آخر 10 مشاركات
أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          كلوب العتمةأم قنديل الليل ؟! (الكاتـب : اسفة - )           »          52 - عودة الغائب - شريف شوقي (الكاتـب : MooNy87 - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أسيرة الكونت (136) للكاتبة: Penny Jordan (كاملة)+(الروابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          605-زوجة الأحلام -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          غيث أيلول -ج5 سلسلة عائلة ريتشي(121)غربية - للكاتبة:أميرة الحب - الفصل الــ 44*مميزة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          ترافيس وايلد (120) للكاتبة: Sandra Marton [ج3 من سلسلة الأخوة وايلد] *كاملة بالرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree5716Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-02-21, 12:32 AM   #2171

هبه شناوي

? العضوٌ??? » 474939
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 474
?  نُقآطِيْ » هبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond repute
افتراضي




هبه شناوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-21, 03:22 AM   #2172

نرمين نحمدالله

كاتبة في منتدى قلوب أحلام وفي قصص من وحي الاعضاء ، ملهمة كلاكيت ثاني مرة


? العضوٌ??? » 365929
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,008
?  نُقآطِيْ » نرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond repute
افتراضي

نصف الفصل الخامس والعشرون...
======


*أخضر*
======
_"الست عزة " ! حمداً لله على سلامتك !

يهتف بها بواب البناية حيث شقتها القديمة قبل زواجها من إيهاب فلا تجد القدرة -ولا الرغبة- لتتكلف ابتسامتها التقليدية قانعة ب"وجهها المهزوم" ..

فضول الرجل يتحول لبعض الشفقة وهو يميز حقيبتها الكبيرة التي احتلت خلفية السيارة مع صوتها الذي سمعه لأول مرة بهذا الانكسار :
_اصعد بها للأعلى .

يحوقل الرجل بصوت خفيض لكن صوته كان يدوي في أذنيها بما يشبه قرع الطبول ..يعيرها بالمزيد من الفشل ..

تتجه نحو مدخل البناية لتصعد الدرج نحو المصعد الذي فتحت بابه لتفاجأ بإحدى جاراتها تخرج منه ..
_عزة! مبارك زواجك ! لم تتسنّ لي فرصة تهنئتك حتى الآن ..اعذريني ..
لا تحب هذه المرأة ولا تظنها تحبها كذلك .. لهذا تصم أذنيها عن ثرثرة المرأة مكتفية برد تقليدي عبر إطراقة رأسها ..لكن نظرات الأخيرة تقع على الحقيبة التي حملها البواب فتهتف لها بدهشة :
_عدت بحقيبتك ؟! لماذا ؟! لم يمض على زواجك الكثير !! وأنا التي كنت عاتبة عليك لأنك لم تدعني إلى حفل زفافك ؟! لا بأس يا حبيبتي ..أنا رأيت الفيديو المنتشر على شبكات التواصل لحفل ليلة زفافك وما قالته شقيقتك !! يبدو أن الأمر ..يالله !! موقف صعب !!

شفقة المرأة الظاهرة تخفي شماتة تكاد تراها حتى وهي مطرقة الرأس هكذا لتردف الأخيرة بنفس النبرة :
_سمعت كذلك أن البرنامج خاصتك قد توقف وأنهم يعدون مذيعة بديلة لتقديمه ..قلت لنفسي حقاً ..المصائب لا تأتي فرادى) ..لكنني لم أصدق ..أين سيجدون مثلك ؟! البرنامج أصلاً كان ..

لكن عزة تقاطعها وهي تتقدم صامتة نحو المصعد لتضغط زر طابقها ثم تغلق الباب في وجهها بهدوء ظاهر ولا تزال مطرقة الرأس ..
كان يمكنها الرد بلباقة لا تنقصها تعلمتها عبر سنوات عملها لكنها كذلك زهدت التبرير ..زهدت التظاهر ..زهدت الكذب ..
فلتعترف بالهزيمة فحسب!

تغلق باب شقتها بعد دخولها لتستند عليه مطلقة تنهيدة ..
قبل أن تنحدر عليه لتستقر جالسة على الأرض !
كيف يمكن هكذا أن تشعر أنها عادت ..ولم تعد ؟!
هذا المكان تعرفه ..هذا الأثاث تعرفه ..كل قطعة فيه اشترتها في مناسبة ما لها معها ذكرى ..حتى الأرض تحت قدميها ..تكاد تعرفها ..
طالما كانت تحب الجلسة على الأرض زاعمة أنها تكفيها خوف السقوط ..فمالها الآن تشعر أنها تسقط حتى وهي جالسة ؟

تغمض عينيها وهي تستعيد ذكرى شجارها الأخير مع إيهاب ..
الأخير ..و-للعجب- الأول!!
طوال سنوات معرفتها به لم يتحول الأمر بينهما لصدام قطّ مهما اختلفا ..!!


كانت قد عادت من مقابلتها مع مخرج برنامجها لتجد خديجة قد أغلقت غرفتها عليها فاستسلمت لجلستها وحيدة حتى عاد إيهاب بروحه متصنعة المرح كعهده مؤخراً ..

_افتقدتك يا جنيتي !

صوته المرح لم يعد يخدعها ..بل صار يخنقها أكثر ..
تندفع لتعانقه محاولةً استعادة عهد صداقتهما القديم تسأله كيف أبلى في عمله الجديد لتشعر أنه يتهرب من الجواب بالمزيد من المرح المصطنع ..ليتخطى الأمر بسؤالها عما فعلته هي في لقائها فترد بقنوط :
_لن تصدق ما طلبه مني .
يرمقها بنظرة متوجسة لتخبره بتفاصيل ما دار بينهما ثم تردف بانفعال :
_تخيل أنه يريدنا أن نجعل حياتنا الخاصة مادة يومية للدعاية ! هل تصدق أنه يريد أن يجعل من معاناتك فرصة حقيرة لجذب انتباه الناس ؟!

نظراته التي كانت يوماً لها كتاباً مفتوحاً الآن تتلون أمامها بلون غامض لم تفهمه ..
هل ذبحها الألم للحظة أم أنها تتوهم ؟!
ابتسامته المراوغة الصامتة بعدها حيرتها قبل أن يعطيها ظهره للحظات طال فيها صمتهما فتشعر بالتخبط ..
تبسط راحتيها على كتفيه من الخلف لتغمغم باعتذار منفعل:
_آسفة ..ليتني ما أخبرتك ..هذه الحماقات لا تستحق أن نلتفت إليها مادمنا ..

_ألا ترين أنك تبالغين في الأمر قليلاً؟!
كلماته تصدمها وهو يلتفت إليها فجأة بملامح معتمة اشتد غموضها لتتمتم باستنكار :
_أبالغ؟!
فيهز كتفيه ليهرب من عينيها بقوله الهادئ:
_لا أظن الرجل قصد الإهانة ..أنت تعملين فعلاً في مجال يجعلك بؤرة الأنظار شئت أم أبيت ..ماذا يضيرنا لو فعلناها؟!
_ماذا؟!
تتمتم بها بذهول وهي تتراجع خطوة للخلف ليزدرد ريقه مردفاً بنفس الهدوء الظاهر :
_فكري فيها بزاوية أخرى ..ربما تكون تجربتنا منبع أمل لمن مر بظروفي..دافعاً له كي يتقبل قدره ويستمر .
_وهل تقبلته أنت ؟!
كادت تصرخ بها باستنكار لكنها كتمتها مع .."ما صارت تكتمه" !!
فقط عيناها كانتا تصرخان بقهر ..واشتياق!!
اشتياق ل"الفاجومي" القديم الذي تحتاجه الآن أكثر من أي وقت مضى !

_صدقيني لن نخسر شيئاً ..لن أقبل أي شيء يحرمكِ النجاح الذي حققتِه طوال هذه السنوات .."الحورية الخضراء" ستمنح الأمل للجميع كما منحته لي .
يستمر في تبريره لكنها لا تقتنع بمنطقه كما لم تقتنع بتظاهره الفاشل لتهتف باستنكار :
_تفاصيلنا اليومية ستكون على المشاع ..مباحة للجميع ..صباحاتنا وأمسياتنا ..خروجنا وأسفارنا ..مشاعرنا ستكون مجرد قناع نرتديه وقت التصوير ..قناع يكون مقياس جودته عدد "المشاهدات" و"الإعجابات" و"المشاركات" ..أنا رفضت هذه الطريقة يوماً وقد كان الأمر يخصني وحدي ..فكيف أقبله الآن وهو يتعلق بنا معنا ؟! لا ! لن أجعل مصابك وسيلة لكسب التعاطف !

نظرة عينيه تهتز قليلاً ثم تدمعان بانفعال طغا على قناع هدوئه الظاهر لكنه يبدو وكأنه يبذل مجهوداً خرافياً كي يسيطر على نفسه ليعود فيعطيها ظهره قائلاً:
_لازلت أراكِ تبالغين في تقدير الموقف ..الأمر ..بسيط.
صوته يتحشرج في الكلمة الأخيرة فلا تحتمل الكتمان أكثر لتتقدم كي تواجهه هي هذه المرة ..تكتنف كتفيه بقبضتيها هاتفة :
_لا ..ليس بسيطاً ..ليس بسيطاً ..انزع قناعك الهادئ هذا وكلمني عما تشعر به حقاً .
_وما البديل ؟! هه؟! ما البديل ؟! أن تخسري تعب هذه السنوات ؟! نسيتِ فضيحة ليلة الزفاف التي أحدثتها شقيقتك ؟! لماذا لا تفكرين أن عرض ذاك الرجل هو الذي سينسي الناس إياها ؟! القشة الأخيرة التي يجب أن تتعلقي بها قبل أن تغرقي معي!
يهتف بها بانفعال سمح له أخيراً أن يشق قناع وجهه لترتد للخلف مصدومة وهي تشعر أنها حقاً تقف أمام واحد لا تعرفه !!

_ماذا حدث؟!

صوت خديجة التي خرجت من غرفتها أخيراً يحلق بينهما فيهم إيهاب بالرد لولا أن لمح ملامح وجه أمه التي بدت محمرة منكسرة بفعل بكائها لينسى ما كان يتحدث عنه مع عزة متذكراً شأن إياد فيندفع نحوها ليسألها بقلق:
_هل ذهبتِ لإياد؟!

تومئ خديجة برأسها إيجاباً ..ليزدرد ريقه بتوتر :
_ماذا فعل معك ؟!
تتنهد بحرقة انفعالها ثم تحكي له باختصار عما حدث لتختم بقولها :
_يريدنا أن نذهب جميعاً للعيش معه في بيته!

_ماذا؟!
تهتف بها عزة باستنكار حاد لتلتفت لها خديجة بقولها المنفعل بحيرته:
_هو يرى هذا عوضاً عن تقصيري في حقه .

_حقه في أمه لن أعترض عليه! ..حقه في اعتذار أخيه كذلك لن ألومه فيه!..لكن بأي منطق يريد منا السكن معه ؟! اذهبي انتِ وعوضي ابنك عن ذنبك كما تشائين لكن ما شأننا نحن؟!

تهتف بها عزة بعصبية أفقدتها التفكير في كلمات مناسبة ليهتف بها إيهاب زاجراً وقد رأى شحوب وجه أمه بعد كلامها:
_عزة ! لا تتجاوزي حدودك!
_أنا التي أتجاوز حدودي ؟! أم أنتم الذين تريدون إقحامي في شأن لا علاقة لي به ودون أخذ رأيي؟!
تصرخ بها بالمزيد من الانفعال والغضب داخلها يدفعها لأقصى حدود الجنون ..
لتهتف بها خديجة مهدئة:
_اهدئي ! لم يطلب منك أحد شيئاً ..أنا لم أوافق بعد !
_ولماذا لا توافقين ؟! إياد لن يرضى عنا سوى بهذه الطريقة ..سوى بشعوره أننا أتيناه بأقدامنا تاركين خلفنا كل شيء .

يقولها إيهاب بتشتت وشعوره بالذنب نحو أخيه يقذفه لأبعد الحدود ..
لتنقل خديجة بصرها بينه وبين عزة بالمزيد من التردد والحسرة !
لقد سمعت حوارهما منذ قليل فصياحهما وصلها في غرفتها ..
لم تصدق أن من يتحدث بهذا المنطق هو ابنها !!
هي وحدها تشعر بما يكابده ..
بالثمن الذي يدفعه من روحه كي يبدو بكل هذا الهدوء المرح بينما هو بداخله يحترق !!
كيف تتركه في هذه الظروف ؟!
هي لم تفارقه يوماً منذ ولادته وقد عاش أياماً كان فيها أغنى ما يكون عنها ..فكيف تتخلى عنه الآن وهو أفقر ما يكون إليها ؟!

لكن إياد هو الآخر له الحق فيها ..
ظلمته كثيراً دون قصد ..فهل تفعلها الآن عامدة ؟!!

_إياد صار وفير الثروة كما تقولين لكنه لم ينسَ أنه تربى بيننا هنا وقد كفل أبي -رحمه الله- تكاليف نشأته كلها فلم يبخل عليه بشيء ولم يفرق بيننا في شيء ..كان هذا قديماً يدعوه للامتنان ..لكن الآن -وبعد ما أذنبته أنا في حقه -الأمر صار يشعره بالانتقاص ..هو يريد الشعور بأنه قد صار له بيت يملكه ..بيت يملكه ويسعنا كلنا.

يغمغم بها إيهاب بشرود وحروفه المتحشرجة تتشقق عن ألم قلما يظهره مؤخراً ..
لكن عزة ترمقه بنظرة غريبة وهي تشعر أنها تحيا في كابوس ..
كابوس توشك أن تنتقل منه لآخر أكبر ..
يريدونها أن تذهب للعيش مع ذاك الرجل ؟!!

رجفة خافتة تسري في جسدها تشبه رجفتها عندما رأت إياد أول مرة ..
شعورها وقتها أنه "نسخة إيهاب المثلى"
الكمال الذي تنشده في رجل تحتاجه كصديق ..وترغبه كأنثى!

_لا! لا! لا!
تصرخ بها بانفعال والخاطر الأخير يكاد يصيبها بالجنون فتنفضه عن رأسها بقوة لتردف وهي تلوح بسبابتها في وجه خديجة :
_أنا تنازلت وقبلت بالبقاء معه هنا في بيتك لأجلكما معاً ..
ثم تنظر إليه هو لتهز رأسها بقولها:
_لكنني لن أكون حقيبة تحملها على ظهرك وتلقيها أين شئت ..أنا تعبت ..تعبت !

لم تدرِ كم مرة كررتها قبل أن تهرب من أمامهما نحو غرفتها ..
تسمع صوت باب الشقة يفتح وخديجة تنادي إيهاب بجزع لكنه لا يرد قبل أن يصفق الباب خلفه ..
فينقبض قلبها بخوفها عليه ..وخوفها من نفسها !!

تسمع صوت بكاء خديجة قبل صوت باب غرفتها يغلق خلفها فيترسخ شعورها بأنها غريبة في هذا المكان ..
فلترحل ..فلترحل ..

لم تشعر بنفسها وهي تجمع بعض حاجياتها لتتخذ قرارها بالعودة لبيتها ..
لن تنتظر حتى يسوقوها كالشاة دون إرادة ..
هل تزل قدمها أكثر في بئر التنازلات؟!!

تفيق من شرود ذكراها على رنين هاتفها باسمه فتتردد قليلاً قبل أن تفتح الاتصال ..
صوته الملهوف يأتيها أولاً مفعماً بعاطفته:
_أنتِ بخير ؟!
_نعم .
يهيأ إليها أن صقيع صوتها قتل اللهفة في صوته لتصب نبرته -هو- الباردة سؤاله التالي :
_أين أنتِ ؟!
_في شقتي ..أحتاج للبقاء هنا لبعض الوقت لترتيب أفكاري .

لا يصلها منه رد لدقيقة كاملة فلا تدري كيف تفسر صمته ..
هل سيعتذر منها ؟!
أم هو حانق عليها؟!
هل يعذرها؟!
هل يلومها؟!

لا تعرف !! المصيبة أنها حقاً لم تعد تفهمه !!

_إيهاب!
تتمتم بها بحذر وقد طال صمته لكنه يغلق الاتصال دون رد !!
=======
يفتح باب الغرفة ضاغطاً زر الإضاءة ليغلقه خلفه بهدوء كي لا يوقظ خديجة ..
يتحرك نحو الدرج القريب ليجذب منه أحد "شرائط التسجيل" ثم يغلق زر الإضاءة قبل أن يجلس على "كرسي اعترافه" المعهود ..
يضع ما بيده جانباً ثم ينحني ليخلع عنه "ساقه الصناعية "التي لا يخلعها إلا في موضعين فقط :عند النوم في غرفته ..
وهنا ..هنا في غرفة إياد القديمة !!

يخلعها في غرفته كي يستريح من ثقلها ..
ويخلعها هنا كي يجلد نفسه برؤياها أمام عينيه أكثر !

_عدتَ يا إياد ! عدت شامتاً كما كنت أخشى ..

يقولها وقد ضغط زر التسجيل ليرجع رأسه للوراء يتطلع للنور الخافت الذي تسرب عبر خشب نافذة الغرفة المظلمة ..
يبدأ بوحه الملتهب بين ذنب ووجع :
_لماذا أحدثك الآن بهذه الطريقة ؟! أما كان من الأولى وقد عدت أن أذهب إليك ؟!أسكب حديثي أمام ناظريك فيسمعني قلبك قبل أذنيك بدلاً من هذا الذي يبدو كتخاريف مجنون يحدث نفسه أمام شريط تسجيل أجوف؟! لكن الحقيقة أنك لم تعد يا أخي ..لم تعد أبداً ..

تدمع عيناه بمزيج من حنين وألم وهو يستعيد صورة إياد القديمة يقارن بينها وبين صورة "هذا الذي عاد " ليردف :
_أنت الوحيد في هذا العالم الذي ما كنت لأستحي أن أعري ضعفي أمامه ..قديماً كنت أفعلها ليقيني أنك ظهري وسندي ..أخي الأكبر الذي لن يُعوَض ولن يستبدَل ..والآن أفعلها ليقيني أنك تستحق القصاص مني برؤيتي كذلك ..كل من حولي يتألمون بسببي ..خديجة التي صرت وزر كاهلها الأكبر والعائق الذي يمنعها منحك أمومتها الكاملة ..وعزة التي أفقدها كل يوم أكثر في متاهات طريقنا المتشابكة ..وأنت الذي لا أدري كيف غيرتك الأيام إلى هذا الحد ..وأنا ..أنا الشقي بوجعكم كلكم ..

خيطان من الدموع يسيلان على وجنتيه تسترهما ظلمة المكان ليردف بانفعال أكبر :
_عزة تظنني أدفعها للمزيد من التنازل ..ولا تدري أنني أحافظ لها على ما بقي من هيكل نجاحها قبل أن ينهدم فوق رأسها ..كاذب؟! تتهمني بالكذب؟! تريد الصراخ بوجهي أنني كاذب ؟! أنني أداري أنانيتي كالعادة خلف قناع التضحية ؟! أنني فقط أريد ترقيع ثوب "نقصي" ب"نجوميتها" ؟! أنني لا أريدها جواري مجرد امرأة ..مجرد حبيبة ..مجرد صديقة ..بل نجمة تحسدني العيون عليها ؟! قلها ..قلها ولن يمكنني تكذيبك ..صرتُ أصدق حقاً أنني صرت بهذا السوء ..ربما لهذا لم أستنكر رغبتها في الرحيل ..لم أناشدها البقاء أكثر ..ولن أمنعها لو اختارت أن تعطيني ظهرها ..صدقني لو كان بوسعي أنا أن أعطي لنفسي -الآن- ظهري لفعلت !

دموعه الصامتة تتحول لنشيج خافت لم يتكلف عناء مداراته وهو يردف باستفاضة :
_أنا تهت من نفسي ..لم أعد أرغب بالمواجهة ..أي مواجهة ..يكفيني قناع مرحي أمام زملائي في العمل ..أمام أصحابي وجيراني ..أمام عزة وحتى أمام أمي ..لكنني أشعر أنني لن أستطيع مواجهتك أنت بهذا القناع ..أنت وحدك من يمكنه نزعه عن وجهي بأسهل طريقة ..لهذا أخشاك بقدر ما أود القرب منك ..لكنني لن أبتعد ..تريدني أن آتيك لأسكن معك ؟! سأفعلها ..سأفعلها لو كان هذا ما سيرضيك ويهدم الحاجز بيننا ..لكن عدني أن تعود أنت لو عدت أنا ..عدني أن تغفر ..ربما لو سامحتني أجد نفسي التي ضيعتها ..أنا أحتاجك يا أخي ..أحتاجك أكثر من أي وقت مضى ..أحتاجك وأقسى ما أعانيه أنني لا أجسر على البوح بها طامعاً أن تقرأها وحدك ..أحتاجك وأخشى أن أفقدك من جديد بوجع أكبر هذه المرة ..

كلماته تنتهي لكن هذا الوخز في صدره لا يزول وهو يغمض عينيه على حريقه الصامت ..
وخلف الباب المغلق كانت خديجة تقف كعهدها مختبئة تكتف قبضتيها أمام صدرها بألم وعجز ..
عجز صار يمزقها وهي ترى حصاد عمرها يتسرب من بين يديها ..
فلا يترك بعده سوى الندم ..

=======
صوت المنبه الذي ضبطته على الموعد المخصص يوقظها من نومها المتقطع ..
تمد ذراعها دون وعي تتلمس دفء جسده جوارها كما تفعل في العادة رغم يقينها أنه دوماً يعطيها ظهره في نومه بما لا تدري هل هو زهد فيها هي أم خوف من فشله هو ..
لكن أناملها تصطدم ببرد الفراش فتستعيد وعيها فجأة وتستعيد معه مرارة واقعها ..

تنهض عزة من رقدتها لتلملم شعث شعرها بأصابع مرتجفة وهي تتفحص جدران غرفتها الأنيقة في شقتها شاعرةً بالغربة ..
يالله ..
كل الأماكن صارت لها غربة فأين عساها تجد دفء وطن؟!

تتنهد بحرارة وهي تغادر الفراش لتتناول هاتفها بلهفة ..
أي اتصالات من إيهاب؟!
لا!
خديجة ؟!
لا !
تزفر بضيق وهي تنتقل لمواقع التواصل باحثة عن خبر يخصها لتتسع عيناها بصدمة وهي تقرأ الخبر ..

(اليوم ..حلقة استثنائية من برنامج "أكلتين وعافية" تقدمها المتألقة ".....")

تقرب الشاشة من عينيها بذهول وهي تقرأ اسم مذيعة زميلة جوار برنامجها هي !!
الاسم الذي كان لسنوات يخصها وحدها ..الآن ينسب إليه اسم أخر !!

عيناها تجريان فوق التعليقات على الخبر لتبرد نارها قليلاً وهي تشاهد التعليق الذي يطالب بعودتها هي لأن صاحبته لا تتخيل البرنامج دونها ..
تبتسم بأمل وهي تقرأ واحداً آخر بنفس المضمون ..
لكن ابتسامتها تتلاشى تدريجياً وهي ترى بقية التعليقات التي تجاوزت الألف بقليل ترحب بالمذيعة الجديدة !!

تدمع عيناها بمزيج من القهر والألم وهي تنظر في ساعة هاتفها ..
خمس دقائق فقط ويبدأ وقت عرض الحلقة كما كتبوه ..

تنتفض مكانها لتهرع نحو التلفاز فتفتحه بسرعة على القناة وجسدها كلها يرتجف ترقباً وغضباً ..

_لا يمكن ..مستحيل ..لن يتم استبدالي بهذه الطريقة ..إنها فكرتي أنا ..تعبي أنا ..سأقاضيهم ..سأ..

هتافها العصبي يينتهي بزفرة يأس وهي تدرك أنها لن يمكنها فعل شيء ..لا تفهم في مثل هذه الأمور القانونية ولا تعرف إن كان مكتوباً في شروط العقد من البداية أنه يجوز استبدالها دون الرجوع إليها أم لا ..
هي وقعت العقد يومها بمنتهى السعادة التي منعتها التدقيق في تفاصيله ..وطوال هذه السنوات مع كل هذا النجاح لم يدر في ذهنها أبداً أن تعيد قراءته ..

تنقطع أفكارها مع هذه القبضة المشتعلة التي اعتصرت قلبها وهي تميز "تتر" برنامجها بلحنها المعهود ..
بفريق عمله المعهود ..
بالمقدمة التي حملت بعض الرسوم الكرتونية والتي اختارتها بنفسها مقتبسة من فيلم شهير ..
لكن اسمها هي ..ما عاد موجوداً!!

الدموع تملأ عينيها بالمزيد من القهر وهي ترى الحلقة تبدأ ..
الكاميرا تدور أمام الكادر المعتاد لديكور المطبخ الذي اختارته بلون أخضر فاتح تفضله ..
الكادر خالٍ كأنه يفتقدها ..ينتظرها ..
الموسيقا تخفت كأنها تنتظر صوتها المعتاد يفتتح الحلقة بضحكتها العفوية واعتصار أناملها ل"وشاحها الأخضر" ..

لكن الضحكة صارت لأخرى ..
أخرى تشبهت بها وهي ترتدي "نفس الوشاح الأخضر"!

تنهار جالسة على الأرض وهي تتابع التعليقات على الشاشة ومداخلات المتصلين ..
تترقب في أي لحظة أي تعليق يخصها هي ..
يخص اختفاءها ..يرجو عودتها ..
لكن الجميع بدوا أكثر تعلقاً بالمذيعة المتألقة الجديدة التي لم تكن تستعرض مهارتها في الطبخ فحسب ..
بل بدت بطراز ثيابها المخالف لطرازها هي وتصفيفة شعرها اللامع المميزة وزينة وجهها المغالية كأنها تستعرض جمالها كذلك !

تتسع عيناها بالمزيد من الانفعال وهي تميز تزايد عدد الاتصالات بما يساوي ثلاثة أضعاف ما كان في حلقتها الأخيرة أو ما يزيد ..
فتغلق التلفاز بعد انتهاء الحلقة ثم تغمض عينيها مستسلمة لبكائها الصامت ..
لم تشعر في حياتها بالخسارة كما هي الآن ..
زواجها ..عملها ..شقيقتها ..وإيهاب !
لا تدري كيف تفصل الأول عن الأخير كأن إيهاب ليس نفس الشخص الذي تزوجته ..
ربما لأنها تفتقد صداقته أكثر !!
المزيد من الدموع تنعي خسارتها والأدهى أنها لا تفهم ذنبها في كل هذا!!

هي طاوعت ضميرها وتزوجته بعد تضحيته لأجلها ..
قبلت المكوث مع أمه في نفس البيت ..
تغاضت عن فشل رجولته معها بل وحملت نفسها السبب ..
وعندما طلبوا منها أن تستغل عاهته لأجل شهرتها رفضت ..
فلماذا لا ينجح ما بينهما ؟!
لماذا تشعر أنها تطارد سراباً كلما لاحقته ابتعد أكثر ؟!!

صوت رنين هاتفها يقاطع أفكارها فتتناوله لتجد المتصل ..مخرج البرنامج ..تفتح الاتصال وهي تحاول كتم دموعها كي تتحكم في نبرة صوتها لكن الرجل يبدو خبيراً بها :
_صدقيني أنا أكثر حزناً منك في هذه الساعة ..لم تكد الحلقة تنتهي حتى وجدتني أكلمك ....لازلت آمل أن تغيري رأيك ..لهذا تعمدت في إعلان الحلقة اليوم أن أذكر كونها "استثنائية" ..البرنامج لا مذاق له دونك .

تعجز عن كبح دموعها مع كلماته الأخيرة فيردف بنبرة عملية :
_عزة ..البكاء لن يفيد بشيء ..دعك من ترددك السخيف هذا ..هذه آخر فرصة قد يمكنني منحها لكِ فأنا بالكاد أقنع المنتج ..لا أضمن أن تكون لك فرص أخرى .

لا يصله منها رد لكنه يبدو متوقعاً هذا فيتنهد ليختم اتصاله بعبارته بين ود وتحذير :
_اعتني بنفسك ..وفكري جيداً.
يغلق الاتصال لتعود هي لفيض دموعها ..
هل يمكنها أن تشعر بالوحدة أكثر من هذه اللحظة؟!

رنين الجرس يفزعها بصورة مغالية حتي أنها تنتفض مكانها لكنها تتمالك نفسها لتقف ثم تتوجه لتفتحه ..

_إيهاب!

لم تفكر للحظة وهي تلقي نفسها بين ذراعيه ليضمها بقوة حانية وهو يدخل بها ليغلق الباب خلفه ..
تفرغ دموعها على صدره فيود لو يشاركها إياها وهو يشعر أنه أشد منها وهنا في هذه اللحظة ..
لم يكد يشاهد الحلقة دون اسمها حتى شعر بالمزيد من وخز الذنب بين ضلوعه ..
هو السبب !
لهذا اتخذ قراره قبل أن يأتي إلى هنا !!
القرار الذي لا تساعده فيه وهي تبكي بين ذراعيه بهذه الطريقة !!

(الطفلة التي تنتظرك لتأخذ بيدها كي تعبر بها الطريق ليس بوسعها إلا أن تختارك كل مرة )

يذكرها بصوتها كما قالتها منذ وقت ما يبدو له الآن كدهر كامل ..
والآن يود لو يصرخ بها أنه هو الآخر صار يقف عاجزاً ينتظر من يعر به الطريق!!

_اهدئي ..حبيبتي ..اهدئي..كل شيء سيكون على ما يرام.

همسه المختنق يطوقها بعجز وهو يربت على ظهرها للحظات قبل أن يرفع وجهها نحوه ..
يمسح دموعها بأنامله وهو يتحاشى النظر لعينيها لتهتف بانفعال:
_الكلام شيء وأن أراها بعيني شيء آخر ..البرنامج هذا ليس قصة نجاحي ولا مورد رزقي ..هذا البرنامج هو ابني ..ابني الذي ولد على يدي وشاهدته يكبر ليزداد فخري به يوماً بعد يوم ..أنا التي اخترت كل ما يخصه ..الديكور ..التتر ..الفقرات التي كنت أتعب في تجميعها لتكون نادرة ومميزة ..والآن يحرمونني منه زاعمين أنني لم أعد كالسابق ..

_يمكنك العودة كالسابق ..
يهمس بها بنفس النبرة المختنقة ولا يزال يمسح دموعها فتنتبه لملامحه الشاحبة مستعيدة حقيقة خلافهما الأخير فتتنهد بحرارة قائلة :
_كيف ؟!
_ضعي عنكِ الحمل الثقيل الذي ورطك في كل هذا !

يهمس بها بشبه ابتسامة وهو يربت على رأسها لكنها تبتعد بوجهها هامسة بخوف:
_ماذا تقصد ؟!

يزدرد ريقه بصعوبة وهو يبتعد عنها ليخلع دبلته من إصبعه ثم يضعها في كفها قائلاً بهدوء خادع :
_أنا أفسدت حياتك ..الآن يمكنك التفكير بصورة أفضل ..

_ماذا تفعل ؟! ماذا تفعل؟! لا ..لا ..
حركته تكاد تخلع قلبها من مكانه وهي تهتف بها بانفعال تحاول تلقف كفه كي تعيد له دبلته لكنه يبتعد عنها مغلقاً قبضتيه بقوة ..

_عزة ..عزة ..لا تضيعي المزيد من الوقت ..لم أعد أناسبك ..لم أعد أصلح ولا حتى كصديق ..لو بقينا معاً لأكثر من هذا فستكرهينني ..فلنفترق هكذا ولا يزال لكل منا رصيده في قلب الآخر ..

يقولها بقناع هدوئه الخادع الذي تشقق عن بعض الألم وهو يراها تهز رأسها برفض ليردف بنبرة أكثر تهدجاً :
_لم أترك لك الخيار هذه المرة لأني أثق أنك لن تتخذيه وحدك ..لن أعلن الأمر حتى تتخيري أنت موعد إشهاره بما يناسب وضعك ..أعيدي ترتيب أوراقك بروح أكثر خفة هذه المرة ..أنا أثق بك وأعرف أنك ستستعيدين كل شيء كما كان ..وأفضل .

لا تزال تهز رآسها باعتراض وكلماتها تترنح على شفتيها وسط سيل دموعها ..
يعطيها ظهره فتتشبث بكتفيه وهي لا تدري ماذا تفعله ..
لكنه يستدير ليتناول كفيها فيقبلهما برقة قبل أن يرفع إليها عينين تشبهان عينيها ..
نفس التشتت ..نفس الألم ..نفس العجز ..ونفس الدموع ..

قبل أن يفتح الباب ليخرج تاركاً إياها خلف ظهره ..
إنما أمام عينيه !!

يغادر بنايتها ليهم بإيقاف سيارة أجرة وقد شعر ببعض الألم في ساقه لكنه يعاند نفسه وهو يمعن في السير مبتعداً ..
كل طاقته التي بذلها في الساعات السابقة ليدعي الهدوء الآن تنفجر كبراكين ثائرة داخل روحه ..
تمر في طريقه حصاة فيصر أن يركلها بساقه الصناعية كأنه يمعن في تعذيب نفسه ..
تعجبه الحركة وهي تشعره أنه "طبيعي" فيستمر فيها لدقائق طالت غير عابئ بمرور الوقت ولا التعب الذي أصابه وجعل أنفاسه تضيق والعرق يغمر وجهه ..
يسرع في السير أكثر بمنتهى العناد ..تصادفه حصاة أكبر بحجم قبضة يده فيركلها بقوة لكن توازنه يختل ليسقط ..
يشعر ببعض الخزي لأول وهلة وهو ينظر حوله لكن الخزي يتحول لخوف هائل وهو يميز السيارة التي تقترب منه بسرعة عالية وقد عجز صاحبها عن السيطرة عليها مع سقوطه المفاجئ !
=======
_إيهاب ..هل تسمعني ؟!

صوتها الراجي يخترق وعيه وهو يشعر بأناملها فوق وجنته ليفتح عينيه بصعوبة فيميز الجدران البيضاء للمشفى ..ماذا حدث؟!
أخر ما يذكره هو سقوطه أمام تلك السيارة !!

_الحمد لله ..الحمد لله ..

صوتها يرتعش ببكائها فيهمس لها بنبرة شاحبة:
_ماذا حدث؟!

_لا بأس ..بعض الكدمات فقط ..من حسن حظك أن السائق خفض من سرعة السيارة في الوقت المناسب ..ستبقى معنا الليلة حتى نجري بعض الفحوص وبعدها يمكنك الرحيل ..

تقولها الطبيبة المعالجة التي تعلقت عيناها للحظة بساقه الصناعية الواضحة تحت ردائه الطبي ليشعر بغصة في حلقه وهو يلمح نظرة الشفقة في عينيها والتي ضخمها شعوره بالنقص ..
هذا الذي جعله يلتفت نحو عزة ليغمغم بضيق:
_كيف علمتِ؟!
_كنت أسير خلفك بعدما تركتني ..
تقولها دون غضاضة بين دموعها ليجد نفسه يختلس نظرة نحو الطبيبة يتأكد من أنها سمعتها ..فيشعر ببعض الرضا وهو يسمع المرأة تقول بإعجاب:
_بعدما نطمئن عليك سأزعم ان هذا من حسن حظي ..أنا أحب الأستاذة عزة كثيراً ..فرصتي لأستغلها وآخذ منها بعض الوصفات ..
تقولها المرأة بمرح لتردف وهي تربت على كتف عزة بود قبل أن تغادر الغرفة :
_بارك الله لكما .

يشعر بالمزيد من الذنب وهو يرى أفكاره دوماً تسبقه لتسحبه لنفس الدوامة ..
إياد كان محقاً ..هو فعلاً بهذه الأنانية !!

يطرق برأسه وهو يشعر بالمزيد من الغضب من نفسه لكنه يشعر بها ترفع كفه بقوة لتعيد دبلته مكانها فيغمغم برفض ولا يزال يشعر بالدوار :
_ماذا تفعلين ؟! تظنينها لعبة ؟! لن نناقش هذا الأمر ثانية !

لكنها تهتف بانفعال وهي تحتضن كفه بين كفيها :
_ولأنها ليست لعبة فلن أسمح لك بفعلها من جديد ..أنت لم تعد خياراً يا إيهاب ..أنت صرت قدري كما أنا قدرك .

_لم تفكري هكذا وأنت تجمعين ملابسك لتتركي بيتي مع أول خلاف بيننا !

يقولها بانفعال ضائق وهو يشعر بصدره يكاد ينفجر من فرط ضغوطه ..
بقدر فرحته لأنها عادت ..يشعر بأنه لا يزال يدور معها في نفس المتاهة ..

والغريب أنها كانت تعيش نفس الشعور بتفاصيله ..
لا تنكر بعض الراحة التي شملتها عندما حررها من قيده عقب مغادرته ..
حتى أنها بقيت لدقيقة كاملة تتأمل دبلته في راحتها كأنها تمنحها صك حريتها ..
لكن هذا الشعور لم يدم لدقائق قبل أن تجد نفسها تشعر بالمزيد من الوحدة ..
بالمزيد من الضياع دونه !!

لا تفهم ..
المصيبة أنها لا تفهم كل هذا التذبذب الذي تعيشه !!

لكنها وجدت نفسها بكل خوف تبدل ملابسها بسرعة لتلحق به فوجدته يسير في الطريق راكلاً الحصى ..
تعمدت وقتها أن تبطئ خطواتها كي تسمح له بمساحة من الخصوصية ظنته يحتاجها مع انفعاله الذي بدا لها واضحاً لكنها لم تحسب حساب سقوطه!!

_إيهاب!
صوت خديجة الجزع على الباب يقاطع أفكارهما ليلتفتا نحوها لكن المفاجأة أنها لم تكن وحدها ..

إياد كان معها!!

لم تحتج عزة إلا لنظرة واحدة قبل أن تطرق برأسها متحاشية النظر نحوه ..
وكيف لا وهو يفجر داخلها مخاوف غامضة وشعوراً عارماً بعدم الارتياح؟!
بينما تشرق ملامح إيهاب للحظة وهو يتفرس ملامح أخيه لكنها بدت له موصدة بألف مغلاق!!

_ماذا حدث ؟!
تهتف بها خديجة بقلق وهي تقترب لتتفحص ابنها ببصرها لتسأل فتطمئنها عزة بكلمات موجزة لكن المرأة تهتف بانفعال:
_أين الطبيب ؟! تعال يا إياد لنطمئن منه أكثر !!

تقولها ثم تلتفت نحو إيهاب لتقول بنبرة ذات مغزى:
_اتصلت بأخيك عندما أبلغتني عزة بما حدث ..لأجده أمامي في دقائق معدودة ..لم يتأخر عليك .

تقولها ليرفع إيهاب عينيه نحو إياد الذي أطرق بوجهه محافظاً على جمود ملامحه ..لكن إيهاب لمحها ..
لمح تلك النظرة القلقة الغارقة بعاطفته والتي رمقه بها أول ما دخل الغرفة قبل أن يعود وجهه ليستتر خلف أبوابه الموصدة .

تسحب خديجة إياد من كفه لتخرج به وقد أصرت أن تقحمه في الصورة ..
_لنبحث عن الطبيب ..هذا هو ..

_"أبلة خديجة"!
تهتف بها الفتاة التي اصطدمت بها عفوياً للتو فتقطع عبارتها لتتفرس في ملامحها قبل أن تقول بإدراك :
_هبة! هذه أنتِ! اعذريني يا ابنتي ..ابني هنا في هذه الغرفة ..صدمته سيارة وكنت أريد الاطمئنان عليه !

_شفاه الله !
تتمتم بها هبة بنبرة معتمة وهي تطرق برأسها لتسألها خديجة باهتمام:
_كيف حالك ؟! وكيف حال "مستر ربيع"؟! ماذا تفعلين هنا؟!

_نحن هنا لأجله ..أنا أيضاً أريد الطبيب ..خالي مريض .
تقولها هبة ولا تزال مطرقة الرأس لتهتف خديجة بأسى:
_لا حول ولا قوة إلا بالله ..سأطمئن على إيهاب وبعدها سآتي إليكِ ..في أي غرفة هو ؟!

تمنحها هبة رقم الغرفة دون أن ترفع عينيها قبل أن تتحرك بسرعة هاربة بعذر مناسب وهي تشعر بوخزة في قلبها ..
لقد رأته من جديد ..
إياد ..هنا !!
وكأنه لم يكبر ..وكأن السنين لم تمر ..
نفس النظرة لا تزال في عينيه ..
نظرة طفل منبوذ سلبوه حقه ومنعوه حق الاعتراض ..
لكنها لا تدري لماذا شعرت وكأنها اكتست ببعض القسوة !!

_يالله!! بنظرة واحدة صرتِ "فرويد" وحللتِ شخصيته؟! استحي ..خالك مريض وأنتِ تفكرين في هذه التفاهات!!

تنهر بها نفسها بحدة وهي تعدل وضع نظارتها ساحبة حجابها للأمام أكثر كي يداري المزيد من وجهها متجاهلة خفقة خاصة في قلبها كانت تهتف :
_(كنت على حق ..فرقتنا الأيام إنما نحن على موعد )!

وفي غرفة إيهاب كانت عزة تجلس محتضنة كفيه ..
عيناها تناظران عينيه لكن كليهما يبدو وكأنه لا يرى من الأخر سوى انعكاس روحه هو ..
قلبها يخفق بين ضلوعها والقرار داخلها يتشكل كأنشوطة تشد الوثاق حول عنقها أكثر ..
وتدفعها للمزيد من الهبوط على درج التنازل ..
ستبقى معه كما يريد هو ..
ستوافق على عرض المخرج ..
وستنتقل معه للسكنى في بيت أخيه !
======
لحن أجنبي صاخب يسمح له باختراق رأسه في سيارته التي يقودها نحو وجهته "الخطرة" بعد مغادرته للمشفى ..
الجهاز الصغير الذي صمم بشكل ساعة يد بريئة يومض وميضاً متتابعاً بشفرة يحفظها ..
لتشتعل عيناه ببريق متحفز وهو يراقب الطريق الذي يسير فيه جيداً بخبرة علموه إياها منذ انضم لهم منذ سنوات ..

يدور في طرق مدروسة حتى يتأكد من أنه خارج نطاق أي مراقبة أو تتبع في إجراء أمان وقائي قبل أن يتخذ طريقه الحقيقي نحو البيت المنشود ..

اللحن الأجنبي يستمر في هديره العاصف الذي يشبه صخب روحه ..
لكن نسمة باردة من الماضي تمر ..

(أسمر يا أسمراني ..
مين قساك عليا ..
لو ترضى بهواني ..
برضه انت اللي ليا )

_"دقة قديمة جداً"!
بصوت إيهاب المرح منذ سنوات يسمعها ليتبعها بقوله الساخر :
_لم يعد أحد في جيلنا يستمع ل"حليم "و" الستّ" ..ستفضحنا ! خذ ..هذا شريط "عمرو دياب " ..مطرب جديد تحبه البنات ..لا يمكنك مداعبة قلب إحداهن إلا عن طريق خط الهجوم هذا ..
فيضحك ضحكة ساخرة وهو يلقي الشريط باستهانة مجارياً إياه بقوله:
_ولو فشل خط الهجوم هذا ؟!
_إذن عليك بالثاني الذي لا يخيب أبداً .."كاظم الساهر"! "من الآخر "!
يقولها إيهاب محلقاً سبابته مع إبهامه ليتبعها بصفير ماكر قصير لكن إياد يطرق برأسه ليقول بشرود :
_ومالي والبنات ؟! لا تعنيني سوى ورد فحسب !

_حسناً ..لن ألعب دور "الشيطان الصغير" في الحكاية! لكن ..لماذا لا تحب الألحان الحديثة ولا حتى الغربية ؟! لماذا "حليم" بالذات؟!
_"حليم" صوت مصر في أذني ..عندما سافر بي أبي للعراق رغماً عني بعيداً عن أمي كنت أشعر بالغربة في كل ما ومن حولي ..يالله! لن تعرف هذا الشعور مالم تجربه ..لكنني عندما كنت أسمع صوت "حليم" أو "أم كلثوم" ينبعث من مذياع هنا أو قناة تلفاز هناك كنت أتنفس صوتهما لا أسمعه فحسب ..وحليم بالذات ..ربما لأنه كان صدى صوت مصر في كل مراحله .
_تتحدث كضابط جيش حقيقي ..صدقت نفسك؟! فترة قصيرة تنهيها في الخدمة وتعود بعدها لعملك الأصلي.
يقولها إيهاب ممازحاً لكنه يرد بجدية :
_وهل حب مصر قاصر على ضباط الجيش فحسب؟! أنا أحب هذا البلد وأحب انتمائي لكل ما يخصه ..أنت وأمي وورد .

صوت صرير سيارته التي أوقفها على بعد خطوات بسيطة من السيارة التي كاد يصطدم بها ينتزعه من شرود ذكرياته ..
يستمع لتوبيخ السائق بوجه جامد قبل أن يراه يرحل بسيارته لكنه يبقى واقفاً مكانه ..
عبر مرآة السيارة يرى وجهه وقد حفرت طريقها فوقه دمعة حنين قهرتها ابتسامة ساخرة غارقة في مرارتها ..
ليقوم بتعلية الصوت الأجنبي الصاخب قبل أن يمضي في طريقه من جديد ..

يتوقف أمام البوابة حيث أشار له حارس الأمن إشارة تعارف ردها قبل أن يفتح له الباب ليتقدم فيركن سيارته ..
ولم يكد يترجل منها حتى شم عطرها الأنثوي الذي يجده دوماً مستفزاً رغم علمه أنه -للعجب- صمم ليكون مثيراً !

_إياد ! تغيرت كثيراً عن آخر مرة رأيتك فيها !

تقولها بتول بغنج وهي تقترب منه باستعراض مثير لتهم بتقبيل وجنتيه في تحية تقليدية لكنه يعود برأسه للوراء بنظرة رادعة لتكتم حرجها متظاهرة بالمرح :
_"الراهب" إياد لا يزال يحرم النساء على نفسه! ظننتك غيرت عادتك مع ما غيرته .
_هناك أشياء لا تتغير !
نظرته الصارمة تكاد تصفعها فتهز كتفيها قائلة:
_هو ينتظرك بالداخل ..تبدو مهمة عاجلة .
_لكنني هنا في إجازة ..أخبرتكم أنني لن أعمل هنا .
يقولها بضيق لكنها تعاود هز كتفيها بلا مبالاة تثير المزيد من حنقه فيتجاوزها بسرعة ليعبر ما تبقى من الحديقة قبل أن يدلف لداخل البيت فيراه هناك جالساً يعطيه ظهره وقد ارتدى "تي -شيرت" أسود دون أكمام أظهر الوشم الذي راقه من أول مرة رآه فيها حتى أنه استنسخ لنفسه واحداً مثله ..
وشم "كوبرا"!

_تعال .

يقولها "الكوبرا" دون أن يلتفت إليه ليتحرك إياد نحوه مقترباً ..يميز ما يفعله فيغمغم بنبرة متثاقلة :
_لا تزال تحب لعب الشطرنج مع نفسك ؟!

_لم أجد خصماً أذكى ! أظنك جربت .
يقولها الكوبرا بشبح ابتسامة وهو يرفع إليه عينين ماكرتين ليسبل إياد جفنيه وهو يشيح بوجهه ..

_اجلس .

يستجيب إياد لأمره الذي اختلط بود عجيب لم يعد يتعجبه منه ..
هذا الشخص شديد الخطورة حقاً .. رآه يوماً يقتل بدم بارد ويعلم أن ما خفي قد يكون أعظم ..لكنه دون سبب يعامله هو بلطف زائد واهتمام حقيقي ..ليس الآن فقط بل منذ زلت قدمه لينضم لهذا التنظيم ..

يراقبه بتفحص شاعراً بالغرابة وهو يراه يعقد حاجبيه بتركيز شديد ليحرك قطعة من الفريق "الأبيض" قبل أن تلتوي شفتاه بابتسامة رضا وهو يشير لرقعة الشطرنج قائلاً بفخر :
_عندما تتحدى نفسك ..عندما تملك القدرة على التجرد من كل قناعاتك وثوابتك ..تتعامل مع نفسك وكأنك "آخر" .."آخر" تدرك مواطن ضعفه وقوته ..ساعتها فقط ستشعر أنك تتسامى فوق كل شيء ..ترى ما لا يراه غيرك ..لو هزمت نفسك فأنت على هزيمة غيرك أقدر !

_لماذا طلبتني؟!
يسأله إياد ليرفع عينيه إليه بنظرة متفحصة ثم يقول ببروده العملي:
_وصلتك صورة على بريدك الالكتروني مع التفاصيل .
_لكنني طلبت إجازة و ...
يقولها بضيق لكن "الكوبرا" يقاطعه:
_الأمر شخصي ..يخصني أنا ..لو لم يكن كذلك لما طلبتك أنت بالذات .
يهيأ إليه أن نبرته الباردة حملت شيئاً من انسانية نادرة ليطرق إياد برأسه للحظات ثم يهز رأسه بحسم :
_لن أخذلك .

يبتسم له الرجل برضا قبل أن يعد على أصابعه قائلاً:
_بذكاء..بمهارة..بنظافة ..لا أريد نقطة دم تثير "القيل والقال" لهذا اخترتك أنت في هذا الأمر بالذات..ما عدا ذلك افعل ما شئت .

_من سيعمل معي؟!
يسأله بنبرة عملية لكن الرجل يعود لتركيزه في اللعب قائلاً :
_التفاصيل وصلتك ..أنتظر منك نتيجة سريعة كالعادة .

تبدو له كإشارة انصراف فيقف ليتحرك مغادراً لكنه يستوقفه بندائه قبل أن ينهض ليتحرك نحوه ..
يتملك كتفيه بقبضتيه ليقول بنبرته المسيطرة التي شابتها عاطفة طفيفة :
_أعرف شعورك وقد عدت لهنا بعد طول سفرك ..تماماً كما أعرف أي حرب توشك على خوضها مع أخويك خاصة وقد التقيت أنت بأخيك العراقي منذ بضعة أيام ..

لم يتعجب إياد معرفته بالأمر بهذه السرعة خاصة وهو الذي أخبره بعودة نزار لمصر وأعلمه بمكانه ظناً منه أنه قد ينضم للعمل معهم بسهولة مع ما عرفه عن ماضيه ..

_لكنني لا أريد لكل هذا أن يشوشك ..الأمر هذه المرة يمسني شخصياً لهذا لا أريد أي خطأ .

من جديد يتعجب هذا الطيف الشحيح من عاطفة تسربت عبر نبرة الرجل الباردة ..
لكنه يهز رأسه بتقدير كأنما يمنحه وعده قبل أن يغادر بخطوات حاسمة نحو سيارته التي يستقلها لينهب بها الطريق نحو بيته ..

وبعدها بساعات كان يجلس أمام حاسوبه المحمول وقد اتخذ اجراءات أمانه المعتادة ليفتح البريد الالكتروني ..
قبل أن تضيق عيناه بتفحص وهو يميز صورة المرأة الصهباء التي تصدرته مع بياناتها ..
لينعقد حاجباه وهو يقرأ اسمها
"ديمة ضرغام"
=======


نرمين نحمدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-21, 03:30 AM   #2173

نرمين نحمدالله

كاتبة في منتدى قلوب أحلام وفي قصص من وحي الاعضاء ، ملهمة كلاكيت ثاني مرة


? العضوٌ??? » 365929
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,008
?  نُقآطِيْ » نرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رنيم عقيل مشاهدة المشاركة
روايه ممتعة وشيقه
شكرا حبيبتي لتقديرك 🥰🥰🥰🥰🥰🥰💙💙💙💙💙💙


نرمين نحمدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-21, 03:50 AM   #2174

عبورة الورد

? العضوٌ??? » 310101
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 515
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » عبورة الورد is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
افتراضي

⠀ ︵ Hi~
(''\(●-●)
\ / 0\ \
( )''
\__T__/


عبورة الورد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-21, 03:55 AM   #2175

دانه عبد

? العضوٌ??? » 478587
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 513
?  نُقآطِيْ » دانه عبد is on a distinguished road
افتراضي

سلمت يداكي على الفصل الأحداث تتسارع متشوقه جدا للفصل القادم♥️♥️

دانه عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-21, 04:08 AM   #2176

المشاغبة

? العضوٌ??? » 406852
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 446
?  نُقآطِيْ » المشاغبة is on a distinguished road
افتراضي

يسعد قلبك و يرضيك ي استاذة الفصل جميل جمييل جداً
الله يعطيك العافية ويسلم ايدك
فصل خورافي واحداث مجنونة
الحمدالله كنت متأكدة انو مستحيل إياد يكون الكوبرا وطلع توقعي في محله ❤️❤️


المشاغبة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-21, 04:17 AM   #2177

مريم ابو السعود

? العضوٌ??? » 477851
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 38
?  نُقآطِيْ » مريم ابو السعود is on a distinguished road
افتراضي

يجنن البارت ....تسلمي نيمو علي مجهودك ❤⭐💪

مريم ابو السعود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-21, 04:51 AM   #2178

Mummum

? العضوٌ??? » 441364
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 462
?  نُقآطِيْ » Mummum is on a distinguished road
افتراضي

ايه الجمال دا يانيموو تسلم ايدك مفاجآت قوس لا تنتهي

Mummum غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-21, 05:18 AM   #2179

amira_adel

? العضوٌ??? » 271425
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 254
?  نُقآطِيْ » amira_adel is on a distinguished road
افتراضي

القفلة كالعادة 🔥🔥

عزة..

نقدر نقول انها لحد دلوقتي فشلت في تضحيتها..
علاقتها بايهاب بتأذيهم اكتر ما بتفيدهم الا فيما يتعلق بمنطقة صداقتهم..
اما كل ما يخص علاقتهم كأزواج فطريقة زواجهم خلت استمراره استمرار لفقدان كل واحد فيهم جانب مهم من نفسه

إيهاب تحول للنقيض في موقفه من شغلها ظنا منه انه بيحاول يساعدها..
ايهاب الصديق بروح الفاجومي بالتأكيد كان هيرفض عرض حياتها و المتاجرة بمصابه علي الشاشة لكن إيهاب الزوج شايف ان تقديمها للتنازلات جائز للحفاظ على ما بقى حتي لو كان ده اهانة لنجاحها النضيف قبل كده..
بشوف ايهاب زي ما هو نفسه قال في تسجيله لاياد دايما بيلبس الأنانية قناع التضحية..
عزة و رجوعها لبيتها و عدم اهتمامها برأي جيرانها بشوفها برغم انه بسبب يأسها الا انه علامة صحية انها اخيرا بدأت نسبيا متهمتمش برأي الناس فاضل انها تدرك حقيقي عزة عايزة ايه و مؤمنة بإيه و ايه اللي يحققلها الراحة و الرضا.. جايز وقتها اختيارها الحر يفرق كتير..
ايهاب لما جالها بعد برنامجها و قرر انهم ينفصلوا كان وقتها ايهاب الصديق بس معاه صلاحية إنهاء زواجهم..
للأسف بعد وقوعه مرة تانية و مواجهته لعجزه مرة تانية قِبل بالرجوع و رجع تاني لايهاب اللي بيحاول يجمل صورته اللي هو شايفها ناقصة باهتمام عزة و ارتباطه بواحدة في شهرتها

عزة و ايهاب و خديجة..

خديجة..
ممزقة بين ولادها.. بين ابن عاجز متعودتش تبعد عنه في صحته فصعب تقدر على ده في وقت حاجته ليها..
في نفس الوقت ابن قصرت في حقه بسبب ظروفها في رأيي حقه يكون له الاولوية حتى لو ايهاب محتاجها..
ايهاب.. عايز فرصة يكفر فيها عن ذنبه ناحية إياد رحب بفكرة الإقامة في بيته حتي لو كان ده مش منطقي..
و بين كل ده عزة اللي فعلا مش ذنبها تدفع تمن ماضى ايهاب من خصوصيتها..
انا شايفة ان خديجة نفسها اختارت زمان تنفصل حتي لو كان المقابل البعد عن ابنها فمش من حقهم دلوقتى يطلبوا من عزة حاجة زي كده..
للأسف يا ريت عزة فضلت على موقفها خصوصا بعد خوفها من خيانة نفسية لايهاب في وجود إياد ممكن تقع فيها و ده في رأيي اكبر خسايرها في سلم تضحياتها..
عزة اساءت بتماديها في التضحية المرة دي..
ببساطة كانت محتاجة فرصة الانفصال اللي اداهالها ايهاب حتي لو كانت بعدها اختارت ايهاب مرة تانية عن اقتناع..
ضيعت فرصة مش هتتكرر لوقف سلسلة التنازلات.. و الخسارة المرة دي مش هتكون هينة علي اي حد فيهم..

"طالما كانت تحب الجلسة على الأرض زاعمة أنها تكفيها خوف السقوط ..فمالها الآن تشعر أنها تسقط حتى وهي جالسة ؟"
الجملة دي عبقرية في وصف عزة احييكي عليها..



إيهاب في غرفة إياد..

بنسمع القصة بصوت ايهاب..
مزيج من طيبته و حبه لاخوه و لعزة و انانيته و كسرته..
دايما مشاهده في غرفة إياد بتورينا ايهاب بتفاصيله من غير أقنعة.. بنشوف ازاي بيشوف القصة من زاويته و يبرر لنفسه.. زي اي انسان طبيعي فيه مميزات و عيوب..
الأكيد انه بيحب إياد و الأكيد انه غلط في حقه غلط لا يغتفر يكاد يصل للخيانة.. حتي لو برر لنفسه بس هو فعليا غدر باياد و مكانش أمين على مشاعره..
الأكيد انه بيحب عزة و الأكيد برضو انه ظلمها لما وافق على ارتباطهم مع تأكده بحكم عمق معرفته بيها انه كان بدافع الذنب و رد الدين حتي لو كان شايف انها بتحبه و مش مدركة..
ايهاب شخص طيب اناني و دي كانت النتيجة..

".صدقني لو كان بوسعي أنا أن أعطي لنفسي -الآن- ظهري لفعلت !"
مؤلم وصول اي انسان للنقطة دي من عدم الرضا عن نفسه..
اتمنى حقيقي لاطراف الحكاية دى الوصول لبر الراحة و السلام

عندي فضول كبير للأحداث بعد ما تتنقل لبيت إياد..
سواء بالنسبة لعزة ايه اللى هيغلب عندها
أو لايهاب و علاقته بأخوه و هل عزة هتكون جزء من تصفية الحساب بينهم
أول بالنسبة لخديجة و اللي هتكتشفه عن إياد و عن احساسها ناحية وصول ابنها اللي سابته للحال ده..

إياد..
وجع قلب و مرارة كبيرة لما اتكشف شغله المشبوه مع الكوبرا

حد بنقائه و مشاعره الصادقة المحبة للخير الباحثة عن الحنان تزل قدمه لمستنقع زي ده..

إياد اللي بالرغم من علاقته بالكوبرا الا انه لسه محافظ على جزء من إياد القديم و ده بانلنا في تنويهك انه ملوش علاقات نسائية..

"هناك أشياء لا تتغير"
و الأشياء دي هي الأمل في رجوعه عن الطريق ده فى وقت ما
لأي درجة إياد متورط مع الكوبرا؟
ايه السبب في النبرة العاطفية بينهم و اللي أول مرة نشوفها في علاقات الكوبرا مع اللي بيشتغل معاهم؟
ليه قصة ديمة تحديدا مع الكوبرا ليها الزخم ده؟

و الأهم هتحلي الشبكة دي ازاي بجد يا نيمو و هترجعي قوس قزح ازاااااااي!!!!!!
كان الله فى عونك

مستمتعة جدا بتطور الأحداث و تشابكها اللي بتبشر بمفاجآت و قصص معنديش حتي 1٪ توقع ليها 😅😅

حقيقي ابدااااع 💙💙💙
تسلم ايدك يا حبيبتي 🌹 دمت بالف خير


amira_adel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-21, 08:02 AM   #2180

شيرين الفاتح

? العضوٌ??? » 473676
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 72
?  نُقآطِيْ » شيرين الفاتح is on a distinguished road
افتراضي

عظيم جدا.
ثلاثي الخطأ والتنازلات الخاطئه
عزة ايهاب خديجه
كل واحد فيهم شايف انه بيقدم تنازل كبير للي قصاده في حين انهم كلهم لو اوقفوا سلسلة التنازلات دي الامور هتتظبط.

اولا عزة..
عجبني رفضها لجعل حياتها مشاع علي الكل وانها مش مضطرة لاستغلال مصيبة جوزها عشان تحاول تنجح.. هي مشتهرتش بالشو الاعلامي هي اشتهرت بمهارتها ووصفاتها ليه دلوقتي عايزين ينزعوا عنها الحاجه اللي هي برعت فيها.. ايه دخل فضيحة جوازها بمهارة تقديمها لبرنامجها.

كنت مبسوطة انها رفضت التنازل... شايفه ان ده اول طريقها لاسترجاع نفسها.. عزة مش من النوع اللي بتقدر تتعامل بنفس راضيه مع التنازلات.. بتحس ان تنازلها بيخنقها ويقيدها مهما كانت مقتنعه بضرورته.

ايهاب.
اتصدمت جدااا بقبوله لعرض المخرج وتشجيعه لعزة.. لكن له عذره انه محتاج يشوف في عيون الناس اعجابهم بنجاح جوازه من عزة برغم الفشل المحيط بيهم.
هو فعلا بيحاول يغطي عجزة وفشله بقناع التنازل والتضحيه.. بيحاول يظهر ان تنازله ورغبته في قبول العرض راجع لرغبته في مساعدة عزة علي النجاه من المركب المحترق لكن في الواقع انه بيحاول يزقها يمكن تنجو وتشده للنجاه هو كمان.

افضل حاجه عملها انه اوقف سلسلة الفشل بقراره الانفصال.. حبيته جدا وحبيت القرار برغم زعلي علي فشل قصه كانت ممكن تكون اجمل قصه.. لكن لازم حد فيهم كان يوقف المهزله دي.. جوازهم فعلا مهزله.. هم بجوازهم فقدوا بعض.

عزة كانت خايفه تخسر صديق قريب وحبيب بيعمل المستحيل عشان يراضيها فدفعت نفسها في جوازة مش عايزاها من باب الاعتراف بالجميل نظير ما اصابه من سوء بسببها.

وايهاب في قرارة نفسه بيحملها الذنب بدون ما يشعر ولا يقر بكده لكن من جواه سعيد بتوريطها في الجوازة حتي لو كل الظروف تؤكد علي الفشل المحتمل ليها.. لان دوافع الجواز اختلفت بعد الحادثه.. هو معدش عايزها حبيبه قدر ما هو عاوزها عوض... وهي مش عاوزاه زوج بقدر ما هي عايزاه صديق وكفارة ذنب مرتكبتهوش لكن كانت سبب فيه.

خديجه...
هي ام دائما تختار الاختيار الاسهل.. تنازلت عن ابن في سبيل حريتها... متخذتش دورها الامومي الا لما ابو اياد تخلي عنه.. فاخدت دورها لمجرد ان الدور اصبح متاح مش لانها حاربت عشان تاخده.. اياد دائما عندها الاختيار التاني اللي مش هتاخده لو كان محاط باي صفه اختبار.. لو كانت من البدايه تمسكت بامومتها له كانت تجنبت تمزق ابنائها يمكن.
لكن مقدرش الومها علي نجاتها بنفسها من زوج كارهه الحياه معاه يمكن لو كانت استمرت في زواجها منه كان اياد طلع مشوه نفسيا بصورة اعظم مما هو واضح خلال الفصول.

محاولتها لرأب الصدع في علاقتها باياد وعلاقة ابنائها ببعض واجعه قلبي جدا.. لما الام تبقي حاسه انها سبب في فرقة اولادها وبعدهم عن بعض.. ازاي تقدر تتجاوز الاحساس ده باعتذار... الاعتذار يفقد معناه في الموقف ده.. الاعتذار مش هيمحي سنين تخلي وبعد... مش هيمحي غصة قلب واحد باحساسه بتفضيل امه لاخوه عليه فيما هو احق به منه.. موقفها صعب.

ابدعتي يانيمو في المشهد❤️


شيرين الفاتح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:26 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.