آخر 10 مشاركات
Wed for the Spaniard's Redemption by Chantelle Shaw (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          151 - قسوة الحب - روايات ألحان كاملة (الكاتـب : عيون المها - )           »          2 -عصفورة النار - مارغريت بارغيتر -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          وَجْدّ (1) *مميزة** مكتملة* ... سلسة رُوحْ البَتلَاتْ (الكاتـب : البَتلَاتْ الموءوُدة - )           »          حقد امرأة عاشقة *مميزه ومكتملة* (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          9- قصر الصنوبر -سارة كريفن -احلام عبير (الكاتـب : Just Faith - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree918Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-08-18, 10:10 PM   #9211

فاطمة علوش

? العضوٌ??? » 426995
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 400
?  نُقآطِيْ » فاطمة علوش is on a distinguished road
افتراضي


حني علينا يا بلو بالانتظار 💓

فاطمة علوش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-18, 10:16 PM   #9212

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

جاري تنزيل الفصل
mama roca likes this.

blue me غير متواجد حالياً  
التوقيع
حاليا ..

رد مع اقتباس
قديم 08-08-18, 10:17 PM   #9213

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

الفصل الرابع والعشرين


للانتصار بعد انتظار طويل ... مذاق لا يضاهى ...
عشرين سنة مرت .. ظل يحلم فيها بهذه اللحظة ...
ربما هو نجا بنفسه ... وسافر إلى الخارج .. متمكنا من استخدام خبراته في تأسيس نفسه من جديد .. لم يكن هذا صعبا على شخص مثله ... امتلك ما يكفي من المال الذي تمكن من تهريبه معه .. أن يتابع أعماله من حيث توقف .. هذه المرة .. حذرا من ألا يقع بالخطأ نفسه من جديد ..
أبدا لا تثق بإنسان لم تكسره قبل أن تأتمنه على نفسك وأسرارك ..
والخطأ الذي ارتكبه .. ودفع ثمنه غاليا .. كان أنه لم يكسر قيده المدلل قبل أن يضع عليه آماله ...
هو كان مختلفا عن أخيه ... الذي كان يفكر بنظرة بعيدة المدى نحو المستقبل ... أخيه الذي تزوج آملا في أن ينجب خلفا يحمل كل شيء من بعده .. هه .. لقد قتل زوجته فيما بعد .. المرأة التي اتضح أنها لم تكن جديرة بأن تقف إلى جانبه ... إلا أن عثوره على بديلة أخرى .. كان مسألة وقت لا أكثر .. لولا أنه لم يتمكن أبدا من أن يفعل هذا ..
بعكسه هو .. الذي لم يفكر قط بالزواج ...
ذوقه مختلف ... ميوله أكثر انحرافا .. هو أيضا كان يحمل رغبة كبيرة في أن يترك وراءه تاريخا رغم كل شيء .. وذلك الفتى أسود العينين .. قوي الشكيمة .. الغير قابل للكسر .. كان خير مرشح لهذا المنصب ..
إلا أنه ارتكب خطأ كبيرا آنذاك ... لقد أعماه انبهاره بصلابة الفتى .. فلم يفكر بضرورة كسره أولا .. ثم بناءه من جديد .. تأمينا لنفسه من غدر الخيانة ...
دائما كانت السياسة الأولى له وشقيقه ... مسح الماضي تماما من عقول فتيانهم ... وبرمجتهم من جديد ليصبح عالمهم محصورا بالجدران التي رسموها هم لهم ..
ما حدث .. هو أن غروره .. أعماه آنذاك عما كان عليه أن يفعله .. لقد ظن بأن الفتى الذي لم يذكر اسما آنذاك .. كان بدون ماضي بالفعل كي يسلخه عنه .. لقد ظن بأنه إن منحه اسما .. ومكانا لديه .. فإنه قد نال ولاءه وانتمائه ..
إلا أنه كان مخطئا ..
الفتى لم يكن مجرد ابن شوارع لا جذور له ... الفتى كان حفيد كاظم الحكيم دون غيره ..
كلما تذكر هذا ... كان يضحك ويضحك ... بمرارة .. بإعجاب .. بغضب لأنه لم يدرك بأن وراء الواجهة الجامدة والصامتة .. تكمن قوة لا يمكن لها إلا أن تكون موروثة ..
وقد دفع ثمن خطأه هذا غاليا ... لقد خسر ماله .. وأعماله .. والأهم .. شقيقه الأكبر .. الرجل الذي كان له دائما أبا .. أكثر منه أخا ..
قد يكون من السذاجة أن يترك خطأه هذا ليرسم حاضره ومستقبله .. إلا أنه كان أضعف من أن يترك الماضي وشأنه .. لقد كان ذكيا بما يكفي كي يعرف بأنه لن يتمكن من المضي قدما حتى يسوي حسابته مع لقمان الطويل ... الملقب بالحكيم .. والذي عرفه هو دائما باسم قيد ..
بعد عشرين سنة من الهروب والاختباء ... أخيرا تمكن من العثور على طريقة يعود خلالها إلى البلاد .. جواز سفر مزيف .. علاقات تمكن من تشكيلها عن بعد .. صلات مختلفة .. رجال كان يدفع لهم من حيث كان يعيش خارجا مقابل جمعهم ما يحتاج إليه من معلومات .. ومقابل تهييئ كل شيء له قبل وصوله ...
عندما عاد ... أشهر وأشهر .. مرت كان يراقب الرجل خلالها ... مشاعره اختلطت وهو يراقب الرجل الذي عرف بقوته وجبروته .. بين الغضب .. الغيرة .. الفخر .. والإعجاب ...
كلما كان يسمع أكثر عن لقمان الحكيم ... كلما كانت حاجته لتدميره تتعاظم ... لقد أراد أن يكسره .. كمل لم يفعل قبل خمس وعشرين عاما ..
لقد أراد أن يكسره .... يدمره ... يحوله إلى لا شيء .... ثم والانتصار يغمره .. يقتله أخيرا
عندها ... وعندها فقط ... يستطيع أن يترك كل شيء وراءه .. ثم يغادر البلاد إلى الأبد .. متابعا حياته التي أسسها بعيدا .. بدون أي غضب أو ندم ..
مذاق الانتصار كان رائعا .. خاصة وهو يرى نتيجة انتظار سنوات طويلة أمام عينيه في تلك اللحظة .. متجسدة بتلك النظرة التي أطلت من عيني لقمان الطويل .. من عيني قيد ..
هو لا يستطيع أن يصف شعوره عندما تمكن رجاله أخيرا بعد أشهر من الإمساك بالقط .. حذرا كما كان دائما .. بغرائز برية لا تختلف كثير عن غرائز قط بري متوحش .. هذا ما كان سببا لتسميته بذلك الاسم .. وقد رأى بأم عينه بأنه رغم كل تلك السنوات ... ما يزال جديرا بذلك الاسم ...
الخوف الذي رآه في عيني لقمان الطويل وهو يحدق بالرجل الدامي والمقيد والجاثي أمامه ... كان أكثر لذة مما يمكنه أن يصفه .. كيف ترى رؤيته للفتى الذي قتل شقيقه من أجله .. يموت أمام عينيه تصنع منه ؟؟؟ أتراها تدمر ما تبقى منه .؟؟ هه ... هو لن يقتله على الفور ... هو سيعذبه أمام عينيه .... وبعدها ... سيذبحه أمامه كما ذبح عشيقته السابقة ... وبعدها ... سيكون دور زوجته الصغيرة ...
اقترب .... حتى وقف حاجزا بين لقمان والقط .... يحجب عنه الرؤية .. ويرغمه على أن ينظر إليه .. في الثامنة والثلاثين ... أحيانا .. كان ما يزال يرى فيه الفتى ابن الثالثة عشرة الذي عثر عليه تائها في أحد الأزقة القذرة والمهجورة ...
:- مفاجأة جيده ... هه؟؟ أعرف كم كنت متشوقا للاجتماع برفيق طفولتك .. كي تستعيدا معا شيئا من ذكرياتكما الجميلة .. ما الأمر ؟؟؟ هل يخيفك أن تراه هنا ؟؟؟ هل تخشى أن أؤذيه ؟؟؟ مشكلتك كانت دائما تعاطفك معهم ... لقد كان الشيء الوحيد الذي لم أستطع أن أقتله فيك ... وقتها .. لم يكن تعاطفك هذا سيئا ... إذ أن اهتمامك هذا بهم كان ما قيدهم بي ... هم ما كانوا ليبتعدوا أبدا عن أنظار الفتى الذي يكبرهم سنا .. والذي غذاهم بكل قسوة بوهم الحماية ...
أمسك بذقن لقمان يرفعها مرغما إياه على أن ينظر إليه ... ثم تابع :- يؤلمك الأمر ... صحيح ؟؟؟ أن تكون أنت سببا في دمارهم ... كلما ازدادوا غرقا في حياتهم البائسة ... كنت أنت وحدك من يدفعهم نحو الأعماق .. كلما مدوا أيديهم بغية البحث عن طوق نجاه ... كنت انت كالمرساة ... لا تفعل أكثر من تثبيتهم في القاع ...
تحرك قليلا كي يسمح له بأن يلقي نظرة أخرى نحو ثروت وهو يقول :- انظر إليه ... انظر جيدا .. هل تظن بأنه كان ليكون هنا لولاك أنت ؟؟؟ أنا سأقتله في النهاية ... ربما هو سيجد في الموت حينها راحة بعد كل ما أنوي فعله به ... إلا أنك أنت من سيكون سببا في موته .. أنت فقط ... ربما كان عليك أن تفكر بالأمر مسبقا ... فتوفر شيئا من الحماية له كما فعلت مع كل أفراد عائلتك ... إلا أنك لم تعتبره أبدا جزءا من عائلتك ... صحيح ؟؟؟ هو لم يكن أكثر من بيدق آخر في لوحة لعب الحكيم ..
عندما لم يقل لقمان شيئا ... اشتدت أصابعه قسوة وهو يقول :- هه ... ما رأيك ؟؟ لم لا تخبرني بما تفكر به الآن يا فتاي الأسود ؟؟؟
لوهلة .. تحركت عينا لقمان نحو الزاوية اليمنى من الحجرة المظلمة وكأنه يرى شيئا ... التفت بحذر ليجد الزاوية خالية ... فعاد ينظر إلى لقمان قائلة بضحكة متوترة :- أتراك بت تتوهم أشياء يا حفيد الحكيم ؟؟؟ أم أنك ولآخر لحظة تحاول العثور على شيء تخدعني به ..
قال لقمان أخيرا ... وكانت قد مرت فترة طويلة منذ تحدث فيها .. صوته أجشا ... إنما ثابتا :- أظنك أنت الذي تعجز عن رؤية أكثر الأشياء وضوحا أمامك ...
قطب بغضب ... دون أن يعجبه هذا الهدوء من الرجل الذي يفترض به أن يكون مرتجفا الآن .... ثم فكر .. إنه ذلك الهدوء الذي ينتج عن الخدر ... خدر العقل والعاطفة .. عندما يجد نفسه محشورا في الزاوية ... دون أي أمل له بالنجاة ... قال بصوت مكتوم :- ماذا تقصد ؟؟؟
:- أقصد أنك ترتكب خطأ جسيما جدا ... عندما ترفض أن تترك الماضي وشأنه ...
قال متهكما :- هل تحاول بطريقة دبلوماسية أن تطلب مني مسامحتك ؟؟
:- لا ... أنا أذكرك فقط ... بأن عشرين سنة قد مرت ... وأنني ومنذ فترة طويلة ... توقفت عن كوني فتاك الأسود ... وهو .... ثروت ... حسنا ... أنت كنت مخطئا .. إذ أنني اعتبرته دائما فردا من عائلتي ..
كز بأسنانه بنفاذ صبر وهو يقول :- ما الذي تريد أن تقوله ؟؟ أنا أعرف بالفعل بأنه مهم بالنسبة لك .. لهذا هو هنا .. كي أقتله أمامك .. وبسببك .. كي تكون آخر فكرة تجلد عقلك وأنت تلفظ أنفاسك عندما أقتلك أخيرا .. هي تسببك أنت وحدك بموت كل من تحب ...
:- ما أريد أن أقوله ... هو أن ثروت ... كأي فرد من أفراد عائلتي ... كان يتمتع بما يكفي من الحماية ... وأن تمكنك من الإمساك به .. دون أن يكون هناك من يوقفك .. لا يعني سوى شيئا واحدا .. أنه قد سمح لك بأن تمسك به ... بإرادته الحرة ..
للحظة ... لم يتمكن من أن يستوعب ما يقصده ... حتى تابع لقمان بنبرته الجامدة نفسها :- وأن الشرطة على الأرجح ... ستكون هنا خلال لحظات .. إذ أنه لن يوقع نفسه في مأزق كهذا دون اتفاق مسبق مع السلطات ..
الإدراك هبط فوق رأسه مرة واحدة وهو يدرك منطقية الأمر ... مرة واحدة ... تذكر المرات الكثيرة التي حاول فيها الإمساك بالقط ... عاجزا عن فعل هذا لأنه كان دائما حذرا أكثر مما ينبغي ... متلونا أكثر مما ينبغي ... هو نادرا ما يكون وحيدا ... ونادرا ما يكون في موقع هش يسمح لأي كان بالغدر به ..
في حين كان الإمساك به هذه المرة سهلا ..... بل أكثر سهولة مما يجب ..
نار الغضب تدفقت كالحمم بين عروقه وهو يدرك الفخ الذي أوقع نفسه به بتكبره وغروره .. عندما ظن بأنه إن تمكن من الإمساك بلقمان الطويل .. فقد ربح نصف المعركة ...
:- أيها الحقير ... إن كان ما تقوله صحيحا ... فالشرطة ستصل لتجد المكان خاليا إلا من جثتك ..
مد يده يمسك بتلابيب قميصه ... يشدها بقوة وهو يصرخ بهستيريا :- سأقتلك ... سأقتلك لو كان آخر ما أفعله في حياتي ... أتسمعني يا قيد ؟؟
عندما امتدت يده لتستل مسدسه المعلق في حزامه ... حدث كل شيء مرة واحدة ... عندما اختفى الجمود فجأة من وجه لقمان الطويل .. ليحل معه مزيج من الغضب .. والحقد .. والكراهية .. وهو يقول :- اسمي لقمان ..
أدرك فجأة بأنه لم يعد واقفا ... بأنه ملقى على الأرض ... يداه تمسكان بحنجرته بينما صوت حيوان يختنق يصدر من مكان قريب ... ليدرك متأخرا بأنه كان صوته هو ... وأن يداه الممسكتان بعنقه كانتا تحاولان أيقاف نافورة الدماء التي تفجرت مرة واحدة لتغمر كل شيء ... الظلام بدأ يلفه ... والخوف اجتاحه وهو يدرك بأنه كان يغرق ... لقد كان يغرق في لجة سوداء لا قرار لها ... بعينين لا تريان ... في حين تلاشت الأصوات من حوله .. وجد نفسه ينظر إلى تلك الزاوية ... حيث ظهر خيال امرأة باتت له مألوفة لوهلة ... قبل أن تختفي عن ناظريه ... وينتهي كل شيء ..




يتبع


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-18, 10:19 PM   #9214

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

عندما وجد ثورت نفسه يُجَر إلى داخل تلك الغرفة المظلمة ... كانت أول ردة فعل له هي الانكماش نفورا من جوها البارد والمكتوم والذي تشبع برائحة الدم والعرق والـ ..... والموت ...
متألما ... كما يجدر به بعد الضرب الذي سمح لهم بأن يوجهوه نحوه فور أن عاد إلى وعيه بعد اختطافه مباشرة .. معصماه مقيدان خلف ظهره بحبل خشن .. دفعه أحدهم ليسقط فوق ركبتيه على الأرض الباردة والصلبة ... لم يسمح ثروت لنفسه بأن يرفع رأسه ... خوفا من أن يدمر ما يمكن له أن يراه عزيمته وقوته .. أن يكمل ما بدأته رؤيته للرجل الذي شكل جزءا كبيرا من عذابه لسنوات طويلة ... حتى عندما أنقذ لقمان حياته مع باقي الأطفال ... وجهه الجامد ... نظراته القاسية .. ضحكته عديمة الرحمة .. كلها رافقت ثروت طوال العشرين سنة الماضية ...
( ربما عليك أن تتوقف عن الاختباء هنا .. والخروج للقيام بما هو مقدر لك أن تقوم به ... أن تقاتل .. كي ينتصر حاضرك على ماضيك )
الخوف ... الذي غمره عندما نظر إلى عيني الرجل القاسيتين .. ذلك الشلل الذي جمد أعضائه فما عاد قادرا على الحركة ... لم يستمر أكثر من لحظة عندما استوعب عقله أنه لم يعد طفلا صغيرا خائفا في الثالثة عشرة .. أنه الآن .. لا يقل ضخامة وقوة عن معذبه .. أنه قد جاء في مهمة يريد أن ينقذ لقمان بها .. لا كي يغرق من جديد في الماضي فيتسبب في دماره إلى جانب دمار لقمان ...
:- مفاجأة جيده ... هه؟؟ أعرف كم كنت متشوقا للاجتماع برفيق طفولتك .. كي تستعيدا معا شيئا من ذكرياتكما الجميلة .. ما الأمر ؟؟؟ هي يخيفك أن تراه هنا ؟؟؟ هل تخشى أن أؤذيه ؟؟؟ مشكلتك كانت دائما تعاطفك معهم ... لقد كانت الشيء الوحيد الذي لم أستطع أن أقتله فيك ... وقتها .. لم يكن تعاطفك هذا سيئا ... إذ أن اهتمامك هذا بهم كان ما قيدهم بي ... هم ما كانوا ليبتعدوا أبدا عن أنظار الفتى الذي يكبرهم سنا .. والذي غذاهم بكل قسوة بوهم الحماية ...

لقد كان يتحدث إلى لقمان .... لقمان هنا .. على بعد أمتار عنه .. هو يعرف هذا ويشعره ... يكاد يسمع أنفاسه العنيفة لحظة رآه في قبضتهم ... أتراهم ينجحون في استخدامه كوسيلة لكسره أخيرا ... أم ترى ثروت يتمكن من إنقاذهما معا .... قبل فوات الأوان ..
(:- أظنك أنت الذي تعجز عن رؤية أكثر الأشياء وضوحا أمامك ... )
خفق قلب ثروت وهو يستمع إلى صوت لقمان أخيرا ... لقد كان حيا .. وبخير ... إن كان صوته الثابت والجامد دليل كافي على هذا ... لقد كان هناك شيء مفقود في نبرة صوته البعيدة تماما عن الحياة .. إلا أن قوة لقمان الحكيم الكامنة كانت هناك ... كما ستكون دائما ... كيف شك للحظة واحدة ... بأنه أحدا يستطيع أن يكسر رجلا كلقمان ؟؟؟
ما لم يكن هذا الرجل يعرفه .... بأن لقمان الذي اعتاد أن يحتفظ دائما بمشاعره لنفسه ... لم يعد قابلا للكسر وقد كسر مرة من قبل ... مرة كان لقمان من أخبره عنها في لحظة ضعف ... عندما حكى له عن شهادته لمقتل والدته عندما كان في الرابعة من عمره ..
أنت .... لا تستطيع أن تكسر شيئا مكسورا بالفعل ..
في قلب الظلمة ... وخفية عن أعين الرجلين المحيطين به من كل جانب .. والذين تركز اهتمامهما على ما يحدث أمامهما ... لا فيه هو وقد أوهمهما عجزه ... بدأ ثروت محاولته التخلص من قيوده ... بحرفية شخص اعتاد منذ طفولته القيام بهذا كثيرا ..
(:- ما أريد أن أقوله ... هو أن ثروت ... كأي فرد من أفراد عائلتي ... كان يتمتع بما يكفي من الحماية ... وأن تمكنك من الإمساك به .. دون أن يكون هناك من يوقفك .. لا يعني سوى شيئا واحدا .. أنه قد سمح لك بأن تمسك به ... بإرادته الحرة .. )
تبا ... لقمان ... ما الذي تحاول فعله ...
(:- وأن الشرطة على الأرجح ... ستكون هنا خلال لحظات .. إذ أنه لن يوقع نفسه في مأزق كهذا دون اتفاق مسبق مع السلطات .. )
رباه ... لقمان يعرفه أكثر مما يجب ... إنما لماذا يفضح خطته بهذا الشكل ؟؟
(:- سأقتلك ... سأقتلك لو كان آخر ما أفعله في حياتي ... أتسمعني يا قيد ؟؟ )
عرف ثروت بأنه لا يمتلك الكثير من الوقت ... خلال لحظة .. كانت قيوده تسقط على الأرض .. ويده تمتد خفية لتستل الخنجر المدسوس في حذائه بحيث يعجز خاطفيه عن العثور عليه .. وبقفزة واحدة وبينما هو يسمع الصوت المختنق القادم من حيث كان لقمان ... يغمره شعور بالذعر وهو يفكر بأنه قد تأخر .. لابد وأنه قد تأخر ... غرز سكينه في قلب أحد الرجلين المحاصرين إياه .. وقبل أن يدرك الثاني ما يحدث .. كان قد أنهاه هو الآخر ..
عندما التفت عنيف الأنفاس نحو الأمام ... كان الخاطف على الأرض ... يتلوى بينما تحاول يداه يائستان إيقاف الدماء التي تفجرت من عنقه .. عيناه جاحظتان وهو يصدر صوتا متحشرجا ... قبل أن ينتفض انتفاضة أخيرة ... ويسكن مكانه تماما ..
ذاهلا ... نظر إلى لقمان الذي كان قد سقط من مقعده ... وكأنه قد حل وثاقه بطريقة ما ... جسده ساكن تماما فوق الأرض وكأنه ..... رباه ..
خطا متعثرا نحو الجسد الساكن ... أصوات مكتومة قادمة من الخارج دلت على وصول الشرطة المتوقع .. سيحتاجون لدقائق حتى يتمكنوا من اختراق الرجال المحيطين بالوكر من كل مكان ...
الإضاءة الضعيفة القادمة من الباب المفتوح كانت كافية كي ينظر جيدا إلى لقمان ... ويرى قميصه الممزق الذي كان يوما ناصع البياض ... غارقا بدماء جافة ..
:- لقمان ..
جثى إلى جانبه ... يشعر بالعجز والخوف .. وهو يخشى أن يلمسه بأي طريقة ..
:- لقمان ...
إحدى كتفيه كانت تبدو في وضع حرج ... بتلقائية .. وبقلب خافق .. تمكن أخيرا من التجرؤ على لمسه .. على فحصه بسرعة ليبحث عن أي ضرر يتطلب علاج عاجل .. لتتوقف يداه عند ذلك الحرق أسفل كتفه السليمة .. اتسعت عيناه وهو يدرك على الفور ماهية الشكل الذي شوه جسد لقمان .. والذي كان جسده يحمل وسما مماثلا وفي المكان ذاته ..
انتفض مجفلا عندما ارتفعت يد لقمان فجأة تمسك بتلابيب قميصه ... أصابعه تفلت شيئا سقط على الأرض بدوي مكتوم جعله ينظر إليه بفضول ليرى مسمارا فولاذيا غارقا في الدماء ..
ألقى نظرة ذاهلة نحو الرجل الميت على بعد نصف متر منهما ... ليدرك بأن لقمان .. رغم صعوبة موقفه .. كان من استخدم هذا المسمار لقتل غريمة .. بعد أن استخدمه على الأرجح ليمزق به وثاقه ..
كاد يضحك .. وهو يفكر بأن هذا لقمان ... لآخر لحظة ... هو ما كان ليتوقف عن القتال .. لأجل نفسه .. ولأجل الأشخاص الذين يهمونه ...
:- ثر ... ثروت ...
أخفض رأسه لينظر إلى عيني لقمان اللاتي كانتا تنظران إليه بشيء من عدم التركيز :- أنت بخير ؟؟
قال بصوت أجش :- أنا بخير ... وأنت بخير .. لقد انتهى كل شيء يا لقمان ..
:- بحر ...
:- بحر آمنة ... أقسم لك .. هي آمنة وفي انتظارك ..
عندها فقط ... حررته الأصابع الملوثة بالدم وسقطت إلى جواره .. عندها فقط ... سمح لقمان لنفسه بأن يغمض عينيه أخيرا ... ليردد ثروت بصوت خافت هذه المرة ... صوت يفيض بالمشاعر الفجة :- لقد انتهى كل شيء يا لقمان ... لقد انتهى كل شيء ..



يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-18, 10:21 PM   #9215

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

عندما فتحت وردة عينيها ... ووجدت نفسها في مكان غريب لم تره من قبل .. انتفضت قافزة من مكانها يغمرها الخوف وأول شيء يخطر على بالها مهاجميها الثلاثة ... لتتذكر على الفور أنهم لم يتمكنوا منها .. أنها قاتلتهم ... ليأتي كنان فينقذها منهم ..
رفعت نفسها لتجلس وهي تنظر حولها ... لقد كانت نائمة فوق سرير عريض ... الأثاث كان أنيقا وبسيطا دون أي متعلقات شخصية تظهر هوية مالكها ...
سرت في جسدها رعشة وهي تتذكر كيف أخذها النوم على حين غرة في سيارة كنان ... مباشرة بعد أن ..
رباه ..
أخفت وجهها بيديها ... تشعر بالألم يعتصر قلبها من جديد ... بالخوف .. بالضياع .. كيف لفتاة مثلها أن تعيش بعيدا عن عائلتها .. كيف لها أن تكافح وقد تخلت عنها عائلتها .. ولماذا ؟؟؟ لأنها قد قامت بالعمل الصواب .. أتراه كان صوابا ؟؟؟
كنان كان هناك ...
كنان دون غيره كان هناك .. وشهد إذلالها كاملا ... شهد الطريقة التي كانت والدتها تعاملها بها .. الطريقة التي طردتها بها .. كيف لها أن تواجهه من جديد .. كيف تراه تقابل عينيه .. فترى احتقاره القديم يزداد أضعافا عندما يدرك أي خلفية حقيرة تأتي منها ..
إلا أنه كان من أنقذها ... وكان من أخذها إلى سيارته مبعدا إياها عن أعين الفضوليين من الجيران ... وكان من قاد بها لفترة طويلة قبل تعجز عن البقاء مستيقظة وقد تمكن منها الإرهاق والقهر ..
أتراه من جاء بها إلى هنا ؟؟؟ ماهذا المكان ؟؟
لم تضطر للتساؤل كثيرا ... إذ فور أن أزاحت البطانية ... فتح الباب ... ليطل رأس آمال الطويل الأشقر ..
أجفلت آمال عندما التقت عيناها بعيني وردة المحدقتان بها ... وقالت :- آسفة يا وردة ... لقد ظننتك نائمة وأردت الاطمئنان عليك .. وإلا لقرعت الباب قبل أن أدخل ..
آمال الطويل ؟؟؟ هي في منزل آمال الطويل ؟؟؟ لماذا ؟؟؟
:- كيف تشعرين الآن ؟؟؟ هل تتألمين ؟؟؟
شحب وجهها وهي تتخيل ما حكاه كنان لها ولـ .... ولريان عندما جاء بها إلى هنا ... هه ... لماذا يدهشها إحضاره لها إلى منزل آمال الطويل .. هو لن يتمكن من أخذها إلى منزله .. إذ أن والدته كانت لتطردهما معا فور أن تراه برفقتها أمام باب منزلها ...
تمتمت بصوت خرج منها أجشا بعد كل ما تعرضت له :- أنا ... أنا بخير ... آسفة على ما أسببه لكم من إزعاج ..
أطل التعاطف من عيني آمال الطويل مما جعل وردة ترمش بعينيها حيرة .. آمال الطويل لم تكن قط من النوع المتعاطف أو الرقيق المشاعر .. قالت :- عن أي إزعاج تتحدثين ... أتراك نسيت بأن ما تتعرضين له الآن كان بسبب تضحيتك الي قمت بها لأجل ريان ؟؟؟ لولا ما فعلته .. لكان ابني الأصغر ميتا الآن ... وأنا لن أستطيع أن أشكرك بما يكفي على هذا ..
تمتمت وردة :- أنا لم أقم إلا بالصواب ...
هه ... الصواب مجددا ... وبأي ثمن ... تابعت :- أعدك بأنني لن أزعجك لفترة طويلة .. سأغادر فور أن ..
قطعتها آمال الطويل هاتفة :- أنت لن تغادري هذا البيت حتى نطمئن أنا وريان بأنك ستكونين بخير ... آه .. بالمناسبة .. لقد سمعت بأنك قد تركت العمل لدى ريان ... هل لي أن أعرف السبب ؟؟
احتقن وجه وردة وهي تقول :- ريان صديقي ... لم أجد من المناسب أن أعمل لديه ..
تأملتها آمال الطويل مليا ... قبل أن تقول :- لقد كنت دائما موظفة جيدة لي يا وردة ... وأنا منذ رحيل علياء وتركها الشركة .. بحاجة لمن يحل محلها ويساعدني .. سأكون ممتنة تماما إن عدت للعمل معي ..
اتسعت عينا وردة وهي تحدق بها مذهولة ... هي حتى لا تتذكر سببا مقنعا واحدا لتركها العمل لدى آمال الطويل .. لقد كانت في حالة نفسية سيئة على إثر إلقاء القبض على عمها بحيث ما عادت ترغب بالاحتكاك بأي فرد من عائلة الطويل قبل أن يقنعها ريان بالعمل معه ....
إن قبلت العمل لدى آمال الطويل .... فهي لن تشعر بأنها تدين لريان .... لن تضطر لرؤية كنان مجددا ... وستتمكن من استعادة المركز الجيد الذي كانت وظيفتها تلك تمنحها إياها ... بالإضافة إلى الراتب المناسب لمساعدة عائـ ....
أجفلت وذكرى كلمات والدتها من جديد ... لتعود فتشيح برأسها كي تخفي أملها عن المرأة التي كانت تنظر إليها بعينيها الخضراوين الشبيهتين بعيني ريان ... وتمتمت :- سأكون ممتنة بالفعل إن منحتني فرصة أخرى يا سيدة آمال ..
ابتسمت آمال برضا وهي تقول :- في هذه الحالة .. وبما انك تشعرين بتحسن .. لم لا تأخذين حماما سريعا ثم ترافقينني إلى الطابق السفلي حيث نتناول شيئا ؟؟؟ أعرف بأنك على الأرجح لم تأكلي شيئا منذ ساعات طويلة .. ريان أيضا سيرغب برؤيتك والاطمئنان عليك هو يكاد يموت قلقا منذ أحضرك كنان ... آه ... ستجدين شيئا من الملابس في الخزانة مما تركته شمس خلال إقامتها هنا في العام الماضي ... هي لن تمانع استخدامك إياها حتى تتمكني من اقتناء غيرها ..
كانت وردة ممتنة للغاية لفكرة أخذها حماما يغسل عنها كل ما مرت به اليوم ... تبا ... بوجه محمر ... تذكرت وردة بأن ملابسها ممزقة ومتسخة .. وانها ما تزال ترتدي ...... سترة كنان الجلدية ..
تمتمت هامسة :- شكرا لك ...
خلال نصف ساعة ... كانت تنزل الدرج إلى الطابق السفلي برفقة السيدة آمال التي كانت تثرثر وتحكي لوردة بعض المستجدات التي طرأت في العمل خلال العام الماضي .. سامحة لوردة بأن تنظر حولها متذكرة المرات القليلة التي زارت فيها المنزل خلال مناسبات اجتماعية كان عليها أن تساعد في تنظيمها ..
قبل حتى أن تصلا إلى الردهة .... فتح ريان بابا جانبيا ليخرج كالعاصفة ... وجهه شاحب .. عيناه ذاهلتان وهو ينظر إلى والدته التي جمدت بقلق على الفور .. ثم إلى وردة وهو يقول مشيرا إلى هاتفه الذي كان ممسكا به :- لقد اتصل أبي ...
أحست وردة بقلبها يتوقف للحظة عن الخفقان وهي ترى دموعه تغرق عينيه وهو يقول :- لقد عثروا على لقمان ..





يتبع


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-18, 10:22 PM   #9216

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

كان نعمان الطويل من اتصل بها معلما إياها بالخبر ...
تجلس في المقعد الخلفي لإحدى سيارات لقمان ... بينما يقودها أحد رجاله .. وإلى جانبه رجل أمن آخر .. تتذكر كلمات نعمان الطويل المتوترة .. والتي فضحت إرهاقا لم يسمح له بالظهور حتى عاد ابنه الأكبر :- لا تغادري البيت إلا برفقة رجلي حراسة على الأقل ... بعض الرجال الذين اختطفوا لقمان تمكنوا من الهرب .. ولا أحد يعرف أين هم أو ماذا يخططون ... على الأرجح هم سيختفون .. ويتظاهرون بأن لا علاقة لهم بالعصابة .. إلا أن هذا لا يعني ألا نكون حذرين ..
كانت تضم يداها إلى صدرها وكأنها كانت تستطيع بهذا تخفيف الألم الذي كان يحرق صدرها كلما فكرت به .. لقد عثروا عليه ... لقد كان ثروت صادقا عندما وعدها بأنه سيعيده إليها .. والآن ... عندما علمت أخيرا بأنهم قد عثروا عليه ... وبعد أيام وليالي دون أن تعرف طعم النوم وهي تفكر به .. خبر نجاته كان يبدو غير حقيقي... وكأنها تحلم لا أكثر .. وستصحو في أي لحظة لتدرك بأنها ماتزال تنتظر سماع خبر عنه ..
:- كيف هو ؟؟؟ هل هو بخير ؟؟
طرحت السؤال على نعمان الطويل بصوت مختنق ... تتمنى لو أنه لم يفلت من فمها خوفا من سماع الإجابة .. إلا أنه أجاب :- لا يسمحون لنا برؤيته بعد ... إلا أن الطبيب يقول بأنه بخير .. إصاباته الجسدية .... ليست دائمة ..
أغمضت عينيها وهي تمنع نفسها من أن تصاب بالذعر .. جزء منها بدأ يذكرها بكل الأسباب التي تدفعها لكراهيته ... على الأرجح يستحق ما ...
هي حتى لم تستطع أن تكمل تلك الفكرة ....
خارج السيارة ... بدأ المطر يهطل ... بخفة في البداية .. ثم بدأ يزداد قوة ... قطراته الضخمة كانت تضرب سطح السيارة وزجاجه بدوي قوي ... في حين كان السائق يكافح كي يتمكن من رؤية طريقه من خلال الزجاج الأمامي .. آه ... بعد أسابيع من الشتاء الجاف ... لم تجد السماء سوى اليوم بالذات كي تعلن عن سخطها ...
عندما توقفت السيارة أمام بوابة المستشفى .. وترجل أحد حارسيها كي يفتح لها الباب ... أحست للحظة بأن ساقيها لا تحملانها ... قلبها كان يخفق بعنف وهي تحاول عبثا أن تسيطر على ارتجافها ... أن تضعف ... أن تسمح لنفسها بأن تهرب خوفا من أن ترى ما لا تستطيع التعامل معه ... يعني ألا تراه ... ألا ترى بأم عينها بأنه بخير ...
خلال لحظات كانت تندفع عبر بهو المستشفى .. يقودها حارسها إلى حيث تنتظرها العائلة ... للحظة .. توقفت مجفلة وهي ترى آمال الطويل .. برفقة كل من ريان وأكرم ... للحظة .. أرادت أن تدير ظهرها وتهرب .. لتذكر نفسها في دفقة قوة بأنها لم تعد دخيلة .. بأنها زوجة لقمان .. والأحق بالبقاء هنا ..
الكراهية العميقة التي ارتسمت في عيني المرأة عندما رفعت رأسها ونظرت إليها ... لم تمنعها من أن تتجه على الفور نحو نعمان الطويل وهي تقول بصوت أجش :- أين هو ؟؟
نعمان الطويل كان يبدو أكبر عمرا .... مرهقا بوجه شاحب .. إلا أن بحر كانت تعرف بأنه في تلك اللحظات .. كان الأقوى بين الجميع .. كانت تتساءل أحيانا منذ اختطاف لقمان .. عما كان سيحدث لو أنه لم يكن موجودا .. قويا .. عنيدا .. جبارا .. وحمائيا للغاية .. بالضبط كابنه الأكبر ..
قال بصوت مكتوم :- رأيته بشكل عابر عند وصوله ... إلا أنه بعد ذلك رفض رؤية أي أحد ... هو حتى طلب من ثروت وضع رجال أمن أمام جناحه كي يمنع دخول أي كان ... يقول الطبيب بأن الأمر طبيعي لشخص مثله ... يرفض أن يشهد أحدهم ضعفه .. أو الحالة السيئة التي وصل فيها ..
أرادت أن تسأله ... حتى وهي ترى الإجابة في عينيه .. عن الحالة التي وجده فيها عند وصوله .. إلا أنها لم تجرؤ .. كانت ترى القلق والصدمة في العينين اللتين رأتا الكثير .. لقد كادت ترى انعكاس صورة لقمان فيهما ... متألما .. مشعثا .. وربما مكسورا ..
همست :- كيف هو الآن ؟؟؟
:- أخذ قبل دقائق إلى غرفة العمليات ...
عندما شحب وجهها خوفا أسرع يقول :- لا ... ما من شيء طارئ ... إحدى كتفيه مصابة بشدة وبحاجة لتدخل جراحي فوري كي لا تترك إعاقة دائمة .. غير هذا .. هو يعاني من ضلع مكسور .. وبعض الكدمات البسيطة .. و ...
صمت ... فعرفت بأنها لن ترغب بمعرفة ما يخشى قوله .. فهتفت بشيء من فقدان الصبر :- وماذا ؟؟
:- حروق ... حروق بسيطة .. لا تقلقي يا بحر .. لقمان سيكون بخير .. ما هي إلا مسألة وقت قبل أن يرتاح فيرغب برؤيتنا من جديد ..
ارتفع صوت آمال الطويل يقول من مكانها :- من الأفضل لها أن تذهب وتنتظر الأخبار في بيتها ... لن تفعل هنا سوى الوقوف في طريق الجميع ..
هتف ريان بسأم :- أمي ... الوقت غير مناسب على لإطلاق لما تفعلينه ...
يد أمسكت بمرفق بحر .. مجفلة إياها .. التفتت لتجد نفسها تنظر إلى وجه شمس الذي كان يجسد في تلك اللحظة مزيجا من الإرهاق .. والتعاطف .. قالت بلطف :- تعالي يا بحر ... لنجد مكانا نتمكن من الجلوس فيه وانتظار الأخبار .. أكرم سيتصل بي فور حدوث أي جديد ..
لاحظت بحر بنصف وعي شمس وهي تتبادل نظرة تفاهم مع أكرم .. قبل أن تسحبها برفق حتى ابتعدتا عن الأنظار ... عندها فقط ... التفتت نحو بحر .. تقول بصوت نضح بالإشفاق والتعاطف :- لا بأس يا بحر .. لا أحد يراك الآن ... تستطيعين البكاء ...
في تلك اللحظة فقط ... أجهشت بحر بالبكاء ..





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-18, 10:23 PM   #9217

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

لم تعرف وردة كم مر من الوقت منذ غادرت السيدة آمال برفقة ريان إلى المستشفى ...
جالسة في غرفة الجلوس الكبيرة ... متكورة فوق إحدى الأرائك .. تفكر بعرض السيدة آمال المناسب جدا في هذه الظروف ... تتساءل إن كانت فعلا بحاجة إليها ... أم أنها تفضل أن تبتعد وردة عن عملها الدائم مع ريان ...
بما أنها لا تمتلك سببا يدفعها للقلق كونها تظن حقا وتؤمن بأنها خطيبة كنان ... وجدت نفسها تعود لتفكر بأن آمال الطويل التي كانت منذ ما يزيد من عام تستطيع أن تطلب من وردة أن تعود للعمل لديها .. قد عرضت الوظيفة بدافع الطيبة والحاجة الفعلية لمواهب وردة في العمل ...
هزت رأسها بإرهاق وهي تزيح الفكرة عن عقلها على الفور .. إن كانت تعرف أي شيء عن المرأة التي عملت لديها سابقا لما يزيد عن سنتين .. فهو افتقارها للعاطفة والطيبة .. المرأة كانت عملية كساعة سويسرية عريقة الطراز ... هذا يعيدها مجددا للدافع الأكبر ... إبعادها عن العمل لدى ريان ... وشخص واحد تعرفه .. كان يكره عملها هناك ... وينتظر لحظة أن تتركه فتعمل في مكان آخر ...
كنان ..
شيء انقبض في قلبها وهي تفكر بالشاب الذي لم يحيرها شخص كما فعل هو ... بقدر ما كانت تكره وجوده .. تنفر من سماع اسمه .. تعتبره مثالا للشاب العابث المتهور والمغرور .. بقدر ما ...
تبا .... لقد أنقذها ... لقد أنقذها من مصير أبشع من الموت .. لقد وقف إلى جانبها ورفض تركها عندما طردتها والدتها من بيتها .. كيف لها أن تواصل كرهه بينما هي تدين له بكل هذا .. السؤال هو .. كيف لها أن ترد له ديونه هذه عليها ..
كنان لم يخف قط كراهيته لعملها لدى ريان ... لقد أوضح صراحة بأنه يرفض أي علاقة قد تتشكل بينها وبين ريان ... لقد كان يرى في وجودها حول أخيه تهديدا .. دون أن تعرف نوع هذا التهديد .. أكان يغار على ريان منها ... أم تراه لا يرى فيها المرأة المناسبة له ؟؟
شيء آخر كان يشعر وردة بالغضب .. والقهر والإذلال ... أن يظن كنان بأنها بعد كل هذا ما يحدث بينهما ... قد تفكر بأخيه كأكثر من صديق أو زميل عمل لها ...
أجفلتها هذه الفكرة وأغضبتها ... وما الذي حدث بينهما ؟؟؟ لقد قبلها ... ذلك الحقير سرق منها قبلة .. قبلة رغم امتعاضها منها ... رغم الغضب الذي كانت تشعر به كلما تذكرتها .. كانت كلما قارنتها بالطريقة الوحشية والمذلة التي عاملها بها أولائك الأشخاص ... كانت مشاعرها تختلف وتتحول مرة واحدة ..
كنان ... ربما هو يحاول إظهار صورة متمردة له للآخرين ... ربما رغبة في الانتقام من أم لم تر فيه قط كثر من وسيلة تستخدمها لتحقيق أغراضها ... لأب لم ير فيه ابنا يستحق اهتمامه مقارنة بأشقائه .. أخوة لم يروا فيه أبعد من كونه ابن المرأة التي سرقت أباهم منهم ...
ربما هو يعتنق لسنوات شخصية الفتى الفاسد والمدلل .. إلا أن وردة تعرف بأن كنان الطويل .. كان أكثر بكثير مما كان الآخرون يرونه عليه ...
لقد كان الفتى الذي ساعدها في دفع مصاريف علاج والدها رغم كرهه لها ... وبدون أي دافع مقنع ...
لقد كان الفتى المستعد لفعل أي شيء لأجل شقيقته الواقعة في غيبوبة .. وأخيه نصف الشقيق الذي بات جزءا مهما من حياته خلال العام الأخير ..
لقد كان الفتى الذي تواجد في الوقت الصحيح .. والمكان الصحيح .. كي ينقذها عندما كادت تيأس من أن ينقذها أحد ...
لماذا كانت تتذكر كل هذ الآن .. وهي تستنتج بأن كنان على الأرجح كان من طلب من آمال الطويل أن توظفها لديها من جديد ... وهي تدرك بأن شكوكه اتجاهها .. واتجاه مشاعرها نحو ريان ... لم تتغير .. وأن نظرته حولها ... كفتاة غير جديرة ... أيضا لم تتغير ..
اغرورقت عيناها بالدموع وهي تفكر .. لماذا قد تتغير ؟ .. وردة فتاة فقيرة .. تنتمي لعائلة غير معروفة .. عمها سجين بتهمة قتل .. ووالدتها ... والدتها مجنونة .. وكنان كان من شهد على كل هذا بعينيه ..
أسندت رأسها إلى ظهر المقعد بإرهاق .. تفكر بأن أفضل ما تقوم به هو العودة إلى النوم .. ولكن .. هل ستتمكن من العودة إلى النوم قبل أن تسمع أخبار جيدة من ريان عن لقمان الطويل ؟؟؟
صوت جرس الباب أخرجها عن أفكارها .. من تراه يأتي في مثل هذا الوقت ؟ أهو ريان ؟؟
بحذر ... نهضت من فوق الأريكة مرتكزة بحذر فوق ساقيها المجروحتين ... ثم سارت نحو الباب متذكرة أثناء فتحها إياه بأن ريان يحمل مفتاحا بالتأكيد .. مما يعني أن الزائر لا يمكن إلا أن يكون ...
اتسعت عيناها وهي تنظر إلى زائرها ... تهمس باسمه من بين أنفاسها :- كنان






يتبع ...


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-18, 10:24 PM   #9218

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

:- أنت لم تكوني مضطرة للهرب إلى منزل والدتك يا جنى ... كنت تستطيعين إخباري بما تفكرين به بصراحة وأنا كنت سأستمع إليك برحابة صبر ..
كزت جنى على أسنانها وهي تستمع إلى أبيها .. مقاومة الحاجة لأن تخبره بأنها قد أخبرته برأيها بالفعل .. إلا أنه رفض الاستماع إليها حينها .. وجنى لا تمتلك سببا يدفعها للتصديق بأنه سيستمع إليها إن تحدثت الآن ..
إلى جانبه ... كانت زوجته تجلس بهدوء ... تبدو كما كانت دائما.. متحكمة تماما بمشاعرها ... بحيث كانت جنى تفكر أحيانا .. إن كانت تلك الحادثة في طفولتها ... مجرد خيال من صنع عقلها لا أكثر ..
جميلة ... إنما جمالها كان من ذلك النوع البارد .. شعر باهت الشقرة وعينين زرقاوين .. تقاسيم قد تبدو ناعمة .. إلا أنها كانت تحمل شيئا من القسوة .. في الأنف الرفيع والشفتين الرقيقتين المطبقتين دائما بعدم رضا ..
بعد طلاق والدي جنى ... عاشت سنوات تتنقل بينهما ... تعاني من الحرب الباردة وأحيانا عاصفة بينهما ... لم يتفقا قط ... إذ أن والدتها كانت مثلها .. نارية الطباع وصعبة المراس .. وبحاجة إلى شخص يأخذ تصرفاتها الطفولية بروح فكاهة وصبر غير محدود .. بالضبط كما كان يفعل زوجها الآن .. في حين كان والدها هو الآخر عنيد للغاية .. عصبيا .. وبحاجة إلى شخص يدير عصبيته هذه لصالحه بحنكته وبروده .. بالضبط كزوجة أبيها ..
عندما تزوجها أبوها ... جنى كانت تعسة لفترة بسيطة من الزمن .. كأي طفل طبيعي ... هي كانت تأمل دائما بأن يعود والداها لبعضهما البعض .. زواجه .. ثم زواج والدتها من بعده .. دفع هذا الأمل بعيدا حتى تلاشى عن عقلها ...
في البداية .. زوجة أبيها الشابة كانت لطيفة ... ناعمة .. عاملت جنى بمحبة كانت كافية في البداية كي تقنع الفتاة الصغيرة بأن زواج والديها من جديد .. لم يكن سيئا حقا .. في الواقع .. هما كانتا صديقتين لفترة .. حتى عرفت زوجة أبيها أنها حامل ... جنى كادت تطير من الفرحة وهي تنتظر أخاها أو أختها القادمة .. زوجة أبيها كانت تسمح لها بسماحة أن تختار معها أسماء مناسبة .. سعيدة للغاية بالطفلة التي عرفت لاحقا بأنها توشك على إنجابها .. حتى أنجبت بعد مخاض طويل وصعب ... طفلة ميتة ...
بطريقة ما ... زوجة أبيها لم تتخطى أبدا ما حدث ... لأشهر .. كانت تبدو وكأنها توشك على فقدان عقلها كلما تذكرت طفلتها الميتة ... في وجود أبيها كانت تبكي منهارة .. فلا يملك سوى مواساتها ... في غيابه .. كانت لا تتوقف عن اتهام جنى بأنها المذنبة ... بأنها السبب في موت أختها الصغيرة .. بأنها لم ترغب أبدا بالحصول على أخت تشاركها محبة أبيها .. وأن كراهيتها هذه .. كانت سببا غير مباشر لموتها ...
جنى الطفلة كانت تستمع لاتهام زوجة أبيها صامتة .. مجروحة ومكسورة الفؤاد وهي تخسر لا أختا فقط ... بل زوجة أبيها التي كانت واضحة تماما وهي تعلن نفورها منها ... تنتظر بصبر حتى تنفرد في غرفتها لتبكي لساعات ... دون أن تجرؤ على البوح بالاضطهاد الذي كانت تعاني منه لأحد .. إذ أنها كانت تصدق بأنها كانت بطريقة ما مسؤولة عما حدث ...
حتى ذلك اليوم الذي لم تتمكن فيه من البقاء صامتة .. فكان واجهت زوجة أبيها أخيرا .. مدافعة عن نفسها بعناد ...
ذلك الصباح الذي لم تنسه جنى قط ... أمسكت بها زوجة أبيها ... ودفعتها داخل خزانة غرفتها الكبيرة ..وأقفلت الباب
لساعات ظلت جنى تبكي وتصرخ ... تضرب الباب المغلق بإحكام .. عيناها واسعتان في قلب الظلام الشديد الذي كان يغمر المساحة الصغيرة جدا التي كانت محاصرة فيها .... ساعات ... ساعات طويلة .. توقفت خلالها عن البكاء .. وسكنت تماما ... حتى فتحت لها زوجة أبيها الباب .. قبل عودة أبيها من عمله بفترة قصيرة ...
منذ ذلك الحين .. انكسر شيء داخل جنى ... وهي ترى والدها يعود إلى البيت .. تستقبله زوجته المتزينة بإتقان بابتسامتها الجميلة .. يتجاهل عمدا سكون ابنته الغير معتاد .. وكأنه .... وكأنه لا يريد أن يعرف ما حصل في غيابه .. رغبة في قضاء أمسية هانئة مع زوجته ..
منذ ذلك الحين ... علاقتها بزوجة أبيها باتت أشبه بالحرب الباردة والتي لا تنتهي ... إنجابها لصبيين دون أن تتمكن من إنجاب ابنة تنسيها الفتاة التي فقدتها .. لم يساهم في تحسين الأمور بينهما .. كل هذا ما كان ليهز جنى ... لو لم يكن تظاهر والدها بأنه لا يرى شيئا .. يقتلها ببطء ..
هو لم يكن يكتف بالتجاهل ... والدها كان يستسلم دائما للطريقة التي كانت فيها زوجته تقدم الإيحاءات المتنوعة نحوها .. محرضة إياه ضدها بطريقتها الناعمة والغير مباشرة ..
بالضبط كما كانت تفعل الآن ...
:- أنا أفهم أن موضوع الزواج فاجأك .. وأفهم أن موضوع زواج فاتح السابق يستوقفك .. إلا أنني أيضا كنت مطلقا عندما خطبت خالتك .. بل كنت أبا لطفلة صغيرة وهو ما لم تمانعه .. أي أن تجربته السابقة .. لا تعتبر عيبا بنظري ..
قالت بصوت مكتوم :- أنا لا أعيبه .. انا فقط لا أريد أن أتزوج الآن ... ما تزال أمامي ستة أشهر قبل أن أتخرج .. حتى ذلك الحين أنا لا أفكر بالأمر على الإطلاق ..
:- لا تفكرين بالأمر إطلاقا ؟؟؟ أتقولين بأنك لا تجدين أي عيب في الرجل الذي تقدم لخطبتك .. عدا أنه قد جاء في وقت غير مناسب لك ؟؟
جمدت جنى .. وهي تستمع إلى الجفاف في صوت أبيها ... وكأنه يخبرها بشكل غير مباشر بألا تختبر ذكائه .. تمتمت بتوتر :- لا ... هو لا يعجبني ... الأمر بهذه البساطة .. وأنا ظننت بأنك قد قلت لي بأنك لن تحاول الضغط علي للقبول بشيء لا أريده ..
:- ألا يعجبك شيء .... وأن يكون عدم إعجابك به عائدا لسبب آخر ترفضين قوله ... شيء آخر ...
شحب وجهها وهي تقول :- ماذا تقصد ؟؟؟
نقلت بصرها بين أبيها .. وبين زوجته التي كانت ملامحها أكثر هدوءً مما ينبغي .. بينما قال والدها :- أقصد بأنني سأكون خائب الأمل .. لو عرف بأنك تستغلين ثقتي بك أسوأ استغلال يا جنى ... سبب رفضك للعريس ... من الأفضل ألا يكون شابا صغيرا تظنين بأنك قادرة على إحضاره إلى بيتي .. أملا في الزواج منه ..





يتبع ..


blue me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-18, 10:25 PM   #9219

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

:- أنا لا أصدق حقا أنه ما زال يقف في طريقي حتى بعد كل هذا الوقت ..
تمنت علياء ألا يفضح صوتها مشاعرها المتخبطة وهي تخاطب أدهم عبر الهاتف :- أنت لا تستطيع أن تلومه على نجاته من شيء مماثل يا أدهم ... أو أن تتمنى أن يتأخر العثور عليه يوما واحدا ريثما نعقد قراننا ..
تنهد لتشعر بإحباطه جليا دون أن تراه :- أعرف .. أنا فقط ... علياء .. أنا أنتظر هذه اللحظة منذ سنوات .. أن تعودي فتنتمي إلي .. كان من المفترض بنا أن نعقد قراننا صباح الغد ..
:- والآن سنعقده في اليوم الذي يليه ... يوم واحد لا يصنع الكثير من الفرق ..
همهم بكلمات غير مفهومة إلا أنها كانت قادرة على إدراك سخطه ونفاذ صبره .. فتنهدت دون أن تقول شيئا
.. إذ أنها ومنذ وصول الخبر تشعر بقلق وعدم ارتياح دون أن تعرف السبب .. هي سعيدة لأنهم قد عثروا عليه أخيرا ... إن كان أي شخص قادر على أن ينجو من وضع مماثل .. فبالتأكيد سيكون لقمان الطويل .. هي فقط .... لا تعرف لماذا تجد نفسها عالقة فجأة في الظلمة .. ومحاصرة فجأة وكأنها لم تمض سنة تحاول خلالها التغلب على مخاوفها وكوابيسها ..
أترى ما يحدث مع لقمان أيقظ مخاوفها القديمة ؟؟؟
والدتها غادرت فور أن اتصل بها والدها كي تتجه إلى المستشفى حيث تجتمع العائلة للاطمئنان عليه .. بحق الله .. دعوا الرجل يتنفس .. آخر ما يريده في هذه اللحظة هو عشرات من أفراد عائلته يشهدون اللحظة التي لا يرغب فيها بأكثر من أن يترك وشأنه ... لا أحد يعرف بالضبط ما تعرض له لقمان خلال الأيام التي أسر فيها .. إلا أنها على الأرجح أشياء يرغب رجل فخور كلقمان بالاحتفاظ بها لنفسه ..
لم تعرف علياء لم ذكرتها عودة لقمان بما حدث لها العام الماضي ... عندما كان كل ما تريده هو أن تختبئ بعيدا عن الأنظار .. ربما لقمان مختلف عنها .. ربما هو أقوى منها .. ربما أحد لن يتمكن من التعرض لكبريائه بالطريقة التي تعرضت لها كبريائها .. إلا أن الإذلال واحد ... أن تشعر فجأة بأن كل قوتك التي عملت لأجلها طوال تلك السنوات كانت لا شيء .. أنك مهما كنت صلبا ... فإنك قد تنحني أمام الضغط المناسب ..
أدهم ... رغم كونه الشخص الوحيد الذي يفهم شيئا مما تعانيه .. إلا أنه لن يفهم أبدا بأنها ممتنة للغاية في هذه الظروف لتأجيل زواجهما ... على الأقل حتى تكون أكثر اتزانا ... حتى تكون ...
انتفضت عندما صدرت ضجة مكتومة قادمة من مكان ما داخل المنزل .... دون أن تدرك بأن شهقتها كانت مرتفعة بما يكفي كي يسمعها أدهم على الطرف الآخر من الهاتف .. :- علياء ... ما الذي حدث ؟؟؟
قلبها أخذ يخفق بقوة وهي تشتم نفسها لسماحها بأصوات على الأرجح قادمة من الخارج حيث كانت السماء تمطر بشدة ... أن تجفلها .. قائلة من بين أنفاسها :- لا ... لا شيء ... ظننت أنني قد سمعت صوتا ..
سمعت أنفاسه تزداد عنفا ... قبل أن يقول :- علياء .... اذهبي إلى غرفتك .. اذهبي على الفور وأقفلي الباب حتى أصل ...
شحب وجهها وهي تقف من حيث كانت تجلس فوق إحدى أرائك غرفة الجلوس ... وقالت بصوت مرتجف :- لماذا ؟؟ ما الأمر يا أدهم ؟؟
:- لا شيء .... إنما .. أنا لن أترك أي شيء للصدف ... مادام هناك من يطاردك .. فأنت لن تبقي وحدك دقيقة واحدة ... أنا في الطريق الآن .. وسأكون عندك خلال دقائق .. اذهبي إلى غرفتك ..
قالت شيء من الهلع رافضة أن تسمح لكلماته بأن تطمئنها :- لن أتحرك حتى تخبرني عن سبب قلقك ..
هتف بانفعال :- هل نسيت أن هاتفك معي ؟؟؟ الرجل لم يتوقف عن إرسال الرسائل يا علياء .. وأنا رغم كل محاولاتي لم أتمكن من الوصول إليه .. حتى نمسك به ... أنت ستستمعين إلي وتكونين حذرة حتى أصل ..
قبل أن تستوعب ما يعنيه ... انتفضت وهي تسمع ذلك الصوت الباهت ... صوت مكتوم قادم من ... من الممر عبر الباب المفتوح ... صوت ... صوت خطوات حذرة ... تبعه صوت أجش يقول :- فام فيم فوم فام ...







انتهى الفصل الرابع والعشرون بحمد الله
قراءة ممتعة


blue me غير متواجد حالياً  
التوقيع
حاليا ..

رد مع اقتباس
قديم 08-08-18, 10:25 PM   #9220

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

تم تنزيل الفصل الرابع والعشرين
قراءة ممتعة للجميع
في انتظار آراءكم بالفصل


blue me غير متواجد حالياً  
التوقيع
حاليا ..

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:21 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.