبسطهما، بعد أن سلمت الملف لزوجها تقول بغموض حيّر الأخير وأمين ...
)هلا هدأنا ... كي نفهم الحالة بين أيدينا؟؟)... تنفس برتابة وهو يرمق كلا كفيها بالتناوب للحظة، ثم رفع رأسه قائلا باستسلام ساخر...
)حسنا ... اجلسي واكتبي التقرير... ونحن نتناقش ... وبعد ان ننتهي يمكنك زيارة أهلها قبل مغادرتك وابلاغهم بالأمر... لكن احذرك ...مما قد يفعله زوجها العتيد إذا علم بالأمر .....)... أنزلت كفيها إلى جانبيها مقطبة بحيرة، تقول بوجوم...
)آخر ما علمت عنه ...شروعه في معاملات الطلاق ..)... رفعت سبابتها تربت على دقنها بتفكير، واسماعيل يقر بوجوم ..
)قد يكون رده عنيفا ...)... أصدر البروفيسور ضحكة خالية من المرح وهو يتشدق ...
)أجل ... فالوضع جدا خطير .. يتعلق برجولته العظيمة... كيف له أن يقضي سنة معها في الزواج دون أن يلمسها؟!... هذا أمر شائك أليس كذلك يا دكتور ؟!...).. نظر إلى اسماعيل الذي تجمد يرمقه ببلاهة، قبل ان يرمي زوجته بنظرة من طرف مقلتيه للحظة وجيزة جدا، لكنها لم تكن لتفوت البروفيسور الذي لمح احمرار المعنية، لتتسع بسمته يتأكد له شكه.
نطق أمين بغضب زاد من اتساع بسمة البروفيسور، يستدير إليه اخيرا يعفي اسماعيل وزوجته من الإحراج الذي ألم بهما ....
)سنمنعه من رؤيتها ...بسبب مرضها ..سيكون من حقنا ذلك ....)... ضم شفتيه إلى الأمام بتسلية يقول بتفكه ..
)حقك بأي صفة بالضبط؟؟ ... فمُهمّتك انتهت حين قررت خلوها من الأمراض العضوية ... سوى نقصان في بعض الفيتامينات!!)... ارتبك أمين يرد بتوتر، وكعادة الأطباء بدءا في التحليل السريع ليكبت كلاهما بسمة مرحة، والبروفيسور يرفع حاجبه منتظرا ما سيقوله...
)أقصد أنتم .... ستمنعونه ...ألن تفعلوا ؟؟... .).. حل صمت مربك لأمين، جميعهم ينظرون إليه، ليقرر البروفيسور الحديث اخيرا وبشكل قاطع..
)لو لم تكن شخصيتها الأساسية...من نعتته بالخائن ...ما كنت قررت ان من مصلحتها التخلص من الزوج بشكل نهائي .... )... التفت إلى طائعة واسماعيل قائلا بجذل، يبتسم بحماس ....
)ينتظرنا عمل كثير ... وأسأل الله التوفيق ...لأنني لست مستعد لفقدان هذه المريضة مهما كلفني الأمر ....)... رفعت ورقة التقرير تمدها له، فتدخل إسماعيل قائلا ....
)أظنك ستعمل على شخصيتها الأساسية!!)... أومأ وهو يعيد الورقة إلى طائعة، بينما أمين يراقبهم بتمعن ...
)سأنتظر استيقاظها ...وابدأ في استجوابها ....يجب أن أعلم من انتقمت منهم ؟؟ ....وكيف؟؟ ... من الأفضل إن لم يحضر أيٌّ منكم في بداية الأمر....).. استنكرت طائعة ...
)لكن برو...)... قاطعها يفسر .....
)خصوصا أنت ....أو حتى الدكتور هنا .. )... أشار الى أمين وهو يكمل ...
)يجب أن أحدد موقفها منكم ....بل من كل معارفها ....حينها سأقرر من تقابل ومتى تقابله ...)... هزوا رؤوسهم بتفهم، وهو يسترسل بعملية ...
)أنتِ وزوجك ...ستهتمون بأمر التقرير.... وإعلام أهلها ... لكن قبلا يا اسماعيل ...أصدر أمرا بمنع الزيارة عن مريم ... مهما كانت أهمية السبب أو الشخص ...سوى بإذن منك شخصيا ... كما أريدك ان تبعت لي بعض الأدوية حالا ...سأكتبها لك ...)... قارن قوله بفعله يدون بعض أسماء الأدوية، ثم طلب من أمين الرحيل. ما إن اقفل الباب حتى استدار يسأل ببرود مفاجئ ....
)لم تخبراني ... بأن أختكِ نزيلة في القسم هنا ...)... شهقت بخفوت، ونظرت إلى اسماعيل الذي اكتسى وجهه بجمود، يرد بجفاء غير متعمد ...
)لم تحدث مناسبة .... ك... كيف علمت؟؟)... رفع عكازه يشير إليه قائلا ...
)علمت بطريقتي ... يا دكتور ...فأنا أعمل هنا الآن.. بتصريح منك شخصيا ... ها انا ذا أجبت... مع ان هذا لم يكن موضوعنا ...)... لا زالت طائعة على جمودها، وإسماعيل قد اقترب منها يسأل البروفيسور بحذر ...
)وما هو موضوعنا بالضبط ؟؟)... زم شفتيه إلى الأمام ثم مال بهما جانبا، وهو يتأملهما بتسلية يرد بتهكم...
)يعجبني مدى توافقكما الظاهري هذا ...حقا!!... كل مرة تسرع لتقف بجانبها و هي تمتل دور المستنجدة بك ...)... عضت شفتها تضم حاجبيها بعتاب، واسماعيل تشتعل مقلتيه مقتربا من البروفيسور يقول بنبرة تشي بمدى قرب نفاذ صبره ...
)مع احترامي بروفيسور ... لا أسمح لك ..)... لم يتحرك من مكانه يضيق من مقلتيه، وهو يقول بنبرة حازمة ...
)على الأقل أنا شجاع بما يكفي لأكون صريحا ... ولأقول لك ...ولها ... وضعكما لا يعجبني إطلاقا.... فأنا يا دكاترة الطب النفسي ...لا أختبئ خلف قناع الجمود والبرود أو ادعاء الضعف ... ... )... تسمر كلاهما مكانه، وهو يكمل بنفس حزمه ...
)أثرثر حد الضجر ...وقد أكسر ما حولي من أمتعة... أسخر ...أتهكم ... أناقش ...أجادل ... لكن أبدا ...لا أدعي ما لست عليه!!...)... نظر اليه في عينيه بتحد ان يستنكر عليه ما قاله، فتنحنح إسماعيل يقول ...
)أظن ... أننا قادرين على حل مشاكلنا ...)... نادت منه ضحكة ساخرة أشبه بشهقة عالية، يرد وهو يميل بجذعه إلى الخلف قليلا ثم إلى الأمام...
)وما هي المشاكل التي تنشأ في الشهر الأول من الزواج؟؟... حقا اضحكتني دكتور .... كان يجب ان تعلم افضل من هذا ...)... زفر اسماعيل بقنوط، وطائعة كتمثال يراقبهما لا تعلم كيف تتصرف!، تشعر بنفسها في حفرة مفخخة الجوانب...
)إذن دعاني اعطيكما خيطا ...تمسكانه من أي مكان تريدان ... .. أنت لست بالبرود الذي تظهر به ..وهي ليست بالضعف الذي تظهره لك ... ... انصرفا ... ولا تنسى الدواء ...معه ملف عن حالة أختها.... سأطّلع عليه الى أن تفيق مريم ...)... رفع رأسه الي طائعة ينهي حديثه قبل أن يستدير موليا لهما ظهره...
)حين تكونين جاهزة ... سأنتظر جانبك من القصة ...عن اخت لم تذكريها من قبل ...).. انسحبت تفر، واسماعيل يقول رغما عنه بنبرة رسمية ....
)هل أبعت لك بالعشاء هنا ؟... جدي أوصاني بإحضارك لبيتنا طوال فترة إقامتك في مدينتنا ...)... استدار يبتسم كأنه لم يكن حانقا، قبل قليل يقول بسخرية تميل للأسى ...
)هل أعتبر هذا طردا مؤدبا من تلميذي العزيز؟؟ ...)... أسدل المعني جفنيه بيأس، ثم قال بنبرة معاتبة ...
)بروفيسور ...من فضلك ...تعلم ان ذلك لم يكن قصدي ...)... أبتسم بغموض يقول ...
)إذن سأقبل بالعشاء هنا ... وعصير برتقال منزلي ... لو أمكن شكرا لك ....).... أومأ له باسما، يستأذن منصرفا، والبروفيسور يهمس بمرح ...
)الاستفزاز العاطفي .... دااااااائما ما ينجح ....)....


**معنى الحديث رفع الإثم عن هؤلاء الثلاثة فلا يؤاخذون ما داموا في هذه الحالة لأنهم غير مكلفين، لكن النائم يقضي الصلاة إذا استيقظ كما جاء في الحديث الآخر. وكذلك لو ارتكبوا شيئاً فيه اعتداء على الآخرين كإتلاف المال وإتلاف شيء من الأنفس فإنهم يغرمون المال الذي أتلفوه وكذلك لو قتلوا نفساً في هذه الحالة فإنه يعتبر هذا من قتل الخطأ فتجب عليهم الكفارة والدية على العاقلة لأن حقوق الآدميين لا تسقط بذلك لأن مبناها على المشاحة، وأما حقوق الله سبحانه وتعالى فمبناها على المسامحة.
……………………..

[IMG][/IMG]

منزل ..... آل عيسى ...

قبل رأس والدته وقام بخفة، ثم سحب الغطاء إلى حدود صدرها، وعاد يقبل أعلى رأسها قبل ان ينسحب بهدوء كما أقفل الباب خلفه. توجه إلى غرفة الجلوس حيث وجد تغريد تتفرج على التلفاز، وحق مستغرقة في رؤية شيئ ما على هاتفها الذكي الذي أهداه لها حديثا. جلس بالقرب من أخته يربت على أعلى كتفها قائلا بلطف ...
)كيف حالك مع العقاب ؟؟)... تفاجأ من بسمتها الخجلة، المتردد، تجيب بهدوء ...
)لولا قلقي على الحصص ... لكنت أجبتك بأنني لا اكثرت ...)...(يا شقية !!..).. دفع كتفها بمرح، ثم قال بجدية ...
)ما فعلتِه خطأ في حقك... قبل حق عائلتك يا تغريد ... لم يكن غضبي من أجل العائلة أو لأجلي... بالقدر الذي كان خوفا عليك ... ماذا لو تأذيت؟؟ ...ماذا لو كان أحدا ما ضربك أو تعدى عليك ؟؟...)... شهقت بخوف، وهي تبحلق فيه برعب أرعد صدرها، تتساءل كيف ستشعر لو انتهى بها الحال مثل والدتها؟! أجفلت عليه يربت على يدها بحنو، يستطرد ...
)فكري تغريد ...قبل ان تتصرفي ... أنت لست طفلة ... كي لا توازني الأمور... هل استطيع الاعتماد عليك؟؟).... أومأت بارتباك وخجل، فابتسم لها وقام يقبل جبينها يهمس، قبل ان يقترب من زوجته ...
)يمكنك العودة إلى المدرسة منذ الغد ...اعتني بنفسك ... من أجلي...).. ابتسمت بتأثر، تلمع مقلتيها بدموع وشيكة، فالتفتت إلى التلفاز تتلهى بها حتى تتحكم في نفسها.
)ماذا تفعلين؟)... سأل وهو يقعد جوارها، فنظرت إليه تنزع السماعات من على أذنيها، وتريه شاشة الهاتف قائلة ببهجة ...
)أُنصت إلى محاضرة ...فبعض الطلاب يصورونها وينشرونها في الصفحات الخاصة بالتخصص على الفيس بوك...)... هز رأسه باسما لها بتشجيع، يقول ...
)يمكنك الذهاب إلى الجامعة ...إذا أردت حق ....).. وضعت الهاتف أمامها تفسر بخفوت نبرتها وهدوءها المعتاد ..
)في الحقيقية ...لا أريد ترك أمي لحالها ...الخالة شمة تقوم بما يكفي من أشغال البيت ... وتمنعني من مساعدتها بسبب الحمل ...)... امسك بيدها بين كفيه يقول بتحذير ..
)لا يجب عليك اتعاب نفسك ... وأنت حامل ...هي محقة .... هناك خادمة تساعدها ...وإن أرادت أخرى... أحضرناها ... لكن إن أردت الذهاب الى الجامعة ففعلي ...).. احمرت من امساكه ليدها، ترمي تغريد بنظرات متوترة، ثم قالت بإشفاق ...
(قد لا تفهم الخادمات عليها ... لذا لا استطيع تركها لهن ... في الوقت الحالي لا ينقصني شيئ ...الشرح يصلني الى قعر بيتي .... الله أعلم..... قد تشفى أمي قريبا ...).. رمقها بتأثر، وحبه لها يزيد كل يوم عن الذي قبله، يهمس بحب ...
(كما تريدين ... ما فحوى المحاضرة التي تنصتين إليها ؟)... تركزت حواسها بحماس اجتمع في مقلتيها التان تلمعان ببريق لا يشبه الهدوء على ملامح وجهها السمحة، مع تلك اليد التي تتحرك بروية تصاحب الكلمات من ثغرها الباسم، يجعل ابراهيم مأخوذا بها ولا يستطيع أن يحيد عنها بعينيه المراقبتين لكل خلجة صادرة عنها ....
(يتحدث عن الأزمة الاقتصادية في العالم...والتي كان سببها المباشر الازمة المالية الأمريكية سنة 2007.. ...ومدى تأثر اقتصاد الدول بها ..خصوصا من تعتمد على الاقتصاد الأمريكي.. بخلاف...مثلا الصين وروسيا وإيران في البداية فقط ..... لكن رغما عنهم اعلنوا الركود بعدها ....لأن الجميع في سفينة واحدة ...هي الدنيا ...)... أومأ بتفهم، ثم قال ....
(أظن السبب الرئيسي في الازمة المالية ...كانت المصارف الأمريكية؟؟ ...)... ردت عليه موافقة وأضافت...
(بلى ... وبالذات القروض الع ق ا ر ية ... فقد كثرت القروض بسبب سهولة الشروط والقوانين للحصول عليها ...حتى تكدست على المواطنين فلم يستطع أغلبهم تسديدها ...إلى أن أعلنت البنوك افلاسها ...مما سبب بدنو خطير في البورصات.... التي أساسها يرتكز على الأخبار إن كانت صحيحة أم خاطئة .... كله بالمجمل مؤسسة خاطئة ...)... تلكأت قليلا ثم استرسلت وهي ترمقه بجدية ....
(هل تعلم لما المدن الصغرى في بلدنا لم تتأثر بالأزمة كثيرا .... باستثناء المدن الكبرى والشركات الكبرى؟ .... )... كانت لديه فكرة، لكنه يستمتع بالحوار معها، فأومأ لها بتفسير لتردف ...
(لأن الناس ...هنا مثلا في مدينتنا ... يختزلون من تعاملاتهم مع البنوك .... بل هناك من الموظفين من يسحبون مداخلهم ... ما إن تدخل حساباتهم ... ومنهم من يتعامل مع حسابات البريد بدل البنوك ... ويستبدلون القروض الربوية بالجمعيات التعاضدية بينهم ...)... ابتسم لها بدفيء يقول ..
(أنت محقة ... فجدي بنفسه ... علمني ان لا أعتمد على البنوك في السيولة... فكنت استثمر ما ربحناه في العمليات قبلها .... أما الأراضي التي نملكها فهي موروث عائلي عبر الأجيال.... كما أن عائلتنا لا تعيش بالبذخ الذين يعيشون به من هم في مثل ثرائنا ... )... أشار إلى الغرفة حولهما يكمل ...
(انت رأيت بنفسك ..منزلنا عادي ...مثل أغلب منازل العوائل الميسورة باعتدال في المدينة ....)... أومأت له تبتسم بتأثر، وهي تقول ...
(زادكم الله من نعيمه .... فلا ربح مع الحرام ..مهما غيروا من الاسماء ...واتخذوا طرقا ملتوية كي يتوهوا الناس ....يبقى حراما ...لا يجلب سوى الخراب ... )... هز رأسه قائلا بسهو ...
(ادعو الله ان يعينني على مساعدة اهل الجبل ....فالمسؤولية صعبة ...لا اعلم إن كان كاهلي سيتحمل ...)... أجفل على دفئ كفها، تشد عليه هامسة بمؤازرة ...
(سيكون الله في عونك بإذنه سبحانه ..... فنيتك صالحة .... فقط اهتم بالشباب ...حاول ان تساعدهم على فتح البيوت... هم نبض الأمة.... إن كانوا بخير ... كانت الأمة بخير ..)... تحولت بسمته الى مكر وهو يقترب منها، يهمس بحرص كي لا تسمعهما تغريد ...
(منذ متى لم أسمع منك كلمة احبك ؟؟)... ابتعدت منه بخفة، تجعد أنفها فقطب بحيرة، فهي لم تفر منه بسبب حياءها كعادتها...
)ما بك ؟؟)... بلعت ريقها ترمقه بتوجس، فرفع حاجبه يستدرك بتحذير ...
)حق أخبريني حالا ...)... تكمشت ملامحها في أسف مسبق تقول باستعطاف ....
)أنا آسف ابراهيم.... لكن رائحتك ... أقسم ..ليس بيدي ... أنت لم تستحم بعد ..)... مع كل كلمة يرتفع حاجبي ابراهيم دهشة، حتى أنهت حديثها بتردد...
)أنا متحسسة من الروائح .... وخصوصا ثيابك ... لا أعلم لما؟؟ ...لكنني بحثت وقرأت أن ذلك طبيعي ...مع الحمل ...آسفة ..من فضلك لا تغضب ...)... رفع رأسه يحدق بها، فقرر اللهو معها لينعش صدره من جفاء يومه، ليقول بعبوس متصنع وهو يقوم ...
)لا بأس ... سأذهب للاستحمام ... وتغيير ملابسي ...)... انصرف باسما بسعادة، وهي في أثره تقول محاولة الحفاظ على خفوت نبرتها...
)أرجوك لا تعبس ...هكذا ... إنه شيئ عادي ... ابراهيم ... حبيبي !!).... تجمدت خطوته على عتبة غرفتهما، واستدار إليها يسأل بدهشة حقيقية وهو يسحبها كي تدخل ويقفل الباب ...
)ماذا قلتِ؟؟)... فتحت مقلتيها تبحلق فيه وتطرف برموشها مرات عدة، فابتسم قائلا بمرح ...
)آخر كلمة في الجملة ...بعد إبراهيم مباشرة ؟؟...)... قاومت بسمتها وهي تقول بتردد خجل ...
(ح.... حب.... حبيبي ...)... سحبها بقوة يضمها، ويقول بتسلية ....
)لا أريد ان أسمع منك غيرها بعد اليوم ...هل سمعتني ؟؟)... أومأت وهي تنسل من بين ذراعيه، وهي تكمم فمها براحة كفها، مهرولة الى الحمام. أسرع من خلفها وانتظرها إلى ان استفرغت وغسلت وجهها وهي لاهثة، فقال بنبرة آسفة ...
)سامحيني حبيبتي ...لقد نسيت ...سأحرص على الاستحمام كل ما عدت من العمل ...ويمكنك تعطير ملابسي المنزلية ...بعطر يريحك ...)... ابتسمت له بوهن وهي تخرج من الحمام، فابتعد عنها يدخل هو مستدركا ...
)أحضري لي ملابس أخرى من فضلك ....و... أنظري لي ...حق!! ...).... استدارت إليه بلهفة، فقابلها ببسمة واسعة، يغمز لأول مرة بلهو فاجأها، ودفع بالدم في عروقها ...
)حين أنتهي من الحمام ...أريد سماع تلك الكلمة مرات ومرات ...)...
………………………………


المشفى .... قسم القلب والأوعية الدموية....

)ماذا تقولين أنت؟؟)... انتفضت سمية تصيح بصدمة، لا تعلم طائعة أي حظ هذا الذي جعل أهل زوج سمية يحضرون لزيارة السيد عبد السلام، حتى زوجها ...
)كما سمعت يا سمية ... الفحص الطبي الشامل ....كشف عن عذريتها ... هل تحتاجين لتفسير أدق ؟؟...)... استقام السيد عبد السلام جالسا وكأن الحياة دبت في عروقه، يقول بتوسل مثير للشفقة ....
)أقسمي بالله يا ابنتي ..... )... رفعت طائعة الأوراق بيدها، تقول بيأس ...
)بدون قسم يا عمي ...هذه نسخة من التقرير الذي سلمناه لوكيل الملك ...قبل أن نأتي هنا .... ومع أول ساعات العمل بالغد بإذن الله .... سيصدر قرار الإفراج عنها ...).. حل صمت رهيب، واسماعيل يقف جوارها مراقب بتركيز على كل ردة فعل منهم. فكان أول من قطع الصمت، والدة مريم التي قامت تهتف ببهجة تنظر إلى زوجها الذي يبادلها البسمة بأمل يلوح في الأفق، لاستعادة كرامتهم بين الناس...
)الحمد لله ...ابنتي لم تفعل الفاحشة ....الحمد لله ...)...
)لكن ...هذا مستحيل!!)... نطقت سمية بصدمة لم تفق منها بعد، فقالت طائعة بحنق حاولت السيطرة عليه، لكن جزءا منه انسل منها رغما عنها ...
)ما هو المستحيل يا سمية ؟؟... براءة شقيقتك أم خطأك الفادح تجاهها؟).... صمتت تتميز من الغل، فقالت حماتها بحقد لم ينطفئ. فحسب تفكيرها العقيم، بسبب مريم أصبحوا علكة بأفواه الناس، غير العلاقة التي توترت بين ولديها حد الشجار والمقاطعة.
)تلك الفتاة ماكرة ..... غررت بابني واستدرجته ...).. اندهشت طائعة من استسلام الجميع بخزي، فسبقت زوجها الذي شعر بنفس الدهشة التي اضافت إليها الكثير بقوة ردها، يتذكر قول البروفيسور ...
)أظن يا سيدتي ...أن الضحية هنا ليست ابنك أبدا ... صدقيني ...ما توصلنا إليه من ثوابت ... تكفي لسجن ابنك بتهمة استغلال مريم ... والتعدي عليها ...)... شهقت النساء، وتراجعت تلك المرأة بخوف، فنطق الصبي شقيق مريم الذي لم يتعدى الرابع عشر من عمره بغضب ....
)هل هذا صحيح ؟؟...)... ربت زوج سمية الصامتة والحقد يقطر من نظارتها، على كتف الصبي يقول بمهادنة ودهشة أصابته بحيرة ...
)اهدئ يا نعيم ... حتى نفهم ...)... ثم التفت إلى طائعة يكمل بهدوء ظاهري ...
)هلا فسرتم لنا ...حالة مريم ...ولما تحتجزونها في المشفى؟؟)... ابتسمت طائعة بقسوة، أرعدت قلب اسماعيل ليتأكد من صحة قول البروفيسور، وبوجوب حديث صريح بينهما، لكن السؤال الملح على صدره بشدة، هل هو مستعد لحوار صريح؟!...
)الآن تريدون معرفة حالة مريم ؟؟...).. .. أومأت بيأس ساخط، ثم قالت بنفس النبرة القاسية، قبل أن تنسحب برفقة زوجها الذي أمسكت بكفه تشد عليها وكأنها تستمد منه تلك القوة، ليعود متسائلا في سره؟!، هل تكون ضعيفة قربه، ام هو بالفعل ادعاء بالضعف؟!.
)مريم لديها مجموعة من التعقيدات النفسية .... وقد أصدر رئيس القسم النفسي بنفسه .... قرار منع الزيارة عنها ... وسنقوم باستدعاء كل من يكون في مصلحتها رؤيته... ومن يفعل أي شيئ قد يحول بينها وبين علاجها .... سأحرص بنفسي على الشكوى عليه لدى الشرطة ..... عن اذنكم ...)...
خرجت من الغرفة، وتركت يده لتسحب هاتفها. راقبها بصبر وهي تحدث ابنة خالتها بعبوس أقرب للغضب ...
)أجل سهام... هي بريئة ... كما اخبرتك ... أريد لهذا الخبر أن يذيع كالنار في الهشيم .... وقرار الافراج عنها سيصدر غدا بإذن الله ... تعلمين ماذا ستفعلين .... لنستغل مصادر الإعلام المحلية لشيء مفيد ... وللستر بدل الفضائح المعتادة ... إلى اللقاء حبيبتي ...سأحدثك لاحقا .... )...
نظرت الى زوجها الذي اقترب منها يمسك كفها، قائلا بحزم هادئ ...
)يجب أن نتحدث ...)... زفرت بتعب، ثم قالت وهي ترمقه بتوسل ...
)هل يمكننا تأجيل المحتوم قليلا.... من أجلك انت اسماعيل ....)... زم شفتيه يتمعن في التحديق بها لوهلة كاملة، ثم أومأ يرد باستسلام ...
)أنا موافق ... لكن غدا بإذن الله ... سنتحدث ...)...
……………...

القسم النفسي ...

نهض من على كرسيه ثم أمسك أعلى مسنده، وجره بتعمد كي يصدر صريرا مزعجا. أوقفه بالقرب من السرير، وجلس عليه واضعا رجله المعتلة فوق الصحيحة، وأراح عليهما كفيه يبتسم لها ببراءة مزعومة وهو يقول ...
)يمكنني الانتظار الى آخر أنفاسي ... فأنت الحالة الوحيد التي أتابعها هنا ....أول لنقل ...)... تلكأ يهز كتفيه بخفة، ثم أردف تحت أنظارها الساخطة ....
)الحالة الرسمية الوحيدة ... آمل ذلك ...إلا ستكون كل حساباتي خاطئة ...وهذا لا يحدث إلا نادرا ... المهم!!... ).. ابتسم لها بحبور مدعى، يسأل بتسلية ...
)ما قصة عذريتك ؟؟)... احتدت أنفاسها وهي تعدل القبعة الصوفية الكبيرة الساترة لرأسها بالكامل حتى نصف جبينها، وهو يسترسل بتعمد مثير للجنون ...
)طبعا لن تجيبي وأنا سأضع فرضيات .... كنت سأتهم زوجك بالعجز...لو لم تنعتيه بالحقير الخائن .... وهذا يتركني مع فرضيتين أخريين .... أنه لم يلمسك باتفاق بينكما ...وذلك قد يبرر غضبه الجارف...و عدم تنازله عن حقه .... أو.... أنه مغفل أبله ... وهنا ... )... نظر إليها بجدية يستدرك .....
(يكاد الفضول يأكل أحشائي ... أريد أن أعلم كيف فعلتها؟؟... كيف نجحت في خداعه؟... )... ضيق من مقلتيه يثبتهما عليها بتركيز، وهي صامتة تشد على طرفي السرير بقبضتيها، جاحظة عينيها السوداوين ترميه بسهام حادة. لحظة وأخرى مرت دون ان يتحرك أحد منهما، ليقول أخيرا ...
)دعيني أساعدك يا مريم ... أعلم ان لا أحد تفهمك من قبل ...لكنني أعدك بالوقوف بجانبك ... فقط أعطيني أجوبة شافية ...وسأساعدك على استعادتك السيطرة على حياتك ....)... تدحرجت دمعة تناقض قساوة نظراتها، تلاها إسدال لجفنيها وهدوء مريب...
(مريم افتحي عينيك .... مريم... يجب ان نتحدث...كف عن الهروب ..)... رفرفت برموشها ثم فتحت مقلتيها بوهن، ونظرت إلى البروفيسور تقول بتعب ...
)ألم تتعب من الحديث بعد ؟... أنت تتحدث كثيرا ...)... مطط شفتيه يقول بضجر ..
)ليس وقتك أبدا يا مريم ...)...(عفوا!!)... نطقتها بجهل وهي تتفقد رسغيها، فقال وهو يمسد على جبينه ...
)ما آخر شيئ تذكرينه ؟؟)... تنفست بوجع وهي تضم يديها الى صدرها، تجيب بتلقائية ...
)أنت طبعا ...وهل أرى غيرك؟... كنت تسألني عن زوجي ...واخبرتك أنه حنون ...)... رفع حاجبيه وبسمته تتسع في مكر أظهر نابيه بتسلية، يقول ...
)اخبريني يا مريم عن علاقتك بزوجك ...كيف هي؟؟)... قطبت بحيرة، فاستدرك..
)أقصد ...كيف يعاملك ؟؟... ما الذي يجمعكما من نقاط مشتركة؟؟)... ابتسمت بحزن ترد ...
)التقيت به عن طريق زوج شقيقتي سمية .... هو من أصدقائه.. ... أعلن اعجابه بي وطلبني من أبي... حتى دون ان يسألني رأي ... وحين تحدثت معه ...اكتشفت مدى روعته ... محدث لبق ... وبعد الزواج دللني ... وقضيت معه شهورا جميلة ... )... رفع احدى كفيه يسند بها دقنه، يستجلب انتباهها .....
)مريم ؟؟)... نظرت إليه فسأل مجددا ...
)ألم تلاحظي ...وجود فجوات ...في ذكرياتك مع زوجك ... أقصد ... كم من شهر تذكرين انك عشتها معه؟؟)... جعدت دقنها تجيب بحزن ...
)أعلم أن بي خطب ما ... أمي اخبرتني أن جنا سكن عمي ...وانتقل إلي ... لأنني أول من اكتشف جثته ...)... قرر مسايرتها فهي بالنهاية جانب منها جد مهم ...
(مممم.... جن.... وماذا يفعله هذا الجن حين يتلبسك ؟؟)... تكومت ملامح وجهها في رعب، تجيب بنبرة متهدجة ...
(يفقدني السيطرة على جسدي ...حتى عقلي لا يدرك الوقت ولا المكان ...كأنني غائبة عن الوعي ... قد أكون معك الآن... ثم بعد برهة اجد نفسي في اليوم التالي ..أو بعد أسبوع ...)... فر التهكم وحتى نظرة التسلية من على ملامحه، وذاكرته تنهال عليه بمشاهدة مؤلمة، لحالة مشابهة إلا أنها كانت أكثر قربا منه، واكثر تأثيرا على حياته ...
(سأطرح عليك سؤالا محرجا ...لكنني أحتاج لرد عليه ...حتى لو بإماءة رأس ... اتفقنا؟؟)... أومأت له بريبة، فاستدرك ...
(هل حدث وعاشرت زوجك ؟؟)... تهربت بمقلتيها حياء، فحثها .. ...
)مريم!!)... لازالت متهربة وهي تومئ بإيجاب، فقال بترقب لرد فعلها ....
(لكن الفحص الطبي ... أثبت انك عذراء ...)... نظرت اليه بصدمة لا يخطئها أحد، فسألها بجدية ....
(فكري مريم ...هل تذكرين مشاهدة واضحة ...لك مع زوجك؟؟ ... )... منحها كل الوقت وهي تجعد جبينها، في تفكير مضني، ليزفر البروفيسور بيأس يقول ....
(كل ما تذكرينه... افاقتك بجانبه ....أو حتى على صدره ... لا غير ...أليس كذلك؟؟)... حدقت إليه وهي تبلع ريقها بخوف تمكن من ضلوعها، تقول ....
)م..... ماذا ...يعني ذلك ؟)... (تلك الماكرة!!...).. نطقها بهمس، يكمل بنبرة مسموعة ...
(يعني أنك عذراء يا مريم ....ولا تفسير آخر لها ... لكن أخبريني ... ما هي أول ذكرى لك على الإطلاق؟؟)... أراد التأكد من التشخيص، وفي نفس الوقت تحديد تاريخ بداية المرض، لكنها لم تفهمه فاستدرك مفسرا ...
(مثلا أنا ... أول ذكرى لي عن حياتي الماضية... كنت في سن الثالثة ...)... بلع غصة استحكمت بحلقه، وتجاهل المشاهد مجددا، ينتظر ردها الذي تأخر لبرهة ...
(لا أعلم.... كل شيئ مشوش ...لكن لدي واحدة قديمة ...وواضحة ... في سن الخامس عشر أظن ....كان أبي وأمي يتناقشان بخصوص المال ... لم يكن لديهم ما يكفي لشراء مستلزمات المدرسة ...فقد كنت انا في السنة الأولى ثانوية ...واختي سما في السنة الثالثة ثانوية ... وسمية أول سنة في المعهد ...)... رفع عكازه من على الأرض، يحركه برتابة يهمهم قبل ان يسأل، لكنها قاطعته ببعض من البهجة المترددة .....
(ما قلته قبل قليل ... يعني أنني بريئة من الخيانة؟؟ ...).... مال تجاهها يقول بتحذير ...
(أجل.... لكن الزوج العتيد سيبحث عن جواب للمعضلة ...فهل لديكِ واحد ؟؟)... أومأت بقلق، فقال وهو يرخي ظهره على المقعد ...
(مممم.... إذن دعينا نكمل موضوعنا ... ماذا تعرفين عن الخاتم؟؟)... تجعدت ملامحها برفض تجيب ...
(كلما استيقظت من تلك الفجوات ....وجدته في يدي ... أشعر وكأن ذلك الجن من يضعه في إصبعاي ...كي يستحوذ علي... . )... ضحك البروفيسور بهدوء قبل أن يخبرها ....
(هل تظنين ما بك ... جن عاشق كما يقولون ؟؟)... عبست بحنق تزم شفتيها ....
(لا تسخر مني ....فهو السبب في فسخ خطوبتي الأولى... )... تذكر فقال بفضول ..
(على فكرة الخطوبة الأولى..... ماذا حدث حتى اتهمك هو أيضا بالخيانة؟؟ ...)... لا زالت على عبوسها تجيب حانقة ...
(كنت مغيبة كما العادة ..وحين استيقظت ...سمعت حديث شقيقتاي عن مدى حسدهما لي على الشاب الوسيم الذي فعل كل شيئ كي يخطبني .... وانا ارفضه بشدة ...متعللة بإكمال دراستي ...في كلية الطب ...)... أصدرت ضحكة ساخرة وهي تردف بتهكم ...
(عائلتي لا تجد ما تكمل به الشهر من المال ... وهو يريد أخذي الى كلية الطب .... لا اعلم حتى كيف اقنع أبي ....)... (من هو؟؟)...سأل البروفيسور بدهشة، فقالت بثقة ...
(الجن ... هو من كان يحقق كل تلك العلامات الدراسية ...فأنا لا اذكر حتى الدروس.....).... (حقا!!).. سايرها في قناعتها، فاسترسلت تؤكد بجدية ...
(أقسم لك .... لذا حاربته ...وافشلت كل خططه ... وافقت على ذلك الشاب .... وأخبرت أهلي انني سأدرس في المعهد... وكم أسعدني رؤية الراحة على وجه أبي ... فهو يحبنا كثيرا ...ويكره إرغامنا على شيئ لا نريده ...)..
خلايا دماغ البروفيسور في عمل صاخب، يجمع بين الخيوط ، ثم قال بوجوم ....
(وماذا كان رد فعل الجن؟؟)... عادت للعبوس بحزن تجيب بتحسر ....
(أفقت على شجار عنيف ...بين اهلي والشاب .... يتهمني بخيانته مع صديق له .... يقسم انه رآني وسمعني أخبر صديقه... أنني ...لا أحبه واتخذه خطيبا طمعا فيه ...)...
صمتت تذرف الدموع، فقال بإشفاق غريب عليه وهو يقوم ...
(اهدئي يا مريم ...اهدئي ... خذي هذا ...)... مد لها بحبة دواء، فنظرت إليه ليستدرك ...
)أنا طبيب يا مريم ...إنه دواء سينفعك ...تفضلي...)... فتحت فمها باستسلام، فدسه وأمد لها بكأس ماء بلاستيكي. راقبها يتأكد من بلعها للدواء، ثم عاد إلى كرسيه وفتح ملفا ما يقرأه بتمعن بعد ان قال لها ....
)حاولي ان تنامي مريم ...أنت تعبة ... ويجب ان ترتاحي ...)... أومأت بوهن، وسكنت ترمقه وهو غارق في ما يقرأه، حتى راحت في سبات عميق.
………. ..........


منزل آل عيسى ....

استدار إليه بعد أن لاحظ صمته، فقال يلفت انتباهه ...
)إسماعيل هل تسمعني ؟)... (ها!!)... ابتسم ابراهيم يقول لجده مزاح ...
)يبدو أن العروس استولت على عقل طبيب النفوس....)... ضحك الجد ببهجة حقيقية، وقد بدأ قلبه يرتاح تجاه حفيده الثاني، بينما ابراهيم يكمل بمرح ...
)سألتك كيف هي حالة لفتاة ؟؟).. رد عليه وهو يحرك عويناته من مكانها بتلقائية، ينفض رأسه من فوضاها التي لا تبرح مكانها لأي سبب كان ...
)الحمد لله ...ارتحنا من تهمة الخيانة ...لكن حالتها لازالت خطيرة ...)... قاطعه جده يسال بصدمة ...
)ما قاله البروفيسور أمس صحيح ؟؟)... فكر اسماعيل قبل ان يجيب ...،،،أتمنى فقط لو يُبقي ذكاءه لنفسه مرات على سبيل التغيير،،،،
)أجل جدي ...صدق توقعه ...).. (عجبا .... إنها بالفعل فوضى كبيرة ....أصلح الله شؤونهم ...)... أمّنا خلفه، فسحب ابراهيم الهاتف يقول باسما بتسلية ليظهر مزاجه الرائق واضحا للعيان ...
(سأتصل بذلك الشقي ...الذي نسي أمر امه اليوم ...)... ابتسما له، الجد بدفيء، وإسماعيل ببرود يعكس مزاجه المتوتر ...
)أينك يا عيسى؟ ....قبلا كنا نعذر بعدك ...لكن الآن... ما هو عذرك لكي لا تزور أمك يوميا؟)... أنصت إليه ثم قال بحنو ...
)أخي ... أمي مريضة وتحتاج وجودنا حولها ... فلا تغب عنها ... مُرّ لتراها خمس دقائق واذهب ...الأم لا تعوض يا أخي... وتذكر أنها لم تتركك يوما لا صحيحا ولا مريضا ...فلا تدع الدنيا تلهيك عنها .... )... ابتسم يهز رأسه كأنه يراه ثم قال ينهي الاتصال...
)جيد أراك غدا بإذن الله ... تصبح على خير ...)... قام اسماعيل معتذرا لينسحب ...
)تصبحان على خير.... أنا جدا تعب ...سآوي للفراش ....بعد أن أرى أمي ...)... شيّعاه بنظرات مترقبة، ثم قال ابراهيم يوجه الحديث لجده ...
)إنه...... لا أعلم ...مختلف؟!)... ضحك الحاج وهو يقوم من مكانه يربت على رأسه قائلا ...
(ليس بعد ... لكنه في طريقه .... ليكون مثلك ...رائقا هكذا ...أدام الله عليكم نعمه يا ولدي ... سأنسحب انا الآخر كي أصلي نافلة لله ... قبل أن أنام ...تصبح على خير...)...
……..

[IMG][/IMG]

غرفة اسماعيل وطائعة ...

لمحها فوق السرير جالسة تحت الغطاء إلى حدود خصرها، تقرا في كتاب بتركيز شديد، فألقى التحية. رفعت رأسها لتهديه ابتسامة رغما عنه نشرت الدفئ في أنحاء صدره، وابتسم لها تلقائيا. قام بطقوسه اليومية قبل النوم، من وضوء وتغير ثياب ثم اندس جوارها، وتطلع الى هاتفه قبل أن يضعه على المنضدة قربه نظارته الطبية. التفت إليها ليجدها قد فعلت مثله. تخلصت من الكتاب، واستدارت مستلقية على شقها المواجه له. أطفأ النور واستلقى.
كلاهما فعلا ينظر إلى الآخر دون أن يلمحه في الظلمة، يظللهما الصمت بسكونه المبطن بصخبه، حتى قال هو ..
)لم أضع اي إضاءة خفيفة ... لأن النوم في الضوء يفسد كمياء المخ ... مما ينتج عنه فساد باقي التوازنات ...كضغط الدم و درجة الجلوكوز ...و درجة حرارة الجسم ....)...
ردت عليه بنبرة علم أنها تصحبها بسمة ....
)أتعلم حين أخبرت جدي وامي رحمهما الله ...بذلك ماذا قالا ؟؟)... (ماذا؟.)... همس بها فردت بنبرة ارتعدت قليلا، ليدرك اهمية الشخصين في حياتها ...
)تسليا على حسابي .... أن بعد كل التعب والدراسة ...أتيتهما بما يعرفانه مسبقا ...ومنذ الصغر .... عبستُ متفاجئة بعد ان كنت اشرح الدراسة بكل فخر وحبور ... فاخبرتني أمي بحديث واحدا من احاديث النبي عليه الصلاة والسلام ...فأخرس الخجل لساني ....)...
صمتت فقال هو بنفس الهمس ...
(أنا أيضأ لم أكن أعلم عن الحديث .... حتى قرأت في المجال ...وتفاجأت بأحد المعلقين يكتبه .... قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ بِاللَّيْلِ إِذَا رَقَدْتُمْ وَغَلِّقُوا الْأَبْوَابَ وَأَوْكُوا الْأَسْقِيَةَ وَخَمِّرُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ،، قَالَ هَمَّامٌ وَأَحْسِبُهُ قَالَ وَلَوْ بِعُودٍ يَعْرُضُهُ) رواه البخاري.

تحدثت بحنين للذكرى، تقول ...
)لكن جدي ضمني بعدها ...وشيد بضرورة العلم ...كي نبرهن لأصحاب العقول المنطقية صدق رسالة الإسلام... فكم من عالم على غير ديننا أسلم ...بسبب نظريات علمية أتبثث ... صدق الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة ... لم يكن ليستخف بمجهودي أبدا ...ولا ان يحبطني ... رحمه الله ... )..
نطق بتردد وهو محافظ على وضعهما ...
)كيف ماتت والدتك ؟؟).... وصله عطر أنفاسها العميقة قبل أن تجيب بحزن ...
)فشل كلوي ... بعد ولادتي بسنتين ... ظلت تتعالج لسنوات ... لكن الأجل قد حل في أوانه ...ووافتها المنية بعد تخرجي من الثانوية... )...
تمتم أن رحمها الله فأمنت خلفه، ثم نادته برقة ....
(اسماعيل؟؟)... )أجل؟)..... سأل بخفوت فاستدركت ..
)ما قاله البروفيسور صحيح ... لكن كل صحيح له طرق عدة للفهم ..).... انتظرت الرد حتى يئست، لتتفاجأ به يسحبها بروية، حتى التقط شفتيها في عناق متمهل، تحول إلى مطالبة بحق متبادل، فمنحته على قدر ما أخذت منه. واتخذ الحوار منحنى آخر لا يحتاج لكلمات واضحة، على قدر ما يحتاج لمشاعر جياشة صادقة، كي تصل بهما الى بر أمان يمهد لهما بلقاء يكمل على روحيهما الانسجام التام الذي ينشدانه كلاهما.
……………………
[IMG][/IMG]

المشفى ...... القسم النفسي ....

نظر إلى الممرضة بعملية يقول ...
)أعطيتها الدواء.... ستنام إلى حدود العشر ساعات تقريبا ... حين تفيق ...تفادي الحديث معها ...وامنحيها قدرا من الحرية ...ان أرادت التحرك ...لكن أقفلي الباب بالمفتاح ... وراقبيها جيدا ... وإن لاحظت اي خطر وأي شيئ يقلقك ... اطلبيني في الهاتف حالا ...واتصلي بممرض رجل ..كي يساعدك على حقنها بمهدئ ... هل فهتمتِ؟؟).. أومأت له بتفهم، ثم سأل بغموض ...
)من يشرف على توزيع مهام الحراسة الليلية ... في القسم النفسي؟؟).. أجابته برسمية ....
)السيدة رقية ... إنها رئيسة الممرضين للقسم النفسي ...)... (مممممم.... وهل هناك تغير ظاهر في الحراسة الليلية ... أم ان هناك متطوع .... يبادر بالخير لمساعدة زملائه ...).. ضيق مقلتيه منتظرا، بينما هي ترد ببعض الحيرة ...
(في الحقيقة منذ اكثر من شهرين ...تقريبا ... هناك واحدة ...دائما حاضرة في الدوام الليلي مهما تغير باقي الطاقم .. ... لكنني أعلم لما )... أومأ باسما بمكر ينتظر، فاستدركت ... ...
)لأنها من معارف مريضة هنا ... وأظنها تأخذ اكرامية كبيرة من والدتها ... كي تعتني بها جيدا في غيابها ... )... هز رأسه يرمي ساعته بنظرة، قبل ان يقترب من بعض الأكياس، يلتقط قنينة العصير، وكأس، يقول وهو مغادر ....
)شكرا لك يا سيدتي .... يمكنك الأكل من هذا الطعام إذا شئت ...إنه لذيذ ...من صنع منزلي ... منزل آل عيسى بالذات ... لكنني لن اترك لك العصير ...فأنا احتاجه ... انتبهي لعملك ...عن اذنك ...)..
خرج من الغرفة فتوجه الى احد الحراس الأمنين على الباب الأمامي للقسم النفسي، ثم سأل ...
)عذرا ... لما ليس هناك حراس على البوابة الخلفية للمشفى ؟؟)...اقترب منه يرد باحترام ...
)لأنها مقفولة سيدي ....ولا تفتح إلا تحت الطلب ... وبموافقة من رئيس إدارة المشفى بنفسه ...)... هز رأسه شاكرا ثم عاد أدراجه حاملا معه كرسيا، وضعه أمام البوابة الداخلية الخلفية ثم جلس عليه يتأمل الحديقة منتظرا. تفقد ساعته مرة أخرى متسائلا عن مدى صحة فرضياته، ليجفل عليها تفتح الباب بخفة، تتسحب.
رسم على ثغره بسمة واسعة، وحمل قنينة العصير الى أعلى، يقول بسخرية مرحة ...
)لقد تأخرتِ ....)... انتفضت ترمقه برعب، فأشار الى القنينة يستدرك ...
)ما رايك بكأس عصير برتقال طازج... سيعجبك ...أنا متأكد ...)... تمالكت أنفاسها واقتربت منه بحذر، وهو يصب العصير في الكأس الذي سبق وألقى به حبة دواء صغيرة، يهمس في سره قبل ان يقدمه لها ..،،،فهو من المنزل الذي تحبينه وأهله يرفضونك،،،،
)تفضلي.... تسعدني رؤيتك ...ممرضة ...فجر ...)...
…………




اهداء من الغالية
...dr fati
[IMG][/IMG]


بعد أسبوعين ......

مصنع المرابط .....

رفع ياسين يده يمررها على رأسه بحدة، يهتف بجدية فاجأتها وفي نفس الوقت أسعدتها...
(حفصة ....تزوجيني ...!!)...
…………..

في نفس اللحظات ....منزل آل طلب ...

لم تستطع كبح لسانها تنطق بسخط ...
)كيف تسمح له يا حاج ....إنها مطلقة ...و...)... (اصمتي يا امرأة!! ...).... اهتزت مكانها ترمقه بخوف يطغى عليه الحنق، وهو يقول بغضب ...
)زواجه من عدمه ...لا يخصك يا ميمونة ..... ولا شأن لك به ...)... ردت بانفعال ...
)لكنه كابن لي ...ربيته كرواح تماما ... حتى إن لم أنجبه من صلبي ...)... حرك رأسه في دوائر يقول بتهكم محذر ...
(ميمونة!! ... دعي الطابق مستور ...وقومي لأشغالك ... ولا تتدخلي في هذا الأمر مجددا ...)... عبست بسخط تهم بالوقوف على مضض، فعلا رنين هاتف الحاج الذي رد وانتفض من مكانه يهتف بقلق ....
)أنا قادم ... حالا!! ...)... تبعته تسأل بفضول قاتل، فاستدار إليها يقول وهو يلقي بالسَّلهام* حول كتفيه ويرتدي البلغة في رجليه.....
)أسال الله اللطف بنا.... وقع حادث لرواح في الجامعة... ادعِ الله ان لا تدفعي ثمن ظلمك ....من خلال ابنتك ...)... فغرت فمها بصدمة، لتهتز على وقع صفعه للباب، فرفعت كفيها تصك وجهها وتضرب على فخديها، تصيح بهستيرية أصابتها...
)يا ويلي !!....يا ويلي!!.... ابنتي ... يا ويلي !!...)
…………

في نفس اللحظات ....منزل آل عيسى ...

زفرت طائعة بقلق، وجلست أمام حق الساكنة مكانها، تعلم يقينا ان سكونها ليس سوى واجهة لرعب تمكن من كيانها. أمسكت بكفيها بين يديها تقول برقة ...
)حق ...حبيبتي ...أنت انسانة مؤمنة ... تمالك نفسك ...إنه بلاء ألمّ بنا ..وسيزول بإذن الله ...البلاء لا يطول كالرخاء حبيبتي...)...
نظرت إليها حق بسهو، ثم ردت بمقلتين تلمعان بدموع لم تستحي وانطلقت تعدوا على وجنتيها ...
)أنا أحسن الظن بالله ....وله الحمد لم يخيبني أبدا ... وابراهيم سيعود سالما بإذنه سبحانه .... أنا متأكدة ...أنا فقط ...).. قامت من مكانها تستدرك قبل ان تنسحب إلى غرفتها ...
)سأصلي ل لله ... كي أتمالك نفسي ...الله لن يخيبني ...الله لن يخيبني !!).... لمحت قيام اسماعيل من جانب جده الواجم، والهاتف لا يفارق يده، فاقتربت منه تربت على يده قائلة بمؤازرة ....
)كل شيئ سيكون بخير ...إن شاء الله ...).. هز رأسه ببرود ظنت انه تخلص منه مؤخرا، يغلف به كيانه مجددا، وهو يقول بجمود قاطعته تغريد الباكية كطفلة صغيرة ....
)سأخبر عيسى...)...(أنا اريد أخي ابراهيم ... ليس هو أيضا ...لا اريد فقدانه .... أنا خائفة ... أريد اخي حالا ...)... ضمتها شمة تبكي معها، فتنفست طائعة بقنوط وهي تتجه نحوهما، بينما اسماعيل يحدث أخاه ...
………….

الجامعة .....

تجاهل الهاتف، وهو ينظر إليها يقول بقلق ...
(لا تخافي رواح ....فقط اصبري قليلا ... الإسعاف في الطريق ...)... عاد الهاتف اللعين يرن بإلحاح، فسحبه على مضض يرد.
اتسعت مقلتيه بصدمة يلهث، لكنه استدرك نفسه يرمق المتسطحة على الأرض قرب سلم الدرج، بعد أن انزلقت عليه وسقطت على رجلها التي التوت لتنتهي على ظهرها.
)لا استطيع القدوم الآن اسماعيل ...ليس قبل ان اوصل رواح الى المشفى ... انزلقت على الدرج وسط المبنى الجامعي ... سأتصل بك ...)... تلكأ ثم أكمل يقنع نفسه قبل شقيقه ...
(إنه قوي إسماعيل.... وهو في رعاية الله ... سيعود سالما بإذن الله .... سلام ...)... دس الهاتف في جيبه، ليجد منصف يرمقه باستفسار، فأومأ له أن ليس الوقت المناسب.
)آنسة رواح ... لا تبكي ...)... نطقها هيثم الذي يجلس على ركبتيه في الجانب الآخر، ليهتف عيسى بغضب أسود ..
(أقسم إن لم تبتعد عنها ...سأقتلك في أرضك ...)... تفاجأ الجميع من عدوانيته، حتى رواح الباكية من الألم والتحسر على نعمة لم تقدرها، وها هي قد تفقدها من جديد.
هم بالرد عليه والغضب يستولي على ملامحه هو الآخر، فقاطعهم منصف الذي ابتعد الى الدرج بعد ان لمح شيئا ما، يقول وهو يشير الى سبابته وابهامه ...
)هناك سائل لزج على الدرج ...).. حل الصمت واستداروا اليه مع مجموعة من الطلاب تجمهروا حولهم، ولم يلمحوا ذلك الظل لفتاة تتوارى الى أن اختفت، يكمل بجدية حازمة
)من وضع هكذا سائل على أرضية رخامية ؟؟...يا إلهي... إنه فخ خطير!! ...)...
…………………………..



المشفى ....مكتب اسماعيل ...

فتحت الباب دون استاذان فرفع رأسه مجفلا، لتلين نظرته بعد ذلك وهي تدخل هاتفة بلهفة ....

)أين كنت ؟؟..... غبت لثلاثة ايام ...بحثت عنك في كل مكان... ).. استقام واقفا يسحب عصا عكازه، يجيب بتفسير متهكم ...
)هناك حياة تركتها عالقة خلفي في العاصمة .... ولم يعد يفيد متابعتها عبر الهاتف والمساعدين ... حاولت تنسيق الأمور لأيام إضافية لا غير ...في وقت ما قريب ...سيجب علي العودة ...).....
تلفتت برأسها توترا تفرك كفيها ببعضهما، فاستدرك وهو يقترب منها...
)هل تأخذين الدواء في معاده ؟؟)... حدقت به بثقة، تجيب بنبرة مستعطفه ...
)أجل ...كما أخبرتني ... لكن ...هل عليك الرحيل حقا ؟؟...)... ضم شفتيه بوجوم، ثم أومأ بترقب، يؤكد ...
)عاجلا ام آجلا .... فحياتي هنا مؤقتة ...)... نهج صدرها، بفعل دقات قلبها المسرعة، تقول بتردد...
)أنا ...أريد اخبارك بأمر مهم ...)... استند على طرف عكازه بكلا كفيه، يميل برأسه قليلا، إشارة لانتظاره، فبلعت ريقها تستطرد بتردد...
(لكن قبلها ...أريد أن أطلب منك طلب....)... رفع حاجبه يقول بتوجس ....
)إن كان في استطاعتي ... لن أتأخر...)... تلكأت مجددا فعلم أن ما ستقوله امر عظيم على كبريائها، لكنه ابدا لم يتوقع ما نطقت به حتى في أكثر فرضياته جموحا ...
)تزوجني .... وخذني من هنا ... أريد الرحيل معك أينما تذهب ...)... تسمر البروفيسور مكانه، لأول مرة يوضع في موقف تتجمد فيه أطرافه وحواسه، منذ أن تعرض للحادث الذي كاد أن يفقد فيه رجله وبسبب أقرب الناس إليه.
بينما هي تكمل رافعة رأسها إليه بتصميم ....
(أنا صباح المرابط ...اخت طائعة المرابط ...)... مدَّ شفتيه فيما يشبه البسمة يرد بمرح لا يليق بالحوار إطلاق ....
(أووووه .... هذا انا أعرفه ...ومنذ أول كأس عصير برتقال طازج ... قدمته لك ...)....
.....................

في .....مكان ما ....

أسنده الى حائط بعد ان ساعده على الجلوس ارضا، يقول بقلق ...
)ابراهيم ...هل أنت بخير)... أومأ له بتعب، وبراء تعود إلى الضغط على كتفه تمنع الدماء من التسرب، تنطق بحنق ...
)كف عن نفس السؤال كل دقيقة ... سيكون بخير )... كز على أسنانه يهتف بغل ...
)أقسم إن لم تبلعي لسانك ... سأقطعه حالا ...يا وجه المصائب...)... تقوس حاجبيها، ترد بدهشة ..
)هل جننت!! ... لو لم اكن هنا لما عرفت عن إبراهيم.... يجب ان تكون شاكرا لي ...)... رفع مسدسه الى السماء يجهزه، بعد ان تأمل بلوزتها المشققة مجددا. يقول بغضب جارف باطنه قلق بالغ ….
)أقسم إن حدث له شيئا ...أو لك ...سأقتلك وارميك إلى ثعابين جبل الكهوف.... حتى إن لم تلتهمك ... سيتولى المطاردين وذئابهم أمر ذلك ... )..
قلبت شفتيها ترد بتهكم طفولي، دون ان تترك كتف ابراهيم..
)إن مت هنا ...كيف ستقتلني مرة اخرى يا ذكي ؟؟).. زمجر متأهب فرفع ابراهيم يده الصحيحة ينطق بسخط وهن ...
)اصمتا أنتما الاثنان ... فأنا اقسم إن خرجنا من هنا سالمين ...سأزوجكما أول أمرٍ أفعله ....)...
جحظت مقلهم بصدمة، يهتفان معا ....
ُ)تزَوِّجُنا؟؟؟!!!).......


ماذا حدث حتى وصلنا الى هنا؟! ..... كونوا في الموعد كل احد صباحا بإذن واحدٍ أحد ... لنعلم التفاصيل ...مع الفصول القادمة.... تحياتي.



ملاحظة .... أم زياد ...و Heba Atef..... لكما هدية عندي ... سيجيئ دوركما بإذن الله ...


الى اللقاء في الأسبوع القادم إن شاء الله












noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 08-07-20 الساعة 03:16 PM
**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 24-12-17, 09:09 AM   #544

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي




الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 45 ( الأعضاء 27 والزوار 18)
‏mouna latifi, ‏zainab atta, ‏سمهرم عمان, ‏ليله طويله, ‏leenalen, ‏الغفار, ‏روني زياد, ‏ayaammar, ‏totoranosh, ‏halimayhalima, ‏رافع 2007, ‏najla1982, ‏لورا, ‏sweet123, ‏ام توتا, ‏ميار111, ‏مملكة الاوهام, ‏ghdzo, ‏رياح النصر, ‏Angelin, ‏جوري حسام, ‏خفوق انفاس, ‏زهرة الليلك4891, ‏أماني 99, ‏الجميله2


شكرا لحضوركم ...أسعد الله صباحكم بكل خير ...




التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 24-12-17 الساعة 09:29 AM
**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 24-12-17, 11:33 AM   #545

taheni

? العضوٌ??? » 264520
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 287
?  نُقآطِيْ » taheni is on a distinguished road
افتراضي

صباح النور كل فصل أحلى من الي قبله
صباح و انكشفت امام دكتور و تمادت أكثر في افعالها و ياترى ماسبب طلبها للزواج منه !!!! لكن هل سيقبل ؟؟؟؟
ياسين طلب الزواج من حفصة اخيراااا 😍
رواح ووقوعها من الدرج اعتقد انه نجوى وراء هذا الحادث !! اتمنى انه يكون حادث عرضي و ما تتأذى اكثر
تغريد صارت اهدى و الطف و تعلقت باخواتها
مريم و ظهرت برائتها لكن مازال الغموض حول حالتها !!
ابراهيم احسن شئ يعمله انه يزوج العملاق و السنفورة 😂😂
حق و ابراهيم 😍😍😍😍 رومانسيتهم و علاقتهم غيييير 💞
بالتوفيق حبيبتي و بانتظارك دائماا 🌹🌹😘😘


taheni غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-12-17, 11:50 AM   #546

najla1982

نجم روايتي

alkap ~
? العضوٌ??? » 305993
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,267
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » najla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond reputenajla1982 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
افتراضي

بجد من أمتع الروايات التي تابعتها و اتابعها....يعني تبحر بنا في شتى المواضيع ....تذكير بالدين ...فتح آفاق على الاقتصاد ....تعرية المجتمعات العربية بسلبياتها و إيجابياتها... ثقافة في العلوم و الخبايا النفسية ....و كل موضوع معلوماته دقيقة و متعوب عليها ...طبعا دون ان ننسى الحبكة الدرامية الرائعة ...سلمت يداك منى و جزاك الله خيرا

najla1982 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-12-17, 12:00 PM   #547

بنت سعاد38

? العضوٌ??? » 403742
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 524
?  نُقآطِيْ » بنت سعاد38 is on a distinguished road
افتراضي

فصل رائع والخاتمة شيقة جدا جدا منتظراكى الاحد القادم بفارغ الصبر

بنت سعاد38 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-12-17, 12:13 PM   #548

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

صباح الخير عليكم جميعا شكرا على الفصل الرائع

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-12-17, 12:24 PM   #549

mona1987
 
الصورة الرمزية mona1987

? العضوٌ??? » 359939
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,088
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » mona1987 has a reputation beyond reputemona1987 has a reputation beyond reputemona1987 has a reputation beyond reputemona1987 has a reputation beyond reputemona1987 has a reputation beyond reputemona1987 has a reputation beyond reputemona1987 has a reputation beyond reputemona1987 has a reputation beyond reputemona1987 has a reputation beyond reputemona1987 has a reputation beyond reputemona1987 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
أحبب حبيبك هوناً ...... عسي أن يكون بغيضك يوماً ما وأبغض عدوك هوناً ...... عسي أن بكون حبيبك يوماً ما علي بن ابي طالب وتسأليني : ما الحب ؟! الحب : أن اكتفي بك ولا أ
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

[b]مغرور !!)... ضحك بخفة يومئ بيأس، وهو يسحب هاتفه. وضعه على أذنه ليقول بجدية ..
(إياك وان تغفل عنها ...إنها تخطط لشيء ما ...أنا متأكد... سلام ...)...
[/
براء ....... المتمردة كالعادة وهي تخطط وتشاغب مع طارق ولكنها تخطط بلؤم كالعادة
حق ويقين جميل بالله بأن الله لن يخيب ظنها ابداااااااااااا ورضا بأمر الله بأن كل عطاياه خير حتي ما يظهر لنا كبشر بأنه شر فكم من شر اتضح انه فيه خير كبير
والبروفيسير ..... سيتزوج صباح فيشفيا هما الاثنين من عقدهما الدفينة


mona1987 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-12-17, 01:22 PM   #550

fatma ahmad

? العضوٌ??? » 341296
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 688
?  نُقآطِيْ » fatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond reputefatma ahmad has a reputation beyond repute
افتراضي

روووووووعة روووووووووعة الفصل يجنن تسلم اديكي 😍😘💞💖

fatma ahmad غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:34 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.