آخر 10 مشاركات
سجل حضورك ببيت شعر ^^ * مميزة * (الكاتـب : ميار بنت فيصل - )           »          صبراً يا غازية (3) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          عواقب إنتقامه (144) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          بين أزهار الكرز (167) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          0563940846 حبوب #سايتوتك# #الاجهاض# #المنزلي# #اسقاط الجنين# #للبيع# #جدة# #الرياض# # (الكاتـب : دكتور تركي - )           »          بيع حبوب الاجهاض سايتوتك_0563940846_ #الرياض# #جدة# #الدمام# #الخبر# #للبيع# (الكاتـب : دكتور تركي - )           »          عمل غير منتهي (85) للكاتبة : Amy J. Fetzer .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-12-21, 08:29 PM   #331

نورمبارك

? العضوٌ??? » 349576
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,145
?  نُقآطِيْ » نورمبارك is on a distinguished road
افتراضي


سبحان الله وبحمده

نورمبارك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-12-21, 12:52 AM   #332

demis

? العضوٌ??? » 294533
?  التسِجيلٌ » Apr 2013
? مشَارَ?اتْي » 149
?  نُقآطِيْ » demis is on a distinguished road
افتراضي

رواية جميلة عي أحداثها ومتنوعة في شخصياتها المثيرة فشكرا لهذا المجهود الطيب الذي منحنا التمتع بهذه الرواية الجميلة

demis غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-12-21, 10:44 PM   #333

Soosee

? العضوٌ??? » 343592
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 497
?  نُقآطِيْ » Soosee is on a distinguished road
افتراضي

شكراااااااااااااا

Soosee غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-12-21, 11:11 AM   #334

اسيا321

? العضوٌ??? » 453963
?  التسِجيلٌ » Sep 2019
? مشَارَ?اتْي » 82
?  نُقآطِيْ » اسيا321 is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة just faith مشاهدة المشاركة
المحتوى المخفي لايقتبس
سبحان الله الحمد الله


اسيا321 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-12-21, 08:03 AM   #335

nana mohame

? العضوٌ??? » 433398
?  التسِجيلٌ » Oct 2018
? مشَارَ?اتْي » 820
?  نُقآطِيْ » nana mohame is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

nana mohame غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-01-22, 03:04 AM   #336

نسمه هواء المساء

? العضوٌ??? » 351387
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 745
?  نُقآطِيْ » نسمه هواء المساء نسمه هواء المساء نسمه هواء المساء نسمه هواء المساء نسمه هواء المساء نسمه هواء المساء نسمه هواء المساء نسمه هواء المساء نسمه هواء المساء نسمه هواء المساء نسمه هواء المساء
افتراضي

: 5dba185f4bf4d780766f6e686a4e875d5998c65e

نسمه هواء المساء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-01-22, 09:33 AM   #337

لونا لانا

? العضوٌ??? » 368291
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 699
?  نُقآطِيْ » لونا لانا is on a distinguished road
افتراضي

شكرااااااشكرااااااااااااا ا

لونا لانا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-22, 10:21 PM   #338

الفيفيه

? العضوٌ??? » 475654
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 123
?  نُقآطِيْ » الفيفيه is on a distinguished road
افتراضي

سبحان الله وبحمده

الفيفيه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-02-22, 06:21 PM   #339

فادية ف

? العضوٌ??? » 481341
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 35
?  نُقآطِيْ » فادية ف is on a distinguished road
059

شكرا... لك مني أجمل تحية



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة just faith مشاهدة المشاركة


2- إذا كنت تجرؤ
ـــــــــــــــــــــــــ ــــ
لم يكن مزاجها قد تحسن تماماً عندما عادت إلى المزرعة لتجد أن روبرت ترك لها رسالة على المجيب الآلى
كانت تفتح الجهاز بشكل دائم كلما زارت أبويها لتتمكن من تسجيل كل مخابرة تصلها ولكن مخابرة روبرت باتلذات لم تكن تريدها . قالت له إنها لا تريده أن يتصل بها أثناء وجودها هنا . لكنه بطبيعته المستبدة لم يهتم بذلك.
-مرحبا حبيبتى
حياها بصوته الساحر فتصورته جالساً على كرسيه الجلدى رافعاً قدميه على المكتب :
-أردت فقط أن أعرف إن كنت مستعدة للعودة . إننا نفتقدك
أقفلت تورى الجهاز بقوة . تبا له إنها الآن فى بيتها أما بالنسبة لافتقادهم لها.....
لا شك أنهم يفتقدونها.....خاصة روبرت فهى التى ساعدت فى حصوله على هذا الحذاء الجلدى والبذلة الثمينة والقميص . فى الواقع كانت هى ربة نعمته أو بطاقة الإعاشة بالنسبة إليهتهالكت على أحدى كراسى المطبخ واضعة مرفقيها على المائدة ثم أراحت ذقنها على يدها فآخر ما تريده أن تكون حاقدة .ولكن ماذا يمكنها أن تفعل ؟
لهذا السبب أتت إلى هنا منذ أسبوع فهى تعلم أنها أقرب إلى الجواب هنا !
-ساعدينا يا حبيبتى رجاء
قال أبوها ذلك وهو يفتح الباب ويدخل المطبخ وذراعه حول خصر أمها التى كانت تعرج بشدة
قفزت تورى باهتمام واندفعت نحو أمها فتمكنا معاً من أن يساعدها على الجلوس على إحدى الكراسى . كان كاحل أمها الأيسر مضمداً وبدأ الألم على وجهها .
وعندما جلست الأم هتفت تورى بعنف :
-ما الذى حدث ؟
أجابت الأم مشمئزة من نفسها فى ملابسها الصيفية المؤلفة من طاقم أبيض وبلوزة وردية وقبعة من اللون نفسه :
-وقعت وأنا خارجة من الكنيسة
قال أبوها الذى لوحت الشمس وجهه الأحمر وهو يبتسم مرتاحاً لعودته إلى البيت من دون مزيد من الحوادث المؤسفة :
-كما إنها لم تشرب قطرة ماء
-التفاهة والغرور تسببا فى ذلك . ما كان علىّ أن أنتعل حذاء عالى الكعبين
قالت الأم وهى تحملق فى الحذاء الأبيض وقد بدا عليها الانزعاج البالغ لسقوطها :
-لا أتذكر آخر مرة لبست فيها حذاء كهذا بقينا نصف ساعة فى المستشفى ليصوروا كاحلى . ما من كسور والحمد لله مجرد التواء فى المفصل
قالت تورى وقد نسيت تماماً كل شئ عن روبرت :
-سأعد لكما الشاى
كانت هذه الحادثة مشكلة حقيقية رغم ابتسامة العطف التى واجه بها أبوها إصابة أمها . فأمها شريك أساسى فى إدارة المزرعة وهى لم تعد قادرة على الحركة الآن ......
-فكرة حسنة يا حبيبتى
أجابها أبوها بذلك وهو يجلس بدوره إلى مائدة المطبخ . لقد أمضت الأسرة الكثير من الوقت فى المطبخ وتناولت الوجبات كلها على هذه المائدة وغالباً ما كانوا يتمهلون فى المساء ليتحدثوا ويثرثروا . سألت تورى وهى تحضر الشاى :
-كيف كان العرس ؟
وعلى الفور رق وجه أمها وقالت باسمة وهى تتذكر :
-رااائع . أنا أحب الأعراس كثيراً
وأضاف أبوها بحماس أقل :
-وقد بدت دينيس جميلة
بدا عليه الضيق فى هذه البذلة والقميص اللذين أضطر للبسهما للمناسبة وتابع قائلاً :
-ولو أننى لا أستطيع القول أننى معجب بالشاب الذى تزوجته
ألقت الأم على أبنتها ذات معنى :
-أنتظرى حتى يأتى دورك يا تورى . لن يكون هناك رجل يستحقك أنت أيضاً !
فقال الأب بخشونة :
-الحق معك يا ثلما ما من رجل يستحق حبيبتنا تورى
ابتسمت تورى لهما بحنان وهى تناولهما الشاى
-لو كنت مكانكما لما أقلقنى الأمر فأنا لا أنوى الزواج إلا بعد سنوات . هذا إذا تزوجت !
لم يكن هذا شعورها دوماً فقد ساورتها قبل فترة آمال وأحلام بنات جيلها فكانت تحلم بزوج و أولاد وبيت دافئ كالبيت الذى نشأت فيه . لكن الأمور تغيرت الآن وكذلك روبرت ولو بعد فوات الأوان لحسن الحظ لأن روبرت الذى بقى لسنوات يقول إن الزواج لم يخلق له تغير فجأة منذ أسابيع وأصبح يحثها على الزواج منه فى كل فرصة تسنح له . لو طلب منها الزواج منذ سنوات لقبلت ولكن ليس الآن فـ روبرت لم يعد ذلك الفتى الرائع . فى الواقع أصبحت تعرفه الآن جيداً وقد شكرت الله لأنه لم يعرض عليها الزواج منذ عامين وإلا لارتكبت أكبر غلطة فى حياتها !
قالت باسمة :
-حسنا أنا مسرورة لأن العرس كان جيد رغم ما حدث لكاحلك أمى
فقالت الأم :
-إنه ذنبى أنا . كيف الحال مع شقيق ماديسن , جونى ؟
عبست تورى وهى تجلس إلى المائدة حاملة فنجانها :
-إذا أخبرتك أننى كنت أدعوه السيد ماغواير عندما أنزلته أمام البيت وكنت أفضل لو قذفته من فوق الصخور ربما يطلعك هذا على مدى أنسجامنا معاً !
فقالت أمها بقلق :
-آهـ يا عزيزتى مع أن أخته و زوجها طيبان للغاية
كانت الجزيرة مسكننا لممثلين عدة وموسيقين مشهورين ومغنين فضلاً عن مجموعة من المؤلفين الناجحين وبعض الأثرياء الأقل شهرة فتعود أهل الجزيرة ألا يستغربوا إذا ما رأوا أحدهم فى السوبر ماركت
-أنا لم.....
وسكتت فجأة حين اخذ الهاتف يرن لقد نسيت أن تعيد فتح المجيب الآلى بعد أن تلقت مكالمة روبرت ولم تكن بحاجة إلى التخمين طويلاً لتدرك أن المتكلم روبرت مرة أخرى وعندما رأى أبوها نظرة الاستياء على وجهها سألها بلطف :
-أتريدن أن أجيب عنك ؟
عودتها إلى البيت لكى يتاح لها التفكير فى وضعها هو شئ وترك أبيها يواجه مشاكلها بدلاً منها أمر أخر تماماً
-لا باس سأجيب أنا
وأختطفت سماعة الهاتف وردت بحدة بالغة :
-نعم ؟
ساد صمت قصير فى الناحية الأخرى من الخط قبل أن تسمع من يقول :
-كيف عرفت أنه أنا ؟
-لم أعرف أنه أنت
أجابت جوناثان ماغواير بشئ من الخجل مشيحة بوجها من نظرات والديها كيلا يلاحظا أحمرار وجهها
سألها ساخراً بينما بدت لهجته الأمريكية أكثر وضوحاً :
-ومن غيرى كدرك اليوم ؟
فقالت بمرح :
-لا أحد بالذات
ما الذى يريده ؟ عندما غادرته منذ ساعة لم يكن لديها شك فى رغبته فى العزلة
قال بإعجاب :
-هل أنت ماهرة جداً فى ذلك؟
فترددت :
-فى ماذا ؟
-فى الأجوبة المراوغة
ضحكت مجفلة :
-يتوقف الأمر على خبرتك فى الأجوبة المراوغة !
بعد تمضية أربعين دقيقة بصحبة جوناثان ماغواير وجدت أن معرفتها به أقل مما كانت عليه قبل أن تعرفه !
أخذ يضحك بهدوء :
-لا بأس فأنت لن تخبرينى من كدرك اليوم . لن أؤخرك طويلاً لأننى أعلم أنك متلهفة للذهاب إلى عرس أبنة خالك . أنا......هذا هو سبب أتصالى بك , فى الواقع
طرفت تورى بعينيها ثم سألته غير مصدقة :
-لا أظنك تقترح أن تأتى معى ؟
أخذت تتصور تخمينات الأسرة وهى تصل إلى العرس برفقة أمريكى طويل وأسمر ! وأن كان هذا لا يعنى إنها تنوى الذهاب من دون أمها وأبيها ولكن من المؤكد أنه لا يمكن لـ جوناثان....
لكن جوناثان قال على الفور ليزيل أوهامها :
-لا . طبعاً . لكن بعد تفكير ملى أدركت أننى مدين لك بإعتذار على سلوكى السابق
فقالت بهدوء :
-سبق وقمت بذلك
-أعتذر على عدم شكرى لك لأنك تفرغت اليوم كى تحضرينى من المطار. وأنا.....أشكرك الآن
آهـ....هذا يجرح كرامته حتماً كما خطر لها وردت عليه بمرح :
-أهلاً بك
وسمعت آهة عميقة من الناحية الأخرى من الخط :
-أنا لست عادة فظاً كما تصرفت اليوم...
فقالت ممازحة :
-لا تخبرنى....بأنك عادة أكثر فظاظة
رد بإنفعال :
-أنت لا تتسامحين فى الأمر , أليس كذلك ؟
حسنا لم تكن واثقة مما قصده لقد أعتذر وقبلت اعتذاره . ما الذى يريده أكثر ؟
سألته بحرص :
-أتظن أن علىّ ذلك؟
كل ما قاله صحيح ز فقد خصصت له وقتها وفاتها عرس ابنة خالها لتذهب إلى المطار وتحضره وإذا به يواجهها بتلك الفظاظة
فقال بإذعان :
-ربما لا . عندما ترين أمك هل لك أن تشكريها لإعدادها الفطيرة ؟ كنت جائعاً عندما وصلت إلى هنا فتناولت قطعة منها وهى لذيذة
قالت له :
-لماذا لا تخبرها بنفسك ؟ إنها جالسة هنا
خطر لها ذلك فجأة لتنهى المكالمة من دون أن تبدو قليلة التهذيب وناولت السماعة لأمها قبل أن يجيبها جوناثان
وتحركت تورى لتقبل أباها على وجنته برفق ثم قالت وهى تنظر إلى أمها :
-سأذهب إلى الأستوديو . اصرخ إذا إحتجتنى
وأنبأها احمرار وجه أمها بأن جوناثان يثنى دون شك على الفطيرة اللذيذة
ابتسمت تورى وهى تغادر المنزل . قد يكون الطريق إلى قلب الرجل يمر بمعدته لكن الطريق إلى قلب أمها هو مديح طهيها حتماً . وبدأ وكأن جوناثان ماغواير قد فتن فرد من أفراد أسرة بوكانان
تلاشت ابتسامته حين وصلت إلى المبنى الخارجى الذى سمح لها والدها بأن تحوله إلى أستوديو . دخلت و وقفت تنظر حولها شاعرة بماذا....؟ فأينما وقع نظرها ترى برهاناً على نجاحها . ذات يوم , كان هذا كل ما تريده . لقد تركت الجزيرة منذ ست سنوات للبحث عن هذا الحلم وبعد خمس سنوات من النجاح أدركت أن ما وصلت إليه ليس كافياً بل هى تريد أكثر
لقد خاطرت منذ ست سنوات ونجحت . فهل لديها الشجاعة الآن وهى لا تزال فى القمة لأن تتنحى وتترك تلك المهنة ؟
يعتقدها روبرت مجنونة لمجرد تفكيرها فى تلك الخطوة التى شغلت ذهنها فى الأشهر الأخيرة لكن لـ روبرت أسبابه الخاصة التى تدفعه إلى إبقائها حيث هى فالأجر الذى يتقاضاه يناسبه تماماً . ولكن هل تناسبها تلك الحياة ؟
لو إنها تعرف الجواب لما بقيت هنا فى الجزيرة ولما كان عليها أن تتعرف على ذلك الفظ جوناثان ماغواير أيضاً
"متغطرس عديم المراعاة لا يهتم إلا بنفسه !" راحت تورى تحدث نفسها وهى تقف فى المطبخ لتتفحص محتويات القدور التى تغلى على النار
-هذا دليل سيئ يا حبيبتى
قال أبوها هذا وهو يدخل المطبخ وقد أرتدى ملابس العمل المريحة . وبدأ عليه الأرتياح التام وهو يرى نظرة التساؤل فى عينى تورى فأضاف :
-أعنى الحديث مع نفسك
عبست وردت :
-سيجهز الغداء بعد ربع ساعة
لم تكن تتحدث مع نفسها لأنها هى التى تطهو غداء الأحد بل لطالما أسعدها أن تقوم بحصتها من العمل فى المزرعة أثناء وجودها فيها
لا لم تكن المشكلة فى طهى الغداء بل فى أن جوناثان ماغواير مدعو. هذا ما كان يضايقها!
لقد أعطاها كل الدلائل أمس على أنه كان يود إحاطة نفسه بالغموض....وهو يريد أن يبقى منعزلاً وحده وإذا به قبل أن ينهى مكالمته أمس يقبل دعوة أمها على الغداء
ورغم رغبة تورى فى تناول الطعام فى المطبخ كالمعتاد إلا أن أمها أصرت على أستخدام غرفة الطعام التى نادراً ما يستخدمونها
إنه شرف !
كان غداء الأحد مصدر بهجة للأسرة حيث يمضون فترة بعد الظهر فى الأسترخاء أمام التليفزيون أو فى قراءة الصحيفة . كان أملهم الوحيد هو ألا يطيل الضيف بقاءه بعد الغداء ! لم تستطع أن تفهم ما جعل جوناثان يقبل الدعوة بعد إدعائه أنه لاينوى الذهاب إلى مناسبات اجتماعية أثناء وجوده فى الجزيرة ؟
نظرت إلى ساعتها بفروغ صبر :
-إذا لم يحضر ضيفنا بسرعة فسيفوته الغداء
-أنا واثق من....
وقطع والدها كلامه عندما سمع هدير سيارة تجتاز الفناء فضحك :
-"أذكر الشيطان يحضر فى الحال" من الأفضل أن أذهب وأرتدى ملابس نظيفة
نظر بآسف إلى ثياب العمل المريحة والمبقعة بالوحل :
-وإلا خاصمتنى أمك
وبما أن أمها ترتاح فى غرفة الجلوس بسبب أصبابة كاحلها وأبها قد صعد ليغير ملابسه لم يبق سواها ليفتح الباب وكان جرس الباب الأمامى نادراً ما يرن فسكان الجزيرة يستعملون دوماً الباب الخلفى . فتطلب إزاحة المزلاجين الثقيلين بعض الوقت من تورى قبل أن تستعمل المفتاح الذى أخذ يصرّ لينفتح الباب أخيراً
سألها بلهجة مطاطة بعد أن سمع صرير المزلاجين والمفتاح فى القفل :
-هل تحتفظون بخزنة هنا ؟
افترضت تورى أنه هو المتوارى خلف الباقة الضخمة من أزهار الأقحوان الصفراء إذ لم يكن يبدو منه سوى ساقيه الطويلتين
فقالت بحدة وهى تفسح له الطريق ليدخل :
-هذا مضحك , ولكن هل لك أن تدخل من الباب الخلفى مستقبلاً؟
خفض أزهار الأقحوان ببطء فبدأ وجهه الوسيم وهو يقول :
-آسف
لم يكن يبدو عليه التجهم والتعب كما بالأمس بل بدأ وسيماً إلى حد خطير كما رأت تورى مازال شعره الأسود مبتلاً ومائلاً إلى التجعد كما كانت عيناه الرماديتين دافئتين وفمه جميل باسماً لم تجبه بابتسامة بل قالت له فجأة :
-من هنا
سيتناولان فعلاً الغداء فى غرفة الطعام ولكن عليه حالياً أن يرفع الكلفة والرسميات فى المطبخ فهى لا يمكن أن تلعب دور المضيافة والطاهية فى الوقت نفسه
أشارت إلى الأزهار التى كان ممسكاً بها وقالت :
-ما كان ينبغى أن تزعج نفسك بإحضار هذه الأزهار يا سيد ماغواير
-آ....آسف أنها ليس لك بل لأمك . أمى علمتنى أن أقدم دوماً أزهار لمضيفتى
-أنا وأثقة من أن أمى ستسر جداً
التهب وجهها خجلاً وارتباكاً لأنه علمها ألا تحاول أن تتحاذق !
مد يده إلى جيبه وأخرج علبة شوكولا :
-هذه لك أنت . الأزهار للمضيفة و الشوكلا لأبنتها
كان صندوق الشوكولا صغير لكن من النوع الذى تحبه
-شكراً
أخذته منه فتلامست أصابعهما وإذا بصدمة كهربائية تخزها فى يدها لتصل إلى أعلى ذراعها . وما لبث هذا الأحساس أن تلاشى لتشعر بعدئذ بأن أنفاسها محبوسة
ما كان هذا ؟
هزت رأسها قبل أن تضع علبة الشوكلا جانباً
سألته و راسها يدور لما شعرت به لدى أحتكاك أصابعه بأصابعها :
-هل تريد بعض العصير قبل الغداء يا سيد ماغواير ؟
لم يبدُ عليه أنه تأثر مثلها وهو يضع الأزهار على المائدة وقال :
-سأشرب معك شرط أن تكفى عن مناداتى بسيد ماغواير ...يا تورى
فأومأت برأسها :
-جزناثان
لن تناديه جونى أبداً !
-لدينا زجاجة عصير فى الثلاجة . آمل أن تحب الدجاج
خشيت أن يكون نباتياً رغم أن الذنب سيكون ذنبه لأن من المفروض أن يخبر أمها بذلك أمس
-بل أعشق الدجاج
-أهلاً بالسيد ماغواير
جاء أبوها ليرحب به وهو يدخل المطبخ ماداً يده :
-دان باكانان تعال إلى غرفة الجلوس لأعرفك على زوجتى . هل كل شئ على ما يرام يا تورى ؟
قالت شاعرة بالارتياح لحضوره وأستلام مهمة الترحيب بالضيف :
-تماماً عندما أقدم الغداء سأناديك
ألقى عليها جوناثان نظرة سريعة :
-أرجو أن لا أكون قد سببت لك إزعاجاً كبيراً...
فقالت بمرح :
-أبداً كنا سنتناول الشواء على الغداء على أى حا
لقد أدركت من ضيق عينيه الرمادتين الفضيتين أنه لا تخفى عليه خافية
قال له أبوها :
-من المؤسف أن زوجتى وقعت أمس ولوت كاحلها لكن تورى بمهارة أمها فى الطهى تقريباً
فسألت تورى مازحة :
-تقريباً ؟
كانت تجد متعة فى بيتها فأبواها واقعيان للغاية بخلاف ذلك الحشد الذى يحيط بها فى لندن
فقال الأب وهو يغمز جوناثان :
-البرهان عند الأكل . دعنا نذهب لرؤية ثلما يا جوناثان فهى متشوقة للتعرف عليك
ستجن أمها من الفرح : هدايا زهور شوكولا....لكن كل هذا لم يغير من واقع أن الرجل فظ للغاية .
إلا أنه لم يُظهر تلك الفظاظة عندما جلس الأربعة لتناول الغداء . كان جوناثان هو الذى ساعد أمها على الدخول الغرفة واضعاً يده تحت مرفقها . رأت تورى ساخطة أنه درس أخر من حسن السلوك علمته إياه أمه . والآم من هو الفظ بينهما ؟
إنها هى لكنها ل تستطيع أن تنسى ذلك الرجل الذى تعرفت إليه أمس رغم أن كلماته أظهرت أنه مصمم على محو تلك الصورة
قال لأبيها وهو يتذوق الدجاج والخضار المطهوة :
-لذيذ .....
كان جالساً بجانب تورى على المائدة قابلة والديها وأضاف
-أطعمة المدارس لم تكن لذيذة ما جعلنى أعتقد أن الطهى الإنجليزى هو الأسوأ فى العالم !
رفعت تورى عينيها بدهشة :
-هل ذهبت إلى المدرسة فى إنجلترا ؟
ما أغرب ذلك وأبواه أمريكيان ؟
قابل نظراتها بثبات للحظة ثم قال مناقضاً قوله السابق :
-الثقافة الإنجليزية هى الأفضل فى العالم
فقالت ساخرة :
-يبدو أن أبويك أرادا لك الأفضل
ضاقت عيناه وهو يتأملها لحظة قبل أن يلتفت إلى أمها :
-لم تكن لدى فكرة عندما قابلت دعوتك أمس ثلما أنك لويت كاحلك وأننى سأزيد من عمل تورى
إذا كان يريدها أن تشعر بالذنب فقد نجح مع إنها لو كانت صادقة مع نفسها لأدركت أن جوناثان ليس الشخص الذى يزعجها اليوم. فقد أتصل بها روبرت مرة أخرى هذا الصباح وأزعجها بشدة لأنه واثق من عودتها السريعة إلى لندن للاستمرار فى العمل
قالت بارتباك :
-لم يكن هناك إزعاجاً
إنه ضيف والديها على أى حال وهى لم ترحب به كما ينبغى :
-وأنا مسرورة لاستمتاعك به . فهنالك فطيرة كرز من صنع أمى سأقدمها كحلوى بعد الغداء
-إذا لم أكن حذراً فسأسمن أثناء وجودى هنا
تملكها لاشك فى ذلك لأن بنية جوناثان رشيقة ورياضية
لكن هذا لا يعنى أنها تجد جوناثان ماغواير جذباً ! لديها ما يكفيها من المشاكل وهى تحاول أن تنظم حياتها من دون تعقيدها بانجذاب لن يؤدى بها إلى أى مكان . كما تلاحظ على جوناثان أى دليل على أنه يراها جذابة !
هل شعورها بالضيق هو السبب ؟ لم تتعود وضع الزينة على وجهها أثناء وجودها فى البيت وكانت تكتفى بارتداء بنطلون جينز والقميص لأنها لاتدرى متى قد يطلب منها أبوها أن تساعده فى المزرعة . لم تزعج نفسها يوماً بالتنبرج أثناء وجودها هنا فقد كان عدم أهتمامها بمظهرها مصدر راحة لها
لم يأتى جوناثان بإشارة تبين أنه لاحظ أنوثتها وأن كانت جذابة أم لا !
سألته أمها بأهتمام :
-كيف حال ماديسن و جيدون ؟ والطفلة الحبيبة طبعاً
فقال جوناثان :
-أرى أن ابنة أختى كانت تحطم القلوب من هذه الناحية من المحيط الأطلسى أيضاً . ماديسن وجيدون بخير وهما حالياً يقومون بزيارة عرّاب ماديسن و زوجته أى إدغار وكلير
أبتسامة الأم :
-أظن أن والديك مسروران بـ كيلى الصغيرة . أليس كذلك ؟ هل هى أول حفيدة لهما ؟
فقال ساخراً :
-نعم حتى الآن....
نظرت تورى إليه مفكرة ربما يظن أبواها أن ما رجل يستحقها لكن هذا لم يمنعهما من أن يتمنيا أن يحظيا بأحفاد . هل من الممكن والداى جوناثان بعد أصبح لديهما حفيدة الآن يضغطان عليه ليتزوج؟
وتابعت الأم أسئلتها بسعادة :
-ووالدا جيدون ؟ أظنهما سعيدان هما أيضاً؟
لم تتغير ملامح جوناثان ومع ذلك شعرت تورى بتغير مفاجئ فيه وهو يجلس بجانبها فقد أصبح جسمه متوتراً وبدأ فى عينيه نوع من الحذر
هل لأن أمها ذكرت والدى جيدون؟ أم لأنها ذكرت جيدون نفسه ؟ هل الرجلان غير منسجمين مع بعضهما البعض ؟
وجدت صعوبة فى تصديق الأمر فالرجلان متشابهان . كان جيدون قوى الشخصية وأثقاً من نفسه صاحب رباطة جأش مثله أم أنه يظن أن جيدون لا يستحق أخته ؟ كانت تورى تعتقد أن هذا رأى الأخوة غالباً
ولكن هذا لاي عنى أن لـ تورى أخوة وإنما بإمكانها أن تتصور جوناثان حريص على حماية أخته الصغيرة
وأخيراً قال جوناثان وهو يضع سكينته وشوكته على صحنه الفارغ :
-والدا جيدون متوفيان . والآن علىّ أن أذهب فقد قطعت عليكما فترة العصر
بدأ لـ تورى أنه تعمد الرقة فى لهجته واعترت أمها الدهشة فقالت تحتج بشئ من الارتباك :
-لكننا لم نأكل الحلوى بعد
وكانت تورى تعلم جيداً أن لا أحد يمكن أن يترك المائدة من دون أن يأكل حلوى أمها ! فوقفت وقالت له :
-هل لك أن تساعدنى فى رفع الأطباق يا جوناثان ؟ ستتذوق فطيرة الكرز التى حضرتها أمى لتخبرها أيهما تفضل فطيرة التفاح أم الكرز؟
ربما لم يكن من المناسب أن تطلب من الضيف أن يساعدها فى نقل الأطباق إلى المطبخ ولكن بدأ لـ تورى أن جوناثان بحاجة إلى أن يرتاح من الحديث الذى أصبح شخصياً أكثر مما يجب!
لم يكن بإمكانها أن تعلم ما يضايقه فى الحديث عن أخته و زوجها....ولكنها كانت تعلم أن هذا ما حدث إلا إذا أكتفى من صحبتهم الريفية الضيقة . على أى حال لابد أنه معتاد على نوع آخر من الناس أكثر حنكة بكثير!
قال بهدوء عند وصولهما إلى المطبخ وبعد أن وضع الأطباق التى يحملها :
- أشـــكـــرك
نظرت إلى ظهره العريض القوى وعادت تتساءل كيف يدفن شخص مثله نفسه فى جزيرة مان لمدة غير محدودة ومرة أخرى لم تجد جواباً !
لعله يحتاج مثلها إلى الوقت وإلى مكان منعزل ليتمكن من أن يفكر.....؟ ولعله مثلها لا يستطيع أن يتحدث عما يفكر فيه أمام شخص ثالث....
التفت بحدة وكأنه أحس بنظراتها الحائرة عليه وبدأ الحذر على ملامحه على الفور :
-أعنى طبعاً لأنك ساعدتنى على أن أتجنب إهانة أمك بعدم تذوق حلواها
فقالت تكرر كلمته ساخرة :
-طـبـعــاً
إذا كان قد قرر أن يغادرهم لأنهم أضجروه فهو أذن فظ غير مهذب ! ولكن ألم تكن تعلم ذلك من قبل ؟
ألقى عليها نظرة متفحصة تلقتها تورى بعدم اكتراث هادئ . كان يضيع وقته فى محاولة إرباكها بتلك الطريقة فقد اعتادت أن تسلط الأنوار عليها
رفع جوناثان نظره عنها ثم سألها بجفاء :
-هل تريدنى أن أنقل شيئاً إلى غرفة الطعام ؟
فتحت الثلاجة وأخرجت وعاء القشدة قائلة :
-هذا . إلا إذا كنت تفضل الآيس كريم لأننى أعتقد أن الأمريكيين يفضلونه مع الحلوى
فقال ببطء :
-ما تعتقدينه صحيح
أخرجت الآيس كريم من الثلاجة وحملته إلى غرفة الطعام بينما تبعها هو بالأغراض الأخرى
ابتسم أبوها لهما وهما يدخلان الغرفة :
-كنت أقول لأمك لتوى يا تورى إن جوناثان يريدك ربما تأخذينه بالسيارة عند العصر
عبست تورى بضيق فهى لا تريد أن تمضى مع جوناثان ماغواير المزيد من الوقت عدا أنه ضيفهما وليس ضيفها
لم تكن غبية فهى تعرف بالضبط ما يهدف إليه أبوها إذ يعرض التليفزيون عند العصر فيلماً عن الحرب ولم يشأ أبوها أن يفوّته فإذا أستطاع أن يقنع جوناثان بالخروج مع تورى سيتمكن هو من رؤيته .
بدت الحيرة على جوناثان ثم قال يذكر تورى :
-أظنك قلت إن من الأفضل أن أبقى فى البيت بعد الظهر بسبب السباق وغيره؟
فقال له أبوها ببشاشة :
-هذا بالضبط ما أتحدث عنه. لم تر تورى السباق منذ سنتين . وأنا وأثق من أنها متلهفة لأن تأخذك معها , أليس كذلك حبيبتى ؟ أنه شئ يجربه الأنسان ولو مرة فى الحياة !
حل الذهول مكان الحيرة على وجه جوناثان :
-هل تركبين الدراجة النارية ؟
شعرت تورى بالغضب من عدم التصديق البارز على وجهه . لقد ولدت فى الجزيرة وعاشت فيها طوال حياتها حتى السنوات الست الأخيرة والدراجة النارية هى ميزة الجزيرة سواء أحبتها أم لا
منذ خمس سنوات أشترت تورى دراجة نارية
فقالت بحزم
- نعم . أنا أركب الدراجة النارية وسنخرج معاً عندما ننهى الغداء , هذا إذا كنت تحب أن تذهب
- وكانت لهجتها تعنى "إذا كنت تجرؤ"


فادية ف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-02-22, 06:25 PM   #340

فادية ف

? العضوٌ??? » 481341
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 35
?  نُقآطِيْ » فادية ف is on a distinguished road
افتراضي

رواية جميلة......شكرااااا

فادية ف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:32 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.