آخر 10 مشاركات
عِـشـقٌ في حَضرَةِ الـكِـبريآء *مميزة مكتملة* (الكاتـب : ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          117 - توأم التنين _ فيوليت وينسبير ج2 شهر عسل مر ((حصرياً)) -(كتابة /كاملة بالرابط) (الكاتـب : SHELL - )           »          وهج الزبرجد (3) .. سلسلة قلوب شائكة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          حب في الصيف - ساندرا فيلد - الدوائر الثلاثة (حصريــا)** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )           »          52 - خداع المرايا - أجاثا كريستي (الكاتـب : فرح - )           »          ليالي صقيلية (119)Notti siciliane ج4من س عائلة ريتشي:بقلمي [مميزة] كاملة و الرابط (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree5716Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-01-22, 10:33 PM   #3501

المنيرررة
 
الصورة الرمزية المنيرررة

? العضوٌ??? » 489566
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » المنيرررة is on a distinguished road
افتراضي


عن روعه البارت 29
تسلم ايدك
اعتقد الكوبرا له علاقه ي حسام القاضي
يا بيحبه اوي اوووو خايف من التعامل معاه اوي
او عاوز هو بنفسه ايلي يتعامل معاه من غير تدخل من حد
بس احساسي بيقول انه حد بيحب حسام او حتى ليه هو او عيلته فصل عليه
ممكن مثلا يكون عمه ايلي رباه لسه ممتش معقول 🙄🙄
وفجر دي مين
مش حبيبته اعتقد صغيرة فى السن تكون بنته مثلا او بنت حد عزيز عليه
اووووف دماغي هتفجر


المنيرررة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-22, 08:46 PM   #3502

nesrin14
 
الصورة الرمزية nesrin14

? العضوٌ??? » 99509
?  التسِجيلٌ » Oct 2009
? مشَارَ?اتْي » 421
?  نُقآطِيْ » nesrin14 is on a distinguished road
افتراضي

الفصل اكثرمن ررررائع ومشهد يسرا صعب جداااا أنت رائعه،❤️❤️❤️❤️❤️🌺🌺🌺🌺🌺

nesrin14 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-22, 08:47 PM   #3503

Miush

? العضوٌ??? » 404902
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 228
?  نُقآطِيْ » Miush is on a distinguished road
افتراضي

ليه كدا يا اخي 😔 سلمتي وسلمت يداكِ 🌹

Miush غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-22, 02:24 PM   #3504

نرمين نحمدالله

كاتبة في منتدى قلوب أحلام وفي قصص من وحي الاعضاء ، ملهمة كلاكيت ثاني مرة


? العضوٌ??? » 365929
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,008
?  نُقآطِيْ » نرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond repute
افتراضي

شكرا حبيباتي لتعليقاتكم الجميلة 💙

نرمين نحمدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-22, 10:11 PM   #3505

المنيرررة
 
الصورة الرمزية المنيرررة

? العضوٌ??? » 489566
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » المنيرررة is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نرمين نحمدالله مشاهدة المشاركة
شكرا حبيباتي لتعليقاتكم الجميلة 💙
شكرا شكرا كتير على مجهودك الرائع


المنيرررة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-22, 11:49 PM   #3506

السلطانة يارا

? العضوٌ??? » 489903
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 43
?  نُقآطِيْ » السلطانة يارا is on a distinguished road
افتراضي

مرهق جدااااا البارت 38 مرهق فعلا
انا تعبت من شدة الاعصاب
اااخ يا فهمي تعبان فعلا شخصيه سيكوباتيه


السلطانة يارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-02-22, 01:18 AM   #3507

المنيرررة
 
الصورة الرمزية المنيرررة

? العضوٌ??? » 489566
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » المنيرررة is on a distinguished road
افتراضي

39 بارت
كدا يا نيمو تقفلي على صباعي 😥😥🤧
ايه البارت الجبار دا وايه القفله المهلكه دي
دمار شامل يا معلم


المنيرررة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-02-22, 11:38 PM   #3508

نرمين نحمدالله

كاتبة في منتدى قلوب أحلام وفي قصص من وحي الاعضاء ، ملهمة كلاكيت ثاني مرة


? العضوٌ??? » 365929
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,008
?  نُقآطِيْ » نرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم..
الجزء الأول من الطيف الخامس والأربعين
*******



=======
*نيلي*
=======
*ألمانيا..


_السلام عليكم ورحمة الله.. السلام عليكم ورحمة الله.
يختم بها جهاد صلاته بها في غرفتها بالمركز ثم يلتفت خلفه ليلتقط أحد كفيها براحتيه، ثم يمسح على رأسها بالآخر قائلاً بحنان :
_أعوذ بالله العظيم الذي رزقني حبك من أن يسوءني فيك.

تبتسم لتتورد وجنتاها اللتان عادتا لبعض رونقهما فيضمها لصدره في جلسته.. يقبل جبينها ليهمس بشرود :
_تعرفين فيما أفكر؟!
تهمهم مستفسرة ليرد بتنهيدة حارة :
_بعد أن تُشفيْ تماماَ ونخرج من هنا.. أريد نقيم حفل زفافنا في فلسطين.. لم يتبقّ لي هناك من أهلي أحد.. لكن كلهم هناك أهلي.. تبدأ عائلتنا الصغيرة من هناك.. فتكون دوماَ فلسطين هي (النواة) التي يتبعها كل مدار.
تتسع ابتسامتها للأمل الذي ظلل حروفه وهي ترفع عينيها إليه..
لم تعد تخاف (الأمل).. بل صارت تعتنقه!
ربما لهذا ذهبت أحلامها أبعد وهي تشرد ببصرها مثله هامسة:
_وتكون لنا طفلة زرقاء العينين مثلك.. نسميها (قدس) فتكبر أمام عيوننا حتى ترزق بطفلة تسميها (قدس) أيضاَ فتوصي بها ابنتها كذلك. . يبقى الاسم في نسلنا فلا يندثر ولا ينسى.. حتى تعود لنا بإذن الله.
تدمع عيناه بفخر وهو يضمها إليه برفق أكثر هامساَ :
_كيف يمكن أن تتشابه أحلامنا إلى هذا الحد؟!
_فقط عندما تمتزج القلوب.. تنصهر الأرواح..تذوب الفوارق..يتحد المصير.. فما العجب لو تشابهت الأحلام؟!

يقبل وجنتها بعمق عاطفته لينهض ويوقفها معه..
فتردف برضا:
_بروفيسور (روبرت) كان محقاَ بشان التقنية الجديدة في العلاج.. ورغم أنني أتحسن لكن لا تزال هناك نسبة كبيرة في الانتكاسة..ومع هذا صرت أوقن أن رحمة الله التي ظللتني طوال هذه الأيام لن يُكشَف سترها عني.
_ونعم بالله.
يقولها بيقين وهو يهم بإكمال المزيد لولا سماعه رنين هاتفه..
ينعقد حاجباه بشدة وهو يميز اسم المتصل..
"يولاند"!

يفتح الاتصال بسرعة ليصله صوتها.. مشتتاً كما لم يسمعه من قبل..
يستمع قليلاً لتتسع عيناه بصدمة قبل أن تغلق يولاند الاتصال..
يحاول الاتصال بها لاحقاَ تحت نظرات زهرة القلقة لكنها كانت قد أغلقت الهاتف..

_ماذا حدث؟!
تسأله زهرة بجزع وهي تميز احمرار وجهه المنفعل وأنامله المرتجفة بينما يتمتم بذهول:
_ريان! قتل زوجته! هو الآن في السجن!

تشهق متفاجئة بينما هو يحاول الاتصال بيولاند من جديد دون جدوى فيلقي الهاتف جانباَ هاتفاً بسخط:
_تلك الحمقاء تظن نفسها ستهنأ بالانتقام منه.. ريان قتل زوجته لأنه ضبطها تخونه مع أحدهم.. لم تكن علاقة مباشرة لكنها كانت عبر الانترنت.. المصيبة ان لا أحد يعلم السبب.. الجيران سمعوا صراخها ليستدعوا الشرطة التي ضبطته وقتها.. لا شيء يثبت حديثه عن خيانتها.. تباَ!! تباً!! لا أحد يمكنه تخفيف العقوبة عنه الآن سوى يولاند.. هي وحدها من يمكنها الشهادة بما حدث.. لكنها بالطبع لن تفعل.. صحيح أنها لم تتوقع ان يصل انتقامها منه إلى هذا الحد.. لكنها كذلك لن تتحرك خطوة لتساعده.. يالله!! ماذا فعل هذان الغبيان بنفسيهما؟!!

يطلق عدة زفرات متتابعة وهو يحاول تمالك انفعاله فترمقه زهرة بنظرة قلقة غلبها الفخر أخيراَ وهي تربت على كتفه قائلة :
_آسفٌ لأجله بعد كل ما فعله بك؟!

سؤالها لم يحمل الاستنكار بقدر ما حمل اعتزازاً برجل عشقته طوال هذه السنوات ليرد بانفعال:
_نعم. . انا الذي توعدته يوماَ بانتقام يشفي غليلي منه.. لكنني عندما كادت قدمي تزل شعرت بحقارة الهدف.. وددت لو تفهم يولاند هي الأخرى هذا.. لكنها معمية بغشاوة الانتقام تاركة نفسها ل(إيلان) هذا ومن معه.. هل سأخسرهما معاً ؟!

_لا.. لن نتركها لهم.

يقولها كلاهما في نفس اللحظة مصادفةً دون ترتيب فتبتسم وهي تعانق كفيه براحتيها قائلة :
_أجل.. لن نتركها لهم.. هو دورنا لنستعيدها ونعيدها لنفسها.
_كيف؟!
يسألها بعجز وهو يتلفت حوله فتأخذ نفساَ عميقاَ لتقول بحسم :
_سافر إليهما.. قف جوار صاحبك.. وأنقذ تلك الغافلة من نفسها.
_وأنتِ؟! أتركك وحدك؟!
يهتف بها باستنكار وهو يتشبث بكتفيها لتتسع ابتسامتها وهي ترد :
_معي حسناء والجميع هنا.. ومعي قلبك يساند قلبي في رحلته..وفوق الجميع معي رب كريم لن أقنط أبداً من رحمته..
تقولها وهي تتحسس دبلته في إصبعها كأنما تجدد العهد الذي لا يبلى لتردف :
_أنت بدربك في جهاد.. وأنا بحبك في جهاد.
=======


















*أحمر*
======
"الجدران البيضاء" من جديد!!
كأنما قضى لها القدر دوماَ أن يتوقف قطارها في محطاتها تباعاً كي تودع خيبة وتستقبل أخرى!!
لا تزال تذكر ذاك الحادث الذي تسببت به مع فهد الصاوي منذ سنوات..
ذاك الحادث الآخر الذي كان سبباً في لقائها بفادي في لبنان..
ذاك اليوم الذي ركضت فيه تحمل جثة ابنها شادي للمشفى رغم يقينها من موته..
ذاك الحادث الذي طعنها فيه البلطجي لينقذها إبراهيم في (رمية نرد) تعمدتها يوم ظنتها مجرد لعبة..
يوم العملية عندما أرادت منح جزء منها ل(ربيع) لعلها تغرس نفسها في أرض لا ينقطع منها جذعها أبداً..
واليوم..
اليوم وهي تمنح الماضي (قرباناً) لعلها يوم تذكر ذنبها في موت ابنها.. تذكر معها سعيها في إنقاذ آخر..
أجل.. طالما اعتبرت سامي ابنها الذي لم تلده..!

تتأوه رغماً عنها فتشعر بحركة هذا (الثائر) جوارها.. لا يمكنها الالتفات لتراه لكن "رائحته"!
هذه.. كيف تخطئها؟!!

تغمض عينيها بقوة كأنها تخشى لو فتحتهما أن يهرب من جديد..
تسمع الأصوات الغريبة حولها.. تشعر بالطبيب يتفحصها وبصوته العملي يأتيها مفعماً بارتياحه:
_يبدو أن ارتفاع البيت لم يكن كبيراً.. كسر في الساق والذراع مع بعض الإصابات.. (قدّر ولطف)!

(قدّر و لطف)!
قلبها يبتسم للعبارة وكأنه يسمعها لأول مرة..
الآن فقط يتذوقها بمعنى (الرضا)
ربما لو كانت (ابنة الصباحي) لملأت الدنيا صراخاَ ساخطاً على كل ما يحدث لها الآن..
لكن (ابنة ربيع) صارت تدرك أن خلف كل محنة.. منحة!
تشعر بالطبيب يبتعد مع من معه..
ولا تزال (الرائحة الحبيبة) تغزل للقلب الجريح ثوباً من أمل..!
الرائحة التي تقترب منها أكثر فيرتجف جسدها رغماَ عنها وهي حائرة بين أن تفتح عينيها لتراه وبين أن تبقيهما على إغماضتهما كي لا يبتعد..
فتختار الأخيرة!

وجوار فراشها كان يقف هو قابضاً كفه على صدره محاولاً تهدئة خفقاته..
كل ذرة في عقله تلقي له السؤال الغاضب (ما الذي يفعله هنا؟!)
وكل ذرة في قلبه العاشق تلقي له الجواب الوحيد الممكن (لا يمكن ألا يكون إلا هنا!)

تباَ لها!!
كيف أيقظت في لحظة مارد الخوف داخله؟!!
هذا المارد الذي لم يعرفه بهذا الطغيان إلا يوم وفاة شقيقه!!
كيف يصف شعوره عندما سمعهم يصرخون أنها سقطت من علٍ..؟!
كيف ترك كل شيء خلفه فلم يشعر بنفسه إلا وهو يقف أمامها آملاً في أن ينجو بها.. ؟!
كيف مرت به الدقائق السابقة وعيناه معلقتان بملامحها..
ملامحها هي دون تمييز (الاسم)..!

(وكأن نصيبي في الهوى كان مدخراً بخزائنك.. منتظراً أن يقال له فوق جبينك كن).. ليكون!)

يذكرها يوم قالها لها فتشتد قبضته على صدره وهو يقاوم هذه الدمعة في عينيه..
دمعة حملت معها فيوضاَ من الذكريات. . وآه من حربه مع الذكريات!!
طوال هذه الأيام وهو يمنع نفسه من هذا (الغزو الغاشم) وقد كاد ينجح..
لكنه الآن يجتاحه بضراوة!!

ذكرى ذلك اليوم الذي قال فيه :

_تعرفين القصة الشهيرة لذاك الرسام الذي رسم لوحة وتركها علي قارعة الطريق وقد كتب فوقها (من رأى فيها عيباً فليضع عليه نقطة حمراء ) ..عاد مساء ليجدها كلها ملطخة بالأحمر حتى أنهم أفسدوا ملامحها كلها ..عاد لأستاذه فأشار عليه أن يعيد رسمها ويتركها من جديد على قارعة الطريق ليكتب عليها (من رأى فيها عيباً فليصلحه) ..فعل كما أمر أستاذه ليعود ويجد لوحته كما هي ..أبي كان يحكي لنا هذه القصة في صغرنا كي يعلمنا أن الناس يستسهلون اصطياد الأخطاء لكنهم لا يسعون لإصلاحها ..ربما لهذا نشأنا أنا وحسن على ما صرنا عليه .
_وأنت تطبق هذا في حياتك كلها ؟! لا تتعجل الحكم على الخطأ وتسعى لإصلاحه ؟!
_قدر استطاعتي! لا يكلف الله نفساً إلا وسعها!

ينعقد حاجباه بشدة كأنما تمنحه الذكرى بعض العذر .. إنما يستمر الغزو..

ذكرى حديثهما معاً عن (سندس) :

_ستسامحها بعد عودتها؟!
_الله من يسامح.
يقولها باقتضاب فتعاود الطرق:
_ألا شيء سيشفع لها؟!
_نقطة خمر واحدة كافية لتدنيس نهر من لبن! هكذا هو الكذب عندما يطعن ظهر الثقة!
_قاسٍ أنت!
_بل واقعي! المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين!

تزداد قبضته شدة على صدره.. تزداد الدمعة مرارة.. ويستمر الغزو..

ذكرى أخرى لهما عند الشاطئ:



يتوقف أخيراً عندما يلمح غصناً جافاً قريباَ يتناوله ليرسم شكل قلب على الرمال فتضحك وهي تتوقع ما سيكتبه..

_ابراهيم و.. سمرا..

سمرا ؟!
سمرا!!

تتناول منه الغصن ليفاجأ بها تطمس أثر اسمها فلا تبقي منه سوى..

_را..! أحبها كما يقولها سامي! أقرب لقلبي!

تقولها مفسرة وهي تعود لتعانق ذراعه بكلا ذراعيها فيبتسم وهو يهمس لها بصدق حار :
_لا تهم الأسماء.. ما يعنيني أنك أنتِ!
_حقاً ؟!
تهمس بها بشرود فيهز رأسه بتساؤل لتردف بضحكة مختنقة:
_أخاف أن أطلب منك وعداً بهذا فتقول أنني شديدة التطلب!

تزداد شدة القبضة.. ومرارة الدمعة.. ويستمر الغزو..
وذكرى أخرى.. :




_ستبقى هذه أفضل طريقة إيقاظ أحبها! أجمل "منبه" في الدنيا!

يتمتم بها عبر صوته الناعس وهو ينتبه لها بينما أحد ذراعيه يطوقها بقوة عاطفته والأخر يمسح بقايا دموع على رموشها ليهمس بقلق :
_كنتِ تبكين؟!
تهز رأسها نفياً كاذبة وهي تضم وجهه لصدرها بعمق عاطفتها هامسة:
_تعرف كم أحبك؟! قل إنك تعلم.. قلها!

لم تعد هستيريتها المنفعلة تدهشه بل صار يدمنها كما كل فيها.. لهذا تناثرت قبلاته على جيدها وذقنها للحظات قبل أن يرفع إليها عينيه هامساً بصدق:
_أعرف.. وأعرف أيضاً كم أحبك أنا.

_مهما حدث بيننا لا تشك أبداً في هذا الحب.. أنت لم تمنحني عاطفة او مالاً أو بيتاً فحسب.. أنت منحتني هوية جديدة.. حياة بأكملها وددت لو أعيش ما بقي منها لك.

ينتفض جسده كله للذكرى الأخيرة مع تلاحق أنفاسه..
تزداد قبضته شدة.. ودمعته مرارة.. ويستمر الغزو..
وذكرى أخرى :

_لو كنت قابلتني في عالم آخر وزمان آخر .. باسم غير اسمي.. وشكل غير شكلي.. وحياة غير حياتي.. هل كنت ستحبني؟! هل كنت ستكتفي بهذا العشق الذي أحمله لك بداخلي؟! بهذه الروح التي وصلتَ أنت لأعمق أراضيها وأعلى سماواتها؟! بهذا الإيمان الذي غرسته أنت داخلي وتعهدت أنا أن أرويه ما بقي من عمري؟! كنت ستكتفي بكل هذا؟! كنت ستكتفي؟!!

لا تزال تكررها بانفعال حار عبر خيطين من الدموع ليرتعد قلبه بين ضلوعه بعنف شعوره بها في هذه اللحظة..
ورغم تعجبه من حديثها بهذا الشكل لكن خياله - البريء لم يحمله سوى لأنها تخجل من نشأتها الأكثر بساطة منه وكونها بلا أهل..
_كنت سأكتفي.


هنا يقهره الغزو فيجثو على ركبتيه جوار فراشها..
تخذله قبضته فتتهاوى جوار كفها هي..
كجندي مهزوم سقط جوار عدوه..!
تهزمه دمعته لتسقط حارة لاهبة على بشرتها وهو يهز رأسه نفياً هامساً لنفسه بصرخة تفجرت شظاياها في روحه..
_لم أكن سأكتفي.. لم أكن سأكتفي.

ولم تكد هي تشعر بدمعته تكوي جلدها حتى عجزت عن إغماض عينيها!!

_لا.. لا..لا.. بالله لا تبكي..

تهمس بها بأقصى انفعال سمح به صوتها الواهن.. لتردف بين شهقات دموعها :
_لا تبكي بسببي.. لا تفعلها وأنا التي تفديك بعمرها كله.. لا تفعلها وأنا عاجزة الآن عن عناقك.. عن جبر هذا الكسر الذي أحدثته يدي رغماَ عني..

دموع عينيه تموه صورتها.. تبني أسواراً من قسوة.. أسواراً يهدمها قلبه.. فيعاود عقله البناء..!!
كيف يصدقها ؟! كيف؟!
وكيف يكذّبها؟! كيف؟!!

_وعدتني أن تسمع فكنت أول من سد أذنيه.. أن تحنو فكنت اول من قسا.. أن ترحم فكنت أول من رجم.. أن تبقى فكنت اول من رحل.. لكنك.. لكنك.. لكنك حقاً أحببتني كما لم يحبني أحد..

عتابها الذي يمتزج بامتنان عاشقة يهزم قسوة نظراته وكفها يتشبث بكفه فيكز على أسنانه بقوة تكاد تحطمها..
يهتف باستنكار حارق يكويهما معاً وكفه الحر يلوح بينهما كطير ذبيح:
_تعاتبين؟! تملكين الجرأة وتعاتبين؟! بأي لسان ستتكلمين؟! وبأي أذن سأسمعك؟! حب؟! عن أي حب تتحدثين؟! أنا حتى لا أعرف أي امرأة كنت أؤويها في بيتي.. تنام جواري في فراشي..تتحدث كذباً.. تتوجع كذباً.. تتنفس كذباً.. أنتِ لم تخدعيني في "ثمن حذاء" !! أنتِ سرقتِ مني روحي..أثقلتِني بذنوب لم أظن نفسي يوماَ سأفعلها.. والآن تعاتبين؟! تطالبينني أن أتذكر بعض كلماتٍ وأنتِ التي زيفت كل الكلام؟!

هذه المرة لم ينتزع كفه منها.. بل هي من فعلت!!
أجل.. هي التي نأت بكفها بعيداً.. تركته بعد تشبث لتهمس بقوة غريبة وهي ترفع رأسها لأعلى كأنها أخيراَ وجدت المدد الذي لن يخذلها :
_بل انسني.. انس سمرا أو يسرا كيفما أردت التسمية .. أسقطها من حساباتك كما تفعل بكل ما لا يليق بنقائك.. املأ (اللوحة) بالبقع الحمراء واطمس ملامحها كلها.. لكنني أنا من أعدك هذه المرة.. أعدك أن تخرج من الصورة امرأة أخرى قادرة على رسم نفسها بنفسها.. قادرة على إصلاح عيوبها وهي التي كانت من قبل عاجزة حتى عن رؤيتها.. هذا الرسم الذي ربما لن تراه أنت.. لكن يكفيها أنك كنت أول من منحها القلم لترسم.. قد لا تلتقي طرقنا من جديد.. لكن يكفيني أنني أنا - التي عاشت طوال عمرها تائهة- قد وجدت طريقي.. لن أطلب منك الصفح فأنا خير من تدرك كم هو الآن مستحيل بيننا.. لكنني فقط أريدك أن تصدق أن المرأة التي آويتها في بيتك.. ونامت جوارك في فراشك.. كانت تتحدث كذباً في كل شيء.. إلا هتافها بحبك..تتوجع كذباً في كل شيء إلا عذابها بخوفها من فقدك.. تتنفس كذباً في كل شيء إلا عشقها لرائحتك.
يعجز عن النظر لعينيها في هذه اللحظة فيشيح بوجهه رغماَ عن قلبٍ يناظرها بكل عيونه..
فتردف بصوت متحشرج وهي تشير بعينيها نحو الباب المفتوح:
_اخرج.. اخرج ولا تعد.. لا تعد إلا بقلب وعدني أن يسمعني ويريد فقط أن يفي بوعده.. أو ابق بعيداً وأنا التي أعدك ألا تراني بعد اليوم أبداً.

يعود ببصره إليها كأنما يستجدي (القلب) منها زاداً يعينه على فراق طويل..
وكأنما ينتزع (العقل) منها حجراً يربطه على "بطن" اختياره..
لا مزيد.. لا مزيد!

ينهض أخيراً ليلقي علي سلسلة عنقها نظرة أخيرة قبل أن يتحرك ليغادر الغرفة..
تلتقي عيناه بعيني أبيه الذي كان واقفاً عند الباب يرمقهما معاً بنظرة ملتاعة فيربت على كتفه قائلاً بصوت مختنق:
_ابقوا معها.
يتبادل أبناء عمومته النظرات لتسبقهم هبة وهي تحمل سامي إلى الداخل قبل أن يلحق جميعهم بها..
يتحرك هو مبتعداً بخطوات حاسمة كأنما يقطع الطريق على قلبه لكنه يلتفت أخيراً ليراهم عبر نافذة غرفتها الزجاجية..
صورة رآها كثيراً في الماضي.. إنما اليوم تنقصه هو..
وستبقى تنقصه!!

يستقل سيارته ليعود إلى الحي فيستقبله الناس بأسئلتهم الملهوفة عنها..
يرى ذاك الرجل الذي تشاجر معه منذ أيام لأنه تحدث عنها فيجده يشيح بوجهه بخزي كأنما ندم على ما قاله..
لا تزال نظراتهم المشفقة تذبح رجولته.. لكنها صارت تمتزج ب(تقديرهم) لها هي!!

_إبراهيم.

تستوقفه بها خطيبته تحت بيته فيلتفت إليها بدهشة كأنه نسي حقاً من تكون قبل أن يغص حلقه بمرارته وهو يغمغم معتذراً :
_آسف لفساد الحفل.. و..
يقطع عبارته دون أن يكملها للحظات مطرقاَ برأسه قبل أن يرفعه إليها مردفاً بحسم رغم نبرته الذبيحة :
_سأتحدث اليوم إلى أبيكِ.. سامحيني.. لا يمكنني أن أتم هذا الأمر.
تدمع عيناها بخيبة فيردف :
_أنا ذقت مرارة التلاعب بالقلوب ولا يرضيني أن أسقيكِ من نفس الكأس.. كنت جاداً في أمر الخطبة.. يشهد الله أنني كنت جاداً حقاً.. لكن..
من جديد يقطع كلامه مجبوراً بغصة مريرة في حلقه.. وقلبه..
لكنها تهز رأسها قائلة :
_شعرت بها قبل أن تقولها.. رغم قسوة مواجهتكما أمامي لكنني عندما رأيت لهفتك عليها ساعة الحادث أدركت ..أدركت أنه لن تنافسها امرأة في قلبك.

تقولها لتنسحب من أمامه فتغيم عيناه بنظرة ضبابية تشبه صراع روحه وهو يصعد لبيت أبيه..
يحاول الاستراحة على فراشه بغرفته هناك لكن قلبه يغافله ليجد نفسه يتوجه نحو مكتبه..
يفتح أحد أدراجه لتلتوي شفتاه بابتسامة مريرة وهو يميز (زرّ قميصها الأحمر) الذي فضح يوماَ سرقتها لدفتره..
الدفتر الذي قلبه بين أنامله وهو يفهم الآن سبب إصرارها أن يكمل حرف (الياء)..
فتتسع الابتسامة المريرة بسخرية وهو يعيده مكانه موقناً أنه..
أبداً.. أبداً.. لن يكمله!!
=======


نرمين نحمدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-02-22, 11:54 PM   #3509

دانه عبد

? العضوٌ??? » 478587
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 513
?  نُقآطِيْ » دانه عبد is on a distinguished road
افتراضي

يا الله يا دكتوره ما بعرف شو اقول قلبي يبكي على الدرويش والصراع اللي في داخله مبدعه دائما يا عزيزتي 💚💚💚💚💚💚💚💚

دانه عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-02-22, 12:45 AM   #3510

كراك

? العضوٌ??? » 442473
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 80
?  نُقآطِيْ » كراك is on a distinguished road
افتراضي

روعه روعه فوق الوصف . زهرة وجهاد ثنائي الحب والحزن والفأل معًا . زهرة نعمه الحبيبه لحبيبها يتفاهمان بالصمتِ قبل الكلام لأن روحهما إمتزجت بقلب واحد .

نعم هذا هو جهاد لن يتخلى لن يتشفى لن ينتقم هو ابن فلسطين الغالية فهل تقسى يوما على ساكنيها أبدا أبدا لن تكون .
يسرا وإبراهيم لوعة قلبٍ على حبٍ ماإكتمل حبيب كذب وآخر خذل ، مشهد قوة يسرى خرافي يسرا ستنتصر ستكبر في عيني الجميع فماذا عن عيني إبراهيم، إبراهيم الذب لن يستطيع نسيان حبها ولا نسيان ألمه ....
مزيدا من التألق في إنتظار تصورك للبقية


كراك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:36 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.