سبايا بلا أغلال (3) *مكتملة*.. سلسلة ألحان حوائية

[زهرة الغردينيا]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسجيل حضور
بإنتظار الفصل 💜💖

[Hader Elsayed]

الفصل التاسع



ما بين البصر والبصيرة فرق هائل .. فليس كل مبصر ببصير .. البعض تغشي عينيه القشور اللامعة .. ببريقها الأخاذ حتي ما عاد يبصر ما تخفيه أسفلها من تشوهات .. فماذا عن بصر من عاش طويلاً أسيراً لوهم الحب الاول !!!x


يعلم ان ما يفعله لا يليق به .. يشعر به في قرارة نفسه .. يؤرقه ويسلبه راحته واستقراره .. ولكنه يسير كالمغيب في درب لا يعلم نهايته .. كالمسحور يساق نحو الهاوية بلا قدرة علي المقاومة , بينما الشعور بالذنب نحوها يقض مضجعه .. تلك التي صارت لأبناؤه نعم الأم والسكن .. تلك التي أنارت دربه الموحش بهالتها المتفردة .. بينما يخونها هو ولو بخياله مع اخري لا تحل له ولا يحل لها .. رغم رفضه المستمر لمقابلتها الا انه لم يستطيع كبح جماح عقله الذي سبته تلك اللعينة .. رسائلها التي تمطره بها بين الفينة والاخري .. محاولاتها المستميته لأغواؤه وتذكيره باكثر اوقاتهما السابقة حميمية .. اغمض عينيه معتصراً لهما بينما يقبض باناملهx علي القلم بيده حتي كاد يكسره .. يشعر بانه ينسلخ عن جلده , يخلع عباءة الطهر ويتلبس رداء الرذيلة .. كمن أصابه ماساً كهربياً فتح عيناه بسرعة عندما تراءت له .. تماماً كما كان يراها وهي في عصمته , ملكه وحلالاً له .. استغفر الله في سره وهو ينفض تلك الأفكار عن رأسه رأسه برفض قاطع وعاد لينكب علي الاوراق امامه .. طرقات منتظمة علي باب مكتبه جعلته يرفع رأسه ليواجه سكرتيرته التي دلفت للمكتب للتو وعلي وجهها علامات التوتر واضحة .. رمقها بتساؤل فابتلعت ريقها وهي لازالت تمسك بباب المكتب الذي لم تغلقه خلفها وتدلف للمكتب كما العادة قائلة ,,,,

- " استاذ كامل ,, احم مدام رغدة مصرة تقابل حضرتك ومش عاوزة تمشي "

تحفزت كل حواسه لا ارادياً وهو يعتدل في جلسته .. يرمقها بغضب أفزعها قبل أن يهدر بها ,,,

- " قولتلك مليون مرة لو جت قوليلها اني مش موجود أو عندي اجتماع .. انتي مبتفهميش ؟ "

ضمت سبابتها مع ابهامها ووسطاها وهي تبرر له بوجل ,,,

- " يا فندم اصل والله ... "x

وقبل أن تكمل جملتها انفتح باب المكتب علي اتساعه بفعل دفعة قوية من المدعوة رغدة حتي كادت السكرتيرة ان تسقط علي اثرها والاخيرة تهتف بانفعال ,,,,

- " لا والله يا سي كامل .. بقي محرج علي السكرتيرة اني ادخلك ؟ ده من امتي ان شاء الله "x

هب واقفاً ليواجه نافذة مكتبه وهو يشيح بوجهه عنها مغمضاً لعينيه .. يلتمس الصبر والهدوء من خالقه ليقول من فوق كتفهx ,,,

- " اتفضلي يا أنسة علي مكتبك وبعدين لينا كلام تاني "x

أومأت السكرتيرة بتوتر قبل ان تلتفت لتخرج من المكتب وهي تغلق الباب خلفها .. بينما رفعت رغدة احدي حاجبيها تزامناً مع ارتفاع زاوية فمها بسخرية واضحة غفل عنها ذلك الذي يوليها ظهره .. تطالع ارتعاشة بدنه في حضورها بغرور واضح قبل ان تبتسم بظفر وهي تتحرك لتجلس علي المقعد المواجه لمكتبه باريحية مغيظة وتقول بعتاب كاذبx ,,,

- " بقي بتهرب مني يا كامل بعد العمر ده كله ؟ بتهرب من حبيبتك وام اولادك ؟ "

زفر بخفوت وهو يلتفت ليواجهها بينما يخفي ارتعاشة يديه في جيوب بنطاله وهو يقول بنفاذ صبر ,,,

- " عاوزة ايه يا رغدة ؟ "

وضعت ساقاً فوق الأخري فانحسر طرف تنورتها القصيرة عن ساقيها وهي تقول بجدية مصطنعة ,,,

- " مفيش ,, أنا وصلت الاولاد دلوقتي لبيتك واتصلت أطمن عليهم منك وانت مردتش فقررت اجيلك بنفسي اشوف مبتردش عليا ليا "

شتم في سره وهو يحاول اثناء عينيه عن النظر لما تعرضه هي بسخاء قبل ان يحتمي بمكتبه جالساً علي مقعده ليقول بتلعثم واضح ,,,

- " م م كنتش ف فاضي "

ابتسامة جانبية شقت ملامحها قبل أن تعتدل واقفة لتميل بجسدها العلوي علي المكتب أمامه وهتقول واناملها تمتد لتتلاعب برابطة عنقه ,,,

- " مفيش مشكلة ,, عموماً انا رجعت اهو الاولاد في المعاد الي اتفقنا عليه "

ثم أسبلت جفنيها لتقول بدلال حزين ,,,

- " بس اوعا يا كامل تكون مراتك الجديدة بتعاملهم وحش "

ابتلع ريقه بتوتر وهو يزيح بتردد يدها ليقول محاولاً الظهور بمظهر المتماسك وبنبرة ذات مغزيx ,,,

- " الأولاد بيحبوها جداً يا رغدة , هند بتعاملهم كويس .. ولو لاحظتي الأولاد بدأوا يلتزموا في الصلاة الي مكانوش يعرفوا عنها حاجة "

توحشت نظراتها وهي ترمقه بغيظ لتقول وهي تبتعد متوجهه نحو باب المكتب ,,,

- " ماشي يا كامل هنشوف " ,,,,,,

انهت هند عملها في المطبخ لتتوجه نحو غرفه ابنه الكبير مازن ذو الرابعة عشر ربيعاً .. طرقت الباب عدة طرقات فأذن لها بالدخول .. فتحت الباب لتجده واقفاً أمام دولاب ملابسه .. ابتسمت له بمودة وهي تقولx x,,,,

-" الأكل خلص يا ميزو يلا صلي الضهر وتعالا علي ما انادي علي أخواتكx بابا هيتأخر النهاردة "

رمقها مازن بنظرة لم تفهمها قبل ان يقول بعصبية ,,,,

- " فين بيجامتي الكحلي ؟ "x

- " غسلتها "

- " أنا بقالي يومين عند ماما كل ده بتغسليها ؟ ولا علشان أنا مش ابنك حاجتي اخر حاجة بتتغسل "

اتسعت حدقتاها بصدمة من تلك الكلمات الجديدة علي مازن أكبر أبناء زوجها و أقربهم لها لتقول ,,,

- " أنا يا مازن بعاملك علي انك مش ابني؟ انت عارف انك ابني وصاحبي كمان ليه بتقول كده "x

أشاح لها بيده بضيق قبل ان يقول وهو يلتفت ليوليها ظهره ,,,

- " وانا مش جعان انا هغير وانام "

أمالت رأسها تطالع أرقه الواضح والهالات السوداء تحت عينيه لتقول بتساؤل حذر ,,,,

- " انت مكنتش بتنام عند مامتك يا مازن ؟ "

- " ملكيش دعوة سيبيني أنام "

ارتدت للخلف بصدمة من جلافته في الحديث .. ترمقه بذهول وهي تحاول احتواء دموعها التي كادت تطفر رغماً عنها من ماَقيها .. أذاك هو مازن ؟ أقرب أبناء زوجها لقلبها واكثرهم تفهماً وتهذيباً ؟ ماذا دهاه؟ .. سمعت صوت زفيره بصوت مرتفع وبدون تردد خرجت من باب الغرفة وعقلها يدور في حلقات مفرغة .. ترا فيما أخطأت !!!!

***

جلس يشاهد التلفاز بصحبة أبيه بعقل غائبx .. لقد كان يومه طويلاً ما بين الشركة والمحكمة .. استطاع أخيراً الحصول علي حكم نهائي في القضايا المتعلقة بنيرة الزوجة السابقة لسيف بالاستعانة برئيس الشئون القانونية السابق للشركة .. والذي اكتشف بنفسه خيانته وتلاعبه بأوراق القضايا لصالح الأخيرة .. لن ينسي نظرة الامتنان التي رمقه بها سيف , نظرة الفخر والشكر التي رمقته بها أميرة .. لم يستطيع التملص من الحفل الصغير الذي أصر سيف علي اقامته في الشركة علي شرفه هو .. كنوع من الشكر والتقدير .. ورغم سعادته بانجازه ذاك الا أن تغيبها عن العمل يؤرقه !! لقد انتهي اسبوع الأجازة التي طلبته رسمياً من سيف تلاه أجازة أخري بأسبوع اًخر وها قد انتهت منذ ايام وهي لم تأتي أيضاً .. ترا ماذا أصابها ؟ هل هي بخير ؟ هل أصابها مكروه علي يد أخاها ؟ .. الكثير من الأسئلةx والكثير من اللا اجابات .. نظر لهاتفه المستقر بيده يطالع رقمها الذي حصل عليه من شئون العاملين بتردد واضح .. لم يتنبه وسط صخب أفكاره لتفرس والده الوجل به قبل أن يقطع صوته شروده ,,,,

- " مالك يا كريم شكلك مش عاجبني "

انتبه لحديث والده وبردة فعل تلقائية أخفي هاتفه خلف ظهره وكأنه قد قبض عليه بالجرم المشهود .. تتبع والده حركته تلك بتساؤل صامت قبل أن يسمعه يجيبه بتلعثم ,,,,

- " أ أ أنا ,, لا لا أنا كويس جداً يا بابا متقلقش عليا شوية مشاكل في الشغل بس "

ضيق والده بين عينيه وهو يرمقه بنظرة عدم تصديق تملص منها الأخير وهو يسترسل في الحديث قائلاً ,,,

- " ي يعني قضايا تبع الشركة غير القضايا الشخصية بين سيف ومراته الاولي "

اومأ له والده بتفهم قبل أن يربت علي قدمه باسماً ليقول بجدية حانية ,,,

- " قوم يا كريم كلم الي بقالك ساعه بتبص في تليفونك ومتردد تكلمه "

رمق والده بدهشة في بادىء الأمر ولكن مع ابتسامته الحانيه تحولت دهشته لنظرة رجاء , وكأنه يتلمس منه الحكمة .. فهم والده نظرته تلكx فأومأ له مشجعاً .. هب واقفاً ثم انحني يطبع قبلة ممتنة علي جبين والده قبل أن يتناول هاتفه ويدلف لغرفته .. أغلق باب الغرفة خلفه وفتح قائمة الاسماء .. اخذ يتحرك علي الاسماء حتي وصل لأسمها .. بتردد سرعان ما حسمه وهو يضغط علي زر الاتصال .. رن الهاتف طويلاً بلا رد .. زفر بضيق وهو يخلل انامله في شعره بعصبية حتي كاد يقتلعه من جذوره .. تعالي وجيب قلبه عندما انفتح الخط أخيراً بعد محاولات عديدة فاشلة للأتصال .. اعتدل في وقفته بينما تاهبت كل حواسه عندما استمع لصوت شهقاتها .. هتف باسمها بدون وعي ,,,

- " ماهي ؟ "

أتاه صوتها الباكي فعد فترة صمت قائلة ,,,

- " أيوة مين ؟ "

-" انا كريم يا ماهي كريم العمري ,, طمنيني عليكي انتي كويسة ؟ بتعيطي ليه ؟ "

لم تستطيع كبح جماح دموعها من كلماته الحانية فانفجرت في البكاء بصوت تقطع له نياط قلب الأخير فهتف بانفعال لم يستطيع كبحه ,,,

- " بطلي عياط وفهميني فيكي ايه ؟ "

فتحت فمها منتوية الحديث ولكنها أطبقته مجدداً وعادت لانتحابها من جديد .. زفر بصيق وهو يحاول اصباغ نبرته بالحنو رغم قلقه ليقول بمهادنة ,,,

- " طيب اهدي بس وفهميني علشان اقدر اساعدك "

كفكفت دموعها بظاهر يدها بطريقة طفولية وهي تقول بأنفاس متقطعة ,,,

- " و وليد مش عارفة راح فين هرب مني يا كريم ومش هعرف أعالجه "

لم يستطيع فهم فحوي كلماتها رغم محاولاته لاستنتاج ما تحاول ايصاله له فهتف قائلاً ,,,

- " اديني العنوان يا ماهي "

-" عنوان ايه ؟ "

- " عنوانكوا انجزي "

ابتلعت ريقها بتوتر تحتاجه .. في أشد لحظات عوزها الاَن تحتاجه بجوارها الاَن .. عله حقاً يستطيع مساعدتها .. أليس بفارسها النبيل !!!

أملتك العنوان بهمهم ببضع كلمات مقتضبة قبل أن يغلق الخط ويسرع لارتداء ملابسه ,,,,,

أيام مرت وهي علي حالتها تلك لم يستطيع أخاها تحمل الابتعاد الذي فرضته عليه عن المخدرx .. ازدادت نوبات صراخه وهياجه التي أزعجت الجيران حولهم ولكنها لم تبالي .. قررت الحصول علي أجازة للمكوث بجواره , لمساعدته علي التخلص من تلك السموم التي تتلاعب بعقله وبحياته .. رغم عنفه معها , رغم ضربه وركله لها في لحظات احتياجه لجرعته اليومية .. لقد كان هادئاً في بداية الأمر مما جعلها تتشكك في أمره .. حتي عثرت علي كيس بلاستيكي يحتوي علي المسحوق الأبيض في جيب بنطاله .. لقد خدعها لأيام بأنه يستجيب للعلاج .. ألقتها باشمئزاز وكأنها حية تكاد تطبق علي روحيهما معاً .. ولكنها لم تحسب حساب للنوبات التي انتابته بعدها .. لقد سمعت الكثير وبحثت عن الكثير لمحاولة علاجه بعيداً عن مصحة لن تستطيع تأمين تكاليفها الباهظة .. ولم تشأ كذلك ايداعه مؤسسة حكومية فيتعرض في احدي نوبات هياجه للضرب والاهانة .. لقد خدعها ,, اوهمها بحاجته للحمام وعندما خرج من الغرفة دفعها محاولاً الهرب غير مبال بملابسه البيتية ولا لقدميه الحافيتين ولا حتي لشعيراته المشعثة .. حاولت اثناؤه عن محاولاته باستماتة تسببت لها في الكثير من الجروح بوجهها وجسدها كما روحها ولكنه في الأخير استطاع الهرب ,,,,

مسحت عينيها بظاهر يدها عندما استمعت لطرقات علي باب الشقة .. فتحت له باب الشقة ليطالع وجهها المرهق وعلامات العنف الجسدي الظاهرة عليه .. تركت باب الشقة مفتوحاً علي مصراعيه وجلست علي المقعد المواجه له .. تتكلم وتتكلم وتروي له باكيةx كل ما عانت في تلك الفترة .. بينما هو يستمع بصبر يحسد عليه وعيناه تتاملان تلك الهشة القوية التي أمامه .. بينما غضب , غضب أعمي شعر به نحو أخاها عديم النخوة والمسئولية .. غضب ينافي تماماً شعوره بالامتنان نحوه الاَن لعدم مثوله أمامه .. والا لحطم فك ذلك الأرعن علي مرأي ومسمع منها وليكن ما يكون .. انتهت من روايتها له بانفاس لاهثة قبل أن ترفع نحوه عينان متوسلتان وتقولي ,,,

- " هتساعدني الاقيه صح ؟ قول انك هتساعدني انا خايفة انه يموت ده الوحيد الي فاضلي "

كظم غيظه بشق الأنفس بينما يحاول رسم ابتسامه هادئة علي ملامحه ليقول مطمئناً ,,,,

- " هدورلك عليه يا ماهي متخافيش ان شاء الله هنلاقيه المهم قوليلي اسامي أصحابه وياريت لو عناوينهم كمان "

- " أنا روحتلهم ومحدش عارف مكانه "

طحن أسنانه محاولاً السيطرة علي غضبه منها .. تلك البلهاء تبحث عنه عند أصدقاؤه الذين يماثلوه تهوراً وقذارة غير مبالية بما قد يصيبهم من احدهم .. ولكنه تمالك أعصابه وهو يطالعها تتحرك بوهن لتعود بعد قليل تمسك بورقة وقلم وتخط عليه الأسماء والعناوين التي طلبها منها .. مدت نحوه الورقة بانامل مرتعشة لم تستطيع السيطرة علي ارتجافتها فتناول الورقة منها علي عجل قبل ان يتحرك ليغادر الشقة .. وقف فجأة أمام باب الشقة مم جعلها تضيق بين عينيها بتساؤل سرعان ما اجاب عنه وهو يسألها ,,,,

- " اَخر مرة اكلتي كانت امتي ؟ "

أشاحت بوجهها عنه بحرج بينما اشتعلت وجنتاها الشاحبتان بحمرة الخجل ولم تجبه .. لم يحتاج لاجابتها وقد فهم من أرادت أخفاؤه عنه وقال ,,,

- " هنزل اشتري شوية حاجات وارجع "

استوقفته بسرعة هاتفة وهو يوليها ظهره ,,,

- " لا لا مليش نفس "

التفت لها وقد عجز تلك المرة عن احتواء غضبه قبل أن يحرك سبابته أمام وجهها محذراً ,,,

- " أقسم بالله أنا ماسك نفسي بالعافية .. هجيب الأكل وهتاكليه كله قدامي يا كدة يا مش هدور علي حد وانتي حرة معاه ها قولتي ايه ؟ "

أومأت له بسرعة بطريقة طفوليةx .. فابتسم رغماً عنه بحنان وهو يلتفت ليغادر المنزل بينما انهارت هي علي المقعد خلفها واضعة وجهها بين كفيها وأجهشت في البكاء ,,,,,

***

وقفت في حديقة القصر تحتضن نفسها بينما تغمض عينيها وضوء القمر يكللها بهالة من نور .. تستنشق الهواء وتزفره علي مهل , وأذناها تلتقطان صوت زقزقة الطيور علي الاشجار من فوقها .. لم تشعر بالقهر كما تشهر هي الاَن وقد اصبحت رسمياً زوجته منذ ساعات .. ساعات خلت وزوجها الافتراضي لم يحادثها بجملة واحدة .. لقد قررت الرفض عندما شعرت بتردده حينما عرض عليه والده امر زواجهما .. لن تنكر حزنها وهي تنتظر ليلي في اليوم التالي لتعلن رفضها حتي تبلغه لزوجها .. ولكنها فوجئت بها تندفع نحوها , تحتضنها وهي تنهال عليها بالتبريكات والتهاني والممازحات عن كونها المحظوظة بينهما بزوج مستورد علي حد قولها .. ابتسامة متهكمة شقت ملامح وجهها الفاتن ..x فزوجها منذ أعلن موافقته علي زيجتهما سافر للقاهرة متعللاً بحاجته لانهاء بعض الاعمال ولم يظهر الا اليوم , يوم عقد قرانهما في قصر الصاوي كما أصر الحاج بلال اكراماً لليلي التي عاهدها علي أن تخرج أختها عروساً من داره .. وها هي الاَن تقف وحيدة في حديقة القصر بينما والدتها المصون تحاول الاندماج مع الوسط المحيط بها لا مبالية بالحزن البادي علي ملامح وحيدتها .. تتعمد اغاظة ليلي التي تفهمها جيداً بل وتستمتع بجهل الأخيرة بحقيقة علاقتها وأختها .. تتذكر نصائحها المتهكمة وهي تجبرها علي اغتصاب ابتسامة تواجه بها الجموع حولها بجحة أنها نالت ما لم تنله غيرها وكم ستكون غبية لو أضاعت تلك الفرصة من يدها .. قاطع استرسال أفكارها صوت أقدام تتوجه نحوها .. فتحت عيناها علي مهل وهي تنظر بلا رؤية حقيقية للفراغ المظلم امامها الا من ضوء القمر ,,,,

- " بتتفرجي علي الجنزورة يا خالتي صفا "

ابتسمت وهي تلتفت لتواجه حيدر الذي أحبته من الوهلة الاولي تماماً كما احبها .. ترمقه بتساؤل سرعان ما اجابت عنه ليلي التي كانت تبحث عنها ,,,,

- " قصده العصفورة ياختي "

ثم نظرت لحيدر وتابعت ,,,

- " اه خالتك واقفة تحت الشجرة علشان سمعت ان البيبي بتاع الجنزورة بيخزى العين "

ضحك حيدر عندما فطن لمزحة ليلي قبل أن يقول موجهاً حديثه لصفاء ,,,,

- " عمي جاعد لحاله يا صفا مش هتجعدي معاه ؟ "

تلاشت ابتسامتها قبل أن تشيح ببصرها في اللامكان وهي تقول بتهكم كشفته ليلي علي الفور ,,,,

- " عمك مبسوط وسط ناسه يا حيدر متشغلش بالك "

x اقتربت ليلي حتي أصبحت بمحازاة حيدر قبل أن تغمزه لينصرف .. نظر لها ثم لظهر صفاء بحيرة قبل ان يحرك كتفيه بلا مبالاهx ويسرع راكضاً للداخل ,,,

اقتربت ليلي محتضنة كتف صفاء .. تتفهمها وتشعر بغرابة بدورها من تصرفات كاسر .. لقد شعرت برفضه للزيجة ولكنه وافق .. أعلن في اليوم التالي موافقته علي الزواج ثم اختفي !! ولم يظهر الا منذ ساعات .. بعقل غائب وجسد متباعد عن كل ما حوله وكأنه قد أرغم علي الزواج بأختها .. جذبتها نحوها وهمست بمشاكسة ,,,

- " الجميل هربان من العريس ولا ايه ؟ لو ملكيش في التركي بدلي ينوبك ثواب "

ابتسمت صفاء رغم حزنها قبل أن تهمس بشرود ,,,

- " تفتكري كان المفروض أرفض الجوازة دي يا ليلي ؟ "

ابتعدت عنها ليلي فجأة لاطمة صدرها ,,,,

- " يالهوي اتسرعتي ! وجاية تقولي كدة بعد الكتاب ما اتكتب وفرحك بكرة يا صفاء ؟ "

حركت صفاء كتفيها بلا مبالاه مصطنعة وهي تلتفت لتنظر امامها متابعة ,,,

- "أنا هطلب منه الطلاق يا ليلي مش هتبقي أول مرة اتطلق عادي انا متعودة "

جذبتها ليها من كتفيها لتواجهها وهي تقول من بين أسنانها ,,,,

- "x تتطلقي لتاني مرة ؟ انتي اتهبلتي ولسة فاكرة تقولي كده ؟ "

حركت صفاء كتفيها بلا مبالاة تزامناً مع التواء شفتها السفلي لأسفل ,,,

- " مش هبقي اول واحدة في العيلة الفقر دي تعملها يا ليلي "

ثم رمقتها بنظرة ذات مغزي التقطتها ليلي علي الفور لتهتف بها ,,,

- " انا لما اتطلقت تاني مرة كان علشان جوازي مبقاش له لازمة .. لاني مكنتش اعتبر متجوزة وكانت بيننا ندي الي حبيتها من اول مرة قعدت فيها معاها .. اتطلقت لان معادش ليا مكان بينها وبين جوزها الي لا حبني ولا حبيته يا صفاء انما انتي مش هتضحكي عليا وتخبي حبك لابو عيون جريئة بتاعك فاهمة "

ترقرقت العبرات في عينا صفاء بينما تضرب خافقها بقبضة يدها ,,,

- " ايوة يا ليلي حبيته , رغم اني وعدت نفسي عمري ما هحب علشان متجرحش .. فكرت اني بقيت قوية ومحدش يكسرني وادي النتيجة لا جمال نافع ولا حب شافع وهو قاعد جمبي زي مايكون مكتفينه علشان يصلح غلطته مش يتجوز "

ارتد وجهها للجانب كرد فعل علي الصفعة التي تلقتها من يد ليلي التي قالت من بين أسنانها ,,,

- " مش أختي الي تتجوز تصليح غلط اختي ست البنات فاهمة ؟ انا لولا حسيتك بتحبيه لايمكن كنت هرضي تتجوزىx قبل ما يزحف علي بطنه وراكي يبوس رجلك قبل أيدك علشان يتجوزك .. فوقي يا صفاء "

وضعت صفاء رأسها بين كفيها وانفجرت في بكاء أوجع قلب تلك التي سحبتها بدون مقدمات لأحضانها .. تربت علي ظهرها بحنان وهي تقبل وجنتها التي صفعتها منذ قليل ,,,,

- " حقك عليا يا اختي انا اسفة بس ممكن يكون خايف من المسئولية واحنا ظالمينه , ممكن اتفاجىء بالجواز بلاش نسبق الأحداث "

أومأت صفاء بخفوت فأبعدتها ليلي وهي تمسح وجهها بيدها وهي تقول ممازحة ,,,

- " حلوة انتي كده وتخشي للعريس منفنفة ومناخيرك أد الجوز زي العجوز الي كانوا بيخوفونا بيه واحنا عيال ؟ "

ضحكت صفاء رغماً عنها فاحتضنتها ليلي مجدداً وعيناها تستقران علي زوجها الذي كان يتابع الموقف من بعيد بصمت ,,,

بعدما أقنعت ليلي صفاء بالعودة للداخل وقفت في مواجهة زوجها الذي أقبل عليها ليطمئن علي حال اختها الذي لم يغفل عنه .. تخصرت وهي تشير برأسها نحو الداخل لتقول ,,,

- " ماله ابن زينب الغول الي يركبه مليون غول ونسناس من عندي هدية "

رمقها بتساؤل سرعان ما أجابت عنه بنفاذ صبر ,,,

- " حمزة متحاولش تقنعني انك مش واخد بالك من عمايل أخوك هو ايه حد غصبه علي الجوازة ماله قاعد وكأنه فيه حبهانة تحت ضرسه فكرني بالبعيدة جمالات قبل ما ربنا ياخد بيدها وتبقي بنياَدمة "

- " واخد يا ليلة اني مش عيل "

- " وساكت ليه هي ولا هو لسانك معايا أنا الي مليون شبر ما تنصحه ولا تسيبهولي أنا انصحه بمعرفتي ؟ "

رفع يديه امام وجهه بمهادنة ليقول بجدية ,,,

- " ليلة كاسر انتي عارفة ظروفه كانت كيف ممكن خايف من الجواز بسبب الي حصوله , ممكن معاوزش يتجوز من أساسه انتي عارفة ان الشغلانة الي كان بيشتغلها والبنات عنديهم لبسهم وعوايدهم مش زيينا وموضوع الجواز فاجئه "

تفرست في ملامح زوجها لوهلة وهل تحاول سبر اغواره قبل ان توميء موافقة وهي تقول ,,,

- " تعالا نروح نشوفهم بيعملوا ايه وعلي الله ألاقي اخوك مكتوم كتمة الرز جمب البت " ,,,,,

تبادلت وزوجها النظرات الذاهلة وعيناها تنتقلان بين صفاء وكاسر الجالسان علي أحد المقاعد بالحديقة وقد لاحظوهما قبل دلوفهما للقصر .. تدلي فك ليلي حتي قرب ان يلامس مقدمة عنقها بينما تطالع يد كاسر تمتد لتحتضن أنامل أختها بحميمية .. تحمحم حمزة وهو يحاول اثناء نفسه عن النظر نحوهما ليقول ,,,

- " واعيالهم ؟ يلا يا ليلة الله يرضي عنك وهمليهم يمشوا أمورهم لحالهم "

رمقته ببلاهة ولازال فكها مفروغ علي اتساعه قبل أن تنفض رأسها وهي تتحرك نحوهم بأصرار هاتفة ,,,,

- " لا مانا لازم افهم ,, ولاد المجانين دول شكلهك ناويين علي جناني "x

ضحك حمزة وهو يتحرك ليلحق بها بينما يهمس لنفسه ,,,

- " والله انك مجنونة خلجة وانتي الوحيدة الي مش دريانة " ,,,,,,

سمعته يهمس لها بكلمه في أذنها والأخيرة تحمر خجلاً فاقتربت تسترق السمع حتي وصلتها جملته ,,,

- "xBugün çok güzelsin " (انتي جميلة جداً اليوم )

ضيقت بين عينيها بينما تلاحظ صمت اختها وحرجها الواضح بينما هو يتابع ,,,,

- "xŞanslıyım çünkü sen benim karım oldun " ( أنا محظوظ لأنك أصبحتي زوجتي )

ضحكت الأخيرة بينما خرجت رأس ليلي من بينهما لتقول موجهه حديثها لأختها ,,,,

- " والبعيدة فاهمة بيقول ايه ولا عاملة زي بتوع مجلس الشعب ؟ "x

اجفلا سوياً بينما انفجر حمزة في الضحك وهي تتابع ,,,,

- " وبعدين ايه الي بيضحك وهو بيقولك سليم كونغو كان بينم علي كريم وولده "

ثم توجهت نحوه بالحديث لتتابع بتساؤل ,,,,

- " الا هو كريم وولده دي البقالة الي علي ناصية ضيعتكم يا عيب الشوم عليك وناوي تخبص علي مين بسلامتك ليلة دخلتكم مسم صحيح السيط ولا الغني ال تركي ال بلا وكسةx "

ثم التفتت نحو زوجها وتابعت بغرور ,,,,

- " يسلملي السبع الي بيخش في الموضوع علطول "x

ثم رمقت اختها بتعاطف وتابعت ,,,,

- " ياعيني علي بختك ياختي "

[Hader Elsayed]

عتتذرت والله يا بنات

[ebti]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hader elsayed

عتتذرت والله يا بنات

ليلتك سعيدة... يمنع ذكر اسماء مواقع ومنتديات وقروبات...

[زهرورة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 😂😂حرام عليكي ياهدهد موتينيو من الضحك ايه الترجمة دي سليم وكريم دي فظيعة ..والله انا كل يوم بدخل ادور على فصل جديد مابلاقيش احنا صحيح بنشتاق لفصل كل يوم بس عارفين واللعب ظروفك والله يعينك ..كاسر ايه مشكلته هو عاوز صفاء ولا لا طيب لسة كانت قبل شوي تولول لليلة انو مغصوب وهرب طيب ايه الي شافوه حمزة وليلى معقول يكون فيلم يعني قالها نمثل قدامهم انا مش فاهمة ..وبعدين كامل ايه مشكلتك يابني معندك مراتك وزي الفل بتفكر بطليقتك ليه وانت اصلا عارف انها حقيرة وعاوزة تخرب بيتك وكمان بتحريض ابنك عليها واللهي حرام ياهند مبتلحقيش تتهني هو المفروض الي يكون حازم لما انت لسة متنيل وعشقان طليقتك كنت اتنيلت ومتجوزتش بنت الناس عشان تبهدلها انا متاكده لسة في بلاوي حتعملها طليقته ولو هو معرفش قيمة الي عنده فهو بصراحة ميستاهلش بس للاسف المشكله انو هند ابوها حيوان وحقير يعني مش حيصف معاها ولايجيب لها حقها مسكينة ربنا معاها ..والعبرة التانية ماهي مش عارفة مكر اخوها وفكرت نفسها أنها ممكن تعالجة ده ادمااان ده ممكن يقتلوا لو حد حرمهم منه ..الفصل جميل بارك الله فيكي ودمتي بخير وعافيه

[زهرة الغردينيا]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واضح ان كاسر تزوج من صفاء رغما عنة
لكى يحصل على أموال والدة
وأعتقد انة يخدع صفاء و يتقرب منها
لكى ينجح مخططة.
كما انة يحب امرأة أخري وكان يحدثها على الهاتف.
لكن صفاء قادرة على احتلال قلبة بكل سهولة
و سوف تجعلة يقع فى حبها.
شكرا على الفصل الجميل
سلمت يداك 💜💖💜💖

[م ام زياد]

عارفه المثل بتاع حسدوا الفقير
أهي صفاء كده ياعيني
يوم ماتحبوتجوز يكون واحد بتاع مصلحته
وعلي رأي ليلي بلا تركي بلا وكسه
هوه فيه أحسن من المحلي ايلي بيطلع عين أبونا 😏
رغد ديه شكلها مولعب كده وكمان بتلعب في دماغ ولادها وربنا يستر ويقويك يا هند

[Hader Elsayed]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرورة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 😂😂حرام عليكي ياهدهد موتينيو من الضحك ايه الترجمة دي سليم وكريم دي فظيعة ..والله انا كل يوم بدخل ادور على فصل جديد مابلاقيش احنا صحيح بنشتاق لفصل كل يوم بس عارفين واللعب ظروفك والله يعينك ..كاسر ايه مشكلته هو عاوز صفاء ولا لا طيب لسة كانت قبل شوي تولول لليلة انو مغصوب وهرب طيب ايه الي شافوه حمزة وليلى معقول يكون فيلم يعني قالها نمثل قدامهم انا مش فاهمة ..وبعدين كامل ايه مشكلتك يابني معندك مراتك وزي الفل بتفكر بطليقتك ليه وانت اصلا عارف انها حقيرة وعاوزة تخرب بيتك وكمان بتحريض ابنك عليها واللهي حرام ياهند مبتلحقيش تتهني هو المفروض الي يكون حازم لما انت لسة متنيل وعشقان طليقتك كنت اتنيلت ومتجوزتش بنت الناس عشان تبهدلها انا متاكده لسة في بلاوي حتعملها طليقته ولو هو معرفش قيمة الي عنده فهو بصراحة ميستاهلش بس للاسف المشكله انو هند ابوها حيوان وحقير يعني مش حيصف معاها ولايجيب لها حقها مسكينة ربنا معاها ..والعبرة التانية ماهي مش عارفة مكر اخوها وفكرت نفسها أنها ممكن تعالجة ده ادمااان ده ممكن يقتلوا لو حد حرمهم منه ..الفصل جميل بارك الله فيكي ودمتي بخير وعافيه

حبيبتي يا زهرورتي الحلوة منحرمش من تعليقاتك الجميلة دي وتحليلك للأحداث :*

[Hader Elsayed]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الغردينيا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واضح ان كاسر تزوج من صفاء رغما عنة
لكى يحصل على أموال والدة
وأعتقد انة يخدع صفاء و يتقرب منها
لكى ينجح مخططة.
كما انة يحب امرأة أخري وكان يحدثها على الهاتف.
لكن صفاء قادرة على احتلال قلبة بكل سهولة
و سوف تجعلة يقع فى حبها.
شكرا على الفصل الجميل
سلمت يداك 💜💖💜💖

حبيبتي يسعدلي قلبك يا قمر :*

[Hader Elsayed]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ام زياد

عارفه المثل بتاع حسدوا الفقير
أهي صفاء كده ياعيني
يوم ماتحبوتجوز يكون واحد بتاع مصلحته
وعلي رأي ليلي بلا تركي بلا وكسه
هوه فيه أحسن من المحلي ايلي بيطلع عين أبونا 😏
رغد ديه شكلها مولعب كده وكمان بتلعب في دماغ ولادها وربنا يستر ويقويك يا هند

ههههههههههههههههه صدقتي والله يا ام زياد القط ما بيحبش الا خناقه ماله المحلي ها هههههههههههههههههه :*