آخر 10 مشاركات
2- أصابعنا التي تحترق -ليليان بيك -كنوز أحلام(حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          همس الجياد-قلوب زائرة(ج1 سلسلة عشق الجياد) للكاتبةالرائعة: مروة جمال *كاملة&الروابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          موضوع مخصص للطلبات و الاقتراحات و الآراء و الاستفسارات (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          أحزان نجمة ( تريش جنسن ) 446 ـ عدد جديد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          368 - رياح الماضي - بيني جوردان ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ربما .. يوما ما * مميزة و مكتملة * (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          زواج على حافة الانهيار (146) للكاتبة: Emma Darcy (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          عواقب إنتقامه (144) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree918Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-11-18, 01:44 AM   #12341

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي


الفصل الرابع والثلاثون والأخير


أحست وردة بالدماء تنسحب من وجهها فور أن وجدت نفسها في مواجهة إيناس الطويل ...
وردة قابلت هذه المرأة مرتين فقط لا أكثر ... إلا أنها في كل منهما .. خرجت بنفس الانطباع .. هذه المرأة شخص لا يمكن أبدا أن تقبل المساومة حول شيء يعترض خططها ومشاريعها .. ووردة عرفت منذ البداية بأنها تدخل ضمن هذه الأشياء التي تتمنى إيناس الطويل أن تختفي إلى الابد ..
لم تملك وردة وهي تحدق بالمرأة الواقفة أمامها .. إلا أن تقارن بينها وبين آمال الطويل .. بينما الأخيرة كانت تتنفس الرقي في كل ما فيها ... هذه المرأة كانت رغم كل محاولاتها .. صورة مزيفة لم تكن رغم كل محاولاتها قادرة على أن تنافس آمال في أناقتها الفطرية ..
شعرها الأشقر المصبوغ والمصفف بعناية .. ملابسها غالية الثمن والمختارة بعناية .. كان من المفترض بها أن تجعلها تبدو أصغر عمرا ... إلا أن التأثير جاء مختلفا تماما .. خاصة وقد اعتلى وجهها تعبيرا بعيدا تماما عن الاسترخاء ... نظراتها الداكنة .. كانت تمشط وردة بازدراء وتعالي ... من رأسها حتى أخمص قدميها ..
قالت إيناس الطويل بجفاف :- هل أستطيع الدخول ؟؟؟
شقيقا وردة ... كانا قد انطلقا مختفيين على الفور ... دون أن يحملا زيارة المرأة الغريبة أي أهمية ... وقد اعتادا على تردد نساء الحي على منزلهما بدافع الاطمئنان على العائلة والوقوف إلى جانبها .. في حين أن وردة وحدها من كانت تعرف بأن السبب الحقيقي للزيارة كان الفضول والرغبة في الحصول على مزيد من مواد الثرثرة ...
لم تملك وردة إلا أن تتراجع مفسحة لها الطريق ... محتفظة قدر الإمكان بهدوئها وهي تنظر بقلق نحو باب غرفة شقيقيها ... كيف لردة فعل إيناس الطويل أن تكون لو أنها عرفت بأن كنان موجود في منزلها في هذه اللحظة ؟؟؟
خطت إيناس الطويل إلى داخل الشقة ... متجولة بعينيها في أنحاء المكان .. كانت وردة قادرة على رؤية الامتعاض يتجلى في عينيها وهي تلاحظ فقر المكان وحقارة أثاثه القليل .. تذكرت وردة منزل آل طويل ... منزل إيناس الطويل بالذات ... فيلا كبيرة شديدة الرفاهية إلى حد المبالغة .. إن خيرت وردة بين ذلك المكان الموحش وهذه الشقة الصغيرة المتواضعة .. لاختارت هذه الشقة بدون تردد ..
التفتت نحوها إيناس الطويل وهي تقول بهدوء :- لقد سمعت بخبر وفاة والدتك ... أنا آسفة ..
لم يبد عليها الأسف على الإطلاق ... إلا أن وردة لم تجادلها وهي ترد بالهدوء نفسه :- شكرا لك ... إلا أنني لا أظن بأن التعزية هي ما جاء بك إلى هنا يا سيدة إيناس ... لم لا تخبريني بما جئت لأجله بالضبط ؟؟
ردة فعل وردة لم تعجب السيدة إيناس على الإطلاق ... خمنت وردة بأنها توقعت أن تجد فتاة مكسورة في انتظارها ... ضحية ضعيفة مستعدة للتنمر الذي بدا واضحا أنه ما جاءت السيدة إيناس متسلحة به ..
قالت إيناس بجفاف :- أظنك تعرفين جيدا ما أريده .. أريد لزوجي وأبنائي أن يتوقفوا عن المجيء إلى هنا والتصرف وكأن عائلة الطويل تدين لعائلتك بأي شيء ... نعمان يظن بأنه مسؤول بطريقة ما عن كل المشاكل التي تتعرضين لها .. بأنه مضطر للاهتمام بك وكأنك فرد من عائلته حقا .. وكأن عمك لم يكن القاتل المتسلسل الذي حاول قتل ريان .. وليته في النهاية ....
ثم صمتت ... وجهها محتقن يحمل تعابير جعلت الدماء تهرب من وجه وردة ... أكانت السيدة إيناس تتمنى لو أن عمها كامل قد نجح في قتل ريان ؟؟؟
أن يرغب أحد ... أي أحد بإيذاء شخص كريان .. كان أمرا في غاية البشاعة .. ما الذي فعله كي يجتذب حقدا كهذا من هذه المرأة .. عدا كونه ابن المرأة التي لم ولن تتمكن قط من مجاراتها أو التفوق عليها ..
تابعت السيدة إيناس بصوت حاد :- الخلاصة أنني أريدهما أن يتوقفا عن التردد عليك .. أريدك ان تخرجي من حياتنا إلى الأبد فلا نراك أو نسمع عنك مجددا ..
بمعجزة ... وبقوة إرادة اكتسبتها إرادة مع الزمن ومع تواطئ المصائب فوق رأسها ... قالت بهدوء :- وكيف لي أن أوقفهما عن الحضور ؟؟؟ كيف يستطيع أي كان إقناع فرد من عائلة الطويل بأن يفعل شيئا لا يريده ؟.. كنان ... يمتلك عقلا كالحجر .. مهما حاولت إبعاده .. فإنه لا ينفك يعود رافضا الرحيل ..
إيناس كانت أكثر من يعرف عناد رجال عائلتها .. وتأكيد وردة على هذه الحقيقة إضافة لإشارتها لعلاقتها بكنان .. لم يزدها إلا غضبا وهي تهس من بين أسنانها :- هل تظنين بأنني قد صدقت ولو للحظة بأن خطوبة كنان لك حقيقية ؟؟؟ أنا أعرف منذ البداية بأن علاقتكما محض تمثيل الهدف منه هو أن يتخلص من الزواج الذي رتبناه له أنا وأبوه ..
تصريحها لم يجفل وردة التي كانت تخمن منذ البداية بأن إيناس الطويل كانت ذكية بما يكفي كي تدرك بأن خطوبتهما مجرد كذبة ... إن كان عمر .. الرجل الذي قابلته لمرتين فقط لا غير .. قد أدرك الحقيقة على الفور .. فما بالك بوالدة كنان .. قالت بجفاف :- ما دمت متأكدة من هذا .... فما الذي تفعلينه هنا ؟
تجرؤ وردة على مخاطبتها بهذه الطريقة ... جعل وجه المرأة يكفهر .. هتفت :- لأتأكد بأنك لن تلاحقيه بأساليبك الوقحة ... أتظنينني لا أعرف السبل التي تتبعها الفتيات أمثالك لأجل دفع رجل ثري للزواج منهن ؟؟
كادت وردة تسألها بتهكم .. وهي تتذكر شيئا من ثرثرات الموظفات بين أروقة شركة آمال الطويل .. إن كان مصدر معرفة السيدة إيناس بهذه السبل كانت نابعة عن استخدامها هي إياها عندما أوقعت بنعمان الطويل قبل سنوات طويلة ... إلا أنها تذكرت في اللحظة الأخيرة بأن هذه المرأة رغم كل شيء ... هي والدة كنان ..
فجأة .... روحها القتالية ذابت وكأنها لم تكن ... وقد احتل وجهه الوسيم الطفولي التعابير مخيلتها .. فكرة أن تؤذيه ... بأي طريقة كانت .. حتى لو كان من خلال هذه المرأة التي ربما كان الشيء الوحيد الجيد الذي فعلته في حياتها هو أنها قد أنجبته ... كانت تعتصر قلبها بدون رحمة بقبضة من الألم ..
عندما تأخرت في الرد .. ظنت إيناس الطويل بأن صمتها نابع عن ضعف وعجز منها عن الدفاع عن نفسها .. فقالت بقسوة :- أنا أعرف بأنه لن يفكر أبدا بالزواج بك .. كنان ولدي وأنا أعرفه .. ربما هو يلاحقك .. ربما هو يتردد عليك كثيرا ويصر كأبيه على الوقوف إلى جانبك .. إلا أننا أنا وأنت نعرف جيدا ما الذي يريده شاب ككنان ... من الواضح أنك قد أثرت فضوله واهتمامه بما يكفي كي يحاول تذوق ما تمتلكينه .. أنت مختلفة عن الفتيات اللاتي يرافقهن عادة .. هن أجمل منك .. أرقى .. أثرى .. وقطعا من عائلات أفضل .. اختلافك .. يجعل لمطاردتك .. ولحصوله عليك في النهاية .. مذاق أشهى ..
طريقة كلام السيدة إيناس ... وتلميحها الواضح .. جعل وردة تتشنج ... متذكرة المرات القليلة التي قبلها فيها كنان .. المرات التي أظهر فيها لهفته .. والتي كانت هي أكثر ضعفا من أن تقاوم مشاعره الجياشة فيها ..
للحظة ... رغم أنها كانت تعرف بأن هذه المرأة كانت تسعى لإيذائها فقط .. شعرت وردة فجأة بالصغر .. بانعدام الثقة .. بالقلق والقهر .. وهي تتساءل .. أترى اهتمام كنان بها .. رغم اعترافه السابق لها بالحب .. معرض لأن ينتهي فور أن تضعف بما يكفي بحيث تمنحه ما يريد ؟
:- من الأفضل أن تبعديه بنفسك .. أن تخرجيه من حياتك إلى الأبد قبل أن يخرج بنفسه فور أن يعرف كل شيء عنك ..
توترت وردة ... قلبها يخفق بعنف بين أضلعها وهي تنتظر معرفة ما تراها تلمح إليه .. لتشحب تماما عندما تابعت :- كنان ... مهما كان متهورا ولعوبا ... هو أبدا .. لن يرغب بالارتباط بفتاة والدتها مجنونة .. في حين لا يعرف أحد .. إن كان والدها هو والدها الحقيقي بالفعل ... أم عمها ..
ارتفعت عينا وردة المتسعتين بالصدمة لتلتقيا بعيني كنان من فوق كتف السيدة إيناس ... وجهه الجامد ... وعيناه الغاضبتان .. واختفاء أي أثر للصدمة بعد سماعه تصريح والدته .. صفع وردة في الصميم ..
كنان كان يعرف ...
لاحظت السيدة إيناس نظرات وردة ... فالتفتت لتجفل شاحبة وهي ترى كنان يقف ورائها .. نظراته القاسية كانت تواجه والدته بدون أي تردد .. السيدة إيناس التفتت نحو وردة وهي تهس من بين أنفاسها :- لقد فعلت هذا متعمدة .. لقد امتنعت عن إخباري بوجود كنان كي تفرقي بيننا أيتها الـ ...
:- أمي ....
هتاف كنان الصارم أعاد انتباهها إليه ... وجهها الغاضب فقد ثباته فجأة وهي تلاحظ للمرة الأولى بأن ابنها الوحيد قد كان يبدو في تلك اللحظة .... مختلفا ...
وكأنه .... وكأنه قد نضج فجأة وتوقف عن أن يكون ذلك الفتى المشاكس الذي كان يرفض تحمل أي نوع من المسؤولية ...
وكأنه .... وكأنه قد خرج فجأة من نطاق سيطرتها .... مما جعل شيئا من الذعر يغلف قلبها وهي تهتف بعصبية مهاجمة إياه :- ما الذي تفعله هنا ؟؟
قال ببرود :- هل نسيت بأن وردة خطيبتي ؟؟؟ هل تتوقعين بأنني سأتركها وحدها في ظروفها الحالية دون أن آتي يوميا لرؤيتها والوقوف إلى جانبها ؟ لن يلومني أحد على الإطلاق على تواجدي هنا كل يوم أو حتى كل ساعة ..
كزت على أسنانها وهي تقول :- أمازلت تصر على هذه الكذبة السخيفة ؟ أنا أعرف بأن خطبتكما زائفة ..
:- معلوماتك خاطئة يا أمي ... وردة هي خطيبتي ... وستظل كذلك ... حتى تصبح زوجتي ..
هتفت بثورة :- أنت تحلم .... أنا لن أدخل فتاة مثلها بيتي أبدا ... هذه الفتاة الحقيرة لن تكون أبدا جزءا من عائلتي ..
كنان كان لينفجر في وجه والدته ثائرا هو الآخر لو أن هذا الحوار دار قبل أشهر ... أما الآن .. وبعد كل ما مر في حياته ...حادث جمان .. تعرض ريان لمحاولة قتل ... ثم اختطاف لقمان .. ولقائه بوردة .. يشعر كنان فجأة بأنه قد بات شخصا آخر تماما ...
قال بهدوء :- لا تقلقي .... أنت لن تضطري لاستقبالها في بيتك أبدا ... لأنها ستكون سيدة بيتي أنا ..
هتفت بوحشية :- لن أسمح لك بهذا أبدا ... أتسمعني ... أنا لم أنجبك كي تدمر كل خططي بزواجك فتاة مثلها ..
:- إن وقفت في طريقي يا أمي ... وحاولت منعي من فعل ما أريد .. فأنا سأخرج من حياتك ... و ستخسرينني حينها ... بالضبط كما خسرت جمان .. فيكون الأمر كما لو أنك لم تنجبيني أبدا ... إنما أخبريني يا أمي ... لو أنك أنت من خرج من حياتي ... ما الذي تراني أخسره بالضبط ؟
امتقع وجهها تماما عندما طرح سؤاله الأخير ... بدون أي كلمة أخرى ... استدارت إيناس الطويل مغادرة الشقة تماما ...
لدقيقة كاملة ... ظل كل منهما ينظر إلى الآخر .. وكأنه ينتظر منه أن يبدأ تعليقه على ما حدث ... كنان لم يفعل .. بل ظل ينظر إليه بوجهه الخالي من التعبير .. دون أن يسمح لها بأن تقرأ مشاعره .. فلم تجد سوى أن تقول بشيء من التوتر :- لقد كنت قاسيا عليها في النهاية ..
:- أتراك تشفقين عليها بعد كل ما قالته لك ؟
لهجة الاستنكار الغاضبة التي ظللت كلماته ... عارضت تماما جموده الظاهر .. قال بصوت مكتوم :- أنت لم تترددي قط في الماضي في رد الصاع صاعين لي في كل مرة تواجهنا فيها بالكلام ...
أطلقت ضحكة مريرة وهي تقول :- أكنت تريدني أن أطردها ؟
:- هذا أقل ما تستحقه ..
تنهدت .. وهي تقول بحزن :- كنان .... ربما والدتك كانت فظة ... إلا أنها في النهاية .. كانت محقة تماما ..
أطلقت شهقة عنيفة عندما قطع الطريق بينهما فجأة .... ممسكا بذراعيها ... رافعا إياها على رؤوس أصابعها .. أصابع يديه كانت من القوة بحيث ذكرتها بالمرة الأولى التي قبلها فيها ... عندما دفعها نحو جذع الشجرة وأرغمها على فعل ما لا تريد ...
لصدمتها ... لم تشعر بالامتعاض من الذكرى ... لم تشعر بالقهر والإذلال والحاجة لضربه .... لقد شعرت فجأة بالضعف ... وبالشوق الخالص ... لقد أدركت في تلك اللحظة والمسافة تتقلص بينهما فلا يفصل بينهما كثر سنتيمترات قليلة .. بأنها قد افتقدت وجوده في حياتها خلال الأيام التي نبذته فيها منذ وفاة والدتها ...
لقد افتقدته ... افتقدت شغبه ... مزاحه ... الطريقة التي كان دائما يستفزها فيها ... الطريقة التي كانت تكتشف دائما رغم كل تظاهره أي شاب رقيق مرهف الحس هو ...
لم يكن على وعي بالصراع الدائر داخلها ... لقد كان غائبا تماما في غضبه وهو يقول كازا على أسنانه :- محقة ؟؟؟ منذ متى تتفقين أنت ووالدتي يا وردة ؟؟؟ وكم مرة علي أن أخبرك بأنني لا أهتم .. لا أهتم بما يقوله الآخرون ... وبأنني أحبك ... سواء كانت الشائعات التي يتناقلها الناس حول والدتك صحيحة أم لا .. أنا أحبك .. ولا أستطيع أن أعيش بدونك لحظة ...
:- كنان ...
هتافها باسمه ... كان يحمل الكثير من الألم والقهر ... كان يرى في عينيها الداكنتين أشباح صدمتها بمعرفته .. منذ اللحظة التي ذكرت فيها والدته الأمر على مرمى مسامعه فلم يظهر أي شيء من الدهشة ...
قال بصوت أجش :- أتتساءلين كيف عرفت ؟؟؟ الحي بأكمله كان يتحدث عن الأمر في الجنازة .. وبالطبع وصل الأمر إلى مسامعي بشكل كامل ..
امتقع وجهها وهي تحاول يائسة التملص من قبضته ... تخشى أن تصدر ضجة فتنبه شقيقيها ... ترغب في ضربه .. وتمزيقه لصراحته .. في الآن ذاته .. كانت ترغب بأن تتكوم في زاوية خفية بعيدة عن الأنظار فتبكي عارها .. إلا أنه بإمساكه إياها بذلك الحزم ... لم يسمح لها بأن تقوم بأي من الأمرين ...
قال بغضب :- في الواقع ... لقد تعمد بعضهم أن يحكي الأمر على مسامعي .. ولكن أتعلمين ... أتعلمين يا وردة ... أنا لم أصدق حرفا واحدا مما قالوه ..
اتسعت عيناها وهي تحدق فيه ... بينما تابع :- من السهل جدا إطلاق الشائعات وافتراض الأكاذيب ... إلا أنها لا تكون وقائع على الإطلاق ... إلا أن كان هناك أي أدلة ملموسة ... ألديك أي دليل على صحة ما يقولون يا وردة ؟؟؟ هل هناك ما يثبت ... بأن والدتك حقا كانت على علاقة بعمك ؟
أنفاسها كانت تتردد داخل صدرها بسطحية وسرعة ... قالت بصوت مرتجف .. حريصة رغم كل اضطرابها على ألا يستمع شقيقاها إلى حديثهما :- أنا لا أحتاج إلى دليل كي أعرف ... كل شيء كان يشير إلى علاقتهما .. الطريقة التي كانت تعاملني فيها .. الطريقة التي كانت تلومني فيها على ما حدث مع عمي كامل .. لقد كانت تحبه أكثر مما أحبتنا كلنا ... لقد كانت مستعدة لإنهاء حياتها دون أن تعبأ بأي شخص آخر فقط لأنه ما عاد موجودا ..
:- ماذا إن كنت مخطئة ؟
رمشت بعينيها وكأنه قد طرح السؤال بلغة غير مفهومة ... في حين تابع :- ماذا إن كانت كل الظروف المحيطة مجرد صدفة لا أكثر ... ماذا إن كانت والدتك قد قتلت نفسها يأسا ... لأنها لم تعتد قط على أن تحتمل المسؤولية ... معتمدة دائما على عمك ثم عليك أنت ... ربما هي كانت مريضة ولسنوات دون أن يدرك أحدهم مرضها ... ماذا إن كان جميع من حولها مسؤول عن وفاتها بتلك الطريقة ... ماذا إن كانت والدتك يا وردة ... مجرد ضحية ... كتب لها أن تعيش تعيسة ... ثم تموت وحيدة ... ثم تثار حولها الأقاويل بدون رحمة بعد موتها ...
الصدمة التي اعتلت وجهها قالت كل شيء عنها ... في حين عجز لسانها عن قول أي شيء .. كانت قد توقفت عن قتاله .. عن محاولة التخلص من قبضته ... بهدوء .. حررها .. دون أن يبتعد عنها وهو يقول :- فكري بأخوتك يا وردة .... أنت الآن المسؤولة عنهما ... أنت والدتهما الآن ... أهذا ما ترغبين بتعليمه إياهما .... انعدام التسامح .. والحكم على الأشخاص الذين نحبهم دون أن نسمع منهم حتى ؟؟
ثم تمتم بقهر :- لقد كاد أخي الأكبر يموت ... دون أن تتاح لي الفرصة كي أصلح كل شيء بيني بينه .. لقد عشت لسنوات أراه ذلك الأخ الظالم والقاسي دون أن أفهمه حقا .. لقد فضلت طوال حياتي أن أحكم عليه من منظوري الصبياني والمدلل دون أن أنظر إليه فلا أرى إلا ما يراه الآخرون ... دون أن أرى حقيقته أبدا .. بأنه كان لسنوات طويلة بعاني بصمت ... دون أن يتمكن أحد من ان يرى معاناته تلك ..
كانت ما تزال غارقة في ذهولها عندما ربت على وجنتها برفق ... وقال :- أنا سأغادر الآن ... سألحق بها ... قبل أن تقوم بعمل أحمق كالذهاب إلى أبي في العمل مقتحمة المكان وهي تصرخ شاكية إياي إليه .. ليس أنه سيستمع إليها ... إنما هو حقا لا يرغب بالمزيد من الفضائح في العائلة ..
تركها ... متجها نحو الباب ... فالتفتت تراقبه بعينين تائقتين ... لقد كانت تعرف بأنه إن غادر هذا الباب دون أن توقفه ... فإنه على الأرجح لن يعود أبدا ... إلا أنه خالف كل توقعاته كما يفعل مؤخرا بكثرة .. والتفت نحوها قبل أن يفتح الباب قائلا :- آه ... نسيت أن أخبرك .. أنا سآتي لزيارتك كل يوم ... ومن الأفضل لك أن تفتحي لي الباب وأن تردي على اتصالاتي ... أنت لن ترغبي بأن أتسلل في كل مرة كما فعلت اليوم كاللصوص ... صحيح ؟؟ لن يكون تفسير حضوري الدائم في غيابك ومفاجئتي إياك بوجودي سهلا لأخويك ..
قالت بخشونة :- وكيف لي أن أفسر زيارتك اليومية لهما ؟
نظر إليها مليا ... ثم قال :- أنا صديق ... صديق لا يتخلى أبدا عن أصدقائه وقت الشدة .. وأنا سأظل ذلك الصديق يا وردة ... مهما حاولت إبعادي ... سأظل أعود .. يوما بعد يوم ... حتى تقرري أخيرا رفعي من مرتبة صديق ... إلى الرجل الذي تثقين به وتحبينه ...
ثم بدون أي كلمة أخرى ... غادر المكان ..



يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-18, 01:45 AM   #12342

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

ريان هنا ...
قلبها كان يخفق داخل صدرها بعنف خشيت أن يصل إلى مسامع الأشخاص الذين كان والدها يجتمع بهم في غرفة الضيوف ...
منذ الصباح والبيت في فوضى غير عادية ... أخوتها يتهامسون ويتمازحون بشغب مضايقين إياها بصبيانية .. زوجة أبيها تقوم بالتحضيرات لاستقبال الضيوف بصمت ووجوم إنما بدون اعتراض مما أثار حيرة وفضول جنى التي لم تجد منها منذ صارحها والدها بخطبة ريان لها إلا الرفض والمحاولات المستميتة لإنهاء الموضوع .. والإصرار على إتمام خطبتها من قريبها ... جنى ما تزال حتى الآن عاجزة عن أن تصدق بأن والدها لم يستجب هذه المرة لوسائل زوجة أبيها التي كانت دائما تتسم بالخبث والمكر .. والتي كانت دائما تترك والدها يشعر وكأنه هو من اتخذ القرار بنفسه .. في حين تكون هي في كل مرة من زرعه في عقله ..
ريان هنا ...
على بعد أمتار قليلة ... تفصل بينهما جدران ومسافة لا تذكر .. لم تره بعد .. إلا أنها كانت قادرة على تصور وجهه الوسيم .. عينيه الخضراوين الجميلتين .. وشعره الأشقر الكثيف ..
كانت تستحضر نظراته التي كانت دائما قادرة على اختراق أعماقها و إدراك ما تفكر به ... الحزن في ملامحه الذي كان سببه التجارب المريعة التي مر بها خلال حياته رغم صغر سنه .. تلك الهشاشة التي ما كان يراها الكثيرون .. تلك التي كانت تدفعها دائما لتشتيته عن التفكير المرهق بواقعه بشقاوتها ... الطريقة التي كانت تعجز دائما عن الكذب عليه هو بالذات دون غيره من الناس ..
صوت الماء داخل دلة القهوة وهي تغلي قاطعها عن شرودها واضطرابها .. بيدين مرتجفتين ... قامت بصنع القهوة .. وصبها في الفناجين الغالية الثمن التي لا تستخدمها زوجة أبيها عادة إلا إن كان في ضيافتهم أشخاص مهمين ...
:- هل القهوة جاهزة ؟؟؟
صوت زوجة أبيها الجاف أجفلها بحيث كادت توقع الدلة على الأرض فتسكب محتوياتها كلها ... التفتت شاحبة وهي تقول :- نعم ... جاهزة ..
:- والدك ينتظر أن تدخلي بالقهوة لتلقي التحية على الضيوف ...
اختفى شحوبها بلمح البصر ... ليحل محله الاحمرار و الذعر يعتريها ... أن تقابل ريان مجددا بعد مواجهتهما الأخيرة ... بعد الكلمات القاسية التي وجهها نحوها بعد الكذبة التي لا تغتفر التي نطقت بها في مواجهة ....... صديقته السابقة ...
شكوكها كلها عادت من جديد تجتاحها وهي تتذكر حمائيته آنذاك نحو تلك المرأة .. الطريقة التي دافع عنها بدون أي تردد وبكل شراسة عندما عرف بأن جنى قد جرحت مشاعرها بكلماتها ...
ربما هو هنا .... ربما هو يطلب يدها ... ولكن لماذا ... إن كانت مشاعره ما تزال معلقة بامرأة أخرى ؟؟
:- هل ستتركين القهوة تبرد ؟ أخبرتك بأن والدك ينتظرك ..
بيدين رطبتين بالعرق .... ربتت على حجابها لتتأكد من إحكامه .. لقد كان وشاحها المفضل المحلى بالأزهار .. في حين ارتدت ملابسها الرسمية التي ترتديها في المناسبات عادة ... ملابس أكثر تحفظا من تلك التي اعتادت على ارتدائها ... لقد كانت تقابل والدي ريان للمرة الأولى ... ومجرد التفكير بانطباع أول سيء لهما عنها كانت تعذبها بقسوة ...
أخذت نفسها عميقا .... تروي كذبة أخرى لنفسها عن مريم التي تنتظرها في غرفة الضيوف كي تحتسي القهوة معها ... علها تسيطر على شيء من اضطرابها ... ثم حملت الصينية المزخرفة والمصنوعة من الفضة ... وتحركت نحو مصيرها ...





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-18, 01:46 AM   #12343

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

لا يذكر ريان أنه كان قط متوترا بهذا الشكل منذ كان طالبا في الثانوية العامة ينتظر نتائج امتحاناته .. والده كان يجلس عن يمينه ... يتحدث بسلاسة كما يفعل عادة إلى والد جنى الذي كان رجلا لم يجد ريان كلمة ليصفه بها سوى الجدية ... بدا واضحا أن الرجل لم يكن من النوع المهتم بالتفاصيل .. لقد كان رجلا شرقيا تقليديا ... يهتم بالحقائق والوقائع التي توضع أمامه ... دون الحاجة لأن يتعب نفسه بالدقائق التافهة ..
رجل يفضل أن يغمض عينيه عن الحقيقة ... في سبيل أن يوفر على نفسه القلق ...
رجل يفضل أن يتظاهر بأنه لا يرى الطريقة التي كانت ابنته تتعرض فيها للاضطهاد .. على أن يسمح لنفسه بأن يشعر بالذنب أو بالتقصير ...
والدته كانت تجلس عن شماله ... تتأمل غرفة الضيوف بعين حريصة ... الرضا يبدو جليا عليها وهي تلاحظ أناقة المكان وترفه الواضح ... هذه عائلة لن تجد آمال الطويل ضررا في مناسبتها .. حتى لو كانت تتمنى لابنها فتاة أكثر ثراء ومن عائلة ترقى لاسم عائلة الطويل ...
أدرك ريان فور أن قابلت والدته زوجة أبي جنى بأنها لم تحببها ... والدته المتحفظة ... كانت رغم كل شيء تكره التصنع ... وتلك المرأة التي دخلت لتلقي التحية متظاهرة بأنها لا تعرف ريان .. وأنها لم تزره في مكتبته قبل يوم واحد محاولة إقناعه بالتراجع عن خطبة جنى مختلقة حولها كذبات لا تغتفر ... كانت متصنعة تماما ...
لقد كانت أشبه بالبحر ... حين يخفي تحت واجهته الهادئة عمقا يهدد بالثورة والعنف ...
هذه المرأة لم تكن سهلة على الإطلاق ... وريان لا يكاد يطيق صبرا كي ينتزع جنى من تحت سقفها ... لا تضطر لقضاء لحظة واحدة إضافية معها ...
طرقات خفيفة على الباب أعادت إليه توتره .... قلبه يخفق بين جنباته في ترقب وهو يحدق بالباب الذي انفرج مفتوحا لتتجاوزه ............... جنى ..
كشخصية قادمة من عالم خيالي تغمره الألوان ... فور أن وقع بصره عليها ... حس ريان بشيء ينفجر داخل صدره ... ذاهلا إياه .. وصادما إياه في الصميم ..
عيناه حدقتا بوجهها البيضاوي الناعم ... بعينيها الواسعتين الداكنتين ... والتين كانتا ترمشان باضطراب وهي تخطو في وجل .. تتحاشى النظر إلى أي حد ... خاصة إليه ...
وجنتاها كانتا ورديتين كما لم يرهما يوما .. أهي حمرة الخجل .. أم الارتباك ... أتراها سعيدة لأنه قد تقدم لخطبتها ... أو تراها حائرة .. تتساءل بسذاجة عما جاء به إلى باب بيتها ؟
ملابسها كانت داكنة أكثر مما اعتاد أن يراه عليها ... حلة بلون أزرق داكن ... إلا أنها بالتأكيد لن تسمح لهذا اللون الكئيب أن يحكمها .. لقد كانت ترتدي عقدا مزيفا متعدد الألوان حول عنقها .. كان يتدلى ليحلي صدرها مقشعا ظلمة اللون الداكن ..
لقد كانت صورة مبهجة للعين ... حتى والنمش يغطي أنفها وأعلى وجنتيها .. لقد بدت في تلك اللحظة كاللعبة .. لعبة صغيرة هشة قابلة للكسر ... ولكم فاجأته رغبته في تلك اللحظة بأن يكون الشخص الذي يقتنيها ...
هب على قدميه واقفا فور دخولها الغرفة ... في حين تقدمت بخطوات مرتجفة ... ما تزال رافضة للنظر إليه .. تقدم القهوة لوالده ... لوالدته ... ثم .... ثم له هو ..
قلبه كاد يتوقف عندما أصبحت أمامه ... الصينية ترتجف بين يديها .. فأنقذ فنجانه قبل أن ينتهي به الأمر فوق الأرض مهشما ... تناوله ... ينظر إليها .. يناجيها صامتا أن ترفع عينيها إليه .. أن تنظر إليه ... أن تعترف به .. أن تخبره بشكوكها ومخاوفها ... بسبب قلقها ... أن تتيح له الفرصة كي يعتذر لها .. فيخبرها إلى أي حد هو آسف ..
قال بخفوت :- شكرا لك ..
كان قادرا على أن يسمع أنفاسها العنيفة وهي تتراجع ... تاركا أثرا واهية لرائحة عطرة لا يمكن لها إلا أن تكون نابعة منها ... قدمت القهوة لأبيها ... وجلست .. ... في الطرف الآخر والبعيد من الغرفة ...
عينا والدها كانت تراقبن كل منهما بدقة ... وكأنه يحاول أن يعرف إن كان معرفة وثيقة قد سبق وجمعت بينهما من قبل ... تذكر السموم التي كانت زوجة أبيها تحاول زرعها في رأسه .. وتخيل الأشياء البشعة التي كانت تحاول لأيام أن تقنع الرجل بها .. مهما كانت ثقته بابنته كبيرة ... هو لن يملك إلا أن يفكر ... ماذا إن كان ما تخبره به زوجته صحيحا ؟؟؟
تذكر ريان ما أخبرته به مريم في زيارتها السابقة له ... عندما تحدثت عن زوجة والد جنى ... عن طريقتها الخبيثة التي كانت تحقق فيها كل ما تريد .. دافعة جنى مرة بعد مرة للكذب كي تنقذ نفسها من مأزق تلو آخر .. فأحس بمزيج من الغضب والحنان نحو الفتاة الصغيرة والشجاعة ..
والدته كانت من كسر الصمت وهي تحاول طرح أسئلة لطيفة على جنى .. ردت عليها الأخيرة بتهذيب و تحفظ كانا ليخدعانه لو أنه لا يعرفها حقا ... ويعرف بأنها ليست مهذبة أو خجولة على الإطلاق ... لقد سبق وأخبرته بأنه يعجبها بحق الله .. وكأنها بقدر ما كانت بارعة في الكذب .. بقدر ما كانت عاجزة عن اختلاق كذبة صغيرة أو إخفاء حقيقة كهذه عنه هو ..
قالت والدتها ببشاشة :- لماذا تجلسين بعيدا يا عزيزتي ... لم لا تقتربي فجلسين إلى جانب ريان ... هكذا تستطيعا أن تتحدثا فيتعرف كل منكما إلى الآخر ..
لقد أراد ريان أن يقفز في تلك اللحظة فيقبل عيني والدته ... راقب نظرة الجزع ترتسم في عيني جنى وهي تنظر إلى والدها مستنجدة ... ليومئ برأسه حاثا إياها على تنفيذ طلب والدته ..
كاد يضحك ... وهو يراقبها متسلية وهي تجر قدميها نحو المقعد المجاور لمقعده ... تجلس منكمشة ... يداها مطويتان في حجرها وكأنها لم تكن قبل أسابيع قليلة تجلس فوق الطاولة في مكتبته وهي تتحدث إليه بينما هي تأرجح ساقيها أمامها ...
مال مقتربا منها .. ليقول بهدوء :- كيف حالك يا جنى ؟؟؟
أيضا لم تكن تنظر إليه وهي تتمتم بخفوت :- بخير ...
:- هل أنت غاضبة ؟؟؟ ألهذا ترفضين النظر إلي ... هل تكرهين وجودي هنا ؟؟
أخيرا ... رفعت عينيها المجفلتين نحوه ... ليتوقف الكون كله للحظة عندما التقت نظراتهما ...
كيف .... كيف ظن للحظة بأنه لا يعرف حقيقة مشاعره نحوها ؟؟؟ كيف يعجز عن تفسير هذه الحرقة الغير مألوفة داخل صدره وهو ينظر إليها وكأنه يتوق بقهر لأن يحتضنها ؟؟
كيف له ألا يدرك منذ التقاها أول مرة ... عندما خطت داخل مكتبته متظاهرة بأنه لم يشهد كذبها وسخريتها من كنان ... بأن هذه الفتاة ذات النمش ... تنتمي إليه ؟؟؟
قالت أخيرا بصوت مرتجف :- أنا فقط .... لا أفهم ...
:- ألا تفهمين سبب وجودي هنا ؟؟؟
:- لا أفهم رغبتك في أن تكون هنا ؟؟؟
قال برقة :- ألا تجدين رغبتي في الارتباط بك منطقية ؟؟
قالت بصوت أجش :- ما من شخص عاقل قد يرغب بالارتباط بي ..
:- هل ادعيت قط بأنني شخص عاقل ؟؟
لقد كان قادرا على رؤية ارتجافها .. على تألق عينيها وكأنهما كانتا تقاومان ذرف الدموع ... في حين تابع بصوت لم يسمعه سواها :- أنت مجنونة ... متهورة .. جريئة وشجاعة ... وكاذبة ... وأنا لا أقل عنك جنونا .. وهذا يعني أنك لن تجدي قط شخصا ملائما لك سواي ..
هتفت على الفور :- أنت لست مجنونا ..
أطلق ضحكة قصيرة وهو يقول :- أنا هنا ... صحيح ؟؟؟ هذا يعني أنني مجنون ... ولكن .. من تراه قال أن السعادة تكمن في التعقل ؟
حدقت به للحظة وكأنها لا تستوعب ما يقوله ... ثم تمتمت :- هل .... هل ترغب حقا بالزواج مني ؟؟؟
لو لم يكن والدها موجودا ... ويراقبهما من مكانه كالصقر .. لمد ريان يده يمسك بأصابعها الشاحبة والدقيقة كي يبث الطمأنينة في فؤادها ..
قال بصوت خافت :- جنى ... لا تحكمي علينا قبل أن تمنحي علاقتنا الفرصة كي نختبر نجاحها .. أنا متأكد بأننا سنكون سعيدين معا ... أنا متأكد بأنني لن أكون سعيدا إلا معك .
ارتجفت شفتها السفلى ... إلا أنها لم تقل شيئا ..وكأنها كانت تخشى إن تجرأت على النطق بحرف أن تعجز عن التحكم بمشاعرها ... فلم تتمكن إلا من الإيماء برأسها ...
تنهد بارتياح .. يشعر وكأن ثقلا قد انزاح عن صدره .. في نفس اللحظة التي قال فيها والده مخاطبا والده وكأنه قد تلقى إشارة غير مرئية من ريان ..
:- هلا قرأنا الفاتحة ..





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-18, 01:47 AM   #12344

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

حفل خطوبة ريان وجنى .... كان حفلا جميلا إنما صغيرا .. مقارنة بالحفلات التي اعتادت عائلة الطويل القيام بها في مناسبات مشابهة ...
الصالة المختارة ... كانت إحدى أرقى صالات الفندق الذي يمتلكه لقمان ... في حين اقتصر الحضور على الأقرباء والأصدقاء المقربون تلبية لرغبة العروسين ...
بالرغم من هذا ... ريان ... ما كان ليرغب أبدا لحفل خطوبته أن يكون بشكل مختلف على الإطلاق ... محاطا بعائلته ... بالأشخاص الذين يحبهم ويثق بهم ... بعيدا عن نفاق المجتمع .. و تقييمهم الفوقي لجميع الأطراف .
لأول مرة منذ فترة طويلة ... يستطيع ريان أن يصف حالته بالسعادة ... وهو يراقب أفراد عائلته الذين لطالما أحبوه واهتموا به ... وحرصوا بشدة على أمانه وسعادته ... أولائك الذي صدمهم وشوكه على الموت في العام الماضي على يدي كامل ... والذين عانوا لأشهر من المصيبة تلو الأخرى ... ابتداء بحادث جمان .. وانتهاء باختطاف لقمان الي كان له أكبر التأثير على جميع أفراد العائلة ..
أن يجتمعوا حوله ... سعداء أخيرا .. وأن يكون هو سبب سعادتهم هذه وهم يرون تحوله منذ تقدم لخطبة جنى .. بعد أن كان لفترة طويل مصدرا لقلقهم وخوفهم ...
فوق المنصة التي كان يعتليها ... كان لا يتوقف عن النظر إلى جنى التي كانت ترتدي فستانا فيروزيا أسطوريا من تصميم شمس ... زينتها الخفيفة التي لم تتعارض مع احتشامها كانت تجعلها تبدو حقا كالدمية التي رغب بامتلاكها .. كانت تبدو كالحلم ... جميلة .. مشرقة .. متألقة .. إنما قلقة .. وكأن ارتباطهما .. حتى وهو يتجاوز مرحلة الخطوبة وقد أصر والدها على أن يتم عقد قرانهما .. وقد حدث هذا بالفعل هذا الصباح عندما رافقه كل من والده .. وشقيقيه لقمان وأكرم كشاهدين إلى المحكمة برفقة جنى ووالدها ..
وكأن حقيقة كونها قد أصبحت زوجته ... ما زالت تخيفها ... وتثير قلقها ..
لقد كان الشيء الوحيد الذي شوه سعادته ... أن يدرك بأنه ما يزال يحتاج لأن يقطع شوطا آخر .. في سبيل محو كل مخاوفها ..
في الجانب الآخر من الصالة ... لم تفارق عينا لقمان بحر ... وهي تجد نفسها محاطة بالأقارب الذين دفعهم الفضول لمحاولة معرفتها عن قرب ... وإدراك السر الذي سمح لهذه المرأة أن تحظى بحبه و عاطفته ...
المرة الأولى التي ظهرت فيها بحر إلى جانبه ... كان في الحفل الذي أقامه والده منذ أشهر بعد أيام على عودتها من السفر ... وقد كان الأمر أشبه بصدمة للعالم بأسره عندما أعلن لقمان زواجه منها على الملأ ..
الآن ... وقد أصبح كونها زوجته .. وسيدة قلبه ... رجل مثله ... اعتاد الناس أن يرتجفوا خوفا فور سماعهم لاسمه ... أن ينحني أمام امرأة مثلها .. أن يقدم لها حياته على طبق من ذهب مكرسا إياها لها .. جدير بأن يبعث التساؤل في نفوسهم ... ما هو سر هذه المرأة ؟؟
النساء كن يطرحن عليها الأسئلة ... في حين كانت هي ترد عليها بهدوء ..في ثقة اكتسبتها من لا مبالاتها بما يقوله الآخرون .. بينما لم يجرؤ أحدهم على سؤالها عن ندبتها ... وعن كيفية حصولها عليها .. تلك الندبة التي لم تتعب نفسها بمحاولة إخفائها بطبقات الزينة .. إلا أنهم كانوا لا يتوقفون عن التحديق بها .. وفي تعارضها الشديد مع جمالها الغير عادي ...
في فستان أسود طويل ... كانت بحر تبدو أكثر امرأة رآها في حياته رقيا وأناقة ... لقد كانت تبدو مستكينة وراضية .. في حين أنه كان يعرف ... بأنه أبدا ومهما حاول ... لن يتمكن قط عن تعويضها عن كل الذل والألم الذين سببهما لها في الماضي ...
في حين كان يراقب برضا ريان وهو يتمكن أخيرا من تخطي الماضي والمضي قدما ... أكرم وهو يشع سعادة إلى جانب زوجته التي ازدادت بطنها بروزا .. كنان الذي تغير مرة واحدة خلال الأشهر السابقة ... واستحال بين ليلة وضحاها .. ليحتل مكان الشغب والعناد اللذين كانا دائما سكنان نظراته ... النضوج السابق لأوانه ..
لقد كان مقدرا لكل أفراد عائلة الطويل ... أن ينضجوا قبل الأوان ... أن يمروا بالكثير من التجارب المرة قبل أن يصلوا إلى مرادهم ...
باستثناء والده بالطبع ..
التوى فمه بابتسامة متهكمة وهو يراقب أبيه يتحدث إلى آمال ... الشقاوة ترتسم على وجهه الذي يبدو وكأنه لا يشيخ أبدا رغم وشوكه على بلوغ السبعين .. بينما هو يشاكس آمال في رقصة لا يتوقفا أبدا عن القيام بها كلما التقيا .. وكل منهما ينكر بيأس مشاعره التي لا تموت نحو الآخر ...
بغيظ وحنق .... آمال التي كانت تبدو كما عرفها دائما .. أنيقة .. واثقة ... وسعيدة بخطبة ريان ... تركت نعمان الطويل مبتعدة عنه ... لتجمد عندما التقت نظراتها بنظرات لقمان ... ترددت للحظة ... قبل أن تستجمع شجاعتها ... وتتجه نحوه ..
دس يده داخل جيب سرواله ... وانتظر بصبر أن تصل إليه ... لتقف ملتفتة نحو مركز نظراته ... حيث تقف بحر حول بضعة من نساء العائلة ... تأملتها بهدوء لوهلة ... ثم تمتمت :- تبدو مختلفة تماما عما كانت عليه قبل سنة
قال بهدوء وعيناه لا تفارقان بحر :- ومن تراه لا يتغير إن مر بالتجارب نفسها التي مرت بها ...
ساد الصمت بينهما للحظات ... قبل أن تقول :- لم أصدق أبدا في الماضي أنك قد تحبها حقا ... لقد فسرت مشاعرك بمختلف الطرق ... رغبة .. تملك .. فضول .. إنما أبدا لم أصدق أنك قد تقع في الحب في يوم ما يا لقمان ...
تمتم :- أنا نفسي ما كنت لأتخيل أن أقع يوما بهذا الشكل يا آمال ... فكيف لي أن ألومك ؟؟؟
تنهدت وهي تنظر إليه قائلة :- أستطيع أن أقول بأنك فرد من عائلة الطويل في النهاية .. وأن دماء أبيك تجري في عروقك .. إلا أن والدك لم يكن قط من النوع الذي يخلص لحب واحد إلى الأبد ... أظن أنك وأخوتك .. لم ترثوا هذا منه هو على الأقل ..
لم يقل لقمان شيئا ... بل ظل يراقب بحر وهي تبتسم مجاملة في وجه إحدى الضيفات .. ثم قال :- أنا ممتن لدعمك ريان عندما اتخذ قراره بالارتباط ..
قالت بصوت أجش :- أتشك للحظة بأنني لا أتمنى سعادته ؟؟
قال بصوت مكتوم :- من الطبيعي ... أن ترغب كل أم ... بسعادة ابنها .. مهما عنى هذا أن تتنازل أو تضحي برضاها الشخصي ..
شحب وجهها وهي تقول :- ما الذي تقوله يا لقمان ... أتقول بأنني لم أعتبرك قط كابن لي ؟؟ بأنني كنت لأتصرف بشكل مختلف ... لو أنك كنت ابني حقا ؟؟ ..
عندما لم يقل شيئا ... تلاحقت أنفاسها وهي تقول بقهر :- لقمان ... أنا لم أحبب قط أحد أبنائي كما أحببتك .. أنت ... رباه ... أنا أحببت أبيك قبل أكثر من خمسة وثلاثين عاما ... إلا أن السبب الرئيسي الذي دفعني للزواج من رجل سبق له الزواج .. بل وتسبب بشكل غير مباشر بمقتل زوجته في سريرها ... هو أنت ..
تشبثت بذراعه .. ترغمه على أن ينظر إليها .. وهي تقول بحرقة :- يمكنك أن تتوقف عن التحدث إلي .. أن تخرجني من حياتك .. أن ترفض مسامحتي .. إلا أنني لن أسمح لك أبدا يا لقمان ... أبدا في أن تشكك بأهميتك لدي .. أتسمعني ؟
الطريقة التي كانت تتحدث فيها إليه ... ذكرته بطفولته .. عندما كانت تحاول السيطرة عليه .. هو الطفل العنيد المتمرد الذي ترك مشهده لمقتل والده ندبة لا تزول أبدا داخل روحه ... عندما كانت تعنفه بهذه الطريقة .. تمسك به مرغمة إياه على النظر إليها بهذه الطريقة ... مثبتة له مرة بعد مرة .. بأنها لا تحتاج لأن تنجبه كي تحبه كما تحب كل من أكرم وريان بالضبط ..
التوى فمه بابتسامة باهتة وهو يقول بهدوء :- أنا لم أشكك بمشاعرك قط يا آمال ..
ربت على أصابعها التي كانت ما تزال ممسكة بذراعه ... وقال :- وأنا أعرف بأننا أحيانا ... نكون من الغرور والكبرياء .. بحيث ندمر شيئا نريده .. فقط لأننا نرفض أن يمتلكه شخص آخر .
اتسعت عيناها وهي تراقبه ينظر إلى بحر التي التفتت فجأة بتنظر إليه .. وتراه يقف إلى جانب آمال ... أحست به آمال يتشنج ... وكأنه يخشى ردة فعلها ... أن يرى أي نوع من الألم على صفحة وجهها الجميل .. إلا أنها وبكل بساطة .. ابتسمت .. عيناها الزرقاوان تدعوانه إليها ... كما كانتا تفعلان منذ المرة الأولى التي رآها فيها ..
تمتم بخفوت :- كيف لي أن أطالبها بأن تغفر لي يا آمال .. إن كنت عاجزا على أن أقوم بالمثل ؟
حرر نفسه برفق من أصابعها .. وخطا إلى الأمام متجها نحو بحر ... ليقف فجأة مخاطبا آمال :- بالمناسبة .... الحب ولمرة واحدة .... هو شيء ورثناه قطعا عن والدنا يا آمال ... وأنا أظنك تعرفين جيدا بأنه لم ولن .. يحب امرأة غيرك أبدا ..
تركها ... واتجه بخطوات ثابتة نحو المرأة التي كانت تنتظره ... في كل لحظة تتجدد فيها حاجته إلى إسعادها .. دون أن يجد السبيل ..





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-18, 01:47 AM   #12345

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

لقد كان يقف هنا قبل لحظات فقط .. أين تراه ذهب .؟
في منتصف الشهر السادس من حملها ... كانت شمس قد بدأت تشعر بما يمكن للحمل أن يسبب من إرهاق وتعب .. الغثيان الذي كانت قد قرأت من قبل أنه يختفي عادة بعد مرور الأشهر الأولى ... كان يصر على التشبث بها حتى الآن .. مما اضطرها لترك الصالة لدقائق هاربة إلى الحمام وقد أزعجها مذاق بعض قطع المقبلات التي تم تقديمها للضيوف من قبل طاقم الفندق ..
عندما عادت ... حيث توقعت عن تجد أكرم في انتظارها قلقا .. كان المكان خاليا ...
مستمتعة بالحفل الهادئ إلى أبعد حد .. متألقة بفستانها اللؤلؤي .. سعيدة لأجل ريان الذي وجد سعادته أخيرا .. راضية ... لأنها في كل مرة كانت تقابل فيها بحر .. كان توقن أكثر فأكثر بأنها آمنة .. وأن لقمان الطويل صادق حقا في وعوده في إسعادها ... إلا أنها كانت متوترة للغاية منذ أدركت بأن آمال الطويل قد دعت الدكتورة هناء إلى الحفل ... أتراها دعتها بحسن نية وقد كانت الأخيرة صديقة قديمة للعائلة ؟؟؟ أم تراها كانت تعرف بمحاولاتها الحثيثة لجذب أكرم ؟؟؟
بطريقة ما ..... شمس تشك بأن تحاول آمال من جديد التفرقة بينها وبين أكرم ... في الواقع ... هي تظهر الكثير من الحماس في الآونة الأخيرة لحفيدها المقبل خاصة عندما أظهر آخر فحص لشمس لدى طبيبتها بأنها ستنجب صبيا ...
الطفل المنتظر ... قرب كثيرا بين شمس وآمال في الآونة الأخيرة ... خاصة وآمال تفاجئ شمس بين الحين والآخر بقطع ملابس ومستلزمات كانت تشتريها كلما تسوقت فلفت نظرها شيئا مميزا ..
غياب أكرم عن ناظريها ... في ظل وجود الدكتورة هناء ... لم يكن مطمئنا لها على الإطلاق .. خلال دقائق .. آمنت شمس بأن غريزتها لا تكذب على الإطلاق .. عندما وجدت أكرم يقف بالفعل إلى جانب الدكتورة هناء .. التي كانت تبدو أنيقة للغاية .. ومغرية جدا بفستان بلون الكمون .. طويلة وأنيقة .. ومختلفة تماما عن بنية شمس التي باتت أقرب للاستدارة مع تقدم حملها .. مما خلق لديها فجأة إحساسا شنيعا بالنقص والغيرة ..
اقتربت بحذر .. ترفض أن تسمح لأحدهما الشعور باقترابها ... لتسمع هناء وهي تقول لأكرم :- أنت لم تزرني منذ فترة طويلة يا أكرم .. مما جعلني أشعر بالقلق حولك ..
:- ما من سبب لقلقك ... كل ما هنالك أنني ما عدت في عجلة أو في حاجة لأن أتذكر الماضي ...
:- دعني أخمن ... هل زوجتك من أقنعك بهذا ؟ .. بأن من الأفضل لك أن تترك الماضي وشأنه .. وتتظاهر بأنه لم يحدث قط .. بأن تلك الفجوة في فؤادك وعقلك .. لا يسببان لك الضياع .. وكأنك لوحة من البازل ضاعت إحدى قطعها فقدر لها أن تبقى ناقصة إلى الأبد ؟
الحقيرة .... فقط لو لم تكن شمس تخشى أن تفسد حفل ريان بفضيحة ..
قال أكرم بهدوء :- لا علاقة لشمس بالأمر ... أنا من أدرك بأن معرفتي للماضي لن تصنع أي فارق في حياتي .. وان المستقبل هو ما يجب أن أركز طاقتي نحوه من الآن فصاعدا ..
المرأة اقتربت فجأة من أكرم .. تقول بابتسامة أنثوية مغرية :- أتقول بأنك لن تأتي لزيارتي إلى إن كنت مريضا لدي يا أكرم ؟؟؟ ظننت بأننا صديقان ..
لقد كانت شمس على وشك أن ترمي بكل تحفظاتها عرض الحائط .. فتهجم على المرأة ممزقة شعرها وثيابها .. عندما تراجع أكرم خطوة فجأة إلى الوراء مبتعدا عن مرمى إغوائها وهو يقول بجفاف :- نحن صديقان بالفعل يا هناء .. أنا أخشى بأنك أنت من يرفض الاعتراف بهذه الحقيقة ..
عبست قائلة :- ماذا تقصد؟
:- أقصد بأننا لن نكون ابدا شيئا آخر يا هناء .. إن كان تظاهرك هذا بالاهتمام بي وبذاكرتي المفقودة نابع عن أملك في أن أتخلى في يوم من الأيام عن شمس فأفكر بك .. فأنا أريد أن أوفر عليك العناء ..
ثم أكمل بصرامة متجاهلا شحوب وجهها :- أنا لم ولن أحب أبدا امرأة أخرى غير شمس ... لهذا .. أكون ممتنا لو امتنعت في المستقبل عن تصرفات مرفوضة تماما كالذهاب إليها في مقر عملها ومحاولة العبث بعقلها .. ليس أنها تشك أبدا بحبي لها ... إلا أن الغضب ... شعور غير صحي على الإطلاق للمرأة الحامل ..
بصمت ... انتظرت حتى انتهى الحوار الذي انتهى بالدكتورة هناء منسحبة بوجه أشبه بلوح من الثلج .. التفت أكرم ليجفل وهو يراها تقف حيث لم تكن مرئية لغريمتها ... ثم تنهد وهو يقبل نحوها ... يمسك بكفها .. يرفعها نحو فمه يقبلها بحنان .. يده الأخرى تربت تلقائيا على بطنها .. وكأنه يؤكد لها .. بأنه أبدا لن يتخلى عنها وعن ابنهما مجددا ... ثم قال برفق :- لنذهب فنقدم التهنئة لريان وجنى ...
ابتسمت ... وسمحت له بأن يمسك بيدها ... ثم سارت معه كما تنوي أن تفعل طوال حياتها ..





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-18, 01:48 AM   #12346

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

لم يكن كنان يشعر بالارتياح والحلة الأنيقة تكبله وكأنها تخنقه ... لم يكن قط مغرما بالمناسبات الرسمية .. وكون الحفل مقاما بمناسبة خطوبة ريان ... لم يساهم أبدا في التخفيف من وطأة المناسبة عليه ...
لقد كان يتمنى أن يكون في مكان آخر ... أن يختفي فيظهر فجأة في غرفة جلوس الشقة الجديدة التي انتقلت وردة مع عائلتها للإقامة فيها ... أن يتناول عشاء منزلي الصنع فوق المنضدة الخشبية التي توسطت المطبخ الصغير برفقة شقيقها ووالدها أسير مقعده المتحرك ... حيث كان كنان ينضم إليهم بين الحين والآخر عندما كان يأتي للزيارة بشكل دوري .. بالضبط كما توعدها ...
في الأيام الأولى اعترضت ... قاومت .. إنما مع الوقت .. أدركت على الأرجح بأنها ليست ندا لجينات آل طويل المعروفة بالعناد .. فباتت تتقبل شيئا فشيئا وجوده في حياتها ...
شقيقاها باتا قريبين للغاية منه .. وقد كانا يترقبان زيارته الشبه يومية بشوق .. والدها كان يظهر علامات بسيطة بالكاد مرئية على بهجته بزيارته .. خاصة عندما كان يجلس معه لفترة طويلة .. يقرأ له الجرائد التي كان يحضرها خصيصا له .. ويحكي له عن آخر مستجدات السياسة ..
وردة وحدها من كانت تأبى أن تسمح له باختراق حصونها ... دائما في تشنج دائم في حضوره .. حتى وهو قادر على رؤية بريق السعادة في عينيها كلما فتحت الباب فوجدته واقفا .. أو كلما خرجت من مقر عملها لتجده في انتظارها بسيارته مصرا على أن يوصلها .. تلك السعادة كانت تستمر للحظة واحدة فقط .. قبل أن يحل محلها التوتر والقلق ... وحين تظن بأنه لا يلاحظ ........... الحزن ..
لقد كان يأمل بشدة أن ترافقه إلى الحفل ... أن تكون موجودة لتشهر تغلب ريان أخيرا على ماضيه .. وإن كانت وسيلته لفعل هذا لا تحظى برضا كنان العاجز حتى الآن عن استيعاب حقيقة أن أخاه النصف شقيق قد اختار الفتاة الكاذبة طويلة اللسان زوجة له ..
لقد أراد لوردة أن تكون موجودة ... إلا أنها كانت واضحة وهي تؤكد باقتضاب بأن حضورها مناسبة كهذه غير مناسب على الإطلاق ولم تمض فترة طويلة على وفاة والدتها ..
اقتناعه بأعذارها ... لم يساهم إطلاقا في التخفيف من شوقه الذي لا ينتهي إليها ..
:- هيييه ... حفلات الخطوبة ... أليست شيئا رومانسيا وخياليا ..
تنهد كنان وهو يستدير نحو عمر ... وتساءل داخله عن السبب الي دفع والده لأن يدعوه إلى هذه المناسبة .. رغم اعتراف كنان بأنه مع مرور الوقت أدرك بأن الرجل لم يكن سيئا كما كان يظن .. إلا الرجل ما زال يتعمد استفزاز كنان كلما التقيا معاملا إياه وكأنه طفل صغير ..
قال كنان كازا على أسنانه :- ربما عيك أن تحظى بحفلة مماثلة ...
قال عمر مداعبا :- لماذا ؟؟؟ هل فسخت خطوبتك على وردة أخيرا ؟؟؟
ثم تراجع خطوة وهو يضحك عندما أطل الإجرام من وجه كنان الوسيم ... وقال :- اهدأ ... أنا لن أحلم أبدا بأن أحاول سرقتها منك ... صدق أو لا تصدق .. علاقة العمل بيننا تعني لي اكثر من أن أدمرها في ألاعيب طفولية كهذه ..
ثم اختفت ضحكته وهو يقول :- إنما هذا لا يعني أنني لا أفكر بأن أفعلها حقا ..
ارتفع حاجبا كنان وهو يقول :- هل ... هل تفكر بأن تتزوج ؟؟؟
هز عمر كتفيه وهو يقول :- مآلي أن أتزوج ... فلم لا أفعلها الآن ...
لاحظ كنان نظرات عمر ... تتجه نحو الجانب الآخر من الصالة ... حيث كانت فتاة مألوفة تقف بخجل إلى جانب والديها ... فاتسعت عينا كنان وهو يميزها ... لقد كانت أحلام ... الفتاة التي رغبت والدته يوما بأن يتزوج بها ...
قال عمر بهدوء وعيناه ما تزالان تنظران نحو الفتاة التي كانت تبدو أصغر حتى من شقيقته جمان :- أنا أغبطك يا كنان ... لأنك تمتلك ما يكفي من الشجاعة كي تقاتل لأجل ما تريد ... بينما لا يمتلك البعض الآخر هذه الرفاهية ...
لم يجد كنان ما يقوله .. فتابع عمر قائلا :- أنت تعرف بأنه كان من المفترض بي أن أتزوج بشقيقتك يا كنان .. أتظنني لا أعرف بأن الحادث الذي تعرضت له .. كان نتيجة رفضها لهذا الزواج المرتب ؟؟؟ هه .. أظنها أيضا كانت أكثر شجاعة من أن تستسلم لقدر مرسوم لها من قبل الغير ..
التفت نحو كنان قائلا بوجوم :- أنا لم أتوقف عن لوم نفسي على ما حدث لها يا كنان ... وكل ما أريده من عملي معك ... ومن رؤيتي لك سعيدا .. وحرا برفقة وردة ... أن أفي بشيء من ديوني نحوها .. والتي أعرف بأنني لن أتمكن من الإيفاء بها ... حتى تصحو أخيرا من غيبوبتها ..
أحس كنان بغصة تعترض حلقه عند ذكر جمان ... جمان ... أتراك تستيقظين يوما ؟؟؟
تمتم :- أنت أيضا تستطيع أن تكون حرا يا عمر ... أنت لست مضطرا لأن تسمح لآخرين بأن يخططوا حياتك ..
ابتسم عمر بشيء من التهكم وهو يقول :- كما سبق وأخبرتك .. بعض الأشخاص ... لا يمتلكون رفاهية القيام يما يريدون ... وبما أنك لست واحدا منهم ... هلا قمت بشيء لأجلي ؟؟ أسعد وردة ... وكن سعيدا معها .. وعندما تصحو جمان ... هلا حرصت على أن تكون هي الأخرى سعيدة أيضا ؟؟؟
أومأ كنان برأسه دون أن يجرؤ على أن يقول شيئا آخر ... واكتفى بمراقبة عمر وهو يتركه متجها نحو الفتاة التي اختار أن يربط حياته بها دون أن يحبها ... ليشعر فجأة بحرقة الشوق لرؤية وردة ... ولسماع صوتها .. لأن يكون قريبا منها ...
بدون تردد ... تحرك كنان مغادرا الصالة .. واثقا بأن ريان لن يلومه أبدا على رحيله إن عرف ما يعتمل داخل قلبه .. وإن عرف بأنه لن يكون سعيدا أبدا ... إلا أن تضمن حياته شيئا واحدا ... وردة ..






يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-18, 01:49 AM   #12347

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

عندما انتهى الحفل .... وبناء على إصرار والدة جنى .. كان على ريان أن يقضي السهرة هناك .. ودع عائلته وأصدقائه ... وأمسك بيد جنة المحمرة الوجنتين وهو يقودها نحو سيارته .. في حين استقلت والدتها مع زوجها وولديها سيارة العائلة ...
عندما فتح لها باب السيارة الأمامي ... ترددت للحظة .. وكأنها ما تزال غير مصدقة لأنها قد باتت زوجته حقا .. وأنها قد امتلكت الحق في الجلوس إلى جانبه أمام الجميع .. قال مداعبا عندما تأخرت :- تستطيعين الجلوس في الخلف إن أردت .. لم أجرب من قبل شعور أن أكون سائق أحدهم .. إلا أنني أظنني سأحب أن أكون سائقك ..
عبست وهي تتجاهل مداعبته ... ثم ترفع طرف فستانها الطويل .. فتعتلي المقعد الأمامي ... أطلق ضحكة خافتة وهو يستقل مكانه وراء المقعد .. وينطلق بالسيارة ...
منذ ذلك المساء عندما جاء برفقة عائلته لخطبة جنى رسميا .... بالكاد كانا يتبادلان أي حوار كلما التقيا ... زوجة أبيها كان ترفض السماح لهما بالجلوس وحدهما ... وكلما اتصل بها ريان وقد تمكن أخيرا من الحصول على رقم هاتفها .. كانت يدرك على الفور من خلال لهجتها المتحفظة بأنها لم تكن تستطيع التحدث بحرية ...
هما لم يجدا الفرصة للكلام على الإطلاق قبل أن يتم عقد قرانهما .... أو بعده .. في حين لم يتمكن إلا من تبادل الأحاديث السريعة والعامة خلال الحفل .. وكل منهما يقدم أقاربه للآخر عند قدومهم للتحية ..
قال بينما هو يقول بين طرقات المدينة .. حريصا على أن تكون سيارة زوج والدتها في مرمى أنظاره كي لا يتوه :- أنت صامتة للغاية ... وأنا لم أعهدك هادئة إلى هذا الحد ..
تمتمت :- أنا متعبة لا أكثر ..
لا ... لم تكن متعبة .. لقد كان هناك ما يشغلها ومنذ البداية .. لقد كان هناك حاجز يعجز عن تخطيه بينهما .. وقد كان ينوي أن يهدمه اليوم ...
منزل والدتها كان أقرب مما تصور ... فلم يتمكن من استنطاقها بما يكفي ... عندما قادته والدتها إلى غرفة الضيوف .. كانت جنى قد اختفت عن الأنظار تاركة إياه برفقة زوج والدتها لنصف ساعة قبل أن تعود .. وقد بدلت فستانها الطويل بملابس أكثر بساطة ... سروال من الجينز وقميص وردي طويل الأكمام ... في حين غطت شعرها بوشاح من الدانتيل الأبيض اللون ..
ابتسم زوج والدتها وهو ينهض قائلا :- سأترككما لتتحدثا قليلا وأرى إن كانت زوجتي بحاجة إلي في أمر ما أم لا ..
لم يناقشه ريان ... لم ينظر إليه حتى وهو يغادر فيغلق الباب ورائه ...
للمرة الأولى منذ خطوبتهما ... ينفرد كل منهما بالآخر ... يتمكن ريان من النظر إليها .. من تأملها وإدراك ما لم يكن يراه عندما عرفها في البداية ... جمالها البريء البسيط ... التألق النابع عن روحها الشجاعة والقوية الغير قابلة للقمع ....
كانت ما تزال واقفة أمامه ... رافضة أن تخطو إلى الداخل فقال بهدوء :- لم لا تقتربي فنتحدث قليلا ..
للحظة ... اتسعت عيناها بذعر وهي تدرك بأنهما حقا وحيدين معا ... فتمتمت بتوتر :- آممم .. أظن أمي بحاجة إلى مساعدتي ... سأعود خلال لحظـ ..
لم تجد الفرصة حتى لأن تفتح الباب عندما استدارت نحوه ... إذ كان ريان قد تحرك فجأة ليضع يده على الباب مانعا إياها من فتحه .. ومحاصرا إياها بينه وبين الباب .. تلاحقت أنفاسها وهي تدرك ملتصقة بالباب أكثر فأكثر بأنها قد علقت ... بأنها إن حاولت أن تتخطاه فإنها ستضطر للمسه ..
قالت من بين أنفاسها :- ما الذي تريده ؟
:- أن نتحدث ..
:- نستطيع أن نتحدث بينما أنت تجلس هناك ..
:- هه ... صحيح .. حتى تهربي كلما حاولت الحصول منك على أجوبة عن اسئلتي ..
هتفت بغضب :- وما أدراك بأنك ستحظى مني بأجوبة حقيقية .؟
أحنى رأسه ينظر إلى عينيها قائلا :- أنت لن تكذبي علي أبدا يا جنى ...
علقت أنفاسها في حنجرتها وعيناه الخضراوان تبثان الشلل في أطرافها فلا تتمكن من التحرك من مكانها قيد أنملة ... للحظات ظل كل منهما ينظر إلى الآخر ... قبل أن يسألها :- ما الذي يخيفك مني يا جنى ؟؟؟
فتحت فمها كي تنطق بالكذبة التي وجدت نفسها فوق لسانها بتلقائية ... لتعود فتغلق فمها مصدومة وهي تجد نفسها عاجزة عن النطق بها ... عندما نظرت إلى عينيه بعجز لم تجد أي لين .. لقد كان في انتظار الإجابة .. وهو لن يتحرك قبل أن يحصل عليها ..
هتفت بصوت أجش :- كيف تطلب يدي وأنت تحب امرأة أخرى ؟؟؟
حدق بها مذهولا بالسؤال الذي لم يتوقعه ... ثم تذكر زيارة هبة ... و كذب جنى النابع عن خوفها وإحساسها بالتهديد ... ثم هجومه غير العادل عليها آنذاك .. تمتم :- ألا تظنين أن طرح هذا السؤال قد جاء متأخرا ؟؟
هتفت بخشونة :- أجبني ....
صمت لوهلة ... ثم سألها بهدوء :- سأفعل ... بعد أن تجيبي عن سؤالي .... لماذا قبلت بالخطوبة .. ثم عقد القران ... إن كنت تظنين بأنني أحب امرأة أخرى ؟
هتفت بعنف قبل حتى أن تفكر :- لأنني أحبك أيها الغبي ... أحبك منذ البداية ... قبل حتى أن تعرف من أكون .. أو تلاحظ حتى أنني أتردد على مكتبتك لشراء الكتب .. طبعا سأتزوج بك لو تقدمت لخطبتي .. أنا لست ذكية بما يكفي كي أرفض التورط مع رجل لن يتمكن قط من التخلص من حبه القديم حتى لو وجد نفسه في حاجة للزواج من امرأة أخرى ...
حدق فيها مصدوما من اعترافها العنيف العاطفة ... كما في كل مرة .. تفاجئه فيها و تطيحه عن قدميه مرة واحدة بكلمة .. وجد نفسه يقول بخفوت قبل أن يفكر :- أنا ... أنا ظننت بأني أحب هبة ... لقد كانت جزءا مهما من حياتي لفترة طويلة .. إنما ... أنا لا أتمنى لها الآن إلا أن تكون سعيدة في حياتها الخاصة .. أنا وهي .. أبدا ما كنا لنكون سعيدين معا ... الكثير من الماضي البشع والدامي يقف بيننا ...
هتفت من بين أسنانها :- هذه ليست إجابة عن سؤالي ...
بدلا من أن يرد عليها .. نظر إلى وشاحها قائلا :- لماذا تغطين شعرك ؟
أجفلت قائلة :- ما .... ماذا ؟؟؟
:- شعرك .... لماذا تغطينه ؟؟؟ على ما أذكر .. نحن عقدنا قراننا اليوم ... مما يعني أنني زوجك .. وأنني أمتلك الحق في أن أراه ..
:- أنت لا .... ما الذي ... انتظر ... ما الذي تفعله ؟؟؟
يده كانت بالفعل تمسك بطرف الوشاح تجذبه عن رأسها بحركة واحدة ... ليتحرر شعرها من عقاله فينفجر فجأة كألف شمس في وجهه متناثرا في كل مكان ...
أحمر .....
لقد كان شعرها أحمر اللون ...
بلون الشمس وهي تتجه نحو مخدعها غاربة ... خصلاتها الناعمة ... والملتوية حول نفسها لتزيد من كثافته ... أحاطت بوجهها البيضاوي الأنيق .. وسبغت لونا ذهبيا على عينيها الواسعتين واللتين كانتا تنظران إليه بصدمة ... لتكسرا آخر حصن من حصون الماضي ... لقد كان يستطيع أن يرى وجه هبة الهادئ .. ابتسامتها الحنون .. وهي تذوب في بحر ذاكرته مع ملايين الذكريات التي كان عقله يزدحم بها .. لتترك مكان حيزا لشيء آخر .. لم يدرك بأنه لم يسبق له أن عرفه حتى الآن ..
يده امتدت لتلامس خصلة كانت تتدلى أمام عينيها .. لا لشيء .. فقط كي يتأكد بأنها حقا ناعمة كما تبدو .. لم يعرف ما الذي دفعه لفعلها .. إلا أنه رفع تلك الخصلة نحو أنفه فجأة .. وأغمض عينيه وهو يستنشق بعنف الرائحة الزكية التي كانت تفوح منها ...
رائحة الفراولة ...
في حين كانت هي عاجزة عن قول أي شيء .. عن الإتيان بأي حركة .. تمتم بصوت أجش :- كيف تظنين بأنني أستطيع أن أخطبك بينما أنا أحب امرأة أخرى ؟؟؟
قالت هامسة :- ألا .... ألا تحبها ؟؟؟
قال بصوت خرج من جوفه كاللهب :- جنى .... أنا لا أحبها .... أنا أحبك أنت ..
تلاحقت أنفاسها .. بينما خفق قلبها بقوة وهي تردد :- تحـ ... تحبني .. أنا ..
صوت أشبه بالتأوه صدر عنه وأصابعه تنغرز بين خصلات شعرها الكثيفة ... تجذبه برفق كي ترفع رأسها نحوه فيتمكن من احتضانها ... جسدها تصلب للحظة وهي تشعر بجسده الرجولي الصلب يغمرها بقوته .. لترتجف عندما تحركت شفتاه فوق رأسها .. ثم جبينها .. قبل أن يرفع رأسه فينظر إليها مرددا بحنان :- أحبك ..... أنت ...
لفترة طويلة .... ظل كل منهما يحدق بالآخر ... يدرك بأنه قد وصل أخيرا إلى المكان الذي كان ينشده طوال حياته ... إلى قلب الآخر ..






يتبع في الصفحة التالية وهذا رابطها https://www.rewity.com/forum/t405484-1236.html..



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 08-11-18 الساعة 12:53 PM
blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-18, 01:50 AM   #12348

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

مبتسمة ... راقبت قمر خالتها وهي تتحدث هاتفيا إلى شمس ... تستمع بشوق إلى تفاصيل حفل الخطوبة منها .. تطرح عليها الأسئلة المختلفة .. والتي كان ظاهرها حماس نورا لمعرفة المزيد من الأقاويل .. بينما كان هدفها الخفي الوصول إلى المزيد من الأخبار عن بحر ..
أن تعرف بأنها بخير ... أن تعرف بأنها آمنة .. أن تعرف بأنها سعيدة ...
تنهدت قمر وهي تسترخي فوق الأريكة في غرفة الجلوس الصغيرة في شقة خالتها .. تفكر بحزم بأن شقيقتها وابنة خالتها سعيدتان على الأقل ... وأنها يجب أن تكون ممتنة .. لأنهما بعد كل ما عانتاه في حياتيهما ... قد حصلتا على ما تريدانه ..
رغم محاولتها إقناع نفسها ... إلا أن امتنانها هذا ... لم يفعل أي شيء لتخفيف إحساسها بالوحدة ... بالمرارة .. بانعدام الجدوى ... ما قيمة نجاحها في عملها ... إن عادت إلى بيتها في النهاية وحيدة ... ما قيمة استقلالها الثمين ... إن كانت في النهاية .. غير سعيدة ؟
كانت تقابل عمران يوميا في الشركة ... في البداية .. كانت تخشى أن يسبب رفضها إياه أي توترا بينهما في العمل .. إلا أن الرجل الفظ لم يجد أي صعوبة في أن يعود ليوجه نحوها الإهانات المبطنة ويداعبها بطريقته عديمة الإحساس كما كان يفعل وكأن شيئا لم يكن ... عيناه الزرقاوان كانتا تراقبانها في كل مرة كان يلقي فيها بإحدى ملاحظاته المزعجة وهما تبرقان في ترقب لردة فعلها ..
تنهدت وهي تفكر بأن نهاية رجل مثله ... ستكون وخيمة ... ومآله أن يسقط يوما بين براثن امرأة تقلب السحر على الساحر فتجعله هو من يدور حول نفسه يوما بعد يوم دون أن يدرك مكانه منها ..
تذكرها لعمران ... جعلها وعلى الفور تتذكر خالد .. لتختفي ابتسامتها ... ويتلاشى مزاجها الهادئ والكئيب مع الهواء ... ليجتاحها شيء آخر ... شيء ذكرها بالمرات القليلة التي كانت تستيقظ فيها ليلا وهي تشعر بشيء يجثم فوق صدرها ...
إصابته كانت تتعافى ... هذا ما كانت السيدة فخر تخبرها به ... وما كانت هي تراه بعينها في المرتين التي زارته فيهما بعد خروجه من المستشفى ...
إصابته كانت تشفى ... إنما كان هناك شيء آخر فيه ... لم تكن تستطيع أن تضع يدها عليه .. شيء كان يثير هلع السيدة فخر وهي تحكي لها كلما تحدثتا هاتفيا عن رفض خالد العودة إلى المستشفى لإجراء فحوصات عامة تطمئن قلبها عليه ..
أنهت خالتها مكالمتها الهاتفية وهي تقول لقمر :- لقد كان الحفل جميلا وفقا لكلمات شمس ... ريان ولد طيب .. ويستحق السعادة ..
قبل أن تقول قمر شيئا ... ارتفع رنين هاتفها .... ليتوقف قلبها فورا وهي ترى اسم السيدة فخر مكتوبا على الشاشة ... قبضة ثلجية اعتصرت روحها وهي ترد على المكالمة ملاحظة كي تجمدت خالتها بقلق أمامها .. وهتفت على الفور مذعورة :- عمتي فخر ..
أتاها صوت السيدة فخر يهتف بهستيرية :- إنه خالد يا قمر ... خالد






انتهى الفصل الرابع والثلاثون والأخير
موعدنا بإذن الله مع الخاتمة في الأسبوع القادم
قراءة ممتعة


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-18, 01:51 AM   #12349

Koko meral

? العضوٌ??? » 407777
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 170
?  نُقآطِيْ » Koko meral is on a distinguished road
افتراضي منتدي روايتي

.(:@@@؟**_** واخيرا بموت من تشوقي
mayna123 likes this.

Koko meral غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-18, 01:53 AM   #12350

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

أعتذر عن التأخر صبايا
لحد ما نكتب هالفصل ما ضل حدا لحدا
الأسبوع الماضي انحذفت خمس صفحات من الفصل واستغرقت وقتا طويلا لكتابتها من جديد بالشكل الذي أ{يد
واليوم أصيب الجهاز بوعكة وكاد كل شيء كتبته اليوم يذهب مع الريح
الحمد لله قدرت أسترجع الفصل ... ونزلته .. وقراءة ممتعة
موعدنا فيالأسبوع القادم مع الخاتمة بإن الله حيث سنختم كل القصص بإذن الله
في انتظار آراءكم


blue me غير متواجد حالياً  
التوقيع
حاليا ..

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:41 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.