شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   روايات أحلام المكتوبة (https://www.rewity.com/forum/f203/)
-   -   223-أشياء لاتباع -مارغريت واي-(كتابة /كاملة) (https://www.rewity.com/forum/t396736.html)

sara soo 05-12-17 07:13 AM

يسلمووووووووووووووووووووو وووو

دودو2011 05-12-17 02:12 PM

السلام عليكم
قصة جميلة
بالتوفيق

dodoalbdol 06-12-17 09:19 PM

جميله رووووووعه مممممميزه

احب الرواياات 06-12-17 09:23 PM

مساء الخير


جميعا

غيث سحنون 06-12-17 09:52 PM

هههههننتتتتتتاةاةةاتتتة

nassima99 07-12-17 12:03 AM

كل رواياتكم تحفه شكرا

محجوبة ابراهيم1 07-12-17 02:05 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة just faith (المشاركة 12836094)
3 - امرأة أخرى بينهما
كانت راحتا أوليفر متعرقتين وقلبه يخفق فى صدره بعنف غير طبيعى. انه لأمر مضحك! كيف له، بعد أن باتت آنا لا تعنى له شيئا البتة، وبعد أن غسل يديه منها وخطط لاعلام محاميه بالمباشرة بأجراءات الطلاق ... كيف له ، بمجرد سماع صوتها، أن تحدث فى نفسه مثل ذلك التأثير ؟
هز رلأسه وأجبر نفسه على أنهاء العمل الذى باشره، وهو تنظيم اجراءات الجنازة. لقد مات ادوارد لانغفورد كما عاش تماما. كان يتجادل مع أوليفر حول الطريقة التى يتولى بها هذا الاخير ادارة العمل والتى يعتبرها ادوارد غير نافعة، حين انهار على الارض لكنه لم يصمد طويلا. بل فارق الحياة قبل أن تصل سيارة الاسعاف.
لم يحتمل أوليفر البقاء فى المنزل العائلى بعد أن فارقه والده ، فانتقل مجددا الى المنزل الذى عاش فيه مع آنا. ولم يضعه ذلك فى حال أفضل مع كل الذكريات الجميلة التى تعبق فى المكان .
لستة أشهر كاملة كان رجلا يعيش بسعادة تامة بعد أن وجد فتاة أحلامه ووقع فى غرامها. ثم تفتت قلبه فجأة الى ملايين القطع الصغيرة. لو أن أحدا أنذره من احتمال أن تتشابه آنا مع ميلانى فى جوانب عدة ومع باقى الفتيات اللواتى عرفهن، لكان قال له انه لابد فقد صوابه. فقد كانت آنا تجسد التكامل والمثالية ، ولا يعقل أن ترتكب نفس الخطأ.
فاجأه قبولها المباشر لحضور الجنازة، وأمل ألا تظن الامر كما لو أنه يشعر بالحنين اليها. لماذا اذن طلب منها الحضور؟ راوده هذا السؤال بقلق . لماذا ان لم يكن لانتهاز الفرصة واعادة وصل ما انقطع بينهما ؟ لم يوافق والده قط على آنا، كما لم يوافق على كل ما فعله أوليفر فى حياته. كانت حياته كلها تسير على هذا النحو .
لكان من المنطقى جدا الا يطلب من آنا حضور الجنازة ففى الواقع سيكون من الصعب عليها ادعاء الحزن على رجل لم يحاول قط الترحيب بها فى العائلة. لكن، من الناحية العملية، فهى لاتزال زوجته، وهو يريدها الى جانبه. لاأحد من عائلته علم بأمر انفصالهما، والجنازة ليست بالمناسبة التى يعلن فيها هذا الخبر.
تركت آنا سيارتها وطارت الى لندن حيث أرسل أوليفر سيارة لاصطحابها. راودتها أفكار عن أحتمال حضوره شخصيا مما بعث فى نفسها القلق. لكن فى الواقع، أتى أحد سائقى شركته لملاقاتها.
تسارعت خفقات قلبها حين اقتربا من كامبريدج لكنها أسكتتها بثبات رافضة أن تبعث مشاعرها فى قلبها الحنين لهذا الرجل الذى تخلى عنها بهذه القسوة واللامبالاة .
أنزلها السائق عند المنزل فكانت ممتنة له خطر لها أن أوليفر يريدها فى منزل العائلة معه، وكان ذلك أمرا لا تستطيع مواجهته. ان لم يتم الترحيب بها هناك فى حياة والده ، فهو بلا شك لا يريدها هناك الان بعد موته. كما أرادت مساحه تسترد فيها أنفاسها قبل أن تواجه أوليفر ، وقليلا من الوقت لتعتاد على فكرة رجوعها الى المكان الذى عرفت فيه السعادة يوما.
كانت مدبرة المنزل هناك لترحب بها :- انه خبر مؤسف حقا موت السيد أدوارد .
- أنه كذلك بالفعل. هل أوليفر هناك فى المنزل الكبير؟
- انه فى الخارج ينجز عملا ما.فهناك الكثير مما يجب الاهتمام به من أجل الجنازة .
عندما انتهت من اعداد الشاى، وضعت أمام آنا بعض المربيات وجلست الى طاولة المطبخ ومالت نحوها محدثة :- قولى لى أن أهتم بشؤونى الخاصة ان أردت ، لكنى حقا لا أفهم لم افترقتما. كنت أرى أنكما تشكلان الزوج المثالى. بات أوليفر يشبه فرسا جريحا منذ غيابك، انه يفتقدك بجنون.
خطر لآنا أن لديه طريقة غريبة فى أظهار ذلك ، فلو أن والده لم يمت، لما كانت هنا الان. ولابد أن الخطوة التالية المتوقعة ستكون الطلاق ، لم تساورها أى شكوك حول هذا الامر البتة .
- انه هو من هجرنى يا سيدة غرين وابتعد عنى. ما من فرصة أبدا لنعود الى بعضنا مجددا. ان كان هذا ما تأملينه، فأنا أسفة .
بدت الخيبة على المرأة وهى تقول :- يؤسفنى أن ألامور بلغت هذا الحد، فأنا أحبك جدا يا آنا .
لم تضيفا شيئا اخر، وما ان انتهت آنا من تناول فطورها حتى نهضت وراحت تتجول فى أرجاء المنزل. لم يتغير شئ. مازالت الرسومات التى اختارتها معلقة على الجدران، وأدوات الزينة الاخرى، وأشياء اختاراها سويا ... كل شئ فى المنزل كما تركته تماما .
سارت فى غرف النوم فى الطابق العلوى ووضعت حقيبتها فى أحدى غرف الضيوف، ثم توقفت فجأة عند باب غرفتهما السابقة . تضاربت فى نفس آنا مشاعر هى مزيج من ارتعاش وخوف واستسلام وهى تدفع ببطء شديد الباب، وتحولت هذه المشاعر الى الصدمة فى لحظة واحدة. لقد عاد أوليفر الى المنزل ! فهاهما خفاه الجلديان بالقرب من طاولة الالبسة، وها هى ربطة عنقه مدلاة على ظهر الكرسى ، لكن ما لفتها بوضوح هو عبير عطره الدافئ العابق فى جو الغرفة .
متى عاد؟ بعد موت والده، أم بعد ذهابها مباشرة ؟ أى نوع من الافكار تسيطر عليه عندما يتمدد هنا كل ليلة؟ هل يتذكرها أم يذكر كيف كان الامر قبل الالتقاء بها؟ هل هذا ما يفضله ... حياة رجل عازب ؟
مع كل محاولاتها الجاهدة لتفسير ما اكتشفته للتو، وقفت عاجزة، ثم سمعت صوت حركة خلفها، وحين استدارت وجدت نفسها وجها لوجه مع أوليفر. كانت لحظة توقف فيها قلباهما. خلابا كما عهدته دائما، شعره الاسود قصير جدا كما لو أنه قام للتو بقصه، ووجهه فاتن رغم شحوبه البسيط، وعيناه مرهقتان وقد احاطتهما الهالات السوداء ،لكن ذلك كان امرا طبيعيا تماما فى ظل الظروف الراهنة. باستطاعتها أن تتخيل ماهية شعورها أن هى فقدت أيا من والديها.
- قالت لى السيدة غرين انى قد أجدك هنا. شكرا على قدومك يا آنا ، ان ذلك يعنى لى الكثير .
- ان هذا أقل ما يمكننى فعله.
ساد جو الغرفة صمت غريب قطعته آنا عندما اقتربت من أوليفر واحتضنته كما تحتضن كريس وقالت:- أنا آسفة بشأن والدك .
لكنها كانت مخطئة . ظنت أن بامكانها اعتبار الامر عاديا وغير شخصى . لكنها ارتكبت خطأ فادحا، فما أن اقتربت منه حتى غمرها فيض من الاحاسيس الغريزية النابضة،وسيطر على كيانها كله .
حتى أوليفر بدا مذهولا، لكنها لم تتقبل احتمال مبادلته لها تلك الاحاسيس. الارجح أنه تساءل عن السبب الذى دفعها لفعل ذلك ، وهو يصلى الا يكون فى نيتها اعادة احياء زواجهما.
ما من داع بالطبع لقلقه. فمهما كانت الاحاسيس التى غمرتها غزيرة وعميقة، الا أنها حرصت على اخفائها. فقالت جاهدة لترطيب الاجواء واخفاء توترها المفاجئ:- لم أدرك أنك عدت للاقامة هنا مجددا.
لم يقدم أى تفسيرات بل اكتفى بالقول ببرود :- اذا كنت تريدين هذه الغرفة، استطيع الانتقال منها بسهولة...
قاطعته آنا قبل أن يضيف كلمة اخرى :- لا لقد سبق لى أن أخترت واحدة أخرى. كنت فقط أمضى الوقت بالتنقل فى أرجاء البيت آسفة ان كنت تطفلت عليك .
بأمكانها أن تتخيل بسهولة كيف ستكون الحال اذا ما نامت على السرير الذى شاركها فيه يوما . كان الوضع سيئا بما يكفى فى الكوخ ، لكن هنا ، حيث أمضيا أشهر طويلة محمومة بسعادة لا توصف،ستكون حالها لا تطاق ولن تستطيع معها صبرا. كيف بحق السماء يتمكن هو من فعل ذلك ؟
- ما دمت مرتاحة .
يا لها من كياسة مصطنعة ! من الافضل أن تضع حدا لها أعتقد أن على الذهاب لتوضيب أغراضى والاستحام.
لكنه بدا غير عازم على تركها تذهب:- هل لاقاك كارل كما هو محدد؟
- نعم، تمت الرحلة فى موعدها.
- كنت أتيت لملاقاتك بنفسى لكن ...
- لديك واجبات أخرى تقوم بها أنا أتفهم ذلك. انه لوقت عصيب تمر به الان، يا أوليفر . ان كان هناك ما تريدنى أن أقوم به أى مساعدة استطيع تقديمها، ليس عليك سوى ذكرها .
- شكرا لك ... اذن هل تتناولين معى طعام العشاء هذا المساء ؟
لم يكن هذا ما عنته آنا واتسعت عيناها فى رعب :- أنا اسف. لكن لا بأس فأنا أتفهم ما قد تكون عليه أحاسيسك الان .سألغى الحجز و...
- لا سآتى .
أصرت على قبول الدعوة لشعورها بالاسئ والتعاطف معه حينها. لكن لاحقا، عندما وافت أوليفر فى الطابق السفلى، عندما عادت تلك الاحاسيس تفيض فى كيانها لمجرد النظر اليه، راحت تتمنى لو أنها رفضت دعوته. سيكون من الشاق عليها اخفاء انجذابها اليه الذى مازال يسيطر عليها كليا وبالقوة نفسها .
أدركت أن هذا الجزء من علاقتهما لن يتلاشى قط قد تشعر بالكراهية نحوه لما فعله، وللطريقة التى اتهمها بها وشكك باخلاصها له، والاسلوب الفظ الذى تخلى به عنها ببساطة .. لكن الانجذاب الجسدى الذى يشبه المغناطيس بقوته، لن يتغير أبدا .
كان يرتدى قميصا أبيض وبنطالا ضيقا أسود، وقد ألقى بسترته على ذراع كرسى وكانت ربطة عنقة سوداء اللون، فعاد الى ذهنها كم أنه يفتقد والده بلا شك.
هى ايضا اختارت أن ترتدى ثوبا أسود ولم تفعل ذلك احتراما لموت ادوارد، لكن لانه الثوب الوحيد الذى أحضرته معها والذى يتلاءم مع مناسبة العشاء فى الخارج. كان ذا كمين طويلين، يلامس جسدها حتى الردفين ثم يتسع ليصل الى منتصف ساقيها .
جالت عينا أوليفر بتكاسل عليها، ورفرفتا على جسدها بنوع من التقدير والاعجاب لكنه لم يعلق على الامر بل سألها ببساطة :- هل ترغبين بكوب من العصير قبل أن نخرج ؟
هزت آنا رأسها :- لا ، شكرا.
فكلما أسرعا بالخروج كلما عادا الى البيت باكرا كان أحد المطاعم التى اصطحبها اليها سابقا، يسوده جو من الهدوء الانيق حيث رتبت طاولاته الواحدة بعيدة عن الاخرى احتراما لخصوصية الاحاديث التى تجرى عليها .
سألته بعد أن جلسا :- كيف عرفت أين تجدنى ؟
- اتصلت بداون. أعرف أنك طلبت منها عدم اخبار أحد بمكانك، لكنى لم أترك لها الخيار. لاتقسى فى حكمك عليها .
فى الواقع ، كانت آنا تعلم مسبقا ما الذى فعله. فقد اتصلت بداون فى الليلة الماضية بعد أن أبلغها أوليفر بالنبأ السئ حول والده، واكتشفت أن أوليفر اتصل بأختها بعد ذهابها الى ايرلندا بوقت قصير. ان علمه بمكان اقامتها كل تلك الاسابيع من دون أن يفعل أى شئ ، ترك صدى عميقا مدويا فى نفسها .
بعد الجنازة غدا، سيشكرها حتما لمجيئها بكل تهذيب، ويتمنى لها رحلة موفقة الى ايرلندا ويخط بذلك الفصل الاخير من زواجهما. وقد سألت داون كذلك ما اذا علم كريس بانفصالهما هى وأوليفر، لكن أختها حافظت على وعدها فى ما يتعلق بهذا الامر. وأدركت آنا ان الوقت حان لتتصل به وبأهلها ايضا، فمن حقهما أن يعلما بحقيقة ما يجرى. كانت قد اتصلت بهما مرتين من ايرلندا لكنهما فى كلتى المرتين ظنا أن أوليفر معها ، ولم تخبرهما قط بغير ذلك
خلال العشاء ، ابتعد أوليفر فى حديثه عن كل الامور الشخصية واكتفى بالحديث عن عمله مما تلاءم مع رغبة آنا . لكنه بدا لها من خلال حديثه أنه لم يعد سعيدا فى عمله. لم يقل ذلك صراحة لكنها استنتجت وضعه من خلال نبرته وطريقه كلامه اللتين غاب عنهما الحماس .
لعل السبب يعود الى الظروف الراهنة، الا أنها استبعدت هذا الاحتمال. كان هناك خطب ما لم يخبرها به، مما أحزنها جدا لأنه لطالما أخبرها بكل شئ . فكانت تهنئه عندما تسير الامور على خير ما يرام، وتتعاطف معه حين يواجه المشاكل والعقبات . وهى الان تجد نفسها وقد أبعدت عن هذا الجزء من حياته بالكامل .
كانا فى منتصف حديثهما عندما توقفت عند طاولتهما امرأة شقراء جذابة ترتدى تنورة قصيرة جدا، وقالت:- أوليفر يا لها من مفاجأة.
ثم انحنت نحو أوليفر وسالته بصوته غير منخفض: ما الذى تفعله هى هنا ؟
قال بكياسة وهو يقف من دون أن يجيبها على سؤالها :- ميلانى، كنت أظنك فى مصر .
أجابت والدموع تترقرق فى عينيها:- عدت هذا الصباح . لم أصدق حين أخبرنى أبى بأمر عمى أدوارد. حاولت الاتصال بك هاتفيا. مسكين يا حبيبى، لابد أن الحادث حطمك .
لفت ذراعيها حوله وأضافت :- لم يكن عليك تحمل ذلك وحدك، آه لوكنت هنا لكنت ...
- ليس وحيدا .
سمعت آنا نفسها تتفوه بهذه الكلمات ، رغم أنهما أما لم يسمعاها وأما تجاهلا ما قالته. لقد سبق لها أن التقت ميلانى بضع مرات، لكن الفتاة لم تظهر فى أى مناسبة أى تعاطف أو محبة بل عمدت فى الواقع الى معاملتها بازدراء وترفع بارد .
لطالما افترضت آنا أن أوليفر استمر فى التعاطى معها بصبر من أجل والده . لكنه حين أمسكها الان وحين مرر يده فى شعرها، بدا كأنه يواسى ميلانى بدلا من أن تواسيه هى .
خطر لآنا أنه تمادى مع ميلانى كثيرا. فقد عاملته هذه الفتاة بطريقة مشينة معيبة، بحق السماء .لم يتصرف الان بهذه الطريقة؟ تسلل الحنق الغضب الى عروقها . هل سيلاحظ أى منهما ان هى وقفت وغادرت المكان ؟
يا الهى فهو لم يرحب بها هى، زوجته، بكل هذا الاطراء المفرط! ما كان منها الا أن وقفت والتقطت حقيبة يدها وهمت بمغادرة المطعم حين أمسك بها أوليفر وسألها بهدوء :- الى أين أنت ذاهبة ؟
- الى التواليت .ثم أضافت فى سرها :- لأنى أشعر فجأة بالغثيان .
- أنت حتما لا تغادرين بسبب ميلانى؟ أعلم أنها قد تبالغ فى تصرفاتها، لكن لا أستطيع تجاهلها الان فى وقت كهذا من أجل والدى.
- أنت رجل حر. تستطيع أن تفعل ما تريد مع من تريد . ان الامر لا يهمنى بعد الان . وأذا كنت تفضل أن تكون ميلانى الى جانبك الان ، فقد عادت من عطلتها، وفى هذه الحال ...
فأجابها بصوت عال وحاد :- لا! أريدك أنت الى جانبى . أنت زوجتى .
- لقد هجرتنى وتخليت عنى، يا أوليفر .
أغمض عينيه لثانية. لكنه حين نظر اليها ثانية كانت تعابيرة فارغة ومشاعره مخفية بحرص تام. وقال:- مهما يكن ما فعلته، أريدك الى جانبى الان .من أجل المظاهر؟ خطر لها أن تسأله، لكنها لم تفعل. فلم يكن الوقت مناسبا لوخزه وايلامه . فقالت ببرود :- سأعود بعد دقيقة .
لكنها لم تسرع ، بل أخذت وقتها فى أصلاح زينتها وتجديد أحمر شفاهها . كانت تمرر المشط فى شعرها تسرحه عندما فتح الباب ودخلت ميلانى . رأتها آنا فى المرأة، ولمحت الشر الذى يشع فى عينيها الزؤقاوين، فأدركت على الفور أنها تنوى اثارة المشاكل. لم تأت ميلانى لتصلح زينتها، بل كانت تمهد لافتعال عراك معها. فاستدارت آنا لتواجهها .
بدأت ميلانى الكلام أولا :- أرى أنك تملكين جرأة وقحة لتعودى من أجل جنازة العم أدوارد بعد أن طردك أوليفر ورماك خارجا .
- بما أن أوليفر لا يمانع، لاأجد لك شأنا فى الموضوع لتدلى برأيك الثمين .
تكلمت آنا بكبرياء هادئة، وهى تتساءل عن مدى ما قاله أوليفر لهذه الفتاة عن انفصالهما. لكن لم يكن فى نيتها الدخول فى عراك فظ ووضيع، فميلانى لا تستحق هذا العناء .
- لم يعد أوليفر يحبك .
كان ذلك تصريحا طفوليا، فارتفع حاجبا آنا فى استهزاء :- هو قال لك هذا ، اليس كذلك ؟. كانت تلك الحقيقة، نعم ، لقد توقف عن حبها ، لكنها ليست بحاجة الان الى ترديد ذلك بصراحة .
- ليس بكلمات صريحة واضحة .
اعترفت ميلانى بذلك وهى تهز كتفيها بلا مبالاة، وأضافت:- لكننا أمضينا الكثير من الوقت سويا منذ أن افترقتما. كان بحاجة الى من يسكن مشاعره المنكوبة ويهدئ من روعه ... بامكانك القول اننا عدنا الى سيرتنا الاولى . انه عاشق رائع، اليس كذلك ؟ انه الافضل . حرصت على ألا يفتقد شيئا أو يشعر بالوحدة .
لابد أن ذلك غير صحيح؟! شعرت آنا بقلبها يعتصر من الالم فى صدرها. مما لاشك فيه أن أوليفر لن يقفز من سريرها هى الى سرير ميلانى، بعد أن أكد بشدة أنه لم يعد يشعر بشئ نحو الفتاة الاخرى هذه، أم ماذا ؟
من ناحية أخرى. كان رجلا قويا جذابا ، فكيف تتوقع منه البقاء أعزب لفترة طويلة. لكن، بالرغم من ذلك، فان فكرة عودته المحتملة لميلانى أثناء غيابها، تبعث الالم فى نفسها، مما يصعب عليها المحافظة على هدوئها، لكنها نجحت فى ذلك بطريقة ما . فقالت لها بأبتسامة رسمتها على شفتيها :- هذا جيد لك والان ان سمحت لى، يا ميلانى، سأعود الى أوليفر قبل أن يظن أننا هجرناه نحن الاثنتان .
لكن عودتها الى الطاولة وادعاءها بحسن سير الامور كانا أشد صعوبة ومشقة . رأت أوليفر يراقبها، مقطبا ومتسائلا . فعزمت على عدم اعطائه أى سبب يدفعه لطرح الاسئلة عليها .
قالت والابتسام تعلو ثغرها الجميل :- آسفة لتأخرى .
- ماذا قالت لك ميلانى ؟
أجابت بنبرة بريئة مدهشة :- ميلانى؟ ليس بالكثير. انها حزينة جدا بشأن والدك، بالطبع ، هل هى هنا بمفردها؟ هل ستنضم الينا ؟ .
حاولت جاهدة أن تبدو غير ممانعة، بل مرحبة بالفتاة الاخرى
- أعتقد أنها برفقة صديق .
التفت أوليفر حين خرجت ميلانى. وراحا يراقبان سويا الشقراء وهى تجتاز الغرفة متوجهة نحو طاولة عند زاويتها وتجلس قبالة صديقها مبتسمة. كان الرجل أسود الشعر مدعى الملامح واثق المظهر، من الرجال الذين لا تثق بهم آنا البتة، شخصا فاسقا بامتياز ،لامضاء بعض الوقت والتسلية فقط لاغير .
كيف يمكن لأوليفر أن يحتمل ملامسة امرأة تخرج مع رجل من هذا النوع؟ جعلت آنا تتساءل فى نفسها قبل أن تسأله :- هل تعرفه ؟ .
- من ؟
- صديق ميلانى. بدوت وكأنك ترقبهما عن كثب وباهتمام .
هز أوليفر كتفيه:- أنه الفضول فقط. لاأعتقد أنه سبق لى أن التقيت بالرجل من قبل. لكن، فى النهاية لميلانى العديد من الاصدقاء .
- انها فتاة جذابة للغاية .
- نعم ، أعتقد ذلك .
- هل لازلت معجبا بها ؟
سألها بحدة :- ما هذا؟ نوع من الاستجواب ؟ لقد دعوتك أنت على العشاء الليلة. لا أريد التحدث عن ميلانى .
- لكنكما مقربان جدا الواحد من الاخر .
لاحظت آنا أنه لم يجب على سؤالها. بل هز كتفيه قائلا :- انها تكاد تكون فردا من العائلة. يسرنى أنها عادت فى الوقت المناسب من أجل جنازة والدى. لغضب جدا لو لم تعلم بالامر الا فى وقت متأخر.
- ألم يفكر أحد فى الاتصال بها هاتفيا ... أو ترك رسالة لها فى الفندق الذى تنزل فيه ؟
- لم يعرف أحد بالتحديد أين هى. كانت فى مصر بالطبع ، أما أين تقيم، فلا أحد على علم بذلك، حتى والدها. لديها هذه العادة بالانطلاق وراء احدى نزواتها من دون أن تطلع أحدا على أى شئ.
- هكذا ؟ لعلها قضت عطلتها مع هذا الرجل الذى يجلس برفقتها الان؟
بدا على أوليفر الانزعاج من مسار الحديث، فأجاب :- لا أعلم، ولست مهتما البتة بالامر. فهو ليس من شأنى ولا يخصنى اطلاقا .
آه، لكنه يعنيه بالتأكيد هذا ما خطر لآنا . فقد بدا عليه الارتباك بشدة الى حد ينفى عدم اهتمامه بالامر . حدق أوليفر فيها بعينين مفترستين وقال :- أريد التحدث عنك أنت أريد أن أعرف سبب رحيلك المفاجئ. لم أصدق عندما أعلمنى والدى برحيلك. لم يكن ذلك مفهوما أو منطقيا. لم لم تأتى لرؤيتى قبل الذهاب ؟
لم يقل ادوارد شيئا اذا عن أجبارها على مغادرة المنزل والرحيل، ويصعب عليها الاعتراف بالحقيقة الان والقاء اللوم على والده وهو لم يدفن بعد. فرفعت كتفيها بحركة لا مبالية :- ما الذى كان لدينا لنناقشه ؟ .
فأجابها بثقة :- لم يكن هناك من داع لمغادرتك . ولماذا اخترت ايرلندا ؟ أعلم أنى كنت غاضبا منك ... كنت فى الواقع غاضبا بجنون ... لكن، ما كان عليك الرحيل والاختفاء هكذا !.
قالت بهدوء :- ظننت أنه من الافضل لنا نحن الاثنين أن أبتعد .
- وهل كنت سعيدة هناك ؟
- كان الامر مؤقتا .
- وماذا عن صديقك ؟
- أى صديق ؟
- ذاك الذى أعطيته المال . هل كان برفقتك ؟
أغمضت آنا عينيها . فمما لاشك فيه أن الوقت والمكان غير مناسبين للبدء بمثل هذا الحديث :- أنت مخطئ بخصوص تونى. لكن ليس فى نيتى أو رغبتى أن أناقش الامر. أعتقد فى الواقع أنى أفضل العودة الى البيت .. أعنى الى منزلك أنت .. فأنا متعبة حقا .
- حسنا .
سدد حساب العشاء ، وأدهش آنا حين لم يلتفت مرة واحدة باتجاه ميلانى وهما يجتازان الغرفة الى الخارج. لكن آنا فعلت فشعرت بارتعاشة باردة وهى ترى نظرة الحقد والغل فى عينى ميلانى. كانت الرسالة فى غاية الوضوح. لابد أنها لن تكون المرة الاخيرة التى ترى فيها ما رأته منها .
************************

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

maral 07-12-17 02:38 AM

Thank you it was good

Akhallouf soumaya 08-12-17 05:16 AM

:mazpoot::7R_001::34-1-rewity::heeeelllllooooo::mazpoot:jlgkjhkukhh'vhkgh gh'hjghv

رارا84 08-12-17 07:31 PM

شكررررررررررررررررررررا


الساعة الآن 11:51 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.