آخر 10 مشاركات
سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          سَكَن رُوحِي * مكتملة **مميزة** (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )           »          لهيب عاشق-قلوب أحلام زائرة- للكاتبة الرائعة::هبة خاطر *كاملة+روابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          إغواء البريئة (67) للكاتبة: جيني لوكاس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          Wed for the Spaniard's Redemption by Chantelle Shaw (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree918Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-09-18, 10:11 PM   #10471

OmTota

? العضوٌ??? » 412951
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 59
?  نُقآطِيْ » OmTota is on a distinguished road
افتراضي


فينك يا لولو انا حضرت القاعده والمناديل

OmTota غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-18, 10:11 PM   #10472

مها سلام

? العضوٌ??? » 385140
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 346
?  نُقآطِيْ » مها سلام is on a distinguished road
افتراضي

عفكرة...احنا منتظرين فصلين مش واحد...فمتكسفناش بلييييييييز ...love you

مها سلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-18, 10:14 PM   #10473

fofolamia

? العضوٌ??? » 413401
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 62
?  نُقآطِيْ » fofolamia is on a distinguished road
افتراضي

سلااام نحن بالانتظار على نار

fofolamia متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-18, 10:15 PM   #10474

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

انتي قلتي فصلين 😔😔😔😔😔😔😔😔😔😔

Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-18, 10:15 PM   #10475

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

جاري تنزيل الفصل الثامن والعشرين بإذن الله
قراءة ممتعة


blue me غير متواجد حالياً  
التوقيع
حاليا ..

رد مع اقتباس
قديم 05-09-18, 10:16 PM   #10476

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

الفصل الثامن والعشرون


ابتسم ريان بتكلف وهو يسلم الزبون الكتاب الذي ابتاعه لتوه :- أهلا بك ..
ثم انتظر حتى غادر المكتبة ليرمي نفسه فوق مقعده الجلدي زافرا بقوة ... اليوم ... يأبى أن ينتهي بسرعة ..
نظر عبر الواجهة الزجاجية للمكتبة ... حيث كانت السماء تمطر بغزارة في الخارج ..
تنهد وهو يتساءل .. أترى الشتاء يقرر أخيرا أن يتنازل عن موقعه لصالح الربيع ؟؟؟
لم يدرك ريان إلى أي حد كان يكره الوحدة حتى توقفت وردة عن الحضور إلى المكتبة .. ملتزمة بعملها الجديد مع والدته .. هو حقا لا يستطيع أن يعترض مطالبا إياها بالعودة للعمل معه كونه لا يدين لها بشيء .. كما أن عملها في شركة والدته تفتح لها بالتأكيد أبوابا أوسع للمستقبل .. في حين كل ما تمكن من تقديمه لها أثناء عملها معه ... كان خيبة الأمل ..
كنان أيضا توقف عن زياراته المتكررة ... لقد كان مشغولا جدا في أحد مشاريعه الجديدة .. وصدقا .. من كان ليتخيل كنان متفانيا بأي شكل اتجاه أي شيء سوى نفسه ؟؟؟ لقد كانت رؤيته وهو يعمل مثبتا نضجه المفاجئ .. أمرا مرضيا للغاية ...
إنما بالمقابل ... ها هو يقضي الساعات في العمل الذي أسسه منذ عام عله يجد فيه خلاصه ... دون أن يجد ما يفعله أكثر من مراقبة الطرقات خارجا ...
كان يتوتر .. يضيق عينيه بترقب كلما مرت فتاة ذات وشاح زاهي الألوان أمام المكتبة ... لتعود عضلاته فتسترخي ... إنما لا براحة .. بل بخيبة أمل .. عندما يدرك بأنها كانت مجرد فتاة غريبة لا يعرفها ..
بأنها ليست جنى ..
لقد مرت أيام منذ غادرت المكتبة دون عودة ... كلما تذكر ريان ذلك اليوم .. يدرك بأنها ربما لن تعود أبدا .. بعد الطريقة التي عاملها بها ...
فكر ببؤس بأنها قد كذبت على هبة ... إلا أنه لم يفكر حينها بدوافعها للكذب ... كلنا نكذب أحيانا .. وجنى .. لم تبد له من ذلك النوع الذي يكذب لأنه شخص سيء .. لقد كذبت ربما كنوع من ردة الفعل عندما أدركت هوية هبة .. وقد سبق وذكر لها هو اسمها ... ربما هو يكره الكذب .. بعد الطريقة التي خدعه فيها كامل .. بعد الطريقة التي أخفت فيها هبة عنه الحقيقة ... إلا أن هذا لا يعني أن يتوقف عن الثقة بالآخرين .. لقد كاد يدفع كنان بعيدا عنه عندما عجز عن أن يمنحه ما يستحقه من الثقة في لحظة ضعف بعد اختطاف لقمان .. إلى متى سيظل يسمح لتجربة سيئة كهذه ... أن تحكمه ؟؟
أمسك شالها الصوفي الذي نسيت آنذاك أن تأخذه معها .. والذي أبقاه إلى جابه منذ ذلك الحين أملا في أن تعود يوما لأجله .. وظل يحدق فيه للحظات طويلة .. وكأن تحديقه هذا كفيل بجعلها تدفع الباب فجأة داخلة إلى المكتبة من جديد ..
رفع عينيه مجددا نحو الطريق .... يراقب الطلاب العائدين من الجامعة إلى بيوتهم وهو يتراكضون تحت المطر ضاحكين .. أترى جنى تعود يوما ؟





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-18, 10:17 PM   #10477

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

لحسن حظ وردة ... تذكرت إحضار مظلة معها عند خروجها من العمل .. إذ فور أن وطأت قدمها الشارع ... فتحت السماء أبوابها ساكبة محتوياتها بعنف مرة واحدة ..
المظلة ... ساعدتها هذه المرة على إخفاء هويتها وهي تسير عبر شوارع حيها القديم ... هذه المرة حريصة على أن تسير في الطرق الرئيسية ... تحيط وجهها بشالها كي تخفي ملامحه .. تسير بجزم وثقة كي تخفي عن الآخرين مقدار خوفها .. تحاول أن تكبح الصور القديمة التي كانت تقفز داخل عقلها بين الحين والآخر مذكرة إياها بذلك المساء الذي تعرضت فيه للهجوم ... الأمر كان صعبا عليها ... في كل مرة كانت تعود فيها كانت تعاني .. إلا أنها لا تتوقف عن العودة كل يوم ...
المبنى الذي ولدت فيه وعاشت كل سنوات حياتها كان مظلما للغاية رغم أن الشمس لم تغرب بعد .. من الواضح أن الكهرباء كانت منقطعة عن المبنى بأكمله كالعادة في الأحياء الفقيرة .. صعدت إلى الطابق حيث شقة عائلتها .. وكالعادة ... طرقت الباب وهي تشعر بقلها يقفز من مكانه مع كل طرقة ..
لا إجابة ..
اغرورقت عيناها بالدموع وهي تقول :- أمي ... أنا أعرف أنك هنا .. أنك تنظرين إلي من وراء الباب .. أرجوك دعيني أدخل .. سنتحدث فقط ..
أيضا لا إجابة ... وردة كانت قد توقفت منذ فترة طويلة عن محاولة استخدام مفتاحها بعد أن اكتشفت بأن والدتها قد غيرت القفل .. تركت الدموع تسيل فوق وجنتيها وهي تقول بيأس :- أرجوك .... أرجوك أمي .. دعيني أدخل ... أرجوك ..
أسندت جبينها إلى الباب ... وأخذت تبكي عاجزة عن منع نفسها .. لقد كانت هذه إحدى اللحظات التي كانت تعجز فيها عن التظاهر بالقوة .. هي تستطيع أن تقاتل كل شيء .. وفي سبيل كل شيء .. إنما هي لا تستطيع أن تواجه رفض والدتها لها .. منعها إياها من رؤية والدها وشقيقيها ..
اليتم .... دون ان تكون يتيما حقا .. كان شعورا بائسا للغاية ...
:- وردة ..
التفتت وردة مجفلة نحو السيدة سامية .. جارة عائلتها منذ سنوات طويلة .. كانت في مثل عمر والدتها .. وأما لابنتين متزوجتين بالفعل .. وتقيم وحدها مع زوجها .. كانت تفتح باب شقتها .. وتنظر إلى وردة بشفقة وهي تقول :- لم لا تأتين لاحتساء فنجان من القهوة معي ...
تمتمت وردة وهي تمسح دموعها .. كارهة أن يراها أي أحد على هذه الحالة :- أنا آسفة .. إنما علي حقا أن أذهب ..
:- آه .... من الأفضل أن تهدئي قليلا قبل أن تغادري ... تعالي .. أنت لا ترغبين بأن يراك أحد الجيران وأنت تبكين ..
هل هذه المرأة قادرة على قراءة الأفكار ؟؟ عاجزة عن الاعتراض في حالتها تلك ... سمحت للمرأة بأن تدخلها إلى شقتها الصغيرة والمتواضعة ... أكثر ترتيبا من شقة عائلتها .. غرفة الجلوس كانت مريحة ونظيفة جدا كما لمنزل أي امرأة لا أطفال صغار لديها أن تكون ..
تركتها المرأة لدقائق كي تعد فنجانين من القهوة ... ثم عادت وهي تحملهما في صينية مع طبق صغير من قطع الحلوى المعدة منزليا وهي تقول :- أنا آسفة حقا لما يحدث بينك وبين والدتك ... قسوة منها أن تعاملك بهذه الطريقة .. أنت ابنتها رغم كل شيء ..
لم تقل وردة شيئا .. بل اكتفت بأخذ فنجان القهوة والبدء باحتساء محتوياته الساخنة بصمت .. إذ ما الذي كانت تستطيع أن تقوله ؟؟
عينا السيدة سامية كانت تتأمل ملابس وردة الأنيقة بنظرات غامضة وهي تقول :- أخبريني يا ابنتي .. هل أنت بخير ؟؟ هل تحتاجين إلى مكان تمكثين فيه ؟؟
تمتمت وردة :- أنا بخير .. وأقيم لدى أصدقاء لي ... أخبريني يا خالتي .. هل أخوتي بخير ؟؟ كيف أبي ؟؟ هل تزورينهم ؟؟
:- بين الحين والآخر ... أصدقاء ؟ .. هل تقصدين الشاب الذي كان معك ذلك المساء .. لقد بدا شابا مثيرا للاهتمام ..
هه... الطيبة المفاجئة للجارة اللطيفة كانت لها أغراضها الدفينة إذن .. الحصول على المزيد من المواد للثرثرة .. تمتمت :- لا ... أنا لا أقصده هو .. من الأفضل أن أذهب .. لا أريد أن أشـ ..
صوت الباب وهو يفتح ويغلق منع وردة من أن تكمل عبارتها ... عند الباب المفتوح وقف زوج السيدة سامية ينقل بصره بينهما واجما قبل أن يختفي بدون أي كلمة .. نهضت السيدة سامية قائلة بحرج :- أمممم ... سأعود على الفور يا عزيزتي .. لابد وأنه قد مر بيوم سيء في العمل ..
لم تكن وردة تنوي الانتظار حتى عودتها ... تناولت حقيبة يدها ونهضت .. ليصل إليها صوت الرجل واضحا وهو يهتف بغضب من إحدى الغرف الداخلية :- أنا لا أريدها في منزلي ... لا هي .. ولا أي أحد من أفراد عائلتها القذرين ..
:- بحق الله يا عزيزتي .. اخفض صوتك ... ستسمعك ..
:- وهل تظنين بأنني أهتم ؟؟ والدتها لم تهتم بآراء الآخرين عندما كانت تستقبل عشيقها في منزلها على مرأى الحارة بأكملها ..الكل يعرف بأنها وشقيق زوجها القاتل كانا عشيقين ... وأنها كانت تقابله في منزل زوجها وأمام عيني الرجل المريض العاجز ..
:- رباه ستسمعك .. الفتاة المسكينة على الأرجح لا تعرف ...
:- فلتعرف .... من الأفضل لها أن تعرف بأنها بالضبط كوالدتها .. لسنوات كانت تخرج باكرا فلا تعود إلا في وقت متأخر .. ملابسها أنيقة وغالية الثمن .. ترافق شبانا أثرياء .. الكل يعرف أنها ..
:- شششش .. اسكت ... سأصرفها ثم تستطيع بعدها التحدث كما تريد ...
عندما عادت السيدة سامية إلى غرفة الجلوس ... وجدتها فارغة تماما ...





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-18, 10:18 PM   #10478

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

( :- أنت تعرفين بأن عرضه منطقي ... هو بحاجة لأم لطفلته .. وأنت بحاجة إلى زوج لا يرغب بالأطفال .. كل منكما يكمل الآخر
:- وماذا عن الحب يا خالتي ؟ أنت تعرفين بأنني لا أحبه ...
:- ألا يعجبك ؟؟ لقد أخبرتني بأنه وسيم الشكل ...
:- هو كذلك ... إنما ...
:- هل ترغبين برجل يمتلك السلطة على إيذائك كما فعل خالد ؟؟ ربما كانت المشكلة في علاقتك بخالد هو أنك أحببته أكثر مما يجب .. وربما من مزايا هذا الزواج من عمران .. أنك لا تحبينه بما يكفي .. )
غادرت قمر مكتبها وهي تتنهد بإرهاق ... حوارها مع نورا يتردد داخل عقلها عدة مرات خلال كل ساعة من النهار ... كان عمران قد وعدها أن يمنحها الفرصة كي تفكر بالأمر .. هو يحاول تحاشيها في العمل كي لا يشكل أي ضغط عليها .. هذا النوع من المراعاة .. كان جديدا عليها من قبله .. إنما كان مطمئنا لقلبها المضطرب والحائر ..
عرضه الزواج كان كله مفاجئا بالنسبة إليها ... إذ كان عمران آخر من توقعت أو انتظرت أن يرغب بالزواج بها ... أن تتزوج مجددا ! .. أن تمنح ثقتها لرجل آخر ... أن تمنح قلبها وجسدها لرجل آخر ..
رباه ...
الفكرة بحد ذاتها كانت صادمة ... إنما كلما فكرت بكلماته وهو يعرض الأمر عليها بمنطقية ... كانت تفكر بحزن ... بأنها ربما تكون فرصتها الأخيرة للحصول على ابنة تحبها بدون أن تضطر لأن تحمل بها .. بأنها فرصتها الوحيدة للحصول على رجل يريدها ويعتبرها جديرة بأن تكون زوجته وأما لطفلته دون النظر إليها على أنها ناقصة أو معطوبة ..
بأنها ليست مضطرة لأن تبقى وحيدة إلى الأبد ...
مرت إلى جانب مكتب عمران المغلق ... وتابعت طريقها مغادرة دون أن تتوقف .. تتوق بشوق للعودة إلى البيت والاختباء في غرفتها للتفكير بالأمر بوضوح أكبر بدون أي تأثير خارجي ..
عدة أشخاص حيوها بشكل عابر أثناء مغادرتها ... وقفت عند الباب مجفلة عندما رأت الجو الماطر بغزارة .. ثم تنهدت وهي تدرك بأنها لن تصل إلى البيت إلا وهي مبللة من رأسها حتى أخمص قدميها ... ووفقا لحظها العاثر في الآونة الأخيرة .. ستصاب بالبرد وتبقى طريحة الفراش لأيام ... وخالتها المحبطة للغاية بعد لقائها ببحر .. ستضطر لأن تعتني بها ..
أخذت نفسا عميقا ... واندفعت تحت المطر وهي تنتفض مجفلة لبرودة القطرات الثقيلة ... ركضت فوق الرصيف .. ترفع حقيبة يدها الجلدية فوق رأسها كي تمنع المطر من أن يبلل وجهها ... تنظر بيأس حولها بحثا عن سيارة أجرة ... لتطلق صيحة ذعر قصيرة عندما أمسكت يد قاسية بمرفقها فجأة وهي تدفعها مستغلة عامل المفاجأة ... في مقاومة تلقائية ... التفتت نحوه هاتفة بشراسة :- اتركني أيـ ...
بترت عبارتها وهي تحدق بوجه خالد الجامد .. والذي استغل ذهولها ليدفعها عبر باب سيارته المفتوح مغلقا إياه ورائها ... فور أن رأته يدور حول السيارة .. عادت إلى وعيها وبدأت تحاول فتح الباب من جديد بدون أي فائدة ... حتى استقل مقعد السائق ... لتهتف به بغضب :- ما الذي تظن بأنك تفعله ؟
انتظر للحظة مسح فيها البلل عن وجهه .. ضوء النهار الزائل ينعكس فوق قطرات الماء الكريستالية العالقة بشعره الكثيف السواد .. ثم أدار المحرك وهو يقول دون أن ينظر إليها :- أحتاج للتحدث إليك ...
كزت على أسنانها وهي تحاول فتح الباب مجددا ... حتى تحركت السيارة وانطلقت عبر الطرقات التي كانت خالية تحت هذا المطر الغزير إلا من مشاة كانوا أكثر اهتماما بالعثور على ملجأ من أن يدركوا بأنها كانت تؤخذ رغما عن إرادتها ..
التفتت نحوها هاتفة بانفعال .. وجودها معه في المساحة الصغيرة يثير أعصابها وجنونها :- سبق وأخبرتك بأنني لا أريد التحدث إليك ... لماذا لا تفهمني ؟؟ ألهذا الحد يعجز عقلك عن استيعاب الفكرة ؟
أصابعه تشنجت حول عجلة القيادة ... وكأنه يحاول منع نفسه من الاستجابة لاستفزازها الواضح .. قال بصوت متوتر :- سنتحدث لا أكثر يا قمر .... أنا لا أخطط لأن أمارس أي ضغط عليك ..
كان هناك شيء في نبرة خالد استوقفها ... شيء أبعد من توتره الظاهر ... شيء كان ... كان ميتا بطريقة ما .. التفتت نحوه بتوتر تتأمله ... وسيما كالعادة ... بتلك الطريقة التي كانت تجعله يبدو دائما كعارضي الأزياء إنما أكثر خشونة ورجولة ... أنيقا بملابسه الغالية الثمن ... وجهه الأسمر كان شاحبا ... ذقنه كانت نامية بشكل بدا مختلفا عن مظهره المعتاد ... رغما عنها .. وجدت نفسها تسأله بقلق :- هل أنت بخير ؟
أجفل وهو ينظر إليها بشكل عابر :- ماذا ؟؟
عبست :- هل توقفت عن أخذ دوائك مجددا ؟؟
رمش بعينيه .. قبل أن يعيد تركيزه نحو الطريق هو يضحك بمرارة قائلا :- هل أنت مهتمة بصحتي حقا يا قمر ؟؟
تنهدت قائلة :- صدق أو لا تصدق ... أنا لا أريد إطلاقا أن يصيبك أذى يا خالد ..
صمت للحظة ... ثم قال :- لا ... أنا لم أتوقف عن أخذ دوائي ... كما سبق وأخبرتني ... هناك أشخاص كثر يعتمدون علي ..
أحست وكأن ثقلا كبيرا قد انزاح عن صدرها ... لتعود فتركز بوضعها الحالي لتقول :- خالد ... ما تفعله الآن عديم الفائدة ... وأنا أحتاج للعودة إلى البيت قبل أن تقلق نورا ..
بعناد قال :- سنتناول العشاء لا أكثر ... إن أردت ... سأتحدث أنا إلى نورا .. أنا متأكد بأنها تعرف بأنك آمنة معي .. وأنها تعرف حاجتنا لأن نتحدث ..
قمر كانت تعرف بأنه محق .... نورا رغم كل ما حدث بينها وبين خالد .. كانت وما تزال تعتبره كابن لها .. وتثق بأنه أبدا لن يؤذي قمر ..... جسديا على الأقل ...
غمرها الحزن للحظة ... مدركة بأنهما فعلا يحتاجان للحديث للمرة الأخيرة ... قبل أن يسير كل منهما وللأبد في طريق مختلف تماما عن الآخر ..





يتبع ..

رابط تتمة الفصل
https://www.rewity.com/forum/t405484-1049.html


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-18, 10:19 PM   #10479

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

نظرت بحر عبر النافذة لتلاحظ غزارة المطر في الخارج بينما هي تحمل صينية العشاء عبر الممر إلى غرفة لقمان ... المطر كان غزيرا إلى حد كان يحجب الرؤية خارجا .. أيام قليلة مرت على خروج لقمان من المستشفى وعودته إلى بيته .. منذ ذلك الحين .. لم يتوقف زواره إطلاقا .. عائلته لم تتركه لحظة .. أصدقائه المقربون .. الكل كان عاجزا عن رؤية انغلاق لقمان وهو يرغم نفسه على مقابلتهم جميعا ... على تحمل أسئلتهم ومنحها الأجوبة المناسبة .. على التظاهر بالصلابة وكأن ما حدث له لم يترك أي تأثير عليه ..
وحدها هي كانت قادرة على رؤية التأثير القاتل عليه .... هي وثروت ... الذي كان ضائعا في مشاكله الخاصة منذ اكتشف تسلل ممرضة مزيفة بشكل مستمر إلى غرفة جمان وإصراره على العثور عليها ..
لحسن الحظ .. ومع حلول الظلام .. المنزل الضخم للقمان الطويل كان أخيرا خاليا من الزوار ... والوقت قد حان من جديد لها كي تواجهه ... وتخوض معركتها اليومية مع مزاجه الذي كان يزداد اسودادا كل يوم منذ عودته ... أثناء محاربته أشباحه الذين كان يرفض مناقشتهم مع أحد ..
طرقت الباب .... ودخلت بعد أن سمعته يأذن لها بالدخول ... كان يقف عند النافذة .... كما كانت تفعل بالضبط قبل دقائق ... يحدق بالمطر الغزير بعينين على الأرجح لا تريان .. ما الذي كان يراه بدلا من المياه التي كانت تغسل النافذة كالسيل ؟.
قالت بهدوء :- لقد كان الطبيب واضحا عندما أكد على أهمية نيلك ما يكفي من الراحة .. لن تشفى ذراعك إن حركتها كثيرا ..
قال ببرود :- هي ذراعي أنا ... وأنا الأعلم بالأفضل لها ..
كان ما يزال يرتدي الملابس نفسها التي استقبل بها زواره .. سروال أسود أنيق .. وقميص ترك أحد كميه حرا دون أن يغلق أزراره ... وفوق كتفيه كان يضع روبه المنزلي الحريري الداكن اللون ...
وضعت الصينية فوق منضدة قريبة وقالت :- أحضرت لك العشاء ..
:- لست جائعا ..
:- أنا لم أسألك إن كنت جائعا أم لا .... سيحين موعد الدواء بعد نصف ساعة ويجب أن تتناول شيئا قبل أن تأخذه ..
التفت فجأة هاتفا بغضب :- لقد سبق وأخبرتك بأنني لا أحتاج إلى من يراقبني ... أنا لست طفلا ..
تمتمت بصبر :- أعرف ...
:- لا .... أنت لا تعرفين ... أنا لا أعرف حتى ما الذي تفعلينه هنا ...
قالت بشيء من السخرية تحاول أن تكبح تأثير فظاظته عليها :- إن كنت قد نسيت ... أنت من أحضرني إلى هنا دون حتى أن يسألني ..
:- ربما كنت أعمى .... عاجزا عن رؤية الحقيقة ..
استدار مانحا إياه ظهرها ... يقول بصوت مكتوم :- حقيقة أنك لا تنتمين إلي ... أنت لا تنتمين إلى عالمي على الإطلاق ...
كان منذ خروجه من المستشفى يبدو وكأنه يغرق شيئا فشيئا في تلك اللجة السوداء التي كانت تأبى إلا أن تسحبه إلى قاعها .. لجة الماضي السحيق والمظلم ... كانت تراه أحيانا يحدق في الفراغ .. وكأنه يرى أشياء لا يراها سواه ... وكأنه يفكر بأشياء .. ويتذكر أشياء ... لا يفترض بشخص عاقل أن يعرفها دون أن يفقد صوابه ...
كان يبعدها .... ويدفعها عنه .. شيئا فشيئا تمسكه بها والذي رافق نجاته من الاختطاف كان يختفي .. كان يبدو وكأنه يحاول منحها سببا للرحيل ... وقد كان هذا يستفزها إلى أبعد حد ...
:- لقد عرفت بأن خالتك قد حاولت التحدث إليك ... أن تقنعك بالعودة إلى بيتها .. ربما ... ربما كان من الأفضل أن ...
لم يتمكن من إتمام عبارته عندما دوى صوت تهشم عنيف أجفله ودفعه لأن يلتفت متسع العينين نحو بحر .... كوب الماء الذي كان موجودا إلى جانب الطعام فوق الصينية .... كان مهشما على الحائط مستحيلا إلى عشرات القطع الصغيرة ... محتوياته تناثرت في كل مكان ..
وجهها كان شاحبا ... إلا أن الغضب كان يشع صارخا من عينيها الزرقاوين ... شعرها الطويل .. والذي ازداد طولا خلال غيابها .. كان حرا ... متناثرا حول وجهها الرقيق كالهالة .. لقد كانت تبدو أجمل من أي وقت مضى .. إلا أنها أيضا كانت غاضبة ... كما لم يسبق له أن رآها على هذه الحالة إلا عندما هددته قبل أسابيع بأن تطعنه بسكين المطبخ ...
قبل أن يفوق من الصدمة كانت قد أمسكت بإناء الزهور الزجاجي المنتصب فوق المنضدة ... ورمته هو الآخر بكل ما تمتلكه من قوة مهشمة إياه فوق الأرض .. هاسة به :- أتظنني لا أعرف ؟؟؟ أتظنني بحاجة لمن يخبرني بأنني أفضل من دونك ... بأنني إن غادرت منزلك في هذه اللحظة ... فإنني سأكون الرابح الأكبر في هذه الصفقة .. ؟
أجفل وكلماتها رغم كونها مجرد صدى لكلماته ... تصفعه في الصميم ... غاضبة ... دموعها تتدفق فجأة من عينيها وكأنها عاجزة عن كبح المزيد .. هتفت به :- أتظنني ممتنة لحفلات شفقة على الذات التي تمطرني بها منذ عودتك ؟؟ من المفترض بي أنا أن أحيل حياتك إلى جحيم ... أنا من عليه أن يبعدك .. أن يطلب منك الرحيل .. أن يذلك لأنني قد سمحت لك بأن تكون جزءا من حياتي ..
قال بصوت أجش :- إن كنت قد فعلت هذا ... فأنا لم أقصد .. بحر ..
:- تبا لك ... اصمت ... فقط اصمت ..
اندفعت نحوه تمسك بتلابيب قميصه .. تهزه ... غافلة في غضبها عن ألمه .. عن إصاباته .. عما كانت رؤيتها على هذه الحالة تفعل به .. هتفت به بألم :- ليس من الإنصاف أن تذهب فتعرض نفسك للاختطاف والأذى بعد أن تعترف لي بأنك تحبني ... تبا لك يا لقمان .. أنت لم تمنحني حتى الفرصة لأن أرميها في وجهك ... لأن أخبرك بأنني لا أريدك ... بأنني لا أحبك ... بأنني أكرهك .. أكرهك .. ولن أسامحك أبدا .
وجهه تصلب بألم وهو يقول بصوت مكتوم :- قوليها الآن يا بحر .... تستطيعين أن تقوليها الآن ...
أفلتت منها شهقة بكاء بائسة وهي تقول بانهيار :- لا أستطيع .... لا أستطيع ... رباه ... لقد كدت أخسرك .. قبل حتى أن أجعلك تدفع الثمن على كل ما فعلته بي ... لقد كدت أخسرك ... عليك اللعنة ...
ذراعه السليمة التفت حولها تسحبها إليه بقوة ... بينما أخذت تبكي بانهيار وهي تحاول يائسة إبعاده .. بكاؤها على صدره ... جعل شيئا ينكسر فيه أخيرا ... وكأنه أدرك فجأة ما الذي يعنيه ما كاد يحدث لو أنه لم يعد .. لكان أذاها مجددا .. جرحها .. وخسرها إلى الابد ..
هتف بصوت أجش وهو يدفن وجهه في شعرها :- أنا آسف .. رباه ... أنا آسف يا بحر ...
بينما السماء تبكي بلا انقطاع ... بينما ترعد وتزبد خارجا .. انزلق على الأرض ساحبا إياها معه ... ليبقيا على هذه الحالة لفترة طويلة ... طويلة جدا ..





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-18, 10:20 PM   #10480

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

ابتسم عمر وهو يخاطب كنان بعد الاجتماع الدوري مع الموظفين وبعد انصراف كل إلى مكتبه تاركين الاثنين وحدهما في مكتب الأخير :- لقد قمت بعمل جيد ... أنا فخور بك ..
أدار كنان عينيه كما في كل مرة يعامله فيها عمر وكأن أكثر من أربع سنوات تفصلهما في العمر ... وقال :- آه ... نعم ... أنا جيد في كلام إن كنت لا تعرف .. وأكبر مهاراتي هي إقناع الآخرين بفعل ما أريد .. ناهيك عن موظفين بائسين أدفع لهم رواتبهم كي ينفذوا أوامري بالفعل ..
ضحك عمر وهو يقول :- أنت لا تعرف قيمة نفسك يا كنان ... أنا لم أدرك كم أنا محظوظ لجمع والدينا لنا إلا بعد أن عملت معك ...
نهض وهو يقول :- أظن هذا يفسر سبب اختيار وردة لك .. صحيح ؟؟ أنت لست عديم الفائدة رغم مظهر الفتى العابث الذي تحب أن يراك الجميع فيه ..
عبس كنان وهو يراقب شريكه اللدود يغادر مكتبه .. المغرور الوقح .. أيظن حقا أن كنان يبحث عن رضاه أو موافقته ؟؟؟
ذكر الرجل لوردة جعل أعصابه تفور ... ورغبة عارمة لديه بأن يتصل بها ويتحدث إليها ... منذ أيام لم يرها .. راغبا في منحها الوقت لتتأقلم مع عملها الجديدة وواقع صداقتهما دون أن يمارس أي ضغط عليها .. إلا أنه كان يتصل بها كل مساء ليسألها عن يومها.. عادة كانت ترد عليه في البداية بعبارتها المعتادة ( أنت لست رئيسي .. وأنا لا أدين لك بأي توضيح عن يومي )
إلا أنها سرعان ما كانت تتخطى عدائيتها فتحكي له عن شيء حدث معها في العمل أو تجيبه غافلة عن أحد أسئلته المخفية عن شيء لم يكن يعرفه عنها ..
ابتسم وقد تحسن مزاجه عند تذكره لها ... فتناول هاتفه يتصل بها .. قلبه يخفق بطريقة مختلفة ترقبا لسماع صوتها .. في المرة الأولى .. لم تجب عن اتصاله .. فعاود الاتصال مرة أخرى وهو يتساءل عابسا عما يشغلها في الوقت الذي يفترض بها أن تكون في البيت .. أتراها نائمة ؟
قفز قلبه من مكانه عندما ردت أخيرا ... إنما الهدوء والسكون الذين توقع سماعه في صوتها كانا غائبين وهي تقول :- نعم ..
قطب وهو يعتدل في جلسته ... يلاحظ ارتجاف صوتها :- وردة ... هل أنت بخير ؟
:- أنا ..... أنا بخير .. أظن هذا ..
صوت الرعد القوي القادم من الجهة الأخرى جعله يسألها بقلق :- أين أنت ؟
صمت طويل ... قبل أن يبدو صوتها كصوت طفل تائه وهي تقول :- لا .. لا أعرف بالضبط ..
هب من مكانه على الفور وهو يقول بخشونة :- أخبريني بما ترينه حولك ... وسأكون هناك على الفور ..
:- لا ...... لا تأتي .. أنا لا أريدك هنا ..
:- لسوء حظك ... أنا لا أهتم بما تريدينه ... وإن لم تساعديني في العثور عليك .. سأتصل بريان لنخرج معا باحثين عنك ... ما رأيك ؟
تعرف على الفور على المكان بعد أن وصفت له بعض الواجهات التي كانت تراها من مكانها ... لقد كان قريبا من مقر عمله .. أن تعجز وردة عن تمييز مكان وجودها وهي التي لم يسبق له أن قابل امرأة بحدة ذكائها وسرعة بديهتها .. يعني أنها ليست في وضع طبيعي على الإطلاق ..
المطر كان غزيرا في الخارج .. إلى حد كان يضطر معه لتشغيل ممسحة النافذة الأمامية بشكل مستمر كي يتمكن من رؤية الطريق أمامه .. في البداية .. كاد حقا يغفل عنها قبل أن يتعرف عليها ... واقفة فوق الرصيف .. تحدق أمامها ذاهلة .. مبللة من رأسها حتى أخمص قدميها بالمطر .. ترجل من السيارة وهو يشتم ... قلبه يتخطى خفقاته في وجل وقلق .. ما الذي حدث ودفع وردة إلى هذه الحالة ؟؟؟
أتراه اذهبت إلى منزل والدتها مجددا ؟؟؟
تلوى من معطفه الجلدي على الفور وهو يسير نحوها .. غير مبال بوخزات المطر الباردة وهي تلسعه ... وضعه فوق كتفيها لتنتفض مجفلة إذ لم تلحظ وصوله .. كاد يضحك وهو يتذكر إعادتها لمعطفه هذا قبل أيام قليلة فقط .. ربما عليه أن يرغمها على الاحتفاظ به إلى الأبد كي لا يضطر لإلباسها إياه في كل مرة ... وعندما فكر مجددا ... أدرك بأنه يحب فكرة أن يلبسها شيئا ينتمي إليه .. قبل أن تقول أي شيء عندما رأته .. كان يسحبها واجما نحو سيارته وهو يقول :- لنذهب من هنا ..
لم تقاومه وهو يدفعها إلى المقعد الأمامي ... لم تقل أي شيء وهو ينطلق بالسيارة قائلا :- مكتبي الأقرب إلينا ... ستجدين الفرصة هناك كي تجففي نفسك وتصلحي من مظهرك قبل أن تعودي إلى منزل آمال .. لا أريدها أن تراك على هذه الهيئة ...
لم يبد عليها أنها قد استوعبت كلماته .. وقد كان هذا لصالحه وفقا للطريقة التي كانت تجادله فيها عادة ..
وردة التي يعرفها لن تقبل أن يأخذها إلى أي مكان لا يتضمن وجود ما لا يقل عن عشرة أشخاص فيه ... شيء ما حدث وقد صدمها ... الحالة التي كانت عليها الآن ... لم يسبق له أن رآها فيها إلا بعد مواجهتها مع والدتها .. حتى عندما تهجم عليها أولائك الفتيان لم يتمكنوا من كسرها بهذا الشكل .. إلا أن شيئا يخبره أن الأمر يتجاوز بكثير لقاء آخر مع والدتها ...
لحسن الحظ ... لم يرهما أحد وهما يقطعان الطريق عبر أروقة الطابق الذي احتوى شركته هو وعمر .. في الماضي .. ربما ما كان كنان ليهتم لو أن أحدهم شهد أحد انتصاراته .. متجسدة بمرافقة فتاة جميلة له إلى مكان خاص كمكتبه ..
إلا أن شيئا تغير في كنان ... لم يعد معه يهتم بما يظنه الآخرون به .. كما أن هذه كانت وردة .. لا أي فتاة جميلة .. وهو ما كان ليسمح لأحدهم بأن يتحدث عنها بسوء .. ناهيك عن رؤيته لها – خاصة عمر – وهي مبللة بهذه الطريقة وقد التصقت ملابسها بجسدها فأظهرت تضاريسه تحت سترته الجلدية المفتوحة ..
فور دخولهما مكتبه ... أدار التدفئة على الفور بواسطة جهاز التحكم عن بعد ... ثم تناول علبة المناديل الورقية وهو يستدير نحوها قائلا :- للأسف .. لا أحتفظ بأي مناشف هنا .. أنت مضطرة لاستعما ...
بتر كلامه وهو يلاحظ نظراتها إليه ... عيناها الواسعتان كانتا تحدقان فيه بتعابير لم يسبق أن رآها من قبل .. لقد كان فيها ذعر .. وخوف .. وألم .. ورجاء ..
سقطت علبة المناديل من يده والفكرة تصفعه .. أن ترجوه وردة .. أن تطلب منه شيئا بيأس ..
رباه ..




يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:50 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.