23-03-18, 11:15 PM | #1 | |||||||||||||
نجم روايتي ومشرفةسابقةوعضوةفعالةبالمطبخ وفراشة متالقة بالازياءومبتكرة فطورنا يا محلاه-حارسة سراديب الحكايات
| متلازم داون *****أنا كرم، فقط كرم!*** أنا كرم، فقط كرم! تنتظرالأم ومعها باقي أفراد العائلة المولود الجديد "كرم" بشوق طيلة فترة الحمل. تبني الأم خلالها الأحلام لتضعه في حضنها وتربيه على أتم وجه. ولكن تتبدد هذه الآمال وتتحول إلى آلام لوجود علة في هذا المولود. تتحول في ليلة وضحاها هذه العائلة الى عائلة مشتتة التفكير ويغمرها الحزن لعدم تقبلها فكرة أن فرد من أفراد هذه الأسرة يندرج تحت مسمى “ذوي الاحتياجات الخاصة“. المؤسف في الأمر أن بعض الأزواج يلقون اتهامات مشتركة لعدم الرغبة في تحمل مسؤولية كبيرة كهذه في رعاية هذا الطفل. مما يزيد من الضغط والغضب على الشخص الذي يتحمل كامل المسؤولية، وفي حالة هذه العائلة تم إلقاء الحمل الثقيل على كاهل طرف واحد وهي الأم. مرت على "كرم" ست سنوات، كانت من أثقل أيام عمره .. كرم، طفل من ذوي “متلازمة داون”، قليل الكلام يشعر أحياناً بالأسى لإهمال أمه العارم له; فهي دائمة التفريق بينه وبين أخوته الأصحاء. معظم أخوته غير مدركين لما يختلج في صدره من حزن لكثرة الإستهزاء به وإجتنابه والإبتعاد عنه. في يوم خرج كرم من خلوته المعتادة فنظر إلى نفسه ثم ردد عبارات ممزوجة بالبراءة والعفوية على أمه التي لا يفهم أسباب سخطها الدائم: “أنك ما تزالين غاضبة مني يا أمي .. ماذا فعلت ولكن صدقيني لم أكن أقصد! “. اكتسى وجه الأم بمسحة من الجدية، تأففت وغادرت المكان من غير أن تلقي له بالاً. فالأم هي نبع الحنان المتدفق والأكثر احتكاكاً بالطفل فيجب عليها احتواءه بدلاً من إهماله. فقد يكون هذا الطفل المعاق سبباً لحصولها على الثواب والأجر. ما يحزن في قصة كرم هو أن الوالدين يتحولان لمعيق لتطوره بدلا من أن يكونا عاملا داعماً له. يظل بعض من أفراد هذه الشريحة في عتمة الحياة وقسوة الأسرة والمجتمع، ذنبهم الوحيد أنهم من “ذوي الاحتياجات الخاصة” ولدوا وأطرافهم لا تستجيب لأوامر أدمغتهم والبعض فاقدو السمع أو النطق أو البصر. بعض الأهالي ليس لديهم الوعي الكافي بواقع ومتطلبات إعاقة الطفل وكيفية التكيف معها وتعزيز دورها في القيام بواجباتها. فمنهم من ينظر أن عزلهم عن المجتمع أفضل من دمجهم لتفادي الإحراج في حقه أو في حق العائلة. ما أصعب أن يعيش هذا الطفل في محيط حياته وهو يشعر بالغربة وكأنه طير حبيس القفص محروم من روعة وجمال منظر السماء والبساتين. بقلم:سومر إبراهيم | |||||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|