آخر 10 مشاركات
عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          23 - امرأة تحت الصفر - راشيل ليندساى ( إعادة تنزيل ) (تم تجديد الرابط ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          93- الشمس والظلال - آن هامبسون - ع.ق ( نسخه أصلية بتصوير جديد ) (الكاتـب : angel08 - )           »          مرت من هنا (2) * مميزة *,*مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          القليل من الحب (81) للكاتبة Joss Wood .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          أعاصير ملكية (57) للكاتبة: لوسى مونرو (الجزء الثاني من سلسلة العائلة الملكية) ×كاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree918Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-04-18, 10:04 PM   #5311

الجميله2

? العضوٌ??? » 315137
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 2,977
?  نُقآطِيْ » الجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond repute
افتراضي


تسجييييل حضوررررر

الجميله2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-04-18, 10:08 PM   #5312

هّـمًسِـآتٌـ

? العضوٌ??? » 350494
?  التسِجيلٌ » Aug 2015
? مشَارَ?اتْي » 391
?  نُقآطِيْ » هّـمًسِـآتٌـ has a reputation beyond reputeهّـمًسِـآتٌـ has a reputation beyond reputeهّـمًسِـآتٌـ has a reputation beyond reputeهّـمًسِـآتٌـ has a reputation beyond reputeهّـمًسِـآتٌـ has a reputation beyond reputeهّـمًسِـآتٌـ has a reputation beyond reputeهّـمًسِـآتٌـ has a reputation beyond reputeهّـمًسِـآتٌـ has a reputation beyond reputeهّـمًسِـآتٌـ has a reputation beyond reputeهّـمًسِـآتٌـ has a reputation beyond reputeهّـمًسِـآتٌـ has a reputation beyond repute
افتراضي

مششششششششكككككككووووووورر ررره

هّـمًسِـآتٌـ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-04-18, 10:12 PM   #5313

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

سيتم تنزيل الفصل حالا
سامحوني صبايا عالبطء بالتنزيل النت بطيء جدا عندي


blue me غير متواجد حالياً  
التوقيع
حاليا ..

رد مع اقتباس
قديم 25-04-18, 10:13 PM   #5314

اسفة

مراقبة،مشرفة عالمي..خيالي,الوثائقية،البحوث والمعلومات،روايتي كافيه،(قاصة ولؤلؤة ألتراس،لغوية،حارسة السراديب، راوي)،نشيطة،تسالي،متألقةومحررة جريدة الأدبي، صحافية فلفل حار،كاتبة عبير alkap ~

 
الصورة الرمزية اسفة

? العضوٌ??? » 110863
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 47,722
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك fox
?? ??? ~
دورى يادنياكماتشائين وأرفعي من تشائين وأخفضى من تشائين لكنك أبدالن تغيري من الحقائق ولا من المثاليات الصحيحة أو الأفكار السليمة التى تؤكدلنادائما إن الأهداف المشروعة فى الحياة لا بدمنالسعي إليها بوسائل شريفةوأن ما نحققه بغيرهذه الوسائل لا يحقق لنا أبدا
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة blue me مشاهدة المشاركة
مسا الخير
جاري تنزيل الفصل صبايا
الرجاء التوقف عن التعليق كي لا تتم مقاطعة الفصل
سأمنحكم دقيقتين
مسا الفل على عيون الزوز

طيب التوقع اهوه






الليل يا ليلى يعاتبني ..

ويقول لي سلم على ليلى..

الحب لا تحلو جدائله..

الا اذا قال الهوى ليلى..
وليلى للتمويه ههههه
وقولوا الكلام على مين
فى بالى فكرة راسخة بأن هناك شخص طيف ألوان شخصيته يشبه بعض من أطياف ألوان شخصيتي..
في مكان ما .. في بقعة أرض لا أدري أين هي..
وسوف يأتي يوم أجتمع به.. وأصبح الوردة الحمراء الميتيم بعشقها وحبها…



اسفة غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 25-04-18, 10:13 PM   #5315

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

الفصل الحادي عشر


هتف كنان مستنكرا :- هل أنت جادة ؟
كبتت وردة ضحكتها من تعابير وجهه المصدومة عندما ترجل من سيارته في قلب الحي الشعبي الذي قادته إليه بعد خروجهما من الحفل .. وهو ينظر حوله متفاديا أثناء سيره طفلا كان يجري باندفاع غير مبال بتأخر الوقت على بقاء طفل مثله مستيقظا حتى الآن .. محدقا بشابين كانا يستندان إلى جدار مهترئ في طريقهما .. يحمل أحدهما سكينا بدا حادا ونصله يلمع تحت الإضاءة الملونة المعلقة فوق أبواب المتاجر .. بعينين مهددتين نحو كنان ... وجائعتين نحو ... أحست به يتشنج إلى جانبها وهو يوقفها بحركة حادة هاتفا بخشونة :- اعقدي أزرار معطفك ...
نظرت إليه مجفلة قائلة :- ماذا ؟؟؟
لم ينتظر منها أن تستوعب أمره أو سببه .. مد يديه تلقائيا ليغلق الأزرار بنفسه .. وجهه مغلق وهو يلقي بنظرات نارية بين الحين والآخر نحو الشابين الذين بدت عليهما التسلية .. سرعان ما أحست وردة بالمثل وهي تقول :- لا تقلق ... لن تضطر لاستخدام شهامتك التي لا أظنك نفسك كنت تعرف بوجودها وخوض شجار معهما دفاعا عن شرفي ... لا يتعرض أحدهم في حارات كهذه إلى فتاة .. إلا لو ...
ثم صمتت .. تدرك ما كادت تبوح به .. وتشعر بشيء من بهجتها يطير في الهواء ... قالت بصوت جامد :- ذاك المطعم هو وجهتنا ... لا تقلق ... رغم مظهره الخارجي البائس .. هو نظيف من الداخل ويقدم طعاما لن تجد مثيلا لمذاقه في أي مكان آخر ..
لم يغفل كنان عن التغير في وردة بينما هي تغلق مشاعرها عنه .. وتتابع الطريق أمامه . منسية إياه النار التي كانت تسري في عروقه قبل لحظات وهو يلاحظ نظرات الشابين إلى ما وراء معطف وردة المحلول الأزرار .. حيث ظهر جزء من فستانها الليلكي المغري .. عندما أراد أن ينسى حذره تماما فينهال ضربا على الشابين الذين كان يعرف يقينا بأنهما أكثر قوة منه وخبرة في قتال الشوارع ...
حول اهتمامه منها نحو المكان الذي كانت واجهته متواضعة بالفعل ... بوابة معدنية .. اعتلتها لافتة مكتوب عليها الاسم المضحك للمطعم .. بينما توزعت بضعة طاولات ومقاعد فوق الرصيف المواجه له .. وداخل المساحة الضئيلة الداخلية له .. وفاحت رائحة ... رباه ... لم يشعر كنان في حياته بهذا القدر من الجوع وهو يستنشق الرائحة الغير عادية للطعام الذي لم يعد قادرا على الانتظار قبل أن يتذوقه ..
نظرات فضولية توجهت نحوهما وهما يحتلان أبعد طاولة عن المدخل .. حيث أسرع النادل نحوهما ليسألهما عما يرغبان به قبل أن ينطلق بعيدا ..
لاحظ كنان النظرة الغريبة التي اعتلت عيناها فسألها :- هل تأتين إلى هنا كثيرا ؟؟
تمتمت :- لم آت منذ فترة طويلة ... لقد اعتاد ...
ثم صمتت مجددا .. وكأن بعض الأشياء كانت أصعب من أن تقال .. أتراها كانت تأتي إلى هنا برفقة ريان ؟؟؟
ازدردت ريقها ثم تابعت :- لقد اعتاد عمي إحضاري إلى هنا بين الحين والآخر ...
عمها .. الرجل الذي كاد أن يقتل ريان قبل أن تنقذه وردة ... وهو دين رغم كراهيته له .. فإن كنان سيحمله لها ما عاش .. قال :- لم يسبق أن شكرتك على إنقاذ حياة ريان ...
فكر صامتا ... عارفا ما اضطررت لدفعه مقابل إنقاذه ... التخلي عن عمك .. الرجل الذي كان وفقا لكلام ريان المعيل لعائلتك ووالدك المريض ..
قالت بصوت مكتوم :- لا أحتاج لشكرك أو امتنانك ... لقد فعلت الصواب لا أكثر ...
ثم نظرت إليه مغيرة الموضوع قائلة :- هل ستخبرني لماذا ترغب والدتك بتزويجك من فتاة لا تهتم لأمرها بغض النظر عن رغبتك الشخصية ؟؟؟
قال ببساطة :- لأنها لا تهتم إلا لمصالحها الشخصية .. ظننت هذا واضحا ..
أرادت أن تعترض .. أن تخبره بأنه لا يمكن لأم ألا تهتم بسعادة أولادها ... أن تقدم مصالحها على صالحهم .. إلا أنها لم تستطع ... إذ أنها تعرف وبالطريقة الصعبة أن هذا غير صحيح .. بالرغم من هذا .. لم تستطع أن تمنع نظرتها نحو كنان الطويل بالتغير جزئيا .. إذ أنه لم يعد الشاب الوقح والمغرور الذي كانت تتمنى دائما لو أنه يختفي عن وجه الأرض .. لقد بات أقرب إلى إنسان يعاني من مشاكل شخصية مثلها تماما رغم انتمائه لعائلة غنية .. تذكرت تحاملها السابق على ريان قبل أن تتعرف إليه جيدا وتدرك بأنه تحت الواجهة الجميلة والثرية يكمن إنسان حساس ورائع .. متى ستتعلم وردة من أخطائها ؟
تمتمت :- أظنها ستتركك وشأنك الآن وقد صدقت علاقتنا الوهمية .. صحيح ؟؟
قال ساخرا :- أشك بهذا ... ما موقفها اليوم سوى تراجع تكتيكي قبل أن تهجم من جديد ... والدتي لن تقبل أبدا أن يتورط ابنها الوحيد في زواج لا يحقق لها أي مصالح مادية أو اجتماعية ... على الأرجح .. صدمتها بحادث جمان يكمن في معظمه بعجزها عن استغلالها بعد الآن في أهدافها الخاصة .. لقد كانت تخطط بالفعل لتزويجها بذلك المتطفل السخيف عمر ..
كلامه كان قاسيا ... حتى امرأة كإيناس الطويل ... لا يمكن أن تفكر بهذه البرودة اتجاه مرض ابنتها الوحيدة .. إلا أن وردة وجدت نفسها تخرجه من كآبته بقولها في استفزاز :- أنا لم أجده سخيفا ... صديقك عمر كان ساحرا ومهذبا ...
قال بخشونة :- أخبرتك بأنه ليس صديقي ... هو شريك عمل لا أكثر ..
:- وإن يكن ... هذا لا يمنعك من تعلم شيء أو اثنين منه ... على الأقل سيتوقف الناس عن النظر إليك كشاب مدلل أحمق ومغرور ..
شخر بأنفه قائلا :- هه ... الفتيات بالفعل يركضن أمامي طالبات رضاي أينما ذهبت ... إن أصبحت أكثر سحرا .. قتلن بعضهن في سبيل الحصول على اهتمامي ..
حدقت به قائلة :- هل تقول هذه الكلمات لنفسك أمام المرآة كل صباح كي تصدقها ؟؟؟
قال وهو يبتسم بعبث :- في الواقع ... أنا أقول هذا لنفسي أمام المرآة ثلاث مرات يوميا .. يتمتع أخوتي بسحر آل طويل الموروث .. بينما يعود سحري أنا لجهدي الشخصي ...
وجدت وردة نفسها تصدقه بسهولة ... ففتى بسمعة كنان الطويل .. لا يمكن أن تعود إلا لشيء جاذب في شخصه لم تتمكن حتى الآن من أن تراه ... أدارت عينيها كردة فعل على غروره وقالت :- نعم نعم ... من الغريب بالرغم من هذا أنني لا أستطيع وضع يدي على ذلك الجانب منك .. أظن هذا يؤكد معنى المثل الشهير .. لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع .
عبس قائلا :- حقا ؟؟ دعيني أخمن ما يفضله ذوقك ... الشعر الأشقر و العينين الخضراوين .. وربما ميل لديه نحو الموسيقى ...
هزت كتفيها دون أن تمنحه جوابا محددا مما جعل دماؤه تفور بين عروقه ...أمازالت الحمقاء تظن نفسها قادرة على أن توقع ريان بين حبائلها ؟؟؟ هه ... وكأنه سيسمح لها بهذا ..
صورتها وهي تعقد ربطة عنق ريان عندما دخل عليهما المكتبة سابقا هذا المساء ... مشاعرها كانت واضحة تماما لكنان ... إلا أن الاهتمام والعاطفة نحوها ... كانا أيضا واضحين في عيني ريان ..
تململ في مقعده بقلق ... بينما عاد النادل حاملا أطباق الطعام .. يحدق بها وهي تمنح الشاب الصغير ابتسامة شكر كاد يتعثر تأثرا بها .. للفتاة تأثيرها .. وهو ما يكره كنان الاعتراف به .. ومن السهل على أي رجل حار الأحاسيس الوقوع في غرامها ... وفكرة أن يرتبط بها ريان كانت تثير غضبه إلى أبعد حد .. لقد كانت تقف بينهما بالفعل خلال عملها معه في المكتبة .. أقرب إليه أحيانا من كنان نفسه وقد أنقذت حياته في العام الماضي ... أن يقرر ريان فجأة الزواج منها وجعلها جزءا من حياته إلى الأبد ... هو أمر يرفضه كنان .. ومستعد لفعل أي شيء مهما كان صعبا في سبيل منعه ...
توقف فجأة عن التفكير وهو يحدق في وجهها الذي عبس وقد لاحظت نظراته الغريبة نحوها .. ثم هتفت به بحدة :- لماذا تنظر إلي بهذه الطريقة ؟؟.
عندما ابتسم ببطء ... لاحظ كيف أجفلت ... وكأنها لم تتوقع أن يتمكن من التأثير عليها بسحره كما يفعل بالكثير من الفتيات غيرها .. ابتسامته اتسعت .. وهو يفكر بأنه يعرف الطريقة المثلى كي يبعد بها وردة عن ريان .. وهي أن يوقعها بحبه هو ..
قال مجيبا عن سؤالها وهو يغرف اللقمة الأولى بملعقته قائلا :- لا شيء ... أنا أستعد فقط لتناول وجبتي التي تبدو لي شهية للغاية .. شكرا لك لإحضارك إياها إلى هنا ..
بدا عليها عدم الارتياح ... وكأن توجيهه كلاما لطيفا كهذا نحوها لم يكن متوقعا ..
حسنا .... تنتظرك الكثير من الأشياء التي لن تتوقعي حدوثها يا وردة ... فكوني مستعدة ..




يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-04-18, 10:14 PM   #5316

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

للحظة ... لم تستوعب بحر كلماته وهي تتصور وجه الرجل الذي كان رؤوفا معها بطريقة ما خلال أصعب اللحظات التي مرت بها .. تفكيرها بالأمر من هذا الجانب بحد ذاته كان مثيرا للسخرية .. كون تيسير لم يكن أكثر من بيدق في يد لقمان يفعل ما يشاء ... إلا أن هذا لا يمنع أنه كان دائما بمثابة اللمسة الحانية خلال تعرضها لأقسى الضربات .. عندما التقت بلقمان للمرة الأولى .. عندما كان بعكس الجميع لطيفا معها وهو يعالج جرحها .. ويحاول إخراجها من رعبها بكلامه المهدئ ...
عندما كان مضطرا للامتثال لأوامر لقمان وأخذها إلى المستشفى كي تجهض جنينها ...
عندما حاول أن يمنع عمها من اختطافها بعد خروجها من المستشفى مباشرة ..
ثم عادت كلماته تدوي داخل عقلها بصخب .... لقد مات تيسير ... لقد قتل .. وبوحشية ..
:- بحر ... هل تسمعين ما أقوله ؟؟؟
أخرجها صوته الأجش من ذهولها ... وأعادها للنظر إلى وجهه الواجم .. لتلاحظ إرهاقه وتوتره ... متذكرة ما عرفته عن علاقة كل من لقمان والدكتور تيسير من خلال أحاديثه المبهمة عن الماضي ... هي تعرف بأن لقمان يدين للرجل عندما أنقذ حياته قبل أكثر من عشرين عاما ... كما تعرف بأن الدكتور تيسير يدين بدوره للقمان .. على الأرجح لأنه ساعده على ابتداء حياته من جديد بعد ماضيه الأسود ...
تمتمت بصوت باهت :- كيف قتلوه ؟؟
صوتها كان هادئا للغاية بشكل أدهشها .. أن تشعر بكل هذا التماسك بعد معرفتها بموت رجل كانت تعرفه عن قرب .. وبموته مقتولا لا أكثر ..
قال بصوت مكتوم :- لن ترغبي بمعرفة الطريقة ... لقد كان الرجل مفقودا لأيام ... زوجته اتصلت بي على الفور عندما اتصل بها قبل اختفاءه مباشرة طالبا منها الاختباء .. لم يسمع أحد عنه أو يراه حتى أبلغني ثروت بمقتله منذ نصف ساعة لا أكثر ... وحتى تعرف الشرطة المزيد عن الحادث.. أريد منك أن تظلي هنا .. في هذا المنزل أنا أعرف بأن لا أحد يستطيع الوصول إليك ..
انتفضت بعنف وهي تدرك معنى كلماته هاتفة به من بين أسنانها :- هل تظنني غبية بحيث تستطيع خداعي وحبسي هنا بحجة كهذه ؟؟؟ أنت لن تتحكم بحياتي مجددا يا لقمان الطويل ... أتفهم ؟؟؟ أنا لن أسمح لك بهذا .. لا علاقة لي إطلاقا بوفاة الدكتور تيسير ... فلا تتظاهر بأنك فجأة قد استحلت إلى حامي الحمى وقررت بأنك تهتم بأمري بما يكفي كي تحميني من الخطر الوهمي الغير موجود إلا في عقلك ..
كلماتها التي تعمدت أن تفتقر إلى أي نوع من الاحترام .. تمكنت من اثارة غضبه ... لم تتمكن من الابتعاد في الوقت المناسب قبل أن يمد يده فيمسك بذراعها بقوة مقربا إياها منه فتتمكن من النظر إلى وجهه وهو يقول بصوت صارم :- لو أنك تهدئين بما يكفي كي تستمعي إلى ما كدت أقوله .. لأدركت بأن موت الدكتور تيسير لم يكن عشوائيا ... منذ أشهر وأفراد مقربون جدا من بين المستخدمين لدي يعثر عليهم مقتولين في أماكن مهجورة ... بعضهم لم يتم العثور عليهم حتى الآن ... إلا أن هذا لا يعني إلا أن جثثهم لم تجد طريقها إلى السطح بعد ...
اتسعت عيناها وهي تستوعب ما يقول ... ليبدأ قلبها بالخفقان بقوة بين أضلعها .. إذ لم يكن لاستهداف موظفيه سوى معنى واحد .. أنه هو المستهدف الأول من هذه الهجمات الوحشية ..
لم يكن من المفترض بإدراكها هذا أن يترك داخلها هذا التأثير العنيف .. أن تعرف بأنه في خطر .. بأن أحدهم يخطط لإيذائه ... وجدت نفسها تنظر إليه بشيء من اللهفة ... لم تعرف سببها .. وكأنها كانت تبحث بين تفاصيله عن شيء مفقود .. شيء في غير مكانه .. إلا أن الرجل الذي كان يقف مطلا عليها من علو .. كان يبدو قويا ... شامخا .. لا يمس .. بالضبط كما عهدته قبل عام ..
قال بصوت أجش فضح تأثره الذي كان يخفيه بالتأكيد عن غيرها :- لقد ظننت الأمر متعلق بإحدى صفقات العمل التي أثرت من خلالها غضب بعض الأشخاص ذوي النفوذ في المنطقة .. إلا أن موت تيسير غير الأمر كله ... تيسير لم يكن موظفا لدي ...
قالت بصوت جامد :- أعرف ...
هز رأسه وهو يقول :- لا .... لا تعرفين ... وإلا ما قاتلتني وأنت تمنعينني من حمايتك ... أو شككت ولو للحظة بنواياي أو بأنني أستغل موته لأجل أهدافي الخاصة ..
قالت بخشونة :- أنت لم تحمني يوما .... فلماذا علي أن أصدق بأنك ترغب بأن تحميني بدون أهداف أخرى الآن ؟؟
وجهه جمد تماما .. حتى وأصابعه تزداد ضغطا على ذراعها ... لم تكن قادرة على قراءة أي شيء من مشاعره وهي تتابع :- أنت لم تظهر قط ولاءً إلا اتجاه عائلتك .. وأنت قطعا لم تعتبرني أي شيء إلى جانبهم .. فلماذا علي أن أفترض ولاءً منك اتجاه الدكتور تيسير .. أما عن أهدافك الخاصة ... فأنت دائما تمتلك شيئا منها ... لقمان الحكيم لن يقوم بأي عمل مهما كان صغيرا إن لم يعد عليه شيء من وراءه ..
ساد الصمت ثقيلا بينهما .. لا يقطعه سوى صوت تنفسها العنيف .. في حين بدا هو وكأنه لا يتنفس أطلاقا .. قبل أن يقول أخيرا بخفوت :- أفهم كراهيتك العمياء هذه نحوي يا بحر ... أفهم الطريقة البشعة التي ترينني فيها .. ولا ألومك عليها إطلاقا ... إنما عندما أؤكد لك بأنك في خطر ... فإنني لا أكذب ..
هي تعرف بأنه لا يكذب ... فكرت بمرارة بأنه لم يجد قط أي غضاضة في البوح برأيه مهما كان قاسيا في الماضي ... فلماذا تفترض الآن بأنه قد جبن فجأة ؟؟
:- قلقك غير منطقي .... لو أن الشخص الذي قتل الدكتور تيسير أراد استهدافي لبدأ بعائلتك أولا ...
:- عائلتي محمية بشكل دائم ... حتى دون أن يدركوا هذا ..هم ليسوا ضحايا سهلة وإلا لكانوا أول من تعرضوا للأذى عندما بدأ هذا الشخص ملاحقتي ... إلا أنه على ما يبدو يستهدف الطرائد الغير متوقعة .. تلك البعيدة عن حمايتي أو توقعاتي ..
قالت بغلظة دون أن تتوقف عن محاولة تحرير ذراعها من قبضته :- هذا لا يعني أنني في خطر .. مادام يستهدف موظفيك فقط .. الدكتور تيسير صديقك .. إلا أنه يعمل لديك أيضا .. أتظنني لا أعرف بأن المشفى الذي يديره .. والذي أخدني إليه ليقتل فيه ابني بناء على أوامرك .. هو مستشفاك أنت ..
أطبق فمه بقوة ... فلم تعرف إن كان غاضبا .. أم .... متألما ! .. قال بعد لحظات بصوت بجمود :- أنت مخطئة ... إذ أنه لا يستهدف موظفيي فحسب .. قبل عام اختفت امرأة ... كانت تربطني بها علاقة قصيرة ...
قالت بحدة خرجت منها رغما عنها :- تعني عشيقة سابقة ..
كز على أسنانه قائلا :- أنا لا عشيقات لدي يا بحر ... كل امرأة دخلت حياتي كانت زوجتي خلال فترة علاقتنا ..
ضحكت بمرارة قائلة :- أتكرر هذا على نفسك كثيرا وأنت تبرر زواجاتك العرفية اللا نهائية وعديمة القيمة التي تحاول أن تنفي فيها حقارة ما تفعله بكل امرأة ترتبط بها ؟؟
:- بحر !
أمسك ذراعها الأخرى بيده الحرة وأرغمها على النظر إليه وهو يقول هادرا :- ألا تفهمين ما أقول ؟؟؟ لا أحد إطلاقا كان يعرف بأمر أي علاقة من علاقاتي السابقة ... دائما كنت حريصا على أن يبقى الأمر طي الكتمان .. بطريقة ما عرف أحدهم بأمر نادين .. وأنا أشك بأن لسانها الطويل أبى إلا أن يبوح بالأمر بمناسبة أو اثنتين فوصل الأمر إليه ... أما أنت ... فأنا أعلنت أمام المدينة بأسرها بأنك زوجتي .. أتعلمين ما الذي يعنيه هذا ؟؟
صمتت .. تشعر بالمشاعر العنيفة المحتشدة داخلها ترهقها .. لقد كانت تائهة منذ عودتها .. وسماحها للقمان الطويل باقتحام حياتها من جديد .. مقابلتها كل من آمال الطويل .. وشمس في يوم واحد .. ثم إدراكها بأن حياتها في خطر ... تبا ... بأن حياة لقمان في خطر ... أن تحاصر به الآن .. شاعرة بالعجز من جديد بسببه .. كان أكثر من أن تتمكن من احتماله ..
هتفت به بكراهية ... بينما إحساسها بحضوره القوي .. بجسده الدافئ الصلب يهددها في الوقت ذاته الذي كان يعرض فيه عليها الأمان :- يعني أنك تدمر حياتي مجددا يا لقمان ... إذ أن هذا ما تجيده فقط .. تدمير حيوات الآخرين ..
للحظة ... ظنت بأنها قد توهمت الطريقة التي شحب فيها وجهه .. إلا أن أنفاسه فجأة بدت وكأنها تتطلب مجهودا أكبر كي تتجاوز صدره .. حرر ذراعاها ليحتضن وجهها بين يديه وهو يقول :- اكرهيني ما شئت .. إنما اسمحي لي بحمايتك .. أرجوك .. ابقي هنا في منزلي حتى ينقشع الخطر .. وبعدها اذهبي إلى أي مكان تريدينه ..
التقت أعينهما .. عيناه السوداوان والعميقتان كالمحيط .. وعيناها الزرقاوان اللتان كانتا تشتعلان بالرفض .. تابع قائلا :- لن ألمسك إن كان هذا ما يقلقك .. أنت آمنة هنا كما لو أنك في غرفة فندقك ..
عندما تراجعت هذه المرة لم يتشبث بها .. قالت بصوت أجش :- أن أثق بك .. يعني أن أنسى كل ما فعلته بي في الماضي .. وهو ما لن يحدث أبدا ..
أغمض عينيه للحظة .. وكأنه يكبح عاطفة عنيفة كادت تفلت منه .. قبل أن يقول ببرود :- هذا سيء .. إذ أنني لن أسمح لك بمغادرة منزلي مادام الخطر محدقا بك .. أنت ستبقين هنا حتى يزول الخطر عنك .. ومن الأفضل لك أن تبدئي بالاعتياد على الأمر وتقبله .. كي لا تزيدي صعوبته عليك .. ومن الأفضل أن تبدئي باعتبار هذا المنزل بيتا لك .. لأنك لن تغادريه حتى فترة طويلة يا بحر .





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-04-18, 10:15 PM   #5317

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

:- ضياء .... انتظر ... إلى أين تذهب في هذا الوقت المتأخر ؟؟
أسرعت نورا تمسك بذراعه قبل أن يغادر الشقة .. بينما قلبها كان ينزف بالفعل منذ اتصلت بها شمس تخبرها بهستيرية بـ .... بعودة بحر !! .. بينما كان ضياء يجلس إلى جوارها فيستمع إلى فحوى المكالمة كلها ..
قال بخشونة :- أنا خارج ... لا يهم إلى أين .. أنا فقط إلى أريد أن أغادر هذا البيت في هذه اللحظة حتى لو اضطررت للسير في الشوارع لساعات حتى أتمكن من العودة من جديد ..
هتفت ألم :- ضياء ... أعرف بأن معرفتك بعودة بحر صعبة ... أتمنى لو أنها لم تعد .. إلا أن ..
قاطعها هاتفا فيها باستنكار :- أحقا يا أمي ... أحقا تتمنين لو أنها لم تعد ؟؟
شحب وجهها ... فاضحة نفسها تماما .. فاضحة المزيج الغريب من الفرح والألم والإحساس بالخيانة الذي أحست به لحظة أخبرتها شمس بأن بحر قد عادت .. وأنها قد ظهرت أمام الناس برفقة لقمان الطويل دون غيره كزوجته ..
تمتمت :- أقول هذا لأجلك ... أنا ... أنا أعرف بأن ما فعلته بحر كان قاسيا عليك .. بأنها لم تكن بالنسبة إليك ابنة خالة فحسب يا ضياء ..
سحب ذراعه من قبضة والدته وهو يقول بغلظة :- أهذا ما تظنينه أغضبني ... غلطة بحر ؟؟؟ ماذا عنك يا أمي ... ماذا عما فعلته أنت بها ؟؟
هتفت بشيء من الدفاعية :- أنا لم أفعل شيئا ... ما الذي كنت تتوقع مني أن أفعله ؟؟ أن أحتضنها .. أن أتبنى أفعالها .. أن أتحمل نتائج ذنوبها ..
ارتدت إلى الوراء عندما أطلت نظرة خائبة من عينيه ... نظرة ألم .. حسرة .. لوم .. نظرة كانت تراها في عينيه بين الحين والآخر دون أن تجد لها تفسيرا .. قال بخفوت :- أخبريني يا أمي .. لو أنني ارتكبت خطئا ما .. هل كنت لتطرديني من البيت متخلية عني تماما ..
ازدردت ريقها قائلة :- أنت مختلف ... أنت شاب .. وما كنت لترتكب خطا كهذا يهدد مستقبلك وسمعتك وعائلتك ..
:- أنت تقصدين بأنني لا أستحق اللوم ذاته فقط لأنني ذكر ..
هزت رأسها بعجز قائلة :- لا ... لم أقصد هذا ..
إلا أن كلماتها عنت هذا بالضبط ... أدركت نورا هذا مصدومة بينما تابع سائلا إياها :- لو أن إحدى شمس أو قمر ارتكبت أخطاء مماثلة يا أمي .. هل كنت لتطرديها متخلية عنها ورامية إياها للذئاب ؟؟؟
هتفت بعنف :- بناتي ما كن ليفعلن كما فعلت بحر أبدا ؟؟
شيء من الامتعاض أطل من عينيه وهو يقول :- بناتك ! ... دعيني أذكرك يا أمي ... شمس وقمر .. ليستا ابنتيك .. هما ابنتا شقيقتك .. بالضبط كبحر .. الفرق بينهما وبينها أنهن كبرن تحت أنظارك ... اقتاتتا من حنانك ورعايتك .. من حبك وتفانيك .. في حين لم تحظ بحر بالمثل ..
هزت رأسها قائلة :- لا تبرر لها يا ضياء ... بحر كانـ ...
قاطعا قائلا بصوت أجش :- هل تلومين بحر يا أمي .... هل تلومينها حقا ؟؟؟ بحر ... بحر دون كل الناس .. هل تجرؤين على لومها في حين أنك لم تفعلي في حياتك كلها شيئا واحدا كي تحميها ؟؟؟
شحب وجهها وهي تحدق بابنها للوحيد ... ترى اللوم في نظراته ... تستشعر الخيبة بين كلماته .. لتقول مدافعة عن نفسها :- أنا فعلت لها الكثير .. وكيف كافأتني ؟؟ بأن تجعل من نفسها عشيقة لقمان الطويل .. أن تفضح نفسها في المدينة بأسرها ... متى ستصحو من أوهامك وتتوقف عن توهم المثالية بها ؟؟
حدق بها للحظة وكأنه لا يصدق ما تقوله .. أو ... وكأنه ينظر إليها للمرة الأولى في حياته ..
قال بشيء من العجب :- أتكرهين بحر إلى هذا الحد يا أمي ؟؟؟
انتفضت هاتفة بعنف :- أنا لا أكرهها ...
صمت ناظرا إليها للحظات ... قبل أن يقول بهدوء :- بحر ... ليست والدتها يا أمي ..
رمشت بعينيها قائلة :- ما الذي ... ما الذي تقصده ؟؟؟
لم يقل شيئا ... قبل أن يفتح الباب قائلا :- لا تنتظريني يا أمي ... إذ سأتأخر في العودة هذا المساء ..
:- ضياء .. ضياء انتظر ..
إلا أنه غادر مغلقا الباب وراءه بشيء من العنف .. ذاهلة ... استدارت لتنظر إلى قمر التي كانت مستندة إلى إطار غرفة نومها ... عيناها البندقيتان غارقتان بالدموع وهي تقول :- أنت لم تحبي بحر قط يا خالتي ... صحيح ؟؟؟
هتفت نورا بعنف :- هذا غير صحيح .. أنا أحببتها ... مثلكن تماما .. لماذا تظنين ما حدث صدمني كثيرا ؟؟
هزت قمر رأسها وهي تقول :- ربما صدمك ... ربما آلمك .. وربما منحك المخرج الذي كنت تبحثين عنه منذ غادرت خالتي يسرى تاركة إياها هنا متوقعة منك أن ترعيها في غيابها ..
صوت نورا كان أقل قوة وهي تكرر :- هذا غير صحيح ..
همست قمر :- لم أتحدث عن الأمر من قبل .. إلا أنني دائما تساءلت عن السبب الذي كان يمنعك من انتزاعها من عمها وأنت تعرفين الطريقة التي كان يعاملها بها .. كنت تستطيعين أخذها إلا أنك لم تفعلي .. كنت دائما تؤكدين بأنها ستكون أكثر أمانا إن لم تحاولي إثارة غضب عمها بأخذها منه ... أنت حتى لم تحاولي إخبار خالتي بالأمر ... ولا تقولي بأنها كانت رغبة بحر ... أنت لم تتورعي عن الاتصال بها عندما شعرت بأن الحمل كان أكبر من أن تتحمليه وحدك ... حتى أنني أشك بأنك اتصلت بها فقط كي تنتقمي بها بإخبارها بفعلة بحر ..
:- توقفي ...
صمتت قمر للحظات ... تمنح خالتها الفرصة كي تلتقط أنفاسها ... قبل أن تقول بهدوء :- كيف تجرؤين على لوم بحر يا خالتي ... في حين أنك أنت من دفعها بين ذراعي لقمان الطويل في المقام الأول .. عندما لم تمنحيها سببا واحدة كي تثق بك بما يكفي فتلجأ إليك عندما دخوله حياتها للمرة الأولى ..
تراجعت إلى الوراء وهي تقول بصوت مكتوم :- تظنين بأن ضياء خائب الظن في بحر لأنه كان واقعا في حبها ... لقد كان هذا كابوسك الأكبر ... أن يحب ضياء ابنة يسرى من بين كل الناس .. المرأة التي عاشت حياتها في الطول والعرض في حين كنت أنت ومنذ سن يافعة مسؤولة عن أخت مريضة .. ثم توأم يتيم .. ثم ثلاثة أولاد يتامى .. المرأة التي لم تسامحيها قط لأنك لم تتمكني من عيش حياتها ...
هتفت خالتها بشيء من اليأس :- توقفي يا قمر ... توقفي ..
هزت قمر رأسها وهي تقول :- أنا أظن ضياء لم يحبب بحر قط يا خالتي ... أنا أظنه كان يرى فيها ما لم تتمكني أنت من رؤيته قط .. مجرد روح ضائعة تحتاج إلى الحب ... ضياء ليس خائب الظن في بحر ... هو خائب الظن فيك أنت ..
هنا ... لم تتمكن نورا من أن تقول أي شيء وهي تترك دموعها تسيل لتبلل وجنتيها الشاحبتين .. مصدومة بكلمات قمر ومن قبلها كلمات ضياء ... مصدومة لأنها أدركت بأنهما كانا يقولان الحقيقة .. بأنها ربما لا تقل حقارة وكبرا عن آمال الطويل ... وأن دورها في إيذاء بحر لا يختلف أبدا عن دورها هي ..
تراجعت قمر وهي تقول وكأنها قد أدركت مشاعر خالتها ... بأنها أخيرا قد بدأت ترى الأمر من وجهة نظر كل فرد من أفراد عائلتها :- تصبحين على خير يا خالتي






يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-04-18, 10:17 PM   #5318

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

:- هل أنت بخير ؟
كانت شمس تحل شعرها الذي كان معقودا خلف رأسها بإحكام بيدين ثابتتين .. إنما بملامح جامدة وهي تحدق بنفسها في المرآة .. وكأنها تقوم بشيء روتيني دون أن تعيه أصلا .. بينما عقلها مسافر على بعد أميال ..
:- شمس .... هل تستمعين إلي ؟؟؟
صوت أكرم القلق تمكن من انتزاعها من جمودها .. لترفع رأسها وتنظر إلى انعكاس صورته عبر المرآة وهي تقول :- هل كنت تتحدث إلي ؟
عيناه السوداوان كانتا تراقبان ملامحها بدقة .. بينما كان يقترب منها حتى وقف ورائها .. يده امتدت لتزيح شعرها الكثيف عن عنقها .. ثم امتدت لتلامس بشرتها الناعمة بخفة جعلت قشعريرة تسري في جسدها قبل أن تبدأ بحل زمامه الخلفي .. أزاح طرفاه بما يكفي كي يتمكن من وضع يديه فوق كتفيها العاريتين .. دون أن يحاول التمادي أكثر في مطالباته العاطفية .. إلى هذا الحد كان أكرم دائما مراعيا إياها .. أبدا لم يحاول فرض نفسه عليها خاصة عندما يجدها في حالة متخبطة كما هي الآن ...
أحنى رأسه يقبل كتفها برقة قبل أن يقول :- أعرف بأن رؤيتك بحر كانت صدمة قوية لك ..
ثم صحح متابعا :- في الواقع ... ظهورها إلى جانب لقمان كان صدمة لنا جميعا ...
قالت بخشونة :- لماذا ؟؟؟ لأن أحدا منكم لم يتوقع أن يدني نفسه فيرافق امرأة مثلها ؟؟ أو أن يعلن زواجه منها بذلك الوضوح ؟؟
لم يهتز شعرة من غضبها المفاجئ ... بل قال بهدوء :- ربما من لا يعرف لقمان عن قرب قد يفكر بهذه الطريقة ... أما أنا ... فعلى اعتبار أنني كنت موجودا عندما توعكت صحته في العام الماضي .. ومعرفتي بما فعله به رحيلها .. فقد كان قبولها هي مرافقته ما أثار دهشتي ... لا العكس ..
صمتت للحظات وقد بدت تعسة إلى حد كاد يدفعه لسحبه إليها وضمها باثا إياها دعمه وحبه .. إلا أنه بات يعرفها بما يكفي كي يخمن متى ترفض فيها أن يشتت أكرم فوضاها بحبه ... شمس كانت امرأة مستقلة تماما .. وكانت ترفض إطلاقا أن يحاول حمل أي عبء ولو كان بسيطا عنها .. وقد كان هذا يدمره كلما فكر بأن استقلاليتها هذه ما هي إلا نتيجة لخذلانه إياها قبل خمس سنوات ...
تمتمت :- أنا ... لم أتوقع أن أراها إلى جانبه أيضا .. لم أتوقع أن تنسى كل ما فعله بها .. أن تقبل بأن يكون لها أي علاقة به ... تبا .. أنا لم أتوقع أن تعود مجددا إلى الوطن ..
قال بهدوء :- ألا تظنينها قادرة على أن تغفر له خطاياه إن أدركت إلى أي حد هو متمسك بها ؟؟
التفتت نحوه قائلة من بين أسنانها :- ألا تذكر إلى أي حد كسرها في العام الماضي ؟؟؟ لقمان دمر بحر تماما .. الشيء الذي نقلناه من المستشفى بعد تهجم عمها عليها لم يكن بحر ... لقد كان بقاياها لا أكثر .. أنا لا أظن بأنها قادرة على أن تنسى قط ما فعله بها .. وهو ما لا يعرفه أحد بالضبط .. إذ أن بحر لم تتحدث أبدا عما عانته على يديه ...
كان كلامها صحيحا ... ظاهريا ... لا أحد يعرف عن علاقة بحر ولقمان أكثر من زواجه العرفي بها لفترة ثم انتشار الأمر بين سكان المدينة كالنار في الهشيم ... ولا أحد من العائلة سواه هو وريان يعرف بأن لقمان تزوج بحر بعد أن ابتزها على إثر تلفيق والدتهما تهمة سرقة لها بغية إبعادها عن طريق لقمان ...
ولا أحد سواه يعرف ما عرفه مرة خلال إحدى زيارته للقمان خلال فترة نقاهته .. عندما سأله الأخير عن مشاعره بعد أن فقدت شمس جنينها في الماضي ..
السؤال كان مباغتا ... إلا أن أكرم كان قد اعتاد على التحول في شخصية لقمان بعد إصابته بالأزمة الصحية التي هزت العائلة كلها قبل أن تهزه هو ... خلال فترة النقاهة, لقمان كان رجلا آخر ... ربما هو ظل قويا لا يقهر بينما هو يقود أعماله من سرير نقاهته بكل جبروت معتمدا على ثروت وباقي موظفيه الذين كان يثق بهم ... هو حتى كان قاسيا بما يكفي كي يطالب والدته وبكل وضوح بالخروج من حياته بعد أن استغلت الصلاحيات التي منحها إياها أسوأ استغلال .. إلا أنه كان في معظم الأحيان صامتا ... مظلما .. وكأن شيئا قد مات داخله منذ رحيل بحر الوالي ...
أجابه حينها بأن الأمر كان قاسيا للغاية ... أن يدرك بأن ابنا له قد مات قبل أن يجد الفرصة كي يرى النور .. ليسأله لقمان أيضا :- ماذا إن كنت أنت السبب في موته ؟؟؟
:- لقمان ... أنا كنت بالفعل سببا غير مباشرة لإجهاض شمس .. أم تراك نسيت ؟؟
:- ما قصدته ... هو أن تكون السبب متعمدا في موته ... كيف كنت لتشعر ؟؟
لم يعرف أحد بأن بحر قد أجهضت جنينا قبل رحيلها ... لا أحد سوى لقمان نفسه بما أنه كما فهم أكرم كان من أرغمها على إجهاضه ... تذكر أكرم النظرة الخاوية التي كانت تعتلي العينين الزرقاوين لبحر الوالي عندما أخرجها من المستشفى برفقة كل من شمس وقمر بعد تهجم عمها عليها .. تلك الضمادة الكبيرة تخفي الجرح البشع الذي كان أثره واضحا هذا المساء وهي تشهره في وجه الآخرين غير مبالية برؤيتهم له ..
وأدرك بأن ذاك الخواء لم يكن ناتجا عن تشويه عمها لها و وشوكه على أن يقتلها ... بل كان ناتجا عما هو أكبر من ذلك بكثير ... لقمان دمر ما يزيد عن سمعة بحر الوالي وشرفها ... لقمان دمر روحها ... وأكرم يشك بأن ذلك النوع من الدمار يمكن له أن يترمم ..
ومع هذا ... هي تعود مجددا لتقف إلى جانبه أمام نصف المدينة ... أهو ضعف منها وعجز عن رفض رجل بقوة لقمان ... أم تراها قوة وهي تواجه كل من احتقرها معاقبة لقمان نفسه على خطاياه معها ..
أم تراها وبكل بساطة .. أحبته بما يكفي كي تغفر له كل ما فعله بها ..
وكأن شمس قادرة على قراءة أفكاره ... قالت كازة على أسنانها :- كيف تمكنت من مسامحته على ما فعله بها ... كيف ؟؟؟
قال بهدوء :- أنت فعلت يا شمس ... أنت سامحتني على ما فعلته بك في الماضي ... لماذا تنكرين عليها المثل ؟
ارتفع رأسها إليه بحدة .. تشع عيناها الذهبيتان بغضب ظن معه أنها ستضربه .. إلا أنها قالت من بين أنفاسها :- ما حدث بيننا كان مختلفا ...
ثم اتسعت عيناها وهي تقول فجأة :- بالحديث عن الأمر ... متى كنت ستخبرني بأنك تستعيد ذاكرتك ؟؟
أجفل من تغييرها المفاجئ للموضوع .. ثم تراجع خطوة قائلا بتوتر :- لا أعرف يا شمس ... الأمر كان مربكا لي منذ البداية ... منذ أول مرة بدأت أرى فيها تلك الأحلام ..
قالت بلهجة غير مفهومة :- أحلام ! ... تقول بأنك كنت ترى أحلاما ذكرتك بالماضي ... كيف تعرف هذا ... كيف تتأكد بأن أحلامك تلك لم تكن مجرد رؤى لا معنى لها وليد رغبتك الشديدة بتذكر الماضي ؟
قال بصوت أجش :- لأنني كنت أسألك دون أن تدركي يا شمس ... كنت آخذ الحقيقة منك بشكل غير مباشر فأتأكد بأن تلك الأحلام لم تكن سوى صورا واقعية عن الماضي ..
شحب وجهها وهي تتذكر المرات التي كان فيها أكرم يثير أمر الماضي بشكل غير مباشر ... عندما كان يدفعها للتحدث عن حادثة بعينها أو موقف معين .. عارفا بأنها كانت تكره أي مطالبة منه لها بأن تحكي له عن تلك الأشهر التي قضياها معا وقد انمحت من ذاكرته .. كان يدفعها للتحدث أحيانا من تلقاء نفسها دون أن تدرك بأنه كان يستنطقها دون أن تشعر ...
همست :- لماذا لم تخبرني يا أكرم ... لماذا لم تخبرني بأحلامك تلك ؟؟
قال بإرهاق وهو يمرر أصابعه عبر شعره الأسود الكثيف :- لأنني لم أرغب بأن أمنحك أملا فارغا يا شمس ... هي مجر أحلام .. إلا أنها لا تعني إطلاقا بأنني سأستعيد ذاكرتي ..
شحوب وجهها أقلقه ... لقد بدت تعابيرها وكأنها ... وكأنها خائفة .. وكأنها لا ترغب بأن يستعيد ذاكرته .. وكأن مجرد التفكير في الأمر يثير رعبها ويهددها ..
اقترب قائلا بقلق :- شمس ... ما الذي يقلقك ؟؟
ابتعدت بحركة حادة وكأنها تخشى أن يحاول لمسها وهي تقول بخشونة :- لا شيء ... أنا متعبة لا أكثر .. أظنني سأخلد للنوم على الفور ...
متجاوزة إياه ... وممسكة بفستانها الذي كان ما يزال معلقا بكتفيها .. رآها تندفع نحو الحمام مغلقة الباب خلفها بشيء من الحدة .. وكأنه تتحداها أن يحاول اقتحام عزلتها وخصوصيتها في حين كان كل ما ترغبه هو الابتعاد عنه .. تاركة إياها يحدق في إثرها ذاهلا وهو يتساءل ... ما الذي فعلته ؟





يتبع ...
تتمة الفصل
https://www.rewity.com/forum/t405484-533.html


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-04-18, 10:18 PM   #5319

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

أغراض بحر ... كانت موجودة بالفعل في الغرفة التي قادها إليها لقمان معلنا بأنها ستكون غرفتها خلال إقامتها في منزله ... قبل أن يتركها وحدها ويغادر ..
من جمعها من غرفة فندقها ... من أحضرها ... لا تعرف .. هي حتى لم تكن تمتلك رفاهية الإحساس بالإهانة من عبث رجل غريب – على الأرجح ثروت – في أغراضها الخاصة ..
فوق السرير العريض الذي توسط الغرفة التي لا تذكر أنها كانت موجودة من قبل في المنزل .. هذه الغرفة كانت تضم بالفعل غرفة نوم مختلفة في الماضي .. تذكر بحر جيدا الأثاث الفاخر الذي كان يملأ الغرفة الواسعة المساحة ... غرفة كانت لا تقل أناقة عن غرفة لقمان التي كانت أكثر ضخامة إنما أكثر بساطة فيما يناسب ذوق رجل عملي مثله ..
الأثاث القديم كان أنثوي الطابع ... وبحر التي أقامت في هذا المنزل لأسبوع كامل في الماضي .. كانت جريئة بما يكفي كي تفتح الخزائن الكبيرة فتكتشف بأن صاحبة الغرفة لا يمكن لها أن تكون سوى آمال الطويل ..
الأثاث الضخم والفاخر اختفى تماما ... الألوان التي كانت تصرخ بالثراء وحب الظهور تلاشت ... ليحل محلها أثاث آخر .. أكثر رقة ... أكثر بساطة .. مع ديكورات غلب عليها اللون الأزرق .. بينما احتلت ملابسها المنقولة من الفندق .. الخزائن الجديدة عوضا عن الملابس الفاخرة والمصممة لآمال الطويل ...
جالسة بجمود تتأمل المكان من حولها لساعات بعد أن بدلت فستان السهرة الثمين بمنامة حريرية كانت هدية من والدتها خلال إقامتها معها .. شعرها الذي كان معقودا بإتقان محرر خلف ظهرها .. عيناها اللتان كانتا تشعان بالعنف عندما أوصلها لقمان إلى الغرفة بعد أن أوضح لها بكل صفاقة بأنها ليست مخيرة .. وبأنها ستبقى في عهدته حتى يتأكد من أمانها .. كانتا جامدتان وهما تحدقان بالفراغ أمامها ..
أمانها ... رباه .. وقد ظنت بأنها قد فقدت القدرة على الإحساس بالألم ...
أمانها .... ألم يكن الشيء الذي انتزعه منها قبل عام مضى ؟؟؟ بالإضافة إلى كرامتها ... كبريائها .. قلبها .. وروحها ؟؟؟
كيف يجرؤ ... رباه ... كيف يجرؤ ؟؟؟
نهضت نحو النافذة التي أطلت على الحديقة الخلفية للمنزل ... تلك التي تذكر أنها احتفلت بعيد ميلاد جمان فيها برفقة زميلات الدراسة .. مباشرة قبل أن تقع بين يدي لقمان ...
تذكرت فجأة بأنها لم تر جمان في الحفل ... ثم ابتسمت ساخرة وهي تدرك مازوشيتها في عدم اكتفائها بمواجهة آمال الطويل وشمس في أمسية واحدة إلى جانب ظهورها أمام المجتمع الذي لن يتمكن أبدا من أن يرى فيها أكثر من عشيقة لقمان الطويل السابقة التي اختار صيانة لسمعته .. أن يعلن زواجه بها على الملأ .. لقد كانت في حاجة للقاء جمان ... وربما علياء الطويل أيضا بالمرة ... كي تكتمل أمسيتها تماما ..
لقد كانت فخورة بنفسها ... وبالطريقة التي تمكنت من مواجهة الجميع دون أن تفضح أي شيء من مشاعرها المتخبطة .. وأيضا غاضبة من الطريقة التي لم تتمكن فيها من ضبط مشاعرها أمام لقمان بعد هذا ..
أتراه أدرك إلى أي حد كانت خائفة منه عندما عرفت بأنه يأخذها إلى بيته ؟؟؟
لماذا عادت ؟؟؟
زفرت بقوة وهي تطرح على نفسها السؤال نفسه الذي لم تتوقف عن طرحه لنفسها منذ وطأت قدماها أرض الوطن ...
لماذا عادت ؟؟ أتراها كانت أكثر شجاعة من أن تظل مختبئة على بعد آلاف الأميال كالفأر الخائف من مواجهة أفعاله ؟؟؟ أم تراها كانت أكثر جبنا وضعفا من أن تمضي قدما في حياتها ؟؟
أتراها تمتلك حاجة مرضية لتعذيب نفسها ومعاقبتها على ما ارتكبته خلال العام الماضي ؟؟
مدركة بأنها لن تتمكن من النوم ... قررت أن تغادر الغرفة بحثا عن شيء من الماء في المطبخ .. آملة بأن يكون لقمان نائما في هذا الوقت المتأخر ..
المنزل الضخم كان مظلما تماما ... إلا أنها تمكنت من العثور على طريقها عبر الدرج نحو الطابق السفلي ... إلى المطبخ الواسع الذي تذكر أوقاتا قضتها فيها مع لقمان كانت تفضل ألا تتذكرها ...
فوق ذلك المقعد حيث كان يجلسها فوق حجره .. يرغمها على تناول شيء من الطعام في الوقت الذي كانت تعجز فيها عن وضع أي شيء في فمها خشية أن تلفظه .. عند الموقد حيث اعتاد أحيانا أن يطهي لها شيئا بيده كي تأكله ... تلك الأوقات التي كما كرهت فيها لقمان الطويل أحبته ... على يديه تعلمت معنى أن تكره نفسها بسبب تناقض مشاعرها .. بسبب نفاقها أمام نفسها .. وعجزها عن أن تقف فتنفي وقوعها في حبه رغم كل ما فعله بها .. كأي ضحية تصاب بمتلازمة ستوكهولم .. تغرم بسجانها وتعجز رغم كل شيء حتى بعد مرور أكثر من عام عن أن تتحرر من قضبانه ..
فتحت الثلاجة ... وحدقت بجمود في محتوياتها .. تفكر بقيوده التي ظنت بأنها قد حطمتها خلال بقائها بعيدا عنه عاما كاملا .. لتكتشف بأن قيوده حفرت ليس أكثر حول قلبها فباتت كالوشم ليس ملموسا .. إنما مرئيا .. وموجودا بقوة ..
تناولت زجاجة الماء وأغلقت باب الثلاجة .. واستدارت لتنتفض مطلقة شهقة عنيفة عندما وجدت لقمان الطويل يقف عند باب المطبخ ... مستندا إلى إطاره .. طويلا ... ضخما .. قويا .. يسد المخرج أمامها .. ما يزال يرتدي سرواله الأسود وقميصه الذي كان منشى قبل ساعات .. فأدركت بأنه بعكس توقعاتها لم يكن نائما .. متذكرة بأنه كان دائما قليل النوم .. وكأن الاستغراق في النوم والتخلي عن حواسه لأجل حاجة فانية كهذه هو ترف لا يحبذ أمثاله امتلاكه خشية أن يوصفوا بالآدمية ..
ولقمان الطويل كان آخر من يمكن لبحر أن تصفه بالآدمية ...
عاقدا ساعديه أمام صدره ... ينظر إليها بعينيه السوداوين ... وبملامحه الخالية من التعبير .. بدا واضحا أنه كان يراقبها منذ فترة دون أن تدرك .. ومعرفة بحر بهذا زادتها توترا وحذرا ... وحثتها على أن تسدل ستارها فوق مشاعرها فتحجبها عنه وهي تقول بجمود :- أنا هنا لأنني شعرت بالعطش ..




يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-04-18, 10:19 PM   #5320

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

انتقلت نظراته إلى الزجاجة البلاستيكية المحاصرة بين أصابعها .. ثم عادت إلى وجهها وهو يقول بهدوء :- لقد أخبرتك عندما أوصلتك إلى غرفتك يا بحر بأن هذا منزلك .. وأنت حرة في فعل ما تشائين فيه ..
كبحت ابتسامة ساخرة كادت تفعل منها ... قبل أن تقول باقتضاب :- من المضحك أن تمنحني حرية فعل ما أشاء داخل سجن ترغمني على البقاء فيه دون إرادتي ..
لوح بيده وهو يقول :- هل يبدو لك هذا المكان كالسجن ؟؟
تشنج وجهها وهي تقول :- مجرد تنفسك حولي يقيدني ... فما بالك بمنزلك و من قبله عالمك يكتسحان حياتي من جديد ورغما عني ..
صمت للحظات دون أن يبدو عليه أي ردة فعل على كلماتها القاسية .. ثم قال :- هل تكرهينني حقا إلى هذا الحد ؟؟
أطلقت ضحكة مريرة وهي تقول :- أتعلم ؟؟ أنا فقدت حتى القدرة على أن أدعي بأنك لا تمتلك ما يكفي من الأهمية كي أكرهك ... الحقيقة هي أن الكراهية كلمة قليلة وباهتة في وصف ما أشعر به اتجاهك ..
اعتدل في وقفته ... لتهب نحوها جاذبيته لافحة إياها بعنف .. تلك الجاذبية التي رغم كل شيء .. ظل تأثيرها عليها طاغيا وموجودا بقوة .. وقال بصوت مكتوم :- بعكس ما تتوقعين ... مشاعرك القوية هذه نحوي ترضيني ... أن تشعري بالكراهية اتجاهي أفضل ألف مرة من ألا تشعري بأي شيء على الإطلاق .
قالت بامتعاض أخفى الغضب الذي كان يعتريها :- لم أعهدك بهذه السذاجة يا لقمان ..
ارتسمت على شفتيه ابتسامة باهتة وهو يقول :- لم تناديني قط باسمي مجردا ... حتى وأنت تقولينها الآن بكل هذا الحقد ... سماعي إياها من بين شفتيك يثملني ..
تراجعت إلى الخلف قائلة بمقت :- أنا لم أناديك باسمك مجردا في الماضي لأنني كنت أخافك ... أنت كنت سجاني ... كنت خاطفي .. كنت كابوسا أعيشه .. فكيف لي أن أناديك بأي شيء أليف أو عفوي ..
اقترب وهو يقول بنفس الهدوء .. وكأن تهجمها هذا لا يزعجه البتة .. وكأن قسوتها وإهاناتها هذه كانت ترضيه .. أن تفرغ غضبها به .. أن تمنحه شيئا ولو صغيرا مما فعله بها :- إن كانت مشاعرك نحوي توصف بأي شيء يا بحر .. فهو قطعا ليس الخوف .. أنت لم تخافيني في معظم الأحيان .. أنت لم تترددي أبدا في قول ما تريدين قوله ورميه في وجهي .. أنت كنت خائفة .. إنما ليس مني .. بل من مشاعرك اتجاهي ..
أنفاسها كانت تتلاحق بعنف وسرعة .. عيناها متسعتان ليظهر لونهما البحري بوضوح رغم الإنارة الخافتة .. كانت تتراجع إلى الوراء ... زجاجة الماء تفلت من بين أصابعها وتتدحرج فوق الأرضية المصقولة بعيدا .. بينما كان هو يتقدم نحوها متابعا بصوت أثقلته العاطفة :- لأنك رغم كل ما فعلته بك .. شعرت بما لم يشعر به إنسان اتجاهي قط يا بحر .. أنت أحببتني .. حبا خالصا وبدون شوائب ..
هتفت به بانفعال وهي تشعر بخزائن المطبخ من ورائها تمنعها من التراجع أكثر :- هذا غير صحيح ..
:- حقا !! ... أنا أذكر جيدا اعترافك بمشاعرك اتجاهي يا بحر .. في البداية ظنت بأنني كنت أحلم .. إلا أنني في كل مرة أتذكر كلماتك أزداد يقينا بواقعيتها ... انت قلت لي بالحرف الواحد ... بأنك تحبينني يا بحر ... تتمنين لو أنك لا تفعلين .. إلا أنك تحبينني .. ورغم الكراهية العميقة التي تشع الآن من عينيك .. بالرغم من حاجتك الماسة للانتقام .. إلا أنك ما زلت تحبينني ... وكأن عاما كاملا لم يمر على مغادرتك وابتعادك عني .. ورغم كل ما فعلته بك في الماضي ..
كلماته كانت أكثر قسوة عليها من أن تحتملها ... الحقيقة فيها كانت تجلدها بدون رحمة .. فجأة .. كل تحكمها بنفسها طار مع الهواء .. كل قدرتها على احتواء غضبها .. ألمها .. إحساسها بالذل والإهانة على يديه .. كل قدرتها على التفكير توقفت وهي تمد يدها التي كانت ترتجف بقوة وراءها فتلتقط أول شيء تصل إليه .. وتشهرها في وجهه .. ليلمع نصل السكين الحاد وقد انعكس عليه الضوء الخافت للمطبخ وارتد كألف شمس وهو يتجه بدون تردد نحو قلب لقمان الطويل مباشرة ...




انتهى الفصل الحادي عشر بحمد الله
قراءة ممتعة


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:41 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.