شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   قـلـوب رومـانـسـيـة زائــرة (https://www.rewity.com/forum/f258/)
-   -   قلوب أدماها العشق-ج2صراع القلوب- قلوب أحلام زائرة-للكاتبة*بسمة محمود*مكتملة&الروابط (https://www.rewity.com/forum/t398170.html)

basma mahmoud 13-12-17 03:33 PM

قلوب أدماها العشق-ج2صراع القلوب- قلوب أحلام زائرة-للكاتبة*بسمة محمود*مكتملة&الروابط
 
بسم الله الرحمن الرحيم

https://s02.arab.sh/i/00123/jrgbu8sqv3bm.gif


مساء الورد على قلوب أحلام
فى البداية بشكر القائمين جميعاً على قلوب أحلام وبالأخص حبيبتى إيمان عمر وروحى سارونا على صبرهم علىّ وتحملى فترة غيابى عن التنزيل
اليوم عدت لكم بالجزء الثانى من رواية "بين العشق والدم" ودا رابط الجزء الأول (( هنــا))
نكمل صراع القلوب فى الجزء الثانى بعنوان"قلوب أدماها العشق

متابعة ممتعة للجميع



أترككم مع الغلاف بريشة الرائعة strawberry


https://s01.arab.sh/i/00123/f05f4eg6mt9c.jpg

https://upload.rewity.com/uploads/156187871980641.jpg

https://s01.arab.sh/i/00123/v54dkpr2dpa7.gif

كتابة:بسمة محمود
تدقيق ومراجعة لغوية:بسمة محمود
تصميم الغلاف :strawberry
تصميم القالب الداخلي والفواصل:strawberry
تعبئة الفصول:just faith


https://s02.arab.sh/i/00123/d699exme04vv.gif

الفصول من الفصل الاول
إلى الخاتمه



https://s01.arab.sh/i/00123/wzkrno5ohvmb.gif
*على مركز الميديافاير *

يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي


*على مركز الفورشيرد *

يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي

https://s02.arab.sh/i/00123/w98vig9pmq70.gif
استودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه
دمتم بحفظ الرحمن

Sarah*Swan 09-01-18 06:38 PM

اسعد ال مساكم ال روايتي

وهاهي رائعه بسمه تنضم لباقة هذه السنه الجديده 💕

وقت ممتع مع قلم مبدعتنا العزيزه بسمه محمود 🌺

رىرى45 09-01-18 08:52 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

hadj rymas 10-01-18 08:12 AM

اهلا وسهلا انتظرته على احر من الجمر لكن لازم استنى الين تنتهي الرواية فأنا من ذوات الاعصاب المحروقة نبغي نقرا الرواية كاملة من اجل الحفاظ على بقية اعصابي. اللّٰه يوفقك وبانتظار ابداعك

Sarah*Swan 10-01-18 08:34 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hadj rymas (المشاركة 12962622)
اهلا وسهلا انتظرته على احر من الجمر لكن لازم استنى الين تنتهي الرواية فأنا من ذوات الاعصاب المحروقة نبغي نقرا الرواية كاملة من اجل الحفاظ على بقية اعصابي. اللّٰه يوفقك وبانتظار ابداعك

ههههههههه يااهلا وسهلا فيك حبيبتي ذات الدم الحار😁 لاتاكلي هم الحين رح تنزل الروايه كاااامله استمتعي بها غاليتي 😘

Sarah*Swan 10-01-18 08:47 AM

الفصل الأول
"الانسان بلا عشقٍ ذكرى انسان"

يزحفُ الصمتُ بخطاهِ الواثقةَ يسودُ الهدوءَ الكرةَ الأرضيةَ، تنامُ أعَينُ البشرِمطمئنةَ وعيوني على النومِ عصيةَ
أبقى وحيدة أنا ها هنا أجترُ آلامي وأحلامي المنسيةَ، فتعالَ أيها القمرُ نتسامر، أسردْ لي حكايا العشقِ الخرافيةَ لعلي أغفوْ بين يديكَ فقد سئمتُ الأيْدِي البشريةَ واتخِذُكَ أيها القمرُ صديقاً ولا يفرقنا سوى رب البريةَ، فأنت يا قمرُ لا تعرفُ الغدرَ وهم أيديهم بالغدرِ سـخيةَ.
.................................................. ...

تجلس فوق أريكة تخط بيدها خواطرها ...........
ليلٌ هادئ.. يحوى أناس يسرى بداخلهم الأمل.. الأمل بغدٍ مشرق ..قلوب تصارع العشق ...تصارع كبريائها .....
.......................................
تتابع لمعان النجوم المتراصة فوق سماء القرية تتراص كلآلئ لامعة....تشع نوراً وهاجاً من بعيد..........
"أراها نجوم جميلة ولكنها نجوم حارقة
البعد يرينا الجميل فقط والقرب نيران تحرق .
نيران حية تضئ الظلام ....
مرت أشهر.......باليوم والساعات والدقائق احتسبها .
مرت أشهر انتظره لم و لن يأتى أعلم ..ولا أريده أن يأتى ...صدقاً اشتاق ولكنى لا أريده .
يحدثنى عقلى دوماً تباً لكِ روفيدا.
أيعقل أنك جدباء لدرجة تتمنى فيها عودة الوحش..عودة الصفع..عودة البكاء والقهر..أتودين عودته ليطربكى باسم معشوقته يردده وأنتما سوياً فى لياليكما الدافئة ..هل أفتقدتى الإهانة ؟...
يلعن عقلى قلبى طويلاً يلعنه كلما رأى تلك الندبات على جسدى .
كلما رأى الدمعات على خدى .
يلعنى عقلى و لا ألومه فكيف لى أن أشتاق له بعدما حدث...
هو كما سمعت هائم يبحث عنها منذ شهور.
ألا يكفينى أن زوجى يبحث عن معشوقته الضالة أن أمقته وأنفض تراب عشقه عن قلبى كما فعلها كبريائى وأنتفض له قبل شهور .........تباً لى ولحماقتى ...
تجلس فوق أريكة فى أعلى منزلهم "سطح المنزل" تتتابع النجوم مستمتعة بالجو رغم برودته فقد هب الشتاء سريعاً كما هب كبريائها منذ شهور وانتفض..........
تحوط ذاتها بذراعيها تبث دفء وهمى لحالها
تضع يدها على بطنها الفارغة متذكرة ليلة فقدها لجنينها الذى انتظرته لسنوات مرددة
"مهلاً بى يا وجع لم يعد بالقلب متسع "
انتظرته طويلاً ليناديها أمى ...انتظرت سنوات لتنبت بذرة حبه بها وما إن نبتت حتى اقتلعتها الأيام من جذورها معلنة عن رحيل أخر أمل قد يربطهما .......
فقدت روفيدا جنينها .....ليلتها كانت تشعر بالتوعك .....لم تدرى أنها إشارة القدر لفقدها أملها الأخير الذى لم تكن تعلم بوجوده من الأساس وجدتها والدتها أرضاً غرقة بدمها نقلت للمشفى ولكن بعد فوات الأوان فصفعاته وركلاته ليلاً وركضها صباحاً حتى قصر عائلتها هز عرش الصغير ببطنها معلناً عن الرحيل المبكر .........
.................................................. .................
كان صوت مذياع السيارة يهدر بأغنية ما يستمع له بشرود فى طريقه إلى مدينة ما قيل له أن بدره ظهرت هناك فها هو كعادته يجوب البلدان بحثاً عن بدره لعله يلقاها ويعيد لقبه العاشق نبض العشق مرة أخرى.
علمني حبكِ سيدتي أسوأ عاداتي
علمني أفتح فنجاني في الليلة آلاف المرات
وأجرّب طب العطّارين وأطرق باب العرافات
علمني أخرج من بيتي .. لأمشّط أرصفة الطرقات
وأطارد وجهك في الأمطار و في أضواء السيارات
وأُلملمُ من عينيكِ ملايين النجمات
يا امرأه دوّخت الدنيا ياوجعي ياوجع النايات
حتى وصل المطرب لجملة..........
علمنى حبك سيدتى ما الهذيااان
علمنى كيف يمر العمر ولا تأتى بنت السلطان....
أدمعت عيناه عند سماعه لتلك الجمله وهمس لذاته ... سأجدها سأجد سلطانة قلبى سأجدك بدور قلبى يحدثنى أن تلك المرة لن تكون سراب .
وهدر يحدث المذياع كرجلٍ أمامه توقف أيها المتشائم توقف.....
وصل للعنوان المدون بورقة أعطاها له إحدى رجاله المنتشرين يبحثوا عنها منذ أشهر ...
صف سيارته وترجل منها فالحارة ضيقة ففضل أن يصف سيارته ويكمل طريقه سيراً ....
عينيه تجوب اللافتات بحثاً عن البناية رقم 9 حتى وجد ضالته أخيراً ......
خفق قلبه وبقوة معلناً عن نهاية صراع قلبه وتمنى أن يجدها حقاً .
دخل البناية وصعد طابقين كما هو مدون بالورقة ليقف أمام شقتين احداهما تحمل الرقم 5 والأخرى تحمل الرقم 6 لسوء حظه لم يدون بالورقة رقم الشقة فبادر لذهنه أن يطرق الباب للشقة الأولى وينتظر لعلها تكون هى....
دق جرس الباب وانتظر بقلبٍ واجف .......بعد ثوانٍ معدودة فُتح الباب....
طالعه رجل فى أواخر الثلاثينيات خط الشيب بضع خصلاتٍ من رأسه يقف ببنطاله الجينز وقميصه الأسود ...طالعه الرجل باستفهام : نعم ..كيف يمكننى مساعدتك ؟
طالعه حسام باعتذار : اعتذر يبدو أننى أخطأت بالعنوان والتفت ليذهب ولكنه عاد وطالع الرجل متسائلاً : أليست تلك الشقة مشيراً بيده على الشقة الأخرى "شقة السيدة أم بدور وابنتها "
فابتسم الرجل : بلى هى شقتهما إذن أنتَ تريد الخالة أم بدور ؟
فأومأ حسام رأسه بالإيجاب فطالعه الرجل :حسناً انتظر هما بضيافتنا سأناديهما لكَ
دخل الشاب شقته غير مدرك بتلك النيران الهوجاء التى أضرمت بعقل حسام "كيف تدخل شقة الغريب ؟ من هذا الرجل؟ هل يقربهما ؟ لا لا اعتقد فصبحى لم يكن لديه أقارب .....أوهام وغيرة وشك بعقله حتى خرجت عليه أم بدور .....
اهتز وجدانها وشهقت بصدمة واضعة يدها فوق فمها " ح...حسا...حسام بك ......
بابتسامة طالعها : كيف حالك أم بدور ؟
لم تجبه وعلامات الذعر و التعجب عليها .......دقائق صمت مطبق عليهما ..هو يريد الأخرى أن تخرج عليه ويشبع عينيه الجائعة وقلبه من رؤيتها والأخرى تقف مذعورة من إيجاده لمكانها وابنتها .
حتى خرجت بدره وأطلت حقاً ......
من خلف والدتها أتاه صوتها : أمى ماذا هناك ؟ من بالباب ؟ فابتعدت الأم قليلاً ليظهر لبدر أكبر مخاوفها أكبرها على الإطلاق "ابن المنيرى "

ترائى لها أكبر مخاوفها على الإطلاق ......حسام قالتها بدور بصوتٍ يأن يحمل فى طياته الغضب
ليقف متسمراً فقط يملى عينيه المشتاقة ......
لتكمل: لما أتيت لما تبحث عنا ألم يكفيك ما عانيته بسببك؟ ألم يكفك أن لاكت البلدة بسيرتى ؟
ألم يكفيك...ليقاطعها بوله : سأخرس الألسنة من يأتى بسيرتك بدرى قطعت لسانه و...لتقاطعه بغضب : ارحل ولا تعود ...أنا لا أريدك ولا أريد بلدتك ....ارحل هيا ارحل وجذبت والدتها لتدخل فتماثلت الأم وهى تطالعه بفزع وهمت هى بإغلاق الباب فأوقفها يحجب الباب بذراعه بدور توقفى رجاءً اسمعينى وبعدها القرار لكِ بدور أنا ...ليوقفه صوتٌ رجالى أجش رأه منذ قليل خلفها ....بدور ادخلى رجاءً لنرى من ذلك الضيف المزعج ....بغضبٍ ضغط حسام على أسنانه وهو يراها تتماثل لأوامر الرجل
توقف بغضب يطالعه : من أنتَ ؟
طالعه حسام بضيق ممزوج بالغضب : الأولى أن أسألك أنا من أنتَ ؟
طالعه الرجل بضيق رافعاً حاجبه : بلى من المؤكد أنك هو ..ألست حسام المنيرى ؟
طالعه حسام بكبر : بلى أنا ومن أنتَ ؟
أجابه الرجل : أنا معتز جار السيدة أم بدور
فزم حسام شفتيه بضيق : جارهما ؟؟؟؟ حسناً أهلاً بك أنا حسام المنيرى خطيب بدور
فرغت فمها من خلف معتز عند لفظ حسام لجملة خطيب بدور فخرج صوتها من خلف جسد معتز طويل القامة : كاذب أنا لست خطيبتك أنا....ليقاطعها معتز ....بدور ادخلى رجاء لوالدتك ووالدتى أنا سأحل الأمر بينى وبين السيد حسام وسيرحل دون مشاكل
وعاد ليلتفت لحسام : والأن ماذا تريد سيد حسام أرى أنك ضيف غير مرحب بكَ عند السيدة أم بدور فهلا أخبرتنى ماذا تريد منهما ؟
ليهدر به حسام: وما شأنك ابتعد هكذا أريد محادثتها هى ليقف معتز مكانه بغضب : إياك والتجرأ وإلا نلت ما تستحق ...يبدو أنك حقاً كما روى عنك والأن إليك الأمر أرحل من هنا وإياك والعودة لتلك البناية مطلقاً عد لبلدتك أيها السيد واتركهما بشأنهما ودون أن يزيد كلمة أخرى صفق الباب تاركاً حسام بالخارج يغلى كبركان ثائر


.................................................. .......


بغرفتها كما اعتادت طيلة الأشهر القليلة المنصرمة ......تقبع خلف حاسوبها تكتب ........ تضع سماعات بأذنيها لتنفصل عن ذلك الواقع بأغنيات صاخبة تارة وهادئة تارة أخرى .......
كتبت على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعى
"إن قلة عدد النساء والفتيات المهتمات بعقولهن، هي ظاهرة موجودة في المجتمع العربي وهي ظاهرة لا تدل على أن المرأة ناقصة عقل ولكنها تدل على أن التربية التي تلقتها البنت منذ الطفولة، تخلق منها إمراة تافهة. قد يصبح الرجل المتمرد أو الثائر بطلاً شعبياً يحترمه الناس، لكن المرأة الثائرة المتمردة تبدو للناس شاذة غير طبيعية أو ناقصة الأنوثة"
.............................

بغرفة مكتبه يجلس يطالع هاتفه ......
ليبتسم حتى بدت نواجزه وهو يراقب صفحتها الشخصية بصمت فليس فارس وهدان من يترك العنان لزوجته دون مراقبة حتى وإن كانت مراقبة خفية
ليقرأ منشور أخر لها " السبب الرئيسي إن النساء مجنونات هو لأن الرجال أغبياء "
ابتسم محدثاً ذاته " إذن أنا بطلٌ شعبى ميرتى الجميلة ورجل غبى
حسناً لنحل أمر الغباء أولاً .....وبعدها نحل الأمر الأخر .......وضع التذكرتين بدرج مكتبه
بابتسامة .....
نهض عن مقعده بغرفة مكتبه صاعداً باتجاه غرفتهما حتى إن كان يهجرها منذ أشهر إلا أنها زوجته ومن حقه أن يعود لغرفته متى شاء ......
لتوقفه والدته قبل أن يصعد الدرج مناديه بضيق"فارس ...توقف التف بجسده ناحيتها ....لتكمل هى الحق بى لغرفتى أريدك بموضوعٍ هام الأن .
لحق بوالدته ودخل خلفها الغرفة ...جلس على الأريكة ووالدته يبدو من ملامحها المتجهمة أنها على وشك الإنفجار فطالعها بابتسامة
" لا تخبرينى أنك وميرا تشاجرتما ثانية ؟"
لتطالعه بغضب : تلك الميرا وجه النحس إن غربت عنا غرب النحس والحظ السيئ عن منزلنا .
ليشيح ببصره عنها بضيق : أمى ما الأمر ودون مقدمات ؟
لتطالعه : بنى رفضك لتطليقها وتركته لكَ ولكن أخبرنى لما تترفع الأميرة ولا تأتى لتجلس معنا
كل نساء القرية تشمت بى
كلما زارتنا إحداهن وطلبت رؤية زوجة ابنى
أرسل لها الخادمة لتنزل للترحيب بضيفاتنا فتتعلل بالمرض أو النوم ...خالتك كانت بزيارتنا اليوم والأميرة ميرا رفضت أن تنزل لترحب بها ......وأيضاً هى طيلة اليوم .. ليقاطعها
أخرج نفساً مطولاً بضيق: أمى اتركيها وشأنها ترحب لا ترحب هذا الشأن يعود لها و...لتقاطعه بغضب : وأين أنتَ ؟أين كرامتك ورجولتك لتتركها هكذا تفعل ما تشاء أوقفها عند حدها أم أنك أيضاً لا تستطع ترويضها ؟
هل هزمتك ابنة المنيرى كما فعلها ابن عمها بشقيقتك الثكلى؟؟؟؟
لينهض غضباً: أمى لا تقارنى زوجتى بذلك المعتوه زوج ابنتك ...تناسى أنها تقربهم ...تناسى أنها ابنة المنيرى ...هى الأن زوجة فارس وهدان ليس لها أى علاقة بعائلة ذلك المعتوه مطلقاً ولن يكن لها علاقة بهم ما حييت .
لتعود والدته لجداله : مع من أتحدث؟ مع من أتحدث ؟ هى سلبتك عقلك تماماً إن كان بكَ كرامة وعقل لطردتها خارجاً كما فعلها ابن عمها بشقيقتك ولكنك مسلوب الإرادة أمامها
تشمت بى أعدائى يطرد ابن المنيرى ابنتنا ويتهمها بالهرب من منزله والأدهى يبحث عن ابنة الخادمة وأنتَ تعامل ابنتهم كأميرة متوجة تتحكم بكَ كدميتها يا لحظى العاثر بأبنائى يا لحظى .........
لم يحتمل أكثر كلمات والدته المهينة فقال جملته الأخيرة " غداً باكراً سأسافر كما أخبرتك بالأمس وسأريحك من ميرا عدة أيام "وتركها صاعداً الدرج لغرفته أو بالأحرى غرفتها كما تسميها هى الأن وتمنعه من دخولها ......
..............................................
طرق الباب عدة مرات ولم تأتيه الإجابة فدخل .......
سرحة أمام ذلك الحاسوب اللعين بنظرها .....شعرها يتطاير مع النسيم البارد القادم من شرفتها المفتوحة
بتلك النظارة الطبية تخبئ تحتها بحرين يعصفا غضب كلما طالعته أو رأته صدفة خلال الأشهر الماضية ..... لم تنتبه بعد لوقوفه يراقبها يكحل عينيه المشتاقة .
يكاد الشوق يدفع به لحافة الجنون لولا ذلك الكبر
"حبيبتى ليست كالبقية ...حبيبتى غزالة برية ...حبيبتى أبية ...تأبى الهوان حتى إن تكسر قلبها على حافة الاشتياق ...حبيبتى بقلب امرأة جنوبية حتى إن كانت عن عادته رافضة أبية"
ميرتى الجميلة لو تكسرى ذلك الكبر عنك وتركضى إلىّ لتنازلت عن كبريائى وغرورى وأنهينا شوطاً من الاشتياق استمر لما يزيد عن الشهرين ...رفعت عينيها فجأة فرأته ...أشاحت ببصرها عنه تلوى فمها بضيق نازعة عنها تلك السماعات ...ماذا؟ لما أتيت لهنا ألم أخبرك ألا تعود لمملكتى ثانية ؟
فقهقه عالياً كاتماً ضيقه : مملكتك ؟ هل الغرفة مملكتك زوجتى العزيزة ؟
بإيباءٍ وترفع طالعته : بلى مملكتى أتناسى فيها الوجوه المقيتة أتناسى فيها ذلك العقد المكبل لأوداجى عقد زواجى منك فارس بك ....
ليقترب ويقف على مسافة منها واضعاً يديه بجيب بنطاله : هل فكرة أنك زوجتى تزعجك لتلك الحد ميرا أم أن الرجال الأغبياء جميعاً يزعجوكى ؟
رفعت حاجبها بثقة كاشفة أخيراً عن لجة غرامه خالعة تلك النظارة الطبية : افهم ما شئت الرجال جميعاً مزعجون و...صمتت فأكمل ساخراً : وأغبياء أليس كذلك .
طالعته بضيق: لما أتيت ؟ ماذا تريد أرى أنك تراقبنى عن كثب فما الداعى لقدومك ؟
رفع حاجبه بثقة بنفس وضعيته : هل يلزمنى المجئ لغرفتى أن استأذن قبل مجيئى ؟
لتزم شفتيها بضيق: ليست غرفتك إنها غرفتى أنا فقط أو بالأحرى سجنى .
ليطالعها بجدية : أنتِ من اخترتِ السجن على الحرية لم أمنعك من الخروج والتنزه بالحديقة فهاهى أراضينا على مرمى البصر أمامك تنزهى كيفما شئتِ .
فقهقهت ساخرة : أتنزه ؟ أريد سؤالك جدياً مامعنى التنزه بنظرك فارس ؟ هل وضع خادمة تلحقنى أينما خرجت خارج غرفتى أم أولئك الحراس المحوطون لقصرك يراقبون بأعينٍ يقظه داخل القصر وخارجه كيف أتنزه بحرية أمام تلك الأعين المتربصة .....؟
بنفس نظرته الواثقة الأبية : لا يتجرأ أى منهم على مجرد النظر إليكِ هم يحرسون القصر ليس إلا وحتى إن أمرتهم بشئ لن يتزحزحوا من أماكنهم إلا بأمر مباشر منى ...اعتبريهم كالجدران يقفوا يحرسوا أملاكى ليس إلا .
لتطالعه بغضب هادر وقد نهضت عن مكانها ليترائى له ملبسها كاملاً" بنطال يبرز تقاسيمها الأنثوية الخالصة له وحده رغم البعد خصرها وقد نحفت كثيراً .....ليخرجه عن شعور اللهفة هدرها : هل أنا إحدى ممتلكاتك لتضع كل أولئك الحراس أم أنك تخشى هروبى من القصر بلا عودة .
فقهقه ساخراً ليزيد غضبها : لن تفعليها ميرتى ...إن فعلتها وهربتى من قصرى صوبتك بطلقة منى دون أن يرف لى جفن .
ليس فارس وهدان من تتركه زوجته وتهرب .
لتقترب هادرة: لما ؟ لما تسجننى؟ ..طلقنى واتركنى أرحل لما تقيدنى بهذا الشكل ...ماذا تريد منى ؟ أهو التشفى ؟ أم الثأر أم ماذا؟
لم يعد يحتمل اقترابها أكثر ورائحتها العبقة تخترق أنفاسه كسيل من الهيام تلك البحرين تلك الخصلات المتطايرة ...تلك الشفاة بلون الكرز وجنتيها جال وهام وقد نفذ صبره الرجولى لم يدرى إلا وهو يضمها بقوة مكبلاً حركتها بقبضتيه ينهال من عسل شفتيها يروى ظمأ أشهر .
.................................................. .................
تسارعت أنفاسها وعلا وهبط صدرها بقوة من فعلته
بكلتا يديها حاولت فك وثاقه عنها تلوت يميناً ويساراً بغير استسلام ليتركها فكبل يديها بقبضته وأكمل .........لم تجد وسيلة ليترك أسر شفتيها سوى بعضة قوية أدمت شفته
حررها أخيراً ..........ممسكاً بشفته الدامية يبتسم
.................
رفعت اصبعها تحذره بأنفاسها المتلاحقة : إياكَ وإعادتها المرة القادمة لن أتركها إلا قطع لحم بين أسنانى ...فابتسم لها .....حسناً غزالتى حسناً ......اهدئى قليلاً لأحدثكِ بجدية
بعيون غاضبة : لا ..لا حديث بينا اغرب عن وجهى الأن ......فاقترب وبدأ العبوس والجدية تخط بملامحه : قلتُ توقفى عن الهذيان واستمعى لى وإلا ....
فطالعته بكبر: وإلا ماذا ؟
اقترب منها فتراجعت : ميرا لا تجبرينى على ما لا أقبله عليكِ لا تجبرينى أكن معكِ وغداً ...
فصمتت فحقاً اهتز وجدانها من تهديده الخفى فسكوته عنها لأشهر واختبارها لصبر رجولته قد ينفد يوماً ومن يستطع منعه إن أجبرها أو كان وغداً معها فهى زوجته وهى بلا أنياب أو حماية خاصة بعد مقاطعة أهلها لها ....
فطالعها بجدية : لما لا ترحبى بضيفات أمى ؟ لما تحبسين حالك بالغرفة ؟
طالعته تلوى فمها ضيقاً : لا أريد مقابلة أحد أم أنه أمرٌ يجب أن ينفذ ؟
تأفف : ميرا .............
لم تعره انتباه وأشاحت بوجهها بعيداً تنظر من النافذة عاقدة ذراعيها أمام صدرها بضيق
فاقترب هامساً فى أذنها : احزمى حقائبك سنسافر سوياً غداً باكراً .....رأيت ضجرك من منشوراتك الحزينة وتغاضيت عن المهينة للرجال .......سأرفه عن ضجرك ونذهب سوياً برحلة .
التفتت فجأة لتصطدم بعينيه الشاخصة عليها بشغف كادت تضعف ولكنها
قاومته وقاومت بريق عينيه الجائعة بردٍ حازم : لا ..لا أريد الذهاب برفقتك إلى أى مكان .
فطالعها بحزم : لم أطلب رأيك إنه أمر فى السادسة أريدكِ جاهزة سنتوجه لمطار الأقصر ..........وتركها وغادر الغرفة تاركاً إياها تغلى من أمره ذاك ولكن هيهات فليست ميرا بتلك السهلة المنال لتطلها أوامره حتى وإن كان زوجها .
.................................................. .................
فى شقة السيدة نعمة والدة معتز
توقفت بخجل تفرك راحتى يدها " اعتذر استاذ معتز عما حدث منذ قليل هكذا هو لن يتغير مطلقاً
طالعها .....لا تقلقِى بدور لن يتجرأ ويؤذيكى أنتِ أو والدتك لتبتسم ساخرة " هو لن يؤذينى هو يريدنى ......
طالعها بمعالم جادة : وهل توافقين تلك المرة على عرضه سبق وأخبرتنى أمى لولا زواجه من ابنة الثرى الأخر لكنتما سوياً الأن هل تتنازلين الأن وتقبلى بعرضه ؟
طالعته بثقة وكبرياء: لا لن أوافق من تركنى أتركه وإن كلفنى الأمر دعس قلبى بقدمى تحملت سنوات وسأتحمل الباقى لن أضعف أو أتهاون بحق كرامتى مطلقاً ....
بابتسامة كمن أراد التأكد من شئ ما يقلقه .
حسناً الأمر يعود لكِ بدور .أسعدتنى بتمسكك بكبريائك قليلات أمثالك بدور .حقاً أنتِ مميزة
طأطأت رأسها خجلاً فأردف شاكراً: أشكركِ جزيلاً لولاكى لكانت والدتى لا سمح الله فقاطعته .الخالة نعمة كوالدتى تماماً ونحمد الله أنى طرقت بابها فى الوقت المناسب ورأيت شحوبها فأعطيتها كوب الماء والسكر ليعود معدل سكرها يرتفع بعد أن هبط فجأة وكاد يؤدى بحياتها لا سمح الله .
ليأتيها صوت والدتها " حمداً على سلامتها بنى اسمح لنا نحن عائدات لشقتنا ........ابتسم شاكراً لأم بدور والتى بدورها لم تلتفت خلفها وبحزمٍ غادرت الشقة تتبعها ابنتها بدور .أوقفها صوت معتز يناديها :بدور
التفتت :نعم فأردف: لا تتأخرين صباحاً لدينا جلسة مهمة يجب عليكِ حضورها لتتأهبى لتترافعى قريباً عقب انتهائى من استخراج كارت النقابة لكِ ......بشبح ابتسامة طالعته بدور قائلاً : لن اتأخر بإذن الله
.................................................. .................


فى مقهى شعبى أمام بناية السيدة نعمة والدة معتز

يجلس ينفث سجائره متابعاً بعينيه لشرفة شقتها .....اقترب منه النادل يضع له قدح القهوة الخامسة ربما فلم يعد النادل يحسب أقداح القهوة فكيف لا يلبى طلبات زبون ثرى أعطاه للتو ورقة مالية من فئة المائتين جنيه .
وضع النادل الكوب المملوء وتناول الفارغ وعاد لداخل القهوة فأوقفه صاحب القهوة
" انتظر هنا ...ما به ذلك الرجل يتجرع القهوة والسجائر لم يبرح مقعده ....فأومأ النادل رأسه بالسلب
اقترب صاحب القهوة من حسام محيياً إياه .رفع حسام بصره للرجل بتعالى ورد التحية ...سحب الرجل مقعداً وجلس بجوار حسام قائلاً بفضول : أرى أنك غريب أليس كذلك سيدى ؟
انتبه حسام لكلام الرجل فألقى السيجارة من يده داعساً إياها بقدمه
" هل تعرف قاطنى تلك البناية جيداً ؟ "
لمعت عينى صاحب القهوة وهو يرى حفنة المال تخرج من محفظة حسام ويمدها ناحيته .
تناولها قائلاً: بلى بلى أعرفهم جميعاً ..........
البناية ملك ورثة المرحوم محمود عثمان بالطابق الأول يسكن شباب طلبة مغتربين وبالطابق الأعلى تسكن زوجة المرحوم السيدة نعمة سيدة طيبة والشقة المقابلة تسكنها سيدة من الصعيد وابنتها لا أعلمهما جيداً فهن لا يختلطن بأهل الحارة كبقية سكان البناية ليقاطعه حسام....السيدة نعمة تلك هل لديها أبناء ؟
أومأ الرجل رأسه "بلى لديها أبناء متزوجون جميعاً وتسكن وحدها بالشقة كما أخبرتك
ليعيد حسام الاستفسار : من معتز ؟ هل هو أحد أبنائها ؟
أومأ الرجل رأسه : بلى هو ابنها محامى شهير .
فأخرج سيجارة أخرى ودثرها بين شفتيها يشعلها كقلبه تماماً "هل هو متزوج ؟"
نفى الرجل : طلق زوجته منذ سنوات ولم يتزوج ثانية يسكن بحى راق يزور والدته من الحين للأخر .
رأيته يصعد البناية منذ ساعة أو أكثر فيبدو أن السيدة نعمة مريضة هكذا أخبرتنى زوجتى وطلبت زيارتها كبقية نساء الحارة ............
.................................................. ......
كعادته يقف مطلقاً صافرته لها ...........
أعادها مراتٍ ومراتٍ وهى بعنادها :
لن أخرج لكَ حسن ارحل من هنا .
كانت بغرفتها تحدث ذاتها عندما استمعت لصوت والدها يخرج من غرفته ...........ما هذا الصفير ؟
تبعته زوجته : لا أدرى زوجى لعله صوت ضفادع فطالعها بوجهه العبوس دوماً : حمقاءٌ أنتِ أم ماذا
هل تسمعين صافرة أحد المعتوهين من الصبية أم صوت الضفادع ..عقول خاوية بٌليت بثلاثتكن بلهاوات وقابل بطريقه للخارج ابنته تخرج من غرفتها فأكمل وتلك البلهاء الرابعة .
فتح باب المنزل مصدراً صريراً عالياً مع سعال عواد
كفأرٍ هارب من القط اختفى حسن سريعاً خلف الدار خشية أن يراه عواد .........توقف عواد أمام داره يلعن ويسب وقد اعتقده صبية يلعبون ويطلقون صافراتهم لإغاظته ..... من داخل منزلها ابتسمت سجى ساخرة من مسبة أبيها وحدثت ذاتها : تستحق أيها الوسيم عد بأبيك لا وحدكوعادت لغرفتها ثانية وسط نظرات فوز زوجة أبيها الفاحصة تحدث فوز ذاتها :
مؤكد هو الوغد الذى تحادثى سراً أيتها الشمطاء
.................................................
بيأس ٍ غادر قبل أن يراه عواد وينكشف أمره ...عاد حسن يمتطى جواده الملجم بالقرب من الساقية القديمة .....توقف ينظر لبيتها من بعيد
"متى تطلين بلبلتى اشتقتك كثيراً .....متذكراً جملتها الأخيرة بأخر مكالمة كانت بينهما منذ ما يزيد عن الأسبوع
" أخبر والدك وتعالى لخطبتى رسمياً غير ذلك لا تحلم أن ترانى حتى ....وأغلقت الهاتف من يومها ولم يستطع الوصول إليها ........
امتطى جواده بغضب وأنطلق بغضب ..........
.................................................. .................
أكمل تبديل ملابسه ...حقيبته جاهزة .......نظر بساعة يده الفاخرة فرأها تخطت الخامسة ونصف بقليل فزفر...مؤكد لم تهتم بأمرى....
حسناً ميرتى حسناً وخرج متوجهاً لغرفتها ........كما توقع ما زالت تغط بنومها العميق .
أشعل الضوء ورفع عنها الغطاء قائلاً :.هيا سنتأخر انتفضت لرؤيته بعينٍ كسوله تتثائب طالعته:
ماذا ؟ هل جننت لتوقظنى بهذا الشكل ؟
لم يمهلها أن تعترض ودخل لغرفة تبديل الملابس يحزم حقيبتها بكل ما تقع عينه عليه من ملابسها ......وتناول كنزة وبنطال وخرج عليها ليراها عادت لتغفو ثانية ....فنفض الغطاء عنها قائلاً بحزم :حسناً أنا سأبدل ملابسك إن كنت كسولة لتلك الدرجة فنهرته:فارس ابتعد ماذا تظن نفسك فاعل أخبرتك لن أذهب معك لأى مكان فطالعها بجدية: وأنا أخبرتك أنى لا أطلب رأيك ذلك أمر ....أمامك عشر دقائق تبدلى ملابسك وتلحقى بى لللأسفل ولا تقلقى بشأن الحقيبة أن حزمتها بما يليق بزوجة فى شهر عسلها وغمز لها بعينيه لتستشيط غضباً .......
بعد ما يزيد عن النصف ساعة هبطت لأسفل فرأته يقف يضرب الأرض بقدميه بغضب .......لوت فمها ضيقاً واقتربت منه قائلة : أين سنذهب هل من حقى معرفة لأى جحيم سنذهب سوياً ........؟
دون كلمة حوط خصرها قائلاً بحزم:هيا
تحت قبضته على خصرها خرجت من المنزل وصعدا بالسيارة يقودها السائق إلى طريق مطار الأقصر .......
.................................................. .......
كعادته يهبط بصوته الجهورى ينادى الخادمة
أم الفضل ...أم الفضل .تهرول العجوز تلهث:نعم سيدى نعم ....ليطالعها رأفت بجدية:اصعدى وأيقظى ذلك البغل اليوم لدينا أعمال هامة بالشركة .........كانت زوجته تلحق به هابطة الدرج عندما أجابته : حسام ليس بغرفته ذهبت منذ قليل لأوقظه باكراً كما أمرت ليلاً فلم أجده وفراشه كما هو يبدو أنه لم يعد مساءً
زفر رأفت ضيقاً لاعناً ابنه البكر حسام مخرجاً هاتفه من جيب جلبابه الصعيدى ........
.................................................. ..............
ينام غافياً بسيارته على قارعة الحارة حيث تسكن بدره . فزع على صوت هاتفه يصدح
بعين ناعسة طالعه فرأى اسم والده ينير بالشاشةفتأفف قائلاً : الاجتماع كيف نسيت الاجتماع ؟
أدار محرك سيارته عائداً لمحافظته تاركاً هاتفه يصدح ................................................
فى شقة بدور
تضع والدتها الفطور تنادى ابنتها ...هيا بنيتى لتتناولى فطورك قبل موعد عملك ..........تخرج بدور من غرفتها بحلتها الرسمية تضع بعض الأوراق الهامة بحقيبتها ....تطالعها والدتها بحزن :
تُرى هل ذهب ذلك الحسام أم ما زال هنا وسيعود لمضايقتنا ؟
جلست بدور بغضب مكتوم على مقعد المائدة تتناول قطعة خبز ....أمى رجاءً لا تهتمى بذلك الحسام ...هو لن يستطع أن يؤذينا أو حتى يتجرأ علينا ...لم نعد عبيده أو عبيد غيره ....نحمد الله نحن اليوم بحالة جيدة نستأجر شقتنا وأنا أعمل ماذا ينقصنا بعد؟ ...أتركى أمر حسام ورجاءً طلى على الخالة نعمة فهى كحالنا وحيدة رغم أبنائها الأربعة ....
فطالعتها والدتها بحزن : يرضيكي ربى بنيتى كما تهتمى بأمور غيرك وتحاولى إسعاد الجميع فنهضت بدور مقبلة رأس والدتها : هذا ما أريده دعائك ليس إلا أم بدور ولا تنسى "صبحى أنجب فتاة بمئة رجل من تلك العينات الشبيه بالرجال ........
حسناً سأتأخر بهذا الشكل على الحافلة اليوم لدى السيد معتز مرافعة مهمة لمكتبه وأنا أريد حضورها من البداية لأثقل خبرتى أدعى لى أمى بعد أيام سأكون محامية بشكل قانونى .......وأستطع العودة لدراستى العليا ولن أخشى العودة لجامعتى فما كنا نخشاه حدث بالفعل وعثر حسام علينا ....يكفينا هرب ليس علينا ما نخشاه أو نتستر منه
فى قصر أل وهدان

تطوق روفيدا ووالدتها مائدة الفطور وحدهما عندما بادرت روفيدا تسأل والدتها :
أين فارس أمى ؟ ألن يتناول فطوره معنا ؟
لوت الأم فمها ضيقاً : لقد سافر باكراً ...فابتسمت روفيدا ..ولما أنتَ غاضبة بهذا الشكل أمى ؟ هل تشاجرتى مع ميرا ثانية ؟
فصاحت الأم:اللعنة على ميرا وعائلة ميرا جميعاً لم يعد بالوجود ما يشغلنى ويعكر صفوي غير تلك الميرا الجميع يسألني هل تشاجرتي مع ميرا اليوم وكأنها روتين اعتدته يومياً .
فتضاحكت روفيدا:حسناً اهدئي أمى .......أنا سأتأخر عن موعد مركز الدروس الخصوصية الذى أحضر به دروس الثانوية العامة ...
ادعى لى أمى أريد أن أتم شهادتى الثانوية هذا العام ...
لتبتسم لها والدتها :وفقكى الله بنيتى ....التعليم لا يعترف بالعمر ...أتعلمين لولا انشغالى بالشجار مع تلك الميرا لصاحبتك وأكملت تعليمى فقهقهتا الاثنتين .......
ذهبت روفيدا برفقة السائق لمركز الدروس الخصوصية بالمدينة التابع لصديق شقيقها فارس
.................................................. ................
توقفت الإشارة فقالت روفيدا : سأركض لأقضى غرضاً هام من تلك المكتبة إن تحركت الإشارة صف السيارة قريباً سأعود خلال دقائق ...أومأ السائق رأسه بالسمع والطاعة وترجلت روفيدا من السيارة تعبر الجانب الأخر من الطريق
.................................................. .................
الطريق من المحافظة التى تسكن بدر بها الأن وبين محافظته تتجاوز الساعتين بسرعته المتهورة وصل المدينة أخيراً ....أوقفته الإشارة
تأفف ينتظر لتقع عينيه على ما لم يتوقع رؤيته يوماً ..........
شخص بصره يتأكد مما يرى أيعقل أنها هى حقاً تعبر الجانب الأخر من الطريق ......نحفت كثيراً متوردة على عكس عادتها .......تضع نظارتها الشمسية تزيدها سحراً ......حتى وإن كانت تتخفى تحتها فكيف لزوج ألا يعرف زوجته حتى إن كانت مرت شهور منذ أخر مرةٍ رأها تلاها هروبها من منزله ............
عبرت الجانب الأخر من الطريق ...طالع ساعته وجدها تخطت العاشرة بكثير ....لن ألحق بالإجتماع على أى حال ....حسناً لنرى أين تذهب زوجتى العزيزة ؟
صف السيارة جانباً وعبر الطريق يلحق بها مهرولاً
تسارعت دقات قلبها من يلحق بى ؟ هل سيؤذينى ذلك الرجل .....؟
أسرعت بخطواتها حتى أصبحت تهرول فأسرع خطواته وأمسكها من ذراعها يديرها ناحيته ........
كادت تصرخ فلم يخرج صوتها فتلك الرائحة المميزة تلك الرائحة التى تأسر عقلها وقلبها رائحته هو تسارعت دقات قلبها كعداء .....رفعت رأسها ببطء ليترائى لها حسامها .................دون كلمة طالعته من تحت نظارتها تحبس دمعاتها بقوة .........ليبادر : أرى أنكِ تجرأتى كثيراً تجوبين شوارع المدينة وحدك ماذا هل فقدتِ صوابك روفيدا أم ماذا ؟
لم تجبه فأكمل :إلى أين تذهبين وحدك ابنة وهدان ؟
تراجعت قليلاً وحدثته بصوت حازم مصطنع عليها : وما شأنك؟
مط شفتيه بضيق: ماذا أيتها القطة أرى أنك تجابهيننى وتردين السؤال بسؤال ؟
دون خوف أكملت: ما شأنك أين أذهب ......ليس لكَ أن تتدخل بحياتى انتهينا منذ أشهر حسام انتهينا
ليقهقه غضباً: أنا من أترك وأنتِ من تعودين إلىّ كعادتك ذليلة منكسرة .......فقهقت غاضبة : تلك روفيدا البائسة لستَ أنا ......فعاد ليسخر منها : أرى أن تلك الروايات التى تداومين على قراءتها أصابت عقلك بالخلل فأصبحتى لا تفرقين بين الواقع والخيال الوردى ......
لم تعر كلماته انتباه واستدارت لتذهب فعاد ليجذبها لتقف : فوكزته بقوة فى صدره ليتركها :ابتعد عنى أيها الوغد وإلا ........
ليطالعها بغضب: وإلا ماذا زوجتى ...أخبرينى وإلا ماذا؟
هل ستركضي إلى شقيقك تشتكين له زوجك ......؟
لم تجبه وزمت شفتيها : حسام اتركنى أكمل طريقي لا وقت لدى لأضيعه معك
فعاد ليقهقه: لا وقت لديك ...
حسناً أيتها المهمة ...هيا إلى سيارتى لأعيدك لمنزل عائلتك وإياكي وتكرار الخروج بمفردك ثانية
لتهدر به : وما شأنك أنتَ ؟
رجاءً لا تضع وقتك معى ...اذهب وأكمل بحثك عنها لربما تجدها ......
فسارع قائلاً: وجدتها ........وجدتها لا تقلقى والأن تفرغتُ لكِ زوجتى العزيزة ......أين كنتِ ذاهبة؟
لم تحتمل أكثر مضايقته فهدرت : أتجول باحثة عن العشق تماماً مثل زوجى .
لم تكمل حتى كانت يد الوغد تصفعها هادراً غير أبه بالمارة التى توقفت تتابع شجارهما
أحمرت غضباً واختنق الدم بعروقها فهرولت من أمامه تعبر الطريق ..........تبعها سريعاً فرأها تصعد بسيارة عائلتها ...ركض ناحية السيارة ولكن بعد أن انطلق السائق بها ............تبعها بسيارته سريعاً حتى تأكد أنها عادت لمنزل عائلتها ................
.................................................. .................
حطت الطائرة مطار الغردقة
طوال الرحلة نائمة بل غارقة بأحلامها لم تعبئ لا بوضع حزام الأمان عند هبوط الطائرة فهى غارقة بسباتها حقاً ....يتابعها بشغف عاشق طوال الرحلة .............
تلمس وجنتها قائلاً:ميرا...ميرا هيا وصلنا ......
بتكاسلٍ فتحت عينيها سريعاً ما عبست برؤيته
هل وصلنا فطالعها بجدية هيا .....فك عنها حزام الأمان وهبطا من الطائرة .....
بمجرد خروجهما من المطار استقلا سيارة أجرة لم تكن تدرى شيئاً سوى أنها بمدينة الغردقة تلك المدينة السياحية الرائدة التى تمنت زيارتها كثيراً توقفت السيارة بهما بعد أقل من الساعة أمام مكتبٍ ما مكتوب على لافتته مكتب تأجير سيارات أخرج السائق لهما الحقائب وتركها أمام ذلك المكتب .ترجلت من السيارة لتستنشق رائحة اليود المميزة.
تلك النسمات الباردة الأتية من البحر الأحمر "انتظرينى هنا لدقائق"
قالها فارس ودخل ذلك المكتب ....
الشوارع هادئة نسبياً ...رغم البرودة طالعت حولها لترى السياح وكأنهم بفصل الربيع تماماً فسخرت منهم قائلة " أنا ارتدى نصف خزانتى وأولئك يرتدون قطعتين على الأكثر .......فوق وتحت
ليخرج عليها بعد قليل ....هل تأخرت عليكِ
طالعته بضيق: هل تعتقد أننا بفصل الربيع لتأتى بى لمدينة ساحلية بوسط الشتاء القارس
ابتسم : أحب تلك المدينة شتاءً إن أتيتها صيفاً لن تلتفتى إلا وترينى أتبع جمال تلك وسحر تلك
فابتسمت ساخرة ولم تعلق .....لتتوقف سيارة أمامهما مباشرة يترجل السائق منها ويعطى المفتاح لفارس
وضع فارس الحقائب بحقيبة السيارة وعاد إليها هيا لتبدأ رحلتنا زوجتى العزيزة ...فعبست قائلة لا تكرر تلك الكلمة كثيراً
فطالعها بجدية:أى كلمة ......؟
لوت فمها "كلمة زوجتى"
ولم تكمل ودخلت السيارة .........لم يعلق على جملتها الأخيرة وصعد خلف مقعد القيادة
وانطلق بها......
.................................................. .........

Sarah*Swan 10-01-18 08:53 AM





الفصل الثانى
"القلوب الوفية لا تنسى ساكنيها "
الجبال الحمراء تعانق السماء فى لوحة فنية تنعكس مع ذلك البحر الهادئ الأمواج
توقف بها أمام منزل صيفى بعيد عن المعمار كثيراً يطل مباشرة على ساحل البحر الأحمر
ترجلت من السيارة تستمتع بالنسمات الباردة المتناقضة مع الشمس الدافئة المختلطة برائحة يود البحر ..............أغمضت عينيها تستمتع بالجو لتنتفض على ذراعيها تحوطها .
تحررت منه والتفتت له بعبوس...........
لما أتيت بى هنا ؟
طالعها : أحب تلك الأجواء شتاءً وأردت أن نتشارك ذكرياتنا الشتوية معاً ........
أرى أنه لا وجود لحراس هنا ألا تخشى أن أتركك وأهرب ؟
فقهقه: إن أردتِ الهرب لن أمنعك ولكن وجب عليّ تحذيرك ......أنظرى خلفك فنظرت فترائت لها الجبال الشاهقة فأردف...تلك جبال البحر الأحمر خلفه بالطبع الصحراء الشرقية يملأوها السباع والضباع والكلاب البرية ...وأمامك هاهنا البحر الأحمر تهدأ أمواجه حتى تلك الجزيرة القريبة أتريها هناك ....فطالعته :نعم أراها ..... فأكمل تلك الجزيرة مملوكة لقوات البحرية إن فكرتى بالذهاب خلفك أكلتك الضباع وإن فكرتِ أمامك أصابتك قوات البحرية ..فهدرت به وأى مجنون يسكن ذلك المكان ......ذلك المجنون هو أنا زوجتى .....ذلك المكان كلفنى كثيراً لأستخرج تصريحه ......فقالت حسناً سأهرب من حيث قدمنا بالسيارة.......
فقهقه وتركها وتناول الحقائب وفتح باب المنزل ودخل .......
أفزعتها الفكرة حقاً الجبل خلفها يبعد بضع كيلومترات ليس إلا وأمامها البحر ........تراجعت عن أفكارها السوداء مؤقتاً وتبعته لداخل المنزل ...............
منزل صيفى هادئ......ألوان هادئة تميل للزرقة كأمواج البحر الهادئة ...برادى بيضاء ....ألوان صيفية توحى بالراحة ...مدفأة مملوءة بقطع الخشب تنتظر إشعالها ....تعجبت فالمنزل نظيف ومرتب فطالعته وقد عاد بالأكياس البلاستيكية المملوئة بالطعام واحتياجات المطبخ كان قد اشتراها فى طريقه للمنزل من المدينة : أرى المنزل نظيف ومرتب هل أرسلت أحد لتجهيزه ؟
فأجابها وهو يصف الطعام بالبراد:بالتأكيد لم أشأ أن أعكر صفو زوجتى المدللة بتنظيف المنزل رغم أنها تستحق عقاب ولكنى أجلت عقابك لشئ أخر......
فقطبت جبينها ...من تطلعاته التى فهمت مغزاها .....ولم تجبه صاعدة الدرج تستكشف المنزل بنفسها لترى المكان حيث تقضى عقوبتها فبنظرها مجرد التواجد معه بمكانٍ واحد عقاب لها ........
.................................................. ........
دخلت قصر عائلتها بغضب عارم فرأتها والدتها فتعجبت متسائلة:روفيدا عدتِ مبكراً ماذا حدث ؟
لتحرر روفيدا دمعاتها أخيراً :الوغد الوغد اعترض طريقى
فنهضت والدتها من مكانها بذعر: وغد ؟أى وغد ؟
لتجيبها روفيدا بشهقات : حسام ....اعترض طريقة وصفعنى ...........
اقتربت والدتها منها بضيق وغضب:الوغد تجرأ ثانية وأمسكت بهاتفها: سأهاتف فارس لأخبره .
فاعترضت روفيدا :رجاءً أمى لا تفعليها فارس ذهب وزوجته ليستجما لا تقلقيهما الأن
عندما يعود سالماً أنا سأخبره بنفسى ليرى المحامين وتلك القضية لما متوقفة ولم تقام لها جلسة لليوم
فطالعتها والدتها : حسناً وحتى عودة شقيقك لا تخرجى من المنزل من المؤكد الوغد سيضايقك ثانية ...
لا أدرى أولئك المحامين لا جدوى منهم مطلقاً منذ شهور وقضية طلاقك منه لم تتحرك ولم يحدد حتى موعد للجلسة
حسناً فلننتظر عودة فارس وتلك اللعينة ابنة المنيرى .
صعدت لغرفتها ..........ارتمت كبائسة تلعنه وتلعن عشقه مكبل روحها تشهق ببكاها مرددة
" ساعدنى يا الله .ساعدنى لأنسى ذلك الوغد وأطرده من قلبى ساعدنى يا الله "
.................................................. .................
عاد حسام لمنزله يعتليه الغضب والفرح معاً فرحته بإيجاد ضالته بعد شهور وبغضب من تلك الجدباء بنظره "زوجته" تتجرأ وتجابهه بالحديث حتى إن كان يأباها ولكن غروره وتكبره أبيا أن تهينهما تلك الطفلة بنظره وتعصى أوامره بمجرد أن رأته جرت إليه والدته : حسام سريعاً ادخل المكتب لوالدك منذ الصباح يسب ويلعن على غيابك
تأفف حسام ضيقاً فهو متيقن مما سيناله من توبيخ من والده
..................................
طرق باب غرفة مكتب والده ودخل
ليترائى له بركان ثائر قابع بغرفة مكتبه يسب ويلعن ...دخل غرفة مكتب والده .....لينال ما يستحق من مسبات ........هل جننت لتتأخر عن اجتماع هام مع مندوبى الغرفة التجارية هل أخدت النداهه عقلك لتهيم كالمجاذيب تبحث عن العاهرة ابنة الخادم......لعنة الله عليكَ أيها الحقير أضعت مجهود شهور أيها الأخرق...
فابتلع حسام الإهانة قائلاً:اهدأ أبى رجاءً سأحل المسألة وسيعودوا ثانية لا تقلق أنا س.....فقاطعه رأفت هادراً ...
وهو على وشك الإصابة بنوبة قلبية من أفعال ابنه ......
أين كنتَ أيها الأخرق ...وإياك وإخبارى أنك كنت تبحث عنها ؟
ليجيبه بلهفة: بل وجدتها ...أبى وجدت بدور أخيراً
طالعه رأفت بسخرية ممزوجة بالغضب :أمل أن إيجادها أخيراً يعيد لكَ توازنك وتعود لتلتفت لعملنا .....
ليكمل بعد أن جلس على مقعده بأنفاسه المتلاحقة :أين وجدتها ؟
فأجابه حسام ...بمحافظة قريبة منا تستأجر ووالدتها شقة بإحدى البنايات ولولا تذكرى لإجتماعنا الهام لكنت أحل مسألتى معها الأن ....وأعيدهما للقرية
طالعه رأفت بجدية:اسمعنى أيها البغل اذهب وأتى بها تزوجها وانهى هذا التيه المسيطر عليكَ .
اذهب الأن للعمل وحل مسألة الغرفة التجارية حل كل مشكلات العمل قبل ذهابك لأى مكان
أتسمعنى ؟ إن لم تحل مشكلات العمل فلن تتزوجها وإن أنطبقت السماء فوق الأرض
بابتسامة أعتلت محياة:أمرك أبى سأحل كل المشكلات بالعمل وسأذهب غداً لأتى بها سواء برضاها أو إجبارها .
.................................................. ................
على مائدة الغداء بقصر أل المنيرى
تطوق العائلة المائدة بصمتٍ مطبق على الجميع ليقطع حسن الصمت موجهاً حديثه لوالده:أبى ؟
رفع رأفت عينيه لابنه فأردف حسن:أريدك بموضوعٍ هام ...فأجابه رأفت : من الأمس تقول أريدك بموضوعٍ هام ولم تنطق بشئ ..
فابتلع حسن ريقه قائلاً : ننهى غدائنا ونتحدث
فطالعه رأفت : ليس لدى وقت لتفاهاتك حسن إن كان الموضوع غير هام وأضعت وقتى معك سأصب جام غضبى عليك .
يكفينى ذلك الوغد ومشكلات العمل بسبب ركضه خلف ابن الخادم .
والتفت لزوجته أمراً :وأنتِ نفذى ما طلبته منكِ مساءً اذهبى وادعيها لتقضى عدة أيام بزيارتنا
حقاً هى حمقاء اتبعت الوغد ابن وهدان ولكنها ابنتنا عِرضنا ودمنا إن قاطعناها أكثر من ذلك تمكن الوغد منها أكثر وأهان كرامتها متعللاً بعدم وجود من يحميها من براثنه .
مهما فعلت فهى ابنة أخى الغالى وكرامة لوالدها رحمه الله سأتغاضى عن حماقتها ...أخبريها أنى أدعوها لقضاء عدة أيام بزيارتنا وسنرى إن تجرأ الوغد ابن وهدان واعترض ......
طالعته زوجته دون كلمة فقط أومأت رأسها بالإيجاب
فكيف لها أن تعصى له أمراً رغم سنوات زواجهما التى تخطت الخامسة والثلاثون إلا أن رهابها منه كاليوم الأول من زواجهما .
..........................................


جلس حسن بمقابلة مكتب أبيه يفرك راحتى يده
فضاق رأفت ذرعاً قائلاً : ألتلك الدرجة موضوعك صعب بنى لتخبرنى به؟ ماذا هناك حسن تحدث بنى لا تخشى شئ كم كنت أتمنى أن تكون بجرأة الوغد أخيك برغم أفعاله التى ستودى بحياتى يوماً ولكنه لا يهاب شئ ما يريده يفعله
رفع حسن بصره يطالع والده مجمعاً شجاعته : أبى أريد أن أتزوج .
فقهقه رأفت : أتجلس مثل التلميذ الراسب بامتحانه تجمع أفكارك وكل الموضوع أنك تريد الزواج
فطالع والده بعتب يملأه الذعر:..........
فتحدث رأفت : حسناً بنى ذلك يوم الهنا لنا أن تقرر أخيراً أن تفك حصار قلبك وتتزوج
هيا أخبرنى من تلك المحظوظة التى أسرت قلبك لتجلس منذ دقائق تجمع الكلمات برأسك لتحدثنى عنها ؟
بشجاعة نطقها :ابنة عواد ........
بجدية طالعه رأفت:أى عواد.....
فاضطرب حسن وأعادها : عواد ....عواد كبير الفلاحين لديك
لينتفض رأفت : ماذا .....وقطب جبينه وتحول للعبوس : هل تعنى عواد كبير فلاحى أراضينا ؟
فأومأ حسن رأسه بالإيجاب
فهدر رأفت: هل جننتما البغل يبحث كالمجاذيب عن ابنة خادمى وها هو وجدها وسيأتى بها عروساً لقصرى وأنتَ تريد الزواج من ابنة كبير فلاحى أرضى هل حقاً نادتكما النداهة ..أخذت عقلكما وطارت بهما أم ماذا ؟
انتفض حسن من مكانه : أبى وما العيب فى الفقر سجى فتاة جميلة ومؤدبة لا يعيبها شئ
فقهقه رأفت بغضب : وتعلم اسمها أيضاً ....منذ متى حسن بك وتلك الفكرة أو بالأحرى تلك الفتاة ببالك ؟
فطأطأ حسن رأسه: أبى أريدها زوجة أعشقها
فهدر رأفت به: اغرب عن وجهى الأن حسن لست بمزاج يسمح لى بمجادلتك .
إن كنت تريد الزواج اذهب لوالدتك تدلك على أى فتاة من مستوانا ومن عائلة كعائلتنا وأنا أزوجك إياها ...أما ذلك الهراء فانساه .
طالع والده بغضب جديد عليه :أبى أريدها إن لم تكن هى فلا غيرها ........أبى رجاءً أنا أعشقها
فهدر به رأفت :قلت اغرب عن وجهى الأن لم يتبقى لدى سوى أحلامك الوردية وبلاهتك .......وإياكَ وإعادة الهدر بتلك الفتاة أما عواد فحسابه عسير معى
فهدر حسن: وما دخل عواد هو بالأساس لا يعلم شئ
فطالعه رأفت بسخرية ممزوجة بالغضب : من خلف ظهر الأبله إذن هى عاهرة ولا تستحقك ...
زم شفتيه بضيق وغضب وكاد يلعن والده على نعت مليكة قلبه بالعاهرة
......................................

المصيبة ليست في ظلم الأشرار بل في صمت الاخيار.

غادر حسن الغرفة مسرعاً فرأى والدته تقف تبكى بحرقة خارج غرفة مكتب والده .
تكاد تلتصق بالحائط ....
طالعها قائلاً : هل يرضيكِ الظلم أمى ؟
فأجابته بعينها الباكية : كلا بني.. لا يرضينى
ليتنى أستطيع أن أقف بوجهه وأدافع عن حقك بمن تريد بنى بالأساس لو أمتلك الجرأة لوقفت بجانب حسام منذ سنوات أدافع معه عمن يريدها ولكنى أجبن من أن أواجهه بنى ....نفس الموقف حدث منذ سنوات وتبدل حسام الشغوف بالحياة حسام البشوش لذلك الصنم القاسى المتجبر كما نراه اليوم وها هو الموقف يتكرر معك بنى ......
يضيع أبنائى أمامى وأنا أقف مكتوفة اليدين أمام جبروته .......وشهقت واضعة يدها فوق فمها وهرولت من أمامه .
..................................................
كان شعور الظلم والمهانة يعتلى صدره ويكاد يودى به فاتجه لاسطبل الخيل
امتطى جواده وانطلق بعيداً بغضب وحزن يعتليه بل يفتك به .
يعصف عقله بالأفكار السيئة
والده وتفضيله لشقيقه حسام منذ صغرهما الجميع يناديه بالأبله ....مردداً بذاته :هل إنسانيتى جعلت منى رجل أبله يعاملنى كطفلٍ صغير؟
صغيراً تجرعت مرارة الحرمان والقسوة، وكأنما تكوّنت روحي وشُكّلت لتنسجم مع بيئتهم وقسوتهم لم أتحسس ملمس الطفولة التي عاشها أقراني، قالوا في صغرى .شب رجلاً .لا تلعب بالدمى .شب رجلاً امتطى حصانك ............
الظروف جعلتني أحرق المراحل التي تفصل بين الطفل والرجل، وأرمي طفولتي جانباً وأتقمص صورة الرجل في سن مبكرة، لتطبع السنين بصمتها على ملامح وجهي.
قاومت أن أكون ظالماً لسنوات عمرى واخترت الوفاء على الخيانة
اخترت العدل على الظلم ...........اخترت الابتسامة على العبوس
تحملت نعتهم لى بالبلاهة لمجرد تسامحى وقلبى النقى لمجرد أنى أترفع عن الخصومات والضغائن .
.................................................. ............
بمكتبه يغلى كبركان ثائر فأخر ما توقعه طلب ابنه الثانى أن يتزوج من ابنه الفلاح أيضاً
أتتها الشجاعة لأول مرة بسنواتها الخمس والثلاثون طرقت الباب ولم تنتظر إذنه ودخلت .........طالعها بضيق :ماذا تريدين لست بمزاج لثرثرتك الأن هيا اغربى عن وجهى ..............توقفت تطالعه بعينيها المتورمة من إثر نحيبها ..........
فهدر بها :لما تقفين هنا كالتمثال الخشبى أمرتك أغربى عن وجهى
فخرج صوتها هزيلاً متقطعاً : لمتى ؟
فطالعها بضيق ممزوج بالغضب
فأكملت:لمتى سنخسر أبنائنا واحد تلو الأخر ألم يكفيك خسارة حسام لتخسر حسن ؟
فطالعها باستفهام ناهضاً عن مقعده : بما تهزين أى خسارة ؟
فأردفت بحدة: خسارتنا لحسام الطيب حسام البشوش الفارس المغوار أتتذكره رأفت ؟ حسام قبل أن تذبح فؤاده وتدخله فى صراعاتك أتتذكر حسام عشق القرية بأكملها أتتذكر حب الناس له ؟
أتراه الأن ؟
فزم شفتيه فلم تبالى وأردفت: خسرنا تلك الطيبة وتحول لذئب صامت لا يحدثنا سوى بالطلب عابس متجهم أفتقد ابنى البشوش ثم علا صوتها تدريجياً والأن تعيد الكرة وتفقدنا حسن أتتوقع بعد رفضك لطلبه سيخضع لكَ ....إذن أنتَ لا تعلم ابنك حق المعرفة حسن سيتمسك بها وإن اضطر لخطفها وذهب بها بعيداً ولن نراه ثانية
حقاً حسن طيب القلب ولكنى رأيت هزيمه فى عينيه اليوم وخيبة رجاء
رأيت الانكسار بينما ترمم ما أتلفت بأخيه قيل سنوات تكسر به هو
ماذا أيرضيك أن يكون حسن متجبراً ؟....صدقنى إن تجبر فستكون أول المظلومين .......إن تبدل قلبه لحجر أصم كأخيه سيدهسك مع أول المدهوسين سينتفض لظلم تعرض له لسنوات عمره ..............
أين العدل زوجى إن وافقت بتزويج حسام لبدور فلتوافق لحسن الاثنين أبنائك لا تفرق بينهما وإلا كنت أنتَ الضحية بينهما ستفقد احترامهما لكَ وسيتفرق الأخوة بسببك
طالعها دون كلمة فلأول مرة تتحدث تلك الحمقاء بنظره بشكل صحيح .........فتركها وخرج من المنزل .
توقف رأفت ينادى حارسه فأتاه مهرولاً ..........ما إن رأه حتى أمره بالبحث عن حسن والعودة به حتى إن أجبره على ذلك .
سيطرت كلمات الجدباء على عقله على غير المتوقع وحسم أمره سيزوج الاثنين وانتهى الأمر
.................................................. .................
تأتى رائحتك قبلك حيث أكون .
حتى لا داعى لأستدير وأرى أنها أنتِ بالفعل
رائحتك العبقة تسبقك ميرتى ...........
ابتسمت دون كلمة وهو يوليها ظهره يقف فى الشرفة يطالع البحر بأمواجه يلفحه الهواء البارد حوطت ذاتها بذراعيها واقتربت منه فالتفت لها شعرها يهيج ويضطرب مع الهواء محدثاً عاصفة هوجاء تضرب قلبه .....طالعها دون كلمة فقط يستمتع بهدوئها ..أشاحت بصرها بعيداً تنظر للبحر وللأمواج ..........
فبادر :هل تعلمين لما يسمى البحر الأحمر بهذا الاسم ؟
فهزت رأسها بالنفى فأجابها :
سُمّي البحر الأحمر بهذا الاسم لاحتوائه على أعشاب وطحالب بحرية ملوّنة تطفو على سطح مياهه؛ فتعكس لونًا أحمر لمياه البحر، لاسيما عند غروب الشمس.
في حين يقول آخرون أن سبب تسميته بالبحر الأحمر يعود لوجود سلاسل جبلية حمراء داكنة تطل على سواحله ؛ فتعطي ظلالها المنعكسة على سطح المياه اللون الأحمر.
لكنى أرى سبب أخر .
فطالعته بتعجب فأكمل:بلى ميرتى أن أراها قصة عشقٍ كبيرة بين سلسلة الجبال تلك التى خلفنا وذلك البحر مقترنيين سوياً منذ بداية الخليقة تظلل هى عليه وهو يهبها نسيم عليل ينعكسا على بعضهما فلا تدرى أتلك السلاسل تعكس لونها عليه أم يعكس هو لون شعبه عليها .....لوحة فنية تحتارين فى وصفها سوى أنها بديعة ومتكاملة بوجودهما سوياً ........أعشق تلك المدينة شتاءً أكثر من الصيف شتاءً تكن هادئة فتتأملين الطبيعة الخلابة بتمعن
دون أن تطالعه :سبحان الله بديع السموات والأرض
اقترب منها مولياً وجهها ناحيته :
لما ميرتى حزينة ؟ماذا تغير بكِ لستِ ميرا من أحببت وتزوجت لستِ ميرا القاهرية الشغوفة ميرا الشجاعة التى اختارت العشق على العادات
أين تلك الميرا ؟ أين اختفت مكبلة قلبى ؟
طالعته بعبوس وجدية :أنتَ من أضعتها فارس؟
فأردف :أنا ؟كيف أضعتها ومتى ؟
فأردفت بنفس الجدية:أضعتنى يوم أدخلتنى بلعبتك وعائلتى ...
فنفى بجدية: أنا؟ أقسم أنا لم أدخلكِ مطلقاً أنا عشقتك ميرا وأعلم لولا هروبنا وزواجنا ليلتها لما وافقوا على زواجى منكِ وكنتِ الأن بقيود ذلك المتجبر زوج روفيدا الوغد .
لتهدر به : لا تكذب فارس لا تكذب أنتَ لم تعشقنى أنتَ أوهمتنى بالعشق لتفوز بى وتتشفى بعائلتى
فطالعها بضيق ممسكاً بكتفيها : أكذب أنا أكذب الأن أليس كذلك ؟ حسناً أخبرينى زوجتى إن كنت أكذب لما لم أعاملكِ كما عامل الوغد ابن عمك شقيقتى وأتشفى من أعمال عائلتك بكِ ؟...لما لا أعذبك كما عذبها ؟ .....لما أصبر على عنادك الطفولى وأترككِ على راحتك ؟
أخبرينى لما أصبر عليكِ لليوم وأصبر على كلماتك اللاذعة أخبرينى أى رجلٌ يتحمل ما تحملت لشهور منكِ
لماذا لماذا طريقنا طويل مليء بالأشواك لماذا بين يدي ويديك سرب من الأسلاك لماذا حين أكون أنا هنا تكون أنتِ هناك؟
لما لا تطردى تلك الأوهام وتنفضيها عن رأسك وتركضين إلىّ نكمل ما بدأناه قبل أشهر وأوقفتيه بأوهام تعشعش برأسك ؟
حوط كفيه وجهها وأردف : معشوقتي الجميلة .. قمري في كل الليالي .... عشق عقلي وقلبي وسر انشغالي .. معشوقة قلبي أمس واليوم وغداً وفي كل أحوالي ..
اقتربي مني وامتلكي عشقي
اجعلي من كل اللحظات أجمل وأرق المعاني
اهديني قلباً أهديكي عشقاً .
ادفني الماضي حبيبتي وأحيي معي العمر مِن جديد
امنحيني فرصتي مرة ولا تقتلي أملي الوحيد فإن كنتِ أنتِ الشتاء فأقسم لكي بأن أذوب عنكِي الجليد فمهما كنتِ لا ترحلي وأنا لن أرحل عنكِي
وإن كنتِي معذبتي فأنا أعشق عذابات الجليد فاذبحيني إن شئتي.................

لم تدعه يكمل فكانت تقتات شوق أشهر من بين شفتيه لثانية لم يستوعب ما تقوم به سوى بابتسامة سرت بين أوداجه المتلهفة فأغار على شفتيها ينهال من شهدها ويروى ظمأه .
تلاطم أمواج البحر ....وكأنها تعلن عن استحيائها من عشقهما فاعترضت وغادرت سكونها وتضاربت الأمواج ببعضها .....الشمس استحت وبدأت فى الغروب ..........الهواء البارد يبرد لهيب عشقهما
بين ذراعيه حملها ودخلا لمنزلهما ......ليسطرا سوياً ليلة من ليالى الأساطير
.................................................. .................
بحث الحراس حتى وجدوه أخيراً يجلس فوق تلة على أطراف القرية
اقترب الحارس منه قائلاً :سيدى والدك يريدك فى الحال
دون أن يطالعه أجابه: أخبره أنك لم تجدنى
فاقترب الحارس:أعتذر سيدى ولكنه توعدنى إن لم أعد بكِ
فقهقه حسن يكتم ضيقه: ألتلك الدرجة يحتاجنى أبى ليهددك إن لم تعد بى ورفع عينيه باتجاه الحارس الضخم وحسن يجلس أرضاً .....هل يعتقد رأفت بك أنى طفل ليرسل حراسه يبحثوا عنى ؟
لم يجد الحارس إجابة فقال:سيدى رجاءً لا تضعنى بموقف محرج رجاءً عد معى لوالدك ولا تضطرنى أن أجبرك على المجئ معى ........
قطب حسن وجهه ونهض عن الأرضية الترابية .
هل أفهم أنى مجبر الأن بالعودة معك أيها.............؟
ابتلع الحارس إهانة حسن الغير معتادة من ذلك البشوش وطأطأ رأسه .
امتطى جواده وانطلق والحارس خلفه بجواده ....
.................................................. ..........
دخل حسن القصر فوجد والده يجلس على المقعد القريب من النافذة يجلس شارداً يحتسى قهوته .
اقترب حسن وتوقف دون كلمة فطالعه رأفت
"هل تعشقها حقاً أم فتاة أشتهيتها وستركلها بعد فترة كأغلب تصرفاتك الصبيانية ؟"
فتبدل عبوس حسن لدهشة اعتلته :ماذا ؟
فطالعه رأفت بضيق:أسألك هل تعشق ابنة عواد الفظ حقاً؟
كطفلٍ قد اقتربت أمنياته من التحقق :أومأ رأسه بالإيجاب .
فابتسم رأفت:لكَ ما تريد أيها الأجدب حدد موعد مع ذلك الفظ لنذهب لطلب يد ابنته رسمياً .......
وضع يده على فمه من وقع الخبر عليه فابتسم رأفت فهرول حسن يقبل يد والده
.................................................. .......
تستلقى على فراشها بجواره يطالعها بشغف.
يمشط خصلات شعرها بأصابعه ..........دون أن تطالعه سألته:
هل تعشقنى حقاً فارس؟
فغمز بعينه : ألم تتأكدى بعد حسناً لنعيد العرض ثانية فقهقهت : جدياً أتحدث لا أمزح .........
فأبعد يده عنها قائلاً : أتعلمين لم تسبقك أنثى لقلبى .
أنتِ فقط ميرتى أدخلتك وأوصدته وألقيت مفتاح قلبى بعيداً .....
وأنتِ هل تعشقينى كعشقى لكِ ؟
فخجلت وأشاحت بعينيها عن عينيه الحادة المتربصة بها
فأكمل هو
قولي أحبّك كي تزيد وسامتي فبغير حبّك لا أكون جميلا قولي أحبّك كي تصير أصابعي ذهباً وتصبح جبهتي قنديلا الآن قوليها ولا تتردّدي بعض الهوى لا يقبل التّأجيلا
فقهقهت :نزار قبانى ثانية
ليلتها أسرتنى بكلمات نزار قبانى الساحرة
والليلة تعيدها فارسى
فرفع عينيه الصافية إليها :سأرددها طالما تجعلك تبتسمين ........وأنهى جملته عند شفتيها ليعلن عن صراع قلبيهما ثانية فى ليلة اختفى فيها البدر خجلاً .
.................................................. .................
فى صباح اليوم التالى
ببشاشتها ألقت تحية الصباح على والدتها
فابتسم الأم :صباحك خير وهناء روفيدتى.
جلست روفيدا على مائدة الإفطار واضعة حقيبتها جانباً
فطالعتها والدتها : ستذهبين لدرسكِ؟
فأومأت روفيدا رأسها بالإيجاب
فأردفت الأم بضيق: ألم أخبرك انتظرى حتى عودة شقيقك ؟ماذا إن اعترض زوجك طريقك ثانية ؟
بضيق طالعت والدتها : لن أضيع وقتى ودراستى بسببه أنا لا أخشاه ثم إننى سأذهب بالسيارة برفقة السائق حتى مركز الدروس وأعود بالسيارة لا تقلقى بشأنى أمى ......
لن يلزمنى ذلك الوغد منزلى ويرعبنى كما يفعل دوماً أنا لم أعد تلك الخرقاء التى تتذلل له ليرضى عنها
إن تجرأ بمضايقتى ثانية سأصفعه وأسبه ولن أخشى شيئاً
فطالعتها والدتها ولسان حالها يردد لذاتها : أنتِ تصفعيه أقسم لو جائك لتعودى معه لأرتميتى بأحضانه وتخليتى عن كل شئ
عشقه يكبلك بنيتى يكبلك ..................
.................................................. .....
بعدها بساعتين ..............
كانت سرحة تعصف الذكريات بعقلها فهدرت تحدث حالها
مابالك ياذكريات تلتزمين بابي وتنوحين
اصمتي... فنياحك يرعب قلبي ........وابتعدي
ولاتطرقي بابي ..فانت الحزن بعينه
..وان كنت تحملين بعضاً من الفرح
لكنك ماضي ...صعب أن أعيشه وصعب أن يعود
لا تطرقي بابي
قلبى أوصدته ...وأضعت المفتاح كي يفتحه أحد ...
وان حاول احدهم فتحه أخذته بالحيلة وأبعدته
لينتبه معلم المركز مصطفى صديق شقيقها فارس
فيقترب منها متسائلاً:ما بكِ روفيدا أكنتِ تحدثين ذاتك؟
لتنتفض برؤيته محدثة ذاتها :هل حقاً وصلت لمرحلة الجنون أحدث حالى ؟
فرفعت عينيها له معتذرة: اعتذر استاذى لقد شردت قليلاً فابتسم وطالعها :ألم أخبرك نادنى باسمى فقط لاداعى للألقاب أعمارنا متقاربة كثيراً أتريدين صنع رجلاً كهلاً منى بمنادتى بسيدى أو استاذى تلك ؟؟؟؟
فابتسمت وعادت لتطالع كتابها .....
حدث ذاته وهو يطالعها :
بعينيك أيتها الجميلة لغز وغموض يجذبنى يوماً بعد يوم
وميض من شغف يُربكنى كلما طالعت تلك العينين الشبيهة بالعسل الصافى ............روفيدا ليتكِ تتخلصى من قيود زوجك الحالى لنرفرف سوياً تاركين الماضى للماضى .
............................................
وقف بحذائه اللامع وجلبابه المهندم وجهه ينير بشاشة وضياءً وسط الحقل .........التفت عواد فرأه
لوى فمه بضيق قائلاً :سيد حسن .....؟
ابتسم حسن كعادته : مرحباً عمى عواد
تعجب عواد من كلمته : عمك ؟
فأكمل حسن:أبى يرسل لك السلام ويخبرك أننا قادمون لزيارتك مساءً فكن ببيتك ولا تتهرب منا .
مطى عواد شفتيه الغليظة :ماذا ؟ زيارتى ؟
فأكمل حسن : جهز عشاءً فاخراً عمى عواد وزين المنزل والأن سأرحل لدى موعد هام مع مزين شعرى
ذهب حسن من أمام عواد تاركاً إياه فى دهشته وعدم تصديقه لما قاله حسن قبل قليل
ابتعد حسن نسبياً فقال عواد:أيها الأبله
فتوقف حسن مكانه قائلاً :أتنعت عريس ابنتك بالأبله عمى عواد ؟
ابتلع عواد ريقه من كلمات حسن وكاد يقذفه بحصاه أو فأسه لولا ابتسامة حسن وإكماله لطريقه .
.................................................. .........
صف سيارته وترجل منها ودخل البناية
توقف أمام شقتها وطرق الباب
مطت أم بدور شفتيها بضيق عند فتح الباب ورؤية حسام ثانية
ابتسم قائلاً"صباح الخير أم بدور" .
طالعته بضيق :صباح الخير حسام بك رجاء لا تزعجنا أنا وابنتى و.....فقاطعها :لم أتى لإزعاجكما أتيت للتحدث معكِ أنتِ خالتى فهل تسمحين ؟
طالعته بتعجب : أيناديها الأن خالتى ؟
ذلك المتعجرف يناديها خالتى ؟
أشارت له بالدخول فتبعها .
تركت باب المنزل موارباً وأشارت له بالجلوس .
جلس فوق الأريكة البسيطة وجلست هى على مقعد قريب ....تنحنح قائلاً :
كيف حالكما خالتى أم بدور ؟
بنفس التعجب طالعته دون رد
فأردف: أنا لم أتى لأذيتكما أنا أتيت لخطبة بدور بشكل رسمى
فلوت أم بدور فمها دون رد فأكمل
خالتى الأن حُل الأمر أبى بنفسه سيطلبها منكِ لى وسنقيم عُرس تتكلم القرية عنه لسنواتٍ قادمة فتلك بدرى تستحق عُرس يليق بها
أنا جئتك اليوم لأتحدث معكِ رأيتها تخرج قبل قليل لعملها أردت أن أتحدث فى غيابها كى لا تقاطع حديثى كعادتها وتغضب
جئتك اليوم بعرضٍ سخى للغاية ولكن أخبرينى أولاً أم بدور :ألستِ حزينة على تركك القرية وتركك لصديقات ومنبتك ألستِ حزينة أنك لا تستطيعينى زيارة قبر زوجك ؟أيرضيكِ تلك الغربة لكى ولإبنتك ؟ أيرضيكى أن تكن ابنتك فريسة سهلة بعد أن يأخذ الله أمانته ؟
أخبرينى من لكما لتحتميا به ؟
من يجيركم إن أردتما شئ ؟
أو تخطى أحد خطوطه معكما ؟
ليس لكما سواى بعد رب العالمين
تعلمين أنى سأكرمها ولن أهدر كرامتها فمن انتظر عشقه لسنوات لن يضيعه هكذا وتعلمين أيضاً أنى لن أتركها ...لتعلمى منذ الأمس أضع حراستى عليكما رجالى تحرسكما لقد ارتبت أن تهربا ثانية والأن يراقبها رجالى أينما تحركت
أنا لا أقٌصد أن أخيفكما منى ولكنى لن أفقدها ثانية وإن اضطررت لاختطافها سأفعل
بذعر طالعته :ماذا تختطفها ؟
فأجابها:بلى سأختطفها إن لم توافق بى زوجاً
ولهذا السبب جئت لأحدثك أنتِ فى البداية هى ترفضنى تماماً رغم ما تضمره بقلبها لكنى لن أيأس أو استسلم اقنعيها أنى أعشقها وسأحافظ عليها داخل عينيي وأنتِ أيضاً خالتى ستكونين كوالدتى تماماً سأشترى لكِ منزل قريب منا لتعيشى أخيراً داخل منزلٍ تملكيه وتعيشى كباقى نساء القرية مرفوعة الهامة دائماً بل ستصبحين من الثريات وسأعين لكِ خادمات
سيكن لكِ منزلك وخدمك وأموالك
سأضع لكى مبلغاً وفير يكرمك بقية حياتك ...
ستتمكنين من زيارة قبر زوجك ورفع هامتك أمام القرية جميعاً بعد ما قيل عنكما ستقتصين من الجميع وأولهما سيدة أل وهدان التى أهانتكما وطردتكما
فقاطعته:عذراً سيد حسام ولكنى لا أقبل أن تبنى ابنتى حياتها على أنقاض غيرها ما ذنب السيدة روفيدا أن تأتى ابنتى ضرة لها ؟
فلوى فمه ضيقاً : بالأساس روفيدا لا تريدنى وتركت المنزل بإرادتها لم أجبرها على شئ هى من تريد الإنفصال ولها ما تريد
أنتِ فقط اقنعى ابنتك بالموافقة وكل وعودى لكِ ستنفذ قبل أن أتمم الزيجة .
ستكونين سيدة القرية كوالدتى تماماً
.................................................. ......
عاد عواد لمنزله وعقله يدور تماماً: ماذا قال ذلك الأبله ...هل حقاً سيأتى والده الليلة ليخطب ابنتى لذلك الأبله ؟ هل يسخر ذلك الشاب منى ؟
لعنة الله عليكَ حسن لعنة الله أتسخر من رجل بعمر والدك
اقتربت منه زوجته تحدثه : ما بك عواد أتحدث حالك ؟
فهدر به :بلهوات كلكن حمقاوات جهزن الغداء فى الحال أتضور جوعاً
افترش عواد الأرض وزوجاته وابنته يتناولوا طعام الغداء
شارد تماماً لاحظت زوجاته ولكنهن يخشين أن يسألاه عما يحدث معه
طالعته ابنته سجى : أبى هل أنتَ مريض ؟
فطالعه بعبوس : أى مريض أيتها الحمقاء ؟
فابتلعت الإهانة وأكملت: أراك شارد ولا تتناول طعامك كعادتك
فهدر بهن: ومن يرى مثل تلك الوجوه المكفهرة تأتيه الشهية للطعام , حمقاوات جميعاً
قالها ونهض عن الطعام ذاهباً لخارج منزله يجلس على الأريكية المصنوعة من الطوب اللبن "المصطبة" يفكر بما قاله له ذلك الشاب الأحمق بنظره
.................................................. .................
بإحدى المطاعم المطلة على البحر الأحمر مباشرة بتلك المدينة الساحلية الساحرة
حيث تتعانق الطبيعة والجمال سوياً
يجلس فارس وزوجته ميرا يتناولا غدائهما .........
يطالعها بنفس النظرات المتلهفة منذ الأمس
احمرت وجنتيها وطالعته :فارس رجاءً لا تطالعنى هكذا لا أستطيع تناول طعامى تخجلنى نظراتك كثيراً .
فابتسم لها : أنا أشبع عينى العطشة المتوقة لزوجتى الحبيبة
فابتسمت قائلة : ألم تشبع بعد؟
فغمز لها : لا لم أشبع ولن أشبع من تلك الحورية المشبعة بالحمرة خجلاً
طأطأت رأسها خجلاً : كفى رجاءً لن أتحمل غزلاً بعد سأفقد وعيى من تلك الكلمات الغازلة لا تجعلنى أعتاد غزلك ستمل من كثرة طلبى لغزلك وكلماتك المعسولة
رأى مدى خجلها الواضح عليها فأمسك بشوكته قائلاً : القليل من الفسفور يفيد فى موضوعنا أليس كذلك ميرتى وأنهى جملته بغمزة من عينيه
ذاب ما تبقى منها من ثبات فقالت فارس :
رجاءً توقف أريد تناول طعامى
فطالعها : حسناً تناولى طعامك جيداً فأنا أريد سليل أل وهدان أن يكون بصحة جيدة وبنيان قوى كوالده .
فطالعته :أى سليل لم أفهمك ؟
فغمز لها : ابننا ميرتى .....
فابتسمت ولم تعلق على جملته .
فأشاح ببصره يطالع البحر وحدثها :أتدرين ميرا
البحر لا يبوح بسر أحد لأحد.

كثيراً ما بوحت له بأسرارى هو وحده من أبوح له صديقى البحر كتوم يسمعنى دون مقاطعه أبثه همى وشكوتى
أتعلمين أبى رحمه الله كان دوماً يشبهنى بالبحر
فتسائلت : البحر ؟
فأومأ رأسه كان دائما يقول لى " أنتَ كالبحر خارجك هادئ ومنظم وداخلك أمواجٌ عاتية وعالم بلا شواطئ "
فابتسمت له قائلة : وأنا أعشقك أيها البحر .
فقال ماذا ماذا أعيديها ثانية
فأشاحت ببصرها : أنا لا أحدثك أنا أحدث البحر عشقى
فقهقها وأكملا تناول غدائهما
..............................................
فى المساء
كانت بدور تجلس على مقعد بالمائدة تفترش بعض الأوراق تراجع بعض الأوراق الهامة الخاصة بعملها عندما جلست والدتها بالمقعد المقابل لها قائلة :بدور
رفعت بدور نظرها لوالدتها قائلة : نعم أمى
ابتلعت أم بدور ريقها قائلة : اليوم أتى حسام لزيارتنا
فلوت بدور فمها ضيقاً : لا تخبرينى أنه تشاجر ثانية
فنفت الأم : لا لا على النقيض تماماً كان مهذباً وتحدث بعقلانية
عادت بدور لتنظر بأوراقها فعلقت الأم :ألا تريدى أن تعلمى فيما تحدث معى ؟
دون أن ترفع عينيها عن الأوراق تلك المرة أجابت والدتها : ماذا كان يريد ؟
ابتسمت الأم قائلة:جاء ليطلبكِ بشكل رسمى ووالده سيأتى أيضاَ وسيشترى لى بيت و........صُمت أذنيها عن الباقى فقط كلمة يتقدم بشكل رسمى ........
وقع القلم من يدها وفرغت فمها لا تعلم أفرحة انتظرتها لسنوات أم ضيق وذعر من ذلك الخبر فاضطربت ولم تدرى بما تجيب والدتها فأكملت الأم :بنيتى هو يطلبك بشكل رسمى ووالده يوافق ويبارك الزيجة بنيتى نحن بلا رجل يحمينا من غدر الزمن كما أنكِ بزواجكِ منه سنعود لقريتنا وسط أهلنا وأحبابنا وسأتمكن أخيراً أن أرفع رأسى بالبلدة عقب ما قيل عنا بنيتى لا تتعجلى بقرارك فكرى جيداً قبل أن تجيبى طلبه ......هو يعشقك ولن تجدى من يعشقك مثله برغم تكبره وتعجرفه إلا أننى أشهد أنه فى حضورك ينقلب رأساً على عقب يتيه ويضيع ..........
لم تجب والدتها ليلتها ودخلت غرفتها تفكر بالأمر بشكل جدى كما وعدت والدتها .......
.................................................. .................



فى منزل عواد
كان يجلس وزوجاته يشاهدوا التلفاز وسجى ابنته تحيك الكروشيه أما هو فعلى شروده منذ عاد من الحقل ظهراً عندما انتفض على طرق الباب ......
تحركت زوجته ناحية الباب فنهرها توقفى .
والتفت لهن ادخلن غرفكن الأن
لا أريد طرف أى واحدة منكن الأن ..........وتقدم ناحية الباب
فتح الباب فكان صدقاً ما قيل
حسن ووالده رأفت المنيرى بالباب
فرغ عواد فمه من المفاجأة فابتسم رأفت..ماذا هل نعود عواد أم ستفسح لنا الطريق لندخل .همهم عواد وتلعثم وهو يشير لهما بالدخول
بتعالى وتكبر طالعه رأفت دون كلمة ودخل المنزل
جال رأفت بعينيه غرفة استقبال عواد المتواضعة متهكماً من بساطتها ولكن ما بيده حيلة مجبر على مجاراة ابنه المتعلق بتلك ابنة عواد
جلس عواد مرحباً بضيفيه ........مرحباً مرحباً سيدى رأفت نورتما دارى المتواضعة ...
ابتسم رأفت بضيق :بيتك منير بأهلك عواد
نهض عواد من مكانه قائلاً ثوانٍ معدودة وأعد إليكما
هرول خارج الغرفة فرأى زوجاته وبنته يقفن يسترقن السمع
بابتسامة بدت نواجزه وأسنانه العريضة حدثهن أسرعن أسرعن وجهزن العشاء وأشار لابنته وأنتِ أسرعى وارتدى أفضل ما لديكِ ......فأشارت على ذاتها قائلة :أنا ؟
فنهرها :بلى أنتِ هيا أسرعى وعندما أناديكى أخرجى علينا بأقداح الشاى الساخنة وإياكى وسكب الشاى على الضيوف كعادتك البلهاء
فتدخلت فوز :ماذا لماذا ترتدى هى هل نبدل نحن أيضاً ثيابنا ؟؟؟؟
فعبس ناظراً إليها: ولما تبدلى هل أنتِ العروس أم هى ؟
يبدو أن والدتك دعت لكِ قبل أن تموت رأفت بك المنيرى قدم يخطبك لابنه حسن
خارت قواها ودار العالم بها :أيعقل ما تسمع؟أحقاً حسن سيصبح زوجها؟
حقاً ما تقول أبى ؟قالتها وهى تطالع والدها ببلاهة فنهرها قلت هيا تجهزى أيتها البلهاء وأنتن هيا إلى المطبخ جهزن العشاء سريعاً
.................................................. ............
تبادل عواد ورأفت حديثاً مقتطباً حتى تحدث رأفت : يشرفنا عواد أن نتقدم بطلب يد ابنتك لابنى المهندس الزراعى حسن
ابتسم عواد ببلاهة : ونحن لن نجد أشرف من نسبكم رأفت بك ..........
فأردف رأفت : ألن نرى العروس ؟
توقف عواد مكانه ونادى ابنته
خارج الغرفة
تناولها فوز صينية أقداح الشاى وتنصحها "طأطأى رأسك ولا تطالعى عينيه مباشرة ..
صافحى والد العريس أولاً وإياكى واهتزاز يديكى كعادتك السيئة كلما توترتى ..هل تفهمين ؟
أومأت سجى رأسها بالإيجاب وتقدمت بأقداح الشاى
أناملها تهتز فتصنع الأكواب رنين اهتزازهما ببعضهما بهيئتها الخجلة دخلت عليهم فكتم حسن ضحكاته من ذعرها وكأنها قادمة على أشباح .....
نسيت تماماً وصية فوز واتجهت ناحية والدها فجز على أسنانه وهمس لها ........والد العريس أولاً أيتها الحمقاء ....فاتجهت صوب رأفت فطالعها :عروس مليحة وتناول كوب الشاى ....خطت قليلاً ناحية حسن فتناول كوب الشاى وهو يهمس لها .
جميلة بلبلتى أقصد عروستى فما كان من يديها المرتجفة إلا ازدياد الرجفة وانقلاب الأكواب الساخنة فوق جلباب حسن فصرخ ناهضاً من مكانه
ازداد ارتجافها وتلعثمت أنا...أنا
فهدر والدها أحضرى مناشف فى الحال
واقترب من حسن أعتذر حسن فهى خجلة ولابد أنها متوتورة قليلاً فابتسم رأفت محدثاً ذاته
"ما جمع إلا و وفق أبله وخرقاء ..........."
.........................................
عادت مسرعة بالمناشف الورقية ناولتها لحسن يمسح عنه بقعة الشاى ولكن ليست البقعة ما أثارت حنقه لكنه الحرق المؤكد من ذلك الشاى الساخن .
ابتسمت وهى تعطيه المناشف فهمس مستغلاً توتر عواد وكلامه مع والده
"افتحى الهاتف سأهاتفك بمجرد ذهابى "
فابتسمت ولم تجبه وخرجت من الغرفة .
طالع رأفت ابنه :هل تحتاج لطبيب فالشاى ساخن لربما احترقت
فابتسم بضيق:ليس هناك داعى لم احترق
ارتشف رأفت من كوب الشاى بضع قطرات ثم عاود حديثه مع عواد
"تعلم عواد أن ابنى حسام سيتزوج ثانية قريباً وأنا قررت أن يكون الزفاف زفافين وأزوج حسن بنفس الليلة ما رأيك؟
طالعه عواد :حسناً سيدى ولكن بتلك السرعة ؟
طالعه رأفت ناهضاً من مكانه " لا نريد شيئاً عروس حسن المنيرى ستُجهز بأغلى جهاز المهر وكل التفاصيل لا تقلق بشأنها "
الزواج نهاية الأسبوع القادم ...والأن اسمح لى فلدى أعمال هامة .سأذهب لأتممها .
مبارك عليكَ وعلى ابنتك ابنى حسن .
.................................................. ................
فى غرفة بدور
تجلس شاردة متحيرة أتوافق على عرضه وتنهى سنوات عذابهما أم ترفضه كما اعتادت لتعارض ذاتها طويلاً
"علمني كبريائي إن أسير حسب قناعاتي في دولاب الحياة لا خلف عواطفي."
ولكن أمى محقة هو يحاصرنا الأن .
أرى لهفتها لعودتها لجذورها وبلدتها
أوافق أم أعترض .
لا أدرى .......
أدعس كرامتى وأضعها جانباً ويكفينى أن رأفت المغرور المتعالى سيأتى بنفسه ليخطبنى لابنه ووقتها أملى شروطى عليهما أم أرفض الفكرة من الأساس وأهرب ثانية بوالدتى
لتطالع والدتها النائمة بالفراش.
مسكينة أمى عانت الكثير .
لن تحتمل الهرب ثانية والبدء من الصفر ثانية تلك المرة ساعدنا القدر ببعض مشغولاتنا الذهبية بعناها واشترينا أثاث متواضع وأنفقنا منها لأشهر حتى عثرت على عملى .......ماذا إن هربنا هل سيتركنى المعتوه ؟ هل سيتركنى وشأنى أم رجاله المحوطة المكان تحرسنى كقطيع غنم ستعترض طريقى؟
ماذا إن اختطفنى ووضعنى أمام الأمر الواقع كما هدد والدتى إن اعترضت تلك المرة.
اللعنة يكاد عقلى ينفجر لا أستطيع حسم أمرى لا أستطيع .
طالعت البطاقة بجوارها حيث تركه لوالدتها لتخبره بقرار ابنتها ........
ترددت كثيراً حتى حسمت أمرها وهاتفته .
طال الرنين حتى أتاها صوته أخيراً:مرحباً
صمتت وانعقد لسانها فأكمل :من ؟ من يحدثنى ؟
ليخرج صوتها أخيراً:أنا............بدور
خفق قلبه وكاد يقفز من صدره : بدرى ...حقاً بدرى ؟
لم تجبه فأكمل : هل حقاً هذه أنتِ تحدثيننى
أم أنى أهزى ؟
خرج صوتها : حسام لقد هاتفتك لنتحدث بأمر
صمتت فجأة فارتاب :بدور بدور أجيبينى لا تغلقى الهاتف رجاءً فأكملت : أحدثك لأتناقش معك فيما عرضت على أمى اليوم , لدى عدة شروطٍ هامة ولن أوافق بدون تنفيذها
بقلبٍ مشتاقٍ واجف أجابها : كل أوامرك مجابة بدرى حتى قبل أن تطلبيها
فتسائلت:ألا تريد سماعها أولاً ؟
فجائها صوته بحزنٍ لأول مرة تعهده منه :بدور لقد
افتقدت نفسي، أبحث عنها فلا أجدها , افتقد حسام الإنسان ,لا أدرى ولكن من يوم أبعدونا وتحولت لصنم متعجرف أدهس بقدمى ولا أتطلع أريد ذلك الحسام من شببت عليه .
حسام العاشق المجنون لا الظالم المتكبر ,أعلم لن أعود لذاتى بسواكِ
خرج صوتها متقطعاً : وهى ؟
قاطعها :تقصدين روفيدا ؟
فأجابته :نعم ؟ كيف سيكون دور روفيدا بحياتك أستتخلى عنها من أجلى ؟
صمت فجأة :أتدرين بدور ؟لم أظلم بحياتى إنسان قدر ظلمى لها ....دوماً كنت بائس ظالم معها .
أهينها وتدللنى أحرمها فتعطينى ...لم أرى منها شئ سيئ على نقيض ما أعطيتها .
فأكملت هى:لا أريد أن تطلقها هى تعشقك رجاءً لا تطلقها ..صمت دون رد .
فأكملت:هى تعشقك حقاً لا أريد بناء حياتى على أنقاض غيرى ...اعدل بينى وبينها ...
فتضاحك :لن أستطيع حقاً لن أستطيع ثم من العدل أن تخرج المسكينة من حياتى للأبد هى تستحق الأفضل ............
هذا شرطك الأول واعتذر عنه : إن عادت روفيدا إلىّ ستعانى لأنى لن أستطع العدل بينكما الأفضل لها أن تكمل حياتها بعيداً عنى وها هى الأن عادت لتعليمها ...روفيدا تستحق الأفضل .............أكملى بقية شروطك
فأكملت: عملى أريد أن أعمل ؟ لن أكون خادمتك وجاريتك كما كنت تعاملها .
فابتسم :لكِ ما تريدين ستعملين معى بشركتى نحتاج لمسئولة شئون قانونية
فاعترضت :لا لن أعمل معكَ سأجد عمل بمكتب محامى وأتدرب على يديه
فاعترض:وما الداعى حسناً سأفتح لكِ مكتب محاماة وباشرى عملك باستقلال ......
لم تجبه .................فأكمل كل شروطك مجابة بدرى طالما توافقينى أن تعودى لحياتى تملأيها هناء ودفء
.................................................. ............
في غرفته ينتظر رسالة بفتح هاتفها يضع الثلج فوق فخده المحترق نسبياً من إثر انسكاب الشاى من يديها عليه حتى جاءته الرسالة أخيراً ..
أسرع وهاتفها .
جاءه صوتها :أهلاً سيد محترق
فكز على أسنانه : وتضحكين بعد أن أحرقتنى أيتها البلبلة ألم يكفينى قلبى لتحرقى فخدى ؟
فقهقهت : اعتذر كنت متوترة حقاً ..........
فأردف : وتوترك أحرقنى بلبلتى
فاعتذرت :اعتذر حقاً يكفى ما نلته من توبيخ أبى عقب ذهابكما على فعلتى .
فعبس : هل ضربك ذاك الفظ ؟
فأجابته:تأدب لا تنادى أبى بالفظ
فابتسم : لا تغضبى بلبلتى ..........أنا بخير مجرد حرق طفيف ولكنه لا يقارن بحريق قلبى .
صمت ساد قطعه هو :اشتقتك بلبلتى ...لا أصدق بعد أقل من أسبوعين ستكونين زوجتى ؟
خجلت وظلت بصمتها فأكمل ...غداً ستزوركم والدتى لتراكِ وترى المطلوب وتتفق مع زوجة أبيكى وبعدها بأيام سنصطحبك للمدينة لشراء ما يلزمك وأهمها شبكتك بلبلتى
ازداد خجلها واحمرت وجنتيها :حسن توقف رجاءً لا تزيد خجلى
فقهقه : وهل رأيت شيئاً بعد عزيزتى لتخجلى انتظرى حتى نعقد القران وسترين الخجل بعينه
فارتبكت وأغلقت الهاتف .........
قهقه من فعلتها وعاد ليهاتفها فلم تجبه وبعد محاولات كثيرة أجابته أخيراً : تأدب في حديثك وإلا عدت لإغلاق هاتفى ولن ترانى أو تسمع صوتى حتى موعد العرس فابتسم : حسناً لا تغضبي سألتزم الأدب حتى يوم عرسنا وبعدها لا تطلبى منى ذلك الأدب مطلقاً ..............فقهقهت وأكملا حديثهما الطيب البرئ .
.................................................. ............

مرت الأيام متوالية سريعة ...........
فارس وزوجته فى شهر عرسهما يقطعاً أشواطًاً من الاشتياق بعيداً على ذلك الساحل واليوم ستحط طائرتهما مطار الأقصر عائدين البلدة ...........
أما فى الجانب الأخر من البلدة التجهيزات على قدم وساق فى قصر أل المنيرى
فالليلة عرس ابنى رأفت المنيرى ..............
الذبائح منذ الصباح
يتجمهر الناس فى انتظار أكياس اللحم التى ستوزع بتلك المناسبة ويليها ليلاً ولائم كبيرة ومطرب شهير وصوانٍ نصب منذ عدة أيام
..............................

Sarah*Swan 10-01-18 08:57 AM


الفصل الثالث
"بعض الغيرة تملك ليست عشق"
اقتربت الشمس على المغيب
وصل السائق بهما للبلدة وفى طريقهما لاحظا الصوان المنصوب أمام قصر أل المنيرى فطالعت من النافذة متسائلة " ذلك الصوان والأنوار الساطعة أمام قصر عائلتى "
ماذا هل سيتزوج حسن اليوم أم ماذا ؟ لم يجبها فارس فهو حقاً لا يدرى لما ينصب ذلك الصوان ولم يسأل سائقه الملتزم للصمت الحذر طيلة الطريق
وصلا القصر ...........دخلا المنزل وعلى غير عادتها والدته ليست بانتظاره على مدخل البوابة الداخلية كما اعتادت عند عودته من السفر .............
دخلا القصر لتترائى لهم بركان الغضب الساكن فوق مقعده .
اقترب ممسكاً بكف زوجته من والدته قائلاً :أمى الغالية اشتقتك .
كيف حالك ؟ وجثى يقبل كفها .
فأجابته بضيقٍ جم وعينيها تأكل ميرا غضباً
"بخير "
حمداً لله على سلامتك بنى .
فاقتربت ميراً باسطة يدها ......كيف حالك أمى ؟
فرفعت بصرها والدة فارس بضيق:أى أمك ........لما تنادينى أمى أنا لست أمك ؟
فتلعثمت ميرا واضطربت
فتدخل فارس "
ماذا أمى زوجتى تناديكى أمى لأن أمى أمها "
فهدرت والدته ناهضة عن مقعدها : لا أريدها أن تتحدث معى من الأساس تلك ال.... ابنة ال...
فوضعت ميرا يدها على فمها بتعجب وحبست دمعاتها بقوة من الإهانة العلنية لها.
فتدخل ثانية:أمى رجاءً تحدثى معها كما تتحدث معك باحترام متبادل لا أقبل بإهانة زوجتى مطلقاً .فهدرت به....حسناً لا تقبل بإهانة تلك ال... ابنة المنيرى وتقبل الإهانة على شقيقتك .
أليس كذلك ؟
زم شفتيه ضيقاً هادراً :ابنتك من تعشق ذلك المعتوه رغم تحذيرى لها مئات المرات وأخبرتها إن أرادت الإنفصال عنه سأجبره بتطليقها ...........
لوت فمها بضيق مكملة بغضب: بدلاً من تطليقها أعد لها كرامتها فذلك القذر الوغد يتزوج الليلة عليها .أتدرى من؟
ابنة خادمنا
البلدة بأكملها تتحدث عن الإهانة التى تعرضنا لها يقيم لها عُرس وولائم وذبائح.
يقيم لابنة الخادم التى فضلها على سليلة أل وهدان.
وأنتَ بكل دمٍ بارد تأتينى بتلك ال......تتأبط ذراعيها .................
................................................


التفت ناحية زوجته قائلاً:ميرا اسبقينى لغرفتنا رجاءً
فطالعته بدموعٍ حبيسة فاقترب هامساً : رجاءً حبيبتى لا تغضبى منها اعتبريها كوالدتك ولا تهتمى .....
ورفع وجهها إليه :أنتِ زوجتى ومن أهانك أهاننى اسبقينى الأن لغرفتنا أريد الحديث مع والدتى
دون كلمة صعدت الدرج مهرولة
..........................................
اختفت عن انظارهما فهدرت والدته : فارس طلقها أو تزوج عليها لا يهمنى إلا أن ترد الصاع للوغد ابن المنيرى

التفت بضيق لوالدته :ماذا ؟؟؟؟أطلقها ...أترينى وغد أمى لأقحم زوجتى فى مشاكلنا مع عمها وأبناؤه لن أكررها ثانية : لا تعودى لمضايقة ميرا ثانية
إن أردتِ تجنبى الحديث معها ولكن إهانة زوجتى هى إهانة لى لا تعيدها ولا أريد سماع أى جمل ومهاترات عن طلاقى لها أو غيره أنا أريد زوجتى ولن أتخلى عنها أو أتركها .............................
عذراً أيها العشق
ربما لن أنساك الأن
ولكنى سأمهل قلبي بعض الوقت ليندمل جراحه وليستعيد نشاطه من جديد حتى يقوى على محاولة نسيانك.
تنكب فوق كتبها الدراسية متناسية تماماً واقعها وواقع قلبها الدامى ....تنكب فوق تلك الكتب لتتناسى ولو مؤقتاً ما يحدث حولها ...
لتتناسى أن الليلة ستزف إليه حبيبته أخيراً ....
تلك التى حرمتها عشقه وحرمتها دخول قلبه ....
تلك البدور التى تتصنع الدهاء حتى حصلت على من تريد
لعنة الله عليكَ حسام لعنة الله عليكِ أيتها العادات كبلتنى معه لسنوات
من المثلث الضلع الوحيد الخاسر هو أنا ...
إن كرامتى أهم بكثيرمن قلبى الجريح حتى وإن غطت دماؤه سماء هذا الكون الفسيح..
فلن يفيد أن أنادي حبيباً لا يسمعنى.. وأن أسكن بيتاً لم يعد يعرفنى أحد فيه
أن أعيش على ذكرى إنسان فرط بعشقى له
في الحب لا تفرط في من يشتريك.. ولا تشتري من باعك.. ولا تحزن عليه.أغلق صفحة قلبك وأنهى الأمر

ها هما يزفا الليلة وينتهى شوط أحزانهما وأخرج أنا أو بالأحرى أُلقى بعيداً عن مرمى قلبه وعقله كما كنتُ لسنوات
مجرد جارية يتنفس رجولته بجوارها مجرد جسد بلا صورة له
ألقت القلم من يدها بغضبٍ يعتريها فمجرد تذكرها لأيامها المشئومة معه تهزى عقلها وتنفرها من الرجال جميعاً .....
لتتذكر مهاتفة بدور لها قبل يومين ......
قبل يومين
كانت كعادتها بغرفتها تستذكر دروسها عندما رن هاتفها معلناً عن رقمٍ مجهول ترددت فى الإجابة ولكنها حسمت أمرها أخيراً وضغطت زر الإيجاب .....
تحدثت بصوتها الوقور :السلام عليكم
لياتيها صوت متحشرج متردد :وعليكم السلام
الصوت معتاد لها ولكن ذاكرتها تخونها
فتسائلت : من ؟
لتجيبها :بدور أنا بدور .....
اختنقت الكلمات صمت أطبق عليها كادت تصرخ بها وتسب كادت تنتحب كادت وكادت وكادت ولم تفعل شئ سوى الصمت
لتتحدث الأخرى أخيراً :كيف حالك روفيدا ؟
لم تجبها روفيدا فأكملت : أيمكننى التحدث معكِ بأمرٍ هام أنا عدتُ القرية منذ أيام ...
خفق قلب روفيدا بقوة عند جملة عدتُ القرية محدثة ذاتها : بالتأكيد وجدها مؤكد سيتزوجها وتساقطت الدموع عنها بصمت .....
لتقاطع سيل أفكارها المتضاربة جملة بدور : أيمكننى مقابلتك والتحدث بأمرٍ هام معكِ ؟
.......................................
بعدها بساعات فى احدى مقاهى المدينة
كانتا تجلسان تتحدثا
دون أن ترفع بصرها عن كفيها المتشابكة تحدثت بدور :
ملّيت وأنا أدوّر لي على مرسى يريّحني..
لسنوات هربت منه ومن عشقه
قاومت سيلان عشقى طويلاً
حزني مكتوب لي من يوم نطقت اسمي،
لم يكن سواه طفولتنا سوياً شببنا سوياً ...
كل شئٍ كنا نفعل سوياً حتى جاء اليوم و.....
لتقاطعها روفيدا ....اعتقد أنكِ لم تطلبى لقائى لتحدثينى عن عشقك لزوجى ؟
وعن ذكريات طفولتكما ؟
فاعتذرت بدور قائلة :حسناً :سأدخل صلب الموضوع دون مقدمات
من المؤكد أنكِ علمتِ أنى وحسام سنتزوج بعد أيام
كصفعةٍ مدوية كانت الجملة لروفيدا ولكنها تماسكت وبصوتها الرخيم أكملت :مبارك لكما ......
وابتسمت ساخرة :هنياً لزوجى نالكِ بعد سنوات عذاب له ولكنى لن أستطيع تهنئتك فأنتِ على وشك إلقاء ذاتك ببئر عميق مظلم فلكِ الله
طالعتها بدور مكملة حديثها : طلبتُ لقائكِ اليوم لأسألك :هل ما زلتِ تريدين حسام؟
طالعتها روفيدا بغضب ولم تجبها فأكملت الأخرى : هل ما زلتِ تتمسكين به كزوج ...إن كنتِ كذلك سيعيدك حسام لبيتك ثانية هو وعدنى بذلك و......لتقاطعها روفيدا بغضب : لا لا أريده وإن جثى على ركبتيه يتوسلنى أعود إليه .....لن أعود إليه
فطالعتها بدور : هل تريدين الإنفصال ؟
فطالعتها روفيدا بغضب : لما تتدخلين ما شأنك ؟
فرفعت بدور حاجبها :أنا أريد العيش معه بسلام أريد إنهاء أمرك معه قبل أن أبدأ حياتى معه لا أريد أن أكون سبب معاناتك أو شقاء لكِ أخبرينى الأن إن كنتى تريدينه تراجعت عن قرار زواجى منه
إن كنتِ تريدنه أعادكِ إليه وإن كنتِ لا
طلقك وأطلق سراحك ......
بتعالى وتصنع رفعت روفيدا وجهها لبدور :
حسناً أأمريه أن يطلقنى
أنا أعلمكِ ابنة صبحى كلمتك نافذة عليه وتبعتها بابتسامة سخرية
فطالعتها بدور بنفس الثقة :حسناً لكِ ما تريدين سيطلقكِ حسام لكِ ما تريدينى سعدت بالحديث معكِ أنهت جملتها ونهضت
تناولت حقيبتها مغادرة المقهى تاركة روفيدا مكانها تغلى كحمم بركانية بغضب وغيرة وعشق يدمى قلبها بحالة يرثى لها حقاً .
.................
أفاقت من شرودها على صوت طرق الباب سمحت بالدخول فكان شقيقها فارس
ابتسمت بمجرد رؤيته ناهضة عن مقعدها تحبس دمعاتها :أخى حمداً لله على سلامتك
صافحها فارس قائلاً : اشتقتك شقيقتى ...كيف حالك؟
طأطأت بصرها تخفى تجهمها عنه مرددة :
بخير ....أنا بخير
اقترب منها ورفع وجهها لمستوى بصره قائلاً : لا تبدين بخير مطلقاً ....فابتسمت بتصنع فهربت الدمعات الحبيسة سريعاً فاكة قيودها المتحجرة
فضمها إليه :اهدئى أختى اهدئى هو وغد لا يستحق دمعاتك مطلقاً
أنتِ الأن مليكة نفسك أكملى تعليمك والتحقى بالجامعة وأنا سأتولى والمحاميين أمر تطليقك من ذلك الوغد
التفتى لذاتك ولتعليمك واطوى صفحة الأوهام يكفيكِ أعوام أوهام معه وبنهاية الأمر تنصل من كل شئ وعاد لمن يريدها
أختى الغالية أنتى لؤلؤة عظيمة لم يقدركِ حق قدرك دعى الأيام توصلكِ لمن يستحق جوهرة مثلك
انفضى الأوهام عن عقلك وركزى بهدفك ذلك الأصح لكِ شقيقتى
دون كلمة أومأت رأسها بالإيجاب
.....................................
بغرفة مكتبه طيلة الليل يدرس أوراقاً هامة خاصة بعمله ومهاتفته الهامة متواصلة يخطط لشئ ما .........
توقف عند ورقة معينة مبتسماً :حسناً رأفت ستدرك عاقبة فعلتك صباحاً أنتَ والوغد ابنك
لن أصبر عليكما أكثر حان وقت الانتقام أيها الأوغاد
............................................
انتصف الليل ..........
العروستان في صوان النساء المغلق تماماً عليهن لا تدلفه إلا النساء يتابعن تمايل وتراقص النساء والفتيات في سباق الرقص الشرقى بينهن
تشاركهن من حين لأخر سجى البشوشة وزوجات أبيها
أما العروس الأخر متجهمة كالمقعد القابعة عليه لم تتحرك قيد أنملة بجوارها والدتها تطالعها بحزن مطبق كأنهن بمأتم لا عرس متداركين نظرات نساء البلدة الشامتة والحاسدة لهن ......
انهى ذلك المطرب المشهور وفرقته حفلتهم في زفاف ابنى رأفت المنيرى
وقف العريسان في صوان الرجال يحييا ضيوفهما
بدأت الضيوف في الرحيل وتفرق الأخوة كلا اتجه لجناحه .
...............................
أوصلتها زوجات والدها لغرفتها ومعهما والدته حيوها بابتسامة ونصائح أمومة لليلة عرسها وغادرتن الغرفة ......غرفتهما هادئة بمغسلة ملحقة بالغرفة برادى ناعمة ألأوان الغرفة مريحة للعين أثاث عصرى رقيق انتقاه حسن
...........................................
بخجل وحمرة تعتلى وجنتيها تجلس على حافة الفراش متذكرة نصائح زوجة والدها قبل قليل
" كونى مطيعة ولا تعصى له أمراً
يضعكِ تاجاً على رأسه "
دخل الغرفة متخدر كمن يتجول بمنامٍ جميل يخشى أن يفيق منه على واقع مرير ..
دخل حسن الغرفة لتترائى له كملاكٍ بفستانها الأبيض يتدلى من حافة الفراش
اقترب ببطءٍ ويكاد قلبه يقفز من مكانه
مطأطأة رأسها تفرك راحتى يديها ببعضها ...........
اقترب وجثى على ركبتيه بمقابلتها ....مد يده ببطء يرفع ذقنها ليترائى البدر المشبع بالحمرة ......
المها الكحيلة ........
الحمرة الصارخة متناسقة مع حبتى الكرز الشهية المسماة بشفتيها ........
فرغ فاهه تختنق الكلمات بحلقه من شدة إعجابه وعدم تصديقه أن بلبلته أصبحت زوجته أخيراً طالعها وأطلق العنان لغزله :
لأجلك اطرح العالم جانباً، فقلبي لن يضمّ إلا حبّك، وصدري لن يضمّ إلا شوقك وحنانك، أقسم أنّني لا ولن أقدر على أن أحسّ إذا كانت الحياة خاليةً منك، يا من يعانقني بشوقه وحنانه، يا من يهدهد صرخات قلبي واشتياقي، بالشّوق، والأمل، والحنان.
ابتسمت دون كلمة فرفع رأسه يطالع سقف الغرفة:يا الله هل حقاً تلك البلبلة زوجتى ؟
فاتسعت ابتسامتها .......مد يده ممسكاً بكفها المرتجف يقبله ببطء وبيده الأخرى أمسك الكف الأخر قائلاً : والأخر حتى لا يغير بلبلتى فاتسعت ابتسامتها وازداد قلبها يخفق حتى كاد يخرج من صدرها
اضطربت وهى تراه ينهض عن مكانه ببطء
فنهضت مسرعة بذعر حدثته : ماذا ماذا ؟؟؟؟لما تقترب منى هكذا ؟
فابتسم لها قائلاً :ماذا وكل علامات الاستفهام دعينى أشرحها لكِ بلبلتى وقهقه و...........
.............................................
فى الجناح الأخر بمجرد أن أوصلتها والدتها وأم الفضل للجناح المجهز خصياً لها .........لم تتأمل الغرفة كثيراً ولم تروق لها .
دلفت المغسلة موصدة الباب خلفها
نزعت عنها فستان زفافها وأبدلته بمنامة حريرية وعقصت شعرها للخلف مزيلة كل أثر للحمرة أو مستحضرات التجميل المزينة بها .
عادت لطبيعتها النقية التى تفضلها كثيراً .......
خرجت من المغسلة ليترائى لها قابع فوق الأريكة ينتظرها بشغف يكاد قلبه يقفز من بين ضلوعه ترحاباً ببدر قلبه .
طالعته بضيق تتصنعه دون كلمة واتجهت مباشرة لفراشها ترفع الغطاء بضيق وتلقيه عليه
انتفض من فوق أريكته :ماذا تفعلين؟ لما تلقى الفراش فوقى هكذا
بنظراتها الثابتة المتحدية :حسناً إن كنتَ تفضل النوم دون غطاء فى هذا البرد القارس حسناً لن أمانعك
فاقترب منها يهمس : سندفأ سوياً و........فنفضت يده عن ذراعها هادرة: لا تحلم لا تتمنى ..مكانك الأيام القادمة سيكون فوق هذه وأشارت بيدها للأريكة
فابتسم ولم يعلق معتقداً أنها تمزح فأكملت : أخبرتك طلقها قبل أن أكون لك
حقاً أنا الأن زوجتك ولكنى لا أراك زوجى بيننا عائق اسمه روفيدا يفصل بيننا اهدمه بكلمة تخرج من فيكَ...
هى أخبرتنى أنها لن تعود إليكَ فلما تتعنت بتطليقها طلقها وأنهى الأمر
فابتسم لها بضيق:أخبرتك بدور سأطلقها ولكن بيننا وعائلتها أعمال ضخمة لابد من إتمامها قبل أى تصرف طائش منى و..
لتقاطعه :حسناً حتى تنهى الأمر كن ضيفاً خفيفاً بالغرفة ولا تصدر أصوات فأنا لا أحبذ الضوضاء وأنا نائمة وتركته وتحركت ناحية الخزانة تخرج منها غطاء شتوى فردته واستلقت فوق الفراش تاركة إياه بذهوله وحسرته فقد توقع إذابة جليد قلبها أخيراً ولكن أتت رياح بدور بما لا تشتهى سفن حسام
بخضوع توجه للمغسلة أبدل ملابسه وألقى بثقله فوق الأريكة مستسلماً للأمر الواقع متناسياً كبره فى وجودها تماماً لاعناً تلك الأعمال والمصالح التى تمنعه عن تطليق روفيدا الأن وإرضاء بدور لينالها
..........................................
بغرفتها قابعة منذ عودتها وإياه عصراً يأكلها الضيق من أفعال والدته وإهانتها لها وما يزيدها غيابه منذ عودتهما لم يأتى حتى للإطمئنان عليها تضع سماعات أذنيها تكتب كعادتها فى الأشهر الأخيرة
تكمل روايتها عن الجنوب وعاداته ........بتعبٍ جلى دخل غرفتهما وألقى بثقله بجوارها فوق الأريكة شعرت بوجوده ولكن غضبها من غيابه منع لهفتها أن تطالعه حتى .....
اقترب مبعداً السماعات عن أذنيها هامساً : كيف حالك ميرتى ؟
لوت فمها بضيق ولم تجبه وعادت لتطالع الحاسوب
فتناوله من أمامها وأغلقه قائلاً: حينما أتى لا تنشغلى عنى بأى شئ حتى رواياتك تلك .........
طالعته بضيق: ابتعد عنى الأن فارس أنا أغلي كبركان وأكاد انفجر الأن
فقهقه: ويل فارس أستفور زوجته الأن وأكمل سخريته
فضيقت عينيها وزمت شفتيها :فارس كفى كفى
فتوقف عن الضحك وطالعها بجدية: اخفضي صوتك وإياكي بتكرارها أنتِ زوجتي وعشقي ولكن صوتك هذا إن علا ثانية قصصت لسانك أتسمعين ؟
طالعته بنفس الغضب والحزن ونهضت عن الأريكة فأسرع ممسكاً بذراعيها جاذباً إياها إليه ...ابتعد عنى ...دع ذراعي
فابتسم لها : اهدئي اهدئي تعالي حبيبتي وأجلسها بجواره
كانت ضمة واحدة منه كفيلة بانفجار بحر دمعاتها الحبيسة ......
ربت فوق ظهرها قائلاً: أسف حبيبتي .....اهدئي الأن اهدئي
اعلم أنك غاضبة من كلمات أمى اعتبريها كوالدتك ولا تأخذى كلماتها على محمل الجد
أمى سيدة بسيطة ما بقلبها تتلفظه دون قيود
قلبها مفطور على ابنتها وعقلها يعتقد أن التشفى منك بتلك الكلمات تخفف عنها
طالعته فمد يده يمسح عنها عبراتها مسنداً جبهته على جبهتها هامساً : دعينا نفصل بين مشاكل عائلتك وبين حياتنا أنا وأنتِ .....أمى لن تضايقك بكلماتها ثانية أعدك بذلك هيا ميرتى ابتسمى لتضحك الحياة لى أنا متعب حقاً أحتاج للعودة للأستجمام ليتنا لم نعد
فابتسمت قلتها منذ عدنا ليتنا لم نعد نحن والبحر والجبال الحمراء والعشق
فطالعها بابتسامة طابعاً قبلة على جبهتها ...
بنفس صوتها الحزين سألته : هل يأتى اليوم وتستمع لها ؟
رفع حاجبه باستنكار : أستمع لماذا ؟
فأكملت دون أن تطالعه : تستمع لوالدتك وتطلقنى أو تقهرنى بزواجك من أخرى ؟
يا سيدتي لا تضطربي مثل الطائر في زمن الأعياد. لن يتغير شيءٌ مني. لن يتوقف نهر الحب عن الجريان. لن يتوقف نبض القلب عن الخفقان. لن يتوقف حجل الشعر عن الطيران. حين يكون الحب كبيراً.. والمحبوبة قمراً.. لن يتحول هذا الحب لحزمة قشٍ تأكلها النيران...
فعادت إليها ابتسامتها.. تأسرنى أنتَ بكلمات نزار قبانى فى كل مرة
فضمها لصدره بقوة متضاحكين ......
أرسلت الشمس أشعتها الذهبية على أجنحة العشاق
فى جناح البلابل "حسونة وبلبلته "
فرد ذراعيه بتثائب ليفتح عينيه فجأة يتأكد أن ما كان يعايشه مساءً حقيقة لا خيال أو منام سعيد لتعود إليه ابتسامته الصافية برؤيتها بجواره
ابتسم حتى بدت نواجزه وعاد ليستلقى بجوارها
يتأمل تلك الخصلات العطرة المتناثرة بحرية فوق وسادتها .....
يتلمس ذراعيها الناعمة متذكراً ارتجافها ذعراً ليلاً فيتضاحك خافتاً .....
بدأت الأشعة تداعب عينيها فمدت ذراعيها بتثاؤب متناسية أنها الأن بمنزل زوجها همس إليها سجى فأجابته من بين نعاسها : نعم خالتى فوز أنا استيقظت فتعالت ضحكاته ففتحت عينيها لتصعق برؤيته
عارى الصدر مستلقى بجوارها فى نوبة ضحك هستيرية
سحبت الغطاء بخجل وذعر تغطى جسدها أشاحت ببصرها عنه فتوقف عن الضحك فجأة
أدار وجهها ناحيته : أبعد ما عشناه سوياً ليلاً تنادينى بفوز تلك وكاد يعود لقهقهته لولا أن رأى معالمها الجادة .....اقترب مقبلاً جبهتها : لا تغضبى بلبلتى
صباحك ورد جميلتى أقصد زوجتى الجميلة
أشاحت بصرها بخجل عنه دون كلمة فأكمل هو
عشقك كمغامرة فى أرضٍ خرافية
كأحلام على أرض خرافية
يلهينى عن الحاضر يشدنى ويجذبنى
فلم أعد أرى من النساء سوى بلبلتى
قطع عليهما صوت طرق الباب فتأفف حسن بضيق وهو يطالع ساعة يده الموضوعه بجوار فراشه حيث خلعها بالأمس : من ذلك الغليظ ليطرق بابنا فى ذلك الصباح الباكر ألم يعلموا بأنا عرسان ونحتاج الراحة وال....طالعها فعادت لخجلها وأشاحت بصرها عنه
الطارق لم يهدأ ..فحدثته هى : افتح الباب لن يهدأ الطارق
مط شفتيه : لا تهتمى أراهن أنها احدى زوجات والدك
جاءت لتطمئن عليكِ أو بالأحرى لتطمئن والدكِ على شرفه المصون وترى تلك العلامة أليس كذلك ؟
خجلت وغضبت من كلماته وحوطت ذاتها بالفراش واتجهت للمغسلة
أما هو فتأفف كثيراً من الطارق وارتدى ملابسه وفتحه فانطلقت الزغاريط الصعيدية لاوياً حسن فمه فمن توقعها كانت ولكنها ليست واحدة بل خمسه زوجات عواد الأربعة خامستهن والدته
....................................
على النقيض بالجناح الأخر
جافاهما النوم يطالعها بعتب ممزوج بالغضب وهى لا تبالى تجلس فوق فراشها تعبث بهاتفها متناسية ذلك البركان الغاضب فوق أريكته يحدث حاله

أين أذهب كيف ينجو قلبي هذا الأسير،
حين أنام يطاردني الماضي في أحلامي،
حين أستيقظ يحاربني الحنين داخل أفكاري
لا أريد أن أخسر عشقها بأفعال هوجاء قد أقدم عليها بأى وقت
كرامتى وكبريائى لم تحط قبلها أى أنثى منهما ماذا أفعل لأخضع تلك البدر لى ماذا أفعل .
كان بأفكاره عندما صاحت الزغاريط تملأ جنبات القصر فتأفف متذكراً أخيه وعروسه من المؤكد تلك الزغاريط بعد بيان الرؤية للعروس الأخرى
تحسر على حاله قائلاً لذاته :أما أنا أجلس فوق أريكتى أنتظر رضاها عنى لعنة الله على ذلك العشق الذى يمنعنى من صفعها وإخضاعها لى كما كنت أفعل مع البلهاء الأخرى
بغضبٍ طالعها ودخل المغسلة
خرج بعد قليل ليرى والدته على باب الغرفة تتحدث وبدور
جرى ناحيتها لتيقنه من سبب مجيئ والدته لجناحه :ماذا أمى ؟
ماذا هناك لتطرقى بابى في هذا الوقت ؟
طالعته والدته بضيق من حديثه المتجهم معها : أنا أتيت لأرى ال.....فقاطعها : لا لا دخل لكما بأمورنا الشخصية .
لوت والدته فمها وأكملت :حسناً كما تريد والدك ينتظركما على مائدة الفطور
بضيقٍ قالها : سنلحق بكِ بعد قليل .......
..........................................

في قصر أل وهدان
تجلس على حافة الفراش تراقبه بينما يمشط شعره .......
تناولت سترته وساعدته فى ارتدائها ....مد يده قائلاً :هيا ميرتى لنفطر سوياً
هزت رأسها بالنفى مطأطأة رأسها
فرفع وجهها إليه قائلاً : لما لا؟هل أنتِ مريضة ؟
لا لستِ مريضة ولكنى لا أريد أن أتواجه ووالدتك .......
فطالعها بجدية : لا أريد سماع تلك الأعذار ثانية
أنتِ زوجتى والكل مجبر باحترامك كاحترامهم لى ولوالدتى
لن تعيدها وتضايقكِ بكلماتها أنا متيقن من ذلك وإن أعادتها أخبرينى لا تجيبيها فقط أخبرينى أيضاً لا أريد أن أسمع أن زوجتى تجابه والدتى وتجيب عليها بالسوء أتسمعينى ميرتى ؟
أومأت رأسها بالإيجاب فضمها إليه قائلاً : ميرتى المطيعة ....أكملى روايتك وأنا أول قارئ ناقد لها ولكن ألن تخبرينى عما تتحدث تلك الرواية ؟
لا لن أخبركَ سأدعك تقرؤها كالبقية .
............................................
على مائدة الطعام بقصر المنيرى
تطوق حسن وزوجته سجى ووالده ووالدته المائدة فى انتظار ذلك الحسام وزوجته العروس الجديدة بدور
طال انتظارهما حتى أتيا أخيراً
بابتسامة مصطنعة ألقى التحية على الجميع أما هى فاكتفت بنظرة رمقت الجميع بها دون سلام
رفع رأفت نظره إليها ولم يعلق على فظاظة تعاملها مع الجميع
جلسوا يتناولون فطورهم وإن كان لا يخلوا من مزاح حسن ووالدته المعتاد وتعليقهما على طعام أم الفضل القابعة بعيداً تراقب فى صمت
أنهى رأفت فطوره يطالع ابنه حسام قائلاً : أكمل بقية أسبوعك إجازة عرسك ومن بداية الأسبوع القادم أريدك أمامى فى شركاتنا لا أريد تعطيل العمل أكثر
دون كلمة هز رأسه بالإيجاب
........................................
فى قصر أل وهدان
بنظراتٍ غاضبة ترمقها بين الحين والأخر والأخرى لا تعيرها انتباهها كما وعدت زوجها منذ قليل
ليقطع فارس الأجواء المشحونة بحديثه لشقيقته الساكنة مكانها تطالع طبقها ....
روفيدا ألديكِ اليوم درساً بالمركز التعليمى
طالعته :نعم لدى اليوم .....فأكمل أنهى درسك وسأمر لأقلك المنزل أريد الإطمئنان على مستواكى الدراسى هل تكاسلتى فى غيابى أم ماذا ؟
بشبح ابتسامة طالعته وعادت لتطالع السراب .....
...................................
بعد ساعاتٍ
أمام بوابة المركز التعليمى تقف تنتظر شقيقها فارس ....
كان يهم بالخروج عندما رأها ....توقف أمامها قائلاً روفيدا ؟؟؟لما ما زلتِ هنا
هل تأخر السائق عليكِ؟
طالعته : لا بالأساس أنا أخبرته ألا يأتى ...أنا أنتظر فارس أخبرنى أنه من سيقلنى للمنزل عند عودته من العمل وأنا انتظره الأن
توقف بجوارها :حسناً سأنتظره معكِ بالأساس أشتاق لصديقى العزيز
ابتسمت له وتبادلا حديثاً عن الدراسة وأهميتها
................................
بسيارته تجلس بجواره تطالعه بغضب :أتعتقد بدعوتك لى بالغداء سأتغاضى عما رفضت تنفيذه لى .....
طالعها بضيق : اعتبريها مطلقتى لا تهتمى بها مطلقاً بالأساس لم يكن لها مكان بقلبى من قبل ليكون لها الأن
بنفس الغضب طالعته : طلقها أولاً وبعدها لكَ ما تريد منى قبل ذلك لا تأمل حتى وإن أحضرت لى نجمة من السماء .....
زفر بضيق عند توقف الإشارة وعدم قدرته على إخضاعها للأن أو حتى إرضائها .......
تقف مع ذلك الغريب يطالعان بعضهما يتحدثا بل ويتضاحكان .....كمن أضرمت النيران بقلبه فجأة لتزيد من شرارته
ترجل بغضب من سيارته يهرول ناحيتهما تسبقه شياطين غضبه بقوة أدارها من ذراعها ناحيته
انتفضت عند رؤيته ..........زمت شفتيها بضيق سبقها مصطفى يبعد قبضة حسام عن ذراعها ...........

ليست دائما الغيرة دليل الحب،
فأحياناً تكون دليل أشياء أخرى بعيدة تماماً عن الحب
نحن نغار على الذين نحبهم لأنّنا نحبهم،
ونغارعلى الذين يحبوننا لأننا نحب أنفسنا.

هدر حسام بها : الله الله يا زوجتى المصون تقفين بالشوارع مع الأغراب يبدو أنكِ ما عدتِ تهتمين وتفعلين ما يحلو لكِ أيتها ال....
صعقت من نعته لها بهذا اللفظ فهدرت به :إن كنتَ رجلاً طلقنى وإلا خلعتك كنعل قديم و...ليقطعها صوت بدور تنادى زوجها فالأشارة فتحت والسيارات بدأت فى التحرك .........
لم يهتم بمناداتها عليه وهدر يكمل بالأخرى :
أيتها ....أنتِ ما زلتِ زوجتى وتقفين مع الأغراب لن يمر يومك بسلام أيتها ال....
لتكمل هى : أخبرتك إن كنتَ رجلاً طلقنى وإلا خلعتك كنعل قديم هيا اذهب لزوجتك الحسناء أيها الوغد ......
بنيران غيرة وتملك غاضب رفع يده لصفعها فوقف مصطفى بينهما ممسكاً بكفه قبل أن تصل إليها ........
بغضبٍ مكتوم طالعه : اغرب عن وجهها أيها ال...هى لا تريدك ونفذ ما قالته لكَ إن كنت رجلاً ....وإياك والتجرؤ ورفع يدك عليها ثانية
ليكز حسام فوق أسنانه بقوة ويلكم مصطفى فى فمه
لم يهتز مصطفى ورفع قبضته ليعيد اللكمة فأوقفه صراخها : رجاءً توقف رجاءً
التفت ليرى دمعاتها وشبه انهيارها فما زالت تهاب ذلك الوحش أمامها المسمى بزوجها فطالعها مصطفى :اهدئى رجاءً اهدئى
بوقتها كانت بدور قد ترجلت مهرولة تسحب حسام بعيداً وهو يسب روفيدا وذلك الشاب بأقبح الألفاظ وما أوقفه وصعوده بسيارته مع زوجته
كانت رؤيته لفارس يقف بسيارته يترجل منها مسرعاً ناحية شقيقته المنتحبة تماماً ......
........................................
الغيرة مثل ألم الأسنان الحاد
لا تدع أي إمرىء من فعل أي شيء
عاد بزوجته المنزل بغيرة واضطراب غير مبرر .........
يلعنها ويلعن كل من رأى امامه .....
هدرت به بدور : ألم أخبرك طلقها وأنهى الأمر كدت تودى بحياة الرجل اليوم بسبب حماقتك ألم تقل أنك لا تهتم لأمرها لما تغير عليها الأن هى حرة تفعل ما تشاء ما شأنك أنتَ؟ اتركها لربما يكون حبيبها وسيتزوجا بعد أن تمنحها أنتَ الطلاق
كانت الكلمة كفيلة بضياع البقية الباقية من ثبات عقله طالعها بغضبٍ :شأنى أنها زوجتى .....أعطتنى ما تمنعينه أنتِ عنى ..ولن أطلقها لا الأن ولا مستقبلاً ستعود ذليلة لى وستخضع لى كما كانت دوماً ....
لتعيد هدرها: أذلك الشئ همك الأول ...أكل همك غريزتك الوحشية لا أكثر؟من أين تقول لا أريدها وتصر على عدم تطليقها ؟
بغضبٍ وعدم تحمل اقترب منها : أتريدين رؤية وحشيتى أتريدين أن ترى الوجه الأخر يكفينى منكما ما عانيت النساء جميعاً واحد أتريدين تجربة واحدة مما خضعت هى له لسنوات أتريدين ذلك بدور ؟
بذعر عادت للخلف متراجعة : إن فعلتها حسام قتلت نفسى أقسم إن فعلتها بى قتلت نفسى
توقف مكانه هادراً : اللعنة على النساء جميعاً اللعنة عليكِ وعليها
وتركها وغادر الغرفة بل المنزل جميعه
...........................................
فى منزل أل هدان
بذعر تنتفض تجلس فوق الأريكة بجوارها ميرا

تحاول تهدئتها ووالدتها تسب وتلعن فى أل المنيرى جميعاً
خرج عليهن بعد دقائق من غرفة مكتبه يهدر : هاتفت المحامى هو بالفعل قدم أوراق قضية الخلع منذ شهر وخلال أيام سيصل للوغد إعلان المحكمة بموعد الجلسة .
نهضت مسرعة ناحية شقيقها : خلصنى أخى رجاءً طلقنى من هذا الوغد لا أريده لا أريده
ضمها شقيقها قائلاً : سيطلقك هذا الوغد مجبراً سيطلقك لا تقلقى
......................................

Sarah*Swan 10-01-18 09:01 AM

الفصل الرابع
"العرافة "
نغار على من نحبهم لأنّنا نحبهم
ونغار على من يحبوننا لأننا نحب أنفسنا.
فى هدوء الليل والسكون الذى نآوى اليه كل ليلة، تتجمع ما بنا من أحزان والآم موجعة، صرخات دموع ذكريات مؤلمة، نتمنى أن نتناسي تلك الآحزان ونبحر سوياً الى عالم الحب والطمآنينة، فقد سئمت قلوبنا عذاب اليآس والاستسلام.
حقاً ظلمتها طيلة أعوامٍ قضتها معى ولكن فكرة أن أراها تقف مع أخر تفتك برأسى ويكاد ينفجر .....
تغيرت كثيراً تجيبنى وتجابهنى فى الحديث ....
ماذا تغير بكِ روفيدتى كنتِ كالقطة الوديعة الأن تهاجميننى كنمرة شرسة للمرة الثانية على التوالى تخطئين بحقى وتعاندين أحقاً طردتِ عشقى من قلبك ؟
أم استبدلتنى بذلك البائس من كان يقف معكِ اليوم ؟
سأقتلك إن أعدتها .....أنتِ روفيدتى أنا ...زوجتى أنا ....لى أنا .....
بغيرة تأكل صدره وعقله هام حسام فى الطرقات مجرد فكرة أنها تقف مع أخر تقتله ..............
ماذا إن فعلتها حقاً وتزوجت بعده إن طلقها .
نفض الفكرة عن رأسه بقوة يفكر فى مأزق للخروج من هذه المعضلة ولن تكون إلا بعودتها ذليلة لطوعه ورغباته هو لا غيره
بعد تفكير طويل قضى ليلته عقد النية بأن يعيد تلك الروفيدا إليه بالقضاء والشرع
سأعيدك ببيت الطاعة مرغمة روفيدتى لست أنا من ترفضنى أنثى .......حتى إن كنت لا أعشقك إلا أنكِ احدى ممتلكاتى إن لم تكونى لى فلن تكونى لغيرى .
.................................................. ................
بشرفتها تنتظره لا تدرى أخيوط اللعبة بدأت تنساب منها أم غبائها ..........فها هى على بعد خطوات أو أكثر من تحقيق حلمها أخيراً وهو "الانتقام "
"لم أعد أرى غير الانتقام
غير كرامتى وكرامة عائلتى حيث أهدرت هاهنا قبل سنوات
حقاً أعشقه ولكن كرامتى لابد أن تكون فى المقدمة
عشقه سيكسره هو لا أنا
أيعقل بعد سنوات ستؤول تلك المملكة لى ولأبنائى أبعد أن كنت الخادمة ها أنا اليوم سيدة القصر
أيعقل أن ذلك المتعجرف "رأفت المنيرى"سيذل يوماً ما ؟
كيف السبيل لذلك؟
كيف أحط من قدره وأوقع هامته كما فعلها بأبى منذ سنوات ؟
يقطع عليها سيل أفكارها المتضاربة دخوله الغرفة .......
التفتت بمجرد دخوله ..........فرغ حسام فاهه بمجرد رؤيتها "أيعقل أنها ذاتها من تركها منذ ساعات قليلة ؟؟؟؟؟
فن طرح الأنوثة فن أوقعه فى شباكها منذ سنوات وها هو يقع كفريسة سهلة بين أنياب تلك المنتقمة .....
بنظراته الناهمة من أنوثتها حدثت ذاتها "من المؤلم أن تضطر إلى تغيير بعض مبادئك لتساير الحياة..
أن تضطر يوماً إلى القيام بدور لا يناسبك..
أن تضع أجمل ما لديك تحت قدميك كي ترتفع عالياً وتصل إلى القمة
وأجمل ما لدى كبريائى "
بلونه النبيذى القاتم يصل إلى ما فوق ركبتيها بكثير .........بحمالاته الرفيعة يبرز مفاتنها الأنثوية وخصرها النحيل ..........
متناسق مع انسياب شعرها خلف ظهرها .
تاركة بعض الخصلات فوق وجنتيها المشبعة بالحمرة متناسقة مع حمرة شفاهها الصارخة
تتلاعب بالبقية المتبقية من عقل زوجها الوغد
اقترب فارغة فمه من جمالها الأخاذ اقترب واقترب حتى حقق مبتغاه أخيراً
وأسدل الستار على سنواتٍ عجاف أشتاقها لتلك البدور التى اشتهاها كدميةٍ حرم منها وأراد الوصول إليها مهما كلفه الأمر وها قد حقق مبتغاه .........
.................................................. .................

فى صباح اليوم التالى
فى منزل أل المنيرى

بجلبابها الأسود الفضفاض ...وشاحها المنسدل كريحٍ سوداء خلف ظهرها ...عيونها الكحيلة...........تعتليها تلك الرموش السوداء الكثيفة........تلك الحسنة المميزة فوق وجنتها ..وجهها القمحى......تفترش الأرض ........متناثرة الحصوات أمامها أرضاً ...تطالع الحصوات تارة وسيدتها تارة أخرى ........بقلقٍ تنتظرها السيدة
والأخرى ما زالت بتلك المعالم المتناقضة بين سعادةٍ تارة وعبوسٍ تارة وضحكٍ تارةٍ أخرى .
هدرت بها السيدة أخيراً :حدثينى ماذا ترى بطالع أبنائى ؟
رفعت العرافة وجهها كغيمة سوداء أرى سواد ودم
ضربت السيدة فوق صدرها بقوة :ماذا؟؟؟؟؟
عادت العرافة تطالع الحصوات :أشم رائحة دمٍ قريبة من منزلكم سيدتى ...... غرابٍ أسود يحلق فوقكم .....
تلعثمت السيدة وكادت تنفجر بكاءاً لولا تماسكها :أخبرينى أيتها العرافة ماذا ترى بمستقبل أبنائى هيا أخبرينى فى الحال وكفى عن الألغاز ؟
عادت العرافة لتطالع السيدة بصوتٍ حذر :أخرجى أنثى البومة من منزلك قبل أن يتناثر الدم ويملأ جنبات قصرك ...
قالت كلمتها ولملمت حصواتها واندفعت خارجة من القصر غير أبهة بمنادة السيدة لها ............
بارتياب شردت والدة حسام "تُرى من فيهن تعنى العرافة ؟ هل ابنة صبحى أم ابنة عواد ؟؟؟؟
.................................................. ............
حبيسا غرفتهما منذ الأمس .........
فتحت عينيها متأملة محياه السمح رغم تجهمه الدائم ...لحيته المهذبة تزيده جاذبيه .
دوماً كان وسيمها قد شغفها حباً منذ صغرهما ...وها هى أسطورة عشقهما بدأت منذ ليلة أمس بمعزوفة عشقٍ اطربتهما سوياً وهام بها لأعالى السماء
اقتربت منه هامسة "حسام ".....
تقلب بنومته ولم يجيبها فأكملت "حسام" .
هيا زوجى استيقظ ....لقد علت الشمس وارتفعت كثيراً .......بعينيه المغمضة ......اشتقتك كثيراً روفيدا..........أيعقل أنكِ عدتِ لى حقاً ..... ليلة أمس كان ضرب من الخيال و.........
قالها وهو يفتح عينيه ببطء لتترائى له بدور الجاحظة فارغة فمها ............
ابتلع ريقه متوهماً أنه لم يذكر اسم زوجته الأولى روفيدا ..........لكن وجه بدور المتجهم يؤكد أن ما نطقه لسانه كان كلمة روفيدا......
حاول التملص من الأمر مقترباً منها " صباح الخير حبيبتى وهم يطبع قبلة على وجنتها فابتعدت بوجهها عنه ....."طالعته بمعالم تكتسيها الغيرة والغضب "ألم تنساها بعد؟ ألم تعتد أننى أنا زوجتك لا هى ؟"
لوى فمه بضيق واعتدل بجلسته مطأطأ الرأس فأكملت " اعتد حسام اعتد الأمر ........أنا زوجتك وحدى أنا وأنساها هى............هى تركتك وانتهى الأمر
طلقها ودعنا نفكر بمستقبلنا أنا وأنت لا ثالث لنا غير ابنائنا باذن الله .
رفع عينيه إليها "أخبرتك قبلاً لن أطلقها"
ضغطت على أسنانها هادرة " لما لا ؟ أخبرنى ؟ ألم تحصل على ما تريد منى؟ ألم تركض خلفى لسنوات متغنياً بعشقك لى ؟ أبعد أن أصبحت لك ووثقت بكَ ثانية تفعلها وتغدر بى برفضك تطليقها .......؟
تأفف ناهضاً عن الفراش "بدور رجاءً زواجى من روفيدا لا يشبه زواجى منكِ زواجى منها لمصلحة أما أنتِ وحدكِ مليكة قلبى .........
قاطعته بقهقهات سخرية: من الجلى أنى مليكة قلبك تخطأ بأسمى وتتغزل باسمها هى.........
وألقت قنبلتها "أتدرى أنا فرحة لها للغاية ........يبدو أنها بالفعل أمرك انتهى ونفضت عشقك عن عقلها وقلبها من رأينا بالأمس روفيدا أخرى بدأت حياتها ونفضتك عن ذاكرتها بالكامل انفضها أنتَ أيضاً هى وجدت البديل المناسب
اتركها تعش حياتها تتزوج من تشاء وتنجب و.....
ليقاطعها بهدره الغاضب"لن تنالها ما حييت ستعود لى ككل مرة ركيعة ذليلة تحت أقدامى لن أدعها سأعيدها إن لم يكن برضاها ستكن مجبرة .
روفيدا لى وحدى زوجتى أنا .........أسيرة فراشى أنا لا غيرى ...أتسمعين ؟
قطبت جبينها "ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟أيعنى أنك ستعيدها لهنا حقاً ولن تطلقها ؟
هز رأسه بالإيجاب وتركها ودلف المغسلة
.................................................. .................


تقف على عتبة البوابة الخارجية للقصر
ستتنزه أخيراً بعد أن قضت أشهرحبيسة جدران ذلك القصر ....
عدلت من وضع غطاء رأسها منفذة تعليماته بالكامل عدا "لترافقكى احدى الخادمات "
كما فعلتها أول يوم لقدومها تلك البلدة .
خطت نفس الطريق بين الزروع وأشجار النخيل العالية تستنشق عبق الطبيعة .....كأنها فى فيلم أسطورى ..تعانق الطبيعة الخضراء ..رائحة الطمى المبلل بالماء العذب أصبحت تأثرها .....
أشجار النخل العالية حلقاتٍ حول ضفاف النهر بصفحته البيضاء ........الزروع بمختلف أنواعها ..أشجارالليمون والتين ...العشب الأخضر .........جلست فوق العشب القريب من الطريق الزراعى فتلك المرة تجنبت الابتعاد كثيراً عن مملكة زوجها كما أمرها .
تتأمل ضفة النهر مغمضة العينين مقارنة بعقلها ذكراها القريبة على ساحل البحر الأحمر وتعانق الطبيعة بينه وبين الجبال الحمراء وبين تعانق الخضرة مع نهر النيل
ليقطع عليها تأملها صوت مألوف : أرى أن ابن وهدان أطلق سراحكِ أخيراً .....؟
انتفضت على صوته
فتحت عينيها والتفتت ...........رفعت بصرها لأعلى فهى الجالسة والأخر بطوله الفارغ رغم الشيب والسن المتقدم
عمى.......قالتها ميرا وهى تطالعه
نهضت عن الأرض لتراه يفتح ذراعيه قائلاً"ابنة أخى الحبيبة اشتقتك بنيتى .......
لم تقترب لتضمه وابتسمت بتعجب فاقترب هو وضمها إليه "الغالية ابنة الغالى "
ابتعد قليلاً يطالعها : كيف حالك بنيتى ؟
لم تجبه واكتفت بنظرة عتاب فأردف:اعلم أنك حزينة وغاضبة ولكن تعلمين مشاكلنا مع زوجك ورغم ذلك قريباً أرسلت زوجتى إليكى وأخبروها أنك سافرتى وزوجك
ابتسمت بضيق دون كلمة فأكمل رأفت :هيا بنيتى
طالعته بتساؤل:لأين؟
ابتسم لها : لقصرى قصر عائلتك وقصرك أيضاً تناولى الغداء برفقتى اليوم وأقضى اليوم معنا زوجة عمك اشتاقت لكى للغاية .........
طالعته بضيق: حسناً ربما بوقت لاحق ...أنا لم أخبر زوجى أنى........... فقاطعها رأفت قاطباً جبينه :وهل يجرأ ابن وهدان على الاعتراض أن تذهبي برفقة عمك لا يحق له الاعتراض من الأساس حتى وإن كان زوجك فأنا عمك بمقام والدك وكلمتى تطاع ...هيا هيا بنيتى
حاولت التملص والاعتراض ولكن سبقها رأفت ممسكاً بكفها يسحبها برفق فاضطرت أن تذهب معه بتردد كبير
صعدت برفقة عمها بسيارته وانطلق السائق بهما ....
تركت ميرا ذلك العشب والخضرة المعانقة للنهر متناسية وعدها لزوجها " لن أطيل البقاء خارجاً "
ومتناسية ما هو أهم وهو ذلك الهاتف اللعين الذى سقط منها على العشب ولم تنتبه ......
.................................................. .................
لطالما كان للورد أسرار
مهما تعلّمناها يبقى هنالك الكثيرمن الخفايا.
إذا كان معك قرشان فاشتري بواحد رغيفاً، وبالآخر وردةً.

ابتسمت ملتفة ناحيته :ماذا ؟؟؟؟هل أصبحت شاعراً بعد زواجك من البلبلة حسن؟
ابتسم محياه كعادته : بلى ......الورود تعلمنا تهذيب أنفسنا وأن نكتفى بأقل الأشياء ونرضى ألا ترضى هى بقطرات الندى صباحاً .....؟
طالعته بنفس ابتسامتها : أنتَ مختلف تماماً عن قاطنى قصركم ذاك ...حالم وهادئ بعكس الجميع هنا دون استثناء .....
ابتسم بضيق يخفى ألماً كاتمه دوماً :أتعلمين ميرا ليتنى أنفصل عن عائلتى وأعيش باستقلالية بمنزل وحدى
لى كامل إرادتى بمنزلى أتنزه مع زوجتى أفعل ما أريد ليس كقوانين أبى الصارمة النافذة على الجميع هنا
لم تجبه فأكمل : ليتنى أمتلك الشجاعة لأخبر والدى بذلك ليتنى أملكها تلك الشجاعة .......
طالعته ميرا : وما ينقصك لتخبره بذلك ؟
أنتَ مهندس زراعى يمكنك الاستقلال وبدء مشروعك الخاص .......أى أعمال تخص الزراعى "منحل – مشتل ورود -........ أعمال تفهمها وتنجح بها .....
ماذا تنتظر ؟ أبدأ مشروعك الخاص وبالتأكيد والدك لن يعترض ...أسس لذاتك كيانك الخاص حسن وبعدها إن أردت الاستقلال بمنزل وحدك سيكون لديك ما يكفى لتستقل سواء مال أو إرادة
تقترب منهما تأكلها نيران الغيرة من حديث زوجها وابنة عمه منذ قدومها قبل قليل بصحبة عمها
تلك القاهرية تنافسها
الوحيدة التى يثق بها حسن ودوماً ما يخبرها " أتعلمين بلبلتى أن ميرا كاتمة أسرارى ....ومرشدتى الأولى ..
اقتربت ووقفت بجواره فحوطها بذراعه قائلاً:أترى هى الوحيدة التى تصبرنى على من بالداخل .......
لم تعلق ميرا واكتفت بابتسامة صافية
........................................
سيارته تكتسح الطريق الترابى أمامها محدثة عاصفة ترابية هوجاء كعقله تماماً ......زمور السيارة يصدح بقوة خارج قصر أل المنيرى .....
فزعت وانتفضت بقوة :فارس مؤكد فارس ....
ابتسم لها حسن ساخراً :ستنالين ما تستحقى
اركضى للداخل احتمى بأبى قبل أن ينالك غضب رجل جنوبى غيور زوجته فى زيارة ألد أعدائه دون علمه والأصعب لا تحمل هاتفها معها ........
ارتبكت وكادت تدمع :لا أعلم كان معى عندما خرجت صباحاً وهاتفته من هاتفك ولم يجبنى ........
الزمور لم يتوقف للحظة والحراس ينتظروا الإذن من الداخل ليفتحوا له البوابة
...............................................
هدر رأفت من داخل غرفة مكتبه "أى مجنون يتجرأ ويفعل هذا أمام قصرى ؟"
خرج من غرفة مكتبه يهدر ليرى حسام يهرول من الدرج متسائلاً :ماذا هناك ؟؟؟
طالعه والده بضيق : لا أدرى أى مجنون يفعل ذلك
وقف رأفت وحسام خارج البوابة الداخلية للقصر
أمر رأفت الحارس ليفتح البوابة ...........
كثور هائج مغيب دلف مهرولاً قصر أل المنيرى ........
بسخرية تعتلى محياه ما إن رأى فارس تحدث رأفت:أهلاً ومرحباً صهرنا العزيز ....وليمة الغداء تُجهز جئت بموعدك .....
فيما قطب حسام جبينه بضيق لرؤيته لفارس فذلك اللعين من يقوى روفيدا وتشد ساعدها عليه
اقترب فارس بغضب:أين زوجتى أيها..........؟
هدر به حسام :تأدب وإلا........
ليقترب فارس منه مقاطعاً يضغط فوق أسنانه بغضب :وإلا ماذا أيها الوغد ؟
أرى أن الورقة لم تصلك بعد قريباً ستصلك وتنل المهانة التى سببتها لنا أيها ال.....
هدر رأفت بهما توقفا فى الحال وحدث فارس هادراً :عن أى ورقة تتحدث ؟
بسخرية ممزوجة بالغضب أجابه : اصبر أنتَ رأفت سيصلك أوراق تهمك وحدك أما ابنك هذا فإعلان جلسة الخلع التى رفعتها شقيقتى ضده سيصله خلال أيام .........
ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟ قالها حسام بغضب جام ووجه مكفهر
أما رأفت فلوى فمه بضيق ولم يعقب سوى : أخبرتك عدة مرات دخولك قصرى بهذا الشكل سيودى بحياتك
يوماً ما لن أتحكم بغضبى وسأمر الرجال بتصويبك فى الحال
ليهدر به فارس:أين ميرا أيها .........؟
على صوت شجارهما ركضت مسرعة بذعر ناحيتهما يرافقها حسن وزوجته لم تبرح مكانها بعيداً عن أنظار الغريب تقف مختبئة كعادة أهل الجنوب .
رأها تركض من بعيد يلحق بها حسن
الغيرة نار والقلب حطب،
فإن لمست قلبك الغيرة، فإعلم أنه سيحرق.
دبت الغيرة العمياء بقلبه فأكثر ما يزعجه هو أنها من المؤكد تحدثت مع ذلك الحسن وبالفعل ركضه خلفها يعنى أنهما كانا سوياً
توعدها بخلجاته وكتم غيظه والتفت ناحية حسام :طلق شقيقتى قبل أن يفتضح أمرك ويقال "ابن المنيرى خلعته زوجته كحذاء قديمٍ بالى"
زمجر حسام وانفلت غضبه وكاد يهجم على فارس لولا تدخل حسن ووقوفه يبعد أخيه عن فارس
ما إن رأها تقترب حتى جذبها بقوة من ذراعها ودون كلمة سحبها لخارج القصر تتعثر فى طريقها ولا يعبئ حتى أدخلها سيارته وانطلق بها تسبقه شياطين غضبه ......
.................................................. ....
بوقارٍ كعادتها منذ دلفت قدمها قصر أل المنيرى بتعالٍ وكبر وقفت أعلى الدرج تنادى إحدى الخادمات ...........التى سريعاً ما أصبحت أذنها وعينها بالقصر ........
هرولت الخادمة التى لم تتجاوز السابعة عشر بعد :
نعم سيدتى بدور .....
بتعالٍ طالعتها :ماذا هناك ؟ ما تلك الأصوات ؟
طالعتها الخادمة : السيد فارس وهدان بالخارج يتشاجر مع سيدى حسام ؟
لوت بدور فمها بضيق :ولما أتى ذلك الفارس ؟
أومأت الخادمة رأسها بالنفى : لا أعلم سيدتى ولكن السيدة ميرا بضيافتنا منذ الصباح
لوت بدور فمها بضيق : ما كان ينقصنى سوى ميرا وزوجها , اللعنة على الجميع........
طالعتها الخادمة باستفهام :أتحدثينى سيدتى ؟
طالعتها بدور بضيق : حسناً اغربى عن وجهى الأن فتسائلت الخادمة :هل أعد الفطور لكِ سيدتى ؟
لم تجبها بدور وعادت لتدخل غرفتها ..........
..............................................
عن أى خلع يتحدث ذلك اللعين ؟ قالها رأفت وهو يطالع ابنه حسام باستنكار
قبض حسام بقوة على كفه حتى أبيضت نواجزه :أقسم إن كانت فعلتها حقاً لأندمها ما تبقى من عمرها
فهدر به والده :أيها البغل : أخبرتك أعدها لكَ من المؤكد ستتعطل شراكتنا مع ذلك اللعين الأن ولا تنسى نفوذه القوية من المؤكد سيؤذى أعمالنا ..........أعدها لطوعك مهما كلفك الأمر .وحكم عقلك إياكَ وفعل أى حماقة وقتها سأصوبك بيدى ولن يرف لى جفن ........
لم يكن يسمع لوالده من الأساس فكل ما شغل باله : تلك القطة المتزمرة عليه .........عاد ليدخل منزله تناول مفاتيح سيارته وانطلق بها ......
.............................................
بسيارته يسيطر الذعر والرعب عليها ....تلك البشاشة تحولت لتهكم تهابه ............عيونه أدنت مظلمة مخيفة ......تقطبية جبينه مع صمتٍ مطبق ......
بقلبٍ يرتجف : فارس أنا...........ليهدر :اصمتى لا أريد سماع صوتك الأن
وضعت يدها على فمها بذعرٍ ولكنها لم تستطع كبت دمعاتها المنسابة بذعر ...........شهقاتها بدأت تعلو تدريجياً فنهرها "قلت اصمتى "
وصلا بها لقصره .........ترجل من السيارة والتف ناحيتها يفتح لها الباب يجذبها بقوة
مشهد تكرر منذ أشهر ....يجذبها بقوة من ذراعها يهرول بها للداخل تتعثر خطواتها وتكاد تقع لولا قبضته القوية على ذراعها ............نفس الأريكية يلقيها فوقها
كأن المشهد كان بالأمس ...........
وقف يطالعها بغضب دون كلمة
حتى قطع صمته أخيراً "أتعتقدين تلك الدمعات والنحيب ستشفع لكِ"
أتدرى أنها المرة الثانية واقترب منها تلفحها أنفاسه الغاضبة " أخبرتك منذ أشهر زوجة فارس وهدان لها مكانتها ............احترمى تلك المكانة أنا وضعت بقدرٍ عالى واحترمت رغباتك .
أخبرتك لا تجبرينى أن أعاملك بفظاظة ...........لكن يبدو أن بلاهتك وعقلك اليابس يعشق تلك المعاملة لم تنسى معاملة الوغد طليقك وتريدى نفس المعاملة أليس كذلك ابنة مؤيد .......؟
أنتِ تعشقى الرجل المتجهم الغاضب دوماً من يأتيكِ كجاريته ويعاملك بقسوة ............أتعشقى ذلك؟
كانت كلماته المتتالية كأعيرة نارية تطلق بالتتابع يصوبها ..........من أين علم بطليقى ومعاملته لى من أين علم بما عانيت .هل يهيننى الأن ؟ هل يسخر من ماضيي وهو من أخبرنى لندع الماضى للماضى .....ليكمل بغضب..........أنا أعلم عنكِ كل شئ أكنتِ تعتقدى أن فارس وهدان لا يدرى ماضى وحاضر زوجته ؟
أنا أعلم كل شئ .........حتى ذلك الوغد عمك وكلماته اليوم لكِ
ضربتى بكلماتى عرض الحائط وذهبتى معه .....
خرج صوتها أخيراً مهتزاً ضعيفاً : أتراقبنى ؟
بحاجبه المرفوع وعينيه الغاضبة:بلى أراقبكِ أكنتِ تعتقدى سماحى لكِ بالتنزه سيكن سهل هكذالا زوجتى أخبرتك قبلاً "أنا فارس وهدان لا أضع ذاتى بموقف ضعيف مطلقاً .أرسلت حراسة تتبعك فى الخفاء وأخبرونى أنك كحمقاء تبعتى عمك وذهبتى برفقته .......وذلك الهاتف "مخرجاً الهاتف من جيب سترته ملقياً إياه على الأريكة " أليس هاتفك ؟
بحماقتك فقدتيه فوق العشب ...........هاتفك يحمل صورك الشخصية .............أيتها الحمقاء نبهتك كثيراً :احذرى وضع ذاتك فى موقف الشبهات ولكنى كمن يحدث الحائط
لم تجبه فقط تطالع الفراغ مكفكفة دمعاتها " ليهدر بها " أتريدين أن ترى وجهى الأخر ميرا ؟
أتريدين أن ترى الدناءة عن كثب ......تركت لكِ الحرية كثيراً ويبدو أنها لم تأتى ثمارها معكِ إليكِ الأمر : من اليوم فصاعداً لا خروج من المنزل مطلقاً ..لا هاتف .لا حاسوب لا شئ لكِ سوى ذلك التلفاز وسيلتك الوحيدة لترى خارج حدود قصرى ......لن تطأ قدمكِ خارجه مطلقاً ......مشدداً فوق كلمة مطلقاً.
.................................................. ................
تركها وخرج من الغرفة تعتليها الغيرة العمياء فكل ما هاجمها به قبل قليل لم يكن سوى ستار لغيرته العمياء من ذهابها لمنزل عائلتها حيث ذلك الحسن المنافس له فى قلبها الغيرة تفتك بعقله ......رأها ذلك الحسن بماذا تحدثا ؟ تضاحكا سويا ......صافحها ............. ضرب بقبضته الحائط يكاد يجن ...............
..............

أما هى فالماضى الأسود عاد ليلوح لها .........ذكريات طوتها لعدة أشهر محاولة تناسيها ولكن قدرها المشئوم يعيدها لتلك الدائرة المفرغة "الزوج المتسلط المتجهم العبوس "
جلست القرفصاء فوق أريكتها تنتحب بصمتٍ ......كما أعتادت لسنوات زواجها من زوجها الأول "تُهان وتصفع ويعتدى عليها وتجلس القرفصاء تنتحب صامتة دافنة وجهها بين كفيها ............"
عندما تقع في المرض النفسى يكون قطار الطبيعة قد خرج عن سكته، بسبب فقدان توازن جسدي أو روحي، والطريق التي تقود إلى الصحة، هي طريق الإعتدال، والروح السليمة في الجسم السليم
عادت تلك الميرا لظلام روحها ظلام هربت منه للجنوب ليعيدها ذلك الجنوب لذات الظلام .............يسيطر على روحها يحولها لدمية تستمع فقط تطيع دون كلمة
ليتك عانقتنى ولم تضعفنى .......ليتك استمعت لى وناقشتنى ..........ولكنه لم يفرق عن الوغد طليقى الرجال متشابهون
نفس الغرور ..نفس التسلط والعناد
قديماً أجبرتكِ الظروف على الاستسلام ولم يكن لكِ عائلة ترعاكِ وتقف بجوارك .ماذا الأن ؟
هل ستعودى لذات الدائرة وتغلقيها عليكِ ميرا ؟
كفكفت دمعاتها ناهرة ذاتها "أفيقى أيتها البلهاء ......لا تدعى أى رجل حتى وإن كان عشقك أن يعيدك للدائرة المظلمة
أنتِ خرجت بصعوبة منها لا تلقى ذاتك بها ثانية
قالت كلمتها تلك محدثة ذاتها ونهضت مسرعة لخارج الغرفة
لحسن حظها لم تكن التعليمات قد وصلت بعد للحراس فخرجت بسهولة من القصر ولم يرتاب الحراس بأمرها فهى لم تكن تحمل بيدها أى شئ سوى حقيبة يدها الصغيرة حيث أوراقها الثبوتية فقط .
.................................................. .................

أمام المبنى حيث مركز الدروس الخصوصية كان يصف سيارته ينتظر أن يرى ذلك الرجل حيث كان يقف مع زوجته وينهال عليه ضرباً فبالأمس لم تكفيه تلك الضربة التى وجهها للرجل وعاد ليكمل مفرغاً طاقته الغاضبة ......
مرت دقائق طوال ولكن على عكس المتوقع لم يخرج الشاب بل خرجت هى ........
قبض على كفه بقوة غاضبة " عادت ثانية تلك ال............."
ترجل من سيارته ناحيتها حيث تقف تنتظر سائقها "ناداها هادراً ..............
فزعت برؤيته ولكنها تماسكت كما وعدت حالها ألا توقف دراستها أو حياتها عليه بعد الأن .........أشاحت ببصرها عنه ........فاقترب غاضباً مديراً إياها ناحيته ......رائحته.........ذلك العطر المحبب لها ..هو دون غيره عطره يأسرها ويهيم بقلبها .تماسكت ناهرة:أبعد يدكَ عنى .
رفعت عينيها لتلتقى بعينيه الغاضبة .حادة كعيون صقر جائع مخيف ............أتتحدينى روفيدا؟
تراجعت خطوات للخلف :ماذا تريد منى ؟ أليست تلك رغبتك دوماً كنت تخبرنى أخرجى من حياتى لا أريدك أريدها .....والأن بعد أن حصلت عليها ترفض أن تطلقنى وتتركنى لشأنى
ليطالعها بغضب:شأنك شأنى ...........أنتِ زوجتى ولن أسمح لكِ
قهقهت ساخرة:تسمح أو لا تسمح أتظننى طفلة أنتظر الإذن منك .أنت لا شئ لا شئ بالنسبة لى
إن لم تطلقنى سأخلعك ............أقسم سأخلعك إن لم تطلقنى سأخلعك
لم يمهلها أن تكمل حديثا حتى كانت بخفة بين ذراعيه .......يلقيها بداخل سيارته
قاومته وحاولت الخروج من السيارة فاضطر أن يصفعها لتصمت وبلمح البصر كان خلف مقعد القيادة منطلقاً بها بعد أن أوصد أبواب السيارة كى لا تتهور وتقفز من السيارة
انطلق حسام بزوجته روفيدا متجاهلاً سبابها
أخرجت هاتفها لتحدث أخيها فخطف الهاتف من يدها وألقاه من النافذة
.................................................. .............
تفرك راحتى يدها قلقاً لما تأخرت ابنتها للأن وهاتفها مغلق
تصبر الأم ذاتها أن ابنتها قد تكون متأخرة بسبب الدراسة لا أكثر ولم تشأ إخبار ابنها فى الوقت الحالى قررت الانتظار بغرفتها حتى لا تثير الريبة وتنتظر تعليل ابنتها على التأخير للأن
.................................................. .................
حبيس غرفة مكتبه حتى هدأ قليلاً وقرر أن يصعد ليعتذر منها على كلماته القاسية
دخل الغرفة فلم يجدها بحث بالمغسلة وغرفة تبديل الملابس
بدأ القلق يتسرب لقلبه تدريجياً ........نادى الخادمات تبحثن بارجاء القصر
ولكن الميرا كعادتها "فص ملح وذاب "
هدر بالجميع كالمجذوب ساباً حراسه أن سمحوا لها بالخروج
خرجت والدته مهرولة من غرفتها تستفسر عما يحدث فأجابتها الخادمة أن السيدة ميرا اختفت
فابتسمت ضاحكة ذهاب بلا عودة بإذن الله
........................................
جاء بفكره قصر عائلتها أولاً
ساورته الشكوك سيكون من الهين إذا كانت بقصر عائلتها ولكن ماذا إن كانت هربت للقاهرة .......
لم يدع مجال لعقله ولشكه وانطلق مسرعاً بسيارته ناحية منزل عائلتها ...........
..............................................
قاد بها لشقته بالمدينة
صف سيارته قائلاً : هيا انزلى
لوت فمها بضيق :لا لن أنزل أعدنى لمنزل عائلتى وفعلتك تلك لن تمر بسلام أعدك بذلك
طالعها بضيق :سأعيدك لمنزل عائلتك وعد ولكن دعينا نتحدث أولاً
لا حديث بيننا قالتها روفيدا بضيق وغضب
فرفع حاجبه مستنكراً : لا تجبرينى أن أحملك وأذهب بكِ استمعى لما أريده وأنهى ذلك الجدال العقيم وبعدها سأعيدك لمنزل عائلتك إن أردتِ
بضيق وغضب اضطرت أن تجاريه وبالفعل ترجلت من السيارة برفقته
فتح لها الباب قائلاً :تفضلى زوجتى المصون
طالعته بضيق : منزل من هذا ؟
منزلى .............ألم تسألينى دوماً أين كنتُ أتأخر وأبات .ها هنا ذلك منزلى السرى أهرب إليه وقت ضيقى
لم تعلق على كلماته ودلفت
على أقرب أريكة ألقت حقيبتها بضيق:قل ما تريد فلا وقت لدى لكَ
اقترب منها يطالعها بشغف : روفيدا أنا .
تراجعت للخلف :إياك لا تتجرأ على التفكير بالأمر حتى
كلما تراجعت تقدم هو ............لما لا أنتِ زوجتى ما المانع ؟ أتصدقى عنادك أنكِ لا تعشقينى ولا تريدينى كما أريدك الأن
بضيق هدرت به : قل ما تريده لتعيدنى لعائلتى كما وعدتنى
اقترب أكثر وأكثر حتى ألصقها بالحائط
رائحته العبقة عطره تكاد تضعف له لكن تماسكها وكبريائها كان أقوى
ضربته بكلتا قبضتيها فوق صدره ليبتعد فما كان منه سوى تكبيل قبضتيها بقبضة واحدة منه ينال من ثغرها ما أراد
حاولت الفكاك من قبضته دون جدوى
فالقوة الجسمانية كانت لصالحه لم يقطعه سوى رنين هاتفه المتواصل
أفلت قبضته عنها مخرجاً الهاتف من جيب بنطاله ليغلقه تماماً
تحررت أخيراً مبتعدة عنه
فابتسم لها .أتهربين منى روفيدتى الجميلة ؟
هدرت به:ابتعد عنى أيها الوغد الحقير ......سأخلعك أقسم لن أتراجع بعد الأن ..............سأبدلك برجل حقيقى لا وحش بشرى ينال ما يريد وقتما يريد أيها ال......سأتزوج من يقدرنى ويعلى شأنى لا من يجعلنى جاريته وذليلته
لم تكد جملتها حتى كان بركان غضبه قد انفجر بالفعل بقوة ألقاها فوق الأريكة ينال ما يريد من حقوقه الزوجية حتى وإن كانت بالقوة لم يعبأ لا بصرخاتها ولا نحيبها

Sarah*Swan 10-01-18 09:04 AM

الفصل الخامس
"لحظة فراق"


تجلس دامعة تقص على زوجة عمها وسجى ما حدث معها قبل قليل
تسب زوجة عمها :ذلك الوغد أيعاقبك لمجرد زيارتك لعائلتك ؟
طالعتها سجى بعطف: اهدئى ميرا
فقاطعتها زوجة رأفت سأهاتف عمك اهدئى
بنيتى
عاد رأفت المنزل بمجرد معرفته وابنه حسن
سب رأفت ولعن على فارس وتناول هاتفه وابتعد قليلا بهاتف رجلا ما

أما حسن فاقترب منها قائلا :
ميرا أيمكننا التحدث قليلا بالحديقة؟
فرغت سجى فمها ضيقا من طلب زوجها وما أثار غيرتها أكثر كان نهوض ميرا دون كلمة برفقة حسن
تبعتهما بعينيها حتى خرجا من البوابة الخارجية للقصر
جلست على أريكة خشبية بالحديقة
فبادر حسن قائلا: هيا قصى عليا ما حدث؟
بعين دامعة وصوت متحشرج باكى : يريد معاقبتى بحبسى بين جدران الغرفة أخذ هاتفى وقرر منعى عن كل وسيلة اتصال بالعالم الخارجى حتى حاسوبى منعه عنى
قهقه حسن ساخرا فزمت شفتيها بضيق: ما المضحك فى الأمر حسن؟
طالعها حسن بابتسامته المعتادة: يغير عليكى
زوجك فقط يغير عليكى لا أكثر
ابتسمت بضيق : أترى حبسى كسجينة غيرة
أومأ رأسه بالأيجاب: بلى غيرة مفرطة من رجل جنوبى على زوجته تماما كتلك الواقفة خلف النافذة تتابعنا ولو انتظرنا هنا دقيقة أخرى ستخرج علينا وتقطعنا اربا
قهقه وترك ميرا وعاد للداخل فرأها كبركان غاضب تطالعه بضيق جم
اقترب محوطا بذراعيه خصرها : كيف حال جميلتى؟
لوت فمها بضيق ولم تجبه فاقترب مقبلا جبينها فابتعدت عنه
طالعها: اهدئى أيتها الغيور أخبرتك عدة مرات ميرا شقيقى التى لم تلدها امى ومن واجبى أن اطمئن عليها وأتحدث معها واستمع لشكواها كما تستمع هى
طالعته بحاجب مرفوع وعيون تأكلها الغيرة : ولما تشكى همك للنساء من الأساس؟
أليس لديك أصدقاء رجال لتشتكى لهم همك ألا تجد غير الجميلات لتحدثهن ؟
ابتسم ضاحكا أيتها الغيور الجميلة تعالى نصعد غرفتنا ونحسم أمر شكوتى للنساء بروية بعيدا عن الأعين المتربصة بنا
أزاحت كفها عنها "
لن أصعد معك لاى مكان دعنى وشأنى
رفعها بين ذراعيه على حين غرة وانطلق يصعد الدرج بها وسط ضحكا تهما البريئة الصافية
00000000000000000000000000000000000000000000
بغرفتها منذ تركها ظهرا لم يعد بعد تأكلها الغيرة والشك بجوارها خادمتها تنقل لها الأخبار
ولما عادت تلك الميرا ؟
أجابتها الخادمة : لا أعلم ربما تشاجرت مع زوجها فغضبه وهدره ظهرا ربما تشفى بها من فعلة حسام بك وشجارهما
طالعتها بدور بضيق : لم يكن ينقصنا سوى تلك الميرا تعود المنزل أخبرينى ألم يعد حسام للأن؟
أومأت الخادمة رأسها بالنفى
تأففت بدور بضيق حسنا اذهبى الأن واحضرى لى كوب قهوة
تناولت هاتفها وضغطت عدة أرقام وانتظرت ليأتيها صوته
كيف حالك بدور؟
أجابته بخير معتز وأنت كيف حالك ؟ وكيف حال خالتى أم معتز ؟
بخير تشتاقك ألم تشتاقى لها أيضا كما اشتقنا لكى؟
صمتت ولم تجبه فأردف ساخرا: هل حققت مبتغاكى ؟ هل اكتملت خطتك الأن ؟
بضيق أجابته: رجاء لم أهاتفك لاسمع منك سخرية أخبرتك من قبل قراراتى أتحمل عواقبها وحدى هاتفتك لتساعدنى تعلم أنى قريبا سأفتتح مكتب المحاماة الخاص بى واريد استشارتك ببعض الأمور المتعلقة بالمكتب وتصريحاته واستشاراتك الشخصية بأمر أخر
تشاورا كثيرا بأمور العمل وقبل أن ينتهي حديثهما تسائل : أنهينا أمور العمل ما الأمر الأخر الشخصى ؟
بصوت هادئ صافى حدثته بعد تردد:
أعلم أنى ألقيت ذاتى فى بئر عميق ولكن تلك الخطوة الأكثر إيجابية بحياتى حققت أكثر من هدف بأن واحد
سأكون سيدة المنزل الجميع يتمنى رضاي أولهم ذلك المتعجرف رأفت المنيرى سيفتح لى مكتبى الخاص
والدتى أصبح لديها أخيرا منزل بعد سنوات عمرها كخادمة عادت لقريتها وصديقاتها ولا يمكننا سوى رؤية الفرح بعينيها الأن
قهقه معتز ساخرا :
الانتقام بئر عميق لن تخرجى منه بلا خسائر ربحتى معركتك و خسرتى ذاتك لن تختلفى عنهم كثيرا نفس المصالح المادية تحرككم
هم عاملوكى بالسوء قديما لمرض نفوسهم ماذا تختلفى عنهم الأن أنتى أيضا تريدى الانتقام
عيوب الجسد يسترها القماش لكن عيوب النفس لا تُستر أبدا
أدخلتى حالك دائرة الانتقام وعليك السير وفق خطتك حتى إن خسرتى يوميا ركائزك وأخلاقك
لا أستطيع سوى الدعاء لكى أن يوفقكم الله ويسدد خطاكى وأنه تعود لرشدك قبل فوات الأوان تلك العائلة ليست بالصيدة السهلة
00000000000000000000000000000000000000
الزمور يصدح كما الظهيرة .........ابتسم رأفت وهو
جالس على مقعده بغرفة معيشته
طالع زوجته :ها قد أتى ابن وهدان0 تأخر انتظره منذ ساعتين
ابتلعت زوجة رأفت ريقها : هل ستعيدها له؟
قهقه رأفت : أعيدها .....لن ينالها ابن وهدان ثانية .....ابنة أخى لجأت إلىّ تحتمى بى لن أعيدها له

قهقه لقد وجدت فرصتى وابن وهدان سيجن بالتأكيد عندما يعلم أن الخيوط جميعها بيدى أنا
نادى الخادمة
هرولت أم الفضل إليه فأمرها أن تخرج وتبلغ الحراس أن يسمحوا لفارس وهدان بالدخول مردفاً :لنرى ذلك المتعجرف ماذا يريد منا
............................................
انتفضت فوق فراشها عند سماعها لصوت الزمور يصدح .
جرت ناحية النافذة وطالعت فرأت سيارته خارج القصر .
خفق قلبها بقوة فرحا ممزوج بالذعر....هاهو فارسها كعادته دوماً لا يتركها وحيدة يأتيها كبطل الروايات فوق حصانه الأبيض ينقذها من براثن الذئاب فعارضت ذاتها ولكن ماذا إن نفذ تهديده وحبسنى بالفعل كما فعلها سابقاً لا أدرى أيعشقنى أم يمتلكنى ؟؟؟
أسدلت البرادى وعادت لتجلس على فراشها بذعر ممزوج بالغضب تنتظر ما سيؤول إليه الأمر هل عمها سيتكفل بحمايتها كما وعدها أم أن لزوجها سلطة على الجميع ولن يستطعوا الوقوف أمام رغباته
حدثت ذاتها : ربما سئم منى لانى ضعفت ثانية واستسلامى له ولعشقه ولكن لا لن أعود تلك البائسة المسكينة أن لى عائلتى تقف بظهرى أشد ساعدى عليهم وان كان يريد عشقا عليه بالاحترام المتبادل لا تلك الإهانات والمشاحنات
..................................................

فى شقة حسام بالمدينة
أخذ ما يريد وأنهى الأمر معتقداً أنها ككل مرة تهدأ بعناق ولكن خاب أمله ...
اعتدلت بجلستها تعدل ملابسها مكفكفة دمعاتها مكملة لعناتها
وسبها عليه .
بينما يطالعها هو بندم يحرق قلبه فقد اعتقدها كعادتها تصفو بين عناقه وتتناسى ولكن يبدو أنها بالفعل تبدلت ...تبدلت ولم تعد ذليلة فراشه أو أنثاه المستسلمة كما عرفها دوماً
طالع شعرها الهائج كمزاجه قبل قليل وقد أفلت بقبضته حجابها عنها ليترك العنان لتلك الغيمات السوداء تنسدل بقوة متموجة على ظهرها ورغم انتحابها لم يلتفت لتوسلاتها فاز ولو مؤقتاً ولكن فوزه وهمى فحتى بعد إرغامها لم تكف عن عنادها
بأسى طالعها وكأنه يراها لأول مرة .
تلك العيون الكحيلة تحولت كعيون شبح يختلط كحلها بسيل دمعاتها الجارف تاركاً خطوطاً سوداء فوق وجنتيها
التفتت ناحيته بغضب عينيها تخترق مرمى بصره لتزيد من ذنبه وتزيده دنائه بصوت متحشرج خرجت كلماتها
ربما نلتقى ذات مساء فى طريق عابر أنت تعرفنى وأنا أحاول أن أتذكرك وقطبت جبينها متسائلة:
ألا تأتيك لحظات يقطر قلبك ألماً لشيء صغير تذكرته كان بيننا؟
ألم يعد لديك ذرة احترام واحدة لى لتفعلها بى ؟
ألم تكن لى احترام يوماً ؟ هل أنا رخيصة لديك لتلك الدرجة ؟ أتعيدها ثانية حقاً لم أعد أحسب كم مرة أذقتنى طعم الكره كشراب علقم....
وكيف أتوقع ذلك منك وأنت قطعة من الجحود، فامرح كثيراً الآن، فالقدر يخفي لك الكثير من الألم ستعانى أضعاف ما عانيت أنا .
ستبكينى ندماً ستشتاق أن أتطلع حتى بتلك العينين المستذئبة ولن أتطلع لكَ يوماً أيها الوغد
ستتألم حسام كثيراً .
ستبكى لأسامحك وأكف دعواتى عليكَ أن تعانى أضعاف ما عانيت معكَ
ادعو الله يومياً أن تتألم وتتعذب أن ينفطر قلبك ولا تجد مداوى أتتذكر أخر مرة فعلتها بى .
نفس الوحشية والهمجية ألم يقتلك ذنب ابنك
اخترقت الكلمة الأخيرة أذنه بقوة "ابنى؟؟؟؟؟؟؟"
طالعته ساخرة " بلى ابنك ألم يخبروك أنى فقدت ابننا صباحاً بسبب همجيتك ليلاً ؟
انتفض عن الأريكة مقترباً "عن أى طفل تتحدثين ؟
طالعته بتقزز : أدعو الله ألا تذق طعم الأبوة يوماً أمثالك حثالة لا يروا أبعد من أنوفهم وغد وحقير
اقترب أكثر منها "عن أى طفل تتحدثين ؟
طالعته بسخرية "أبٌ قاتل "
بدأ صبره ينفذ ثانية فهدر :عن أى طفلٍ تتحدثين؟
طالعته بضيق:طفلنا أيها الوغد ألم يخبروك أنى فقدت ابننا بعد ليلتنا المشئومة قبل شهور
مااااااااذا؟؟؟؟؟؟؟
قالها حسام وقد دار العالم به فاقترب ملقياً ثقله فوق الأريكة
فأردفت : لعنة الله عليكَ حسام أمقتك لم ولن أكره إنسان بحياتى قدر كرهى لكَ الأن
تفقدنى كل عزيز لدى بسببك أنتَ وحدك أضعت سنوات عمرى وأضعت تعليمى وأخرها فقدت طفلى بعد انتظارى له بشوق سنوات ولم يرف لكَ جفن أيها الوغد المتكبر واليوم تعيدها تعتقد بأنى ذات الروفيدا الذليلة لكَ سأرضخ مع أول عناقٍ منك .
لا تتأمل لن أرضخ لكَ وإن فقدت حياتى لن أعود لسجنك لن أعود أيها الوغد00000000
يوماً بعد يوم .أفقدتنى كرامتى وأنوثتى لسنوات
وبعد سنوات حرمان أن أكون أم أفقدتنى هدية القدر لى .
أفقدتنى حلم سنوات طالما حلمت به وأنتَ منعتنى إياه وحينما ابتسم القدر لى أضعت بغوغائيتك هديتى ......
كنت دولتى ......... حدودى أنتَ وحدك ....لم أتجاوز تلك الدولة أو أبارحها يوماً
حدودها ذِراعيك وقانونها حُبك وشمسها عينيك وشعبها أنا فقط وملكها أنت وَحدك
رضيت بتلك الدولة لسنوات أنتَ من يضع القانون والعقاب أنتَ وحدك وأنا ألبى وأطيع
حتى عاد ماضيك يشرق ثانية ماضيك الأسود يخصك وحدك لما تقحمنى فيه
لعنة الله عليكَ حسام .
أدعو الله من قلبى ألا تذق الأبوة يوماً وأن تتألم لنهاية حياتك مع من فضلتها واخترتها وسعيت تلهث خلفها سنوات حتى قبلت بكَ
طالعها بذهول فكل الجمل لم يسمعها سوى فقدت ابننا " هل حقاً كنتِ حامل ليلتها ؟"
زمت شفتيها بضيق : بلى كنت حامل أيها الوغد القاتل .
تحجرت الكلمات وجف حلقه لا يجد كلمات لا يجد لحقارته المتواصلة معها عذر
روفيدا أنا فقاطعته "وغد أعلم تمام المعرفة أنك وغد"
حُبكِ كان كالدماء الحمراء يسير في جسدي بكل هدوء.. ويعانق ويلامس كل ماهو في طريقه يجعله ينبض بالحياة.
فطالعها "والأن؟"
فقهقهت ساخرة :الأن يكبلنى كنيرانٍ تحرقنى ...مجرد التفكير أنك ما زلت زوجى تشعرنى بالغثيان .
مجرد النظر لوجهك المتجهم تفقدنى معنى الحياة ......
صدقاً الحياة خارج حدود تسلطك أفضل وأرقى من المذلة بجوارك
كلماتها الجارحة لا يدرى لما يصمت عنها وهو الأبى المتعجرف أم أنها الحقيقة ولا يعيب عليها قولها مباشرة له .......
أكملت "طلقنى رجاءً ...أنا لن أقبل بك بعد اليوم .
قرارى لا رجعة به .ومسألة اختطافك لى ودنائتك لن تمر مرور الكرام إلا بنطقك لتلك الكلمة الأن
لا أخى ولا عائلتى ستترك حياً إن عدت وأخبرتهم بفعلتك حتى إن كنت زوجى لا يحق لكَ إرغامى والتعدى علىّ .
طلقنى بالحسنى وأمر تلك الليلة ينتهى ها هنا إلا إذا كنت تريد أن تطلق البلدة ألسنتها عليكَ بعد أن يقال ابن المنيرى زوجته خلعته كحذاء قديم ولتعلم لدى تقاريرى الطبية تثبت تعديك وضربك المبرح لى حتى فقدت جنينى من أول جلسة اعتقد الحكم سيكون لصالحى فلا تحاول عبثاً
قلبى ليس أسود لكننى لا أريد رؤية وجوه أسأت لى يوما
لن أعود أليك وأن ركعت تحت قدميى تتوسلنى ساعات
أعلم أنك ستعانى بذنبى لن تسعد وترى الراحة أيها القاتل
طالعها بنظرة مختلفة مختتق يحبس دمعاته المتحجرة لم يعلم أن القدر سيتوالى فى صفعه
لما لم يخبرنى أحد لليوم بذلك ؟
بعيون غاضبة حمراء: بماذا سنخبرك تعالى لزوجتك التى فقدت جنينها بسبب همجيتك ودنائتك معها ولكنك كمن وجد فرصته ليعود لعشقه القديم ويتخلص من رابط زواجه بى كلعبة قديمة مل منها وأنه الأوان ليتخلص منها ويتركها غير أبه بما يخلفه بنفسيتها أو بالأحرى هى لا تهمه من الأساس ليرى تأثير تركه لها
اقترب منها يمسك بكفيها فأبعدت يده بقوة عنها متأففة
ابتعد لا أريد سماعك رائحة نفاقك تخنقنى بما ستتعلل؟ ألديك سبب وجيه لصفعى وعشق غيرى وقتل ابنى ؟
ذهنه مشوش للغاية فبرغم كونه حقير وغد ويعلم ذلك تماما عن حاله إلا أن كلمة أب قاتل فطرت قلبه وأدمته
تركته يقف مكانه ذاهلا من كلماتها لا يجد عبارات تناسبها أوحتى يدافع بها عن نفسه وهرولت بحقيبتها لخارج الشقة تهرول الدرج حاول اللحاق بها ولكنها كانت قد خرجت خارج البناية وبالفعل تتخطى الطريق تبعها يتخطى الشارع فكانت قد أشارت لسيارة أجرة صعدت بها وانطلقت
وضع كفيه فوق رأسه متسمر مكانه مشمئز من ذاته المتكبرة المريضة
يتردد بأذنه : أب قاتل
.................................................. ......
ألذ اللحظات تلك التى تعزم فيها على اتخاذ قرار يؤلمك ولكنه صائب
دخل مهرولاًً قصر أل المنيرى ليترائى له رأفت الشامت يطالعه بسخرية قائلا : أتبحث عن شئ فارس وهدان ؟
تيقن فارس أنها بالفعل لجأت لعمها.
فنظرة رأفت الشامتة تؤكد أنها هنا بالفعل
ضغط فوق أسنانه بضيق أمرا : ناديها فى الحال
قهقه رأفت ساخرا: أتأمرنى وماذا أن أخبرتك أنها لا تريدك ؟
هدر فارس به اياك والتدخل فى الأمر هيا ناديها الأن فلم اعد احتمل رؤيتك أكثر أو البقاء بذلك المكان المزعج أكثر من ذلك
طالعه رأفت بضيق: وان كانت رؤيتى تزعجك لما أتيت لمنزلى؟
قطب فارس جبينه بضيق : لم أتى لأكحل عينى برؤيتك أو أوغادك جئت لزوجتى والأن ناديها
هدر به رأفت : ارحل عن هنا ابنة أخى راجعت ذاتها وعلمت بخطأها الفادح بالزواج منك وتلك الغلطة ستصلح فى القريب العاجل
لم يدعه فارس يكمل جملته وهدر يناديها: ميراااااااااااااااا
انتفضت ميرا مكانها بصوته الغاضب الصادح يناديها ماذا حدث من المؤكد أنه بأسوأ حالاته الأن ليقطع حرمة منزل ويهدر بداخله بهذا الشكل
ترددت فى مواجهته وما قد تثمر عنها من فراق أو بغض تلك المواجهة فهى بقرارة ذاتها قررت أن تبتعد عنه لفترة تراجع معاملته معها وأن تلقنه درس احترام رغباتها وتوقفه عن تهديداته الدائمة لها بحبسها بين جدران قصره فتلك القاهرية اختارت كرامتها على عشقها خاصة وأن كلماته ما زالت تتردد بأذنها00000000000000
هبطت الدرج تقدم قدم وتؤخر أخرى
رأها فبرقت عينيه غضب دون أن يزيد أشار لها هيا بنا
توقفت بوسط الدرج : لأين؟
ضغط على أسنانه بضيق : هيا لا تخرجى شياطين غضبى أكثر
لم تبرح مكانها وطأطأت رأسها فتقدم خطوات صاعدا الدرج يجذبها بقوة فهدر به رأفت : كيف تجرؤ أيها الوغد أن تعاملها بإهانة وفى منزل عائلتها
فالتفت إليه فارس : أخبرتك لا تتدخل بينى وبين زوجتى
وعاد ليجذبها من معصمها فتأوهت صارخة
بوقتها كان حسن يدخل المنزل عندما رأى ما يفعله فارس فهدر ناحيته راكضا : أيها المعتوه كيف تتجرأ واقترب يجذب قبضة فارس بعيدا عنها
فما كان من ذلك العاشق الغيور الا لكمة استقرت فوق فم حسن مباشرة
صرخت ميرا وهدر رأفت ينادى حراسه
أما حسن فترنح قليلا من أثر اللكمة ولكنه سريعا اتزن وعاد ليقف فنشب شجار بينهما
صرخت ميرا محاولة تفريقهما لكن ذلك الفارس مقتول الغيرة الشعواء وجدها فرصته لينفس غضبه وضيقه بذلك الحسن حسن الطبع والخلق
هرول الحراس يفرقوهما
بالفعل كان الدم يقطر من فم حسن أما الآخر يطالعها بغضب وجنون كادت تقع أرضامن نظراته الغاضبةتنتفض ذعرا فتلك المرة الأولى التى ترى وحشيته فى التعامل مع الغير وهجومه الغير مبرر على حسن شاكرةربها أن ذلك الحسام ليس بالمنزل والا لسال الدم حقا
هدر رأفت لفارس: أمامك دقيقة لتترك المنزل وتغادر وألا قسما سأصوبك بنفسى
بنظراته النارية طالعها: هيا بنا
هزت رأسها بالنفى وتحركت لتقف خلف حسن

حانت لحظة صدام القلب والكرامة الرجولة حاملة معها جميع الذكريات المحفورة بالقلب
كأنه شريط صغير مر أمام عينه
لم يتألم من قبل سوى ليلتها
مليكة فؤاده تقف تحتمى بغيره 000000 أحقيقى ما يرى؟
هل أنا بقدر نذل لتحتمى منى
أحقا ميرا تخالفنى وتخالف توقعاتى بها
لم ينسى تلك النظرة الباهتة منها ببلاهتها صورت له أن كلماته لا تعني لها البتة
بغرور واهية احتمت بحسن لتقطع خيوط معزتها بقلب فارسها
فحتى إن كان عشقها يدمي قلبه الا انها كرامة الرجل الشرقى وماذا أن كانت فعلتها تلك أمام ألد أعدائه
طالعها بنظرة ثلجية دون معالم ململما ما تبقى من كرامته المبعثرة قال كلمته الأخيرة
أنت من اخترتى وتركها ورحل 0000000
000000000000000000000

عند الفراق، اترك لعينيك الكلام، فسيقرأ من أحبّك سوادها، واجعل وداعك لوحةً من المشاعر، يستميت الفنّانون لرسمها ولا يستطيعون،
فهذاآخر ما سيسجّله الزّمن في رصيدك
يقف بسيارته فوق تلك التلة على أطراف البلدة شارد مكسور الفؤاد نادم على اقحامه لها بحياته نادم على عشقها
نادم على تحديه للجميع ليحمها حتى من ذاته
يحدث ذاته: كان لنا قصة حب لكن اليوم الحب ضاع
عشقنا كان كقارب بشراع اليوم بيدك أوقعتى الشراع وتركتى القارب للأمواج تتلاعب به كيفما تشاء0
أفارقكى اليوم ولا أعلم أستتقبل كرامتى الصفح بعد الأن أم أن صفحة غرامها طويت وتمزقت وانتهى الأمر
كان بشروده أعلى التلة عندما قاطعه رنين هاتفه المتواصل
طالع شاشة الهاتف فكانت والدته
أجابها: مرحبا أمى لا تقلق هى بمنزل عائلتها
0000000000000000000000000
أنهت الأم مهاتفتها السريعة لابنها
والتفتت لترى ابنتها تدخل عليها بحالة يرثى لها فهدرت: أخبرينى الأن أين كنت قبل أن أخبر شقيقك وتنالين غضبه وعقابه وقبله صفعاتى
بضيق وحزن يعتريها : كنت مع حسام
لتضرب والدتها فوق صدرها بذعر : ماذا؟
حاولت تهدئة أمها : رجاء أمى اهدئى ولا تخبري شقيقى لا نريد المزيد من المشاحنات بينهما
لوت الأم ذراع ابنتها صارخة بها : لما كنتى معه أبعد ما حدث تعودى له أيتها البلهاء أتعودى للذل ثانية؟
تأوهت روفيدا : توقفى أمى ذراعى رجاء توقفى لم أعد ولن أفعلها أقسم
تركتها والدتها بأنفاسها المتلاحقة: لما قابلتى الوغد ماذا يريد؟
لم تجد لسؤال والدتها إجابة سوى الكذب فأجابت يريد أن أعود إليه لكنى لم أقبل
طالعتها بريبة : ولما تبدين هكذا وجهك مصفر وعيونك محمرة
أشاحت ببصرها رجاء أمى توقفى عن التحقيق معى كضابط شرطة وتركت والدتها وهرولت لغرفتها وأوصدت الباب
000000000000000000000000000000000
تحت شلالات المياه الدافئة تنتحب
لا تنتحب عشقه بقدر انتحابها لانوثتها المبعثرة
كبريائى الوليد أصبح مرشدى الأن
علمنى كبريائى أن أسير حسب قناعاتى لا عواطفى
واليوم انتصر كبريائى
علمنى ألا أنحنى ثانية وأن أرفع هامتى منفضة العشق عن قلبى وعقلى
علمنى ألا أبكى لمن لا يعرف معنى الدموع
بغرفتها حبيسة لم تخرج منها منذ دلفتها
منفضة ذكراها الأليمة عن عقلها محاولة الخلود للنوم غافلة عن حلم يشير لها من بعيد حلم قد يأتيها بالخير والشر معا
00000000000000000000000000000000
قيل قديما عندما تتزوج المرأة ثانيه يعنى أنها تكره زوجها الاول
وزواج الرجل ثانية معناه أنه يحب زوجته الأولى
جال بسيارته كثيرا حتى أتعبه التفكير فى حقارته معها لاعوام منهيا شوط احزانها بتعديه السافر عليها اليوم

المرأة كالوردة.. تستدرج الرجل بأريجها لتلسعه بأشواكها هكذا بدور كانت تنتظره
تجلس باغراء على حافة فراشهاتطالعه بأحمر شفاهها الصارخ
ذنبه ذنبان تلك المنتظره إياه بشوق كما يعتقد والأخرى محطمة الفؤاد
ألقى السلام عليها وجلس بجوارهاحوطت بذراعها حول رقبته قائلة بدلال قلقت عليك أين كنت منذ الظهيرة؟
لم يجبها ونهض عن مكانه قائلا : دعينا الأن أنا بحاجة لحمام دافئ ونوم هادئ فقط لا غير
000000000000000000000000000000000000000000
00000000000000000000000

Sarah*Swan 10-01-18 09:10 AM


الفصل السادس

مرت الأيام متتالية سريعة
القلوب حزينة مشتاقة تكابر لا أكثر
أختار هو العزة والكرامة كأى رجل شرقى وأختارت هى العناد معتقدة أنه ككل مرة يأتيها مشتاق يطلب السماح ليمر اليوم يليه الأخر حتى قاربت الشهرين ولم يهاتفها حتى .....
تقف داخل مرحاضها الملحق بغرفتهاتطالع ذلك الاختبار تنتظر بلهفةٍ تُرى سأرى الخط الثانى وما هى إلا ثوانى حتى أدمعت فرحة
ها قد ابتسم القدر لها ولاح حلم الأمومة من بعيد طالعت ذاتها بالمرآة تحدث حالها :ترى أيعود الوصل ثانية بعد ذلك الخبر السعيد؟
بالتأكيد سيعود راكضاً عندما أخبره بأنى أحمل ابنه سيعود فارسى لى
.................................................. ...........
يجلس كعادته منذ تركها شارد يعبث بطعامه يكتفى بكوب قهوته الساخنة صباحاً ولكن ذلك الصباح مختلف فالارتياب والقلق رفيقه فاليوم جلسة النطق بالحكم فى قضية دعوى الخلع التى رفعتها شقيقته على زوجها حسام المنيرى
طالع ساعته ناظرا لشقيقته سأكون فى المحكمة على الموعد لا تقلقى ستتخلصى من الوغد اليوم
بذعر يعتريها طالعته متلعثمة بكلماتها : هناك أمر يجب أن نتحدث به أولاً
طالعها باهتمام دون كلمة
فتناقلت بنظراتها لوالدتها والاثنتان يبدو عليهما القلق والذعر
تحدثت والدته: فارس يجب أن نوقف دعوى الخلع لابد من عودة شقيقتك لزوجها بأقرب وقت ممكن
هدر بهما: ماذا؟؟؟؟؟؟؟
فالتفت والدته: كيف تطلق منه وهى حامل الأن
ذلك الوغد أجبرها منذ شهرين وهى الأن حامل
دار العالم مؤقتا قبل أن يهدر لشقيقته: هل أجبرك؟ أم ذهبتى لزوجك بارادتك
انسابت دمعاتها : أقسم أجبرنى
نهض بغضب واندفع خارجا من القصر يطلب رقبة الوغد زوج أخته ويتوعده
00000000000000000000000000
عادت الابتسامة إليها بعد أن فارقتها لما يزيد عن الشهر بكثير
لاحظتها زوجة عمها على مائدة الفطور تتناول طعامها بنهم فعلقت حمدا لله لقد عادت شهيتك سريعا ميرا والابتسامة تملأ ثغرك أخيراً بنيتى
طالعت الجميع لابد أن أتناول طعامى جيدا فالأن أنا اكل لشخصين لابد أن أهتم بوجباتى جيداً يكفينى حزن ..... القادم خير وفرح
طالعها حسن والجميع بتعجب وعلق حسن : هل جننتى ميرا ؟لما تأكلى لشخصين هل تريدين اكتساب بعض الكيلوجرامات
طالعته بابتسامة تعتلى محياها : لا أمانع إن اكتسبت وزن زائد طالما صحة جنينى بخير
طالعتها زوجة عمها "جنينك أى جنين هل أنتِ حامل ميرا ؟
ابتسمت ببرائة طفوليه كعادتها "بلى أنا حامل "
انهالت التبريكات على ميرا عدا رأفت الشارد يحدث ذاته
اذن لا مفر من عودتها لزوجها هى الأن حامل وذلك الوغد لن يترك طفله مهما كلفه الأمر
طالع رأفت ابنه حسن : أليس اليوم موعدجلسة الخلع مع روفيدا؟
هز حسن رأسه بالأيجاب
فهدر رأفت ذلك الوغد سيصيبنى بجلطة يوما ما يرفض تطليقها لليوم ويتحجج أريدها أعشقها أى عشق لذلك المعتوه يعشق اثنتان
اللعنة عليك حسام ستوقع هامتى بأفعالك
ليعود موجهاً سؤاله تلك المرة لزوجته "أيقظى ذلك البغل أخبريه أن اليوم جلسة خلعه ابنة وهدان منه أخبريه لعله يتناسى ويعود ليلتفت لعمله ولتلك التى أحضرها إلينا سنوات أريدها أريدها وعندما تزوجها يتغنى بعشقه للأولى أعلمه بلا عقل بغل لا يفكر سوى بتملكهن أقسم لا ألوم ابنة واهدان على ما تفعله به ولا ألوم ابنة صبحى على إهمالها له من تجد مكتب محاماة جاهز ومنزل لوالدتها وقصر تعش به أميرة كيف لها الاعتراض على إهمال زوجها لها هذا إن كان يهمها الأمر من الأساس لعنة الله عليك حسام ستوقع هامتى بأفعالك الهوجاء
000000000000000
الزمور يصدح كما قبل شهرين انتفضت فرحاً "فارس"إنه بالتأكيد فارس ليبتسم حسن بجوارها هل وصله الخبر بتلك السرعة ؟
تأفف رأفت "اخرج له حسن أخبره لن نستقبله الأن فليحضر بوقتٍ أخر لا أريد أن يتواجه مع ذلك البغل بالأعلى لتنتهى أمر قضية شقيقته وبعدها لنرى أمره وميرا
قطبت ميرا جبينها بضيق فهى حقاً تشتاق لزوجها وتريد العودة ولكنها لم تعد تملك حق الاعتراض فهى من سلمت عمها زمام أمرها قبل شهرين
الزمور لم تهدأ البتة بل زادت واضطربت الأجواء بطلقاتٍ نارية تطلق فى الفضاء
انتفض الجميع وهدر رأفت هل جن ليطلق الأعيرة أمام منزلى اسمح له بالدخول حسن ولينل ما يريد هذا الوغد الأخر
.................................................. ..........................
بغرفته يغط بنوم ثقيل عقب ليل سهد طويلة طالته وهو يفكر كيف يعيد زوجته الأولى يأكله ذنب الثانية المتجاهلة إياه تماماً فقط عملها الجديد وزياراتها المتكررة لوالدتها أصبح شغلها الشاغل طوال الشهر المنصرم
انتفض على صوت الطلقات النارية تصدح أمام قصره
انتفض من فوق فراشه يهرول للخارج يغلبه النعاس الممزوج بالذعر
هبط مهرولاً الدرج ليتواجه مع ذلك الغاضب الناقم الدالف للتو من البوابة الداخلية للقصر
لم يمهله فارس حتى ليطالعه جيداً وأنهال يضربه بقوة أدمت شفتيه وسباب متلاحق شجار قوى لجسدين قويين نشب ولكن الغلبة للغاضب يسب ويلكم دون وجهة محددة وذلك الحسن بلا جدوى يحاول تفريقهما
دقيقة أو أقل بمشهد شبه دموى عنيف لرجلان يتشاجرا كمصارعة ثيران بلا قيود تحت أنظار المختبئات خلف الأبواب المواربة يراقبن بفزع يضعن كفوفهن ذعراً على أفواههن .
بالزاوية تقف بذعر تتابع الشجار بين زوجها وابن عمها واضعة يدها على فمها تشهق ذعراً تنتفض .
لم تراه سابقاً بتلك الوحشية يلكم بلا رحمة...... .يسب بلا قيود
غضب لم تراه من قبل حتى شجارهما لم يصل لذلك الحد من الجنون أرعبها حقاً .....اقتربت منه محاولة إبعاده عنه فلم تستطع انتفضت مذعورة مبتعدة عنهما فسيلان الدم من انف وفم حسام أرعبتها فعادت لتنزوى بالزاوية تنتفض مذعورة وهرولت والدة حسام تنادى الحراس من الخارج .

دون جدوى حاول حسن تفريقهما فما كان إلا بلكمات أطالته من فارس وسباب لينفجر غضب رأفت ممزوج بذعر على ابنه المتوقع أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد وابل اللكمات القوية بمفترق جسده
هرول لغرفة مكتبه........
طلقات فى الهواء كانت كفيلة بإيقافهما ........أيها الأوغاد" توقفا فى الحال "
وطالع فارس بعيون غاضبة وقد أفاق الأخير نسبياً من نوبة غضبه الهوجاء يطالع وقد أبعد قبضته عن حسام لينهره رأفت " أتتجرأ على الشجار فى منزلى وقطع حرمته اللعنة عليكما بغلين همجيين "
لينهض فارس من فوق حسام المجثى أرضاً ويتحرك خطوات ليقف أمام رأفت بغضب مشيراً باصبعه قاطب جبينه " وغد أنتَ الوغد الحقيقى إن كنت أحسنت تربيته لما فعلها ولكن ماذا يُنتظر منك رأفت المنيرى "
لم يكد يكمل جملته حتى باغته حسام بلكمة من الخلف وعاد الشجار بينهما
لم ترى جنونه بهذا الشكل من قبل همجى لا يرى سوى غضبه ينهال بالضرب دون التفكير فى عاقبة الأمر يسب ويلعن بأسوأ ما قد تسمع أذنيها من قبل
عاد رأفت ليطلق أعيرته فى الهواء وصرخ بهما"أقسم إن لم ترحل الأن أو تقف كرجل وتقص لما تتهجم على ابنى بمنزلى و......ليقاطعه حسام دعه أبى فذلك الوغد سينال ما يستحق وعادا ليتبادلا السباب فوقف رأفت بغضب بينهما ........ماذا تريد فارس لما أتيت لمنزلى ؟
طالعه فارس بغضب"اسأل ابنك ماذا فعل قبل شهر ين
بلع حسام ريقه وحدث ذاته "أيعقل أخبرت شقيقها بالأمر الأن إذن لما انتظرت أكثر من شهر ين لتخبره ؟"
ليطالع رأفت ابنه"ماذا فعلت ؟"
لم يجبه حسام فأكمل فارس "بالتأكيد لن يجيبك فهذا ال...... فعلته لا يفعلها سوى حقير دنس "
أقسم سأقتص منك الماضى والمستقبل ولن أغفرها لك تلك المرة سأرحل الأن ولكن لن أمررها لكَ أيها الوغد وابنك سأحرمك منه سأجبرها تتخلص منه لا حاجة لشقيقتى بابن دنس كوالده لا نريد أن تتشابك خيوطكما أكثر من ذلك ....وبصق بعيداً ... ساباً "وغد حقير "
التف ليخرج فوقعت عينه فى نظرة خاطفة عليها "أخيراً رأها تبكى مذعورة كعادتها تكاد تلتصق بالجدار لكن ذلك الغضب الشرقى الأبى حال دون أن يرأف قلبه عليها ويضمها كعادته مردداً لا تبكى حبيبتى أنا هنا فهرول من المنزل مسرعاً ......" غادر مهرولاً
.................................................. .................
طفل أى طفل ......تكلم أيها البغل .......عن أى طفل يتحدث الوغد الأخر ......طالع والده ببلاهة لم يجب فقط ركض للأعلى لغرفته
أبدل ملابسه متلعثماً مضطرباً غير أبه لا بسيلان الدم من أنفه وفمه ولا بالكدمات التى ألحقها به فارس فقط كلمة الطفل وسأجبرها على التخلص منه كانت كفيلة بدفع الأدرينالين لجسده لينقذ ما يمكن إنقاذه ويصلح بعضاً من أخطائه بحقها
.........................................
فارس توقف رجاءً " قالتها ميرا هى تهرول لتلحق به قبل أن يخرج من البوابة الخارجية للقصر
لم يتوقف عن خطواته خارج بوابة أل المنيرى فركضت خلفه
أمسكت بذراعه تلهث"رجاءً فارس أنا....أنا لدى خبر أعلم أنك متوق لسماعه رحاءً حبيبى توقف "
دون أن يلتفت لها بصوت حازم "لم يعد لديكِ ما أتوق لسماعه أو رؤيته ابنة مؤيد "
هيا اذهبى لعائلتك وللأوغاد بالداخل والتفت على حين غرة يطالعها بنظرات نارية غاضبة "من تهدر كرامتى لن أعد بحاجة إليها " وخطى مبتعداً فنادته " أنا حامل "
تسمر مكانه دون أن تنبت شفتيه بكلمة يطالع السراب مشدوهاً لتقترب وتلتف حوله لتصل لمرمى بصره أخيراً "اعتذر أعلم إنى حمقاء وأفعالى طائشة لكنى أعشقك زوجى أريد العودة لمنزلنا ...........وأمسكت بكفه تقربها من بطنها الصغير "أنا حامل أقسم لك لا أكذب .......أنا حامل"
نفض يده مبتعداً عنها " وإن كنتِ حامل خطأك لن أغفره لكِ .
وطالعها بعينٍ قاسية تلومها " أخبرتك سابقاً إن كررتها لن أغفرها لكِ وأنتِ فعلتها مرتين لا عودة لا لمنزلى ولا لحياتى ورفع اصبعه محذراً "وأقسم إن تجرأتِ وأذيتى ابنى سأقتلك بيدى ميرا ولا عزاء لعشقك ........."وتركها وترجل ناحية سيارته المصفوفة خارج قصر أل المنيرى تاركاً إياها تقف تطالعه بدموعٍ حبيسة لا تستطيع حتى الدفاع عن ذاتها .................................................. ...........

• احذر الذين يسامحون كثيراً، فهؤلاء إن رحلوا لا يعودوا أبداً
وقفت تكتم دمعاتها تطالع الغبار يعلو خلف سيارته حتى انعطف فى ذلك الطريق التراب واختفى بسيارته......أيعقل أنه حقاً فارس
من أخبرنى أنه سندى وحماى فى هذا العالم يرحل تاركاً خلفه قلبى .لتعود لتناقض ذاتها"أنا أستحق أكثر من ذلك أنا البلهاء أنا من ابتعدت بإرادتى لا يحق لى إيلامه الأن ....لتعود وتدمع وهى تطالع الطريق"عد رجاءً فارس عد رجاءً........لم تمهل ذاتها وقت للتفكير وذهبت خلفه سيراً على الأقدام لعلها تعيد وتصلح ما يمكن إصلاحه
.................................................. ..............
فى غرفتها تنتحب مما قد يؤول إليه حال شقيقها وحال زوجها عقب انفجار غضب أخيها "من المؤكد سأخسر إحداهما اليوم قد يقتلا بعضهما احدهما يُدفن والأخر يُسجن "
تدعو وتتضرع ربها ألا يحدث ما تتوجسه وأن يحفظ شقيقها من كل سوء حتى ذلك النافرة منه لا تتمنى أو تضمر له الشر فهو زوجها ولسنوات تشاركا الحياة
..........................................
تقطع الطريق مسرعة لعلها تلحق به
تعلم بقرارة ذاتها أنه غاضب وقد يطردها لكن من تحب تضحى خاصة أنها من أخطأت وأهانته أمام الجميع وتركته بإرادتها ........على الجانب الأخر للقرية توقفت ميرا أمام البوابة الكبيرة لقصر أل وهدان
رأها الحارس فأشار مرحباً "حمد لله على سلامتك سيدتى ميرا "
توقفت أمامه متسائلة"سيدك بالقصر؟"
هز الحارس رأسه بالنفى "لا سيدتى السيد فارس خرج قبل قليل ولم يأتى بعد "
لوت فمها بضيق ولكن ذلك العناد بأن تصل إليه الأن مهما كلفها الأمر "أين يذهب سيدك عندما يكون بأوج غضبه هل تعلم؟
طالعها الحارس باستفهام ولم يعلق عادت لتلوى فمها بضيق متراجعة عن فكرة الدخول فالاصطدام بتلك العجوز والدته قد يكون أسوأ مما تتوقع خاصة بعد شجار فارس وحسام زوج ابنتها صباحاً ستسب وتلعن كعادتها أل المنيرى جميعاً ولن تفلت ميرا من لسان وتهكم العجوز
حسمت أمرها أن تعود لقصر عائلتها وتعود إليه فى المساء وتحل أمر خصامهما قررت أن تتجول قليلاً بالقرية لعلها تهدأ وتفكر وتعيد ترتيب كلماتها وأعذارها التى ستخبره بها مساءً
.................................................. .........
جال القرية بغضب محاولاً التنفيس ولو قليلاً عن غضبه وثورانه جملتها الأخيرة تتردد بأذنيه لا يدرى أيفرح لخبر كم توق لسماعه أم يحزن لتعقد أمورهما أكثر شقيقته والوغد زوجها وفعلتها الأمور تختلط عليه ويكاد يجن
ظهرت على حين غُرة أمامه خارجة من وسط شجيرات النخيل جحظ عينيه معتقدا سرابها يطاردها ليفق على صوت اصطدام
بمقدمة السيارة
اصطدام ألقاها بعيداً ....ضغط المكابح حتى كاد ينقلب بسيارته ..........."هل هذا كابوس .........أتلك كانت بالفعل ميرا ؟أم خيالها يطاردنى ؟
انتفض واهتزت أوداجه لم يكد يشعر بقدميه وهو يهرول ناحيتها ملقاة فوق الطريق الترابى على وجهها .
وضع يده على فمه بيديه المرتجفة عقله المشتت عينيه حبيسة الدمعات هامساً بصوت مختنق"ميرااااا" عدلها ليرى وجهها مترب مختلط بدماء تحسس نبضها " حمداً لله ما زالت على قيد الحياة ...لتزداد رجفته برؤية الدماء بثوبها ولم يُطل وكانت بين ذراعيه يحملها مهرولاً لسيارته
.................................................. .....
يقف الأخر بسيارته أمام قصر أل وهدان ينتظر الحارس الذى ذهب ليخبر سيدته روفيدا برغبة زوجها حسام المنيرى فى التحدث معها بأمر هام وعاجل
" اذهب واطرده أقسم لو رأيته لذبحته" قالتها ميرا بغضب جم للحارس لتعارضها والدتها ناهرة "روفيدا توقفى إياكى والتجرأ والتفتت الأم للحارس تخبره"اسمح له بالدخول "
ضغط روفيدا على شفتيها بضيق معارضة والدتها بعد ذهاب الحارس " أمى ماذا إن قدم فارس ورأى ذلك المعتوه زوجى ؟"
طالعتها والدتها بحزم " إن كنتِ تريدى طفلك فلتتبعى زوجك ..........اسمعينى بنيتى طفلك قطعة من روحك إياك والتفريط به إياكِ ستعيشين بذنبه وتأنيب ضميرك لباقى حياتك "
طالعت والدتها باستنكار "ومن قال أنى سأفرط بطفل انتظرته أعوام وما دخل الوغد حسام بالأمر حقاً هو زوجى ووالد طفلى ولكن هيهات لن أعود إليه وإن قبل قدمى "
قاطعتها والدتها "والألسنة ؟ بما ستردى الألسنة امرأة تركت بيت زوجها منذ أشهر والأن حامل من أين لها بالطفل؟ هل تعتقدين أنى سأتركك تمرمغى شرفنا بالوحل " قاطع حديثهما دخول حسام
لوت فمها بضيق ما إن رأت طلته وقد تورمت شفته وعينه حدثت ذاتها "أخى الهمام بالتأكيد أخى من فعلها به"
السلام عليكم قالها حسام وهو يطالعها ووالدتها "ردت والدتها السلام أما هى فاقتربت بغضب منه " لما أتيت أتريد استكمال الشجار مع فارس أرى جيداً أثار شجاركما "
بنظرة ثلجية طالعها "أريد أن نتحدث على انفراد "
لم تمهله والدتها إكمال جملته وغادرت لغرفتها
اقترب يرفع وجهها لمستواه فنفضت يده بقوة قاطبة وجهها "ابتعد ايها ال........"
هل حقاً أنتِ حامل ؟
طالعته قاطبه جبينها تكاد تنفجر غضباً "حقاً من استحى مات" هل اعتقدت أن تصرفك الهمجى سيمر مرور الكرام ألم أخبرك أنى أتمنى أن تنشق الأرض وتبلعك بقباحة روحك وغوغائيتك مجرد رؤيتك تثير اشمئزازى وغضبى
وغد حقير همجى
طالعها بعين حازمة "إياك ومجرد التفكير فى أذيته وقتها سترى الوغد حقاً"
قهقهت ساخرة وهى تطالعه بتحدى وإيباء جديد عليها "هل تملك الجرأة لتهددنى وبمنزلى حقاً لا تستحى ولتنسى أمر ابنك لن تنال سوى اسمك يعقب اسمه بشهادة الميلاد غير ذلك لن تنال لن أدعك حتى تراه لا أريد لابنى أن يحمل بشاعة ودنائة طباعك يكفيه سيحمل جيناتك .ابنى لى وحدى أما أنتَ إن كنت تريد الأبوة فلديك حسنائك زوجتك الجديدة انجب منها أما أنا فلا تحلم مجرد حلم أن تنالى ثانية أو أعد إلأيك والأن انتهى حديثك الغير مرحب به اذهب من هنا قبل أن يعود شقيقى لا أريده أن يلوث يديه بدمك ثانية

لا تحاول ابدا البحث عن حلم خذلك، لا تقف كثيراً على الأطلال، حاول ان تجعل من حالة الإنكسار بداية حلم جديد وحياة سعيدة، ابحث عن صوت أمل جديد يتسلل من وراء الأفق مع ضوء صباح جديد، لا تنظر الى الاوراق التى تغير لونها وأصبحت ذابلة وهشة وبهتت حروفها، وتاهت سطورها بين الألم والحزن، لا ترهق روحك كثيراً فكلنا راحلون.
تطالعه بحزم متناسية ألامها ومعاناتها منه فمن تقف الأن ثابتة غير تلك روفيد القديمة ذليلته لم تكن وقع كلماتها المهينة كمسبة له بل اعتراف بواقعه وخصاله المنبوذة
لكنى أريده ..........قالها وهو يطالع عينيها مباشرة قبل أن تهدر به "من .....من تريد ؟ إياك أن تتوهم حتى ابنى لى وحدى أتفهم ابنى لى وحدى اغرب عن وجهى الأن حسام وإياك وتكرار الزيارة .

.................................................. ..............

يصل بسيارته لمشفى المدينة يتضرع طوال الطريق أن يحفظها له تلك العنيدة المتهورة رغم غضبه إلا أنها زوجته مليكة قلبه حقاً لم تسبقها أنثى هى وحدها من تربعت على عرش قلبه
ينسال الدم من مقدمة رأسها فاقدة الوعى
حملها بين ذراعيه يكاد يركض ركضاً للطوارئ ساعدته الممرضات وأحضرت سرير متنقل وضعها عليه وتم نقلها للطوارئ لمعاينتها المبدئية
يضم كفيه واضعهما فوق فمه يتضرع ربه أن يحمها وابنها يلوم نفسه "إن حدث لها مكروه مات ندماً احفظها لى يا إلهى احفظها وابنى .
رجاءً ميرتى قاومى من أجلى وأجل ابننا ..كانت كلمة ابننا كفيلة بضياع البقية الباقية من جأشه "مؤكد تأذى الطفل مؤكد .....أحمق أحمق أنا حقاً أحمق .
ليتنى ضممتها وعدت بها لمنزلى كما طلبت منى حبيبتى رجاءً قاومى أنا أريدك بشدة " كان يدعو بسره ويحدث ذاته أن يحفظها الله له ويحفظ طفله
عاينها الطبيب وخرج بعد دقائق طويلة ليحدثه فارس بلهفة ممزوجة بالقلق " كيف حالها طمنى رجاءً"
طالعه الطبيب "نحمد الله المريضة فاقت
للأن الإصابات طفيفة كدمات وجروح ستُنقل لقسم العظام الأن وستخضع للأشعات اللازمة والأهم معاينة طبيبة النساء بعدها فالمريضة بالداخل تبكى مرددة أريد الاطمئنان على جنينى " لقد توقف نزيفها النسائى ولكن لابد من معاينة الطبيبة فى الحال لنطمئن على الجنين
ترك الطبيب ودخل غرفة الطوارئ ليراها مستلقية بأنين فوق أحد الأسرة تنتحب تساعدها إحدى الممرضات على تضميد جراح وجهها تنظفها لها وتضمدها
رأته يقترب من الفراش فازدادت شهقاتها "فارس .....طفلنا "
لم يهرول ويقبل رأسها لم يهرول ويطفأ شوقه لزوجته التى كادت تموت بسببه منذ قليل
فبرغم القلق الذى يقتله وينهش بقلبه وعقله عليها .....ذلك العناد يقف بينهما الأن ....اقترب من الفراش "بابتسامة باهتة ..ادعى الله ألا يصيبه مكروه "
..............................
لما أجهز ملابس لزوجتك فارس ماذا حدث أخبرنى رجاءً؟
بحزم حدثها " لا وقت لدى للشرح ادخلى غرفتنا وأحضرى ملابس كاملة من الخزانة ملابسها كما هى منذ تركت المنزل ستجديها بالخزانة ضعيها بحقيبة وأعطها للسائق ليحضرها لى ولا داعى للجلبةوإخبار والدتك الأمور على ما يرام هيا اسرعى وجهزى ما طلبت منك
.................................................
أنهت الفحوصات التى طلبها الطبيب وحان دورها بالكشف لدى الطبيبة النسائية لتطمئن على وضع الجنين بعد تلك الحادثة
وضعت الطبيبة ذلك الجل الخاص بأشعة السونار فوق بطن ميرا حركت تلك الألة الصغيرة وعينى الطبيبة تراقب تلك الشاشة أمامها
ينتظرا على أحر من الجمر كلمة واحدة منها كفيلة بإراحة قلبيهما " ثوانٍ معدودة والتفتت الطبيبة لهما بابتسامة "ابنكما متمسك بالحياة
اعتلت الابتسامة محياهما وقد تناسى مؤقتاً غضبه منها وقهقه مكتومة صدرت عنها فرحة بخبر سلامة جنينها وهو ابتسم حتى بدت نواجزه
لتعود الطبيبة لتكمل لهما " احمدا الله الطفل لم يتأذى سأعطيك أدوية ومثبتتات للحمل وقللى حركتك قدر الإمكان ويفضل الاستلقاء على ظهرك حتى تكملى شهرك الثالث بخير بإذن الله "
أومأت رأسها بالإيجاب لن أنهض من فراشى ...ابتسمت الطبيبة لها "ليس لذلك الحد تحركى لكن للضرورة فقط استريحى واحمى جنينك"
ساعات قضتها بين فحوصات ......كدمات طفيفة وجروح بجبينها فمن حسن حظها لم تصطدم السيارة بها بقوة مجرد صدمة طفيفة أوقعتها بعيداً من تيار الهواء مع حركة السيارة
بدأت تنتبه لألم كفها مراهم موضعية كانت الأنسب لها لتخفيف الألم
وأخيراً بعد ساعات سمح لها الطبيب بمغادرة المشفى
كانت تعتدل باستلقاء وضعت قدميها على الأرض ليجثى يساعدها بارتداء حذائها ........رائحة العبقة ...عطره النفاذ "اشتقتك كثيراً ليتك تنسى أفعالى الهوجاء ليتك تسامحنى " كانت ميرا تحدث ذاتها وهى تتأمله وهو جاثى يساعدها لترتدى حذائها فذلك الأب الجديد يخشى أى حركة خاطئة من تلك المتهورة تعرض ابنه للخطر
اعتدل واقفاً يطالعها "هيا بنا "
ابتسمت "هيا ووقفت على قدميها ليباغتها ويحملها بين ذراعيه وسط ابتسامتها العميقة من خلجاتها "فارس أنزلنى سأقع انزلنى رجاءً"
لم يجادلها فقط قالها بحزم" الطبيبة نوهت بشأن المجهود والحركة لا جدال أريد سماعه مطلقاً "
.................................................. ........
وصل بسيارته لمدخل القرية توقف عند الطريق المتفرع لقصره والأخر لقصر عائلتها " طالعته دون كلمة " التفت ناحيتها بمعالم جادة " هل حقاً تريدين العودة أم تلك مهزلة ستعيدها وتهربين مجدداً ...أمسكت بكفه "زوجى أنا أريد العودة لمنزلنا حقنا أنا أخطأت سامحنى رجاءً "
لم يجب سؤالها فقط اعتدل خلف مقعد القيادة واتجه ناحية قصره .
.................................................. .......................
بذعر يأكلها تنتظر شقيقها منذ طلب منها تجهيز ملابس لميرا"تُرى ماذا حدث ؟لما طلب إحضار ملابس لها ؟"
ليقطع عليها دخولهما القصر
ابتسمت روفيدا بعفوية مرحبة بميرا
" ميرا حبيبتى حمداً لله على عودتك اشتقتك كثيراً "
بادلتها ميرا الابتسامة " مرحبا روفيدا اشتقتك أيضاً كيف حالك ووالدة فارس"
لوى فارس فمه فنوم والدته أنقذه من مواجهتها المؤكدة عند معرفتها بعودة ميرا المنزل ستهب العاصفة لذلك قرر تأجيلها ولو مؤقتاً فطالع شقيقته روفيدا دعيها ترتاح الأن فللتو خرجت من المشفى
طالعتها روفيداً "حمد لله على سلامتك ارتاحى الأن وفى الصباح لنا حديث طويل"
ابتسمت لها ميرا شاكرة وخطت لتتحرك فنهرها لتتوقف وعاد ليحملها وسط خجل ميرا" توقف فارس رجاءً لا تخجلنى أمام شقيقتك " لم يجبها وطالع شقيقته "تصبحين على خير "ارتاحى صباحاً لنا حديث مطول " وصعد بزوجته يحملها بين ذراعيه
بخفة وضعها فوق الفراش وابتعد نسبياً وقد تبدلت ملامحه للجدية"إياك والتفكير مجرد تفكير أن تخرجى من الغرفة أو القيام بأى مجهود يعرض حياة ابنى للخطر
كطفلة أومأت رأسها بالإيجاب واستلقت فاقترب ودثرها بالغطاء مقاوماً رغبته الشديدة فى ضمها لكنه قاوم وابتعد خارج من الغرفة نادته "فارس أين ستذهب "
دون أن يلتفت لها ..لا دخل لكِ الهاتف بجوارك إن احتجتى شئ هاتفينى أنا بالغرفة المجاورة نامى جيداً وإياكى والقيام بأى مجهود أحذرك
.................................................. .................

أى درب من الجنون سلكت يوم وافقت ذاتى اللعينة بالعودة له
هل حقاً ما زال يتملك قلبى؟
هل حقاً أنا بلهاء كما نعتنى شقيقى فارس صباحاً؟
أم فطرة أمومية.....هل حقاً يعلمون بما أعانى وبما عانيت لسنوات؟
لم يكن جنون حسام معاناتى الوحيدة بل فطرة أمومية تشتاق لضم ابنها بين ذراعيها.صوت طفولي ينادينى أمى......هل حقاً مجرد دفاعى عن أمومتى تجعلنى بلهاء بعودتى المؤقتة لذلك الوغد ابن المنيرى
بالفعل هى عودة مؤقتة ألد ابنى وأرفع رأسى بين بلدتى وبعدها أترك الوغد لحسنائه لم أعد أهتم لا به ولا بها......
كانت بين شرودها فى غرفتها حيث عادت ظهراً عقب شجارها القوى مع شقيقها ودفاعها عن حقها فى الأمومة .......تقف تطالع الفراغ من خلف زجاج نافذتها كما كانت دوماً ولسنوات
ارتجفت بذراعين تحوطها .رائحته هو لا غيره..تلك الرائحة العبقة تأسرها...عطره النفاذ يأسر لبها والبقية الباقية من تماسكها ..........لتعود لرشدها سريعاً ناهرة ذاتها "اصمدى اصمدى إياك والعودة لتلك الدائرة المفرغة من جديد وجودك هنا مؤقت فقط من أجل صغيرك .
التفتت قاطبة جبينها تنفض ذراعيه عن خصرها بقوة "ماذا تريد؟ ألم أخبرك ألا تفكر مجرد تفكير العودة لتلك الغرفة أو حتى المرور من أمامها ؟"
طالعها بعيون مشتاقة حزينة "لم أتى لأزعجك أتيت لأطمئن عليكِ وعلى صغيرى هل تحتاجين لشئ هل ينقصكِ شئ"
طالعته ساخرة"حقاً أم أنك تهزى ؟ هل من يقف أمامى ذات المتعجرف الوغد زوجى حسام المنيرى أم أن بدور الحسناء أبدلتك من وغد لحمل وديع؟
لم يعلق على جملتها كاتماً ضيقه"لم أتى لأتحدث عن بدور ولا عن الماضى أتيت للإطمئنان على زوجتى وابنى "

Sarah*Swan 10-01-18 09:13 AM

الفصل السابع
:عيناكى أرض لا تخون"

عيني تحرقني وتمتليء بالدمع .. لكنّني أدفع الدمع إلى الداخل لن أبكي...لن أنهار ......لن أرحل ...
"متى عادت ولما؟ هل هو من اتى بها؟ أم الوغد
رأفت؟ هيا أخبرينى كل شئ ؟ "
بضيق وغضب يعتليها استمعت بدور لخبر عودة روفيدا القصر عقب عودتها من عملها بمكتب المحاماة الخاص بها منذ قليل
لتجيبها الخادمة بالتفاصيل فتجن بدور غضباً " اخرجى فى الحال ..هيا اغربى عن وجهى بأخبارك المزعجة كمن يسكنوا هذا القصر اللعين .اللعنة عليكم جميعاً اللعنة وألقت بالمزهرية تضربها عرض الحائط فتقع هشيماً .........طالعت صورتها الغاضبة فى المرأة أمامها من بعيد وقد تأكلت روحها وانفجر صمتها وغضبها لتعدل من هيئتها وتملس على شعرها الهائج كمزاجها تحدث حالها مطالعة المراّة"
لن أكن ضعيفة بائسة مثلها أنا لست هى
لن أقف أطالعها وهى تستعيد زوجى لها لن أتركه لها لقمة سائغة وأخسر ما ناضلت من أجله دخلت القصر عروس وبأشهر أصبحت سيدته لن أدعها تفوز ...بلى لن أدعها تفوز ابنة وهدان وإن كلفنى ذلك موتها وجنينها .....................
لتناقض حالها وتسخر مما ألت إليه من بغض حتى لذاتها اللعينة أشباح الماضى تطاردها
عشقهما ولهه عليها محاربته لينالها وترضى عنه .....والده الفظ وطرده لها ولعائلتها ............
لتحدث ذاتها " علمني كبريائي ألا أكتب همومي إلا على جدران قلبي"
ما بالك بدورهل تغارين ؟ هل تقتلك عودتها القصر؟ أم يقتلك لهفة وعيون زوجك المشعة فرحاً بها ؟ مؤكد يطير فرحاً بها وبطفلها الأن
أم تموتين قهراً أنها ستنال لقب أم الصبى وتطيح أولى أحلامك .......لكن متى حملت بهذا الطفل ؟ لتعود لرشدها من أوهامها .
هل كان الوغد يقابلها سراً لتحمل منه وتعود الأن
اللعنة عليكَ حسام اللعنة أتتلاعب معى أنا ؟
وأمسكت بهاتفها تتصل به
تجاهل اتصالاتها متعمداً ......فزفرت ضيقاً متوعدة "حسناً إن لم تأتينى بالحسنى ستأتينى مرغماً .
أنا بدور مالكة عقلك لن أتركك لها مهما كلفنى الأمر حتى وإن سال الدم بذلك القصر اللعين .
.................................................. ...

قهقهت ساخرة وهى تطالعه" زوجتك؟أى زوجة تلك ؟ هل أخطأت الغرفة حسام أنا لست زوجتك هى فقط زوجتك أنا هنا لأصم الألسنة عنى وعن ابنى ألد ولن ترانى بعدها ما حييت ولأعيدها لكَ ثانية إياك والتفكير فى العودة لتلك الغرفة أو حتى طرق بابى ثانية والأن وجودك يزعجنى اذهب لحسنائك من المؤكد تنتظرك بغرفتكما
طالعها بغيظٍ مكتوم "روفيدا لا تختبرى صبرى وألجمى لسانك لم تجبه فاقترب هامساً"أنا حسام أنسيتِ سريعاً ليالينا الدافئة..... سنوات زواجنا ....لا تنكرى فعيونك تفضحك عشقى يتملكك قلبك عقلك كلك ما زلت مسيطر على حواسك ومقيدك زوجتى العزيزة
لتحدث ذاتها وضربات قلبها تتزايد
كيف أنساه وكلامه المعسول يرِنُ كالجرس في ذهني وأفكاري "

طالعته بتحدى وعيون ثابتة "
أبشرك أنّي بخير .. عالجت قلبي من أوجاعه .. والوضع أصبح تحت السيطرة الأن
لم أعد أهتم لا بكَ ولا بعشقك، ليس وجودنا بنفس المكان ما يزعجنى فقط بل كلك رائحتك تخنقنى ....وجهك يثير الغثيان ...حقاً الفضل يعود لكَ أنتَ من صنعتنى غيرتنى أبدلتنى لواحدة أخرى تستحق الشكر والثناء زوج بدور تستحق الثناء حقاً

ليقطع عليهما حديثهما طرقات عالية تكاد تكسر باب الغرفة
فقهقهت روفيدا ...هيا هيا اذهب إليها حتى لا تعاقب أيها الحمل الوديع
وأخبر تلك المجنونة بالخارج إن تجرأت وطرقت بابى بهذا الشكل ثانية ....لن أنزل لمستواها الوضيع وأسبها لا بل سأترك خدمى يلقنوها درساً

إذا قررت يوماً إن تترك حبيباً فلا تترك له جرحاً.. فمن أعطانا قلباً لا يستحق أبداً منا إن نغرس فيه سهماً أو نترك له لحظة ألم تشقيه.
يطالعها ويكاد يجن كيف ومتى تبدلت بهذا الشكل ..لم تعد قطته الوديعة أسيرة فراشه مجرد كلمات غزلٍ صغيرة كانت تذيبها وتُنسيها قسوته وإهاناته .
من تلك الواقفة أمامى الأن هل روفيدا ذاتها ؟
ليفق سريعاً من شروده على سباب وصرخات بدور تصدح بالقصر أمام الغرفة

بغضبٍ جم فتح باب الغرفة وطالعها بعيون مستعرة "كيف تجرأين ؟ هل جننتِ ؟
بغضبٍ يعتريها "لما لا تجيب على اتصالاتى وبالأساس ماذا تفعل بغرفة تلك الساقطة
زم شفتيه بغضب هامساً "إياكى أن تتجرأى أكثر ماذا تريدين الأن ولما أتيتِ لغرفتها ؟
فهدرت بصوتٍ أقرب للصراخ"
أتيت لأخذك من حضن الساقطة مدعية الشرف "
بوقتها كان الجميع بدأ يتوافد ذعراً من السباب والصراخ المجلجل للقصر اعتقاداً بحدوث أمر سيئ
لتكمل هى تحت مسمع ومرأى الخدم " هل أتت الأن لتلصق عارها بزوجى متى حملت ؟ وممن ؟ كيف لسيدة تركت بيت زوجها قبل أشهر بل وبالأمس كانت جلسة خلعها منه أن تأتى وحدها لقصره تزف له خبر حملها ؟ وأكملت تهدر تلك الساقطة تحمل ابن معلمها لا ابنك "
لم يدعها تكمل أكثر وكان الكف يليه الأخر يهبط بقوة على وجنتيها يحمل معه من السب ما شاء
أيتها الحمقاء أيتها ال....كيف تجرأين ؟
لم يخلصها من براثنه سوى أخيه حسن الذى جاء مسرعاً كالبقية على صوت سباب بدور

......................................
ساعدتها سجى لتنهض على قدميها فطالعته بتوعد كاتمة غيظها وقهرها والأهم كاتمة أنين وجعها فصفعاته ألمتها للغاية .تلك المتعجرفة أهدرت كرامتها أمام أعين الخدم
أوصلتها سجى لغرفتها وطالعتها "هل تحتاجين مساعدة بدور "هل أحضر لكِ الثلج تضعيه على وجنتك ؟"
طالعته بابتسامة باهتة "شكراً لكِ فقط نادي خادمتى أريدها "
بغضب يعتريها وقفت بغرفتها تطالع المرأة بشبج أنثى وقد تورمت وجنتيها ااوعد تلك السارقة فهى ترى أن روفيدا عادت لتسرق منها الأضواء وتسرق منها زوجها حسام
تحملت الذل وجراحه ودست على قلبي وقلت ستبتسم لى الحياة أخيراً فرحت بمنزل لأمى وقصر لى وصرت أردد أنا سيدة القصر وبأوج زهوتى تأتى تلك الساقطة لتمزعنى كل شئ بتلك البساطة نزعتنى قلبه ليتجرأ ويهيننى ويصفعنى مدافعاً عنها وعن ذلك الطفل اللعين المنتظر حسناً إن كان تعلقه بها بسبب الطفل فلنرى كيف سيراها بعد أن تفقد الطفل

..............................................
فى قصر أل وهدان

تكاد تجن من توالى الأخبار السيئة عليها منذ الصباح
فابنها أعاد ابنة المنيرى زوجته للقصر دون علمها بل والأخرى تختبئ بغرفتها خوفاً من مواجهة العجوز التى تتحين الفرصة لتفرغ طاقة غضبها وحقدها على أل المنيرى بها فاقتصرت شر العجوز وحبست ميرا ذاتها بغرفتها حتى يعود زوجها من العمل
تلتها شجارها وابنتها التى لم تناقشها حتى بأمر عودتها لزوجها ودون إخبار شقيقها حتى
وها هى الأم تجلس بارتياب تنتظر عودة ابنها لتخبره بعودة شقيقته لزوجها ولتستفسر عن تلك حبيسة غرفتها منذ الأمس
.................................
ماذا ؟؟؟؟قالها فارس بزعيق يصدح بالقصر
اهدأ اهدأ بنى ودعنا نتحدث أولاً
بصوت غاضب هادر"أى هدوء تعنى بكلامك عودة ابنتك الجدباء لزوجها ثانية ؟
لتسارع والدته "بنى هذا الحل الأمثل لهما هى لن تتخلى عن طفلها تعلمها أكثر منى متلوعة لترى طفلها بين يديها وتعلم كم عانت المسكينة من سنوات حرمان من الأمومة صدقنى لا أنتَ ولا العالم بأسره سيسرق منها أحلامها الأن كما أن شجاركما صباحاً أجبرها على العودة له
قهقه ساخراً"وهل تظنى بعودتها للوغد ستُحل جميع أمورها ستعود ذليلته وسيحرمها تعليمها وحقوقها خاصة بعد زواجه من الأخرى ابنة صبحى
أمى روفيدا ليست كبدور تلك ابنتك طيبة القلب ستعود ذليلة لابن المنيرى وسيستغل طيبتها لأبعد الحدود
طالعته والدته بحزم "حسناً....حتى وإن كانت عودتها خطأ بحقها لكنه الأمر الواقع وعلينا تقبله هى اختارت طفلها وعلينا احترام رغبتها ورجاء احترم قرارات شقيقتك وليأتى دورك أخبرنى
لما عادت تلك الشمطاء لمنزلنا ثانية ؟
قطب جبينه بضيق يضغط على أسنانه محذراً"أمى إياكى ميرا زوجتى وإهانتها إهانة لى
لوت والدته شدقها بضيق فارس اخبرنى الأن لما عادت ثانية ألم تهرب بارادتها من هنا وأخبرتك من قبل أنها لا تريد العودة ماذا تغير الأن ؟ لما عادت أنثى البومة لمنزلى ثانية ؟
طالع والدته بشبح ابتسامة الجديد أنها تحمل وريث أل وهدان هل أتركها للوغد رأفت المنيرى عمها يتشفى بى أكثر وهو يرانى أحرم من ابنى ويُربى طفلى ببيت الأوغاد ؟
اتسعت ابتسامتها حتى بدت نواجزها " ماذا حقاً تلك الجدباء حامل؟
هز رأسه بالإيجاب فابتسمت والدته " أحمدك ربى استجبت لدعواتى أحمدك ربى أحمدك ...حسناً سأغفر لها إن كانت تحمل حفيدى بين أحشائها "
فطالع والدته برجاء"أمى رجاءً توقفى عن ربط ميرا بعائلتها هى عادت الأن ولا داعى لفتح صفحات طُويت " عامليها كروفيدا لا أريد منك سوى احترام زوجتى وإن أخطأت اتركى عقابها علىّ أنا من سيعاقبها لا داعى للمشاحنة بينكما ابدئا صفحة جديدة
ثم ابتسم مردفاً "هنيئاً لكِ أم فارس تنتظرى حفيدين الأن طفلى وطفل روفيدا "
اتسعت ابتسامة والدته وجلست على مقعدها تتخيل أحفادها تلهو حولها مستمتعة ولو قليلاً بفكرة قرب تحقق أحلامها واقترابها أن تصبح جدة أخيراً وقد تناست بعفوية وطيبة غضبها من ميرا
.......................................
مستلقية فوق الأريكة بغرفتها تتابع إحدى المسلسلات التلفزيونية المعروضة
اتسعت ابتسامتها برؤيته يفتح باب الغرفة ويدخل بعفوية تحركت من مكانها للترحيب به واقتربت تضمه
لكن الجامد متصنع الثقل رغم الشوق أبعدها عنه متعللاً " اذهبى لفراشك ولا تجهدى ذاتك بأى مجهود أتسمعين؟
كان ابعادها عنه وهى من أقبلت لتضمه كصفعة لأنوثتها طالعته بعيون عاتبة تكبت دمعاتها تحدث ذاتها
ليتك تفهم شعوري ليتك تتفهم احتياجى لك الأن تعال أسكن بوسط أنفاسي .......
أنا قلبك وروحك أنا أنفاسك.. تعال نعبر مواني الشوق.. ونرسي بضلوع المحبة
ودس أرض قلبي.. وأرفع راية أنتصارك.. وكن لي اخر أوطاني
وأهزم أشتياقي.. حسناً فارسى أعلمك غاضب للغاية ولكن ستعود
ونعود لنحلق سوياً فى سماء العاشقين كما كنا
....................................
تحت شلالات المياة الباردة يتذكر عيونها الدامعة وهو يبعدها عن ضمه
تشتاقنى وأنا اشتاقها أكثر لكن ميرتى لابد أن تستوعبى الدرس جيداً لابد أن تتعلمى تبادل الاحترام وتكفى عن تلك الطفولية
الأشياء التي يقولها المرء تكون دائماً غير ملائمة، وتعتبر لمسة من أمور الحياة وكلام يخرج من بين الشفتين فقط عكس ما يضمره القلب
يتقطر الماء من شعره يلف المنشفة حول خصره عندما خرج من المغسلة ليراها تقف دامعة تطالعه
"لا أريد شيء سوى احتضانك دون التفوه بأي كلمة " قالت ميرا جملتها تلك ليفقد البقية الباقية من صبره ويفرد ذراعيه دون أن تنبث شفتيه بكلمة فركضت وارتمت بعناقه وسط صمت تام منهما فقط احتضان ومشاعر جارفة عتب تترجمه الشفاه لا أكثر وانفاسهما الحارقة شوقاً
.................................

حبيبي كم اشتقت إليك، كم اشتقت لعيونك الساحرة، ولأنفاسك العطرة، ولهمساتك الدافئة ، حبيبي ها أنا أقف بين يديك
دعنا ننسى الماضى رجاءً فارس لنطوى تلك الصفحة ونبدأ من جديد
قالت ميرا جملتها تلك وهى تعانقه تريح رأسها على كتفه العريض
ليخرج صوته أخيراً " وماذا إن عدت لتلك الأفعال الطفولية ثانية
فابتعدت قليلاً وطالعت عيونه مباشرة لن أفعلها أعدك لا يهمنى الأن سواك وابننا
فابتسم ورفعها بين ذراعيه وضعها على فراشها وانحنى بنصف جسده ناحيتها " فقط أريدك هادئة مطيعة وقتها فقط سننعم بالهدوء أنهى جملته وطبع قبلة خفيفة على جبهتها وابتعد
فنادته"هل ستذهب كالأمس ...فالتفت يطالعها " لا سأكمل ارتداء ملابسى أم تظنين سأنام بتلك المنشفة وغمز بعينه إليها فعضت بخجل على شفتيها " حسناً لكن تعليمات الطبيبة كانت واضحة لا تنسى "
.....................................
يزعق منفساً عن غضبه " هل جننت لتصفعها امام خدمك ؟ هل عدت لجنونك وغوغائيتك ثانية ؟
هل جننت أيها الأحمق ؟ أتتباكى سنوات لتحصل عليها والأن تعود لك الأولى فتهين الثانية أنتَ أخرق مجذوب وطالع زوجته بغضب ساخراً فلتأتى بالعرافة لتعالج ذلك الأجدب تعيده لرشده ولو قليلاً فأومأت زوجته طيبة القلب رأسها بالإيجاب اعتقاداً منها بجدية الطلب
لم يجب والده وخرج من القصر يجول القرية بسيارته لعله يهدأ قليلاً
فكلام بدور وجملتها الأخيرة عالقة بذهنة "هى تحمل ابن معلمها لا ابنك "كشيطان يوسوس له " يعلم ومتيقن أنه طفله لكن ماذا رأت بدور لتتهم روفيدا بوجود علاقة بينها وبين أستاذها
يتذكره جيداً ذلك الثلاثينى قد تشاجرا قبل شهر عندما رأها تقف معه وقد ازداد غيرته وجنونه

......................................

لن أنس من كان بجانبي عندما احتجته، ولن أنسَ من تخلّى عني وخذلني،
ففي الحالتين هناك بصمة لن تُنس أبداً
قالت بدور جملتها تلك لخادمتها المذعورة تماماً " لكن سيدتى ماذا إن انكشف أمرى لن أنجو أقسم لن يتركونى حية ترزق بعدها أبداً
بغضب وغيرة عمياء لا تقلقي لن يشك أحد أبداً بكِ ستتحول الشكوك جميعاً لخادمتها هى أنتِ لا تدخلى غرفتها أو تخدميها فقط نفذى ما سأمليه عليكِ دون أدنى خطأ وإلا قطعت رأسك بيدى أتفهمين؟
بذعر أومأت الخادمة رأسها بالإيجاب
فابتسمت بدور كاتمة غضبها "حسناً إليكِ الأمر.............................."
........... ..................

بغرفتها مستلقية بفراشها تطاردها الذكريات
أنت لم تحمل الأيام كلها.. لم تقف مكانك بلا حراك تندب الاطلال وتبلّك الدموع وتتقاذفك الآلام، ويأكل منك الندم، وتضرب الأكف بلحن الآهات على ما فات.. فهل ستعيد ما كان.. لا.. إنّك لن ترد النهر إلى مصبّه.. والشمس إلى مطلعها.. بل ستكون كمن يطحن الطحين وهو مطحون.. وينشر نشارة الخشب.. وستردد كان يا ما كان.لم أرى ندمك على ما اقترفته بحقى لم أرى توسلك لأرضى عنك إذن فلن تنال الصفح أو بالأحرى أمرك لم يعد يهمنى من الأساس
يحدثونني عن الوِحدَه فأبتسِم، لا أحد كسرته الوِحدَه ونهته مِثلِي،
يحدثونني عن الصَمت فأبتسِم، لا أحد عشق الصمت وتقبل الإهانة لسنوات مثلى يحدثونني عَن البَرد فابتسِم لا أحد أخرسَهُ البَرد وارتجَف ضلوعه مِثلِي، ويُحدثونني عنك فأبكِي، لا أحد أحبّك مِثلي.
لتستسلم لنوم ثقيل متعب هاربة من الواقع ومن العشق ومن العاشقين جميعاً
...............................

أشرقت الشمس خجلة على غرفة العشاق تتسلل من النافذة على غرفتهما فبعد ليلة من الأشواق الجارفة تستلقي الأن تنام بأريحية فوق ذراعه يحاول جاهداً التخلص من قبضته على كفه فقد تأخر على عمله وتلك ممسكة بكفه تقبض ولولا خوفه أن تستيقظ لأبعد ذراعه عنها بقوة لكن رؤيته ابتسامتها الجميلة فى منامها أبت إلا أن ينتظر أن تفيق وحدها وتبعد قبضتها عنه يتأملها هادئة وديعة فى منامها وقد هاجت تلك الخصلات البنية فزادت مظهراً طفولياً بتلك المنامة الحريرية تزداد بريقاً بعيونه كاتماً شوقه لأنثاه الشهية
وأخيراً فتحت عينيها واستيقظت"صباح الخير حبيبى" قالت وهى تتثائب
رد تحيتها طابعاً قبلة خفيفة على جبهتها قائلاً"هل نمتِ جيداً ؟
هزت رأسها بالإيجاب "لم أنم بأريحية هكذا منذ اكثر من شهر
"حسناً فلتحافظى على هدوئك كالبارحة وستستطيعين النوم بهدوء كل مرة أم وسادتى ذراعى كانت مريحة لتجعلك تغطين بنومك وقد اقتربت الساعة على العاشرة وتأخرت على عملى للغاية
ابتسمت دون رد فابتسم لها ودلف المغسلة
...............................
أنهت ارتداء ملابسها تناولت حقيبتها تطالع ذاتها بالمرأة " حسناً روفيدا لا يمكنه الاعتراض وإن اعترض قفى بوجهه لا تهابيه ثانية
عاد أخيراً بعد ليلة مظلمة منهكة لتفكيره وقد غفا بسيارته وصوت رنينه لا يهدأ منذ أشرقت الشمس وها قد ارتفعت الشمس فى السماء فقرر أخيراً أن يعود لمنزله ويضع حداً لمهازل زوجتيه
جحظ عينيه برؤيتها تهبط الدرج تتأنق بملابسها تضع حقيبة يدها لوى شدقه يطالعها " لما كل هذا التأنق أذاهبة لعرس صباحى ؟
لوت فمها وابتسمت ساخرة بل ذاهبة لعرس تعليمى الأن موعد دروسى سأذهب للمركز
لا لن تذهبى لأى مكان"قالها حسام وهو يطالعها بتحدى وحزم ........فطالعته بنفس النظرة الثابته "بل سأذهب حسام وإن منعتنى سأعود لمنزل عائلتى ثانية ولن ترانى أو ترى طفلك المنتظر
ليقترب قابضاً على مرفقها"هل تجرأين بمخالفتى؟
بنفس نظرة التحدى الواثقة "بل أخالف عنجهيتك وتكبرك تعليمى سأكمله سواء رضيت أم أبيت سواء كنت بمنزلك أو بمنزل عائلتى لا مناقشة بهذا الأمر مطلقاً ثم ابتسمت ساخرة "بدلاً من مراقبتى وتضييق الخناق عليّ الأولى أن تهتم بزوجتك
فهمس لها"وهل هى تركتنى أهتم بها وأنا قصرت"
فطالعته ساخرة" يبدو أنك فهمت مغزى كلماتى خطأ أنا أقصد بزوجتك حسنائك بدور أما أنا فلست زوجتك أنا أم طفلك لا أكثر
بل حبيبتى وزوجتى .قالها يهمس لها فلم تتحرك قيد أنملة وعادت لتخرج غيرته عن السيطرة " لم أعد جدباء لأصدق تلك الألاعيب احفظ كرامتك وابقَ بعيداً عنى لن تطل منى شئ يكفيك أنى قررت أن أحمل ابنك بين أحشائى رغم غضبى الكبير منك إلا أنه طفلى فى النهاية ولن أدعه لكَ سأقتلك بذنب أخيه أتذكره أتذكر فعلتك بى قبل أشهر أيها ال..لا لا لن أسبك وأكن كحسنائك بالأمس لقد أحسنت أختيارها كزوجة أهنئك عليها وعلى أخلاقها
أنهت جملتها وأكملت هبوط الدرج ومنه للحديقة تنادى الحارس أن يوقف لها سيارة أجرة
كانت تقف خارج القصر بانتظار سيارة أجرى عندما فتحت البوابة على مصراعيها لتخرج منه سيارته وقف أمامها يفتح لها الباب من الداخل مشيراً لها"هيا كى لا تتأخرى على درسك"
طالعته بتعجب هل حقاً تواضع وتنازل وسيوصلها بنفسه بل لم يعترض كعادته على ما تريد هل حقاً تغير أم لعبة جديدة يمارسها لتعود لبراثنه ؟
..............................
فى منزل عواد

الحقد داءٌ دفين ليس يحمله إلا جهول ملئ النفس بالعلل
تجلس زوجات عواد كعادتهن أمام منزله على تلك الأريكة من لطوب اللبن تثرثرن على خلق الله ليصل حديثهن إلى سجى فتبادر فوز قائلة "تلك الجدباء كسندريلا التى تزوجها الأمير من يصدق أن تلك البلهاء تتزوج حسن ابن المنيرى سليل الحسب والنسب أثرى رجل بالبلدة وابن كبيرها بل وتحمل الأن ابنه تم لها كل شئ وها نحن نجلس ننتظر عودة الثور والدها ليأتينا يتهكم ويسب ويلعن
لتتدخل زوجة عواد الثانية "ليتنى مكانها "
لتقول الزوجة الثالثة"بما تزيد عنا لتتزوج وترتاح وتغدق بالنعيم ونحن هنا نجلس نعض أناملنا بلا زوج جيد أو مال أو حتى أطفال
...........................
أوصلها لباب المركز وعلق قائلاً " متى تنتهى من درسك سأنتظرك هنا"
طالعته بعجب"تنتظرنى لما تنتظرنى درسى سيستغرق ثلاث ساعات متواصلة اذهب لعملك لا تنتظر سأعود بسيارة أجرة وحدى
طالعها بحزم إياكى والصعود بأى سيارة أجرة أتفهمين ينتهى درسك تهاتفينى سأمر على العمل فأنا لم أذهب منذ أيام تنتهى تهاتفينى لأقلك أتفهين
هزت رأسها بالإيجاب فلأول مرة ترى اهتمامه حتى وإن كانت تراه زيفاً منه إلا أن مجرد اهتمامه البسيط يأسرها ولكنها متماسكة كما وعدت ذاتها ولن تضعف بأى حال من الأحوال

...................................

فى المساء على طاولة العشاء بقصر أل المنيرى
تحدت ذاتها وقبلت بدعوة رأفت أن تشاركهم العشاء وبالفعل نزلت لترى الجميع يحوط المائدة تلك بدور تجلس بجواره "يا لها من ساخطة ناكرة للمعروف خطفت زوجى تلك اللعينة"كانت روفيدا تحدث ذاتها فى نظرة خاطفة لحسام وبدور والتفت لتجلس بجوار حسن وسجى
تفضلى سيدتى روفيدا أحضرته لكِ لقد صنعته الخالة أم الفضل لكِ خصيصاً
وضعت خادمة بدور طبق الشوربة أمام روفيدا فى نظرة خاطفة لسيدتها باكتمال الخطة
لتأسر الرائحة تلك القابعة بجوارها "يا لها من رائحة لذيذة أنا أيضاً أشتهى الشوربة من يد خالتى أم الفضل أحضرى لى طبقاً قالتها سجى أمرة الخادمة
لتقرب روفيدا منها الطبق تناوليه هنيئاً عليكِ أنا لا أشتاق للشوربة فعوارض الحمل متعبة
ابتسمت سجى بعفوية وهى تتناول الطبق منها لا تذكرينى بالحمل وعوارضه فأنا ما زلت أعانى
وأنهالت تأكل من الطبق وسط ذعر الخادمة وبدور ونظراتهما المرتعبة
....................................

Sarah*Swan 10-01-18 09:15 AM

الفصل الثامن

"باب العرافات"

الحب كالأرض الخصبة يَجب أن ترويها دائماً بالمشاعر والأحاسيس كى لا يذبل ثم يجف ثم يموت.
تقودنا أقدارنا لا نعلم أمخيرين أم مسيرين لا يهم فبالنهاية النتيجة واحدة
فى المساء على مائدة العشاء بقصر أل المنيرى
تحدت ذاتها وقبلت بدعوة رأفت أن تشاركهم العشاء وبالفعل نزلت لترى الجميع يحوط المائدة تلك بدور تجلس بجواره "يا لها من ساخطة ناكرة للمعروف خطفت زوجى تلك اللعينة"كانت روفيدا تحدث ذاتها فى نظرة خاطفة لحسام وبدور والتفت لتجلس بجوار حسن وسجى
تفضلى سيدتى روفيدا أحضرته لكِ لقد صنعته الخالة أم الفضل لكِ خصيصاً
وضعت خادمة بدور طبق الشوربة أمام روفيدا فى نظرة خاطفة لسيدتها باكتمال الخطة
لتأسر الرائحة تلك القابعة بجوارها "يا لها من رائحة لذيذة أنا أيضاً أشتهى الشوربة من يد خالتى أم الفضل أحضرى لى طبقاً قالتها سجى أمرة الخادمة
لتقرب روفيدا منها الطبق تناوليه هنيئاً عليكِ أنا لا أشتاق للشوربة فعوارض الحمل متعبة
ابتسمت سجى بعفوية وهى تتناول الطبق منها لا تذكرينى بالحمل وعوارضه فأنا ما زلت أعانى
وأنهالت تأكل من الطبق وسط ذعر الخادمة وبدور ونظراتهما المرتعبة
................................

قلوب تخشى الفراق وقلوب تخشى الهزيمة وقلوب تخشى العشق وقلوب نقية بسجيتها لم تتلون أو تتغير
"يقولون تغير وتبدل أصبح عاشق وله أجادلهم ساخرة لم يتغير بل يحاول التأقلم على وضعه الجديد فتلك الحسناء ابنة صبحى تسيطر كلياً على عقله وها أنا أحمل طفله بين أحشائى أعلمه متحير تائه كطفل وحيد ضائع لكنه ماكر أراه يطالعنى ويطالعها لم يحسم قراره بعد يريد الحلوى والفاكهة معاً لكنه بعداً له أنا لم أعد أنا
هى من دخلت حياتنا بإرادتها إذن لن أشفع لها لا عشقها القديم له ولا حاجتها لمأوى هى حتى العتاب لا تستحقه تلك الماكرة
أما هو فليتعذب قليلاً فالقادم لن يكن سهلاً عليه
أقسمت منذ وطئت قدمى هذا البيت ثانية لن أعد تلك الجدباء المغرمة لن أعود بائسة أنتظره ليطئ فراشى أدلل وأتذلل لن ينالها تلك روفيدا قد أوريتها الثرى وأنتهى أمرها
كانت بشرودها حول مائدة الطعام تفكر وتحلل بخلجاتها وضعها بمنزل أل المنيرى الأن عندما وصلتها تلك الرسالة النصية فى ذلك التطبيق الشهير المعروف بين متصفحى شبكة التواصل الاجتماعى "الواتس أب"
قرأتها وابتسمت وعادت لتضع هاتفها بجوارها بعد أن أغلقته متجاهلة بتعمد العيون الغاضبة المراقبة لها
............................................
على مائدة أخرى بسيطة أرضية يفترش عواد وزوجاته الأرض يتناولون عشائهم
عندما برم عواد شاربه الكث قائلاً"أريدكن أن تربين الطيور أكثر فابنتى ستلد بعد أشهر نريدها أن تتغذى "
لتلوى فوز فمها باستنكار معلقة"وهل تعتقد أن ابنتك زوجة حسن المنيرى ستتواضع وتلد بمنزلك عواد ؟
فلوتن الباقيات فمهن بضيق وغيرة تأكلهن من تلك المسكينة
لينهرهن عواد "ما بالكن كيف لا تأتى عاداتنا هل ستتبرأ ابنتى من عاداتنا
الفتاة تلد مولودها الأول بمنزل عائلتها هكذا عرفنا وعاداتنا هل تتجرأ ابنتى أنا على تغييرها أو الاعتراض عليها أم أنكن تمانعن ؟"
لتجادله احدى زوجاته "تلك العادات للفقيرات المغلوبات أمثالنا أما ابنتك المدللة لم تتواضع حتى بزيارتنا منذ تزوجت ابنة المنيرى فكيف تتوقع منها أن تلد بمنزلنا البسيط ذلك
من المؤكد ستلد بأكبر مشافى المدينة وبعدها تعود لقصر زوجها تدللها الخادمات ما بالها بكَ أو بمنزلك البسيط "

يعلمهن تأكلهن الغيرة والسخط على ابنته ولكنهن محقات خاصة أن ابنته حقاً لم تأتى لزيارته هو من يزورها لدقائق معدودة كلما اشتاقها ......
نهض خارجاً من المنزل بتثاقل وكأن الوهن والضعف أتاه وهو المغوار الفظ كما يُلقب دوماً من الجميع
جلس على الأريكة من الطوب اللبن "المصطبة" أمام منزله يستمع لصرير الضفادع الأتية من الحقول ومن تلك الساقية العتيقة المليئة بالجرذان
يأكله الهم .........همه هو لا غيره
" قد نال الشيب منى ......تخطيت الستون وها أنا كما أنا بلا جاه بلا مال والأهم بلا ولد يحمل اسمى
أقرانى الأن أحفادهم تلعب حولهم وها أنا تزوجت الثانية والثالثة والرابعة وأنا أجادل ذاتى هن عاقرات لا أنا أنا أنجبت من زوجتى الأولى ابنتى سجى فكيف لا أنجب من الثلاثة الأخريات .......هل نال الشيب والوهن منى وأصبحت دمية لا تصلح لشئ ......لما تجادل ذاتك عواد اذهب للطبيب لكل داء دواء أنتَ لديكَ ثلاث زوجات إن كانت فوز قد كبرت فالأخريات صغيرات وقد ينجبن بدل الذكر ذكور وتصبح عواد والد الصبية ......ابتسم حتى بدت نواجزه وقد خرج صوته أخيراً سأذهب للطبيب من الصباح الباكر .
فتل شاربه بعنجهية "لن يكن ذلك الأبله حسن أفضل منى "

.............................................

بغرفتها مستلقية تتابع برنامجاً ما على احدى المحطات التلفزيونية قاطعها دخوله الغرفة
بابتسامة واسعة رحبت به انحنى مقبلاً جبهتها وأردف بجملة غزل

"لو نظر نيوتن إلى عينيكِ، لعرف أن ليس للجاذبية قانون"
مسائك سعيد فارسى الهمام .....قالتها ميرا مرحبة بزوجها

جلس محوطاً بذراعيه كتفيها مردفاً"كيف كان يوم ميرتى ؟
مطت شفتيه بضيق " لا جديد لم أخرج من الغرفة مطلقاً وأردفت ساخرة "حبيسة غرفتى كما أمرت سيد فارس "
طالعها " أنا أمرتك بالراحة لا العزلة والانزواء بغرفتك انتهى عقابك ميرتى يمكنك الخروج للحديقة والتنزه لكن إياكى والخروج من القصر وقتها "وهو يشير بعلامة الذبح على رقبتها" قطعت رأسك وانهيت أمرك أيتها المتمردة الحمقاء
لوت شدقها بضيق"أنا حمقاء فارس؟"
ابتسم مازحاً "بلى حمقاء من تترك عشقها وتهرب كالأطفال لتختبئ ببيت الذئب حمقاء "
والأن هيا بنا المائدة جاهزة أمى تنتظرنا لنشاركها العشاء
انتفضت ميرا "ماذا ......والدتك... رجاءً لا أريد مواجهتها الأن ستتشاجر معى وتوبخنى كعادتها
أنا لا أشعر بالجوع تناولت الطعام قبل قليل اذهب أنتَ وبلغها تحياتى
رفع حاجبه بضيق " أخبريها بما تريدى بنفسك لست ساعى بريد لأصل الرسائل هيا ميرا كفى عن طفولتك أنا أتضور جوعاً "
بقلق من مواجهة العجوز فمنذ عودة ميرا القصر تتجنبها كلياً وتحبس ذاتها بالغرفة ليل نهار كى لا تتواجها وتنال من لسان العجوز الكثير والكثير
تجلس على رأس المائدة تنتظرهما عندما لاحت لها كالطيف
تكاد تختبئ خلفه فتلك القاهرية تخشى العجوز حقاً أو بالأحرى تخشى لسانها السليط
لاحظها فبسط كفه فتشبست به كطفلة تتعلق بكف والدها
حيا والدته مقبلاً رأسها
أما هى فابتعدت وجلست على مقعد بعيد نسبياً دون أن تنبس شفتيها بكلمة
لوت العجوز شدقها بضيق معلقة على تصرف ميرا
"أليس من الأدب أن تلقى السلام أم أن تربية أل المنيرى تختلف عن العرف والأدب "
ابتلعت الكلمات كعلقم وبشبح ابتسامة طالعت حماتها "مساء الخير "
رفعت العجوز حاجبها ضيقاً وعادت لتطالع الطعام
ساد صمت بين ثلاثتهم لم يعلق لا على أفعال والدته ولا على أفعال زوجته تركهما يحلا مشاكلهما دون تدخل منه تلك المرة
فتلك والدته وتلك زوجته إن تدخل ونهر إحداهما خسرها فقرر أن يراقب من بعيد فى الوقت الحاضر فهو يعلمهما طيبتا القلب والسريرة ستعتادا بعضهما والعيش سوياً لا محالة
.................................................. .....


الألم لم يهدأ بل زاد " لن أخبره سيتشاجر معى ..لا لا لن أخبره سيذهب الألم وحده لا حاجة لطبيب"
كانت سجى تردد تلك الجملة منذ ما يزيد عن الساعة بعد انتهائها من وجبة العشاء
فقد شعرت بألم كبير يجتاح معدتها تلك الصغيرة تعتقده ألم معدة طبيعى لكنه لم يكن كذلك بل اضطراب وألم يضرب برحمها يهدد حياتها وحياة جنينها "حمقاء أنا بالفعل حمقاء لقد تناولت طعام كثير ...لم تعد تحتمل أكثر خاصة أن ذلك الحسن باجتماع مع والده بغرفة مكتبه منذ ما يزيد عن الساعة وهى بغرفتها تتحامل على ذاتها لقد أفلت الزمام منها وبدأ الألم يضرب جنبيها أيضاً نادته لكن الصوت يأن ضعيف والألم يزداد حتى أطلقت صرختها برؤيتها للدماء تندفع منها وقتها فقط علمت أنه خطر حقيقى يهدد حياة طفلها فازداد ذعرها وارتجفت وأطلقت صرخات استنجادها

صدح الصوت بأرجاء القصر سبقته روفيدا إليه فرأت تلك المسكينة واقعة أرضاً تنتفض وعلامات خسارتها لطفلها بدت واضحة بدماء تسيل منها فعادت إليها ذكرى خسارتها هى الأخرى لطفلها الأول قبل شهور فصرخت هى الأخرى
مشهد يدعو للرثاء سجى تقع أرضاً غرقة بدمائها والأخرى تلتصق بالحائط تنتفض ناحبة وكأن أشباح الماضى أتتها لتخيفها تضع يدها على بطنها ترتجف
بغرفة مكتب رأفت وصلت لرأفت وابنيه الصرخات فانطلقا يهرولا لمصدر الصوت
وصل حسام أولا ميز صوتها لا يدرى لم شعر بغصة وألم يقتله برؤيتها تنتفض مذعورة تنتحب ضمها بقوة فاستسلمت دون وعى لضماته وازداد نحيبها
أما ذلك الأب المكلوم أو بالأحرى حلم أبوة أصبح بمهب الريح جثى على ركبتيه يطالع بلبلته
يطالعها لا يدرى كيف حدث ولماذا ومتى لا يدرى إلا بعيونها تستنجد به وقواها خائرة هزيلة دماء لم تتوقف

تقف تستند على الإطار الخشبى لباب غرفة سجى حقاً يؤلمها منظر سجى الواقعة أرضاً غرقة بدمائها فى ناقوس خطر لخسارتها لجنينها فتلك الحبوب المسيلة للدم التى سحقتها بيدها وطلبت من خادمتها أن تضعها بطعام روفيدا وتناولتها على غير المتوقع تلك المسكينة سجى قد تودى بحياتها أيضاً إن انفجر رحمها وإن كانت بالأساس تعانى من سيولة بالدم قد تموت تلك المسكينة
لم تنتبه من زوجها وهو يطمئن زوجته الأخرى المذعورة بركن الغرفة فقط يقتلها ويؤنبها ضميرها على سجى فهى لم ترى من تلك السجى إلا الخير لم تشاكسها أو تغلط بحقها مطلقاً عكس البقية من قاطنى قصر أل المنيرى
..............................
الفراق هو آخر محطات الحب، وهو المحطة التي يغرس فيها الألم في القلب فلا يفارقه أبداً

لكنه لم يكن فراق فقد تمسكت تلك البلبلة بالحياة تمسكت بعشقها وبيده المرتجفة التى لم تترك كفها إلا وقت دخولها غرفة العمليات لإجراء عملية تنظيف لرحمها فبالفعل خسرت سجى جنينها الذى لم يتجاوز الشهرين وكادت تخسر حياتها بالمقابل فتلك الخادمة وضعت الحبوب المسحوقة جميعاً فى طبق واحد جرعة كبيرة من الحبوب المسيلة للدم كفيلة بقتلها

.............................................
يهدهدها كطفلة صغيرة بالفراش عقب عودته من المشفى واطمئنانه أن زوجة أخيه أفاقت بعد خروجها من غرفة العمليات ترك المشفى عائداً المنزل ليطمئن على زوجته
لا يدرى لما يأكله همها لما أصبحت شغله الشاغل وهو من تركها بإرادته واختار الأخرى
كان الليل قد انتصف ........هادئة تغط فى نوم عميق كطفلة صغيرة حالمة استلقى بجوارها يهدهدها
يعبث بخصلاتها السوداء يشم عبيرها فقد اشتاقها حقاً تلك الروفيدا الثائرة الجديدة
..............................................
فى المشفى يجلس على مقعد ملاصق لفراشها يمسك بكفها يطالعها ببشاشته المعهودة ضامراً حزنه
رفعت عينيها الشبيهه بعيون المها الدامعة "أعلم أنه خطأى وأنا.......ليقاطعها لم يكن خطأك حبيبتى بل خطأ شهيتك النهمة
فابتسمت رغماً عنها وانفرجت أساريرها قليلاً"أرى أنك تسخر من شهيتى حسن "
أسخر أى سخرية ذلك مفعول المخدر أنتِ تتوهمين لا شك أنا لا أسخر من بلبلتى ثم إنى رأيت أنك أنشغلتى بذلك الحمل عنى فها قد عادت بلبلتى لى وحدى
فعادت دمعاتها تلوح داخل مقلتيها فانحنى يقبل جبهتها فأغمضت عينيها فهربت الدمعات أخيراً" أحمد ربى أنك بخير الطفل يعوض بإذن الله أما بلبلتى فلا "
..........................................

تسلل ضوء الشمس من النافذة ليملأ الغرفة على استحياء
تتمايل يميناً ويساراً بنومتها لتشعر بذراعيه تحوطها هو لا غيره وبالأساس من يتجرأ غيره
مغمضة العينين تحدث ذاتها ولم تتحرك قيد أنملة"
أتعجب كم من الأيام قضيتها فقط في اللحاق بك ومحاولة الحصول عليك والأن أنتَ من تطاردنى حتى بمنامى
عجباً لغرورك زوجى كنت كالخاتم بإصبعك فألقيت بى وأخترتها والأن بعد أن ألقيت عشقك جانباً تطاردنى
واستدارات باستلقائها لتتواجه بجسده المجثى بجوارها
نفس الحدة حتى بمنامه
مرت أناملها فوق وجنتيه وقد نمت لحيته وكبرت فزادته جاذبيه تلك العيون النائمة لكم خجلت وطأطأت رأسها أمام جبروت عيون الصقر تلك
مشطت بأصابعها خصلات شعره الأسود كمزاجه دائماً

لونت لك جدران الحياة ونقشت عليها أجمل كلمات الحب والاشتياق، توجتك ملكاً على عرش الكلمات وأسكنتك فيه كملوك الأساطير والروايات وماذا جنيت؟
ليعلو صوتها الهامس "لم أجنى منك سوى الألم "
لتتفاجأ به يفتح عينيه" أعلم أنى ألمتك لسنوات وكنت وغداً ولم أقدر أن بين يدى جوهرة ثمينة بحثت فى السراب عن عشق مهملاً عشق دافئ بمنزلى
تنتظرنى كل ليلة بشوق متناسية كلماتى الجافية إهاناتى غرورى لم أعطيكى سوى العذاب أعلم لكن أقسم أنى نادم ولا أعلم كيف أعيد عشقى لقلبك وأعيد تلك الروفيدا طيبة القلب تلك الروفيدا عاشقة حسام
قهقهت ساخرة دون أن تتحرك قيد أنملة فقط عيونها تواجهه" هل تريد عودة الحمقاء ثانية لتعد لغوغائيتك ؟"
وتعد لإهانتى وتذكيرى يومياً بعشقك لابنة صبحى حسنائك حقاً أين هى الأن هل تركتك بسهولة لتبيت على فراشى؟

اقترب هامساً من أذنها

"أريد أن أقضي يومي بالكامل بصحبتك.. أريد دموعك، ابتسامتك وقبلاتك، رائحة شعرك، اشتقت لأنفاسك عندما تلامس وجهي..اشتقتك زوجتى

لتهمس هى بجدية فى أذنه أيضاً
"أنا أغلقت باب قلبي ووضعت حوله ألف جدار، ولن تعود لتسكن فيه أبداً وإن قدمت ألف اعتذار، وإن سألني أحدا يوماً عليك، سأقول بكل انكسار أنني أسأت الأختيار "
أنهت جملتها ونهضت من فوق الفراش ودلفت المغسلة

تاركة إياه فى شعور متناقض عجيب بين حزنه أنها رفضته وبين لذة الشعور بأنها لم تعد تلك الذليلة الكسيرة له ولكلماته الجارحة المهينة لها كما كان
.................................................. .................
الحب لــيس كلـمــات تؤخــذ من الاغــاني ... و ليــس حجارة تستخــدم لبنــاء قصر من الأوهام.. ...
الحــب احسـاس بقلــب يخــاف عليــك.. يمنــحك الابتسامـه عندما تقسى الدنيا عليك.. نظـرة تسكنـك في جنــة الخيــالات اللامعروفة..
الحـــب احســاس أنــك أهم شخــص فى حياة حبيبك

يقف أمام سراحته يعدل من رابطة عنقه تقف خلفه مباشرة بدلال تهمس "فارس"
طالعها فى المرأة " لن تخرجى ميرا سوى للحديقة"
فحوطت خصره بذراعيها " لن ابتعد أقسم لكَ أريد التنزه قليلاً سأذهب لشجيرات النخيل حيث أحب رجاءً فارسى رجاءً
التفت ليطالعها بجدية" لا لن تذهبى لأى مكان أنا أثق بكِ لكنى لا أثق بعقلك الهوائى لا أثق البتة ميرتى "
لتزم شفتيها حسناً اذهب برفقتى إن كنت لا تثق بعقلى كما تسميه هوائى
ليبتسم لها " أترك أعمالى وأذهب لأتنزه معكِ وسط الحقول ما بالك ميرا حبيبتى تلدى بخير بإذن الله وبعدها سنذهب برحلة للجبال الحمراء هل تذكريها وأتبعها بغمزة من عينه فابتسمت خجلاً وطأطأت رأسها
..............................................
لما تبتسم كلما فتحت هاتفها تُرى ماذا تقرأ أو من يراسلها لتبتسم كلما وصلتها رسالة لقد راقبتها بالأمس ورأيتها بأم عينى
ها قد واتته الفرصة ليفتش ويعبث بالهاتف ويطمئن قلبه على ما أثارته تلك البدور قبل أيام قليلة
أمسك الهاتف محاولاً فتحه وخاب ظنه لأنها تضع رمز سرى لفتح الهاتف لكان تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن ويرن الهاتف
فكان اسم غريمه ينير بالشاشة
زفر غضباً وأجاب فجائه صوت مصطفى " صباح الخير روفيدا .....جاء الصوت هادئاً لينفجر حسام " أيها ال...كيف تجرأ وتهاتف زوجتى أيها ال....."
صعق مصطفى عند سماع صوت حسام فأخر ما توقعه أن يجيب حسام على الهاتف لا روفيدا
بوقتها كانت هى تخرج من المغسلة فرأت الهاتف بيده وسمعت سبابه المتلاحق فهرولت وجذبت الهاتف من يده بقوة ناهرة"هل جننت ؟ كيف تجرؤ على الرد نيابة عنى
واحتدم الشجار بينهما وحدثت مصطفى "اعتذر سأهاتفك بعد قليل"
لينهض حسام بغضب عن الفراش" كيف يجرؤ هذا الوغد ويهاتفك
طالعته بغضب "ولما تهتم من الأساس مصطفى استاذى لا أكثر ومن المؤكد هناك شئ هام ليهاتفنى وحتى إن لم يكن شئ هام ما شأنك ألم تخبرنى قبل شهور أن اذهب وأنك تتمنى لى حياة سعيدة مع غيرك لما تسبه الأن هل جننت؟
ليقترب ويقبض على ذراعها بقوة إذن هذا الوغد من احتل مكانى بقلبك ؟ اقتلك روفيدا أقسم أقتلك .لتنفض ذراعها وتبتعد زاعقة به " لا تتدخل بحياتى لا تتدخل أنا هنا فقط من أجل ابنى وبعد ولادتى سأذهب ولن ترانى ما حييت حياتى ومن يدخلها ومن يخرج تخصنى وحدى لا أنتَ ولا غيرك يحق له سؤالى أو التحكم بى أتفهم هيا اغرب عن وجهى وإياك والعودة وضغطت بقوة على أسنانها بدلاً من محاسبتى وأنا لا أهمك بشئ اذهب وحاسب حسنائك أخبرها أين تختفى طيلة اليوم
.................................................. .....................
فى المشفى بالمدينة
كانت والدة حسام ورأفت فى زيارة سجى
" نحمد الله أنك بخير بنيتى
"استَعِينُواْ بِالصَّبرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ "(قرآن كريم البقرة 153)
عليكما بالصبر وعلى الله العوض باذنه تعالى ما زلتما شباب والحياة أمامكما
كانت تلك جملة والدة حسن وحسام لسجى
فرد حسن عليها "سحابة صيف تذروها الرياح "
الأهم عندى الأن زوجتى أما الطفل فقدر الله وما شاء فعل سيعوضنا الله من عنده باذنه تعالى

اما رأفت فكان يجلس بلا كلمة فقط ألقى التحية عليهما وجلس على المقعد بالغرفة
فقد كان يتأمل باحفاد كثر تملأ عليه القصر وتزيد من سطوة أل المنيرى فرأفت بنفس العقل السائد عند أغلب الشرقيين "الذكر سند وحائط نستند عليه وتقوى به هيبة العائلة أما الأنثى فللبيت ولزوجها لا أكثر" يأمن بالمثل الشعبى الدارج
"الولد للكفن والفتاة للعفن"
تلك حكمة رأفت فى الحياة السطوة والمال والأولاد الذكور
لذلك كان خبر فقد ابنه حسن لطفله أثر نفسى بالغ عليه
.................................................. ..........

خذو الحكمة أو النقمة من أفواه البسطاء.

نعم سيدتى لن تفيدك سوى الخالة "مرجانة" تلك السيدة سرها خفى تضرب الودع وتقرأ الكف وجميع وصفاتها تنفع الحامل والعقيم والمربوطة وكل شئ صدقينى سيدتى الحل عند مرجانة
التفتت تطالع خادمتها كفى هذيان أى عرافة وأى جنون هذا هل ترينى حمقاء لأصدق العرافات
لتجادلها الخادمة " كلهم بكفة ومرجانة بكفة أخرى صدقينى سيدتى مرجانة ليست دجالة هى خادمة مولانا الشيخ .....عند القبة الخضراء تجلس ومولانا الشيخ يلقنها هى لا تأخذ شئ لنفسها كله لخدمة المقام وخدمة الفقراء وخدام مولانا الشيخ وأتبعتها بجملتها "مدد يا سيدنا مدد"
لم تجادل بدور أكثر وطالعت خادمتها كفى عن الثرثرة وأخبرينى هل ذهب حسام من القصر بعد ذهابى للعمل صباحاً أم ما زال هنا ؟
لتلوى الخادمة فمها "سأخبرك سيدتى لكن رجاءً لا تغضبى كتلك الليلة
لترفع بدور حاجبها بغضب " ماذا حدث" لا تخبرينى أنه بغرفتها الأن
لتسرع الخادمة قائلة " لا لا لقد ذهب السيد حسام من الصباح للعمل ولم يعد بعد ولكن.....لتقطب بدور جبينها لكن ماذا؟
لتكمل الخادمة "السيد حسام قضى ليلته بغرفة السيدة روفيدا أنا رأيته يخرج صباحاً من غرفتها
اللعنة اللعنة تلك الحقودة عادت لتفسد حياتى وتسلبنى كل شئ ثانية ألم يكفيها الماضى بل عادت لتفسد حاضرى حسناً روفيدا لن أرحمك تلك المرة وخرجت باتجاه غرفة روفيدا
.................................................. ...
طرقت الباب ولم تنتظر الإذن ودخلت
كانت روفيدا مستلقية تطالع وتستذكر دروسها فقد اقتربت امتحاناتها التكميلية عندما تفاجئت ببدور تدخل الغرفة عليها كبركان غضب
بتعالى وإيباء طالعتها دون أن تنهض من مكانها " كيف تجرئين وتدخلى دون إذن "
لتهدر بدور بها " لننهى الأمر الأن وقبل عودته هيا أخبرينى ماذا تريدى لما عدتِ هل عدتِ لتنتقمى منى وجئتى لتسلبينى زوجى وحياتى ثانية ؟
وضعت الكتاب جانباً واعتدلت بجلستها تطالع بدور بنظرة تعالى مقصودة " أتعلمين أن أعدل الشهود التجارب" لقد جربتك من قبل وأقسمتى أنك لا تريدينه ولا تريدين الإرتباط به وإذا بى أُفاجأ بزواجكما حسناً لن أتحدث عنكِ وأشغل عقلى بكِ فأنتِ أحقر من أن تشغلى حيز من تفكيرى أما إجابة سؤالك فهى"لا دخل لكِ إن كنت جئت أسلبك زوجك الحمل الوديع أم أكيد لكَ مجيئى لهنا يخصنى وحدى أتسمعين جيداً والأن اغربى عن وجهى كى لا يتعكر مزاجى بأمثالك وبالمناسبة قبل أن تذهبى
" رجاءً أخبرى زوجك ألا يقلق منامى ليلاً ويتسلل لغرفتى فأنا أحبذ النوم وحدى وطفلى لا حاجة لى بأشباه الرجال "
والأن انتهى كلامى هيا للخارج قبل أن أنادى خدمى ويلقونكى خارجاً ولتعلمى لن يعترض أحد فأنا أرى الجميع بالقصر يريدونكِ خارجه وبكلمة واحدة منى ستطردى شر طرد "
لم تحتمل أكثر وانفجرت بغضب "إذن قوتك بطفلك أليس كذلك ابنة وهدان"
لتنهض روفيدا عن الأريكة بغضب " سيدتك روفيدا إياكى وحذف الألقاب ثانية ابنة صبحى
بلى قوتى بطفلى هيا تشجعى وانجبى ليلتهى زوجك معك ويبتعد عنى وطفلى فأنا لا أريد لابنى أن يُربى على إيد وغد كزوجك حسام المنيرى
.................................................. .............................
فى إحدى المشافى الحكومية
أنهى الطبيب المعاينة المبدئية لعواد قائلاً " مبدئياً لا يوجد أعراض ظاهرية تنفسك طبيعى وضربات قلبك طبيعية بس الأهم التحاليل أريد منك إجراء عدة فحوصات وتحاليل وبعد أن نرى النتائج سنحدد العلاج المناسب لكَ
ليطالع عواد الطبيب " أنا لا أشكو من شئ هن العاقرات أعلمهن لكنى جئت لأطمئن على صحتى لا أكثر
طالعه الطبيب ولم يعلق فأصحاب ذلك الفكر ما زالوا منتشريين بقوة من يروا أن العيب بالمرأة لا بهم
.................................................. .....................
بغرفتها وقد سلمت عقلها لتلك الخادمة الماكرة "سيدتى لابد أن تعيدى زوجك لفراشك لا تتركيه لها لابد أن تتصالحي مع سيدى حسام
لتطالعها بدور بكبر"كيف لى أن أغفر له إهانتى أمام الجميع بل وصفعى بسببها "
كحفيف الأفعى تكمل الخادمة "ذلك غرضها وهدفها سيدتى صدقينى أعيدى زوجك إليك واحكمى سيطرتك بل وانجبى له أيضاً واسحبى البساط من تحت قدميها وهى ستمل وتذهب دون عناء
واعملى بنصيحتى لنذهب لمرجانة فالحل الأكيد عندها هى من ستخلصك من تلك الروفيدا وتعيد إليكِ زوجك
كل نساء القرية تعرف الخالة مرجانة وسرها الباتع
.................................................. ........
العلم يرفع بيتاً لا عماد له والجهل يهدم بيت العز والشرف.
سلمت عقلها للخرافات وذهبت بصحبة خادمتها لزيارة العرافة
فى بيت عتيق على أطراف البلدة يكتسى بالرايات الخضراء يزدحم الرجال والنساء أمامه فى انتظار دورهم لمقابلة مرجانة العرافة أو المعروفة باسم"الشيخة خادمة الولى"
اقتربت خادمة بدور من إحدى النساء وهمست لها فجرت السيدة لداخل والمنزل وعادت سريعاً ترحب ببدور قائلة "تفضلى تفضلى سيدتى الشيخة خادمة الولى تنتظرك بالداخل سيدة النساء والبلدة لا تنتظر بالخارج كالبقية
.................................................. .
تابوت يكتسى بالحرير الأخضر والمسابح البيضاء والخضراء
أيات قرائنية معلقة وصور فوتغرافية كبيرة بعرض الحائط معلقة على الجدار لرجل ما
همست بدور لخادمتها "صورة من تلك"
فهمست الخادمة تلك صورة مولانا الشيخ رحمة الله ملقن الشيخة مرجانة
مطت بدور شفتيها ولم تعلق لتترائى لها تلك المسنة بجلبابها الأبيض وعمامة كبيرة خضراء تخرج من تحت التابوت ففزعت بدور وتراجعت خطوات فنادتها مرجانة اقدمى اقدمى سيدتى اقدمى ولا تخافى فقد أبلغنى مولانا بقدومك وهو يرحب بكِ
افترشت بدور الأرض فى مواجهة المرجانة وخلفها خادمتها لتبدأ مرجانة فى لمس مقدمة رأس بدور والتظاهر بتلاوة القرأن أو شئ من هذا القبيل وعقب انتهائها طالعت بدور"محسودة" بلى أنتِ محسودة سيدتى وزوجته الأولى صنعت لكِ عملا سفلى أسود يمنعك الخلفة لتعيده إليها وتنجب هى
برقت عينى بدور بصدمة "ماذا عمل سفلى تلك الماكرة صنعت لى عمل لتسلبنى حياتى وزوجى"
أومأت الدجالة رأسها بالإيجاب وأردفت لكن مولانا الشيخ سيساعدكِ بعون الله ويحل العمل السفلى "مدد يا مولانا مدددددد"
ضيقت بدور عينيها بغضب "حسناً سأعطيكى ما تريدين وأغدقك بالأموال المهم أن تفكى عنى ذلك العمل وتقلبيه عليها هى لتفقد طفلها وتعود من حيث جاءت وأعود مليكة قلب وعقل زوجى وحدى دون شريك "



Sarah*Swan 10-01-18 09:17 AM

الفصل التاسع
"نيران القلوب"
رغم الصمت المطبق عليها إلا أن قلبها يحمل الكثير والكثير من صرخات لا يسمعها سواها
فوق الأرجوحة فى الباحة الخلفية للقصر المهيب تجلس روفيدا تستمتع بنسمات الليل الهادئة
وحدها ... لا ليست وحدها يؤنس وحدتها أحلامها العريضة وتلك البطن التى بدأت تبرز نسبياً مع دخولها فى الشهر الثالث رغم ضغطها النفسى وتركيزها بدراستها وامتحاناتها القريبة إلا أن مجرد تحسسها لبطنها وغرقها بأحلام ضمها لابنها ولهومهما سوياً تنسيها أى مشاعر متناقضة متعبة مثقلة
"كيف حالك بنى أشتاقك بشدة متى أضمك بين ذراعيي ونتناسى سويا أننا مرغميين على العيش بواقع لا يتناسب معنا .....مع واقع والدك الهمجى وحسنائه مع واقع كونى مرغمة على مقابلتهم والتصبح بوجوههم العكرة صباحاً حتى تأتينى بنى ونرحل سوياً من ذلك السجن المقيت
صغيرى الجميل أعلم أنك ستكون وسيماً فالوغد والدك ما زالت وسامته تأسرنى ولكنى الأن في هدنة
بلى بنى أنا هدنة من صراع قلبى وعقلى "
تتناسى تتناسى كلياً الألم .....بلى إنها الأنثى إن تناست الرجل أو تظاهرت بالنسيان .
يقف بعيداً يراقبها لا يجرؤ فمجرد الاقتراب منها يشعل فؤاده يؤنبه ضميره وقلبه على إهمال تلك الجوهرة لسنوات يحدث ذاته
ماذا إن ذهبت إليها الأن واعتذرت لها أمام الجميع
بلى هى تستحق كما أُهينت أمام الجميع أن أعتذر لها أمامهم وأطلب منها الغفران
بالفعل تحرك حسام بضع خطوات لخارج القصر ليصل لزوجته المسترخية فوق الأرجوجة ولكن السيف سبق العزل كما يُقال وبدلاً من خروجه صعد لأعلى عند الأخرى
.................................................. .

احذر غضب الرجل مرة
واحذر كيد النساء ألف مرة
فالمرأة تدرك مطالبها بالحيلة بالبكاء بطرح أنوثتها
لا يهم الوسيلة الأهم الوصول لهدفها ....
أنهت تأنقها بذلك القميص المثير بفتحة طولية تصل لأعلى ركبتها بكثير ...بأحمر شفاهها الصارخ .....شعرها المتموج خلفها كعقلها المشتت عطرها الأنثوى الأخاذ
تأكدت من قرائته لرسالتها النصية التى تحمل" أنتظرك بغرفتنا إن لم تأتى ستحضر عزائى صباحاً"
لم تنتظره طويلاً ............فللنساء طرقهن الخاصة
ما هى إلا دقيقة وكان أمامها بعقله المتناقض مع قلبه يريدها ويريد الأخرى يعشقها ويعشق الأخرى من منهن يختار ؟
لا يعلم سوى أن ضربات قلبه ازدادت وتسارعت قلقاً عليها من مجرد رسالة نصية أرسلتها إليه .
تجلس بدلال على طرف الفراش تطرح أنوثتها بكبر وقد ذاب أمام بريق شفاهها الصارخ ....مثيرة شهية حد الجنون لكنه غاضبٌ منها مُشتت عقله مع الأخرى وقد بدأ ينجذب إليها أخيراً حدث ذاته "من أين ظهرتى الأن بدور اللعنه على حظى السيئ دوماً"
دخل وأوصد الباب خلفه يتأمل بدره الساطع يراقبها وهى تقترب منه بخطوات أنثوية متمايلة تأسره حد البلاهة لتقترب هامسة بأذنه

"هل تدري معنى الاشتياق ؟؟؟
هل سمعت أنين الشجر حين تسقط منه الاوراق؟
هل تأملت الأرض العطشي وهى تبكى من بعد الماء ويكسوها الانشقاق ....؟
هل أحسست يوماً بحال القلب حين تسلب منه النبضات ...؟وأمسكت بكفه تضعه فوق قلبها
هذا حالى عندما تبتعد عنى.
أين حسامى المغوار؟
أشتاقك حقاً أشتاق عشقاً أدمى قلبى وروحى لسنوات
أشتاق لعينيك لضمتك الدافئة
أشتاق حبيبى المغوار من تحدى الجميع سنوات ليصل إليّ.أشتاق شغف اللقاء دقات قلبه المتسارعة كلما رأنى أو ضمنى
أبعد أن إنهارت حصونى بين ذراعيك تتخلى عنى الأن ؟
فقط يطالعها دون أن تنبث شفتيه بكلمة واحدة فهى القائد الأن تقود عقله كما كانت دوماً ليتنحنح قائلاً" ليس الأن لدى عمل هام بالخارج حينما أعود س....لتقاطع كلماته لهيب أنفاسها الحارة تفترس شفتيه بأنثوية ناعمة
"إن أرادت الأنثى فعلت ولن يمنعها إنسٌ ولا جان"
وأمام دلالها الأخاذ ذاب وانصهر ولم يعد ذات الحسام
وأسدل الستار
وأدرك العشاق ببحر الهيام الصباح
.................................................. ...............................


لقد مرت ساعاتٍ ونحيبها لم يهدأ خلف الباب الموصد
يحبسها بالداخل وقد أضاع المتبقى من صبره عليها
ترفضه كعادتها تأبى تلبية رغباته الجامحة حد الجنون
إنهال صفعاً وضرباً لجسدها النحيل كجلادٍ بسوط أصم لو يعرف الحديث لنعى تلك المسكينة لسنوات
القرية بأكملها سمعت صراخها ونحيبها ولكن ما من منقذ سوى الفارس الهمام
بعدة ركلات للباب الخشبى فُتح الباب على مصراعيه وتمكن الفارس من الدخول
ليرى الوحش الأدمى فوق أريكته يدخن لفافة تبغه وقد أنهكه التعب
بقوة أوقفه على قدميه وإنهال يلكمه بوجهه حتى أدماه
والأخر يتوسله "رجاءً سيدى رجاءً اتركنى لم أفعل شئ بما أخطأت لتعاقبنى سيد فارس ماذا فعلت أرجوك إرحمنى واتركنى
هدر به فارس "أرحمك ؟ ولما لم ترحم تلك المسكينة ابنة غفران خادمتى أتزوجتها أم إستعبدتها ؟
لن أتركك سوى جثة هامدة أيها الوغد الجبان
حسناً حسناً سيدى سأتركها ترحل أقسم لكَ وسأطلقها إن أردت لكن أتركنى لا صحة لى لتحمل ضرباتك أكثر أنا رجل تخطيت الخمسبن
بضيق وغضب يعتريه أفلته فارس وهو يهدر "أين هى أيها الوغد ؟
يجر قدميه جراً وصل للغرفة الموصدة وفتح بابها فخرجت هى منها كالشبح تحتمى بسيدها فارس
"سيدى أنقذنى من ذلك العجوز المتصابى رجاءً طلقنى سيدى رجاءً "
طالعه فارس "طلقها أيها الوغد فى الحال"
وبالفعل لم يكد ينهى جملته حتى نطقها الرجل"أنتِ طالق وبالثلاثة"
.............................................
كصك إفراج مؤقت من حياة مليئة بالعذاب خرجت أنهار من بيت العجوز لتذهب برفقة سيدها فارس بسيارته
.................................................. ...
تتابع الطريق الترابى وقد علا الغبار مع الصمت المدقع
تتذكر قبل سنوات
الفتاة على أعتاب الستة عشر ولم تفلح بالدراسة لماذا لا توافقين على تزويجها أيتها البلهاء ؟
لتجيب والدة أنهار تلك المرأة" لكن سيدتى أم فارس قالت الفتاة صغيرة لا تصلح للزواج الأن"
لوت العجوز فمها بضيق" وإن كانت ابنة الستة عشر لا تصلح للزواج إذن لما زوجت هى ابنتها روفيدا وهى بعمر ابنتك تماماً قبل شهور لحسام ابن المنيرى؟
تسارعت الأفكار وتناقضت بعقل أم أنهار "لكن ذلك الرجل سبق له الزواج عدة مرات أريد لابنتى عريس كحسام المنيرى أو حتى فارس وهدان "
قهقهت العجوز الخاطبة حتى أدمعت عينيها " هل تهذين أم أنهار ......هؤلاء أسياد ونحن مجرد خدم وعبيد هل رأيت يوماً القمر ترك السماء وخطى معنا على الأرض ؟
ومرت الأيام وبالفعل تزوجت أنهار ذلك المزواج لترى معه العذاب ألوان وبعد سنتين طلقها لتحصد لقب جديد وهى ابنة الثامنة عشر لقب"مطلقة"
لشهور لم تتخلص من تأنيب والدتها لها أنها لم تصن بيتها وزوجها وبالحقيقة كان العكس " فالرجل المزواج زير النساء لا تملأ عينه سوى حبات التراب"
وأُجبرت للمرة الثانية على ذلك العجوز الخمسينى بحجة " المطلقة تجبر ولا تختار" وزفت ابنة الثامنة عشر للعجوز وذاقت معه العذاب لسنوات
حتى كانت تلك الليلة وسمع فارس من الخادمة وهى تقص على والدته ما تعانيه ابنتها أنهار من تعنت وتجبر العجوز وكانت المرة الأولى التى يسمع بما تعانيه تلك أنهار صديقة شقيقته روفيدا فى طفولتهما وصباهما فلم يتردد أن يخلصها من براثن زوجها العجوز وبالفعل ها هى الأن فى سيارته فى طريقهما لقصره حيث تسكن والدتها الأرملة خادمته
.................................................. ........................

فى الصباح
كانت خادمة بدور تؤدى عملها بإتقان فى إيصال خبر تصالح سيدتها وزوجها حسام لمسامع الخدم خاصة خادمة روفيدا وبالفعل وصل الخبر لروفيدا
....................................
وما الحزن الا صدأ عميق يتغلغل فى النفس و العمل بنشاط يقوى النفس ويصقلها و يخلصها من احزانها فالانشغال بالعمل هو خير دواء للوجع و الاحزان
لكن ليس فى كل الاحوال .
كان هذا دافعها الأول لتتخلص من أحزانها وذكرى عشقه بل وتبجح الأخرى فى إشغال غيرتها بتصرفات طائشة لا تليق بهما وها هو كالأحمق يعود لجحر الأفعى باستسلام تام
ألهت روفيدا ألمها بل دفنت ذلك الحزن عميقاً واستسلمت لواقعها كونها أم مستقبلية تنتظر بلهفة واشتياق سنوات لطفلها
والأن على أعتاب إتمام شهادة الثانوية العامة لتلتحق بحلمها القديم "الجامعة" كم حلمت وتمنت أن تلتحق بذلك الصرح العريق تغزو العلم وتحصد منه ما تشتهى من العلوم النافعة لها ولكيانها الجديد
ودعت العشق وأورته الثرى بل ونثرت ورود فوق قبر ذلك العشق الأحمق
فاليوم لن يقف بوجهها لا هو ولا حسنائه
.................................................. .

فى المشفى الخاص بالمدينة كان عواد وزوجته فوز فى زيارتهم الثانية لابنته سجى المقرر خروجها من المشفى اليوم
الناس تستكثر النعمة والراحة عليكِ بنيتى أولئك النسوة الحاقدات هن من أصابك بالحسد فخسرتى جنينك .قالها عواد وهو ينظر بغيظ ناحية زوجته فوز فهو سمعهن بأذنه تلك الليلة يحسدن ويغتبن سجى
لتبتسم له ابنته " إنه القدر والدى ولا مفر منه يعوضنى ربى باذنه تعالى "
تمم الجميع على دعوتها فتسائل عواد "أين زوجك حسن؟
ابتسم سجى عند ذكر حسنها البشوش "ذهب لإنهاء إجراءات خروجى من المشفى والطبيب طلب لقاءه أيضاً بمكتبه
................................
فى غرفة الطبيب بالمشفى
ماذا حبوب لسيلان الدم"قالها حسن بصدمة وضيق" فأومأ الطبيب رأسه بالإيجاب
وأكمل"حبوب سيلان الدم تستخدم فى الجلطات إنما تحذر وتمنع من المرأة الحامل تماماً منعاً للنزيف وللأسف فحوصات الدم لزوجتك سجى أثبتت وجود تلك الحبوب بدمها وأعتقد أنه السبب الرئيسى لخسارتكم الطفل
"من فعلها ؟ ولماذا ؟ لا لا ليست سجى المقصودة فالطبق والحساء كان لروفيدا ..اللعنة إنها بدور حتماً تريد الأذى لروفيدا اللعنة على النساء وغيرتهن
كتمها حسن ولم يخبر بالأمر أى أحد حتى زوجته
فإن علم أخوه أن زوجته الثانية تكيد للأولى ستنقلب الأمور بعد أن هدأت نسبياً بينهم
وأراد أن يحصل على دليل مؤكد يتهم به بدور فتلك المرة أفلتت بفعلتها لكنه لن يتركها تكررها أو هكذا يعتقد ذلك الحسن الطيوب
.................................................. ......................
بعد خمسة أشهر

روفيدا تسارع الوقت فامتحانها الأخير اليوم وحملها يتعبها للغاية بالإضافة للمجهود الذهنى لها متجاهلة تماماً الأفعال الهوجاء الحمقاء لبدور التى تركت مكتب المحاماة مؤقتاً لتلتهى بالحصول على طفل كما تتأمل ولكن هيهات فعلى نياتكم ترزقون
أنهت أرتداء ملابسها وحجابها وخطت للخارج لتتفاجأ به يقف أمام غرفتها "لوت فمها بضيق ولم تعلق وأكملت طريقها فأوقفها ممسكاً بذراعها "توقفى رجاءً .
نظرت لقبضته الممسكة لذراعها فاعتذر تاركاً قبضته عنها " دعينى أقلك اليوم لمكان لجنتك الامتحانية اليوم أخر امتحان لكِ أريد أن أقلك بنفسى وعقب انتهائك سنتنزه سوياً.. .........
طالعته بضيق "لا داعى السائق سيقلنى اذهب لعملك أو حتى زوجتك الحسناء مؤكد قلقة عليكَ الأن هيا لا تضع وقتى حسام بك" وتركته وأكملت طريقها حتى اصطدمت بالأفعى بدور خارجة من غرفتها اصطدمت بها بقوة فى بطنها البارز فتألمت روفيدا وشعرت أنها تأذت أو ابنها تأذى بالفعل
لم تدع بدور الفرصة تمر بسلام وألقت كلمتها كالأفعى" ألا تنظرى أمامك أم الغيرة تعميكى وأفلتت ضحكاتها "
طالعتها روفيدا بغضب "أتعلمين لولا خوفى أن أضيع امتحانى بسبب حمقاء مثلك لأسمعتك ما لا يسرك ابنة صبحى وتركتها وهرولت لأسفل لكن ذلك الألم يكاد يفتك بها وهى بين شقى الرحى امتحانها الأخير وقلقها على صحة طفلها
كان الاختيار لامتحانها ووعدت ذاتها أن تذهب للطبيب عقب انتهاء امتحانها مباشرة فهى بشهرها التاسع قد تلد بأى وقت
تململت ميرا بفراشها متحسسة موضعه فلم تجده
فتحت عينيها بتكاسل "لا فارس لا يعقل أصبح عقلك كالأطفال أخبرتك أنى متعبة ولا أستطيع "
نهضت من الفراش ارتدت مئزرها وخرجت من الغرفة تحدث ذاتها "أيعقل أنه انزعج منى ليلة أمس وذهب لينام بغرفته الأخرى تحسست بطنها التى أصبحت بارزة من تحت مئزرها " لم يتبقى سوى شهر ويصل ابننا "
وصلت لباب غرفته الأخرى وقفت تعدل من شعرها وتنحنحت وفتحت الباب لترى......................."
الخيانة أبشع ما يمكن أن نتعرض له بحياتنا فهي كالطعنة القاضية فعندما تعطي حبك وثقتك فيتم مقابلتها بالكذب والخداع والخيانة
وخاصة إذا كانت الخيانة من .......شريك الحياة

بذهول تقف مكانها وقد دار العالم بها "من هذا ؟ أهذا فارس زوجى حقاً ؟ من .........من تلك........من تلك الفتاة؟
تطالع الفراش وتقترب خطواتها ببطء منهما زوجها عارى بفراشه بعالم أخر تماماً حتى إنه لم يشعر بدخولها الغرفة للأن
الأخرى تلف جسدها بالفراش تطالع ميرا بتحدى وتشفى طالعتها ميرا جيداً قائلة بصوت مبحوح "أنهار"
بابتسامة وتشفى أومأت أنهار رأسها بالإيجاب
لثوانٍ قاتلة أو لنقل لثوانٍ توقف العالم بها تحاول استيعاب ما تراه أعينها ............
هزته أنهار بكتفه فتململ قائلاً ولم يرى ميرا بعد الساكنة بزاوية الغرفة بذهول فارغة فمها تكاد تفقد وعيها من هول ما ترى
طالع أنهار بضيق "ألم تذهبى بعد ؟ هيا اذهبى من هناو..لتقاطعه نظرات أنهار المتصنعة للمفاجأة وهى تشير ناحية ميرا
فالتفت.. فرغ فمه وعينيه بمجرد رؤيتها
انتفض من مكانه ..........ميرا..........وساد الصمت لثوانٍ معدودة
.................................................. .......................
نهض من فراشه مقترباً منها "حبيبتى دعينى أشرح الأمر ليس كما تعتقدين
فيجيبه صمتها بكلمات تصرخ بداخلها لكن اللسان ينعقد عن إخراجها
"حبيبتك ألا تخجل من التحدث عن الحب
وأنت من زرعت في قلبي أكثر الجروح إيلاماً."
ميرا الأمر ليس كما تعتقدين أنهار زوجتى وهنا خارت قوى ميرا حقاً وسقطت على ركبتيها فاقترب فزعاً منها محاولاً أن يرفعها فأبعدت يديه بقوة فتراجع قليلاً للخلف
"زوجتك ..........زوجتك.....يردد قلبها وعقلها الكلمات ويأبى لسانها عن الإفراج أو الصراخ أو البكاء يأبى كل شئ سوى صمت مطبق عليها فقط تطالعه دون أدنى تعبير من وجهها سوى الصدمة
غمامة كبيرة أصبحت تحوط المكان .
ضباب كل شئ تحول فجأة لضباب حولها فقط كلماته الأخيرة تتردد بأذنيه كصدى صوت بعيد
ميرا ..ميرا حبيبتى .....هل أنتِ بخير ؟هل نذهب للطبيب كانت تلك أخر كلمات تتذكرها ميرا قبل أن تذهب بعالم أخر

تقاوم ألمها وهى تحاول تذكر المعلومات التى استذكرتها طوال الأشهر المنصرمة إنه امتحانك الأخير روفيدا قاومى لتصلى لأحلامك قاومى رجاءً ..ليعاودها الألم فتحدث حالها .انتظر صغيرى دع والدتك تنهى امتحانها أولاً
لطيبتها وفقها الله أن تنهى امتحانها بعجالة لتستسلم بعدها لنوبات ألم ولادتها المبكرة
نقلت روفيدا المشفى ........
.................................................. .........
ماذا مشفى ......أى مشفى ؟ لما المشفى ؟ تلد ؟
كاد عقل حسام أن يطير فزعاً بعد اتصل به السائق وأخبره أن السيدة روفيدا نقلت للمشفى بعد أن استدعت لجنة الامتحان لها سيارة الاسعاف
أكل الطريق بسيارته بسرعة جنونية ليصل بالمشفى يتبعه شقيقه حسن وزوجته سجى ووالدته بسيارة حسن إلى المشفى
أى درب من الجنون قادنى يوم وافقت عقلى المشتت وقبلت بذلك العرض اللعين
لعنة عليك فارس اللعنة عليك وعلى أنانيتك ستفق بالتأكيد الأن وتتركك وترحل
ألم تفكر بها ؟ ألم تفكر بميرتك ؟ ألم تتغنى بعشقها لأشهر وتحديت الجميع لتكونا سوياً
ماذا الأن ؟ أتخليت عنها لمجرد حاجتك لأخرى اللعنة اللعنة علىّ وعلى عقلى العقيم
ليعود بذاكرته لتلك الليلة السوداء
"ميرتى .....هيا ميرا أكلما عدتُ أجدك نائمة هيا زوجتى الجميلة أفيقى ميرتى
لا حياة لمن تنادى كعادتها منذ حملت تنام ليلاً ونهاراً حتى بعد أن انقضت شهور الحمل الأولى أهملته للغاية حتى بات بحاجتها حقاً بحاجة لزوجته ولرفيقته
كانت أنهار تحاول إغواء سيدها لتلتحق بمنصب سيدة القصر
جذبت انتباهه عدة مرات بتمايلاتها بحركاتها الرشيقة بكلماتها الموحية بالعشق
بإحضارها القهوة له بمكتبه ...بتصنعها حاجتها العودة للدراسة وطلبها المساعدة منه فى استذكار دروسها .بنظرات أعين ذات مغزى
كان حديثهما بدأ يعتاده مناقشتهما عن أمور الحياة وما تقرأه هى من كتب يعطيها إياها
وطدت علاقتهما كأصدقاء والأخرى تنام بغرفتها
لقاء برئ حديث طبيعى بين صديقين فى شرفة القصر والعجوز والدته ترى وتسمع فتصم أذنها رغبة بكسر ميرا " فالمرأة تكسر بالمرأة "
ولا أحب إليها من تعلق ابنها بأخرى حتى وإن كانت ابنة الخادمة ليعيد ما فعله ابن عم ميرا بابنتها روفيدا عندما تزوج عليها خادمتها ولترفع رأسها بين النساء بكسر ابنة المنيرى كما كسرت ابنتها على يد ابن المنيرى
إنه الانتقام والتشفى ليس إلا
حتى كانت تلك الليلة المشئومة
خرج فارس غضباً من غرفة زوجته ميرا فنادته والدته وتحدثا واشتكى لها صراحة إهمال زوجته فعرضت عليه الزواج من أنهار سراً بعقد رسمى لكن لا يعلم بالأمر سواها ووالدة أنهار فقط
كانت غايتها الظاهرية ألا تجرح ميرا هكذا أخبرت ابنها ولكن غايتها الخفية أن تعرف ميرا الأمر بنفسها فتنجرح أكثر وتعانى كما عانت ابنتها لليوم بقصر الأوغاد عائلة المنيرى إنه كيد النساء
وإن تركت القصر وغادرت فذلك يوم هناء العجوز خصوصاً أنها على مشارف الولادة وسيأخذوا طفلهم منها لا محالة وإن أرادت الهرب كعادتها فستفتح لها أبواب القصر على مصرعيه بنفسها لن تمنعها
لأيام ظل يفكر بالأمر حتى قرر وبالفعل عقد قرانه على أنهار لا لحاجة ذكورية بل لحاجة لرفيقه تحدثه وتؤنس ليله تهتم به حتى وإن كان فى الخفاء
برغبة أقرب ما تكون حاجته للاحتواء أو لنقل سيطرة عقلية مؤقته من تلك الأنهار على الفارس الهمام لا سيطرة أنثوية فقط
وبالفعل تم لأنهار المراد وعقد الفارس الهمام قرانه عليها وأصبحت زوجته على الأوراق ليس إلا
..............................................

Sarah*Swan 10-01-18 09:19 AM

الفصل العاشر
" تباً لك قلبى "

صرخاتها تصدح بالمكان فألم ولادة الطفل لا يضاهيه ألم .
ألم ممزوج بالأشواق "ها قد اقتربت أمانيها أنهت أخر امتحاناتها وطفلها على مشارف الحضور "
تتألم تعض أناملها متوجعة ...........تمنته بجواره ...يربت على كتفها يبثها كلمات مطمئنة يهمس لها لا تخافى حبيبتى أنا هنا .أنا هنا روفيدا لا تخافىى أنا بجوارك
ترقرقت دمعاتها ممزوجة بألام المخاض تحارب وتنازع نفسها المغرمة حد الجنون " أين أنتَ أيها المعتوه لما لست هنا ؟
حتى إن كنت لا أريدك إلا أنى احتاجك الأن .....احتاجك أيها الأحمق المغرور ..أحتاج ضمتك تطمئننى أحتاج كلماتك تواسى وتنسينى ألمى ....لتشهق عالياً مع ألم ..تتركنى دوماً وحدى لتطلق صرخة مخاض أخرى وتعود لتحدث ذاتها ...
دوماً وحدى حتى بأشد ألامى .....أين أنتَ؟"
كسراب ظهر أمامها متلهف ملتاع " روفيدا أأنتِ بخير؟
طالعته ولم تدرى أبالفعل واقف أمامها الأن أم مجرد سراب وخيال يطاردها فهدرت به بغضب حزين وعتب "أين كنت أيها الأحمق ؟ دوماً تتركنى وحدى ؟ لما تأخرت ؟
لم يكد يصدق أذنيه أتشتاقه حقاً وتريده بجوارها أعادت ذات الروفيدا زوجته الحنونة
ابتسم بسعادة يضمها
فكان ألم المخاض قد عاد فأمسكت بكفه على حين غُرة تعضه كاتمة تأوهاتها
تألم مبعداً كفه وهى على صرخاتها من المخاض
عاد إليها ثانيه يلمس على شعرها ......اهدئى حبيبتى ستنقلى العمليات الأن وستخرجى بابننا باذن الله
طالعته بغضب"لما أتيت ؟ ألم أخبرك لا أريد رؤيتك ؟ لما تطاردنى حسام ؟ لما تطاردنى ؟ وعاد المخاض
ليربت على كتفها "اهدئى الأن حبيبتى اهدئى وتنفسى جيداً
لتهدر به " اغرب عن وجهى وما أفهمك بالمخاض ومنازعة الروح به أيها المغرور .اغرب عن وجهى اذهب لحسنائك اللعينة اللعنة عليكَ وعليها مع صرخة توجع تنهى جملتها
وهكذا لأقل من ساعة ظلت روفيدا بألام مخاضها التى تأتى وتذهب كمزاجها وعقلها وقتها فقط يستمع إليها مرة تسبه ومرة تخبره بعشقها لها وتلومه على جرحها
وبجوارها حسن وزوجته سجى ووالدته يشدا من أزرها وهى لا ترى سواه
.................................................. .......
تقف دامعة بزاوية الغرفة تضع يدها على فمها
اقترب حسن من زوجته سجى "اهدئى حبيبتى سيدخلونها العمليات بعد قليل وستكون بخير باذن الله
لتطالعه دامعة "أريد أن أعانى ألام المخاض أيضاً أريد أن أصرخ وأبكى على صرخة وصول ابننا للحياة ووضعت يدها على بطنها الفارغة "أتعلم لولا نهمى على الطعام وغبائى لكنت ألد الأن
ضمها إليه "سيعوضنا الله باذنه تعالى لا تقلقى وكتم غضبه فالليوم يخفى حسن عنها وعن الجميع السبب الحقيقى لخسارتهما جنينهما تلك الليلة فلا دليل مادى بيده ليتكلم وبطبعه يريد السلام فهو يعلم شقيقه لن يصدق ما سيقول خاصة على تلك البدور لا يعلم أن الأمور تغيرت
.................................................. ........................

فتحت عينيها أخيراً .
الضوء قوى عادت لغلق عينيها فقط أتاها صوته كصدى
"ميرتى هل أنتِ بخير ؟"
ابتسمت دون وعى تحدث ذاتها "فارسى الهمام هنا .....حبيبى دوماً بجوارى لا يتركنى مطلقاً
فتحت عينيها بنفس الابتسامة العريضة طالعته فرأت القلق الجلى عليه ليعيد جملته" ميرا هل انتِ بخير هل نذهب للطبيب؟
باستفهام طالعته وما حاجتى للطبيب ؟ أنا بخير فقط أشعر بالجوع وتلمست بطنها المنتفخ " ابنتنا الجميلة جائعة كوالدتها تماماً
تناقل بصره بينها وبين والدته الواقفة تلوى فمها بضيق على جملة ميرا ابنتنا فالعجوز تريد الصبية لا البنات حتى وإن كانت جملة ميرا مجازاً فهى أبت أن تعرف جنس طفلها حتى الأن تريدها مفاجأة لها وللجميع تتخيلها أنثى وتريدها أنثى
ليعيد سؤالها "ميرا هل أنتِ بخير "
لتتأفف ميرا بضيق وتعتدل بجلستها"أخبرتك أنا بخير... لتتذكر ........... حبيبتى دعينى أشرح الأمر ليس كما تعتقدين
أنهار زوجتى ..........
لتفتح ميرا عينيها بصدمة متذكرة مشهده وتلك الأنهار قبل قليل
لتشهق ميرا عالياً وكأنها تلفظ روحها وترحل عن عالم الهدوء متذكرة مشهده عارى الصدر وتلك الأنهار تلف جسدها بالفراش تطالعها بتحدى وابتسامة ساخرة

طالعها بلهفة وأسف"حبيبتى دعينى أشرح لكِ الأمر أنا.........
لم يكد يكمل جملته فقاطعته"أغرب عن وجههى أريد أن أكون وحدى "
اقترب منها "ميرا رجاءً لنتحدث أولاً وسألبى جميع أوامرك مهما كانت
لكن دعينى أشرح الأمر لكِ دعينى أقص الأمر عليكِ من البداية وبعدها سألبى ما تأمرين به لكن اسمعى أعذارى أولاً لتهدر به صارخة"اغرب عن وجهى الأن ونهضت عن الفراش تسحبه من ذراع ليخرج فاضطر أن يتركها حتى لا تنهار أكثر خاصة مع ارتفاع صراخها ولهاثها المتواصل كمن تركض سريعاً
.............................................
جلست على طرف فراشها بعد أن أوصدت بابها بالمفتاح تلهث غير مصدقة أو كمن تسبح عكس التيار فى أمواج عاتية تحدث ذاتها متذكرة رحلتهما إلى الجبال الحمراء قبل أشهر
أكذب أنا أكذب الأن أليس كذلك ؟ حسناً أخبرينى زوجتى إن كنت أكذب لما لم أعاملكِ كما عامل الوغد ابن عمك شقيقتى وأتشفى من أعمال عائلتك بكِ ؟...لما لا أعذبك كما عذبها ؟ .....لما أصبر على عنادك الطفولى وأترككِ على راحتك ؟
أخبرينى لما أصبر عليكِ لليوم وأصبر على كلماتك اللاذعة أخبرينى أى رجلٌ يتحمل ما تحملت لشهور منكِ
لماذا لماذا طريقنا طويل مليء بالأشواك لماذا بين يدي ويديك سرب من الأسلاك لماذا حين أكون أنا هنا تكون أنتِ هناك؟
لما لا تطردى تلك الأوهام وتنفضيها عن رأسك وتركضين إلىّ نكمل ما بدأناه قبل أشهر وأوقفتيه بأوهام تعشعش برأسك ؟
كم أودّ أن أسرد بين الطيور في سماكي ..
كم أود أن أغوص في بحار هواكي ..
كم أود أسير فوق الأماني لرؤياكي ولكن أود أكثر أن لا أسمع أو أرى أو أتحدث مع أحداً سواكي ..
حوط كفيه وجهها وأردف : معشوقتي الجميلة .. قمري في كل الليالي .... عشق عقلي وقلبي وسر انشغالي .. معشوقة قلبي أمس واليوم وغداً وفي كل أحوالي ..
اقتربي مني معشوقتي وامتلكي عشقي وغرامي واجعلي من كل اللحظات أجمل وأرق المعاني واهديني قلباً أهديكي عشقاً .
حبيبتي أريد مِنكي حباً .. شغفاً .. أريد ولعاً أريد شوقاً .. يوماً عن يوم يزيد،
ادفني الماضي حبيبتي وأحيي معي العمر مِن جديد لا ترحلي لا تهجري فلكم مات في ابعد قلب شهيد ..
امنحيني فرصتي مرة ولا تقتلي أملي الوحيد فإن كنتِ أنتِ الشتاء فأقسم لكي بأن أذوب عنكِي الجليد فمهما كنتِ لا ترحلي وأنا لن أرحل عنكِي وإن كنتِي معذبتي فأنا أعشق عذابات الجليد فاذبحيني إن شئتي
فإن أردتي ذلك فأنا هاهنا فاذبحيني من الوريد إلى الوريد، سأصبر وسأحتمل كل ذلك من أجلكِ حبيبتي .

لم تدعه يكمل فكانت تقتات شوق أشهر من بين شفتيه لثانية لم يستوعب ما تقوم به سوى بابتسامة سرت بين أوداجه المتلهفة فأغار على شفتيها ينهال من شهدها ويروى ظمأه .
تلاطم أمواج البحر ....وكأنها تعلن عن استحيائها من عشقهما فاعترضت وغادرت سكونها وتضاربت الأمواج ببعضها .....الشمس استحت وبدأت فى الغروب ..........الهواء البارد يبرد لهيب عشقهما ........بين ذراعيه حملها ودخلا لمنزلهما ......
لتعود لواقعها مع دمعة حارقة تركت أثرها على وجنتها تنتحب "ليتنى لم أتورط بعشقك ......ليتنى لم أتى لتلك البلدة اللعينة "
ليتنى لم أذهب معك ليتنى لم أراك ليتنى ..وشهقت عالياً حمقاء حمقاء .......الرجال متشابهون كلهم كالوغد محمود لا فرق بينهما الجميع أوغاد

بغضب عارم هدر فارس بالقصر ينادى أنهار
بمجرد أن ظهرت أمامه صفعها بقوة أوقعتها أرضاً "أيتها ال...كنتِ تقصدين بفعلتك أن تراكى ميرا أليس كذلك ألم أخبرك أنا قبلت الزواج منك لتصم والدتك لسانها عن حديثنا فى الشرفة وأنه لا يليق بامرأة مطلقة أن تحادث رجلاً غريب عنها ألم يكن عرض الزواج الصورى عرضك ووالدتك أخبرت والدتى به وعلى ذلك الأساس ارتضيته بعد أن تحدث الخدم ووالدتك عن إقامتك وأنت شابة يافعة بالقصر أمام عينى لا ترضاه عاداتنا ولا قيمنا .........لكن أنا الأحمق لأصدق أوغاد مثلكن
ألم أخبرك أنكِ صديقتى لا رفيقة فراش الم أخبرك أن العالم بكفة وميرا بكفة أخرى .
أتريدين أن يعلم الجميع بغلطتى بالزواج منك أليس كذلك ؟
حسناً أيتها ال....لقد فعلتها لكن لا تتوقعى أن أرتضى بالأمر الواقع ويصبح زواجى منك حقيقة أنتِ طالق طالق طالق
هيا أمرحى جيداً واقترب هامساً يكذ على أسنانه "أتعتقدين بخلع ملابسك والنوم بجوارى وأنا لا أشعر حتى بوجودك وانتظارك لتراكى زوجتى سيجبرنى أن أحول تلك الحماقة لزواج فعلى إذن أنتِ تهزين وعاد ليهدر زاعقاً ليسمعه الجميع
"أنا فارس وهدان سيد القصر والبلدة
وليسمع الجميع من خلف الأبواب المغلقة إن خرج الخبر خارج جنبات قصرى عاقبت الجميع بقطع ألسنتكم جميعاً وإن كنتم تعلمون غضب وجبروت أبى قديماً فلا تعلمون أن النسخة الأسوأ منه ستصيبكم إن لكتم بسيرة ما حدث اليوم خارج أسوار قصرى
وعاد ليطالعها لا أريد رؤية وجهك اللعين مرة أخرى وألقى بوجهها مظروف يحمل نقود "
وتلك الأموال لتتدبرى أمرك ووالدتك خارج القصر لا حاجة لنا بكم الأن "
همهمت أنهار "سيدى أنا لم أقصد.......فقاطعها "إياكى أن تخرجى صوتك بعد الأن إن رأيت وجهك أمامى بعد اليوم لا تلومى سوى خبثك "
وتركها وصعد ليطمئن على تلك الميرا
"ميرته مذبوحة الفؤاد"
...............................................
يقف خارج غرفتها
يستمع لنحيبها ويكاد يقفز قلبه من بين ضلوعه قلقاً عليها حتى سمع شهقتها الأخيرة العالية فدخل فزعاً "طالعها .......عيونها قد أحمرت من البكاء ...جالسة على طرف الفراش .......بمجرد دخوله جففت عبراتها طالعته بعيون غاضبة "طلقنى قبل أن أخلعك كما فعلتها بالوغد الأول لن تختلف عنه كما فعلتها به سأفعلها بك وأخلعك "
كتم غيظه من مقارنتها له بطليقها وضمرها فى نفسه
" استمعى لى أولاً ..........وبعدها لكِ ما تريدين "
..........................................
كالماء المثلج كانت أعصابها وهى تستمع لأعذار أقل ما يقال عنها أسباب أنانية فقاطعته "عذراً لست بمزاج لسماع المزيد
أتتوقع منى أن أنعيك وأثور وأسبك وأسبها .....لقد فعلتها مرة مع طليقى الوغد وقد وعدت ذاتى يومها بأن أقاطع الرجال للأبد ثم عدت أنتَ واخترقت قلبى وتسللت لحياتى ولا تختلف عنه كثيراً
"الرجال جميعاً أوغاد "
لذلك لن أغضب من فعلتك فأنتَ كمحمود وكحسام وكعمى وكعواد والد سجى وكالعجوز طليق تلك أنهار
لا تختلف عنهم مطلقاً جميعكم أوغاد
لن أتعب ذاتى وصحة ابنتى بالحزن عليك بل سأرحل من هنا وستقطع أصابعك وأنتَ تأكلها ندماً لأجعلك فقط ترى ابنتى فمن اليوم هى ابنتى وحدى وأنتَ سألفظك من حياتى ككلب أجرب كما لفظت محمود قبلك
قبض كفه بقوة مانعاً غضبه "ميرا أنا لم أخنك أنا تزوجتها بالشرع إن كنت أريد الحرام لفعلته لكنى أخترت الحلال وحتى بالحلال لم أقرب سواكى لم أستطع أن أكون مع غيرك فكرة غبية أن أتزوج غيرك وصلحتها الأن وطلقتها وبالفعل هى ذهبت من هنا ميرا أنا ............
قهقهت ساخرة " كان جلى الأمر حقاً رجل وامرأة بفراش واحد ولم تمسسها ................طيبة وساذجة أنا لأصدقك أليس كذلك ؟"

ميرا كفى عن السخرية أنا .....وابتلع ريقه"أنا اخطأت بحقك أعلم ولكى الحق بغضبك لكن الزمى كلماتك أنا لا أكذب .....أنا أخطأت بزواجى منها لكنى لم أفعل شئ يخالف الشرع أنا لم أخنكِ افهمى إن لم أكن أعشقك لما تزوجتك من البداية كنت اخترت بكراً لا ثيباً
كانت جملته الأخيرة كالقشة التى قطمت ظهر البعير
خانتها عيناها بدمعة حارة سقطت سرعان ما أزاحها كبريائها وعادت لثباتها ورباطة جأشها
وقفت تطالعه" بلى أنا كنت ثيباً لا بكراً وما العيب بذلك كنت متزوجة بشبه رجل خائن وغد يعانقنى أخر الليل بعد أن شبعت شهيته العفنة من النساء وشبع عقله من الخمور كان وغد وأنتَ بكل أكابريه تعطفت وتزوجتنى ...حسناً جزيل الشكر لك فارس بك بتنازلك بالزواج منى ........
اقترب محاولاً مسك كفها فنفضته بقوة .....
حسناً حسناً "اهدئى الأن أنتِ حامل ولابد أن تحافظى على ضغط دمك كما أخبرتك الطبيبة فى زيارتك الأخيرة لها
فطالعته بغضب"لا تتدخل بصحتى أو بصحة ابنتى فلا شأن لك بنا .........ألم تخبرنى أن ندع الماضى للماضى ألم تحاصر قلبى طويلاً لأقبل بالزواج منك
ألم تكن صاحب فكرة أن نهرب سوياً ونتزوج ضاربة بعائلتى ومكانتها عرض الحائط
ألم تتغنى بالأشعار والعشق لى دوماً
أتعلم ما الفرق بينك وبين محمود ؟
هو مثلك رسم العشق والغرام علىّ من البداية لكنه لم ينكر خيانته كان يتباهى بها وبعلاقته بالأخريات
إنما أنتَ خائن وكاذب وابتسمت ساخرة " لم أخنكى لم أخنكى ......على أساس إنى حمقاء أصدقك .لا تكذب وتسقط من نظرى أكثر أنا رأيتك بأم عينى عارى بجوارها ...........أيها ال......."
اغرب عن وجهى فارس أنا حقاً غاضبة ولن اتمالك أعصابى أكثر بوجودك هنا
.................................................. ..............
فى بيت العرافة
لن يعش طفلها لا تقلقى "قالت العرافة مرجانة جملتها ليثلج قلب بدور قليلاً لتكمل العرافة " روفيدا تلك نجمها خفيف ونجم ابنها أيضاً لن يتحمل نظرة حسد واحدة سيمرض ويمت وستمرض هى عليه وتتخلصى منها للأبد إن لم يطر عقلها بفقدانها ابنها
لوت بدور فمها "حسناً أنا لا أريدها بحياة زوجى لكن ل أريد أذية زوح لتقاطعها خادمتها "سيدتى لن تتخلصى منها طالما ذلك الطفل اللعين حى يرزق "
فعادت بدور لتطالع العرافة " صفى لى أى وصفة لأحمل كل وصفات السابقة لم تجدى نفعاً
كحفيف الأفعى أجابتها العرافة خذى هذا وأعطتها زجاجة مملوئة بالماء وأردفت "هذا ماء الماء المالح يفسد الأعمال فتلك روفيدا صنعت لكى عمل أخر غير الذى أفسدناه من قبل لتمنع زوجك عنك وتمنعكى الإنجاب خذى هذا الماء وتحممى به ورشى ماء اغتسالك منه بغرفتك قطرات قطرات ولابد أن يطئ زوجك فراشك الليلة أتفهمين الليلة
لوت بدور فمها "لكن تلك البومة تلد الليلة مؤكد سيبات بالمشفى لديها "
لتنهرها العرافة "الليلة مولانا يخبرك الليلة مددددددددد يا مولانا الشيخ مدددددددد
وعادت لتستلقى بداخل التابوت وتعلو الأبخرة المكان
.................................................. .......
فى المشفى
خرج الطبيب بالبشرى
"مبارك لقد ولدت السيدة مولوداً سليماً معافى ولله الحمد " هنا اقتربت والدة حسام متلهفة"هل هو ذكر؟
أومأ الطبيب رأسه بالإيجاب فعلت زغاريط الوالدة بحبور وسعادة بحفيدها البكر
أما هو فبادر بسؤال الطبيب " وهى أقصد زوجتى كيف حالها " ؟
بخير ولله الحمد ستنقل بعد قليل لغرفة عادية ويمكنكم رؤيتها ستبقي الليلة بالمشفى ولن تخرج إلا غداً باذن الله
علت ابتسامة سجى وحسن الذى بادر بمهاتفة والده وزف الخبر إليه
................................................
بقصر أل المنيرى
الطلقات تصدح بالمكان احتفاءً بولادة أول حفيد لرأفت المنيرى
فى القصر الأخر وصلت الطلقات لمسامع والدة فارس فانتفضت " ماذا حدث ليطلق أل المنيرى الطلقات وأمسكت تهاتف ابنتها روفيدا لكن دون جدوى فالهاتف مغلق
خرجت من غرفتها بضيق تبحث عن ابنها لتعرف ماذا حل بقصر أل المنيرى ليطلقوا الأعيرة النارية بكثافة
بحثت عنه فرأته يقف بغضب عارم يطالع السراب فى الشرفة الخاصة بغرفة مكتبه يدخن لفافة من التبغ
طالعته بعجب " فارس أتدخن بنى؟ لم أرك تدخن من قبل
التفت بنصف استدارة بضيق " لا دخل لكِ أمى رجاء اتركينى وحدى الأن يكفينى أن حققت لكِ بغبائى ما سعيت إليه
طالعته بعتب" فارس أنا والدتك كيف تحدثنى بهذا الشكل ؟"
فاستدار بشكل كامل يطالعها بغضب "ألم تكن كلمات لومك وعتابك لى بالأمس الدافع الأول خلف زواجى بتلك الأنهار "ألم تخبرينى "فارس بنى المسكينة والدتها تحبسها بالغرفة وانهالت عليه بالضرب المبرح لشكها بوجود علاقة بينك وبين ابنتها ألم تقولى لى المسكينة ضربت وأهينت بسببك ألم تقولى لى تزوجها لتلجم لسان والدتها حتى ولو صورياً ألم تقولى لى اجعلها ونسك حتى تلد زوجتك
قاطعته والدته هادرة" هل أمسكت لكَ العصا وأجبرتك أن تتزوجها .لا تهزى بنى أنتَ تزوجتها بكامل إرادتك أنا لم أجبرك على شئ كما لم أجبرك على تطليق ابنة المنيرى
أنتَ أصبحت نسخة من والدك نفس الأنانية والتجبر لا تلمنى أنى دافعت عن المسكينة أنا عرضت عليكَ الزواج منها وإن كنت لا تريد لم يكن هناك مخلوق ليجبرك فارس لا تلقى اللوم عليّ
قاطعهم دخول الخادمة تلهث "سيدى سيدى السيدة ميرا عند البوابة الخارجية تتشاجر مع الحراس تريد الخروج و......لم تكمل جملتها وكان يركض للخارج ليلحق بها قبل أن تهرب منه كعادتها

أمرك أن تبتعد عنى أيها الوغد "هيا افتح تلك اللعينة" وهى تشير بيدها للبوابة الحديدية
ابتعد الحرس عن طريقها بمجرد رؤيتهم لفارس
اقترب منهم بغضب " ميرا ماذا تفعلين ؟"
التفتت إليه بغضب "لا دخل لكَ مرهم يفتحوا تلك اللعينة أريد الخروج حالاً"
كز على أسنانه وهمس لها "للداخل .فوراً"
ضربت بكلماته عرض الحائط .وعادت لتهدر بالحارس افتحها فى الحال "
لم يجبها الحارس .فاقترب فارس ينهرها ميرا توقفى .لن يفتحوها لكِ إلا بأوامرى وأنا لن أدعك تخرجى مهما حاولتى فلا جدوى من ثورانك هذا وادخلى لترتاحى قليلاً
كزت على أسنانها "ولما أدخل "
ادخلى لأفهمك الأمر من البداية وأعيد شرحه لكِ لا تتهورى وتوقفى عن أفعالك تلك لن أسمح لكِ بالهرب ثانية
ميرا لا تتسرعى رجاءً دعينى أوضح لك الأمر
اقتربت منه وسط العيون المراقبة خلف الأبواب المواربة ووسط حراس البوابة الخارجية لقصره
اقتربت ميرا ببطنها المنتفخ من فارس بابتسامة ساخرة تعتلى محياها " حسناً فارس أنا سأشرح الأمر لك لكن بطريقة تفهمها أسرع ...........ورفعت كفها وصفعته بقوة
الأفواه فارغة والعيون جاحظة تراقب ردة فعل سيدهم على صفعة زوجته له أمامهم بهذا الشكل المهين ..............
لتعيد رفع كفها مرة أخرى يبدو أن الكف الأول لم يفهمك الأمر وكادت تصفعه لولا قبضته القوية تعتصر كفها حد الكسر
رفعت عينيها بتحدى رغم ألمها "لن تجبرنى أتسمع لن تجبرنى فارس... أبعد أن تزوجت خادمتك المصون علىّ ولم تراعى حاجتى للراحة أبعد أن وطئت فراش غيرى تأتى الأن و.......ليسبق كفه لسانها ويصفعها "يبدو حقاً أن تربيتك بعيداً عن بلدتنا أنستك عاداتنا فلتعلمى زوجتى المصون إن كنتِ تعتقدى بيتى سجنك فأنا أوكد لكِ الفكرة بالفعل سيكون بيتى سجنك لبقية حياتك لن تطأ قدمك خارجه سوى بموتك والأن اصعدى غرفتك قبل أن ألقنك معنى احترام زوجك وهدر بها " للداخل "
انتفضت من كلمته وهرولت تمسك بوجنتها المحمرة من أثر صفعته
زفر بضيق .....نظر حوله ليرى الأفواه فارغة تطالعه فهدر بهم "لعملكم هيا ..وإياكم أن تُفتح تلك البوابة لأى من كان .لا تفتح إلا بأمر مباشر منى أتفهمون ......اللعنة اللعنة ......."
ترجل ناحية سيارته يهرب من غضبه قبل أن يتهور أكثر وتدفعه رجولته وغروره الشرقى أن يفتك بها رداً لكرامته صعد بسيارته وخرج من القصر بأكمله يهيم بسيارته بلا وجهه محددة
تقبل منها كل شئ سوى أن تٌهان كرامته على العلن قبلها منها سابقاً واعتذرت ووعدت بعدم تكرارها ماذا الأن وقد أعادتها أمام خدمه وحراسه .....
عذراً سيدتى إنه رجلٌ شرقى يتناسى العشق والأحلام الوردية بمجرد أن تطأ كرامته المكان .......

تنتحب وهى تتذكر كلمات عشقه الساحرة التى أثرتها لأشهر .تغنيه بعشقها .ضماته الحانية .أتناسى كل شئ وتزوج غيرى .وطئ فراش غيرى..لتهدر صارخة "أكرهك أكرهك فارس وهدان أكرهك .......
وبدأت وصلة بكاء طويلة "كُنت أظن أنّي أستطيع أن أشعل شمعتي من جديد، أن أعشق من جديد ولا أُخان من جديد
لقد نسيت كيف تُشعل الشموع بقلبى من زمنٍ بعيدحتى لاح طيفك أمامى انتشلنى من أوهام الماضى وخطوت فوق بساط العشق الوردى تخبرنى أشعار نزار بعشقك لى ، كُنت أعتقد أنّي أستطيع أن أكتب كلمات الفرح ولكن عندما كتبتها شعرت أنّ شيئا ًبداخلي قد انجرح.شيئاً ما عاد لينحت بقلبى جروحه من جديد
أبواب ظلام وغضب أُغلقت عادت لتُفتح من جديد .لما الحزن والخيانة مكتوبة علىّ
محمود .......فارس...... سيان الأمر الاثنين تغنيا بعشقى وانتهى الأمر بى وحيدة مطعونة الفؤاد أغرق بأحزانى وحدى أتألم
اللعنة على العشق والعاشقين اللعنة على الرجال جميعاً
.................................................. ...........
فى المشفى خرجت روفيدا من غرفة العمليات وتم نقلها لغرفة عادية انهالت التبريكات والتهانى لها بمولودها الجديد
أين ابنى أريد أن أراه .....لم أره جيداً فى العمليات فتأثير المخدر الغير كلى كانت الرؤية مشوشة لدى بعض الشئ.....
كانت والدة فارس تحمل الصغير .......تغطيه كلياً مرددة "لا لن يراه أحد الأن ......أخاف على الصبى من العين ...بارك الله بحفيدى ......لن تروه إلا بعد عودة حسن أنا أرسلته ليشترى حلقة زرقاء نضعها فوق ملابس حفيدى...... .ماشاء الله تبارك الله
عبست روفيدا من كلماتها "إنه ابنى أريد أن أضمه .......اقترب حسام من والدته أمى رجاءً دعيها تراه هى والدته وابتسم ساخراً"لن تحسده لا تقلقى ......أمسك الصغير من والدته التى تلفه جيداً بغطاء رأسها فوق ملابسه فى حركة بدائية على سجيتها
رفع حسام الغطاء عن الصغير فارغاً فمه من ذلك الشعور الأبوى الذى اخترق قلبه بقوة ..قربه من روفيدا وعينه تغرغر بالدمع " يشبهك روفيدا كثيراً"
ضمت صغيرها ولم تستطع كبت عبراتها أكثر "عن ذلك الشعور بالضمة الأولى لصغيرك كانت روفيدا تطير فرحاً بعد سنوات حرمان وشوق ها قد تحققت أحلامها
فى قصر أل وهدان
ماذا ولدت لم تستطع كبت عبراتها "روفيدا ولدت بنيتى الغالية ولدت حقاً حسن أتتحدث جدياً ........؟
لم تستطع الأم الولهة لرؤية أحفادها من ابنتها أخيراً إلا بإطلاق الزغاريط الممزوجة بدموع الفرحة الكبيرة
.................................................. .....
هاتفت ابنها فارس كثيراً لتزف إليه خبر ولادة شقيقته ورغبتها بالذهاب للمشفى فى الحال لرؤية ابنتها وحفيدها لكن دون جدوى لم يجبه على هاتفه فأمرت السائق أن يصلها للمشفى وبالفعل ذهبت الأم الولهة
.................................................. ...
مرت الساعات والجميع يراقب الصغير بفرحة تعتليهم وحسن وزوجته الطيوب سجى بفرحة عارمة يحملا الطفل كأنهما الأب والأم الحقيقين
حسام لا تبتعد عينيه عنها يشتاق تلك البشوشة الهادئة فقد أتعبه شجارها وتمردها يدعو الله من قبله أن ترضى عنه وتعود المياة لمجاريها أخيراً
اتصالات بدور لا تهدأ وهو يتجنبها كلياً عقب رفضه أن يأتى المنزل فى الحال فهى تريد تطبيق الوصفة كما أمرتها العرافة بأن الوصفة تطبق الليلة دون تأخير
سلمت عقلها تماماً للخرافات متناسية أن الأولاد وكل شئ رزق مكتوب للإنسان
.................................................. ......

Sarah*Swan 10-01-18 09:25 AM

الفصل الحادى عشر
"ألبوم صور"
العشق هو ذلك الموت البطيء
ذلك الألم الصّامت الذي يغرس في جسم الإنسان، يحاول أن يخفيه فيظهر علناً على شكل خفقات قلب متسارعة .
لهفة ورغبة في رؤية المحب
كالزلزال يزلزل جميع مشاعر الألم الكامنة فيهوأقسى وأدمى لحظات العشق
الفراق
حزن كلهيب الشّمس الحارقة، يبخّر الذّكريات من القلب، ليسمو بها إلى عليائها، فتجيبه العيون بنثر مائها؛ لتطفئ لهيب الذّكريات وليتها تُطفئ
قيل أن أصعب لحظات العشق هى "لحظة الفراق"
لكنهم تناسوا أن أصعب لحظات العشق وأوجعها هى لحظة اللقاء بعد أن جُرحت القلوب وأُدمت
تجلس على طرف فراشها هادئة تماماً يخيم عليها صمت تام تطالع مجموعة صور فوتوغرافية تجمعهما تتذكر ذكرياتهما القليلة بالعام المنصرم ذكريات كل صورة من الصور تحدث حالها معاتبة

أنظر إلى صورتك الأن فارسى ، أسترجع ذكرياتنا الجميلة ، مجرد ذكريات تحملها الصور , اللحظات التي جمعتنا معاً، كم فرحنا، كم بكينا، كم واجهتنا صعوباتٌ اجتزناها معاً، لكن علّمني هذا الزّمان أنّ الحياة ليست إلّا مجموعة صور.
لتحدث ذاتها بصوتٍ مسموع " بلى حياتنا معاً ما كانت إلا مجموعة صور بين أروقة الورق رُسمت "
لتشرد قليلاً بذاكرتها قبل أشهر قليلة
"أعشقك جميلتى المجنونة ....زمت شفتيها بعفوية"أنا مجنونة فارس ؟"
عض على شفته السفلى وهو يومأ رأسه بالإيجاب لتزداد غيظاً"بلى مجنونة وأنا أعشقك طفلتى المجنونة "
ازدادت غيظاً واقتربت منه بضيق تضغط على وجنته باصبعها"إذن أنا مجنونة فارس بك أليس كذلك ؟
أومأ رأسه بالإيجاب فأكملت"حسناً زوج المجنونة إن تركتك وهربت ثالثة ماذا ستفعل ؟"
وقتها كظم وجهه حقاً وضيق عينيه بغضب "لن تكون هناك مرة ثالثة لتعلمى هروبك هذا لن يُكرر ميرا أنتَ أم أطفالى الأن ..هذا لن يغفر لكِ إن حاولتى تكرارها
طالعته مازحة "ماذا ستفعل ؟ هل ستبحث عنى وتصوبنى؟"
بعينين حادة جادة" لا بل سأجعلكى تتمنى الموت ولن تجديه فارس وهدان أبشع مما قد تتصورى يوماً فلتدعى الوحش القابع بداخلى مكانه ولا تستفزيه ميرا تكن أيامك وردية لكن إن حاولتى مجرد المحاولة تكرار إهاناتك تلك لى كما فعلتها أمام الوغد رأفت لن يشفع لكِ عندى لا عشقك أو طفلك "
تبدلت معالمها للهلع مع كل كلمة خارجة من بين شفتيه كلمات جادة يقصدها "هل حقاً فارس كمحمود سيعنفنى ؟ هل سأعود لدائرتى المغلقة ثانية فارس ؟ كان السؤال الأخير بصوت أقرب للسمع فأجابها على الفور بنفس الثبات "الأمر بيدكِ ميرتى ..........."
ترددت الكلمة بأذنيها لليوم " الأمر بيدى ...بلى الأمر بيدى من الجلى أنه بيدى
تطأ فراش غيرى.....تتباهى أنها زوجتك...........تحبسنى بقصرك اللعين........تصفعنى......لا تفرق عن الوغد الأخر شئ .......بلى لا تختلف كثيراً عنه فارس
"اللعنة على الرجال"
اللعنة على قلبى اللعنة علىّ وعلى غبائى لتجهش ببكاها..........حمقاء.حمقاء....... لم أتعلم لم أتعلم بعد ماذا ينقص عقلى الأجدب ليصدق أن الرجال واحد جميعهم أوغاد.
يريدون جسد لا أكثر....أنثى تدللهم..أسيرة لفراشهم..تطبع على السمع والطاعة ....وعلى صوت شهقاتها.اللعنة عليكِ ميرا........
اللعنة عليكِ أيتها الحمقاء ....اللعنة على العشق وعلى القلوب .
أكرهك فارس وهدان أكرهك
أكرهك أيها الوغد اللعنة عليك وعلى قلبى الأحمق
وبدأت تفقد السيطرة بالفعل فأمسكت بالصور تمزقها بقوة وهى تصرخ تسب وتلعن بفارس وبذاتها وبالجميع
تصرخ وتتألم فمنذ الصباح ولا ترى أمام عينيها سواه وتلك التى يسميها زوجته بالفراش
لم تتناول شئ بالفعل تكاد تفقد وعيها وبالفعل انتهت نوبة غضبها بوقوعها أرضاً فاقدة للوعى .
علّمني حبّك أن أحزن وأنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزن لامرأة أبكي فوق ذراعيها
مثل العصفور
لامرأة تجمع أجزائي كشظايا البلور المكسور
علّمني حبّك سيّدتي أسوأ عاداتي
علّمني أفتح فنجاني في الليلة آلاف المرّات
وأجرّب طبّ العطّارين وأطرق باب العرّافات
علّمني أخرج من بيتي لأمشّط أرصفة الطّرقات
وأطارد وجهك في الأمطار وفي أضواء السّيارات
كانت كلمة أغنية "علمنى حبك" من أشعار نزار قبانى تصدح فى المذياع الخاص بسيارته
يقف خارجها يطالع السراب لا يدرى كم مر عليه من الوقت فبالفعل قلبه الغاضب الملتاع عليها غاضب منها حزين عليها يأكله ذنبها الممتزج بالغضب من أفعالها النكراء
كيف أطعت قلبى أن أفعلها "أمى محقة أنا تزوجتها بكامل إرادتى لم يجبرنى أحد ......كيف طاوعت أنانيتى أن أتزوج غيرها أن يُكتب اسمى بجوار غيرها حتى وإن كانت فوق الأوراق
ماذا جنيت الأن سوى قهرها وبغضها لى
وأضعت الباقية المتبقية بعد صفعها " أعلمكِ ميرتى غاضبة منكسرة وعدتكِ أن أكون حِماكى ...سندك
وأنا من كسركِ سامحينى طفلتى المجنونة
لم يكن أمامى سوى حبسك أعلمك تلك المرة إن ذهبتِ لن تعودى ما حييتِ ...أن أحافظ عليكِ بجوارى أن أراكى أمامى حتى وإن كنتِ غاضبة تمقتينى أهون على قلبى من اختفائك وغيابك عنى للأبد
لو أعلمك ستقبلين اعتذارى وندمى لفعلتها واعتذرت لكِ حتى ترضى لكنها مكانتى .ليزم شفتيه ويكز على أسنانه بغضب "اللعنة علىّ وعلى مكانتى
وقهقه ساخراً"مكانتى....مكانتى.....أى مكانة تلك ؟ أنا متعجرف أنانى أكنت تلوم حسام المنيرى أنتَ أسوأ وأبشع منه بكثير فارس .......ماذا هل تغضبك فكرة مقارنتها لكَ بطليقها الوغد .
الوغد الحقيقى أنتَ فارس
طليقها كان سكير لا يرى أمامه ....وحسام المنيرى كان يبحث عن عشقه القديم...أما أنتَ ما حجتك؟ ما دوافعك لتذبح قلب صغيرتك المجنونة ؟ هل تخشى ذهابها حقاً؟ أم تيقنك أنها إن خرجت لن ترى وجهها للأبد ..........ماذا إن تركتك حقاً ؟ هل تعشقها ؟ هل تتخيل حياتك بدون تلك الطائشة الجميلة؟ ماذا إن فعلتها وانتحرت؟ ليخفق قلبه بقوة حقاً قد تفعلها ....عاد لسيارته مهرولاً ممسكاً بهاتفه يهاتف منزله وقد لاحظ المكالمات الواردة إليه من هاتف والدته لكنه اختار هاتف المنزل لا هاتف والدته ....أجابته الخادمة "مرحباً سيدى"
أين سيدتك ميرا الأن؟
أجابته الخادمة بضيق"السيدة بغرفتها توصد عليها الغرفة منذ الصباح لم تخرج"ولم تفتح لى الباب عندما جئتها بالطعام أكثر من مرة منذ الصباح
بقلق وهو يدير محرك سيارته "اذهبى لغرفتها فى الحال وادخلى حتى إن لم تسمح لكِ اطمئنى عليها وعودى لطمئنتى هيا فى الحال
انطلق بسيارته فى طريقه للمنزل وعلى الهاتف الخادمة لم يغلق الهاتف بعد ينتظر ذهابها لغرفة ميرا وطمأنته
طرقت الخادمة الباب عدة مرات وما من مجيب حاولت فتح الباب فوجدته موصد فعادت تحدث سيدها فى الهاتف"سيدى الباب موصد والسيدة بالداخل لا تجيبنى سيدى أنا أخشى أن يكون أصابها مكروه لا سمح الله فالسيدة بشهور حملها الأخيرة وتصيح منذ الصباح تنتحب ولم تتناول شئ منذ فتحت عينيها صباحاً
اضطرب أكثر وقطع الطريق بسرعة جنونية يعلو التراب خلف سيارته حتى وصل قصره أخيراً بدقائق معدودة
ركض لأعلى لغرفتها وكسر الباب
ليجد ما توقعه تماماً "واقعة أرضاً"
فى مشهد رعب ممزوج بالندم مشهد تكرر عليه قبل شهور عندما صدمها بسيارته لكن تلك المرة لم يصطدم جسدها بل ذبح فؤادها اقترب لا يشعر بخطوات قدميه يطالعها .............بحالة يرثى لها حقاً واقعة أرضاً شعرها هائج حول وجهها بطنها المنتفخ أمامها .........صوره ممزقة مبعثرة حولها ...........
جثى على ركبتيه بيدٍ ترتجف تحسس نبضها .......جسدها بارد......يبعد تلك الخصلات الثائرة من فوق وجهها ..ليرى صفعته محمرة للأن فوق وجنتها ....صرخ "ميرا...رجاءً لا تذهبى الأن.........ميرا دعينى اعتذر منك أولاً ..ميرتى المجنونة ...هيا ميرا ...افتحى نهر العسل ..افتحى عينيكى ..لتكملى شجارك ..أريد شجارك لا خسارتك ...هيا حبيبتى أكملى شجارك وصراخك لن أنزعج كالصباح هيا حبيبتى لاعتذر منك .....ليعيده صوت الخادمة للواقع قليلاً سيدى هل نتصل بعربة الاسعاف .ليفق نسبياً ويحملها غير أبه لا بغطاء رأس ولا بملابس المنزل التى ترتديها .
لم يدرى إلا وهو يأمر حارسه أن يقود بهما السيارة للمشفى
.................................................. .......

"أيجب أن أموت في غيابك اختناقاً لتدرك أنّك هوائي الّذي أتنفّسه؟ "
زفر بضيق وأمسك بهاتفه يتصل بها بعد أن قرأ رسالتها التى أرسلتها إليه بعد يأسها أن يجيب على اتصالاتها المتكررة
بدور أخبرتك لن أعود المنزل الليلة لا تحاولى لن أعود هى تحتاجنى لا تحاولى وإياكى بالتهديد سأنتحر وما شابه "عزيزتى أنتى أجبن من فعلها أعلمك تعشقى الحياة كعينيكِ "
كزت بدور على أسنانها بضيق وهدرت"هل السبب أنها أم الصبى وأنا لم أنجب لك بعد؟"
هل جننت ؟ لا وقت لدى لكِ الليلة ولعقلك المشوش بدور ......لتقاطعه: لا وقت لديك لى أما هى فلها وقتك كله أليس كذلك حسام ؟
لم يدعها تكمل جملتها وأغلق هاتفه وهم بالعودة للدخول للمشفى فقد كان يحدثها خارج المشفى ليرى فارس وهدان يخرج من سيارته يحمل بين يديه ميرا الفاقدة للوعى تماماً
هرول حسام ناحيته " ماذا هناك ؟ ما بها ميرا ؟
لم يكن فارس بحالة تسمح له بالاجابة فقط قلبه ويديه ترتجف وهو يحملها فهرول حسام ناحية الطوارئ ينادى الممرضات فأتوا مسرعين بسرير متحرك وضعها فارس عليه وضغط بكفه فوق فمه يحاول استيعاب الأمر خاصة مع ابتعاد الممرضات بها لداخل الطوارئ واسدال الستارة البيضاء خلفهم
.................................................. .......
عاد حسام إليه "ماذا بها ؟ ماذا فعلت بها أيها ال......؟
طالعه فارس تختنق الكلمات بحلقه ضائع كلياً فقط ينتظر كلمة من الطبيب كلمة تسكن فؤاده تطمئن عقله المشتت لا يستمع لأى من كلمات حسام ليفاجأ بعد دقائق بحسن تتبعه زوجته ووالدته ورأفت فالجميع بالفعل فى المشفى مع روفيدا
ليقترب رأفت "ماذا حل بابنة أخى ؟ ماذا فعلت بها ؟
لم يجبه فارس الشارد بعيداً .........ليوجه سؤاله لابنه حسام"أين هى الأن؟"
ليجيبه حسام وهو يطالع فارس بنظرات نارية " يعاينها الطبيب فاقدة الوعى فلننتظر خروج الطبيب ليطمئننا عليها "
خرج الطبيب عليهما بعد دقائق
فهرولوا ناحيته العيون تنتظر الطبيب تطالعه بذعر يخطف قلوبهم على ابنتهم ميرا
المريضة انخفض ضغط دمها لقد وضعنا لها المحاليل الأن الوضع مطمئن لا خطورة عليها لا تقلقا ثم خرج صوت زوجة عمها "وطفلها؟"
فاضطرب فارس أكثر ينتظر كلمة من الطبيب تطمئنه على طفله كما اطمئن على زوجته
ليبتسم الطبيب طبيبة النساء فحصتها بأشعة السونار الوضع مطمئن لا داعى للقلق لكنها ستبيت الليلة فى المشفى
خرج صوت حسن أخيراً"هل يمكننا رؤيتها؟"
لينتبه فارس ويعود لوعيه وغيرته القاتلة عليها من ذلك الحسن
سمح الطبيب لهم برؤيتها
دخل الجميع ليراها بمجرد رؤيتهم لها انفجرت ببكائها ثانية
اهدئى بنيتى اهدئى لصحتك وصحة طفلك ..قالتها زوجة عمها .....ليربت عمها رأفت على كتفها اهدئى ابنتى ولكِ ما تريدين أقسم بذلك أنتِ ابنة أخى وقدرك بقلبى بقدر والدكِ رحمه الله
اقترب حسن من فراشها يقبل رأسها "اهدئى ميرا لا يستحق أى إنسان بالوجود تلك الدمعات الماسية "
كتمتها سجى بقلبها خاصة أنها رأتها مدح من زوجها لأخرى حتى وإن كان يراها كشقيقة لا أكثر
جلس حسن على طرف فراشها "رفع وجهها لمستواه " صديقتى القاهرية لا بكاء فى وجود حسن أليس كذلك ابنة عمى؟"
كبركان غاضب حزين نادم يكاد يفتك بتلك الأيدى الممسكة بوجه زوجته بذلك القريب من فراشها
من تلك الأعين التى تطالع عيونها
يقف على باب الغرفة لا يملك جرأة مواجهتها أو حتى الدخول للفتك بذلك الحسن
يقبض فارس على كفه بغضب ومشاعر متباينة لما يحدث بالقرب من زوجته وعائلتها أمقت البشر لقلبه
اقتربت سجى من الفراش تُبعد حسن زوجها لتجلس هى فى محاولة لكبت غيرتها " أتدرى ميرا أن روفيدا ولدت اليوم صبى جميل المحيا و........ليقاطعها صوت فارس "ماذا روفيدا ولدت اليوم؟"
ليلتفت الجميع إليه بتعجب ونظرة تساؤل هل حقاً لا يدرى أن شقيقته ولدت اليوم ؟
ليجيبه صراخها " لا أريد رؤيتك اذهب أيها الخائن وعادت لبكاها ونحيبها فاقترب حسن منه"رجاءً اذهب الأن فارس نتحدث لاحقاً ........
طالعه فارس بغضب " وما شأنك أخرج أم أبقى تلك زوجتى و.....ليقطعه صرخاتها .......أيها الوغد الخائن..ذلك الوغد تزوج خادمتى .............طلقنى أيها ....طلقنى الأن ......يحبسنى بقصره ...ونظرت لعمها بتوسل"طلقنى منه عمى رجاءً لا تدعه يذهب بى لسجنه سيسجننى هناك عمى رجاءً
ودخلت فى نوبة غضب وصرخات بهمهمات غير مفهومة فاقترب حسام يمسك فارس من قميصه بغضب يهدر به"ماذا فعلت بها أيها ال........ليبعدهما رأفت ينهرهما "اللعنة عليكما أنتما الاثنين أنتما أوغاد أنتَ تزوجت وكسرت زوجتك وها الأخر يعيدها ويكسر أنف ابنة عمك اللعنة عليكما اغربا عن وجهى لا أريد رؤيتكما هنا .......
طالعها فارس وكأنه يعلم أنه اللقاء الأخير لقاء وداع حزين تستنجد بغيره ...يد غيره تربت عليها ....تهرب منه ومن عشقه الخانق حد الموت وترتمى بوكر الأفاعى ...........يحق لها فها قد ذهبت ميرته ..ذهبت للأبد ....وتلك المرة لا يجرؤ حتى الاعتراض فهو السبب بل أنانيته الشرقية السبب
ضمتها زوجة عمها إليه ....راقبها قبل أن يخرج
عيونها محمرة.......شبه مغيبة........تصرخ.تسب وتلعن ذاتها قبل أن تسبه.......تكرر جملتها بغير وعى
"لا تختلف عنه لا تختلف اللعنة عليكَ وعليه "
تقارنه بطليقها الوغد
تُرى ستعود ميرتى يوماً أم أنانيتى أضاعتها منى للأبد؟
.................................................. ...

تُرى ماذا حدث لتلك الحية لتُنقل المشفى ومن نقلها يا ترى؟
ليزداد قلق روفيدا على ميرا فتطالع والدتها "ألن تذهبى للاطمئنان عليها أمى ؟
لوت العجوز فمها " لا لن أذهب ..سأهاتف فارس وأخبره لعله يجيب تلك المرة على اتصالاتى
لتتذكر شقيقها "لم أشأ أن أسألك فى حضورهم حتى لا يتشفوا بنا أين أخى ألا يتواضع ويأتى لزيارتى والمباركة لى بصغيرى ؟
لوت والدتها فمها "اتركى شقيقك الأن .
فلديه من المصائب ما يكفيه مع تلك الحية ابنة المنيرى "
قطبت روفيدا جبهتها "ماذا حدث أمى هل تشاجرا ثانية؟
بل الأسوأ شقيقك تزوج عليها أنهار الخادمة
مااااااااااااااذا قالتها روفيدا وهى تفتح فمها بدهشة لتومأ والدتها رأسها بالإيجاب وهى تردد بلى تزوجها وبكامل إرادته والأغرب أنه طلقها فى الصباح بعد أن علمت ميرا وجن جنونها تزوج فى المساء وطلقها فى الصباح ...
عقله مشوش لكنه فعلها بإرادته أنا لم أجبره وتلك الحرباء تنام ليل نهار ولا تهتم به مطلقاً
لتتحول معالم روفيدا للغضب"هل كنتِ تعلمين أنه سيتزوج على زوجته أمى؟
لتتهرب والدتها من الإجابة "وما دخلى أنا ؟ أنا فقط أخبرته أن والدتها وبختها لأنها تتحدث مع فارس بالشرفة وقد لاك الخدم بسيرة أنهار لم أخبره غير ذلك لتطالعها روفيدا بعدم تصديق فنهرتها والدتها "لما تطالعينى بهذا الشكل حسناً وأخبرته إن كان يريدها فليتزوجها فى السر كى لا تجن تلك القاهرية لكنها علمت فى الصباح ورأتهما وجنت وصفعته أمام خدمه
لتشهق روفيدا بصدمة..........ماااااذا صفعته؟
أومأت والدتها رأسها بالإيجاب وأكملت هو أيضاً لم يدعها وأهانها أمام الجميع وحبسها بالقصر قبل مجئي لهنا كانت حبيسة غرفتها وهو لم يعد بعد للقصر ولا يجيب على اتصالاتى
شردت روفيدا تحدث ذاتها "مسكينة ميرا أنا مررت بذات الموقف قبلها مسكينة أيتها الميرا لا تعلمى أن تلك الصفعة حتى وإن كانت خارجة عن إرادتك ستعيد وحشية أل وهدان ثانية
هل ستذهبى برفقتى غداً أم ستذهبى مع زوجك؟
كان سؤال والدتها كالصاعقة الغير متوقعة على رأسها
متيقنة أنها لا تريده الأن لا تريد العودة إليه بالأساس عودتها كانت لأجل طفلها ولتصم الألسنة عنها وها هو ابنها بين يديها الأن ....لكنها متحيرة ضائعة بين عقلها وقلبها "هل سيسمح رأفت المنيرى بذلك ويترك لها حفيده بتلك السهولة .....وهو من يردد منذ ولادتها قبل ساعات سأفعل لحفيدى كذا سأوزع على الفقراء كذا حفيدى مالك كل شئ الأن
يتباهى ويتفاخر بوصول أول أحفاده هل بتلك السهولة سيدع الطفل لها حتى إن كانت الأن لا تخشى زوجها فالأولى أن تخشى ذلك الجد الملتاع حد الجنون لحفيده الأول
لتقطع شرودها والدته "ألم تجدى غير اسم رأفت لتسمى به الصغير هل أنتهت الأسماء؟
طالعته روفيدا بضيق" لم أشأ أن أكسر بخاطر جده وقد اقترح هو الاسم لم أشأ إطفاء الفرحة التى رأيتها بعينيه الأسماء لا تعنى لى شيئاً أمى الأهم الأن أن ابنى حبيبى بين ذراعيّ وعادت لتطالع صغيرها النائم فى مهده الصغير بجوار فراشها بالمشفى
.................................................. ......................
لا سلطة لنا على قلوبنا، تنبض لمن تريد، وقتما أرادت، كيفما أرادت
بعضهم ينبض القلب له،وبعضهم ينبض القلب به، وبعضهم هم نبض القلوب.
قلبى يعشقها....يريدها.....حقاً أهنتها ...بل ذبحتها لكنها تمادت وعادتها بكل مرة تعيدها بل فعلت الأسوأ بإهانتى أمام حرسى وخدمى
اللعنة علىّ أولم أهينها أيضاً بالزواج من خادمتها بل ولم أُنكر الأمر أى جبروت وصلت له فارس ؟
لن أُسامحكِ ميرا تُهينى كرامتى وتحطى من قدرى ليناقض ذاته"هل تهزى فارس ألا تعى مدى جرحها ألا تدرى مدى خيانتك لها ؟
ليعود للتناقض ثانية"أى خيانة أنا لم أستطع أن اقترب من غيرها ولولا تلك ال..... لما علمت ميرا بالأمر وكنت طلقتها كما فعلت صباحاً وكانت صفحة وطويت
لتلمع صورة والده لذهنه بقوة وكأنه يقهقه ساخراً منه "أتسخر منى أبى كنت تتمنى أن أكن بجبروتك أظلم ولا أُظلم هنيئاً لك أبى فلترقد بسلام فجيناتك قد تحركت الأن وأنا تخطيت مرحلة الجبروت
أتزوج وأطلق وأعبث بالقلوب والعقول فلترقد روحك بسلام فها قد خرج شيطان قلبى من مكمنه وعثا فى الأرض فساداً وتلك مجرد البداية عذراً أيها التفتح عذراً أيها العلم فالطبع غلب التطبع

تنتحب وهى تتذكر ما مرت به اليوم كأنها كانت بعالم وردى ونُقلت فجأة لدائرتها السوداء أُعيدت إليها ثانية
أتعبها وأنهكها البكاء كثيراً فغفت قليلاً فخرج الجميع وتركوها لتخلد للنوم لعلها تهدأ
.........................................
استعلم عن رقم غرفة شقيقته وذهب إليها
مبارك شقيتى أتمنى أن يكن ذلك الطفل دوائكى من مرض أل المنيرى أتمنى أن تُشفى حقاً من لعنة أبناء المنيرى
طالعته تراقب وجهه المتجهم الغاضب" كيف حالها؟"
دون أن يطالعها فقط يمسك بكف الصغير النائم بمهده بمجرد ذكرها عادت بحور عشقه تتلاطم أمواجها تعلن عن نزاعها مع تلك المسماة كرامته وعنفوانه ليجيبها باختصار"بخير ستكون بخير "
لتقترب والدته منه بفضول"بنى ماذا حدث لتُنقل للمشفى؟ هل الصبى بخير؟
التفت فارس لوالدته " هل ستبيتى اليوم برفقة ابنتك أم أقلك المنزل الوقت تأخر "
لتهز رأسها بالنفى"لا لا لن أعود المنزل سأرافق ابنتى الليلة .....ليقطع عليهما حديثهما دخول حسام وشقيقه حسن وسجى زوجته
طالعهم بغضب واقترب من النافذة الزجاجية يطالع الطريق
اقترب حسام من زوجته روفيدا هامساً"كيف حالك الأن؟"
لوت فمها بضيق ولم تجبه وطالعت سجى بقلق "كيف حال ميرا؟
ليخفق قلب المتظاهر بعدم المبالاة والجمود يتوق لسماع خبر عنها وكلمة تطمئنه عليها
لتجيبها سجى" بخير ستكون بخير إن شاء الله خلدت أخيراً للنوم.مسكينة تلك الميرا وطالعت فارس بعتاب
أما حسن فمبجرد رؤيته لفارس بالغرفة خرج من الغرفة بأكملها
لم يتحمل فارس نظرات سجى المعاتبة وخرج من الغرفة تقوده قدميه لغرفتها لعله يطمئن أنها بالفعل بخير
.................................................. ....................
بهدوء دخل غرفتها وجلس على طرف الفراش يراقبها
يطالع وجنتها يتحسسها بأناملها معاتباً ذاته بصمت يبعد تلك الخصلات عن جبينها المتصبب عرقاً ....تناول منشفة ورقية ومسح عنها قطرات العرق المتصببة فوق جبهتها ........
تلمس بطنها المنتفخ وكأنه يعلمه الوداع الأخير
عطره هو لا غيره..رائحته هو ........انتفض جسدها دون أن تفتح عينها بشفتيه تقترب تقبل وجنتها التى صفعها صباحاً ..........لم تشأ أن تتواجه فقد أتعبها الصراخ
لم تشأ أن تفتح عينيها وتضعف وترتمى بعناقه وتعود بعدها لسبه..........لم تشأ أن تتفوه بكلمة واحدة فقط
تشعر بلمسات يده تربت على كتفها لمسات أنامله فوق بطنها تماسكت عن الصراخ عليه وإيلامه على خيانته وهو من وعدها أن يكون سندها وعوض الزمن الغادر لها وعدها أنها عشقه الأول الأخير
وهو لم تنبت شفتيه بكلمة واحدة ظل يراقبها بصمت جالس على طرف الفراش حتى أتت مرافقتها التى ستبيت معها سجى زوجة حسن
ارتبكت سجى بمجرد رؤيته وهو لم يدعها تتكلم كلمة واحدة وخرج مباشرة من الغرفة وبات ليلته بسيارته أمام المشفى
أما حسن وأخيه حسام فانتظرا بسيارة حسام أيضاً خاصة بعد عودة والدهما ووالدتهما من أول الليل بسيارة حسن للقصر
بعد انتهاء موعد الزيارات وإجبار المشفى الجميع الخروج عدا المرافقين للمرضى
.................................................. ........................
ليل حزين متعب مر عليه بسهده لم يغمض له جفن وقد تفككت خيوط اللعبة من بين يديه حبيبته القاهرية رحلت ولن تعود حتى إن كانت أمام عينيه الأن حتى إن كان يستطع إجبارها على العودة لن يفعلها سيترك للقدر طريق لعلها تهتدى بطريقها ويعودا يتقابلا بمنتصف الدرب ثانية
لعله يعود فارسها الهمام كما تطلق عليه دوماً

حسام بسيارته يطالع صورة التقطها بهاتفه لزوجته روفيدا وصغيره يطالعهما يتمنى تأكله الأشواق لها ولابنه يحدث ذاته"أنا أحمق بعت الألماس لأشترى عشق واهى عشق أنا كبرته وأرويته حتى صار يكبلنى ويبعدنى عن دربى الصحيح ليت الزمن يعود يوماً لأقبل كفى تلك الملاك واعتذر لها عن قسوة سنوات معاناة وتجبر عايشتهم معى ليتها تقبل أن تعود لى ومهما كانت شروطها سأتقبلها دون تراجع "
.................................................. ...................
أرسلت الشمس أشعتها أخيراً
تسلل الضوء من النافذة
تململت سجى فى فراشها المجاور لفراش ميرا فتحت عينيها لترى ميرا مستيقظة تطالع السراب
نهضت عن فراشها واقتربت تربت فوق كفها"اهدئى ميرا سينقضى كل شئ باذن الله"
طالعتها ميرا بحدة" هاتفى حسن الأن أخبريه أن يأتى فى الحال ليقلنى لمنزل عمى "
بالفعل هاتفت سجى زوجها حسن ............استيقظ حسن النائم بسيارة شقيقه على صوت هاتفه "بريبه فتحه"خير سجى هل حدث شئ هل أنتِ وميرا بخير؟
ميرا تريدك أن تأتى لتقلنا المنزل الأن
حسناً حسناً سأصعد إليكما فى الحال
.................................................. .................
حسام منذ تسلل الضوء صعد لغرفة روفيدا ليطمئن عليها وعلى صغيره
................................
تطالع صورة السونار الخاصة بها ..
فتاة وبصحة جيدة الحمد لله
ابتسمت ميرا وهى تطالع سجى .أنثى ألم أخبرك من قبل أنا أشعر بها ابنتى
لاحظت ميرا عبرات أمومة مفقودة بعيون سجى فأمسكت بكفها قائلة" أنتِ من تسمى ابنتى لا غيرك "
أنهت الطبيبة فحص ميرا ولاطمئنان على الصغيرة التى تنتظر القدوم شهر أخر
خرجت سجى من غرفة الكشف لترى زوجها ينتظرهما فضمته بقوة بعيون دامعة" ميرا طلبت منى أن اختار اسم لصغيرتها .....هيا ساعدنى لنختار اسم جميل
قالها على الفور"عشق" تلك الفتاة ستسمى عشق
ما رأيك ؟..بوقتها كانت ميرا تخرج من غرفة الكشف فتحمست سجى وأخبرتها "ميرا أنا وحسن اخترنا اسم لصغيرتك"عشق" ما رأيك ؟
ابتسمت ميرا بحزن تتلمس بطنها المنتفخ"إذن هى عشق
أريد أن أذهب لرؤية روفيدا لعل الوجوه لا تتلاقى بعد الأن
.................................................. ..........
كان فارس يقف خارج سيارته يشعل لفافة تبغه يطالع السراب عندما لاحت له تخرج من باب المشفى
دعس اللفافة بقدمه وانتظر قريباً من سيارته يطالعها تقترب وذلك الحسن وزوجته خلفها مباشرة
رأته ........حبست دمعاتها وتماسكت ....توقفت مكانها تطالع حسن .....انتظرنى دقيقة حسن لابد أن أتحدث معه الأن
أمسك حسن ذراعها برفق يمنعها "رجاءً لا .....تحدثى معه لكن ليس الأن حتى لا تندمى لما تبقى من عمرك توقفى الأن عن مواجهته أجلى تلك المواجهة اهتمى بصحتك وصحة صغيرتك ودعيه سيزحف إليك يتوسلك تسامحيه
لتؤكد كلامه زوجته سجى" بالفعل ميرا حسن محق دعى ابن وهدان لا تهتمى سيأتيكى راكعاً أؤكد لكِ
هيا بنا نصعد السيارة
بالفعل تراجعت عن مواجهته وصعدت سيارة حسن لكن ذلك القابع بعيداً بغضب هرول ناحية سيارتهم بغضب يطرق زجاج النافذة دون أن تطالع أو تنبت شفتيها بكلمة لم تفتح زجاج النافذة بل أوصدت الباب من الداخل
ناب عنها حسن فخرج من السيارة واالتفتت ناحية فارس"فارس رجاءً توقف ميرا ليست بحالة تسمح لها بالشجار معك أو تحمل كلمة واحدة أخرى أعدك أن أجمعكم قريباً وتتحدثا وتحلا خلافاتكما لكن ليس الأن رجاء لا أريدها أن تنفعل ثانية إن كنت لا تخاف عليها هى فخاف على ابنتك رجاءً من أجل "عشق"
طالع فارس حسن ببلاهة"من عشق؟"
فأجابه حسن ابنتك المنتظرة لقد أخبرتنا الطبيبة منذ قليل أنها أنثى ولله الحمد بصحة جيدة وقد اخترنا أنا وزوجتى لها اسم عشق وميرا وافقت
كانت تلك الكلمات الفاصلة فقد توقف حقاً توقف يطالعها ...........لم تفى بوعدها لم يكن أول من يعرف جنس مولودهما ....لم يتشاركا اختيار اسم الصغيرة كما أرادا ....
التفتت حسن وجلس خلف مقعد القيادة وانطلق لقصر عائلته
............................

Sarah*Swan 10-01-18 09:27 AM

الفصل الثانى عشر
من الصّعب الاختيار بين الحبّ والكرامة، والأصعب أن تكون مجبراً على التّنازل عن احدهما
كان يقف يطالع السيارة وقد ابتعدت بها حتى انعطفت يصارع مشاعر جياشة متناقضة يقاومها بكل ما أوتى من قوة بدافع الكرامة .......
لكن عذراً سيدى
"إن قررت أن تكن من العاشقين يوماً
فضع الكرامة جانباً"
مِن المؤلم أن تمر عليك لحظة تتمنّى التّخلّص فيها من ذاكراتك، وأن تكتشف بعد فوات الأوان أنّك مدرج لديهم في قائمة الأغبياء
هكذا يعتقد أنها تخلت بسهولة دون أن تعطيه الفرصة ليبرر لها
يلعن قلبه يلعن تلك الصدفة التى جمعتهما قبل عام ........أغمض عينيه بغضب يتخيلها تلك القاهرية صاحبة الشعر المجنون
تذكرها وذعرها فى أول لقاء لهما
صرخات فتاة تستنجد
اللعنة من أين يأتى ذلك الصوت
نزل فارس عن جواده يبحث عن مصدر الصوت حتى رأها
فتاة يضايقها شاب ما وسط أرضه الزراعية ....
ليأتى كغمامة كبيرة أحاطت بها وابعدتها عن ايدى الشاب وانهال ضرباً مبرحاً يسب الشاب :أيها الوغد أتتجرأ بالتعدى على أنثى فى أرضٍ مملوكة لأل وهدان ليستنجد الشاب اعتذر اعتذر سيد فارس اعتذر سامحنى رجاءً لم أكن أعلم بأنها من فتيات أل وهدان
لن ينجدك من تحت يدى مخلوقاً اليوم على تجرأك هذا
لتوقفه صرخات ذعرها من منظر الشاب ويكاد يلفظ أنفاسه تحت يدى فارس وهدان لتصرخ من المنظر المشين والدماء واللكمات الموجعة للشاب :اتركه رجاءً كفى كفى
ليرفع يديه فارس بغضب عن الشاب : هل أنتما معاً ؟
لترتبك : لا لا أقسم بالله لا أعلم من هو أنا فقط جئت للتنزه
ليلحظ هيئتها ولهجتها القاهرية وملابسها فيتساءل : أنتِ بالتأكيد مجرد ضيفة فى البلدة ؟من أنتِ؟
لتجيبه بذعر : بلى لقد جئت اليوم ولن أمكث ثانية بعد وجرت مسرعة حتى اختفت عن أنظاره
ليعود فارس لواقعه وقد ابتعدت السيارة ومعها قلبه
اللعنة علي تلك العينين .اللعنة على قلبى اللعنة
عشقتها ....بلى عشقتها حد الجنون ....لم أرى امرأة تعادلها جمالاً تعادلها براءة لم تتحدانى امرأة من قبل ....امتلكت تلابيب قلبى وعقلى ......عشقت رائحة ياسمينها ........ أعشقك أيتها القاهرية المجنونة
لن أدعك تذهبى مهما كلفنى الأمر حتى إن اضطررت للقسوة عليك وإيلامك فتركى لك لا محالة ....
لا خيار لديكِ إما العودة أو العودة لن اترككِ تمرحين تلك المرة ميرا ستُجبر على العودة أو إنها النهاية لنا
.................................................
ماذا؟؟؟؟؟؟؟ قالها حسام وهو يطالع زوجته روفيدا باستنكار ومعالم متجهمة
لتشيح بعينيها بعيداً عنه "كما سمعت انتهت اللُعبة" سأغادر المشفى لقصر عائلتى "
زم شفتيه بضيق وهو يتبادل النظرات بينها وبين والدتها التى تقف تلوى فمها بضيق قبل أن تطالعه قائلة "سأذهب لأحضر قهوة لن أتأخر "
بمجرد خروج والدتها اقترب حسام من الفراش "روفيدا هل تتحدثِى جدياً؟
أومأت رأسها بالإيجاب فهدر بها"ومن سيسمح لكِ بذلك
أتدرين عاقبة جملتك تلك ؟
لتطالعه بتحدى وهى تعيد جملتها "انتهت اللُعبة أيها المغتصب أم نسيت أن ذلك البرئ نتيجة فعلتك تلك الليلة بى ؟
ليقترب بأنفاسه تلفحها فأغمضت عينيها وهو يحدثها بغضب ملتاع"أنتِ زوجتى ليلتها كنتِ زوجتى ومنذ سنوات زوجتى وللأبد زوجتى أنا لم أفعل شئ يغضب الله أو المجتمع زوج وزوجته أنجبا ما العجيب بذلك ؟
لتفتح عينيها وقد تحول تحديها لغضب "العجيب أنى لم أكن عبدتك ذليلتك أنتَ أجبرتنى تلك الليلة فلا يحق لكَ اليوم المطالبة بابنى ..سأرحل به ولن تمنعنى لا أنتَ ولا أى مخلوق وستطلقنى أرضيت أم أبيت "
لم يستطع تمالك غضبه أكثر فتحول هجومه الكلامى لهجوم فعلى على شفتيها أغار يروى ظمأ اشتياق ولوعة لتلك الروفيدا التى رأها من جديد رأى أخرى استطاعت بإيبائها وقوتها الجديدة تملك لُبه دون أدنى مجهود
تفاجأت لوهلة بفعلته لكنها تمالكت استسلامها الذى بات قاب قوسين أو أدنى وضربته بكلتا كفيها لتبعده فأحكم وثاقه على شفتيها فأعادت حيلتها كما فعلتها أخر مرة حاول فعلها معها عُنوة فأغارت هى على شفتيه بأسنانها حتى أدمتها
ابتعد متألماً وفك وثاق تلك الشفاة المشتاقة وابتسامة نصر مؤقت تعتلى محياه
صدرها يعلو ويهبط الكلمات تخرج منها مُبهمة متلعثمة فقيد عشقه يكبلها ويوثقها ..ها هى تواجه تلك العينين الحادة التى طأطأت لها لسنوات خجلاً .....ها هى تواجه تلك الشفاة الغازية لشفتيها كما كانت دوماً .
ها هى تواجه أنفاسه الحارة ......لكنها أنثى أبية كسرت قيوده وانتهى الأمر "تركت ما فى القلب بداخله مختبئ لن تخرجه للملأ ثانية وانتهى الأمر"
ابتعد قليلاً من فراشها تاركاً إياها تسب وتلعنه بكلمات مُبهمة لا يفقه منه شئ
مسح بضع قطرات الدم عن شفتيه وعاد ليطالعها "لن أسمح لكِ بتربية ابنى بعيد عنى ستعودى برضاكى أو مُجبرة روفيدا ابنى لن يربى إلا بدار عائلته أتسمعين؟
وقتها قاطع شجارهم دخول فارس
لمح اضطراب الأجواء فرفع حاجبه بضيق يحدث شقيقته وهو يطالع فارس بتوعد"ماذا هناك روفيدا هل تجرأ أحد على مضايقتك أم ماذا ؟
لم تشأ الصدام بين شقيقها وزوجها وأمورهما مضطربة لا تحتاج للمزيد فالتفتت تحدث شقيقها " ميرا ذهبت "
زفر فارس بغضب "ستعود لا تقلقى لن تبتعد طويلاً سأعيدها ثانية الأهم الأن هل أنتِ بخير ؟
أومأت رأسها بالإيجاب وهى تسترق النظر لزوجها حسام الغاضب تماماً وقد جلس لتوه فوق المقعد فى نظرة تحدى ووعيد لها ولشقيقها بعدم ذهابه مهما كلفه الأمر
صمت مطبق على الجميع لدقائق قبل أن تعود الأم
وتلتهى فى الحديث مع ابنتها عن الصغير والأمومة والأخران بعالمٍ أخر كل منهما يبكى على ليلاه
.................................................. ..........................
سيدتى هل ستعود تلك الأفعى بصغيرها اليوم؟
زمت بدور شفتيها بضيق وهى تزفر "من المؤكد ستخرج اليوم وزوجى المصون يحرسها كراعى الغنم
كتمت الخادمة ضحكتها من سخرية بدور على زوجها حسام وعادت لتفكر قبل أن تلمع تلك الحيلة بذهنها قائلة" ما رأيك سيدتى أن تذهبى المشفى وتباركى لها
لم تحتمل بدور تلك الجملة فهدرت بخادمتها"أيتها الحمقاء وأحضر لها الهدايا أليس كذلك هل تقصدى كلماتك تلك أم تسخرين منى أيتها ال.......؟
لتعود الخادمة بصوتٍ كحفيف الأفعى " من أنا لأسخر منكِ سيدتى بل أتحدث جدياً "
اذهبى للمشفى وبارك لها بالمولود وافتعلى غيرتها أنها لا تشكل فارق معكِ مطلقاً وأنها لن تأخذ مكانتك بقلب زوجك مطلقاً وإن أنجبت له عشرة ذكور
ابتسمت بدور بغرور "ومن تكن تلك الأمية لتأخذ مكانى حسام لى وحدى ..
لمعت الفكرة بذهنها فابتسمت ونهضت متجهة ناحية الخزانة لأنتقاء أرقى ملابسها للذهاب للمشفى لتعكير صفو تلك الروفيدا
.................................................. .........
عادت ميرا لقصر عائلتها بصحبة ابن عمها حسن وزوجته سجى
حبيسة غرفتها منذ عودتها استسلمت مؤقتاً لنوم مثقل فشهور حملها الأخيرة تجبرها على الراحة لسلامة صغيرتها "عشق"
.................................................. .............................
كيف حال حفيدى رأفت الصغير ؟
قالها رأفت المنيرى وهو يدلف لغرفة زوجة ابنه روفيدا بالمشفى تتبعه زوجته يحركهما شوق لحفيدهما الصغير
لوى فارس شدقه بمجرد رؤيته لرأفت المنيرى خاصة بعد تعمد رأفت ألا يلقى السلام عليه واكتفى بإلقاء السلام على زوجة ابنه
ترك فارس الغرفة وهبط لحديقة المشفى
......................طالع حفيده قائلاً "سبحانك ربى نسخة مصغرة من أبيه
لوت روفيدا فمها باستنكار تحدث ذاتها بخفوت"ويلتى حقاً إن ورث غضب وجنون الأحمق والده"
يراقبها جيداً ويعلمها تتمتم عليه فابتسم دون كلمة
كان حسام يراقب كل حركة تصدر عنها وهى مستلقية فوق ذلك الفراش
لتتدخل والدتها بالحديث"اليوم ستخرج روفيدا من المشفى وسنعود لقصرنا "
التفتت رأفت لوالدة روفيدا"عن أى قصر تتحدثين ؟
وطالع روفيدا باستنكار
"هل تقصدين ستعودين لقصر عائلتك ؟"
أومأت روفيدا رأسها بالإيجاب
فضيق رأفت عينيه بغضبٍ مكتوم "وحفيدى؟ هل ستذهبى لهناك وتحرمينا حفيدنا ؟ "
تلعثمت واضطربت روفيدا من اتهام رأفت المباشر لها
فاقترب منها حسام يجيب عنها "لا بل ستذهب لأيام النفاس بضيافة عائلتها كما هى عاداتنا وبعدها ستعود لتنير قصرنا كما كانت دوماً "
انفرجت أسارير رأفت وزوجته بنقيض روفيدا التى كادت تقتله بوقتها فقد وضعها أمام الأمر الواقع
عادت والدة فارس بكيد نساء لتسأل والدة حسام "كيف حال ابنتكم ؟"
لوت والدة حسام فمها بضيق وهى تطالع والدة فارس "هل تقصدين زوجة ابنك ميرا ؟ اطمئنى هل بخير وحفيدتك بخير لا تقلقى "
قطبت والدة فارس جبينها بضيق "أى حفيدة ؟ هل تقصدين أنها حامل بأنثى؟"
بنظرة تشفى واضحة أجابتها والدة حسام"بلى ميرا زوجة ابنك فارس حامل بأنثى "

تعكر مزاج والدة فارس كلياً فلم يكن ينقصها سوى حفيدة أنثى من تلك القاهرية البغيضة لقلبها
.................................................. .......
قطعت تلك النظرات والمشاعر المتباينة دخولها
كأفعى بابتسامة مزيفة تعتلى ثغرها طرقت باب الغرفة ودخلت"صباح الخير جميعاً"
الأفواه مشدوهة تطالعها
الجميع يحدث نفسه متعجباً
"هل تملك الجرأة لتأتى لهنا ....حقاً شمطاء ...ناكرة للمعروف "قالتها والدة فارس تحدث ذاتها وهى ترمق بدور بنظرات غضب نارية
نظرات حسام خجلة من تلك المستلقية بفراشها فهو من تزوج تلك الحية وكسرها بها يطالع روفيداً أسفاً فما يبنيه من ثقة لأشهر ستهدمه تلك البدور بدقائق
إلا أن روفيدا خالفت توقعاتهم جميعاً بابتسامة زائفة اعتلت محياها مرحبة"مرحباً مرحباً بالاستاذة مرحباً "
بترقب وذعر من احتدام الأمر كان الجميع يراقبهما بصمت مطبق
اقتربت روفيدا من الفراش تطالع روفيدا بنظرات تحدى خفية" رأيت من الواجب أن أتى وأهنئك بصغيرك واقتربت من حسام جئت لأهنئك بطفلك حبيبى "
كتمت روفيدا غيظها وغضبها وبنفس الابتسامة الزائفة " تشجعى فشعور الأمومة لا يقارن أم أن زوجك وهى تشير لحسام يحرمك من الأمومة كما حرمنى قبلك لسنوات ؟"
كتمها حسام وأضمرها واكتفى بنظرات تحذير ووعيد لها من التمادى بسخريتها رافعاً حاجبه فلم تهتم روفيدا وأكملت "أتعلمين بدور زوجك متعب حقاً لم ينم ليلة أمس لم يبتعد للحظة عن الصغير أرى أن يذهب برفقتك ليرتاح قليلاً أليس كذلك ؟
ضيقت بدور عينيها كاتمة غيظها فما أتت لفعله أُصيبت هى به وانقلب السحر على الساحر
أخرجت من حقيبة علبة صغيرة قدمتها بضيق لروفيدا قائلة"تلك هديتى لكِ ولصغيرى أتمنى أن تستطيعى تربيته بسلام بعيد عن ال.....وفجأة بلعت كلمتها عندما رأت ملامح زوجها المتجهمة الغاضب وهو يطالعها
اقترب منها بغضب محذراً يهمس "يكفى عرض اليوم للمنزل فوراً لن أمرر تلك الجملة الأخيرة لكِ انتظرى عودتى ........"
بلعت بدور ريقها بذعر تطالعه وسط ابتسامة تشفى واضحة على روفيدا
خرج صوتها اخيراً"أنا أتيت بسيارة أجرة ؟ السائق أتى بوالديك و......لتقاطعها روفيدا وهى تبتسم ساخراً "هيا هيا اذهب مع زوجتك فالجو أصبح حار للغاية أريد التنفس وصغيرى "
طالعها حسام بتوعد وأمسك بدور من معصمها يجذبها فهرولت معه لخارج الغرفة
أما الجميع رأفت وزوجته ووالدة روفيدا فكان الجميع يراقب بصمتٍ مطبق دون كلمة لا يخلو الأمر من الفرحة الخفية التى تكتسى والدة روفيدا على ما فعلته ابنتها بتلك البدور
خرج بها بغضب من الغرفة وتوقف بها فى الممر بعيداً عن الغرفة قبالة الدرج
يضغط فوق أسنانه يتوعدها"لن أمررها لكِ ....هل أتيت لافتعال المشاكل معها وتكدير فرحتها أليس كذلك ؟
هدرت به" هل يغضبك مجيئ أم يغضب أن تحزن وتعود تلك البلهاء لتغضب منك ثانية
قبض كفه بقوة يجز على أسنانه"تأدبى أقسم إن لم تبلعى لسانك وتتوقف عن هذيانك ل......ليتوقف الكلام بحلقه برؤيته لفارس أو بالأحرى ذلك الشاب القادم مع فارس
ماذا يفعل ذلك الحقير هنا؟ هل أتى لرؤيتها ؟ اللعنة اللعنة
لم يعيره مصطفى انتباهه رغم ملاحظته لتغير ملامح حسام ونظراته الناريه التى يصوبها إليه أكمل طريقه وفارس ناحية غرفة روفيدا
جذبها بقوة من معصمها مهرولاً بها الدرج ومنها لمكان اصطفاف سيارة والده أمراً السائق "صل السيدة حتى باب القصر وعد فى الحال "
أغلق باب السيارة بقوة بعد أن أصعدها السيارة برفقة السائق وعاد ركضاً تأكله نيران الغيرة والغضب لغرفة زوجته
فتح باب الغرفة بغضب ليرى ذلك المصطفى يجلس فوق مقعد بجوار رأفت يبتسم
رمقه بغضب واقترب يجلس على طرف الفراش بجوارها
هل كانت أم حفيدى طالبة نجيبة لديكَ أستاذ مصطفى ؟
ابتسم مصطفى ببشاشة" بلى روفيدا من أنجب طالباتى ورغم حملها وتعبها لم تتكاسل يوماً "
نهض مصطفى عن مكانه مخرجاً علبة من القطيفة من جيب سترته يبسطها ناحية روفيدا قائلاً"تلك هديتى لصغيرك روفيدا "
بفظاظة أبعد حسام يدها وهى تمتد ناحية معلمها قائلاً بفظاظة" شكراً لكَ نحن لا نقبل الهدايا من الأغراب"
طالعته بضيق وغضب ثم عادت لتطالع معلمها معتذرة" اعتذر لكَ استاذى فزوجى لا يقبل الهدايا لصغيره لكن إن قدمتها لى فأنا أقبل الهدايا خاصة من معلمى وصاحب الفضل بعد خالقى أن اجتاز امتحاناتى بنجاح باذن الله
كتم مصطفى خجله من كلمات حسام المهينة وقدم العلبة لروفيدا التى تناولتها شاكرة معلمها االذى ما لبث أن استأذن وانصرف برفقة فارس الغاضب كلياً لكن ذلك الحسام والد الطفل ولا يحق لفارس التدخل
.................................................. .........
طالعها بغضب عقب خروج مصطفى"هل جننتِ لتكسرى كلمتى أمام ذلك الوغد؟"
طالعته بضيق" لا يحق لك التكلم بلسانى وكاد شجار ينشب لولا صوت بكاء الصغير فتدخل رأفت "اهدئا ايقظتما الصغير " واقترب يحمل حفيده وكأنه يتبدل لحمل وديع فقط عند النظر لذلك الصبى الصغير يتبدل من ذلك الرجل الفظ لجد حنون
.................................................. ...........
إني أتعذب فى الحب والحزن بقلبي وديان
تترقرق فيها دمعاتي يختنق منها أي إنسان
ما بالك بعيون تبكي فى كل ساعات الأيام
تنهمر كدموع المطر منها براكين الأحزان
ما بالك بهموم تمنع كل ابتسامات الألوان
تتبختر داخل وجداني تمنعنى من كل حنان
تجعلني أميرة أحزاني تجعلنى بقايا إنسان أحزاني فى الحب لن تنتهي، أنفاسي فى الحب مريضة لا تتعافى، ألهذا الحزن من نهاية؟ ألا لدمعي أن يتوقف وينال بسمة حلوة تملىء كيانى الحزين
هادئة جالسة بغرفتها بقصر عمها يأكلها حزنها
سنوات سنوات قطعت منذ تركنى أبى حقاً من بعد الأب لا سند للأنثى
"جميعهم أوغاد "
كانت تلك جملتها منذ الأمس منذ خانها أو تعتقد بخيانته لها مع أخرى
وضعت كفها تتلمس بطنها تحدث صغيرها "عذراً صغيرتى فوالدك لا يختلف عن أولئك الرجال بتلك البلدة اللعينة كثيراً رسم لى العشق والوله وها هو وجهه الأخر لا يختلف عنهم جميعهم أوغاد
طرقات خفيفة على باب الغرفة كفيلة بإخراجها من شرودها
دخلت سجى الغرفة تحمل بيدها صينية طعام صغيرة
وضعتها فوق المنضدة الصغيرة بمواجهة الأريكة "لقد أحضرت لكِ الطعام لم تأكلى منذ عودتنا من المشفى إن كنتِ لا تشعرى بالجوع فمؤكد عشق جائعة الأن ولا تستطع الخالة سجى تحمل فكرة جوع عشق
ابتسمت ميرا من جملة سجى وتلمست بطنها المنتفخ" مؤكد صغيرتى الجميلة جائعة سأكل لأجلها .واقتربت تجلس بتثاقل فوق الأريكة مرددة"أتعلمين سجى أشعر بأنى سألد قريباً لم أعد أستطع المشى كثيراً لقد صعدت الدرج بصعوبة وأشارت على قدميها "وقدميَ تؤلمنى بشدة
ربتت سجى على كتفها " تلك أعراض الحمل لا تقلقى الطبيبة طمأنتنا لا داعى للذعر لقد اقتربت ولادتك
أنتِ فقط تلدى تلك العشق واتركيها لى أنا سأتولى كل شئ لن تتعبكِ الصغيرة مطلقاً في وجود الخالة سجى "
صمتت ميرا تدعو بسرها لتلك الطيبة سجى وزوجها حسن بالخير فحقاً الطيبون للطيبات
.................................................. ...............
مر الطبيب ليطمأن على روفيدا وقد ذهب الجميع رافت وزوجته أما هو فلم يتحرك البتة من الغرفة
وقع الطبيب على تصريح خروجها من المشفى
ظبطت والدتها حقيبتها الصغيرة وساعدتها في تبديل ملابسها أما حسام فأنهى إجراءات خروجها من المشفى وقدم للغرفة عندما رأها تخرج من الغرفة تستند على كتف شقيقها يحوطها فارس بذراعيه من خصرها يساعدها على المشى وبيده الأخرى يحمل الحقيبة الصغيرة ووالدته تحمل الصغيرة
هرول حسام ناحيتها هامساً"دعينى أحملك "
قطبت روفيدا جبينها "لا"
ليقترب حسام أكثر وهو يطالع فارس أنا سأسند زوجتى افسح المجال لى
لم يكن فارس بمزاج يسمح له بالجدال أو حتى الشجار فها قد مر اليوم التالى عليه ولم ينم مطلقاً فابتعد بضيق
حوطها بذراع ووضع الذراع الأخرى تحت ركبتيها وحملها وسط اعتراضها لم يبالى
هبط بها الدرج ومنها لسيارته رغم اعتراضها إلا أنه وضعها بسيارته بالمقعد الخلفى وجلست والدتها بجوارها والصغير وتبعهما فارس بسيارته
وضعها بفراشها بقصر عائلتها مقبلاً جبهتها "سأزوركِ يومياً "
لوت فمها هامسه"لا أريد رؤيتك مطلقاً "
ابتسم وطالعها "وإن يكن سأتى أنا لدى أملاك هنا "
طالعته بضيق "أى أملاك أيها المغرور"
أشار بيده على الصغير ووالدتها تهم بدخول الغرفة تحمل الصغير " صغيرى ووالدته وأتبعها بغمزه بعينه "وتركها وغادر القصر
.................................................. .....................


أيام متوالية سريعة مرت القلوب ما زالت تدمى برغم زياراته اليوميه لقصر عائلتها ليطمئن عليها وعلى صغيره لم يحرك حسام ساكن فى علاقتهما
ما زالت غاضبة فكت قيود عشقه وانتهى أمره عليه المحاربة من جديد ليحصل على قلبها حتى إن كانت ما زالت تضمر بعض المشاعر إلا أن مقاومتها لذلك العشق تنحنى لها الجبال إجلالاً على قوتها الجديدة
.................................................. ..........
الجو بديع اليوم أليس كذلك حسن "قالتها ميرا وهى تتمشى بين الحقول بصحبة حسن ابن عمها
لابد أن يكن بديع أيتها المجنونة أين أنتِ سجى لما ذهبت لزيارة والدك اليوم وألقيت بحمل تلك الميرا علىّ اليوم
وكزته ميرا بكتفه " لم أجبرك أن تأتى معى عد إن شئت "
ابتسم حسن "ليتنى أستطع لكن كيف أترك عشق وحدها معكِ
قهقهت ميرا حتى أدمعت عينيها " تتركها وحدها .... بالأساس هى ابنتى حسن هل نسيت أنتَ وبلبلتك ؟
ابتسم حسن "أخبرى ذلك لسجى ليس لى هى من تردد عشق ابنتى بمجرد ولادتها واليوم أوصتنى كثيراً أن أرافقكِ فى تمشيتكِ بين الحدائق تخشى أن تلدى فى أى حين ومعاذ الله يصيب الصغيرة مكروه أو يصيبك
ابتسمت ميرا"طيبة تلك السجى أدعو الله من قلبى أن يرزقكما بالخلف الصالح قريباً


Sarah*Swan 10-01-18 09:31 AM

الفصل الثالث عشر
"انتقام"
قيل أن الغيرة كألم الأسنان الحاد
لا تدع أي عاشق دون عذاب يفطر قلبه وعقله
لا تعلم من أين ظهر ومتى فقط يطالعها بعيون تملأؤها الغيرة والغضب
يقف بغضب يقبض قبضته حتى أبيضت نواجزه يجز على أسنانه يحدث ذاته "كيف تجرأت تقف معه هل رفعتنى من قلبها واستبدلتنى بذلك الأحمق ....ليعارض ذاته "لا لا هو يعتبرها شقيقته لا أكثر ..لتعود الغيرة كسيدة للموقف "إذن لما يقفا ها هنا وسط أرضى الزراعية أيعقل أنها تقصد افتعال غيرتى لترد لى الصاع أثنين بعد فعلتى الحمقاء بالزواج عليها ليقبض على يده بقوة أكثر اللعنة ميرا اللعنة حمقاء ما زلتى حمقاء لم تتغيرى البتة تفتعلين غيرتى ولكن بحماقتك ستودين بحياتك يوماً على يدي
..............................................
بلعت ريقها بذعر تطالع حسن "هيا بنا حسن لا أريد التحدث مع ذلك الخائن"
أمسكها حسن من ذراعها يوقفها وهمس لها"تحدثى معه وانهيا الأمر لا داعى للهرب أكثر من ذلك
لقد قاربت صغيرتك على المجيئ للحياة أنهيا مشاكلكما قبل قدومها ما ذنب الطفلة فى خلافاتكما
قطبت جبينها تطالع حسن" لا حديث بينى وبين ذلك الخائن"
اقترب فارس منهما وقد نفذ صبره " مبعداً كف حسن عن ذراع ميرا بغضب يجذبها "هيا لنتحدث على انفراد"
أبعده حسن عنها ناهراً " رجاءً ميرا متعبة الأن ولا تستطع الحديث تحدثا بوقت لاحق "
لم يتمالك غضبه أكثر بل لنقل غيرته القاتلة
وكانت قبضته تضرب ذلك الحسن بفمه حتى أدمته
أبعدته عن حسن تضربه فوق صدره بكلتا كفيها ناهرة"هل جننت ؟ أنتَ معتوه حقاً ماذا فعل لكَ لتلكمه أيها الخائن ؟ ماذا تريد .أكرهك أكرهك فارس وهدان جميعكم أوغاد جميعكم أوغاد اللعنة عليك فارس اللعنة
اقترب حسن يهدر بفارس " احترم مكانتك فارس وهدان لولا ذعرها وتقديرى لحالتها السيئة وهى على وشك الولادة للقنتك درساً لن تنساه ما حييت
ليبتسم فارس ساخراً يفتح صدره" ها أنا هنا انتظرك هيا أرنى كيف ستلقنى درساً لن أنساه وغد المنيرى
اقترب حسن بغضب فأبعدته ميرا ووقفت بينهما وسط نظرات فارس الغاضبة يكاد يفتك بذلك الحسن حسن الخلق والسيرة
طالعت حسن برجاء "حسن رجاءً توقف لا نريد شجار
انتظرنى هنا سأذهب لأتحدث معه بالقرب من النهر وسأعود إليك لنعود القصر
طالعت فارس بغضب وتحركت من مكانها يتبعها بخطواته وعيونه تتوعد حسن بغضب
.................................................. ...................
فى منزل عواد
كانت نسوة عواد كعادتهن تجلسن على تلك الأريكة من الطوب اللبن "المصطبة أمام منزله يثرثرن
لقد رأيته بالأمس يتناول تلك الحبوب التى يخفيها بجلبابه "هل رأيتموه أيضاً؟
لتجيبها زوجته الثانية بلى رأيته منذ أشهر يتناولها وعندما سألته سبنى ولم أتجرأ لسؤاله ثانية عنها هل تعتقدن أنه مريض ويخفى عنا ؟
لتجيب زوجته الثالثة "اللعنة عليه ذلك العجوز الفظ مؤكد تلك أقراص قد تعيد إليه شبابه الضائع وإنطلقت ضحكاتهن ونكاتهن على زوجهن الذى أصابه الهِرم ولم يعد مالك قراره بفراشه كما عودهن "
بعد أن يأس من كلام الأطباء أنه لا يشكو ظاهرياً من شئ ولابد من إجراء عدة تحاليل طبية وأشعات يرفضها عواد البتة بحجة"أنا رجل ما الداعى لتلك التحاليل طالما أنا سليم معافى "
ولكنه الهِرم أخذ مأخذه بجسد عواد وخارت قواه أمام تلك الزوجات الثلاث التى أصبح فظاً بصورة أبشع ليصرفهن عن تقصيره معهن
.................................................. .........
الحب: ليس حروفاً مذهبة ولا سطوراً معلقة.. ولا نغمة راقصة.. الحب إما أبيض أو أسود.. ليس هناك وسطية ولا جدل يختلف عليه إثنان.
توقفت بالقرب من النهر تزفر ضيقاً تطالعه بغضب"ماذا تريد .....؟
مد كفيه ليحوط ذراعيها فنفضته ناهرة "ابتعد إياك وتكرارها لا أطيق حتى لمسة يدك لى هيا أخبرنى ما تريد لأذهب أنا متعبة ولا وقت لدى لك"
طالعها " هل أنتِ بخير ؟"
أخفت ألامها التى بدأت تزداد رويدا رويدا تضغط على أسنانها تطالعه بنفاذ صبر "هيا ماذا تريد أريد الذهاب "
كلمات وكلمات وجمل اعتذار لم تسمع أى منها فألام المخاض فاجأتها وبدأت تزداد حدة حتى الوقوف على قدميها لم تعد تستطيع التحمل فتلك الألام بدأت تزداد حدتها
تضغط على شفتيها بألم تخفيه .........ليلاحظها وهى تمسك ببطنها المتكور تضغط على شفتيها تطأطأ رأسها "ميرا هل أنتِ بخير "
لتزعق به"لااااااااااااا هل أنتهيت أريد الذهاب "
ليقترب "هل نذهب للمشفى حبيبتى "
فنفضت قبضته عنها تهدر به"لا تقل حبيبتك .كاذب خائن ...أكرهك فارس أكرهك .........
ليلاحظ عدم انتظام تنفسها ولهاثها تتألم بصمت فطالعها بذعر"حسناً حسناً اكرهينى كيفما تشائى لكن الأن دعينى أقلك المشفى
تحركت خطوات وهى تهدر متألمة ابتعد عنى أيها الخائن سأذهب وحدى وتحركت خطوات قليلة وما كان إلا بتلك المياة تندفع من تحتها معلنة عن صغيرتها تستعجل الحياة
طالعت المياة الساقطة من تحتها بذعر تبادله النظرات ................ألد ألد فارس .......فا....فارس .أنجدنى أنا ألد
لم يكن حالته بالأفضل منها على الإطلاق فقد دب الذعر بقلبه وارتجف يطالعها .مااااااذا؟؟
مااااذا أفعل ؟ أخبرينى فقط ؟ هل نذهب للمشفى ؟
لتطلق صرخة مدوية قدم حسن على إثرها ليراها أرضاً تصرخ
ميرااااااااا قالها حسن وهو يركض باتجاهها
باستنجاد طالعت حسن " حسن الصغيرة الصغيرة سألد الأن .........."
طالعها حسن بارتباك ممزوج بالذعر " مااااذا هيا سأقلك للمشفى الأن واقترب يحملها فأزاحه فارس "ماذا تظن نفسك فاعل أيها ال......."
لتهدر بهما "توقفا أيها الأحمقين لن أستطع الوصول للمشفى سألد الأن .........
حملها فارس بين ذراعيه مهرولاً ناحية قصره فقصره الأقرب لهما
بين ذراعيه تهدر به متألمة "أين ستذهب بى أيها الأحمق ...وتطلق معها صرخة مخاض .يتبعهما حسن الضائع كلياً
وصل بها القصر يهدر ينادى الخادمات صعد بها لغرفتهما تتبعه الخادمات ووالدته وشقيقته روفيدا بذعر يهدر بهما "أمى ميرا تلد لن تستطع التحمل حتى المشفى .....تصرفى فى الحال
حسناً حسناً ..قالتها كبيرة خدمه ستلد هنا سيدى لا تخف نصف أبناء البلدة وصلوا الحياة على يدى تلك ................وضعها بالفراش يطالعها بذعر سأهاتف الطبيب ستساعدنك جميعهن حتى يصل الطبيب
.................................................. .........
بصرخة أخيرة مدوية أعلنت ميرا عن قدوم الصغيرة
صرخات الطفلة .....خارج الغرفة قفز فارس متخلياً عن وقاره بعفوية فرحاً أما حسن فبادر يطمئن والدته القادمة فى الطريق لقصر أل وهدان يبشرها بقدوم عشق فارس وهدان
كما هاتف زوجته بدار والدها فقدمت مسرعة لقصر أل وهدان
"فتاة" قالتها والدة فارس على مضض تلوى فمها أما تلك روفيدا تحمل بيدها ملابس جديدة كانت قد اشترتها لصغيرها رأفت تناولها لخادمة تساعدها فى تلبيس الصغيرة بعد أن حمتها
تئن منهكة متعبة " ابنتى ناولونى ابنتى "
ناولت الخادمة عشق لميرا ....حملتها بين ذراعيها "إنها الأمومة ..ذلك الشعور الخفى .لا يشعر به إلا من مر به بالفعل "
صغيرتى الجميلة ...............مقبلة جبين الصغيرة .ابنتى الحُلوة ...........ها قد وصلتى عشق
مبارك صغيرتك الجميلة ميرا .....قالتها روفيدا بابتسامة واسعة تعتلى محياها
بادلتها ميرا الابتسامة شاكرة
وصل الطبيب أخيرا وفحص الأم والصغيرة
خرج الطبيب من الغرفة ليستقبله فارس بلهفه " هل هما بخير "
ابتسم الطبيب ......بخير فارس بك لا تقلق صغيرتك ووالدتها بخير ولا داعى لنقلهن للمشفى "
ابتسم حتى بدت نواجزه مخرجاً مبلغ نقدى كبير من جيبه أعطاه للطبيب فرحاً بقدوم صغيرته
طرق الباب ففتحت له شقيقته " حاول أن يطل برأسه من خلف شقيقته ليطمئن على زوجته ميرا وليرى صغيرته " هل أستطع الدخول الأن أنتظر منذ أكثر من ساعة بالخارج هل أنتهيتن من تجهيزهن أتشوق لرؤيتهما
غمزت روفيدا بعينها تطالعه " حسناً أيها المتلهف تستطع الدخول لكن رجاءً تحملها النفساء لا تتحمل الجدال مطلقاً
دخل ليراها مستلقية فوق الفراش بجوارها سجى زوجة حسن تحمل الصغيرة على الأريكة القريبة تجلس زوجة عمها رأفت وعلى المقعد والدته
اقترب من الفراش انحنى مقبلاً جبينها .على مضض تحملته ولم تعترض فهى بالفعل متعبة ومنهكة ولا تستطيع الجدال
التفتت ناحية سجى أو بالأحرى لمن تحملها سجى إلى صغيرته
تناولها من سجى وكأن ذلك الشعور الخفى سرى بعروقه شعور جميل أبوى لصغيرة لم تتعدى الساعات .......جميلة........نائمة هادئة كلياً ........ابتسم بعذوبة وهدوء فقط يطالع الصغيرة دون كلمة قبل أن يطرق حسن باب الغرفة وتسمح له روفيدا بالدخول
بارك حسن لميرا وطالع ناحية فارس قائلاً " أين عشق ......تلك المتعجلة ........لم ينتظر حسن أن يناوله فارس الصغيرة فاقترب وتناولها من بين ذراعى والدها واقترب من طرف الفراش يجلس بجوار زوجته سجى يعلقا على تلك الصغيرة
أترين سجى ............صغيرة للغاية
ابتسمت سجى بعفوية كزوجها البشوش أترى حسن الصغيرة صلعاء ...ستغتاظ من رأفت الصغير ماشاء الله رأفت الصغير شعره أسود وكثيف
طالعتها والدة فارس بضيق تتمتم بأيات طرد الحسد غير مقتنعة أن كلمات سجى طبيعية لا تحمل أى ضغينة
ليطالع حسن روفيدا أين ابن أخى الجميل أشتقته للغاية
ذهبت روفيدا وأحضرت صغيرها الذى كان برفقة خادمتها وقت ولادة ميرا وانشغالها بها
أعطته لجدته والدة حسام التى كبرت قائلة"ماشاء الله لا قوة إلا بالله صبينا أجمل من ابنتك الصلعاء ميرا فقهقه الجميع عدا ميرا التى طالعت زوجة عمها "حسناً ذلك الوسيم سيرجونى عندما يكبر ليتزوج صغيرتى ولن أعطها له
لوى فارس فمه بضيق يتمتم "نسب عائلتكم غلطة لن تتكرر يكفى عمتها "
لاحظت روفيدا ضيق شقيقها فألهت الجميع بمقارنات خفيفة تلطف الأجواء بين صغيرها قمحى البشرة أسود الشعر كوالده حسام تماماً فبالفعل رأفت الصغير كقطعة مصغرة من والده حسام بعكس عشق التى تشبه والدتها كلياً
طرقت الخادمة باب غرفة ميرا تستأذن بقدوم رأفت المنيرى وابنه حسام ينتظرا فارس بالبهو
..........................................
على مضض ذهب فارس لاستقبالهما واستجاب لطلب رأفت أن يرى ابنة أخيه ليطمئن عليها بنفسه
...........................................
فى غرفة ميرا طالع رأفت روفيدا وهو يحمل حفيده رأفت الصغير بين يديه " هل أنتهى نفاسك ابنتى أتوق لعودتك بحفيدى القصر حتى أقيم الليالى الملاح التى وعدت بها بمجرد دخول حفيدى عتبة قصرى
تلعثمت روفيدا وتبادلت نظراتها مع زوجها حسام المبتسم كلياً من سؤال والده لها
لتجيب والدتها عنها " يا حاج رأفت روفيدا.لتقاطعها روفيدا تعاطفاً مع عيون العجوز المشتاقة "قريباً باذن الله عمى "
لتطالعها والدتها بضيق فهى اعتادت الطفل وتريده أن يظل معها دوماً أما فارس فلم يلتفت لهما من الأساس عينيه مثبتة بغيرة واضحة على ذلك الحسن يرسم بعقله الغيور مائة سيناريو إن تركها ترحل ثانية من قصره
ليطالع الجميع قائلاً " وابنتى أيضاً سنقيم لها ليالى ملاح فى سبوعها باذن الله "
طالعه الجميع دون كلمة أما هى فقطبت جبينها ولم تعلق مؤقتاً
غادر رأفت وأبنائه وزوجته وسجى بعد رفض فارس القاطع أن تذهب زوجته معهم بحجة أنها لن تتحمل السيارة أو عناء الطريق ولكنه وجدها فرصته ليجبرها على العودة لعل المياة تعود لمجاريها
.................................................. ..........

الحب أعظم مدرسة يتعلم كل عاشق فيها لغة لا تشبهها لغة أخرى.
لغة العاشقين عيون تبوح دون أن تنطق الألسنة .عيون تغار تشتاق تتلوه فى البُعاد
اقترب من طرف فراشها عقب ذهاب الجميع حتى شقيقته ذهبت بصغيرها لغرفتها
اقترب يخلع عنه سترته يضعها على الأريكه بهدوء ...........جلس على طرف الفراش يملس فوق خصلاتها التى حررتها أخيراً بعد خلعها الحجاب الذى أجبرتها غيرته العمياء أن ترتديه ولم تعترض
ملس على خصلاتها يبتسم "اشتقتك مجنونتى الحمقاء"
تأففت بضيق ولم تجبه فانحنى يقبل جبهتها فأبعدته "إياك وتكرارها أتفهم ...ولا تفهم من مكوثى الليلة هنا أنى سأعود إليك لا تحلم فارس أنا بمجرد أن أستطيع المشى سأذهب بصغيرتى
لم يجبها وأبدل نظراته لصغيرته القابعة بهدوء تنام بجوارها " تشبهك كلياً"
طالعت صغيرتها ......أتمنى ألا تحمل حظى أيضاً فأنا أتعس امرأة تحمل حظ مع الرجال أو بالأحرى أشباه الرجال
تأفف يطالعها "تأدبى ميرا ......صونِى لسانك ....لا يوقعك بالمشاكل سواه "
لتهدر به " لسانى من يوقعنى بالمشاكل أم خيانتك لى أيها الخائن "
اقترب .لم أخنكِ حتى بعد زواجى منها لم أقربها .لم أقرب يوماً أنثى سواكِ لا قبل زواجى منكِ ولا بعد الزواج"
لوت فمها ساخرة بعدم تصديق
اقترب يلمس فوق وجنتها بباطن كفه فأبعدت يده فابتسم ......جميلة حتى فى غضبك ميرتى المجنونة "
..................................................
مهما كان صاحب الشر متيقناً أنه لا يترك خلفه خيط دليل واحد قد يقع يوماً ما بأسوأ أفعاله ويكن الجزاء من جنس العمل
راودها خيالها المريض بأنه سيكون ملكاً لها لفترة طويلة جداً لن ينازعها بقلبه أو عقله أحد
يطالعها تتظاهر بالنوم يعلمها تحاول جاهدة أن تعيده لها يشفق عليها .
يعلمها تلجأ للدجل والشعوذة نهرها طويلاً من التمادى بتلك الخرافات لكنها لا تبالى وتستمر بما تفعله من وصفات من تلك الدجالة التى تقنعها كلياً وتسيطر على عقلها بأن خلاص بدور سيكون بالتخلص من ذلك الطفل "طفل روفيدا"
لكن لم تفلح أى من وصفات الدجالة لليوم .أصبحا بعيدين كل البعد كأنها كانت حلم بعيد بيت من زجاج حلم به طويلا جوهرة مزيفة بمجرد اقترابه منها رأى وجهها الحقيقى وقد تيقن عقله الأن أنها ما كانت إلا أوهام وعشق صبا مراهقة
ألقى بثقله على الفراش بجوارها يفكر مبتسماً في قرب عودة جوهرته الحقيقية لتنير حياته من جديد حتى وإن كانت عودتها ظاهرية يكفيه رؤيتها بجواره أمام عينيه يشبع شوفه منها
أما تلك بدور فتتظاهر بالنُعاس وقد اكتملت خطتها كما وضعتها لها العرافة فقط تنتظر عودة روفيدا القصر ليتم لها خطتها وتتحقق أمنيتها كما تأمل
.................................................. ...........................
في منزل العرافة
أيتها الحمقاء ألم أخبركِ أن تقنعيها بشتى الطرق أن تضاعف المبلغ وتغرقنى بهدايا وعطايا أكثر
لوت خادمة بدور فمها باستنكار تطالع العرافة "ذلك الحديث تخبريه لتلك المجنونة أما أنا وأنتِ فسرنا واحد وجئتك الأن لأخبرك هل جننتِ أيتها المعتوهة لتخبريها أن حل مشاكلها بقتل الصغير ها هى طلبت منى دون غيرى أن أنفذ خطتكما الحمقاء أتدرين إن كُشف الأمر سيقطع رأسى رأفت بك دون أن يرف له جفن هذا إن تركنى ابنه على قيد الحياة ولم يقطعنى إرباً
طالعتها العرافة بعجب ولما تفعليها أنتِ اطلبى منها أن تكلف غيرك بالأمر
لتهدر الخادمة بالعرافة"تلك الجدباء لا تثق إلا بى "
لن أفعلها سيقطعوا رأسى سيشكوا بها وستعترف بخطتكما وأكون أنا كبش الفدا اللعنة عليكى وعلى تلك الجدباء
فكرت العرافة طويلا ثم رفعت رأسها للخادمة بدور "لا تقلقى سأخبرها عندما تأتينى في الصباح بأن سيدنا الولى يخبرها أن تفعلها بنفسها لينفك عنها ذلك السحر الأسود "
لتقهقه الخادمة ساخرة "اللعنة عليكِ وعلى سيدكِ الولى أتعتقدينى جدباء لأصدقكِ وأصدق شيخك الكاذب أنا لست تلك البدور الحمقاء الأهم الأن أخرجينى من تلك الورطة أو افتضح أمرك أمامها وأخبرك أنكِ كاذبة ولستِ سوى دجالة تقتاتى من خلف الحمقاوات أمثالها
.................................................. ...............................
يطالعها وقد غفت أخيراً مستلقى بهدوء بجوارها لا تكاد تشعر بالعالم حولها يحدث ذاته وهو يتأمل هدوئها
لو زرعت وردة واحدة في كل مرة أفكر فيها بكِ، لكان لدي حديقة أمشي بها طوال حياتي دون أن تنتهي.
قاطعه صوت صراخ صغيرتهما التفتت للطرف الآخر من الفراش يحملها برفق .......حسناً حسناً بنيتى الجميلة .الجميلات لا تبكين ......هدهدها دون جدوى وتلك ميرا لا تشعر لا به ولا بصراخ الصغيرة حقاً النوم سلطان فماذا إن كانت ميرا عاشقة النوم وسلاطين النوم
هزها برفق فقازمته بنومها " أريد النوم "
فهز ذراعها مرة أخرى .ميرا استيقظى الصغيرة لا تهدأ لا أدرى مما تشكو ربما هى جوعى
بنومها ودون أن تفتح عينيها "أى صغيرة " ثم ما هذا الصراخ لتتذكر وتفتح عينيها بذعر "ابنتى .أين ابنتى ....ناولها الصغيرة ساخراً أنسيت ابنتك ؟
اعتدلت ميرا بمساعدته وأطعمت صغيرتها التى كانت بالفعل جوعى وهو يراقبهما بدفء أن تظل بهدوئها هكذا ولا تعصف كعاصفة هوجاء كما كانت دوماً
.................................................. .......
جاء الصباح تلاه المساء تلاه أسبوع كامل وهو على كلمته " لن تذهبى بابنتى لأى مكان فطاوعته مجبرة مؤقتاً تنتظر أن تصح كلياً لتذهب ولن تأبه بكلماته
أما فى القصر الأخر فالتجهيزات على قدم وساق لاستقبال الحفيد الأول لرأفت المنيرى
فى حفلة كبيرة وولائم مجهزة للبلدة
وصلت روفيدا على مضض وافية بوعدها الذى قطعته لرأفت المنيرى أن تعود بحفيده ولا تأبه بزوجها أو بتلك زوجته الأخرى
القصر يعج بالخدم والحشم والمهنئين
الصغير بفراشه بغرفة والدته التى تنشغل كلياً باستقبال المهنئين مع سجى ووالدة حسام تحرسه الخادمة
حسام ووالده وحسن يستقبلا المهنئين ويهتما بالضيوف والولائم
.................................................. ...
قابعة بغرفتها مترددة مذعورة بجوارها تلك الأفعى خادمتها "هيا سيدتى الصغير بغرفتها وحده سأنادى خادمتها وأتعلل أنى أريد منها شئ تلك فرصتك سيدتى أنهى الأمر بدقيقة واحدة واهبطى للأسفل كى لا يشك بأمر أحد وأنا سأذهب لأساعد باقى الخدم حتى لا يُشك بأمرى أيضاً أو اتهم
وتلك خادمتها ستتهم بلا شك
زفرت بدور بضيق ممزوج بالذعر وقد غمرت إصبعها فى ذلك السم
وخرجت من غرفتها تختبئ حتى رأت خادمة روفيدا تخرج بالفعل من غرفة الصغير مع خادمتها
فتسللت لغرفة الصغير
أزاحت عنه البرادة الصغيرة حول مهده تطالعه غافى تماماً ..............أدمعت عينيها "تشبه والدك كثيراً ...............نفس الأنف والفم نفس الحدة حتى وأنتَ لم تتجاوز الشهرين بعد
اقتربت بيدٍ مرتجفة ناحية فمه تفتحه ليقع قلبها بجوفها وهى تسمع صوتها " بدور"
التفتت بذعر على مصر الصوت ويكاد قلبها يقع بجوفها لتراها سجى
اقتربت سجى منها بذعر ماذا تفعلى؟
أين خادمة روفيدا
نظرات بدور المرتعبة كلياً أرجفتها وأثارت ريبتها فهرولت لمهد الصغير تتحسه فوجدته يغط بنوم عميق فالتفتت لبدور تطالعها بغضب"ماذاكنتِ تنوين بدور ؟
لتلاحظ أن بدور تخفى خلفها كفها بقوة أمسكت كف بدور ونظرت بها لترى إصبعها ممزوج بشئ أبيض
فطالعتها بغضب تهدر بها "ما هذا ؟
تلعثمت بدور "أنا أنا لا شئ لاشئ لم أكن أفعل شئ أنا جئت ل........"
لتفاجئها خادمة بدور تدخل عليهما سيدتى هل أنهيتِ الأمر..........لتشهق برؤيتها لسجى ........
لتهدر بهما سجى أيتها اللعينتان أكنتما تنويا قتل الصغير سأفتضح أمركما أيتها الماكرتين وهرولت تخرج من الغرفة فما كان إلا من صوت ارتطام قوى وتهشم لتلك المزهرية الخزفيه فوق رأسها
سال الدم وتحركت الأرض تحتها ووقعت أرضاً وسط دمائها
تقف بدور ببقايا المزهرية بيدها ترتجف
فنهرتها خادمتها "ماذا فعلتِ سيدتى هل قتلتها ؟
ارتجفت بدور بقوة وانتفضت على صوت سجى تئن فطالعتها الخادمة اللعنة اللعنة ستفضحنا بمجرد إفاقتها ..........ترتجف كلياً لا تدرى ما العمل فما كان من تلك الخادمة إلا وهى تطالع سيدتها لابد أن نتخلص منها
برجفة وتلعثم أجابتها بدور "مااااذا؟ "
الأصوات صاخبة للغاية الغرفة بالطابق الثالث تطل على البهو الخلفى للقصر
كانت تلك المسكينة سجى مجثية فوقه تنازع الموت
أما الأفعى وخادمتها بطرفة عين لملمتا المزهرية ونظفن الأرضية وهرولن من الغرفة لكن خادمة روفيدا رأتهن يهرولن يهبطن الدرج فهرولت لتطمئن على الصغير وتنفست الصعداء وهى تراه بخير نائم كملاكٍ صغير
لاحظت تيار الهواء البارد فتعجبت من الشرفة المفتوحة واقتربت لتغلقها وجلست بجوار الصغير على المقعد ولم تلاحظ حتى سجى المجثية فى أرضية الحديقة

Sarah*Swan 10-01-18 09:33 AM

الفصل الرابع عشر

فراق........لم يكن باختيارنا
تنتفض أوداجها تجلس فوق الأريكة بالطابق الأول للقصر تطالع الجميع بذعر
تطاردها مخاوفها من اكتشاف أمرها وتلك الخادمة الماكرة هرولت لغرفة بدور تجمع مقتنيات الذهبية وما خف حمله وزاد ثمنه تحدث ذاتها " سيٌكشف أمرنا لا محالة أهرب الأن من ذلك القصر قبل أن أذبح كالبعير على أيدى أل المنيرى
سرقت مقتنيات بدور الذهبية وأموالها
خبئتهم بثيابها ووسط الزحام اختفت الخادمة من القصر كفِص ملح وذاب
.................................................. ................
القصر ملئ بأهل البلدة فالولائم ممدودة للجميع وفرحة حسام ووالده برأفت الصغير لا تقارن حتى أنهما يتواضعا ويساعدا الخدم فى تقديم الطعام وإغداق الجميع بالأموال واللحوم
روفيدا ووالدة حسام يلتهيا بالترحيب بالنساء معتمدة على خادمتها فى رعاية الصغير والاعتناء به
قدمت والدة فارس أخيراً كما هى عادات أهل الجنوب للتهنئة والمشاركة فى حفلة "عقيقة" حفيدها لابنتها
رحبت روفيدا بوالدتها وصعدت معها لغرفتها لرؤية الصغير
دخلت روفيدا ووالدتها الغرفة لترى صغيرها تحمله الخادمة تطعمه الحليب المعد
حملته عن خادمتها تهدهده وقد اشتاقت لصغيرها فى الساعات القليلة الماضية
.................................................. ........................................
مرت دقائق جامدة باردة ثقيلة على تلك المجثية أرضاً تأن تصارع الحياة تصارع الموت .......
حقاً الطيبون تحرسهم الملائكة والرعاية الإلهية
كانت فروع الشجرة المورقة التى اصطدمت بها سجى أولاً قبل سقوطها أرضاً لها الفضل بعد العناية الالهية فى تخفيف الارتطام بأرضية الحديقة العشبية كما أن سقوطها جاء على ساقيها وها هى بالفعل كسرت ولا تستطع حتى الصراخ لينقذها أحد

كان العمال فى صخبة وحراك دائم عندما مر أحد الحراس من الحديقة الخلفية وسمع أنين ضعيف
استرق السمع حتى وصل لمصدر الصوت فرأها
عدلها فرأها سيدته سجى
دب الذعر والهلع بقلب الحارس فركض سريعاً ناحية سيده رأفت وابنيه
بصوتٍ متقطع لاهث "سيدى .سيدى ................السي.........السيدة ....
نهره رأفت"ما بكَ تحدث ...........ماذا حدث ؟
ليأخذ الحارس نفساً ويكمل "لقد رأيت السيدة واقعة بالحديقة الخلفية لا تستطع الحراك
نهض الجميع بذعر ...ماااااذا؟
ليهدر به رأفت "ماذا تقل؟"
لم ينتظر ابنيه وباقى الحرس وكانوا يركضوا للحديقة الخلفية للقصر فرأوها مسجية أرضاً
عرفها فى الحال "بلبلته"
ليس هُناك أشد قسوةً وألماً على الشخص أكثرُ مِن أن يسمع نبأ وفاةِ حبيبه أو توقع موته
خاصةً إذا ما كان الحبيب وفياً صادقَ الوعدِ لهذا العشق لآخرِ لحظةٍ قَبل أن يأخذهُ الموت
يتذكر كلماتها قبل قليل
" بلبلتى أين تذهبين "
كان حسن يمر بجوار الدرج لأمر ما عندما رأها تصعد الدرج
بابتسامتها العذبة التى عرفها دوماً " سأتفقد الصغير "
روفيدا ووالدتك تنشغلا بالضيفات سأتفقد أنا الصغير وأساعد الخادمة فى رعايته حتى تصعد والدته إليه"
ابتسم يقرب كفها إليه يقبله " بلبتى الطيبة" أتدرين بلبلتى بدأت أغار فعلياً من أولئك الصغار عليكَ تهتمين برأفت منذ قدم اليوم وتذهبين يومياً لرؤية عشق
أخشى إن أنجبنا تطرديننى من غرفتنا خوفاً على صغيرنا
ابتسمت واتسعت تلك الغمازة التى تأسر لُب حسن
"بالفعل سأطردك من الغرفة
الغرفة لى ولصغيرنا إن شاء الله وأكرمنا به"
ليبتسم أتعلمين يرأف الله بحالى أنكِ لم تنجبى بعد حتى أكون وحدى زوجك وطفلك المدلل
ابتسمت حتى بدت نواجزها وأكملت صعود الدرج
.................................................. ..
اقترب حسام منها يطالعها تفتح عينيها بصعوبة والرؤية لديها ضبابية " سجى سجى هل أنتِ بخير "
لا تقلقى سنقلك المشفى الأن وهدر بشقيقه حسن الضائع كلياً "هيا حسن اقترب وأحمل زوجتك لنقلها المشفى "
كرر مناداته عدة مرات حتى أفاق من شروده جثى على ركبتيه يرفعها إليه ولسان حاله يردد "ستكونين بخير حبيبتى لن ينزعك الموت منى
.................................................. ......................................
صرخات النسوة ملأت المكان بعد هدر الرجال ليفسحوا الطريق لحسن ليصعد زوجته السيارة ويقلها للمشفى
بذعر كبير انتفضت من فوق مقعدها "هل ماتت هل ماتت؟"
لم يكن يستمع لها أى من النسوة الموجودات بالقاعة الكبرى للضيفات فالجميع هرولن لمصدر الصوت
فزعت روفيدا بغرفتها وهرولت تحمل صغيرها تتبعها والدتها والخادمة للأسفل
.................................................. ...............................
وسط الزحام كان عواد من الحاضرين يحاول عبثاً الخروج من وسط الزحام ليرى سبب تلك الجلبة بين الرجال والنساء حتى تمكن أخيراً
يحملها فاقدة للوعى كم جلبابه غرق بالدماء
"ابنتى" صرخها عواد وهو يركض ناحية حسن الحامل لسجى
هزها وهى بين ذراعي حسن "سجى سجى ابنتى
ماذا حدث لكى بنيتى ...............الذعر .....الفقد ..............الهلع ....أصيب عواد بالهلع ولم يعد يدرى بما ينطقه لسانه يهدر صارخاً " قُتلت ابنتى "
قتلوا ابنتى
ابنتى الجميلة ذهبت كوالدتها ......ويضرب بكفيه فوق رأسه يندب .....................مات عواد ..مات اسمك يا عواد حتى الابنة الوحيدة ماتت
ليت الموت يأخذك كما أخذها يا عواد
وامصيبتاه ..........ابنتى .ماذا فعلتم بابنتى أل المنيرى قتلوا ابنتى
حاول الجميع تهدئته دون جدوى فهو يجذب سجى من فوق ذراعى حسن يمنعه الحركة بها للسيارة حتى أتى أحد الحراس وحمله عنوة يبعده عنها ويكمل حسن ركضه للسيارة
انطلق السائق بحسن وزوجته ورأفت للمشفى أما حسام فأكله الذعر عليها " فسجى كانت واقعة تحت شرفة روفيدا تماماً فهرول للقصر يطمئن عليها وعلى صغيره
رأها تهبط الدرج مسرعة فلم يمهلها وضمها إليه بقوة يشكر ربه"حبيبتى حمداً لله حمداً لله"
هل أنتِ بخير .هل صغيرنا بخير وهو يتفحص صغيره
بذعر طالعته"ماذا يحدث ما كل تلك الجلبة ؟"
ليجيبها بذعر " سجى وجدوها ملقاة بالحديقة ويبدو كُسرت ساقيها وتسيل الدماء من رأسها
"ماااااااااااذا" صرخت روفيدا بذعر
ليضمها حسام يطمئنها غير أبها بالعيون التى تراقبهما عن كثب من جمع النسوة الغفير بالقصر وأولهما عيون "بدور"
صعدت لغرفتها تجر قدميها جراً ...تنتحب تنتفض
شهقت باكية "يطمئنها هى .يعشقها هى .لم يبحث حتى عنى ويطمئن إن كنت بخير أم لا ......
لتجثى على ركبتيها بيأس " لما أقحمنى فى حياته إذن؟"
لما جاء بى ووعدنى بالعشق والهيام
من أنا ؟ من أنا ؟ هل أنا ذات البدور النقية الأبية ؟
أضاع عقلى كلياً لأستمع وأجرى خلف السراب لعله يعود لعشقى ويعود لغرفتى .هيهات هيهات أيتها الغبية
لا يعشقك يعشقها هى يحبها هى يريدها هى أنتِ لستِ سوى لعبة تمناها وبعد أن حصل عليها ألقاها كخِرقةٍ بالية
لتطالع فجأة مكتبها الصغير بالغرفة وتنهض متحركه صوبه
جلست على مقعدها الجلدى تكفكف عبراتها
"ستعيش لباقى حياتك بذنبى"
لن تهنئ بها ستُدمر كما دمرتنى أيها الوغد
فتحت الدرج وتناولت منه علبه السم القاتل الذى اشترته خصيصاً لتسم به صغير روفيدا
وضعت قنينة السم فوق المكتب
وتناولت قلمها وورقة بيضاء وبدأت تخط
"حبيبي حان الوداع ....كان لنا قصة حب ....
تشاطرنا عشق الصبا
فذبحتنا العادات وأدمت قلوبنا الولهه
أين حُبك اليوم ؟
أبعد أوهام سنوات عمرى .....يغازلنى عشقك.....يكبلنى ويقودنى .....لم يسبقك أحد ولن يليك ؟
أتدرى لما ....؟
أتدرى لما حسامى لن يليك بقلبى إنسان ؟
لأنها الليلة الأخيرة ...
ستقرأ رسالتى في الغد أو الليلة هذا إن تذكرتنى من الأساس...وجئت لتطمئن علىّ كما تضمها هى الأن تهدئ روعها ......
لن ألومك فهى أم الصبى .
أما أنا .....لتشهق وتكتم بكاها واضعة يدها على فمها
ترقرقت دمعاتها تندب حظها العاثر
يتملكها اليأس والذعر ....تملكها اليأس تماماً...
لتكمل رسالتها ......
"كان قارب الحب بنا يسير بعد أن اجتمعنا أخيراً عقب سنوات عجاف .......
.. فراقك هزمنى .عشقك أضاعنى.أرويت ظمأى لليلة واحدة
وبعدها غبت...... .غابت روح حبيبى المشتاق ....لم تعد ذات العاشق ...لم تعد حسامى
جسد بلا روح .....تناديها بحضورى
ملأنى حبك أوجاع......
أنتِ أعدتِ لي الحياة ليلتها منينى بحياةٍ رغيدة يملأوها ويدفئها عشقنا .............أين وعدك الأن ؟
صرت كالأرض العطشى أنتظر المطر....ولن يسقط المطر
سأنتحر .بلى سأترك دنياك ولكنك لن تهنأ أبداً فذنبى لن يتركك ستعيش بذنبى للأبد..........أنتَ من دمر حياتى كلياً وقلبها رأساً على عقب
وداعاً زوجى العزيز "
همت بلعق السم فقاطعها رنين الهاتف وبين ذاتها التى تريد الحياة وبين رغبتها اليائسة فى الموت أجابت الهاتف فكانت تلك العرافة
مساء الخير سيدتى
زمت بدور على شفتيها بضيق "ماذا تريدى الأن ؟"
"ألم تحققى مرادك سيدتى أريد الجائزة التى وعدتنى بها أريد قطعة الأرض التى وعدتنى بها
لتهدر بها بدور "أيتها الكاذبة ........إياكى وإعادة الاتصال بى لا أريد رؤيتك أو سماع صوتك ثانية أتسمعين
ليأتيها صوت العرافة بتهديد صريح"حسناً فلنرى ماذا سيفعل بكِ وبوالدتك العجوز حسن المنيرى عندما يعلم أنكِ من قتلتى زوجته "
لتنتفض بدور متلعثمة "ماذا ماذا قتلت من ؟ أنا لم أقربها .....لم أقتلها؟
لتقهقه الخادمة "هناك شهود على فعلتك خادمتك ألم تكن معكِ؟"
ليتشوش عقل بدور كلياً " لم أقتلها ...لم أقتلها
ليأتيها صوت العرافة كحفيف الأفعى " أمامك ساعة واحدة تأتينى بما لا يقل عن عشرون ألف جنيه الليلة أتسمعين الليلة لن أنتظر للصباح "
أغلقت العرافة الهاتف وعادت لتطالع خادمة بدور "تلك البلهاء ستبلل ذاتها ذعراً .....لتقهقه الخادمة حسناً صديقتى العشرون ألف وتقاسمنا لمصوغاتها الذهبية يكفل لنا العيش كملكتين السنوات المقبلة
لتبتسم العرافة بخبث "بدور تلك لنعتبرها بنكنا المتنقل من الأن وصاعداً وانطلقتا بقهقهاتهما الساخرة

بالمقعد الخلفى على ركبتيه ما زال يحملها حتى بالسيارة يملس على رأسها ووجنتها يبكيها وقد فقدت الوعى حقاً
بلبلتى لا تذهبى رجاءً ، يا أَرقُ وأَنقى قلب عرفتُه يوماً، ماذا حدث لكِ حبيبتى ......؟،
نارٌ في صدري بلا لَهب أموت حقاً إن رحلتى وتركتنى بلبلتى ، لحظاتنا لم تنتهى بعد فرحتنا لم تكتمل بعد أثق بربى سيحفظكِ لى
غاليتى أنتِ لم تعيشِي سوى لإسعاد غيرك .نقية بقلب نقى والله يرعى الأتقياء ، قَلبُك كريشةِ الطائر الأبيض. نقى برئ
لا أريد أى شئ من دنياى تلك سواكِ بلبلتى
رجاءً لا تذهبى وتتركينى .........رجاءً
لينظر رأفت الجالس بالمقعد المجاور لسائقه " بنى ستعش بإذن الله " تلك البلهاء طيبة القلب لن يصيبها الله بمكروه تيقن من ذلك
.................................................. ...........................
وصل حسن بزوجته المشفى وعاين الأطباء حالتها سريعاً
..............................................
عقب إصرارها ونحيبها وغضبها وافق فارس أخيراً أن يقلها للمشفى للإطمئنان على سجى
وصلت المشفى وبمجرد أن رأها حسن هرول إليها " ميرا.................سجى ستموت ميرا ....اقتربت تعانقه فهى بالفعل تراه شقيقها .ربتت على كتفه " ستكون بخير لا تقلق حسن ستكون بخير بإذن الله زوجتك سيسلمها الله لنا وستعود البلبلة تغرد بحياتنا كما كانت دوماً
رغم رؤيته للانهيار الشبه التام لحسن لكن تلك الغيرة الجنوبية أكلت فؤاده فاقترب يبعدها عن عناق حسن ويقف بينهما يواسيه بكلمات
.................................................. .......................
وبعد حوالى الساعة نقلت لغرفة عادية بعد تجبير كسور ساقيها وإيقاف نزيف رأسها نتيجة ارتطام المزهرية بها
"الجرح خارجى لا يدعى للقلق .....ستوضع تحت الملاحظة أربع وعشرون ساعة "
دعا الجميع بسره بنجاة طيبة القلب والسريرة سجى
اقتربت روفيدا من زوجها حسام تطالعه بذعر وارتياب ماذا حدث ماذا حدث ؟ كيف سقطت من الشرفة
ليقترب حسام يربت على كتفها "تلك الخادمة فى مخفر الشرطة الأن ستنال جزائها مؤكد الأهم أن ابننا وسجى بخير حمداً لله
لتتذكره روفيدا وتهاتف والدتها التى أخذت الصبى معها لقصر أل وهدان عقب ذهاب روفيدا ووالدة حسام برفقته للمشفى ورفضها البات أن تترك الصغير دقيقة واحدة بقصر عائلته أو حتى أن تبيت هى معه بالقصر
.................................................. ......................................
عقب إصرارها ونحيبها وغضبها وافق فارس أخيراً أن يقلها للمشفى للإطمئنان على سجى
وصلت المشفى وبمجرد أن رأها حسن هرول إليها " ميرا.................سجى ستموت ميرا ....اقتربت تعانقه فهى بالفعل تراه شقيقها .ربتت على كتفه " ستكن بخير لا تقلق حسن ستكن بخير باذن الله زوجتك سيسلمها الله لنا وستعود البلبة تغرد بحياتنا كما كانت دوماً
رغم رؤيته لانهيار الشبه التام لحسن لكن تلك الغيرة الجنوبية أكلت فؤاده فاقترب يبعدها عن عناق حسن ويقف بينهما يواسيه بكلمات
.................................................
بحثت كثيراً عن مقتنياتها الذهبية وأموالها وبحثت عن خادمتها فلم تجدها فتيقنت أن تلك الخادمة سرقت أموالها
وأمام الرسائل التهديدية التى لم تتوقف من العرافة اتجهت بدور لغرفة روفيدا
فتحت الخزانة تنبش عن مصوغات ذهبية أو أى شئ ثمين تعطيه لتلك العرافة لتصمت عنها
وبالفعل وجدت مبلغ مالى صغير ومصوغات روفيدا الذهبية وضعتهم جميعاً فى كيس بلاستيكى ووضعتهم بغرفتها وخرجت من القصر
أوقفها الحراس يمنعونها كما أمر رأفت ألا يدخل أو يخرج من القصر أى مخلوق
ولكنها هدرت بهم أنها ذاهبة للإطمئنان على سجى بالمشفى فتركوها تذهب
.................................................. ...................
طرقت باب العرافة وقد انتصف الليل بكثير
فتحت لها العرافة مرحبة بخبث ودخلت
تضرب الأرض بقدمها "أتجرؤين على تهديدى ألا تعلمى من أنا ؟ أنا زوجة حسام المنيرى أيتها الدجالة الكاذبة "
قهقهت العرافة ساخرة " وقد تصبحين من الغد نزيلة سجن النساء وتعدمين زوجة حسام المنيرى
لتعض على شفتها السفلى بضيق"هى هنا أليس كذلك تلك السارقة ؟ ليقاطعها صوت الخادمة تخرج عليها من الغرفة المجاورة للتابوت "بلى.......أنا هنا .أتريدين شئ سيدتى وأتبعتها بقهقه عالية "
اقتربت بدور بغيظ لصفعها فأمسكت الخادمة بكفها تعتصره " إياكى والجرأة لفعلها أقسم أقتلكِ بدمٍ بارد ولن يرف لى جفن "
.................................................. .................
تذكرها أخيراً بعد أن هاتفه الحراس وأخبروه أنها خرجت من القصر فى طريقها للمشفى سيراً على الأقدام فهاتفها ينهرها لتعود
رنين الهاتف المتواصل كان كفيلاً بإيقاف سبابها ولعناتها على تلك الخادمة
بذعر أجابته "حسام"
ليأتيها صوته ناهراً "هل جننتِ بدور لتخرجى من القصر فى ذلك الوقت عودى فى الحال لقد أمرت الحراس أن يذهبوا فى الطريق لملاقاتك وإعادتك فى الحال للقصر
ليخرج صوتها مذعوراً " هل ماتت"
"حمداً لله لم يصبها مكروه سوى جرح طفيف برأسها وكسر بساقيها الاثنتين"
ابتسمت بدور حتى بدت نواجزها قائلة"حسناً حبيبى سأعود للقصر فى الحال لا تقلق علىّ"
أغلقت الهاتف واقتربت تطالع العرافة"أيتها الماكرتين اللعنة عليكما .لم تمت فشل مخططكما
لتقهقه العرافة " وما بالك الأن ستعترف أنكِ من ألقيتها من أعلى الشرفة"
لتطالعهم بدور بلؤم"لن يصدقها أحد لا عداوة بيننا ثم إن الجميع يراها بلهاء كالأطفال من سيصدقها وهى تلصق التهمة بى " واقتربت تجذب كيس النقود والمصوغات من العرافة " الأن لن تنالى شئ أيتها الدجالة الكاذبة " سأذهب الأن وأمر حراس القصر أن يأتوا ويهدموا هذا البيت عليكن أيتها الوغدات
والتفتت تخطو خطواتها نحو الباب لتخرج
فسارعت العرافة والخادمة بجذبها وكتم أنفاسها .تناولت العرافة المبخرة الفخارية وهشمتها فوق رأس بدور حتى أفقدتها وعيها تماماً ووقعت أرضاً
تبادلتا نظرات الذعر والرهبة لتبادر الخادمة إن فاقت سنمت نحن لا محالة الحراس يبحثوا عنها مؤكداً وزوجها يعلم أنها ترتاد على بيتك سيفتشوا هنا أولاً
لتتلعثم العرافة ماذا نفعل إذن "
لتتناول الخادمة قطعة حديدية بجوار التابوت وتهشم رأس بدور كلياً
حفرت العرافة والخادمة تحت التابوت بعد إزاحته من مكانه ودفنتا بدور وأعادتا التابوت مكانه ونظفن المكان سريعاً



Sarah*Swan 10-01-18 09:36 AM


الفصل الخامس عشر
"دمعة فراق"

وكم حافرٍ حفرةً لامرئٍ ... ...
سيصرَعُه البغي فيما احتفرْ.
علا دخان البخور بالمكان....وانطلقت الطارات تهلل والعرافة والخادمة بالمواوويل والموشحات تتغنين فى حضرة مولانا الشيخ كما تدعى العرافة فالتم أهل البلدة من مرودى القرية عند سماع التواشيح فى جهلٍ وإدعاء بنزول مولاهم الإمام للتابوت مهرولين لينالوا البركات من روحها الطاهرة
لا يعلموا أن من تقام لها الحضرة ليست سوى امرأة بدلها الطمع من عزيزة أبية للشروع فى قتل حتى قُتلت وعلى الباغي تدور الدوائر أرادتها لصغير فى المهد فأرداها طمعها قتيلة وُريت بالتراب وها هى الباغية الكبرى تقيم"الحَضرة" فوقها كما كانت قديما تفعل
"ريا وسكينة"
فحقاً من يحيا على حرمان غيره من الضوء
يُغرِق نفسه في عتمة ظله.
.................................................. .......................
وصل للقصر بعد أن ذهبت زوجته
"روفيدا "لقصر عائلتها لتطمئن على صغيرها برفقة شقيقها فارس وزوجته ميرا
هدر حسام بحراسه "كيف لم تجدوها ؟
اذهبوا ونبشوا القرية بأكملها أريدها أمامى الأن
وتذكر " الدجالة" لابد أنها ذهبت لتلك الماكرة
صعد بسيارته وانطلق ناحية بيت العرافة .....
يتوعدها بأن يهدم ذلك المقام فوق رأسها إن وجدها هناك فلن يصبر على أفعالها أكثر
تجلس أمام باب البيت تدمع بلا صوت بفستان زفافها.
تجلس القرفصاء تطالع الجميع باكية تنادى بلا صوت حتى رأته قادم من بعيد بسيارته
نهضت مكفكفة عبراتها "حسامى .....ها قد أتى حسامى
هرولت ناحية سيارته ووقفت تناديه ......حسام أنا هنا حبيبى .....أعلمك تبحث عنى ....حسامى ......هل ما زلت غاضب منى اعتذر حبيبى لن أكررها وأتبع المشعوذين لنعد حسام وبدره ثانية ...ومدت يدها تمسك بكفه فكان السراب ............وقفت مذعورة تطالعه وهو يقترب من بيت الدجالة بغضب ....تناديه تهرول خلفه وما من مجيب كسراب لا يشعر بها أحد أو يسمعها أحد
هدر صارخاً ليتوقف الجميع عن تلك الحَضرة وتلك الكلمات المبهمة التى يرددونها ولكن دون جدوى فأطلق أعيرة نارية فى الهواء فتوقف الجميع مرغماً
يطالعه الجميع بغضب مكتوم لا يجرؤوا على الاعتراض فلا صوت يعلو فوق صوت الأعيرة النارية أو بالأحرى لا صوت يعلو فوق صوت المال والسلطان
طالعته العرافة وكادت تبلل ملابسها ولكنها تماسكت مع تخفى الخادمة خلف الوجوه حتى تنصلت واستطاعت الهرب من منزل العرافة دون أن يراها أحد
تماسكت العرافة وطالعته وهى تردد"مددددددددددد يا سيدى الشيخ مدددددد ليردد الجميع خلفها"مدددد"
ليعود ويطلق أعيرة نارية هادراً بها"توقفى أيتها المشعوذة ....هل تعتقدينى كأولئك الحمقى اعتقد بك وبشيخك هل يعود الميت للأرض أيتها المشعوذة
اضطربت وتلعثمت فقد يضيع بكلامه مجهودها لسنوات لإقناع أهل البلدة بمولاهم الشيخ الولى
لتعود وتردد " خذ بحقك منه يا مولانا خذ بحقهم وردهم عن كذبهم مدددددددددد يا مولانا مدددد
ليقترب منها حسام ويمسك بتلك السبح المعلقة بصدرها كقلادات تتزاحم فوقها
أمسكها بقوة أفرطت حبات السبح أرضاً وطالعها بعيون مستعرة " هل تظنينى أحمق أيتها ال....أقسم إن لم تتوقفى عن دجلك لدفنتك تحت تابوتكم هذا...........فاضطربت وزادت خفقات قلبها عند ذكره التابوت .أين زوجتى أيتها ال........
لتقترب بدور منه"حبيبى ....أنا موجودة تحت ذلك التابوت تلك الدجالة دفنتنى هناك أخرجنى حسامى "
ليعود ويسخر حسام من العرافة هل تخبريهم أن مولاكى الشيخ تحت هذا التابوت يسمعهم ويلبى ندائاتهم ويحقق أمانيهم ليطالع الجمع الغفير المراقب بصمت لما يحدث "حمقى تتبعون الدجل والشعوذة ويقترب يرفع ذلك الرداء الأخضر المكسو به التابوت الخشبى .....يلقيه بوجهها يطالعها ساخراً "ماذا إن نبشت تحت تابوتك هذا ولم أجد جثة مولاكى ؟ "
فهدرت لتتفادى فعله لهذا..........أنقذوا مولاكم الشيخ أنقذوا مولاكم من بطش ابن المنيرى
فالتم أهل القرية على حسام متجاهلين مسدسه و هدره بهم حتى أخرجوه من بيت العرافة وعادت الأصوات تجلجل بالحَضرة والطبول تُدق
لعن وسب الدجل والشعوذة والعقول الخاوية أولهم عقل زوجته "بدور "
فالكثرة تغلب الشجاعة ورغم قدرته إحضار حراسه وهدم المنزل فوق رأس العرافة لكن عقله مُشتت وقلق على تلك التى اختفت منذ حوالى الساعة واختفت كإبرة بكومة قش وحتى والدتها لا تعلم عنها شئ البحث مستمر
انطلق بسيارته يكمل البحث لعله يهتدى لطريقها يتوعدها وقد نفذ صبره عليها حقاً
نادته ...كثيراً وكثيراً لكنه صوت السراب لم يسمعها فعادت لتجلس القرفصاء أمام منزل العرافة تبكى بصمت
.................................................. .....................
بالمشفى
ينتظر لعلها تفيق أخيراً ويستطع رؤيتها والإطمئنان على بلبلته الراقدة غافية تماماً تحت الملاحظة بغرفة العناية المركزة بالمشفى
يقف وقد أنهكه التعب والحزن لم يجلس ولا يرضى حتى الحديث مع أحد حتى يكحل عينيه برؤيتها ينتظر خارج غرفة العناية المشددة
بجواره يجلس عواد يمسك بقلبه ينتحب ابنته وينعيها وينعى أبوته بجواره زوجاته يطالعنه وكأنهن يرونه لأول مرة....ضعيف...متعب....كالمغيب... .يهذى بكلماتٍ مبهمة ....تارة ينعى ابنته ...وأخرى ينعى والدتها الراحلة مردداً"ذهبتى وذهب الخير معكِ"
.................................................. .............
وسط غابة مليئة بالعشب الأخضر وأشجار الفاكهة تجلس تحت إحدى الشجيرات تعبث بدميتها مجدلة شعرها تحدث دميتها
اقتربت منها تربت فوق كتفها " كيف حالك سجى"
رفعت سجى بصرها للمرأة وشهقت فرحة "أمى"
ابتسمت المرأة بحبور وأعينٍ دامعة بلى أنا صغيرتى كيف حالك؟
ترقرت دمعات سجى "لست بخير أمى " أتألم أمى جسدى يؤلمنى للغاية ......."
طالعتها والدتها تكفكف دمعات ابنتها "ابنتى الجميلة لا تشتكى من الألم ....ألمك عابر بنيتى سيرحل قريباً
طالعت والدتها "لكنى أتألم الأن أمى "
ناولتها بعض من الفاكهة الطازجة قائلة" كُلى بنيتى .....كلى فحفيدى قريباً سيأتى لحياتكم ......أطفالك أنا أحرسهم بنيتى لا تقلقى " استدارت برأسها نصف استدارة لترى أولئك الصغار يلهون وسط الأشجار بحبور يبتسمون لها ويختبئون
طالعت والدتها محاولة التحرك دون جدوى وكأن قدميها مكبلة لا تطاوعها لتنهض وقد لاحظت ابتعاد والدتها وبرفقتها صغار يلهون بملابس بيضاء يطالعونها يرسلون لها القبلات من بعيد
شهقت باكية " أطفالى ......أيعقل أولئك أطفالى أمى ؟"
أومأت والدتها رأسها بالإيجاب بنصف استدارة تطالعها "هيا بنيتى كُلى جيداً سيأتيكم أولهم قريباً
أنا ها هنا أرعاهم لا تقلقى حبيبتى .......لا تتألمى سجى .......وابتعد الصوت تدريجياً مع ابتعاد والدة سجى بالأطفال .....يلوح الجميع لها
حاولت جاهدة النهوض لتلحق بهم دون جدوى تشهق باكية تناديهم حتى اختفوا تماماً لتفتح عينيها ببطء
الرؤية مشوشة .....وجوه مشوشة....صوت من بعيد يناديها "حبيبتى أنا هنا .....حمداً لله ......حبيبتى أنا هنا استرقت السمع للصوت تميزه بين ألاف الأصوات
تدريجياً تعود لوعيها حتى رأته "حسن"
ابتسم بعنين تترقرقا دمعاً يقبل كفيها يجثو على ركبتيه بالقرب من فراشها "بلبتى ....كدت أموت رعباً عليكِ ....لن أرحمكِ أيتها الحمقاء ....أتريدين تركى والذهاب .....بتثاقل حركت رأسها واستدارات برأسها ناحيته يخرج صوتها ضعيفاً يئن "حسن.......أين أمى ؟"
كفكف حسن دمعاته يطالعها " حبيبتى أنا هنا ....لا تقلقى لن أعاقبك على حماقتك أكنتِ تغامرين بتجربة الطيران ؟"
طالعته مستفهمة " ماذا تقول أى طيران ...أين أنا ؟ رأسى يؤلمنى كثيراً حسن هيا لنذهب بيتنا أنا...وهمت بالنهوض فشعرت بدوار شديد بمجرد أن رفعت نصف جسدها تحاول النهوض
أعادها لاستلقائها يردد"اهدئى اهدئى الأن ...لم أكد أصدق أذنى عندما خرج الطبيب علينا منذ دقيقة يخبرنا أنك أفقتى أخيراً .....اشتقتك بتلك الساعات القليلة بلبلتى
عاد الطبيب ليفحصها ثانية .......وعادت سجى لتنام تتمنى أن تعود والدتها إليها وأولئك الصغار لتلهو معهم تلك المرة
.................................................. ............

غريبة هِي الأيام.. عندما نملك السعادة لانشعر بها ونعتقد أننا من التعساء. ولكن ما أن تغادرنا تلك السعادة التي لم نقدرها حق قدرها احتجاجاً ربما علينا حتى تعلن التعاسة عن وجودها الفعلي
فنعلم أن الألم هو القاعدة وماعداها هو الشذوذ عن القاعدة ونندم ساعة لايفيد الندم على ما أضعنا وما فقدنا.
يجلس على طرف فراشها يراقبها غافية منهكة متعبة تحتضن صغيرتهما
كم تمنى أن يُنسيها ولو جزءاً من حماقته
يوم جرح أنوثتها وكبريائها وأهانها
يمشط خصلاتها المتناثرة يطالعها ويطالع صغيرته النسخة المصغرة منها .
أما روفيدا فغفت وصغيرها فى غرفتها بقصر والدها
انتهت الحَضرة ببيت العرافة وذهب كلٌ إلى منزله ....
جلست العرافة على ذلك البساط تريح ظهرها على التابوت تتنفس الصعداء فابن المنيرى لم يشك بها وأهل القرية جميعاً يساندونها ....لتتذكر صديقتها خادمة بدور فتناديها عدة مرات وما من مجيب
نهضت تبحث عنها بأرجاء المنزل لتضرب فوق صدرها "اللعنة المصوغات والأموال وهرولت تنبش عن كيس المصوغات والنقود فلم تجده .....لعنت غبائها كيف تأمن لتلك اللصة .....لتفزع على صوتها .......عما تبحثى؟ أتبحثى عن هذا؟
وجف قلبها من الصوت وبذعرٍ تام استدارت ناحية الباب لتراها بدور تسد عتبة الباب بملابسها المتسخة بدمائها وقد تبدلت تماماً لشبحٍ مخيف
ابتلعت ريقها بصعوبة تتراجع للخلف بجلستها حتى ارتطم ظهرها بجار الغرفة .....رفعت بدور كيس النقود تطالعها "قتلتنى من أجل هذا أليس كذلك ؟
تلعثمت وبللت ذاتها ذعراً تجحظ عينيها " أنا...أنا...لم أقتلك ...تلك خادمتك.....أنا ....أنا ....."
طرقات خفيفة بالباب
لتختفى بدور فجأة فتنفست العرافة الصعداء
وهرولت ناحية بابها بعد أن سمعت طرقات خفيفة عليه
هرولت تفتح الباب فكان أحد مريديها أتيها يحمل صغيره المريض يطلب منها أن تقرأ عليه ليُشفى
طالعت الرجل وكأنه حبل نجاتها ....ادخل ادخل
دخل الرجل يحمل صغيرة وجلس به فوق البساط
أما العرافة فهرولت للداخل تجمع متاعها وأموالها المخبئة والتى جمعتها لسنوات من زبائنها مريدى الدجل والشعوذة
أحكمت غلق بؤجتها وخرجت على الرجل قائلة " سأخرج لقضاء غرض ما طلبه مولانا الشيخ انتظرنى هنا لا تذهب "
أومأ الرجل رأسه بالإيجاب متعجباً من بؤجتها الكبيرة التى تحملها فوق رأسها
...............................................
هرولت العرافة فى الطريق الزراعى بعيداً عن الطريق الرئيسى حتى لا يتعرف عليها أحد وسط الظلام الدامس إلا من ضوء القمر أوقفتها ترعبها ثانية"أتنوين الهرب منى "
دب الذعر بأوصالها تماماً .....وشحب وجهها
طاوعتها قدميها تلك المرة لتهرب من بدور والتى تتبعها بشبحها ....حتى حاوطتها بالقرب من الساقية القديمة ............تلهث ....تبلل ذاتها رعباً .............تبرق عينيها السوداوتين تطالع بدور بذعر"ابتعدى أيتها الشبح وإلا أحرقتك بأيات القرأن ....قهقهت بدور تطالعها وقد تغير لونها لأسود قاتم وعينيها حمراوتين .....أمسكت العرافة بقلبها وجثت على ركبتيها ..تلهث .............ات....اترك..اتركينى..... ..........
طالعتها بدور الشبح بعين قاتمة حمراء بصوتٍ مخيف
" طيبتي غلطة تجازيني بها الأيام تعلمني أكون قاسية ..لن أترككِ سوى جثة هامدة "


أضناه البحث عنها حتى تسلل الضوء وهو يهيم على وجهه يبحث بالقرى والمدينة وحراسه ينتشرون بكل مكان ولكنها فِص ملح وذاب
..................................................
جمع غفير من اهل القرية يقفون يضربوا كفاً بكف
توقف بسيارته وقد دب الذعر بقلبه فقد توقعها زوجته
اقترب من الجمع يطالع ما يلتفوا حوله ليراها .تلك العرافة ...........ميتة فارغة فمها جاحظة عينيها حقاً كانت شبيه بشبح ضال وقتها
استغفر ربه وابتعد عائداً لسيارته وقد وصلت الشرطة لمكان الحادث ونقلت جثة العرافة للطب الشرعى للتعرف على سبب الوفاة
أمر الخدم أن ينبشوا غرفتها وغرفة الخادمة لعلهم يصلوا لشئ وبالفعل وصلوا للرسالة
وصل بسيارته مسرعاً عائداً للقصر ليرى تلك الرسالة التى أخبرته الخادمة أنها وجدتها فوق مكتب السيدة بالغرفة
تناول الورقة من يد الخادمة وبلهفة فتحها وقرأ بها
"حبيبي حان الوداع ....كان لنا قصة حب ....
تشاطرنا عشق الصبا
فذبحتنا العادات وأدمت قلوبنا الولهه
أين حُبك اليوم ؟
أبعد أوهام سنوات عمرى .....يغازلنى عشقك.....يكبلنى ويقودنى .....لم يسبقك أحد ولن يليك ؟
أتدرى لما ....؟
أتدرى لما حسامى لن يليك بقلبى إنسان ؟
لأنها الليلة الأخيرة ...
ستقرأ رسالتى في الغد أو الليلة هذا إن تذكرتنى من الأساس...وجئت لتطمئن علىّ كما تضمها هى الأن تهدئ روعها ......
لن ألومك فهى أم الصبى .
أما أنا .....لتشهق وتكتم بكاها واضعة يدها على فمها
ترقرقت دمعاتها تندب حظها العاثر
يتملكها اليأس والذعر ....تملكها اليأس تماماً...
لتكمل رسالتها ......
"كان قارب الحب بنا يسير بعد أن اجتمعنا أخيراً عقب سنوات عجاف .......
.. فراقك هزمنى .عشقك أضاعنى.أرويت ظمأى لليلة واحدة
وبعدها غبت...... .غابت روح حبيبى المشتاق ....لم تعد ذات العاشق ...لم تعد حسامى
جسد بلا روح .....تناديها بحضورى
ملأنى حبك أوجاع......
أنتِ أعدتِ لي الحياة ليلتها منينى بحياةٍ رغيدة يملأوها ويدفئها عشقنا .............أين وعدك الأن ؟
صرت كالأرض العطشى أنتظر المطر....ولن يسقط المطر
سأنتحر ....بلى سأترك دنياك ولكنك لن تهنأ أبداً فذنبى لن يتركك ستعيش بذنبى للأبد..........أنتَ من دمر حياتى كلياً وقلبها رأساً على عقب
وداعاً زوجى العزيز "
تلعثم واضطرب" تتنتحر .....تموت ...ألقى بثقله فوق الأريكة متعباً منهك القوى يصارع أفكاره؟..... هل تلك احدى ألعابها كما تعود منها فى الأشهر القليلة الماضية ليعود لها أم حقيقة واقعة وبالفعل ستنتحر أم انتحرت .طوى الورقة بإهمال ووضعها فى جيب بنطاله وخرج من القصر
لا يدرى هل هو ذنبٌ يفتك به أم ضيق يعتليه
لا يدرى رغم أنه يهيم على وجهه منذ الليلة الماضية يبحث عنها إلا أن قدميه ساقته للأخرى ولا يدرى لما
هل اشتاقها بتلك الساعات؟ أم يريد الاطمئنان عليها ؟ أم كطفل ضائع تائه يبحث عن الأمان
وأمانه الوحيد معها هى دون غيرها
المرء قد يصل في لحظة معينة إلى الإيمان بأن مصدر الظلم لم يعد في الخارج بل في داخله هو نفسه.هكذا كان يشعر أنه الظالم لا أحد سواه هو من أدمى قلبهما

أخبرتها الخادمة أنه بالخارج ينتظرها
طاوعت قلبها تلك المرة وخرجت عليه صباح الخير
اقترب منها يحتضنها فأبعدته بقوة
فعاد ليطالعها بانهزام "رجاءً لا تبعدينى ......احتاج ضمتك أكثر من أى وقت"
لم تراه منهزماً....ضائعاً .....هارباً من تجبره وكبره....يرجوها ؟؟؟
أيعقل أنه ذات الرجل من اذاقها العذاب ألوان وأسقاها العلقم كئوس
اقتربت تضمه فخارت قواه يضمها بقوة يحبس عبراته فهو الآثم.........هو المتجبر......هو من أضاع الاثنتين ....
يعشقهما..........يريدهما .....بين قلبه الأن وبين عاطفة الصبا التى سيطرت لأعوام ضاع وتاه حسام ....
من بين ضمته القوية خرج صوتها"ماذا هناك؟"
هل حدث مكروه؟ لتنتفض تبعده عنها
"هل سجى بخير"
فرك جبهته بكفه بضيق يحاول كبح انهزامه والعودة لرشده " بخير هى بخير حادثنى حسن منذ قليل أفاقت ثم عادت للنوم ثانية
"إذن ماذا هناك" قالتها روفيدا وهى تطالعه بارتياب

أخرج من جيبه الرسالة وأعطاها إياها
قرأتها ومع كل كلمة كانت تزداد عطفاً على تلك العاشقة الأخرى فهى مرت بذات اليأس من قبل مرت وذاقت ذات الكأس ....سيطرت وكبحت عاطفتها وبثباتٍ طالعته
"لن تفعلها لا تقلق "
بدور تعشق الحياة لن تنتحر ستظهر غداً إن لم تكن اليوم"
ليطالعها بيأس"أتعلمين ....إن أصابها أو أصابكِ مكروه فأنا الملام لا أحد سواى أضعتكما .....أضاعكما غرورى
ابتسمت ساخرة ولم تعلق فأردف" أتعلمين أنا لم أكذب عليها أنا حقاً عشقتها ......عشقت عنادها...عشقت إيبائها...عشقت حرمانى منها ....بلى اعترف كان عشق صبا عشق مراهقة لا أكثر....عشق تملك
لم أجد العشق إلا مؤخراً .........عشق بعقلى وقلبى .....عشق اتفقت جميع حواسى عليه .....أنا حقاً أعشقك
كانت كلمته أو بالأحرى اعترافه الأول لها بعشقه هز أوداجها "أيعقل ذلك الحجر الصوان تحركت مشاعره تجاهى....ماذا إن كان يكذب؟ ماذا إن كانت إحدى الاعيبه المعتادة ..طالعته بثبات مزيف" هل تطلقها وتتخلى عنها إن طلبت منك ذلك"
صمت قليلاً ثم رفع رأسه إليها بعيون تصدق فهى تراقب عينيه جيداً " لن أكررها ثانية ....لن أذبح قلب لأنال الأخر ....."
لا تدرى هل حقاً كانت تريد الإجابة الأخرى أم تلك الإجابة كانت كافية لتبرهن لها صدقه ولو مؤقتاً
ليقاطعهما صوت هاتفه يصدح بالمكان
أجاب فكان مخفر الشرطة يطلبه الحضور على الفور لأمر هام
هتف مؤكد خبر يخص بدور ....لم تعلق فقط عيونها تطالعه فاقترب يلمس وجنتها "سنكمل حديثنا ...........هى بحاجتى الأن "
"اذهب إليها " فقط كانت تلك الجملة القصيرة الموجزة تخرج من بين تلابيب عقلها وصدرها والغيرة تفتك بها "حتى إن كانت الأخرى بحاجته فعلياً .....لا يتحمل عقلها فكرة أنه لغيرها وإن كان قلبها وعقلها يأبى الرضوخ إليه ثانية
........................................
وصل حسام لمخفر الشرطة
طالعه رجل الشرطة بارتياب قائلاً" سيد حسام ....هل أضعت شيئاً أنتَ أو عائلتك ؟
طالعه حسام بريبة....أ.....لا أدرى كيف أقولها .....تعلم مكانتنا بالبلدة ولكنه رجائى منك ...لا أريد أن يعلم أحد من البلدة باختفائها لربما أجدها و.....ليقاطعه رجل الشرطة .....لحظة واحدة عمن تتحدث؟
طالعه حسام"زوجتى " أتحدث عن زوجتى بدور
عقد رئيس الشرطة حاجبيه "لم أرسل لطلبك لأسألك عن زوجتك جئت لأسألك عن هذه
وألقى أمامه بطاقة هوية تحمل اسم زوجته بدور موضوعة بكيس بلاستيكى شفاف
نهض عن مكانه بقلق جلى " تلك بدور زوجتى " بلى تلك هويتها أين وجدتموها
هل هى بخير رجاءً أخبرنى "أين هى ؟"
ربت رجل الشرطة على كتفه قائلاً اجلس رجاءً نحن لا نعلم باختفاء زوجتك تلك الهوية وجدناها بين أغراض العرافة التى وجدت جثة هامدة صباحاً
ضيق حسام عينيه " وكيف وصلت هوية زوجتى لتلك العرافة .....زوجتى ترتاد بيت العرافة لا أنكر لكنها ليست حمقاء لتعطيها هويتها
ليقاطعه رجل الشرطة "لربما أوقعتها هناك "
طالعه حسام تلك العرافة مؤكد تعلم شيئاً عن اختفاء زوجتى بالأمس هاتفتها وأخبرتنى أنها عائدة للمنزل فى الحال
فسأله رجل الشرطة "هل أخبرتك بمكانها وقتها ؟"
هز حسام رأسه بالنفى "لا لم تخبرنى .لكنى شككت بالأمر وذهبت بالأمس لمنزل تلك العرافة أبحث عن زوجتى .......و.....وتشاجرت مع تلك العرافة
طالعه الضابط "تقرير الطب الشرعى سيحدد سبب الوفاة وإن كانت المعاينات الأولية تراها سكتة قلبية ......"
بعد يومين من البحث المضنى لم يتوصل حسام ولو لخيط صغير يصله لزوجته

اللعنة .ما تلك الرائحة النتنة ...........؟
اشتكى أهل القرية من روائح نتنة تخرج من بيت العرافة المقتولة فتم إخطار الشرطة وأرسلت قوة لتحرى الأمر
نبش رجال الشرطة فلم يجدوا أى شئ ولكن الرائحة تأتى من ذلك التابوت .قالها الضابط أمراً رجاله أن يرفعوا التابوت الخشبى
وبالفعل وجدوا تحته أثار لتربة مبللة وكأنها حفرت ثم طمرت مرة أخرى
نبش رجال الشرطة وحفروا ليتفاجأوا بجثة نتنة مدفونة تحت ذلك التابوت
.................................................

لم تكُن شيئاً عابراً في حيـاتي لأنساها بهذهِ السهولة، لم تُكن حلم عابر،
أدمعت عيناي لأجلهُا سنوات ، أتكون نهايتك مأساوية هكذا بدرى .
اللعنة علىّ أنا من أضعتك .قربى منكِ أضاعكِ كلياً .............
كان حسام يجثى على ركبتيه بالقرب من قبر زوجته بدور التى تعرف عليها عقب استخراج جثتها وبعد عرضها على الطب الشرعى تعرف حسام عليها ولكن كانت بحالة تدمى لها القلوب ......حالة ترهب القلوب وترجفها حقاً
لم يتعرف على القاتل واتهمت العرافة بقتلها وأغلق المحضر
وها قد مر شهر وأكثر يأتيها يومياً يعتذر لها ويبكيها ويذهب والأخرى بقصر عائلتها ترفض والدتها وشقيقها أن تعود إليه تحت أى مسمى تاركه إياه يصارع تأنيب ضميره وحده تأكله الوحدة والندم فقد أدمى قلب الاثنتين واحدة ووريت بالثرى والأخرى بمنزل عائلتها لم يرها منذ تحدثا أخر مرة قبل أن يعلم بقتل زوجته.....
.................................................
أما سجى فتحسنت حالتها وخرجت من المشفى أخبرت زوجها بفعلة بدور والخادمة بها وقررت بحماقة ألا تعترف بالأمر لحسام وللشرطة
بحجة مراعاة مشاعر حسام على فقدانه لزوجته واحترامها لحرمة الموتى
وليتها فعلت وأخبرته بحقيقة من يرثاها
الفصل السادس عشر
"لحن الحياة"

عندما تخوض حرباً مع أحدهم خضها بهداوة
فربما تسقط الراء ......
"جعل الله مثواها الجنة"
اخترقت الكلمة أذنيه ...هل حقاً أتت لتواسينى ....
أم لتشمت بعدالة القدر بى .....ماذا إن التفت ورأت انهيار ى.....هل سأرى احتواء احتاجه أم سأرى بغض كما أرى منذ أشهر منها ......
تنفس بعمق ونهض من الأرضية الترابية ينفض التراب عنه ملتفتاً ناحيتها ......
تقف بردائها الأسود ......تختبئ خلف نظارتها السوداء ......
هكذا يعلمها كلما هربت من مواجهة أمر ما ارتدت نظارتها السوداء ....تقف تطالعه ...أيعقل جائتنى وحدها للمقابر ..كيف علمت أنى هنا ؟ بالأساس لما أتت لهنا ؟ هل روفيدتى الحنونة أتت لتداوى جراح روحى اللعينة .....هل هى بالفعل هنا أم أتوهمها أمامى ؟
لتقاطع شروده بجملتها"كيف حالك حسام؟"
دون أن يجيبها عن حاله طالعها كابتاً شوقه فها هو الجواد العربى بكبوة عشق دمرت البقية الباقية من غروره بخسارة كبيرة لمن كانت مليكة روحه لسنوات والأصعب الأخرى العشق الذى اكتشفه حديثاً تقف أمامه طأطأ رأسه مغيراً مجرى حديثه يفرك راحتى كفيه
" لما أتيت روفيدا ؟ "
ابتلعت ريقها وطالعته من تحت نظارتها
" علمت أنك تأتى كل صباح لزيارتها فأردت ....وصمت أُطبق عليها ولم تكمل فأكمل هو
" هى ماتت .....أو بالأحرى انتهت حياتها بسببى .....أنا هنا أقف أتنفس وهى تحت التراب الأن ....واقترب منها خطوات يطالعها "أتعلمين ...أنا حقاً ملعون كلما اقتربت منكما غدت حياتكما جحيم أنتِ عانيتى لسنوات بسبب غبائى وعجرفتى الكاذبة
وهى هربت لسنوات من عشقى وعندما اقتربت اكتوت بنيرانى وخسرت حياتها .....اذهبى روفيدا .......اذهبى واهتمى بصغيرنا .....لا تعودى إلىّ
أنا ملعون بلعنة اسمها كبر وعجرفة كاذبة
قلبى مسموم لا يعرف الحب ولا يعرف الحياة السعيدة الدافئة التى ترجوها أى أنثى
أنا خنتك بها وخنتها بكِ
أنا بائس وغد خائن ....دمرت عشق سنوات وذبحت قلب عشقنى لسنوات دمرتكما معاً هى حياتها انتهت وأنتِ حتى النظر لوجهى تمقتى

اقتربت هى خطوات بمواجهته خلعت عنها نظارتها الشمسية رافعة بصرها بمستواه لتلتقى بعينيه الضائعة الحزينة ......
لا تقف كثيراً عند أخطاء ماضيك ..... لأنها ستحيل حاضرك جحيماً .. ومستقبلك حُطاماً .. يكفيك منها وقفة اعتبار .. تعطيك دفعة جديدة في طريق الحق والصواب......
ماذا ستجنى ببكائك على الأطلال هل تراها تعود وتقبل اعتذارك ؟ ....
هى لن تعود للحياة وأنا لن أعود لكَ فقط
" هو من يحتاجك " وأشارت بيدها للجهة الأخرى فالتفت حسام فرأى شقيقه حسن يحمل رأفت الصغير بين يديه .......
فأكملت روفيدا" صغيرك يحتاج لوالده يرعاه ويرشده فى صباه وشبابه ......الحياة لا تقف على العشق ....ما بالقلب دعه بمكانه لا تخرجه للسطح دعه مكنون وانتبه لمن يحتاجك حقاً ......."
بوقتها كان حسن يقترب ناحيتهما يحمل صغير شقيقه خفق قلب حسام وبقوة ضائع عقله كلياً إلا من ثبات ظاهرى يتصنعه أمامها ......خلفه عشق واراه الثرى وأمامه عشق ينبض بالحياة لكن تأباه
تأبى العودة .....يعلم ذاته وغد دنئ ألقاها بطول ذراعيه قبل أشهر راكضاً خلف سراب وليته ما فعل
أضاع جوهرة متلألأة كانت ملك يمينه والأن غدت بعيدة كل البعد عن مملكته
هزت عرش قلبه وغادرت
يأكله ذنب الأخرى التى فارقت الحياة بسببه .....
عيونه تائهة ضائعه بين القبر وبين طفله بيد شقيقه وبين زوجته روفيدا
حتى اقترب حسن يناوله الصغير بابتسامة "صغيرك اشتاقك حسام"
إنها الأبوة ......لا وصف لها ....خفقان يجرى يهزم أى ثبات أو تصنع
ناوله الطفل واقترب يهمس له
"لا تفقد صبرك مهمَا تأخر عليك الفرَج،
فما بين حلمك و تحقيقه إلّاّ صبرٌ جميل......ستعد إليك فقط عليك بالصبر وإثبات جدارتك أنك لست ذات الوغد الذى تزوجت به قبل سنوات"
طالع وجه صغيره ..قبل جبهته يحدث ذاته" الأمل بكِ صغيرى ليت تعود أيامى كما كانت ليتنى أعود لإنسانيتى ..........وبنظرة جانبية طالع روفيدا التى تقف عند القبر تقرأ الفاتحة لبدور "ليتها تعود لقلبى هى الأخرى ونعش سوياً حياة هادئة "
لا تسافر إلى الصحراء بحثاً عن الأشجار الجميلة .. فلن تجد في الصحراء غير الوحشة ..
انظر إلى مئات الأشجار التي تحتويك بظلّها .. وتسعدك بثمارها .. وتشجيك بأغانيها.

تستلقى فوق الأريكة بساقيها وكفها المجبرة
تتحدث وحماتها والدة حسن
"حقاً سجى ......حقاً ستعود روفيدا القصر ؟"
بابتسامتها الواسعة وغمازتها التى تزين وجنتيها الكرزية أجابتها "بلى حسن هاتفنى وأخبرنى أنها وافقت العودة للقصر لأجل حسام لكن عودتها مؤقتة "
قطبت الوالدة جبينها " مؤقتة ...أتعنى أنها ستعاود الرحيل بعد فترة "
لتطمئنها نظرة سجى التفائلية" الأمر بيد ابنك هى ستعيده لرشده بعودتها عليه أن يعيد نفسه لقلبها الأمر بيده لا بيدنا أمى ......"
رفعت برجاء كفيها " اللهى وحدك العالم بى وبما أعانيه لأجل ابنى أعده لرشده اللهى وأعد إليه زوجته وصغيره وابسط حياتهما بالهدوء والهناء "
تمنت خلفها سجى أن يعيد الله المياه لمجاريها بين حسام وزوجته وأن يبرد قلبه على الأخرى ولو قليلاً حتى تستطع هى البوح بما تصمت عنه للأن
فللأن منعتها طيبتها أن تسوء سيرة بدور مكتفية بجملتها التى ترددها لزوجها تمنعه عن قول الحقيقة للجميع " اذكروا محاسن موتاكم "
هى نالت أسوأ وأبشع جزاء قد يتلاقاه مذنب وماتت ميتة بشعة للغاية فلننسى أمر فعلتها فلقد نجوت أنا وبائت هى بفعلتها للهلاك
.................................................. .........

فى الليلة السابقة
رجاءً روفيدا حسام بدأ يفقد عقله .....يعتقدها ماتت ضحية لأفعاله لا يعلم أنها مذنبة أرادت قتل صغيركما وبالفعل حاولت قتل سجى زوجتى
لتقطب روفيدا جبينها بغضب"مااااذا قتل صغيرى؟"
أومأ حسن رأسه بالإيجاب
فطالعته روفيدا باستفهام غاضب"ولما لا تخبره بحقيقتها تلك ال....فاستغفرت ربها عند تذكر أن بدور بذمة خالقها الأن ......
فاعترض حسن "سجى تكبلنى وترفض تماماً أن نخبره تتحجج بأن ستر بدور الأن واجب ولا داعى من ذكر الأمر حتى لا يتحول دعاء الجميع لها بالمغفرة لدعاء بالعذاب والسخط يكفيها ما ذهبت به من دنيانا من ذنوب هى وتلك المشعوذة حليفتها اللعينة
رجاءً روفيدا ...أنا لم أطلب منك شئ من قبل الأن أرجوها منكِ أعيدى لحسام رشده
أخى لن ينسى ألمه بغير عودتك وصغيركما إليه يلتهى بكما فقد بدور وفقدك
رجاءً روفيدا أعلمك عانيتى كثيراً معه وأنا من الشاهدين على ذلك لكنه الأن أضعف ما يكون يعش بذنبكما ضائع كلياً
لا يذهب لعمله ولا يشاطرنا الطعام فقد زيارته الصباحية لقبرها واعتكافه بمسجد القرية حتى ثارت الأقاويل حوله أن ابن المنيرى فقد عقله لا يحدث أحد أو يجيب على أحد

فى صباح اليوم التالى
قالتها روفيدا وأنهت الأمر
"هو زوجى يحتاجنى أكثر من أى وقت مضى ولا يعنى غضبى منه ورغبتى فى الانفصال أن أتركه وهو فى أمس الحاجة لى"
لينفجر شقيقها بها "حمقاء ما زلتى حمقاء أبعد أن اجتزتى امتحاناتك وعلى أعتاب جامعتك تقررى العودة له ليحرمك كل انجازاتك ليعيدك عبدته؟"

ضغطت على أسنانها فروفيدا القديمة الخاضعة للجميع وُريت بالثرى منذ زمن طالعت شقيقها بعتب غاضب" إذن أنتَ عبد ميرا ........"
طالعها بغضب فلم تنتهى وأكملت .....
ميرا تعيد إهانتك كل مرة وتعيدها ثانية حتى حبسها بقصرك هنا لخوفك أن تتركك وترحل من البلدة بأسرها وتختفى محبوبتك القاهرية
رجاءً فارس لا تتدخل بأمورى أنتَ شقيقى وتاج رأسى لكن أمرى وزوجى يخصنى وحدى
لتتدخل والدتها تهدر بها "تأدبى ......كيف تحدثى شقيقك بهذا الشكل هل جننتِ روفيدا ؟
لتطالع والدتها " أمى رجاءً .....حسام بحاجة لى الأن حتى إن كانت العودة تقيد روحى إلا أنه واجبى ....ثم عادت لتطالع شقيقها " ألم توصينى من قبل ألا أتخلى عمن يطلب عونى ...حسام الأن بحاجتى أخى ليعود لرشده ويخرج من أحزانه ...تلك البدور لقيت مصرعها بأبشع طريقة يمكن تصورها
رجاءً أخى لا تجبرنى أعصى أوامرك
بارك عودتى لزوجى حتى وإن كانت عودة مؤقتة
طالعها بغضب وغادر لعمله دون كلمة وبعدها بأقل من ساعة حضر حسن ليعيدها لقصر عائلة زوجها
.................................................. ........
السعادة أحياناً....
ربما دائماً....
لا تتطلب الكثير...
سوى بعض الحب والسخاء
وقليل من الحريّة
بغرفتها تهدد صغيرتها حبيسة غرفتها بأمر مباشر منه فعقب الشجار المحتدم منذ الصباح مع شقيقته وعصيان شقيقته لأوامره وعودتها لقصر عائلة زوجها عقب زيارة حسن لها ليلاً
تفاجأ الجميع بها تخبرهم صباحاً بنيتها المبيتة العودة لقصر زوجها

تقص لصغيرتها حكايات طفولية كانت والدتها تقصها عليها فى صغيرها متجاهلة كون صغيرتها لم يتخطى عمرها الشهرين بعد
فقط تريد ونيس حتى انفجرت دمعاتها وشكت حالها لصغيرتها
"لم أجنى من تلك البلدة سوى الألم بنيتى ...
بداية بعائلة يوم معى ويوم ضدى نهاية بحبسى وإياكى بذلك المنفى المسمى قصر والدك الوغد
لتعود لتبتسم عند ذكره
لكن لولا تلك البلدة لما رأيت والدكِ ....لما كنتِ أنتِ هنا الأن تستمعى لى تواسى والدتك الجدباء
لتقهقه ساخرة من ذاتها "بلى أنا جدباء .....بكلمة أذهب وأغضب وبكلمة أعود لأحضانه ....
يحبسنى هنا يعلم يقيناً لو واتتنى الفرصة سأغادر تلك البلدة المشئومة للأبد ولن أفكر مجرد تفكير أن اتجه جنوباً عائدة لهنا
لم أجنى من جنوبكم سوى الحسرة بنيتى
أتدرين "عشق" والدك وغد كالجميع هنا
لكنى للأسف أعشق ذلك الوغد كثيراً لا أستطع أن أمقته
تارة أراه وغد ولو عاد الأمر لى لأوريته الثرى حياً وتارة أخرى أتذكر حنانه وكلماته المعسولة خاصة تلك الأشعار التى كان يغدقنى بها
أتعلمين صغيرتى كنت ألقبه "فارس قبانى "
ابتسمت ميرا متخيلة صغيرتها تضحك من جملتها
" لا تضحكى صغيرتى "
فوالدك لا يحفظ من الشعر سوى لنزار قبانى
الوغد والدك بملامح جنوبية تذوب النساء هياماً به لكن لا تنسى صغيرتى هو وغد ...وغد جنوبى مجنون متملك ....لكن تلك العيون الشبيه بالمها تأسر لُبى بنيتى .....تلك البشرة القمحية أذوب معها هياماً ....تلك التقاسيم المتجهمة أعشقها حد البلاهة لكن لا تنسى أنه وغد و.....ليقاطعها "أكملى....أكملى ...لتلتفت بذعر وكأنه سكب عليها دلو ماء بارد بوسط الشتاء ليكمل مقترباً منهما ..وسيم ...أعشقه ...يأسر لُبى ....أكملى زوجتى
أكملى ...يعجبنى ذلك الغزل ....واقترب من صغيرته يرفعها لأعلى يطالعها "ولا تنسى صغيرتى أن والدتك حمقاء هوائية قاهرية ستصيبنى بالشلل الرباعى يوماً ما ....وطالعها بطرف عينيه "خجلة للغاية وقد أحمرت وجنتيها فها هو كعادته يظهر فجأة حتى وإن كانت توصد باب الغرفة هرباً منه لكن ذلك العشق يتسرب لغرفتها كلما حاولت الهرب
كان يسترق السمع وسمع ما كانت تصفه به وتغزلها بجماله المصرى .....تنحنحت مبتعدة عنهما ....وضع صغيرته بمهدها وذهب لخلفها حتى توقفت بالقرب من النافذة تطالع الأراضى الشاسعة امامها
ليقترب يهمس لها
"أتذكّر جمال اللقاء،أتذكر تلك الأمواج التى أذابتنى ...أتذكر ذلك العناد الطفولى ....أنتِ مدينة لى بحياتك مرات ومرات ألا تذكرى ؟
التفتت على حين غُرة تعترض ...أى دين؟؟؟
لتتلاقى الأعين المشتاقة ....صمت ساد .....ليعود صوتها يخرج متذبذب النبرات ......أى.....أى دين هذا؟
فقط عيونها السوداء تطالعه .....تتملكها تلك النظرة منه .....نظرات واثقة ...نظرات عشق خفية تبوح الأعين بما تحتويه الصدور ......
"لا تستسلمى ميرا......إياكى والضعف ....إياكى والبكاء.....إياكى أن ترتمى بين أحضانه ككل مرة.....تماسكى ميرا.....تماسكى ودافعى عن كرامتك .......تحدث ذاتها محاولة الهرب من تلك النظرات الآسره لقلبها ....خطت خطوة.....مجرد خطوة واحدة خطتها مبتعدة حتى انفجر بركانه القابع يجذبها إليه ينهال من ثغرها العطش يرتوى ويرويها .................................................. .............
الحب نبض واحد ينبض بقلبين
قد تعاهدا يوما على الحب
تعاهدا على الوفاء والدفء والاخلاص
قلبان تلاقا دون موعد
تعارفا دون اذن او استئذان

يأسر شفتيها بل يأسرها كلياً حتى كادت ضلوعها تتكسر تحت ضمته القوية
لم تلجأ كعادتها لعض شفتيه وإدماها ليتركها بل استسلمت تلك المرة استسلمت برغبتها
أنفاس متلاحقة
يدورا يميناً ويساراً بالغرفة يلصقها بزاوية الغرفة تارة وبالنافذة تارة ....تخبطات بأثاث الغرفة ....شعرها الهائج يتطاير .....
لم تعد مهندمة كما كانت ...سترته لا يدرى أين ألقى بها ....حذائهما ملقى بإهمال .....
فستانها الخريفى لا تدرى أفوق الأريكة
ألقى به فارسها ؟ أم فوق أرضية الغرفة ؟
تعالت نبضات العشق الهادرة معلنة عن استسلام تام لهما استسلام صامت من لغة الكلام المتعارفة بين البشر لتعلن لغة العشاق عن هدرها المتواصل
.................................................. ...............




ترجلت روفيدا من سيارة حسن تنتابها قشعريرة فقبل شهر لا أكثر تركت ذلك القصر تاركة خلفها الذعر والعشق وكل شئ وها هى كلما هربت من جدرانه تعود إليه ثانية مرغمة أو بإرادتها لم تعد تهتم سوى بإنهاء مهمتها والرحيل سريعاً قبل أن تضعف أمامه ثانية
انطلقت الزغاريط الصعيدية من فم والدة حسام مرحبة بعودة حفيدها القصر ولكن تلك النظرة القاسية والحازمة على وجه ابنها أوقفتها وأنهت تلك الصيحة المرحبة وهرولت تحمل الصغير من بين ذراعيه تقبله بوجنتيه وكفيه وجبهته
يلحق بها رأفت الذى يتحول ويتناسى مكانته بوجود ذلك الصغير يتحول لطفلٍ وله للعبته وكأن حفيده قطعه من روحه لُعبته ......هرول يحمل الصغير عن زوجته مرحباً بروفيداً "مرحباً مرحباً بوالدة سيد القصر ....
ابتسمت روفيدا مصافحة والدة حسام ووالدته ودخل الجميع القصر
انحنت روفيدا تحتضن سجى المجبرة الساقين تبتسم لها والأخر حسن يطلق النكات "أترين زوجة أخى ....أنا مضطر لحملها يومياً من الغرفة للأريكة ومن الأريكة للمغسلة وهكذا حتى كُسر ظهرى
فتضاحكت سجى " أرى تذمر فى نبرتك زوجى العزيز؟
فاقترب مقبلاً جبهتها " كيف أتذمر ....فزوجتى بحمل فراشة صغيرة وأدار وجهه يهمس"سامحنى الله على كذبى "
بعد جلسة صغيرة بغرفة المعيشة عداه بمجرد عودته عاد ليختلى بذاته فى غرفته الملحقة بالقصر
تلك الغرفة الملحقة بالحديقة والمعدة خصيصاً للضيوف الغرباء
عبارة عن منزل صغيرة بغرفة واحدة للنوم ملحق به مغسلة وبهو صغير به جهاز تلفاز وأريكة وعدة مقاعد وثيرة
وخزانة صغيرة نقل ملابس إليها معتزلاً قصر والده تماماً سوى من الممر المؤدى للبوابة الخارجية
الجد والجدة بلهوهما مع الصغير
...........................................
طرقات خفيفة بالباب لكن ما من مجيب
فتحت الباب وتنحنحت ولكن لم تسمع سوى صوت المياة ........
علمته بالمغسلة فتجولت بالغرفة .........
برغم سنوات قضتها بين أرجاء ذلك القصر
تلك كانت المرة الأولى التى تدخل ذلك الملحق الصغير ......هادئ ومريح غير مبهرج أو متكلف كباقى غرف القصر
فتحت الشرفة المطلة على الحديقة تطالع الرياحين وعبقها ..............فرائحة الياسمين والرياحين تأسرها للغاية
تمنت وتمنت وتمنت لسنوات وهى تقف أمام أحواض الرياحين تلك............ولم تتحقق أى من أمانيها سوى أمنية واحدة أن تحمل صغيره بين أحشائها وها هى الأن تكتفى بتحقيق واحدة من أمانيها .........
مغمضة العينين تستنشق عبير الزهور الملاصقة للشرفة الأرضية
ساحرة...هادئة............سمرائه الناعمة ........تلك الرموش الكثة ..............عيون مها سوداء كحيلة
ثغر لم يسمع منه سوى السمع والطاعة لسنوات ولكن رياح التمرد وطئت أرضها وتمردت بل نزعته واقتلعت جذوره من قلبها ......
تعشقين الريحان ؟
فتحت عينيه ملتفتة ناحيته .....اعتذر دخلت دون استئذان لكنى طرقت الغرفةو.........ليقاطعها واضعاً إصبعه فوق فمها يمنعها الكلام.........دعينا نصمت .لا عتاب.لا كلام...لا أوجاع............لن يفيدنا الكلام سوى بزيادة أوجاعنا واتساع رقعة بعدنا
طالعته وكأنها تراه أخر غير ذلك المتعجرف الذى اعتادته من عانت لسنوات بقربه
اعتدل بوقفته مستنداً على سور الشرفة الرخامى يملأ الهواء العليل صدره مغمضاً عينيه
أترى تلك الحديقة الكبيرة زرعتها معها لسنوات كنا نأتى لهنا تزرع هى الورد الأحمر وأزرع أنا لها الرياحين
كانت هادئة كثيراً أعبث بدميتها وأكسر ألعابها فلا تعترض تردد منذ صغرنا ألعابى لكَ كما هى لى حسامى
فتح عينيه مانعاً تلك العبرة أن تخرج واستدار برأسه يطالع روفيدا "اعترف عشقتها ................لم أنكر ولن أنكر يوماً ........بدور ملكت قلبى ....حتى حماقتها فى الأشهر الأخيرة تجاوزتها بإرادتى
أعطتنى كل شئ ........تركتها بإرادتى وتزوجتك وتحملت هى البعد واكتوت بناره
حاصرتها وتزوجتها وذبحت فؤادها كما ذبحت فؤادك
أضعتكما معاً ................
خرج صوتها أخيراً "وأنا......"
أشاح ببصره عنها فحقاً لا يملك الإجابة
فاقتربت تدير وجهه ناحيته "رجاء طالعنى حسام "
ماذا عنى أنا ؟ ألم تعشقنى يوماً ؟ تخبرنى منذ شهور عودى لى عودى أعشقك أريدك .......أكانت مجرد كلمات تحاول إقناعى بها لأعود لجحيمك
ها قد رحلت هى وعدتُ أنا ..........ماذا الأن ؟
"أنا لم أكذب عليكِ يوماً روفيدا "
هنا سالت عبراتها متألمة لا تستطع كبتها "بالطبع ..بالطبع لم تكذب كنت تتغنى بعشقك لها ونحن سوياً......ألم تشعر لوهلة بأثر تلك السكين التلم علىّ ......ألم تشعر بمدى جرحى وقتها ....ماذا تغير الأن .....ها أنا ذا وحتى بعد موتها تقف أمامى تتغنى بعشقك لها .....لم يتغير شئ ......لم يتغير شئ
أنتَ تعشقها وحدها ....أنا مجرد لعبة تملكها أردت عودتها لملكية بأى سبيل وها هى عادت .......ماذا الأن؟ أين أنا من قلبك اللعين ذاك؟ أنا أيضاً عاشقة ....متيمة ....مذبوحة الفؤاد.....أترى الأمر سهل علىّ أن أقف الأن أواسيك بعشقك لها وفقدانك لمحبوبتك
لما لا تعشقى ولو نصف عشقك لها ؟
اقترب يلمس على وجنتها فأزاحت يده بقوة وكفكفت دمعاتها بكفها وطالعته بتحدى اعتادته الفترة الأخيرة " أنا لا أريد عشقك .....لا أريدك بالأساس أنا عدت لأجل صغيرى .......حتى إن كنت عشقتك يوماً فالأن لم أعد أبالى
أخى قدم أوراقى لألتحق بالجامعة دراستى الأهم الأن
وأنتَ فق من أوهامك تلك وعد لرشدك
عد لعملك فالصغير لا يحتاج لأب مجذوب يحتاج لأب راشد عاقل
ألقت بكلماتها وغادرت الملحق مسرعة
"توقفى ......لم أنهى كلامى بعد ....أنا أعشقك أيضاً ولا أدرى كيف أعشق اثنتين فى أن واحد"
كانت تلك الجملة التى أبى لسانه أن ينطق بها ويعترف ....تأخر وانعقد لسانه ولم تسمع جملته
توقفت بجانب فى الحديقة تنتحب عشقها .....بكت وتألمت .....بكت وبكت وبكت حتى أنهكها وأتعبها البكاء
...............................................

أما هو فتوقف مكانه بالشرفة يطالع الرياحين يفكر بجملها التى ألقتها كسهام بوجهه ورحلت
"محقة.......أنا لا أستحقها ....علىّ أن أكسب قلبها من جديد كأننا لأول مرة نلتقى .......لربما يتقابل عشقنا ونصبح عشاق جدياً لا مجرد أوهام تعتلى أرواحنا لا نستطع تحقيقها أو الدنو منها "

.................................................. .........................

أحببتك أكثر من نفسي
إياكِ أن تسأليني عن دليلي
فهل رأيت وشهدت قبلاً
أن رصاصة تسأل القتيل قبل قتله
طالعته دون كلمة فأكمل
" أعشقكِ مجنونتى الحمقاء"
رفعت حاجبها باستنكار متناسية كل تلك المشاعر الجارفة حد العاصفة التى عاشاها قبل قليل وبحاجب مرفوع ساخر حدثته" هل أعجبتك أكثر منى لتتزوجها علىّ ؟ ضيق عينيه فأكملت "هل أثارتك بالفراش أكثر منى ؟
زفر بضيق فنهضت تلف الفراش حولها تستتر به تكمل سخريتها المقصودة "أتدرى لما استسلمت لكَ الأن ؟"
طالعها بغضب مكتوم ووجه متجهم دون كلمة لتكمل هى " لأذلك حبيبى"
قطب جبينه بغير فهم معتدلاً من استلقائه فأردفت
"لتعلم أنك لا تستطيع تملكى سوى بإرادتى ولن تعش مع أى أنثى ما عايشته معى وكما عايشت تلك الليلة الجارفة معك سأعايشها مع زوجى القادم عندما أخلعك أيها الخائن الوغد"
كالقشة التى قسمت ظهر البعير
هب غاضباً من فراشه عينيه يتطاير منها الشرر غضباً " أعيدى ما قلتى ؟"
لم تكن بحماقة كما كانت ليلتها تهدر عكس ما يجول بقلبها فقد استسلمت له عشقاً هياماً به لكنه قلب الأنثى الجريح ......كيدها الهوائى طل في الصورة ونطقت بهراءات قد تدفع عمرها ثمن لها "


Sarah*Swan 10-01-18 09:38 AM

الفصل السابع عشر
" قلبى الشهيد "

تنطق أفواهنا أحياناً عبارات قاسية ....
جمل كألسنة النيران تأكل الأخضر واليابس
بقصد أو ربّما دون قصد
نقف بعدها يعترينا الشعور بالندم،
ولكن الكلمة كالسهم إذا خرجت لم تعد
وبعد أن تنطلق سهام كلماتنا
نختلق لأنفسنا ألف عذر وعذر لنقتنع أنه الصواب
لكن الأشياء العظيمة نعرف قيمتها بعد أن نفقدها.

فأرق النساء طبعاً أكثرهنّ شراسة
إذا أهينت أنوثتها.
لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك
....................................
تقف تحوط ذاتها بذراعيها تختبئ وتحتمى بحمى وهمى خلف ذلك الفراش المستترة به دون كلمة فقط تطالعه ...خفقات قلبها المتسارعة من عيونه المستعرة تتناقض مع تطليعاتها المتشفية أنها استطاعت أخيراً جرح كرامته حتى وإن كان مجرد قول كما فعل بها قبل أشهر قليلة
ها قد انتصرت لجرحها حتى وإن كان انتصار سيكلفها كثيراً لا تهتم
فقط إيلامه وجرحه كما فعلها بها
كالأسهم المتتالية اخترقت كلماتها عقله قبل قلبه
عذراً سيدتى ...فرجلك شرقى غيور
فما بالك إن كان جنوبى
قد أخرجتى الوحش عن هدوئه وانتهى الأمر
عاقبة كلماتك ستناليها مهما كان عذرك
اقترب ضاماً قبضته يكبت غضبه قدر المستطاع حتى لا ينزل بها عقاب جماح لسانها وغبائها
اقترب وتراجعت واقترب وتراجعت حتى ألصقها بالحائط تماماً ............"أعيدى كلماتك ثانية"
قالها وقد ألصقها بالحائط تماماً يطالعها بغضبٍ جم .........لتحاول الثبات والظهور بمظهر الصادقة بكلماتها لتزيد من طعاناتها بقلبه .....
" لقد سمعتنى جيداً ...واخترقت الكلمات مسامعك
ما الحاجة لإعادة جملتى ؟؟؟؟"
قابضاً كفيه ...مانعاً عقله وغضبه من الانفجار "وماذا إن قتلتك الأن .......أترينى .....أستمع لتلك الكلمات من زوجتى وأقف أصفق لها "
طالعته مستهزئة " اقتلنى وأرحنى من العيش مجبرة معك "
أتدرى أنا لم أمقت يوماً أو أرى كاذباً متعجرف ظالم سواك ...حتى الوغد طليقى لم يكن بحقارتك على الأقل كنت اعلمه عربيد يترنح بين أحضان النساء بأمسياته الحمراء ويطئ فراشى لينهى ليلته
علمته وغد حقير لكن أنتَ تخطيته بمراحل ...تزوجت خادمتى ووطئت فراشها .....هنا قد عاد المشهد فأغمضت عينيها فانسابت تلك الدمعة قسراً .......بأم عينى رأيتكما ......وغد...وغد
جميعكم أشباه رجال
اقترب مانعاً غضبه من مقارنتها له بطليقها الوغد ....يرفع اصبعه يزيح تلك العبرة عنها هامساً
"لم أطأ فراشها "
كانت تلك الجملة بمثابة المزحة التى تأتى بغير وقتها فأطلقت سخريتها وضحكة عالية لتزيد من غضبه وتجهم ملامحه
"حسناً ..حسناً ...لم تطأ ...أكنتما تمزحان أم تصورا فيلماً سينمائياً ....وأتبعتها بضحكة تهكم عالية "
أتدرى أنك جدباء حقاً ميرا وبدأت أتيقن أن صبرى عليكِ يزيد من وقاحتك "قالها من بين أسنانه غاضباً "
لتنفجر تهدر " أنا الملامة الأن ....؟
اللعنة عليكَ وعلى الرجال جميعاً .
أتأتى الأن وببلاهة تحاول إقناعى
لم أطأ فراشها ...لم أقربها ..أيها الوقح ...خائن....وغد....لقد رأيتكما سوياً ......."
زفر بضيق وقد انتهى صبره كلياً " ميرا ......لقد انتهى الأمر ولن أبرر أفعالى ثانية ....أنتِ تصمى أذنيكى عما أقول إذن لا حاجة لمبرراتى .
حسناً إن كنتِ تريننى كاذب .......لكِ ما تعتقدينى لن أبرر لكِ أفعالى تزوجتها وطلقتها وانتهى أمرها ولن أعيدها لكِ "إن تجرأتى وهدرت بذلك الغباء قبل قليل ستكن نهايتك على يدى أتسمعين؟ "
كالعاصفة الهوجاء تهب فجأة وتهدأ فجأة
"إن كنتَ رجلاً اتركنى .....طلقنى "
زفر بضيق تلاه بلكمات للجدار خلفها .......انتفضت أوداجها لكن ذلك الغباء المسيطر عليها ليلتها لم ينتهى بعد ......فأردفت " طلقنى فارس وأعدك لن أترك البلدة لن أحرمك صغيرتك "
أولاها ظهره يكبت ويكبت ويكبت غضبه الجنوبى دون جدوى فهى الملامة للأن ....
"فكلما أراد إعادة المياة لمجاريها
أغلقت هى الصنبور "

فارس لا جدوى من استمرار زواجنا دعنا ننفصل بهدوء ........أنا لن أسامحك على خيانتك وأنتَ لن تتحملنى طويلاً
دعنا نغلق صفحة زواجنا الليلة يكفينا ما عانيناه اتركنى اذهب من هنا ......دعنا ننفصل بهدوء "
دع وداعنا يكون ذكرى جميلة أتذكرها لك كلما طالعت ابنتنا .....إن لم يكن اليوم سيكن الغد أو بعده لن تحبسنى طيلة عمرى سأهرب منك وبلا عودة لكن إن طلقتنى سأذهب لعائلتى ولن أحرمك صغيرتك
زواجنا من البداية كان خطأ فادح لكلينا
دعنا ننهيه الليلة
"إن كنت رجلاً طلقنى "
أرجوكم.. أقنعوني بأي شيء إلا الخيانة لأنّها تُحطّم القلب وتنزع الحياة من أحشاء الروح.
لسان حالها يردد أن البعد أسلم حل لهما وقلبها يأبى يعارضها ينازع للنفس الأخير معها لتتراجع وتركض تحتمى بين أحضانه تشكيه منه إليه
فقط تحضنه دون كلمة واحدة ينهيا عذابهما كما كانا قبل قليل في إعصار مشاعرهما الجياشة لكن ذلك العند والكبر لم يفدها سوى بإصرار على حماقة تريدها بالانفصال
فارس.........ناداته فاستدار ناحيتها
يطالعها دون كلمة يكبح جماح غضبه ...
يكبح جماح قلبه كى لا يأخذها عُنوة وينهى تمردها بقبلات جارفة صاخبة لكليهما .......فصمت فقط يطالعها قبل أن تقطع الخيط الأخير....
" إن كنت رجلاً افعلها "
لم تنهى جملتها فهدر
"أنتِ طالق...طالق..........."
اهتزت الكلمة بين شفاهه وكأنه غام بعالم أسود عالم ...ضياع.....
"هل انتهيتِ الأن ....هل ارتحتِ الأن...."
وكأن الليل والظلمة لاحت بقلبها ثانية ....عادت طفلة صغيرة تتشبث بطرف خيطٍ ضعيف في الحياة خيط أبيض لاح لها قبل عام بعد أن وطئت قدمها تلك البلدة الحزينة هاربة من ماضٍ مظلم لتقع ببحرٍ من الظلمات
عاد ظلام قلبها يلوح في الأفق .....اهتزت كاتمة بكاها ........لم يدعها تعترض أو تجادل أو حتى تقبل وكيف تلومه وهى من تترجاه ليطلق سراحه يقف بينهم ذلك العند والكبر أُدميت قلبهما ولن تعود كما بدئا تلك القصة .."قصة عشق الفارس وميرته"
تركها وغادر الغرفة مسرعاً دون كلمة
تهتز أناملها تضعها فوق فمها
"نطقها........هل حقاً تخلى عنى .......؟"
لملمت شتاتها مقتربة من مهد صغيرتها الغافية تطالعها وقد انسابت دمعاتها بحرقة كمياة ساخنة تحرق وجنتيها " لقد تخلى عنا صغيرتى "
أنا طلبتها لكنى لم أرد أن ينطقها ويتخلى عنا بتلك السهولة .فقط كنت أريد اعتذار .....
فقط يعتذر عن جرحى وإيلامى
كلمة واحدة وكنت سأرتمى بأحضانه
اعتذر أنا الأخرى .
اعتذر واتراجع عن طلبى
أتدرين صغيرتى والدتك أضاعته للأبد ..
لن يعود فارسى ثانية .
لن ينادينى صغيرتى الحمقاء ........لن استيقظ على أشعاره وغزله
ألم أخبركِ من قبل صغيرتى أن والدتك حمقاء بالفعل وانفجرت باكية تنعى عشقها الذى أضاعته بحماقة لسانها
.................................................. ....

لم تريد روفيدا العودة لغرفتها القديمة التى شهدت حادثة سجى بل لم تشأ أن تطأ قدمها أى مكان قد يذكرها ببدور
في غرفتها الجديدة بالطابق الأول المطل على الحديقة "حديقة الأزهار "
وعلى الجانب الأخر من الحديقة غرفته المستقلة عن القصر بعيداً نسبياً في طرف الحديقة بمواجهة أحواض الرياحين والورد البلدى
تفاجأت بوالدة حسام وقد جهزت الغرفة الجديدة لها فتيقنت أن الوالدة لها نية مدبرة أن تتقابل غرفتها بغرفة حسام زوجها معتزل المبيت بالقصر منذ وفاة بدور
.................................................. ...
لغرفتها الجديدة نافذة زجاجية كبيرة تطل على الحديقة .........اقتربت من النافذة تطالع الفراغ فرأته أمامها يقف بشرفته
كما تركته قبل ساعات يطالع الرياحين والورد الأحمر
شارد..ضائع.....صامت قابع بمكانه لم يبرحه
أسدلت برادى غرفتها وابتعدت عن النافذة تاكلها الغير ة المبطنة تحدث ذاتها "الاحمق لو يدرى من تلك التى يهيم عشقا بذكراها للعنها بكل أوقاته "
ألقت بثقلها فوق فراشها .....أغمضت عينيها متذكرة كلماته عن الأخرى ......انسابت دمعة على وجنتها "دمعة سوداء "
مختلطة بكحل عينيها الأسود "
أحمق....أحمق ...تنظر تحت قدميك .....فقط نظرة واحدة لعيونى تُريك مدى عشقى تحملتك لسنوات وتمردت ........وها أنا عُدت لأجلك ....لأنتشلك من بحر ضياعك ولكنى كمن يرسم على الماء
اللعنة على قلبى الضعيف ....اللعنة على سذاجتى
اللعنة على حماقتى .....وطالعت مهد صغيرها "فعلتها وعُدت لأجلك صغيرى "
عُدت حتى تكون ببيت عائلتك مرفوع الهامة دوماً ..حتى لا تطولك عاداتنا العقيمة ويُقال
"تربى بمنزل عائلة والدته لا أهل له"
عُدت لأجلك فقط
نهضت من فراشها واقتربت من مهد صغيرها فرأته يبتسم لها يطالع الفراغ ......ابتسمت من أعماقها تحمد ربها على نعمة الأمومة التى حُرمت منها والتاعت لأعوام
.................................................. ................
أدرك أن الحزن سيتلاشى يوماً ما لا أدرى متى لكنه سيتلاشى مؤكد
غضبى وغضبه سينتهى يوماً ما لكنه حلنا الوحيد لنحافظ على ما تبقى من كبرياء وعشق أدمى قلبينا
قالته ميرا لحسن ابن عمها الجالس فوق مقعد بغرفة الضيوف بقصر أل وهدان
"أتتحدثى جدياً ميرا؟ أم تلك إحدى مزحاتك؟"
دون معالم عادت لتطالع الفراغ فتيقن أنها حقيقة واقعية لا مزحة
حسناً حسناً ....اطلعينى على الأمر من بدايته ...
ألم تخبرينا أنك امتثلتى لرغبته ؟وستظلى بقصره؟ ماذا حدث لكلماتك تلك وطلبك لى أن أتى لأقلك لقصرنا ؟
لم تجبه فرفع صوته قليلاً كمن يحاول إخراجها من لُجة ظلامها التى عادت لتسقط بها ثانية التفتت بعينيها ناحيته تكبح جماح عبراتها
"طلقنى ...فارس طلقنى ..."
"مااااذا"
قالها حسن وقد انعقد لسانه ...طلقك ؟
الوغد فعلها بكِ؟
طالعت حسن بحزم "حسن توقف ...تلك كانت رغبتى ..........أنا ألححت بطلبى فنفذه لم أرسل لك لتتشاجر معه بل لتقلنى لمنزل عائلتنا .....
لم يعد لى مكان هنا
هدر حسن بالطبع "أتعتقدى بعد طلاقك منه سنسمح لكِ بالإقامة هنا؟ .........وهدر بها واقفاً
هيا احزمى حقائبك في الحال وأمر ذلك الوغد سأنتظر أوامر والدى أولاً
.................................................. ..................
لم يغضب...لم يكسر ويهدر كعادته.....بل لم يتشاجر معها حتى نفذ رغبتها
لا يدرى لما فعلها عن اقتناع تلك المرة
هل لسانها السليط السبب؟ هل حماقته؟ هل عجرفته وكبرها ؟
لسان حاله يردد الكثير والكثير ولم يجد لفعلته ونطقه لتلك الكلمة داعى
تحت شلالات المياة الباردة يقف مغمض العينين
فبعد أن نطقها ......وأنهى أمرهما بكلمة مجرد كلمة أعلنها ليضع نقطة بنهاية السطر لقصتهما
خرج من غرفتها عقب كلمته ....لغرفته اغتسل وأبدل ملابسه وغادر لا يدرى لأين ...
سوى الهرب من أمر صار واقع ملموس .
كلما أراد الهرب والانعزال قليلاً كانت وجهته للجبال الحمراء حيث منزله على شاطئ البحر الأحمر
قاد لما يزيد عن الساعتين حتى وصل لمنزله الصيفى بتلك المحافظة الساحلية
دخل المنزل واضعاً حقيبة ملابسه الصغيرة
أمسك هاتفه ولغى جميع أعماله طيلة الأسبوع الحالى والقادم
رسالة لوالدته تطمئنها أنه سافر عدة أيام كانت كفيلة بإرضائه قبل أن يغلق هاتفه ويضعه بداخل الحقيبة مستسلماً لصفاءٍ ذهنى يرجوه من تلك الرحلة وصعاب قلبية وعقلية ستهاجمه بضراوة خلال ذلك الأسبوع بل وللسنوات القادمة
.................................................. ..............
علمني حبكِ سيدتي أسوأ عاداتي
علمني أفتح فنجاني في الليلة آلاف المرات
وأجرّب طب العطّارين وأطرق باب العرافات
علمني أخرج من بيتي .. لأمشّط أرصفة الطرقات
وأطارد وجهك في الأمطار و في أضواء السيارات
وأُلملمُ من عينيكِ ملايين النجمات
يا امرأه دوّخت الدنيا ياوجعي ياوجع النايات
نزار...........نزار قبانى ذلك العاشق تغنى لنا بقصائد عشق طويلة ولو كان يدرى وقع وألم تلك الكلمات على عاشق مدمى القلب مجروح الكبرياء لما قالها
يقف فارس في شرفته يطالع الظلام ...
النجوم متراصة...الجو نسيمه بارد ........
تلاطم الأمواج تهدر ككبريائه الجريح .....
يمسك بهاتفه يطالع صورهما سوياً...
هادئة وصاخبة.......عاقلة وجدباء...طفلة وراشدة
هى والنقيض........كالصيف والشتاء
حمقاء تقنع عقلها أنى خائن لا تدرى أنها العشق الأول ...وحدها من حطمت أسوارى وغزت قلبى وتربعت على عرشه وحدها لا أنثى تنافسها عليه

الحب كأحلام على أرض خرافية ...
تلهينا عن الحاضر تشدنا وتجذبنا فتعجبنا
تعجبنا لهفة اللقاء..
تأسرنا العيون المشتاقة.....
ارتجاف الأنامل بأول لمسه.....أول قُبلة....أول ضمة
بالحب نحيا فهو الروح للجسد
لا حياة بدونه
الأمل الذي يسكن أنفاسنا
تُرى هل بُعدنا الحل الوحيد لنا لتندمل جراحنا سأترك القدر يقود سفينتا ميرتى
فمن الليلة سفينتنا بلا شراع
سنجعل القدر شراعنا وننتظر أحكامه
أخرج لفافة تبغ من علبة تبغه ...دثرا بفمه وأشعلها .يزفر مع دخانها ما يعتليه من هدوء ظاهرى بركان داخلى يعصف به
يعلمها حمقاء متهورة تهدر حسب هوائيتها لكنه أطاعها ولأول مرة يفعلها ولا يحكم عقله
لما فعلتها فارس ....؟ كان ذلك سؤاله لذاته منذ قدم ووصل لمنزله على شاطئ البحر
.................................................. ...........

بعد الفراق..
كل طرف يقول لست مخطيء
ربما يكون هو من أخطأ،
وربما تكون هي من فعلت، لذلك..
لا مجال للعتاب بعد الفراق.
ماااااااااااذا ؟ طلقك ؟
هدر عمها بعد أن رأها تدخل وابنه حسن القصر يحمل حقائبها وصغيرتها بين ذراعيها
لما فعلها ابن وهدان؟
ماذا اقترفتى ليطلقك ذلك اللعين؟
ألم تخبرينى أنك رضختى لأوامره وستبقين هناك لأجل صغيرتك ومنعتنا من التدخل ؟
هيا انطقى ؟ أخبرينا سبب طلاقك
انطقى أبعد أن أنجبتى صغيرة تحمليها بين ذراعيكى تتحامقى وتطلبى الطلاق ....وابتسم بسخافة غاضبة ....بلى تلك فرصته الوغد ....فأنتِ أم البنت لم تنجبى صبياً كما كان يتمنى
صراع عقلها وقلبها يتجاهل تماماً حماقات عمها فذلك الجنوبى يعتقد أن خلافها مع زوجها بسبب إنجابها لأنثى .........لا يعلم أنها من طلبت الطلاق بإرادتها بل استفزت رجولته لينطقها
ليتدخل حسن بينهما " أبى رجاءً دعها ترتاح الأن وتحدثا في وقت لاحق تشرح لك فيها لما طلقها زوجها "

اقتربت منها زوجة عمها تحمل عنها صغيرتها .....قائلة" اهدئى بنيتى بالأساس زواجك منه خطأ وصُلح الأن .
أنتِ ابنة االمنيرى قريباً نُزوجك من يستحق أن يقرن اسمه باسم عائلتنا دعك من ابن وهدان
بين مواساة وبين اتهام وبين سب وسخط تعددت الأقاويل والردود من عائلتها وعائلته عقب خبر انفصالها عن زوجها
لا يهم ...بلى لا يهمنى أى من أرائهم فأنا وصغيرتى من خسرنا ........
سيبدأ حياته مجدداً مع أخرى وأنا سأعانى وحدى كما كنت دوماً وحدى

صرير الليل ........أصوات جرير مياة كأنها بالقرب من نبع مياه تحول الظلمة دون رؤيته
تتمشى بين الأشجار والرياحين تبتسم واضعة إكليل من الياسمين فوق رأسها
كملكة بتاج من الياسمين.........رغم الظلام الدامس تكمل سيرها بين الأشجار حتى سمعت صوته يناديها " أمى......"
التفتت لتراه.....صبياً وسيم للغاية يبتسم لها بغمازتين يشبه لحد كبير زوجها حسن كأنه نسخة مصغرة من حسن
ابتسمت حتى أدمعت عينيها " أمى أتنادينى أمى؟ "
ابتسم الصغير واقترب منها يمد كفه الصغير
" بلى أناديكى أمى ...... هيا بنا "
اهتزت أوداجها تطالع الكف الصغير الناعم الممدود لها تنساب دمعاتها دون كلمة واحدة بسطت كفها تحتضن كفه الصغير
ووثبا يركضا بطفولية بين الأشجار وكأن الشمس أشرقت فجأة وغدت الظلمة نور ساطع وتمكنت وصغيرها من رؤية نبع المياة ووالدتها وصغار أخرين جالسين فوق النبع يبتسمون لها
أشارت رافعة يدامحيية والدتها والصغار فازدادت ضحكاتهم الطفولية لها
غطت على كف الصغير بقوة خشية أن يهرب منها ويذهب للبقية يلهو معهم
طالعته بابتسامة هيا بنا صغيرى
ابتسم بعذوبة وأكملا وثبهما الطفولى وركضهما الخفيف بين الأشجار والأزهار البرية
لما طلقها ؟
قالها حسام وهو يطالع شقيقه الجالس بمواجهته على مقعد بشرفة غرفته المستقلة بالحديقة
طالعها حسن بضيق " لا يهم ....هما راشديين بما فيه الكفاية ليتحملا عواقب أفعالهما ....أنا أتيت لأخبرك أمر أخر "
طالعه حسام باهتمام فأردف حسن "أخبرنى لمتى ؟"
بعدم فهم طالعه حسام دون كلمة فأوضح حسن
"لمتى ستسجن ذاتك داخل ذكريات لا تستحق ؟"
حسام أنتَ بوهم كبير اسمه عشقك لبدور
هنا قطب حسام جبينه مانعاً أخيه" إياك حسن والحديث عنها بسوء "

فزفر حسن بضيق
" أيها المعتوه أفق ....أنا أعرف عنها الكثير والكثير وأنتَ تعلم لكن ذلك العشق يعميك "
دعنا من سيرة الأموات الأن
"اذكروا محاسن موتاكم"
كل ما أريده الأن أن تلتفت وتنتبه لعائلتك الحقيقية بعد طلاق ميرا اعتقد أن رحيل روفيدا النهائى قاب قوسين أو أدنى
انتفض حسام هادراً "ماااذا ؟ هل رحلت ثانية ؟"
طالعه حسن ساخراً وكأنك تهتم لأمرها
بغضب طالعه حسام
" انطق هل أخبرتك برغبتها الذهاب ثانية"
لا لم تخبرنى ....كان ذلك رد حسن الموجز
فارتاح حسام نسبياً معلقاً
" إذن لما تقحمها بمشكلة أخيها وميرا"
قبض حسن على كفه يكتم غضبه " حسام أفق ...أتنسى عاداتنا ...إن طلق شقيقها ابنة عمنا ستلوك البلدة وسنضطر لتطليق ابنتهم كما أهانوننا بتطليق ابنتنا "
قطب حسام جبينه غاضباً" بئساً للقرية ولأهلها جميعاً أنا لن أتخلى عن زوجتى وصغيرى "
هنا ابتسم حسن فها قد بدأت خطته في النجاح ولكنه أثر الانفعال لتكتمل خطته
وماذا إن يئست هى منك ورحلت بالفعل
أنا وعدتها أنك تغيرت وتحتاجها وبالفعل قدمت معى مخالفة لأوامر شقيقها ووالدتها لكن معاملتك الجافة لها وحديثك عن بدور سيضيع كل مجهودى أن أعيدها للبيت ثانية
حسناً أخى أنا لن أتدخل ثانية ها هى أمامك وصغيرك بجوارك إن كنت تريدها وصغيرك فحارب لتكسب ثقتها ثانية
والدتى اختارت لها تلك الغرفة بدلاً من غرفتكما القديمة المشئومة وأشار بيده على الغرفة بالناحية الأخرى من الحديقة
هيا اذهب واعتذر وراضيها لعل تلك المسكينة تنسى سنواتك العجاف معها
ألقى حسن بكلمته وغادر شرفة غرفة أخيه
.................................................. ....

بخطواتٍ هادئة فتح باب الغرفة ودخل....
صغيره نائم بمهده الصغير ....طالعه يشبهه لحد كبير كما تقول والدته ووالده
جال ببصره ناحيتها ....هادئة ....غافية بفراشها
اقترب وجلس على طرف الفراش يتأملها ..يحدث ذاته "حبيبتى .....أيعقل عشقتك حقاً ؟
أخشى أن أجرحك بحماقتى ثانية؟
أتعلمين روفيدا ....تحزننى رؤية الحزن بعينيك أعلم جريحة ذبيحة الفؤاد وأنا بحماقتى أضع ملحى فوق جراحك لا أعلم هل قربى منك سينسيك جراحك أم سيزيد إيلامك
قرب تلك الخصلات الليلية السوداء من أنفه يشم عبيرها ...لم تغيرى عطرك ذات العطر الأسر ....أتذكر يوم اشتريته لكِ أول مرة وأخبرتك أن تلك الرائحة أسرتنى لم تغيريه حبيبتى ......
استلقى بجوارها يطالعها بهدوئها ونومتها
ترقرت دمعة خفية على وجنته ....أغمض عينيه مقترباً من ثغرها يرسل أشواقه لثغرها الذى اعتاد التمرد لكن تمردها يأسرها
فهو عشق تلك المتمردة الأبية لا تلك الخاضعة المستسلمة له كما كانت معه لسنوات
رفع رأسها وأراحه فوق صدره وحوطها بذراعيه وأغمض عينيه وغفى ......
رائحته بمجرد فتحه لباب الغرفة بثتها دفء تحتاجه ....اشتياق تخفيه خلف كبريائها الجريح
تركته يهمس ويتحدث متصنعة النوم حتى ضمته الأخيرة لم تعترض عليها
تركت قلبها يدفأ بين أحضان زوجها حتى وإن كان عقلها يأبى الخضوع والخنوع له ثانية
لكن ذلك المتعجرف انكسر حقاً يحتاجها تعلمه في غيابها لا يقل سوى الحقيقة من المؤكد أن كلماته تلك حقيقة يشعر بها الأن لكن الكرامة والعشق لا يكون بالكلام كان ذلك تناقض وتصارع عقلها وقلبها حتى قررت أن تعطى قلبها وعقلها هدنة وتستسلم حقاً لنومها ............
.................................................. .........
حبيبتى .بلبلتى ......هل أنتِ حقاً نائمة أم تتصنعين الدلال وغاضبة لأنى تأخرت عليكِ للأن ولم أهاتفك حتى بعد خروجى
هيا بلبلتى ............تململت سجى بفراشها تفرد ذراعيها مبتسمة فقد كانت بمنام جميل
فتحت عينيها تبتسم له "حبيبى ...هل أشرق الصباح ؟"
ضحك عليها .....أى صباح حبيبتى ..........؟
يبدو أنك بالفعل كنتِ نائمة ......فردت ذراعها فاستلقى بجوارها ووضع رأسها فوق صدره .حبيبتى البلبلة الحسناء هل كنتِ تحلمين بى ؟
ابتسمت .........لا ليس بكَ حلمت بحبيبى
قطب جبينه يطالعها "مااااذا؟"
فابتسمت تقص عليه منامها مع ذلك الصغير الذى يناديها بأمى
فدعا أن يتحقق حلمها لا يعلما أن الحلم أصبح حقيقة نبتت برحمها منذ أيام قليلة .......
طالعت الجبيرة بقدميها "متى أفك تلك التجبيرة أريد الركض بحرية كما كنت سابقاً
قبل رأسها قائلاً " لم يمر سوى شهر واحد حبيبتى والطبيب أخبرنا لن تُفك قبل شهرين ..أحمد ربى أن سلمكِ لى ليلتها ............"
.................................................. ...



Sarah*Swan 10-01-18 09:41 AM



الفصل الثامن عشر
" القرار "
أرسلت الشمس أشعتها الذهبية لتملأ الكون ضياءً ......فرحة بميلاد يومٍ جديد قد يأتيها به أو يزد ألمها بالفراق.
تطالع صغيرتها النعسة بمهدها بأسى تحدث ذاتها المضطربة
"لما حزينة الأن ؟ ألم تكن تلك رغبتك ؟
ألم تجبريه على نطقها ؟
هل أنتِ بالفعل جدباء كما يصفك الجميع هنا وهناك ؟
حمقاء تموتين بعيداً عنه وعندما تقتربا تخبريه برغبتك فى الانفصال
عادت لتناقض ذاتها " لكنه وغد تزوجها علىّ وأهاننى أمام الجميع "
لتعد لعقلها يحدثها " لقد أقسم مرات أنه لم يمسس تلك اللعينة
" ليعود قلبها الغيور يهدر "يكفى أنه فكر بالزواج منها وفعل لا يهم كيف كان معها ....مغرور متعال وغد ......خائن"
بين قلبها وعقلها وصراعهما لم تعد تعرف الصواب ولا كيف سيؤول حالها خاصة بعد مرور الليلة الأولى على طلاقهما
لا تحدثني عن الحب دعني أجربه بنفسي
شهور مرت...
منذ أخر مرةٍ فتحت عينيها عليه بجوارها.....
منذ أخر مرة دغدغتها الشمس الدافئة وهى تعبث بلحيته صباحاً ...
منذ أخر مرة تلمست بيدها ملامحه المتجهمة وتقاسيمة الغاضبة دوماً ...
منذ أخر مرة استمتعت بدفء أنفاسه بقربها
إنه الاشتياق .....ربما ....
فتحت روفيدا عينيها على ذكريات قطعت من أمامها كشريط سينمائى سريع برغم الغضب الذى يكتسى روحها ...
جراحها التى لم تندمل بعد....
عذاب وكئوس علقم أسقاها لها جرعات ...
ويلات وويلات عانتها تحت غطاء الزواج لكنه لم يكن زواج بالمعنى الفعلى كان تملك ومعاناة زواج أُجبر هو عليه وهى صبية يافعة لا تدرى من قرارها شئ سوى رغبة والدها وعائلتها وبالفعل قد كان وتزوجها ابن المنيرى أو بالأحرى دخلت بإرادتها سجن ابن المنيرى ......
ابتسمت بمرارة تطالعه وهو مستلقى بجوارها على الفراش
يكتسى السواد تحت عينيه ...شاحب...نحف كثيراً .....
حدثت ذاتها بمرارة "بالطبع فرحيلها يقتله ....لولا وعدى لحسن لأخبرتك من تلك ال...التى يقتلك رحيلها "
تُرى هل أرى العشق بعينيك يوماً ؟
عشق لى وحدى لا تشاركنى به امرأة
هل يبتسم قلبك لى كما ابتسم لها لسنوات وسنوات ؟
نهضت بأسى من فراشها .....اقتربت من مهد صغيرها الذى استيقظ للتو يلهو بمهده يطالع الفراغ يبتسم ......
تغمدتها الفرحة العارمة فنظرة واحدة لصغيرها تُنسيها أى من جراح ماضيها
رفعته تضمه إليها تحمد ربها على نعمه التى لا تحصى أعظمها كان إنجابها بعد سنواتٍ عجاف لذلك الصغير جميل المحيا كوالده تماماً .
من قلبها دعت لزوجها وصغيرها أن يكونا بلسماً يداوى ماضيها ويكونا درعها الواقى من تقلبات الأزمان
أرضعت صغيرها وأبدلت ثيابه كعادتها كل صباح فى الاهتمام بنظافة صغيرها على الدوام ....
تعتمد بنفسها الاهتمام بصغيرها لا تثق بأى من خدم ذلك القصر أو حتى قصر والدها.
همت بالخروج من الغرفة وتجاهل ذلك النائم فى سبات عميق بل والمشاجرة معه على القدوم لغرفتها بعد استيقاظه لكن ذلك المستسلم تماماً لسلطان النوم وكأنه لم ينم منذ فترة أشفقت عليه فأجلت شجارها لوقتٍ لاحق وهمت بالخروج من الغرفة لتذهب بصغيرها لجده .
لم يشعر بها وبصغيره للأن رغم الجلبة التى تحدثها مفتعلة فى لهوها وصغيرها
توقفت عند باب غرفة تفكر فيما حدثها به حسن قبل عودتها فى ضرورة أن تُخرج حسام من دوامة وهم يعيشها اسمها
"عشقه لبدور "
عادت بأدراجها للغرفة واضعة الصغير بجواره وغادرت الغرفة ولكن تلك المرة من الشرفة التى تطل على الحديقة وقفت بالخارج تتابع متخفية ما سيحدث
وبالطبع ما هى إلا دقائق وكان الصغير قد ضجر وأراد والدته فانفجر فى صراخه
فزع حسام ونهض مفزوعاً من صراخ الطفل فلم يعتد بعد عليه أو بالأحرى لم ينم بغرفة واحدة مع صغيره من قبل
هرول ناحية مهد صغيره فوجده فارغ
فدار حوله كالمجنون معتقداً أن الصغير سقط من المهد أرضاً متناسياً أن صغيره لم يبلغ بضعة أشهر بعد ولا يتحرك أو يتقلب بفراشه
بحث وبحث وتناسى فراشه هو فبالطبع النوم سلطان وعقله ما زال لم يعمل بكامل طاقته بعد وسط قهقهتها المكتومة خارج الغرفة تتلص عليه حتى وقعت عينه أخيراً على الصغير فوق الفراش
هرول ناحيته يحمله "يهدهده " ...
اهدأ حبيبى اهدأ صغيرى أنا هنا ...لا تبكى صغيرى أنا هنا ...والدك هنا
كان حمله فقط ما يريد ذلك الصغير فمجرد أن حمله والده سكت وعاد يطالع الفراغ مبتسماً بشوشاً كعادته
ابتسم حسام وقلبه يرتجف
" صغيره بين ذراعيه"
تشبهنى كثيراً أيها الصغير حقاً
"من شابه أباه فما ظلم"
أريدك رجلاً قوياً شامخاً كوالدك أريدك صخراً جامداً يهابك الجميع رجالاً ونساءً
بارك الله لى بكِ بنى ...ثم تذكرها
"لكن أين والدتك ....أرى أنها هربت منا بنى فقداحتليت غرفتها وأنتَ مؤكد تأخذ طبعى هل هربت روفيدا الهادئة منى بنى وستتركنا هى الأخرى
وعاد يسأل صغيره " هل سترضى يوم عنى والدتك تلك المتمردة الجديدة "
ثم بدأ الصغير فى صراخه من جديد بعصبية جدية تلك المرة
لكَ ما تريد بنى اتصف بطبعى واجعل النساء والجميع يخضع لكَ
كتمتها بنفسها بغضب فها هى عنجهيته وغروره تظهر دوماً لم يتخلى عنها أو حتى يتواضع ويعترف بفضلها وعودتها إليه لينعم بحضن صغيره
فعادت لتدخل القصر وتتظاهر بانشغالها بشئ ما دون أن يراها فقد رأته للتو يخرج بالصغير من الغرفة فأسرعت بدخول القصر من ناحية باب الحديقة حتى لا يشك بأنها تهتم لأمره وكانت تقف تتابع ردة فعله وكلامه مع صغيرهما
حافى القدمين ....بشعره الغير مرتب ...
خرج حسام من غرفة روفيدا الجديدة بالطابق الأول فى طريقه للبهو الكبير يبحث عنها حتى يعطيها الصغير
والدته والخدم فى سباقهما الصباحى وجلبتهم لتجهيز مائدة الفطور قبل أن يستيقظ سيدهم رأفت
رأته والدته يقترب فانفرجت أساريرها كلياً تبتسم بحبور "حسام....بنى"
اقترب يسألها
"أين روفيدا أمى الصغير لا يهدأ "
تناولت الصغير منه تهدهده حتى عاد لهدوئه تطالع ابنها حسام بابتسامة كبيرة فلاحظها فعلق
"لما تطالعينى بهذا الشكل أمى ؟"
بذات الابتسامة " من أين خرجت للتو حسام ؟"
تنحنح وقد فهم ما ترمى إليه والدته يطالع ذاته فهو بالفعل خرج عليهم حافى القدمين غير مهندم الملبس " من غرفة زوجتى "
قالها فتحولت ابتسامة والدته الواسعة لتهليل كبير "زغروطة"
فأوقفها " مهلاً مهلاً "
ليس كما تعتقدين لم نتصالح بعد أمامى الكثير لأقنع تلك المتمردة أنى أعشقها حقاً وأريدها زوجة وحبيبة لا خادمة كما كانت لى سابقاً .
بابتسامة وفرحة أمومية على بدء صلاح أمر ابنها البكر دعت له والدته أن يعطيه الله ما يتمنى ويغمره بالسعادة وسطهم
ويهنئ بزوجته وصغيره ولم تنسى ابنها الأصغر "حسن" من دعائها ودعت له أن يقر عينيه وتلك البلبلة الطيبة بالذرية الصالحة قريباً
فأمن حسام خلف والدته وتمنى بقلبه صلاح حاله وزوجته فى القريب .
.................................................. ....
فى الجبال الحمراء
تلاطم الأمواج لم يهدأ وكأنها تعلن عن اضطراب وعاصفة قلب الفارس
عاصفة تضرب بأوصاله على فقدان تلك القاهرية العنيدة
لم يغمض له جفن منذ ليلة البارحة تأكله أشواقه وندمه على ما مر من حياتهما الزوجية والتى بدأت بشكل خاطئ كلياً يعترف بخلجاته أنه رغم إعجابه بها فى البداية لم يكن الأمر سيتطور لزواج لولا رغبته القوية فى كسر أنف عائلتها وبالخاصة عمها رأفت الذى كان يقف وقتها مكتوف الأيدى أمام أفعال ابنه حسام بشقيقة فارس روفيدا
يعترف ويصرخ وقد خرج صوته الجريح أخيراً " بلى....بلى اعترف لكَ أيها البحر....تزوجتها لأضع من هامتهم ...لترجح كفتى وأجبرهم على احترام شقيقتى ....تلك عاداتنا العقيمة .....بل لا لا ليست عاداتنا إنما عقولنا المريضة
كانت وردة أتية بحبور طفلة لتنعم بالهدوء هنا بجنوبنا .....حتى ظهرت أنا ونزعت هدوئها بل حولت حياتها لجحيم
وكأن البحر يسأله وهو يجيب
"هل كنت تعشقها فارس"
"لا أعلم ....حقاً لا أعلم أيها البحر ...هل عشقتها ...هل اعتدت عليها ...هل أثرنى اختلافها عن نسائنا ....لا أدرى سوى بنار تجتاح صدرى وكيانى كلما ابتعدت عنى "
ليعود البحر هادراً به" لما وافقتها بالطلاق إذن إن كان فراقها يقتلك "
بدمعٍ نادراً ما يسيل من تلك العيون أجابه
"أعشق طفولتها بين ذراعيي ...
أعشق حديثها التلقائى...دون تكلف دون كذب دون تفكير .....
أعلمها عانت ويلات وويلات بزواج أول فماذا فعلت أنا ....طيبت جروحها لأيام ثم عدت لأفتح تلك الجراح وأضع ملحى وعلقمى بها لأزيدها ألماً ومعاناة ....أريد ميرتى أيها البحر...أريدها ....
لا تسألنى أعشق أريدها؟
أغباء فى أنثى حمقاء لسانها يسبق عقلها بأزمان؟
لا تسألنى ؟ فقط أريد تلك الميرا زوجتى "
دخلت روفيدا من البوابة الداخلية للقصر ليترائى لها يقف ووالدته يتحدثا وانقطعا حديثهما بمجرد رؤيتها
طالعته بغضبٍ وتجهم كعادتها واقتربت تحمل صغيرها ملقية التحية على والدته
"صباح الخير ....كيف حالك خالتى ؟"
ربتت والدة حسام بأمومة فوق كتف روفيدا قائلة "صباح الهناء والسرور ابنتى ...أنا بخير كيف حالكِ أنتِ ؟ قلقت عليكِ أين كنتِ ؟
بنظرةٍ ساخرة طالعته هو موجهة حديثها لوالدته " لقد خرجت أتحدث مع عامل الحديقة "
بغيرة ظهرت فى الأجواء توسط ذراعيه بخصره يطالعها بغضب "لما" ؟
فالتفتت ناحيته تطالعه بتحدى "طلبت منه قص كل الرياحين بجوار غرفتى فرائحتها تخنقنى .....لم أتحملها بنومى مساءً ..طلبت منه أن يزيلها جميعاً .
تنحنح وقد وصل إليه مغزى كلامها فلم يعلق على جملتها وطالع والدته أمى سأذهب لأغتسل بغرفتى وأبدل ثيابى سأشارككم طعام الفطور اليوم ....
هللت والدته ....حمداً لله حمداً لله ...فى الحال بنى أعد لك الفطائر التى تعشقها بينما تعود لهنا ويستيقظ والدك والبقية
غادر لغرفته الملحقة بالقصر ....وجلست هى فوق الأريكة تلاعب صغيرها .
.................................................. ............
عقب جداله وهمه طوال ليله الأسود أنهك التعب فارس فدخل من شرفته ألقى بثقله فوق فراشه مستسلماً لنومه مجبراً ليهرب ولو مؤقتاً من تأجج أفكاره وقلبه المضطرب
فى منزل عواد الفسيح بالقرب من حقول أل المنيرى التى تتسع على مرمى البصر لا ترى لها بداية أو نهايه
كانت تلك اليد الناعمة لزوجة عواد الثالثة الصبية صاحبة القوام الرشيق والقد النحيف ذات الست عشر عاماً
تمررها فوق صدره تهزه ليستيقظ عقب ليلة حمراء أفتقدتها منه لأشهر
"عواد......عواد...هيا يا رجل ستتأخر عن عملك بالحقل "
لوت الزوجة فمها بسخرية ونهضت عن فراشها ...اقتربت تطالع المرأة تفرك وجنتيها ليحمرا فتخرج على الأخرتين القابعتين خارجاً تأكلهن الغيرة
وبالفعل خرجت عليهما لتراهما تجلسان تندبن حظهن العاثر بالارتباط بذلك الفظ خشن المعاملة سليط اللسان ولا يمنع الأمر من غيرة مبطنة على تفضيله الثالثة عليهن
طالعتها فوز بضيق "أين هو أيتها ال.....؟"
"انتظرى فقط ليخرج للحقل ولنا كلام أخر معك أيتها الفتاة "
طالعتهم الفتاة بتحدى قائلة
"أيقظته ولم يفق لا أعلم لما لا يحرك ساكناً منذ ليلة أمس"
ضربت فوز فوق صدرها بقوة تهدر
" ماااذا؟"
ماذا فعلتِ بالرجل أيتها الشمطاء"
وهرولت تدخل عليه الغرفة ولحقت بها زوجته الثانية والثالثة
شاحب .....شفاهه غدت زرقاء .....تقف تطالعه دون حركة
"هل لاح الحزن لحياتك ثانية فوز؟"
"هل عدتِ بلا رفيق أو ونيس كما اعتدتِ لسنوات عقب وفاة زوجك الأول ؟"
بينما الثانية التى أدركت من يديه الباردة والمتصلبة أنه الفراق وقفت متصلبة جامدة تطالعه
" هل يعنى هذا عودتك للكلاب والذئاب تنهش بجسدك بلا حارس حتى وإن كان سليط اللسان والسوط"
بينما طالعتهن الثالثة تهدر بفزع "ماذا حدث ؟ لما تقفن هكذا ؟ ما به زوجنا عواد ؟"
لتتعالى صرخات فوز على حين غرة تنعى وتنتحب لا موت زوجها بل عودة وحدتها "
تعالت صرخات ونحيب زوجات عواد وبلمح البصر تجمع أهل القرية أمام باب غرفة عواد ينعونه ...طالعه أحد الفلاحين ذوى الخبرة والعلم قائلاً
"إنَ لله وإنَ إليه راجعون"
ولولة ونحيب كغرابيب سود اكتسى الجميع بالسواد ينعى عواد منهن التى تنعى مجاملة لزوجاته ومنهن من تنعى لفقدها عزيز لديها من قبل وأخريات تنعين مقابل الود والعشرة مع زوجاته الأهم لا نسوة تنتحب عواد لذاته
"فكل ينوح على ليلاه"
وصل الخبر قصر أل المنيرى سريعاً هرول الحارس ليخبر سيده رأفت
"إنا لله وإن إليه راجعون "
حسناً حسناً ....كل ما يحتاجه العزاء ومراسم الدفن وغيرها على نفقتى الخاصة اذهب والرجال وقفا بمراسم تجهيزه للدفن بينما أخبر ابنى حسن ونأتى خلفكم
طرقات خفيفة بباب غرفة حسن كانت كفيلة باستيقاظه ...علمها والدته لا أحد يجرؤ على طرق باب غرفته صباحاً سواها
فتح بثاقل باب الغرفة يفرك عينيه النعسة قائلاً " صباح الخير أمى "
ليلاحظ دمعاتٍ متحجرة بعينيها فيرتاب يطالعها بقلق "أمى ..ماذا حدث"
كتمت بكاها تجيبه "إنه عواد"
"ما به عواد أمى؟"
لتهرب دمعاتها قسراً " بنى عواد بذمة بارئه"
عاد ليطالع تلك الغافية بغرفته وقد ذهبت والدته لتخبر حسام شقيقه تاركة له أمر إخبار زوجته ابنة عواد
اقترب فى صدمة كبيرة لجمت لسانه
"كيف سأخبرها بالأمر؟ كيف أخبرها ؟ دمعت عينى حسن ومرت ذكرياته القصيرة مع عواد كشريط سينمائى أمامه
عواد أتى هيا هيا لنهرب بلبلتى .......تخفيه خلف عيدان الذرة من عواد .....وقوفه أمام منزل عواد ليلاً يطلق صافرته لتطالع سجى من فوق سطح منزلها وخروج عواد معتقده الصبية يضايقنه يهدر ساباً ولاعناً فيركض حسن يتخفى بعيداً كاتماً ضحكاته من منظر عواد
أغمض حسن عينيه فترقرت دمعاته على عواد ذلك الفظ خشن الصوت سليط اللسان كما يعرفه الجميع إلا هى تراه ملكاً متوجاً فمن يلومها فكيف للابنة أن تشك ولو للحظة بأن أباها فظ بل ملاك بجناحين يمشى وسط البشر
لم يخن أحد ...لم يسرق أحد....فقط كلماته الغليظة ومعاملته الخشنة مع فلاحيه فقد كان عواد كبير فلاحى أرض أل المنيرى
نعاه حسن ودعا له بالمغفرة ومد يده يملس فوق بشرتها يهمس ليوقظها
"سجى.....سجى.."
تململت سجى بفراشها .......حبيبى لما استيقظت باكراً هل تحتاج لشئ "
"سجى .....أنا ...وتنحنح لا يعرف من أين يبدأ ...فشعرت أن هناك خطب ما "
..............................................

كانت روفيدا خارجة من غرفتها عندما سمعت كالبقية صرخات سجى
فزعت وهرولت للبهو لتجد والدة حسام تقف تبكى فطالعتها بذعر وقلب يرتجف فأخبرتها بوفاة والد سجى
فألقت بثقلها على أقرب أريكة عائدة بذكراها لوفاة والدها ...فى نهارٍ كهذا استيقظت هى الأخرى على خبر وفاة والدها
جلست شاردة تبكى والدها وذكرياتها الموجعة كلما عادت ولاحت ذكرى والدها الحبيب رغم قسوته معها .
فزعت ميرا بغرفتها وانتفضت من الصوت وكادت تركض فزعاً فتلك الميرا بالفعل تنتفض أوصالها من أصوات الصرخات والنواح
حملت صغيرتها وهرولت للأسفل بفزع فرأت حسام يهرول لداخل القصر فزعاً فأخبرتهما والدته عن وفاة والد سجى
الموت .....بلى الموت أكبر عظة للأحياء ...لكن موت العزيز يهزنا ...يضرب أعماقنا فى مقتل ...نفقد...نفقد شئ لم نعد نعرف ما هو...بداخلنا شئ يتغير... حتى وإن اعتدنا الفراق وتناسينا مع حياتنا واختلاف ليلنا ونهارنا إلا أن تلك الحلقة المفقودة لا تعود لمكانها
دُفن عواد ووُرى بالثرى
وسط ولولة ونحيب نسائه ونساء القرية ونقل سجى المشفى انتهى اليوم الثقيل على الجميع
وقفت والدة حسام زوجة رأفت المنيرى تجتمع بزوجات عواد الثلاث بمنزلهن عقب انتهاء العزاء
"لتعلمن عزيزاتى لستن وحدكن من فقدتن عواد الجميع يبكى وينعاه ...ولتعلمن راتب عواد سيظل كما هو لن ينقطع أبداً سيصلكن ببداية كل شهر تتقاسمنه وجميع طلباتكن مُجابة وتلك أوامر زوجى رأفت بك
إن احتجتن لشئ قصرنا مفتوح على مصراعيه أمامكن
تغمد الله روح عواد بالرحمة والمغفرة
.................................................. .....
أسدل الليل ستائره السوداء على سماء الجبال الحمراء
تململ بتثاقل وتكاسل فى فراشه ...يفرد ذراعيه .....لا يدرى كم مر عليه ؟ كم الساعة الأن هل ليل ..نهار ..لا يدرى فعقب أن أغلق برادى الغرفة وغفى صباحاً لم يشعر بذاته سوى الأن
"حتى بمنامى لا تتركينى تطاردينى أيتها القاهرية "
نهض عن فراشه يأكله القلق عليها وعلى صغيرته التى اشتاقها للغاية كأنه تركها منذ عام لا ليلة وضحاها
أخرج هاتفه من حقيبته فتحه ليجد سيل من الرسائل قادمة من والدته تارة ومن شقيقته تارة أخرى .....قلب كثيراً يبحث عن رسالة منها لكن خاب ظنه
هاتف شقيقته وانتظر حتى أتاه الرد سريعاً
بلهفة وحزن " فارس ....أخى هل أنتَ بخير ...أين أنتَ فارس ؟ يأكلنا القلق أخى فارس هل أنتَ بخير ....أسئلة كثيرة قالتها روفيدا بقلق متتابعة لا تعطه الفرصة حتى الرد
حتى أجابها "بخير أختى لا تقلقى "
ارتاح قليلاً وأقيم وضعى وبعدها أعود لا تقلقى
تنفست روفيدا الصعداء وأردفت "حمداً لله أخى أنك بخير ...رجاء هاتف أمى فهى قلقة للغاية لم تنقطع دموعها منذ الصباح"
أجابها "حسناً سأهاتفها ...لكن أولاً أريد سؤالك عن.....فقاطعته "هما بخير لا تقلق أعلمك أخى يأكلك القلق على صغيرتك وزوجتك أليس كذلك "
قطب جبينه يكتم غضبه " لا أريد سماع أى شئ يخصها فالأن هى طليقتى أنا أسألك عن ابنتى كيف هى عشق؟"
بابتسامة أجابته "لا تقلق الصغيرة هادئة ووديعة كحملٍ صغير ....والدتها ترعاها وتهتم بها غداً تعود المياه لمجاريها وتعيد ابنتك وزوجتك بيتك أخى
" روفيدا استمعى لكلماتى جيداً ...اهتمى بصغيرتى بنفسك تلك العنيدة لا تهتم بذاتها حتى ....اذهبى واطمئنى عليها ليلاً فميرا تنام وتنسى حتى ذاتها تأكدى أنها دثرتها بالغطاء ولا تتركيها تنام بجوارها بذات الفراش فحركتها كثيرة بنومها أخشى أن تدهس الصغيرة كسيارة شحن
قهقهت روفيدا ساخرة " ليس لتلك الدرجة فارس ....أتشبه زوجتك بسيارة شحن "
ابتسم فارس رغماً عنه " بلى ميرا عندما تغط بنومها توقعى منها أى شئ "

أسدل الستار على حياة عواد ........
بجوارها لم يترك كفها منذ الصباح يطمئنها ويبث الحنان والدفء يعلمها لن يعوض الأب أحد لكن يكفيه أنها بلبلته وحده مليكة قلبه وروحه
....................................
حسام وعادت تلوح رائحة الفقد له من بعيد لكن تلك المرة ليست رائحة بدور بل رائحة ذعر دب بقلبه أن يفقد الأخرى فوقتها استحالت حياته جحيماً حقاً
فكر وفكر وقيم موقفه الخاطئ من التمسك بأوهام لن تعود ...بينما بيده ابن وزوجة تعشقه حد الجنون يعلمها
يفكر هو ويرثى هو موت الأخرى .....حدث ذاته عقب عودته من عزاء عواد واختلائه بغرفته فى الملحق " لن أتحمل خسارة مرة أخرى ...انكوى قلبى مرة إن عادت الحياة لتسلبنى الأخرى كما أخذت الأولى متُ قهراً
دعا من أعماقه أن ينسى الماضى كليتاً ويستطع أن يتجاوزه وترضى روفيدا عنه ليبدأ معها من جديد
كانت كلمات حسن ووقوف الجميع بجوار البلبلة لتخرج من محنتها بفقدانها لوالدها العامل الأول فى بدء عودتها للحياة عقب صمتٍ خيم عليها لأيام
الجميع بصفها ...الجميع يؤازرها ويشد من عضدها
فحقاً كما يُقال
"افعل اليوم تلقى الجزاء غداً"
..................................



Sarah*Swan 10-01-18 09:42 AM

الفصل التاسع عشر
"القناة المائية "
المرأة هي أكبر مربية للرجل
تعلمه الفضائل الجميلة.. وأدب السلوك.. ورقة الشعور....
إن أرادت كانت حياته جنة وردية
وإن أرادت حولتها لجحيم مستعر
بكلمة واحدة منها بأفعال تقصدها تارة وتجهلها تارة أخرى ... فحقاً كما قيل
احذر مكر الرجل مرة
واحذر كيد النساء ألف مرة


مر أسبوعان
تحركه الأشواق للعودة فقد مل وحدته وإن كانت غايته سابقاً
عاد تحركه وله الأبوة لصغيرته واشتياق للأخرى تدفعه حد الجنون
وصل فارس لبلدته بسيارته كما رحل منها في طريقه الترابى عند مفترق الطرق بين القصريين
توقف فجأة وكأن طيفها ككل مرة يطارده في تلك المنطقة لكنها لم تكن خيال بل حقيقة واقعية أمامها
ميرا وابنته
أمامه تقف أمام إحدى أشجار البرتقال توليه ظهرها ولم تنتبه له بعد
أوقف سيارته وترجل منها تسبقه أشواقه لضم صغيرته ......
الصغيرة تطالع الفراغ تحملها والدتها تريح رأسها فوق كتف والدتها ....
اقترب من الخلف ويبدو أن الميرا كانت شاردة تماماً لدرجة لم تسمع معها أو تشعر بتوقف السيارة واقترابه
من الخلف ابتسم لصغيرته يطالعها "عشقى"
انتفضت ميرا واهتزت أوداجها أيعقل عاد ليصالحها ويلقبها بعشقه ؟
التفتت ناحيته لتراه وقد تبدلت معالمه للعبوس بمجرد رؤيتها ...تنحنح قائلاً :
"رأيتكما فترجلت لأرى صغيرتى"
دون كلمة ناولته صغيرته فضمها بقوة يغمض عينيه ...حبيبتى اشتقتك كثيراً .....ابنتى الجميلة وابتعد يقترب من سيارته فتبعته ...توقف ....أين تأخذها ...دون أن يلتفت لها ...لن أختطف ابنتى على أية حال سأعيدها مساءً لا تقلقى
زمت شفتيها بضيق لا تدرى هل لأخذه الصغيرة منها أم لتجاهله لها وحتى إلقاء التحية عليها يأبى
فرفضت قائلة
"لا لن تأخذها من سيرضعها إن أخذتها ؟"
بابتسامة اعتلت محياه وهو يوليها ظهره وقد ميز تغير نبرتها للغيرة يعلمها جيداً ميرته إن غارت اضطربت وتلعثمت وفقدت سيطرتها ليجيبها وهو يكمل طريقه ناحية سيارته
"لا تقلقى ما أكثر الحليب وما أكثر المرضعات
اهتمى بشجرة البرتقال أنتِ وعدِ حباتها جيداً " وابتسم ساخراً وصعد بسيارته يحمل صغيرته وانطلق يقود بذراعٍ واحدة يحمل بالأخرى صغيرته
تاركاً الميرا تغلى كحمم بركانية على وشك الانفجار قريباً
.................................................. ........
قال الشاعر:
لكل شيء إذا ما تم نقصان
وهذه الدنيا لا تُبقي على أحدٍ
ولا يدوم على حالِ لها شانُ
تطالعه تحدث ذاتها باستنكار
"أيعقل أنه ذات الحسام زوجى ؟"
لما يسترضينى ؟ لما لا يثور كعادته ؟
لما يتحملنى ؟ هل حقاً عشقنى ؟ أم تلك إحدى ألاعيبه حتى أعود ذات الروفيدا البائسة كما كنت معه دوماً .
تجلس بجواره في سيارته وقد أصر على إيصالها بنفسه كما أرادت
فاليوم ستزور والدتها وتقضى اليوم برفقتها
كانت على مائدة الفطور صباحاً تتجاهله وأخبرت والده برغبتها فطالعها رأفت
" لما تطلبين الإذن منى بنيتى ؟
لكِ زوج اطلبى منه هو الإذن"
رمقته بضيق ولم تطالع حسام حتى لكنه بادر قائلاً "حسناً ...اذهبى سأقلك بعد ساعة من الأن تجهزى "
بابتسامة ضيق تعتليها طالعت حسام وعادت لتكمل فطورها
........................................
وها هو الأن يجلس بجوارها في سيارته في طريقهما لمنزل عائلتها
توقف بسيارته أمام البوابة الداخلية لقصر أل وهدان قائلاً
" سأعود مساءً ...... بلغى تحياتى لوالدتك"
طالعته " لا تعود ....."
فطالعها باستنكار فأكملت ...
أعنى لا داعى لأتعبك سيعيدنى سائق عائلتى
فطالعها بحزم
"لا سأعود لأقلك أنا لا نقاش روفيدا ....."
واقترب يقبل جبهة صغيره النائم بين ذراعيها
"اهتمى بصغيرنا "
ترجلت من السيارة بصغيرها وترجل هو خلفها يخرج حقيبة صغيرة تضع بها أغراض ابنها أعطاها للحارس وعاد يجلس خلف مقعد القيادة بسيارته وانطلق لعمله
فقد عاد حسام تدريجياً لعمله عقب عودتها للقصر وحديثهما عن أهمية عودته لطبيعته فالصغير يحتاج لأب متماسك عاقل لا أب يبكى على الأطلال
.................................................. ..............
حان وقت فك تجبيرة ساقيها أخيراً وعقب إلحاح كبير منها أن تفك تلك التجبيرة فقد ملت عدم استطاعتها الحركة بحرية حتى وإن كان لا يتركها إلا ساعات معدودة يومياً ليتابع ويباشر عمله بحقول والده كمهندس زراعى إلا أن إصرار سجى اضطر حسن أن يقلها المشفى لتفك تلك التجبيرة وارتاح قليلاً عندما وافق الطبيب وبالفعل تم لها ما تريد وطلب الطبيب عدة فحوصات وتحليل للدم وغيره ليتأكد من سلامتها فقد كانت تبدو شاحبة ومتعبة للغاية وبالفعل تم إجراء الفحوصات والتحاليل لها
وغادرت المشفى وسيعود هو مساءً لاستلام نتائج التحاليل والفحوصات الشاملة لزوجته.
حركتها صعبة للغاية طفلة تتعلم المشى من جديد
اتكأت عليه يساعدها على المشى في ممر المشفى ترافقهما والدته تدعوا لهما بسرهما
أن ينبت الفرح كزهور بقلب ابنها
وزوجته طيبة القلب والسيرة
.................................................. .......
وعاد بالفعل بهما المنزل عندما رأى ميرا تقف في منتصف الطريق عقب ذهاب فارس بابنتها قبل قليل تأكلها نيران الغضب من تجاهله لها .
توقف حسن بسيارته أمامها فاقتربت من السيارة فابتسم ساخراً
"ما بكِ ميرا لما تقفى بمنتصف الطريق هكذا أتركتى وظيفتك كأم جديدة
وأصبحتى شرطية مرور ؟"
بحذر طالعته
"حسن لست بمزاجٍ لمزاحك
يكفينى ما أعانيه من غضب يكاد ينفجر الأن "
طلت عليها زوجة عمها من نافذة السيارة ...ميرا هيا اصعدى معنا بنيتى يكفيك تجول بين الحقول مؤكد صغيرتك جاعت وتحتاجك الأن ....
زفرت ميرا بضيق وصعدت السيارة
تجيب زوجة عمها
"لا تقلقى زوجة عمى فالحليب كثير
والمرضعات أكثر"
تضاحك الجميع على كلماتها فعلقت سجى
"ما بكِ ميرا لما أنتِ غاضبة بهذا الشكل "
طالعتهم تكز على أسنانها
"الوغد أخذ ابنتى "
طالعها حسن بغضبٍ حذر
"أتعنين فارس أخذ منكِ الصغيرة ؟"
أومأت رأسها بالإيجاب وقد انفجرت دمعاتها
"بلى أخذها قائلاً ما أكثر الحليب وأكثر المرضعات أريد ابنتى ......أعيدوا لى ابنتى
وانفجرت تبكى .....فربتت زوجة عمها على كتفها تحاول تهدئتها فطالعها حسن
هو أيضاً والدها لن يأكلها
اهدئى ميرا سيعيدها بنفسه وإن لم يعدها بعد ساعة من الأن سأذهب بنفسى لأحضر عشق لكِ
هدرت به
" ألم تقل أنك ذاهب الأن
لما تؤجل ذهابك لبعد ساعة"
ابتسم ساخراً من عقلها المشوش
"بالتأكيد فارس يشتاق لصغيرته لما أذهب الأن واطلبها منه لندعهما أب وابنته وإن تأخر بإحضارها ذهبت وأحضرتها لكِ اهدئى الأن لا داعى لكل تلك الجلبة "
رمقته بضيق تكفكف دمعاتها التى تهدرها لا على فراق صغيرتها فهى تعلمه جيداً يهتم بالصغيرة أفضل منها
"بل لأنه تجاهلها بالمرة ولم يعتذر لها كما توقعت ويبثها اشتياقه ويطلب منها العودة إليه"
.................................................. ............
دخل فارس قصره يحمل صغيرته بين ذراعيه
بمجرد أن لمحته هللت والدته فرحاً بعودته فقداشتاقته كثيراً
"بنى ....فارس ...وهرولت ناحيته تعانقه "
عانق والدته مقبلاً رأسها
"كيف حالك أمى اشتقتك كثيراً ..."
فأجابته بعتب
"إن كنت تهتم بأمر والدتك لما تركتها كل هذا الوقت ينهش القلق بقلبها عليكِ "
ثم طالعت الصغيرة تبتسم لها
"مرحباً حفيدتى مرحباً"
وعادت لتلوى فمها تطالع ابنها فارس
"أرى أنك أعدتها ...حسناً لن أتدخل هى زوجتك وأنتَ صاحب الشأن لا أنا "
بضيق طالع والدته
" أمى ....لا داعى لحديثك ذاك أعيدها أطلقها أصوبها الأمر يعود لى وحدى ولترتاحى قليلاً أنا أحضرت ابنتى لتقضى اليوم معى لا والدتها "
لتترائى له شقيقته تخرج عليه وطفلها فابتسم لهما فهرولت روفيدا بمشيتها
"أخى اشتقتك كثيراً أخى "
طالعت صغيرته الحسناء
"ماذا أيتها الجميلة هل اشتقتى لرأفت الصغير فقررت أن تلحقى بنا لهنا "
بضيق طالعها فارس
"روفيدا لا تذكرى اسم تلك العائلة الملعونة أمامى رجاءً ابنتى لن تشتاق لابنك حتى وإن كانت كلماتك مزاح لا أريدها ....لا أريد أى أوهام من عودة الارتباط بين العائلتين ثانية يكفينا "
طالعته بخجل من هجومه الغير مبرر فى الحديث معها "أخى أنا أمزح لا أكثر .....ثم كيف لصغيرين لم يبلغا أشهر معدودة فى الحياة أن يشتاقا لبعضهما وهذا الحديث السخيف"
فتدخلت والدتها
"بالفعل ذلك ما أخشاه أن يتربى الصغيرين سوياً ويتزوجا وتعود تلك العائلة المسمومة لتدخل حياتنا من جديد"
تأفف فارس بضيق "أمى ....رجاءً أنهى ذلك الحوار الأن ...امرحى وافرحى فاليوم ستقضيه برفقة حفيديكى "
مر اليوم سريعاً وجاء المساء
يقف بسيارته أمام القصر ينتظرها
ودعت روفيدا والدتها وطالعت شقيقها قائلة "فارس اعطنى الصغيرة سأخذها لوالدتها معى "
دون أن يزيد طالعها قائلاً
"صاحبتك السلامة أختى لا تتدخلى فى الأمر"
فاعترضت قائلة :
"فارس رجاءً أمها تشتاقها بالتأكيد لا داعى ل.....فقاطعها :
"قلت رافقتك السلامة
لا تدعى الوغد ينتظرك أكثر هيا اذهبى "
خرجت روفيدا من قصر عائلتها عائدة بصحبة زوجها حسام لقصر عائلتها
فى الطريق حدثها حسام
"لما لم تأتى بعشق معك"
أجابته كذباً " سيحضرها فارس "
.................................................. .........



أعد ما قلت رجاءً
ابتسم الطبيب فتلك المرة العاشرة التى يعيد فيها جملته
" مبروك سيد حسن زوجتك حامل"
ببلاهة وعدم تصديق طالع الطبيب
"أتعنى أن تلك الورقة تقول
"أن زوجتى سجى حامل"
ابتسم الطبيب قائلاً:
"بلى ..تحليل السيدة يجزم أنها حامل"
هلل وكبر وقد استوعب الأمر الأن
أحمدك ربى أحمدك وركض خارجاً من المشفى يحمل التحليل بيده ولم يستمع حتى لتعليمات الطبيب فقط يأكله الوله ليخبرها ويبكيا سوياً على رحمة القدر بهما
وأن انتظارهما وشكرهما ودعائهما استجيب
..................................................
أبدل فارس ملابسه وصعد سيارته يحمل صغيرته أمراً السائق "لقصر أل المنيرى "
.......................................
تقف فى الحديقة تنتظر صغيرتها على أحر من الجمر وقد التاعت بعدما وصلت روفيدا وعشق ليست برفقتها فهرولت ناحيتها
"أين ابنتى ؟ "
طالعها حسام يحاول تهدئة قلبها الوله
"سيحضرها والدها لا تقلقى"
لم تبرح مكانها منذ ما يزيد عن الساعة تنتظره ليأتيها بابنتها وبالفعل توقفت السيارة وترجل منها السائق
ناوله فارس الصغيرة ليعطيها لميرا التى ركضت باتجاههم بمجرد رؤيتها للسيارة
ضمت صغيرتها بوله تغمض عينيها
" اشتاقها لكنه الإيباء والكبرياء "
.................................................. ...
وصل حسن بسيارته .....ترجل يركض لداخل القصر يهلل وينادى
" أبى ....أمى ....سجى ......يا أل القصر ....أخبروا الجميع سجى حامل .......يا أل المنيرى ....زوجتى حامل .......سأصبح أباً ..سجى حامل
فزع الجميع من تهليل حسن وهب الجميع يحاولون فهم كلماته من خلف لهاثه
كانت سجى والجميع تقريباً يجلسون فى غرفة المعيشة
هب الجميع واقفون يطالعونه
بمجرد دخوله هرول ناحيتها يحملها ويدور بها
طالعه رأفت غير مدرك لما يحدث يحدث زوجته
"هل جُذب ابنك؟"
ليهلل حسن محدثاً سجى
" تلك الورقة وهو يعطيها التحليل ....
تلك الورقة تقول أنك حامل بلبلتى "
هنا انطلقت تهليلات ودموع والدته .....
أما هى ففرغت فمها ببلاهة تطالعه
"من تلك الحامل ....؟ "
اقتربت منها روفيدا ...مبارك عزيزتى مبارك إن شاء الله ......
طالعت روفيدا ....روفيدا أنتِ صادقة لا تكذبين هل حقاً أنا حامل كما يقول هذا الأبله؟"
ضحك الجميع من جملتها وعلق رأفت
"ألم أخبركم أحمق وبلهاء
وستكتمل البلاهة بطفلٍ لهما "
انهالت التبريكات على سجى وحسن وهما بعالمٍ أخر من السعادة والحبور
.................................................. ..


رأها تخرج من القصر وحدها فتبعها
لاحظته فتوقفت تطالعه بضيق
"لما تتبعنى ؟ ماذا تريد؟ "
توقف أمامها قائلاً
"أين تذهبين؟"
طالعته بتحدى
"لا تقلق لن أهرب فصغيرى بقصركم
إن أردت الهرب منك أخذته معى "
أنا فقط أريد التنزه قليلاً
"حسناً لكِ ما تريدين وأنا أيضاً أريد التنزه "
طالعت هيئته معلقة
"لكنك ترتدى ملابس رسمية أكنت ذاهب للعمل؟ "
طالعها بعدم اكتراث كان فعل ماض الأن سأتنزه
تنزها طويلا حتى توقفت هى بين أشجار التين والليمون تطالعه ليتجرأ ويحدثها
قد أشرقت شمسك في سماء حياتي..
وكأنكِ نوراً غطّى على أحزاني وأبدّلها أفراحاً..
لقد أصبحت الحياة جميلة بوجودك معي.. بابتسامتك التي ترتسم على محيّاكِ الجميل..
كم هى رائعة عينيك التي أرى بهما الحياة..
حفظك الله لي ومتّعك بالصحة والعافية..
ودمتِ لي سالمة مشرقة باسمة الثغر دوماً .
طالعته بنصف عينٍ مغلقة تراودها أفكاراً شيطانياً لا للشر بل للتسلية
طالعته وهى تستلقى فوق العشب الأخضر على غير عادتها متحدية عيونه التى تراقب الطريق عن كثب حتى لا يمر أغراب ويروها
"حسام"
هل تفعل أى شئ لأجلى ...؟
دون تردد أجابها
"بلى"
فابتسمت بمكرٍ وتسلية لاحت لها فى الأفق قائلة حسناً ....ما رأيك بتسلق تلك النخلة وتأتينى بتمرها ؟؟؟
طالعها مستنكراً "اتسلقها " ؟
يكفينى أُهزها يتساقط عليكِ رطباً جنياً .
طالعته بعيون يملأوها الشغف فذات التكبر لم يهدأ البتة ...
نفس العنجهة الكاذبة السمة المميزة لابن المنيرى ووالده الفظ .
لكن تلك الأبية لن تمررها .....قالتها ووعدت بها ذاتها قبل أيام
" لن استسلم لأى من محاولاته معى سوى بهزيمة ذلك الكبر القابع داخله ينهش به كشيطانٍ مارد ..."
جالت بعينيها المكان .....
شجرات النخيل تعانق الطبيعة لكن بذلك المكان تحوط الشجيرات وتعانق تلك القناة المائية الكبيرة المتصلة بنهر النيل يستخدمها الفلاحيين لرى الأرض الزراعية وسقاية ماشيتهم ....ولأغراض أخرى عديدة يعلمها أهل القرية من تنظيف ماشية وتنظيف صوفياتهم ولا يخلو الأمر من تصريف صحىى لأبنائهم الصغار
جذع نخلة موضوع أفقياً مثبت على الجهتين من القناة يستخدمه الفلاحيين للمرور للجهة الأخرى من القناة بدلاً من الالتفاف مسافة كبيرة حول القناة .....
دون تفكير ...دون تردد .....نهضت عن العشب وخطت خطواتٍ سريعة متحدية تعليماته وهمت بعبور الجانب الأخر من القناة
بينما يراقب الطريق تفاجأ بتلك المتمردة تعبر القناة فهدر يناديها
"أيتها المجنونة إياكِ والعبور ستقعى لا محالة "
بعيون ضاحكة مشرقة
" هل تنقذنى روميو إن وقعت
فى تلك القناة القذرة ؟"
تأفف يطالعها
"روفيدا هيا عُودى لمكانك فى الحال يكفى طفولية "
قهقهت ضاربة بكلماته عرض الحائط وبالفعل مرت حتى منتصف القناة فوق الجذع وتوقفت
زفر بضيق :
" تخشين التكملة أليس كذلك ؟ "
طالعته تتصنع الذعر
"حسام أشعر بالدوار .....أشعر أنى سأقع فى القناة حقاً "
طالعها بذعر حقيقى
"حسناً حسناً لا تنظرى للقناة انظرى أمامك وعودى بأدراجك لهنا "
فصرخت مستنجدة
" لا أستطيع ....سأقع ....سأقع "
دون تردد كانت خطواته مسرعة يمر فوق الجذع وقبل أن يصل إليها كانت خطواتها هى تهرول للطرف الأخر وتقف على الجهة الأخرى تقهقه ساخرة
وقف بمنتصف الجذع يطالعها بغضبٍ مكتوم وتوعد
"أتمزحين .....حسناً روفيدا لن أتركك "
وهنا حقاً كما يقال ...
"اللعنة على الأحذية الرجالية الناعمة "
انزلق حذائه الرسمى الناعم فوق قطرات مياة مبللة بالطمى فوق الجذع وسقط ابن المنيرى بحلته الرسمية وحذائه الامع فى تلك القناة
"القذرة " على حد تعبيره
وسط هتاف وقهقهات عالية أتبعتها بتصوير فيلم قصير بهاتفها تحتفظ به للذكرى
ذكرى سقوط زوجها المتعجرف فى قناة الرى والتى يعلمها هو جيداً تستخدم لأغراض عديدة غير الرى ........


Sarah*Swan 10-01-18 09:45 AM

الفصل العشرون
" ذكريات كاذبة "
أين قلبى ؟
هل ضاع وسط الزحام؟
هل ضاع وسط العبرات؟
هل أنحنى ثانية أبحث عنه تحت أقدام البشر؟
هل أنحنى وأعود لتلك الدائرة المغلقة
دائرة بطلها رجل شرقى مغوار وأنثاه المطيعة
أنثى بروحٍ عالقة بين عالم الأموات
روحٌ أضاعها ظنه...شكه...غوغائيته
هل أنحنى لأجلك قلبى؟؟؟؟
تهزمنى عواطفى...تهزمنى طيبتى
التى غدت بالتدريج سذاجة
ردّ قلبى وحيث ما شئت فامضِ
أنهت جملتها تلك وهى تطالع مرآتها تهندم من ملبسها فاليوم أولى أيامها الدراسية الفعلية بجامعتها ......
حلم راودها وغزا فكرها لأعوام وهاهى على مشارف تحقيقه اليوم
أيهزمها قلبها أم أن تلك الروفيدا بالفعل أٌوريت بالثرى ولن تعد للحياة ....
لن تعد مهما حاول قلبها هزيمتىها عافرت وجاهدت وحدها واليوم تبدأ رحلتها الفعلية نحو النجاح
بنظرة أخيرة طالعت المرآة تتنفس بعمق قائلة "اللهم أنر بصيرتى لما تحب وترضى"
التفتت ناحية مهد صغيرها تحمله بين ذراعيها تقبله فوق وجنتيه الصغيرة قائلة"صغيرى الوسيم لا أدرى كيف ستأتينى الجرأة وأتركك لساعات دوامى بالجامعة كل يوم
" سامحنى صغيرى سأتركك مع جدتك حالما أعود وبقبلة كبيرة لجبهته ....تناولت حقيبة يدها والصغير بين يديها وخرجت من الغرفة لتتفاجأ به أمامها
زفرت بضيق فأخر ما توقعته شجار معه خاصة وأنه بالفعل مرتابة ويأكلها الذعر من تلك الجامعة والدراسة يأكلها القلق والحزن أنها مجبرة لترك صغيرها لعدة ساعات بصحبة جدته حالما تعود هى من جامعتها
همت بالحديث لكن ابتسامته ردعتها
اقترب قائلاً " جميلة للغاية ........واقترب حتى انحنى لأذنها يهمس "كيف سيطاوعنى جنونى أن أتركك بتلك الجامعة وحدك"
قطبت جبينها فاعتدل يطالعها "لكنى فرح للغاية أن زوجتى تمتلك طموح ورغبة بالنجاح تمتلكها القليلات من النساء "
طالعته بحاجب مرفوع وكأنها حققت مرادها بإرغامه على إنهاء جدال لم يبدأ من الأساس
تناول صغيره من بين يديها يحدثه بطفوليه
" صغيرى المسكين ستتركك وتذهب لجامعتها ولدى المسكين "
وسبقها بخطواته يحدث صغيره تتبعه هى تتأفف من محاولاته اليائسة أن يشعرها بالذنب اتجاه صغيرها فتتراجع عن قرارها باستكمال دراستها وتلتزم منزلها
.................................................. .
الجميع يطوق المائدة عداها
زفر رأفت بضيق يطالع مقعدها الفارغ ثم نظر لسجى التى تحمل عشق الصغيرة قائلاً "أين والدتها المجنونة لا تخبرينى أنها تهيم بين الحقول من الصباح الباكر
لا تجد عذر أو كلام تجيب به على سؤال رأفت فأثرت الصمت وعدم التدخل
جلس حسام على مقعده يحمل صغيره تبعته روفيدا وجلست بالمقعد المجاور له
طالع رأفت روفيدا
" اليوم ستذهبين لجامعتك "
أومأت رأسها بالإيجاب مردفة "بلى اليوم يومى الأول تمنى لى التوفيق عمى "
طالعها رأفت بابتسامة زائفة مقتطبة
"وفقكِ الله بنيتى "
وطالع ابنه ساخراً من الحالة التى وصل إليها حسام بنظره يحدث حاله
"لقد أمسك أل وهدان بزمام الأمور جيداً "
.................................................. ................
على قدر الهوى يأتى العتاب
هل حقاً عاتبته ......؟
هل بالفعل ذهبت إليه ؟
هل بالفعل تقف أمامه .........؟
يقودها قلبها الهوائى إليه ؟
هل بالفعل جاءت لتعتذر وتنهى شوطاً من الفراق كعادتهما دوماً ينفصلا ويعودا
بلى فعلتها ........
لكن متخفية للأن لا تجرؤ على الاقتراب حتى


إن هزُك الشوق يوماً لعزيز على قلبك ...
لا تذهب مباشرة ...استرق أخباره من بعيد
اكتفى بنظرة خاطفة من بعيد
فعزوفه عنك أو ترحيبه سيوجعك أكثر من الشوق
كانت تقف متخفية تطالعه بمقلتين يحركهما الشوق....العتب....الألم .....
تحركها أشواقها إليه لكنه ذات الكبر....
ذات الحاجز المنيع بينهما يقف عائقاً بين روحين تشتاقا لبعضهما
تقف من بعيد تراقبه فوق ظهر جواده كعادته يمر كل عدة أيام يتابع أراضيه الممتدة على مرمى البصر
تذهب يومياً لمكانه المعتاد لعلها تراه وتعود يومياً خاوية الوفاض لكن ذلك اليوم وجدته بعد فراق دام لشهرٍ ويزيد ......
اتكأت على جذع الشجرة تتخفى خلفها مُبعدة نظرها عنه فحتى تلك النظرة المشتاقة تذبحها .....تدميها ....تريده وتأباه ...تعشقه وتمقته
هل دببتِ ميرا لتأتى لهنا ؟
ماذا إن رأكِ ؟ ماذا عن إيبائك ؟
لتهدر ذاتها المضطربة "تباً على إيبائى تباً لغبائى
تباً تباً......"
تحركت بخطواتها مبتعدة عن حقله ......
تشرد بعيداً في طريقها على شاطئ النيل
تطالع النخيل المعانق للنهر في لوحة فنية بديعة
لكن تلك المرة رأت الخضرة كأنها غابة جافة الأوراق وسط الخريف فبالفعل أوراق الأشجار وقعت فخريف القرية كخريف قلبها تلك الأيام ..
توقفت مكانها عائدة بذكرياتها لأول لقاء لهما ها هنا قرب النهر ....
شهد هذا المكان إنقاذ الفارس المغوار لها
إن النفس تعشق وتُذبح وتقاوم
لكن الفراق هو الألم الحقيقي للعشاق
شهقت كاتمة بكاها تطالع العشب .....
بدأت تجزع وينفذ تماسكها حتى هربت العبرات المتحجرة أخيراً وفقدت الميرا سيطرتها ووقعت على ركبتيها تشهق باكية عالياً
لتصعق بصوته يأتيها "لما تبكين؟"
استدارت تطالعه دون كلمة فقط الصدمة الممزوجة بالسعادة تغمرها
طالعها بعيونٍ ثلجية بلا معالم فقط الثبات
" ألا تخجلى وتخشى على وضع عائلتك
إن رأكِ الفلاحيين تنتحبين ؟"
طالعته تختنق الكلمات بحلقها ليردف
"انهضى وعودى لمنزل عائلتك فلا يليق بابنة الأسياد أن تهين مكانتها بتلك الأفعال الخرقاء إن أردتِ النحيب والعويل فانتحبى بقصركم لا حاجة لأهل القرية بمشاهد حزن صباحية "
فرغت فاهها تتحير "أذلك من تنتحب بعده ويقتلها فراقه جاء ليوبخها لا أن يضمها معتذراً"
ليردف وهى قابعة أرضاً فقط تطالعه وقد خطت تلك العبرات بوجنتها وجفت نسبياً ليكمل سخريته الممزوجة بالغضب المكتوم
" اذهبى واعتنى بصغيرتك بدلاً من التجول في القرية أمام الأعين اذهبى واعتنى بصغيرتى قبل أن أخذها لتعيش حياةٍ كريمة بين عائلتها الحقيقية لا عائلتكم المسمومة بالحقد والشر"
ذات الدهشة لكن تلك المرة لا تجادله فقط تستمع فقط تريد عذر لتقتل حبه بقلبها فبادر يبسط كفه ليساعدها على النهوض فتنقلت نظراتها لكفه المبسوطة تطالعها وقد نزع خاتم الزواج عن إصبعه فطالعت إصبعها التى ما زالت تحمل خاتم زواجهما
فقط تبرير واحد لأفعاله تلك
بداية من إهاناتها ...خيانتها وبعدها أكمل المسير بطلاقها
رفعت بصرها إليه تخترق مرمى بصره بعينيها الذابلة المحمرة
" لما....فقط أخبرنى لما فارس؟"
لم يجبها فأكملت :
عندما تدمع عيناي عند ذكر إسمك.. أدرك أن الشوق غلب العقل والقلب أتعب الجسد
لكن كلما اقتربت رأيت نيرانك الخفية......
حقدك على عائلتى السبب أليس كذلك؟
هل عشقتنى حقاً أم رأيت بى ما لم تجد بفتيات تلك القرية فاشتهيتنى لا أكثر
لم يجبها فنهضت من مكانها ووقفت بمواجهته
هيا ...هيا أجبنى وسأختفى للأبد لن ترانى بعدها فارس لن ترانى
التفت مبتعداً فهرولت توقفه تطالعه بغضب
"لما تهيننى؟ لما تهدر كرامتى كلما اقتربت منك؟ "
فهدر بها أرجفها
"لأنكِ خرقاء....حمقاء ....بلا عقل "
ابتلعت غصة كلماته بصمتٍ تتحجر دمعاتها فأكمل هدره "أنتِ جدباء ....يأست أُفهمكِ أنى أعشقك لذاتك لا دخل لتلك العائلة الملعونة بالأمر وكل مرة تعيدى الكرة لا تهتمى لا بكلماتى ولا بأى من عاداتنا تفعلين وتتصرفين دوماً حسب هوائيتك
أنتِ بالفعل امرأة خرقاء لا جدوى منك
هل تخبرينى الأن أين صغيرتك؟ مؤكد برعاية امرأة غيرك .
وزفر بضيق "حتى أمومتك لا تهتمى بها تركضين خلف السراب تأتين متخفية كل يوم للحقول تبحثى عنى ؟ هل تخبرينى الأن لما ؟ ألم يكن انفصالنا رغبتك الملحة لما الندم الأن ؟
ماذا تريدى ميرا ؟
ألم يكفيكِ ما عانينا لتنبشى بالماضى من جديد ؟
الضعف.....ضعف القلوب
الندم......الضياع
فقط ضمة واحدة كانت كفيلة لكليهما
لكن من يبدأ .... ؟من يبادر معتذراً .... ؟
غشاوة الكبر أعمت كليهما واتسعت الفجوة كثيراً
ضاق ذرعاً بأفعالها ولم يعد يكترث بقلبه الدامى
أضاع بكلماته الأخيرة البقية الباقية من عشقها له
لم يدرى أن نفسيتها المهتزة وهوائيتها لم تأتى من فراغ إنما من سواد حالك عاشته لسنوات كان هو وعشقه الحلقة الأخيرة بها
لم يدرى أن هوائيتها كانت تعتقدها تمرد على ضعفها وأن سباحتها عكس التيار تشرق وتزهر شخصيتها التى طُمرت لسنوات خلف مسمى زوج سبقه إليها ومعاناة أنثى مذبوحة الثقة فى الرجال وفى العشق
أشرق بقلبها على حين غُرة ففرحت قائلة

"ما عاد لي من الناس غيرك
ويا حسرتي إن تـخليت عنى "
تحركها كأى أنثى مهتزة الثقة عواطفها بتناقضها وميولها المتناقضة امرأة مع والضد سوياً
لم يفهمها الفارس المغوار برغم عشقهما الذى تتغنى به القصائد لأعوامٍ وأعوام
ليت الزمان يعود يوماً .......قالتها عقب سيل كلماته الجارحة
ليت الزمان يعود يوماً أتدرى ماذا كنت سأفعل بوقتها
لم يجبها فقط عينيه المتلهفة فأردفت :
كنتُ طاوعت عقلى الذى نصحنى كثيراً بالابتعاد عنكَ ولكن ذلك القابع فى صدرى
"وهى تضرب بيدها فوق قلبها"
ذلك اللعين أجبرنى أن أعشقك أن أرى أحلامى الوردية بكَ .....أقنعنى أنك الحاضر والمستقبل
أنك الأمل الأخير لى بالعشق طاوعته بإرادتى وتزوجتك متحدية عاداتكم الصماء
واجهنا كثيراً....افترقنا وعدنا وافترقنا وعدنا
لم يكن لى مأوى إلا صدرك
حتى إن ابتعدت عنك كنت أعود أعلم أن الدفء بقربك
لم أكن أعلم أنك ترانى حمقاء لتلك الدرجة لا أليق بابن وهدان كبير عائلته
هل فقرى السبب؟ هل تربيتى بعيداً عن قريتكم السبب؟ أم عائلة أبى عدوكم الأول ؟
طالعها تخنقه كلمات الاعتذار التى تقف بحلقه تعانده ...ذبحها يعلم إن لم ينهى هذا الهراء الأن فقد خسرها للأبد
تنحنح قائلاً"لم أقصد إهانتك أنا فقط غاضب و....لتقاطعه بحزم " لا تعتذر فأنا بالفعل حمقاء "
لا داعى للاعتذار لكن إليك الأمر فارس وهدان أنا بالفعل كنتُ حمقاء وكان فعل ماضٍ لا يعود
"وداعاً "
قالت كلمتها الأخيرة وهرولت بخطواتها من أمامه فتدارك الأمر سريعاً
ذهبت....هل بالفعل ذهبت ؟
ماذا تعنى كلمة وداعاً ....هل تعنى أنها لن تعود
هل تعنى أن ميرتى قد تختفى للأبد
إن دخل العشق قلبك يوماً فاعلم أن خروجه لن يكن إلا بأشلاء متناثرة من روحك حوله تنعيه
لن يكن خروجه إلا بطعنات غائرة
تمزق ما تبقى منه
وهيهات إن خرج
طالعها حتى اختفت بين الحقول انتفضت أوداجه يهرول خلفها يدركها لعله يدرك عشقٍ حقيقى أضاعه بالفعل الأن
الحقول واسعة ومتفرعة .....تاهت الميرا بين الحقول يبحث عنها دون جدوى فتوقف يضع كفيه فوق رأسه يلعن زلة لسانه يعلمها تشتاقه وبكلمةٍ واحدة كانت ميرته بين ضمته الأن لكنه الكبر الشرقى
اللعنة على الكبر وعلى العاشق المتكبر
توقف ضائعاً كلياً يطالع الحقول
أما هى فتعلم طريقها جيداً يأكلها الندم....تأكلها الحسرة....يأكلها ضعفها ناحيته
وصلت للطريق الرئيسى ولم تعد تحتمل أكثر فركضت في الطريق ركضاً هاربة من واقعها لمنزل عائلتها ......
.................................................. ...........
تجلس في غرفة المعيشة تحيك الكروشيه بجوارها صغيرة ميرا عشق في عربتها المتنقلة نائمة كملاكٍ صغير عندما دخلت عليها ميرا تنتحب تكتم شهقاتها
فزعت سجى من هيئة ميرا تلك فنهضت مسرعة بينما ميرا تحمل الصغيرة لتخرج بها
"ميرا.........ماذا حدث ؟ طالعتها ميرا دون كلمة فأردفت سجى "تشاجرتما أليس كذلك؟ "
سبته لعنته لم تترك كلمة في قاموس السب والقذف لم تلعنه بها وسط صمتٍ وترقب من سجى الواقفة تطالعها دون كلمة
بعد أن انتهت طالعت سجى قائلة "هل عاد زوجك؟"
أومأت سجى رأسها بالنفى
"عندما يصل أخبريه أنى أريد الحديث معه بأمر هام لا يؤجل "
وحملت صغيرتها وصعدت لغرفتها دون كلمة أخرى
.................................................. ........
يقف بسيارته أمام منزل عائلتها يتردد
"هل يدخل ويخرج بها وبصغيرته ويعيدهما لعشه الهادئ أم يتجاهلها كلياً ويبتعد بإرادته عن هوائيتها وطفوليتها الغير مبررة "
بين صراع عقله وقلبه قرر وترجل من سيارته
وقف أمام الحارس قائلاً"أخبر سيدك رأفت أنى أريد مقابلته"
أومأ الحارس رأسه بالإيجاب وهرول للداخل
"ماذا "
قالها رأفت وهو يجلس في غرفة مكتبه يطالع أوراقاً هامة أمامه خلع نظارته الطبية وتأفف قائلاً ماذا فعلت الحمقاء ثانية
ثم عاد ليطالع حارسه
"اسمح له بالدخول وصِله لمكتبى هنا "
خرج الحارس ورافق فارس وهدان حتى باب غرفة مكتب رأفت
دخل فارس القصر ومنه مباشرة لغرفة مكتب رأفت برفقة الحارس
دون أن يقف عن مقعده أشار رأفت لفارس بالجلوس فتأفف الأخر وجلس
"أى ريحٍ أتت بكِ لنا اليوم فارس بك"
قالها رأفت ساخراً وأردف "أرى أن ذلك النسب المشئوم انتهينا منه حمداً لله و....ليقاطعه فارس "من قال لكَ ذلك؟"
طالعه رأفت بضيق"ماذا تعنى؟"
فابتسم فارس ساخراً "أنا لم أطلق ابنة أخيك لينتهى نسبنا "
كالقنبلة التى سقطت فوق رأس رأفت كانت جملة فارس
فهدر" هل تسخر منى أيها...."
بنظرة حازمة طالعة فارس
"تأدب ولا تنسى لولا هِرمك للقنتك درساً لا تنساه ما حييت "
ليطالعه رأفت بغضبٍ عارم" أتسخر منى بل وتأتى لتهددنى بوسطى دارى أيها الوغد ؟"
ليضع فارس ساقاً فوق أخرى بعنجهية مخرجاً لفافة تبغه ودثر واحدة بفمه أشعلها ونفث دخانها ليزيد من غضب رأفت وأكمل حديثه"لم أتى لألقنك دروس لا وقت لدى لكَ أنا جئت لأقل زوجتى وصغيرتى للمنزل يكفيهما نزهة بمنزلك "
جز رأفت على أسنانه بضيق " بتلك السهولة أعيد ابنة أخى لكَ ثم كيف تقل عنها زوجتك وهى أخبرتنا أنك طلقتها
فطالعه فارس ساخراً "ألقيت اليمين في المساء ورددته عند الشيخ في الصباح وانتهى الأمر"
ليهدر به رأفت " ولما تركتها بوهمها للأن ؟ هل تسمى ذلك احترام لزوجتك لكنك لست المذنب إنما تلك الحمقاء التى اتبعتك من البداية وعصت أوامرى
ليجز فارس على أسنانه ناهضاً عن مقعده يطفئ لفافة تبغه
"إياك وتكرارها وإهانة زوجتى
أو نعتها بالحمقاء ثانية "
قهقه رأفت ساخراً " أتدافع عنها حقاً أنتَ بلا حياء أو بالأحرى بلا عقل أو أنك ذئب ماكر تطمع بأموالها وميراثها وأراضيها لذلك تتمسك بها لليوم هل تقنع عقلى أنك بالفعل تعشقها "
"ليتأفف فارس يطالعه
" لن أتجادل مع أمثالك من أين لك بتقدير الأنثى أو حمايتها حتى والأن أنهى هذا الجدال العقيم وأخبرها أن تحزم حقائبها في الحال"
نهض رأفت أخيراً عن مقعده يطالعه بتحدى وابتسامة نصر تعتلى محياه
" بل سأدلك على غرفتها إن اقنعتها بالعودة إليك لن اعترض وإن أهانتك أمام الجميع ككل مرة "مع ابتسامة ساخرة" فلا تلوم غير ذاتك باقترابك من أنثى كرياح الخماسين تهب فجأة تقلع الأخضر واليابس معها
.................................................. ...................
أوصلها حتى بوابة جامعتها .....تنفست بعمق مغمضة عينيها تدعو بسرها
لاحظ ارتجافة أناملة فمد يده يتحسس أناملها فانتفضت تطالعه
فابتسم قائلاً" أريد زوجتى كما علمتها دوماً بمائة رجل
طالعته باستنكار فابتسم ساخراً " حسناً حسناً لا تغضبى روفى أنا فقط أحاول أن أعيد إليكِ تركيزك ألا ترى ارتجافة أناملك أنتِ بالفعل مضطربة أليس كذلك؟"
لم تكن أى من كلماته قد مرت لأذنيها سوى لقبها الجديد"روفى " كانت تلك المرة الأول التى تشعر باسمها يخرج من بين شفتيه شعرت بالصدق ولا تدرى لما اهتزت أوداجها فرحاً تكتمه ودون رد فتحت باب السيارة وهمت بالخروج لكن قبضته أمسكت بذراعها برفق قائلاً " سأنهى عملى وأعود لنعود سوياً لصغيرنا "
ترجلت من السيارة تطالع ذلك السور....أولئك الطلاب تشعر بالخجل فهى على مشارف الثلاثين وعادت للتعليم لكن تلك الإرادة والعزيمة لإمرأة تخطت ما هو أصعب لن يوقفها ذلك الخجل عن هدفها القابع خلف أسوار تلك الجامعة
.................................................. ....................
ليس هناك امرأة تكره الحب..
بل إمراة شقيت من الحب فنفرت منه

أوصلته الخادمة حتى باب غرفتها وانصرفت
توقف أمام الغرفة متردداً في طرق الباب أم الذهاب من هذا القصر اللعين بلا عودة لكنه حسم أمره وانتهى
طرقات خفيفة بالباب كانت كفيلة بإخراجها من شرودها
سمحت للطارق بالدخول معتقداه حسن
بالفعل دخل
ترائى لها كشيطانٍ مارد ستنقض عليه بمجرد دخوله
نهضت بغضب متأففة " ألديك الجرأة لتدخل قصرنا وتصل حتى غرفتى تلك؟"
طالعها بحزم " لم أتى للشجار أتيت لنتحدث كالعقلاء "
فقهقهت ساخرة "وما دخلى أنا بالعقلاء أنا جدباء حمقاء أم نسيت فارس بك؟"
اقترب من مهد صغيرته التى تلاغى بهمهمات مستلقية في مهدها
اقترب وحملها بين ذراعيه "عشقى الجميلة بُنيتى "
طالعته ميرا بغضب " اتركها وارحل من هنا هيا"
لم يدعها تكمل نوبة غضبها أكثر وكان يحمل صغيرته في طريقه للخروج من الغرفة فهدرت توقفه"اترك ابنتى أين تأخذها ؟ هل جننت ؟"
لم يجبها وأكمل طريقه تتبعه هى تحاول أخذ صغيرتها دون جدوى
حتى وصل بالصغيرة للبوابة الداخلية فرأت حسن يدخل المنزل فهورلت ناحيته مسرعة "حسن حسن رجاء خذ الصغيرة منه لا تسمح له بالخروج بها "
فاقترب حسن يبعدها عن فارس المتشبثة هى به حد الشجار وهو بنظراته الثابتة لا يعيرها اهتمام فتلك غايته أن تأتى معه بطوعها أو مُكرهه
أبعدها حسن عنه قائلاً "ميرا ...توقفى لا داعى لجلبتك تلك هو والدها لن يأكلها "
زمت شفتيها بضيق " لا لن يأخذها و صراخها يصدح بالمكان ولا حياة لمن تنادى فالفارس أخذ صغيرته أمام أعينها وانطلق بسيارته وذلك الحسن يبعدها عن الشجار ويوقف لسانها السليط عن سب فارس
.................................................. .
اقترب هامساً
"أريد أن أرتوي بأحضانك "
لقد اشتقت دفئك ...روحك الخجولة...نظراتك البريئة ....أريد تلك الحنون عُودى رجاءً وأنهى عذابى ونيران قلبى المتأججة
قالتها ساخرة دون أن تطالعه فقط قربه منها يهمس ولهيب أنفاسه تلفح برقبتها
"هل نسيتها ؟ "
دون أن تتراجع خطواته أو تتغير نبرة صوته أجابها
" لن أكذبك .....بدور ذكرى بقلبى لن تُنسى والأن لا أكذبكِ أيضاً بما أبوحه لكِ وأدارها ناحيته لتتلاقى عيون المها الكحيلة بعينيه تطالعه كاسرة حاجز خوفها من تلك النظرات لسنوات "روفيدا أنا حقاً لا أعلم لما اضطرب وتهتز أوداجى كلما طالعتك لم تعودى تلك الصنم الجامد كما كنتِ سابقاً أراكِ روفيدا أخرى استطاعت جذب عقلى وانتباهى لها بنصف ابتسامة ساخرة ونفس النظرة الثابتة "وماذا عن قلبك ؟"
تلمس وجنتها بأنامله "لقد انتصرتى على قلبى ابنة وهدان "
لم تجبه فأردف "روفيدا أنا.....وهنا صمت فطالعته ساخرة متراجعة خطوات للخلف
"هل تخجل من الاعتراف أنك عشقتنى أم لا تشعر بها من الأساس"
فعادت مقتربة تحدثه خافتة "أحبّك"
لكنني كلّما أردت أقولها لك أراك تحدّثني عن حبّك لها، فأرى نفسي جامدةصامتة لا أقوى على شئ لردعك عنها وردع غشاوة قلبك
فطالعها باهتمام"أى غشاوة؟"
فأكملت
أتدرى حسام
"فطالعها باهتمام يكتسى قلبه المرارة"
أنا بالفعل كنت على علم بأفعالها ولا أعلم إن حدثتك الأن ستصدقنى أم لا لذلك لن أحدثك بأمرها خشية اعتقادك أنِى أكِيد لها وهى تحت التراب الأن
اذهب وتحسس أمر زوجتك المتوفاة وأفعالها اذهب لحسن وسجى أو لوالدتها أو الأسهل لك البحث عن خادمتها التى اختفت هى الأخرى
اقتنع أولاً أن بدور لم تكن ملاكٍ بجناحين يمشى على الأرض وبعدها تعالى وحدثنى عن عشقك لى
.................................................. ....................
لا يصدق أى من تلك التراهات المكتوبة فى الورقة بيده ....بالكاد يقف ثابتاً مكانه يعجز عن وصف ما يشعر به من ......
أيسميها "صدمة"
أيعقل أن زوجتى أو بالأحرى تلك التى كانت زوجتى كانت حاقدة لتلك الدرجة
أوقع من يده دفتر خواطرها البائس الذى طالما احتفظت بداخلها ما يجول بخواطرها
كلمات قاسية ......مدمية لقلبه الذى تغنى بعشقها لسنوات
لقد نبش بالفعل فى غرفة بدور ووجد تلك المفكرة التى تحمل بعض من خواطرها قرأ بين سطورها
"لا وقت لعشقك ......انتقامى لا رادع له حتى عشقى لك"
وقرأ بأخرى
"اللعنة على روفيدا وصغيرها
واللعنة على قلبى المكلوم"
لا يعلم لكن ما شعر به بعد تأكيد روفيدا على ما قرأه عليها قبل قليل أفقده توازنه أفقده رشده للحظات فهدر بها
" لما......فاقترب منها يمسك بذراعيها ...لما لم تخبرينى لليوم ؟"
لوت شدقها بسخرية مبطنة قائلة
"وهل كنت ستصدقنى ؟"
فهدر " بالأساس تصرفاتها لم تكن ترضينى وكنت اتعذر لها بالغيرة ولكن ....لتقاطعه هادرة"ولكن ماذا عشقك أعماك أليس كذلك
تغاضيت عن أفعالها النكراء تماماً حتى محاولتها قتل صغيرى ؟
جحظ عينيه "ماذا ؟؟؟"
فأردفت اذهب لحسن وسجى وسيقصا عليكَ الحقيقة كاملة
.................................................. ...................

Sarah*Swan 10-01-18 09:46 AM

الفصل الأخير

لا سلطة لنا على قلوبنا
تنبض لمن تريد
وقتما أرادت، كيفما أرادت
بعضهم ينبض القلب له
وبعضهم ينبض القلب به
وبعضهم هم نبض القلوب.
وبعضهم أدمانا عشقهم لسنوات واكتشفنا أن ذلك العشق لم يكن سوى أوهامٍ وسراب عايشناه لسنوات ...لم يكن عشق حقيقى بل أوهام صنعها عقلنا وصدقها قلبنا

كيف بدرى؟ لما ؟ أنا لم أترك بوسعى شئ وإلا فعلته من أجلك ....قهرت قلوب وصارعت عادات كله لأجلكِ وحدك
هل تعنى تلك الكلمات المدونة بدفتر خواطرك أنِى لم أكن سوى أحمق
زواجنا لم يكن سوى للإنتقام من عائلتى
هل حقاً بدرى الطيوب " تأتيها الجرأة وتقتل "
هل حقاً ما قالته سجى قبل قليل
وعاد ليناقض ذاته " وماذا تستفيد سجى لتكذب بشأن امرأة متوفاة ؟"
وأيضاً أخى حسن صادق لا يكذب بتاتاً وإن كان يضمر الشر لبدور لأخبرنى منذ زمن لما انتظر لليوم
تباً لك حسام ...تباً لحماقتك تباً
لقد بعت من اشترتك لأعوام وزحفت خلف أثمة قاتلة تفعل المباح والغير مباح لتنتقم
مزق الدفتر كلياً وألقى بأوراقه يلعن ذاته ويلعن تلك الغشاوة التى تملكته لأعوام
خرج من شرفة غرفته ووقف يتأمل ورودها الحمراء
تلك الورود التى زرعتها بدور بيديها
"كم عشقت ورداتك وراعيتها بنفسى .....زرعت لكِ الرياحين وزرعتِ أنتِ الورد الأحمر لم أكن أدرى أن وردك دماء أنتقام من الجميع أولهم أنا بدرى
لما حبيبتى ؟ حبيبتى أتتجرأ قلبى لليوم بقول حبيبتى
أى حبيبة ؟ أى حبيبة تقتل صغيرك ولولا تلك المسكينة سجى لكنت تموت قهراً عليه لليوم
لما بدرى ؟ لما ؟
كان صوته وهو يحدث الورود مسموعاً ليتفاجأ بروفيدا تقف بجواره قائلة " لا داعى للوم أو عتاب لن تأخذ منه شئ سوى ذكريات تعصف بقلبك وتعيدك لدائرتك المغلقة ثانية
استدار يضمها على حين غُرة يكاد يكسر ضلوعها من قوة ضمته
تفاجأت من فعلته لكنها لم تعترض فقد شعرت به
ضائع......مذبوح الفؤاد .....فقط تركته يتكلم دون مقاطعة
" هذا ذنبى وحدى.....جزاء أفعالى بكِ حبيبتى
بلى أنتِ وحدك حبيبتى الحقيقية...أعطيتنى بلا مقابل.....لم تنتظرى منى سوى الرضا
لأعوام أتذمر منكِ ومن صمتك واستسلامك لغوغائيتى .....اعلم أن مجرد كلمات لن تواسيكى روفيدا
وترك ضمتها وطالع عيونها مباشرة ودمعة حزينة تترقرق من عينيه
برفق تلمست وجنته دون كلمة فرفع كفها يقبله
" هل تغفرى لى يوماً؟"
لم تجبه فقط تطالعه
فأردف" الله غفور رحيم بعباده يغفر الذنوب جميعاً نحن بشر وخير الخطائون التوابين "
"هل تغفرى حبيبتى "
لم تجبه فقط دمعة انسابت فوق وجنتها فمسحها بطرف اصبعه فنطقت أخيراً
وماذا إن عُدت ذات الحسام من أبكانى لأعوام؟"
فأجاب " لا عاش من يبكى تلك العيون ثانية"
طالعته ولأول مرة تتجرأ على مجابهة عينيه الصقرية " هل دخلت روفيدا قلب الحسام أخيراً؟"
ابتسم ستدخل مؤكد
فابتسمت ساخرة " لحين دخولها دعنا نكن مجرد رفقة لا أزواج وعندما تشعر بصدق مشاعرك تجاهى وأشعر أنا أنك بالفعل تغيرت ستجدنى بانتظارك لنكمل حياتنا سوياً
ابتسم لها " وأنا سأثبت لكِ أن صفحات الماضى طُويت ولن تفتح ثانية "


ساعاتٍ طوال مرت بانتظار أن يعيد صغيرتها لكن دون جدوى
فانفجر صمتها تهدر بحسن"أنتَ السبب ...أنتَ السبب لو منعته من أخذها أو تركتنى أمنعه"
فنهضت سجى تحاول تهدئتها لكن تلك الميرا جريحة الفؤاد لم تكن لتهدأ البتة إلا بعودة صغيرتها لها
وتحت إصرارها ذهب حسن لقصر أل وهدان لإحضار الصغيرة "عشق"
"ماذا سافر؟"
قالها حسن يهدر بحارس قصر أل وهدان
أخرج هاتفه بغضب يهاتف فارس الذى أجابه بكل هدوء "بلى سافرت بصغيرتى "
فهدر به حسن صارخاً "كيف تسمح لنفسك أن تأخذ الصغيرة من والدتها ؟"
فابتسم فارس وهو يطالع صغيرته التى تستلقى فوق فراشها وهو يطعمها من "البيبرونة"
إن كانت تريد صغيرتها فلتحضر لهنا هى تعرف الطريق جيداً وسائقى سيقلها لبيت الشاطئ إن أرادت
فهدر حسن " هل جننت فارس ؟ أتريد من طليقتك أن تأتى إليك ؟"
فجاء رد فارس هادئاً " ومن أخبرك أنِ طلقت سليطة اللسان تلك أنا لم أطلقها ولن أطلقها خلاصة القول أنا وصغيرتى ببيت الشاطئ وأجازتنا قد تطول هنا إن أرادت الميرا أن تصاحبنا بأجازتنا فسائقى ينتظرها سيقلها لهنا وأغلق الهاتف"
صرخت وهاجت وصدح صوت زعيقها بأنحاء القصر تهدر وتسب بفارس وأفعاله
خرج حسام وروفيدا على صوت صراخها
لتتدخل روفيدا بعد أن سمعت بأفعال أخيها
"ميرا اهدئى أخى لن يحرمك صغيرتك وأنا أعلم أنه لم يطلقك بالأساس وأعلم أنه لن يعود طالما قرر أخذ إجازة لن يعود قبل أسبوعين فإن أردتِ الذهاب اذهبى لصغيرتك وإن كان لديكِ القدرة على انتظار عودتها بعد أسبوعين على الأقل فانتظرى أنا أعلم أخى جيداً وأنتِ تعلميه أكثر منى لن يعود الأن "
.................................................. ...................
فى منزل الشاطئ بالبحر الأحمر
أنهت الصغيرة عشق حليبها "البيبرونة " فتناول فارس منشفة ورقية يمسح عن فمها بقايا الحليب المتساقطة حول فمها مبتسماً يطالعها "صغيرتى ......ستأتى والدتك المجنونة كونى على يقين ....ستأتينا إن لم تكن الليلة ستأتينا صباحاً .....ثم تذكر ردة فعلها بعد أن يخبرها حسن بذهاب فارس والصغيرة لمنزل الشاطئ ومدى الجنون المؤكد أنه أنتابها الأن فابتسم
"ميرتى المجنونة .....ليتك تأتى لننهى هذا الأمر "
.................................................. .........
لم تنم ليلتها وهو يتجاهل اتصالاتها المتكررة والتى لا تنقطع
.............................................
فى هدوء الليل والسكون الذى نأوى إليه كل ليلة، تتجمع ما بنا من أحزان والآم موجعة، ذكريات بعضها مؤلمة وأخرى مجرد تذكرها دواء مؤقت لجروحنا.
يقف بشرفة منزل الشاطئ يطالع الفضاء الفسيح يستمع لتلاطم الأمواج الهادرة يلفحه نسيم الخريف البارد ليلاً
يتذكرها قبل أقل من عام هنا بمنزل الشاطئ يحدث ذاته
أتمنى أن نتناسي تلك الآحزان ونبحر سوياً الى عالم الحب والطمآنينة، فقد سئمت قلوبنا عذاب الكبر والحماقة لقد سئمت طفوليتك ميرتى بلى أنا رجل شرقى متكبر اعلم ذلك لكنى أعشقك حمقائى ....لم أعشق سواكِ ولن أعشق
.................................................. ....................
في صباح اليوم التالى
كان جرس باب منزل الشاطئ لا يهدأ البتة
نهض فارس بفزع وطالع صغيرته فوجدها ما زالت تغط بنومها في مهدها الصغير الذى اشتراه لها خصيصاً
فابتسم قائلاً " حسناً إذن تلك عاصفة والدتك بنيتى "
هرول نازلاً الدرج ومنه ليفتح باب المنزل فترائت له كالعاصفة الغاضبة ترفع يدها لتصفعه فأمسكها قبل أن تصل إليه فحاولت إفلات كفها من قبضته دون جدوى فقط تطالعه بغضب تخونها الكلمات فحاولت استجماع قواها ثانية وهدرت به "أين ابنتى ؟"
فترك قبضتها وابتعد لتستطيع الدخول قائلاً " تغط بنومها لا تفزعيها بصراخك"
هرولت للداخل ومنه للأعلى
وقف أمام سائقه قائلاً " لما لم تهاتفنى قبل أن تتحرك بها من البلدة؟"
تلعثم السائق واعتذر قائلاً "اعتذر سيدى فسيدتى لم تترك لى المجال ونالنى من غضبها الكثير جائتنى فجراً بصحبة حسن المنيرى وأمرتنى أن أصلها لهنا ولم تدع لى مجال أن أهاتفك وأخبرك بالأمر "
"حسناً حسناً ... انتظر دقيقة ....وبالفعل عاد فارس بعد دقائق قليلة مناولاً السائق بضع عملات نقدية قائلاً "اذهب الأن لأى مطعم وتناول إفطارك وعد مباشرة للبلدة ...."
.................................................
دخلت الغرفة مسرعة يأكلها الشوق لابنتها جالت الغرفة بعينها فرأت المهد الصغيرة فأسرعت ناحيته فوجدت عشقها نائمة كملاكٍ صغير فحملتها تضمها إليها "ابنتى ....صغيرتى الجميلة ...اشتقتك كثيراً .....لقد جائت أمك حبيبتى وسنذهب من هنا سوياً "
التفتت بصغيرتها فوجدته خلفها يقف يتكأ على الإطار الخشبى للغرفة يطالعها مبتسماً
فكزت على أسنانها بغضب " لن أمررها لك فارس لن أمررها وهرولت بمشيتها تتجاوزه فلحق بها " أين تذهبين زوجتى الحبيبة "
دون أن تلتفت خلفها سأعود بصغيرتى السائق ينتظرنى بالخارج لن نظل لدقيقة واحدة بعد هنا
فقهقه ساخراً "أى سائق"
فالتفتت بغضب " سائقك "
فطالعها يكتم فرحته " ميرتى السائق فى طريق عودته للبلدة الأن "
زمجرت وكادت تصرخ لولا خوفها أن تفزع صغيرتها التى استيقظت للتو تطالعها صامتة
فطالعت صغيرتها "حبيبتى ....صغيرتى الجميلة ماما هنا حبيبتى اشتقتكِ كثيراً
واتجهت صوب الأريكة الكبيرة جلست فوقها وبدأت تطعم صغيرتها يراقبها هو من بعيد فى مشهدٍ أسرى جميل كم يتمنى عودته
............................
أنهت إطعام صغيرتها وعدلت من ملبسها والتفتت له قائلة " هل اشتريت للصغيرة ملابس ومستلزماتها ؟"
فأشار للأعلى قائلاً " بالأعلى "
صعدت ثانية وأبدلت للصغيرة حفاضها وملابسها واستمتعت بضحكات صغيرتها العذبة
قائلة "حسناً جميلتى الأن أنتِ جاهزة لنعود لبلدتنا وحملت صغيرتها وهبطت الدرج ليترائى لها فارسها يجلس فوق الأريكة يطالع التلفاز
سمع خطواتها فاستدار فرأها تهم بفتح باب المنزل للخروج فركض ناحيتها يمنعها
"ماذا تفعلين؟"
بضيقٍ طالعته " سأذهب من هنا "
تأفف قائلاً " أخبرتك لقد ذهب السائق "
فأجابته بعندٍ " سأذهب سيراً على الأقدام لعلى أجد بطريقى من يقلنى لأقرب مكان للحافلات"
فطالعها بغضب " هل جننتِ ميرا أتصعدى برفقة الأغراب؟"
فازداد عندها "أنتَ لم تدع لى خيار"
فقال "حسنا إن كنتِ على استعداد للسير على قدميكِ أكثر من أربعين كيلو متر لتصلى لأول مكان تجدى مواصلة تعيدك للبلدة حسناً تفضلى لكن صغيرتى لن تترك هنا فالذئاب والكلاب البرية تملأ الصحراء وأنا أخاف عليها كثيراً ولن أعرضها لأخطار الطريق "
فطالعته بترجى "فارس رجاءً أنا لا أريد البقاء هنا معك اعدنى رجاءً للقرية "
فطالعها ورأى دمعات حبيسة بعينيها فهو يعلم جيداً ما اقترفه بحقها للأن وبالأساس مجيئه لهنا بصغيرته لتلحق هى به ويجد الوقت ليتصالحا لكنه رأى بعينيه ضعف ورغبة ملحة فى البكاء فلم يشأ أن يضغط على ضعفها أكثر فاقترب قائلاً " سأوصلك لكن ليس الأن"
فقالت" لما ؟"
فابتعد عنها وأزاح البرادى قائلاً "انظرى للسماء ...فاقتربت من النافذة تنظر فأردف السماء ملبدة بالغيوم مؤكد ستمطر ميرا نحن بالصحراء الشرقية وحولنا الجبال الأمطار هنا تعنى سيول لا مجرد أمطار خفيفة كالصعيد ولن أعرض حياتنا للخطر بالخروج فى طريقنا للسفر الأن قد تمطر فجأة وينزل السيل بطريقنا فإما ستقع الصخور علينا أو ينقطع الطريق بنا فرجاءً اهدئى الأن وبعد أن نتأكد من حالة الطقس واختفاء تلك السحب وسطوع الشمس سنعود
لوت فمها بضيق وتركته وصعدت بصغيرتها لأعلى
.................................................. ....................
طرقات خفيفة بباب غرفتها
أذنت للطارق بالدخول فكان حسام
طالعها بابتسامة صباح الخير
ردت تحية الصباح قائلة "أهلا بابا تعالى وانظر لذلك الطفل الشقى فابتسم حتى بدت نواجزه واقترب منها يحمل صغيره قائلاً "بنى لما تعذب والدتك ....وقبل جبهة صغيره فأكملت هى " منذ الصباح لا يتركنى كلما وضعته بفراشه بكى وعلى صراخه لا يريدنى أن أتركه وقد تأخرت كثيراً على جامعتى
فطالعها " الصغير كوالده يشتاقك كثيراً ولا يريدك أن تتركيه وحده وتذهبى لجامعتك "
فطالعته وهى تعدل من حجابها تستعد للذهاب
الجدة تعتنى به جيداً وما هى إلا ساعات وأعود إليه هذا بالنسبة لصغيرى أما الأخر فالوقت مبكراً للحديث بأمر الاشتياق وما شابه
فاقترب منها والصغير بين ذراعيه "أيعنى هذا تفهمك لاشتياق الأب كما تتفهمى اشتياق الصغير "
لم تجبه واستدارت تقبل جبهة صغيرها وتناولت حقيبتها وخرجت
لحق بها وأعطى الصغير لوالدته وأوقفها قائلاً " انتظرى أنا سأقلك "
ابتسمت بعذوبة وذهبا سوياً
.................................................. ..........
فى منزل الشاطئ
بغرفتهاوصغيرتهاطرق الباب فلم يجد رداً فدخل
مستلقية فوق الفراش وكأنها لم تنم منذ سنوات والصغيرة بجوارها مستيقظة
أنزل البرادى واقترب يدثرها بالغطاء فالجو خريفى وحمل صغيرته وخرج من الغرفة
.................................................. ...
بعد ساعات
الأمطار تهطل بغزارة ولا تتوقف
أصوات البرق والرعد لا تتوقف استيقظت من نومها فزعة فضمها بقوة قائلة "اهدئى ...اهدئى أنا هنا ......طالعته تفرك عينيها وكأنها بمنام "فارس ...هل عدت بالفعل أم أنى بذات الكابوس ؟"
فضمها بقوة إليه " أنا هنا حبيبتى لا تخافى وهنا كان صوت الرعد يضرب بقوة ففزعت فربت على ظهرها وهى بين ضمته " لا تخافى هذا صوت الرعد حمداً لله لم نتحرك وإلا كنا بخطر السيول الأن "
بدأت تعود لوعيها فطالعته " أين ابنتى ؟"
فأشار على مهدها "نائمة"
فهمت بالنهوض مؤكد صغيرتى جائعة سأوقظها لأطعمها فجذبها برفق فعادت لتجلس
"لا تقلقى أطعمتها الحليب وأبدلت لها وهدهدتها فنامت كملاكٍ صغير "
تنحنحت قائلة " شكراً"
فابتسم بنصف شدقه"علام تشكرينى على إطعامى لابنتى ؟"
فطالعته مباشرة" لما تفعل ذلك بى فارس؟ ماذا تريد منى ؟ ألم يكفكَ ما عانيت بسببك لتختطف ابنتى وتجبرنى أن ألحق بكَ لهنا ؟"
طالع عينيها البنية التى تخفى خلفها دمعات متحجرة تكاد تنفجر بأى وقت " لم أجد حل لأخر لأتمكن من الحديث معك "
فضربت فى صدره بقبضته غيظاً "لماذا تريد الحديث مع حمقاء لا تليق بكَ؟"
فابتسم لها "لأنى أعشق تلك الحمقاء كثيراً "
فأشاحت بعينيها بعيداً عنه "كاذب"
فأعاد وجهها ناحيته قائلاً"أنا لا أكذب "
أنا أقول ما شعرت به دوماً تجاهك أنا بالفعل أعشقكِ أيتها الحمقاء
فزفرت بضيق "أنا لست حمقاء أنتَ الأحمق"
فابتسم "بلى أنا أحمق لأقع بغرام سليطة لسان "
تأففت "تستحق مسبتى تزوجت تلك ال.....وصفعتنى أمام الجميع و.....فقاطعها " وأنتِ ألم تخطئى أبداً بحقى "
ألا تعدى أخطائك معى .......إهانتك لى أمام عائلتك وبعدها خروجك دوماً دون إذن منى
صفعك لى أمام خدمى وحراسى أتعتقدين بأن تجاوزك معى وفعلها سأمررها لكِ دون أن أعيد صفعك أحمدى ربكِ أني لم أقتلك يومها وتماسكت قدر المستطاع وموضوع زيجتى تلك لا تعيدى الحديث عنها أنا أخطأت بحقك واعتذرت لكِ كثيراً ماذا أفعل بعد ؟
" ألقى بحالك من النافذة "
طالعها بعزم" وهل تقبلين العودة إن فعلتها "
قالت مازحة " بلى"
لم يدع لها وقت للنقاش فتحرك من مكانه فتح النافذة وهم برفع ساقه فركضت تمنعه "توقف أيها المجنون "
فطالعها " سأفعلها لترضى "
فطالعته بمكرٍ "وماذا أفعل برجلٍ عاجز على كرسي متحرك إن تركتك تقفز من النافذة"
فطالعها وقد تبدلت نظراته للرغبة الجامحة " أيعنى هذا أنكِ تخافين علىّ"
فابتعدت عنه قليلاً"بل أخشى على والد ابنتى لا أكثر "
وتركته وخرجت من الغرفة بأكملها فأغلق النافذة ولحق بها
وجدها تجلس فوق الأريكة
جلس بجوارها قائلاً"لما تبكين الأن؟"
لم تجبه فاقترب منها حد الالتصاق
حسناً سأعتذر " أسف"
طالعته دون كلمة فاقترب مريحاً جبهته فوق جبهتها " رجاءً ميرا ...يكفينا عذاب .....يكفينا ألم وفراق "
لم ننل بكبرنا ذاك إلا الوجع
وعاد ليطالع عينيها مباشرة
"دعينا ننهى الماضى الأن نلتفت لعشقنا فقط"
فأجابته مازحة "أى عشقٍ منهما "
فطالعها " الاثنين عشق ابنتنا وعشق قلوبنا ....أنا أعشق حماقتك وأتقبلك بأفعالك الهوائية لم أعد أهتم يكفينى قلبك النقى وأنتِ تقبلينى كما أنا بغضبى وعشقى وكل شئ "
لم تجبه بلسانها فقط أعلنت عن موافقتها لكن بطريقتها الخاصة
وذاب الجليد بينهما مع صوت الرعد يضرب الأبواب خارج منزل الشاطئ
..................................................

Sarah*Swan 10-01-18 09:47 AM

الخاتمة
بعد أعوام قليلة
"توقفى يا فتاة لما تركضين ...ألم أمرك أن تتوقفى وتستمعى لى ؟"
طالعته بكبر لا يتناسب مع سنها الذى لم يتجاوز السادسة بعد قائلة "وما شأنك أيها المتعجرف ؟"
بغيظ طالعها " أنا ابن عمتك ولابد أن تطيعى كلماتى أمرتك ألا تلعبى مع أولئك الفتيات فلما تعصى أوامرى الأن؟"
طالعته عشق بغضب " لا تتدخل بى رأفت وإلا شكوتك لمعلمتنا "
طالعها الصغير العنيد " ستنفذى أوامرى يا صغيرة أنا أخاف عليكِ من أولئك الفتيات هن شريرات يأكلن طعامك وأنتِ كالبلهاء تريدين اللعب معهن
فهدرت بطفولية "وما دخلك ؟ ولا تأتى لى بطعامك لا أريد منك شئ "
وتركته وهرولت لتعود للعب مع صديقاتها الشريرات على حسب وصف رأفت الصغير ابن حسام المنيرى
.................................................. ...........
"رأفت بنى ؟ لما طعامك كما هو ؟ لما لم تتناول شطائرك بالمدرسة ؟
ليطالع الصغير والدته "أمى تلك عشق ابنة خالى جدباء تماماً وسأضرب رأسها يوماً وتركها وهرول لغرفته
فابتسمت روفيدا حتى بدت نواجزها من كلمات ابنها فاقترب زوجها حسام قائلاً " ما به هذا العنيد
فطالعته " من شابه أباه فما ظلم "
فاقترب يهمس بأذنها "ومن أين له بحظٍ كحظ والده فأنا لدى زوجة هبة من ربى أين سيجد هو واحدة كوالدته "
فابتسمت بمكر "لقد وجد بالفعل ....صغيرك يغار على عشق حتى من صديقاتها الفتيات "
فابتسم حسام " رجل كوالده تماماً "
فى قصر أل وهدان
تتذمر لوالدتها "أمى ....أنا لن أذهب لمدرستى ثانية أريد مدرسة أخرى "
فطالعتها والدتها ذات البطن المنتفخ فهى على وشك الولادة قريباً
" تعالى تعالى جميلتى لما تتذمرين ماذا حدث بالمدرسة ؟"
فأجابتها بهدر "ذلك الرأفت يتعقبنى دوماً وحتى رفيقاتى يرفض أن أحدثهن .....ضجرت من ذلك المغرور أمى "
فابتسمت ميرا ....حسناً أنا سأرى هذا الولد وأوبخه كيف يضايق جميلتى ....فسمع فارس حديثهن فتدخل "توبخى من ميرا ؟"
فابتسمت بمكر " ابنتى الجميلة تتذمر من ذلك الرأفت "
فابتسم فارس "رأفت ثانية ....ماذا فعل ذلك الصبى؟"
فهدرت عشق" يتعقبنى دوماً أبى يقول افعلى هذا ولا تفعلى ذاك لقد كرهت المدرسة وحياتى بسببه "
طالع فارس ميرا وعيونه تتحدث " المغرور والحمقاء قصتهما تعاد"
...............................................
لقد قضت الأسرتين حياتهما بسعادة وإن لم تخلو من الصعوبات والمنحنيات
حسن يعيش وبلبلته وأطفاله التوأم فى جو سعيد هادئ عقب تركه لقصر والده والعيش بأسرته الصغيرة فى منزل بناه له قريباً من قصر عائلته فقد أراد أن يستقل بحياته وعائلته الصغيرة وإن كان الاستقلال ظاهرى فقط فأغلب يومه يقضيه برفقة والديه وأبنائه بالقصر
.......................
تحسنت أمور روفيدا وحسام كثيراً وعاد الود تدريجياً وتخرجت روفيدا من جامعتها بتفوق كبير
...............................
الفارس وميرته بين هوائيتها وتكبره تقبلا الوضع واعتاد على بعضهما كثيراً وينتظرا مولودهما الثانى قريباً

.......................................

تمت بحمد الله
5-10-2017
مع تحياتى
بسمة محمود أحمد


Sarah*Swan 10-01-18 09:50 AM

تمت بحمدالله ،،، شكرا للمبدعة المتاقة بسمة على هذا الابداع 💕

كادر قلوب احلام يتمنى لكم قراءه ممتعه ولا تنسوا مشاركة الكاتبه ارائكم وشكرها
والطاقم على جهودهم المتميزة لاسعادكم اعزائي 💕

دمتم سالمين 💕

بين الورقة والقلم 10-01-18 10:25 AM

قراءة ممتعه يا صبايا
بتوفيق بسمة بتمنا تلقي التجاوب اللي بتتمناه كل كاتبه
و مشكوره حلوتنا ساره واخيرا خلصت اختباراتها 😂

لمعة فكر 10-01-18 12:33 PM

:chirolp_krackr: يسلموووووووووووووووو

costat 10-01-18 01:33 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية

بساط 10-01-18 02:49 PM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

saraahma 10-01-18 10:29 PM

thaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaanka

فتاة الطبيعة 10-01-18 11:26 PM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

هاجر المصريه 10-01-18 11:44 PM

شكرررا على المجهود

hopehopa 11-01-18 02:06 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ام زيد* 11-01-18 07:09 AM

صباح الخير و السعادة

totamohamedusama 11-01-18 08:19 AM

شكراااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااا

mimo1989 11-01-18 08:48 AM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

وليد سنونو 11-01-18 09:14 AM

thank youuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuuu

hana1987 11-01-18 10:40 AM

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


الساعة الآن 12:38 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.