شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   قسم ارشيف الروايات المنقولة (https://www.rewity.com/forum/f490/)
-   -   العشق أنفى للعشق / للكاتبة ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ إعادة تنزيل بعد التنقيح من قبل الكاتبة (https://www.rewity.com/forum/t409186.html)

لامارا 12-04-18 05:23 AM

:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
:
:
:
شرح مبسط لتساؤل البعض ..
"العشق انفى للعشق" مقتبسه من مقولة الجاهلية الاولى "القتل أنفى للقتل" التي كانت تعتبر مبلغ بلاغتهم ..فأتى القرأن جاذبهم بما فصحو به..... فقال الله تعالى ..."القصاص حياة"..المقصد ان لا يجازى القتل الا بمثله..
اما معاني أسماء الابطال فهي بدويه محضه لن تجد تفسيرها في مرجع للأسماء
"ثلاب"أسم بدون معنى كُني به الحبيب المجهول والسري في قصائد البدو الغزليه فأتخذها الشعار عاده ومن بعدهم تسمى الأمراء بهذا الاسم وأنتشر بين العامه ..
"سلطانه"رفيعة المقام في عشيرتها ..
"شما "العاليه المميزه المنزهه..
"كادي" نسبة الى النبته العطره التي وصف البدو بها رائحة المحبوبه..
"عذبى "أي صافيه الخاليه من أي شائبه فيقال "المياه عذبى "..
"فياض" هو من فاض كرمه و طيب اخلاقه ..
" جسار" أي الشخص الجشاع الجسور..
"عياد ومعتاد.."اسماء لأشخاص لايغيبون ..
"طالب .."أسم تواضع لأي عبد طلب الله ..
وبقية الاسماء سترد معانيها مع ذكرها ..بما أنني وجدت ان كثيرا لايفهم معاني الاسماء التي تمر به ..
:
:
:
:
:
الجزء التاسع ..
:
"أبواب محطمه .."
:
:
:
في وقت لاحق ..كانت تستمع الى همس حولها ...واشعه الشمس تلبست المكان ..
رفعت الغطاء وغطت وجهها ....
..
عندها انسحب عنها وظهر لها وجه كادي القلق ...
"عمه قومي اللحين الساعه 11 ونص والرحله 1 متى نلحق نلبس ونروح المطار..."
:
:
لا اراديا شاركت عذبى في اخر الغرفه بجانب النافذه نظرات ذات معنى معروف بينهن ..
وكأن عذبى تهمس لها بالنظر ...انا عالمه بما يحدث...
:
:
هنا تداركت عذبى الوضع ..."يووووه ياكادي ...بيقولون 1 وهم من جنبها ...ولسى معاكم وقت قبل الاقلاع ...تعالي بس افطري معي وداعيه ...وخلي عمتس تنام شوي ..."
:
:
انسلت كادي مستغربه ...ونفسها تحدثها بأن شيء حتما يحصل ..
أبتعدت عن عمتها متجهه لكرسيها ...
وهي تتمتم ..."على راحتكم ........"
:
:
سحبت الغطاء فوقها مجددا ..غاصت في الظلام ..وتجلت لها الصور ..
كل مايشغلها حتى في نومها شاركته الحلم ..
هو ذاك الكيان الاشيب المهيب ...
كيف لا وهو في الـ44 من عمره ..له هيبه الكهول المخيفه يزيدها منصبه في الحياة ..
وطريقه نطقه الرصينه ..
:
:
نظرت عذبى للجو الصحو خارجا على غير عادته ....."ان شاء الله الجو يساعد اليوم على رحلة طيران ..
:
:
راقبت ابنة اخيها بتوتر وهي تهمهم ..."أهممم ...."
:
:
حركت لها عذبى شفتيها بكلمه صامته وهي تشير على كادي الغارقه في قراءه كتابها ...."اكلمها .."
:
:
هزت سلطانه رأسها بالنفي مبتسمه بأنكسار ..
رن هاتفها بنغمة رساله ..
تناولته وهي تراقب كادي التي يبدوا بأنها شعرت بوجود مؤامره ..
:
:
فتحته كانت رساله من رقم غريب عرفته بعدها بلحظات مفادها ...."اليوم راح تنزلين انتي و شغالتك المدينه جيبي الاوراق المهمه لك ولكادي لبدايه العلاج في اقرب فرصه وسلمي الشقه.."
:
:
:
أسلوب جاف وغريب من ذاك الذي هاجم حياتها في الامس ..
ومن يضن نفسه حتى وان كان شيخا لقبيلته العريقه و ان كان ممنوحا لقب الامير ..
و انا ماخصني ليعاملني هكذا ..ماله ومال حياتي البائسه ..
لازالت تتدثر في سريرها حتى مع التدفئه الغرفه بارده للغايه بل وهي خجله من ان تقف بمنظرها هذا في وجود كادي وعذبى والخادمتين ..
:
:
:
:
لا زالت عذبى تقف بالقرب من النافذه تراقب الوضع ...تود بأي طريقه ان تساعد سلطانه لايصال الامر الى كادي ..
:
:
بينما سلطانه تشعر بأنها مكبله تماما وقد توقفت عن اتخاذ القرارات كعادتها ..
:
:
عدلت شعرها تفرغ فيه توترها ..أخذت نفسا عميقا وهي تراقب المكان ..
همست .."كادي ....حياتي ..."
:
:
ألتفتت تلك لها وقد أستشعرت من صوت عمتها بأن ما تخبئه صعبا عليها ..
:
لم تتحدث فقط راقبتها بعينيها كقطرتا قهوه في شتاء كشمير ..
:
أخذت نفسا عميقا تقوي نفسها ..."كادي انتي ماراح تنزلين معايا المدينه ..الامر تعبك المره اللي فاتت .."
:
دلكت جفنيها وهي ترتجف محاولة تجميع ماتقوله ..."راح انزل انا وبس اجيب اغراضنا المهمه واسلم الشقه ..و اوراقنا الثبوتيه واوراقك وكل مايخص علاجك ...عشان راح تبدأين فيه قريب ..."
:
:
همست لها تلك متسائله ..."وانتي ..؟؟"
:
:
تنهدت ..."ما ادري ...؟؟"
:
:
همست عذبى ..."خطبها ثلاب ...و مصر يتزوجها ..."
:
:
قاومت دموعها هامسه..."شما وصته ..."
:
سكتت كادي تراقب مالذي يحدث..."بتوافقين ياعمه .؟؟"
:
:
شتت نظراتها ...محاوله التهرب من السؤال ..
أكملت كادي ...بهدوءها الجميل ...."عمه انا ما بأسألك أنا انصحك .."
:
:
رفعت سلطانه رأسها لها بتفاجئ ...
أبتسمت لها كادي من بين حزنها ..."عمه ...بس ..يكفي ...تعبنا كثير ..الدنيا هنا بدون رجال ماتمشي ..اذا كنتي لحالك ولوحدك الكل راح يتكالب عليكي ...واولهم الرجال .."
:
:
مسحت تلك دموعها .........متنهده بكلمه واحده ..."بس شما ..."
:
:
رفعت تلك حاجبها بأستغراب بين دموعها ......"اعتبريها تركت لك سعادتها ....اعتبريها أي شيء ياعمه ووافقي الله يخليكي كل يوم قلبي يتقطع عليكي من القهر ..لو انا حزينه ووحيده انت احزن مني واكثر وحده منه وانتي اللي تواجهين الناس والمجتمع لوحدك ..عمه انتي عمرك 26 بس ...مستوعبه .."
:
:
رفعت جفنيها تمنع تساقط دموعها التي اختلطت ببقايا كحلها القديمه ..
رمت يديها على الغطاء بقل حيله .."انا مالي رأي يا كادي كلمه وهو قاله .....وانا ما ادري اش هالتسلط الغريب اللي هو فيه ...مافكر في رأيي او شعوري .."
:
:
أوقفتها عذبى .......وبحسره غريبه.."سلطانه ثلاب شمالي ..ثلاب من سكاكا ..وشما طلبته طلبه لايمكن يردها لو على حساب روحه ...و راح يتجاوز أي شيء ويدمر أي شيء لجل يلبيها لها ....أخر شيء ممكن يفكر فيه شعورتس.."
:
:
تنهدت انها تزيد الطين بله ...كيف اقتنع برجل يرتبط بي بغية الوفاء لمطالب اخرى ..
كيف أتخطى كل هذا الامر الذي طرفيه قاتلان ..
ان رفضت سأرتبط به .. غصبا ..
:
وان وافقت سأرتبط به ايضا مع الكثير من مشاعر النقص ..
ومعاذ الله من النقص الذي لازمني كثيرا ..
:
:
:
:
:::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::
دخل مجالس استقباله الضخمه ..ولازال احدهم يلازمه بأوراق في يديه همس له ثم انسحب ذاك ..ومن بعده دخل ابنه الذي يشابهه في ضخامته كثيرا ..
:
:
ابنه الذي يلازمه في كل تحركاته امام العامه ليجهزه للمشيخة بعده ..
:
:
هذا الرجل لا يعجبه..يقولها صريحه هذا الرجل لا يعجبه ابدا..
وان استحمله في مواقف قديمه وساعده ماديا بكثره فهو لاجل صداقته مع ابو شما ..
والان هو خال تلك الصغيره انا مجبور بالاحتكاك به ..
:
:
جلس أمامه ..راقب احاديثه الحمقاء بملل ..
فجرها في وجهه ...."ابي سلطانه حليلة لي ..."
:
:
غضن ذاك جبينه ...بشيء من حنق وحسره ...دافع مسرعا مستغل الموقف ..."ياشيخنا مالك ومالها ..البنت ماهي مقام ابو جسار ..دوك بنيتي بنت العشرين اللي تخدمك وتخدم اهلك ..."
:
:
رفع احد حاجبيه بأشمئزاز ..."طلابه ياسند ..بنيتك اسمها سلطانه ....أنا مابي اراحم الا ابو عبد الرحمن الله يرحمه ..هاك العلم دامك ولي امرها اللحين البنيه لي ..ولا طلبتك اسرع ...تسمع ..."
:
:
:
حنق ذاك لحظوظ بنات طلال ...."تامر ياطويل العمر ..."
:
:
همس أبنه لغياب ذاك ..."تفيه ما اخس وجهك ..."
:
:
أخذ نفسا عميقا ثم نهره ..."عياد ..."
:
:
راقب غضب ابنه ....فسأله .."أشنوحك ..؟؟"
:
:
هز أبنه رأسه بالنفي ..."يا بيي هالبنيه مالنا علم لا بخيرا ولا بشرا ..بتليق بنا قدام الناس ..."
:
:
أخذ نفسا عميقا ..."أنت تعرف انه اللي ابي الخلق تعرفه ..يعرفونه ..غير تسذا مايخرج من بيتي بالساهل ....طيبه شينه انا لها ...سمعت ..."
:
:
هز رأسه بالايجاب ..
دخل ذاك المجلس بصمت كعادته ...وجهه نظره لأخيه ..
:
:
مسح ذاك وجهه بتعب ..."دوك وصاتي يافياض ..."
:
:
همس له ..."وصاتك على رقبتي ..."
:
هز رأسه بالايجاب ...."بكلفك ببنيه اخو شما الله يرحما ..البنيه مريضه ..يومين واعطيك اوراقها ..والباقي عليك .."
:
:
هز رأسه له بالايجاب .."أزهلها يالشيخ ..."
:
:
همس له .."ونعم ...انا نازل مكه بباشر مشروع جبل عمر ..أعتمد عليك والاوراق برسلها لك وين ماكنت ...تم ..."
:
:
وقف ذاك لوقوف أخيه ...."تم .."
:
:
::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::
أرتدت عباءتها بيد مرتجفه ..وقد غرقت في بكاءها ..
تشعر بعجز غريب يقيدها ..
:
:
انها مسيره بطريقه متسلطه وغريبه وكأنها علقت بجبروت ذاك ..تمنت انها لم تترك المدينه ولو للحظه ..
الغريب ان كادي لا تبدي أي رده فعل ..كيف وهي لم يعجبها المكان منذ البدايه ..
أ تراها تضغط على نفسها من اجلي ..
لكن لأفكر قليلا الموضوع كله يصب في مصلحة كادي ...ستتعالج ...وستكمل حياتها وانا في استعداد تام لأن اعلق هنا الى الابد دام ان هذا يبني سعادتها ..
:
:
وذاك الغريب المتعالي ..كان الله في عوني لأستحمله ..
هل تراه سيطالب بكل ما قاله ..
هذا صعب سيضعني كوصيفه كما فعل بشما امام قبيلته ..
:
:
:
هذا صعب للغايه كيف سأفهم رجلا بعمره ومكانته ..وتفكيره وانا التي لم تحتك برجل سوى بذاك المدعي نايف ..
أ أنا لها ياترى ..؟؟
:
:
أبتسمت للتي كانت تراقبني منذ مده ...همست لي ..."عمري ماجلست في مكان لوحدي ..."
:
:
بانت الحسره على محياي ..."الظاهر انه بيكون مكاننا لفتره طويله ..."
:
:
حركت عجلات كرسيها وهي تنظر الى خارج النافذه الزجاجيه الضخمه ..."المكان هنا مو مريح ...رفاهيته مزعجه ..."
:
:
عدلت عبائتي ...أفضي بما افكر به.."تحسينه سجن ....؟؟"
:
:
رفعت رأسها لي مبتسمه ...."ممكن نقدر نخليه جنه ..السجون في عقولنا ..صح؟؟"
:
:
هزيت رأسي لها بالايجاب ...."صح ...أنتبهي لنفسك يا كادي..مو عارفه كيف حاقدر اتركك هنا ...لو مو الرحله والعوده في زمن قصير تتعبك كان اخذتك معايا .."
:
:
أبتسمت لها بدفئها ..."لاتخافين ياعمه الله يحرسني في كل مكان ....."
:
:
قبلت رأسها وهي تراقب الخادمه تستعجلها ...
:
:
غضنت جبينها لها ...."فكرة الخدامات الكثار توتر ..."
:
:
رفعت كادي حاجبيها بأنزعاج ..."خصوصا بعد ماخلو جاملا لي لحالي ...اكره علاقة الخدم والاسياد ...."
:
:
أخذت نفسا عميقا .."بجد العيشه هنا صعبه ...تعودنا على بساطتنا ...بس اللي يقهر انه شلنا كرف شقتنا السنين هاذي كلها لحالنا ولمن جينا نعزلها تدخلها خدامه ...."
:
:
ضحكت كادي ..."كله ولا غسيل النحاس مأساة .."
:
:
أبتسمت لها وهي تعاود تقبيل جبينها واحتضانها ..."ياعمري ياكادي ان شاء الله الفرج قريب .."
:
:
راقبت خروج عمتها المتردد لفراقها مع الباب ....
:
:
كانت لاتحمل شيئا سوى حقيبه كتفها ..دلتها الخادمه على طريقها ..
::::
:::
بخروجها ..
واجهها ذاك مترجلا من سيارته السوداء الفارهه الضخمه ...وترجل ابناءه الاربعه معه بنفس الوقت ..
قد حشروا المكان بهاماتهم الفارعه واجسادهم الضخمه ..يشبهونه في كل شيء ..
و عقلهم المائله لم تكن وحدها ما يدل على شماليتهم العريقه ..
:
:
باعينهم الكحيله بطبيعتها وبياض بشرتهم عكس أبيهم ..
لمحه واحده فقط كانت كفيله بأن يرتجف قلبها ..
لم يرفع احدهم عينه بها الا واحدا منهم كان يقف بجانب ابيه ويراقبها بنظرات اشبه منها للتحقير من الانتقام ..
:
:
تبا لك انا لم ازج نفسي متربصه في عائلتك المخيفه ..
:
ركبت السياره وهي تلقي جسدها بتعب وقد القت قلبها في هاوية قبله ..
:
كان السائق قد سمح لصوت "شيله"شماليه بالتسرب الى باقي المقاعد في السياره الضخمه ..
:
:
الفن الشمالي جميل ومعتز و رومانسي للغايه ومتشرب بالبداوه ..
:
:
كانت السياره بارده للغايه متأثره بالجو الخارجي ...ولازالت الشوارع مبلله من امطار الامس ..
والغيوم بدأت تتلبد مجددا ...ولم يمر يوما منذ وصولها لسكاكا دون زخات مطر ..
:
:
وصلت الى المطار ..لم تلبث حتى ركبت طائرتها المتوجهه الى طيبه ...
:
حدثت سائقها تطلبه الحضور ..ركبت السياره وهي تلقي السلام عليه ..
ولازالت الخادمه تلازمها كظلها ..طلبته بأدب ..."مررني الحرم ياعم ..."
:
:
تراءت لها منابره الناصعه المضيئه ..فأبتسمت لرؤيته وكأنها رأت أهلها بعد سنوات هجران ..
وجهت الحديث اليه ..."تسلم ياعم راح ارجع مشي ..."
:
:
أبتسمت للخادمه المنبهره بقربها من ساحات الحرم الخلفيه ..
"يالله ننزل الحرم .."
:
:
أستجابت تلك بأن فتحت الباب بحماس ..
كانت تتأمل الحرم مبتسمه وقد كان ملاذها طوال كل سنواتها الحزينه تلك ..
ولم يبخل عليها يوما بأن يحتضنها و يخفف عليها ..
صلت ركعتين ...دعت من كل قلبها ان يساندها ربها لما هي مقبله عليه ..
تأملت الجموع التي تغرق بروحانيه المكان وهي تقف ..همست ..."يا المدينه ...يا ديار ابوي ..انا بنتك لا تنسيني ..."
:
:
كان بيتها قريب نسبيا من الحرم في اقدم حواريه ..التي هجرها المحليين نسبيا واستقر فيها الوافدين بينما لازال بعضهم متمسك بها..
:
:
كانت معتاده على طريقها الذي سلكته طوال تلك السنوات للحرم ..
توقفت على باب بقاله متواضعه ..اعتادت على الشراء منها ...
اشترت ما تحتاجه لتعيش هذان اليومان به حتى تعود الى رفاهيتها الجديده التي لم تعتاد عليها..
:
:
رفعت اكياسها بصعوبه ..وهي تعدل عبائتها لترفعها عن المياه التي كما يبدو خلفها احدهم وهو يغسل منزله المتواضع ..
كانت العماره القديمه تعج بأصوات قاطنيها ..
والسلم المتهالك قد نٌشر عليه بساط متواضع ليجف من احد الشقق ..
:
:
فتحت قفل الباب وهي تدفعه بطريقتها للدخول ..
كانت الشقه تغرق في الظلام ..
متواضعه وصغيره للغايه ..
:
:
:
الكثير من الذكريات على جدرانها بلونها السكري واثاثها البسيط ..
:
اضاءت المكان ..وهي تتأمل كل غرفه ..
:
::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
:
وقف امام نافذة جناحه من برج سكني شاهق يجاور الحرم ..
كان علوها يسمح له بكشف تفاصيل الحرم ..
راقب الطواف حول الكعبه ..
:
:
كم الانسان مادي ..قد استغل من مشعر هبه من الله ليبني حوله ابراجا صماء ..
تنهد لفكرته ..وقد باغتته ذكرى غريبه لتلك التي سترتبط به ..
:
:
أحس بصحوه غريبه ...كيف لم يرسل معها سائقا او احدهم ليلبي طلباتها ..
وهل تحتاج هي حقا لي و لطاقمي ..لقد عاشت طوال سنواتها تعتمد على نفسها ..
لربما بني جنسي يخافون من المرأه القويه المعتمده على نفسها بينما انا تريحني امرأه مثلها..
:
:
الا انها مازالت استفهام بالنسبه لي ..وما قالته لي شما بشأن طليقها مافعله ..
كيف تجرأ ليلمسها بعدما طلقها ومن يرغب بأنثى قد طلقها بائنا ..
:
:
اين السر في القصه ..لكن شما لن ترضي علي ابدا بأن ارتبط بأنثى لا تليق بي أليس كذلك ..؟؟
:
:
::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::
لم يكن هنالك الكثير من العمل في المنزل تحممت وخلدت الى سريرها مبكرا ..
رفعت مرآه صغيره في يدها لتزيل بقايا الكحل التي لاتفارق عينيها ابدا ..
فهي نسيت اخر مره رأت نفسها بها بدون كحل ..انها متشربه ببداوتها ولن تستتغني ابدا عن مقومات انوثتها في الثقافه البدويه ..خلخالها وكحلها وطول شعرها ..
:
:
:
تنهدت وهي تتأمل في سقف غرفتها الجصي المتواضع ..
تذكرت الماضي ..
و أي ماضي ..
:
:
من أين تبتدئ حتى تنتهي ..
نايف حطم الكثير في حياتها ..لم تستطع اكمال دراستها الجامعيه بسببه ..أبيه من تفضل عليها وادخلها معهد على حسابه ..
بشهاده تافهه بالكاد وظفتها ..
يالكسرتي و وحدتي ..
:
:
شكرا لك نايف على كل الجراح وكل الندوب التي خلفتها بقلبي قبل جسدي ..
لقد وفيت لك ..فأمي ربتني عن كيف تقتات مشاعر الانثى على عشق رجل ..
:
:
تنهدت وهي تتذكر كل مابذلته لترضيه ..أ كانت ضعيفه في علاقتهم ياترى ؟؟....أهي من تركت له المجال في الشك والطعن فيها ..؟؟
..
:
:
أخذت نفسا عميقا وهي تعدل غطاءها لتندس تحته اول ما اسدلت جفنيها باغتتها ذكرى ذاك وهو يترجل من السياره ويرمقها بنظره واحده وكأنه يقول ..
"أنا أراكي .."
:
:
تنهدت بصوت مسموع وهي تغرق في نومها بتعب ..
ما اجمل الرجوع الى السرير..
:
:
أحست بيدين تضغط على باطن كتفيها ثم تهزها .. استيقظت بكسل وهلع تراقب وجه الخادمه المستنجد بها بخوف ..
لم يصل الصوت الى ذهنها بعد ..جالت بنظرها في الغرفه ..
ومن ثم استوعبت استنجاد الخادمه والصوت الذي يأتي من خلفها ..
:
:
جلست هلعه ..
ثم هرعت الى الباب كان صوت ذاك كالعاده وهو يهدد ويتوعد خلف الباب ..
بل ان الباب من ناحية مقبضه الصديء القديم قد تصدع خشبه من قوة دفعه للباب ..
غلطتها انها تركت نور المجلس مضاء ..
كانت تلزمه دفعه واحده فقط ليكون في منتصف البيت ..
نهرت الخادمه .."ادخلي الغرفه بسرعه ..."
:
:
ومن ثم أسرعت الخطا بعدها ..وكانت غرفها الوحيده في المنزل التي يمكن اقفالها بمفتاح يخصها ..
:
:
دفعت حقائبها التي حزمتها من على باب الغرفه ..
الا ان أوقفها صوت تحطم باب الشقه ..
فأغلقت باب غرفتها مسرعه وهي تلمح وقوفه في الصاله ..أدارت المفتاح مرتين بسرعه ..
وكأنها تغلق عليها صندوق ذكرياتها بأحكام صرخ بها وهو يدفع باب غرفتها ..
"سلطانه ...أفتحي ما ابي منك شيء .."
:
:
تغير صوته المكتوم خلف الباب ....يبدو بأنه يبكي .."سلطانه أنا نايف ياعمري ..لاتسوين فيني كذا ليه قسيتي علي ياسلطانه.."
:
:
ترجاها.."سلطانه انا احبك افهميني ..فكي الباب ياحبيبتي ..سلطانه مستعد اسوي أي شيء بس ارجعي لي "
:
:
لا اجابه منها ..
صرخ وهو يدفع الباب .."سلطانه افتحي احسن لك ..."
:
:
كانت تقف وهي تدفع الباب بكل قوتها ..خوفا وصدا من رجوعه الى حياتها ..
كانت تراقب المكان بقلة حيله لولا انها امرت الخادمه وهي تشير على الهاتف ..
"هاتي الجوال ..."
ناولتها تلك اياه مرتجفه ..
تلعثمت اناملها الطويله وتاهت في ما تطلبه ..حمدت ربها بأن هناك رصيد في هاتفها ..
طلبت الرقم من آخر رساله وصلتها ..
:
:
::::::::
:::::::::::::::::::::::::::
كانا ابنيه يجلسان في صالة المكان وقد انهيا اعمالهما معه وسيسافرون فجرا الى جده ..
بينما هو جلس على طرف السرير الضخم ..يقلب مسودة خطاب ارسلت له على هاتفه ..
:
:
رن هاتفه برقم لم يحفظه الا انه يصم لمن هو ..
:
:
رد مسرعا ..سمع صراخا ..غير مفهوم ..
سمعها تهدد .."نايف اطلع الله يخليك انا مره متزوجه اللحين ..."
:
:
سمع صراخا مكتوما ..وكأنه بينهم ..وقد فضحت السماعه اصواتهم ..
:
:
تآوهت وهي تحدثه ..."ثلاب الله يخليك الحقني ...ألحقني مو عارفه اش اسوي نايف دخل الشقه وحبست نفسي في غرفتي ..ومحد في في العماره .."
:
:
توقفت وهي تبكي .........متآوهه ...يبدو بأنها تأثرت من شيء ما ...
:
:
جلست مكانها وهي تلمس كتفها ببكاء ..
رفعت الخادمه الهاتف الذي سقط منها مسرعه ..
:
:
أخذته منها ...
أمرها ذاك وهو يقف في غرفته بشيء من غضب "..قفلي بدق عليتس من جوالي الثاني ..."
:
:
لم تستوعب مطلبه ...نقل الرقم مسرعا الى هاتفه الاخر ....أتصل بها فردت ...
كان يبدوا واضحا من صوتها الآلم ...كانت تشهق بأسمه ..."ثلاب ..الحقني ...الله يخليك .."
:
:
أمرها بهدوء ..."سلطانه لاتقفلين الجوال خلتس معاي طيب ..."
:
:
رفع هاتفه الاخر وهو يبحث عن رقم مالك العماره التي تسكن ......طلبه ..تمنى ان لاينتظر مع تأخر الوقت ,,
:
:
من حسن حظه ان رفع ذاك الهاتف في حينها عندما عرف من يطلبه ..
:
:
أبعدتها الخادمه عن الباب ولازال ذاك مصرا على فعله ..
يتوقف برهه ليعود بضرب اقوى ..
:
:
كان يصرخ بها ..."سلطانه لا تتزوجين غيري ...والله اقتلك واقتله سامعه اقتلك ياسلطانه ..."
:
:
كانت تبكي متألمه وهي تلمس كتفها اليسار بأناملها ..
هلعت لمنظر الدماء تلطخ اناملها ..
:
:
هي شعرت فقط بوخز وضربه ..نظرت الى مكان ماكانت تستند على الباب ..
كانت احد ديكورات الباب الخارجيه قد كسرت من قوة دفعه واصابت كتفها ..
:
:
سمعت صوته يناديها من الهاتف ...همست له" ..نعم ..."
طمئنها .."سلطانه ابعدي قدر ماتقدرين و راعي الباب الشرطه في طريقهم ولاتقفلين الجوال فاهمه.."
:
:
لم يصله سوى نحيبها ..تأكد من وجودها ..."سطانه ...؟؟"
:
:
تآوهت وهي تبعد يد الخادمه عن كتفها ..نطقت بصعوبه ..."حاظر ..."
:
:
تسأل .."سلطانه وصلتس ..؟؟"
:
:
شهقت ..."لاء ..الباب عورني في كتفي ..."
:
:
::::::::
:::::::::::::::::::::
سمعت اصواتا تتداخل خلف باب غرفتها ..وقد جال المكان بها ..لقد تمالكت نفسها كثيرا ..
توقف ذاك عما يفعله الا ان كان هناك طرق على الباب من صوت امرأه ..."أفتحي يا اختي ...خلاص خرجوه من المكان .."
:
:
أمرت الخادمه بفتح الباب ..التي ترددت بدورها لتفتح الباب ..
دخلت تلك ..فبانت لها الاضرار التي تعرض لها الباب ..كانت كما يبدوا أتت بصحبة الأمن ..من ضخامه جسدها وطريقة حجابها ..
:
:
سألتها .."تحسين شيء ؟؟أذاكي ..؟؟"
:
:
مسحت دموعها بخوف وهي تراقب الباب همست ..."كتفي .."
:
:
حركتها تلك بعمليه وهي تعاين جرحها ....نادت بعمليتها .."نبي الاسعاف ..."
أمرتها ..."تغطي ..."
:
:
لم يكن يلزمها سوى التطهير و خياطه الجرح ..
من حسن حضها بأن كتفها لم يتأذى رفضت الادلاء بأي اقوال او الشكوى فقط همست ..."حسبي الله ونعم الوكيل فيه .."
:
:
الا ان جارها لم يتنازل وهو يقدم شكواه كما وصاه ذاك ويبدوا بأنه ينوي كثيرا ..
:
:
:::::::::::
:::::::::::::::::::::::
فتح باب غرفته بملامح وجهه الجديه كالعاده أمر اولهم ..
"عياد ارسل السواق للمدينه اللحين ضروري وبسرعه ..معتاد أحجز مستعجل لسند على مطار جده وقله اول ما يوصل ينزل مكه و يمر هنا ضروري ..بسرعه ..."
:
:
أمتثلا لأمره دون سؤال ..وكما يبدوا بأن هناك مايزعجه ..
لكن لن يسألانه ابدا ..
أمر ابنه ..."عياد احجز تذكره من جده لسكاكا للخدامه ..."
:
:
أستغرب ابنه ..."عسى خير يبه ..."
:
:
هز رأسه بالايجاب..."الامور كلها تحت يدي ..."
:
:
:
::::::::
::::::::::::::::::::::::
كانت تغرق في نومها المتعب وقد كان الامس صعبا ..ربتت الخادمه على كتفها ..."مدام سواق ...هيا روح .."
:
:
أستغربت قولها ..
وقفت متجهه الى باب المنزل المهشم لولا ان انتابها الدوار ...
تمالكت نفسها ..
كان ذاك يقف معطيا اياها ظهره وكما يبدو ينزوي وراء ماتبقى من الباب ادبا ..
سألته ..."انت مين ؟؟"
:
:
جاوبها بأقتضاب ..."الشيخ ارسلني اخذتس مكه مستعجل .."
:
:
غضنت جبينها بأستغراب.."ليه مكه ؟؟ "
:
:
هز رأسه متجاهلا سؤالها .."طال عمرتس الشيخ مستعجل ..ومشغول مايقدر يترك مكه ..انجزي علينا .."
:
:
:
طال عمرك مابالك يارجل انا افقر منك وتناديني بهذا اللقب ..
يا الله كن عونا لي في الحياة التي تنتظرني والتي يبدوا بأنها اصعب مما فات ..
:
:
أستوقفها .."طال عمرتس الشيخ قال ارسل للشيخ فياض اوراق علاج بنت اخوتس الله يحفظا ..."
:
:
أتسعت حدقتيها مستغربه اسلوبه ....همست له ..."حاظر ..لحظه بس نتجهز ...طيب واغراضنا ؟؟...."
:
:
هز رأسه لها بالايجاب ...."عطين اياه بوديا سكاكا معي .."
:
:
ألتفتت للخادمه خلفها تقف مرتديه عباءتها وقد جرت الحقائب حتى باب المنزل ..
وجهت حديثها لذاك ...."لحظه اللي يسعدك بس ...."
:
:
كانت ستجر حقيبتها لولا ان ألم كتفها منعها ...
أمرت الخادمه ..."سكري الباب .."وهي تشير على الباب العازل الذي يأتي بعد باب الشقه عازلا المجلس وحمامه ...
:
:
انها حقا لاتملك الكثير من الاغراض ...لكن فكرة الذهاب الى مكه باغتتها ..
أخذت من احد الصناديق التي قررت تركها هنا في غرفتها حقيبه متوسطه ...رتبت فيها بعضا من ملابسها المتواضعه التي رتبتها في الحقيبه الكبيره ...ووضعت الاوراق التي طلبها منها و اوراقهن الثبوتيه في احد جيوبها الخارجيه ..
وجهت امرها لها ..."خلاص طلعيها له ..."
:
:
خرجت من الحمام وهي تجفف وجهها ..
وقفت امام تسريحتها الصغيره المتهالكه التي هي فارغه بطبعها ..
لانها تحتفظ بزينتها المتواضعه في حقيبة كتفها ..
:
:
رتبت شعرها في جديله طويله كي يريحها اسفل عبائتها ..
مسحت بقايا متمرده من كحل الامس ..
أخرجت كحلها من حقيبتها السوداء الرسميه ..رسمت عينيها بدقه زادت من جمالها ..
:
:
واحمر شفاه رخيص بلون وردي يتميز بقوة ثباته ..فلا طاقة لها بشراء مستحضرات التجميل الفارهه ..
زاد جمالها اضعافا ..
تنهدت وهي تتأمل انعكاسها والغرفه الفارغه خلفها ..لازال سريرها مبعثرا ..
لقد فقد المكان قيمته العاطفيه منذ وفاة أمها ..
لايهمها ان تركته ابدا ..
بل ستتحرر من كل الذكريات التي تحملها اركانه ..
:
:
لبست عبائتها المحتشمه التي فضحت طولها ورقة اناملها ..
عدلت فتحة نقابها ....التقاء حدقتيها العسليه بكحلها وكثافة رموشها يبدوا ملفتا للغايه ..
:
:
حملت حقيبتها وارتدت حذائها البسيط ..
تأملت المنزل بنظره واحده فقط ..
وقفت في منتصف الصاله ..
"شكرا لك يا الايام ..ابوي امي عبد الرحمن شما ..بكرا يمكن احلا ..تركتونا وتعبنا كثير .."
:
:
اسدلت طرحتها الكبيره الخفيفه على فتحة نقابها وهي تخرج من المكان ..
:
:
ركبت السياره الضخمه..وهي تسند رأسها على مقاعدها الوفيره المريحه ..
أبتسمت بينها وبين نفسها انها مريحه اكثر من سريري..
:
:
مدت لها الخادمه قارورة ماء ..
يا الله و ايضا مزوده بخدمة غرف ..اي ترف يعيشون به ..
:
:
اول مافعلته ان بحثت في حقيبتها ..اخرجت مسكن قوي وتناولت منه قرصين عل الالم في كتفها يتوقف ..
:
توقف السائق عند مكتب ما ...طلبها ..."الاوراق طال عمرتس .."
:
:
التفتت حولها متفقده الحقيبه ..التي يبدوا بأنه وضعها في مؤخرة السياره ..
أبتسمت لها الخادمه التي يبدوا بأنها تتقن ماتفعله ..."انا يأرف وين اوراق مدام .."
:
:
هزت رأسها لها بالايجاب ..."اعطيه هيا ...الملف الازرق بس "
:
راقبتها تترجل من السياره ..ما لبثت حتى مر ذاك مسرعا يحمل الاوراق في يديه ..
:
أخرجت هاتفها ..تتمنى لو بأمكانها الاتصال لتطمئن على كادي لكن لا تعرف كيف ؟؟....فكادي لا تمتلك رقما و لاتعرف رقما لعذبى حتى تطلبها ..
:
:
كانت الالوان في شاشة هاتفها الوردي الصغير قد بهتت وتصدع طرفه لسقوطه منها البارحه ..
:
حسنا لقد وفيت ياجهازي فأنا اقتنيك منذ ثلاث سنوات ..
راقبت أتجاه السائق لطريق الخروج من المدينه ..
:
:
فغفت بتعب فالمسكن ترك تأثيرا قويا عليها ..
:
:
صعب تنفسها ..وقد بلل انخفاض حرارتها عبائتها ..تشعر بحراره تعتري جسدها ..
بعد برودة ارتجفت لها اوصالها كانت قد اعترتها الحمى و وزالت دون ملاحظه احدهم ..
:
:
كما يبدو بأن اذان المغرب أقترب ..مرت لوحه بجانبها ..مكه 90 كيلو ..
:
:
اعتدلت في جلستها بتعب ..أ قد سلك الطريق بهذه السرعه ؟؟ التفتت للخادمه المشغوله بهاتفها وقد وصلت به سماعات الاذن كان هاتفها يساوي الفين ريال أي راتب شهر بالنسبه لها بعد عمل شاق في المشفى..
:
:
تأملتها بتعب عاجزه عن قول أي شيء..ألتفتت لها الخادمه وكأنها احست بها ..
راقبت ارتجاف يديها ..
كان السائق منشغلا بطريقه ..بينما كان للسماعات الموزعه حول اركان السياره همس لبث برنامج ديني على الراديو ..
:
:
مسكت يديها المرتجفه فأيقنت سريعا مرضها ..
فتحت المبرد بينهما ومدتها بعصير برتقال وهي تفتحه..مبتسمه ..
:
:
كان تنفسها صعبا و متسارعا تشعر بمجهود وكأنها مشت الطريق كله على قدميها ..
أخذته منها ..ارتشفت القليل منه وهي تتأمل الطريق الذي بدت شمسه تغرب بحزن..همس في السماعات جوار اسفل قدميها.."دخل الان وقت صلاة المغرب بتوقيت مدينة الرياض .."
:
:
و تلاها اذان لشيخ قديم قد توفي منذ زمن ..
:
:
غفت قليلا ..ومن ثم تسرب الى مسمعها صوت الشيخ السديس يأم لصلاة المغرب ..
أستيقضت كان ماحولها قد غرق في الظلام ولم يبقى سوى انعكاس مؤشرات القياده ..و هاتف تلك على زجاج السياره ..
:
:
:
غفت مره اخرى ..لتستيقظ على توقف مفاجيء للسياره ..وهمس انتقاد غاضب من السائق ..
التفتت لتجد جهة المشروع الجديد من الحرم يسارها ..
لقد تغيرت مكه كثيرا منذ اخر مره زارتها قبل اربع سنوات ..
وقد اتجه المصلين الى ساحاته ..فكما يبدو بأن صلاة العشاء اقترب وقتها ..
:
:
رفع ذاك هاتفه هامسا فيه بعمليه ..
اعتدلت في جلوسها وهي تعدل حجابها ونقابها الذي انحل ..
:
:
كان الحرم قريبا للغايه عندما اوقفها ..
:
:
همس لها .."وصلنا طال عمرتس .."قالها وهو يفتح الباب أمرا العامل المتجه اليه بملاقاته لأخذ الحقائب ..
:
:
ألتفتت الى الخادمه المبتسمه لها ترجوا منها تأزيرا ...
:
أبتسمت تلك لها ..."مع السلامه مدام يشوف في سكاكا ان شاء الله ...انا دهين ودي مطار جده مع شنطه سواق يجلس هنا مع انتي.."
:
:
هزت رأسها بالايجاب ..."شكرا .."توقفت فهمست تلك بأسمها ..
"أيجا .."
:
:
اعادت الهمس خلفها بأسمها وهي تنظر الى بوابه الفندق الفخمه التي لم يتراءى لها نهايتها ..
:
:
فتح ذاك الباب لها وهو مطرقا رأسه ...
:
فهمت مايقصده ..ألمتها قدميها من طول جلوسها وهي تترجل من السياره ..
:
:
همس للعامل برقم الجناح لايصالها وهو يعطيه عمله نقديه كبيره ...
:
:
أبتسم ذاك لها وهو يشير لها على الطريق ..
ألتفتت للسائق الذي حرك السياه من مكانها ..
:
:
أحست بنفسها طفله ضائعه مره اخرى ..
كانت تمشي مطرقه رأسها في الارض خلف ذاك ..
الذي استقل بها المصعد ..توقف عند دور معين ومن ثم أخذها الى مصعد آخر ..
كانت ستسقط من طولها من شدة تعبها لولا انها تمالكت نفسها ..
فتح لها الباب الضخم من ظرفتين مبتسما .."تفضلي مدام ..."
ناولها البطاقة التي أخذتها منه وهو يضع حقيبتها في مكان الحقائب المخصص في غرفة النوم ..
أبتسم لها وهو يخرج مغلقا الباب خلفه ..كانت مشدوهه بضخامة المكان و ترفه ..
انه غير مريح البته ..
كانت هناك شاشه كبيره تنتصف الصاله تعرض ..أرقاما واسهما غير مفهومه ..
:
:
نزعت نقابها وعبائتها بتعب وهي تتنفس براحه ..
تركتها على الآريكه المذهبه بجانبها ..
:
انها تكاد تفقد وعيها تذكرت بأنها قد مرت 12 ساعه دون أن تأكل شيئا ..
على الطاولة الزجاجيه الكلاسيكه في منتصف الصاله قد صفت ضيافه ..
تناولت قارورة ماء ..وقطعة شوكولاته ..
أكلتها وهي واقفه ..رمت تغليفها ..لازالت جائعه الا انها لا تشتهي طعاما ..
أكلت قطعة من الموالح على مضض ..
:
:
دخلت غرفة النوم ..تأملت السرير الملكي ..بملاءاته البيضاء و تراكم وساداته ..
:
هذه الاماكن لاتشعرها بالراحه حقا ...رغم تعبها الا انها خرجت من الغرفه وهي تغلق بابها ..
:
:
أتجهت الى الواجهه الزجاجيه..شعرت بدوخه وهي تتأمل المكان تحتها ..الا ان مالفتها اكثر هو أتضاح صحن الحرم من هنا..
أنهمرت دموعها دون قصد منها وهي تتأمل الكعبه والجموع الطائفه حولها ..
:
:
طرقات على باب الغرفه أفزعتها ..
تناولت عبائتها ..لبستها مسرعه وهي تتجه الى الباب ...أخذت نفسا عميقا .."مين ..؟؟"
:
:
ناداها ذاك .."أفتحي يابت انا خالتس سند..."
:
هي لم تعرف صوته حتى اخر مره رأته في عزاء ابيها ..
انه شخص غريب وغير مهم في حياتها ..فتحت الباب وابتعدت عنه دخل ..
وبدون ان يلقي عليها السلام ..انها لا تعنيه أي شيء الا أشمئزازه منها ان الحظ أبتسم لها ..
"عطين اثباتتس بسرعه .."
:
:
بلعت ريقها غير مستوعبه مايقوله ...صرخ بها .."اثباتس يابنت ماتسمعين .."
:
:
رفعت حاجبها بحنق .."لحظه ..."
:
توجهت الى غرفة النوم مكان ماوضع العامل حقيبتها ..
تناولته منها مدته به ..وهي لاتنظر اليه ..
:
:
جره منها ...ما الذي فعلته له كي يعاملها بهذه الطريقه ..أمرها ..."خلتس يم باب الغرفه اللي داخل ..تغطي ..اللحين ارجع .."
:
:
لبت ما يأمرها به ...فيبدوا بأن وقت الادانه والقيود قد حان ..
أختفت وراء باب الغرفه ..دخل أحدهم وقورا بدفتر ضخم في يده ..
ناداها ذاك ..."يابنتي انتي سلطانه طلال عبد الرحمن الــ..."
:
:
همست له ..."ايوه انا هي ..."
:
سألها ..."يابنتي هل توافقين على الشيخ ثلاب بن معتاد بن جسار الـ.... زوجا لك بكامل ارادتك ..اذا موافقه قولي نعم اقبل "
:
همست وهي تمسح دموعها ..."نعم أقبل ..."
:
لم يكن ذاك الذي ذكر اسمه موجودا ...و بتقياه ردد...."...اذا الحمد لله ومبارك ان شاء الله وقعي أمام أسمك .."
:
:
ناولها خالها الدفتر ....بالكاد تمكنت من تمالك نفسها لتوقع امام اسمها ..
:
:
عم الصمت ارجاء المكان بعدما اخذ منها الدفتر ..
الا انها سمعت صوت اغلاق الباب ..
أبدت رأسها فكان المكان خاليا ..
:
:
أستغفرت ربها بين بكاءها عندما قبضها قلبها وهي تتذكر انها لم تصلي عصرها ومغربها وعشاءها ..
باغتتها ذكرى ضبابيه بنزول الخادمه من جوارها في احد المحطات كما يبدوا ..
توضت ومن ثم صلت ..
:
:
جلست على السجاده بعدما اوترت ..كانت عينيها لاترى الا ما امامها وقد تحاشت النظر الى أي مكان في الغرفه ...
:
:
خرجت الى الصاله ..جلست على الكنبه أمام الطاوله الضخمه ..
طرق الباب ..ارتجفت اوصالها أ قد يكون ذاك ...؟؟ولماذا قد يطرق الباب ؟؟.....
أتجهت الى الباب ...سألت ..."مين ؟؟"
:
:
صمعت صوتا ينادي بعمليه ..."دينر ..."
:
:
فتحت الباب ..وهي تبتعد معدله غطاء راسها ..
راقبته يرتب الاطباق على طاولة الطعام ..
:
:
سألها قبيل خروجه ..."أني مور ثينغ؟؟"
:
هزت رأسها لها بالنفي ..."نو ثانكس .."
:
أغلق الباب بخروجه ..أقتربت من طاولة الطعام ..
أ تراه سيأتي قريبا ...؟؟
سأدخل لأتحمم فقد كرهت نفسي ..ان خرجت ولم يكن موجودا سأكل حينها ..
:
:
نزعت كنزتها السوداء الخفيفه وبنطلونها الجينز وهي تدخل تحت سير المياء الدافي الهاديء ..
:
:
أزاحت شعرها عن وجهها ..وهي تمسح بقايا كحلها بأطراف اناملها ..
راقبت المعطفان المعلقه بجانب صفوف المناشف البيضاء ..
و كأنه سيأتي الى هنا ..كما يبدو بأنه يحاول الاختفاء من الصوره ..
ألمها كتفها تحت المياه وكما يبدو بأن الضماده الكبيره قد أبتلت ..
أنهت استحمامها ..لبست احد المعاطف وتركت شعرها المبلل منسدلا ..
:
:
أتجهت الى حقيبتها ..أخرجت ضماده واحده قد تركها لها الممرض من الاسعاف ..
:
:
جلست على طرف التسريحه الخشبيه الضخمه ..
رتبت شعرها وهي تجمعه بيديها القته على كتفها الايمن ..
أزاحت المعطف عن كتفها ..حتى بدى منتصف ظهرها ..
جرت الضماد المبتله بهدوء بأطراف اناملها وهي تميل ظهرها ليتبين لها ماتفعله ..
تألمت عندما بدى لها جرحها الذي تحمل اطرافه لون المطهر وغرزه السوداء الثلاثه ..
لمست اطرافه المتورمه فآلمها اضعافا ..عضت على شفتها السفلى ..
وبصعوبه وضعت الضماده الجديده ..
:
:
توجهت الى طاولة الطعام لايبدوا بأنه سيأتي ..جلست تتأمل الطعام بملل ..
شربت العصير و اكلت شيئا من السلطه ..
غصبت نفسها وهي تأكل من طرف الطبق الرئيسي ..
:
:
تنهدت وهي تترك الملعقه ..الشوق الى كادي يقطع قلبها ..
وذكرى محيا شما لا تكاد تفارق رأسها ..
:
:
أتجهت الى الغرفه غسلت اسنانها وهي ترمي بنفسها الى السرير بتعب ..تناولت مسكنا ومضاد حيوي ..تركتها عند رأسها مع هاتفها الذي يكاد ينفذ شحنه ..
:
:
:
وخلدت الى نومها العميق المتعب ..
:
:
:::::::
:::::::::::::::::::
رن هاتفها بأصرار مكتوم مزعجها ..
فتحت عينيها انها حتى لم تغلق الاضاءة الطفيفه في الغرفه لشده تعبها ..
:
:
رفعت رأسها ..تفقدت هاتفها ..كان مغلقا ولم تكن هذه رنته من الاساس ..
:
أتسع حدقتيها ..و هي تفتح اخر درج بجانبها متبعه الصوت..كان يحتوي على قلم ..و ساعه رجاليه رياضيه هاتف وملف ..
وكان الهاتف الفخم مصرا بالرنين..
:
:
تفقدت الغرفه حولها بنظراتها ..
كانت هناك دلائل على وجوده لم تلاحظها ..
و وجود رجالي غزى الغرفه لم تلاحظه قبلا لشدة تعبها ..هناك حقيبه جهاز محمول أسفل الطاوله في منتصف الغرفه ..
وبجانبها اوراق قد صفت بترتيب ..
بل الادهى ..باب الخزانه الجداريه الضخمه الذي فتح ربعه فاضحا اصطفاف ثيابه داخلها ..
:
:
و لتو تسرب الى انفها رائحة العوده القويه التي تغرق الوساده ..
جمعت طرفي المعطف على صدرها ..وهي تراقب المكان بخوف ..اتراه موجود هذه اللحظه ..
توقف الهاتف عن الرنين القت نظره عليه كانت الساعه الحاديه عشر والنصف مساء ..
دلكت جفنيها بتعب ..طال ترقبها حتى استسلمت الى النوم مره اخرى ..
:
:
:
تذكروا بأن الاستسلام الى النوم احيانا يعني الاستسلام الى الاحزان ..
:
:
أستيقضت مره اخرى الساعه الثانيه فجرا ..
كانت الغرفه خاويه كما توقعت ..
عدلت الملاءه ومن فوقها الغطاء الثقيل الغرفه بارده للغايه ..
ولازال شعرها مبلولا ..
غطت رأسها بالملاءه فتسرب النور من خلفها ..
لازالت كسوله لتقوم لأطفاءه ايا كان فهو ليس قويا ليزعج نومها ..
:
:
أخرجت نفسا عميقا للذكرى ..
:
:
كانت في غرفة نومها التي فتحت ستائرها لتسمح لشعاع الشمس بأعادة احياءها ..
كان ذاك مستلقيا على السرير يراقبها سارحا ..
وجع قلبها حزن نظراته ..
أقتربت منه مبتسمه وهي تجر الملاءه من طرف السرير ..
باعدت بين ساقيها وهي تجلس على فخذيه ..أبتسم لها بين سرحانه..
غطت كلاهما بالملاءه ..
تأمل جمال غموض عينيها ..و نقاء بحور العشق في نحرها ..
عدلت من وضع جلوسها لتقترب منه اكثر قبلت جفنيه وهي تهمس له ..."كلهم راحوا ...مابقى الا نايف وسلطانته .."
:
:
أبتسم لها وقد انعكس الضوء من خلف الملاءه ليوفر لهم فراغ مشع ..
ابتسمت له ..."هذا عالمنا انا وانت بس ..لا غضب ابوك ولا زعل امك ..ولا وظيفه تهم فيه و لادخل ولا كلام ناس ولا اصحاب ولا حاجه ولا تعب ....انا وانت بس ..."
:
:
كانت تحاول تواسيه من نظرة النقص التي ينظر بها دوما الى نفسه ..
أبتسم لها وهو يقبلها مغللا انامله في شعرها الليل الذي غطى ظهرها ..لكم هو يعشقها ويخاف من اللحظه التي تتركه فيها فيحميها من كل احتكاك خارجي ويكسر اجنحتها ليحبسها في قفصه الضيق..
:
:
تنهدت وهو يقبل نحرها ..قاطعهم نقر مصر على باب المنزل ..
:
أبعدها وهو يتجه الى الباب ..كان ابن اخيه يطلبه شيئا ..
عاد ..اليها كانت تجلس على السرير مبتسمه الا انه راقبها بنظرات غريبه ..
همس لها ..."سكري الستاير ...ولا عاد مره اشوفك فاتحه شباك فاهمه ...سكريها ..."
:
:
خاب املها وهي تقف لتغلقها ..لم تكن كاشفه ابدا وقد اغلقت النافذه ولم يتسرب سوى ضوء الشمس و شكه ..
نهرها ...."لاعاد تلبسين قصير وانا مو في البيت فاهمه ..."
:
:
نظرت الى قميصها الوردي القصير .."نايف هذا بيتي وانت تعرفني انا ما البس عريان او قصير قدام احد غيرك .."
:
:
رفع احد حاجبيه ..."أحد زي مين .."
:
:
حركت كتفيها ببديهيه .."أمك اخواتك ابوي وعمي وكادي ..هذا قصدي ..."
:
:
أقترب منها وهو يجرها مع ساعدها .."والله ياسلطانه لو تفكرين بس انك تلعبين من وراي لا ادفنك مكانك حيه ....سامعه ..."
قالها وهو يرميها ارتطمت بطرف الخزانه فتألمت ..لمست طرف جبيتها ..فتبللت أناملها بسائل دافيء ..
نظرت اليه يخضب يديها ..وقد عانت من تسرب دماها قبلا منه في مواقف عده ..
:
:
جلس على الارض وهو يحتضن خصرها ويدفن رأسها في بطنها ..باكيا ..."سلطانه سامحيني ....أنا تعبان انتي ماتفهميني ؟؟ انتي تكرهيني ..."
:
:
لقد اعتادت على مايفعله ..يشك بها ..يضربها ..يعتذر لها ..ومن ثم يجرح مشاعرها ..
:
:
:::::::::
:::::::::::::::::::::::
مسحت دموعها ..وهي تأخذ نفسا عميقا ..أبعدت الغطاء عن رأسها ..وهي تتأمل المكان الضخم حولها ..وقفت متجهه الى الواجهه الزجاجيه في الغرفه ..
:
:
:
تأملت حركة الطواف الطفيفه حول الكعبه ..فهذا الوقت من السنه العمره داخليه فقط ..
ولازال الشتاء يعصف بالمملكه الا ان مكه دافئه نسبيا مقارنه بالمدينه وسكاكا ..
:
:
تمنت لو بأمكانها النزول ..لكنها لن تعرف طريق عودتها ابدا ..فطريق الوصول الى الغرفه معقد للغايه ..وما ادراها عن ذاك فلزمها الان استأذانه في كل تحركاتها ..
أنها الثانيه والنصف الأن وقد ألمتها رجليها من طول الوقوف ...
جمعت اطراف المعطف وهي تتجه الى حقيبتها ..
أخرجت قميص نوم شتوي سماوي فاتح قصير بأكمام طويله ..نزعت المعطف ولبسته في مكانها ..
:
:
وقفت متفقده التحكم بنظام التكييف بجانب الباب ..اطفأته ..
فالغرفه تحولت الى قطب متجمد ..
الوقت يمر ببطء..
فتحت باب الغرفه ..جلست امام الشاشه الضخمه ..تأملت الارقام والمؤشرات والرسوم البيانيه تغطي الشاشه وقد غلب عليها اللون الازرق ..
:
:
فتحت قطعة شوكلاته اخرى ..وقد ألمها رأسها من كثرة النوم ..
و نغزات في غرزات جرحها تؤرقها ..تبقت ساعتين ونصف عن اذان الفجر ..
:
:
:
دلكت جفنيها بكسل ..وهي تتجه الى السرير بملل وكل تفكيرها اللقاء المؤجل وكادي..
:
:
أستلقت على بطنها فوق الغطاء ..تأملت المكان الهادئ ..تناولت منشور ما من فوق الكومدينو يصف مميزات الفندق ويذكرها ,,
:
:
داهمها النوم وسقط من يدها ..
يبدو بأن مضاد التهابات الجروح الذي اخذته بالامس من المسعف ...هو ما يجبرها على النوم الغير مبرر..أو انها متعبه لم تأخذ قسطا من الراحه هكذا منذ زمن ..فهي بالكاد كانت تنام سويعات في يومها وقد ارهقها عملها وكثرة التفكير ..
:
:
:
وهل هناك اجمل من سرير مريح لنهاية يوم شاق ....
:
::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::
تمت ..
:

لامارا 12-04-18 05:28 AM

الجزء العاشر
:
:
:
:
:
"في سريري فاتنه.."
:
:
:
لقد اطال الجلوس اليوم في المكتب لأتخاذ القرارت النهائيه للبدء في المشروع ..
منذ العشاء حتى الساعه الرابعه فجرا ..
صلى الفجر في الحرم ثم صعد الى غرفته ..وقد ودع عياد ابنه لتوه ليلحق بمعتاد الذي ذهب مبكرا لجده ..
لقد هزه الشوق الى بكره جسار فلم يتبقى الكثير حتى يتم الرابعه والعشرين ..عياد ذراعه الايمن سيتم ايضا الثانيه و العشرين قريبا ومن بعده معتاد في العشرين وطالب في التاسعه عشر ..
:
:
:
مرر الكرت وهو يأخذ حقيبة جهازة المحمول ومغلف ملفات أسود ممتلى من بالاوراق من العامل بجانبه ..
مده بعمولته ..وفتح الباب..
كانت الغرفه تغرق في سكونها كما تركها ..
نظر الى الطعام البارد على الطاوله ..رفع سماعة الهاتف يطلب خدمة الغرف للتنظيف..
:
:
بعدما اغلق الهاتف لفتته عباءتها وحقيبة كتفها على الكنبه ..
:
جلس على الكنبه وهو يدفن رأسه بين كفيه ..
:
راقب العامل ينظف المكان أمره ...."وي دونت وونا بريكفاست ثانكيو ..."
:
:
هز ذاك رأسه بالطاعه وهو يغلق الباب خلفه ..تنهد وهو يراقب تلبد السماء بالغيوم مانعه أِشعة الشمس من الانتشار في الافق..
:
:
نزع غترته البيضاء ..وضعها فوق عبائتها ..وقف وهو يفتح أزرار ثوبه الاسود الفخم ..
:
:
أتجه الى الغرفه المردود بابها دون اغلاقه ..
فتحها ..كان الضوء من الخارج يتسرب لها مع اضاءة الاركان الجانبيه ..
شدد من قبضته على الباب وهو يراقبها تستلقي على السرير ..وقد فضح قميصها المتواضع اغلب جسدها ..من منتصف فخذها حتى ساقيها الطويله ..وانسدلت فتحته لتفضح رقبتها و طرف ضمادتها ..
كانت تنام في جهته من السرير ..حركت خصرها لترتاح في استلقاءها وهي ترفع شعرها ..
اقترب بهدوء وهو يجلس على طرف السرير من جهة الباب ..
كان يعطيها ظهره فما رأه كان كفيلا أن يشعل جسده ويشغل عقله لباقي عمره ..
حركت يدها اليسار التي كانت تمدها لمنتصف السرير ..يبدو بأن جرحها قد آلمها ..ألتفتت متأملا اناملها الطويله الرقيقه ..وساعتها البسيطه السوداء بتصميم رسمي وناعم ..لم تزد ساعديها سوى جمالا ..
:
:
تحركت في السرير تعطيه ظهرها يبدو بأنها منزعجه ..عندها لم ينهى نفسه عن تأملها ..
شعرها المنتثر حولها في السرير ورائحتها الرقيقه ..وخصرها اه من خصرها ..أ بأمكان جسد ان يخلق بهذه الانحناءات النافره ..؟؟
أطال التأمل فيها وفي نقاوة بشرتها ..دفن رأسه بين يديه ..همس .."أستغفر الله ..."
:
:
كانت تستلقى على الغطاء رفعه من جهته وغطاها ..
دخل دورة المياه دون ان ينظر اليها ..
دخل تحت تيار المياه الدافيء ..زاد من حدته وهو يدلك رقبته بتعب ..
تفادى اغماض عينيه حتى لايغزوه شكلها في السرير ..
كيف وهو الذي لم يشارك احداهن السرير منذ اربعة عشر سنه ..
لن يستسلم بسهولة ..انه لا يعرفها حتى ..تذكر خلخالها الفضي ..فتح عينيه ..وهو يزيد من حدة حرارة المياه ..
ألتفت يساره فلمح ملابسها ملقاة على الارض بجانب الباب..
أبتسم وهو يغمض عينيه ....للون صدريتها وموديلها المغري ..اللعنه لقد هرمت على كل هذا ..
وجودها سيكون مؤلما لرجولتي ..
:
:
:
خرج يجفف شعره وهو يتفادى النظر لها ..الى انه التفت دون قصد منه ..
كانت كما يبدو تشعر بضيق ما ..وهي تشدد على أغماض جفنيها الواسعه ..يالجمال الحجازيه البدويه بشفتيها النافره ...نسي جمال الاناث منذ زمن ..في الواقع هذه زوجته الرابعه بعد أم جسار وشما و من طلقها منذ زمن ولم يطول ارتباطه بها سوى لحاجه في نفسه لوضعه مع شما وام جسار حينها ..
تآلمت وهي تبعد شعرها عن رقبتها ..
كشفت عن ستر نحرها وصدرها الذي غطاه شعرها ..
تأفف بقل صبر وهو يتوجه الى الخزانه ليرتدي ملابسه ..
بعدها اتجه الباب وضع لافتة عدم الازعاج ...
أغلق باب الغرفه و التسائر العملاقه الثقيله فوق الواجهه الزجاجيه ..
أطفأ الاضاءه الخافته وهو يتجه الى السرير غرقت الغرفه بظلامها ..
أستلقى بهدوء وهو يغطي نفسه بالملاءه التي تركها حره ..
سمعها تأن ..ومن ثم ابعدت الغطاء عنها متأففه..تآوهت ثم سكنت بعدها ..
يبدوا بأنها غير مرتاحهه البته ..انه متعب وكان يومه طويلا مليئ بالاحداث يتمنى ان يخلد الى النوم بسلام فهو يحتاج لان ينهي اعماله هنا بأسرع وقت ممكن لازالت اعماله في قطر عالقه فعياد بالكاد يستطيع انهاء ما كلفه اياه في جده..
:
:
:
كانت تتنهد كل فتره ..يبدو بأنها متعبه حقا ..وما بال هذه الضماده ........أ هي ماسببه ذاك الشقي لها قبل امس..؟؟
:
:
وجودها مرهق حقا ..كيف وانا رجل الانعزال و ملك الاستقلاليه ..
:
:
همهمت وهي تتحرك في السرير بملل ..فتح عينيه بأنزعاج لملمس على خده لم يشعر به قبلا ..
ألتفتت الى جهتها من السرير كانت قريبه منه للغايه ...أضطرب صدره وهو يبعد شعرها عن كتفه ,,
:
:
تردد وهو يمد يده ..الا انها اعتدلت مبتعده قليلا عنه ..ماهذا النوم الذي لاتشعر بوجود من حولها به ..
:
:
كانت لاتزال اطراف خصلات شعرها الرطبه ملتصقه بصدره العاري ..أبعدها ..الى اين ينتهي شعرها الكثيف وقد توزع في ارجاء السرير ..
:
:
من حسن حظه ان الغرفه كانت تغرق في ظلامها رغم تطفل اشعة الشمس من بين جنبات الستائر ..
تأففت وهي تهمس ..."حر ..."
:
:
تحركت في السرير بملل مبتعده عنه ..نفث نفسا عميقا لأبتعادها اين كان تفكيره عندما نام بجانبها ..وان كانت الغرفه ظلام فذكرى استلقاءها تنير عقله ..
:
:
:
استغرق في نومه وقد تسرب الى مسمعه تآلمها وأنينها الغريب ..ولأول مره منذ سنوات طويله يزعجه أحدهم في السرير ..
:
:
كانت تتقلب متممله من طول نومها الذي يأبى أن ينتهي ..فتحت عينيها أكثر من مره كانت الغرفه تغرق بظلامها فلم تميز مايحيط بها ولم تذكر ماحدث في الأمس حتى من شدة تعبها ..
:
:
أزعجها الحاح هاتف بالاتصال ..لابد بأنه هاتفه الذي تركه بالغرفه ..
الا ان صوتا ناعس ثملا بالنوم وفخم مسكر تسرب الى مسمعها ..
ألتفتت كان يجلس معطيها ظهره العاري ..وقد فتح الاضاءة القريبه منه ..
كان منهمكا بحديثه عن اوارق ما واستبدال لندن بتورنتو ..
:
:
أغلق هاتفه ومن ثم طلب رقما آخر ...وأنخرط بحديثه ..كان يصمت طويلا مجرد همسه والقاء امر ومن ثم يغلقه ..فعل هذا اكثر من أربع مرات ..
:
:
وقف فأتضح لها طوله وعرض منكبيه ..توجه الى النافذه ..غطت نفسها جيدا يا الله منذ متى كان هنا أ تراه لاحظ نومي المتملل ..مالذي فعلته ياترى ..
فتح الستائر ..كان الجو غائم نسبيا ..أغلقت عينيها بأنزاعاج وهي ترتب شعرها ..
:
:
توقف للحظه وهو يتأملها ..
كانت فتحته قميصه الواسعه تنسدل لتفضع كتفها الايمن ونحرها وشيء من صدرها ..
رفعت الملاءه وغطت مابدا منها ..وهي تراقب وجوده بخجل ..
جلس على طرف السرير معطيها ظهره ..بدون أي حديث يذكر وهو يجر حقيبة حاسبه اخرجه وفتحه ..
:
:
راقبت انكسار الضوء على صدره و وجهه ..كانت ملامحه صارمه للغايه ..
و منشغله بشاشه جهازه التي تحمل جداول و كتابه سوداء دقيقه تملىء الشاشه ..
:
:
سمحت لنفسها بتأمله ..سرحت في ملامحه الرجوليه ..
تتمنى لو تقف كي تصلي ..
الا ان خجلها من منظرها منعها ..وهي لابد ان تمر به كي تأخذ عباءتها ..
:
:
وفوق هذا وهنها الغير مفسر يقيدها ..فهي بالكاد تستطيع رفع الغطاء عنها ..
:
:
رفع هاتفه وطلب رقم ما أسترسل في حديثه عن أرقام وأحداث ممله ..
أخذت نفسا عميقا وهي تقاوم ارتجاف جسدها تعبا..
وقفت وهي تستند على ظهر السرير النافر ..
ضعطت على يدها اليسار بالغلط اثناء اتكأها على السرير لوقوفها ..
:
:
ألتفت الى صوتها ..راقبها ترفع خصلات شعرها السوداء عن وجهها ..
لازالت ملامحها تحمل التعب وقد على خديها أحمرار و أرتجفت شفتيها .
رفعت عينيها المتعبه له ..كان يستمع الاى مايقوله الطرف الآخر وهو يغرق في تأملها ..
صداع يكاد يقسم رأسها ..كادت أن تسقط من طولها لكنها قويه لن تستلم ..
ولازال ذاك يحيطها بنظراته بصمت وهو يهمهم للطرف الاخر في هاتفه ..
:
:
حمدت ربها أن حملت قدميها حتى باب الحمام ..لجظة انزوائها عنه أنهار جسدها لتجلس بتعب خلف الباب ..
الهواء من شدة وهنها بالكاد يصل الى رئتيها..
..
..
تمالكت قليلا من عزمها و قفت مستنده على مقبض الباب ..
توضأت لتصلي ..
تسارعت نبضات قلبها ..وجال المكان بها ..ألا انها شددت قبضتيها على رخام المغسله البارد..
:
:
فتحت الباب ولا زالت مبلله بالمياه ..ألا يرحمني ويرتدي ملابسه ..
جلست على طرف السرير بتعب ..أنه لا يراها ولا يلقي لها بالا ..بل يحاول أن يشغل نفسه بأي شيء حوله لأن ما أن تقع عينيه عليها لا يستطيع رفعها ..
:
:
التفت اليها كانت تطرق رأسها وقد جمعت شعرها أسفل رأسها بطريقه عشوائيه فلم يزيده هذا الا كثافه مظهره ..
:
:
فضح جلوسها ثلاثة ارباع جسدها ..
توقف عما يفعله وكان قد هم بأخراج ثوب للقاء الغداء الذي ينتظره بعد ساعه ..
أنها صامته للغايه الا أن كل تصرفاتها ملفته ومزعجه ومشتته ..
:
:
لمست جبينها بكفها المرتجف وهي تحاول ان تسرق الهواء من حولها ..
:
:
و من ثم وضعتها على صدرها المرهق ..انها تفقد أي قوة قد تتحلى بها ..
يبدوا بأنه لم يتبقى شيء عن اذان الظهر ..أمهلني ياربي القوه لأصلي ..
:
:
لم يستطع منع نفسه من السؤال وقد هوى قلبه لمنظرها ....همس وهو يقترب منها "بوه شيئن ياجعتس؟؟.."
:
:
رفعت عينيها له بوهن وهي تحاول التنفس ..ربتت على صدرها بضعف ..لم تستطيع تجميع حديثها ...همست ..بشفتين مرتجفه..."صدري..."
:
:
نظر اليها بجزع لم يتعامل مع احداهن هكذا قبلا ..."علامو صدرتس ..؟؟أشنوحتس ؟؟"
:
:
لم تستطيع الحديث فقط جرت كفه ليلمس جبينها ....
لقد اصابتها الحمى و غادرتها أكثر من مره في يوم ونصف فقط هناك مسبب لهذا ..
:
:
لمس جبينها بظاهر كفه ..تكاد تتقد من شدة حرارتها ..مالذي اوقع نفسه به ...رفع معصمه ليراقب الساعه يلزمه الرحيل حالا ..وايضا مرؤته تمنعه من تركها بهذا الوضع ..
:
:
كان ريبا منها للغايه حتى التصقت فخذيها بصدره وهو يجلس على الارض مقابلا لها ...
جر الغطاء ليفصل بينهم وهو يغطي فخذيها حذرا متفاديا لمسها ...
:
:
قد أبتلي بها حقا ..سيتأخر لامحاله ..لازالت رجليها على الارض ..ألقت جذعها بتعب على الوساده بجانبها ..
:
:
توجه الى المبرد الملحقه بالغرفه هذا كل ماسيقدر عليه لن يتسطيع ملازمتها ..
:
:
فتح عصير برتقال ناولها ايها ..رفع المسكن من على الارض ومدها به ..
كانت تراقبه بتعب وصمت عاجز ..
لم تأخذه منه فيديها لاتقوى على رفعها ..
أصر عليها .."دوك اياه .."
:
:
وضعه قرب رأسها على طرف الكومدينو ..وهو يقف ...نظر حوله لم يرتب اوراقه بعد ..ولم يتأهب للموعد ..
:
:
ألتفت اليها ..."أخذتس المستوصف ...؟؟طيب اجيب لتس طبيب هنا ؟؟"
:
:
هزت رأسها له بالنفي ...وهي تراقب اهتماما حتى وان كان سطيحا فقد هجرها منذ زمن طويل ..
:
:
نظر في ساعته بتردد .."متأكده معي وقت لين أخرج ...؟؟"
:
:
أبتسمت له بين وهنها شاركه اهتمامه وهي تهز رأسها بالنفي ...همست "بخف ان شاء الله ..."
:
:
أرتجف شيئا بداخله لجمال حزن أبتسامتها التي فضحت غمازتيها ..
راقبها بصمت ...نطق وهو يبتعد الى الخزانه ليرتدي ملابسه .."راجع لتس بعد ساعتين ...اللحين الغدا يب يجي كلي ها ..؟؟"
:
:
أعطاها ظهره ..تأمل ثيابه المصفوفه سارحا ..
ألتفتت اليها كانت تهم بشرب العصير على مضض ..اعني يا الله انها مشتته للغايه ..
:
:
في عيناها مؤلفات قصصا غامضه و أطنان من الأسرار .. و جيدها شاهدا كما يبدو على تاريخا حزينا..
بل حتى لفته قبلا أثرا قديما باطن فخذها الأيسر ..عندما غطاه يمنع احتكاكه بها ..
أنثى الأسرار لا طاقة لي ببنات جنسك فلقد أعتزلتهم منذ زمن وحاجتي منهن كانت ابناءي الاربعه دية أبي لفقده اخوتي لا غير ..
:
:
:
:
::::::::::
::::::::::::::::::
راقبها تستغرق في نومها وقد التصقت خصلات هاربه بجبينها المحموم ..
من هذه اللحظه عرف أنه قد أقحم نفسه في الكثير من الاحداث القادمه ..الله يشهد بها أنها جميله وفاتنه للغايه حتى في بساطة مظهرها ..لكن دواخلها مجهوله بالنسبه لي تماما ..
ولن أحكم عليها أبدا ..الا بمعرفتي أجمع دواخلها وطريقة تفكيرها ..
:
:
:
::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::
تأمل الطبق الذي أمامه سارحا وقد أنصت الى مايقوله من حوله ..متناقشين في قرار قد يتخذ يصب في مصلحتهم لأكمال المشروع في اقرب وقت ممكن ..
:
:
عدل غترته وهو يرفع رأسه مدليا برأيه ....أيده من حوله ..راقب حديثهم وسرح للحظه ..ما باله ..؟؟أ يفكر بها حقا ..؟
يارجل من حقك ؟؟أنها زوجتك ...؟؟ثلاب انت لم تتفاهم يوما مع زوجه من قبل سوى شما وكانت استثناء وهل ستفرق هذه الصغيره التي تكبر بكره بسنه واحده فقط ...
:
:
بل ستكون اصعب من سابقاتها ..انه لم يشاهد طليقته ام جسار طوال ارتباطه بها بهذا الشكل ..وقد رأى كل ذاك من اول ليله يرقد بجانبها ..
:
:
وكيف اقارن هذه الجميله بأي ممن ارتبطت بهن قبلا ..
وابنة خالته زوجته الاردنيه التي لم تلبث معه سوى سنه تلك حتى بالكاد يذكرها وقد أتى أرتباطه بها عرضا ..
:
:
لكن هذه وما أدراك ما الحجازيه...؟؟ لقد شهد الرجال بالحجازيه قبلا لكن لم يصدقهم حتى لمح رقتها ذاك اليوم الذي اكتنفها في صدره يحميها من الفراق ..
:
:
أنفض اجتماعهم حول السفره في نفس الفندق الذي يقيم فيه ..
وقف متبادلا الاحاديث الجانبيه معهم ..
:
:
:
وقد استغرقه الغياب ساعتين ..
:
:
:::::::
::::::::::::::::::::
كان في يده ملف واحد لاغير ..عدل من ميلة عقاله وه يقترب من جناحه ..كان الغداء قد ترك أمام الباب ..
:
:
فتح الباب مراقبا الهدوء في المكان ..دخل الغرفه كان السرير فارغا منها ..
أقترب أكثر متأملا لونا لفته على الوساده البيضاء ..كانت بقعه دم باهته ..
رفع حاجبه جزعا وهو يقترب كان العصير الذي تركه لها أنسكب باقيه على الكومدينو وسقطت قارورته الزجاجيه على الارض ..
:
:
أتجه الى دورة المياه مسرعا ..كانت وجهها مجفيا على الارض وقد أمتد جسدها بطريقه توضح بأنها فقت وعيها ..
:
:
وقد تغير لون ضمادتها الابيض فتشرب بلون داكن مفزع ..
أتجه اليها فزعا وهو ينزع غترته ..رفعها عن الارضيه البارده ..
كانت خفيفه للغايه و ومستسلمه لضعفها تخلو ملامح وجهها من أي شعور ..
أزاح شعرها عن وجهها ..أنتشرت الهالات حول محاجرها و أبيضت شفتيها ..
:
:
جسدها ساخن للغايه ..ويتصبب عرقا ..احاط خصرها بذراعه و رفعها بخفه يقف بها أمام المغسله ..فتح صنبور المياه البارده ..غسل وجهها ..وهو يناديها مصرا ..."سلطانه ...سلطانه ..."
:
:
لايبدوا بأن مايفعله يجدي نفعا ..وقد أبتل صدره ..أنحنى محاوطا فخذيها بذراعه الاخرى ..حملها الى السرير ..وضعها ببطء ..رتب المكان حولها لترتاح ..أتجه الى الهاتف الملحق بالغرفه وهو يراقبها جزعا ...طلبهم طبيب في أسرع وقت ..وبحكم مكانة المكان الاجتماعيه المرموقه واهمية نزلائه توفر طلبه سريعا حرصا على رضاه ..
:
:
جلب غطاء رأسها من الصاله ..ستر جسدها بغطاء السرير ..وغطى شعرها ..قبل ان يفتح الباب للطبيب ..
:
:
دخل ذاك متسائلا عما تشكي منه ..جاوبه بقل علم .."فاقدا وعيا ومسخنا وجرحا ينزف ..."
:
:
فحصها ذاك ..نبهه بأن ضغطها منخفض للغايه ..وهو ما ادى لفقدها وعيها ..وردجة حرارتها مرتفه أستأذنه لرؤية الجرح ...طلب منه بأدب مهنته .."ممكن توريني الجرح ..؟؟"
:
:
تنهد وهو يقترب منها ..رفعها الى صدره ..رفع رأسه الى الطبيه الذي ازاح نظره ..غطى باقي شعرها ..شدها الى صدره بحميه لم يفهمه وهو يبعد جيب قميها الذي تلوث بدمها ..
:
:
كان الجرح ملتهب فكما يبدو بأنه لم ينظف جيدا ..فسبب لها الحمى..
اتخذ الاجراءات اللازمه ..تركها بمحلول ملحي في يدها ليرفع ضغطها للمعدل الطبيعي ..
:
:
رافقه الى باب الجناح ..عاد ليراقبها لازالت تغط في نومها العميق المتعب الذي برره ذاك له بأنها الان نائمه وقد تجاوزت الاغماء ..
:
:
راقب بقعة الدم تلوث الوساده تحت رأسها ..تذكر منظر قميصها الملوث بالدماء ..أقترب منها ..أزاح غطاء رأسها ..رتب شعرها ....كانت فتحة قميصها كبيره وتسهل عليه ما هم بفعله ..هزلت يا ثلاب ..بعد كل هذا العمر تعتني بطفله ..ومتى نزعت ملابس احداهن من قبل ..
أخرج يديها من اكمام ملابسها ..عدل الغطاء وهو يهمس لها .."كان كملتي هدومتس الله يصلحتس...."
:
:
أدخل يديه تحت الغطاء و سحب ملبسها الى الاسفل ..خرج في يده بسهوله ..
:
:
رماه في دورة المياه ..راقب المحلول الذي يكاد ينقص ..عدل الغطاء فوقها خوفا من يكشف شيئا من جسدها ...
:
:
لقد فاتته صلاة العصر وهو يعتني بها ..صلى في نفس الغرفه ..
أنه مرهق للغايه فلم يأخذ كفايته من النوم ..نزع ثوبه وهو يستلقي بجانبها ..غفى وهو يراقب خصلات شعرها تتمرد على اطراف السرير ..
:
:
:
::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::
و كأن الروح أنسلت الى جسدها عائده بعد هيام متعب دام طويلا ..
:
:
كانت تشعر براحه غريبه بعد كل ماعانته ..الا انه جسدها مرهق كأنها بذلت مجودا طويلا وعضلات بطنها تؤلمها ..
:
:
أزعجها تقل في ظاهر كفها اليسار ..كانت أبرة المحلول ..رفعت رأسها اليه وقد شارف على الانتهاء ..
فتحت الضماده وسحبت الابره بألم وهي تعض على شفتيها..أعادت الضماده ..
أستقامت في جلوسها الا انها احست بخفه غريبه وهي تراقب غطاء شعرها الذي تميزه بأطرافه المشغوله بنعومه ..
رفعت الغطاء بسرعه تغطي صدرها ..لفته حول خصرها ..ألتفتت الى مكانه ..
كان يغط في نومه بطريقه غريبه .....و كأنه مستيقض وسيفتح عينيه بأى لحظه حتى في نومه مهيب و وقور ..
:
:
نظرت الى ساعتها كان قد تبقي عن المغرب نصف ساعه ..
كيف ستقف وهذه حالتها ..جرت الملاءة ...لم تستطيع كان يستلقي فوقها ..
:
:
سحبت طرحتها ..التاى كانت خفيفه للغايه وبالكاد ستسترها ..
لمحت طرف غترته الحمراء ..وقفت مبتعده خطوتين جرتها وهي تراقبه ..
غطت جسدها ..ولازالت عينيها عليه ..يبدو مستيقضا ..حتى أنه يرفع حاجبه الايسر وكأنه ينصت الى حديث أحدهم ..
تسللت الى حقيبتها ....كان صوت سحابها في كل هذا الهدوء مزعجا ..
سحبت اول فستان قابلها ..رفعت رأسها لتعود أدراجها ..كان يراقبها بصمت ارتجفت له اطرافها هلعا ..
:
:
أخذ نفسا عميقا وهو يرفع عينيه ..وقد هوى قلبه أسفل صدره ..و أشتعل جسده لمنظرها ..مهما كان وكابر انه رجل ..
وهذه حاجة كل رجل ..و هذه الحزينه جميله للغايه وملفته ..
:
:
سمع صوت باب الحمام يغلق بهدوء ..
أستقام جالسا وأخرج هاتفه طلب رقم ذاك ..
لم يلبث حتى رفعه ..
وبعد السلام و السؤال ..
أجابه ذاك بما توصل أليه .."أبشرك قدرت أحول اوراقها لتورنتو ..لقيت بيت هناك قريب من المستشفى و شارعين عن معهد عذبى ...حددوا موعد العمليه بعد أسبوع ..الطبيب اللي كان مفروض يمسك حالتها ماخذ اجازة لانه يتعالج كيماي الله يحمينا..لكن حولها على طبيب معو في نفس القسم أشتغل معو قبل كثير .."
:
:
همس ..."زين الله يجزيك عنا بالخير ..يعني البنت بترافقا عذبى ..كم يبا يجلسن فيذاك...؟؟"
:
:
أجابه ..."حول الثمان شهور ..ان شدت عذبى حيلا ..انا بعد احتمال أنقل تورنتو معهد لندن قفل ..مو أكيد لكن لزوم هالشهاده للترقيه ..."
:
:
رفع عينه للتي خرجت تجفف شعرها ..مرتديه فستان أسود ضيق يشف انحناءات جسدها بنقوش بيضاء وصفراء كلاسيكيه..
:
:
همس لأخيه ...."يجزاك بالخير يافياض ...أبطلع قطر بعد يومين ..أنت متا تبا تاخذ البنيوات ....؟؟"
:
:
رد ذاك وقد خطط قبلا ..."الاوراق اللي وصلتني امس جهزتا بأطلع للبنيا جواز سفر كلمت سند ..وبكره بالكثير طالع ..لزوم ارحلا لكندا بدري ترتاح قبل العمليه ..."
:
:
تأملها وهي تنحني على حقيبتها تبحث عن شيء ما ..."يعني عمتا ماتقدر تقابلا قبل تأخذا ..."
:
:
رفعت رأسها وقد فهمت حديثه ...فهي تستطيع فك شيفرات حديثه فأمها كانت تسهو بلهجتها احيانا ...فتشرح لها ماتقصد ..
:
:
فالمؤنث في لهجتهم مذكر ..و كاف الملكيه للأنثى لاينطق ..
الالف تضاف كثيرا الى نهاية الكلمات ..و شيفرات كثيره تفهم من سياق الحديث ..أشنوحتس ؟؟معناها مابك؟؟
لهجتهم غريبه الا انها جميله لا يفهمها سواهم ..حتى ان الفاظ التغزل بها كثيره ..
فلا يكاد احدهم يطلب طلبا من احدهم الا وقد سبقه بدعوه أو غزل ..
:
:
أغلق هاتفه ...لم يحدثها ..بل فضل تأملها صامتا ..كانت تمشط شعرها بهدوء وقد غابت عنه للتو لتحظر حقيبة كتفها من الصاله ..
وترها تأمله الغير مفسر ..بل وصمته المهيب لا يزيد اطرافها الا ارتجافا ..
انها خجله منه فكما يبدو عندما لمحت قميصها اثناء استحمامها وقد تلوث بدماء جرحها أنه هو من جردها من ملابسها ومن غيره ..
:
:
أخرجت كحلها ..وقف وهو يراقبها ترسم عينيها بأتقان وخفه ..
لحظتها تمنى لو أنه شاعرا بقلبا جزل فلا يفوت هذا الموقف الا وقد نظم بها معلقه ..
:
:
أخذت نفسا عميقا ثم حدثته ....ترددت متسائله..."أش صار على موضوع كادي ..؟؟"
:
:
كان يتأمل انحناء خصرها ..رفع رأسه اليها ..."الحمد لله ..بيتم قريب ان شاء الله ....."
:
:
:
غزت وجهها ملامح فجأة ..."متى طيب؟؟"
:
:
مسح وجهه بتعب ...وهو يتجه الى دورة المياه ..."بعد بكره انشاء الله ..."
:
:
دمعت عينيها لا اردايا ..حزنا على ابنة اخيها التي ستبتعد عنها ....."طيب مين بيروح معاها ...أنا ...؟؟"
:
:
أخذا نفسا طويلا ويبدو بأن حديثه سيطول ..."بتروح مع عذبى وخدامتا ..وفياض حولهم مو مقصر ...."
:
:
تلعثمت بحديثها وهي ترمش تمنع سقوط دموعها كي لاتفضحها ..."ثلاب انا ما اقدر أبعد عن كادي ..."
:
:
تلعثمت مجددا ..محاوله التبرير ..."كادي ماتقدر تعيش بدوني ولاترتاح لأحد غيري ..."
:
:
رفع أحد حاجبيه ..."أنتي تعرفين بأرتباطتس بي لازم تكونين بالصوره دوم ...شلون شيخ قبيله يراعي أمور قبيلته بدون مره ...."
:
:
أرتجفت يديها ...."و امك ...هاذي مو قبيلتي حتى وانا هالشكليات ماتهمني ماعمر قبيلتي ولا قبيلتك فادتني وقت حاجتي ...انا ماراح اترك كادي ..."
:
:
همس ....مخفيا حنقه .."أفهمي يابنت الناس كان بينا اتفاق ...تراعيني ..اراعيتس واراعي بنت اخوتس ..روحا معا مافي انا رجلتس وهذا أمري ..طاعتي واجبتس ..."
:
:
مسحت دموعها ..."بس ياثلاب ..."
:
:
رفع أحد حاجبيه مسكتا اياها ..."طلابه ..يابنت طلال ..."
:
:
كان يعني بكلمته ان توقف الحديث ...أكملت مصره ..."أنا ابي اكون بجنب كادي ثلاب انت افهمني ...أنا من البدايه وكل هالارتباط ضد رغبتي .... و واضح انه ضد رغبتك بعد "
:
:
شدد على قبضة يديه ...." انا مايغصبني الا موتي يا سلطانه ....انا ماغلطت عليتس ليه الغلط ..."
:
:
رفعت حاجبيها بأستغراب ..."بس انا ماغلطت عليك قلت اننا مغصوبين ..."
:
:
أخذ نفسا عميقا ولا زالت ملامح حنقه تعلو محياه ..."طلابه ياسطانه ..."
:
:
أقتربت منه ..."لا ياثلاب ابي اتكلم لازم نوضح كل مواقفنا من بعض ...احنا خلاص ارتبطنا ببعض ...مر يومين وانت متجاهلني معليش عايدي ...كل هالارتباط غريب علينا وضد راغباتنا وحنا اغراب ..بس نتقرب نتكلم نفهم بعض ..وواضح انه ما اهمك ليه ماتخليني اروح مع بنت اخوي ..."
:
:
همس حانقا بين اسنانه ..."سلطانه ان قلت لتس قبل عن حاجتي ورغبتي ..."
:
:
أقتربت من السرير غاضبه فهي بالكاد تفهمه ...رفعت الاغطيه بعنف ..والوسادات الزائده ..همت بالاستلقاء ..."هاذي رغبتك هاذي حاجتك ...خذها اطلبها ..هذا اللي تبيه ..أنا مو فاهمتك انت نافر مني ومانعني من بنت اخوي مافي سبب يبقيني عندك ...."
:
:
كان يراقبها بصمت وقد اشتعل منها غضبا ...ليست سهله ابدا ..
اضطرب صدرها ..وهي تراقبه لاهثه من مجودها ...هزت رأسها بالايجاب ..."هاذي رغبتك ..."قالتها وهي تسدل كم فستانها ..
:
:
مد يده اليها ...جرها بقوه مخرجها من السرير ..تألمت لفعله وهي تقف أمامه ..."هالشئ أخر همي ....انا شيخ قبيله افهميني قبيله ..قبيلتي من العراق للأردن ..لازم يكون ظهري مره ...فهمتيا للحين ..أمي ..أمي مو مرتي ...شما الله يرحما كانت قايما بالواجب ولا قالت قبيلتي ولا قبيلتك ..شافت اللي تسويه مساعدا لخلق الله ..."
:
:
أنهمرت دموعها ..."ثلاب الله يخليك ..اعفيني ..انا كل همي بنت اخوي ...شما الله يرحمها كانت هاذي شخصيتها انا ما اقدر ...والله ما اعرف ..انا حتى اقارب ماعندي ماعرف أي من اللي تطلبه ويطلبونه مني ...صدقني حتى لو بذلت كل جهدي بقصر "
:
:
هز رأسه لها بالنفي مصرا ...."بتتعلمين ....وعساني اراعيتس عدتي اللي عدتيه ...لابغيتتس جيتس وانتي طيبه ..سامعه ..."
:
:
خجلت حقا لتصرفها الا انه فعله مادفعها لهذا ..مسحت دموعها وهي تراقبه يبتعد عنها ...ألتفت اليها فجأه ...محذرها ..."سلطانه ماحد مننا مغصوب سامعا ....لكن انا أجهلتس استحمليني ...ماراح اخذ عليتس بدري...أستحمليني ...."
:
:
هزت رأسها بالايجاب وهي ترتب هندامها ..تأملها للحظه .."تبين تشوفينا قبل تسافر ....؟؟"
:
:
أخذت نفسا عميقا ..وهي تمسح دموعها .."الله يخليك ..."
:
:
مسح وجهه بكفه بتعب ..."أحاول اخلص بدري اليوم ..."
:
:
كان احتكاكها به متعبا ولا يتنبأ أبدا بردة فعله فيبدوا بأنه معتزا بنفسه للغايه فلا يرضى لأحدهم بتأويل تصرفه او الحديث بشعوره ..
صلت مافتها من فروض ..جلست في الصاله ..
كانت هناك قهوه عربيه لم تقومها على الطاولة..تناولت قطعه من الشوكولاته معها ..
ويبدوا بأنه أطال الغياب في الغرفه ..خرج مرتديا ثوبا أسود وغتره بيضاء ويحمل في يده أيباد وملف رمادي ..
:
:
العقال وميلته به عزة وهيبه غريبه ..جلس بجانبها فغرقت برائحة عودته القويه ..
رفع هاتفه الذي لايفارق يده ..كان يحدث أحدهم ويتأمل قربها منه ..
من باب أدبها مدته بفنجال قهوه ...همس لها "تسلمين ..."
:
:
أبتسم للحظه وهو ينصت للطرف الآخر .."كبرنا على هالكلام يا ابو رغد ..مرتي يمي بس..."
:
:
أنصت للحظه رد بجديه .."الله يبارك بك ويرحما ويرحم موتى المسلمين ...."
:
:
لقد ذكرها بأريحيه أمام من يحدثه ولم يستصعب وفاة شما القريبه ..
لم يجعل منها سرا يعلنه لاحقا ..انها حقا تائهه ..تصرفاته تناقض اقواله ..
:
:
يطالبها حقوقا تعجز عن تلبيتها لصعوبتها وهو بالكاد يدثها ..وما قصده ذاك اليوم عندما قال لي أنه يأخذ مايريده برضاي ..أكان ياترى يقصد ماحصل مع نايف ..؟؟
:
:
قطع تفكيرها السارح بصوته الرجولي الفخم ..."أن شاء الله اليوم الليل الساعه 1 طيارتنا نرد سكاكا ...زهبي عمرتس ..."قالها وهو يقف متجها الى الباب ..
:
:
أبتسمت له وهي تهمس "شكرا .."
:
:
لم يلقي لها بالا وهو يختفي خارجما من المكان هذه نقطه تحتسب له وفي صفه ..لقد أرضى مطالبها ولبى رغبتها في رؤية أبنة اخيها على الرغم من ذكر اهمية ذهابه الى قطر كثيرا في محادثاته التي لا تتوقف ..
:
:
:
انها في مزاج يسمح لها بالاكل ...وجائعه للغايه ..
:
لم يلبث ماطلبته حتى وصل سريعا .... عند رؤيتها الطعام تذكرت كم لبثت بدون أكل كم هي حمقاء عندما يتعكر مزاجها تفقد القدرة على استقبال أي شيء ...
:
:
ومن بعدها
حزمت حقيبتها المتواضعه ..جلست في الغرفه بعد أن صلت العشاء ..
وهي تتأمل المكان حولها واغراضه الكثير التي تزحم الغرفه بطابع رجولته ..
أ تحزمها له ...؟؟وما أدراها بما يرضيه .....لا لتحزمها امتنانا لقبوله الذهاب لرؤية كادي ...لأعتبرها مبادرة مصالحه مني .....لكنني لم أغلط ماهذا الظلم ...
لا سلطانه لتحوري هذه العلاقه لصالحك من الواضح انك ستعلقين معه عمرا ..افعلي تماما مافعلته مع نايف ..وقد كان اسوأ رجل ممكن ان ترتبط به امرأه شكاك وانهزامي ولم تبخلي عليه بحقوقه ...
لاتكوني هكذا ..
:
:
:
:
وصلت هاتفها المتواضع الذي فرغت بطاريته منذ ان اتت من المدينه بالشاحن..
ومن ثم همت بترتيب اغراضه ..
رتبت اوراقه التي ابقاها أسفل الطاوله ..وضعتها في ملف فارغ بجانبها..
رتبت ملابسه في حقيبة سوداء فارغه نسبيا تركها داخل الخزانه ..
كان هناك ملف ورقي ..سقط منها فأنتثرت أوراقه أعادت ترتيبها مسرعه ألا أن هناك ورقه لفتتها ..
كانت هويته ...مكان الولاده عمان ..ولد في الاردن كما يبدو مواليد 1970 ميلادي ..
شدها تاريخ ميلاده ..أنها يكبرها بـسبعة عشر سنه ..
هذا رقم كبير جدا عليها ..يصعب عليها أستيعابه فالفرق بينها وبين نايف كان سنتين فقط وكان يحدث صدى كبيرا في التفاهم بينهما ...تسعة عشر سنه ..الطف بي ياربي ..
وكيف سأقفز كل هذه السنوات لأتفاهم معه ..وموقف واحد عارض بين لي كم هو هجومي وصعب المراس..
و كيف سيتفهمني وكل هذه السنين تقف حائلا بيننا ..
أن كان أكبر أبناءه كما عرفت من شما أنا أكبر منه بسنه واحده فقط ..مما يعني بأنه رزق بخلفته وهو بالعشرين ...رباه أنه بدوي تقليدي للغايه ..
:
:
أعادت ترتيب الملف ..وبقية أغراضه وهي تفكر بوضعهما الغريب ..
في زواج تقليدي سيكون هذا الوضع وفرق العمر صعبا للغايه الا في حالة رضا أهل الفتاه ..
لكن وضعهما أستثنائي أليس كذلك..؟؟"
:
:
بعدما انهت ترتيبها ..توجهت الى الواجهه الزجاجيه الضخمه ..راقبت حركة الطواف حول الكعبه ..
هذا ظلم حقا ..بعد اربعه سنوات اعود لمكه ..وبي شوق كبير لها ..و اراقبها من هنا عاجزه ..
:
:
هل أطلب منه النزول ..؟؟سأطلب وعسى الا يزعجه هذا .
:
سمعت صوت الباب يفتح ..أتجهت أليه ..
دخل وهو منشغل في شاشة هاتفه ..
رفع عينيه كانت تقف أمامه تنكش أحد اظفارها ..وقد جمعت كفيها تفرغ توترها ووقوفها أمامه ..
وضع الايباد و الاوراق والملف على الطاوله بجانبه ..
همس لها .."لزوم ننزل لجده اللحين ..على مانوصل المطار ..."
:
:
هزت رأسها له بالايجاب ..دخل الغرفه لحقته ..راقب اغراضه المرتبه في منتصف الغرفه ...ألتفت كانت تقف خلفه ...
رفعت خصلاتها عن محياها بأطراف أناملها ..لها شعر أسود ثقيل و بتموجات أقرب الى ان يكون غجريا ..
:
:
أبتسمت له وهي تعض طرف شفتها السفليه خوفا من رده ..."ثلاب معليش انزل الحرم شويا ..."
:
:
تأملها صامتها وهو يهز رأسه بالايجاب ..أبتسمت وهي تتجه الى عبائتها ..."شكرا ..."
:
:
جلس على احد الكراسي في الغرفه ..و لازالت عينيه معلقه بشاشة هاتفه ...
بعدما انهت لبس عبائتها ..أمسكت نقابها في يدها ...سألته متردده ..."تنزل معاي ....؟؟"
:
:
رفع عينيه لها ..تأمل طولها الذي تفضحه عبائتها ..هز رأسه بالنفي ..."لاء مانيب بس انتبهي لعمرتس ..."
:
:
هزت رأسها بالايجاب ..."أنشاء الله ..قالتها وهي تتجه الى الباب ...كيف ستستدل طريق الخروج ...أخذت بطاقه أحتياطيه للغرفه وضعت في جراب بجانب الباب ..
وضعتها في حقيبتها وهي تنظر خلفها ..سمعت صوته محدثا أحدهم ويبدوا أن في الموضوع رحله قريبه الى العراق ..
:
:
فتحت الباب ..راقبت الممر الضخم الواسع بفخامته الكلاسيكيه يعم السكون على اجواءه ..
:
:
مشت حتى اختفى باب الجناح عن نظرها ..وصلت الى صف المصاعد ...طلبت احدهم والذي بجانبه ..وقفت بينهما ..العراق ..ومن يفكر في الذهاب للعراق في ظل الاجواء التي تسودها ..
لكن صديقتي العراقيه قالت لي بأن الوضع أصبح مطمئن نسبيا هناك ..
فُتح المصعد فدلفت اليه ....وماخصني انا ان شاء الله يذهب الى كابل ...
لكن يبدو بأنه مشغول للغايه ..انه بالكاد ينام ..مالذي يفعله ..
وماهذه الارقام والمخططات الممله التي يحدق اليها طوال الوقت ..
وصلت الى البهو بعد رحله طويله في المصعد لضخامة المكان ..وحتى تاهت لتستدل طريقها مره اخرى ..
:
:
تاهت ايضا في البهو الضم لتستدل على البوابات التي تطل على ساحات الحرم ....
لم يلزمها سوى خطوات لتكون داخل الحرم ..وكم تعشق الحرم فأيام حياة ابيها وعبد الرحمن لم تقطعه وحفظته عن ظهر قلب ..
أرتجف قلبها عن دخولها صحن الحرم وقد بدت لها الكعبه سوداء كبيره ولامعه ..دمعت عينيها وهي تبتسم لها ..
تمنت لو بأمكانها الطواف لو لم يستعجلها ذاك ..
صلت في مكانها بالقرب منها ..ومن ثم دعت ربها كثيرا ان يسهل عليها امور حياتها الجديده ويسخر عباده لكادي فلا يضرها احدهم و يتم علاجها على خير ان شاء الله ..
:
:
:
شربت من برادات المياه المصفوفه قريبا من مكان خروجها من ماء زمزم ...أخذت نفسا عميقا وهي تعود أدراجها ..
:
:
وتاهت مجددا للوصول الى غرفتها الى انها لمحته في البهو ..يرفع هاتفه وهو يراقب المكان بعينا صقر ..رن هاتفها ولازالت تراقبه سارحه بطول هامته وتميز هندامه ..
..
ألتفتت الى ماكن الرنين وهي تقترب منه ....لم يحدثها فقط اشار لها بعينيه لتتبعه ..
تبعته كانت قريبه منه للغايه التصقت في كتفه وهي تبتعد عن الداخلين ..فتح لها باب السياره التي أتت بها من المدينه ركبت خلف السائق ..
بعدها بوهلة ركب هو ...أخرج حاسبه المحمول وهو يأمر السائق ..."خذ لنا قهوه يا حامد ..."
:
:
همس ذاك له ..."تامر ..."
:
:
لا يطيق ان يعيش دقيقه فارغا...وزع نظراته بين هاتفه و حاسبه ..
رفع هاتفه ليحدث أحدهم ...كانت نبرته مخيفه ..راقبته بجزع وهو يهدد عن غلط ما لاحظه في ماتعرضه شاشة حاسبه ..
:
:
توقف ذاك ..صامتا لم يترجل من السياره وهو ينتظر ذاك ينيه محادثته الناريه ...تغيرت ملامح في لحظه وهو يلتفت اليها ...وتغيرت نبرة صوته ...وهو يشير على لوحة المقهى بعنيه .."تبين شيء ..."
:
:
هزت رأسها بالنفي ..طلب من سائقه ..."أثنين مثل دايم ياحامد ..."
:
:
ثم عاد الى محادثه أخر مانطق به ابتسمت له فهي تحفظ هذه الدعوه ...يبدو بأنه غاضبا للغايه ..."أقهرك بالله عساني ما القاك لا اسطرك..يالارفل...أنهج"
اسطرك=انهال عليك ضربا
..يالارفل=كسول
:
صمت للحظه .."زاد أشنوحك؟؟"= اذا ما بالك ؟؟
:
:
انهى حديثه ..."طلابه ..أنهج ..أنهج ..عساني اعزيبك ..؟؟"=يكفي اذهب عسى ان احضر عزاك قريبا
:
أغلق هاتفه وهو يرميه بجانبه بغضب..
:
:
..ألتفت لهمس ضحكتها المكتومه ..
أبتسم لها ..يبدو بأنها فهمته ...اعاد نظره لشاشة حاسبه ..
ناوله سائقه الذي ركب للتو بطلبه ..
أصر عليها وهو يمدها بكوب بعلامة المقهى المعروفه ..أخذتها منه على استحياء .. فهي لاتشرب سوى القهوه العربيه..وهل من ذاق القهوه العربيه ..يرضى بغيرها ..لله درها عشق البدوي و خليلة مزاجه ..
:
:
:
شربت رشفه منها ..أعجبتها كانت مره وقويه ..
أنهتها دون شعور وهي تتأمل انعاكسه وضوء حاسبه على زجاج نافذتها ..
:
:
بعد وصولهم للمطار لم يلبثون طويلا حتى استقلوا رحلتهم ..
لم تكن مزدحمه ..حينها فقط سمح ذاك لنفسه بالاسترخاء من التدقيق في شاشة حاسبه ..وأخرج ملف اوراق ..انغمس في مراجعته ..
ما أستغربته ولاحظته هذه اليومان منه ..يجيد التحدث بلغتين ..يتقن عمله الxxxxي والتجاري للغايه ..كيف يكون كل هذا في شيخ قبيله بدويه ..المفترض ان يكون كل همه نزاعات قبيلته وتكثير النسل ومنقيات حمر النعم ..
:
:
:
الا انه يسعى بطريقه غريبه على اثبات نفسه كرجل اعمال بعيدا عن مرتبته القبليه ..
:
:
تشعر براحه غريبه وهي متججه لرؤية كادي ..فبعد ماصدمها به بأنها لن ترافقها ..يبدو اللقاء هذا نعيما حتى وان كان الوقت فيه شحيحا ..
:
:
ألتفتت اليه ..كان يدلك محاجر عينيه بتعب ..ليس جميلا ابدا الا انه وسيم برجوليه فاتنه للغايه ..وكل هذه السيطره والهيبه التي يفرضها ..
وجوده يحشر المكان دوما ..من الموقف القليله التي جمعتها به ..كان اجمع من يمر بهم يلتفتون اليه ..
حضوره طاغي ومترف وبدوي وشمالي حتى السكره ..
:
:
لم تتذكر أنها في يوم احتكت برجل مثله ..
:
:
داهم النوم مقلتيها وهي تراقبه ..السؤال الجديد الذي داهم حياتها ........الشيخ ثلاب؟؟
:
:
:

لامارا 12-04-18 05:30 AM

الجزء الحادي عشر ..
:
:
"ملاذ أحدهم.."
:
:
:
:
صباح ذاك اليوم ..كانت الشمس مشرقه والجو صحو ..
أصرت عذبى لمرافقتها الى غرفة عمتها الجديده ...
كانت الغرفه فخمه وضخمه كما يتوقع ..
فلا يليق بهذا القصر غرفه متواضعه أبدا ..
فتحت لها خزانه جداريه ضخمه .
والحماس يغطي محياها ....وكمن كشف ستار عن منحوته فاتنه او عن لوحة مكتمله ..."تنااااااا ....اش رايتس ..."
:
:
تألمت الخزانه الغارقه بقطع الملابس ....أستغربت ..."أش ذا ...؟؟"
:
:
أبتسمت لها ..."هدية زواج سلطانه مني ومنتس ...أشركتس معي بالجريمه اللذيذه..."
:
:
أبتسمت لها على مضض ...."حلو ..الله يسعدك ..."أفضت بما يقلقها ..."عمه سلطانه وحشتني يارب انها طيبه ..."
:
:
أبتسمت لها ,,,"أكيد طيبه يابعدي حيي ..بعدها عروس ..بوه عروس ماهي طيبه ياكفا البلا ..."
:
:
أكملت وهي تقطع شوطا للتسريحه ..."اصبري بعدا الجريمه ماقضت ...راعي .."
قالتها وهي تشير على المكياج والعطور المصفوفه على التسريحه ..
:
:
أبتسمت كادي فهي تعرف عمتها جيدا رسميه و كل هذا لايهمها ...بالرغم ان ذوقها جميل ولديها امكانيه لفعل أي شيء فهي من كانت تتكفل بزينة بنات الجيران في المناسبات ..
الا ان الحياه اثنتها عن الاهتمام بكل هذا ..
أكملت عذبى بحماس ..."وعمتي شرت لا ذهب أطقمن غاااليه تفتح النفس ...هاذي هدايانا مابعد جت هدايا ثلاب ..ممكن فلا ممكن سيارتين ممكن عماره ممكن منقيه ممكن فرس ماتدرين ...؟؟"
:
:
غضنت جبينها بأستغراب ..."وعمه سلطانه اش تبغا بمنقيه ..."
:
:
أبتسمت لها ..."ياحليلتس والله متواضعه ...وللحين ماجت هدايا القبيله ..وفي اغلى من حمر النعم على قلب البدوي يهديا لمرتو ...الناقه الوحده بخمس ملايين ..."
:
:
غضنت جبينها بغضب ..."خمسه ملايين وهي حيوان اخرس والضعوف يموتوا في كل مكان ..."
:
:
لم تتمالك نفسها من الضحك ..."لا احد يسمعتس ...الافكار هنا يا كادي غير عن الحجاز ..حتى وان كنتوا بدو بس هنا غير ..بدواتهم عزتهم ..كرمهم و نياقهم و قصايدهم وشبة النار مبلغ احلامهم ..ناس طيبه وبسيطه و اهل فزعه وهم صاحبو همو مستعد يضحي بروحو و لا يشوف بصاحبو ضيم..."
:
:
:
أبتسمت لها كادي ..."ياروحي ندري الشمال ارض حاتم الطائي ..وكرمهم مضرب مثل ..لكن انا ما اتكلم عنهم بس اتكلم عن الكل من ملاك الابل ...الاسعار اللي يحطونها مبالغ فيها .."
:
:
:
أخذت نفسا عميقا ..وهي تتجه للخروج من الغرفه ..."وانتي اش عليتس منهم ....يسومونا باللي يريحهم ...تعالي خلينا نتقهوى ونفل حجاجنا..."
:
:
حذرتها كادي..."عذبى اوكي جدتي شماليه بس ما افهم كل حكيك .."
:
:
ضحكت وهي تشير على مكان يبدوا بأنه الجزء الداخلي من واجهة المنزل النافره الزجاجيه ..حيث ان سقفها مائل وزجاجي بالكامل ..
"تعالي نجلس نتشمس فيذا لا طلعنا نتشمس برى بنموت من البرد..."
:
:
حركت عجلات كرسيها حتى المكان الذي دلتها عليه ..كان هاديا ومنعزلا ..
ويوفر خصوصيه بأريكه كلاسيكيه وطاولة زجاجيه ونبته عملاقه في الركن ...كان هناك جدار يقطع أمتداد السقف الزجاجي وبه باب يكاد يرى لانه مغطى بنفس ورق الجدران المشجر ..
مقبضه الذهبى فقط ما يميزه ..
لم تشأ ان تسأل رغم انه اثار فضولها فخلف اصغر الابواب تخلد اعظم الاسرار منتظره من يقضها ..
بحكم نزاهتها لو فُتح هذا الباب سيكون الماكن زجاجي بالكامل ..لان أسفل هذا المكان في الصالون جدرين مائله تلتقي في واجهه وكلها زجاجيه بالكامل حتى السقف ..
:
:
:
مدتها عذبى بفنجال قهوه قد وضعتها الخادمه للتو على الطاوله ..
أخذته منها مبتسمه وهي ترتب مقدمه شعرها الكثيف ,,عدلت من فرد شالها الحريري الابيض على فتحه صدرها الكبيره ..
أبتسمت وهي تراقبها تمارس جمالها ..كانت رنات بناجرها الرقيقه المصفوفه حول معصمها خافته وملفته ..
:
:
:
"عمري ماتوقعت بوه بدويا ذا شكلا ولونا .."
:
:
أبتسمت لها وهي تخرج كتابها من جراب كرسيها المتحرك ..."عرق شانديقار طغى على عرق البداوه ...."
:
:
أنها جميله وهادئه للغايه وبعقل راجح ومتزن ...
لاتحبذ كثرة الكلام وتفسير المظاهر ..تعشق الغرق في كتبها ..ورسم الزخارف حول كلماتها المفضله..
:
:
:
فتحت هيا بدورها هاتفها تقلب في رسائل ايميلها الاخيره من المعهد التي تنوي الدراسه به ..
:
:
أوقفت تلك القراءه وهي تتأمل السقف الزجاجي ..
همست بتساؤل ..."عذبى ..؟؟"
:
:
رفعت رأسها ..."ياروحها ..."
:
أبتسمت لها ..."تسلمي لي روحك ..."أكملت تغرق في تساؤلها ..."أمس الحرمه اللي جات افطرت عند ام ثلاب قالت لها وهي تعزيها في عمة شما الله يرحمها عقبال ما نعزيك في الغالين و ام ثلاب قالت امين وقعدت تدعي ...أستغربت ممكن اختلاف لهجات بس مو لهدرجه ..."
:
:
أبتسمت تلك لها ..."لايسمعتس احد تنادينا ام ثلاب أسما ام عياد ...والقصه طويلا يبي لى جلسا .."
:
:
أبتسمت لها ..."مو جالسين اهوه ..."
:
:
راقبت تلك المكان حولها ....وادلت بدولها ..."حبيبتي الشيخ معتاد كان عندو خمس أولاد عياد وكساب و ظافر وثلاب وفياض ..اخواتو متزوجات شيوخ من العراق واخوات عمتي ام عياد متزوجات شيوخ من الاردن ...يعني العلاقات وطيده ...بيوم كان عمر عياد 24 وكساب 23 وظافر 21 ..و ثلاب 19 و فياض 12 ...يعني قبل خمس وعشرين سنه ...راحو الثلاث الكبار يعيدون عند ولد عمتهم صاري و ثلاب و فياض راحو مع امهم الاردن ...صاري تزوج بنت عمة ولد عشيرة ثانيه من قبيلته ...و الولد ذا اسمه علي وهو وحيد ابوه وابوه وحيد جده ..والشيخه اكيد له ..لكن صارت عداوه بينه وبين صاري بعد ما اخذ بنت عمته اللي يحبها وصار بينهم اشتباك على ارض ومن هالكلام وهم اصلا اعداء...وبس بيوم ا كانوا في رحلة قنص ..وهم يصلون المغرب يوم عرفه عام 1410 فرغ فيهم علي مشط رشاش ..وماتوا كلهم من لحظتها ...و قب الثار بينهم ..الدنيا قامت ماقعدت قتل ثلاث شيوخ من قبيله سعوديه ..لكن وضعو كان في صالحو لو قاموا عليه القصاص عشيرتو بينتهي فيا مشيخة ابوا وجدا و اجدادهم قبل ....و قالوا ماناخذ ثارنا الا لا خلف علي ولد ..حينها يانتنازل يا ديه يا قصاص ..و شهدوا بالهكلام كل شيوخ القبايل المتصله ببعض من العراق لشمال السعوديه للأردن ...ومن حسرة الشيخ معتاد زوج ثلاب من حينها وقاله خلف لي شيوخ ..ومدت السنين و علي ماخلف ولد و ابتدأت حرب الخليج وبرد الثار ..لكن الوحيده اللي مانسيتو و عيت تاخذ عزى في عيالها هي عمتي ام عياد ..ومو هذا اكثر واحد السالفه تاكل وتشرب معاه واللحين هي بيدو هو جسار ..ولد ثلاب الكبير لان جدته زرعت انقاما وحقدا في صدرو ....ثلاب للأن ماتكلم في الموضوع واحترم كلمة ابوا انو لوقت خلفة علي بولد ينوخذ القرار ..لكن جسار متأبط لهم الشر على قولتهم ..بس لو عفى ابوا وتنازل ماله أي رأي او كلمه ...رغم ان ابوا وجدتو دوم ياخذون بكلمتو ...وبيني وبينتس جسار هذا احسن قرار كان بعدو للرياض بدوي جلف شري ان ولعها ماحد يطفيها تماما نفس عمو عياد وعمو كساب الله يرحمهم لانو تربية جدتو ..والكل يقول جسار تنازل عن الشيخه لكن لا ابوا هو اللي نفاه منها ...لانه يعرف ولدو لو مسكا لا هو متفهم ولا هو راحم ...واللحين تروه استفهام لكل القبيله ولا احد يدري عنو شيء لكن شما الله يرحما زوجتو ومحد يدري سواها وابوا وجدتوا وانا دريت عارض وقالت شما يمكن ينشغل ببيتو ودراستو عن حقدو و اللي بقلبو ..واللحين عندو بنت عمرا 3 سنين ولا احد يدري عنو ولا يتواصل معو الا جدتو وابوا ....وترى ابوا هو عشقو ونقطة ضعفو ..لكن ليه نفاه هاذي قصه محد يدري عنا ..."
:
:
:
نظرت حولها ومن ثم أقتربت منها ..."أقولا لتس صريحه ...جسار حاول يقتل علي ...وهذا اللي قهر ثلاب ..وماقدر يسوي بوه شيء لانو بكرو الا انو حرمو من اجتماعات القبيله ومن الشيخه ...وقصص هالبيت كثيره وتخوف لا تتعمقين فيها ..."
:
:
:
أتسعت حدقتيها بمفاجأة مما سمعته وكأنه قصة مسلسل بدوي قديم ..يعرض بملحميه على القناة الاولى بعد كل صلاة مغرب ..
وكأنها قصة حرب قديمه شبت بين قبائل الجزيره العربيه ايام الجاهلية الاولى ..وكأنها حروب ماقبل توحيد المملكه ..
الحروب البارده الانتقاميه التي لاتمثل سوى حكمة أطرافها المتصارعين ...
غضنت جبينها ...."طيب وكيف ثلاب دري انه جسار سوى كذا ؟؟..وعلي ماصار له شيء..؟؟"
:
:
هزت رأسها بالنفي ..."علمي علمتس لكن ثلاب ما تنقال كلمه وسط قبيلتو ولا يجد جديد الا وهو عندو قبل أهل الشأن ...لكن جسار وقتا كان حاقد انو الموضوع أنسى و جدتو كل يوم تعيش بحرقتا و حب ينهي الموضوع .."
:
:
:
رفعت أحد حاجبيها مستغربه ...."كيف يجيه قلب ينهي حياة انسان مهما كان اللي سواه ..."
:
:
هزت كتفيها بعدم درايه ..."تربية جدتو ..."
:
:
لازالت لم تقتنع ..."طيب وليه ماحد يدري انه تزوج واستقر ...؟؟"
:
:
أبتسمت لها ..."ياعمري هالولد كلو أستفهام للقبيله والبعض عمرو ماشاف خلقتو ...وان درو بيسألون ليه زوجوا ابوا بدون حفل وهو شيخ وش ناقصوا ...؟؟أشنوحو...؟؟و ينبشون ..وتطلع سواتو ...وقبل كثير جسار وقفاتو مع قبيلتو بها شر ...وما يسعى للصلح مثل ابوا واخو عياد .."
:
:
:
غضنت جبينها ولازالت حتى الأن حقا لم تفهم أو تستوعب مايقال ..."طيب عمتي شما طول هالمده كانت تقول عنه حنين وطيب ومافي منه ..."
:
:
أبتسمت لها وللذكرى ..."شما لايمكن بيوم تمس ثلاب او او اولادو بهرجه شينه ...وشما هذا اللي تشوفا في جسار ..وجسار شما جنتو يعشقها تسنها امو ..."
:
:
هزت كتفيها بأستغراب ..."طيب وبنته مو معقوله مايجيبها لأهله أو يخليها في الصورة ..."
:
:
رفعت حاجبيها ..."دوم يتعذرون بصعوبة دراستو ..لكن صحيح بنتو ماحد يعرفا ولا شافا بيوم غير ثلاب ..وجسار تسنو نافر عن هالبيت مايجي يمنا دوم ..لكن بعزا شما جا يوم واحد بس ونهج ..."
:
:
مسحت وجهها بكفها ..."والله شيء غريب ويحير وترى جسار مظلوم ..وبنته مظلومه وزوجته كمان مظلومه ..."
:
:
أبتسمت عذبى بشماته ..."أحيان اللي يزرعونا اهلنا بقلوبنا يعذبنا ..لو جسار تربى مثلو مثل اخوانو وش نقصوا ؟؟..."
:
:
نظرت كادي لفنجال قهوتها الفارغ ..."أهلنا ضنوا أنهم يحمونا بأفكارهم ..لكن بعض افكار اهلنا جميله وتربطنا فيهم لازم نحافظ عليها ..لكن الانتقام في قلب جسار على اعمام ماعرفهم ...ما هو الا امتداد لأنتقام جدته ...صح؟؟"
:
:
أخذت عذبى نفسا عميقا وهي سعيده بوجود أحدهم لتناقشه أخيرا بهذا المنزل ...فهي احيانا لاترى فياض في السنه سوى ثلاث مرات وهذا شيء لا يعقل ولا يصدق ...لايهم فهو أسم ارتبطت به و كان ..
"صحيح ياكادي كلامتس ..جسار مظلوم وهذا اللي شافتوا شما وثلاب ما ابعدوا عن جدتو من هين ...."
:
:
أبتسمت بفضول ..."ودي اشوف مرتو ...هو وسيم ماشاء الله ويعطي اكبر من عمرو دايم ...شما خطبتا لو من مستشفى كانت تراجع فيا بالرياض ..وهذا اللي اعرفوا ...لكنهم متكتمين على الموضوع لو بسأل بيسفوهنن اكيد ..."
:
:
:
ضحكت كادي ..."وانتي مالك ومالها عسى ربي يكون في عونها وتخرج الحقد من قلبه ..."
:
:
تثاءبت عذبى بكسل ..."دستور يابعد حيي النوم وكبس ..."
:
:
راقبتها تقف مبتسمه ..."معذوره ياعمري انتي روحي ارتاحي ...أنا بأجلس هنا شويا أتقهوى وبعدين أروح أكمل نومي ..."
:
:
ربتت على كتفها وهي تتجاوزها ..."خذي راحتس ياعمري البيت مابوه ولا رجل ..اصلا محد يطب فيذا الا فياض وثلاب وكلهم هاجين ...وان كانوا في .... مرو من بعيد وهالمكان مايكشف أحد ..."
:
:
:
أبتسمت لها ..."بس بجد المكان هنا هاديء وجميل وانا طفشت من الغرفه وأثاثها الضخم ...هنا بسيط مرا ..."
:
:
أبتسمت لها بصدق ..."والله مبسوطه انتس بتروحين معاي تورنتو ...بنعيش ايام جميله هناك ان شاء الله ..."
:
:
حزنت ملامح تلك ...."يصعب على أترك عمتي ..وللأن مو عارفه اتواصل معاها عشان اعرف رأيها ..."
:
:
أبتسمت عذبى لها تؤازرها ..."ان شاء الله تقابلينها قريب وطول ماهي اسمها ارتبط بثلاب لايمكن تقدر تفراقه يوم ..وضعها ومكانها في المجتمع تغير بيوم وليله ..."
:
:
أكملت ضاحكه تغير سير الحديث ..."عاد ياني توصيت باللي شريتوا لها ..,,,مرة شيييخ ..وهي ماشاء الله طولها وجيدها يلبق عليه أي شيء .."
:
:
غضنت كادي جبينها تتذكر ..."دحين فهمت ليش كنتي تقيسي جزمتها ..وكنزتها ...ياعذبى يامصيبه ..وبعدين كيف قضيتي كل هدا في الوقت الموجز دا ..."
:
:
ضحكت ..."شفتي كيف اجيبا وهي طايرا ياعين ابوي اللحين التاجرات ماخلو شيء صعب وانا عذبى مرة الشيخ فياض مافي شيء يصعب علي ..."
:
:
كانت ستهم بالرحيل الا انها عادت ..."حجازيتتس مو مثل حجازية سلطانه انتي تاكلين الذا والثاء ..بدويا ايه لكن بعض كلامتس غريب ..."
:
:
رفعت كادي حاجبها بأعتزاز ...مردده جمله سكان مكه الاصليين في تأكيد أنتماءهم لشعابها ..."مكه حقنا ..."
:
:
ضحكت عذبى لجمال لهجتها ..."يابعدي حيي يامكه واهلا وطاريا وكل ربعا ..."
:
:
راقبت عذبى تغيب عنها متجهه الى غرفتها ..سكبت لها فنجال قهوه ..أعادت نظرها الى كتابها وهي ترتشف من قهوتها بهدوء ..تعبت عينيها من كثرة المطالعه ..رفعتها ليلفتها لمعان معدني متأثرا بأنعكاس اشعة الشمس ..
حركت كرسيها مقتربه لم يبين لها بعد ماهو ..كان يبدي من أسفل فراغات اناء النبته الجصي العملاق ..
:
:
:
أقتربت اكثر ..عدلت وضعها في كرسيها وهي تعطي مسند يديها ظهرها ثبتت عجلاته ..وأنحنت لتلقطه بصعوبه ...
كان مفتاحا ذهبيا مهجور هنا كما يبدو ..شكله كلاسيكي وبسيط لايبدو كبقية مفاتيح الابواب في الطابق ..
:
:
كانت بأقترابها قد التصقت رجليها بالباب أمامها ..قلبت المفتاح في يدها وهي تتأمل مقبض الباب ..سيرها فضولها ..وبالفعل كان مفتاح الباب الخفي الذي أمامها ..
:
:
أرتجف شيئا في قلبها وهي تديره لتفتحه ..وكأن ما خلف الباب المغلق سعد لوجود مؤنسا له ..وبصرير مكتوم فٌتح الباب مكملا طريقه وحده ..وكأنه يرحب بها بغموض....
:
:
أشعت عينيها وهي تراقب ما افصح عنه الباب وكان أجمل الأسرار ..
:
:
دلفت الى الداخل وهي تراقب الممر الهادئ خلفها أغلقت الباب ..ثبتت عجلات كرسيها ..أنسلت منه كما تفعل بأعتياد وغرقت فيما حولها ..
:
:
كان الجدار الذي يوجد به الباب هو الجدار الوحيد العازل ..وقد ثبتت به ارفف حتى السقف تغص بالكتب والمؤلفات المختلفه ...
:
:
بينما الجدران الثلاثه المتبقيه زجاجيه من بدايتها حتى نهايتها والسقف ايضا كان عباره عن قبه برسمه فسيفساء زجاجيه تنعكس الوانها الهادئة على انحاء الغرفه الضيقه ابعادها الواسع مداها ..
وقد أطلت على مسطحات ملكية الشيخ ثلاب الخضراء وكشفت أسطبل خيوله من هنا ..
:
:
وكأنها تعوم بين السماء و الخضره ..لم تكن الغرفه تحوي على أضاءه ...بينما غطى ارضيتها صفوفا من الكتب ..
ومشغل صوتي في طرفها بجانب الباب ..ووساده اندلسيه بسيطه في وسطها ..والكثير الكثيير من الشموع الذائبه ..عدسات نظاره ..هيكل نظاره شبه محطم ..أكواب قهوه جف بنها راسما خطوط جماليه ..اكواب شاي مقلوبه ...علب عدسات نظر طبيه وعلبه ماء عدسات فارغه ...أقلام مبريه وأخرى محطمه منسيه تأكلت ممحاتها بفعل أسنان قاريء نهم ..
:
:
:
ولوحة ملاحظات ثبت عليها الكثير من الاوراق حتى اختفت خلفيتها الاسفنجيه السوداء ..
صور قديمه ...وبطاقات.... تذكره بزمن يعود الى ماقبل 12 سنه من لندن الرياض كما يبدو ..
:
:
حاولت فك شيفرات ماكتب ...ملاحظات كثيره ...كلام غير مفهوم... معادلات كيميائيه ..ملاحظات باللغه الانجليزيه ..أخرى بعربيه مفككه ...نظم قصيد عامي ...كلمات حزينه لفقد صديق وأخ ..
:
:
ما لفتها أكثر هو قصديه تحبها امها لشاعر الهند الاول طاغور ...كتبت بخط واضح وجميل ..
"لقد جاء الحب.. وذهب
وترك الباب مفتوحاً...
ولكنه قال انه لن يعود
لم اعد أنتظر إلا ضيفاً واحداً
انتظره في سكون
سيأتي هذا الضيف يوماً
ليطفئ المصباح الباقي..
ويأخذه في عربته المحطمة
بعيداً.. بعيدا..
في طريق لا بيوت فيه ولا أكواخ"
:
:
أبتسمت وهي تقراءها تشعر بأنها تركت هذا المكان منذ زمن خلفها وعادت اليه في انبعاث جديد لروحها ..
:
:
المؤلفات المتروكه على الارض وتنوعها تدل على عظم ثقافة مالك المكان ..
مؤلفات دينيه –بدويه تراثيه- ادبيه –فرنسيه –هنديه- انجليزيه –المانيه- تاريخيه –علميه – نفسيه- بشريه- قديمه وجديده ..متهالكه و نظره ..بدون اغلفه ومتأكله ..ومليئه بالروح بكل الخربشات حولها ..
:
:
كانت تكاد تطير كفراشة حقل من شدة سعادتها وهي تكتشف مجلدات تمنت في يوما لو أنها اقتنتها ..
:
:
ألتفتت لحافظه عملاقه لأسطوانات مدمجه ...تناولتها ...وكانت غنيه كالكتب ...مسرحيات شكسبير – موزارت – البلتيز-كاظم الساهر – ام كلثوم –حليم-عبد الوهاب –طلال مداح –ابو نوره-نوال الكويتيه-ييروما-أي ار رحمان –شفقت امانت –عابده-اديل –لانا ديل راي- السنونوه اديث ...بل حتى هناك ابتهالات لنصر الدين طوبار والنقشبندي-موسيقى فارسيه وتركيه و تامليه واندلسيه واسكوتلنديه والكثير الكثير التي لم تستطيع احصاءه ...من يفكر في السعوديه بالاستماع الى الفن التاملي الهندي الرقيق الذي حتى الهنود يصعب عليهم تذوقه من يستمع الى عابده غير متصوفين باكستان ..اي انسان رقيق يحتفظ بكل اغنيات جاهده وهبه..اي مستمع يحتفظ بكلمات وترحل صرختي لبدر بن عبد المحسن مكتوبه بخط رقعه بسيط بقلم خط أسود وبوضوح على احد المربعات الزجاجيه اسفل الواجهه ..
:
:
:
أي عقل جميل هذا ملاذه ..لفتتها صوره ثبت ايطارها القديم المذهب فوق احد سنادات المربعات الزجاجيه التي تشكل المكان ..
:
:
تناولتها كان بها سته شباب يقفون بالقرب من سيل كما يبدو ...يشبهون لبعضهم بطريقه دارميه الا صغيرهم كما يبدو ..واحدهم يبدو عليه بأنه اقل مستوى منهم وقد ارتدى ثوبا اسود بدون غتره ولم يكن يرتدي احذيه مثلهم بل اكتفى بصندل متهالك كان يرفع ثوبه وينظر الى الاعلى ..بملامح وان كانت تدل تدل على جماله الاخاذ سبحان من خلقه ..
قلبتها لم تجد شيئا ..دفعها فضولها فهو قد تأجج في هذا المكان فتحتها ..كان قد كتب عليا بقلم ازرق تسربت اطراف كتابته الصوره لقدمها ...
أعادت تأمل الصوره كما يبدو بأن ذو الثوب الاسود ومن يجاوره اصغر عمرا بكثير تأملت أصغرهم كانت ملامحه هادئه يبدو في الحاديه عشرة او في الثانيه عشر بينما صاحب الثوب الاسود يبدو في الرابعه عشره او الخامسة عشره ..أعادت قلب الصورة وقرأت ماكتب ..
1988م سيل الديسه-تبوك
عياد,كساب,ظافر,ثلاب,فياض ,كــ...
اختفى بقية الاسم وقد تشربته الصورة بفعل سائل ما ...جرها الفضول الى الحزين ذا الثوب الاسود ..
أعادت تأمل الصورة مره اخرى ..أ هؤلاء الوسيمين من فرغ احمق في صدورهم سلاحه ..؟؟
حزنت لأبتسامتهم يبدو بأن الزمن كان قبل ماحدث لهم بسنه ..
دمعت عينيها دون قصد وهي تتأملهم بحزن ..يالجمال شبابهم الذي أخذ دون سبب ..
:
:
لكن كلما جالت نظراتها تعود للتتأمل ذاك الجميل بالثوب الاسود في ركنها ..
الجميع ينظر الى عدسة الكاميرا مبتسما عداه ينظر للأفق البعيد بطريقه غريبه وحزينه ..بشرته بيضاء وعيناه كحيله ورسمة شفاته رقيقه ..جميل للغايه ..
:
:
عدلت من وضعية جلوسها ..كان بجانبها ريموت التحكم عن بعد بمشغل الصوت ..ضغطت على زر التشغيل ..
ليفصح عن معزوفة عود حفظتها عن ظهر قلب ..ومن بعدها أفصح صوت طلال مداح الرقيق عن غزله الارق ..
يتغني بكلمات أمرؤ القيس..
علّق قلبى طفلةً عربيّةً
تنعّم فى الديباجِ والحلى والحلل
لها مقلة لو أنهّا نظرت بها
إلى راهبٍ قد صام لِلهِ وابتهل
لأصبح مفتوناً معنّى بحبّها
كأن لم يصم لله يوماً ولم يصل
ولى ولها في الناس قول وسمعة
ولى ولها في كلّ ناحية مثل
ألا لا ألا إلاّ لآِلاء لابِثٍ
ولا لا ألا إلاّ لآِلاء من رحل
فكم كم وكم كم ثم كم كم وكم كم
قطعت الفيافىِ والمهامه لم أمل
وكاف وكفكاف وكفّى بكفّها
وكاف كفوف الودق من كفّها انهمل
فلو لو ولو لو ثم لو لو ولو لو
دنا دار سلمى كنت أوّل من وصل
وفى فى وفى فى ثم فى فى وفى فى
وفى وجنتى سلمى أٌقّبل لم أمل
حجازية العينين مكّية الحشى
عراقيّة الأطراف روميّة الكفل
تِهاميّة الأبدانِ عبسيّة اللّمى
خزاعية الأسنانِ دٌرّية القبل
ولاعبتها الشّطرنج خيلى ترادفت
ورخّى عليها دار بالشاه بالعجل
وقد كان لعبى كلّ دستٍ بقبلةٍ
أقبّل ثغراً كالهلال إذا أفل
فقبّلتها تسعاً وتسعين قبلةً
وواحدةً أيضا وكنت على عجل
وعانقتها حتى تقطّع عقدها
وحتى فصوص الطّوق من جيدها انفصل
كأن فصوص الطوق لما تناثرت
ضياء مصابيحٍ تطايرن عن شعل
تركته يهمس بكلماته المشبعه بالمعاني وهي تقلب في الكتب حولها ..
تأملت الكتب في أخر رف ..أستغربت كيف يصل اليها ...بل كيف تصل هي اليها ..وقد كانت كبلوغ المرام بالنسبه لها في سقف كفاية قراءتها ..
:
:
عادت لتقلب في الملاحظات التي شدتها على اللوح الاسفنجي الاسود ..
:
:
كانت هناك ملاحظه خلف صوره ..."و ياصديقي ما العشق الا وجعا ..ولا ارضى على قلبك ان يتألم يوما ..سأحفظها وأن غدرك الزمن ..."
:
:
لفت الصورة كانت صوره لعذبى مبتسمه ترتدي قبعة التخرج وبيدها وثيقه ..
كانت صغيره في الصوره الا انها الأن أجمل ..
:
:
صوره اخرى ايضا سحبتها كتب على قفاها ..."وهل أحببت أنثى قبلك ..ياملكة الاناث.. يا بلقيس سبأي ..يا خنساء شعري ..يا فاتنتي ..ياعشقي .."
:
:
قلبت الصورة كانت لأنثى مليحه سمراء بعينان واسعه وشعر بالكاد يغطي كتفيها ..لم تعرفها ..
الا ان كتب اسفل الصوره .."علياء -1999"
:
:
هذه الغرفه تحمل الكثير من الأسرار ايا كان صاحبها الذي كل مايوجد هنا يدل بأنه رجل ..
ورجل موجوع للغايه ..
:
:
سحبت صورة اخرى لنفس الفتاه ..كتب على قفاه ..."ياصديقي اليوم تبكيني قواعد العشق فتنهار حزينه ..ياصديقي اليوم قبلت أبنها وكأنني أقبل ثغرها ..ياصديقي أسمته بأسمي ..ياصديقي لولاك كان أبني ..."
:
:
:
غضنت جبينها لحزنه ...صوره أخرى لها سحبتها ..
-من هذه ؟؟
..كتب على قفاها هذه المره..
"و غيبها الموت عن دنياي ..وكأن الارض بعدها ارضا ..وكأن العشق بعدها عشقا ..وكأن الايام بدونها اياما ..خذوني ادفنوني معها ..واروها ثرى قلبي ..ليت عمري ..ليت شعري ..ليت يومي سبقها ..ليتني احول بينها وبين الثرى حاميا ..ليت جيدي كفنا فلا يلفها غيره ملمسا ...ليت صدري مقبره فلا تنام الا بها ....وبعدها ياسادتي بت قبرا .."
:
:
:
دمعت عينيها حينها ..يا الله يحمل الكثير من الوجع هذا الذي دفن اسراره وراء الباب الخفي ..
:
:
:
يبدو بأن هذه الغرفه لفياض ..فمن سيحتفظ بصورة عذبى سواه ..
رسائل كثيره لم ترسل و لازالت في ظرفها ..لا بل يبدو بأنها عادت الى مرسلها لفقد عنوان المرسل اليه ..
:
:
فتحت كتابا فسقطت رساله في ورقه ورديه باليه ..
كانت فحواها محزنا للغايه ..."اليوم شخصت أصابتي بسرطان الدم ..اليوم أكمل ابني الثالث الرابعه من عمره ..اليوم أبكي فياض الف مره ..أبكي من أستغنى عني لوعد أحمق ...أبكي فلا أسامحه حتى يوم مماتي .."
:
:
وضعت يديها على شفتيها تمنع ارتجافها ..هنالك الكثير من العشق الحزين يغرق هذه الغرفه الشفافه طوفانه ..
:
:
كانت هناك صوره مقلوبه ..وقد ثبتت بأربعه دبابيس وكأنه خاف عليها من الهروب ...حررتها قلبتها ...كانت كما تبدو لذاك ..
يبتسم ...سبحان الله ما أجمل ابتسامته ..بل ما أجمله كله ..يرتدي ثوبا أبيض يزيده جمالا ..وتتعلق عينيه بكتاب في يده ..
:
:
أسفل الصوره كان هناك تاريخ ..و أسم ما أجمل أسمه ...
كايد اليوسف-1997م
أنه اعادة ترتيب لحروف أسمها ..
-من كايد اليوسف هذا ؟؟..
:
:
هناك صوره اخرى ثبتت معها سقطت منها ولم تنتبه ..رفعتها ..كانت صوره له يقف بالقرب من لافته جصيه في مسطح أخضر وخلفه مبنى جامعي..يرتدي معطف طبي ..وكتب أسفلها ..كايد اليوسف -2002م
:
:
مالفتها هنا بأنه شعره تحولت أطرافه للون الرمادي وترك لحيته تنمو فزاد هذا وسامته أضعافا ,,وهنا تبين هامته وعرض منكبيه ..
:
:
تنهدت وهي تتأمل جماله ..وكماله ..أتراه هذا صديقه الذي يناجيه بالشكوى في كل ملاحظاته الحزينه على فقد تلك ..؟؟
أحست بالحزن لعذبى ..كيف ترتبط بأحدهم يحب غيرها ..وهو لماذا اختار عذبى على محبوبته ..
لحظه..في ملاحظه على صوره لمحبوبته قال بأنه يلوم صديقه بأن ابنها ليس أبنه ..أترى كايد غدر به و ارتبط بمحبوبته ...كيف يفعل هذا به ...؟؟
:
:
وما خصني انا لقد اقحمت نفسي في الكثير اليوم من أسرار هذا القصر الخاوي ..
دفعت ثمن فضولي ..وكيف سأعيد ترتيب كل هذا ..
:
:
خفتت الاضاءه في الغرفه تدريجيا ومن ثم أنهمر المطر فجأة رفعت عينيها وهي تتأمل ظلال قطرات المطر تسقط على اركان المكان و مقتنايته ..وكأنها تحت المطر لكن لا تبتل ..
هذه الغرفه فتحت تساؤلات كثيره في بالها ..تمنت لو أنها لم تنحني على هذا المفتاح أبدا ..
أستندت على كرسيها جلست عليه وهي تراقب المكان بحزن وقد بدأت ملامحه تختفي تحت ظلمة المطر المفاجأه..
لم تكن هذه غرفه ..بل كانت قلب فياض ..
:
:
:
وبطريقه ما أدخلت نفسها عرضا في تداخل حياة فياض وكايد اليوسف وعذبى والمرحومه علياء..
:
:
لقد صدقت عذبى عندما قالتبأن هذا المنزل يحوي على الكثير من القصص و الاسرار ..
عادت من حيثما أتت وقد حمل قلبها الكثير ..
و أنهمرت على عقلها التساؤلات ..
:
:
اعادت المفتاح الى مكانه وهي تدفع عجلات كرسيها الى غرفتها..
:
:
قابلتها جاملا مبتسمه ..أبتسمت لها بدورها ...بادرتها بأبتسامه دافئه وطريقة حديث بسيطه محببه لقلب كادي ..."بارش باندا نهيم كارتا.."=المطر لايتوقف ..
أبتسمت لها وهي تدلف الى غرفتها "ماشاء الله .."
:
:
أبتسمت تلك لها .."بهارت كي لي موشتاق .."
=اشتاق للهند
:
:
ألتفتت اليها كادي وهي تحاول الوصول لسريرها.."بهارت ادفيتيا هي ورشا"=مطر الهند لامثيل له
:
:
تأملتها بحزن ..."توشتي غاريب ..."=صغيرتي المسكينه
:
:
أخذت نفسا عميقا وهي ترتب الغطاء فوق رجلهيا العاجزه ..."الحمد لله ..مي سانتوشت هو ..الحمد لله .."= انا راضيه
:
:
أخذت نفسا عميقا وهي تقبل جبينها ..."الله هافيز توشتي ..خوبسرت تشوتي .."يحفظك الله ياصغيرتي الجميله ..
:
:
أوقفتها وهي تمسك يديها ...."دادا جي موجي درا لاقا راها هي ..مي اسببريا مي لاكتي هي..كيسي كري كارنا بهول قايا ...مي كيا كارو"
=جدتي انا خائفه للغايه من العمليه لقد نسيت كيف اقف ...ماذا بقدرتي ان افعل ..
:
:
عدلت الغطاء فوقها ..."تشوتي هي درو نهي ..انشاالله الله هافيز .. "=لاتخافي ياصغيرتي الله سيحفظك ان شاء الله ..
:
:
رتبت شعرها على جبينها بحنان .."مي توم هاري سهو جايقا ..انشالله ..."=سأكون معك ان شاء الله ..
:
:
أبتسمت لها وهي تندس تحت غطاءها الدافيء ..
:
:
راقبتها تغلق الاضاءه ومن بعدها الباب بهدوء ..رفعت رأسها للنافذه التي بدت من خلف الستاره التى لم تغلقها حتى النهايه لازال المطر ينهمر خارجا ..
:
:
تفتقد عمتها للغايه ..وتخاف من غدا من انتهاء الأمل ماذا لو لم تنجح عمليتها ومات املها التى عاشت عليه طوال هذه السنوات ..
كانت الساعه تشير الى الحاديه عشر ظهرا ..
فٌتح باب الغرفه بهدوء وبدت منه نصفها الآخر و كل أهلها ..
أبتسمت لها وهي تعتدل جالسه .."عمه ..."اغرورقت حدقتيها بدموعها ..وهي تفتح ذراعيه للتي أقتربت منها شوقا ....
أحتضنتها تلك بكل قوتها ..."ياروح عمتكي ...ياعمري انا ياقلبي ...وحشتيني ..."
:
:
شددت عليها ..."ياعمه ما اقدر اروح بدونك .."
:
:
مسحت تلك دموعها من خلف ظهر ابنة اخيها ..."ولا انا اقدر افارقك ياروحي لكن غصب عننا والله كنا طيبين وامورنا ماشيه بدون أحد يتحكم فينا .."
:
:
وبعد طول الاحتضان ..تأملت عمتها التي أستلقت بجانبها بتعب ..."عمه وحشتيني ..في يومين كيف ثمان شهور بعيد عنك ..."
:
:
تأملتها بحزن ..."معليه نستحمل بس أشوفك واقفه قبالي .."
:
لمست خد عمتها بظاهر كفها ..."أش صار ياعمه ...؟؟عيونك مليانه كلام ..."
:
:
هزت رأسها بالنفي وهي تبتسم تخفي خوالجها ..."مافي شيء ياعمري ..."
:
:
حذرتها وهي التي تشعر بقولها قبل ان تنبس شفتيها بكلمه .."عمه مو عليا ...في حاجه تكدرك والله حاسه فيكي ..."
:
:
تنهدت عمتها بحزن .."يعز عليا افارقك وانت عارفه ..."
:
:
هزت رأسها بالنفي مصره ..."لا ياعمه ..باقي هرج في قلبك ..."
:
:
:
دمعت عينا عمتها وهي تراقبها ..همست تراقب الباب..."كادي كنت خايفه...هالمره كسر الباب ودخل ولولا مفتاح غرفتي بعد الله كان ....."سكتت ...لتكمل بأنهزام ........"الحمد لله....."
:
:
أكملت وهي تمسح دموعها بضعف ..."ثلاث ايام الله لا يوريكي دهر ....وثلاب صعب ..من كلمه قلتها بدون قصد ثار .."
:
:
:
غضنت جبينها بحزن على عجزها عن مد يد العون....مدت يديها لترتبت على كتفها .."أصبري ياعمه ولسى الوضع في أوله..اكسبيه في صفك ..."
:
:
كرهت نفسها لان عمتها تعاني لأجلها ..وكم عانت عمتها لأجلها كثير ..وقد جالت بها مستشفيات المدينه كثيرا وكانت تبكي لحاجتها الملحه لجمع المال لعلاجي كل ليله قبل أن تنام..كيف أجزيها ..أنها كأم صغيره لي ..
أكره نظراتها الحزينه المحتاجه للفراغ ..أكره غرقها في سرحانها وقد أفسدت ما أعدته من طعام وهي تقف ساهيه امام الموقد ..
:
:
أكره مراقبة جماله وشبابها الوحيد كل يوم ..أكره بكاءها احيانا عندما تتذكر بأنها فقدت طفلها وهذا شيء لا يغيب عن بالها ابدا ..
و دعائها بعجز كلما احتكت بنايف ..
:
:
مسكينه عمتي كتب عليها الشقاء منذ زمن بعيد...ليت القدر يعطف عليها فيسخر لها ثلاب ..
:
:
راقبت عمتها تغمض جفنيها الواسعه بكسل وقد بدى التعب واضح على محاياها ..حتى خلدت الى نومها العميق..
:
:
تأملت عمتها وهي تغط في نومها بدورها وقد انشغل عقلها بشيء واحد ..العمليه المرتقبه ...
في وقت سابق من اليوم ..راقبت سائقه يوقف بعد ان خرجوا من مطار الجوف بالقرب من سياره سوداء فارهه يقدر سعرها بالملايين ..ترجل من جانبها وهو يحمل اغراضه ..
أمر السائق بعمليه ..."لا وصل حامد ارسلو لي حايل ..."
:
:
لم ينظر اليها فقط هي من راقبته وهو يدلف الى سيارته الفخمه مكان السائق ..
أبتعد بها السائق ولازال ذاك يقف في مكانه ..شعرت بالخوف وهي تركب مع رجل لوحدها وهو شاب سعودي مكتمل الصفات ..منعت نفسها ان تغط في النوم حتى وصلت سكاكا..
:
:
كان المكان خاليا من أي أحد سوى من أيجا التي أستقبلتها بأبتسامه ..
صعدت مسرعه الى غرفتها وكادي فلقد حطمها الشوق أتجهاها ..
:
:
قابلتها جاملا في الطريق القت السلام عليها مبتسمه وهي تتجه الى باب الغرفه فتحته بهدوء ..تأملت جمال ابنة اخيها وهي تراقب قطرات المطر بعينا حزينه ووحيده ..
:
:
هي وابنة أخيها قدرهما غريب ..من ليلة وضحاها اختلفت حياتهن جذريا ..وأنقلبت ليجدن أنفسهم مقحمات وسط عائله غامضه ..
في يوم وليلة أشتبكت مع طليقها لتستيقظ غدا في سرير زوجها الصامت ..
في يوم وليله احتضنت شما و غادرتها فجأه ..
في يوم وليلة قررت هذه العائله تفريقها عن ابنة أخيها بلا مقدمات ..
أنا راضيه ان ادفع ثمن علاج كادي وجودي هنا والتصاقي بذاك ..لا علي سأضغط على نفسي ..سأحدثها يويما اليس كذالك ان كان علاجها يتطلب بعدي لاعلي سأبعد وسأدفن شوقي و أستحمل ....لا يهم فقط كل مايهمنى ان تمشي كادي مجددا وتتحرر من هذا الكرسي القديم وتمارس حياتها ..
:
:
أستقضت من النوم فجأه وهي تراقب المكان حولها ...كان يغرق في الصمت ..ألتفتت الى النافذه لازال المطر مستمرا رحماك يا الله ..الاجواء هنا صعبه للغايه ..رفعت ساعتها كانت تشير للثانيه ظهرا ..ألتفتت الى كادي بجانبها وكانت تغرق في نومها أبتسمت وهي تتأمل أثار قلم الرصاص على انامل كادي ..عرفت في ماذا كانت تغرق نفسها في غيابي ..
:
:
مسحت وجهها بكسل لازالت ترتدي عباءتها ..وقفت متجهه الى دورة المياه ..المكان بارد للغايه ..الشتاء هنا صعب ..توضت ومن ثم صلت ..تناولت المسكن و المضاد ..همست بالقرب من كادي ..."كادي ...حبيبتي قومي صلي الظهر .."
:
:
رفعت كادي رأسها بكسل ..."خليني انام ياعمه ..."
:
:
فهمتها وهي تبتعد عنها ..فكادي محافظه جدا على صلاتها ..تناولت هاتفها من حقيبتها وهي تجلس ..قلبت رسائل الاعلانات المزعجه بيد وغللت انامل يدها الاخرى في شعرها..
كاد قلبها يتوقف وهي تقرأ الرساله ..تم ايداع مبلغ ..2 مليون ريال سعودي في حسابك ***********372 اليوم الساعه 12:00 مساء ..
:
:
وقفت في مكانها هناك غلط ما ...الا ان عصفت برأسها الذكرى ...لقد سألها ذاك قبيل نزولهم من الطائره وهو يحدق فى اوراقه أن تسجل رقم حسابها في ملاحظه وهو يمدها بهاتفه الفخم ..
:
:
أ يعقل ...؟؟ لا ما هذا المبلغ الضخم ...؟؟
لا لابد انه مخطئ...
:
:
فُتح باب الغرفه بهدوء و أطلت من خلفه عذبى مبتسمه ..
:
:
راقبت ملامحها المشدوهه ...نادتها وهي تراقب كادي النائمه في اقصى يسار الغرفه ..."تعالي ابيتس ياقمر ..."
:
:
::::::
:::::::::::::
توجهت لها وعينيها معلقه في الفراغ ...ما ان خرجت من الغرفه حتى أحتضنتها ..قبلت كلا خديها وهي مبتسمه ..."مبروك ياعروستنا الجديده ..عسى ربي يبارك لتس ويسخر لتس ..."
:
:
كانت لازالت تغرق في صدمتها ...سألتها عذبى متوجسه ...."سلطانه ..أشنوحتس ؟؟"
:
:
همست لها وعينيها ترمش بأستغراب ..."حسابي فيه اثنين مليون ..كان فيه 60 ريال امس ..."
:
:
كتمت عذبى ضحكتها بكفها ....راقبتها سلطانه بأستغراب ..أكملت تلك من بين ضحكاتها ..."يالخبلا هذا مهرتس ..وبوه ازود منه ..باقي ذهبتس ..وحلالاتس ..وباقي ازود من اللي ازود منه ..."
:
:
غضنت جبينها بغباء ..."مهري كان عشرين الف .."
:
:
أتسعت حدقتا عذبى المتفاجئه وهي تمد كلمتها ..."عشرين الف بس ...؟؟خدامه انتي ..."
:
:
نظرت سلطانه اليها بصدمه ...عندها ضحكت تلك ..."والله اسفه ياعمري ...بس حنا بسكاكا ..أفقر واحد مايدفع مهر عشرين الف .."
:
:
:
سحبتها خلفها ..."تعالي بس ...خلين اوريتس ..."
:
:
أخذتها الى أكبر باب ينتصف الدور ..فتحته ومن ثم أمرتها ان تتقدمها ......لبت طلبها مسيره ..
:
:
ما ان دلفت حتى تأملت سقف الصاله الاكثر من جميل لم تصدق بأن هناك زخرفه بهذا الجمال ..
:
:
كان جناح كبير وفخم للغايه ..بالكاد يمكنك تأمله في ساعه من رفاهيته ..باب اقصى يساره وأخر أقصى يمينه ..وقد طغى اللونا الابيض والذهبي على المكان ..أشارت لها عذبى على الباب يسارها ..
:
:
نادتها بحماس وهي تفتح الباب ..."تعالي راعي جهازتس ..."
:
:
رفعت أحد حاجبيها ...مستغربه ..كل شيء هنا يفاجئها ..."جهازي ....؟؟"
:
:
جرتها عذبى للمكان وكانت غرفة نوم لاتقل فخامه عن الصالة ..
وقد فرش سريرها الملكي بمفرش عودي وهو ماقد شدها في بياض الغرفه ..
أبعدت عينيها ..وهي تراقب عذبى المتحمسه تفتح الخزانه الجداريه ...."ولو انها قليله بحقتس ياشيختنا ..."
:
:
أقتربت من الخزانه تتأمل الالوان والخامات الفخمه داخلها ..أبتعدت عذبى تاركه المجال لها ..
:
:
تأملته صامته ...هي تعرف هذه الملابس كم قد تكلف قطعة واحده منها قد تكلفها راتب شهرين ..
الرفاهيه مؤلمه للغايه وهي لاتستحملها ..لقد جربت الفقر والحاجه لن يهمها أي من هذا ..
:
:
ألتفتت لصوت عذبى خلفها ...كانت تقف امام التسريحه وقد صفت فوقها ..علب فخمه ..فتحت اولها ..
"المكياج والعطور من عندي ....والذهب من عند عمتي ..وباقي ذهب ثلاب لتس ..."
:
:
أقتربت وهي تنظر الى الطقم الذهبي المترف ...كتفت ساعيدها وهي تقف بالقرب منه ..
:
:
تغيرت ملامح عذبى ..."ياخزياه ماعجبتس ..؟؟"
:
هزت رأسها بالنفي وقد تغيرت ملامحها هي بدورها وقد أغرورقت عينيها بدموعها ..وغطاه الحزن ..."لا والله حلو ..."
:
:
مدت أناملها بتردد وهي تلمس نقوشه الدقيقه ...أبتسمت عذبى ..."هذا للخرجات الصباحيه بنص مليون بس ..."
:
:
شدت اناملها وابعدتها عند سماعاها الرقم ..فتحت تلك غير أبهه بردة فعل الحجازيه البسيطه امام فتاه تربت في مكان عرش حاتم الطائي ..
فتحت علبه أخرى ...كانت تحتوي على عقد ماسي جميل للغايه وانثوي ورقيق ..."هذا للسهرات البسيطه .."
:
:
أسكتتها سلطانه .."برضايا ماتقولي سعره ....عذبى انا انسانه دخلها في الشهر الفين غير الخصم ...الارقام اللي تقولينها ماتريحني ابدا ...."
:
:
غضنت عذبى جبينها ..مستغربه ان يكون هناك من يحمل كل هذا الفقر ...بينما تعتبر سلطانه ميسورة الحال عند الكثير ..
:
:
أبتسمت سلطانه وهي تتناول أحمر شفاه ..تعرف جيدا كم قيمته .."كان نفسي اشتريه ...."
:
:
قالتها وهي تفتحه ..مررته على شفتيها ..كان لونه قاتما فلم يزيد ملامحها الا حده ...
حركت شفتيها توزعه ابتسمت وهي تلتفت الى عذبى ..."حلو ....ما ..."
:
:
سرحت بها عذبى ..ومن ثم نطقت .."ياعين ابوي ياجمال الحجازيات ...الله يرحمك ياثلاب ..."
:
:
أبتسمت لقولها ...لم تستوعب بعد بأنه سيشاركها الغرفه ..
أكملت وهي ممتنه ..."بجد ياعذبى ربي يسعدك وينولك اعلى المراتب لانك راح تكونين مع كادي ...حطيها في عيونك ياعذبى هي والحمد لله ماحسبت تتقبل احد غيري ..والله انها تحبك وتهرج معاكي يوم ماتطفش ...بالله تنتبهي لها ..خلي عيونك وقلبك عليها ...انا ما اعرف كيف راح اسيبها ..بس الحمد لله حكم القوي ..."
:
:
:
أبتسمت لها عذبى وهي تشد على كفها تؤازرها ..."سلطانه ياعمري والله كادي في عيوني وقلبي ..وامانة شما لنا مافي اغلا منا ..ولاتزعلين ولا تكدرين صحيح ثلاب شمالي صعب ...بس انت دلوعه وحلوه ان شاء الله تكسبينو بطرفتس..."
:
:
:
أبتسمت لها ..."ياحليلك ياعذبى ..."
:
:
تكدرت عذبى الا انها اجادت التغطيه .."عيال معتاد صعبين ..وقلوبهم مقفله ..لكن ان شاء الله مايصعب عليس ...خلتس شاطره ...وترى هو ميال للمره القويه ..ام عياد الله يذكرا بالخير وزوجتو الاردنيه بنت خالتو ماكان يعطيهن بال مثل ماتعلق بشما لانا عاقلا ورزينا وكلمتا موزونا ...وانتي ان شاء الله مثل اختس ..."
:
:
نطقت بما اشغلها ..."بس شما حاجز كبير بيني وبينه ياعذبى ...اصلا كل الي بيننا حواجز وبس ...هذا وانا للحين ما احتكيت فيه زين وعشت معاه ...اكبر مني ومكانته ومجتمعه غير وكان زوج اختي ...وحده مننا ترضى تاخذ زوج اختها ياعذبى ..."
:
:
أبتسمت لها عذبى تواسيها ..."النصيب ياعمري لاتصيرين تسذا ...ثم الله سبحانه شرعا بشرعو لاباس فيا ...بتنسين ان شاء الله وبتتغير حياتكم ...أنتي بس سويله حركت شفايفتس اللي دوم تعضينا وهو بينسدح صريع عندتس ..ياقلبي وش ملحتس ماشاء الله سمعنا بالحجازيات بس تونا نشوف دلعهم ..."
:
:
أبتسمت سلطانه وهي تمسح ما امتزج بكحلها من دموع .."الله يجبر بخاطرك ياعذبى ...."
:
:
أتسعت حدقتي عذبى متسائله ..."قابلتي عمتي ولا بعدتس .."
:
:
هزت رأسها بالنفي .."لا والله طلعت على طول سلمت على كادي ونومه ....اللحين انزل لها ...."
:
:
حذرتها عذبى ..."تريا طيبا و وقورا بس الا ولدا و قبيلتا و عاداتا ...تسلكين فيها تحبتس تموت فيتس ..منا ولامنا بتقلب عقرب من تحت ثرى ..."
:
:
أرتجفت سلطانه لقولها ....رباه ماللذي ينتظرها ..المفاجأت تحيط بها من كل مكان ..
وذاك الغريب يشغل تفكيرها ولا تشعر الا بالعجز في وجوده هيبته يحرم فيها الكلام ..كيف تجرأت ذاك اليوم لتفعل فعلتها تلك ..
كيف تجرأت ..؟؟تذكرت هيبته وجبروته الصامتين ..لا يليق به الا ان يكون مرموقا في مجتمعه حقا ..
:
:
:
ان كان التغير في حياتنا لا يرضينا هذا لا يعني بالضرورة انه سيتوقف علينا فقط ان نتعلم كيف نتأقلم معه ...
:
:
:
:
:

لامارا 12-04-18 05:32 AM

..الجزء الثاني عشر ..
:
:
:
"الحياة الجديده.."
:
:
لم تكن مقتنعه في المكان لتتخذه مكان لمعيشتها الدائمه ..
خرجت مع عذبى من الغرفه ..بادرتها ..."ألبس بس واعدل حالي وأنزل أسلم على عمتي ...."
:
:
أبتسمت لها عذبى بحماس ..."ألبسي من جهازتس طيب ..."
:
:
أبتسمت لقولها ..."عذبى الخلا ..أنا في وادي وانتي في وادي ...."
:
:
ترجتها ..."الله يخليتس ....ياعمري ...جعلني فدا وجهتس ....ألبسي من جهازتس ..أصلا لو تقابلينا بدون ذهبتس بتقوم الدنيا مو مقعدتا ..."
:
:
رفعت سلطانه أحد حاجبيها ...."عن جد العيله هاذي غريبا ....والله ماهمني بلبس من لبسي ..ولاذهب ولا شيء ..."
:
:
كشرت عذبى تمثل الحزن ..."ترفضين هديتي ياعمتي الشيخه ..."
:
:
ضحكت سلطانه لقولها ..."على شانك بس ....تعالي اش البس ..."قالتها وهي تعيدها الى الغرفه ...
:
:
فتحت سلطانه الخزانه فقط مرضاة الى عذبى فهي لا تريد مدها بشعور أن كل مابذلته من جذه لا يهم ..
:
:
تأملت الخزانه وجرت قطعه عشوائيه ..."خلاص هذا أش رايك .."
:
:
كانت عذبى تقف امام التسريحه تنسق قطع ذهب ...رفعت رأسها لفستان ضيق أسود بفتحه صدر كبيره ونقوش على اطرافه بألوان غامقه...."بيطلع على جيدتس يهوس ..هيا البسيه ...بسرعه زمان المجلس أمتلى عند عمتي ..."
:
:
توترت لقول عذبى ..."طيب لحظه بس اروح اجيب داخلي من شنطتي ..."
:
:
أبتسمت عذبى بخبث ...ضحكت سلطانه لردة فعلها ..."عذبى مو من جدك حتى الداخلي ..."
:
:
أبتسمت عذبى معتزه ..."أنا ملقفه وكادي رفلا ...لو أسق شنطتس بكبرا قداما مو ب رافعه راسا من الكتاب بيدا ..."
:
:
أبتسمت عذبى وهي تتجه الطرف الأخر من الخزانه فتحته ...فكشف عن ثياب ذاك الغامقه الفخمه مصفوفه بترتيب ..تذكرت ..."آآه صح موب هنا ...."أغلقت الخزانه ولازالت تلك تراقب ماخلف بابها ...فتحت الابواب في الجهه المقابله ...
أبتسمت .."تنااااا ...أش رايتس جميلا .....؟؟"
:
:
راقبت الخزانه الغارقه بشيء لن تفكر تلبسه ..فهي بالكاد أحتملت ان لاتفقد وعيها امامه وهي شبه عاريه ..
:
أتسعت حدقتيها وهي تغلق بابها من وراء عذبى .."ولاتفكرين ....أش هذا ...أستحي اطالع ...."
:
:
ضحكت عذبى ...."والله لا تلبسينها ان جا وقتا ...نبي لنا شيوخ صغار اربعه مايكفون ....مقاسس مديم ولا .."
:
:
أتسعت حدقتيها ...وهي تنهرها .."والله ما البسها ...ومالك وما مقاسي ..."
:
:
كشرت عذبى ..."حرام عليتس والله كنت مبسوطه وانا اشتريها لتس..."
:
:
تنهدت سلطانه وهي تبتسم ..عذبى حقا كريمه وشفافه الا انها محمله بألم وحسره غريبه ..."علشانك بس راح البس من اللي اشتريتيه ومن الذهب طيب ..لكن هالاشياء أحلمي ألبسها ..."
:
:
زمت شفتيها بعدم أقتناع ...."حرام عليتس ..كسرتي بخاطري ..."
:
:
ثنت الفستان على ساعدها وهي تفتح باب الخزانه ..هزت رأسها ببديهيه .."أستقبل البس هاذي الاشياء اللي صراحه جميله ...لكن مو في وضعي هذا ..."
أخرجت زوج من الملابس الداخليه ...أبتسمت لعذبى تجاريها ..."بس كمان ممكن البسها اذا كان عندي مصلحه معلقه ...."
:
:
:
ضحكت عذبى لقولها ..."هذا اللي اقصدوا يابنت الناس والله ما البسا والله مدري وشو سنعي عمرتس ..."
:
:
أبتسمت سلطانه بتشمت ..."شر البلية مايضحك ...طيب اروح انا البس عشان الحق انزل تحت ..."
:
:
أبتسمت عذبى لها ..."صراحه المجموعات جبت لتس اللي احبن ماعرف غيرا ..."
:
:
رفعت سلطانه حاجبها بأستغراب أي نشاط وحماس التزمها هذه الايام القليله تأثث جهاز عروسه كامل ...."عذبى والله انتي تخجليني اش هذا ..راح تتعبيني معاكي ..."
:
:
أبتسمت لها عذبى ....و ببساطتها المحببه .."سلطانه انتي ريحة شما ..و انا شما غاليه علي واجد ..وانا والله احبتس من حوبا ...وهذا اعتبريه ولا شيء ياشيختنا الين ربي يفرجها وتجهزين عمرتس أحسن من تسذا ..."
:
:
راقبت ملامح سلطانه الخجله الممتنه وهي تبتعد متجهه الى الباب ..."زاد أسيبتس انا اللحين على راحتس لا نهجتي انا تحت عند عمتي ..."
:
:
راقبت غيابها مبتسمه وقد أخجلها كرمها ..انها لم تعرفها سوى منذ شهر ...وهذا مافعلته كيف لو عرفتها لسنوات ...
:
:
تأملت الغرفه حولها غريبه على روحها تماما كغربتها عن كل مايحدث لها وحولها ..
أتجهت الى دورة المياه ..فتحت بابها كانت ولاتريد ان تبالغ ربما اوسع من شقتها في المدينه في قاع عمارة قديمه متهالكه بالكاد يغلق بابها لشدة صدءه ..
:
:
ألتفتت للمستحضرات المصفوفه بأناقه ...أقتربت منها..جرت ازاحت المرآه لليمين ..فبانت لها مقتنايته ..حتى في هذه رسمي وغامق ..روائحها قويه ورجوليه ..
مدت يدها لزجاجة العوده ..هناك شيء غريب دفعها لفعلها ..
رجولته صاخبه و راقيه وهادره ...وجوده في زمن مضى في المكان فقط ..جعل منه له ألق خاص لا يشبه به مكانا آخر ..
لم يلتزمها الا ان تفتح الغطاء .. تسربت الرائحه في المكان ..أرتجفت متخيله قربه ..أغلقتها و أعادتها الى مكانها ..
توترت لمجرد وجود رائحته في المكان ..
:
:
راعت الا تبتل ضمادتها تحت سير المياه الساخنه ..
لفت جسدها بالمنشفه ..وقفت أمام المرآة الضخمه الملتحقه بالخزانه ..
تأملت جسدها و آثار المعارك القديمه عليه ..
آثر طولي باطن فخذها الايسر ..شاهدا على عقاب ارداها به مستخدما عقاله لأنه شك به يوم العيد أن تكون قد قابلت أخيه ..
:
:
أبعدت طرف المنشفه ..
آثر عرضي أقصى أسفل يمين بطنها ..شاهدا على أرتطامها في طرف ديكور سريرها الحديدي ..عندما دفعها بعدما أنهال عليها ضربا عند شكه بأنها قد تكون خرجت في غيابه ..
:
:
:
هدها الحزن للذكر المؤلمه ..لماذا ...أنا شاكره لك ياربي
:
:
..تراها كيف كانت ستكون حياتي لو كانت ممله واعتياديه و أمنه ..أمنه ومستقره ..يومها مثل امسها مثل غدها ...
:
:
حياه بلا نايف او ثلاب او كل هذه الذكريات التي تخنقها ..بدون عجز كادي و بدون وحدتها ..بدون يتمها ..بدون كل حياتها الماضية وما يحدث الان ..
:
:
أخذت نفسا عميقا ..وهي تبعد نظراتها عن ندوبها ..
جففت شعرها ..أرتدت الفستان ..توقفت للحظه تتأمل نفسها نسيت أن جسمها جميلا لهذه الدرجه ..
:
:
فتحت الخزانه ..راقبت الاحذيه الانيقه مصفوفه بترتيب ..أختارت كعب أبيض ..فهي انيقه وذوقها عالي الا انها لم تعد تهتم بنفسها مؤخرا ..فلا اهل ولا اصدقاء وهمها همان ..
:
:
أبتسمت وقد أكتشفت للتو بأن عذبى حتى أقتنت لها عباءات فخمه ..وبعضها بألوان غامقه غير الاسود ..سحبت طرحه فخمه وناعمه من الجوبير الاسود الداكن ..وضعته على كتفيها ففتحة الفستان واسعه ..حتى وان كان كمه محتشما ...
:
:
وقفت أمام المرآه ..سرحت شعرها بطريقه كلاسيكه ...ارتدت خاتما و سلسال ..وأسورة أستغلتها لتكون خلخال ..فلا تقتنع بكمال أناقته الا به..
أعادت على أحمر الشفاه التي جربته مسبقا ...رسمت عينيها بكحل باهض الثمن ..لم تكن تقوى ميزانيتها على شراءه ..ماسكرا ..مدت يدها الى عطر جذبها شكله ..
كانت رائحة خفيفه ..وصباحيه ...رشت منه القليل ..نظرت حولها ..ومن ثم خرجت من الغرفه ..أستوقفتها جميله مرت من امام المرآه في الصاله ..
عادت لتقف مجددا ..لم ترى نفسها هكذا منذ مده ..لطالما كانت اجمل حزينه ...الا انها نست كي تبدو ..
أ حقا من تقابلني على المرآه هذه أنا ...؟؟
يبدوا بأن هذا شكلي عندما اتجرد من الفقر الذي عرفته وعرفني منذ زمن...
:
:
فتحت الباب ..أتجهت لغرفة كادي ..فتحتها كانت كادي لازالت تغط في نومها يبدو بأنها متعبه للغايه ..
:
:
تأملت الدرج الضخم الطويل ..نظرت الى كعبها ...طلبت المصعد في أخر الممر ..
:
:
ما ان فتح باب المصعد حتى اختنقت برائحة البخور المميزه ..
وضعت الطرحه على رأسها ..
توجهت الى المجالس البعيده عن المصعد ..
:
:
دخلت وهي تلقي السلام ..ألتفت الجميع أليها ..أي نعم تزوج شيخنا لكن لم يتوقعون بأنه ارتبط بأخت زوجة السابقه الفاتنه ..التي لفتتهم في ايام العزاء..
:
:
يبدو بأن هذه الشقيه ثبتت نفسها في هذا المنزل ..ومن لاتفكر بأن ترتبط بشيخ القبيله ..
فتعيش في كرمه حتى وان انفصلت عنه ..
:
:
أبتسمت ام عياد لدخولها بفخر ..فهي تليق بمقام أبنها ..
كان المجلس يعج بالضيوف وكن أجمعهن من طبقات مرموقه كما يبدو ..
لايبدو بأنه اجتماع القبيله التى حكت لها شما عنه ..جلست بجانب عمتها صامته ..دخلت حينها عذبى بألقها الشمالي الذي لا يليق الا بها ..
حتى وان كانت عذبى اكبر من سلطانه في العمر الا ان ملامحها طفوليه ..وعيناها كبيره بالمقارنه ببقية ملامحها ..وتحمل عزه بنفسها فلا يهمها احدا ....بمكانه اجتماعيه ساميه وبشهادات من جامعات مرموقه بل انها عضو تدريس في الجامعه هنا ..
عذبى تماما كما تبدو للرائي منذ اول وهله ...انا ومن بعدي الطوفان ..يبدوا بأن هناك درسا علمها أن تكون هكذا ..
:
:
جلست بجانبها مبتسمه ..
ألتفتت اليها ..."أش هالجمال ...؟؟والدليل الكل معطيتس طاف ..."
:
:
أبتسمت سلطانه وهي ترفع احد حاجبيها ...سلطانه ايضا لمن لا يعرفها تبدو أنثى تبطن الشر دائما ..بينما هي لا يهمها احدا ولاتفكر ان تحتك بأحدا ..
:
:
حتى نظراتها الخاطفه تبدو وكأنها تقييم شديد ..بل انها تحمل فخامه خاصه بها وملامح حاده قد لاتريح من يلتقيها اول مره لضنه بأنها تضمر فكرا عدوانيا ..
:
:
أنفض المجلس وبدين ينقصن شيئا فشيء ..ولم يبقى سوى عذبى و سلطانه وام عياد في المجلس ...ألتفتت لها ام عياد مبتسمه ..."مبارك يا شيختنا ..."
:
:
خجلت لقولها ..."الله يخليكي ياعمه ..."
:
هزت رأسها لها بالنفي محذره ..."يمه ..."
:
تلعثمت ...وهي تراقبها غير مستوعبه ..."نعم؟؟"
:
:
كررتها لتؤكدها ..."يمه ...ناديني يمه ..."
:
أم عياد لاتبدو أبدا بأنها عجوزا ..طويله وعريضه ..وبيضاء بملامح جمال قديمه ..تغرق عينيها ذات النظرات الحاده في الكحل ..وتصف بناجرها الثمينه اللامعه حتى ثلث ساعديها ..و تترك طرحتها الكبيره مفتوحه فوق رأسها دون ان تلفها ..وأنيقه بطريقه تليق بعمرها ..وتضع الحناء في باطن كفها كمن يستعد لمناسبه ..لونها احمر قاني وملفت للغايه ..وتقتني عصاة في يدها ..لا لحاجتها اليها الا لغرض في نفسها ..
:
:
وقفت عذبى مستأذنه .."طيب اطلع انا اللحين ..ألم اغرضي ..يمكن الرحله تكون اليوم ..أو باكر ..."
:
:
أبتسمت لها أم عياد ..."الله معتس ياوليدي ...."
:
:
أتعست حدقتيها وأمتلئت بدموعها أ سترحل عنها كادي بهذه السرعه ..
:
:
ألتفتت الى أم عياد ..راقبتها تلك بتقييم ...همست لها ...وبطريقه متسلطه غريبه ...."الشيخ ثلاب دخل عليتس ..."
هزت رأسها بالايجاب ..الا انها فهمت ماتقصده رمشت جفنيها من هول وقع قولها
:
:
تلعثمت ..."أأ ...أممم ..لا.."
:
:
:
:
تغيرت ملامحها وهي تراقبها ...بطريقه غريبه ..."لا تقصرين في حق الشيخ ياسلطانه ...ولدي للحين صغير ..جيبي له الضنا وبيشيلتس عن عزاز الارض شيل ....ام جسار حتى بعد ما طلقا عايشا بنعمتو ...وانتي مكسب مانفرط فيتس أبد ..."
....
:
:
مالذي تقصده بقولها ..تهددني اولا ومن ثم تعرفني بقيمتي ..
هذه العجوز قويه للغايه ..
أبتسمت لها وهي تراقب الباب .."قابلتي الشيوخ ...واخوان عيالتس ان شاء الله ..."
:
:
هزت رأسها بالنفي لها وهي تبلع ريقها تحول نظرتها من العجوز الى الباب ...
:
:
ما ان لبثت حتى دخلوا ثلاثه شبان سدو المكان بمناكبهم ...أرتجفت اطرافها وهي تشعر بوجود ذاك ..
الا ان دخل اخرهم ...وسبحان من خلقه كان لايشبههم ..واعرض واطول منهم ..انه حتى مخيف اكثر من ابيه ..
:
:
وقفت جدتهم مبتسمه فخوره بهم ...كانت قد تعلقت نظراتها بهم وارتجفت اطرافها فهي لم تكن مع اكثر من رجلين من قبل في غرفه ..بالكاد من رأوها قبلا يعدون على الاصابع ..وفجأه كل هذه الهيبه تزحم مكانها ..
:
:
عرفتها أم عياد بأخر من دخل منهم ...لاحظت توتر غريب ...وتلك تربت على كتف من قبل يديها ...وتنظر الى اول من دخل ..."هذا الشيخ جسار ...بكر ثلاب ..."
:
:
رفع ذاك عينيه لها وكان يرفع احد حاجبيه أرتجفت لشر وجبروت في عيينه...
مد يده اليها ...ترددت وهي تمد يدها اليها ..شدد على اناملها وهو يجرها اليه ..همس لها ...وهو لازال يرفع حاجبه وبتهديد غريب ..."شيختنا...نورتينيا ..."قالها وهو يبتسم بطريقه غريبه ....
:
:
:
انه كمن يقول انا اراقبك ووجودك هنا مؤقت ..أبتعد عنها وقف بجانب جدته ولم ينظر اليها ..
أقترب ثانيهم كان وقورا للغايه ويشبه لأبيه الا انه حتى هو رمقها بنظرات استحقار ....قبل رأس جدته ....أبتسمت جدته له وهو يمد طرف يده لتلك ..."وهذا الشيخ عياد ..."
:
:
اومأت برأسها اليه ...لحقه شبيهه في فعله ...الا انه كان مبتسما بود خلافا لهم ..."وهذا الشيخ معتاد سمي جدو وشبيهو ..."
:
:
أبتسمت له بدورها فهو يبدو ودودا ...أقترب اخيرهم خجلا ...مد يده لها وهو لاينظر اليها ...مررت جدته كفها على خده ..."وهذا تربية رحمن ...هذا الشيخ طالب ...."
:
:
:
:
رمشت بعينيها وهي تجلس صامته كانت تشعر بهم يراقبونها ..
:
:
كانوا يتبادلون احاديثا بينهم متجاهلينها ..لكن اغربهم جسار كان صامتا يراقب الوضع ناقما ..
:
:
وقف فجأه ..رفعت جدته رأسها اليه ...سألته بحنان ..."وين ياعين أبوي ...؟؟"
:
:
رفع عينيه بطريقه غريبه لسلطانه خلفها ...."راجع الرياض يا جِدتي ..أرجع لتس أخر الشهر ...سلموا لي على شيخكم ..."
:
:
شيخكم ..هذا الشاب غريب ..يضمر الكثير ..ونظراته لأخوته غريبه خصوصا لمن يكنى عياد ..
ولماذ قد يطلق على ابيه هذا اللفظ بهذه النبره ..
أنه ناقم للغايه ..
:
:
:
وما خصني انا ..فليذهب الى الجحيم ..لكنه كما يبدو غير مقتنع بي ..ماهذه النظرات ..
وبدون ان تلاحظ كانت تبادله نظرات الاستحقار ..
خرج من المجلس ..اللعنه انه اكثر رجل مغرور رأيته في حياتي ..ان كان غرور أبيه جاذبي فهذا غروره منفر ...
:
:
:
وقفت مستأذنه فهي تريد قضاء يومها مع كادي ليس مع هؤلاء العمالقه ..
:
:
التفت الجميع لوقوفها حتى خروجها ..سبحان من سواها انها جميله ومفلته ..
أنها تليق بمقام ثلاب و جاذبيته للغايه ..
أنها كمقتنى ثمين و مميز لا يشاركه غيره به ابدا ....
:
:
:
صعدت السلم بهدوء وهي تتأمل الواجهه الزجاجيه العملاقه ..الجو صحو في وقت متأخر فقد بدأ مغيب الشمس ..
:
:
دخلت غرفة أبن أخيها لم تكن موجوده ...وقفت أمام نافذة الغرفه الضخمه ..
مغيب الشمس ترك لمعانا ذهبيا على المسطحات الخضارء بجوار المكان ..
همست نفسها لنفسها ..."لربما ما اعيشه حاليا هو استجابة الله لدعواتي ..بوسعة الرزق والسند القوي ...يبدو بأنني دعيت كثيرا حتى أحضى كل هذا ..."
:
:
فُتح باب دورة المياه فألتفتت اليه كانت كادي ويبدو بأنها للتو أنهت استحماها حيث انها مجهده للغايه ...
:
:
أبتسمت لها فبادلتها تلك أبتسامة الاعجاب ..."اش هالحلاوة ياعمه ..."
:
:
تأملتها بصمت ...ألفتت تراقب الغروب ...
أستغربت صمتها ..تأكدت من خلو ذهنها ...."عمه ...أكلمك ...عمه؟؟"
:
:
ألتفتت اليها بعدما ايقضتها تلك من سرحانها بأصرارها ....
أبتسمت بشرود ...ومن ثم همست وهي تعيد نظرها الى الافق الذهبي ...."اليوم كان موقعي غريب ...الكل عاملني اني كبيرة قومهم ...وانا قبل ..."
:
:
سكتت وهي تسرح بنظراتها ....وقد عرفت كادي ماكانت تقصده وهن من همشهن المجتمع منذ مده طويله ...
:
:
راقبت سياره تقترب ...عرفتها لمن ..الا يمل من كثرة الترحال في نفس اليوم يذهب الى حائل ويعود في هذا الوقت الموجز ...
:
:
أبتعدت عن النافذه وهي تقترب من كادي ..جلست على السرير ...أخذت فرشاة شعرها من يدها ..ومن ثم همت في تسريح شعر أبنة أخيها فلطالما اعطتها الامومه رغم فرق السنوات القليل بينهن ...
:
:
كانت تحرك رأسها سارحه لتسهل على عمتها تصفيف شعرها الرطب ..
:
:
همست لها ..."عمه ..تعرفين انه في خوف وحماس في قلبي ..."
:
:
صمتت تلك ولم ترد ...وعنت بصمتها الانصات ....
أكملت تلك .."خوف من العمليه والمستشفيات والعلاج ...وحماس لتغيير ..للحياة الجديده ...فهمتيني ياعمه .."
:
:
همست تلك لها .....وقد شاركتها شعورها ...."تعرفين لو كان في ظروف نفسيه غير ...كان وضعنا هذا جيد ومرضي .."
:
:
هزت كادي رأسها بالايجاب ...."صحيح ..عمه بس المكان هنا يخوف مليان أسرار وسكوت ...عكس بيتنا في مكه وبيتنا في المدينه ...كانت جدراننا صغيره و بذكريات بس بدون اسرار..........صح؟؟"
:
:
رفعت عمتها احد حاجبيها ...."قابلت اكبر اولاد ثلاب ....وكان غريب وناقم ...وحتى انا مارحمني وهو توه يعرفني ...وواضح هو واخوه عياد بينهم قصص كبيره ..."
:
:
غضنت كادي جبينها ...."غريبه كيف يجي ذا الوقت ..."
:
:
سألتها عمتها بأستغراب .."ليه ...؟؟مو بيته ؟؟"
:
:
هزت كادي رأسها بالنفي ...."عذبى قالت لي هو منفي من الشيخه ويعيش في الرياض...."
:
:
أقشعر جسدها لقسوة حساتهم الفارهه ..."أعوذ بالله احد بهالزمن ينفي ولده ..."
:
:
قالتها وهي تفكر في ذاك الجليدي الغامض ..من ينفي ولده أي حنان يحمله في قلبه ...لكن يبدو بأنه ليس ذاك المنفي للغايه فكيف يشارك اخوته وجدته الجلوس ..وكيف يأتي للمنزل ان كان منفيا يبدو بأن كادي لم تفهم الموضوع ....لكنه قال قبيل خروجه" سلموا لي على شيخكم "
لماذا يرسل السلام لأبيه بهذه الطريقه ..
غريب ..ولماذا ثلاب رفع سماعة هاتفه لعياد في ساعه واحده ثلاث مرات ...لماذا ليس له ؟؟يبدو بأن هذا جواب لتساؤلي ...؟؟وما علي أنا؟؟المطلوب مني هو أن اتأقلم مع ما علقت فيه ...؟؟تماما كما تأقلمت مع مصائبي القديمه ....هذه الوضع وهذه الحياه رفاهيه عند ما عشته سابقا لكنها متعبه نفسيا للغايه ..
:
:
كانت قد سرحت شعر أبنة اخيها في جديله طويله ..وقفت وهي تقبل رأسها ..
"حبيبة عمتها ....ربي يحرسك وين ماتروحي ..."
:
:
أتجهت الى الباب ..و كأن لتمايل خصرها مالت الحيطان تنهدا وضعفا ...
أبتسمت قبيل خروجها ....وبتشمت غريب.."دحين صار عندي مسؤليات ...اتوقع ثلاب وصل ..أروح اشوفه لعل وعسى اعرف اتفاهم معاه لحظه ..."
:
:
غضنت كادي جبينها ....وبوجع ..."حتى ثلاب ياعمه ؟؟"
:
:
هزت تلك رأسها بالنفي ..."ياعمري الرجال مو صعبين لكنهم اقوياء ...الله يعيننا ...وثلاب تعب بطريقه ثانيه ...واصلا دوبني عرفته لازم لي شهور عشان اعرف اتكلم عنه ..."
:
:
أبتسمت لها كادي ...وبثقه ..."عمه انتي قويه انا ما اخاف عليكي ...وان شاء الله بس يعرفك على حقيقتك بيعشقك ما ؟؟"
:
:
أبتسمت تلك ...لحالمية ابنة اخيها ..."حبيبتي العشق اخر المطالب ...نبي احترام بس.."
:
:
:
أبتسمت لها كادي ..."عمه لا تكابرين العشق روح جديده ..."
:
:
هزت رأسها بعدم اقتناع ..."العشق وجع قلب ....اروح لثلاب اوجع قلبي وارجع لك ....سلام ..."
:
:
::::::::::
:::::::::::::::::::::
نزع ثوبه ما أن هم بدخوله الغرفه ..فتح باب مكتبه ..الملحق بصالة الغرفه ..
فتح جهازه المكتبي ..ومن ثم توجه الى دورة المياه ..أخذ حماما سريعا فهو لا يتأني في أي شيء حتى لايفوته ركب حياته واعماله وشؤؤن قبيلته ..
:
:
ترك باب مكتبه الواسع مفتوحا ..حتى لم يكلف نفسه اكمال ارتداء ملابسه ..أكتفى ببنطلون المنامه ..و وضع المنشفه على كتفه الايسر ...ولازالت خصلات شعره الرماديه تتسرب المياه منها على رقبته ...
:
:
محدقا في شاشة جهازه الكبيره ..لفته صوتا في المكان ..رفع رأسه ..كانت أخر من توقع وجودها هنا ..فهي كما يبدو كانت تنتظر اللحظات لتفارقه ..
:
:
راقب رقتها ونعومتها التي لم يرى لها مثيلا ..
تأملها وهي تنحني لترفع ثوبه الاسود من على الارض ..
:
:
كان موقعه يسمح له بتأمل تحركاتها داخل غرفة النوم ..
نظفت جيوب ثوبه ..واخرجت مستلزماته واضعتها على طرف التسريحه ..
:
:
أختفت عنه للحظه..ومن ثم عادت بكامل ملابسه التي نزعها في يدها ...
دخلت دورة المياه ومن ثم خرجت خاليه اليدين ..
أختفت للحظه اخرى ..
ألا انها عادت وفي يدها ثوبه البني وغتره سكريه ..علقتها قريبا من الباب لتسهل عليه خروجه ..
:
:
أستغرب فعلها فلم يفعلها احدهم من قبل له ..بينما هي قد اعتادت هذا الفعل مع ابيها وزوجها ..
:
:
وقفت أمام المرآه ..فتحت دبابيس شعرها ..وتركته لينهمر على ظهرها فحجب عنه أنحناء خصرها ..
مسحت الروج ..وأستبدلته بلون أخف ..هي تعلم بوجوده هنا لكنها لم تلمحه بعد ..
جمعت شعرها وازاحته على كتفها الايسر ..جرت سحاب فستانها ..ومن ثم اتجهت الى الخزانه ...وقد كان يراقبها متناسيا مابيده ..
أنه فضولي اتجاها ..وكأنه لم يرى انثى قبلها ..ناهيك عن الاربعة عشر سنه عزله ورهبنه ..لقد كان لايجد للانثى وقت في حياته ..الا ان هذه غريبه و مدلله بشكل مترف ..في كل حركاتها وصوتها ..
من من نساءه الثلاث قبلا ...لبست يوما امامه قصير ..او كشفت عن كل ما رأه من هذه ..فربما هو يرى كل هذا للمره الاولى ..من من زوجاته كانت تملك كل هذه المقومات ..كن خجولات وتقليديات للغايه ..أي نعم هذه خجوله لكن بطريقه فاتنه..
فهي بالكاد ترفع جيبها لتغطي صدرها بأطراف أناملها فيشتعل جسده ...يالجمالها ليته شاعرا ..كان لن يبخل في حقها ابدا ..
ألا انها غامضه وصامته ..كلما تذكر فورتها عندما لم يسمح لها بالسفر مع كادي ..من تجرأ يوما ورفض طلبه ..
هي ..
من تجرأ يوما و أزعجه في السرير ..
هي ..
من تجرأ هو يوما ونزع له ملابسه ..
هي ..
في هذه الايام القليله كسرت له ثلاث من قواعد كان يسير عليها طوال حياته ..
هذه الجميله متعبه ..
:
:
تأمل الفراغ وهو يرتشف من قارورة الماء أمامه ..
بانت له مره أخرى ..تأملها للحظه فشرق بالماء ..تنالك نفسه ..
بينما هي انتبهت لوجوده ...
فبانت له ملامحها أكثر وهي تقترب منه ..مالذي تنوي فعله لماذا تظهر بهذا الشكل امامي ...لربما لانها زوجتك او شيءمن هذا القبيل ؟؟....
:
:
أعاد نظره الى شاشته بأقترابها ..
وقفت في الجهه المقابله للمكتب وقد غرق برائحتها الرقيقه ..
حدثته ولم يرفع عينيه ...
راقبته محاوله الترقب منه ..الا انه حصينا ومهيبا للغايه ...سألته بود ..."الحمد لله على السلامه ...كيفك؟؟"
:
:
هز رأسه لها بالايجاب وهو لازال محدقا بجمود في الشاشه ..
همست له بخجل من وضعهها معه ..."تبي شيء؟؟قهوه أي شيء..؟؟"
:
:
رفع عينيه لها تأملها دون ان يرفع عيينه لعينيها ...ومن ثم هز رأسه بالنفي ....."سلامتس ..."
:
:
هزت راسها له بالايجاب وهي تعطيه ظهرها مبتعده ...كره ابتعادها ..فناداها ...
:
:
"سلطانه ......"
:
ألتفتت اليه .."هلا ..."
:
:
كادت ان تنسى وجوده وهي غراقا بالتحديق فيها الا انه نطق مؤخرا ..."اليوم ان شاء الله الساعه ثلاثه رحلة البنيوات ..بلغي بنية اخوتس ..."
:
:
لقد أستسلمت من ناحية سفر كاد لولا شوقها الذي تأجج منذ الان ..
همست له ..."حاظر ..تبي شيء ثاني ..."
:
:
هز رأسه لها بالنفي ...تسائل ..."انتي تبين شيء؟؟"
:
:
أبتسمت له بطريقه كاد قلبه يذوب لها ..."سلامتك ..."
:
خرجت من المكان شدد على قبضته ..أخذ نفسا عميقا وتمالك نفسه وهو يعود مشتتا لما كان يحاول التدقيق به ..
فقميصها الاسود الطويل كاد يوقف عقله ..
:
:
لم تعرف ماذا تصنعه ..ولن تعود الى كادي الأن ..فقط ستمارس السكون والصمت ...لفتها باب لم تلاحظ وجوده قريب من باب الجناح الرئيسي ..فتحته كان مطبخا صغيرا ومتواضعا فقط لأعداد القهوه وحفظ المرطبات ..
تحتاج الى قهوه حقا ..
أعدتها سوداء مره ..واعدت كوبا اخر لا اراديا ..
:
فكرت للحظه ..بدل ان تمارس السكون والصمت لوحدها في الصاله امام التلفاز لماذا لاتذهب عنده ..لتعوده على وجودها الذي لم يستوعبه على مايبدو ..
:
:
دخلت مكتبه ..كان محدقا في شاشته لم ينتبه اليها ..تأملت المكان البني الرسمي حولها ..
أقتربت من مكتبه واسعه قد غطت الحائط ..الكتب هنا كلها سير شخصيات مهمه ..وأصدارات الارشاد في الادارة البشريه ..واحصاء ..واشياء ممله .الا اخر الركن الايمن ..كانت كتب أدبيه قديمه ..
ومؤلفات شعراء شبه الجزيره العربيه ..
كانت تحمل هاتفها في يدها .وهي تقف امام المكتبه ..ألتفتت اليها ..كانت تعطيه ظهرها عدلت شعرها ففضحت ستر ظهرها من فتحة القميص الواسعه ..
:
:
رفع رأسه وأغلق نافذة عمله ..وتركه على شاشة التوقف ..
تأمل هدوءها المترف الجارف حوله في المكان هذه اول انثى تكون في مكتبه ..
و أي أنثى حجازيه تغزل بها أمرؤ القيس قبلا ..
وضعت هاتفها على طرف مكتبه وهي تجر مؤلف بدوي لفته غلافها ..
جلست أمامه بصمت ..
:
:
مدته بكوب القهوه قريبا منه ...وفتحت الكتاب اعتدلت في جلستها بهدوء وفتحت الكتاب ...
أخذ كوب القهوه وهو يبتسم لملامحها وهي تقرأ ..
أستغربت للحظه ..رفعت رأسها كان يتأملها ..
أبتسمت له ...رفعت الكتاب ..."عمري ماقرأت أو سمعت قصيده للسديري ..ماتوقعت هذا اسلوبه ..؟؟"
:
:
أبتسم لها بأيجاز ..لا يعرف ماذا يرد عليها ..أنها تتكلم بطريقه وكأنه تحيط من امامها علما فقط وترفض النقاش ..وكأن الحديث لا يليق الا بها في حضره وجودها .....
:
:
أعادت نظراتها للكتاب ..ألتفتت الى هاتفها الوردي المهترئ بالقرب منه ..
:
أعاد نظره اليها ..
كانت تغلل أناملها في شعرها وهي مستغرقه في القراءه ..
شعرها جميل و ملفت للغايه ..أسود حالك و بتموجات قريبه من بعضها ...انها بدويه بكل مافيها الا ان مازادها كل هذه الرقه والدلال الفطري الا انها حجازيه ..
وما نساء الحجاز الا فتنه رجال المملكه أجمعها ..فقد ضرب المثل بجمال روحهن وعفوهن ..
:
:
لعبت في ورقه بين اطراف اناملها ..ألتفتت اليه ..."الفاظه صعبه ..."
:
:
هز رأسه لها بالايجاب .."مهجورة .."
:
:
تمتمت ..وهي تعيد نظرها للكتاب ..."أمممم .."
:
:
سألها بود غريب ..."سلطانه تروحين معاي قطر ؟؟"
:
رفعت رأسها اليه مستغربه ...."مو هاذي الخطه ؟؟"
:
:
أبتسم لها بطرف شفتيه انه حتى لايفصح عن ابتسامه كامله ...
ارتشف من قهوته والازال يتأملها ....
"مهرتس يسد ؟؟"
:
:
رفعت رأسها اليه وقد تغيرت ملامحها ...تلعثمت..."مبالغ فيه .."
:
هز رأسه بالنفي مقتنعا بأعتقاده ..."مهر مرة الشيخ ثلاب ...وباقي مهرتس مابعد وصل ..."
:
:
هزت رأسها له بالنفي ..."ثلاب انا مايهمني أي من هاذي الماديات الحمد لله وبتعالج كادي ...في احسن من كذا ..ولا اغلى من كذا ..."
:
:
حدق في همسها الرقيق والراضي مشدوها ..هز رأسه بالنفي مبتسما لنفسه ..."لا والله حرام فيتس هالماديات مهر ...حقتس وزن روحتس ذهب .."
:
:
أتسعت حدقتيها لقوله ..وقد تغيرت نظراته اليها تغيرا تاما ...كيف يبوح بهذا التغزل فجأه ..
ماهذا الرجل الغريب للتو لم يطق وجودي معه ..
أعاد نظره لشاشة جهازه وكأنه لم يقل شيئا ..أو يصدمها بقول لم تتوقعه منه أي ثقه تعتريه ..
:
:
وقفت لتعيد الكتاب لمكانه ..وهي تحيطه بنظراتها ..
سألته بهمس ...وكأنه اصبحت تخاف من ردات فعله فقد ذابت قدميها لقوله توا ..."ثلاب ..أستأذنك اروح لبنت اخوي اللحين .."
:
:
تجاهلها بنظراته كالعاده ...وببرود ..."اول زهبي أغراضتس رحلتنا الساعه 11 بالليل ....وخذي راحتس بعدها ..."
:
:
أتسعت حدقتيها لقوله ..يعني بأنها ستذهب قبل كادي ولن تستطيع توديعها ..
:
:
أشارت بسبابتها بأستغراب ..."اليوم في الليل ..؟؟"
:
هز رأسه لها بالايجاب ..."أن شاء الله ..."
:
خرجت من المكان وهي تتناول هاتفها وكوبها دون ان تتحدث او تعترض ..كره خروجها وأحس المكان خاويا ..
:
:
أرتدت معطف قميصها الاسود الطويل بعدما جهزت حقيبتها وحقيبته ..دون أن تسأله ..خرجت من المكان بهدوء ..
:
:
دخلت غرفة كادي ..كانت كادي تجلس على كرسيها مقابله النافذه وقد خجت صلاة المغرب للتو ..
لماذا لم يصلي ذاك اتراه قصرها في طريقه وما دخلي انا ..حاقده عليه مجددا ..
:
:
همست لها .."كادي حياتي اليوم الساعه 3 بالليل رحلتكي .."
:
رفعت رأسها لها بأستغراب ..."دحين ..اليوم ...؟؟"
:
دخلت عذبى مبتسمه ...."مساء الخير ..."
:
بادلنها الابتسام لروحه العذبه كأسمها ..
أبتسمت لهن .."تدرون طيارتنا اليوم ..؟؟ماكنت متوقعه الامر يتم بهاذي السرعه انا ابدا دراسه الاحد الجاي ...؟؟"
:
:
رفعت سلطانه أحد حاجبيها بأستغراب .."طيب ..احس في امور كثير لسى الواحد ما انجزها ...."
:
:
هزت كتفيها بعدم مبالاه ..."يابعد روحي عايدي ...قدامتس انا متعوده على تورنتو قضيت فيها اربعه سنين دراسه ومايحتاج وفياض ارسلي لي لوكيشن البيت لاني بعت شقتي اللي هناك ..وارسلي لوكيشن المستشفى والمعهد اعرفه درست فيه قبل كذا ..."
:
:
أتيعت حدقتي سلطانه بخوف ..."وفياض مو رايح معاكم ..."
:
:
هزت رأسها بالنفي ..."لا فياض اكيد مو رايح ما عمر فياض سافر معاي ..هو بس زبط امور المستشفى والعمليه ...واكيد بيطل علينا كل مده ..يطمن ..شغله مايقدر يا في السفاره في لندن يا وزارة الصحه في الرياض ..."
:
:
:
وضعت يديها على قلبها ..."ياويلي بنات لحالكم هناك ...بلاد غرب تخوف ..."
:
:
أبتسمت لها تطمئنها ..."ياعمري والله امان لا تفكرين كذا ..وبعدين وجود فياض ماراح يريح كادي.."
:
:
أبتسمت كادي ..."ياعمه عادي ماعمرنا كله راح وحنا لوحدنا في المدينه ..."
:
:
أبتسمت عذبى معتزه ..."بعدين معا انا ..وكثير عوائل عربيه وهنديه بعد بنيت معا علاقه اجتماعيه هناك وماراح نضيع ...ان شاء الله ..."
:
:
دمعت عينا سلطانه ..."وعمليتها متى ؟؟ طيب انا مو معاها ؟؟"
:
:
أحتضنتها عذبى ...وبحنانها .."لاتبكين يالشيخه ..عمليتا يوم السبت ان شاء الله ومعا انا ومعا جاملا مو تاركينا لحظه لاتصعبينا ياسلطانه والله كادي بتنبسط هناك ...وان شاء الله بترجع لتس واقفا وطيبا ومعافيا ..."
:
:
:
أنهمرت دموع سلطانه التي تجلدت بالقوه كثيرا ..لكنها لم تفارق ابنه اخيها يوما ...أقتربت منها كادي واحتضنت كفها ..
وقد أعترى كادي برود غريب ..وكأن الموضوع لايخصها ..
لقد أعتادت على اعاقتها ولم تكن تتوقع بأنها سوف تتحرر منها يوما ...
وتأقلمت مع كل هذا ..
كل الايام متشابهه وكل الاحداث متماثله ..
:
:
شددت سلطانه على يد كادي وهي تمسح دموعها ..تركتها عذبى فأحتضنت كادي وهي تهمس لها ...."ياروحي ...ياروحي ياريحه اهلي ..."
:
:
أنتصبت واقفه وهي تمسح دموعها ..."عذبى اقولها كثير بس ما امل من قولها ...كادي امانتك ياعذبى ...أنتبهي لها ولاتخرج من البيت الا للمستشفى وفي المستشفى لا تقعد لحالها ..انتبهو لها ..طيب..الله يخليك لك كل غالي ياعذبى بنت اخوي امانتك ..."
:
:
أبتسمت لها عذبى ...."من عيوني ياروحي والله لا انتبهلا ..والله بيحرسها ان شاء الله ..."
:
:
تأملت كادي ...ومن ثم همست ..."أن شاء الله ...."
:
:
التفتت حولها .."وينها جاملا بوصيها ...."
:
:
أبتسمت لها كادي ..."ياعمه لا تصيرين كدا ..الفرق الوحيد انه راح ابعد عنك وبس مافي شيء جديد ..."
:
:
دمعت عينيها ..."انا بروح مع ثلاب قطر الساعه 11 رحلتنا ...]عني لازم امشي على القليل عشره ...ما اقدر اروح معاكي للمطار .."
:
:
أبتسمت لها كادي ..لتطمئنها ..."لحظات ماراح تفرق صح ياعمه ..لاتخافين عليا ياعمه ..ان شاء الله امري كله خير ومعايا جاملا وعذبى ..وبالعكس حروح مكان جديد وجو جديد ..اكيد حأكون بخير ان شاء الله .."
:
:
مسحت دموعها أخذت نفسا عميقا وقد تغيرت ملامحها.."والله مو قادره اسيبك ياعمري ...مو قادره ابعد عنك ..ياربي صبرني ...من ذحين بدأ البكا .."
:
:
حاولت عذبى ان تهدئها ..."سلطانه ان شاء الله اذا فضي ثلاب بياخذتس يمنا ..وبتشوفينا و بتقر عينتس ..وبتطيب وبتاقف على راستس ..."
:
:
تسألت بحزن ..."طيب هناك برد ..؟؟اش الم لها اغراض .."
:
:
مالت عذبى رأسها بقل حيله ..."يا سلطانه حنا نبا نروح تورنتو ..مدينه اش كبرها مو قطعه ...الله يصلحتس .."
:
:
ألتفتت حولها تشتت نظراتها لتوقف دموعها..."بس لازم الم اغراضها .."
:
:
عارضتها "خلاص عمه انا الم اغراضي ..."
:
هزت رأسها لها بالنفي ..نهرتها بلطف ..."أسكتي قلت انا بلمها .."
:
:
أبتسمت عذبى وهي تتجه الى باب الغرفه .."اجل انا اترككم اللحين بروح انا بعد ازهب عمري و أكلم اهلي .."
:
:
أتجهت الى غرفتها وقد ألمها قلبها على سلطانه للتو ..
فتحت غرفتها المرتبه بأتقان واعتياد ..لقد مرت احد عشر سنه منذ دخلت هذا المنزل ..ولازالت الغريبه حتى الأن ..
المكان الذي لم تقتنع يوما في وجودها داخله كل ماتمنته حياه بسيطه ..
انها سعيده للغايه بمراتب علمها التي وصلت لها لم تكن يوما تحلم بأكمالها دراستها ..
:
:
وفياض ...من فياض ؟؟...
متى قضت معاه اكثر من يومان ..متى جلست معه ؟؟متى حدثها أو سألها ؟؟
متى أبتسم لها ..؟؟متى رفع عينيه لها ...؟؟متى أبتسم لها ..؟؟
متى أحتضنها ..؟؟متى أستوعبها ..؟؟فياض مجرد رجل تكشف وجهها له ..؟؟وتعيش مع اهله ..؟؟
:
:
:
تذكرت عندما نهاها يوم زفافها عما لبسته وحذرها الا تلبس أمامه شيء كهذا ابدا وان هذا اخر مطالبه منها ..
:
:
كانت صغيره وحمقاء وألمها ذاك ..الا ان كل هذا لا يهمها الان وتحمل لا شيء في قلبها بأتجاه فياض ..
سوى أصرار امه على الخلفه الا انه عصيا شديد العناد ..
وصامت ...صامت حتى الخوف ...صامت حتى الحزن .. وغامض للغايه ..
بلا أي شعور او اختلاجات او ردات فعل ..
بارد و وحيد ..
لا يرفع عينيه لغير كتابه ..
ولا احد سوف يصدقا عندما ستفصح عن سرها معه ولما عساها ان تفصح ..
انها بالكاد تراه ما لا يتعدى مجموعه يومان في سنه واحده ..
فياض شخص لا يفسر في حياتها ابدا ..
فياض لا شيء ..
ولا حتى أخ لم ترزق بها امها وابيها ابنا ..
:
:
و ان لم يكن لديها ذكرى ..؟؟لم تكن لتصبر على هجر فياض ابدا ...؟؟الذكرى القديمه ...الروايه القديمه التي لن يعرفها احدهم يوما والهجران الاكبر ...؟؟
:
:
:
حزمت حقائبها وجهازها المحمول و اوراقها ..تحممت ومن ثم اندست في سريرها الضخم الوثير الذي لم يضم سواها يوما ..
وذاك يعيش في عزلته في الرياض ..منذ 11 سنه ..انها حتى لاتعلم طبيعة عمله او حتى تخصص دراسته ..
وفياض الان في مشارف انتهاء السابعه والثلاثين ولا زال يتحلى بصمته و بعده ..وكأن الارتباط اجمعه لايهمه ..
:
:
:
صلت العشاء لتوها ولا بأس في القليل من الراحه ..
مدت يدها الى مفتاح الاضاءه بالقرب من رأسها ..وبحركتها التي اعتادت عليها ..
كانت تفتحه وتغلقه مرات عديده متكرره وهي تحدق في الفراغ حتى يداهمها النوم ..
:
:
:
:::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أزعجها ما ترتديه في نومها ..الا انها اصرت على التكاسل ..
فجأه أستقامت جالسه بهلع كان الخارج مظلما ..والمكان هادي وكادي تستريح في نومها ..
رفعت هاتفها ..أنارت شاشته في الظلام ..كانت العاشره الا ربع ..
لم يتبقى سوى ساعه عن موعد طائرتها ..وقفت مسرعه وهي تقبل خدي كادي ..
أنارت تلك الاضاءه بجانبها ..."عمه سلطانه ..."
:
:
أبتسمت تلك لها بين دموعها ..."مع السلامه ياروحي ..أنا خلاص ماشيه ذحينا ...أنتبهي لنفسك ياكادي ..وكوني طيبه وبخير وسعيده وعيشي ...لاتفكرين في احد غير نفسك طيب ..."
:
:
أمسكت كفها تمنعها ...."عمه انا طيبه وتمام والامور ماشيه معايا احسن من ما اتوقع ...انتي يا عمه لاتفكرين كثير وعيشي ياعمه اللي فات يكفي والله يكفي ..."
:
:
أبتسمت لها وهي تقبلها وتحتضنها ..."مع السلامه ياروحي في أمان الله .."
:
:
قالتها وهي تختفي عن نطاق ضوء المصباح متجهه الى الباب...
فتحت الباب ..رتبت هندمها ولازالت تحاول ان تكفف دموعها ..
دخلت الغرفه ..كان ذاك يهم بأرتداء ثوبه ..
ألتفتت لدخولها الهاديء...
همست له ..."أسفه تأخرت ..."
:
:
أختفت عنه متجهه للخزانه ..سمع شهقة بكاءها المكتومه ..
راقبها تخرج ملابسها ..وقد تغيرت ملامح وجهها ..أكمل أرتداء ملابسه بهدوء ..خرجت من دورة المياه ولازال وجهها يحمل بقايا بكاءها ..
:
:
فتحت الخزانه واخرجت عباءه ..أرتدتها في هدوء وقفت أمام المرآه اغلقت باقي ازرار كنزتها ..عدلت بنطلونها الجينز ..ومن ثم اغلقت عباءتها ..
:
:
أخرجت حقيبه وحذائها الذي يبدو مريحا ولا يفضح طولها ..
جمعت فيها اغراضها المتفرقه ..
:
:
وكانت تمسح دموعها كل حين ..
همس لها..."أنتظرتس في السياره ..."
:
:
هزت رأسها له بالايجاب ...كره بكاءها ..من الغير لائق ان تكون انثى مثلها حزينه ..
:
:
راقبته ينزل السلم بخفه ..فتحت باب الغرفه ..كانت كادي تغط في نومها وقد تركت الاضاءه بالقرب منها مضاءه كما تركتها ..
راقبت ملامحها الجميله هادئه ..أبتسمت هذا ماتريد ان تحتفظ به في ذاكرتها ..
أغلقت الباب بهدوء وهي تحيطها بدعواتها في صدرها ..
:
:
لحقته ..كان للتو يهم بالركوب للسيارته ..
ركبت بجانبه ..عدلت فتحة نقابها المبلل بدموعها ..
أخرجت مرآتها ..مسحت بقايا كحلها ..ورتبت هندامها ..
كان يتأمل هدوءها الجارف ..
توقف في اشاره ..ألتفت الى المقعده الخلفيه ..ومن ثم مدها بهاتف فخم وثمين عرفت قيمته قبلا ويستلزمها راتب اربعه اشهر لتشتري هاتفا كهذا ..
همس لها ..."جوالتس ..شريحته وسطه ..عاد بتغيرنها كيفتس مشي حالتس فيه اللحين ..."
:
:
تناولته منه بهدوء ..تأملته بصمت ..قلبته بين اناملها ..انه غريب بين يديها تماما كحياتها الجديده ..
ألتفتت اليه كان مركزا على طريقه ..
لم تفهمه للحظه ..انها حزينه ووحيده للغايه ..وقد جربت من قبل مايعنيه حنان الرجل ..الا ان نايف قد دمره سريعا ..
وتعرف ان لا حنان هناك يوازي حنان زوج صالح ..
فلقد راقبت حنان ابيها على امها طوال تلك السنوات ..
:
:
ألتفتت اليه هامسه ..."ثلاب ..قولي ؟؟"
:
:
أبتسم لها ...أبتسامته لاتشبه ابتسامة البقيه ..فقط بسيطه وجانبيه وتخفي الكثير ..."أمريني ؟؟"
:
:
هزت رأسها بقل علم ..."قولي أي شيء ...ثلاب ..شما ..قبيلته ..أي شيء .."
:
:
صمت للحظه مراقبا الخط ...انها تطلب منه ان يتحدث انها تفاجئه بكل ما ينم عنها ..."ثلاب شيخ ..شما جنته ..قبيلته عزوته .."
:
:
هزت رأسه بالايجاب لايجاز قوله ..."الله يرحم شما .."
:
:
ترحم عليها هامسا ..تذكرت للحظه محور حديث جديد ...."قابلت اولادك اليوم ..ماشاء الله يخليهم لك ..جسار مشي بدري..بس ..قابلتهم ..."
:
:
راقبت اختلاج محياه عند قولها جسار فلم يفصح عن أي شيء ...هز رأسه لها بالايجاب ..."وكيف ؟؟"
:
:
أبتسمت تحت نقابها بتشمت .."ماعجبتهم .."
:
:
هز رأسه بالايجاب مجددا "بيتعودون على شيختهم ..قبلتس شما ..."
:
:
تأملت الطريق مطولا بعد قوله ومن ثم همست بما يخنق صدرها ...."شما صعبت عليا أي شيء ..صعب اني اخذ مكانها ..."
:
:
سكت سارحا في في طريقه ومن ثم اعقب لقولها ..."الله يرحما ..لاتقارنين حالتس فيها ياسلطانه ..لو بتقارنين نفستس فيها قارنيها بأم جسار و هدى قبلها ...كل وحده منكن وضعها معاي غير .."
:
:
أتسعت حدقتيها لقوله ..لقد ارتبط بثلاثة قبلها ..ومن هدى هذه ؟؟
:
:
الا انه اراحها بقوله ..ان لاتقارن نفسها بشما ..ولكنها زوجته واختها هذا يكفيها ليوترها ..
:
:
شاركته صمته المهيب طوال الطريق ..وكلما حاولت التقرب منه كلما صدها بطريقه اقوى ..فالحديث معه صعب بالكاد يرد عليها بكلمه ..
:
:
::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::
كانت لازالت نعسه وهي تراقب السائق يدير محرك السياره ..الجو بارد للغايه الا انه هاديء ..
لقد اشتاقت لعمتها منذ هذه اللحظه ..ألتفتت لعذبى التي تعلقت عينيها بشاشة هاتفها ..ومن ثم الى جاملا ..أبتسمت لها بدفء الامومه الذي تنشره حولها اينما كانت ..
عدلت من لفة غطاء شعرها فهي على عكس مذهبها و عادات منطقتها لا تغطي وجهها وقد اعتادت على هذا ..
:
:
تأملت ساقيها العاجزه ..أ تراي سأتخلى عن كل هذا وأبدأ في تحقيق احلامي مجددا .. أتراي سوف أعود الى ماكنت عليه ..أتعلم ؟؟أتحرك بحريه ؟؟ارقص ..؟؟واعيش كما ارادت امي وكما أوصتني عمتي شما ..
:
:
:
وغدا سيكون غدا مهما فعلنا ... علينا فقط ان نفعل كل مانسطيع فعله اليوم ...
لنتعلم ان غدا يوما أخر وحياه أخرى ..
:
:
:
:
:
تمت بحمد الله ..
ولي بكم لقاء قريب ان شاء الله ..

لامارا 12-04-18 05:36 AM

الجزء الثالث عشر ..
:
:
"أهديتها قبله .."
:
:
لقد أتخذت أطول رحله بأمكانها ان تفكر فيها يوما ..كانت الطياره متعبه للغايه ..ووضعية الجلوس التي حتمها عليها المكان ..
:
:
يبدو بأن عذبى معتاده على كل هذا ..جاملا أيضا تغط في نوم عميق ..
الا هي راقبت الطياره المظلمه ..الا من اضاءات خفيفه ومؤشرات لا تفهمها ..
:
:
عدلت الغطاء فوق رجليها ..فتحت غطاء شعرها وأعادت ترتيبه ..
أرتشفت قليلا من قارورة الماء امامها ..ملل غريب ..
وترقب اغرب ..
:
:
أخذت نفسا عميقا وهي تشدد من احتضانها الغطاء ولا سوى النوم مؤنسا لها ..
وقد كانت الرحله متعبه من الجوف حتى الرياض ومن الرياض حتى ابو ظبي ومنها الى تورنتو ..
من ابو ظبي الى تورنتو قد يستغرقها اربعة عشر ساعه ونصف ولم يمر منها سوى تسعه ساعات ..
:
:
تشتاق الى عمتها للغايه ..أ ترى ماللذي تفعله الان ...أتمنى لو أنها بقربي حقا ..
لكنني سأستغل طريق سفري في الدعاء اليها عمتي لا تستحق سوى هذا ..
الدعاء ..الكثير منه ..
:
:
:
أستسلمت للنوم الممل وهي تراقب انعكاس الانوار الصغيره على زجاجة نافذة من يقابلها ..
:
:
:
:
:
:
:
:::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::
تقلبت في سريرها الفاره متضايقه ..ألتفتت الى مكانه لم يكن موجودا ايعقل بأنه لم يعود حتى الأن ..
:
:
خرجت من الغرفه ..كان يجلس كعادته عاريا الصدر يقلب اوراقا في يده ..
والتلفاز أمامه مختوم الصوت يشير الى ارقام في شاشة زرقاء ممله ..
:
:
راقبته يدلك جفنيه بتعب...رفع شاشة هاتفة يبدو بأنه ينتظر شيء ما ..
لم يلحظ وجوده بل عاد ليحدق مدققا في اوراقه التي لاتفارقه ابدا ..
:
:
ظلت تتأمله ..أنه الاسمر البدوي الاكثر وسامه ..لطالما كان رجال الشمال غرباء في موطني خليط بين العراقيين والاردنيين ..
هاماتهم مميزه ..أصواتهم جهوريه لايشابههم سواهم فيها ..
وهذه الهيبه الاميريه الغريبه التي يحملونها وميلة عقالهم ..
..
..
أغمض عينيه لوقت طويل يبدو بأنه منهكا للغايه ..
فتح عينيه على حركه بجواره منذ عودته كانت نائمه ..
تأمل جمالها بقميصها العودي الفاتن..
كانت تبتسم له ..مدته بكأس عصير في يدها ..
جلست بجانبه ..
ولازال مشدوها لقربها ..
هي لاتعلم لماذا تفعل كل هذا ..أنه تنفر منه ومن وضعه ..لكنه كشخص يجذبها للغايه ..
بحركه سريعه أعتادتها في عملها ..أغقلت اوراقه التي امامه ورتبتها بين اناملها الطويله زز
نقرت بها على الطاوله لتسويتها وابعدتها لأقصى الطاوله ...
نهرها بلطف ..."يابنت ..."
أبتسمت له وهي ترفع أحد حاجبيها ...."ياتنام ..ياتجلس معايا شويا ....برى شغل وجوى شغل مايصير كذا ........"
:
:
و ما همها..؟؟لماذا تفعل كل هذا لماذا تتقرب مني انا حتى لا اعرفها وكل هذا يضعفني كل هذا التميز و والافعال التي لا يبادرني بها غيرها ..
تضعفني ..
:
:
ألتفتت اليه وهي تعدل شعرها ..
أعتدلت في جلستها ..وبلكنتها الجميله ..."ايوا ياسيدي ؟؟...."
:
:
رفع احد حاجبيه بأستغراب ......لقولها ..."سمي .."
:
:
أبتسمت للكنته بدورها ..."أقصد بأيوا ياسيدي يعني اترك دفة الحوار لك ..."
:
:
مرر يده في شعره بشبه أبتسامه ....سكت للحظه .."أبد مامن جديد ..على حطة يدتس .."
:
:
أشارت على اوراقه تحاول سحب الحديث منه ...."أش فكرة مشروع جبل عمر ..؟؟"
:
:
نظر الى اوراقه ...رد عليها بهدوء..."جبل عمر مشروع شبه منتهي لي "
:
:
لعبت في طرف شعرها وهي تراقب حركة شفتيه عندما يتحدث بأقتضاب وكما يبدو بأن الحديث غير مريح له ...همست متسائله ..."في غيروا مشاريع في مكه ؟؟"
:
:
هز رأسه بالايجاب وطغت عمليته عليه ..."في شعبين راح نحولها ...لمباني حديثه .."
:
:
رفعت احد حاجبيها متفكره ..."شعاب مكه اثريه ..وبدون الشعاب مكه مو مكه ؟؟"
:
:
هز رأسه لها بالايجاب وقد كانت هذه فكرته منذ البدايه ...
أكملت ...بطريقة تفكير ناضجه .."بس ..نحنا نقدر نستنسخ فكرة دبي ...هما سوو فنادق و مباني حديثه بطريقة مدنهم زمان ..نحنا اش نسوي نزيل العشوائيات ..طيب ..والتراثي نرممه ونحافظ عليه في جزء وسط هذا المبنى الحديث ..ممكن نحوله متحف ..مزار...سوق ..قرية ثقافيه ..أي حاجه صح يا ثلاب ؟؟"
:
:
بهت لتفكيرها الانمائي والxxxxي الذي يشابه فكرته التي يود طرحها على المستثمرين ..
سألها بفضول والاعجاب يعلو محياه .."أش دراستس أنتي ؟؟"
:
:
هزت رأسها بلا مبالاه ..."ثانوي ودورة أكسل ..."
:
:
سألها متحسرا .."وليه ماكملتي ..معدلتس ناقص ...؟؟"
:
:
هزت رأسها بالنفي وهي تحدثه بريقه بديهيه تتذكر بها الماضي .."ماقدرت ابوي وكادي و نايف ...واشياء كثير ..كان احمد ربي اذا قدرت اطلع لابوي ..."
:
:
يبدو بأنها اسهبت في حديثها دون قصدها ..
راقبته يتأملها بشيء من غضب ..
غللت اناملها في شعرها وهي تعض طرف شفتها السفلى ... شتت نظراتها في المكان..أي حماقه ارتكبتها كيف تذكر سابقه امامه ..
لن يرضاها ابدا ..
:
:
تنهدت وهي تشعر بقربه لقد فقدت هذا الشعور منذ زمن ..
أزاح شعرها عن رقبتها..قبلها بهدوء كادت تذوب له ..
:
:
ألا ان رن هاتفه فجأة ..تجاهله ..وهو يغرق بقربها ..
أصر هاتفته بالرنين ..
تلقفه ليصمته ..الا انه وقف فجأه وهو يرد ..أبتعد عنها ..
:
:
:
كانت لازالت تحت تأثير قربه وقد اضطرب نفسها و يالقربه ..
كاد ان يوقف قلبها ..
:
:
سمعته يهدد ...."دور لي اقرب وقت رحله للجوف ولا بعود بالسياره ...."
:
:
أغلق هاتفه ومن ثم اعاد طلب رقم ما ...لم تفسر غضبه و وهيجانه ....انتظر لحظه ومن ثم أمر ..."انا رايح للانبار زهب لي اللي قلت لك ..وجسار ...جسار لا يدري ..."
:
:
صمت للحظه ومن ثم نهره ..."أقهرهك بالله باخذ الشيوخ كلهم معي ..معتاد وبس ودقي على فياض طلعه من تحت الارض ..قله الشيخ علي جاله ولد والشيخ ثلاب يطلبك اللحين تجيه ...تسمع ..."
:
:
:
أعاد طلب رقم أخر ...أجابه ذاك سريعا ...حدثه بأستعلام ..."دريت ياعياد؟؟"
:
:
صمت لبرهه .."جسار لا يدري ولا اومي تسمع ..."
:
:
سكت للحظه ومن ثم شدد على فكيه ..."اومي مين قالا ..كيف وصلا الهرج ...؟؟على العموم قريب وانا عندكم في سكاكا ...لا وصل جسار امسكه ..."
:
:
أغلق هاتفه ..وقف في مكانه للحظه وهو يدلك جفينه بيده محتارا ..
ألتفتت اليها كانت حدقتيها متسعه تراقب انفعاله ..
همس لها ..."زهبي اغراضتس يا سلطانه ...راجعين يم سكاكا..."
:
:
كاد ان يمنعها ارتجاف رجليها من ان تقف لتلبي أمره ..
الموقف منذ بدايته كان غريبا ..
من اقترابه المفاجيء منها حتى ثورة غضبه ..
كان يتحرك حولها بسرعه وهو يجمع اغراضه وحاسبه واوراقه ..
:
:
رن هاتفه ..رفعه للحظه ومن ثم التفتت اليها ..أمرها بهدوء يعكس دواخله لكن كره ان يشركها في ثورة غضبه وهي تجهل كل مايحدث ...
"أذكري العجله ياسلطانه رحلتنا بعد نص ساعه .."
:
:
شعرت بأنهاك يفتت ساعديها وظهرها وهي تجلس بجانبه في مقعد الطياره ..
لقد كان كل هذا في لحظه ..للتو كانت تستلقي في سريرها مرتاحه ..
لقد قضت معظم وقتها معه في الرحلات الجويه ..
:
:
فتحت مصحفها وهي تحيطه بنظراتها ..حركة ساقه الايسر المتكرره تزعجها ..
أيا كان ما يحدث يبدو بأنه مصيري بالنسبه له ..وما هو الشيء الذي يخفيه عن جسار وامه بهذه الطريقه ..
:
:
تكاد لا ترفع عينيها اليه خجله مما بادرها به ..لم تكن تعرف كيف ستكمل لولا ان انقذها الاتصال ..
الاتصال الذي قلب كيانه وهدوءه ..
:
:
:
وجدت نفسها لا ارديا تلهج بالدعاء الى كادي ..
الا انها سهت وذكرت اسمه في دعاءها ..
التفتت اليه قبلته الخاطفه اجتاحتها وبعثرت تفكيرها ..
انه ند قوي لعنادها كان الله في عونها ..
:
:
:
:::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::
سيأخذ فياض ومعتاد معه العراق فقط لن يغامر بأخذ عياد لا لو حدث شيءلكلاهما ستضيع المشيخه ..وان اخذ جسار لن يضمن فعله ابدا ..
:
:
انه منهك للغايه ولكن ليس هذا وقتا للراحه ابدا ..
دخل المجلس كانت امه تجلس اقصاه وقد استحضرت حرقة قلبها القديمه ..
همست له بأمر .."جسار اولكم يا ثلاب ..."
:
:
رفض بعناده ...."والله مايتبعني يوما الكلمه كلمتي والامر بيدي ..."
:
ضربت بعصاءها على الارض ....وبحنق حزنها "الكلمه كلمتي انا ...انا اللي عشت مكلومه على ثلاث شيوخ ..انا اللي راقبت معتاد ينكسر يوم بعد يوم ..الكلمه لي ياثلاب و جسار عيني بينكم ...و والله لولا الحيا كان انا اولكم في المجالس اخذ بحقي من علي ..."
:
:
رفع حاجبه وهو يكتم غضبه فمهما كان هذه امه ...من علمته ان يكون صخرا ..على نفسه قبل غيره ..."يوما الله يخليتس ويبقيتس لا تكسرين لي كلمه ولا ظهر تعرفين انه رضاتس جنتي ..."
:
:
رفعت احد حاجبيها ..وبعينا قويه بلا دموع ...."اموت عليك غضبانه ياولد معتاد ...ان ما قدمتو جسار ..."
:
:
أقترب منها وهو يشدد على قبضتيه حنقا ..."باخذه ..وبيتقدمنا مثل قولتس يمه ...لكن يهبى يكسرني والكلمه لي ..لو كان قوله اللي كان ..وهذاني قلتها يمه ..."
:
:
لامته بتشمت ...."بتعفي عن دم اخوانك ياثلاب ...دم شيوخنا ..."
:
أستغفر بصوت عالي ..."يوما انا اسعى في قضايا الصلح بين القبايل سنين و يوم جا دوري قلت ابا قصاص ...يوما قبايل هاذي ..قبيلتوا وش كبرها من بيمسكا بعدو ...انا ما انام ليلي افكر بقبيلتي ... وما ارضى على غير قبيلتي ..باعفي لاجلي ولاجلتس يوما ولاجل ابوي ..وعقاب الدم عند رب العالمين واقف ليوم الدين ...وحسابوه بيلاقيه عند ربوه..."
:
:
تنهدت بتعب ..."جسار اولكم يا ثلاب ..جسار اولكم ..هذا ولدي اللي ماعرف وجع قلبي غيرو .."
:
:
جلس بجانبها ..رمى جسده بتعب ..لقد علمته الا يضعف ابدا لقد علمته الا يلجأ لحضنها ابدا ..
لقد اتعبته ..
لقد جعلت منه رجلا قويا وجلدا منذ كان في الثالثه عشر ..لقد جعلت منه شيخا وابا منذ كان في التاسعه عشره ..
لقد سلبت حنانها منذ زمن ..
دلك جفنيه بتعب ..
همس ..."كلميه ..بروح العراق بعد اربع ...لا يتأخر الله مير يعينا على ما نلقى على الحدود ...."
:
:
::::::
:::::::::::::::::::::
راقبت دخوله المتعب ..كانت للتو قد أتت من غرفة كادي الخاليه ..
لا تعلم لماذا مرتها فقط ارادت ان تطمئن على ذكراها ربما ..
رمى غترته بتعب وهو يفتح ازرار ثوبه الرمادي العلويه ..
نزع حذائه وهو يتجه الى السرير ..
كانت قد تحممت للتو ..لازال قميصها رطبا متأثرا لبلل جسدها شعرها ..
تجلس بهدوء تراقبه في جهتها من السرير ..
جلس على طرف السرير في مكانه ..يدفن رأسه بين يديه ..لطالما ارهقته مسألة الثأر هذه وضغط امه ..وما زرعته في بكره ..
وكل العقبات التي زرعتها الفكره بينه وبين ابنه وعضيده ..
:
:
حزنت لمنظره ..أقتربت منه بهدوء ولازال يعطيها ظهره ..مررت كفيها على كتفيه بحنان ..سألته ...بهمس ..."ثلاب اش فيك ..شيء مكدرك ؟؟"
:
:
هز رأسه الذي كان مطرقه بين يديه ..بالنفي ..وهمس بتعب .."مصدع .."
:
:
انها رقيقه للغايه لاتحتمل وجع احدهم يقابلها ..نايف القاسي والشكاك كانت تتوجع لوجعه غصبا عنها ..
:
:
همست له بأهتماام وهي تغلل اناملها في خصلاته الرماديه ...."طيب اجيب لك مسكن ولا بس تنام ..."
:
:
رفع رأسه وهو يأخذ نفسا عميقا ..."منين يجيني النوم ..."
:
:
ربتت على صدره بنعومه .."لا لاتقول كذا ...تمدد بترتاح وتنام ..."
:
:
سرح بنظراته لركن الغرفه ..كان مشغول العقل والقلب كما بدى لها ...
مدت اناملها لازرار ثوبه ..فتحتها بخفه ...جمعت شيئا من ثوبه ناحية ايمن صدره في يدها ..."نزل ثوبك وتمدد واجيب لك مسكن ترتاح ان شاء الله ..."
:
:
أستجاب لأمرها وهو ينزع ثوبه ..أبتسمت له وهي تأخذه منه ..
خرجت من السرير من جهته وهي تربت على كتفه تشجعه للراحه .."تمدد ذحين اجيب لك مسكن .."
:
:
راقبها تتجه الى حقيبتها ..غابت للحظه ومن ثم عادت تحمل كأس الماء في يدها مدته بها مبتسمه بدفء ..
انها ترى انه من ابسط واجبتها ان تؤازره في تعبه ..
أن يعتني به أحدهم في موقف كهذا عاشه دوما وحيدا رغم صغره ..
لقد اعتاد ان يعتني بالجميع ..نسي ..او لم يجرب قط معنى ان يعتني به احدهم ..ومن انثى غامضه استيفض يوما ليجدها في سريره ..
:
:
جلست بجانبه في السرير ..تأملته صامته ..
رفع الغطاء عنها ..شهقت تكتمها لقربه وهو يدفن رأسه في حجرها ..
حاوط خصرها بذراعيه ..وانغمس في حجرها الدافيء الرقيق ..
في الواقع كانت هذه اول انثى يطلبها حنانها بعدما طلبه من امه طفلا ..
هذه انثى متغيره ..هذه لا تشبه سابقاتها ابدا ..
مررت اناملها في خصلاته الرماديه مؤخرة عنقه ..
ومسحت على مابين كتفيه بيدها الاخرى تطمئنه وتهدئه في صدرها ..كمن يروض مفترسا عنيدا تماما ..
كأنثى حنونه تحتوي رجل محتاج لها ..
لم تفكر ابدا في كل العقبات التي صنعها كلاهما وهي تشعر بنفسه ينتظم في حجرها ..
:
:
:
قربه لايشبه قرب غيره ابدا ..قربه فخم ومكتفي ..قربه كرم ..
والكثير من اختلاجات الصدر الغير مفسره والارتجاف الضعيف ..
:
:
تذكرت كيف كانت تكره وتخاف من قرب نايف ..
و من نايف حتى اقارنه بأب وقور وشيخ محترم ..
:
:
داهمها النوم وهي تحرسه بذراعيها في صدرها ..أثباتا لقربه وخوفا غريبا لبعده ..
:
::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::
أحست بيد تربت على كتفيها بلطف وصدى بعيد ينادي اسمها ..
فتحت عينيها بكسل كانت الطائره هادئه وتغرق بضوء الشمس ..
كانت عذبى مبتسمه ..
"صح النوم هيا قومي وصلنا ..والحمد لله .."
:
عدلت من وضعية جلوسها بكسل وقد تصلب ظهرها ...همست .."طيب خلي الكل ينزل بعدين انا انزل راح احشر الممر بالكرسي ..."
نظرت من النافذه بجانبها ..
كانت الارضيه الرماديه مبلله ..وقد جرفت الثلوج لطرف الطريق ..
للمره الاولى ترى الثلج في سكاكا ..لكن الكميات هنا اكبر وتغطي المكان ..
لقد كان المطار دافئ نسبيا ..
الا ان عظامها المتها ..في المسافه القليله التي فصلتها عن البوابه وسيارة الاجره ..
في لحظات فقط ..تأملت عاصفة الاجانب التي تحيط بها ..
سير الحياه المتداخل والاجساد العجله للرحيل ..
علمت حينها بأن كل شيء قد يتغير في لحظه وفي مسافه فاصله ..
:
:
أكثر مالفتها هي عائله هنديه تودع ابنتهم العروس ..
تذكرت لحظات زفاف اقارب امها الجميله والمفعمه بالرقص والالوان ..
:
:
تأملت المباني الشاهقهه وبقايا الثلوج والصقيع ..
بدأت المباني تخف حدة تطورها ..عندما تعمق السائق في الشوارع وبان لها شارعا ..
بأشجار تكسوها الثلوج ومنازل قديمه بأسطح قرميديه و جدران من طوب وابواب خشبيه بيضاء ..
بدت متناسخه ..
كانت تبدو ضيقه من منظرها الخارجي ولربما كان عمر احدهم اكثر من مئة عام ..
مباني كلاسيكيه قديمه وتقليديه ..
ترجلن من السياره وكانت عذبى بشخصيتها القويه تسير الامر كله بعد الله ..
تأملت المنزل امامها وقعت في غرامه برقمه المييز على الباب ..101
:
:
وجدار سلم حديديى اسود صفت اسفله اواني جصيه للزرع ..
ولم يتبقى سوى جذوعه الرماديه ..
وقع كعب عذبى على الارضيه بالصدى الشتوي ..نفضت التربه المبلوله ..في طرف الاناء حتى سحبت المفتاح ..
:
:
تغضن جبينها ..."مايترك عادتو دايم يحط المفتاح في هالاماكن ..."
:
:
نفضت يدها من بقايا الطين ..فتحت الباب ..
أصدر صريرا مكتوما ..
فتحته على مصراعيه ..وهي تجر حقيبتها لتدخلها ..
شاركتها جاملا فعلها ..ومن ثم عادت لتساعد كادي على رفع كرسيها فوق درجات السلم الثلاثه ..
:
:
دخلت المنزل ..الدافئ للغايه ...
يمين الباب كانت هناك مساحه صغيره بخزانه قديمه كثيرة الادراج ..
يواجهها يمينها مصعد ضيق وصغير وذو طابع مصنع قديم ..ويسارها سلم يؤدي للأعلى ..
يسار الباب كانت هناك غرفه مؤصده ..بباب ابيض يختلف عن الجدران بنقوشها الزيتيه الكلاسيكيه ..
:
:
طلبت عذبى المصعد ..أشارت لها بأبتسامه ..."من عقبتس ..."
:
:
كان المصعد ضيقا بالكاد حمل كرسيها وجاملا تقف بجانبها ...
فٌتح على صاله بسيطه بأثاث محلي و انيق ونافذتين زجاجيه بان من خلفها حديد سلم الطوارئ الاسود ..
ويمين المكان كان هناك مطبخ متواضع بلون ابيض ..
:
:
لم يكن هناك غرف استغربت المكان ..
دخلت عذبى للتو المكان وقد استقلت السلم ..
أبتسمت .."فوق الغرف ...وحده لي ووحده لجاملا ولتس ..واللي تحت لفياض لو حب يطل علينا ..."
قد يبدو المكان ضيقا ولكنه مريح نفسيا للغايه ..
أستلقت على سريرها بتعب ..
في الغرفه الورديه والبيضاء المتواضعه بحمام ملحق بها وخزانه صغيره ..
شاركتها جاملا المكان بخجل ..
بينما كانت الغرفه الاخرى بسرير واحد وتشبهها في التصميم لعذبى ..التى نشرت اغراضها وكتبها بسرعه في المكان ..
:
:
دخلت الغرفه وهي ترتب شالها الصوفي حول عنقها ..
أبتسمت ..."بروح اقضي من السوبر ماركت و أجدد بطاقات الترام ..واشتري لنا شريحه غير اللي اشتريتها من المطار ...ماراح اطول ..تبون شيء....؟؟"
:
:
تفاجئت كادي ..."عذبى من جدك دوبنا واصلين ولسى ماتعرفي المكان ..."
:
:
أبتسمت لها ..تطمئنها.."ياحبيبتي شقتي القديمه بيننا وبينا شارعين ..و السوبرماركت اخر الشارع ..والترام والشريحه هينه ...من أي مكان ...تبون شيء محدد .."
:
:
تسائلت ..."تجون معاي ..ولا مكسلين ..."
:
:
أبتسمت لها كادي ..."ودي صراحه بس حركتي صعبه ..خذي جاملا تساعدك ...أنا بتحمم و ارتاح ..."
:
:
أبتسمت لجاملا ...التي لاتفهم حديثها جيدا .."جاملا ..ونا كوم وذ مي تو سوبرماركت ...؟؟"
=جاملا هل تودين مرافقتي للسوبرماركت
:
:
التفتت تلك الى كادي تراقبها ..أبتسمت لها كادي ..."قو أي ويل بي فاين "
=اذهبي سأكون بخير ..
:
:
ابتسمت تودعهم ..أختبرت حراره المياه فجاملا قد فتحت السخان للتو ..
أخذت حماما مريحا ودافئ ..
فرغت حقيبتها ..
أخرجت كنزه شتويه رماديه كانت جدتها قد اشترتها لامها من كشمير ..
لبستها فشعرت بدفء جدتها وامها يغمرها ..
جدلت شعرها وكحلت عينيها ..
رتبت اساورها على معصمها ..ومن ثم شالها الحريري الابيض ..الذي يتناغم مع نقوشات تنورتها الربيعيه الفاتحه ..
خرجت من غرفتها التفتت الى سلم حديدي لولبي يؤدي للأعلى في نهايته باب حديدي اخضر مؤصد ..
:
:
استقلت المصعد بصعوبه وهي تطلب الدور الثاني ..حيث المطبخ والصاله ..
:
:
أقتربت من النافذه الزجاجيه بستارتها البيضاء المخرمه ..
أزاحتها ..تأملت الشارع المصفوف بدقه تحتها ..كان تسوقيا كما يبدو بأبواب المحلات المتشابهه والاطفال ..ومقاعد المقاهي ..
الحياة كانت تجري على وتيره طبيعيه بالرغم من قسوة الشتاء ..
تأملت لافتتة محل كتبت بالابيض في لوحه خضراء ..
كان اسم المحل .."جنة كشمير .."
:
:
كاد ان يذوب قلبها للذكرى ..يبدو بأنه مخصص لبيع بضاعه يجلبها من هناك ..
تألمت أمرأه عجوز تخرج منه بساري اصفر وكنزه بيضاء ..وقد قادها شاب وسيم من بني جلدة جدتها ..
أبتسمت لمنظر العجوز ..وهي تتفقد الحقيبه في يد الشاب ..
:
:
عندما دققت النظر كان الشارع قد طغت عليه الثقافه الهنديه ...فكما يبدو بأنه شارع للجاليه الهنديه ..
أبتسمت للقدر الذي جلب بأمر الله هذه الالفه لنافذتها ..
محل اخر لفتها بلوحته الحمراء والنقوش الذهبيه كان اسمه "سندور "وهو رباط الزفاف المقدس في الهند ..
كان يبيع كما يبدو مستلزمات الانثى الهنديه ..
:
:
:
لم تعلم كم استغرقها تأمل الشارع حتى احست بصوت عذبى وجاملا في المكان ..
أبتسمت لهن وهي توجها حديثها لجاملا..."جاملا جي ..اب يهي ديكا هي ؟؟"
=جاملا هل رأيتي هذا ؟؟
:
:
قالتها وهي تشير على الشارع من النافذه ..تقدمت جاملا لترى مايحدث أبتسمت بحبور .."اري ...ماشاء الله.."
=انظري ماشاء الله..
قالتها وهي تتأمل الشارع ..فهمت عذبى مايدور بينهن ..
كانت ترتب الاغراض التي اشترتها ...
أبتسمت وهي تقترب منها ..."تقصدون الشارع الهندي تحت ....حليله كنت اقضي بوه ساعات يعجبني هو واهلو..ومحلاتو ...ترى بوه مسجد بنهايتو .."
:
:
أبتسمت لها كادي ..."وربي احس بأنتماء بكرا انشاء الله انزل ..."
:
سألتها عذبى بأهتمام ..."جبتي معتس جوالتس مثل ماقلت لتس ...شريت لتس شريحه ..وشريت لجاملا بعد ..."
:
:
ضربت رأسها كمن تذكر شيئا للتو ...فتحت حقيبتها وهي تمدها بظرف بطاقة بنكيه..."ايه وهاذي عطتني ايا عمتي تقول مصروفتس من ثلاب .."
:
:
تناولتها منها مشدوهه ...."ايوا بس انا ما احتاجها ياعذبى ...."
:
:
أبتسمت لها ...."يابعد عيني ماتدرين كود يعجبتس شيء تحتاجين شيء ...خذيها بلا دلع ..."
:
:
أبتسمت لها ...ولروحها الجميله ..."بالله ياعذبى زبطي لي الجوال بكلم عمه بشوف كيفها ..."
:
:
أخذت نفسا عميقا وهي تتأمل الشارع اسفل النافذه ...."بعد بكرا عمليتي ....صعبه تكون مو بجنبي ياحياتي ياعمه .."
:
:
:::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
لم تشعر بوجوده في الغرفه عند استيقاضها ..
وقد احست بثقله في حجرها ينزاح اثناء نومها ..
أيعقل بأن يكون قد ذهب ..
توجهت الى الحمام ..لم تستغرق الكثير حتى خرجت تجفف وجهها ..
سمعت صوت باب مكتبه يغلق ..اتجهت الى الصالة مسرعه ..
وكان قد خرج من المكان ..لمحت طرف يديه وهو يغلق الباب ..
بحثت عن معطفها الحريري الخاص بقميصها ...
وجدته اخيرا شدته على خصرها وهي تفتح الباب ..
نزلت السلالم بسرعه.زلتحلقه كان المنزل هادئ الا من صوت خطواتها المستعجله خلفه ..
.
.
.
نادته وقد بان لها قبيل خروجه ...
ألتفتت اليها ...
أقتربت منه لاهثه ...همست بأسمه .."ثلاب ..أنتبه لنفسك ..وارجع لنا طيب ..."
:
:
:
تأملها بشوق جديد ...بشعرها المبعثر وصدرها اللاهث ..
رفع نظره للمكان حوله فكان خاليا ..
لم تسوعب مافعله لخفة حركته ..
شدها اليه وهو يرفعها بأتجاه الجدار خلفها ..
ضاع الهواء حولها ..وهو يبعد خصلاتها عن وجهها مقبلها بعمق ..
شهقت لفعله ..وهو يحررها لتقف ..قبل جبينها ومن ثم ابتعد ..
أحست بأن نبض قلبها هاجر الى شفتيها ..
أستندت على الجدار بيدها وقد خارت قوى رجليها فبالكاد حملتها ...
لقد اهداها روحها في قبله ...
لقد اعاد لها انوثتها القديمه بلمسته ..
:
:
:
وضعت يدها على صدرها تهدئ قلبها وهي تراقب اختفائه ...
همست لصدرها بدعاء قد اقتصته له ...."الله يحفظك ..."
:
:
وقد انتظرت منذ هذه اللحظه عودة ثلاب آخر ..
:
:
:
:
:::::::::::::
::::::::::::::::::::
وبعد تعب وجهد جهيد على الحدود ..
هاهو ثلاب واخيه وابنه وابناء عمته ينتصفون المجلس ..
لم يكن بعض من في المجلس مرتاح لوجود جسار بينهم ..
وقد عرفوه فيما مضى ..
دخل علي المجلس وقد كان لازال فتيا يحمل الكثير من الوسامه ..
ومن بعده دخل رجاله ...
:
:
شدد ثلاب على قبضته بحنق وهو يراقب دخوله ..بينما رمقه جسار بنظرات كادت ان تقتله ..
وفياض ..الغريب البارد الذي ربما زيارته للعراق تهدد سير عمله ..ومسماه الوظيفي ..
كان لايشارك احدهم النظرات ..
وقد بدى صغير العمر وكأنه اخا لجسار ..
:
:
بدأ اكبرهم بالحديث وقد كان شيخا وقورا بلحيه بيضاء وبلكنه عراقيه محببه ..
وبعد السلام والسؤال عن الحال وشرح القضيه لمن يشاركهم المجلس ..
ومن بعدها ترك دفة الحوار لأكبر ابناء عمتهم الشيخ ناهر ..فألقى ذاك السلام ...ومن ثم أطرق رأسه ...."لو راح النا حبيب ..فهو اخ واحد رحمة الله الله عليه ..لكن هاي ابن خالي راح اله ثلاث اخوان ..شيوخ ماشاء الله..اني لو اقول ما اقول لا يمكن راح اتعداه والشور شورا ..."
:
:
أبتسم له ثلاب ..."ماعليك زود ياولد عمتي ..ورايتك بيضا من يوما ..وعفونا صعب ..لكننا شيوخ ...وان ما جودنها غيرنا مو مجودها ابد ...لكن ... "التفتت الى ابنه الذي كان يراقب الموقف ببرود مخيف ..
تذكر حلفان امه ..
عندها ابتسم أبنه وهو يرمق علي بنظراته ....وقال بثقه ابيه واجداده ..."نبيها غره ...."
:
:
غص المجلس بألفاظ المفاجأة ...لقد اندثر هذه الحكم منذ زمن بعيد ...
ألتفت اليه ابيه بحنق ..وقد كره أن يكسر كلمة ابنه ..وامه ..ويبدو هذا حلا مرضيا ..غره تعوض ما فقدته امه ..
لكن لمن ...
لجسار اكيد ..
:
:
:
::::::::::
::::::::::::::::::::::::::
تغير وجه علي لقول جسار ..فقد يلتزم العفو عنه غره ..
غره في هذا الزمن من ؟؟
من أين ؟؟
:
:
:
:
:
ولازالت كلمة جسار تدور حول المجلس .."نبيها غره .."
:
:
:
:
ولي بكم لقاء قادم قريب أن شاء الله ..

لامارا 12-04-18 05:39 AM

:
:
الجزء الرابع عشر ..
:
:
:
"أنجبي لي ثلاثه"
:
:
ما ان اختلى به حتى نهره ...بل تمالك نفسه حتى لم يد يده عليه فهو لم يعاقبه بالضرب يوما ولن يفعل لطالما عامله كرجل ..."أنت جنيت ياوليد ...جنيت ..انت مين ...مين ...و مروى و بنتا ....تبي غره ...انا طلبت غره ...طلبت ديه حتى ...انا كنت بأعفي ...الله يكسر ظهرك انت وامي مثل ماكسرتوا ظهري .....ماهو انا اللي اثني كلمة لعيالي في مكان ....تقوم تقول بها دوك يبه هاك في وجهك وتكلم لا كنت شاطر ....شيوخ انتم يامال الهلاك ...شيوخ ...كلمتكم بألف حساب ...."
:
:
:
رفع احد حاجبيه بحنق ...."يوبا تدري انوه مروى ما بيوم جازت لي ...وشيوخ خلها لعياد ...وهذا مطلبي كلوه مابي غير غره تخلف لي ثلاث اولاد احطهم بين يدين جدتي ..."
:
:
مسح وجهه بتعب ..."جدتك ياملا الماحي ماطلت بعمك فياض ولدا من دما ولحما ...بتطل فيك ولا بولادك ....عمرا جدتك قالت لك اشوف بنتك ..مرتك ...وانت لانا مو راضيا على مروى مارضيت با ابد ولا دخلتا بيتنا ...اش ناقصا مروى ..اش ناقصا..."
:
:
هز رأسه بعدم اقتناع ....هامسا ..."عمرك ماتفهمني يا يوبا ..."
:
:
نظر اليه بحسره ..."يابيي انت دمي ...دمي بعروقي مايفهمك غيرير ليوم الدين ...وهه هاك وجهي لا رجعت ندمان محد واقف معك غيري ..وهاتها الغره عساها تخلف لك كود بنات ...وتشوف غلا الضنا ان ماشفتو في بنتك الضعيفه ..."
:
:
عندها نطق عمه الذي ان تحدث أسكت ....وجهه حديثه الى ثلاب .."ياثلاب خلك منه ...كل مين يتحمل نتيجة اخطاءه ...الزواج مو لعبة وبيوم راح يتحسر ويموت من الندم ...جسار وانا عمك ..عمر للي حولك مايدوم لك ..."
:
:
رفع يديه كنية عن ما يفعله ...."هه رفعت يدي من الموضوع ...لكن اول من تجري له ندمان هو انا ابوك ياجسار ...وفوقنا رب ....فوقنا رب وانا ابوك ..."
:
:
:
نظر الى ابيه ببرود وهو يخرج الى المكان ...."دوك مروى طلقتا وراحت بعثه ...وبنتا عند اوما ...واللي ما ارضا عليه لايمكن بيوم ارضى عليه يبه ..."
:
:
غضب وهو يرمي ما امامه مكان وقف ذاك الذي اختفى وهو يهمس بغضب ...."اقهرك بالله يامال الوجع ...يامال الهلاك ..."
:
:
نهره اخيه ..."ثلاب ...انت والد لاتدعي ..."
:
:
دلك جفنيه بتعب ...."اللحين نرد سكاكا ...والله ماعاد لي طبه للانبار ليوم الدين ماعاد لي وجه ...."
:
:
:::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::
كانت تعدل من لفة صغيرها وهي تراقب اكبر خلفتها واصغر خلفته ..ومن بعدها قد أتى الولد المنشود ..لطالما كرهت ان تترك الكوفه لتأتي وتعيش معه هنا ..
لكن ضحت من اجل ابنتها ...وهي زوجته الرابعه ..وقد تعلق قلبه بها ..
همست لها بحنان ...انها جميله للغايه بملامح طفوليه وشعر اسود ناعم ....بيضاء بجسد ممشوق انها عراقيه جميله كما ينبغي ...
"يومه حبيبتي ..قومي ناديلي خالتش ميمونه ..برضاي عليش .."
:
:
وقفت ...وهي تمثل عدم الرضا .."هاي خالتي ميمونه شو عندا ..هسا خارجه منا ..شو امي؟؟ قررتي تشترين لي الايباد .."
:
:
غضبت امها .."همينه على السالفه يابنتي ...هسه انقلعي نادي لي خالتش ..عسى ما ميمونه عسى ماعلي ...."
:
:
أستغربت انفجار امها ...حاولت تهدئتها .."على الهونه يومه ما كولنا اشيء الله يصلحش ..."
:
:
وقفت لتخرج لولا دخول خالتها ثاني زوجات ابيها بملامح وجه لاتفسر ...
:
:
أبتسمت للجميله امامها بتوتر ..."بنتي حبيبتي ...روحي هسه شوفي لتش شغله منا ولا منا ...اكولش روحي يم ابوش شوفي يريد اشيء لولا يحتاج اشيء..."
:
:
نظرت لها ولامها ..."حاظر ...على راسي ..اني شنو هني لولا خدامه ..سودا ..."
:
:
قالتها وهي تخرج من المكان ...لم تتمالك امها نفسها وهي تغرق في دموعها ..."شكد كلبي ضايج يا ميمونه ...خذوني اني بدالها ...خذو ولدي بدالها هاي بنتي ...الله لا يوفقك ياعلي ..اكو واحد عقله براسه يوكتل ثلاث رجال اخوان ..اني لولا شو مايسوي هاي بنتي مو معطيتها احد بنتي صغيره ياميمونه ماتفتهم سوالف حريم وشيوخ وثار ومدري شو ..هاي اقصاها تناجر تبغي ايباد ...والله حرام ..عمرها 18 بس ..."
:
:
نهرتها من تبحث عن مصلحة زوجها وقبيلته ...."هسا كل لحظه تكولين صغيره مش عارفه ايش ...دخلتش هوايا نحنا كم كان عمرنا يوم دخل علينا هاي علي...؟؟دخلتش كنا نفتهم اشيء...؟؟ريلنا علمنا كل اشيء...هسا اللحينا منو اهم رقبة ابوها وقبيلتا ولا اهي ..والله ابوها وقبيلته اهم ...معليه ضنا بتروح سنه... سنتين ....عشر ...بترجع غره هاي ...اني والله لو باقي لي بنات فدوه لابوهم مابقى غيرها ..."
:
:
غضبت تلك بين بكاءها ..."شو لاتكولين غره كلبي ينشلع ...بنتي لا يا ميمونه الله يخليكم ....شوفوا الكم حل ...ديه ..رقبة علي ..اي اشيء الا بنتي ...والله لا ادعي على ابوها ليل نهار .."
:
:
عندها دخلت ابنتها كعاصفه ..."امي ..هاي شنو غره ما غره ....اني اللحين اريد ارد الكوفه ..اللحين ...مدرستي ..صديقاتي كول اشئ هناك ..هانا اني وانتي وهاي المسودن ولدش غرب ..غرب يا امي ..شو غره ما غره وسعوديه ومدري شو ..انا حدى الانبار هه حولنا حولينا ..مكه الله وكيلتش عمري مازرتا كعبه ما باوعتها...تكولين لي سعوديه وغره ومره ..."
:
:
عندها انفجرت امها ببكاءها ...نهرتها خالتها ...."سودا على هالوجه ....بنتي هاي ابوك ...قبلتك ...شو ماتفتهمين ...عيب مره انتي هاي كبرش ما شاء الله ..امتش يوما كبرتش كان عمرتش 4 سنوات ..."
:
:
لازالت في ثورة غضبها ولم تفهم أي مما يحدث ..."خالتي شكد انتي ماتفتهمين ..اكولتش اني اريد ارد الكوفه هسه ...اريد خوالي ...انتو بدو صكه ...كرهتوني عمري ...."
:
:
:
دخل ابيها بثورة غضب عارمه ..جرها من شعرها الحرير يلفه حول يده ...
"شو بنت فطيم ...شو اشوف كلش مو على مودك حنا ...عيال تشلب في عينك حنا ..."
:
:
وقفت بتعب وقد ولدت منذ يوما فقط لتذود عن ابنتها العقاب..."الله يخليك لالنا يا علي ماتمد ايدك عليا بنت صغيره ماتفتهم هاي ..."
:
:
ازاحها عن طريقه ..."أبعدي ...هاي نهايتش دلالتش ..باوعي ...هاتش ..هاي بنتش ...مره بعقل جاهل ...الله شاهدي ...هسا بهدوما ارميها بحضن ثلاب وعياله ..هسه..."
:
:
مسحت دموعها وهي تراقب ابنتها تتلوى تحت بطش يد ابيها ...
اقتربت منه ..."ابوس القاع تحت ريلوك ياعلي ..الله وكليلي و وكيلك ماتاخذ بنتي والله صغيره هاي ماتفتهم الله يخليك ..اني اروح ..خذو هاي الولد معليه بداله ولد ...بنتي ضعيفه مسكينه ماتفتهم ..."
:
:
كانت تستنجد بأمها من بين بكاءها ...وهي تمسك يدا ابيها التي التفت خصلاتها حولها ...
"والله لو على موتي ما اروح ..الله ياخذها قبيله وياخذك ابو ...."
:
:
حينها لم يستطع منع نفسه من ضربها ..كيف سمحت نفسها بالدعاء على اغلى مايملك ..
:
:
:::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::
كانو يقفون امام سيارتهم يستعدون للرحيل ..لولا ان التفت ثلاب لبكاء ..لم يستطع غض بصره وهو يراقب علي يتجه اليهم بانثى بين يديه لم ترتدي عباءتها حتى ببنطلون جينز وكنزه ورده وقد تبعثر شعرها السود ...تذكر لوهله سلطانه ..أخر ما يوده رؤيتها في هذا المنظر ...
:
:
ومن خلفه لحقته اخرى ترتدي عباءه على رأسها دون ان تغطي وجهها ..
رماها عليهم ..فأبتعد فياض عن الموقف ..
أحتضنتها امها ..فأزاحها عنها..."عوفيها اكولش..."
:
:
نظر الى ثلاب بعين مكسورة ..."هاي غرتكم والوجه من الوجه ابيض ..."
:
:
لازال ثلاب مشدوها بما يحدث امامه ..جر ذاك امها وهي ترفض تتشبث بصغيرتها لاخر لحظه ..
أخرج من جيبه ظرفا ..."هاك هاي اورقها ...ولازم حد يتزوجها حتى تخرج من الحدود .."
:
:
سحب زوجته لاخر مره ..تشبثت ابنتها بها ...جرها وهو يبتعد فلم يتبقى سوى عباءه امها في المكان ..وقفت لتسقط نادت .."امي ما اريد اروح ..امي اريد ارجع الكوفه هسه .....امي ..."
:
:
كانت ستلحق امها ..لولا هم ذاك الطويل بمنعها وهو يجرها مع عضدها ...
حاولت ابعاده عنها ..فشلت وهي تحاول ان تتحرر من قبضته فلم يتبقى سوى اثار اظافرها الداميه على ظاهر كفه ...
شدها بخفه وهو يحملها ...
وضعها في السياره ومن ثم ابعدها ركب واغلق الباب ..
بركوب ابيه تحرك عمه ..
:
:
:
وهي تراقب المنزل يختفي خلفها باكيه تحتضن عباءة امها المغبره...
وقد نزفت شفتها لحدة ضرب ابيها ..علمت انها منذ هذه اللحظه ستنسى كل دلالها القديم ..وحضن امها ..
أحست بكسره غريبه تجتاح قلبها ..
غرقت في صمت ولازالت دموعها تتحدث عنها ..
راقبت من جرها الى السياره بثوبه الاسود وغترته البيضاء لم يكن وجهه يبين لها وهو يتأمل الطريق من نافذته ..
كان يحرك قبضته لتخلص من وخز الجروح التي تسببت بها ...
حقدت عليه ..
كرهته تمنت انها تقتله هذه اللحظه ..
:
:
:
التفتت اليها بوجه لاينوي الا شرا ...همس لها ...من بين اسنانه ..."تغطي لا اكسر هالراس ..."
:
:
مسحت دموعها وهي تنظر اليه بخوف لم يهددها احد قبلا ..لم يضربها احد قبلا سوى اليوم ...
استترت بعباءه امها تحتضنها ..تستنشق رائحتها......
فلا يبقى سوى رائحتها ..
:
:
اطالوا المكوث حتى ينهون اوراق خروجها ...شهقت وهي تستلم لنومها ..
او لاغماءه تعب شعرت بها ..
لم تبتعد عن امها لحظه في حياتها ..
وهاهي بين ثلاثه رجال يسدون المكان بوسع هاماتهم لاتفهم ماذا يريدون منها ..
تمنت ان تستيقض بالقرب من امها كالعاده ..
لولا انها فتحت عينيها على اسوار شائكه ..وجنود ببذلات عسكريه تراها للمره الاولى حملوا أسلحتهم بأيديهم ..
وجهاز امني مكثف ..يبعد الراحه ..التفتت للصخري بجانبها ..كان يعدل غترته ..
وهو يفتح نافذته ليحدث رجل الامن في الخارج ...
شددت من على عباءه امها وهي تراقب المشهد بهلع ...دعت في قلبها كثيرا ان يعيدوها للعراق ..
الا ان عينيها غصت بدموعها وهم يبتعدون عن المعبر ..
:
:
:
التفت اليها الوقور بالشعر الرمادي في كرسي الراكب ...تأملها بشيء من حزن ومن ثم اعاد نظره للطريق ..
:
:
:
غطت في نومها او غيبوبتها المتفاجأه ..
:
:
أستيقضت على احدهم يربت على كتفها بقسوه ....كان الطويل ذا الثوب الاسود الذي ابعدها عن امها ..
مدها بوجبه في يده ..تركتها واخذت الماء فقط ..
شربته دفعه واحده ..أحست بصداع والم في بطنها يغزوها ..
مسحت شفتيها المتشققه فنزف جرها الذي سببه لها ابيها ...مسحته بعباءة امها وقد اختلط بدموعها ...
:
:
شعرها الاسود الحريري لازالت اطرافه تحافظ على جديله شدتها لها امها صباح اليوم ..
تبادلوا اماكن القياده بعدما اراتاحوا قليلا ...
راقبت الذي يبين انه اصغرهم سنا وقد قاد لمده طويله يجلس في مقعد الراكب ويغطي وجهه بساعده الايمن ...
ركب بجانبها الوقور الهاديء ..الذي يبدو بأنه لايحبذ شيئا من كل هذا ..
والطويل ذو العينا السوداء استلم المقود ..
انها لاتستوعب ايا مما يحصل وكأنها ستعود الى حضن امها الأن ..
وكأن كل ما كان كابوس ..لولا الم رأسها وبطنها لصدقت كليا بأنها في كابوس ........
انها من قو صدمتها بالكاد تفتح عينيها لنصف ساعه متواصله ..
لاتعلم مالذي ينتظرها ..او ما المطلوب منها ..
هي تعلم فقط بأن ابيها استغنى عنها لانها فتاه ....
لديها اخوات من ابيها كثر الا ان اخرهن قمر قد تزوجت منذ شهرين وهي تصغرها بثلاث سنوات ..
ولم يتبقى في وجه المدفع سوى هي ..
مالذي يلزمه ليضحي بأبنته ...أي ابوه هذه التي يدعي ..
:
:
:
:
:::::::::
::::::::::::::::::::::
جالت المجلس بكل الاتجاهات وهي تراقب الخادمه ترتب المكان ..
لماذا لا يرد عليها ...أ مكروها قد صابه ...؟؟ لا معاذ الله لقد احاطته بدعواتها منذ ان خرج ....
لماذا اذا لا يرد ...عسى ن تكون شريحته لاتقبل فقط ..انه بخير ان شاء الله ..
لقد اطال الغياب حقا ..
خرجت الخادمه من المكان ...التفتت الى ام عياد ..وكانت ترتشف قهوتها ببرود ..
لقد غاب ابنها ليومان ولم يتكلم او يتصل ليبرر ..الا تشعر ..ان كنت عروسته فهذه امه أي قلب تحمل ...
:
:
لقد تمللت وعصفت بها الهواجيس من طول الخط ...لإكرت كثيرا ان تهرب عندما يتوقفون للصلاه او لاي غرض اخر ...لكن اين ستذهب ...اين تختفي ...
انهم جنتها في جحيم الغربه هذا ...
كما انها تشعر بالبرد وهي في المركبه كيف لو خرجت ..
توقفوا في محطه ضخمه ومتطوره ...نزلت لتصلي العصر والظهر وقد المتها رجليها ولفح البرد جسدها المتعب ..كانت لاتزال بحذاء المنزل ..و عباءه امها تحميها دون غطاء رأس كانت حالتها مزريه للغايه كدمات ضرب ابيها تحولت للون البنفسجي ...
بكت في صلاتها بكاء المظلومين ..تمنت لو تتمدد على ارضية المسجد وتفارقها روحها لترتاح من هذه الحرب المخيفه الصامته ..
:
:
عادت الى السياره بخطوات متردده وكسوله ..
ما ان استقامت جالسه حتى فتح الطويل الباب من جهتها ..ورماها بعباءه وغطاء جديده ...
:
:
بدون ان يحدثها او يشرح لها ..أخذت غطاء الرأس فقط ولفته ..لن تترك عباءه امها ابدا ...
يبدو بأن المغرب قد اقترب عندما دخلت السياره منطقه زراعيه بارده والغيوم تكسو سماءها ..
لم يلبثو كثيرا حتى دخلو الى ملكيه فخمه توفرت فيها الخصوصيه والعمران المنسق فبدت كقصرا او منزلا ضخما لأحدهم ..
أيعقل بأنها لهم ؟؟
:
:
:
توقفت السياره امام الباب الضخم..اخذو لحظه قبيل ان يترجلوا ...لازالت تراقب المنظر مستفهمه ...لولا ان فتح ذاك الذي كرهته الباب وجرها ...لتقف بجانبه ...خافت لفعله ...أستكون معهم في منزل ..لا ...
ارجوك ياربي هناك شيء مغلوطا يحدث هنا ..
:
:
بكت وهي تحاول ان تتحر من يده ..الا انه جره بخفه ليقتحم بها مجلسا كبيرا ..رماها في منتصفه فوقفت عجوزا في اخره ..
أشار اليها بأستحقار ..."غره ياجدتي ...من يمناتس ليسراتس ..."
:
:
وقفت وهي تراقب منظر محيا ثلاب بهلع ..وقد جر اينه الذي لا يطيقها في يده انثى ..
كاد ان يتوقف قلبه لما نطقه ..
أتجهت لا اراديا الى ثلاب ..
مسحت على كتفه وهي تقبله ...خافت من ملامحه ..التي لاتفسر ..قبلت كتفه مره اخرى وهي تهمس لها ..."ثلاب انت طيب ؟؟"
:
:
راقب منظر امه المتشفيه بحزن ..وهو يحاوط كتفها بذراعه ...
كانت تلك تبكي على الارض وقد ارتطم ساعدها بقوه عندما رماها ذاك ..
أقتربت منها الجده بهدوء ..وكزتها بعصائتها بلؤم ...."غره لنا تسمعين ...هذا رجلتس ..وراعيتس ..."
قالتها وهي تشير على جسار الذي يقف بالقرب منها يكتف يديه ببرود ...
"غره بثلاث اولاد شيوخ ولا انسي ترجعين لاهلتس وبتظلين خدامه لوه ولاهلوه ...سامعه ..."
:
:
تسارعت ضربات قلبها وهي تراقب الصغيره المتألمه على الارض ...
أتجهت اليها ...
لتتفحصها لربما تأذت كثيرا ...
رفعت وجهها الذي اطرقته باكيه ..وهي تزيح خصلاتها السوداء عن محياها الطفولي الجميل ..
همست لها بلطف ..."طالعيني ...طالعي ياروحي ...تحسين حاجه تعورك حاجه .."
:
:
كانت لازالت دموعها تعميها وشهيق بكاءها يكاد يوقف قلبها ...
نهرتها عمتها ..."سلطانه ابعدي عنها لاتوطين نفستس لها الاشكال ..."
:
:
غضبت امومتها حينها ..."حرام مسكينه هاذي شزفي وجهها كيف ..اش اشكال ما اشكال انسانه هاذي ..؟؟"
:
:
نهرتها بغضب ..."سلطانه انا الكبيره هنا وانا اللي امري مسموع ...انتي نسيتي انتي من ؟؟"
:
:
رفعت سلطانه احد حاجبيها وقد اضهرت قوتها التي اخفتها كثيرا ..."انا الشيخه سلطانه ...انا مرة الشيخ ثلاب وكلامي مسموع واعرف من انا و اشهو مقامي ...."
:
:
همس ابنه بتسلطه ..."خليها ياجدتي ترتاح ....باقي سواد وجهها ماجا ...."
:
:
كانت ام عياد تراقب الموقف بعينا تتطاير شررا وقد بان لها ند جديد قد يكسر كلامها ..
وهذه الجميله لها اقوى ظهر هنا ثلاب ..
:
:
رفعت نظراتها الى ثلاب تستنجيه همست بأسمه .....وقد غمرت عينيها نظرات الا تخذلني ارجوك....
"ثلاب ساعدني ارفعها حرام مسخنه وتعبانه .."
:
:
أنها انسانه هذا مابدر في قلب ثلاب قبل عقله ...
انها مترفه بأنسانيتها فرأت ضعف هذه الصغيره الذي لم يره احدا غيرها ..
و وقوفها في وجه امه متشبثه برأيها ..
انها ليس كما ضن حقا ..
:
:
تقدم منها ساعدتها لرفعها ولكنه حملها بخفه ...
وجه حديثه لامه وابنه .."دخيل بيت الشيخ ثلاب ماينضام سمعتوا ....وهاذي الضعيفه تتعامل مره لولد الشيخ لا خادمه والا غره ...وانا لها ضيموها وتعرفوني يوما ...."
:
:
قالها وهو يغيب عن نظرهم ..
آزرته وهي تضع يدها بين كتفه ..انها رجلها الان ستحميه وتحمي معتقداته بدمها ..
يكفيها انه لم يثني كلمتها امام امه وابنه ..
وهذه الصغيره ياحسرتي ما قصتها ...
تقدمته وهي تفتح غرفة كادي ..."هاتها هنا ياثلاب ..."
:
:
وضعها على السرير وهو يراقب الموقف بأرهاق ..
نزعت عباءتها ورتبت السرير حولها لتريحها ..
لقد شعرت بالكثير من المسؤلييه بأتجاه هذه الدخيله ..
لاتكاد تستوعب شيئا من المشهد الدرامي السريع الذي حدث في المجلس ..
كرهت ام عياد كرها جما على فعلتها ..وجسار هل هذا انسان ؟هل هذا يعيش بقلب شاب ..؟؟
ماللذي هيئة له نفسه ليجلب هذه الريحانه الصغيره بهذه الطريقه ..
ألتفتت الى ثلاب يقف خلفها...همست ..."نايمه ..بس ياعيني تعبانه ...اتوقع مسخنه .."
:
:
قالتها وهي تقف بجانبه تراقبها مدفونه في السرير الوثير ..
ألتفت اليها بأمتنان.."يجزاتس بالخير ياسلطانه انتبهي لها بروح انام ...طول طريقي انود ...وشغلي وقف ..."
:
:
أبتسمت له بدفء وهي تحتضن عضده لقد رأت الكثير من التعب والارهاق يعلو هندامه ومحياه ..
:
:
"روح ارتاح تكه والحقك ..تامر شيء ..تبي تاكل تبي شيء..؟؟ناقصك شيء.."
:
:
هز رأسه بالنفي وهو يبتعد عنها صامتا ..
راقبت خروجه لقد عاد لصومعته التي كرهت قبلا ..
ألتفتت لها تأن وقد دمعت عينيها ..
سمحت لنفسها ان تعتني بها ..نزعت ملابسها المغبره ..و مسحت اطرافها بمنشفه مبلوله بماء بارد عسى ان تخف حرارتها ..
البستها احد ثيابها القطنيه القديمه ..
اعادت ترتيب شعرها الناعم ..الذي كان يندسل من بين اناملها فيصعب تحكمها به لشدة نعومته ..
نادت الخادمه الخاصه بها أمرتها بلطف ...
"أيجا انتبهي لها ..هيا مسخنه ...بس تصحى قولي لي ..أي أحد يدخل الغرفه قولي لي طيب ..."
:
:
أشارت على ملابسها ..."وقولي لعابده تغسل ملابسها ..وشوفي كم مقاس ...بكرا بدي الصبح مع رياض تطلعين سيتي ماكس هنا قريب وجيبي لها ملابس طيب .."
:
:
أيجا خادمة سلطانه المخصصه لن يأمرها احدا غيرها ..ولن يفتقدها احد غيرها ..
مؤخرا باتت سلطانه تجد محاسن هذه الخدمه و اولها العنايه بهذه الصغيره ..
وهي ليست حمقاء او جاهله ..عرفت كيف تستفيد من موقعها ..
:
:
خرجت من المكان بهدوء ..أتجهت الى غرفتها ..كان يخلد في نومه وحتى لم يستقيم في استلقاءه بل كان شبه جالسا ..وقد القى بمنشفته المبلوله على الارض ..
:
:
كانت الغرفه بارده وهو عاري بخصلات رطبه ..
أغلقت النوافذ ..وفتحت التدفئه ..
لم تطيل حمامها ..خرجت تلف جسدها بالمنشفه ..راقبته وهي تجلس على كرسي التسريحه ...تشعر بمسؤؤليه اتجاهه ...وكأنه زوجها منذ ان عرفت الحياه ..وكأنه ابنها ..
:
:
ارتدت قميص حريري بلون اللافندر بقصه ناعمه ..
جلست بجانبه في السرير ..
أقتربت منه بهدوء ..كانت ستدفن رأسه في حضنها لولا انه شعر بوجودها ..فتح عينيه يحارب تسرب الضوء الخفيف لها ..
أبتسمت له بحنان لم يجربه قبل ..همست له .."تمدد زين ياثلاب بتعورك رقبتك كذا...."
:
:
جال بنظره في الغرفه لم يتسوعب وجودها ..دلك عينيه بطريقه ارهقت قلبها ..كطفل يبحث عن امه وسط نومه ...
ومن ثم دفن رأسه في حضنها ...المكان الذي بات يريحه مؤخرا ..
رتبت خصلاته الرطبه وهي تجر الغطاء فوقه وفوقها ...
انها انثى تعطي كل هذا بدون طلب ..كيف وهي تراقب الحيره والتعب في عينيه وهو لا يستحق ..
قبلت جبينه وهي تشدد على وجوده في حضنها ..
أغمضت عينيها ببطء وقد غرقت بوجوده قربها ...
:
:
:
:
:::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::
كانت تجلس مع عذبى وجاملا في طاولة مقهى وقد انهت كوبها للتو بسعاده بالغه وهي تراقب الجمع حولها ..
:
:
أبتسمت عذبى وهي تبدي رأيها ..."تدرين انوه فكرة الخلق عن الهنود مغلوطه ....."
:
:
أقتربت منها كادي مبتسمه لحوارتها الجميله التي تفتحها ...."ليه قلتي كذا ؟؟صحيح كلامه بس ليش أستنتجتي هالفكره...؟؟"
:
:
تحدثت عذبى بألق حديثها الجميل المنمق ...."مانعرف عنهم الا افلامهم ...وهي اكيد ماتنقل لنا ثقافتهم ولا تفكيرهم ...يعني علاج سينمائي خيالي لحياتهم ...
:
:
هزت كادي رأسها بالايجاب ..."تمام هذا اللي احاول اوصله لصديقاتي قبل ....انه زي ما احنا مانعرف عن الهنود الا افلامهم زي لمن العالم مايعرف عن السعوديه الا نفطها ..."
:
:
شددت عذبى على كنزتها تحتمي من نسمة شتويه ...."صحيح شعوب كثيره مانعرف عنا الا اللي يوصلوه الاعلام لنا ...والاعلام ماعندوه أي مصداقيه .....لكن اللي انا مستصعبتوه انوه انتي بخليط هالثقافات الشمال ومكه والمدينه والهند كيف قادره توفقين ..."
:
:
أخذت كادي نفسا عميقا تشرح لها ...."تعودت وبعدين انا اخذه من كل حضاراتي جزء ولا احس بأي تشتت ..وبالعكس قربي كل هالسنين من عمة سلطانه نساني اشياء كثير من اللي كنت اعيشه مع امي وجدتي الله يرحمهم ..."
:
:
شاركتها الترحم عليهم ..عادت للتأمل الشارع الذي يعج بالوفود ..القصص المتداخله بين الخطى ..الذكريات التي لا تبارح العقول السارحه ..وبقايا ثلوج الاسبوع الفائت ...
:
:
عدن الى البيت ..قد تركت عذبى التدفئه مفتوحه فكان دافئا و حميميا للغايه ..
أبتدأت جاملا بهدوءها في تحضير العشاء ..
بينما جلبت عذبى كتابها وجلست بجانب كادي ..التي تشاغلت في برنامج قومي يعرض على التلفاز ..
:
:
ألتفتت اليها تؤازرها ...."كيف نفسيتس لبكرا ...؟؟"
:
هزت رأسها بالرضا مبتسمه ..."الحمد لله ...متوتره بس الحمد لله ...راح تزوريني كل يوم صح ؟؟"
:
:
أبتسمت لها ..."أكيد يابعدي ...واتركتس وحدتس .."
أبتسمت لها كادي بأمتنان ..عذبى انثى قويه للغايه ان دل فقد يدل على انها كانت مسلوبه الاراده فيما مضى ...تخجل من أن تسألها اين فياض من الصورة وهي التي لاتذكره بتاتا في سير حديثها العفوي ...
أين هي من الخلفه ...أنثى كعذبى ستكون اما رائعه ولكنها كما يبدو تهمش موضوع الاطفال انها تحدثت اكثر من مره انها لاتستطيع التأقلم مع الاطفال ..
عذبى تسرح كثيرا بحزنها رغم قوتها ..
عذبى لها قلب مكلوم ..
عذبى لها ملايين القصص في عينيها ..
عذبى انثى تتحلى بالصمت لتنسى ..لتتأقلم ..
:
:
:
:
:::::::::
::::::::::::::::::::
كان مرهقا للغايه حتى بعد عودته من صلاة الفجر ..عاد للنوم على غير عادته ..
:
:
لبست فستان ابيض قصير زادها انوثه قررت الا تكحل عينيها اكتفت بالماسكرا واحمر الشفاة الوردي ...
:
رشت كثيرا من عطرها الرقيق ..
جهزت الفطور بالقرب من النافذه ..ومن ثم اتجهت اليه يستسلم لنومه ..لديه مشكله مع اكمال ملبسه ..
أبتسمت وهي تقترب منه ..
رفعت الغطاء عنه ..وهي تجلس بجانبه ..همست بأسمه برقتها ..
همهم لها بكسل ...أكملت .."ثلاب قوم افطر معايا ..."
:
:
أخذ نفسا عميقا ومن ثم فتح عيينه بنعاس ...راقبها بصمت ..كانت تبتسم له بطريقه لا تليق الا بها وبمواقفها ..
وقفت وهي تجر يده ...أشارت له برأسها على مكان السفره ..."قوم افطر هيا ..."
:
:
سبقته للسفره رتبت المكان لأخر مره ..احست بقلبها تعلو نبضاته وهو يقترب منها يرتب خصلاته الرماديه ..جلس قبالها صامتا لازال يغرق في ملكوت نعاسه ...
مدته بكوب الحليب ....قربت منه طبقه وهي تراقبه مبتسمه ...
في الواقع هو يشعر بتوتر كبير ..لقربها لكل الافعال التي تحيطه بها ..
الافعال التي يشهدها لاول مره ..
:
:
بادرها بفتح الحوار ..سألها بأهتمام مقتضب ..."كيفها ضيفتنا ..؟؟"
:
:
هزت رأسها بالايجاب ..."الحمد لله بس للحين مو راضيه تصحى من النوم ..."
:
:
هز رأسه بالرضا وهي ينظر الى ماوراء النافذه ..
سألته متردده ...."ثلاب هاذي مين ؟؟و اش حكاية الغره ؟؟"
:
:
الفتت اليها متأملها بصمت ..."هاذي جاهده ...اعتبريا زوجة جسار وبدون كلمة غره ..."
:
:
تلعثمت بحديثها ..انه لا زال فتيا بغض النظر عن سنوات عمره ...لاتستوعب ان يكون له ابن متزوج ...تخيلي يرزق بأحفاد ..
:
:
نظر الى افق السماء الصحوه على غير عادتها أخر اسبوع ....ألتفتت اليها وقد وقف ..."ألبسي بنطلون و تذري عن البرد والحقيني ..."
:
:
وقفت مستغربه طلبه ..."حاظر ..."
:
:
ارتشف من كوبه وهو يتجه الى خزانته ..وبيد واحده اخرج ثوب اسود شتوي و جاكيت بني فاتح ..
:
:
لبسها بخفه بينما كانت هي مشتته من قربه لتختار ما ترتديه ..
تناول غترته ..واخرج حذاء طويل العنق مخصص لما سيفعله من خزانته..
:
:
استعجلها متسألا ..."يالله ياسلطانه ...؟؟"
:
:
همست له ..."طيب هيا ..."اخرجت جينز و حذاء شتوي وكنزه عوديه ..أرتدها على عجل ..
وهي تتناول شال كشميري بيج ..لحقته في خطواته الواسعه ..
فتح باب المنزل فترددت في لحاقه ..
الفضول يخترق نبضات قلبها وتفكريها ..
مد يده يستحثها ..."يابنت ما هنا احد تعالي ..."
:
:
سارعت خطاها وهي تقترب منه ..سمحت لنفسها ان تحاوط عضده ..بكفيها ..لتجاري خطاه الواسعه ..
رفعت رأسها للتأمله ..على طولها الفارع الا انه اطول منها ..نايف قبله كانت في نفس طوله ..
الا هذا الشامخ الفخم ..لا يشابهه رجل ..
اطال المشي وهو صامت ..قطعوا مسافه طويله ..كادت ان تفتر رجليها ...
لولا انه اشار لها على مبنى بني ذو وتيره بنائيه واحده..."قربنا ..."
:
:
تحمست مبتسمه لقوله ...ما ان اقترب ..حتى توقفت تراقب مايفعله ..
ادخل رقما ما وفتحت البوابه البيضاء الضخمه ..
أبتسمت وهي تقترب وقد بان لها صفوف لا منتهيه من ما اخفته البوابه وحافظ عليه برقم سري ..
كانت اسطبل لخيولا عربيه ..يقف كل منهم شامخا ابيا في مقصورته ..
:
:
لفت حول نفسها وهي تتأملهم ...أقتربت منه وهي تحاوط ذراعه وقد اقترب من خيلا بنيه بخصلات غامقه وعينا مرسومه ..
:
:
كان يمسح على مابين عينيها السوداء ..مدت يدها بتردد أخذ يديها يستحثها ..."اقربي عادي مهوب ماكلتس ..."
:
:
أبتسمت وهي تمسح على ملمسه الناعم ..همست .."سبحان الله ما اجملها ...."
:
:
جرها مع يدها يستحثها للحاقه ..
اوقفها امام اخر مقصورة ..همس لها .."وهاذي كمالة مهرتس ...."
:
:
أتسعت حدقتيها وهي تراقب جميله فضيه لامعه ..كنجمة سقطت على اربع قوائم ..
رشيقه وغضه ..أقتربت منها وقد أسرت نظراتها ...
كانت اجمل ما قد اهداها احدهم يوما ..
مدت يدها ..فأقتربت تلك متردده ...مسحت على شعرها الناعم الرمادي ..
ألتفتت اليه ..."ثلاب هاذي لي ....جميله ...سبحان الله ....طالع عيونها ...."
:
:
أقترب خلفها حتى التصق بها ..."من يوم شفتا نويتا لتس..."
:
:
دمعت عينيها دون قصد ....وهي تتأمله تلك اللامعه امامها ..
كانت جميله كقيمة من اهداها اياها ....
كانت جميله وعربيه وبدويه واصيله وموجعه ..
وكأنه اهداها معلقه شعر بحروف من ذهب بأسمها ..
:
:
:
:
:
ولي بكم لقاء قريب ان شاء الله اعذروا تأخيري وقصر الاجزاء لكن اوعدكم بتعويض ...

لامارا 12-04-18 05:41 AM

:
:
الجزء الخامس عشر ..
:
:
:
"صغيرتان في ذمتي "
:
:
:
أتسعت حدقتيها وهي تراقب جميله فضيه لامعه ..كنجمة سقطت على اربع قوائم ..
رشيقه وغضه ..أقتربت منها وقد أسرت نظراتها ...
كانت اجمل ما قد اهداها احدهم يوما ..
مدت يدها ..فأقتربت تلك متردده ...مسحت على شعرها الناعم الرمادي ..
ألتفتت اليه ..."ثلاب هاذي لي ....جميله ...سبحان الله ....طالع عيونها ...."
:
:
أقترب خلفها حتى التصق بها ..."من يوم شفتا نويتا لتس..."
:
:
دمعت عينيها دون قصد ....وهي تتأمله تلك اللامعه امامها ..
كانت جميله كقيمة من اهداها اياها ....
كانت جميله وعربيه وبدويه واصيله وموجعه ..
وكأنه اهداها معلقه شعر بحروف من ذهب بأسمها ..
:
:
:
:
التفتت لتقبل خده برقه ..كاد ان يذوب لها وكأنها فراشة ربيع مرت مستعجله ..
سألها بأهتمام وهو يفتح الباب ليدخل بجانب تلك ..."تركبينا ..ترى شاريا مروضه ..."
:
:
أبتسمت وهي تنظم اليه ...وبتردد .."لا ما اعرف اخاف اطيح ..."
:
:
تأملها وهو يربت على الفرس حتى لاتجفل من قربها ...
مد يديها لها وهو يستحثها ..."اقربي يالشيخه ..."
:
:
لم تفهم مايقصده وهي تقترب منه حاوط خصرها بكفيه بخفها رفعها فأبتعدت الارض عنها فجأه ..
وضعها فوق الفرس بلا لجام ...أمرها ..."باعدي بين رجولتس ..."
:
:
كانت خائفه وهي تشعر بحركة تلك اسفلها ..خافت وهي لازالت تتشبث بكتفيه .."يمه ثلاب لا بطيح ..."
:
:
نهرها بلطف ..."لاتجفلينها ياسلطانه ....دنقي عليا ...كلميها بأذنا ..تسنها صديقتس ...بتتعود عليتس وبتعرفتس .."
:
:
كانت لازالت تتشبث بكتفه ...وفي حيره هلعه ..."أش اقولها ...ثلاب بنزل ..."
:
:
همس ..."لاحول ولاقوة الا بالله ....أصبري ..."
:
:
قالها وهو يرفع ثوبه ...ومن ثم بخفه رفع نفسه على جدر المقصوره واذا به يستقيم جالسا خلفها ..
:
:
حاوط خصرها بذراعه وهو يعدل جلوسها ليرتاح خلفها ...أرتجفت اطرافها وهي تستلم لها فهو يبدو خبيرا فيما يفعله ...
مال الى الامام بصده فمالت لميله ...ربت على رقبة الفرس ..همس لها ..."سميها ..."
:
:
نظرت اليه وهي تغلل اناملها بخصلات شعرها الرماديه ....سكتت لبرهه وهي تتأمل لمعانها ..."جوزاء ...لانها مثل النجمه ..."
:
:
أبتسم لرقة الاسم ....أمرها ..."هيا قولي لها بأذنا وش سمييتها ..."
:
:
مالت متردد لصعوبة وضعها في حجره ..همست لها بأسمها الجديد ..
لاحظت هدوء حركة تلك وانصاتها لها ..أكملت ..تعرفها على نفسها ..وكأنها تحدث عاقلا ..
:
:
مسحت على رأسها وهي تقبلها ..لقد وقعت في غرامها ..
سمعته يضحك للمره الاولى ...ألتفتت اليه مستغربه ..همس لها وهو يشير على الفرس بعينيه "عجبتها الحركه ..."
:
:
أستغربت ...وهي تعيد مافعلته قبلتها مره اخرى ..فرفعت تلك رأسها ورمشت بعينيها وهي تميل ناحية شفتي سلطانه ...
ضحكت بعذوبة لردة فعلها ..."والله صح ...طالع .."
أعادت كرتها مرتين ...
:
:
فكانت ردة الفعل واحده ..شدها الى حضنه وهو يأخذ نفسا عميقا همس الى نفسه وسمعته ..."ماتنلام ..."
:
:
شد شعر الفرس في يده بخفه وهو يضربها بساقه ..فتحركت تلك فاهمته الى الامام ..
تمسكت في ساعديه بخوف ..."لا ثلاب بنزل ..."
:
:
هدئها ...."يابنت الاجواد هاذا وانا ناويه لتس..بتعودين عليا ..."
:
:
هدئت لقوله وهي تحاول ان تتمالك نفسها ليس هنالك مايخيف ..
انها جميله للغايه ولكنها لم تعتاد على هذا بل تجربه لاول مره ..
وقربه لهذا الحد يسكرها ويخلق جوا شغوفا حولها ..
تعودت على حركة الفرس الهادئه ...أخذها حتى مساحه نائيه وهادئه ..مرتفعه نسبيا عن بقية المكان ...
ترجل عن الفرس ..أنتظرته يساعدها في النزول ....
نهاها ..."لاتنزلين ..خلتس فوقا ...."
:
:
أمتثلت لأمره ...وبدلالها الجديد عليه ..."ثلاب الله يخليك اخاف تمشي ..."
:
:
أبتسم لها ...."خلا اتعود عليتس ..."
:
:
سكنت للحظه تتأمل ظهره وقد سرح بما امامه وقد تشاغل عقله ...
مدت يديها اليه بأحتياج ..."خلاص ثلاب نزلني ...بدونك ما اعرف ..."
:
:
اقترب منها محاوطا خصرها بقبضتيه ...وبخفه رفعها وأذا بها تقف بجانبه ..
أبتعدت الفرس عنهم وهي تتفقد ماحولها بفضول ..
:
:
أخذت نفسا عميقا وهي تتأمله ..أرتجفت لا اردايا وهي تكتف ساعديها ..
جرها لحضنه في خطوه مفاجأة منه ...ان قربه يوترها و يضعف اطرافها ..
وقربها ومراقبتها كبلسم بالنسبه له ..الا ان هنالك سؤال وحيره تنفره منها ..
وجد نفسه يسألها بدون قيود ..وهو يرتب شعرها وقد التصق ظهرها بصدره ..قبل رقبتها بخفه ...
همس لها بسؤاله ..."سلطانه ...يوم صار ماصار بعد عزى المرحوم ابوتس ..من اللي مايذكر ...؟؟"
:
:
صمت للحظه ..شعر بها تتصلب بين ذراعيه ..الفتت اليه ..وهي تضع يديها على ساعديه ...رغم مرارة الذكرى الا انها تفهمت فضوله ..
مرتت يدها على ساعده الايمن عدلت وقوفها وهي تحتضن كفيه بأناملها ..عضت على شفتيها السفلى تراقب منظر كفيه السمراء بين اناملها ..
رفعت عينها له ...وقد غرقت في الماضي ...."كنت ضعيفه ..وكنت وحيده ..وتعبانه ..وماكان لي سند الا رب العالمين ...واللي نواه و بداه ماتم ..وحماني ربي منه .."
:
:
راقبت نظراته تجول في محياها ...فسرت له بدون خجل ..."يعني ماكمل اللي ....انت فاهمني ..."قالت كلمتها الاخيره بعجز و أشمئزاز بأن تنطق اللفظ ..
:
:
كره ضعفها وقلة حيلته ..تمنى لو انه يذود عنها الذكرى ...ومال النسيان الا قربه ..
دفنها في حضنه وهو يقبل جبينها ..لم تمنع دموع عينيها وهي تشعر بدفء صدره ..
لقد شعرت بأمان لم تشعر به منذ زمن قديم ..بشعور قد نسيته ..بشعور لم تجربه قبل ..
بحزن لذيذ لقربه ..
أستنشقت رائحته وهي تقبل صدره ...
همس لها .."بوجهي امسحيها ياسلطانه عسى ماينقصتس شيء بقربي ابد ..."
:
:
أبتسمت بين دموعها لوعده وهي ترفع نفسها لتقبل رقبته ..
شكرت شما في سرها ان اهدتها اياه ..الا ان قلبها قد انقبض وهي تبتعد عنه ..في ذكرى قبلاته لشما ..
:
:
أستغرب نفورها المفاجيء وقد ذابت للتو على صدره ..
شبك انامله بأنامله يمنعها الابتعاد في سيرها ..وزعت خطوتها في المكان حوله وهو يراقبها ...رفعت عينيها له ...سألته بسؤال مبطن ..."كيفها معك شما الله يرحمها ياثلاب ...؟؟"
:
:
:
راقبها تعض شفتها السفلى تراقبه ..تنتظر جوابه ..لطالما كره ان يطلع احدهم على طبيعة حياته مع شما الا ان جميع افراد عائلته على المام بها ..
نظر اليها بثقه .."شما ..اخت ..وعضيده .. وشريكة حياة ..لكن ..."
:
:
همست بأخر كلمه تستنطقه ..."لكن ...؟؟"
:
:
سكت يراقبها ...ومن ثم اكمل ..."لكن ما كان بيننا حق شرعي براضاها وطلبها ..."
:
:
بلعت ريقها بخجل وهي تشتت نظراتها لقوله ...لم تعرف ماذا تقول له الا انه ازاح حملا ثقيلا عن كاهلها ..
زمت شفتيها بأبتسامه ..وهي تتسائل بغيره مبطنه ابتسم لها ..."و هدى ...؟؟"
:
:
جرها اليه ...حاوط خصرها بذراعه وهو يزيح خصلاتها ...."هدى من ؟؟"
:
:
عضت على شفتها السفلى تمنع أتساع ابتسماتها ...لم يتمالك نفسه وهو يقبلها بشغف لقد اغرته فيما فيه الكفايه ..
:
:
أبتعدت عنه وهي تسرق نفسا قد غادرها لقربه ..أبتسمت تتأمله ..
سألها بنظراته .."علامتس ..."
:
:
راقبت خلو المكان حولها انها كمراهقه تجرب الحب لاول مره ..
انه فاتن وموجع للغايه ...فتحت ذراعيها مبتسمه وهي تقترب منه حاوطت رقبته فرفعها له ..قبلت خده وهي تسأله ..."نرد جوزاء للأصطبل برد صح .....؟؟"
:
:
أبتسم لتفكيرها وقد هجر ماتنويه منذ سنوات طويله ..."نردها لعيونتس يالشيخه ..."
:
:
همست له بخجل ..."حياتي تسلم ..."
:
:
ألتفتت اليها مستغربا اللفظ الذي خصته به ..راقبها تربت على فرسها وتقبلها وكأنها لم تقل شيئا ..
لديها كل هذا الكيد الجميل المغري الذي يوقع رجلا بنظره في شباكها ..
انها ناضجه و قد مرت في علاقه من قبل ...وتعرف جيدا ماتفعله ..
:
:
:
:
::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::
فتحت عينيها بوهن وهي تراقب المكان الذي فضحته اشعة الشمس حولها ..
لم تستوعب بعد اين هي ..وهي تراقب الادوية المصفوفة قريبا منها ..
المكان الضخم بأسقفه البعيده يقبض قلبها و يضيق نفسها ..
تذكرت كل ماحدث فأنهمرت دموعها تبلل الوساده وهي تسرح في الفراغ ..
اذا كانت كل كوابيس الحمى تلك واقعيه ..
:
:
حاولت الوقوف لولا ان خذلتها قدميها ..عادت الى الوقف مجددا انها حتى لاتملك علما اين هي ..اخر لوحه حفظت ما ذكر فيها كانت الجوف 90 كيلو ..
لا تعلم مواقيت الصلاة التي فاتتها ..
انها وحيده الان بدون امها ..امي اين عباءتها ..
جالت في المكان حولها ولم تجد أثر لها ..حينها شهقت بتعب وهي تجلس على الارض بعجز ..
تكورت على نفسها تحمي ضعفها ..
لقد كنت اخطط للعودة الى الكوفه ..لقد تخرجت من الثانوية للتو ..أخطط للالتحاق بالجامعه ..
:
:
اريد امي الان انا لم ابتعد عن امي ولو للحظه ..كيف يفعل ابي بي هذا ..لم اعصيه يوما ..سأعود للعراق مهما كلف الثمن ..لن اضعف ..سأعود للعراق ..
كل ماحولي غريب حتى الهواء لا يكاد يدخل رئتي ..
:
:
:
:::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
فتحت عينيها بكسل وهي ترفع ساعتها ..كانت تشير للرابعه عصرا لقد اطالت النوم ونسيت ان تتفقد ضيفتها ..
:
:
ابتسمت للذكرى الرقيقه وهي تراقب ملابسها الملقاة على طرف السرير ..
ألتفتت حولها لم تجده ..
مهلا لحظه ..
ماهذه ..؟؟من هذه ..؟؟
اعتدلت في جلوسها وهي تغطي صدرها بالملاءه ..وقد اتسعت حدقتيها خوفا ..
ذكرت اسم الله كثيرا فالبيت كبير وخالي ..
جف حلقها وهي تناديه بهمس ..."ثلاب ..."
:
:
تحركت تلك فصرخت بأسمه بخوف .."ثلااااب.."
:
:
فتحت عينيها الواسعه الناعسه وهلعت لصراخ الغريبه بجانبها ..فأستسلمت للبكاء ..
:
:
لم يرد عليها ذاك ..يبدو بأنه ليس موجود ..وقفت تذكر اسم ربها وتسمي وهي تتناول معطفها الحريري ...شدته على خصرها ..وهي تخرج من المكان وبكاء تلك يلاحقها ...
واجهتها ايجا ..فسألتها بخوف ..."ايجا انتي تسمعين صوت بيبي يبكي .."
:
:
تأفتت ايجا بتعب .."يالله مدام ليش يصى هاذب بيبي ...هي كل يوم يلف في بيت ويبكي ..بعدين اختفى انا يدور ...يدور مستر ثلاب قال هي في غرفه مع انتي نوم ...."
:
:
أتسعت حدقتيها بأستغراب من هذه الصغيره الجميله ...أيعقل ان تكون ابنة ثلاب ...
تبدو في منتصف سنتها الثالثة ..ترتدي منامه ورديه وقد تبعثر شعرها الاسود في كل الاتجاهات ..
جميلة وطفوية للغايه ..
أقتربت منها سلطانه بخوف وقد احزنها حالها الضائع ..مدت يدها لها مبتسمه وهي تهمس لها تهدءها .."لا ياروحي ...تعالي ..تعالي .."
:
:
وبخطوة لم تتوقعها سلطانه اقتربت منها الصغيره ترفع يديها بأحتياج ..
حزنت سلطانه الام وهي ترفها لتحتضنها اطرقت الصغيره رأسها على كتفها ..انها خفيفه للغايه ..
ما ان حملتها حتى عادت لتخلد في نومها ..سألت الخادمه بفضول ..."بيبي مين هذا ..؟؟"
:
:
هزت الخادمه كتفيها بجهل ..."ما ادري مدام كبير قالت شيلي هاذي علة ..."
:
:
رفعت حاجبها بحنق ..وهي تهمس ..."اللي هاذي عله ...ماتحس على دمها ..."
:
:
سألتها ..."سويتي اللي قلت لك عليه مع بنت في غرفة ثاني ...؟؟"
:
:
هزت رأسها بالايجاب .."كلو تمام مدام بس بنت هاذي مسكينه بس يبكي اكل لا كلام لا ...."
:
:
دخل ذاك المكان حينها ...فخرجت خادمتها ...أبتسم لمنظرها ..
أقترب منها بهدوء وهو يتمعن محيا الصغيره ..."اش قوما ..."
:
:
كانت تلك قد فتحت عينيها وهي تراقب المكان بعينا دامعه ..
سألته بأستغراب ..."ثلاب هاذي مين ؟؟فين امها ؟؟"
:
:
أبتسم وهو يقبل خد الصغيره بأبوه تراقبها في عينيه للمره الاولى فخشى قلبها صدق توقعها ...الا انه اكمل ..."هاذي موجعه بنت جسار ...حفيدتي ..."
:
:
تلعثمت بحديثها ..."بنت جسار منين جات ؟؟"
:
:
انصرف الى ما اتى لطلبه من الغرفه ..."من مرتوه الاوله ...وجابها يمنا يوم دريت انوه طلقا ...."
:
:
لاحظت انه يبعد نظراته في الحديث معها ..يحاول ان يتجاوزها في الموقف ..
اتراه نادم عما شاركني اياه اليوم والخطوة الكبيره التي اتخذناها ...
لكنه هو من بادرني ..لم اغصبه ..
سألته ...ولازالت تحمل الصغيره ..."ثلاب طالعني ....في شيء ؟؟"
:
:
هز رأسه لها بالنفي وهو يتألمها ...ابتعد عنها متجها الى الخزانه وقد هم بتغيير ملابسه ...سألها يضيع توتر موقفها منه .."كيفها جاهدة ...؟؟"
:
:
جاوبته بأقتضاب وهي لم تفهمه ..."اللحين اغير واروح اطل عليها ..."
:
:
وضعت الفتاه من يدها على السرير وهي تعدل منامتها ....أحست بغضب يعتريها لتجاهلها ...
"ثلاب لاحظ انه انا اسوي كل اللي تبيه بدون اسأل ..اش قصة جاهده وغره وطفله ما اعرف مين هيا اقوم الاقيها على سريري...انت ما تتكلم وانا ما اسأل شوف لنا حل ..."
:
:
:
التفت اليها ...موقفها لاتحسد عليه حقا لكنه مشتت فقط لما شاركته مؤخرا تغير موقعها في حياته ..لاول مره يتغير موقع احد نساءه في حياته ..
همس لها ..."حقتس علينا ...و جاهده غره في اخواني الثلاث اللي انقتلوا ..."
:
:
تقشعر جسدها لجملته الاخيره ...هي تعلم ان توفي له اخوه لكن لا تعلم أي شيء اكثر من هذا ..
ثلاثه وقتلوا أي حسره هذه ..
همست بالترحم عليهم ..لم تحبذ ان تسأله اكثر ..لكن تمنت ان يفرغ كل مايهم قلبه لها لتحمل عنه ولو جزء صغيرا ...
:
:
:
اكملت ارتداء ملابسها ....همست له بهدوء ...."بروح اشوف البنت تامر شيء...؟؟"
:
:
هز رأسها بالنفي وعيناه معلقه في شاشة حاسبه ..
لماذا عاد لصمته الم يكن الحنون الدافئ صباحا ...الا تظهر مشاعره ورقته الا في ذاك الموقف ..
:
:
خرجت من الغرفه ..كان المكان يغرق في هدوءه المميت كالعاده ..
فتحت باب الغرفه بهدوء ..
راقبت الصغيره الدخيله تقف امام النافذه سارحه بوجوم ..
همست لها بأسمها ..
ألتفتت تلك هلعه ..هذه الشابة الجميله هي من بادرها بحسن المعامله الا ان ملامحها لاتحمل السلام ابدا ..فملامحها حاده غير مريحه ..
:
:
أبتسمت لها تطمئنها .."كيفك ذحين يا جاهده ..؟؟"
:
:
سكتت تراقبها ..أشارت للقهوه التي وضعتها الخادمه للتو ..."تعالي تقهوي معايا .."
:
:
لم تجاوبها تلك ...جلست سلطانه بهدوء وهي تسكب لها فنجالا من القهوه..ففاحت رائحتها الفاخره في المكان ..
:
:
أبتدأت سلطانه في حديثها ...لتريحها قليلا .."انا سلطانه ..زوجة الشيخ ثلاب الجديده ..قبلي كانت اختي شما زوجته ..انا جديده مثلك في المكان ..يعني افهم جزء قليل من مشاعرك ...وان شاء الله انا والشيخ ثلاب بنكون سندك في هذا المكان ..."
:
:
راقبتها ومن ثم همست .."اني ما اعرف لا ثلاب ولاغيره ..أريد امي ..."
:
:
أبتسمت لها .."جاهده ياروحي ..الامور ماتسير على هوانا ...لازم نتعلم نتأقلم ..وحتى لو كان في حل ماراح يجي بالساهل ..وبما انك غره زي مايقولون وانا كارهه هاللفظ ...عشن تتحررين منهم لازمك تخلفين ثلاث اولاد ...انا ما اعرف اش القصه ولا اش اللي صار وانا اشوفك مظلومه وراح اوقف معاكي لاخر لحظه بس ابغاكي تعرفين انه انتي مو لوحدك هنا ..."
:
:
:
هزت جاهده رأسها بعدم اقتناع وهي لاتثق فيمن حولها ..."عيني انا ما اعرف لا ثلاب و لا سلطانه ولا غيره اريد هسا تردوني العراق اشتريدون بي حابسيني بهاي الغرفه ..."
:
:
نفثت سلطانه نفسا عميقا وهي تقف بأتجهاها ...التعامل مع الصغيره سيكون صعب انها لاتستوعب مايغعله الجميع حولها ..
في الواقع كل مايحل بها وعليها صعب للغايه ..ما الذي يكفي شر جسار عنها حتى هذه اللحظه ..
:
:
اقتربت منها وهي تضع يديها على كتفها ...أبتسمت لها ناصحه ..."جاهده من اللحين الحياة بدت تصير صعبه عليكي ...من اللحين كل شيء تغير خليكي قويه ولاتستسلمين واستعدي لاي توقع يغير مجرى حياتك ...أقولك قصتي ...انا انا تزوجت وانا صغيره لزوج شكاك مايخاف الله اوهمني انه يحبني فقدت امي واخوي ...ومن بعدهم سندي ابوي لقيت نفسي مطلقه ومهدده ومحتاجه وضعيفه وفوق ذا كله اعتني ببنت اخو مقعده ...بس ما ضعفت رغم انه كل يوم يكسرني زياده وكل يوم مشاكلي تزيد ....فجأه القى نفسي هنا في بيت اختي اللي نسيتني من سنين وابدا ما ارتحت لوجودي وتزوجني زوجها بعد وفاتها وكرهت هالمبادره ..بستعرفين كل يوم من بعد ماتزوجت ثلاب اصحى من النوم واقول ..هذا مو يوم سيء وصعب مريت بأخس ..معليه اليوم راح اكون راضيه اليوم راح اتأقلم ..."
:
:
:
التفتت لها جاهده بحزن ..."بس اني كانت حياتي حلوه ومثاليه ..فجأة هيج اغمض عيني افتحها الا و هاي اللي ما اعرف منو يرميني ع قاع رجلين جدته ..اني ابوي يكتل هالثلاث مساكين قبل امي تعرفه حتى الاقي عمري محذوفه بين اهلهم غره ....دخلتش عيني يعني شنو هاي غره ...؟؟اعتبروني جاهله فهموني ...شنو غره ؟؟"
:
:
:
عضت سلطانه على طرف شفتها السفلى بحيره ...سكتت لتجيب بعدها ......."الغره زيها زي الديه والقصاص تكون من اهل القاتل تنجب لاهل المقتول ولد او ولدين او ثلاثه عواض اللي راحوا ..."
:
:
تلعثمت تلك ..."يعني شنو مرة لولا جارية مافهمت ...يعني هسا تريدوني احبل ..."
:
:
غصت سلطانه بكلماتها وهي تراقب محياها الهلع المتفاجئ ..
كرهت العادات والتقاليد والفكره ..كرهت كل حضارة ومعتقد وضع هذه الصغيره هنا ..
:
:
هزت رأسها بالايجاب ...
اكملت تلك هلعه ..."أي اشلون ...؟؟والله ما اعرف ولا اشئ من هاي اللي تقولون وتريديون ..."
:
:
رمشت عينها للصدمه ...في الواقع هذه الفتاه اصغر مما يضن الجميع انها حتى لاتعرف الاساسيات ..
:
:
تحركت حول نفسها ..حاولت ان تشتت الحديث ..اقسمت لدواخلها ان تحمي هذه الصغيره لكن ليس الان لن تشرح لها كل هذه الصعوبات الان ..
وليس وهي بهذه الحاله ..وبالتأكيد جسار لن يأخذ هذه الصغيره على الهون ..
اشارت لها على الخزانه ..وقد اضطرب نفسها ...لقد اقحمت نفسها في كل هذا ..
لكنها لن تتراجع .."وصيت ايجا تشتري لك اغراض ما ادري عن ذوقها ..بما انه خروجنا صعب ...لكن أي شيء ينقصك قولي لي ..."
:
:
هزت تلك رأسها بالامتنان ..."مشكورة سلطانه ..اعتقد ماكو انسان في هالخرابه غيرتج ..."
:
:
أبتسمت لها سلطانه تقاوم حزنها ..."الله كريم ياجاهده ...أسيبك ذحينا ترتاحي اللي تحتاجيه اطلبي ايجا او كلميني ...ان شاء الله مايكون ناقصك شيء ....و انتبهي للباب قفليه ولاتفتحي لاي احد يا روحي ....طيب ..."
:
:
:
هزت تلك رأسها بالايجاب ...اقتربت وهي اطول منها بأشواط قبلت جبينها ومن ثم غابت عنها ..
:
:
ما ان اغلقت الباب حتى ارتكزت عليه تتمالك نفسها ضنت ان العبوديه انتهت مع عهد تولي الملك فيصل للحكم ..
لكن بين القبائل العرقيه هنالك الكثير من الاسرار والعادات القديمه ..
وماقصة المغدورين الثلاثة هؤلاء ..
:
:
رتبت هندامها وهي تتجه لغرفتها ..
اتجهت لمكتبه ..كانت الصغيره تجلس عن رجليه وقد اعطاها ورقة وقلم ..
أبتسمت لها وهي تجلس ..راقبتها تلك بفضول وهي تدلك انفها الصغير ..
انها جميله للغاية ستكبر ملكة جمال ..بوجنتين ورديه ورموش طويله وعينا سوداء ..
:
:
همست لها بأبتسامه لاتجيدها الا الاناث في حضرة الاطفال ..."يسعدو ياناس القمر ...."
:
:
أتجهت لمكان جلوس الصغيره بهدوء ..سألتها ...بلغة يسهل فهمها ..."أكلتي ...تبغين ننه ؟؟"
:
:
وكل هذا وذاك يراقب ...وقفت ومن ثم اطالت الاختفاء ..
عادت بعصير وكيك في يدها للصغيره ..
راقبتها تلك بعينا حائره ...مدتها بها وهي تفتحه ..رتبت شعرها وهي تراقبها تهم بالاكل ..
:
:
رفعت رأسها متسائله له ..."ثلاب مو صعبة تبعدونها عن امها ...؟؟"
:
:
هز رأسه بالنفي ..."هذا مكانا من اول لولا عناد امي وجسار ...وان كان ربي ماكتب لأوما تكمل مع ولدنا هي بنتنا ...."
:
:
رفعت حاجبها بأشمئزاز فلمح حقدا على امه وابنه في عينيها ..."وليه ان شاء الله استاذ جسار معند على هالصغيره ..وبعدين اول مره ادري انه متزوج .."
:
:
هز كتفيه بأرهاق .."زوجتا اياه انا وشما الله يرحما والله ابوها رجال اجودي بس اومي ماعجبتا تقول جسار تبي تزوجو من القبيله هي معرضة زواج الغربيات كله ..."
:
:
رفعت حاجبها بأستغراب ..."طيب وانا ؟؟مو غريبه ...؟"
:
:
أبتسم لها ..."انتي على مزاجي ..وسكتا قبل سنين بأم العيال ..."
:
:
أبتسمت له .."مزاجك ياسيدي ...على الله ..."
:
:
أستغرب .."هرجتس احسوه كلا نقد ..."
:
:
اصابها الغرور ..."ولا راح تعرف نقده من ايجابه ...حجازيه حبيبي نلعب بالهرج لعب ..."
:
:
راقبها متأملا صامتا تذكر الفاظ الغرام بين الحديث ذكرا خاطفا فتتركه حائرا ..
اطالت الصمت ومن ثم رفعت عينيها مهتمه ..."ثلاب ..جاهده اش وضعها مع جسار ...يعني كتب كتابه عليها خلاص ...؟؟هيا غره بدون كتاب كيف دخلها السعوديه ..؟؟"
:
:
غضن جبينه وهو يدقق في ورقه بين يديه ..."كتبه غصبا عنه في العراق ..."
:
:
سألته بتردد وقد تركتت حرية الاجابه له ...."اش هالقصه ياثلاب ...ثلاث اخوان وغره ..."
:
:
لقد كانت حياته هي دية ابيه وامه فصنعوا منه ابا ورجلا قبل اوانه ..وعوضهم بأربعة ابناء اشداء في اول اعتاب شبابه ..
لكنه لن يشكو أبدا فهو رجل وهذا ماكان المفترض منه ان يفعل ...
سكت لبرهه ثم رفع عينيه لها .."قبل 25 سنه عليى قتل اخواني الكبار الثلاث في خلاف بينه وبين ولد عمتي ...وهذا وقت الثار ..وامي وجسار نووها من قبل والله اعلم ..."
:
:
غضنت جبينها بحزن ..."يالله ...بريئة مسكينه ماتفهم شيء ...صغيره ياثلاب عمرها 18سنه ..."
:
:
نظر اليها نظره ذات معنى ..."يومك كبرا كنتي متزوجا ..."
:
:
تشاغلت مع الصغيره .."كنت ...ومو معناته هذا شيء زين ...ومن زين حياتي يعني الحمد لله بس دفعت ثمن اني تزوجت صغيره ...اللي قدي توها تنخطب ..."
:
:
:
لم يستشف من حديثها شيئا سو الندم ..."افهم من كلامتس ..."
:
:
رفعت عينيها اليه وقد التمعت نظراته بتحدي غريب ...ضن بأن حديثها تنمر عن فرق العمر بينهم ..."ما ابي اتكلم في الموضوع زياده ..فكري مشغول مع هالبنت وكادي ..."
:
:
أنهت النقاش بطريقتها ...تأملت الصغيره التي لوثت المكان بأكلها ...."أش اسمها الحلوة ؟؟"
:
:
همس بأسمها وهو يقلب بين اوراقه .."موجعه ...."
:
:
رفعت حاجبها بأستغراب ..."نعم ..بيبي هاذي تسمونها على اسم امك ليه ...اش ذنبها .."
:
:
لم يعيرها اهتمام ..."كلمي جسار هو من سماه..وبالشمال مابه اسما دلع ..."
:
:
النقاش معه صعب ...حنقت ..."انا مسيت شمالك بحاجه اقولك بيبي حرام تتسمى بأسم ...لها نصيب من امسها ترى ....موجعه حتى قبل كان اسم مهجور ...انا بسميها بكيفي .."
:
:
رفع عينيه لتحديها ..."مالتس ومالا يامره ...انيت اوما ولا ابوا ..."
:
:
رفعت حاجبها بتحدي بشيء من غرور لذيذ ...وهي ترفع الصغيره عن الارض ....وقلدت لهجة منطقته فذاب لحلاوة قولها ...."انا مرة جدا وشيختا ...اسميه اللي ابي ..."
:
:
راقب خروجها ..فتعثرت يديه بما اراد ..انها تشتته ..وتوتره وتشده وتضيعه ..
لقد كان مرتاحا طوال كل هذه السنوات ..
لقد كان مرتاح البال خالي العقل ..و مصون القلب ولم يفكر ان يلتفت لانثى او يبحث عن انثى ..وقد جرب حضه كثيرا ..
من اين اتت هذه المدلله ...؟؟
:
:
:
اهمل اصرارا فتيا في قلبه يحثه للحاقها وتوزيع القبلات على محياها وان ينشد القرب العذب منها ..
:
:
لكنه جلدا صعبا قديما ..لن يستسلم بسهوله ..
:
:
:::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
بعد جوله على الاماكن التي ستزوها في المستشفى وقصص الامل المشجعه وصلت لغرفتها البيضاء الصغيره الخاوية اخيرا ..
بدون مساعده احدهم استلقت على السرير الابيض الذي يبدوا بأنها ستلزمه كثيرا ..
كل من مر عليها باطراف صناعيه ..ووجه مبتسم متفائل ..احدث ثقبا في قلبها ..
وحمدت الله كثيرا عندما طمئنتها طبيبتها المسؤله عنها بأنها ستحافظ على اطرافها الطبيعيه وفقط سيعالحزن المفاصل شرحت لها شرحا طويلا ومملا بمصطلحات لم تفهم معضمها ..
اللهجه الكنديه صعبه ..والمصطلحات طبيه بحته ..
الا انها احبت طبيبتها القصيره البشوشه ..وقد اكتسى شعرها باللون الابيض واثرت برودة الجو على خديها المتجعده ..
استغربت كثيرا من ان كادي ليست هنديه ..وقد احبت كادي لانها ذكرتها بأبنة ابنها من ام هنديه ..
ما لاحظته كادي بأن العرق الهندي هنا ضارب ..وهذا شيء غريب ..
فهمت من اسئله يلقيها الماره على الطبيبه بأنهم يسألون عن طبيب وكيف حاله بعدما انتهى من جلسات علاجه الكيميائي ..
:
:
أبتسمت لها الطبيبه .."يو ار ماي لاست كايس بيفور ريترمينت ..اي دو ذات فور دكتور جاي ...هي از قود مان قارد ول بي ويذ هم ..هي از ا كانسر فايتر فروم سكس يير ناو ...هي از سترونق اند هي ول بي اوكي ان شاء الله..."
:
:
=انتي اخر حاله لي قبل تقاعدي افعل هذا لاجل دكتور جاي انه رجل جيد الله سيكون معه انه محارب للسرطان منذ سته سنوات الان انه قوي وسيكون بخير ان شاء الله ..."
:
:
أبتسمت كلدي لاخر لفظ قالته ..."يو ناو وت ان شاء الله مين ..دزنت يو ؟؟"
:
:
= انتي تعرفين معنى ان شاء الله اليس كذلك ..؟؟
:
أبتسمت تلك ببشاشه .."يس أي نو ذات أي هاف الي كيس بيفور 20 يير هي از اولد ايجين مان هي تولد مي وات ان شاء الله مين فور موسلمز..."
=نعم اعرف معنى هذه الكلمه مرت علي حاله لرجل اسيوي قبل عشرين سنه و اخبرني ماذا تعني ان شاء الله للمسلمين ..
:
:
:
بتسمت كادي لها ..."ان شاء الله يور فرندز ول بي اوكي ..."
:
:
=سيكون صديقك بخير ان شاء الله ..
:
:
دخلت عذبى المكان مبتسمه تحاورت قليلا مع الطبيبه ..توجهت لكادي مبتسمه ..."ها ياروحي كيف النفسيه ؟؟..يقولون اليوم كله بيروح اشاعات وهالكلام ...وبكرا ان شاء الله الظهر العمليتين الاولى .."
:
:
أبتسمت كادي برضا ..."ان شاء الله ..دوبي كلمت عمه سلطانه الله لا يوريكي بكيت بكاء ...ياحياتي ياعمه ...انتي متا دوامك ؟؟"
:
:
أبتسمت عذبى ...."ياروحي ياسلطانه الله يكون بعونا ...اليوم كان اول يوم دوام ...قابلت ثنتين من صديقاتي من عمان ..والحمد لله الامور ماشيه ...وان شاء الله بزورتس كل يوم ...وجاملا بترافق معتس ..بتتركوني لحالي ...ياعزتي لكم العيشة لحالي مو حلوه ..."
:
:
مدت كادي يدها لها ...."حياتي ياعذبى ربي يحقق لك كل احلامك ويريح قلبك ..."
:
:
أبتسمت لها عذبى ابتسامه ذات معنى ...."ربتس كريم ..."
:
:
:
:::::::::
::::::::::::::::::::::::::::
بعدما شددت التوصيه على الصغيره لايجا ..كرهت ان تتركها لكن كما يبدو بأن الصغيره قد اعجبتها ايجا وملامحها الهادءه ..
:
:
تحممت ومن ثم خرجت تجفف شعرها ..
كان تفكيرها يكاد يتمزق من شدة تشتته بين كادي والجديده جاهده ..
:
:
كانت سارحه بنظراتها بعدما ارتدت قميصها الابيض الطويل وهي تصفف طرف شعرها الذي بلل قميصها ..
دخل الغرفه للتو واستلقى على السرير بتعب ..
بدون ان تشعر كانت دموعها تنهم وقد هدها الشوق الى ابيها وكادي ..وامها واجمع اهلها السابقين ..
:
:
راقب هدوءها العاصف الفاتن ..وجمال كل ماتقوم به ..
أرتجفت لروده المكان فأستفاقت من سرحانها ..
وقفت وهي تنشر منشفتها الرطبه ..
تعطرت ..و من ثم وضعت مرطب على شفتيها ..وهي تتجه لمفتاح الاضاءه اغلقتها ..
ومن ثم اتجهت الى السرير مسترشده بضوء الارطان الخافت ..
ألتفتت اليه لم يكن كما توقعت نائما بل كان يراقبها بأهتمام ..
اوجعه ركنا في قلبه لمنظر عينيها الدامعه ..اخذت نفسا عميقا تتمالك نفسها ..
:
:
أبتسمت له بين دموعها ..."نصبح على خير ..."
:
:
قالتها وهي ترتب المكان حولها لتخلد لنومها الحزين ..
وبادره استغربها هو ..لم تبخل عليه عندما احتاج حضنها...فتح ذراعه ..بدون ان يتحدث فهمت مايريد وقد تمنته منه ..
اقتربت وهي تندس في حضنه ..دمعت عينيها اكثر عندما احست بدفئه ..
اعتدلت في استلقاءها وهي تدفن رأسها مابين رقبته وكتفه ..
لم يسألها مايحزنها لم يعرف كيف يصوغ حديثة معها حتى ..فكما قال الحديث في حضرتها صمت ..
اختار ان يحتضنها ....يحتضنها حتى تنسى كل حزن وفقد قبله ..
يحتضنها حتى يفهمها ويوصل حديث قلبه لها ..
واحاديث القلوب صادقه دوما ..
:
:
:
:
:

لامارا 12-04-18 05:44 AM

الجزء السادس عشر ..
:
::
:
:
:
"ندوب الذكريات "
:
:
:
تأملت الغرفه المظلمه حولها الا من اضاءة خفيفة ..عدلت الغطاء فوقها وهي تلتفت لجاملا الغارقه في نومها الهادئ...
غدا هو اليوم المنشود ..الا انها لاتشعر بأي شعور سوى الفراغ ..
:
:
تفتقد عمتها اليوم للغايه وقد تغير صوتها عليها اليوم عندما حدثتها ...
حتى ان النوم جفا عينيه ..
لقد قالت لها طبيبته لن يكون هناك آلم ..فقط ستشعر في ثقل في اطرافها ريثما تعود لعملها الطبيعي ..
وستكون معها اولا بأول حتى علاجها الفيزيائي ..
تنهدت وهي تعدل من وضعها في السرير..
الحل هو الانتظار الممل حتى الظهر ..
:
:
:::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::
نظرت في ساعتها لم يتبقى عن دوامها سوى ساعه ..
اخرجت ماسترتديه فالطقس اليوم يبدو صعبا ..
لازالت تلف جسدها بالمنشفه ..أعدت لها كوبا من القهوه ..
فتحت ايميلها تتصفحه ..نظرت في المنزل الفارغ حولها بحزن ..
وما انتي سوى رديفة الوحده ياعذبى ..
تفتقد امها واخواتها للغايه ..تستغرب انها لم تفتقد ابيها يوما ..
ابيها زمن القسوة والتحجر الذي ورثه اعمامها وابناءهم ...
تذكرت عمتها صفيه فأبتسمت لطالما كانت نسمه في هذه العائله الصخيره الجاهله ..
خافت من ان تغرق في الذكرى وقفت لتجهز نفسها ..
حرصت ان يكون وجهها الجميل خالي من أي مساحيق للتجميل ..صففت شعرها ومن ثم ارتدت بنطولنها الجينز وكنزتها الشتويه الطويله ارتدت فوقها كنزه مفتوحه اطول واثقل منها ومن ثم ارتدت معطفها الاسود الذي يغطي حتى بداية ساقيها ..ارتدت حذاءها الشتوي ..لفت غطاء رأسها ومن ثم الشال الصوفي ..تناولت حقيبتها وهاتفها ...قد يبدو ما ارتدته خانقا الا انه بالكاد يحميها من جور الشتاء في الخارج ...
:
:
اخذت كوب قهوتها الذي اهدتها اياه ابنة اختها قبل مده ..
أحكمت اغلاقه تمنع تصاعد ابخرة قهوتها المره ..
اتجهت بخطوات تحفظها الى اقرب محطة ترام ..توقفت للحظة حتى وصل ..ركبت واقفه فالمشوار لا يستحق وهي تشعر ببروده تغزو اطرافها لن تجلس وتستسلم لها ...
راقبت الحياه تدب في الشوارع ..توقف قريبا من وجهتها ..قطعت الحديقة العامه ..ومن ثم بان لها معهدها الاستقراطي الهادئ ..
:
:
وصلت قبيل الوقت المحدد بربع ساعه ..جلست في مكانها العهود بالقرب من النافذه ..
اخرجت مصحفها فتحته وهي ترتشف من قهوتها ..
قرت صفحاتها الاربعه التي تبدأ يومها بها دوما ..
بدأ الصف في الازدحام وكانوا عشرين طالب لا غير ..
عندها دخل دكتور الماده ..
اصغت اليه بملل وهي تفتح دفتر ملاحظاتها ..
استمر في حديثة الدقيق في الماده ..
كانت تسرح للحظات تتأمل الخارج ..ومن ثم تعود لتدون ماقاله ..بأنهاءه كانت قد أملت عددا لا بأس به من الصفحات ..
:
:
أحست بشوق غريب وهي تفتح استديوا صورها ..لتذهب لملف قديم ..راقبت صورها واخواتها في طفولتهم كانت قد صورتها من البوم تحتفظ به اكبر اخواتها ..
مرت بصورة عابره ...الا ان عيناها دمعت و تكدر خاطرها وهي تقف مستغفره ..
كانت صورة ايقضت الوعود القديمه في قلبها المتناسي ..
:
:
:
نظرت الى ساعتها تشغل نفسها ..لم يتبقى عن موعد عملية كادي سوى ساعتين ..
بدون قصد فوتت اتصالين لسلطانه ..
:
:
طلبت رقمها هي تخرج من المكان ..طمئنتها انها في طريقها الى المشفى ..وستكون هناك حتى خروج كادي و الاطمئنان عليها ..
:
:
:::::::
::::::::::::::::::::::
دخلت عذبى الغرفة مستعجله ....أبتسمت كادي لها بهدوء ..."هلا الحمد لله شفتك قبل ادخل ..."
:
:
أبتسمت لها بدورها ..."فاتني الترام ..على ما انتظرته والمشي...كيف حالتس ..؟؟كيفها النفسيه ...؟؟"
:
:
هزت رأسها برضا ..."الحمد لله دوبني مقفله الجوال من عمة سلطانه ..."
::
ربتت على كتفها ...."قدامتس العافيه ياروحي ..."
:
قالتها وهي تنظر للمرضة التي اقتربت لتسحب كرسي كادي ..
همست لها كادي ..."نو ثانكس أي ويل دو ذات ..."
كانت تود الاعتماد على نفسها لاخر لحظه ..
يكفيها ما سيأتيها من استناد على غيرها طوال مدة علاجها ..
:
:
ودعت عذبى مبتسمه ومن ثم اتجهت لغرفة العمليات التي دلتها عليها الممرضه بعد خروجهم من المصعد ..
كان الطابق هاديء بنوافذ كبيره ..تسمح لاشعة الشمس بأختارق المكان ..
:
:
تسارعت نبضات قلبها وهي تراقب الغرفة الكئيبه بمعداتها الضخمه وسريرها الصغير الغير مريح..
قابلتها طبيبتها البشوشه ......ساندها بألفاظ التشجيع ..
للمكان رهبة يفرضها عليها فيزرع فيها خوفا ..
:
:
الا انها استعانت بالله وهي تستلقي على السرير ..قرأت سورة الرحمن فهي تريحها نفسيا للغايه ..
وتجعلها تتأمل في كلمة فيها ..
بدأت ملامح الغرفه حولها تتلاشيء ومن ثم غرقت في هدوء و راحه ..
:
:
:
:::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::
بفرق توقيت ثمانية ساعات ..الا انها تعلم بأن كادي ترقد على سرير العمليه الان سلمت من صلاتها ..وجلست مطولا على سجادتها ..
الساعه العاشره مساء الان ..
التفتت حولها في الغرفه لم يظهر بعد وقد استيقضت اليوم صباحا بدونه في السرير علمت لاحقا بأنه قد سافر الى مكه ..
ولن يطيل الغياب زز
لن يأخذني معه ..اعجبني بأنه ولاني خليفة له للحفاظ على احداث المنزل مستتبه ..
ان احمي جاهده من أي اشتباك مع امه او جسار ..
جسار اين جسار من الصورة حتى ابناءه لم اشاهد سوى طالب مؤخرا ..
:
:
التفتت للصوت في الغرفه كانت الصغيره تعبث بأحد ادراج التسريحه ..أبتسمت لها وهي تنهيها ..
"لا يا ......"
سكتت لبرهه انها تكره اسمها للغايه ما موجعه هذا ..
ولا تعرف بماذا تناديها او تتوجه لها ..
تذكرت دلع ابيها واخيها وامها لها في صغرها لصعوبة اسمها هي ايضا ...."لا يا توته احه ...تعالي عند خاله ..."
:
:
قالتها وهي تفتح يديها لها ...توقفت تلك عما تفعله واتجهت لها مبتسمه ...
رتبت شعرها الاسود ..كرهت ضعفها وبراءتها وضياعها ..
لا ام ولا اب ..وان لم اكن اهتم بها من سيهتم ..
وقفت وهي تنزع رداء صلاتها ..
أمرتها للحاق بها ..."توته تعالي ..."
:
:
رتبت هندامها وهي تتجه للغرفه حيث جاهده ..
لم تشتبك مع ام ثلاب حتى الان لكنها تعلم بأنها ستقابلها حتما في اجتماع القبيله بعد غد ..
فتحت باب الغرفه بهدوء فسبقتها الصغيره في الدخول ...
راقبت جاهده تجلس بهدوء امام التلفاز الذي يعرض برنامج علميا في قناة للاطفال ..
:
:
حزنت وهي تراقبها وقد خفت الكدمات في وجهها ..
مسكينه جاهده الصغيره بأسم كبير ..
جلست بجانبها مبتسمه ويبدو بأن تلك لم تنتبه حتى ..
أتت الصغيره محاولة الصعود والجلوس بينهما ..
عندها التفتت جاهده لها مبتسمه ...رفعتها لتجلسها وهي تقبل خدها ..."ياروحي هاي الحلوه منو ...لايكون بنتج ..."
:
:
أبتسمت لها سلطانه وهي تهز رأسها بالنفي ...أبتسمت جاهده بحزن تتأملها ..."تشابه اختي وسام ..بس اختي اكبر منه ..."
:
:
أبتسمت لها سلطانه محاولة فتح حديث معها ..."ماشاء الله عندك كم اخت ..."
:
:
نظرت للشاشه بحزن ..."اني عندي غيري 11 اخت كلهم من ابوي الا وسام ...و ولد واحد اخوي من امي وابوي .."
:
:
أبتسمت لها تشجعها للاكمال.."طول عمري نفسي يكون عندي اخوات كثير .."
:
:
هزت رأسها بالايجاب ..."اني ما اعرفهم ..كنت بالكوفه ..من شهرين بس رديت لديار ابوي ..."
:
:
أحست سلطانه بوجعها ...ألتفتت لها كادي تتسأل .."سلطانه هسا اني هيجي مثل الوقف في هاي الغرفه ...ما اعرف شتريدون مني والله ما محتاجيني خلاص رودوني لامي..همينه على سالفة الغره هاي ...والله ما ما مستفيدين مني اشئ..."
:
:
أبتسمت تخفي عجزها ...."ياروحي انا لو عليا ذحين ارجعك لامك ...بس مو بيدي ..كل الامر بيد جسار ...."
:
:
غضنت جبينها ..."هاي جسار اللي رماني ع القاع ما؟؟"
:
:
هزت سلطانه رأسها بالايجاب ...اكملت تلك ..."شيريد مني ...ياخذ اللي يريد بس ارد ..؟؟"
:
:
تلعثمت سلطانه ....ومن ثم تنهدت ..."ياروحي يعني جسار يبغاكي حلاله ...يعني مرته .."
:
:
هزت كتفيها بعدم استيعاب ..."أي هم اني مرته هساس خلاص وهو مو موجود ...انتي ماقلتي غره يعني مره ؟؟خلاص يردني ..."
:
:
شتت نظراته حولها ومن ثم همست ..."يعني مره مو كلام ..تعرفين ياجاهده لاتصعبين عليا الله يخليكي ..."
:
:
ضاق ذرعها ...."عيني اش اصعب ..اني مو مفتهمه اشيء والله تاركيني هبلا بينتكم .."
:
:
نفثت نفسا عميقا وهي تغمض عينيها ..."يعني ياروحي انتي جيبتك هنا كلها المطلوب منها انك تخلفي ...فهمتي ..."
:
:
:
سكتت جاهده لبرهه احست بأن الموضوع يتعقد ويشبه المواضيع التي تخرجها امها من الغرفه عندما تفتحها خالتها ميمونه ..
سألتها بقل حيله ..."هاي يعني أشئ صعب ...الخلفه ...وهالحتجي ...؟؟"
:
:
لم تعرف سلطانه ماتقول ...عدلت شعرها بتوتر ...ومن ثم همست بخجل ..."يعني لازم يكون بينك وبين جسار يعني انتي عارفه ..."
:
:
:
عضت على طرف ظفر سبابتها اليسار وهي تلتفت للجهه الاخرى بهدوء ...بان لها شيء مجهول لكنه يبدو بأنه صعب وقد تجاوزت امها ذكره امامها طوال هالسنوات ..
لم تكمل سلطانه حديثها بل تشاغلت مع الصغيره وهي ترفعها لتبعدها عن اطباق وجبة العشاء التي وضعتها الخادمه امامهم ..
وجود سلطانه والصغيره حولها شجعها لأكل القليل لكن حديث سلطانه المنقطع ..الذي لم تكمله القرار المصيري الكامن وراء نهاية حديثها ..
خجلت من أن تسألها ..وهي تشعر بالغربة تخنقها ..
:
:
راقبت سلطانه الجميله للغاية المشبعه بجمال روح وجسد غريب عليها ..
وهي تحتضن الطفله التي لايبدو بأنها ابنتها ..وتحيط مسمعها بتهوديه هادئه وتوزع القبلات على وجناتها ..
سكنت الطفله في حجرها وتغلل اناملها الصغيره في شعر سلطانه حتى استسلمت جفنيها الواسعه للنوم ..
:
:
:
كانت الساعه تشير للثانية عشر صباحا ..
همست لها ..."بحطها على سريرك ..."
:
:
هزت لها رأسها بالايجاب ..راقبتها ترتب السرير حولها ..غطتها وهي تقبلها وتطفئ الاضاءة ..
:
:
جلست بجانب جاهده التي سألتها بفضول ..."هسه هاي مو بنتج ..ليش تعاملينها هيتجي .."
:
:
أبتسمت سلطانه تراقب الصغيره نائمه ..."لانه انا وكل انثى أم ...وهاذي الصغيره مسكينه مين لها ..وبتصرفات سهله و ماتتعبني اوفر لها حضن شخص تتطمن له ..والاطفال نعمة من رب العالمين واللي فاقد هو اللي بيحس واللي مجرب برضوه بيحس..يعني هي مشاعر انسانيه ماتتفسر ..."
:
:
هزت جاهده رأسها تأيد حديثها ....أكملت سلطانه تراقب سرحانها ..."جاهده اذا في شيء لا يردك الا لسانك ياروحي ..."
:
:
هزت تلك رأسها بالنفي رغم تزاحم الاسئله في ذهنها ...أبتسمت لها سلطانة وقد قرأت خجلها ..
"جاهده ترى انا كبيرة ومتزوجة مرتين عايدي اشرح لك ...ومافيها خجل ..."
:
:
سكتت جاهده تتأمل الشاشة في ظلمة المكان النسبيه ..."ايام الدراسه كانوا في بنات يحتجوا بهاي الاشياء بس امس حذرتني اماشيهم ...وهم امي ماتكول لي أشئ ...انا ادري ان بيه اشئ يصير بين المره و زوجها بس تاعرفه لازم اكبر عكولة امي .."
:
:
أبتسمت لها سلطانه وقد فهمت حماية امها لها لطالما ضنت الشريقه بأن الحديث في هذه الامور خطر محتم قد يؤدي الى ما لا تحمد عقباه ..بينما يبحث المراهق عن هذه الامور بطريقه خاطئه ..
:
:
اخذت سلطانه نفسا عميقا ...حاولت تبسيط عبارتها ..."اولا هو الكلام عن هذا الشيء صعب ليا ولك ..بس حاتكلم .."
:
:
راقبت جاهده المنصته بشيء من خوف وارتجاف ..شرحت لها الامر بشكل مبسط ..أقشعر بدن تلك ..
أحست بالهواء يختفي من حولها ..."هاي يعني شر لا بد منه ...يعني انتي هاي اشيء عادي عندتج ..."
:
:
خجلت سلطانه حتى كادت عينيها ان تدمع ...همست ..."حبيبتي هذا شيء طبيعي ..ومن حق أي اثنين مرتبطين ..يعني هوا صعب اول حاجه بعدين ..عايدي ...."
:
:
:
سرحت جاهده و هي تعض اسفل شفتيها وقد سلبت الصدمه ملامحها ..همست بخوف ..."اني هسه اصر أكثر على رجعة العراق عوفتها هاي مسألة ولدكم ياخذ حقه ..."
:
:
في الواقع هي تجرحها بكلا طرفي السكين لا تعرف ما يطلب منها ليت امها افهمتها وخففت صدمتها ..
راقبت عينها الواسعه تدمع ..وهي تشد على جيب كنزتها السوداء ..
جرتها الى حضنها تواسيها ..همست لها ..."ياروحي انتي كبيره بدال ما تكونين قويه وفاهمه تسوين كذا ..."
:
:
لمعت في رأسها فكرة أبتسمت لأجلها ...ستباغت مخطط العجوز القبيح بمخطط اسمى ..في الواقع هي ايضا تحمل كيدا وشرا ..ولن تطيق بها العجوز صبرا ..
:
:
بعدما واست جاهده وتأكدت من نوم الصغيره المريح اتجهت لغرفتها ..
سرحت شعرها الذي لازال رطبا من استحمامها المغرب ..
أرتدت منامه حريريه حمراء من قطعتين انه ليس موجود لا تبالي بقصر شورت المنامه..الذي يفضح ندبتها ..
:
:
و زعت الكريم المرطب على جسدها سارحه ..أخذت هاتفها وجلست على الاريطة في نهاية السرير ..ممدت رجليها وفتحت مصحفها ..تحاول ان تهدي تفكريها وتصفيه من التفكير الموجع في كادي ..و التخطيط لما ستفعله لتنتصر لجاهده ..
:
:
اغلقت مصحفها على ابهامها وهي تغرق في التفكير ..
لم تتنبه لوجوده يراقبها منذ برهه ...
سمح له وضعها الكاشف لندبتها في فخذها تأملها وكان قد نسيها وقد لمحها في مكه دون ان يدقق ..وقد اخفى جلوسها حينها ثلاث ارباعها ..
:
:
أقترب منها بهدوءه ...كانت شهيه ورقيقه للغايه بلون يراها للمره الاولى فيه ..لولا ان شدته ندبتها ..
ألتفتت لوجوده هلعه وهي تضع يدها على صدرها ...همست بأسمه ..."ثلاب خوفتني .."
:
:
راقبها تطبق رجلها اليسار و تغطيها بطريقة جلوسها بفخذها الايمن ..
نظرت تتأكد من اخفاءها ..ومن ثم رفعت عينيها اليه مبتسمه تخفي توترها ..
لم تستطع الوقوف احتراما له بل تصلبت اطرافه تراقبه وقد رفع أحد حاجبيه مستنكرها ..
راقبته يختفي ليبدل ملابسه ..وقفت بسرعه متجهه الى معطفها الحريري الاسود ..
ما ان مدت يديها حتى جرها اليه ..متى اقترب منها ..
أرتجف
قلبها وهي تراقب الارض لقربه ..جرها بخفه ليوقفها امام المرآه الضخمه الملحقه بالخزانه ...وبطريقة المصمم كانت توفر خصوصية للمكان وكأنها غرفة ارتداء ملابس مفتوحه ..
اوقفها أمامها والتصق بظهرها يمنع نفورها ..
أشار لها على الندبه الممتده باطن فخذها الايسر .."وش ذا ياسلطانه ...؟؟"
:
:
خطتها بكفها ولم تخفيها ...همست بكسرة قديمه..."بقايا ذكريات .."
:
:
اوجعه قلبه لطريقة نطقها ..."بوه غيرا ...؟؟"
:
:
عضت على اسفل شفتها تمنع دموعها ...انها ذكرى ورحلت لكن بقاياها تحزنها ...رفعت القميص ..وسحبت مطاط الشورت لتكشف ندبتها العرضيه اسفل يمين بطنها ..همست .."وهاذي ..."
:
:
رفعت قميصها لتريه تحت يسار صدرها ..مسحت دموعها ..."وهاذي ..."
:
:
أشارت له على الندبة التي خلفها اصطدام خشبة الباب بكتفها قبيل مده ولازالت حمراء ..."وهاذي ..."
:
:
أخذت نفسا عميقا ونفثته بين شفتيها التي كتمت بكاءها ...رفعت شعرها و ازاحته اجمعه على كتفها الايسر وهي تكشف له بأناملها أثر ندبه بيضاء بين شعرها .."وهذي .."
:
:
تنهدت ..."وكسر مضاعف في اليد اليسرى ..وخلع كتفي الايمن ..و نزيف ..و أجهاض في الرابع ..."
:
:
كل هذا وهو يتوه بآلمها ..أحس بأنه ولأول مره عاجز ..و ضعيف..لأنه لم يذود كل هذه عنها ..كره كل هذه الكسره وهي تكشف له عن ندوبها ..
بل انها فقدت طفلا ..منه ..من اعتداءه عليها هذا مافهمته من صيغة حديثها ..
أبتسمت لأنعكاسة التائه ..وكأنها تطمئنه بأن كل ماحدث لن يعود ..
أخذت كفه اليمين وقبلت باطنها ..وكأن شيئا لم يكن سألته ..."كيف كان يومك عسى ماتعبت ..."
بوجوم رد وهو لازال يتأملها .."الحمد لله ...."
:
:
انه صعب للغايه ..صعب هذا الثلاب ..لا تعرف من أين تأتي به ..
حاولت ان تثنيه عن بعده وهي تبتسم له .."وحشتني ..."
:
:
رفع حاجبة الايسر وقد توجه احدهم ولاول مره له بهذا اللفظ ..
أنها صغيره تجيد الاغراء واختيار الاحاديث التي تجذب قلب اعتى رجل ..
ليست كمثيلاتها القديمات ..انها لاتقارن بهم حتى ..في الواقع عند التفكير لم تتوجه احداهن له يوما بلفظ غرام ..
حتى ولو من بين سائر حديثها بالغلط..
أبتسم بأستغراب ان يكون الشوق له ..."تقولينها صادقه ..."
:
:
عضت طرف شفتها السفلى تمنع أبتسامها وهي تبتعد عنه ..."أنت اش تشوف ...؟؟"
:
:
أبتسم لابتسامتها محذرها ..."بنت ياسلطانه ...وش هالحركات ؟؟"
:
:
:
هزت كتفيها تتصنع الجهل ..."أي حركات ..؟؟وه ما سوينا حاجه ..."
:
:
غضن جبينه ..لحلاوة قولها وطريقة لهجتها ..
نهاها ..."سلطانه مصدع تافل العافيه فكينا دلعتس بنام ..."
:
:
رفعت حاجبيها ببرأه ..."يعني حتعبك انا مثلا ...لاء حرام ياثلاب والله انا نسمه ..."
:
:
لمس تحديها وشقاوتها الانثويه كل ماتفعله غريبا عليه ..فهو لم يعش ايا من هذه المواقف قبل ..
ويشهد لنفسه سرا بأنها تشده للغايه ..
أبتسم لها ....ياللذتها ..
:
:
اقتربت منه وهي تحاوط رقبته بذراعيها ..."شوف الاتفاق ادخل اتحمم وارتاح ..انزل انا اسويلك عشا خفيف ..وقهوه ..ونجلس ونروق ..وماحسيبك تنام لانك وحشتني طيب ..."
:
:
ذاب لرقتها لن يرفض لها طلبا ابدا ومتى وجد كل هذه الرقه في حياته و المغامره كي يبتعد عنها ..
:
:
:
راقبها ترتدي معطفها الاسود وتشده حول خصرها ..اختفت عن نظره ولازال يقف مكانه ..يتمعن دخولها الغريب في حياته ..
الا ان هناك وجعا غزاه لكل ندبات جسدها التي يراها للمره الاولى ..
كل الذي يعرفه بأنها سيحميها جيدا بكل ما اوتي من قوه وسيطبطب على ندبات قلبها حتى يخفيها ..
لم يجرب العاطفه لانثى من قبل لكنها كما يبدو جارفه و مؤلمه ..
:
:
:::::::
:::::::::::::::::::::::::
صعد مع السلم في هدوء وخطوات ثقيله العوده الى هنا هذه المره ستكون ممتده وطويله كما يبدو ..
:
:
لم يمر على مكان اخوته المعزول ..سأل الخادمه عن مكانها ودلته ..
لم يقابل جدته بعد ..
قاوم صداع قويا قد لازمه منذ يوم ..
لا يعرف كيف يتعامل معها وقد تركتها امها ومن بعدها جدتها له ..
يجد نفسه محتاجا الى ابيه كلما اقنع نفسه بالابتعاد عنه ..
دفن رأسه بين يديه بتعب وهو يفتح باب الغرفه ..هنالك الكثير من الامور تزدحم في رأسه...يشعر بنفسه مشتت ..
لقد كانت الغرفه هذه له قبل عودة زوجة عمه الى سكاكا ..
تمدد بتعب ..وهو يراقب صغيرته التي دلته الخادمه على وجودها تغط في نومها ...
بخفه نزع ملابسه العسكريه ..وهو يلعنها في سره ولا ينوي ان يلبسها مره أخرى ..
بقي شبه عاريا وهو يرمي نفسه بجانب ابنته بتعب ..وقد دمعت عينيه لا اراديا لقوة آلم رأسه ..
:
:
حركك الغطاء ليغطي جسده ..فلفته ثالثه على السرير ..خجل للحظه توقعها قريبة خالته شما ..كانت تعطيه ظهرها لولا انه عرف شعرها وقوامها الذي شفه عندما قضى ساعات بقربها ..
:
:
تأجج غضبا في صدره ..رفع احد حاجبيه حنقا وهي يضربها على كتفها بخفه وأشمئزاز ...
:
:
هوى قلبها هلعا ..وهي تجلس فزعه ألتفتت لوجوده عاريا بجانبها ..
فأرتجفت جسدها وبردت اطرافها ..لم يكن ينوى خيرا من نظراته ...نهرها بلا رحمه ...."قومي منا ...عساتس للهلاتس .."
:
:
بلعت ريقها وقد فقدت القدرة على تحريك قدميها لشدة رعبها من طريقة ايقاضه لها ومن قربه ...
:
:
نهرها من بين اسنانه مهددا ..."أقهرتس بنيه اقولتس قومي لا يجيتس سواد وجهتس اللحين .."
:
:
رفعت الغطاء وهي تعدل قميصها القطني اسفله ...لم تنطق بكلمه وهي تحاول الخروج من السرير ..
:
لمعت في رأسه فكرة وهو يراقب ارتعادها ..لقد نسي وجوده هذه الايام ..
في الواقع هو رجل ايضا وقد طلق زوجته منذ ستة أشهر ..
وهذا كل غرضه من جلب هذه ..الا انه احس بآلم رأسه يشتد فقد لازم لمدة يوم ونصف في دوامه القاسي ولم ينم منذ يومان ..
:
:
لم يستطع رفع صوته ..همس لها ..."أبعدي و أستتري .."
:
:
قالها وهو يطرق رأسه على الوساده ويغطي رأسه بوسادتها التي كانت تحت رأسها ...
:
:
أقشعر بدنها ووهي ترفع جيب قميصها القطني ...ولم تلاحظ بأنه فضح ملامح جسدها اجمع ..
:
خرجت الى الصالة مبتعده عن مكان وجوده ولا تعرف كيف حملتها قدميها ..
لن تعود الا الغرفه بوجوده بها ابدا ..
كان المكان باردا للغاية ..جلست على الكنبه وهي تحتضن نفسها ..ألتفتت لم تجد حولها شيئا ..
راقبت باب الغرفة وقد انهمرت دموعها لخوفها ..
لهجتة صعبه للغايه ..ونظراته كانت مخيفه ..تذكرت ضخامته جانبها في السرير فأرتجف قلبها ..
:
:
ألمتها معدتها لاتدري خوفا او بردا ...
تذكرت شال كشميريا تركته لها سلطانه بجانب الباب ..أتجهت اليه بسرعه وهي تفرده على كتفيها و تحتضنه ..عضت على شفتها تمنع ارتجافها متأثرة ببرد المكان ولازال شعرها الطويل رطبا ..
:
:
لن يهنأ لها نوما ولا راحه بوجوده ..وما شرحته لها سلطانه يمزق تفكيرها ..
:
:
:
عادت الى مكانها تجلس ..وهي تراقب الباب خوفا من خروجه أي لحظه ..هي لاتعرف رجلا سوى ابيها وخالها ..
ولم تحتك برجلا من قبل ..وفجأة يظهر هذا بكل ما يتعلق به من امور مخيفه ..
كيف لم تقفل باب الغرفه كما امرتها سلطانه كيف نسيت ..
:
:
عادت لتحتضن جسدها وهي تدفن شفتيها بين قبضتها وقد بللت وجهها دموعها ...وكل ماتمنته الان دفء حضن امها ..لم تكن وحيده من قبل حتى هذه اللحظه ...
شعرت بأنها اضعف من هشيم حقل قديم في وجه رياح عاتيه ..
:
:
أغمضت عينيها تتذكر فناء منزل جدها في الكوفه ..حيث امضت طفولتها واجمل ايام حياتها ..
:
:
:::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
كانت تراقب هاتفها و وهي تدفن نفسها في حضنه ..وقد غرق في نومه المنهك ..كرهت ان تبتعد عنه ..
:
:
راقبت هاتفها يهتز منذرا بمكالمه ..ألتفتت اليه ..أنسلت من بين يديه بخفه ..
لقد اطالت كادي البقاء في غرفة العمليات حقا ..
أخذته وهي تتجه الى دورة المياه وتغلق الباب عليها ..
:
:
أبتسمت وهي تستمع لصوت عذبى التي طمئنتها بأن كادي قد خرجت منذ ثلث ساعه تقريبا الا الاتصالات كانت مزحومه ولم يكتمل معها أي اتصال بها..
:
:
هدئت خوفها وهي تقول لها بأن العمليتان قد سارت على احسن مما يرام ..وكادي بخير ..ولحسن الحظ لن تحتاج الى غيرها ..وبعد اسبوه من التأم الجرح سيبدأ العلاج الفيزيائي ..
:
:
اغلقت منها وقد ضرب قلبها فرحا ..تمنت وجود ابيها هذه اللحظه ..
انسابت دموعها فرحا ..
أخذت حماما سريعا ..ومن ثم قامت ليلها شاكره ..
ودعت الله ان يحفظ كادي ..ويعينها على انجاح مخططها الذي تنوي عليه ..
حان الان من يقلب اللعبه ويملك كل اوراقها الرابحه ..
:
:
:
:
التفتت تراقبه في السرير ..الوافد الجديد الى قلبها ..من اكتشفت انها تحتاج وجوده ..
العاصف الهادئ ..
شيخها الفاتن ..
:
:
:
:
:
:

لامارا 12-04-18 05:46 AM

الجزء السابع عشر ..
:
:
:
:
"خطوات واثقه "
:
:
تخطى ما مداه اخويه على الارض وهو يحمل غطاءه في يده ..
أستلقى على الاريكه خلفهما ..وهو يحتضن غطاءه فتح هاتفه وتعلقت عينيه بأيميل قد ارسله له ابيه ليدقق في ما فيه ..
:
:
لم يستطع التدقيق من شدة الازعاج حوله ..ضرب اخيه على ظهره وهو ينهره ..."اقصر حسك يامال الوجع ..."
:
:
لم يلتفت اخيه اليه ولازال مدققا في الشاشة رمى يد الجهاز من بين كفيه وهو يصطنع الفرح ..
:
وقد سجل هدفا في اخيه الاكبر للتو ..
:
نهره معتاد وهي يرمي اليد بحنق ويستقيم جالسا ..."والله غشاش يالدب ...."
:
:
بادلوا بعضهم التنقيص والشتائم ..كان الجزء الذي يعيشون فيه في صغرهم مخصص للضيوف لكن بعد عودة زوجة عمهم للسكن معهم جسار ارتحل للرياض وهم سكنوا هذا المكان ..
ولم يعودا للسكن في القريات عند امهم كما توقعت جدتهم مكانهم هنا الان ابيهم يحتاجهم بجانبه ..
:
:
رفع عياد رأسه بملل ..."تعرفون وش اللي قاهرن ..جسار متزوج مرتين وانا على قعدتي مقرود من يومي ...حسرتي من يزوجن ولا يطالع بوجهي ...."
:
:
كان معتاد يقلب في هاتفه بملل ..."خل امي تزوجك من بنات خالتي ..."
:
:
أشمئز ..."عوذا اخذ وحدا انا ازين منها ...شفت مرة ابوك ...هذيلا البنات ...ابوي لجله رضي والدين خذا وحدا مثلا ...لولا انو ماينعرف خيرا من شرا ..ليتني انا كنت يم ابوي بالعراق ونقزت بهالغره ...بنات العراق جرح ......"
:
:
رفع معتاد رأسه نظر لاخيه برهه ...."مالك الا نورة بنت خالتي سميه و انت تافل العافيه ها ...وخل عنك جرح وما جرح اللي ينق بالحريم ربي يرزقوا مرة شينه ..."
:
:
تدخل طالب ..."والله محد يعرف لعياد ..كل يوم براي...نهايتة بيتزوج من بنات خالاتي ...."
:
:
نهره ..."نهايتي بتوطا ببطنك يالفقمه ....اقولها لكم صريحه ابي حجازيه ولا اردنيه من ربع خوال ابوي ..."
:
:
مثل معتاد الغثيان ..."تتذكر هدى ...مال الوجع ياهدى ....ابوي جاه ضغط وسكري واكتئاب مزمن منا ..."
:
:
رفع حاجبه مدافعا ...."ترى مو كل بنات خالة ابوي مثلا تذكر مها ...مال الوجع وجهك ...مها لولا انها مو اكبر مني كانت شفت ثلاث زلمات منا هنا اللحين ..."
:
:
:
رد عليه بقل حيله ..."انت من يوم عمرك 13 وانت صجيتنا بالعرس وهاك حطت يد ابليس....بيعرس طالب وانت تتشرط ...."
:
:
سألهم طالب بأهتمام ...."شفتوا موجعه ....يابعد حيي يابري حالي وش زينا ..ماكن ابوا جسار ...."
:
:
سأله عياد عاشق الاطفال وخصوصا البنات لانه قد حرم من نعمة الاخت ..."اشهدك بالله زينه ....ياعمري يالبنيوات ...
:
:
لم يشاركهم معتاد الحديث وهو يحدق بهاتفه ..."يابعد حيي ياحايل ..شوفوا لنا يومين ابوي فاضي نروح المحميه ...بدون ابوي شينه ..."
:
:
تنهد عياد بحزن ..."ابوك طيرت عقلوا غزالة الحجاز ...انا ماعدت اشوفوا .."
:
:
رفع حاجبه بأهتمام متذكرا شئ ما ..."سيارة جسار عند الباب ...ماهو ملازم اللحين وش جابوا ..تصدقني بيترك الشغل و بينشب لك ياعياد ..."
:
:
تأفف عياد ..."خلوه يشيل الحمل تروه اشطر مني ...بس ابليسوه مقوي ..."
:
:
تفكر للحظه ..."بعد عمرن طويل اخوي بيعقل ويعرف اغلاطو والشيخه والله ما اخذها عنوه لو على رقبتي ...."
:
:
هز معتاد رأسه برضا ..."الله يسامح جدتي ويسامح امي اللي تركت جسار لافكار جدتي ...ولا امنا وابونا واحد ...مايبعد عننا بشئ...."
:
:
:
سكت عياد وهو يدلك جفنه بتعب ...."على الله ..."
:
أزره معتاد ..."عياد لو تبي تتزوج كلم ابوي وجدتي ..والله ماحد بيقصر ..."
:
:
هز ذاك رأسه بالنفي وهو يقف ..."بدري و انا اخوك خلها ليومها ...."
:
:
:
::::::::::::
::::::::::::::::::::::::
النعاس يثقل جفنيها واحلام بعيده وغريبه تتزاحم في ذهنها ..
تنهدت بتعب ..وقد شعرت بوخز في اطرافها ..فتحت عينيها بكسل ..كانت الغرفه تغرق في الظلام النسبي ..
:
:
تذكرت ماحدث ..التفتت لجاملا التي كانت تراقب التلفاز الصامت وتشد شالها على كتفيها ..
نظرت الى رجليها التي وضعت من منتصف فخذها في دعامات بيضاء بلاستيكيه ..
:
:
همست بتعب و ظمأ لها .."جاملا جي ..."
:
:
ألتفتت تلك لها مبتسمه أقتربت تقبل جبينها وهي تهمس لها بالدعاء ..
طلبتها .."ميري صلاة بهوتا هي ..."
:
:
=لقد فوتت صلواتي ..
:
:
ساعدتها تلك وقد احتاجت لمساعدتها في الوضوء في مكانها دون مغادرة السرير ..
من حسن حضها بأن القبله لا تحتاج لأن تميل كثير ..
أدت صلواتها و انهتها بوتر لتشكر الله على نعمته ..
كانت تشعر بأنهاك شديد ..طبعت رسالة لعمتها تطمئنها ارسلتها ومن ثم خلدت الى نومها العميق مجددا ..
:
:
::::::::::
:::::::::::::::::::::::::
لم تنم حتى خروجه من المنزله التاسعه صباحا ..انها الان مطمئنه على كادي ومرتاحة القلب جزئيا ..بعدما صلت الظهر عادت الى سريرها بتعب ..حتى انها مطمئنه على الصغيره في وجود ايجا وجاهده لن يحدث لها شيئا ..
:
:
زحفت في السرير بكسل وهي تحتضن وسادته وتنام في في مكانه ..تنهدت وهي تشعر بوجوده القديم في المكان وعبق عودته القويه ..
:
:
لقد غزاها من حيث لاتحتسب وقد كرهت جنسه لسنوات ونفرت منه ..
:
:
أستيقض هلعا وقد خف آلمه ..رفع ساعته لقد خرجت صلاة الظهر للتو ..
كانت ابنته تجلس على السرير وتمد جذعها الصغير فوق صدره نائمه كعادتها ..
رتب شعرها رفعها وهو يقبلها ..مهما كان انها قطعة قلبة لكنه لا يعرف كيف يعتني بها ..
أظهرت الانزعاج وهي تبحث عن الوساده بكسل ..
توضأ على عجل ليصلي ما فاته ..
:
:
توجه الى الصاله ..كان قد نسيها مجددا ..راقبها تستلقي بغير ارتياح على الكنبة تغطي نفسها بشال كشمير ..
:
:
أقترب يتأملها ..بغض النظر عن غرضه منها وموقفها وكرهه لها يشهد بأنها جميله كنغمة ولحن عراقي ..
كل هذا الشعر و براءة الملامح ..نهى نفسه عن الانجراف ..
سحب الشال عنها بهدوء ,,فكشف اجزاء جيدها الغض جزئيا ..
أحست بحركة حولها ..فتحت عينيها بكسل وهاهو الطويل القديم يقف بالقرب منها ..
نظر الى ابنته في السرير ثم نظر اليها ..
كل شيء يجري لصالحها ..جلس على طرف الكنبة بملل ..
أمرها بجفاف .."قومي سوي لي قهوه..."
:
:
راقبته بعينا خائفه ..همست له بخوف..."ما اعرف .."
:
:
رفع حاجبه بغضب ...."ما سمعت ...؟؟"
أستندت على ظهر الكنبه وهي تقف بأطراف مرتجفه ...تلعثمت .."هسه تريدها ...."
:
:
سكت للحظه يتأمل الفراغ ...تحاشى النظر اليها ...همس بين اسنانه "انقلعي سوي لي قهوه ...بسرعه ..."
:
:
خرجت بسرعه من الصالة لم تفكر حتى ان تغير ملابسها ..
لممره الاولى تخرج من المكان منذ قدومها ..
لا تعرف من اين تذهب او اين تتجه ..
تمنت لو انها ترى سلطانه هذه اللحظه ..
التفتت لباب الغرفه الشبه مغلق خلفها ..
جالت بنظرها في المكان الخالي الواسع حولها ..
أتجهت الى السلم ..وبرودة المكان تزعجها وهي لازالت بقميصها القطني الخفيف ..
:
:
ارتجفت لبرودة المكان ولتوترها وهي تنزل السلم بتردد و هدوء ..
شعرت بأن الحظ يبتسم لها وهي تراقب اتجاه ايجا للسلم ..
ألتفتت تلك لها ..أستغربت وجودها وهي تقترب منها .."مدام يبغا شيء..."
:
:
هزت رأسها بالايجاب ..."عيني ايجا اريد كهوه .."
:
:
خفتت ابتسامة ايجا ولم تفهم ماتقصده ...بل رددت .."كهوه ...يبا قهوه بن حق سأودي ..."
:
:
هزت رأسها بالايجاب ..."ايه هاي هيا كهوه قهوه سم ...اريد هاي .."
:
أبتسمت لها ايجا بمهنية تتقنها ...."كلاص مدام شويه جيب قهوه ..."
:
:
تمسكت بها ..."اني راح اجلس هني ها ...بس تجيبي الكهوه اني اخذها منك ..أنزين ..."
:
:
كشرت أيجا وهي بالكاد تفهم لغة اهل البيت الا لغة سلطانه السهله ..وهذه لاتكاد تفهم منها شيئا ..
:
:
جلست على اريكه قريبه منها تراقب المكان بتوتر وهي تهز قدمها ..برودة المكان صقيعيه ..
:
:
فتح باب المصعد القريب منها ...أخذت القهوه من الخادمه..نفثت نفسا عميقا وهي تتجه الى الغرفه ..
لم يكن موجودا وضعت القهوه على الطاولة ومن ثم اتجهت الى الغرفة بتردد وشيء من خوف..
فتحت الخزانة وهي تجر لبسا عشوائيا ..مراقبة باب دورة المياه بخوف ..
أحتضنت ملابسها وهي توزع النظرات حولها لا تعرف اين ترتديها ..
فتحت باب الخزانه وبدلتها خلفه بسرعه وبيدا مرتجفه ..
ما ان اغلقت الباب الا وقد كان يقف بالقرب منها ..
تعلقت نظراته بطوله وقد اجتمعت الدموع في حدقتيها ..
سمعت الصغيره تنقذها وهي تنادي غير مصدقه .."بابا .."
:
:
تركها متجهه لتلك ..رفعها بخفه بين يديه وهو يقبلها بشوق ..راقبت وحشا قد انكسر وهو يوزع القلبات على وجنتي ابنته المبتسمه المطمئنه لوجوده ..
:
:
كان يرتدي ملابسه الداخليه شورت اسود وقميص رمادي اشتد على عضلات صدره ووسع منكبه ..
:
:
وجوده يوقف قلبها هلعا ..راقبته يتجه الى ثلاجة القهوه ..
شرب فنجالين على عجل ولازالت ابنته في حضنه ..
انه يهمشها للقاء اكبر ..ليس بمزاجا له ..
حمل ابنته ومن ثم خرج من المكان ..
:
:
:
عندها فقط نفثت نفسا عميقا براحه لحمل وجوده ينزاح من فوق صدرها ..
وان تكن نظراته حانقه وبمعني لاتفهمه ..لكنه لم يفعل ماقالته لها سلطانه لربما تنازل عن فكرته و سيعيدها لامها ..
:
:
:
كره ان يقابل جدته فتحيطة بالأسلة بالرغم من انه يشتاق اليها ..
أتجه الى باب اعتادوا على ايصاده في طرف الصالون الداخلي للمنزل ..من حسن حضه انه كان غير مقفل ..
فتحه وهو يتفقد المكان الهادئ ..قبل خد ابنته وهو يصعد السلم ..
فتح اول باب على يمينه ...اضأ المكان وهو يتجه الى المنزعج في السرير ..
جر غطاءه ....امره بطريقه قد نسيوها في بعده وهو المهووس بالسيطره ..."قم يامال الهزيمه ..."
:
:
فتح عينيه بكسل غير مصدقا لمن يقف بجانبه وبيده صغيره يبدو بأنها ابنته ..
نهره ..."ياجسار انزح وراك ..مصلين ياخوي خلنا ننام ابوك بيزهمنا العصر بدري ..."
:
:
وكأنه لم يستمع لتبريره ..."قم يامعتاد ...عسى العافيه ماتعودك ...قم ..."
:
:
ترك ابنته من يده فجالت في المكان فضوليه ..أتجه الى غرفة طالب ..فعل مافعله مع معتاد واقوى ..
تأمل غرفه عيا دالا انه لم يفتح الباب ..لكن ذاك من سمع صوت اخيه فتح الباب ..كانت الصغيره تقف بالقرب من الباب ..
ألتفتت اليه مستغربه وهي ترى للمره الاولى احدهم يشبه ابيها الى هذه الدرجه ..
رفعت يديها اليه مبتسمه ..
كان يراها للمره الاولى ..تجاهل اخيه وهو يرفعها مبتسما ...."يابري حالي يالزينه ..."
:
:
أبتسمت لقبلاته ضنا انه ابيها ..حرك رأسه بطريقة كيف حالك ..
هز ذاك رأسه بالايجاب وهو يصر على ايقاض اخويه ..
:
:
وجود جسار مطمن لأجمع اخوته لطالا كان سندهم واغلى مايملكون بعد ابيهم لكن لولا قصة الثار قبل سنوات التي كانت سببا في نفيه ..
لطالما جدته التي لا يرفض لها طلبا تعرف من أين تأتيه بطلبها نخوته وتحديها شهامته ..
لصغر عمر ابيه وانشغاله حينها ..ولدراسة امه تعلق بجدته وهي من ربته منذ كان رضيعا بل رأت فيه الامل والفخر ..لأطالما كرهت ان يبكر أحد ابناءها بفتاه ..فوهبها الله اربعة احفاد دفعه واحده ..
فياض صعب وعصي وعلاقته بأمه متوتره لطالما كان متعلقا بكساب وابيه ..
بل هي من اهملته متأثره بفاجعة اخوته..ومن ربى فياض هو ذاك القديم المختفي ..الذي لاتعرف له ارض بل وصلهم بأنه توفي منذ سنوات ..
لكن فياض لازال لا يتحدث عن اختفاءه المفاجيء ..
بالرغم من انه يكبر فياض بثلاث سنوات الا انه كان يعني له كل شيء ..
وفي لحظه انهدم كل الذي كان وبقي فياض صامتا حتى هذا الحين ..
:
:
:
أستيقضت بمزاج عالي جدا ..وهي تبتسم وتدندن اغنية لطلال شماليه كانت امها تحبها ..
فتحت ابواب خزانتها وهي تبحث عن اشد فساتينها قصرا ..
تجربه تشده فوق فخذها ثم تعيده ..
اخرجت احدهم بلون سكري واكمام ضيقه وقماش جوبير فخم ..
كان قصيرا للغايه عليها بحيث انها لو جلست سيفضح كل شيء ..
:
:
كملته بأكسسوار يليق به لولا انها توقفت للحظة وهي تتأمل صفوف الاحذيه ..
رفعت احد حاجبيها بكيد وهي تطبع رساله لثلاب أتها الرد عليها من حينها ..أبتسمت بأنتصار وهي تتجه الى غرفة جاهده ..
كانت تلك تغط في نوم متعب على الاريكه ..غطتها جيدا وهي ترفع حذاءها البسيط الذي اختارته لها أيجا..حفظت مقاسه ..ومن ثم خرجت بهدوء كما دخلت ..
نادت ايجا بأستعجال ..."أيجا ..بسرعه كلمي سواق ولبسي توته ..نبا نخرج ..."
:
:
أحتارت تلك ..."توته مع مستر جسار .."
:
:
أتسعدت حدقتيها خوفا ..وهي تعود مسرعه الى غرفة جاهده ..
راقبت ملابسه العسكرية التي لم تلحظها ملقاة على الارض قريبا من السرير ..
ألتفتت الى جاهده ..كرهت ان توقضها ...لكن قلبها تأجج قلقلا عليها ..
:
:
أقتربت وهي تهمس لها ..."جاهده انتي طيبه ياعمري ...؟؟؟"
:
:
همهمت تلك بكسل و يبدوا بانها لم تنم جيدا ...وقفت وهي تعض طرف شفتها السفلى وكيف ستذود رجلا عن زوجته ..
رفعت حاجبها بقلق ..وهي تخرج من الغرفة ..توقفت للحظة وهي تشعر بعجزها ..لكنها ستمضي قدما في خطتها مهما كلف الامر ...
نزلت السلم وهي تنادي خادمتها ولازالت عباءتها في يدها ..
لا تتجول في المنزل كثيرا لكن ترى بأن هذه سيء بأن لاتثبت وجودها الفعلي فيه ..
كما انها لم تحتك في ام ثلاب بعد وتؤجل اللقاء الى المواجهه الحاسمه ..
ناولت ايجا الواقفه بجانبها حقيبتها ..همت بلبس عبائتها ..
لولا انها التفتت لصوت ام ثلاب خلفها ........"ماشاء الله هاذي شيخة ثلاب اللي ماتنشاف ...."
:
:
أبتسمت لها تخفي اختلاج صدرها من طريقة نطقها ...
أقتربت هي تقبل جبينها بأحترام ..."كيفك ياعمه اعذريني مقصره ..."
:
:
سكتت تلك تتفحصها بلا مبالة ..."على وين العزم ..."
:
:
كرهت سلطانة التحكم الذي تبديه ....لكنها لها ...أبتسمت لها .."مشوار خاص ..."
:
:
هزت رأسها لها بالرضا ...."قلتي لرجلتس ..."
:
:
أبتسمت سلطانه تخفي دواخلها فمهما كام هذه سيده بعمر امها ويكفيها بأنها امه ..."أكيد ياعمتي هو انا لي شور غير شوره ...."
:
:
رضيت تلك بكلمتها التي قالتها فيكفيها كنة لاتحشر انفها في قرارتها وتطيع ابنها ..
:
:
ركبت السيارة بتملل وكان كل شيء عكس ما توقعته ...
لم يكن السوق ماقد تخيلته لكن ذوقها حكمها ولم تحتاج الكثير ..
وقد مرت لتشتري هاتف و شريحه..لم تطيق حماسا وهي تفتح الحقيبة الورقية الفخمه في يدها وهي تتأمل الفستان الوردي التي اشترته للصغيره التي شغفت قلبها حبا وكأنها ابنته وليس حفيدته ..
:
:
:
لم تطل الغياب ..دخلت ومن خلفها ايجا محمله بما اشترته ..نزعة عبائتها وهي تناولها اياها ..عدلت شعرها واخرجت هاتفها من حقيبتها وهي تتجه الى المجلس الداخلي وقد عرفت بأن هذا وقت اجتماع افراد العائلة الصغيره ..
ما ان دخلت المكان حتى قد سكت اجمعهم ..الا الصغيره اتجهت لها بفرح ..حملتها من على الارض بخفه وهي تقبلها ..سألتها بحنان ..."اكلتي ياتوته ..."
أبتسمت تلك الصغره لها وهي تهز رأسها بالايجاب ..."حمالله ..."
:
:
قبلت خدها وهي تتجه لصدر المجلس وقد عشقت الفاظها المتلعثمه ...
:
:
بادلوها السلام ببرود ..الا ذاك كان قلبه قد فز لدخولها وطولها وشعرها ورائحتها وبساطة ماترتديه ..
كانت ترتدي بنطلون رسمي اسود و قميص حريري ابيض وكنزة بيج ..رغم بساطته الا انه مع طولها اظهرها كعارضة ازياء..
بهت الجميع وهم يراقبونها تنحني لتقبل خده وكتفه وتجلس بجانبه وهي تتأمله بتعلق دون من حولها ..
رفع حاجبه يمنع ابتسامته ..بينما لم يعجب فعلها امه ابدا ..وقد تفهمها ابناءه الا انهم لم يتخيلوا الموقف ابدا ..
راقبت ابنه يلتفت هامسا لتلك ..التي كانت تجاوبة بأبتسامه وهي تعدل عقالة ..
رفع هامته يعدل عقاله لتعديلها ..وهو يكمل حديثه الهامس لها ..
:
:
رفع عياد احد حاجبيه وهو يراقب ابيه ..كل ما كان ينتظره هو نظره من ابيه كهذه النظره ليعفو عن سلطانه و يستقبلها ..
رفعت عينيها في المكان تخفي قلقها وقد افتقدت كبيرهم ..كادت عينها ان تدمع من شدة قهرها بأنها لا تستطيع حماية جاهده منه ..
لابد بأنه استفرد بها ..
:
:
الا انه دخل فهدأ قلبها ,,رمقها بنظرة من انتي حتى تكوني هنا ..
قبل رأس جدته وجلس بجانبها ..كان المجلس يغرق بأحاديث سطحيه ...
مد يديه لأبنته فأنسلت من حضن سلطانه وهي تتوجه اليه ..
رفعها وقبلها ..راقبت سلطانه حنانه الا انها حنقت لنظره رمقته بها جدته وكأنه فضحها بأنه بكر بفتاه ..
:
:
للحظه حزنت على جسار لولا انه امتداد قاسي ومخيف لجدته ..تسائلت مالذي صنع منه هذا وهؤلاء اخوته امتداد لجمال ابيهم ..
هناك الكثير من الاحاديث المستورة ..وكأن كل واحد منهم ينتظر خروج احدهم ليفضي بقوله ..
موجعه الكبرى تدق بعصاتها الارض بصمت تنتظر ان تستفرد بجسار لتسأله عما كان ..
جسار ينتظر ان يستفرد لابيه ليفضي أليه برغبته ترك مهنته واللحاق بركب ابيه الذي لطالما كان مكانه وليحمل عن ابيه القليل ..
عياد ينتظر ان يستفرد يجسار لفهمه موقفه من كل هذا وانه لازال اخيه ولينسى ما كان ..
:
:
بينما سلطانه قد غرقت في خيالات الغد ...وعن مايخفيه الغد ..
:
:
أنفضت الجلسه ورحل كل من الى مطلبه ..الا سلطانة التي صعدت السلم بهدوء خلف جسار ..
توقفت تراقبه يتجه الى الغرفه تمنت ان تحدثه لكن مالذي ستقوله لها في الواقع ليس هنالك مايشتركان فيه من حديث ..
فقط حصنت جاهده في سرها ..
مالفتها بأن أبنته ليست بيده اتراها لازالت مع خادمتهم القديمه عابده ..
تمنت لو انها تعطيها اياه هذه اللحظه ..لكن مابيدها حيلة لفتها صوت ذاك خلفها وهو يحدث هاتفه بأنسجام ..
شعر بتشتتها وهو يلتفتت لأبنه يغلق باب الغرفه ..
أبتسمت له ومن ثم اتجهت الى غرفتها وهي سارحه ..قلبها مع جاهده ..
لم يتبقى الكثير من الوقت عن صلاة العشاء التي بخروجها ينتهي كل نشاط في المنزل ..
اختارت ان تطبخ اليوم ..فالطبخ ينسيها دوما ما تفكر به ..كما ان ثلاب لم يذق يوما طبقا من يدها ..
:
:
كما ان الاكل هنا لايعجبها ..فهي تشعر انها في وليمه كل يوم ..
راقبته وهو يفتح حاسبه المكتبي ..أنسلت من المكان بهدوء مراقبه باب غرفة جاهده ..
:
:
أتجهت الى المطبخ الذي يقبع في أخر ركن في المنزل ..
بدخولها صمت الجميع ..
كادت ان تفقد صوابها لكل الاعداد هذه هي لاتعرف سوى عابده و أيجا و احداهن لا تعرف اسمها ...من اين ظهرن كل هؤلاء ..
أبتسمت وهي تسأل عابده .."عابده فين اغراض الطبخ ..."
:
:
أبتسمت تلك لها ..."في المطبخ الخارجي عند الطباخ .."
:
:
عابده خادمه باكستانيه مخضرمة كانت قد تواجدت هنا منذ حياة الاخوه الثلاث الكبار ..اتقنت اللهجه والعادات حتى باتت لا تطيق البعد عن ارض الكرم ..
:
:
كشرت سلطانه ...فهي تعلم بأنها لاتستطيع اعداد عشاء لكل هؤلاء ...سألتها بأدب ..."طيب ياعابده معليش ابغا اغراض بسوي عشاء لزوجي ...."
:
:
:
سكتت تلك لبرهه ...جركت كتفيها بقل حيلة مبتسمه ..."اللحين اطلبها لك قولي وش تبين ؟؟"
:
:
أبتسمت سلطانه للهجتها الجميلة ..فهي تتحدث لغة المنطقه بلهجة لغتها الام ..
:
:
رفعت حاجبها بأهتمام ..."بسوي سليق ...جيبي لي اغراضه ..."
:
:
سكتت تلك جاهله ما تطلبه سلطانه ...."سليق نعم اش هذا ..."
:
:
عضت سلطانه شفتها السفلى لن تفهمها بل حتى ان لا احد خارج الحجاز يطبخ هذا الصنف ..
شرحت لها ماتريده بأيجاز ...هزت تلك رأسها غير مقتنعه للوصفه الغريبه ..."حليب مع ملح يامدام كيف ...مع لحم في فرن استغفر الله ..."
:
:
نهتها سلطانه مبتسمه ...."عابده جيبي الاغراض ..بعدين فين الصغيره ..."
:
:
أبتسمت تلك لها لأهتماها وهي تحتك بشيختهم الجديده لاول مره ويبدو بأنها متواضعه للغايه ..."مع ايجا عشتها و بتنومها ..."
:
:
راقبت خروجها من المكان وهي تلتفت بكل من حاوطنها يراقبنها بفضول ...زمت شفتيها تشتت نظراتها ...لكن حقا من سيهتم بهكذا مكان سوى هذا العدد ..
:
:
أبتسمت لهن شاكره بعدما صففن الاغراض التي طلبتها ...نسيت كل شيء وهي تهم بتحظير وجبة ابيها المفضله ..
من دون ان تشعر كن قد تحلقن حولها مستغربات ماتعده ...
أنهته على اكمل وجه ومن ثم امرت عابده مبتسمه ...."بعد ربع ساعه ..اغرفي لي فوق ولجاهده وجسار ..وللاولاد ولأم ثلاب طيب ...."
:
:
فعلا الطبخ انساها شيء من توترها صعدت لغرفتها مسرعه ..
لم يقابها أي كان دلفت ولم يكن موجودا يبدوا بأنه لم يعد بعد منذ خروجه للصلاة ..دخلت لتأخذ حماما يريحها ..
:
:
:
:
::::::::
:::::::::::::::
كانت تقف بالقرب من النافذه حيث المكان الذي ضم تساؤلاتها والحنين الى ارض العراق ..وقد تناولت اطراف شعرها الحريري تلفها على اناملها الطويله ..
قد تحممت للتو وارتدت منامه شتويه باللون الوردي .....ذوق ايجا حقا بسيط ورسمي ..لكنها تشكرها حقا فقد كرهت ان ترى ماقدمت به من منزل ابيها وقد جمع لها الذكرى كلها ..
:
:
لم تنتبه للواقف بالثوب البني يتأملها بشيء من هدوئها ..
التفتت اليه جزعه وهي تبحث بنظراتها عن الصغيره في الغرفه ..
راقبته يزيح نظره عنها وهو يجلس على الكنبة امام شاشة التلفاز ..أخرج هاتفه وانشغل به ..
كانت عابده وقد اعتادت طقوسه قد جلبت القهوه للمكان للتو ..
راقبت روقانه الفاخر وهدوئه المخيف وهو يرتشف من فنجان قهوته ويعلق عينه بشاشه الهاتف وكأنها ليست موجوده ..
:
:
ابتعدت عن النافذه وهي تجلس على كنبه قريبه منه ..رفع نظراته اليها بشيء من حقد قديم ..."مكان انا بوه ما تطبينوه الا يوم اطلبتس قومي لا هنتي يالشيخه لا اشوف رقعة وجهتس ..."
:
:
أحست بمرار في صدرها وهي تتجلد تخفي دموعها وقفت بهدوء ..لم تسأله اين تذهب ...انها لا تعرف مكان في هذا المنزل سوى هذه الغرفه ..
لن تبين له ضعفها لقد انتشلها من بين اهلها ضعيفه ويريد بها شرا لن تخنع له ابدا ..
مرت من اماه بغرورها العراقي الموجع ..تناولت جاكيت منامتها الرياضي القريب منه ..
وهي تكمل طريقها للخروج ..فلتلعنه بهدوئها ..فلتصب عليه جحيم جمالها لن ترحمه ابدا لازال ابنا لأدم يذوب لصوت خطوات انثى بالقرب منه فضولا ..
:
:
ارتدته وهي تغلق الباب خلفها وكأن شيئا لم يكن الا ان عينها دمعت بمجرد ما تأملت المكان الخالي حولها لم تعرف الى اين تتجه ..
جالت في الطابق الذي كان معظمه ابوابا مؤصدة اعجبها ركن زجاجي ..بؤمن لها الخصوصيه عند جلوسها به ..
لكنها فضلت ان تجول مكملة المكان الواسع ..
هناك باب كبير قد فتحت احد ظرفاته ..أقتربت بفضول فأعجبها ماخلفه كان صالة فخمه مجهزة بمسرح منزل ..أبتسمت وهي تدخل المكان وقفت في منتصفه التفتت حولها وقد جاز لها ملاذا غير غرفتها ..
:
:
كانت اجهزة التحكم قد صفت بترتيب فوق الطاولة الزجاجيه الضخمه ..
جلست براحه وهي تفتح الشاشه والرسيفر ..أبتسمت واتيعت حدقتيها متحمسه لأشتراك القنوات الذي لطالما ترجت امها ان تشتريه لها ..
نسيت كل شيء وهي تتصفح مرشد البرامج بحماس ..لفتها وقوفا عند الباب ارتجفت لأوله ..كانت خادمة سلطانه ايجا تقف مبتسمه .."صاله هنا مره حلو بس مافي احد يجلس هنا غير مدام عذبى ..."
:
:
لم تعرف الاسم كانت جائع هالا انها خجلت ان تطلبها ...سألتها تلك بحماس ...."يبغا سناك مدام ...."
:
:
أبتسمت لها بخجل ...الا ان تلك بادرتها ..."انا دهين يرسل سناك هنا مدام ...هاف ا قود تايم ..."
:
:
أبتسمت بعد خروجها غير مصدقه وهي ترتاح في جلستها اكثر ..
صحيح ان شوقها لامها هد قلبها ..لكن مرارته قد توقف قلبها ..فلتتعلم ان تتأقلم كما يبدوا أن وجودها هنا سيطول لكنها لن تتكاسل يوما في حث الخطي لطريق العوده الى أمها ...وتبا لجسار مع اشتراك القنوات هذه ...
:
:
:
:
كانت قد خرجت من الحمام للتو جففت شعرها وسرحته للاعلى ..كحلت عينيها واحمر شفاتها الوردي الفاتح و اغدقت من عطرها وفستان شتوي شد على قوامها بألوان غامقه تليق بالموسم ..وكعب اسود ..
:
:
راقبت السفره بملل وقد طال انتظارة ..تأكدت من اشتعالي اشمعه اسفل الطبق فالمكان بارد ..
هزت رجلها بتوتر ..تذكرت بأنها تركت خلخالها في الحمام ..ذهبت لترتديه....عند عودتها كان قد فتح الباب داخلا للتو ..راقبها تقف مبتسمه ..أي نعيم هذا ..
أقتربت منه ..تناولت كفه بين اناملها الناعمه ...أبتسمت له بطريقه قد ادمنها منها ....انها اول من يتجرأ ويأمره بهذه الطريقه الا ان لها لذة محببه الى قلبه ...
"غسل يدك ..وغير ملابسك ..والعشاء يستنى ..اليوم انا طابخه لك .."
:
:
رفح حاجبه الايسر مستغربا ان تكون مدلله كهذه قد دخلت مطبخا ..."عجيب ..طابختن لي بنفستس .."
:
:
أبتسمت له بعذوبه ...."دحين انت سوي اللي قلت لك عليه ...هيا .."
:
:
جلست تنتظره ..على المائده وهي تتأكد للمره الالف من ترتيبها ..
خرج وهو يحمل منشفته في يده ويجفف شعره جلس امامها مبتسما بأبتسماته الغريبه الجانبيه ..التي لاتليق بسواه ..
سألته بحنان يقتله منها ..."كذا مو برد يا ثلاب .."
:
:
هز رأسه بالنفي وهو يراقب نظراتها القلقه التي لم يصدقها .."متعود ..شمالي يابنت ..."
:
:
أبتسمت له وهي تهم بغرف طبقه ..."يسعدلي الشمالي ..."
:
:
طريقتها في الثناء عليه او التوجه له بألفاظ الغرام ..غريبة و شهيه فهي لاتنظر اليه وتهمس بها حتى تحيره فيبحث عن معناها بنفسه ..
أستغرب مما وضعته امامه ..رفع رأسه لها وهي مبتسمه..قالتها بطريقة طفوليه وانجازيه وهي تشير على الطبق ..."سليق ..."
:
:
همس وهو ينظر الى الصحن وقد نسي بأنها تسمعه وقد يجرح مشاعرها ..."كرم النعمه ..."
:
:
ضحكت لقوله ..فتأملها مبتسما ...أكملت مبتسمه وهي تقترب منه .."انت لا شفته تقول كذا لكن لمن تاكله مع السلطه واللحمه المتبله وربي غير ...جرب ...ولا اقولك انا أأكلك لحظه ..."
:
:
خجل لقولها ونهاها ..."بنت انا اكل ...جاهل قبالتس ..."
:
:
قبلت خده وكأنها تعامل صغيرا ..."والله انا أأكلو ...حلفت خلاص اسكت وكل ...."
:
:
وضع وجهه بين كفه هازا رأسه بعدم الرضا ...
رفع رأسه كانت مبتسمه بشيء من تحدى وهي تزم شفتيها تمنع وسع ابتسماتها ...همست له ترضيه ..."جد يعني ثلاب انا زوجتك عادي ياروحي ...."
:
:
سكت وقد تذكرها فعلها اليوم امام ابناءه وقد تجاهلت الكل ..وقد توجهت اليه بفظها الاهير وهي تنظر الى ما تأخذه بالملعقه هذه الانثى اشهي من أي طعم ..
كانت تمد له الملعقة مصره ...هزت رأسها بنظره ان يهم بالاكل ..
أزاح نظره عنها وهو يأكل مافي طرف الملعقه فذوقه في الاكل صعب للغايه ..
فلا يأكل سوى اطباق منطقته حتى عند سفره بالكاد يفطر ويترك وجبات بقية اليوم ..
أبتسمت له ..."كيف ؟؟"
:
:
هز رأسه بالايجاب ..."يطلع منوه..."
:
:
كشرت له ..."سطلع منوه حبيبي هذا سليق..وسوته بنت من المدينه تقولي يطلع منه ..خلص صحنك مالي شغل طعم مو طعم تخلصو ..."
:
:
:
أبتسم لها دون ان يحدثها وهو يتناول ملعقته ...بعد اول ثلاث لقمات استساغ الطعم ..وبالعكس كان طبقا شهيا ..
كانت تراقبه بسعاده ..كانت تمارس سعادتها به ..وقد نسيت كل سعاده قديما وبقيت مطلقه مكلومه ووحيده محتاجه وهاهو هذا الجميل معنا ووصفا يطهر في حياتها هي لا تعرف ان كانت تحبه ...لكنه حقا يصنع يومها ..
:
:
سألها بأهتمام .."تعرفين بكرا اجتماع القبيلة ان شاء الله .."
كان يرمي لها محور الحديث ف تقود دفته وقد اكتشفت بأن هذه طريقته في الحوار ..
:
:
هزت رأسها بالايجاب بمشاعر عدم رضا ..."ان شاء الله ..بالرغم اني مو عرافه اش اقول او اش اسوي ..."
:
:
سكت لبرهه وهو يتأملها .."كوني على طبيعتس ..."
:
:
أبتسمت له وهي تعض طرف شفتها السفلى ....تذكرت ..."اخر مره قبل تروح كادي ما استقبلوني ...وكتن من بين هرجهم انه انتي اجنبيه عننا ...."
:
:
هز رأسه لها بعدم اقتناع ..."ماعليتس من ضعاف النفوس ...لدي يم ضعاف الحال ....بكرا ماعليتس من الاكابر ولا من شرهات عرستس ...ابيك تهتمين للطلابه وللي لهم حقوق ...تم ..."
:
:
أبتسمت له ...."تم ..."سكتت وقد تذكرت حالها قديما ..."اكيد راح التفتت للضعوف والمحتاجين ...شعور الحاجه والضعف والكسره والعجز ...اتمنى ما احد يجربه بيوم ..."
:
:
يكره ان تتحدث عن ماضيها بالرغم من انها تذكر دوما الذكريات الجميله الا انها تسهي بأحزانها ...مد يده اليسار ليحتضن كفها ...شددت علي قبضته وهي ترفع رأسها له مبتسمه ..
نسيت ان تخبره بمخططها للغد وهي تغرق معه في احاديثه الناضجة الموجزه ..
:
:
نسيت كل شيء لا يتعلق به مر في يومها ...نسيت شعور الا تكون بجانب ثلاب ...الجديد الفاتن ..
:
:
:
::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::
الساعه الثانية عشر ظهرا ..ولا زال النوم يسيطر عليها ..كانت تراقب دخول الاطباء عليها بملل ..وهي تلتفت لجاملا التي انشغلت بمصحفها ..
:
:
رقبت دخول عذبى بباقة ورد احمر جميل وفاتن ...ومن بعدها اتى احدهم بصندوق هديه وضعه ثم اختفى ..
أبتيمت لها وهي تقبلها ..."ليه ياروحي كلفتي على نفسك ..."
:
:
أبتسمت تلك لها ..."و الله قل الكافه حقتس وزنتس ذهب والماس ياجعلني ما ابكيتس ..."
:
:
أخذت جاملا باقة الود مبتسمه وهي تفتحها لتضعها في الاناء الزجاجي الملحق بالغرفه ..
:
:
أبسمت عذبى بحماس وهي تفتح الصندوق لتشير لكادي عما بداخله ...."23 كتاب اصدار 2014 لكتاب سعوديين وخليجيين ومترجمه راح تحبينهم وتوصيه مني كلا قريتا قبل ..."
:
:
أبتسمت كادي بأمتنان وهي تتناول اول كتاب ..."ياروحي يا عذبى كذا كثير والله ..حيريني كيف اعوضك ..."
:
:
أبتسمت لها ..."شدي حيلتس و اظهري من المستشفى وتعالي ونسيني طقيت من الوحده ..."
:
:
كانت تقلب في الكتاب بين يديها رفعت نظرها لها ..."حاظر ياعمري ربي يقدرني وارد لك الجميل ..."
:
:
كشرت عذبى بقل حيله ..."تعرفين انه راح انقطع عنتس فتره لاجل اختبارات تحديد المستوى عسى ما اختبارات ....همانا كربنا قلنا بنوقف مذاكره ..لكن لا في جبهتس المذاكره ..."
:
:
ضحكت كادي داعيه ..."ياروي الله يوفقك ويفتحها عليكي ويزيدك علم ...."
:
:
أبتسمت تلك وهي تمدها بظرف طبع عليه شعار المملكه العربيه السعوديه ..."هديه بسيطه اتمنى تقبلينا بصدر رحب ..."
:
:
غضنت تلك جبينها وهي تتناول الظرف منها ..فتحته وهي تقرأ الاوراق داخله بأستغراب ...دمعت عينها"من عمه سلطانه صح ...؟؟"
:
:
كانت اوارق اكمال الدراسة انتساب من السفارة السعوديه ...
وقد كان هذا حلم سلطانه منذ زمن ان تعيد كادي لمقاعد الدارسه ..لتحضى بشهاده معترف بها ..
الا ان كادي كانت تصر بالرفض لعلمها بأن هذا سيزيد المشقه على كتف عمتها ومع السنوات فترت رغبتها بأكمال الدراسه وقد اشبعت عقلها بعلم علمته نفسها وكأن احدهم يأخذ جامعيا ليعلمه القراءة والكتابه ..
:
:
بقيت عذبى ساعتين بجوار كادي لولا ان غلبها النعاس وكانت قاد وصلت امسها بيومها ..
وقفت بكسل ..."يالله اللحين ياروحي ابروح انااام لبكره ..امرتس ان شاء الله لا قدرت .."
:
:
أبتسمت تلك لها بأهتمام ..."ارتاحي ياعسل ولاتفكرين بالأختبارات كثير بتمر ان شاء الله على خير ....وانتبهي لنفسك ياعذبى الله يخليكي احس برا خوف ..."
:
:
أبتسمت لك بلها مستشعره خوفها ..."خلاص تعودت وبعدين اعرف متى اخرج ومنين امشي واي طريق لاتخافين ..."
:
:
:
بعدما ودعتها راقبت خروجها وهي تدعي هلا في سرها ...لإعذبى فعلا عذبى ...لا يخالط وجودها ولا مشاعرها التي تظهرها شائبه متصالحه مع نفسهما ومع من حولها ..
:
:
:
:::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::
أستيقضت في يومها المنشود ..بعدما خرج من عندها وقد استعد ليومه ..نادت ايجا مستعجله...
أمرتها بأن تجلب مع الصغيره و جاهده ..
:
:
بعد برهه دخلت جاهد المكان منذهله وقد اشتاقت لسلطانه التي غابت عنها يوما كاملا ...
:
:
راقبت سلطانه التي غطت توترها بأبتسماه وهي تمدها بهاتف لم تكن تحلم بأ امها سترضى ان تشتري مثله ..
شكرتها بخجل وهي تراقب حركتها في المكان وقد تأنقت بالكمال ورسمت عينيها بكحل دون شعورا منها قد زاد شرا نظراتها وحدتها اضعافا ..
وجهت سلطانه لها الحديث امره وهي تمدها بفستان في يدها ..."بسرعه البسيه ياجاهده ...انا بلبس توته ..."
:
:
اخذته منها مستغربه ..."أي انزين ليش البس هاي الفستان والله ما اريده قصير هاي اناي بقابل احد لا سمح الله هسه ..."
:
:
هزت رأسها لها بالايجاب ..."البسيه واسمعي كلامي وسوي اللي اقولك عليه بالحرف الواحد ...بسرعه ياجاهده ..."
:
:
راقبت دخولها وهي تأخذ الصغيره من يد ايجا لتلبسها ما اشترته لها بالامس ...."ايجا هاتي الكعب اللي اشتريته امس .."
:
:
بعد وهله وهي تسرح شعر الصغيره وقد البستها على عجل ...طلت تلك من وراء حاجز الخزانه ..."سلطانه والله قصير عيب هيتجي اظهر بيه قدام الاوادم .."
:
:
أبتسمت لها سلطانه ..."أنتي وريني هوا ذحين ..."
خرجت تلك بكامل جسدها خجله من وضعها ...وقد زادها خجلها جمالا ..
كان الفستان جميلا عليها وليس بالقصير الفاضح وقد اشتد على انحناءات جسدها الفاتنه ..
:
:
وقفت سلطانه وهي تجرها لتقف امام المرآه ...شجعتها ..."وربي عسل يجنن ماشاء الله ..."
:
:
قالتها وهي تكمل الباسها الاكسسوارت التي جهزتها ...مسكت تلك العقد بأستحياء ..."كثير ياسلطانه هيتجي ..."
:
:
نهتها ..وهي تفرد شعرها الاسود الذي يصل حتى منتصف فخذها كان بطبيعته ناعما منسابا فلا يليق به الا ان يكون على طبيعته ..نظرت اليها بتمعن ...فرقت مقدمته بسرعه ...أخرجت مقصا وقت مافرقته ..
صرخت بها وهي تراقب خصلاتها تلتف على الارض ..."سودا عليتج ..هاي شعري مربيته سنين ..."
:
:
أبتسمت سلطانه وهي تلفها لتواجه المرآه مره اخرى ..."ماقصيت كثير طالعي ........"
قالتها وهي ترتب بأطراف اناملها الغره التي زادتها جمالا وبراءه ..
أبتسمت تلك لتغير شكلها..جاهده جميله ب ملامحها الطبيعيه الطفوليه ولاتحتاج للكثير من الزينه ..
اكتفت سلطانه بماسكرا واحمر شفاة وردي لتزينها ...
أمرتها بأن ترتدي الكعب الاسود ..
:
:
:
أفهمتها ما تنويه بالتفصيل ..." شوفي حبيتي ...انا راح ادخل المجلس طيب ..وانتي خليكي قريبه بس لا احد يشوفك ..اول ما ارن عليكي رنه ..تدخلي طيب لايهمك الكلام حولك والا النظرات ركزي عليا ...تجلسي بحنبي تعدين الين خمسين وتطلعين ...طيب ..."
:
:
:
توترت تلك ..."هاي المجلس مليان نسوان عيني ......صحيح ؟؟"
:
:
أبتسمت لها تطمئنها .."ياروحي والله عادي اسمعي كلامي ..راح تشكريني بعدين ...."
:
:
هزت تلك رأسها بعدم اقتناع ..
نظرت سلطانه الى ساعتها كانت قد تأخرت ...
عدلت من فستانها الوردي الرسمي الضيق القصير نسبيا بأكمام طويله وفتحه صدر واسعه ...وكعب ابيض ..عدلت من طريقة رفعها لشعرها الكلاسيكيه .....
تناولت كف الصغيره الجميله في فستانها الوردي الناعم ...وجهت حديثها لجاهده ..."هيا بسم الله ياروحي ..."
:
:
:
اقتربت من المجلس الذي خصص لهكذا اجتماع ..أخذت نفسا عميقا وهي تتفقد وجود هاتفها في يدها ....
:
:
دخلت المكان تتهادى في مشيتها بهامتها الجذابة وخطواتها الواثقه ..
التفتت الجميع اليها مرحبا وفضوليا وناقدا ..
وقفت بجانب عمتها اخرى ولم تعرفها ....أبتسمت تلك لها معرفه .."أنا دلال اخت حامد وكل اجتماع راح اكون يتمس واساعدتس .."
:
:
أبتسمت لها شاكره ..وهي تستقبل هدايا من حولها وتبريكاتهم ...
شيئا فشيء توافد المغلوب على امرهم ..وهم يناولونها اوراقا تبرر حالتهم ..كانت تبتسم بوجع وهي تعدهم بحل قريب ...
لم تتوقع يوما بأنها ستقف في هكذا مكان وهكذا موقف ..
راقبت اقتراب امتلاء المكان ...غرقت مع طلبات الوفود الجدد حالات كثيره من المطلقات ذكرتها بها ..وبوجعها القديم ....
:
:
بعد ان امتلأ المجلس الضخم الواسع ..
وهدأ الجميع وباتوا يتبادلون الاحاديث ..كان هذا كله تحت نظر ام ثلاب التى راقبت سلطانه بشيء من فخر وردودها المتزنه الرزينه ..
وقد اقصت نفسها منذ زمن من هذا المنصب في الاجتماعات وقد ولته شما رحمها الله ...
:
:
رفعت هاتفها وهي تطلب رقم تلك الجديد بخفه لم ينتبه لها احدا ..
:
:
كانت قد اطالت الجلوس خيفة وتملل ..ارتجف قلبها بنغمة الاتصال المنشود ...
أخذت نفسا عميقا وهي تتجه حيثما دلتها سلطانه ...أغمضت عينيها وهي تتخيل فناء منزل حدها وشجرة التوت ..نفثت نفسها وهي تدخل للمكان المكتض وقد ركزت على سلطانه .....
كيف وهي التي لم تدخل مجلسا يوما وقد منعتها امها من ان تخالط البالغين ..وان تجلس بمجالس النساء ..
:
:
:
التفتت الجميع لها مستغربا بل حتى ان ام ثلاب لم تعرفها ..وقفت سلطانه مبتسمه وهي تشير الى جاهده ..."هاذي جاهده زوجة الشيخ جسار ....."
:
:
:
غص المجلس بالحديث ...والاستغراب والاستهجان ..وقد انتصرت سلطانه على نوايا العجوز التي كانت ستعلن بأنها اقتادت غره ثارا لابناءها وقد جهلت اجمع القبيلة هذا الخبر ...
غصت موجعه بكلماتها وحقدها ينمو ولا طاقة لها بتحدي هذه الجديده التي كما يبدوا بأنها تستغل منصبها خير استغلال ..
التفتت لأم ثلاب التي رمقتها بنظرات الغضب والحقد...
أبتسمت لها وكأنها لم تفعل أي شيء وهي ترفع حاجبها اليسار ..
:
:
جلست جاهده المرتجفه بجانبها و وهي تطرق رأسها وقد احست بدوار من شدة زحام المكان ..
:
:
وقد اخذ المجلس بجمال خجلها الهاديء وراح يثني عليها لام ثلاب التي بلعت قهرها صامته فقد كسرت الحجازيه ظهرها ...
:
:
دخلت ايجا تحمل الصغيره التي استفاقت للتو من النوم ..وقد تعلقت بسلطانه ما ان رأتها ...
سألتها قريبه منها بفضول وهي تراقب الجميله تجلس في حجرها ..."هاذي بنتس من زوجتس الاول ..."
:
:
هزت رأسها لها بالنفي ..."لاء هاذي حفيدة شيخنا بنت جسار من مرته الاولى ..اميرتنا توته .."
:
:
ضج المجلس مره اخرى قدوم هذه الحجازية الغريبه كزوجه لشيخهم ومن قبيله لاتقطن نفس المنطقه وبعادات مختلفه ..قدوم هذه الناضجه الجميله القويه من نظره حمل معها اخبار كثيره وجديده ..
:
:
وقفت جاهده وقد انهت ما امرتها سلطانه بعده ...مدت يدها للصغيره التي تعلقت بها ..شددت على كفها الصغير وهي تخرج من المكان بهدوء ..
:
:
بهدوء يسبق العاصفه ..
:

لامارا 12-04-18 05:48 AM

الجزء الثامن عشر ..
:
:
"بعد الموقعه "
:
:
راقبت خروج جاهده من المكان وهي تشعر برضا تام عما خططت اليه فبهذه الطريقه ستحمي جاهده من جور جسار وجدته ..انهم ينبذونها الان لكن الخوف من الحرب النفسيه القادمه ..
ان عاملهم اجمع من حولهم على اساس انها زوجته سيخضع هو ويقتنع بها زوجه و ليست ديه وانتقام مغلف ..
:
:
ألتفتت لأم ثلاب التي كانت تراقب مكان غياب جاهده بعينا تتلظى حقدا وقهرا ..
في الواقع هي لم تعش كل قهر تلك السنوات وظلمها لتبقى ضعيفه ومغلوب على امرها وتسمح لان يصل القهر لغيرها ويضيمه لقد جربت يوما ان تكون زوجه صغيره لرجل لا يفهمها ..
لقد جربت الغربه والشوق والعجز التي تعتري جاهده الان انها تفهمها اكثر من أي احد ...
:
:
:
دخل الجميع على سفر الغداء المصفوفه بأتقان وان دلت دلت على كرم مضيفهم و مقامه ..
:
:
وقفت سلطانه بالقرب من الباب تراقب ضيوفها ومن قد يحتاج شيئا فهي لن تنظم اليهم بالاكل حسب عادات المنطقه ..
سلطانه كان الوضع سيصعب عليها لو لم تكن امها ابنة سكاكا وقد احاطتها علما بكل عادات المنطقه القديمه ..
:
:
دخلت ام ثلاب تتكيء على عصاتها وهي تحيي بهم بألفاظ كرم القبيلة المعروفه ..
توترت سلطانه وهي تراقب السلم ولا اثر لجاهده ..اتراها قد اذتها ام ثلاب وقد غابت مطولا ..
هناك تشفي غريب في نظرات ام ثلاب لم تفهمه سلطانه ..
سمعت كلمات كثيره سلبيه لكنها لن تؤثر عليها بينما اثنى الكل على جمالها الا ان الفاظ كـــ"غريبه .......مقويه .....ناويتن الشر ....ياخذ من غير قبيلتو ....لو تزوج فلانه بنت فلان ....ماتريح ....شما الله يرحما احسن منا ...."
:
:
:
الا انها كانت تقابلها ببرود و أبتسامه لا مباليه وهي ترفع احد حاجبيها في الواقع ثلاب لي وهذا الحديث لايهمني ابدا .....ولا يهمني رضاهم ولا حبهم..
سأكون ما اريد ..
:
:
عدلت وقوفها وهي تطلب رقم جاهده ...لم ترد تلك ...
راقبت حتى خروج اخر ضيف من صالة الاكل ..هزت رجلها بملل تفرغ توترها وهي تنتظر ان تجول المبخره في المكان اكثير من مره حتى خرج اجمع الضيوف ....
:
:
وقفت بسرعه ...وبخطوات واسعه صعدت السلم الا ان تلك اوقفتها ....بصوتها المتسلط ...."سلطانه ...."
:
:
ألتفتت اليها تلك بدون أي تعبير ....وبدون ملامح تذكر وبجمودها القديم ...."لا تنسين ياسلطانه ثلاب ولدي وكلمتي سيف على رقبتو ...لاترفعين رأستس فوق يابنت طلال تنكسر رقبتس ...."
:
:
أبتسمت سلطانه ببرود ...."عمتي انا ظهري ثلاب....و انتي اكثر وحده تعرف ثلاب وعناده ...."
:
:
:
قالتها وهي تعطيها ظهرها صاعده للسلم بلا اهتمام بينما اصابت الكلمة شيئا في صدرها هل سيستغني عنها ثلاب يوما ,,,لم يبين على حقيقته بعد ..في الواقع هو مستعد لبيع نفسه مقابل مصلحة قبيلته ...
:
:
:
لكنها تعرف كيف تثبت قدميها ستحمي مكانها بكل شرها لو التزمها الامر ان تتحول الى وحش ليس بعدما وجدته لن تتركه ..
:
:
:
::::::::::
::::::::::::::::::::::::
دخلت غرفتها والازال قلبها يرتجف مما اجبرتها سلطانه على فعله ..
نظرت الى الهاتف في يدها فخطرت في رأسها فكرة.....طلبت رقم امها ...مرارا ولم تجب تلك ..
عندها لم تتمالك دموعها باكيه حزينه على ان يكون قد الم بأمها مصاب ..
:
:
اطرقت رأسها على ركبتيها وقد احتضنت نفسها تمنع وحدتها وهي تراقب الصغيره تلعب حولها في المكان ..
لاتدري كم مضى وقد جفت دموعها على وجنتيها ..وقفت تمدد رجليها بتعب وقد اتت ايجا للتو أخذت الصغيره ..
الا ان فتح الباب ودخلت اخر من تود مقابلتها ..كانت ترمقها بنظرات حقد وشر وانتقام ووجع وحسرة وكل مشاعر الفقد مجتمعه ..
تصلبت للحظه هذه المرأه مرعبه حقا اشد رعبا من جدتها ام ابيها ..
اقتربت تلك بهدوء وهي ترفع احد حاجبيها ..هددتها بنبردتها الباره ...."عمرتس ماتطولين جسار سامعه ..وتخسين يرتبط اسمتس بوه انتي غره خدامه عله ...انتي شرب دمتس مايكفيني ..لعن الله ابوتس وطاري ابوتس النجس قتل عيالي بدموه البارد ولا تحسبين يوم جريتس غره انتهيت منه ...الا بديت لا احرق قلبه على ضناه ..."
:
أتسعت حدقتيها لكمية الحقد الذي وصلها الا انها نطقت ..."الله يحرك ابوي و كبيلته ويحرك ثاركم ويحرك عقولكم عسى ما ديه عسى ماثار ..أن شاء الله اموت هسه وارتاح ...لكن يوم القيامه الله شاهدي و الله سندي وبياخذ حقي منكم ...حسبي الله فيكم ..."
:
:
أقتربت تلك منها ترفع احد حاجبيها ...وبخفه تناولت شعرها الحريري وهي تلفه حول يدها ...."انتي بوجودي تبلعين لسانتس وتسكين ...سمعتي .."
:
:
:
قالتها وهي تدفعها بعنف اصطدم جبينها بطرف الطاولة الزجاجيه ..
أغمضت عينيها ومن ثم فتحتها بصعوبه تحاول استيعاب ما حولها وقد جالت الغرفه بها ..
رفعت رأسها بوهن ولم تكن تلك في الغرفه ..لقد المتها حقا لدرجه ان حواسها قد تضررت من قوة الضربه ..
:
:
::::::
:::::::::::::::
ولم يزدها هذا سوى عنادا وقوه و اصرارا على العوده ..
:
:
:
صعدت السلم مسرعه أتجهت الى غرفة جاهده فتحت الباب ولم تجدها ..نادت عليها فزعه ..فخرجت لك من دورة المياه وهي تضع منديلا طرف جبينها ....
هلعت لمنظرها وملامحها وجهها الغير مفسره ..."جاهده اش في ...؟؟"
:
:
رفعت تلك حاجبيها بتعب ..."هاي عجوز النار تريد تكتلني .."
:
:
أقتربت سلطانه منها اكثر وهي تزيح يدها لتعاين جرحها ..."جات هنا عندك ...."
:
:
أستسلمت للمسات سطانه التي تنظف الجرح وهي تغمض عينيها بألم ..."أني في هالمده انضربت عن العمر كله ..."
:
:
:
بينما سلطانه قد سرحت وهي تنظفه لها ..ماذا لو جلبت بما فعلته شرا اكبر لجاهده وحقدا اكبر ..
ماذا سيقول ثلاب الذي لم اجد فرصه لاشرح له وجهة نظري وما سأقوم به ..
:
:
بينما هي تعتني بجاهد هالا وفتح باب الغرفه بعنف ..كان ذاك العتيد الصخري قد دلف الى المكان و لا ينوي خيرا ابدا ...
:
:
وقفت سلطانه لقربه البارد ..رفع احد حاجبيه حنقا متسائلا ..."بسألتس بس ...انتي من ...؟؟ترى وجودتس وصيه لاغير ...لاتصدقين عمرتس ...."
:
:
:
أقتربت منه سلطانه بشموخ وهي ترفع احد حاجبيها ...انثى قويه كسلطانه لرجل مكتمل الرجوله ماهي الا تحدي وجمال بينما يخافها اغلب الرجال ..
همست وثقه وكأنها تشرح له ...."أنا شيخة هالمكان غصب على الكل ...واذا انتوا كنتوا انانيين وتشوفون في راحة ابوكم واستقراره تحدي وعقبه ..اجل بانشب في حلوقكم غصه وبسود عيشتكم ..طيبين معايا انا اطيب منكم ..تلعبون من تحت انا عقرب الله لا يوريك كيدي ...وخاف ربك في هالضعيفه ولاتكون اجهل من اللي اجهل منك انت متعلم ...عيب ولد الشيخ ثلاب يفكر بمخ ناقص ...صح ؟؟انا بكلمتي اليوم كبرتك في عين قبيلتك وعرفوا من انت... بدال ماكنت مدسوس كانك خادم لجدتك ..."
:
:
:
شدد على قبضته وقد لمست وترا حساسا قد اوجعه لسنوات ...لم يكن يوما ليضرب انثى او يؤذيها لكن هذه مستفزه للغايه وصريحه ...همس لها بين اسنانه ..."لاتنسين انتي مين ...؟؟"
:
:
أبتسمت له تدعي اللا مبالاة ...."لاتنسى انت مين ؟؟انا عارفه انا مين ومقامي وسندي ...انت عارف مقامك ...لاترخص نفسك ياجسار.."
:
:
حنق حقا وهي يبتعد عنها ...."الرخص مقابلتس يالحيه ..."
:
:
:
مثلت الحسره وهي تهز رأسها بالنفي ..هامسه بكيد "تو ..تو ..تو ...انا مو حيه ياجسار انا ابغا مصلحتك ..."
:
:
:
نفث نفسا عميقا وقد داهمه الم رأسه مجددا....همس "اخرجي ..."
:
:
كل هذا وجاهده تراقب ....وقد رأت شرا اقوى وكيدا اعظم مصدره سلطانه ...
تهادت في مشيتها المغريه ...ألتفتت اليه مذكره ..."بعدين احد يسمي طفله موجعه ...لهدرجه مسيطرة عليك ...انتبه وشوف موجعه الكبيره كيف تعامل الصغيره وانت تقنع ....سلام .."
:
:
:
قالتها وهي تغلق باب الغرفه بهدوء خلفها ..
فلتكن الحرب وهي اقوى ند لقد كانت ضعيفه فيما فيه الكفايه في بيت الوحوش هي ستكون اشرسهم وتحافظ على مكانها وسلطتها ...تستمد قوتها من ثلاب الغامض قليل الحديث ...لكنها لن تجد رجلا يوازيه يوما ابدا ..
و تضن بأن قلبها بدأ ينبض حقا به ..
:
::
:
:
:::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
:
ما ان اغلقت الباب حتى اتجهت الى غرفتها سارحه فتحت الباب في هدوء متجهه الى الغرفه لكن لفتها ارتياح ذاك في جلسته على الاريكه في الصالة وهو يسند رأسه مغطيا شفتيه يتأملها بهدوء ..
اعتدل في جلسته وهي يتقدم بجذعه الى الاما سألها بهدوء ..."ممكن اعرف وش ناويتن عليه......؟؟"
:
:
:
رفعت احد حاجبيها تبرر لنفسها ....."كنت بقول لك ونسيت ..."
:
:
هز رأسه بالايجاب ..."هالمره عدت على خير ...وياسلطانه انا ما اعرفتس ولا اعرف وش يدور ببالتس لاجل اقول ماراح تغلطين ابد ...لكن مره ثانيه تقولين لي كل اللي تنوين عليه قدام قبيلتي وبمجلس ومجلستس ......سامعه....؟؟"
:
:
:
كرهت لغة تهديده و تحذيره لها وكأنها تعمل لديه ....حقا غضبت لا تقبل بأن تكون مهدده منه ......."بالناقص قبيلتك ماهمتني ولا أي احد همني غير المسكينه هاذي اللي في وجهك ووجه ولدك اللي مايفهم ...اش موقفك وموقف اسمك لو قالت امك وسط المجلس والله جبنا لولدنا غره ثار و انت ياثلاب ياللي الامر بيدك عفوت عنه من طيب اصلك و لوجه الله ..."
:
:
كان يراقبها بصمت وهو يرفع احد حاجبيه ........"سلطانة انا محد يكلمني تسذا ..."
:
:
أعتدلت في وقوفها مصره ..."وانا اتكلم كذا ....ما ادري ياهلبيت اللي الكل ماشي وحاط رقبته في السم اوانا محد يكلمني كذا انا محد يكلمني كذا ياخواني لاتغلطون وتاخذكم العزة بالاثم ومحد مكلمكم كذا ......."
:
:
:
سكت وهو يتركز بظهره على الكنبه انها حقا اغضبته هذه اللحظه........"وش تقصدين....؟؟"
:
:
اقتربت منه تفسر نفسها ......"ثلاب انا انسانه بسيطه ومو بكل كلامي تقولي اش تقصدين كاني ارمي هرج ولا دسائس بين الكلام ....انا ماليه في امور مجتمعكم المتوحش ذا اللي في قلبي على لساني وانا سبق وانظلمت وعلى جثتي ينظلم احد قدامي ....بس تصدق الحق عليا انا اخذت قوتي منك .....ماكنت اتوقع انك تهاجمني كذا ....."
:
:
:
رفع احد حاجبيه ..."سلطانه انا ماهاجمتس...."
:
:
اغمضت عينيها من شدة حنقها وهي تشدد على قبضتها ...همست وهي تقترب منه بتوتر ..."نظراتك هاذي اكبر هجوم ....ليش تطالع فيا زي كذا ..لأعلمك انا اشوف للي سويته عين العقل وبرجع اسويه وبطلع جاهده قدام هالقبيلع بكل اجتماع انها زوجة جسار وبنته المدسوسه طللعتها والكل عرفها اول حفيده لثلاب وتتخبى كانها عار ولا اثم اش فيهم البنات ...."
:
:
قاطعها ...."سلطانه دام تشوفين انتس مو غلطانه اش هالهجوم ..."
:
:
حركت رقبتها بتنمر .."اللحين الحقيقه هجوم ...الواقع هجوم...."
:
:
لم يتجادل مع زوجة قط حتى من طلقهن فعل ذاك بتفهم ورضا كلا الطرفين ..
:
تنهد ....."سلطانه بس ....."
:
:
اخرجت نفسا عميقا ..."انا هاديه مارفعت صوتي حتى ..."
:
:
هز رأسه بالرضا وهو يزيح نظراته عنها انه جاهل فيما يتعلق بالانثى تماما لم يعرف كيف يتصرف وهي كانت قويه وهجوميه...
:
:
سكتت تراقبه وقد احست بأنها حمقاء ولم تتمالك نفسها وانفجرت في وجهه هو اكثر من يهمها ...
:
:
انسحب للغرفه لتغير ملابسها ..فتحت شعرها وهي ترمي دبابيسه بعنف على التسريحه ..فتحت سحاب فستانها و خلعته ..وقفت تسند رأسها على باب الخزانه ...
شعرت بندم ...سلطانه لقد انفجرتي في وجه اكثرهم حبا الى قلبك ومن فضائله تغرقك ..
أغلقت باب الخزانه وفتحت الاخر ليست بمزاج حقا لتبقى مستيقضه تنوي النوم فهي متعبه ...
أخرجت قميص حريري بلون بحري فاتح ..لبسته وهي تتجه الى السرير بكسل ..
استلقت فأتاح لها مكانها رؤية مكانه في اصالة لم يكن موجودا غترته لازالت هنا مما يعني بأنه لازال موجودا لربما في مكتبه يغرق نفسه بالعمل كعادته..
:
:
:
تقلبت في السرير بتملل وهي تفكر فيه ..وقفت غير متردده وهي تتجه اليه ..
كان سارحا في شاشة حاسبه ولم يبدو بأنه يدقق على شيء ما بينما قد غرق عقله بتساؤلات تخصه ..
:
وقفت تسند كتفها على الباب وهي تتأمله ..لم يلحظ وجودها ..
كرهت نفسها بأنها اغضبته للتو ..
اتجهت اليه بهدوء وهي تضع كفها على كتفه ..
رفع رأسه اليها لم يكن ينتظر منها شيئا الا انها همست له ..."ثلاب بلاها حضوري هالاجتماعات اذا كان كل ما انتهى واحد بنسوي كذا ..والله انت عندي بالدنيا ولا ابغا ازعلك ..."
:
:
هز رأسه بالرضا وهو يعيد نظراته الى الحاسب ..باغتته بأن جلست في حجره فكانت كنسمه تمر بصدره ..
:
:
قبلت رقبته وهي تشاركه النظر في شاشة حاسبة الممتلئه بأرقام ممله ..
:
:
همست له ..."زعلان ...."
:
هز رأسه بالنفي وهو يحرك مؤشر الملف امامه ...سكتت لبرهه ...مصره على ان ترضيه ..."طيب طالع فيا ...."
:
:
اخذ نفسا عميقا ومن ثم التفتت اليها أبتسم لقبلتها الرقيقه على شفتيه..
عضت طرف شفتها السفلى وهي تراقبه مبتسمه ..."زعلان الى ذحين ...."
:
:
هز رأسه بالايجاب يكتم ابتسامته ...لخلاف الازواج لذه يجدها للمره الاولى بدلا عن حياته الرتيبه القديمه ..
وقفت بهدوء ...تكتم هي ابتسامتها بدورها "طيب ..كذا خلاص انتا ارضى من نفسك انا بروح انام ..."
:
:
جرها مع يدها بخفها ليدفنها في صدره وهو يقبلها ..
في الماضي كانت نقاشاتها تنتهي بشوط مؤلم من انهيال الضرب الجائر عليها ..والا ن تنتهي بقبله وحضن عامر أمن ..
لقد عوضها الله حقا ..
:
:
:
:::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::
كانت تستلقي على بطنها على الكنبة التي تقابل التلفاز الذي كان سعادتها في الامس وقد سرحت غير منتبهه لدموعها التي انحدرت دون مقصد منها او اراده ..
تفكر في امها ..كيف حالها ؟؟ كيف يومها ؟؟ أ تراها راضيه عليها اليوم؟؟ ..أ تراها قد احاطتها بدعوه ام نسيتها ..؟؟
تمنت لو ترى ظلها للحظه فتقبل مكان قدميها ..
لم تنتبه للذي أستند على الباب يراقبها ..
كانت لا تزال ترتدي الفستان الذي اهدتها اياه سلطانه وقد تبعثر شعرها حولها في المكان ..
اضطرب نفسها ومن ثم اخذت نفسا عميقا غارقا بدموعها ..
..
لم تنتبه بعدا لصمته المتأمل الهادئ ..أرتجفت لصوته يناديها .."بنت ..."
:
:
رفعت رأسها وهي في شدة حنقها ردت عليه هامسه تدعي الا مبالاة ...."جاهده...."
:
:
سكت لبرهه ومن ثم امرها ...."قدامي على الغرفه ..."
:
:
جلست بهدوء وهي تعدل شعرها ..." ما اريد ..مكان انت فيه اني ما اطبه ...مو هيتجي قلت قبل ؟؟"
:
:
رفع احد حاجبيه .."واللحين ابيك تجين الغرفه انتي هنا بأمري ........"
:
:
رفعت رأسها اليه تمرقه بنظرات حاقده ..."شتريد ...تريد حقك .."
:
:
وقفت تقترب منه ..."اخذ اللي تريد دام وراها رده لأمي ..."
:
:
رفع احد حاجبيه حنقا ...."أنا بعرف انتي على وش شايفة حالتس ...؟؟"
:
:
جابهته بشيء من قوته ..."هسه اني انولدت خدامه لولا رضايه عيني لفخامتج ...حبيبي انا عراقيه انولد راسي عالي بالسما ...شو مفكر مافي خلق لله غيركم ...عيني الك الجنه و النا النار ...اني مقامي مقامتج وراسي راستج لاتتكبر ولاتشوف نفستج علي كلنا عيال شيوخ وكلنا ابائنا ظالمينا بشيختهم ..."
:
:
جرها اليه بعنف وهو يحاوط ذراعه فكان قربه اوجع من الم فعلته على جسدها ...همس لها من بين بين اسنانه محذرا ..."كنتي بنت شيخ ..ويخسى على اللي يدوه ملطخه بدم عماماي ينحط راسوه براس ابوي ..."
:
:
حررت نفسها من يده بصعوبه وهي ترمقه بنظرات تصغير .."أي هد ايدي ..مع هالحتجي الجاهلي الفارغ ...ابوي وكتل لكم عمان هسه انتوا تعفوا عنه ليش ..عفيتوا خلكم قدها وبلاها هاي النقصان العقل وغره ماغره ما عارفه شو ..هي ثلاث اشيا قصاص ديه عفو ..منين يابدو جهال انتو طلعتوا النا بهاي الحتجيه الماصخه ...."
:
:
:
لقد استفزته هذه الصغيره حقا فندم للحظه على جلبه اياها بل على تأجيل اللقاء الاكبير بينهم الذي جلبت لأجله ..
أقترب منها وق كره ان يطول لقاءه بها هذه اللحظه حقا ..لم يكن يدوما ليمد يده على انثى مابال الاناث اليوم يهاجمونه ..اعاذه الله من شر زوجة ابيه ..
تقدم وهو ينظر الى مكان خطواته حتى كاد ان يلتصق بها ..احاطها بنظراتها وقد بانت كطفله مقابلة ضخامته المبالغ فيها ..
رتب شعرها مبتسما ....قرب جميله مثلها عافيه لكن ليس لجسار ..
كانت تراقبه بنظرات تحدي ..حاوط كفيه خصرها فكادت ان تتلاقى..لازال وجهه يحمل ابتسامته الشامته ..."هالعزة اللي بعينتس بكسرا لتس ...انتي مجرد جاريه بالنسبه لي ...لاتحدين تبكين دم ..."
:
:
اصرت على نظراتها المتحديه له ..رغم ارتجاف جسدها لقربه ..
بادر بفعل لم يفسره لنفسه الا انها فتنته و هز قربها رجولتها ..
قبلها بعنف حتى انقطع نفسها ومن ثم دفعها بخفه على الكنبة خلفها وهو يخرج من المكان هادئا ...
شهقت تستجمع قواها وهي تعتدل في جلوسها ..لقد كانت قبلتها الأولى ..
لقد سرق حلاوتها منها ..
تبا له ..و لقربه ..و لفكره ..و لنواياه ...
:
:
:::::::::
::::::::::::::::::::::::::
رفعت رأسها بكسل وهي تتفقد هاتفها ..كانت هناك خمس اتصالات لم يرد عليها من امها ..
يالشدة قلقها ..
والكثير من رسائل اخواتها وبناتهن أثقلت حركة الجهاز ..
أخرجت شريحتها ووضعتها في جهاز أخر ..
تثاوبت وهي تنسل من السرير بثقل ..تريد حقا ان تنام لكن اليوم اجازة وسيكون الوقت المثالي لتقضي يومها مع كادي التي لم ترها لأسبوع كامل ..
:
:
صلت ومن ثم لبست مايقيها برد الخارج الجائر ..أعدت قهوتها ..ومن ثم سلكت طريقها الروتيني للمشفى ..
طريقها دوما مزحوما ..وهي لا تخرج او تقضي حاجتها الا في وقت ممارسة الجميع نشاطة الخارجي ..
كان اليوم مشمسا لكنه بارد كالعاده ..أستعلمت من كادي عن مكانها ..
وكانت تلك في الحديقه الملحقه بالمشفى ..
لفتتها حين دخولها فهي المحجبه الوحيده وقد غطت ساقيها بشالها الكشمير ..واستغرقت في قرأة كتابها بين يديها ..
لم يزدها شعاع الشمس الا جمالا و نقاوة ..
أقتربت منها مبتسمه ..احتضنتها تلك وقد اشتاقت لمؤنستها الوحيده ..كانت جاملا قد استأذنت اليوم لزيارة عائلة ابن اخيها.....
:
:
أبتسمت للرائحة التي انتشرت في الجو وهي تتناول الفنجال الذي مدته لها عذبى ...."يارويح يالقهوه العربي ..ريحتها ترد الروح ..."
:
:
أبتسمت لها عذبى وهي تناولها قطعة حلوى ..."بالعافيه على قلبتس وروحتس يابعد عمري .....ها كيف ؟؟وش تحسين بوه ...؟؟"
:
:
:
أبتسمت كادي بتفاؤل ..."اولا الحمد لله ..اليوم اول يوم يسمحون لي اجلس واثنيها ..أحس بألم في ركبتي قبل ما كنت احس فيها ...
لمن سوو الاختبار على الساق وبطن الرجل حسيت بكل اللي سووه بس كان وخز بسيط يعني مو مره ....ومن بعد بكره راح يبدأ العلاج الفيزيائي ...أنتي كيف ؟؟"
:
:
:
أبتسمت عذبى بسعاده ..."الحمد لله ياروحي عقبال ما اشوفتس واقفه ....الحمد لله تمام ...المعهد مضيقين علينا واجد قلتس التخصص نادر ..وزعلانه امس كانت ملكة بنت اختي ولا رحت ولا شيء كنت متحمستن له.....يالله اعوضه بالعرس ...."
:
:
:
أبتسمت كادي وهي تلاحظ دوما ارتباط عذبى القوي بأخاوتها وبناتهم الكثيرات فلا ترى الدنيا ونشاطاتها الا بهم ..
"ماشاء الله ربي يتمم لها على خير ..."
:
:
ابتسمت عذبى ..."ياعمري وياتس عقبال مانفرح بتس قريب ..."
:
:
أبتسمت لها بالمثل تقنعها ..."لا ياروحي انا ماحسبت على الله الامل يرجع لحاتي وارجع امشي اقوم اتزوج على طول باقي اشياء كثير ما سويتها وبعدين معليش ...ماراح ارتبط الا بعد قصة حب ......"
:
:
:
لم تلاحظ خيبه وحزنا غطت محيا عذبى الجميل وهي تهمس لها ..."الله يرزقتس الزوج الصالح ...اهم من الحب ...الحب يجي بعد الزواج ...الحب اللي قبل الزواج يوجع و مامنه فايده .."
:
:
أخذت كادي نفسا عميقا وهي تشعر بدفء الشمس الذي بدأ يداعب وجنتيها ..."الحب اساسه الوجع..مافي حب يجي بالساهل لكن اعرفي انه لو حبك ربي كتبه لك بتجتمعون بيوم ....صدقيني ....القلوب تدل بعضها ..."
:
:
:
أبتسمت عذبى لحديث كادي الحالمي وهي ترتاح في جلستها للتأمل شحوب الاشجار وقد تغللته اشعة الشمس ..
:
:
:
:
::::::::
::::::::::::::::::::::::::::
لا تنساني ..اتذكر يوما قلت لي بعض الاحيان يضيع الحب ..
لكن احيانا يبقى و يكون مؤلما و جائرا و ظالما ...
و أن خذلتيني لا تنسي الحب ياصغيره وسأعود ..
لأن لا شخص مثلك ..
لأن لا وجع مثلك ..
لأن لا حب مثلك ..
"
"
"
"
"

الجزء الثامن عشر والنصف ...
:
:
:
:
:
:
"طبيبها ..."
:
:
تتقلبت في سريرها بأنزعاج ..نظرت الية نائما يعطيها ظهره ...
لقد كرهت نفسها اليوم قبل ان يكرهها أي احد ..
كيف بادرت بفعل كهذا .. أ لخوفها من ان ترى جاهده تعاني ماعانته قبلا من زوج جاهل قاسي ....من غربه ...من حاجه ...؟؟
:
:
لقد كانت شرسة وضنو هم بأنها تحاول ان تفرض سيطرتها ..
وهذه ام ثلاب لاتعرف من أين تأتي بها ..لقد كانت ودوا حكيمه ..ما ان عدت زوجة لأبنها حتى شنت علي حربا غير مفهومه ..من قبل دخول جاهده لهذا المنزل وهي تسمعني كلاما يمس مكانتي ..
فكان ردي عليها اليوم ...لكن حقا انا استمد قوتي من رجلي ..
وهو ماباله صامت لايتحدث ..لايناقشني ولا يتكلم وكأنه يؤجل كل شيء وكأن كل شيء لا يهمه ..
اتمنى لو امي هنا هذه اللحظه فأخذ بقولها وشورها ..
هذه العائله عدائيه وغيبه وتخرج أسواء ما بأحدهم ..
أحست بتجمع دموعها في عينيها وهي تتذكر موقفا ماضي بادرتها به أمه ..
لقد عاملتها بتعالي في مجلس قريباتها ..ولم تأبه لمكانة ابنها المتصله بها ..
عاملتها مره اخرى بنفس المنطق أمام أبناءه ...
ليت شما شرحت لي قبل ذهابها كيفية التواصل مع هذه العتيده ..
:
:
فأنا بت لا اعرف كيف تفكر وما تقصد ...ولا اعرف كيف اكسبها واتقرب لها انها منفرة للغايه وعتيده ..
وبتفكير صخري ولا يفسر ومنقرض منذ زمن ...
لقد كانت وديعه ايام حياة شما ..
وهذا من بجانبي اقسم انني لا افهمه اجد نفسي في دوامه اوسط هذه العائله ..
و أبنه الاخر .......لقد اخرجت فيه كل ما كنزته في صدري قهرا من مواقف جدته المتتاليه ..
لكن حقا انا حمقاء انفجر في وجه من لا اقصده ..كان يفترض بي ان اكسبه ...
كيف وانا لم اعرف بعد كيف اتواصل مع ابيه ...
احاول تذكر حوار كامل معه لا استطيع ...وامتلأ وجودي بأسئله فلا اجد منفذا الا جاهده و الصغيره اعتني بهم ....لقد اعتدت ان اعتني بأحدهم ..
:
:
في الطرف الاخر كان ذاك يغرق في تفكيره بأكبر ابناءه ..من حمله مقدمه من الشباب الى الرجوله ...لقد سعد حقا بعودته ...تى وان لم يتكلم لكنه يعرف ماينوي ..وقد كلفه مسبقا بعمل ما وكأنه قد رضي عنه ..ما يفعله جسار بأن يجاري امي وكل افكارها وماتنويه يحز في خاطري فعلا فجسار اكبر من كل هذا وانسان عاقل ومتعلم لكن حبه لأمي لا يدفعه للتفكير ..
و امي ...الى متى هذه القسوه ..سلطانه تضن انني لا اعرف كيف تعاملها امي لكنني اعرف كل مايحدث هنا ..
امي تضن بأن الحياة لن تسير الا بقسوتها وقد حرمتنا منذ مولدنا أي حنان منها فكان ابي الرجل احن منها ..
لقد كانت قاسيه و بلا مشاعر وحتى الان و كل هذا في ازدياد ..
في الواقع لم تمارس امومتها يوما ...لقد مارست تدريبا عسكريا علينا ضنا منها انها تخرج رجالا ..
:
:
سامحها الله و اعانني على برها الذي لا تراه شيئا ..
:
:
وكأنه يشعر بها ...انقلب يواجهها بمحياة ..كانت سارحه وقد التمعت عينيها متأثرة بأنعكاس الاضاءة الخافته على دموعها ...
هذه الانثى تعيش الكثير من الصراعات ..
وبالكاد هو يفهمها ...لقد هجر الاناث زمنا ومن ارتبط بهن قبلها لا يوازينها ابدا ..
انها تجذبه لغموضها وحزنها وتصرفاتها ..
تحاول دوما الترقيب منه ..لكنه حتى وان اراد ان يتفاعل معها الا انها تثير تساؤله دوما من وراء ما تنويه ..
وماهي الا جميلة فاتنه بماضي يجههله تثير تساؤل كبير في حياته ..
:
:
أبتسمت له وهي تتأمله حزينه ...."ثلاب انا غلطت اليوم صح ...انا كنت اتوقع اني احمي جاهده لكن غلطت على غيرها ....."
:
:
انتظرت رده تعقيبا لكنه سكت مطولا ....غصت وتلعثمت بحديثها ..."انا احاول افهمك الله يخليك ساعدني ...ثلاب انا لو ما بادرتك بهرجه طويله مالقيت منك كلمه ..تواصل معايا كلمني شاركني أي شيء ياثلاب والله تعبت وانا اتقرب منك وانت كذا ..."
:
:
انه بطبعه قليل الكلام ..وابنه جسار من بعده يشابهه ..يجهل كيفية التعبير وقد غرق منذ مراهقته في امور العمل و الشيخه ومواقفها والرجال الاشداء حوله ..
:
:
الحرب التي شنتها امه عليها امامه لن تؤثر به ..هو لا يعامل من حوله الا بمنظار عينه ..
لن يأخذ احدهم بحديث غيره ..وقد التمس لها كما التمس لغيرها الف عذرا ..
التصرفات التي يراها غيره باردة ماهي الا حكمة السنوات تجتمع داخله ..
صمتك في وجه من امامك سيخرج كل مايفكر فيه ..
كرمك لمن امامك سيملكك ولاءه ..
وهيبتك لن تكسبها ابدا بكثرة حديثك او تبريرك او اظهار مشاعرك ..
بل بعقلك و تفكيرك الذي سيقودك الى هذه الشخصيه الصلبة التي لن تسمح لأحدهم ابدا بفهمها ..
:
:
لكن يبدوا بأن كل هذا لا يرضي سلطانه ويصعب عليها كل شيء فهي تحتاج شريك لحياتها الوحيده يشاركها اكثر من حقوقه بها ..
:
:
راقب بوحها المحتار ..مد يده ليحتضن كفها ...أبتسمت بين دموعها وهي تقبل كفه ..
لا احد هنا يفهمها انها متعبه للغايه ...
هزت له رأسها بالنفي وهي تقترب لتدفن رأسها في حضنه ...هامسه ..."ولا يهمك ...الله يخليك ليا ..."
:
:
لا تفهمني يكفيني حضنك الأمن ..و الايام بيننا ..
:
:
::::
::::::::::::
تقلب في سريره بأنزعاج ..اليوم جلب ابنته لتنام معه ..فهي روحه التي يعيش بها ..
من شدة فرح ابيها بقدومها جهز لها غرفه طفوليه تليق بها ..
وقد اعتادت هذه الصغيره ان تنام وحيده وقد سعدت جدا بها ..
لكنه اليوم مشتاق اليها للغايه ..
مؤخرا حالته بدأت تزداد و باتت تصعب عليه عمله ..
لقد ورثه عن امه ..
شدد على اغماض جفنية بتعب وقد أحس بأن نبض قلبه يزعجه في منطقة ألمه ..
لازال يحتضن انامل صغيرته في كفه ..
تركها خوفا من ان يزجها وهو ينقلب للطرف الأخر من السرير ...
شد عرق ما في رقبته فأرتجفت كتفيه لألمه ...
لقد شخص بأصابته بالشقيقه منذ سنتان لكن هذه الالأم اعتادها من قبل التشخيص ..
أحس بأبنته تستند على كتفه فضولا لترى ان كان مستيقضا التفتت اليها مبتسما وهو يقبلها ..
خرج من السرير وحملها بين يديه ..
فتح باب الغرفه بهدوء لا يعلم لماذا اطال النظر لباب الصالة في اخر الطابق ..
مكان اخر مواجهه مع تلك التي باتت في وجوده تلازمه ..
الانثى الذي لا يفسرها ..
:
:
نزل السلم وهو يداعب ابنته محاولا تجاهل ألمه ..
أتجه الى مكان جدته المعهود كانت تجلس في هدوء كعادتها بكل ملامحها الصارمه وقد مرت سنوات العمر من جانبها ولم تترك الاثر الكبير على ملامحها انها امرأه قويه و بصحه جيده و بأس شديد..
أبتسم لها وهو يقترب منها رفعت احد حاجبيها مستهجه وهي تشير بنظراتها لأبنته على كتفه ..."لا تعودا على الدلال تضيع ..."
:
:
أبتسم وهو يقبل خدها بحنان ابوته المبتدئه .."ليه ياجدتي الله يخليني له ولا تحتاج لغيري ..."
:
:
لم تهتم لحديثه وهي تشيح نظرها متجاهله ابنته ..."أممم ..أقول اللم اتسمى اللي ضافه ثلاب بيننا وحاط مقاما بمقامنا هالغريبه ...لا وبيعيطا مهر بعد ...هاذي حق ذبح هي و اوبوا وعشيرتو موب مهر...ابوك ما عاد بوه عقل ...والنسره اللي معرس عليا ...سواد وجهتس ياشما هالقشرا اللي ما ينعرف اولا من تاليا ...."
:
:
أنزعج وهو يترحم على زوجة ابيه الراحله ...
بالفعل سلطانه اليوم لم تكن ضعيفه ابدا وهذا يزعج جدته ...
بل يزعجها أي شيء لا يخضع لسيطرتها ..
بينما ابيه سيعجبه أي شيء لا يخضع لسيطرة امه التي لا يؤيد افكارها ابدا ..
لا ينكر ابيه بارا بها للغايه لكنها تؤذيه بتصرفاتها القاسيه جدا ..
وكل رجلا مهما بلغ فقير الى امه دوما ..
وان كان هو لا تعجبه سلطانه ابدا الا انثى قويه مثلها ماهي الا كمال لرجل كأبيه ..
قد يراها البعض وقح هوا اولهم هو ..لكن لاينفع لأيقاض صخر كجدته الا قويه ومجابهه كالجديده ..
من تجرأ يوما حتى وتكلم بما قالته امامه ؟؟..وما قالته ماهو الا واقعه الذي يؤرقه ..
سألته جدته مستفسره بشيء من تشفي ..."وش زينت مع العله اللي جينا ..."
:
:
أنزعج وهو يراقبها تنهر ابنته للأبتعاد عما تلهو به ..."مافضيت لى ياجدتي ..."
:
:
ألتفتت اليه حنقه ...نهرته بلا احترام ......"وش مافضيت لى ..هاذي ابيك تذلا وتكسر راسا بعد ..لاتخليني اندم على يوم ربيتك بوه ..."
:
:
لطالما منت عليه بتربيتها له ..أعقبت تنهي الموضوع ..."يوم فزع ابوك زوجك اللي تولد لنا بنيه ...بيض وجه جدتك وخلي هاللي ماينقال اسمه تخلف لك رجال ...ان جابت لك بنيه هي وبنيته خدامتين بذا المكان "
:
:
همس بما يكتنز صدره ..."ياجدتي نقاصتس خدم .."أكمل حنقا ..."وشيوخ من غره ياجدتي كيف ؟؟..."
:
:
نهرته مقاطعه.."خوال جدك امهم غره ...لك بالرجال مالك بأمهم .."
:
:
أعقبت تشحنه كعادتها ....."تراضاها ياجسار لأسم جدك ولي ينقتولن عيالنا من غريب ونسكت ...لا ياوليدي ...ان ماقدرنا علية من سواد وجه ابوك نقدر على قلبوه ..ونحرقوا على بنته وعلى ضناها تسمع ...."
:
:
:
هذه المره كان عقله حصينا ضد ترهاتها ..سكت وهو يحمل أبنته ينوي الخروج من المكان لكنها اوقفته ...."تذكر من هي وكيف جبتا يمنا ...وبتقنع منا ...هاذي غره لا اسم و لا مكانه جاريه تحت رجلك ...وبكرا بزوجك شيخه تكسر راسها وراس الحيه اللي لافتن حول ابوك ..."
:
:
:
كانت لاتهمها سلطانه ابدا وقد ارتئتها عمل انساني لابنها كما فعل دوما ..
وكما ان جمالها شفع لها ..ممتلك مميز وثمين أخر يحضى به ابنها ...
لكن بعدما رأتها تثبت وجودها وكل هذه الشخصيه الحصينه ..
وبوادر تعلق ابنها بها هدد سيطرتها القديمه ..
فذلتها كثير كلما اجتمعت بأهلها وشاركتهم تلك الاجتماع ..
كانت تسكت وكأن الامر لا يهمها ..
ولكن انتقامها كان اكبر اليوم ..
مالا تعرفه بأن سلطانه لم تتنتقم وقد تحملت اسوأ من اهناتها كل ما كانت تريده هو حياه افضل لجاهده ..
وخوفا على اسم ثلاب من ان تذكر هذه بأن تحت سقفه غره فيشك احمع الخلق بتفانيه وطيب معدنه ...
:
:
بينما رأت العجوز العفو ذله و نقصا في ابنها ..الذي عظمت مكانته ونيته فأختار أشد انواع الانتقام وهو العفو ..
فأختار الأخره ..لأبيه وامه ..
وكما نعرف اجمع ان عفا واحدا فقط من أهل القتيل سقط حكم القصاص ...
فعفا هو بغية استمرار الحياه وقد كانت هذه نية ابيه منذ زمن ..
ولا يستطيع ان ينقص من شأنه امام ابناء عمته الذين عفوا بدورهم ..
وقد سعى منذ زمن للصلح بين قبيلته لحقن الدماء ماهو موقفه وهو يطلب قصاصا ..
ليت امه تفهم كل هذا ..
وهي من ترى مافعله ضعفا و استسلاما ..
:
:
:
جلس امام شاشة التلفاز التي كانت تبث مشهدا مباشرا للطواف حول الكعبه ..
وهو يراقب ابنته تلهو بهاتفه في حجره..
اليوم فقط رأى كيف جدته تعامل صغيرته ..وكأنها عار او خطأ ..
وهذه الجاهده التي يضغط ابيه وجدته عليه لأجلها ليته لم يجلبها ..
كيف سيكون مظهره امام ابيه وجدته ان اعادها لا لن يعيدها ابدا ......سيرضي جدته مهما كان لقد ربته سنوات ليرد لها الجميل ..
:
:
:::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::
صباح اول يوم للعلاج الفيزيائي هو اليوم انها تشعر بأرتجاف السعاده بين جنبات قلبها اليوم ستقف مره أخرى ...
:
:
دلتها الممرضه على الطريق وهي تسحب عجلات كرسيها المريح عكس القديم الذي لازمها لسنوات ...
مرت من قسم العظام والمفاصل المسؤول عنها كانو يقيمون حفله خفيفه بكيكه صغيره بيضاء وكاسات العصير الملونه والاطباق الورقيه ..
والزينه المتواضعه ..
أبتسمت لمنظرهم السعيد المستعجل للأنصراف الى اعمالهم ...
تتمنى ان يكون يوما لديها كل هذا الشغف الجميل ..
:
:
أبتسمت الممرضه لها وهي تفتح الباب ..."توداي دكتور جاي از ا بريف كانسر فايتر اند ذا كيمو ووز قون فور ايفر اند هي ويل بي اوكي ...توداي ذا فيرست دأي فور هم انتو ذا هاسبيتل افتر تو ييرز بريك ...هي از قوود مان اند قارد لوف هيم .."
=اليوم الدكتور جاي محارب شجاع للسرطان و جلسات الكيمو انتهت للابد وسيكون جيدا اليوم اول يوم له دوام بعد سنتان كأجازة انه رجل جيد والرب يحبه ...
:
:
:
أبتسمت بسعاده داخليه لنجاح رجل على صراع ست سنوات للسرطان اذا ستنجح هي في كل هذا الذي تمر به ويعتبر بسيطا للغايه فيما يمر فيه ذاك ...
:
:
:
دلفت الى داخل الصاله البيضاء الواسعه ..
المليئه بسندات ومساعدات للعلاج الفيزياء لم تفهم كيف يعمل معضمها ...
:
:
دخلت جاملا بعدها مبتسمه أرتاحت لوجودها بجانبها ...
:
:
كانت هناك ممرضتان في المكان حولها ...تقدمتا لتساعدانها عن على الوقوف تخوفت في الاول ..
الا انها ساعدتهن ...أمرتها احداهن ان تضع يديها حول المقبضين الطويله البارد التي اوقفنها بينهما ...
:
:
أحست بنفسها تسقط عندما تركنها الا ان عاد اخرى واسندتها ...
فتح باب الغرفه الصالة فجلب معه برودة الممر ..
دخل أحدهم كان يضع كمامه يغطي بها انفه وشفتيه ..
وقد غرقت عيينها المشعه املا بهالات جائره حولها ...
رغم نحوله الملاحظ الا انه طويل وضخم للغايه ..
شعره يكاد يكون ابيضا بالكامل الا من خصلات سوداء عشوائيه ...
:
:
كان يستند على عصا في يده اليسار معتمدا عليها في مشيه ..
كادت ان تغص برائحته عند اقترابه منها اتباع انواع العوده هذه هنا ...
وقف فسد الضوء والهواء عنها ..
سكت للحظه متأملها ..نظر الى الملف التي ناولته اياه الممرضه ...
نطق بلكنه انجليزيه وليست كنديه ..."اوكي بيوتي ليدي ...ام يو دوكتور ناو ...از يو سي أي هاف بروبلوم ان ماي ليق ..بيكوز ذا كانسه ..اي هاف ايرون ذيه ..."
:
=حسنا ايتها الاسه الجميله انا طبيبك الان كما ترين لدي مشكله في ساقي بسبب السرطان املك حديدا فيها .."
:
:
هزت رأسها له بالايجاب وهي تزيح نظرها عنها حمدت ربها ان حجابها مشدود جيدا ولن ينسلق في أي لحظه فيديها مشغوله والقه الغريب بالقرب منها لايبدو أنجليزيا ابدا ..
:
:
نظر الى الملف في يده لمح اسمها فقط لم يدقق في جنسيتها فهيئة لباسها تبدو كعنديه لكن ملامحها لا تحمل الكثير من هذه الجنسيه ..
نطق اسمها بدون أن يسأل كبقية الاطباء كيف ينطق ...."أوكي مس كادي ...ناو أي ونت يو تو يوز يوه ليق ..موفت ليتل بيت فوه مي ...ترست مي يو كان دو ذات ..."
:
:
=حسنا انسه كادي الان اريدك ان تستخدمي ساقيك حركيها قليلا لاجلي ...ثقي بي تستطعين فعل هذا ....
:
:
فعلت مايأمرها لولا انها فقدت توازنها ...فجر كفها ليسندها واقفه ..
سحبت كفها من يده بسرعه ..
لأول مره يلمسها رجلا حتى وان ضن هوا بأن كل هذا عمل تضنه هي تعدي على خصوصيتها ..
فهم نفورها لأنها مسلمه ولم يكن يقصد هذا ...
أبتعد عنها خطوات وهو يجلس على الكرسي بصعوبه مادا رجله اليسار سند عصاته على الجدار وهو يوجه ممرضتيه للعمل ..ولم يأتي الاخصائي بعد ..
عشرة دقاقئق كانت صعبه عليها وهي تشعر بكل ثقل في جسدها يجتمع في ساقيها الضعيفه ..
:
:
:
وقف بصعوبه وهو يعلن انتهاء الجلسه ...."فور ناو ذاتس انف ...تمورو ذا بيق داي ..."
:
:
=الى الان هذا يكفي غدا اليوم الاهم ..
:
:
سمح لنفسه على غير عادته تأمل هذه الغريبه ...سألها بعمليه ..."أر يو انديان ...؟؟"
=هل انتي هنديه ؟؟
:
:
تغضب دوما من هذا الحكم ...هزت رأسها بالنفي ..."نو أي أم ساودي ..."
= لا انا سعوديه ..
:
:
أزاح كمامته وهو يبتسم ....ارتجف قلبها لكامل ملامحه ..تشعر بأنها تعرفه من مكان ما ...
:
:
:
:
:
:
وبلكنه اسكرتها ..."من اليوم انا طبيبتس
:
:
:
:
:
:
كايد جوهر اليوسف ...."
:
:
:
قالها وهو يرتكز على عصائته متجها الى الباب خرج فترك لها الغياب وكف مشتعل من قربه ..
وقد ايقنت لكنته الشماليه عن ظهر قلب فهي لكنة جدتها ...
:
:
:
أيعقل بأن يكون هو ذاك ..
:
:
:
الماضي يعود في الوقت الغير مرحب فيه بعودته ..
عليك فقط ان لا تنجرف معه ..
الماضي حزين مهما حدث فيه لأنك لم تعد نفس الشخص ..
:
:
:
:
:


الساعة الآن 05:16 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.