سبايا بلا أغلال (3) *مكتملة*.. سلسلة ألحان حوائية

[دعاء بودي]

ممكن اعرف مواعيد الفصول ايه؟؟؟؟؟؟

[زهرة الغردينيا]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسجيل حضور
بإنتظار الفصل

[زهرورة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جمعة مباركة تسجيل حضور لفصل

[م ام زياد]

تسجيل حضوووووووور نيهههها 😈

[زهرة الغردينيا]

مساء الخير
تسجيل حضور
بانتظارك 💖💜

[سهام هاني]

تسجيل حضورررررر

[م ام زياد]

هدير اوعي تقولي مش هتنزلي فصل
أعيط فيها

[همسات ملائكية]

شكله كاسر المسكين راح يحتاج كوايه حتى يرجع جلده الي انكمش لطبعه هههههههههههههههه
.. صح هو مو مسكين لانه غبي ويستحق الي يجراله ههههه
تسلمين حب فصول ولا اروع

[دعاء بودي]

وووووووووين الفصل في انتظارك هدير

[Hader Elsayed]

اسفة للتأخير يا بنات والله غصب عني

الفصل السادس عشر


الخوف هو العدو الأقرب للانسان , لم يخلق بعد انساناً لم يجرب ذلك الشعور الكريه للنفس , تتعدد أنواعه وأشكاله ولكن الأقرب للنساء خاصة هو الخوف من المجهول , من القادم وقد أنهكتهن التجارب السابقة ، فعندما يعتاد المرء الخذلان يخشي رغماً عنه الشعور بالأمان ، الشعور بخسارة ما لم يعتده يوماً وقد استعذبه أخيراً ، تلك كانت حالة هند بعد التقلبات التي لمستها في معاملة أبناء زوجها من جديد وبالطبع بعد زيارتهم الاسبوعية لوالدتهم و التي حرص زوجها عليها ، الأمان المادي استعداداً لمحاولة استقلال جديدة لو حدث وخسرت تلك المرة قلبها !! وقد تمثل الأمان بالنسبة لها في العمل !!
لاتعلم كيف تخبره برغبتها في العمل .. تعلم بعلته ، بعقدته وقد حرصت زوجته السابقة علي العمل كذلك .. ولكنه كان علي حساب زواجها وأبناءها أما هي !!
وقفت في المطبخ تنهي أعمالها اليومية بينما تعمد علي تجهيز وجبة الغذاء لأسرتها .. تنهدت بارهاق عندما أتاها صوت ابنته الوسطي المتذمرة وهي تهتف بها بحنق ،،،،،
- " فين كتاب الماث بتاعي عندي هوم وورك ومش لاقياه "
- " هتلاقيه في درج المكتب بتاعك "
زفرت بضيق وهي تتخصر هاتفة بنفاذ صبر ،،،،
- " دورت وملقيتهوش "
اعتصرت هند عيناها لا تعلم ما بالهم ،، ماذا تفعل تلك الحية المسماة قسراً بأم لتجعلهم يعودون علي تلك الشاكلة ، رغم عدم تغير مازن معها كما الصغيرة التي تستطيع اجتذابها بسهولة .. الا ان مرام ابنته الوسطي هي الأكثر تأثراً كما يبدو .. تنهدت بخفوت تاركة ما بيدها قبل ان تتحرك بهدوء نحوغرفة الأخيرة .. فتحت درج المكتب وبحثت قليلاً قبل ان تخرج الكتاب بيدها وهي تلوح به في وجه تلك الغاضبة .. تشدقت مرام وهي تجذب الكتاب منها هاتفة بلا مبالاة ،،،،
- " مشوفتهوش "
أومأت لها هند ايجاباً بصمت وهي تتحرك منتوية ترك الغرفة .. استوقفها هتاف المراهقة الصغيرة ،،،
- " عيد ميلاد صاحبتي بكرة ، هتعمله في بيتها ، عاوزة فلوس أجيبلها هدية "
التفتت لها هند قبل ان تضيق بين عينيها وهي تسألها بحذر ،،،،
- " بابا وافق تروحي ؟ "
- " وفيها ايه لما اروح يعني كل البنات رايحين "
- " مفيهاش حاجة لو بابا وافق ووصلك ورجع أخدك من بيت صاحبتك مينفعش تروحي لوحدك "
نظرت لها الفتاة باستهانة قبل ان تقول ،،،،
- " يا سلاااام ده ماما سابتني روحت عيد ميلاد مني صاحبتي الاسبوع الي فات وادتلي الفلوس الي عاوزاها من غير ما تسألني حتي بيتها فين "
اتسعت حدقتا هند وهي ترمقها بصدمة هاتفة ،،،،،
- " نعم !! ازاي يعني "
حركت الفتاة كتفيها بلا مبالاة وهي تقول ،،،،
- " زي الناس .. لو سمحتي هاتيلي فلوس علشان انزل اشتري الهدية "
اشتعلت عينا هند قبل ان تقول بغضب لم تستطيع السيطرة عليه ،،،،
- " عاوزة تروحي عيد ميلاد صاحبتك معنديش مشكلة .. هروح معاكي نجيب الهدية لو باباكي وافق تروحي .. وهو بنفسه هيوصلك وهيرجع ياخدك في المعاد الي هيحددهولك يا كدة يا مفيش اعياد ميلاد "
صرخت بها الفتاة بغضب ،،،،،
- " انتي مش امي علشان تتحكمي فيا كدة .. دي ماما معملتهاش "
حركت هند رأسها بأسف وهي تلتف لتخرج من الغرفة هامسة لنفسها ،،،،،
- " للأسف "

في طريقها للمطبخ سمعت صوت مفتاح باب الشقة .. توقفت تنظر لذلك الذي دلف للتو وعلي وجهه علامات الارهاق واضحة .. ضيقت بين عينيها وهي تقترب منه متسائلة بقلق ,,,

- " مالك يا كامل رجعت بدري ليه انت تعبان ؟ "

أومأ برأسه بهدوء بينما يجلس علي المقعد المواجه لباب الشقة بارهاق قائلاً وهو يمسد جبهته معتصراً لعينيه ,,,,,

- " الصداع هيموتني من الصبح مقدرتش أقعد أكتر "

ركضت من أمامه لتختفي بداخل غرفتها ثم عادت بعد قليل بيدها علبة الدواء المسكن .. وضعتها أمامه وأسرعت لتحضر الماء .. خرجت من المطبخ بعد برهة ليأتيها صوت ابنته الصارخ ,,,,,

- " مالها بيا يا بابا دي بتزعقلي هي فاكرة نفسها امي .. هي مالها ومالي "

نظرت هند لوجه زوجها الممتقع وعيناه التي يغلقهما بألم بينما يستمع بصبر لتذمرات ابنته المدللة .. ما بالها الا تري حال والدها ؟ .. هل ذاك هو الوقت المناسب لتصب عليه غضبها منها هي .. اقتربت مناولة له كوب الماء قبل ان تلتفت لتواجه تلك المدللة قائلة ,,,,

- " مش وقته يا مرام بابا تعبان انتي مش شايفاه عامل ازاي اصبري لما يروق اتكلمي معاه "

تخصرت الفتاة وهي تتشدق قائلة بغضب ,,,,,

- " والله !! هو كمان هستأذن منك قبل ما أكلم بابايا "

اتسعت حدقتا هند بينما وضع كامل الكوب علي الطاولة أمامه بعنف جعل قطرات من الماء تتناثر حولها قبل أن يقول موجهاً حديثه لابنته ,,,,,

- " ايه قلة الأدب دي أنتي ازاي تكلميها كده , دي في مقام أمك "

توحشت عينا الفتاة بينما ترمقها بحقد قائلة ,,,,

- " ااااه مهو ده الي هي عاوزاه انها تبقي مكان أمي بس ده مش هيحصل هي بالنسبالي مراتك وبس "

صرخ بها كامل بغضب زاده الألم المميت الذي يفتك برأسه ,,,,,,

- " امشي ادخلي أوضتك دلوقتي بدال ما امد ايدي عليكي .. شكلي دلعتك زيادة عن اللزوم "

ضربت الفتاة قدمها بالأرض بغضب قبل أن تلتفت دون كلمات وتسرع راكضة لغرفتها ,,,,

جلست هند بجواره وقالت بينما تربت علي كتفه بحنان ,,,,

- " هدي نفسك بس محصلش حاجة هي طفلة في الاَخر العيب مش عليها "

التفت نحوها يرمقها بتساؤل سرعان ما اجابت عنه وهي تقترب اكثر قائلة ,,,,

- " بصراحة يا كامل انا مش عاوزاهم يروحوا لرغدة تاني "

ارتد للخلف بصدمة وهو يهتف بغير تصديق ,,,,

- " ايه ؟ "

- " ايوة يا كامل احنا كدة بنشتت الاولاد لازم يستقروا وعمرهم ما هيستقروا وهم رايحين جايين عليها "

ناظرها بعينان متسعتان ذهولاً من كلماتها الغريبة عليها قائلاَ ,,,,,

- " انتي عاوزاني احرم الولاد من امهم واحرم ام من اولادها "

أغمضت عيناها بنفاذ صبر .. ليس ذلك بالتحديد ما أرادته ولكنها تريد حياة هادئة لا أكثر .. وهي تعلم علم اليقين ان وجود تلك المراة بحياتهم سيدمر ما تبنيه بداخلهم ووالدهم من مبادىء .. لقد فهمت بحدسها الأنثوي ما لم يستطيع هو فهمه .. تلك المراة لا تبالي بأبنائها كما يظن , ليست ام كما يأمل .. انها وباء ولابد من ابعاد الصغار عنه حتي لا يطالهم وها قد واتتها الفرصة .. فتحت عيناها تطالعه بتحدٍ قبل أن تقول بجدية ,,,,,

- " أيوة يا كامل عاوزاهم يبعدوا عنها دي ...... "

لم تستطيع انهاء جملتها فقد هب من جلسته واقفاً وعيناه تشتعلان غضباً تراه منه للمرة الأولي هاتفاً بينما يحرك سبابته امام وجهها بتحذير ,,,,,

- " اَخر مرة أسمعك تقولي فيها كدة .. ولادي مش هيتحرموا من امهم زي ما انا اتحرمت من امي "

ابتلع ريقه ثم تابع بصراخ ,,,,,

- " أمهم عايشة يا هند فاهمة انتي مهما كنتي حنينة عليهم مش امهم , أنا مقدرتش اشوف ابنك بيتحرم منك وأقف اتفرج مفتكرش هعمل كدة في ولادي "

وبدون أن يمهلها التفت وهو يتحرك بخطوات غاضبة نحو غرفته صافقاً بابها خلفه .. تاركاً لها تلعن غباءها وتسرعها في عرض تلك الفكرة وقد فكرت سابقاً ملياً في طريقة للإيصالها له دون اغضابه ولكنها وللأسف فعلت ,,,,,,,,,

***

كلمات سيف له بعد توبيخ الموظف الذي اقتحم غرفة ماهي الملحقة بغرفته اطارت النوم من عينيه .. الجميع يعلم ما جاهد لاخفاؤه الا هي .. لقد أصبحت مشاعره مشاعاً للجميع لم يعد هناك بداً من اخفاءها اكثر .. لقد طال صبره عليها وها قد أطمان الاَن علي اخاها وأنه اخيراً تقبل فكرة العلاج وفي طريقه للتماثل للشفاء .. بعقل مزدحم بالأفكار هم بمغادرة غرفة شقيقها الذي تبدل حاله كثيراً .. لقد أصبح اكثر هدوءاً من ذي قبل .. أكثر تقبلاً لوجوده عن ذي قبل .. أكثر تفهماً لحاجته للعلاج والبحث عن عمل عن ذي قبل .. استوقفه صوت وليد المتردد وهو يسأله ,,,,,

- " ماهي عاملة ايه .. فيه حد من الجيران بيضايقها "

ااااه هذا ما كان ينقصه الاَن .. هو لم يخبره عما بدر من صديقه الحقير .. لم يخبره ببقاءها في منزله بصحبة أخته التي طال ابتعادها عن منزلها كثيراً .. لذا المباغتة هي وسيلته الوحيدة فخير وسيلة للدفاع هي الهجوم .. التفت له رافعاً احدي حاجبيه ليقول بتساؤل ,,,,

- " انت كنت قاعد عند واحد صاحبك لما هربت من اختك علشان متتعالجش صح ؟ "

ارتبكت ملامح الاخير بينما يطالعه بتلعثم واضح في حين تابع كريم خطته ,,,,

- " وصاحبك الي كنت هربان من اختك عنده ده حرضك تسرقوا عارف ليه؟ "

لم يجبه فتابع بلا اكتراث ,,,,,

- " علشان يبلغ عنك ويخلاله الجو مع اختك الي سرق مفتاح شقتها منك يا سيد الرجالة "

ارتد للخلف بصدمة بينما عيناه اشتعلتا بغضب اعمي جعله يفيق من ذهوله وهو يقترب قابضاً علي ياقة ثميص الأخير هاتفاً بانفعال ,,,,,

- " خرجني من هنا .. خرجني اقتل الكلب ده "

ثم تلعثم قليلاً وهو يهم بتساؤل فهمه كريم علي الفور وهو يجيب ,,,,

- " متخافش اختك محصلهاش حاجة لحقتها في اخر لحظة وقاعدة في البيت عندي مع اختي ووالدي ومتقلقش انا مش ببات في البيت من يوم ما هي دخلته "

تراخت أنامله عن ياقة كريم بينما يبتعد مطأطئاً رأسه بخجل شجع كريم علي المتابعة ,,,,,

- " بص يا وليد انا عارف انك كنت بترفض جواز اختك و ....."

قاطعه وليد وهو يهتف بينما يحرك رأسه بحزن ,,,,,

- " انا الي كنت برفض العرسان علشان أناني مكنتش لاقي شغل كويس ولو اتجوزت مكنتش هلاقي اكل "

- " ....... ومتلاقيش تاكل ليه انت عويل ؟ صحتك الي روحت ضيعتها علي الزفت الي كنت بتتعاطاه والي كان هيجيبلك

- " الايدز عارف الدكتور قالي "

نظرته الكسيرة .. مقلتاه اللاتي تتأرجح فيهما العبرات الاَن .. جعلت كريم يبتلع باقي الكلمات التي أراد بها توبيخه علي ما فعل باخته ولكنه وبدون وعي وجد نفسه يهتف به ,,,,,

- " أنا عاوز اتجوز اختك "

رفع وليد وجهه نحو كريم بغير تصديق .. أبعد كل ما عايشه معهما يريد الزواج منها ؟ .. أبعد ما تعرضت له من محاولة اغتصاب يريد الزواج بها .. هل يقبل بان يكون أخا زوجته مدمناً ولو برأ من ادمانه تماماً .. لقد التمس فيه الشهامة فهل هي شهامته من دفعته لطلب كذاك ؟

ابتلع ريقه وقد بدأت حاجة جسده للمخدر تؤرقه ليقول بينما يدلك كتفه ,,,,,

- " عاوز تتجوزها جدعنة منك صح "

توقع موافقة , توقع تلعثم يليه ايماءة .. ولكنه لم يتوقع ابداً أن يهدر به كريم وكأنها يخترق وعيه الذي كاد يغيب عما هو حوله في نوبة جديدة ليسمعه يقول ,,,,,,

- " بحبها " ,,,,,,,,

لم يخبر أحداً بذهابه لشقيقها طلباً ليدها .. لم يكن هو نفسه يعلم انه سيقدم علي خطوة كتلك بذلك التهور .. لم تصدق عيناه فرحة أخاها الذي يبدو قد بدا يشعر بالندم علي ما اقترفه بحق أخته .. لم يستطيع الانتظار للصباح حتي يعود بتلك الاخبار لها .. رغم احساسه بمبادلتها له مشاعره , الا ان الخوف من الفشل هو هاجسه الذي يسعي للتخلص منه بلا كلل .. ضغط جرس الباب كعادته منذ أصبحت تحتل منزله .. تلك المستبدة التي استأثرت لنفسها علي كل ما كان له يوماً .. فراشه , بيته , أباه , أخته , وقلبه .. فتح باب الشقة بعد قليل ليطالع وجهها المتجهم في استقباله .. نظر لها بتساؤل وصوت أنثوي يعرفه جيدا يخترق أذناه قادماً من داخل المنزل .. وقبل أن يسأل بتوجس عن هوية صاحبته وجد الباب ينفتح بسرعة ليطالع وجه خطيبته السابقة .. كز علي أسنانه بينما تبتسم هي في وجهه بحلاوة أزعجت تلك التي تحمحمت وهي تعود ادراجها للداخل .. تاركة المجال لغريمتها دون الشعور باحقيتها هي فيه .. اعتصر عيناه بغضب من تلك البلهاء التي تركته مع سواها باستسلام ازعجه أيما انزعاج .. فتح باب الشقة علي اتساعه ليطالع وجه حلا الممتقع بدوره من تلك المتطفلة التي دمرت أخاها سابقاً وها هي تتبجح بعد فسخ خطبتها الأخري بحبها واشتياقها له .. تخطاها ليدلف للشقة وعيناه علي تلك التي جلست علي احد المقاعد تدعي متابعة التلفاز .. أغلقت الأخيرة الباب وهي تتحرك خلفه باصرار حتي جلست بجواره علي الاريكة المقابلة لماهي .. تحمحمت ماهي بحرج من اتصاق تلك العلقة به بينما تعللت بعمل الشاي للجميع ,,,,,

وقفت تطالع فقاعات الماء التي تنتفخ وتنتفخ قبل ان تنفجر بفعل الحرارة تصحبها أخري وأخري وكم كان حالها مشابهاً لها .. بشرود وغضب أعمي يدفعها للذهاب لتلك السمجة وتلقينها درساً لن تنساه ما حيت ولكن بأي حق !! تنهدت بخفوت قبل أن تقفز مجفلة عندما اتاها صوته من خلفها .. سحبها مبعداً لها عن النيران وكم كانت باردة مقارنة بذلك البركان الذي اجتاحها من اقترابهما ذاك .. تلعثمت بينما تبتعد عنه قائلة ,,,,,

- " م معلش بس أصلي سرحت شوية "

رفع كريم احدي حاجبيه بينما يميل عليها متسائلاَ بجهل مصطنع ,,,,

- " سرحانة في ايه ؟ "

-" ها أأأأ أه في وليد أصله وحشني أوي "

حرك رأسه بتفهم قبل أن يغمزها باسماً ,,,,

- " طب مش هتقوليلي مبروك ؟ "

بهتت ملامحها وبدأت الدموع في التجمع في ماَقيها بينما عيناها تنظرا في كل مكان حولهما الاه .. تقسم انها لو نظرت لملامحه التي تعشق في تلك اللحظة لاحتضنته وبكت .. ولكنه ليس حقها هو حقاً لأخري , أخري عادت له نادمة , مشتاقة .. أجلت حنجرتها واغتصبت ابتسامة زادت من بؤس ملامحها لتقول ,,,,,

- " مبروك "

كم شعر بالسادية في تلك اللحظة .. بينما عيناه تنسابان علي ملامحها المبتئسة بعشق لو رفعت عيناها نحوه فقط لغرقت في بحور منه .. قبض علي معصمها جاذباً لها نحوه قبل أن يقول ,,,,,

- " مبروك علي ايه بقي ؟ "

حاولت سحب يدها من قبضته ولكن هيهات .. ابتلعت ريقها وهي تجيبه بحرج واضح وضيق لم يغفله ,,,,

- " علي رجوعك لخطيبتك "

لم تلاحظ ابتسامته المتسلية التي ارتسمت علي محياه بينما يقترب هامساً بجوار أذنها ,,,,,

- " ومين قالك اني هرجعلها أصلاً "

رفعت عيناها نحوه برجاء قبل أن يخرج صوتها هامساً رغماً عنها وهي تقول ,,,,,

- " امال مبروك علي ايه ؟ "

وضع يده أسفل ذقنها ليجعلها تقابل عيناه وهو يقول بهيام ,,,,

- " بحبك "

كادت عيناها ان تخرجا من محجريهما بينما اشتعلت وجنتاها باللون الأحمر القاني مم كاد يدفعه للضحك الا انه تمالك نفسه وهو يتابع أمام عيناها الذاهلتان ,,,,,,

- " وطلبتك من وليد ووافق , مش ناقص غير موافقة العروسة "

- " ها ؟ "

أفلتها وهو يحرك سبابته أمام وجهها قائلاً ,,,,,

- " ومفيش خطوبة احنا مش لسة هنتعرف احنا هنتجوز علطوووول "

كانت كالتمثال بين يديه لا تتحرك من المفاجأة .. رفع حاجبه بمشاكسة قبل أن يميل علي وجنتها طابعاً لقبلة جعلتها ترتد للخلف وهي تضع يدها علي وجنتها لتقول بتأنيب ,,,,

- " ميصحش كده "

ضحك بصوت مرتفع وهو يلتفت ليغادر المطبخ وهو يقول بعبث ,,,,,

- " علي فكرة الضيفة مشيت من بدري مكانش ليها لازمة كل الوقفة دى علي البوتاجاز يا حرمنا المصون "

وضعت يدها علي خافقها علها تهديء من نبضاته الثائرة بين جنبات روحها .. أحقاً أرادها زوجة , طلبها من اخاها .. هل وافق وليد .. احتضنت كفها المتوسدة حضنها بكفها الاَخر بينما تغمض كلتا عيناها وابتسامة سعادة أنارت ملامحها .. غافلة عن ذلك الذي يطالعها من خلف باب المطبخ بانبهار وسعادة تفوق قدرته علي التعبير فالصمت في حرم الجمال جمال !!!

***

اليوم السابق كان يوم مبيت كاسر مع بيري , لذا اقتنصت ليلي الفرصة لتذهب مبكراً لغرفة اختها .. طرقت باب الغرفة طرقتان خفيفتان وبدون انتظار الرد فتحت الباب ودلفت للداخل .. فتحت صفاء عينيها بتكاسل وهي تطالع اختها التي تهمس بغضب ,,,,,

- " يا قلبك الميت يا بت .. قومي عندنا شغل مخابرات والموساد بيدور علي الست استر خلة السنان علشان يجندوها مع الاوغاد العلوج علي رأي الله يمسيه بالخير القذافي "

اعتدلت صفاء في جلستها بينما ترمق أختها بعدم فهم وهو تقول ,,,,,

- " ايه الي بتقوليه ده انا مش فاهمة حاجة "

ضحكت ليلي بانطلاق بينما تعقص كلتا قدميها تحتها لتقول بتسلية ,,,,,

- " ده علي أساس ان انا الي فاهمه .. أهي كلمة من هنا علي كلمة من هنا واهو المراد حصل وعرفت اصحيكي .. عارفاكي خم نوم زي امك "

حركت صفاء رأسها بمعني لا فائدة قبل أن تقول وهي تنظر في ساعة الحائط المقابلة لفراشها ,,,,

- " يا مفترية الساعة لسة سبعة لسة ساعة "

تم عادت لتتمدد علي فراشها بينما تتثائب قائلة ,,,,,

- " خليني أنام الساعة دي يا ليلي وحياة أمك "

سحبتها ليلي باصرار من ذراعها بينما تقول بحماس ,,,,,

- " يا بت اتقلي عندي خطة جديدة بمخمخلك فيها بقالي كام يوم "

زفرت صفاء بنفاذ صبر وقد غادرها النوم لتعتدل في فراشها جالسة وهي تقول بغيظ ,,,,

- " اشجيني يا ست ليلي مراد انا عارفة مش هتسكتي لحد ما تقولي الي عاوزاه "

ضحكت ليلي بينما تشمخ برأسها بفخر قائلة ,,,,

- " بالظبط كده ,,, بصي بقي معاذ .... "

تأفتت صفاء بضجر وهي تقول ,,,,

- " يوووووه معاذ تاني ماااله "

حركت ليلي سبابتها امام وجهها محذرة ,,,,,

- " بلا يوووه بلا بووووه اسمعي وشوفي خطت اختك الي متخرش المية "

وضعت صفاء وجنتها علي كفها بضجر بينما تومىء برأسها دون كلمات فقالت ليلي ,,,,,

- " دلوقتي اسم النبي حارسه متجوز اتنين "

اتسعت حدقتا صفاء بينما اعتدلت في جلستها لتلطم صدرها وهي تقول ,,,,

- " هو كمان ؟ "

حركت ليلي رأسها نفياً وهي تقول بمشاكسة محببة ,,,,,

- " يا ياختي ده متجوز الاتنين بجد ومش مكفيين فبيدور علي التالتة كمان "

نظرت لها صفاء بغير تصديق بينما تهتف باستنكار ,,,,

- " الجلف ده ؟ ده مبيعرفش يعامل ستات يا بنتي "

تشدقت ليلي وهي تقول باستهانة ,,,,

- " اتنيلي علي كوم العضلات البلاستيك الي عندك .. هو الجلف ده بيكون سهون كدة وجواني في نفسه اسأليني أنا "

حركت صفاء رأسها يمنة ويسار ضاحكة قبل أن تتساءل بجدية ,,,,,

- " وانا مالي يا ستي ربنا يزيد ويبارك اتنين تلاته يقفل الأربعة هو حر "

- " يا هبلة افهمي ,, هنعرف كاسر انه بيدور علي التالته وانتي بقي هتحاولي تتكلمي معاه هو قفل أه بس راجل في الاخر وانتي مزة المزز يعني "

شهقت صفاء لاطمة صدرها وهي تقول بصدمة ,,,,,

- " انتي اتجننتي يا ليلة عاوزاني اكلم راجل وانا متجوزة ؟ "

- " يااااااااااااا صبر أيوووووووووووب ,, يا بنتي ارحمي أمي العيانة انا صاحبة مرض وخلقي كنز متخلينيش أتغابي عليكي ,, انتي هتكلميه عادي وتهزري ده قريبنا بردو يا غبية هو أنا بقولك عاكسيه .. بس خلي التحش بتاعك يغير ولو مغارش يبقي بالسلامة ياخد السلعوة بتاعته وعلي أقرب جنينة حيوانات هو وهي وانتي هجوزك لمعاذ علي ضمانتي "

أشاحت صفاء بيدها وهي تقول باستنكار ,,,,

- " هو تلاجة يا ليلي هاخدها بضمان "

- " فشررررررررر ده بتاجاز 7 شعلة واشعال ذاتي كمان انا نظرتي متخيبش أبداااااا " ,,,,,,,

وقفت صفاء ترمق ليلي بتوسل بينما ترمقها لاأخيرة بلا مبالاة وهي تشير لها نحو معاذ الذي كان يطعم فرسه فزاع مكعبات السكر .. تنهدت صفاء باستسلام قبل أن تتحرك نحو معاذ هو ينقل بصرها بينه وبين ليلي التي كانت عيناها مستقرة علي كاسر الذي كان يشرف علي جمع المحاصيل بينما عيناه تتبعان تلك البلهاء بغضب مستعر .. اقتربت منه قائلة ,,,,,

- " احم صباح الخير يا باشمهندس "

نظر لها بجانب عينه قبل أن يعود ببصره للفرس أمامه .. ظنته سيتجاهلها فنظرت ناحية ليلي بغضب .. حينها اتاها صوته وهو يقول ,,,,

- " صباح الخير "

شجعها رده علي جملتها لتتقدم من الفراس بحماس قائلة ,,,,

- " ممكن تخليني أأكله؟ "

- " ومتأكليش فرس جوزك ليه ؟ "

هنا قفزت ليلي من حيث لا تدري بينهما وهي تهمس في أذنها ,,,,,

- " معلش هو ساعات بيرفص أنا عندي منه في البيت .. استني "

ثم ابتسمت وهي تحييه قبل أن تقول ,,,,

- " الا هو بقي بغل أد كدة بسبب السكر بس ولا بتعلفه ايه ؟ "

نظر لها لوهلة جعلتها تبتلع ريقها بينما تتمسك صفاء بذراعها وعندها .. انفجر في الضحك ,, اخذت كل منهما تتأمله ببلاهة قبل أن تميل ليلي علي صفاء هامسة ,,,,,

- " هو ليه الراجل بس يتجوز 2 و 3 و 4 وانا مقدرش اخد الحليوة ده جنب سبع الليل "

مالت عليها صفاء بدورها بينما تحاول كتم ضحكتها لتقول ,,,,

- " هو قال عاوز يتجوز 3 خلاص اتطلقي من حمزة انتي كمان ونبقوا اربعة وانا وانتي هنطفش الاتنين التانيين "

لكزتها ليلي في خاصرتها وهي تلاحظ اقتراب حمزة وكاسر بنظرات مشتعلة نحوهما .. تحمحمت وهي تبتعد هاتفة ,,,,,

- " لامؤاخذة ياختي جوزى ايده طرشة وانا جتتي مش خالصة .. جربي كده القفا التركي وابقي طمنيني عليكي يا شابة "