شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   قسم ارشيف الروايات المنقولة (https://www.rewity.com/forum/f490/)
-   -   العشق أنفى للعشق / للكاتبة ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ إعادة تنزيل بعد التنقيح من قبل الكاتبة (https://www.rewity.com/forum/t409186.html)

لامارا 11-04-18 11:07 PM

العشق أنفى للعشق / للكاتبة ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ إعادة تنزيل بعد التنقيح من قبل الكاتبة
 


https://upload.rewity.com/upfiles/RZx88645.png

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


يقول أبو طيب المتنبي


لِعَينَيكِ ما يَلقى الفُؤادُ وَما لَقي "
" وَلِلحُبِّ مالَم يَبقَ مِنّي وَما بَقي
وَما كُنتُ مِمَّن يَدخُلُ العِشقُ قَلبَهُ "
" وَلَكِنَّ مَن يُبصِر جُفونَكِ يَعشَقِ
وَبَينَ الرِضا وَالسُخطِ وَالقُربِ وَالنَوى "
" مَجالٌ لِدَمعِ المُقلَةِ المُتَرَقرِقِ
وَأَحلى الهَوى ما شَكَّ في الوَصلِ رَبُّهُ "
" وَفي الهَجرِ فَهوَ الدَهرَ يُرجو وَيُتَّقي


https://upload.rewity.com/upfiles/QBy09927.gif


فماذا تقول كاتبتنا الغالية ؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛ أو مشاعل الحربي عن العشق في روايتها الجديدة


العشق أنفى للعشق..

https://upload.rewity.com/uploads/153405623020851.png

ملاحظة الكاتبة مشاعل
هي نفسها كاتبة رواية

لمحت سهيل في عرض الجنوب وهذا رابطها


https://www.rewity.com/vb/t193054.html

ورواية هن لباس لكم وهذا رابطها


https://www.rewity.com/forum/t215509.html

قراءة ممتعة للجميع



لامارا 11-04-18 11:13 PM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالكم إن شاء الله دائما بخير ؟

بحمد الله وفضلة أدرجت اليوم الكاتبة رسالة عبر برنامج سناب شات

تذكر فيها التالي:

عزيزاتي المتابعات بعد غياب طالت مدته

أجزاء منقحة وجديدة من 1 إلى 23 من روايتكم

العشق انفى للعشق

معدله من الجزء 1 حتى 22
:
:
تجدونها هنا ..

لامارا 12-04-18 12:34 AM

عشق أنفى للعشق..
..
..
بسم الله الرحمن الرحيم ..
..
..
الجزء الأول ..
:
:
:
أعجب من مريدك وهو يدري بأنك في الورى أم العجاب ..
ولولا أن لي معنى جميلا لبعت المكث فيها بالذهاب..
...................
.........
أغلقت حاسبها المكتبي أمامها ..مدت يدها لترتب الملفات التي تركتها لصديق مهنتها الذي سيتناول دوره الأن ..
إلا ان وقف عجوز وطفله خلف جهتها من النضد ..
راقبت الصغيره تسعل ..
همست له بود ..
"تعال ع الشباك الثاني ياعم "
رغم انها انهت دورها اللذي أستلمته منذ الساعه السابعه صباحا للتو إلا أن مرؤتها تهزم تعبها ...
فتحت باب يؤدي للجزء الأخر من المكان وقفت على شباك صديقها وهي تدخل بيانات العجوز في حاسبه وتناوله الفتوره ..
راقبته يصعد السلم متجاهلا المصعد ..
دخل ذاك مكانه المخصص ..
بعمليتها اللتي أعتادها .."ادخلت بيانات مريض توي ..اتمنى ما تتأخر بعد كذا ..."
راقباها بلا مباله وهو يضع هاتفه بالشاحن عادت مره اخرى ووضعت ملفات على مكتبه ..
تجاهلت نظره الاستفهام في عينيه وهي تعدل حقيبتها على كتفيها ...
..
..
جلست على مقاعد الانتظار الخارجيه بتعب ..وهي تنتظر سائقها اللذي سينقلها للجانب الاخر من المدينه الجانب الفقير ..
الجانب الحقيقي والحسي أكثر من أي شيء..
..
..
رن هاتفها المتواضع ..
ردت بأبتسامه تعيد ترتيب ملامح وجهها تحت حجابها الساتر .."هلا ياروحي ..."
ردت تلك بتوتر .."عمه هذا زوجك جاء اليوم ..وجلس يهزء ويهاوش عند الباب بس فجأه صوته اختفى ...خايفه مرا "
..
تنهدت بحزن على عجزهن .."لاتخافين هو اكيد شاف واحد من الجيران اليوم ملكه بنت ابو عبد الله يعني العماره مليااانه وخاف وانقلع .."
استشعرت من رد صغيرتها الحزن ...
..
..
طمئنتها بأن حضورها قريب ..واغلقت السماعه والغضب يعتريها لابد من حل ماللذي يحدث ..هل تهاتف خالها ..لا لن يهتم ابدا لديه مايشغله حقا ...
هل تهاتفه هو ...لا بل سيزيد اصراره وسيترصدها بالخطر..
هل تكذب عليه لا كيف وهو اللذي يصم اخبارها ..
لماذا عاد بعد كل هذه السنوات مالذي يخبيه في جعبته خبثا ...
الله يستر ..
......................
..........
راقبت سائقها من جنسيه عربيه في سيارته المتواضعه ينتظرها بملل ركبت بعد ان القت السلام ...
تذكرت وجود ابنه اخيها الصغيره في البيت وحيده ...متألمه.. يعلم الله ما اعانيه كي اتركها كل يوم هكذا ..
أنا اعلم انقطاعها الاجتماعي يؤلمها ...والله ليس بيدي حيله في توفير نطاق اجتماعي كيف وانا المنبوذه في المبنى الحقير هذا ...
تتذكر تهديد قاطنيه لها بألم ....وخيبه وخذلان ...من جيران ابيها القدماء ...
تذكرت تهديد زوجه المالك ..."شوفي ياروحي حنا عارفين مستواك وحاجتك وصعوبه انك تلقين لك سكن جديد لكن ...هذا مايمنع انك تلفين حول رجالنا ..هم خلقه منجنين فيك ...عشان كذا نبيك تجلسين هنا بشروطنا حنا ....عزايمنا ولا تطبينها مناسباتنا ولا نشوفك ...خرجه دخله بعد الساعه 9 مافي ...اتوقع ذا كرم منا ..."
اتذكر صدمتي كما انني اعيش فيها الأن .."هاذي خصوصياتي واتوقع كلكم تعرفون تربيتي وانه لايمكن اضر نفسي او احد منكم ..."
ردت زوجه الجار الأخر ...بترفع ..."هيه تراكي مطلقه .....لا تسوين علينا دور احسن وحده ..."
لامحاله انني منذ سمعت اخر كلماتها شعرت بصفعه على وجههي ..."لكن انتم من جنسي تفهموني ...تفهمون ضيم الرجال ..."
راقبت التعالي والنبذ في محيا كل واحده منهم ....ماللذي سأقوله لهن ...يبدوا انهن متيقنات بأنهن في الجانب الصحيح من المعادله ...
و أنا ...انا معادله خاطئه بأكملها حقا لا اعرف ماللذي يحدث وكيف اثبت نفسي والرياح دائمه الهبوب ..العجز يقيد حريتي ..يقيد عطائي ومكانتي ...
..
..
بـت أشعر مؤخرا ان لا فرجا قريب ابدا ...
احتاج ان لا اعود للمنزل الا ان كادي هناك وحدها ..وانا خير العالمين بما يمارسها من وحده وألم ...
..
همست مقترحه لسائقي .."عم محمد تقدر توديني الحرم عشان الحق صلاة العشاء لكن اول امر البيت اخذ بنت اخوي.."
هز رأسه بالأيجاب ..تكللت اساريري بفرح ..تناسيت تعبي لأخفف على تلك الصغيره ,,
..
..
أنهت للتو أستحمامها ..تمرست على وحدتها منذ سنتين ...سارت معتمده على نفسها أكثر لا تحتاج الى مساعده في كل حركه ..
..
..
أعتدلت على كرسيها المتحرك ..اللذي لازمها كقدميها ..
عدلت من وضعيه رجليها و اسدلت ثوبها الشتوي فوقيهما ..
انحنت ب ظهرها تلبس جوربيها ...
حركت كرسيها وواجهت المرأه .. وهي تجفف شعرها بمنشفتها القديمه ..
..
..
دفعت كرسيها بتمرس متجهه لخزانتها الصغيره تخرج كتابا ..
الا انها سمعت صوت اغلاق الباب ...
أبتسمت متوجهه اليه ...قابلتها في منتصف الطريق ...
مبتسمه ..."هيا بسرعه البسي عباتك بنروح الحرم ...ثم نقضي للبيت خبرك اليوم 26 .....الراتب وصل امس .."
راقبت تهلل وجه جميلتها ..وهي تشكرها متحمسه متوجهه لغرفتها تحضر عبائتها ..
جلست على كنب الصاله تراقب تحركاتها ...يالله ..مايؤلمني هو ازدياد جمالها يوما بعد يوم ..وذبول رجليها ...
..
الخارج ...علاجها في الخارج ,,كيف وانا اللتي لاتحمل مؤونه السفر لجده ..اذهب بها للخارج ...اربع عمليات وعلاج فيزيائي يفصلها عن حلمها ..كيف ..؟؟ كيف اوفر لها حلمها كيف ..
..
..
من حسن الحظ بأنهن يقطن في الدور الاول ..معاناه حيث توصلها للسياره ..نزل العم محمد وحمل الكرسي المتحرك ووضعه في خلفيه السياره ...
..
..
اخر خروج كان لها منذ 3 أشهر عندما فتحت تقويم اسنانها اللذي عانت الا ان اتتها منحه حكوميه لأصلاحها ..
..
تعشق الحرم ..روحها معلقه فيه...او الخيار الاسهل لانها من سكان طيبه ...لطالما كان وقود ارواحهم الحرم....
ساعدها كل من عمتها والسائق للنزول ..راقبت الجموع تتجه للساحه القريبه ...
التفتت لعمتها تتفق مع السائق على العوده ..
وقفت خلفها تدفع كرسيها للأمام ..رفعت رأسها تراقب المباني الشاهقه ..
والهدوء في الاعلى عكس الصخب حولها واختلاط اللهجات ...
..
نعم الهدوء فضيله ..
الصمت فضيله ..
العقل فضيله ..
الا ان الوحده ليست بفضيله ابدا ....
..
تقدر جهود عمتها سلطانه في رعايتها نفسيا الا ان للتعب والاجهاد دور ..
فهي تستيقظ الظهر ..وتعيش وحدتها حتى المغرب تأتي عمتها يتسامرن قليلا لتجد طاقة عمتها بدأت تخفت عند الساعه الـ11 مساء ..فتمارس وحدتها مجددا ...
..
..
توقفت عمتها اخيرا في مكانا مناسب ما أن جلست بجانبها حتى نادى المؤذن للصلاه ..
همست لها عمتها بود .."بروح اجيب مويه زمزم واجي .."
هزت رأسها بتفهم ..
كبرت لتصلي ركعتيها ...
..........
....
كانت ترفع عربه ابنه اخيها فوق عتبه الباب ...لولا ان اتاها اتصالا تجاهلته ...
التفتت للأكياس خلفها تدخلها البيت ..
اغلقت باب الشقه القديم ..
..
..
رتبت الاغراض بمساعدة كادي المتواضعه التي لن ترفضها خوفا على مشاعرها ..
..
..
توجهت لغرفتها تخرج ملابسها من الخزانه...رفعت من صوتها .."كادي انا بدخل اتحمم حطي جوالي بالشاحن شكله طفي .."
سمعت رد تلك البعيد ب"ان شاء الله .."
دخلت ووزنت المياه دخلت تحت سيرها الهادر ..
أبعدت خصلات شعرها السوداء للخلف ...
الا ان المياه اعادتها الى مكانها مصره ..
اغمضت عينيها وقادها التفكير ...
مثلها لا يغمض عينيه دون سطوة الماضي ..وجبروته ..
..
..
يقول العرب ضاقتفلما استحكمتحلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج...لا ...حقا أي فرج..وانا منذ عرفتها وهي تضيق تضيق حتى قيدت تنفسي..حتى بت لا استطيع استرجاع هواء اطلقته في زفره ..
..
..
حتى الاماني تحطمت والاحلام احتضرت ..حتى الروح سلبت ..حتى الجسد اغتصب ..
..
من اين أبدأ..وفاة ابي ..لا وفاة امي ..بل وفاه ابو كادي اخي الوحيد عبد الرحمن ..ولا شلل كادي اللذي يقيدها منذ 6 سنوات ..
بل زواجي طفله في الـ17 وطلاقي منذ 4 سنوات ...وهاهو يعود مجددا ...مالذي يريده انا احرم عليه حتى انني لم اتزوج غيره كي اعود له ..كيف يفكر ..لابد ان نفسه الخبيثه تحرضه على منكر..
..
أم كادي ..همي الوحيد وألمي الأكبر الزهره الميته في صحراء مجدودبه ..
الحطام ..الوحده..الاحتياج ..وغربه الروح ...
عودتها من مكه بعد وفاة امها ثم ما أن استقرت لأشهر حتى توفي ابيها وفقدت هبتها في المشي ..
وبدأت في فقد هبات روحها تدريجيا ..
..
وكأن الدنيا تقول لا يكفيك ياصغيره سأحطمك ...ثم احرقك ..ثم سأنثر رمادك على الشوك ...
..
..
مايؤلم اكثر بأن جمالها يزداد مؤخرا ..وفتنتها تضاعفت ...لانها تصافت مع روحها اخيرا ..
بياض بشرتها ازداد نقاوه ..وخصرها ازداد نحتا ..شعرها الفاتح ازداد طولا ..شفتيها الممتله تغازلها الابتسامه كلما فتحت احد كتبها ..وجنتيها النافره كستها الحمره ..عينها الوساعه الممتده للأعلى برموش طويله ..بريقها اصبح كبريق قلب عاشق..حاجبيها المقوسان لم يقتربا الما او جزعا من بعضيهما مؤخرا ..
..
..
لان القناعه تلبستها و تجسدتها ....
..
..
أنهت حمامها الدافي ..
توجهت للمرأه وازاحت أثار البخار عنها ...
ترأى لها وجهها ..
ان سرقت كادي حسن عذروات مكه ..فقد طغت هذه وتسلطنت على كل حسن شمال امها وغرب ابيها ...
بدويه صافيه لا يشوبها من حسن الحضاره المدعي شيئا ..
..
زهره بريه حره...ظبي شمالي ..وروح ورد غربي ..
.
.
قطر الندى على ورق الصحاري يغازل قسوتها برقته ..
..
..
بدويه ..بدويه حتى الصميم ..هذا مافتن زوجها القديم فيها ..وعلق قلب ابيها بها ...
..
..
طولها فتن عاملين المشفى وزائريه من ورثه ادم ..رغم حجابها الكامل ..
..
لها عينان تبرز من نقابها في رمشها معلقه عشق ..
وفي جفنها شروق الغزل ...
..
تأسر حتى لا يرى الناظر غيرها ..
..
يتمعنها فينقاد لصحراءها الأم مجبرا ...
..
..
بياض ظاهر كفها ..
كم من ادم تماسك ألا يمد يديه فتنه و خبثا ليلمسه مخطئا ...
..
.
مما دفعها للحجاب الكامل الذي لا يصرح الا بطولها ..
..
..
لتبعد المتطفلين عن جسدها ..
وتحفظه لها لا غير ..
..
..
................................
خرجت من دوره المياه تلف شعرها الذي يلتقي ببدايه ردفيها
..
وقد التصقت بجامتها الشتويه بأنحنائتها دون قصد...
..
..
يبدو بأنها اطالت حمامها ..
تسللت لمسامعها اصوات الطرب من الدور الرابع فرحا بأبنه الجار ..
مسكينه ستنقاد عما قرب كبهمه ..لله در العزوبيه ....
.
.
26 ربيعا قضت منها خمس سنوات تحت كنف احدهم تعلمها ان الرجال هوامش ...
..
..
مرت بغرفه كادي لتجدها تتوسد سريرها بتعب ..تقدمت منها ..
جلست عند رجليها ..ودلكتها لها بهدوء ...غطتها جيدا بغيه الاحتماء من شتاء محرم الجائر ...
..
..
واطفأت المصباح ..
..
توجهت لغرفتها ..
جففت شعرها الثقيل وجدلته بأنسياب ...
أطفأت الأناره وجلست على سريرها ..تستعد للنوم وترتب غطائها فوقها تلقفت هاتفها من فوق الكمدينو ..و ما زال متصلا بالكهرباء فتحته منتظره افتتاحه نوكبا الكئيبه.... لتجد 5 اتصلات ملحه من رقم تجهله ...
..
أستغربت وتجاهلته ...ضبطت منبهها ...على صلاه الفجر ...ودخلت تحت غطائها مستكنه ....
..
..
بعد مرور نصف ساعه من نوم هادئ ...
صدحت نغمتها تزيح النوم ليحل محله الرعب ....
..
..
وكرده فعل عاصفه ردت مسرعه ...
..
..
ليفاجئها احدهم بلهجه هجرتها منذ سنوات بعيده ...منذ 12 سنه ..
..
..
لعـل قصـر مـا يجيه اظلالـى...........ينهـد مـن عالـى مبانيـه للسـاس
لى صار ما هـو مدهـل للرجالـى.........وملجأ لمن هو يشكى الضيم والبـاس
بحسناك يا منشى حقـوق الخيالـى...يا خالـق اجنـاس ومفنـى اجنـاس
...
...

لامارا 12-04-18 12:39 AM

الجزء الثاني ..
..
..
بعيدا هناك في ديار النخيل ..في مهبط الكرم ..
في غنى البداوه ..و الأصل ...في عطاء الرجال ..في ترف الفضائل والقيم ...في رائحه العود ..في فتنه رائحه قهوتها ...وعبق هيلها ..
..
..
في شمال موطني ..
..
..
في سكاكا – الجوف .....
..
..
في بيت على طرف سكاكا ...
الا انه الاكثر تميزا بها ...
اميالا من النخيل ...يطرفها بيتا عملاقا اصطبلات خيول عربيه..غرف صقور شامخه..
وكراجات بسيارت صحراويه ...
وخيمه بدويه كبيره تكاد تعادل البيت في كبرها ...وفخامه اللون البدوي يكللها بكرم اهلها ...
..
في اقصى شمالها كان يجلس امام المشب العملاق ...
..
..
مفكرا ...سارحا ...
بثوبه الشتوي الغامق ...
يشتد على منكبيه بوقار فاتن ...
وميله عقاله ..التي تميز كل شمالي مهما اغترب ..وعن ارضه ارتحل ...
..
..
لون عينيه الاسود الهادر وحدتها كعيني صقر ..
وعوارضه الرماديه ..
ليس بذاك الجميل الفاتن ..
ولا بالدميم القبيح تربع على عرش الرجوله ملكا ...
..
..
راقب سقوط قطع جمر ...من حطب الغضا امامه ...
..
..
تذكر خليلته وهي ممده على سريره تنتظر منه امل ...
لفته صوتا عند باب الخيمه ..الا انه كانت قطعه جليد من تكونات البارح سقطت من فوقه ...
..
..
شما ...شما ..ليست الحب ..شما ليست الغرام ..لم افكر بها يوما على انها حبيبه او عشيقه ...
الا انها حلم رجال منطقته ..لم تكن بذاك الجمال الهادر ..الا ان لها عقلا وقلبا يوازي اشد رجال قبيلته حنكه ..
يستشيرها في ادنى واعظم ...امور قبيلته ..التي يتزعم ...
..
..
شما ابنه الحجاز ..المسالمه ..
اللتي تزوجها رجل يصغرها بـ 8 سنوات فقط بدافع مرؤته ..
..
أتجاه ابيها وهو من معارف ابيه القدماء ..
..
كان يهمشها وهو منشغل مع زوجته الاخرى وابنائها وقبيلته وامورها ..
ألا أنها شيئا فشيء سبرته الى اغوارها ..
وعلقته بحمكتها ..
طوال 14 سنه زواج كانت له المستشاره والمرجع ..
..
..
حتى طلب ام أبناءه الطلاق منه لم يهزه ..
حتى ان علاقته القويه بأبنائه يعود ريعها ..الى شما التي شارت عليه باطلاق سراحهم ومرافقه امهم للقريات عندها سيعودون اليه وقد ازدادت محبته في قلبهم ..
..
..
شما التي تمنى لو كانت اخته كي ينتخي بها ..
..
..
لطالما رددها في قلبه لانها بالفعل اخته كان يردد في شدة استحكام اموره ..."وانا اخو شما .."
...
..
فتكون الكلمه مفتاحه نحو الخلاص...
..
..
..................................................
تحامل على همه واتجه الى بيته ..
..
..
كان خاليا من وجود امه وابناءه ..
فقد البيت صوته بعد مرضها ..
تذكر تشخيصها قبل 4 أشهر سرطان الدم في مرحله متقدمه جدا ..
مازال الموت مبكرا ..لايليق بها فهي في الـ52 الأن ..
...
..
فتح باب غرفتها وجدها مازالت مستيقضه ..
قبل رأسها ..
لمست وجنته بتعب ..
..
..
تفادى نظرات التساؤل بعينيها ..
سكت لبرهه ..
..
..
نطق بشماليته المميزه
"تروه ماترد من شين ..ان شاء الله مابوه الا العافيه..وشوله تخافين"
..
..
تنهدت بحزن "انا خايفه اموت ياثلاب انا ماشفتهم ...ابي استسمح منهم .."
..
..
اخذ نفسا يطمئنها .." ادري انتس متشفيتن على شوفتهن أبراعيهن لتس هالبنيوات واجيبهن في حضنتس ياملا العافيه ..."
..
..
أبتسمت له .."حدي بهن ف عزاء عبد الرحمن هن طيبات هن اكلات هن شاربات هي الدنيا ضامتهن ولا بعدها مرتحمتن فيهن ....والله اني مقصرة بهن.."
..
..
حضن كفيها وبوعد رجل .."ان ماجبتهن لتس باكر يانور المكان ...وجاري مايلع به ضو..."=كنايه عن اعتزاله الكرم ..
..
..
لم ترد عليه لان الما غزى جسدها ..تألم حتى قارب الفناء لحالها ..
تركها ..وخرج رغم تأخر الوقت إلا انه اعاد الاتصال مره اخرى ...
....
...
..
..
..
بعد مرور نصف ساعه من نوم هادئ ...
صدحت نغمتها تزيح النوم ليحل محله الرعب ....
..
..
وكرده فعل عاصفه ردت مسرعه ...
..
..
ليفاجئا احدهم بلهجه هجرتها منذ سنوات بعيده ...منذ 12 سنه ...
...............................
منذ وفاة امها لم تستمع لاحدهم يتحدث بها ...
..
صوت رجولي فخم أبتدأ .."سلام عليتس ....عسى ما ازعجانتس بتلا هاليلوله ...؟؟"
..
..
بصوتها النعس ...وبكسل .."أهااا...........مين معاي .؟؟"
..
..
استشعر النوم في صوتها فخجل ..
"معاتس ثلاب ...رجل اختس شما ..."
..
..
اعصار ذكريات غزا رأسها ..شما ..أختي لأبي الغائبه البعيده ....التي تزوجت شيخ قبيله امي ..ياه كدت انساها في محنتي ..بل انها غريبه علي حتى عزاء عبد الرحمن لبثته معي كغريبه ..كيف وهي تنبذ كل صله بنا ...حتى كادي لاتعرف من هي او كيف شكلها ..فقط تسمع بأنها عندي ... حتى مرضها تجهله...
..
..
تنهدت ..."والمطلوب ..."
..
شاركها تنهدها بحسره ..حاورته نفسه "اختس تحتضر ....بالسرطان ..وتبيكن يمها في اخر عمرها تستمح منكن على مابدر منها ...وش قولتس..."
كان بوده قول هذا الا انه همس بعد تنهده "أختس تعبانه ..وتبي تشوفتس......يعني ماهو شين كايد بس مرادها شوفتس.."
..
..
تأملت ظلام الغرفه .."سلامات .........والله يا أخ ثلاب هي تخلت عننا كل هالسنين ومير نستنا كلش ...يعني مافرق معها ...لكنها اختي من دمي ولحمي وهمها يطالني ..انا بشوف لي يوم ازورها ...بس أول اخذ لي اجازه..بس مو أكيد اجي "
..
..
أستغرب قسوتها كيف تكون اخت هذه الملاك وهي لم تتألم لحال اختها ...
..
..
تمسك بالأمل .."لو تبين باكر رسلت لتس تذاكر او حتى سواقي يجبتس لمنا ...هها وش قولتس...؟؟"
..
..
حاولت انهاء حديثها ..."راح ارد لك مع السلامه واغلقت هاتفها ..."
..
..
نفاها النوم ..
تقلبت في مهجعها كسيره ..."وش تبين يا شما ..بعد كل هالسنين وش تبين ....من بعد وفاه ابوي ماعدنا سمعنا منك خبر كان هو الصله الوحيده بيننا والدم ..والاسم ...وين راحوا ...بس انتي من يومك بعيده عننا يمكن هذا اللي زرعته فيك جدتك انك تكونين بعيده ..هه لايمكن اجيك ولا افكر اشوفك بعد السنين كلها ...قال تعبانه واللي فينا مو تعب مو ضيم مو ظلم وقهر ولا سألتي لكن يوم طحتي قلتي تبينا ..."
..
..
ايقضها صوت سلطانه القديمه ...."لاا وش هالقلب ياسلطانه ..شما اختك ووصلها وصلك لابوكي ..ما طلبتك الا وفعلا هي تحتاجك ...لا تنسين مقامها عند ابوك .."
..
..
لانت ملامحها ....حاولت تذكر كيف تبدو ..كانت تشبه جدتها ..قصيره ونحيله سمراء ..مليحه ..تزوجت عندما كانت في الـ38 ...من شيخ قبيله امي كان متوليا الشيخه لتوه ....وقد زاره ابي مع خالي ...بعد ذاك اللقاء فورا كان متزوجا اياها ...
لقد اشار خالي المحنك على ابي تزويج ذا الرجل شما ..فهو لن يرفض كما انه لن يضيمها ابدا ...
..
..
كانت مجرد صفقه لكنها تعالت كثيرا حتى نسيتنا ..
اتوقع بأنها كانت مصدومه ..
لأان أبي تزوج امي بالسر على امها ...ومكثت امي هناك بسكاكا ولم تنتقل الى المدينه ألا حينما تخرج اخي عبد الرحمن من الثانوي ...
..
..
لهذا الفرق بيني وبين عبد الرحمن كبير كانت امي تريد لي حياة مستقره عكس عبد الرحمن ...
تذكرت محيا ذاك السمح فغدرتها دموعها ..
..
..
عادت تدفن نفسها تحت غطائها الشتوي ...وعرفت دموعها من ألم تنحدر ...
أحمرت وجنتيها من جور دموعها ..
..
..
فرحم النوم جفنيها ..
..
..
.....................................
.......
أستيقضت الساعه السادسه والنصف لازالت الشمس لم تشرق..ومازادها غيوما تكونت في اخر الليل..
..
..
توجهت للحمام تستعد للصلاه ودوامها ..
الا انها وجدت كادي مستيقضه في المطخ..تعد الفطور..
.
.
أبتسمت لها ..."أش مصحيك ذحين ...؟؟في ذا البرد"
..
ردت لها بأرق ,,"لا بس كان ظهري يعورني ...وكمان في بوري ازعجني وصحيت ...صليت وجيت اسوي الفطور ...اليوم راجعه المغرب كمان ؟؟..."
..
..
أستشعرت تضييع كادي لموضوع المها ..."لا ماتوقع ....راح ارجع الساعه 3 ...اذ ما تأخر الاخ ومسكت مكانه ..."
..
..
سكبت الماء في احد الكوبين تصاعدت ابخره دافئه ...
راقبت فعلها سارحه ..
..
..
ايقضتها تلك ..."ياهووه ..عمه انتي معاي ...اقول كلمي الادارة عنه وانه مهمل ..."
..
..
تنهدت خارجه من المطبخ .."ياشيخه كيفه مابي اقطع رزق أحد .."
...
..
أعادت تصفيف شعرها ..
لبست بنطالا اسود وكنزه شتويه حمراء ..
..
أخرجت عبائتها المخصصه للعمل ..
وحجابها اطويل اللذي يغطي معظمها ..
..
..
جهزت حقيبتها وتأكدت ..من شحن هاتفها ..
تذكرت حادثه الأمس اللتي تناستها ..
..
..
توجهت للمطبخ ..وجلست على الطاوله القديمه وهي تضع عبائها بجانبها ..
..
..
ترددت في أخبار كادي عما يشغلها ..
تأملتها وهي مستغرقه في قراءه كتابها ..
..
..
وتختار لقمات عشوائيه ..
كانت ستهم بأخبارها لولا أنها ..
..
..
سمعت صوت هاتفها ينبهها وصول سائقها ..
توجهت للباب مودعه ابنه اخيها ...
..
..
أزاحت وردا مدينيا متراكم امام عتبت دارها من احتفال البارح ..
..
كانت ستهم بالخروج من مدخل المبى لولا ان فتحت جارتها المقابله الباب ...
وبدون مقدمات انهالات بشتائمها وتنقيصها ..."هيه ...أنتي اسمعي ترانا ناس عندنا بنات ونخاف عليهم ...زوجك هذا ما سارت كل شوي وهو ناط لنا ...حبيبتي انتي وهو بجهنم ان شاء الله لكن ابعدوا عن حياتنا حلو عنها سوو اللي تبون واغضبوا ربكم بعيد عننا ..."
..
..
عندها انفجرت وماعادت تطيق احتمالا ...لكن نبذت ردا قد جهزته واكتفت بقولها ..." الله كريم ..."
......
..
....................
.........
ركبت السياره وقد حاربت دموعا تبقت من البارح ....
..
..
جلست في مكانها يقلبها الملل ..المرضى اليوم قله ..طبع يوم الاربعاء دوما هكذا ..
صلت للتو صلاة الظهر ...
..
كانت مطرقه رأسها منشغله في ترتيب احد الملفات ..
انتباها الجزع ..وعادت لا أراديا للخلف ..
..
..
كان وجهه قريبا من الشباك ..
ارتعدت لوهله هامسه ...وهي تصر على اسنانها تراقب المكان ..."نايف .....اش جابك هنا ..؟؟"
..
..
أبتسم لها بتوتر ومازال العشق يعذبه بسياطه ...
"سلطانه ...ياروحي ياقلبي ارجعي لي ...الله يخليك ..."
..
..
تنهدت بتعب وهي تراقب مريضا يقترب ..."مالي كلام معاك .... "
..
..
تسارعت نبضات قلبها وهي تتوجه للمريض بالحديث ..."ايوه لو سمحت ...عندك ملف او حاب تفتح ...او زائر ....."
..
..
أبعد المريض بلا مباله ..."سلطانه انا اكلمك ناظري فيني ...طيب ...لو على الطلاق ...انا بزوجك واحد من خوياي ...هاه وبيطلقك وبتجوزين لي ..."
..
..
توترت ..وقد غضب العميل ...توجه له بالكلام ..."ياخي ابعد عني حلوا مشاكلكم برا ...جايين لحد الي هم مرضانين خلقه ..وتتناقرون ...أنا ماراح اسكت راح اوصلها للأداره ..."
..
..
عندها تدخلت ..."معليش اخوي حقك علينا ...."
ألتفتت لذاك مترجيه أياه بضعف ..."نايف الله يخليك ...أبعد ..."
..
..
حاولت بمهنيتها ارضاء المريض ...
وذاك يراقبها مبتعدا ...
..
..
ما أن توجه المريض بعيدا حتى ألتفتت لمكان وقوفه تنهدت ..لم تجده ..
..
..
لقد ضاع العشق معك ...منذ احببتك ..كانت غلطتي اني سمحت لك بأمتهاني ...
..
..
كانت تحدق بالمصعد بتوتر وترقب ..
خرج المريض ذاك أخيرا ..
لم يلتفت لها حتى ..
..
حينها انتظم سير نبض قلبها فأرتاحت ..
إلا ان رن هاتف المشفى امامها ..رفعته بعمليه ..
..
..
"مستشفى ..... معاك عامله الاستعلامات ..سلطانه طلال .."
..
أوقفها صوت د.طارق المسؤول عن الاداره ..الفخم .."انتظرك بمكتبي ياسلطانه ...".
..
..
لم يتصيد لها ردا بل اغلق الهاتف بعد ان انهى جملته التي ..
رمتها في وادي سحيق ..
..
..
أحست أن ممر المشفى العملاق ينحصر على صدرها ويضيق ..
..
أرتشفت من قاروره الماء امامها ..
..
جلست فوق كرسيها عل مضض ..
وبعد مده وقفت وهي تعدل حجابها ..تركت مكانها وتوجهت للمصعد ..
تحس بأنها وصلت باب مكتبه مسرعه ..ليت الطريق اكرمها بطوله ..
..
طرقت الباب ودلفت ..ساد الصمت وراقبت نظراته الصامته من خلف عدساته الزجاجيه ..
..
..
تأمل طولها سارحا ..."أتوقع تبرير ....؟"
..
..
عندها همست مدافعه ..."كان غلط ماراح يتكرر..."
..
..
هز رأسه ..."سلطانه مو انتي اللي غلطتي .."
راقبها تحتضن كفيها ..
سرح ببياضها ينكسر فوق الحجاب لاينكر ..رؤيتها في بدايه الدوام تشفي القلب العليل ..
لكنه أكمل بمهنيه .."سلطانه انا عارف انك شاطره ووفيه..لكن انا على أتم الاستعداد استبدلك بموظف مهمل ..لكنه بالمقابل مايجر مشاكله لمكان عمله ...أنا أسف ..مستحقاتك لهذا الشهر استلمتيها .أنتي مفصوله..."
..
..
حاربت الافصاح عن تزعزع بدنها وهي ..تشد من يدها على مقبض الباب التي كانت تقف بقربه طوال المقابله ...
..
..كانت ستجادل لولا ان الصدمه الجمتها ..لم ترى سوى شيئا واحدا ..
"كادي"
.....
الصدمه.....قيدت عطائها ...وكبلت حريتها ..أقلت ابواب الفرج في وجهها أجمع ..ونبذتها لجور الايام ..
..
..
عندها فتح طبيب أخر الباب ..ودلف الى المكان شاركت دخوله بخروجها مبتعده ..
..
........................
...........................................
عادت للبيت لتجد كادي تغط في نوم عميق ,,,والمكان يضج بالهدوء ...
مازالت بكامل حجابها عند جلوسها على الاريكه القديمه في الصاله ..وهي تتأمل فراغ الجدار ..وحسابات ..ارقام ...تتعملق داخل عقلها ...
كانت مغيبه تماما وهي تسمع جرس باب بيتها يلح بالرنين ..
كان اخر همومها ..وهي تستمع لتنكيله وتهديده من خلف الحاجز الخشبي ...بابها الذي تحمل معها الكثير ..
..
لايهمها شيء الأن كل مايشغلها فقدانها صمام امانها الوظيفي ..
أصبحت مكشوفه أمام اقدار الحياه السيئه ...
.
باتت تبحث في داخلها عن اسماء ..مدارس او مستشفيات تقبلها بشاهدتها في السكرتاريه ...
أو أي جهه اخرى ..
..
هه هي الدنيا كما عرفتها تبخل علي بسند ...
سند ..."خالي سند .....اكلمه يمكن بيده حل ..."
..
..
أنقطع ازعاجه خلف بابها ...تنهدت وهي تمسح محياها المتعب بكفيها ...وقد عانقت اطراف اناملها بلل محجرها ..
..
وبكلمه واحده رددتها منذ ان عرفته ..."حسبي الله عليك يانايف ..."
..
.
.
وغيبها حزنها لعوالمها التي عهدتها منه ..
تذكرت ايام الكرامه بجانب ابيها ..
..
طلاقي من نايف كان اخر قطره في سيل وقفاته بجانبي..رحمه الله..
..
تذكرت اخر محادثه بينهم هي وذاك العاشق القديم ...
كانت قد دخلت المجلس عليه وامام ابيها ..
تقدم منها مسرعا وشدد من أحتضانها ...وامطرها بقبلاته ..تأوهت تبعده .بضعف ...جسد ..وقلب.....فما زال جسدها يحمل نكايته بها ..ولازال رحمها يفتقد صغيرها الذي تكون فيه ..
..
..
راقبت محيا ابيها بتعب ....وذاك يترجاها ....وشفتيه ترتجف حسرة ..."تكفين ياسلطانه تكفين يالحب اخر مره والله العظيم اخر مره الا هالمره لا تطلبين الطلاق ...المرتين اللي فاتوا يكفون ...تكفين ياسلطانه ماقدر اعيش بدونك انا نايف ياسلطانه ترضين لي يمر يوم بدون لا اسمع صوتك حتى ..."
تأمل وجهها وقد سلبت ملامح حنانها التي تغفر له بها ...
..
أول صفعات الزمان لها كان نايف .....تعلمت كيف لاتثق أبدا ...
ألتفتت عنه وأحتضن وجهها بيديه ولفه بأتجهه ..
ليجد صنما كان يوما ...حوريه لسبع بحارا ..وكان يوما روح ناي حر ..كان يوما يدعى حبيبته ..
تذكر انتظاره لها وقت خروجها من المدرسه ..
لم تكن لتعطيه بالا ...وهو يراقب طولها ..وخطواتها الى بيتها ..وهي تعدل حقيبتها كل حين ...كان هذا يكفيه ..بأن يسبى في متاهات العشق..
...
أبعدت يديه وأستقامت واقفه بصعوبه وهي تتوجه له بالحديث .."ماراح ارضى بأقل من الطلاق يانايف انا تعبت منك..وسبب رجوعي لك قبل اربع شهور هو أنني اكتشفت اني حامل وقلت اعطيك فرصه ..لكن اللحين انت ياللي ضيعت فرصتك بيدك ..أتمنى أنك تتألم ...كل ماتذكرت انك سبب اللي حصل .."
..
..
نفضت يده التي حاولت عبثا ان تحتضن كفها ...
..
عندها نطق ابيها بحكمته ..." نبي الطلاق وانا عمك ....البنت عافتك ...الزواج احترام ...مو حب وضرب..."
..
..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,
تذكرت أبيها عزائه ...فقده ...كانت تتمنى يدا تربت على كتفها عدا كادي ...التي امتهنها الضعف قبلي......
.
.
تذكرت ذاك الأتصال ..هه لن أغفر أبدا لأنسانه لم تحضر عزاء أبيها حتى ..وفوق هذا لم تفسر غيابها ...ألا بكلمه "كنت تعبانه ..."
..
..
حمدت الله حينها بأن أبي لم يسمعها كيف وهو اللذي كان لا ينقطع عنها أكثر من 3 أشهر فيحرص على وصالها ..
تذكرت حينها خجلي ..عندما لم يقف في عزاء أبي إلا خالي و زوج المدعيه ...تمنيت حينها أنني مازلت على ذمه نايف كي يقف في عزاء ذاك الطيب..
لأ أخفيكم أنني توقعت حضوره لأخر لحظه ...لكن هذا نايف يصعد بكـ ألى فوق السماء بهرجه المترف ...ويلقي بك من هناك بفعله الفقير....
...
..
أين وعوده ,,أين عشقه ..حمايته ..
شكه كان يؤرقني ..وجلده ينبذني من ذاتي ...
كنت أحتمي به ..عنه ..فيجازيني بقبله ..وبعدها سياطا تقطع جسدي الذي يملك ..
..
..
يبدوا بأن فصلي اليوم فتح لي عهودا و ألاما قديمه منسيه ...او بالأحرى مطموره ....
..
..
هوامش ..هوامش حياتي تمتلئ بالهوامش..
حتى بت أنثاها المدلله ...وأسيرتها ..
..
..
زواجي هامش..امومتي هامش..عائلتي هامش ..كفاحي هامش ..حتى حبي كان هامش..
كان مهمل ..لم يغذى بصدقه ..ولم يعزز بأحترامه ..
..
..
..
رحم النوم جفنيها ..لا تثقوا بالنوم أبدا ..ذاك الحميم الجائر الذي يضمك تحت كنفه ظاهره يريحك ..وباطنه يعذبك ...باطنه يجردك نحو الهاويه ..
لتستيقظ وقد غرقت شهيده وسادتك بدموعك ...بينما انت تستسلم له كان هو يغذي عجزك وحزنك ..
لاتستسلموا له ...
..
..
أستيقضت هلعه على طرق قوي يكاد يحطم باب البيت ...ألتفتت لغرفه كادي وقاد أستقامت هلعه في سريرها ...
مازالت ترتدي حجابها لم تنزعه ..
عدلته وهي تتجه مسرعه للباب ..
فتحته لتجد يقف على يمينه مالك المبنى الخمسيني وهو مطرقا برأسه ....بادرها بالسلام فردت بهمس ...
..
والقى عليها صدمتها الثانيه لا محاله احداث اليوم أنتداب من الجحيم
وبدون مقدمات وبخشونه شرقي نابذ"والله حنا يابنت طلال خلاص تعبنا ونبيك تخلين الشقه ...في اقرب وقت ...زوجك مأذينا واليوم ..سارت هواشه كبيره بينه وبين ولدي ...المهم انا نبهتك ....أخر الشهر مابي أشوفك هنا والأجار حق أخر 3 شهور مسامحه فيه والوجه من الوجه ابيض......."
تركها ..وصعد وكأنما لم يحدثها او يوجه لها اعصارا يزلزل ماتبقى من كيان تزعمه ...
جلست في مكانها على الأرض ...ألتفتت لتجد كادي تحدق بصمت ...ورمشها الكحيل يودع دمعه عجز ...
..
..
.................................................. ........
.....................

لامارا 12-04-18 12:41 AM

الجزء الثالث...
:
:
:
بسم الله الرحمن الرحيم ...
..
..
أيام قالوا عشتها ! دورت ولا حصلتهــــا!حاظر مع العالم وأنا مكتوب جنبأسمي غياب!ياوقت خذ صفحةوقلم وأحسب لي بالضبط الألمدور سنيني اللي مضتوأسألهآ تعطيك الجوابوأسألهآ تعطيــكالجوآبـــ
::
لازالت تجلس على الأريكه وهي تسند رأسها بين يدها بتعب...
وشعرها ينهي معزوفه يومه ويتحرر على كتفيها ...
::
::
ضنا منها أنها تخفف تلك الصغيره همست مطمئنه ..."كله خيره ياعمتي كله خيره ...دام الوظيفه موجوده بعدها كل شيء يهون "
..
:
.
عندها اطلقت العبره التي كانت تكتم ...وأنخرطت في بكاء موجع ....
ورفعت رأسها برجاء ...لسيد الرجاء ومولاه ....وقد مالت دموعها على وجنتيها ....."يارب والله تعبت ...ياربي أبي أرتاح ...."
..
..
شاركتها تلك الحزن وتقدمت بجسدها فوق كرسيها بصعوبه ..وأحتضنت رأسها ..."الله كريم ياعمه مايضيع أحد........"
..
:
:
تنهدت ..."أنا لازم م أسكت لازم ادور لنا بيت ....و وظيفه ..."
..
أتسعت حدقتيها ..."وظيفه ليه ياعمه ....الحمد لله وظيفتك ثابته ودخلها حلو ......"
..
حاربت دموعها ...."هو نايف بيتدخل بشيء إلا ويخربه ...الله ينتقم منه اللي لا وانا على ذمته بخير ولا دونه بخير......."
..
..
أرتجف صوتها ..."يعني ...حتى الشغل رااح ..."
..
صمت سلطانه الحزين أكد لها مخاوفها ..كادت أن تلعن عجزها ..وضعفها ..
..
..
جمعت كفها أمام شفتيها تمنع أرتجافها ."انا مو مقيدني ولا قاهرني ...إلا انه ماعرف احد والله مانعرف احد يساعدنا ولا يعني يدور لي وظيفه ولا يعني سكن .."
..
"المشكله أنا لين قبل ثلاث اسابيع رحت للمدارس الخاصه مالقيت شيء..."تنهدت ...."مافي إلا أني اتوظف في محل ...لين ربك يفرجها ..."
:
:
طرحت خيارا أصعب ..."طيب كلمي خالي سند ...يمكن عنده حل ..."
..
..
ضحكت بعجز ساخر ..."خالي هو يذكرنا حتى أخر مره شفناه بعزى أبوي ..وكان مستعجل كمان ......حتى سندنا الوحيد مانهمه .."
..
..
أدلت برأي أخر أشد وقعا من سابقه .."طيب عمتي شما ....إلا ما تساعدنا انا عارفه انو ربي فاتح عليها أبوي قالي زمان ..."
..
::
..
هززت رأسي بالنفي ..."مافي مخرج ياكادي ...الحل بيدنا حنا وبس أنسي أنه لنا أهل ..الظاهر بنجلس كذا لأخر العمر ..."
وقفت بتعب وهي تربت على رأس أبنه اخيها الوفيه .."بكرا بتنحل الأمور ...تعبانه وأبي أنام ....".
:
:
على غير عادتها قضت يومها في السرير لم تغادره ..حوالي الساعه التاسعه..
توجهت لرئأسه مجمعين لم تجد وظيفه ...وفي المجمع الثالث خرجت يائسه من غرفه الاداره ..جلست بتعب على كرسي يقابلها ..
تأملتها أخرى بجانبها ..."رفضوكي..؟؟."
ألتفتت لمصدر الحكي ...كانت شابه فاتنه لا تغطي وجهها وتتزين بأناقه ملفته ...
هزت رأسها بالأيجاب ..
أكملت تلك "اصلا ولا حيقبلوكي ...لانو شكلك يعني مرا محجبه هما مايبوا ستايلك ...انتي تنفعي للحرم .."
لمعت برأسها فكره ..وهي تطلب سائقها أن يوصلها للحرم ..
لم تعرف كيف تقدم على وظيفه ..
حينها وجدت أحداهن تقف على الباب وهي توجه رهطا ..
توجهت أليها مستنجده ..
وبعد السلام .."لو سمحتي أختي كيف أقدم على وظيفه حارسه هنا .."
نظرت تلك تتأمل محياها .."والله يا أختي هالحين اكتفاء ..لكن فتره المواسم تقدري تقدمي على مكتب الأمن ...."
..
..
راقبت الحزن يعتريها ..."اقلك عطيني اوراقك وانا بحط اسمك بالمكتب يعني لو احتاجوا ماراح اوعدك ...."
..
..
أبتسمت تخفي حزنها وتبعث العرفان لهذه التقيه .."جد الله يسعدك ويفتحها عليك دنيا واخره ...اوراقي معاي ..."أبتسمت بحزن "مجهزتها دايم ......."
..
..
أعطت الحارسه اوراقها وهي تطلب المولى بقلبها الفرج ...
لم تحبذ أن تخرج من الحرم وقد أقتربت صلاه الظهر ..
..
..
أستندت على أحد الأعمده البارده وهي تسحب مصحفا من جانبها ...قرأت حتى قطعها الأذان ...فصلت ركعتان ودعت ربها
"أن ربي قدم لي مافيه خيرا وصلاح ...وجنبني السوء واهله يا أرحم الرحمين ..."
..
صلت الظهر ..وأنتظرت الجموع حتى يفيضوا ...
تأملت الغيوم خارجا ..
من مكانها القريب من الباب ..
عندها رن هاتفها برقم غريب ..فردت لعل به فرجا ..
سمعت صوتا قديما يطلبها لكن الوهن طاله ..
"ألو ...السلام عليكم ...سلطانه .......كيفك ..."
ردت بأقتضاب ..."الحمد لله ..."
أحست تلك بجمود هذه والبعد يعتريها ..."سلطانه ....أبي أشوفك ياختي ...أبوي لو عايش ..ماكان راح يرضيه قطاعتنا ..."
تنهدت تذكرها ..."بس أنتي حتى عزاه ماجيتي ولا وقفتي بجنبي ياشما ..."
تنفست بصعوبه ..."افهميني ياسلطانه موتت ابوي أثرت فيني ...ماكنت ابي اجي ..كنت بأثبت فعقلي انه لسى موجود وبيجيني بأي وقت ..أخر مره شفته كان قبل موته بأسبوعين كان طيب..وفرحان ...ماكنت ابي اشوفه بغير هالحاله ........"
:
.
:
هزت رأسها بعدم أقتناع .."طيب وانا مافكرتي فيني اوقف بعزاه لحالي..."
.
.
حاربت دموعها ...لكن عندما تذكرت وضعها اطلقتها بهدوء .."سلطانه انا عزاء عبد الرحمن تعذبت اجل كيف عزاء ابوي ...انا اكره الفراق ياختي افهميني .."
..
.
.
ردت لها بهدوء .."أللي يكره الفراق يا شما مايصنعه .."
..
..
تألمت تلك .."سامحيني ....."
و إنتظرت الصفح ...
:
:
تأملت الغيوم تثقل بالمطر .."تدرين بي ياشما مو انا اللي اشيل بقلبي ..وانت غلاك من غلا أبوي ...لكني نسيتك ..نسيت كل شيء حتى نفسي نسيتها .."
:
:
أحست بألما يهاجر من وراء جبال الحجاز ويستقر بقلبها .."أنتي طيبه ياسلطانه .."
..
..
ضحكت بسخريه .."طيبه ..هه ..إلا قولي ..أنتي مسجونه ..انتي مظلومه ..انتي عاجزه ..انتي مقهوره ...يابنت ابوي مابقا طيب بالهدنيا الا وهجرني وش ابي بعد ...خلاص الحمد لله راضين بنصيبنا ..ننتظر ملك الموت يجي وبس ..لا علاج نقدر نتعالج ..ولا سكن ولا وظيفه ...ان كان هذا الطيب اللي تقصدين فأنا مو طيبه ..."
:
:
لعنت اختياره للكلمات .."انتي تدرين لو بيدي اكون جنبكم للأبد .."
..
ارتجف صوت تلك .."شما ..لا تبررين نفسك اجل بيد من ..قولي لي ؟فهميني أنتي هجرتينا كأننا عاله ...انا مطلقه وحالتي بالبلا بنت اخوك معاقه ماتتحرك الا بالعافيه ..والحمد لله على كل لا طلبنا منك ولا سألناك نبي وصلك بس...وانتي بعتينا ولا كانه في أي صله بيننا ...انا مابي منك شيء الله المغني ...لكن بس قوليلي ليش؟؟ليش؟؟أستغنيتي عنا..بس"
:
:
هالها ماعترفت تلك به ....كيف ...كادي معاقه ..هه وكيف لي علم وانا لم المحها ولو لمرة واحده ...وسلطانه مطلقه من حب حياتها كيف ..."سلطانه هي كلمتين ...عشان ابوي ...عشانه بس أبيك جنبي ...عشان ارضى عن نفسي عشان اكفر هالبعد ...ابيك لو ساعه قدامي ...اعوض بها العمر كله ......."
..
..
لم تكن يوما قاسيه القلب..ولم تبخل يوما بحنان يحتاجه أحد إلا أن نوائب الدهر جعلت منها جلده ........"شما انا حاليا في ظروف صعبه... ماقدر اسيب اللي بيدي واجيك ........."
..
..
جادلتها مجهده .........مصره ..."طيب وشهي الظروف ...قوليلي اعطيني فرصه أساعدك ..."
..
وقفت تعدل من عبائتها ...وهي تهمس بحزن .."للأسف شما ...هالظروف بالذات ماتقدرين تساعديني فيها ...مضطره أقل...."
..
..
قاطعتها لاهثه ...."سلطانه ...طلبتك لاتقفلين الا وانتي عندك قرار ...الله يخليك أن ماشتك هذا الأسبوع بيسير لي شيء....مستعده ارسلك التذاكر هاللحين بس أشوفك ....."
..
..
أباحت لها بهم صغير يؤرقها .."بس انا ياشما والله ماقدر مالك المبنى معطيني فرصه لأخر الشهر أخلي الشقه ...وانا لازم أدور على ثانيه بحدود شهر وذا شيء صعب وكمان لآزم أعزل العفش ...والوظيفه ........."
..
..
عندها أدلت برأيي تمنت سطانه أن اختها بقبالها كي تقبل رأسها ......
...
"خلي الموضع علي بكلم ثلاب يدق على المالك ويمدد معاه ........"
..
تنهدت بحزن مكمله .."ماضنتي أني بجلس لأخر الشهر......."
..
..
فهمتها سلطانه أنه وجع انتظار بينما تلك كانت تقصد الاحتضار . .....
..
..
وبقل حيله نفثت نفسا .........."اذ وافق المالك ..أنا أن شاء الله اجي ...بس غير كذا والله ماقدر..."
..
..
تمت...

لامارا 12-04-18 12:44 AM

الجزء الرابع...
:
:
على الوساده شرايد نوم
.
من ما ترك خلي الجافي
.
لعل تالي سهرك اليوم
.
يا عين و اللي مضى كافي
.
هجرت هم و طويت سقوم
.
و دخلت في المخدع الدافي
.
و ساعة غفى جفني المحروم
.
و رميت حملي على اكتافي
.
حلمت باللي هواه حلوم
.
يصب جمرٍ على اطرافي
.
و انا احترق يالله المقسوم
.
و اطفي النار بلحافي
.
يا زين للعاشقين سلوم.
.
و غاديك تحكم بالانصافي
.
هو ينعدل لا شقى مظلوم
.
او يشكي السقم متعافي
.
ما شفت جرحٍ عليه هدوم؟
.
هذا انا البيٌن الخافي..
..
..
كعادتها منذ 6 سنوات تلازم غرفتها معظم وقتها .......تعيد ترتيب كتبها ......ترمم كتب امها القديمه ....و ترسم على هوامشها رسوما صغيره تعطيها الأمل ..................وتنفث الفرح روحا فيها .............
..
..
ثبتت عجلات كرسيها ومنعتها من الحركه ...أخذت نفس عميقا كمن يستعد لشوط تحت الماء.........
..
أسندت نفسها بيديها الناعمه .....على سطح الصندوق الخشبي على الارض ...
..
وضغطت بكل قوتها وهي تجر جذعها لتجلس بجانبه ..
....
القت نفسا مجهدا وهي تعدل ...رجليها وتبعد الكرسي عنها ....
..
كتب صغيره ..كبيره قديمه ..ممحيه ..واخرى مترفه ملكيه من كثره القراءه .......
رغم عجزها الا انها كانت تهب الكتب جزء من روحها عندما تقراءها ....
عطرها ...وبقايا دموع ...ورسومات دقيقه بقلم رصاص تلتف حول الكلمات .......
...
كانت قد أبتدأت في تعزيل مقتنياتها وجمعهم بحزن ..
الرحيل من هنا يعني الأنحدار إلى بؤرة الحزن أكثر ..
يعني ان المفصل الصدئ الذي كان يحمل باب الامان بضعف قد انكسر ...
..
..
راقبت دخول عمتي الكسير بعد ان لفتني صوت الباب .....
لااتوقع انها تريد الحديث ........او حتى النظر بوجه أحدهم ...
منذ أن حدث ماحدث ....عندما توفي ابي وفقدت ساقي كنت في الـ16 ..حتى الأن وأنا لا أصدق مايحدث لي ...
..
..
ألا ان ثقتي بالفرج تغلبني ..
فأصبحت مسيره نحو ممارسه التجاوز والنسيان ..
..
..
وكأن القلب قد أعتاد على تلقي الصدمات وأكتسب حصانته ضدها ...فتعامل معها كمسلمات .......
..
..
تذكرت أمها ...كيف أستسلمت وتصافت مع مرضها عاشت خلاله اجمل ايام حياتها ..
..
تعلمت التصافي منها فهي نعم المثال ..
وورثتني كتبها ....كما تركت روحها فوقها سأترك انا روحي فوقها ..
لكن لمن ....
..
..
ألتفتت لشعاع الشمس بعد زخات المطر يكتسح غرفتها الصغيره ....
مدت يدها وداعبته باطراف اناملها .......
.........
ضحكت بطفوله وهي تغمض جفن وتفتح أخر ...
ولو راقبها احدهم لأحتضر بفعل فتنتها ...
...
فتحت ذراعيها كأنها تضم الضوء ...
..
ألا أن الألم تسلل لمحياها ..وهي ترفع ثوبها عن ساقيها ..الطويله ..
وتراقب انعكاس الضوء فوقها ........
تذكرت امجاد هذه الساقين .....
رفعتها جاهده ...لم تتحرك ......
مثلت المشي لنفسها ...مثلت الركض ...
ركضت ...ركضت حتى وصلت للنهايه ...واستلقت ....
..
فتحت عينيها كانت تستلقي على ارضيه غرفتها القديمه ...
زاد من زخم حزن دمعتها ..ضوء النهار الذي امتصته ...
لتستلقي بهذا الوضع وتغط في سباتها الحزين ..
..
كانت تشبه زهره خانها الخريف ....فباغتها قبل ان تكمل دوره حياتها ....
..
..
كانت كادي حصيله ادبيه غنيه لما تركته امها فيها من انطباعات ...كانت لديها اجمل طفوله او اكثر طفوله مثاليه بالنسبه لقرنائها .....
...
...
الا ان سنوات عمرها الست الاخيره مابرحت تخونها ...وتمتص سعادة طفولتها وتترك لها الذكريات فقط ...
..
..
طفله ككادي تربيت في بيت يعنى بالادب والطرب في احد اغنى شعاب مكه تراثيا ...
..
كان ليكون القدر منصفا معها اكثر ..
لكن حكمه الله تبطن الخير دوما ..
..
..
فطفله في ال12 تتقن المقامات على اوتار العود ...وتحفظ ابتهالات الصوفيه ..وموشحاتهم ....وكسرات الحجاز الاكثر رومانسيه ..
..
فهي التي راقبت جدها من مذهب صوفي وهو يصدح ..
بأبتهال مولاي ...لسيد نقشبندي
وجل المنادي ..لنصر الدين طوبار
وغيرها من سحر النغمه الصوفيه....
..
..
...
وجدتها المتحدره من اصول هندوسيه قديمه تحولت للأسلام منذ ربع قرن ...غذتها بروحيه الهند ورقه أناثها وغموضهن ...وخطوات الرقص التقليدي ..لمغامرات رادها وكريشنا .....
ورقص الماخور التراثي ...
...
فمارسات كل جماليات الفن وكلاسيكيته ...
واتقنتها ...
..
ومازالت تحتفظ بخلاخيلها للرقص ..ألا انها اعتزلته بعد وفاة امها ..
لقد كانت جدتها فخوره بها ..فتجمع نساء بني جنسها كل مساء اول يوم سبت في الشهر....
فتبهرهن بأصوليه التراث في حفيدتها الجميله ....
فقد اجتمع فيها ..صوفيه جدها ...وروحانيه هند جدتها ...واغراء حجاز ابيها ..وكرم شمال جدتها لأبيها ...
..
..
فكانت بحد ذاتها روايه يصعب لأي أديب مجارات زخمها و تفاصيلها ...
ليختفي هذا في لحظه واحده ..
الا انها مازالت تختلس الوقت وتمارس سعادتها القديمه ...
في مداعبه اوتار عود جدها بمقام الحجاز الذي كان يعشق ..
او بمقطوعه عدنيه ..
او تلبس اساور الفضه السبعين اللتي ورثتها عن جدتها التي ورثتها بدورها عن جدتها .....
فتحرك يديها ورقبتها ...وتغازل بعينيها ماتتقنه لكنها باتت عاجزه عنه ...
حتى أنها تحادث نفسها احيانا بحصيلتها من لغه جدتها البنجابيه....
..
..
الخروج من ذاك البيت برواشينه الضخمه ونقوشه الصوفيه على السقف ..
كان بدايه الفقد الادبي لها ..وعدم تفهم غيرها لما تحب ..
حتى انها لاتمد يدها لعودها ولا تحرك اناملها بلغتها الراقصه الا اذا كانت وحيده ...بينما في الماضي..كانت جدتها توجهها ..وتعدل من وضعيه رقبتها وتباعد ساقيها ..
وجدها يعدل من العود بين ذراعيها ويعيد عليها الاجزاء الدقيقه التي يستحمل فيها سقط المقام وفقدانه ..
..
..
ومع تمرسها اصبحت تعزف نغمات الأثنيه وهي الاداه الاكثر شعبيه في الهند ...
لجدتها وهي تجلس في روشانها القديم ..
الجميل في حياتها السابقه وسبب ثرائها بالادب هو البعد عن تصنع الحياه ..وتطورها الجارف ..
حتى الان مع نهضه التكنولوجيا لم تمتلك هاتفا ذكيا ولم يهمها اخر صيحات الموضه ..
.......................................
...
الا ان لم يعد الادب صالحا اليوم ...ولم يعد" يوكل عيش"
..
...............
جفاها النوم وهي تتأمل سقف غرفتها ...بجصياته القديمه ..أبتسمت لا أراديا عندما تذكرت قول امها ..
"من يومتس صغيره وانتي تحبين تبحلقين بالسقوف ..."
..
باغتها الحنين ...وسقط قلبها للماضي ...
لقد توفيت عندما كن عمري 18 سنه ..
كانت وفاتها فجائيه بل انها خلدت الألم في قلب أبي ..
..
كيف وهي الحبيبه ..وهي العشيقه ..وهي الماضي الابيض ..
لقد اثرتني ...وورثتني ..
الطاعه والشهامه ..ورثتني كرم الشمال ..ورثتني الرزانه ..والكلمه الموزنه ..وثرتني ترف البدو ..كيف لا وهي من عاشت طفولتها في بيت شعر ...
ورثتني .."الصقاره "كما كان يقول أبي ..
لكن لم تكن لتكفيها ابنه واحده لتورثها فضائل الصحراء التي تأصلت بداخلها ...
..
..
ورثتني الصبر ..ورثتني الجمال ..وعلمتني كيف أعشق الرجل ..وكيف اتولع به ..واعطيه كلي ..
..
..
وفاء ابنه صحراء كامي لأبي كان في محله ..
لكن وفائي لنايف والعشق الذي اهديته لم يكن في محله يوما ...
....
..
سمعت صوتا فوق رأسها يهمس لها ...
...
"كاني
:
كانمني
:
كن نورنقا
بهوفي
:
كاني
:
مايلو توقاي مايلو
:
كويلو قوفوم كويلو
:
نيلافو نيلفن أوليو
:
أيمايو أيماين كانافو
:
مالرو مارلينا أمدو
:
كانيو سنقاني سوايو ...
:
"
...
ومدت يدها لتلمس خدي وتضع قفى يديها على جنبات وجنتيها وتهمس "الله بركات هي ..."
..
..
عندها أبتسمت وانا أتأمل بهجه حياتي والمتبقيه لي ..."هه أش قصدك ؟؟"
..
..
تنهدت ..."قصدي الله يحفظك ...."
..
هزيت رأسي بالنفي ...:لاقصدي في الكلام اللي قلتيه قبلها..."
..
سرحت بهيام قديم ..."كانت جدتي تقوله لي لا جفاني النوم ...
معناه ..
ياحبيبي ..
.
يافرحه عيني
.
هل هجر النوم عيناك..؟
.
هل انت الطاؤوس؟؟أم ريشه؟؟
.
هل أنت الحمام؟أم نواحه؟؟
.
هل أنت القمر ؟؟أم ضوءه؟؟
.
هل أنت الرمش؟؟أم الحلم ؟؟
.
هل أنت رحيق الزهره؟ام حلاوة الفاكهه...؟
................"
..
..
وأصبحت تدندنها بصوتها العذب وانا أتأملها وهي سارحه في ملكوتها البعيد ...
...
مديت يدي وعانقت يدها ...همست لها ..."سامحيني يا كادي..."
..
..
هزت رأسها بالرفض ...وبقناعتها اللتي احسد .."انا سامحت الدنيا ياعمه ....الدنيا هي اللي غلطت علي مو انتي .."
..
..
يبدوا بان الحنين قد حملها اليوم ..."أذكر جدي حسين كان يلحن مولاي اني بباك قد بسطت يدي من لي ألوذ به إلاك ياسندي ....
ويقعد يدور ويدور ....حول نفسه ويرتاااح ...
انا بدون لا ادور وبدون لا ألحن انا عارفه انو مالي الا سيد الكون سندي و راح ينصفني ....وكل اقداره خير ... ‘مر العيش خير‘ ... الحرمان خير.‘.والحزن خير ‘ الفقر خير ‘اليتم خير ‘ المرض خير وكل شيء خير ...حنا بس علينا نقول الحمد لله وهو يصرفنا ....هل يرحم العبد بعد الله أحد ...."
..
..
الله لقد برد قلبي وانا اراقب هذه الصغيره المتشبعه بقناعه الصوفيين وزهدهم ...
..
..
لو تعلمت شيء منها فانا سأتعلم الصفح اكيد واترك خلفي كبر وغرور البدو وعزة نفسهم ....
..
كنت سأرد عليها لولا ان رن هاتفي ..
فكان الفرج في الرقم الذي تلقيته ...فقد كان رقم المالك......
............................
.................................................. .................
ردت سلامه على أستحياء ...
ماباله وقد تغيرت نبرت صوته الخشنه وخجلت ..وببادرة أعتذار ...
..
"والله يابنتي أني خجلان منك خلقه...ومكالمة اخوك لي هاذي ماكان لها دعي عشان افهم ضروفكم ...ويابنت طلال العماره واهلها تحت امرك جميله ..لين مابيتكم يخلص ...."
..
..
اغلق السماعه مودعا لها ..
ومازالت علامات التعجب تكسي محياها وتتلبسه ..
كيف ؟أخي .....وبيتنا .....
وأسلوب جميل من بدوي خشن....
..
..
شاركتها كادي ملامح الأستغراب ..وهي التي حضرت المكالمه..
..
ما أن همت بالسؤال ...حتى قطعها اليقين ..
ورن هاتفها ..
اجابت مسرعه ..."ألو ..........."
..
واجهها صوت اختها اللاهث المشتاق ...."الو السلام عليكم ...."
تمتمت ترد سلامها ..
"ايوا ياسلطانه ثلاب كلم المالك ورضي ....تكفين ياخيتي ...بحجز لك ولكادي رحله لسكاكا تعالوا لي انا تعبانه بالحيل ..."
..
..
تأملت ملامح كادي المتفاجئه ...
"بس صعبه على كادي اجيبها ياشما ...حاولي انتي تجين .."
..
ردت تلك ..."ياسلطانه والله ماقدر لو قدرت كاني اللحين يمتس.."
..
..
راقبت كادي ...تهز رأسها بالأيجاب ..وهي تشير بأناملها الطويله ..
وتهمس ..."بس يومين ........."
:
تنهدت ....."اوكي ..جايه لكن بس يومين ......ماقدر اطول وضع كادي مايسمح ...."
..
..
سعلت تلك بقل حيله فالمرض ينهش طاقتها على البقاء ........"انتي بس تعالي ونتفاهم ...وايه ...جهزوا اغراضكم كلها ...لان ثلاب بيعطيك شقه حلال لك في وحده من عمايره ....
"
...
اعترضت بكرامه ...."لا يا شما انا ماقدر اقبل ..."
..
قاطعتها ...تنهي النقاش..."سلطانه ...ثلاب مايرجع عن كلامه فكينا من حنته ...يوم درى انتس رضيتي تجيني ...اهادك الشقه لاترفضين الله يخيلك......"
..
..
أبتسمت بحالميه ...وفي جزء بعيد من قلبها تحسد اختها على هكذا رجل ....لاتعرف كيف ترد الجميل اليه...خصوصا قوله بأنه اخيها ..
أن تضع ذاتك الذكوريه في موضع الاخ لأنثى ضعيفه ...فهذا يعني ان رجولتك قد اكتملت....
..
..
وبمحاوله للبت في القضيه ..."شما والله صعبه ....ماقدر اوافق بدون مقابل ..."
..
..
ضحكت تلك ..."لا حول يابنت الشمالي اهداتس ...لا اهدى الشمالي ...مايهدي أي شيء...احمدي ربتس ماعطاتس العماره كلها ..."
..
..
شاركتها الضحك..."اوكي ياشمالي ....حقه عراسي من فوق ....والله مانسى له جميلته هاذي...ونردها له بالافراح ....."
..
..
اطلقت نفسا ..."فرحته وفرحتي أني اشوفك اخر الاسبوع....واتمنى انك تضلين عندي اسبوعين مو يومين ...اشياء كثير بقولها لك ياسلطانه ......"
..
..
لمحت كادي لمعه وشيكه في عيني عمتها ....
فأنتابها الحزن لهذه الانثى الكادحه ...
تحدث أختها الوحيده بلهفه وكأنها طوت سنين البعد بكلمه واحده ..
..
..
أنهت سلطانه المكالمه وقد ارتفعت معنوايتها ..وداهم قلبها المكسور الأمل ..
..
همست بأبتسامه ..."عمه ....... أنتي مستوعبه ..أنو ازمه السكن فرجت ........"
..
..
رفعت ليلها الغجري وشددت عليه ........"مابي افكر ........مو مصدقه .....أبي شي يشغلني عن التفكير....أبقوم اعزل عفشنا زي ماقالت شما..."
قالتها وهي تصطنع علامات التعجب بضحكه ...
..
شاركتها كادي الضحكه ..
..
..
ألا أن تسألت تلك ......"اتمنى انو ورى رجعه شما لحياتنا خير ...وفرح نسينا من زمان .........بس لو اعرف ليش هي مصره علي اني اسافر لها ...أش هالتعب اللي يعطيها كل هالاصرار .........."
دفعت عجلات كرسيها للأمام .......وهي تبتسم ..."كلو خيره ياعمه ........عيشي اليوم وبكره بيجي مايحتاج تفكرين كيف بيكون ....."
..
..
أبتسمت تقنع نفسها ......"ونعم بالله ......أجل قومي نلم كل شيء بس اول نلم شناط السفر .........لكن احسبي حساب اسبوع على الاقل طيب ......."
..
..
تنهدت ........"عمتي مو قلنا يومين بس........"
..
..
عندها اتسعت حدقتيها تقنعني بأبتسامه ..."سفره وجت لحدنا ..خلينا ننبسط........."
..
..
..........................................
............
تمت ..
...

لامارا 12-04-18 12:54 AM

الجزء الخامس..
:
:
:
عن كل نجم ظهر بسدل أجفاني
:
لعل ما عيش حزني لحظة غروبه
:
وعن كل خل طويل الصمت كفاني
:
الصاحب اللي قليل الهرج عذروبه
:
وعن كل ثوب جديد بالبس أكفاني
:
وأدله ولا ألقى رسايل هم في جيوبه
:
أنا الجفا ليه أخاف الناس تجفاني
:
وأنا الحبيب الذي من يعشق عيوبه
:
راعي الوعد وأن صدق مرة ولاقاني
:
يحتار بين السراب وقلب محبوبه
:
يامن عذابه يشققني ويرفاني
:
فرقاك غصب علي بالحيل مكتوبه
:
خبرت نصف تعب من نصفه الثاني
:
بعضي الرماد وبعضي نار مشبوبه
................................
.................................................. .....
كانت تتدثر بشالها الكشمير ..وتندس في سريرها العملاق ..
الاإطيه مرتبه ..والديكور برجوازي ..
ألا أن كآبة المستشفيات تغللتها ...بمحلول يتدلى على يسار السرير ..
وجهاز متصل في يدها يقيس ...شيء ما يخاف من نقصانه او زياده ..
احتراز للنظافه و وسواس من جرثومه متطفله ..
..
..
همست للمرضه ...من جنسيه عربيه ..."لو سمحتي ...؟؟معليش اشيل الجهاز ...بكره او نهايه الاسبوع..."
..
..
ردت تلك بعمليه يغلفها ود ..."إن شاء الله بس كذا لما تستقري وتريحي نفسك حتبئي كويسه ..وحنسحب القهاز ...أوكي ......"
..
..
هزت رأسها بالأيجاب .....وقد أنتابها اليأس ...
..
الموت أقترب ...لقد صفيت حساباتي مع الدنيا ..وبقيت أختي ...
عند رؤيتي لها ...سأسلمها عهدتي ...وسأرتاح أخيرا .......
..
..
دخل الغرفه مبتسما .....رؤيته بلسما لقلبها العليل ...كيف وهي ...حاميها ..وسيدها ..ورجلها الذي تثق به ...
علاقتهما لاتفسر .........سيطر عليها الأحترام وتملكها ...فأصبحا كجسد واحد ...كمكملا لبعضيهما .......الغريب في الأمر هنا ......أنه لاحب .......تشبه علاقه طالب العلم ...بشيخه ..
تشبه علاقه خيل بفارسها ..
وفاء ...والكثير من الأحترام ...
..
قبل رأسها بخفه وجلس بجانبها ........
وهو يتأملها بصمت ...
هذا الرجل الغامض ....سيد الغموض ومولاه ...الصامت حتى إشعار أخر ...ملك المتاهات وسلطان الرزانه ......
..
:
تأملها لوهله ....لم تكن بذاك الجمال الفاتن ....كانت اقرب لأن تكون عاديه الملامح..سمراء ...ازداد نحلها ..مؤخرا ..
لطالما كانت تحافظ على طول شعرها لحد رقبتها فلايزيد ولاينقص ..وتحافظ على لونه الطبيعي ..
..
..
ألا انها كانت تملك عينان طفوليه ...تريح دواخل من يحادثها ..
ليست مميزه ابدا ان رأيتها مره من المحتمل أن تنساها بعد مده....
..
..
لكن ان تجلت لك حكمتها ...وغصت في عذب صفاتها ..
لن تنساها مهما حييت ...
فمثلها نادر جدا ...
..
..
قطعت تأمله للبعيد ........وهي تبتسم بطريقه يحببها قلبه..."ثلاب.....ها قولي وش صار على موضوع الارض ....؟؟"
..
كانت كعادته تستفسره عن اخر نزاعات وخلافات قبيلته اللتي كان يجزم فيها ...
فهو المتزعمهم بعد الله ...
وقد ساندته هذه على الكثير من القضايا المشابهه...
..
..
أبتسم لها ........"خلنا من الهم ...بشريني عنتس...؟؟"
..
تنهدت بسعاده...."أخر الأسبوع أختي بتكون يمي ....مدري كيف بتعدي المواجهه بيننا........."
..
أطرق برأسه متمهلا وهو يتأملها ويحارب أبتسامه ....
..
أستفهمته بملامح وجهها...
..
حرك كتفيه..."سلامتس ...لكن وشوله حنوكتس ألتون..."
الترجمه"لاشيء لكن مابال لهجتك التوت..."
..
ضحكت ........."ما من لويه.... "
الترجمه"لم تتغير ... "
..
مدت يديها تنشد كفه...
:
فهمها وهو يقترب منها ....وبتسأل محاولا ان ينسيها الحزن ........"إيه ...وخطارتس =ضيوفك -متى بيشرفونا ........."
..
..
أخذت نفسا عميقا وأغمضت عينيها كانت تستعد للنوم ......ربتت على كفه..
"أحجز لهم على اخر الاسبوع.........يوم الثلاثاء او الاربعاء..وانا ببلغهم ..."
..
..
وقف وهو يقبل رأسها ويهمس..."تأمرين يالغاليه........."
..
..
خرج وهو مازال ملقي نظره على جسدها المتعب......
ستترك مكانا كبيرا ..
..
..
.................................................. ...........
يوم الأثنين الساعه الـ8 والنصف صباحا ...
..
كانت قد انتهت نسبيا من ترتيب المنزل وتجميع الصناديق في المجلس الضيق...
..
عندها سمعت صوتا عذبا هادئا يخرج من غرفه كادي...
عندما اتجهت اليها ...
كانت قد تحت صندوقها الخشبي المطعم بنقوش هنديه ويبطن بجوخ احمر ...
..
وقد لبست أساورها لجدتها على يديها ....
..
..
أبتسمت عندما لمحتني اقبل عليها...
:
وبراحبه من تمرس على العرض...
.......
أشارت لمسجلها الذي يصدح بنغم يحفظه جسدها..
"زمان مارقصت لأحد على هالاغنيه..........أسمها سلام ..."وحركت يديها بطريقه هنديه للتحيه ...وأكملت بغرام..."من فيلم أمرؤ جان لريخا .........امي كانت تحب هالفيلم....أجلسي..."
..
..
قالتها وهي تشير على طرف سريرها....
...
..
كنت أتأملها وهي تحرك جذعها ويديها بحرفنه ...واحاول تخيلها واقفه..كم كانت لتكون جميله...
..
..
كانت تحرك أناملها بحركات كانت لتكون مفهومه لي لو كنت من بني جنس جدتها ....
..
..
أنهت مقطوعتها ....وهي تتنفس الصعداء مبتسمه ...
..
..
لولا عجزها لحلقت من فرط فرحها ...كادي ككتاب مفتوح امامي ....فهي تمارس سعادتها بهذه الطريقه بتذكرها للماضي ..ومحاوله العيش فيه ...لأن مستقبلها مجهول تماما ..
..
..
.................................................. ..........
..............................
الشمس غابت وكلن دور سراجه**والشوق جمر ما حر الشوق لا جمر ..
:
وانت تعرف يا بعد حيي مـن تواجـه** بيضان الافعال لا مـن الزمـن سمّـر
:
انضاقوا اعنف من البحر ومن امواجه ** وان راقوا اركد من الخرمان لا عمّـر
:
بيت عتق في الباب مزلاجـه ** وكم شيخ امـارة قبـل تعينـه مؤمّـر
:
وكـم حاتمـي تكفـي فلـة حجـاجـه ** وشلون للضيف لو عن ساعـده شمّـر
:
وان مـر تاريخهـم متلبـس تـاجـه ** كم عاشق كيٍـف وكـم حاسـد زمّـر
:
:
>>>
...
كانت تجلس في اقصى مجلس استقبالها الفخم ..وقد ارتدت ثوبا فاتحا بكنزه شتويه افتح عله يخفي شحوبها المخيف ...
وغطت مقدمه شعرها المتساقط بأسكارف ذو الوان زاهيه ...
..
::
التوتر سيدها والترقب مولاها ....
كيف ومن تنتظر وصولها كلمتها للتو لتخبرها بمكان وجودها.....
وتطلب رقم سائقها كي تتواصل معه...
..
وجهت حديثها للخادمه.........."أيجا .......جيبي قهوه بسرعه............."
..
..
قطع انصياع الخادمه دخول من يشبه اباه ....ويجاريه في زخم ترفه .....وطول قامته ...حتى يسرق ملامحا منه الا انه اجمل من أبيه ...حيث مازال شابا ..وذاك سحر الاربعين يغطيه........
..
..
أبتسمت له ........وهو ينحني ليقبل رأسها بدأ لها على عجله .
...فتسألت ........"على وين العزم أن شاء الله....؟؟"
:
:
تلقف من صحن الشوكلاته امامها واحده ...وهو يحرك حاجبيه ..."حايل يابعد حي....."
..
..أخذت حبه أخرى وهي تفتحها له بأمومه .......
..
..
لتتأكد......"مع مين؟؟ومتى راجعين؟؟ومن بيسوق.....؟؟"
..
..
اخذها منها ........"مع خوالي ...واطمني معتاد مو بسايقن أبد بعد هاك المره .........."
..
..
أبتسمت له وهي تحرك رأسها تنذره بأنها كشفـت كيده ....."نشوف ياسي عياد ...مادري من عطاه المفتاح ........."
فهددته ........."والله ياعياد لو دريت ان معتاد بيسوق ...لا الكلام كله يوصل لجسار ودبر عمرك........أنت ابلش فيه"
..
..
جلس بجانبها عندما شعر بطول الحديث معها كيف لا وهو يعشقها من عشق ابيه لها ......
"ياذا الجسار اللي مثل مكافحة التسول نسمع بوه لكن مانشوفه ....ابد ومايطيح عليك الا لا زانت ..........أبد ينقز لك مثل ابليس....."
..
..
ضحكت تجاريه ..."نشوف عاد لا جاء الشهر الجاي .......الكلام ذا يطلع قدامه ولا لاء.......؟؟"
..
..
وبفكاهته المعتاده ...."خلنا منه ذا الحديدي خله يطس.....أقول يابري حالي ....ابيتس تزوجينن هاك الحجازيه المزيونه شرواتس...."
..
..
لا تعلم كيف يدخلون ابناءه الاربعه البهجه على قلبها ......."اول خن نزوج جسار ثم نزين علومك ..."
..
..
مثل الصدمه ..."انا لانتظرت جسار ذا المعنس مانيب معرسن الا لاصكيت الثلاثين ........ابوي يومه كبره كان معرس"
..
..
ضحكت ...بأمومه أنثى ..."حرام عليك جسار تو 24 ........باقي له العمر فديته يازينه ..."
..
..
تنهد ..."اخ بس هالحين جسار زين والحلا ذا كله الي جالسن لمك ...وش ....المهم دوري لي حجازيه نبا نعررس ..."
..
..
رفعت احد حاجبيها تتسأل بمرح..."قول لامك تدور لك ....."
..
..
عندها نفى الفكره بقوه ..."عوذه ...امي ..ابد صاملتن معا على بنات خالتي نوير هالمخافات ...كلن معلقه كامرتن كانون كبر راسا على صدرا .."
وتموضع مقلدا لصوت الكميرا ...
"اللي يشوفا يقول محترفه ...ويوم زرفتا منا ولا كلاااا صور ورق عنب عوذه ....وش ذا احد ياكل ورق برز ........"
..
ضحكت حتى دمعت عيانها لديه طريقه مضحكه في الحديث تشبه في نقدها طريقه جدته لأبوه ....
..
قالت وهي تضربه على كتفه ..."قوم ...قوم يا عياد ما وارك الا شين العلوم ...قوم روح حايل فكنا ...."
::
::
وقف وهو يتصنع البرأه ...."طب ياخالتي عطين من ذا الكاكو صحن خلني احر فيه طالب ابو كرش...."
..
..
عندها تذكرت ...."يوه طالب ياحبيبي ماشفته من متى ...قله يمرني ....ولا بيروح معكم ..."
..
..
وبأستهزاء..."طــــــــــــا لب تلقينه هالحين منبطح تسذا ...في الجمس وينتظرن ...هاه بتعطينن من الصحن ولا كيف ...؟؟"
..
..
تنهدت .."لا اله الا الله ....طس ياعياد للمطبخ دور هناك ودقوا لا وصلتوا طيب موب تقفل الجهاز مثل هاك المره مع معتاد ..."
..
..
ناظرها بحزم مصطنع ..."خلاص ياخالتي ترا سفلتي بنا على ذا الموضوع ...."
..
..
انهى جلوسه معها بقبله على رأسها وهي تطلب الحفظ من الله له ولأخوته الاربعه ...
مقام ابناءها ..."جسار الرزين ..وعياد المنتقد..ومعتاد المتهور..وطالب الحنون .."
:
:
:
ركب السياره يستعد لقيادتها ...وجه حديثه بعدم رضا لأخيه بالخلف ...معاتبا ..."تروا خالتي كاسرتن بخاطري من تسثر ما تسأل عنك وانت مطنش ياطالب........"
..
..
كان مجرى الحزن جليا على محيا ذاك اليافع ..."مقدر اشوفا بذا الحال قلبي يتقطع ......"
:
:
عندها تدخل معتاد الذي كان يجلس بجانب اخيه .."يعني حنا اللي قلوبنا ماتقطع ...عليا لكن نبي نشوفا ونجلس معا اليوم هي موجوده باتسر لا....مانبي نندم على لحظه ممكن اننا كنا فيها معا ....فهمت ...."
:
:
:
.................................................. ..
.................................................. ..........................
كان يوما شاقا ..
يشبه ايام السبت في ثقله ..
..
خرجت وهي تدفع عربيه كادي امامها .......
..
والعامل يدفع عربيه اخرى بحقيبتيهما المتواضعه ...
.
..
اخرجت هاتفها تطلب رقم السائق خجله ..
فقد حدثتها شما وقالت انها ارسلته منذ مده يكون فيها قد وصل ...ومدتها برقمه ..
..
انكمشت على نفسها ..وهي تسمع صوتا بلهجه اهل المنطقه البدويه يخرج من سماعه هاتفها ..
يبدو بأن شما اخطأت في ارسال الرقم لكن ما الضير من السؤال ...
.."السلام عليكم ...آآ..انا قدام البوابه الرئيسيه للمطار ...؟؟"
كانت تستشعر رده وفعله من طريقه نطقها بصيغه السؤال الا انه فاجئها برده المؤيد ..."ايه أبد الله يطول بعمرتس قفي عند الباب هذاني بالمسار ...جمس اسود موديل 2011 ..."
..
..
انهت الحادثه وهي تمتم لنفسها ...
"كاني بعرف الفين واحدعش من الفين وثمنيه يعني ....."
...
القت نظره على كادي اللتي كانت تطرق برأسها بين يديها ...
فتسألت جزعه ...."كادي؟؟ تعبانه ...مصدعه ...دايخه ..."
..
..
هزت تلك رأسها بالنفي ...."لا ياعمه نمت في الطياره مو صاع بس أحس ظهري بينقسم نصين ...."
..
..
تنهدت حزينه منذ مده طويله اصبحت جلسه الكرسي المتحرك لا تناسبها فتمضي معضم يومها على السرير او على اريكتها الصغيره .....
..
..
ربتت على كتفها تصبرها ..."ماعليه حبيبتي ذحين بمدد لك رجولك في السياره ..."
..
..
عندها رن هاتفها رفعت رأسها لتجد سياره سوداء قريبه ...
الا انها اجابت تنهي الشك ...
فلم يعطيها فرصه ..."انتي اللي معتس وحده على كرسي متحرك ..."
اجابته بصوت مكتوم من نبره شفقته ..."ايه ..."
..
..
عندها راقبت احدهم في مقتبل العمر يترجل من السياره السوداء ...
كان ذو هيئه مرتبه وملامح حاده ...
عندها اشارت للعامل على السياره فسبقها اليها ...
..
فتحت باب السياره الخلفي وساعدت كادي على النهوض ...
لقد اعتادت على كيفيه وضعها داخل السياره ..
أشارت للعامل وهي تطوي كرسي كادي ...ناولته اياه مع ورقه نقديه ...اغلقت الباب وركبت من الجهه الاخرى ..مددت ساقي كادي ..ونزعت عنها حذائها ..
همست لها خجله ..."أرتاحي ياعمه ..."
..
:
:
كان ذاك قد انطلق في شوراع يحفظها ...ومزارع تخالط البيوت ..
بروده الجو قرصت كلتيهما الا ان سحر سكاكا لا يوازيه سحر ..
:
:
كانت تزورها للمرة الألى ترأى لها وجهه امها ..حتى ضنت بأنها تشم رأئحتها في هذا المكان ...
هوت سكاكا وسقطت في اعمق نقطه داخل قلبها ..كيف لا وهي ارض امي ..
..
..
قيمه عاطفيه تربطها بالمكان ..جعلتها تعشقه وكأنها جزء منه عاش الصبا والشباب فيه ...
تساءلت ...أي البيوت بيتك يا أمي ........
..
..
أهو في أوجه هذه القصور البراقه وبواباتها العملاقه ...المترفه ...ام خلف احد هذه المنازل الطينيه البسيطه القديمه ..
..
..
:
كانت السياره تهم بالدخول الى ملكيه فخمه ...تليق بأن تكون ملكا لشيخ قبيله ...وابن لأسر عرفت بمزاوله التجاره لعقود...
..
:
في الواقع كبير هذه الضياع وعملقه هذه الاعمده الجصيه والنوافذ الزجاجيه البراقه بنقوش ذهبيه ...
كانت تدخل الضيقه لقلب الفتاتين ..فمثلهن من تربي علي بساطه البيت الحجازي ...وخلو الحياه من المجاملات الاجتماعيه بغية المال ...كن سعيدات بفقرهن اللذي يجعل من حياتهن بسيطه فيجدن انفسهن براحه وتفاهم ..
..
..
نزل السائق قبلهن ...سمعنه يرفع صوته بأتجاه باب بعيد بأسم الخادمه ...
ليناول احادهن الحقيبه واخرى تقدمت من السياره تمد يد العون ..
لم تحبب كادي الفكرة وانزعجت مناحدهم يساعدها غير عمتها ..
..
فطلبتها سلطانه ان تمدها بالكرسي من الخلف ...
..
..
ما أن استقرت كادي في كرسيها حتى همست بحزن يشوبه بعض من الضيق ..."اكره الاماكن هاذي ..."رفعت رأسها لعمتها لتكمل بأيجاز ...."أتمنى مانطول ...."
..
..
سرعان ماتفهمتها سلطانه ففتاه مثلها تربيت على حياه التقشف والبساطه لن يعجبها ابدا مكانا هكذا ...
دلفن الى الداخل مشدوهات بحسن تصرف الخادمه وادبها ..التي دلتهن على مجلس قريب بعد ان تلقفت عبائتيهن بأحترام وعنايه ..
..
..
كانت بساطه ملبسهن انيقه ..كادي بلباس يبلغ عليه اللون الابيض جعل من حزنها الفتي يتضح اكثر ...
وسلطانه بفستان كحلي طويل بأكمام محتشمه وقماش منسدل يفضح انحناءات معالمها .....
.....
....
..
دخلن المجلس كبير اللذي طغت عليه نقوشا مغربيه فخمه ..
.
.
وقفت احداهن في صدر المجلس بمساعدة ممرضتها ..التي انسحبت في خضم الموقف..
..
..
التساؤلات ..الغضب ..الجرح والحزن ...والالم ...كله تلاشى من قلبها عندما لمحت اختها الوحيده بحال ..لا تسر حالة وقد كشر الموت عن انيابه يقتنصها ..لم تكن في حاجه لأن تتكلم كي تحدد مرضها الذي كان جليا عليها ..
كانت تشبه التماثيل الشاحبه في حديقه مهجوره ..عظام فكيها قد برزت ...و كتفيها انحنت فوق نحرها ..وعروق خضراء متعرجه تغطي كفيها المرتجفه ...
..
..
وعيناها ..أجمل مافيها ..ذابله لاتقوى على رفعها ...وكأن هموم العالمين اجمع ....أتكئت على جفنيها ...
..
..
سرق شوقها والاعتذار عجلات كرسي ابنه اخيها التي تراها للمره الاولى ..
هوى في قلبها ركن ..وهي ترى الحزن والانكسار يتجسد على شكل ملاك ..
..
..
رغم تميز جمالها ..الا ان هاله العجز سطت عليه...
..
..
رفعت عينها لأختها الوحيده ...يالله لم يزدها الزمن الا جمالا ..باتت تشبه لأمها ..نضجت ..و ازدادت حدة ملامحها ..
..
..
كانت ستتقدم بضعف ..لولا ان سبقتها سلطانه مسرعه ...ووقفت أمامها ...
..
..
الكثير من الدموع كانت تغزو مقلتي سلطانه ..وبعضها قد نجح في غزو وجنتيها ....
..
لا أراديا وجدت نفسها تزرع اختها في صدرها ....
..وتجهش باكيه عل الروح تنفس عن حزنها القديم ..
..
..
الفراق دوما مؤلم ......في كل حالاته يؤلم احدهم ..
أحست كلاهما بقطعه من ابيها تعود الى حضنها ...تعود للوجود بجانبها ..
..
:
:
بللت صدر اختها بالدموع ...طلبا للغفران ...
:
:
أبتعدت تعدل شالها على مقدمه رأسها وهيي تحاشى النظر الى عيناي اختها ...
أعادت سلطانه الحنون كرتها ...وكأنها تقول مازال القليل ..في صدري أحتاج ان اخرجه ...
..
..
أحتاج ان اسامحك كليا ..
.
:
:
كانت تراقب بعينان دامعه ...اذا هذه عمتها لاتشبه ابي وسلطانه ابدا...
ألا ان وجعا غزى قلبها الفتي ان كنت مريضه بأعاقه ..فعمتي مريضه بالموت ..
.
:
.
توجهت بحديثها الي وقد حاوطتها عمتي سلطانه بيديها واجلستها بجانبها ...
..
..
"كيفك كادي ....اخبارك ؟؟........"
:
تمتمت لها بخجل ارد عن تساؤلها ...
:
تأملتني مطولا ..."سبحان الله اللي خلقكي..."
..
..
لا اعلم مؤخرا بات ثناء الناس على خلقتي يشعرني بألم ...
لا يستطيع قلبي تفسيره الا انه يزعجني ...
..
..
قاطعت تأملها عمتي سلطانه ...وهي تحتظن كفيها ........وتساؤل حزين يملأ عيناها "من متى يا شما ؟؟......"
..
..
أبتسمت بأنزعاج ..."قبل 12 سنه كنت أراجع عشان تأخر الحمل ...اكتشفت اني مصابه بسرطان المبيض ....والحمد لله على كل حال سويت عمليه ازاله ...ورجع لي قبل سنه سرطان دم .......اراده الله"
..
..
تقوست شفتي عمتي الحنون ........وهي تعتذر بوجع....." أنا أسفه ياشما والله ماكنت ادري ...والله لو كنت ادري كان ماتركتك لا لحظه لحالك ....."
..
..
تنهدت عمتي الاخرى اللتي اراها للتو وهي تبرر لعمتي سلطانه ...."لا ياسلطانه ...انا ابعدتك عن حياتي بدون لا ادري كنت اعتقد اننا غير مهمات لبعض ..........يوم كنتي صغيره ..كان ابوي يأخذني عنده كم يوم ..ونت اراقبه كيف مقرب منك ويلعب معاك وينومك بصدره ..وكيف كان يسولف مع عبد الرحمن بأريحيه واسترسال...وكان كل بعد شوى يتأكد من مكان امك الله يرحمها في البيت .....وانا اراقبه بسكوت وأسأل نفسي انا المره الكبيره ...ليش اغار من طفله عمرها سنتين وانا عمري 29 ليش ..اللي في سني بناتها اكبر منها ...بس انا كنت اغار من معامله ابوي ...لكم وهل يوم عامل امي مثل ماعامل امك ...انا احب ابوي ياسلطانه لكنه كان بعيد عني ومايعرف كيف يعبر لي ...حتى يوم قرر يرجعني لحياته كان يجيبني عندكم في البيت كنت ادخل ساكته واخرج ساكته معرف وش اقول ...ما انكر خالتي كانت تتقرب لي وتحاول تتداخل معاي ..بس انا كان فيني كره غيره كان داخلي مشاعر مو حلوه اتجاهها ...يوم بعدت ...وتوفت امك وسمعت خبرها ما حسيت بشيء غير الندم وقتها كان مرضي الاول ..كان عذر شكلي اني ماحضر عزائها انا الندم عليها والخجل منها خلاني لايمكن اتواجد في مكان كانت هي فيه والله عمري ماشفت احد بطيبتها ولا بأخلاقها ..........زرتكم بعدها بسنتين ...اذكر نظراتك بس اتذكر نظراتك ..كأنك تقولين مو مرحب فيك انتي شخص مو مهم ..أما عبد الرحمن طول عمره كان بعي وما كنت اشوفه الا نادر لكن حتى هو يبين لي اني ما اهمه ....عندها قررت انو ما راح اتواصل الا مع ابوي ....انت وتزوجتي بعدها بكم سنه عبد الرحمن مستقر ببيته وابوي اشوفه كل مده ......ومشيت على هالنهج طول هالسنين لكن كبرت ....والحمكه اللي امارسها على الناس مارستها على نفسي ...عرفت انا االي كنت السبب السبب كله مني لو من اول مره شفتكم لميتكم لحضني وتقربت منك ماكان هذا حالنا ............"
:
:
قاطعتها سلطانه ...جازمه في الامر منهيته ........"شما هذا كله كلام والله لك مقام كبير بيننا ابوي ربانا على احترامك ...بس انا بعد عزاء ابوي مدري حسيت كل اللي كان لك بقلبي راح ...وثقتي فيك واملي انهدم ,,,,,,لكن انا مسامحتك لان كلنا بنات طلال .....حتى وان اختلفوا امهاتنا .........."
..
..
عندها دخلت الغرفه عجوز نشيطه ...تحمل القا جميلا وشخصيه خلابه ...وهي تعلي من نبره صوتها مرحبه .."هلا ياهلا .....والله ان بيتنا نور ...بنوركن ....ماحسبنا على الله نراعي احد من اهل شما ......."
:
:
توقفت للحظه بعدما تضحت لها ملامحهن ...اكبرتهن في نفسها ...سبحان خالقهن .......
..
تبادلت السلام معهن بترحيب ,,,قابلتها سلطانه برزانه ...وكادي كالعاده سيطر عليها خجلها ....
.
:
:
وضعت يديها على كتف كادي ..تبدو عليها السعاده جليه ...مقدار حب شما يتضح على وجهها ....."والله يأن دخلتكن علينا بالدنيا ...الله يسعدكن يارب ويخلكن لبعض .,...ولا نشوف بعدها قطاعه ......"
.
:
"أمين .."تخرج من كل واحده منهن على حدى ...
:
:
تأملت محيا سلطانه ..التي كانت تلتهم ملامح اختها بحزن ...
وجهت حديثها لشما ..."راعي وجسههن ياشما ..مسيكنات مصفره من التعب ...."
..
..
كانت تقوم لتباشرهن بالقهوه ..."تقهون ..."
..
..
الا ان سلطانه سبقتها ...وهي تبتسم لها بما عودتها امها وزرعته بداخلها منذ زمن ..."افا ياخاله ...محنا بغرب ....
أرتاحي بس........"
:
:
علا على محيا شمه الفخر وهي تتأمل اختها تباشر عمتها بفنجال ....
:
:
تسألت بحيره ...."يمه .....عذبى وينا فاقدتا ...........؟؟"
..
..
جاوبتها ..."فياض وصل امس واخذها لم اهلا ولا عاود من حينها ......."
..
..
أبتسمت .......فلمحت فيها سلطانه اهتمامها الواضح بعائلتها ..."ما شاء الله فياض هنا ......اشوف ثلاب مختفي ...اكيد رايحن لهم مكان هنا ولاهنا ........"
..
..
..
..
مر عصر ذاك اليوم سراعا ..مع وليمه غداء كبيره تليق بأهل الشمال ...انضمت لهن فيها احدى القريبات ....
..
..
زخم الرفاهيه والترف لم يناسب ابنتينا ..
الا ان سحر السرير الملكي لم يستطعن مرواغته ...
..
..
..
ايا كان مايخبي غدا ......فلا زال هو غدا ..لايهم ...
..
..
وان غدا لناظره قريب...
..
..
..
:
:
..
..

لامارا 12-04-18 01:02 AM

الجزء السادس ..
:
:
يوم شافوني انا بقربك ابعدوني عنك يالغالي
مادروبي كم انا احبك يا سعادة عمري وفالي
من غلاك اخترت انا دربك دون لا افكر ولا ابالي
صرت احبك صرت مغرم بك صرت عمري اول وتالي
مهجتي وعيوني اتحبك ونتشي لي شفتك اقبالي
وانسى من حولي وافكربك كني في كوني لحالي
:
دامني عايش وسط قلبك وانته في قلبي وفي بالي
مايفرقنا سوى ربك الكريم الواحد العالي
:
:
:
دخل عليها ..بدخوله خرجت ممرضتها ..أبتسمت له ...شاركها دفء ابتسامتها ..
.
.
وكعادتها تراجع احداث يومه ......"كلمت عياد ومعتاد ؟"
.
.
هز رأسه بالايجاب ....
"وجسار ....متى بيجي ......؟"
..
..
تنهد ..."بعد اسبوعين .........."
:
:
في محاوله لها ان تبعد حزنه ......."شفت فياض ؟؟"
..
..
استغرب .."فياض ...وينهوبه ...؟؟"
..
:
شاركته استغرابه ..."عمتي تقول انه في القريات من امس في الليل ..أستغربت قلت اكيد هو وثلاب راحو لحائل ..مع العيال وخوالهم ..............."
..
..
هز كتفيه بضجر ......"مدري عنه .مير اني غاسلن يدي منه ...........قولي لي كيفهن البنيوات ......؟؟"
..
..
تأملته سارحه ...حدثته مسيره ......."وجعوا لي قلبي .......حالهم ماتسر وفوق كذا راضيات ......."
..
..
قطع سرحانها بنبرته التي تطمئنها ......"الله بيعوضهن ...."
..
..
وجع غزاها عندما تذكرت صغيره اخيها وحفيده ابيها الوحيده.....
حاربت دموعها التي باتت تسترسل بغزاره هذه الايام ..."كادي ياثلاب تقطع القلب ......احسها لو تمشي بتطلع اكمل بنت ...سبحانه عمر الزين مايكمل ..."
:
:
قضب حاجبيه ......"عوذه ..وشوله هالكلام ......؟؟"
:
:
غطت وجهها بكفيها وهي تأخذ نفسا ......"معاقه من 6 سنين........ولازم لها اربع عمليلات وعلاج فيزيائي وهما ماهم قدرته ..."
:
:
انصدم ....."أفا أي والله افا ياعيباه ..ابك يالفشيله ......بنتنا هاذي ومهملينها تسذا ...والله في وجهنا ياشما ...من باتسر اكلم فياض ويتمم امورها .."
:
:
............
........................
حاوطت وجنته اليسار بيدها ....ممنونه هي لهذا الملك ....همست له ..."بتوحشني ياثلاب ......"
:
:
شدد على كفها فوق وجهه ...."اه يا شما ..باتسر بدونتس وشوله يجي ......."
:
:
تنهدت ........"احلى شيء كان في حياتي انت و عيالك يا ثلاب ....انتوا عطيتوني نفسي .........."
:
:
زرعها في صدره فأختفت ...تأوهت بخفوت من ضغطه عليها علها ...تدخل وسط الروح ولاتنتهي الا بنهايتي .....
:
:
"سامحيني ياشما اني حرمتس من الضنا ......."
:
:
أبتسمت بحزن تذكر فيه الماضي .."ماعليه ياثلاب هاذي ارادة رب العالمين ..."
:
:
حاول التبرير بحزن ..."بس انا اللي ضعيت اول سنتين كان يمديتس حملتي وولدتي ............"
:
:
ناظرته تقنعه ...."ثلاب لنكن صريحين ...انت ماتبيني ...."
:
:
تغيرت ملامحه ...عندما فهم قصدها جيدا ..
أبتسمت له ..."مو ذنبك انا مرؤتك فرضتني عليك ......انا اعرف انك ماتشتهيني زوجه ...انت تقدسني حكيمتك الخاصه ......"
:
:
بهت صوته ..."شما ......أنا ...مو قصدي ..........."
.
:
هزت رأسها بالنفي
..."انا ياثلاب مو عاتبه عليك انا مثلك كمان اشتهيتك اخو لا غير ....فكرة طفل منك كانت ....ما اقدر استسيغها ..."
:
:
سند جبينه على كفه بأنزعاج ....."خلين نسكر السالفه ......."
وخرج يجر خطواته الى غرفته ...افكاره تثقله.....وقلبه الخاوي يزعجه ...
:
........................
أبتسم لها وهي تناوله فنجان شاي امام المشب الضخم ...وتحاورة بأمومه .....
:
:
كانت تلك في اخر المجلس تدعي أنشغالها ...بغزل تراثي في يدها ..الا انها تسرق النظر اليه ..
هذا الكاذب المدعي ..
بدون ارادتها كانت تتأمله بضحكه شماته على شفتيها ........
:
:
مسكين كتب عليه ان يعيش بقناعه ...مسكين كثرت اقنعته مؤخرا ...جحيم 11 سنه معه يؤرقني ...
:
:
كان يبتسم برزانه ..على كلمات عمته ....كفهد ....كوحش بري فخم ...العنفوان اللذي يخبئه بداخله ....لا يراه غيرها ..
حتى في طريقه جلسته ...يراه الغير راكزا عاقلا ...وتراه يقتنص فرصه لينقض على فريسه امامه ...
:
:
لم يكن جميلا ....الا ان لديه زخم المثقف الشمالي الذي يجعل منه سيد قومه ......لا يلبس الثوب الابيض الا نادرا اقترن فيه اللون الاسود والعماه العنابيه ...ساعته وكبكه اللامع ونظارته ذات العدسات الداكنه يخفي تحتها مقلتي وحش ..
:
:
تكرهه فوق الكره بأضعاف ...تتمنى ان تمحي وقار شعره الرمادي من الوجود ..ان تمحي كل شيء يتصل به او يدل عليه ..
:
:
:
سبحان الله يعكس اسمه تماما يناقضه ...ذا الشحيح ..البارد المتعالي الصامت ...طوال 11 سنه لم يشاركها بحوار سوى في مشاجره ولا سريرها سوى في غيابها ....كيف وهو اللذي لم يجمعني به مكان واحد منذ 8 اشهر ...
:
:
والمشكله اصراره علي متعب ..كأني قربانه ..كاني ملكيته الخاصه كيف وهو الذي لايسمح لاحدهم بمحادثتي او حتى النظر الي ...يحرمني علي غيره ..وعلى نفسه ..وحتى على نفسي يحرمني ...
تملكه مزعج ...يحافظ على كتحفه يحرص على تعليمي وعلى وظيفتي ..يحرص على صحتي على مظهري ولا يحرص على قلبي ...
:
:
يحرسني كل اللذي اعرفه يحرسني ..لكن لا اعلم من ماذا ..
بت اشتهي غيابه ...واسعد في سفره ..
:
:
طالباتي اخواتي وامي ..هن كل حياتي خيري لهن ..وان همشني هو ..سألعنه الي مدن الغياب ...وسأنفيه هناك ..
اصبح لا شيء بالنسبه لي..عندما يتفوه احدهم بلا شيء ..
::
::
حينها انا اقول ...................."فــــيــــاض..... "
..
..
.............................
جفاه النوم ...ونفته الراحه مؤخرا ...اصبح يلوم نفسه كثيرا ..بدل ثوبه الابيض بثوب بني شتوي ....لم يرتدي عمامه ...واكتفى بترتيب خصلاته .
:
:
كان الهدوء يعم البيت ...مر على غرفه امه ..وقد استغرقت في نومها ..
أبناءه ..كبروا و أبتعدوا عنه اصبح لكل منهم هم شاغل ...من يلازمه دوما هو عياد ليورثه امور المشيخه ...فجسار تنازل عنها ...كيف لا وهو نسخه عمه فياض ...
:
:
معتاد فوق طيشه الا انه منشغل بدراسته ..طالب ايضا متعلق بأمه وبحياة القريات هناك ....
:
:
...........................
.............................................
شتاء محرم هنا قاتل ..الا ان الثلوج لم تعد تتكون هذا الاسبوع فقط بقايا صقيع الاسبوع الفائت ...
:
:
قطع مسافات اراضيه مشيا حتى الجنوب منها ..كانت غرفه العامل مظلمه فتيقن نومه ..
:
:
دخل الاصطبل الكبير ..حتى الخيول تنعم بهدوء الشتاء فتزيد ساعات نومها ....
توجه لمفتاح التدفئه ووزنه ..
الا ان لفتته حركه في اخر المكان ....أبتسم ..وهو يتوجه لمكانه ..
كان جواد ابيه ...العجوز ...
ربت على رقبته وداعب شعره ....قبل مابين عيانه ...حتى هذا المسكين لم يسلم من الهموم التقدم في العمر يرهقه ...
..
..
همس له بوفاء ...."كيفك يالشيخ ...مبطي ما ركبتك ...."
..
..
بدون سرج ...شدد من قبضته على شعر الجواد رفع نفسه برشاقه ..وانتصب على صهوته بتمرس ..
..
..
عندها ألفه ذاك الخيل القديم فوق ظهره ....وتذكر امجاده مع ابيه ...
..................................
.................................................. ...................
.
.
.
لا زالت تلف جسدها بمنشفه فخمه وجدتها في دورة المياه ...
اعتمدت على الاضاءه الخافته ..
وهي تجذب خصلا عشوائيه من ليلها المبعثر ...رغم تدفئه المكان الا ان خصلاتها كانت بارده ....وفي جهد مهدر كانت تحاول تصفيفه ..ولها ملكوت اخر تسبح فيه ..
:
:
فتحت الباب بهدوء ...لفتتها الاضاءه الخافته ..كانت كادي تستلقي على السرير بتعب ةقد سندت ساقيها على وسادتين ترفعهما ..
:
:
وتلك كالأثم مغريه تقف امام المرأه بهدوء ...مقياس انوثه كانت ..سواء التفافات جسدها ..او بياض بشرتها التي كانت المنشفه تفضح معضمها ....
:
:
أرتجفت تغطي نحرها بهلع .....بدون مساحيق التجميل بدأ وكأن جمالها تضاعف .....
همست بخفوت ...........تبرر هلعها .."شمااا........"
:
:
أبتسمت تلك تكسر نظراتها بخجل ..........ألا ان غزاها سؤال في قلبها ..."لو شافها وش بيسوي ...؟؟"
:
:
همست بمحاوله منها عدم ازعاج كادي ...وهي تشير على صالون صغير ملحق بالغرفه ......"انتظرتس فيذا ........"
:
:
هزت تلك رأسها بتجاوب ..وهرعت لتسحب لها قميصا ......
:
:
انظمت لها في جلوسها ...وهي تغلق الباب بهدوء على كادي .
:
:
أبتسمت لها شما بود ..وهي تبدأ الحديث ...مستبشره ..."ثلاب ...بيكلم اخوه يتكفل بعلاج كادي ......"
:
:
اقتربت حاجبيها بأستغراب ..."أخوه ....كادي ...؟؟"
:
أستوعبت متأخره ..."بس ياشماا ..........."
:
:
قاطعتها شما ....تقنعها ..."ثلاب يشوف ان هذا واجبه اتجاهكم ...بالعكس هو محرج منكم المفروض يسويه الشيء من زمان ......"
:
:
بذره احراج والكثير من الكرامه ..."لا يا شما بكذا نثقل على الرجال ..وكادي علاجها مو هين فوق انه يصرف يبي له متابعه ..."
:
:
هزت رأسها بعناد اكبر ..."سلطانه انتي اشفيك ....احنا اهل هذا واجبنا ....وبعد فياض راح يكون الامر عليه اكثر من سهل خصوصا ان هذا مجاله هو شغال في وزاره الصحه في الرياض ...وراح يحط كادي بأيدي امينه ............"
:
:
تنهدت سلطانه ...وبقل حيله ..."شما ثلاب وزوجك ...يعني شوي هذا يلطف من اصراره على مساعدتنا لكن تلزمون الرجال فينا وتثقلون عليه ليه ........؟؟"
:
:
بحزم الاخت الكبرى ..."سلطانه .........فياض انا بحسبه اخته ...طيب وكادي بنت اخوي انا بعد لي الحق اني اتخذذ قرارات بأسمها مثل ما انتي تتخذين ..."
:
:
نظرت الى عيني اختها ببؤوس لاول مره بعد كل هذه السنين هناك احدهم يتخذ القرارات بدلا عنها .........احدهم يعد نفسه مسؤولا عوضا عنها ..
:
:
دمعت عينها وهى تؤيدها ......"اللي تشوفين يا شماا .........اللي تشوفين ..."
:
تلقفت يدها بحنان تحمد ربها في سرها وفي علنها ........"والله انك جوهره ياسلطانه ...ونايف هو الخسران ..الحمد لله انك طلعتي من هالارتباط بدون طفل ......"
:
:
هزت سلطانه رأسها بحزن ..."الحمد لله ...لو اكتمل الحمل ..كانت بنت ...سقطت في الرابع ....."
:
:
تغضن جبين تلك تستحثها الحديث ..فأكملت المكلومه بحزن ..." الحب مو اساس الارتباط ...الشك ...عدم الاحترام ..الضرب ...كل هالامور الحب بجنبها صفر...والشك يعم الحب في قلبك ...مشكله نايف شكاك حتى من اولاد اخواته ...جنني ...اذكر ضربني ..وماترتكت له فرصه ورحت لبيت ابوي مشي تخيلي ..من الحره للسيح ..مشي ...المهم وصلت بيت ابوي وانا تعبانه ومصفره طحت عليه ووداني للمستشفى طلعت حامل ...كانت صدمه ...ابد مو فرحه ...لاني كنت ناويه اتركه للأبد كان مطلقني قبل كذا مره ...المهم ...درى ووعدني انه ابد ما راح يأذيني وانه راح يبدأ يفكر جدي بعد ماربي رزقه طفل مني ...كان يعاملني طيب ...طول هالاربع شهور ويراجع معاي وانا اتابع الحمل ...لكن في ركن في قلبي ماكان مرتاح ...الامان انعدم ناحيه نايف من هواجسي اتجاهه واتجاه مستقبل هالطفل حتى وحام ماجاني ...ولانوم ولا راحه ...لكن الحمل كان ماشي تمام ....لكن انتكس ...لانه دخل العماره وكان ولد اخته وزملائه متجمعين على الباب وجالسين يضحكون ....
العماره كانت فاضيه كالعاده ...مراهقين ومجتمعين على الباب انا وش ذنبي ...في بيتي مستوره ...دخل و رمى علي كلام مثل السم مد يده كالعاده ...وانا حلفت ان مد يده مرة ثانيه بتركه ...لكن هالمره حتى طفلي تركني كنت البارح بس عارفه انها بنت ...المهم كان هذا اخر حدي بنايف ...الله لا يعيد ايامه ......"
:
:
بنبره حزن ...."وطلقك ابوي منه بائن ..."
:
:
هزت رأسها بوجع ..."وليتني افتكيت من شره اللي لاحقني ........"
:
احست بالنقص عند علمها بحال اختها المؤلم ..."يأذيك للحين ياسلطانه ......"
:
:
هزت رأسها بحزن وهي تهمس تحارب بكاءها ..."انا ما اقول لكادي عشان ماتخاف ...بس ..."
اهتزت كفها اللتي تغطي شفتيها ..."بعد مامات ابوي ....جاء وقال انه بيعزيني ....لكن ................"
:
:
سكتت تذكر الماضي بوجع ...
:
هزت الصدمه شما ..وهي تفغر فاها بدهشه ........"سلطانه لا يكون .........؟؟"
:
هزت سلطانه رأسها بهدوء تؤيدها ......وقد اهلت دموعها بصمت ..."انا اسكت ....ما اتكلم ....موقعي كان ضعيف لو بتكلم ...اش مصيرنا انا وكادي ...حتى بيني وبين نفسي اسكت ما اتكلم .... اكثر من مره حاول يسويها بعد هاك المره...."
ضاق تنفسها تذكر مشاهد قبيحه كتمتها لاربع سنوات في قلبها ..."ابوه يوم درى رده عني .....و دفع لي ودخلني هالدوره حقت السكرتاريه ....وسفره عند اخوانه في الطايف ...لكنه رجع بعد وفاة ابوه ...يوم اني نسيت رجع ...هذا اللي خايفه منه ...لين قبل لا اجي هنا ....جاء ...وو ..كسر الباب علينا ......بس الجيران طردوه .."
:
:
أسندت رأسها على يدها بوجع ....أي مصيبه تسترين يا أختي حتى عرضك انتهك ومن ضعفك كتمتي ...........
مسحت دموعها التي ابت الا ان تنهمر ..."وش اسوي ياشما رجوعه ...يخوف ...المشكله انه مصر على الزواج ...يقولي ازوجك واحد من خويا ويطلقك وترجعين لي ...انا خايفه على كادي لا يأذيها ..."
:
:
بغضب وحميه ..."الله يلعنه ...ويلع امثاله اللي مايخاف ربه ....خليها علي ...يا اختك ...انا بحلها بطريقتي ...."
:
:
توترت ورفضت مسرعه ..."لا يا شما الله يسعدك لا حد يدري يكفي الكلام اللي يجيني من وراه ...محد درى غيرك "
:
:
شدتت من قبضتها على كفيها تساندها ...."محد راح يدري ...والحل ماهو بيد حد غيري ..."نظرت للبعيد ....."لكن عليكي تنتظرين عندي ...لين يتم الحل ........"
:
:
احتاجت حقا لتفصح هذا السر بقوه ...كان يضغط على قلبها ويجعل منها كتله ألم ..واحتاجت اكثر لقوة تستمدها من شما ...
قالت وهي تذرف اخر دموعها وتعدل ارتفاع رمواشها بأناملها الطويله ....."انا اسفه ياشما اللي فيك مكفيك ..."
:
:
تأملتها لوهله وقد قررت واصرت والدنيا لن تدوم ابدا ........."سلطانه من اليوم ....اللي طبيتي فيه سكاكا انتي صرتي من مسؤوليتي خلاص انسي كل الايام اللي راحت ............"توقفت لتكمل .. بحزن ........"الفرج قريب ......"
:
:
أستئذنت بعدما سمعت اذان الفجر.....باحت لها بالكثير ...والابواب التي غلقتها منذ زمن فتحتها فوق صدر اختها الوحيده ..
أبتسمت لها وهي تربط اسكارفا بسيطا على رأسها تمنع ليلها الغجري من اقتحام حرم ملامحها الفاتنه ...
:
:
تأملت اختها جمالها العربي ..."سبحان الله ياسلطانه شبهك من امك مع السنين بدأ يختفي اول كنتي نسختهاا ...."
:
:
أبتسمت بحزن على مافقدته من ملامح سرقتها من تلك الطاهره ....."نفس كلام ابوي ....الله يرحمه ......."
راقبت وجه شما المتعب ..
..
..
فبادرتها بحنان ..."شما انا سهرتك وتعبتك وانتي شكلك مانمتي .....انا نمت من العشاء صحيت 3......"
..
::
شاركتها حنانها ....."انا نمت ....بعدين تعبت وانا في سريري ...انا ماحسبت تجين اهج عنك ...ان كان مافيك نوم ...اروح اصلي ونجي نفطر مع بعضنا ...هاه اش رايك ...؟؟"
::
::
هزت رأسها متحمسه بالأيجاب ...اين كنتي مختبئه يا اختي ...اين .."بس خفايف لاتكلفين .......غير خفايف ماراح اكل ...ابرحم بطني ...."
:
:
ضحكت ...وهي تتوجه للباب ..."تكه صغيرونه بس........."
:
:
راقبت خروجها مبتسمه ..مرت بمرأه تتأمل شكلها بقميصها القطني الرمادي ...وربطه شعرها البيضاء ...رغم جمالها الا انها كانت رماديه ..واقترنت به ....تأملت وجهها محاوله تذكر ملامح امها ...لنتنحت على محياي كي احفظها ..تقبع ملامحها داخل صدري ..وتقيم مؤبده في عقلي ..في وهج تفكيرها بأمها نذكر خالها سند ..لو علم بوجودها مالذي سيفعله ....لا شيء اكيد ..
:
التفتت على السرير لتجد كادي مستغرقه في كتاب صحبته من مكتبتها المتواضعه في المدينه ..
استغربت سلطانه ..."كادي ...من متى صاحيه ....؟؟"
..
نظرت في ساعتها بملل ..كادي من النوع الذي لايستسيغ التغير في المكان او في الوجوه ابدا ....
:
:
وبرتابه ..."من اربعه تماما ..توني صليت "
..
..
قالتها وهي تعيد نظرها الى كتابها ....الا ان نظرهحزن وابتسامه انكسار على شفتي عمتها لم تفتها ...
راقبت دخولها لدورة المياه عندها لعن دواخلها الانانيه ...اتستكثر فرحه على هذه المسكينه من نذرت عمرها لي ...ولطالما داست فوق حقوقها من اجلي ..
:
:
سكنها الندم واللوم ...على مافعلته وجفائها وفضاضتها اتجاه عمتها ..
:
كانت قد انهت صلاتها ..ولازالت تجلس على السجاده ..
التفتت لكادي التي حدثتها ...."شكلك مبسوطه هنا ياعمه ....؟؟"
:
:
...هزر رأسها بالايجاب بعد تردد ..."الدم يحن ...ماتوقعت اني ارتاح بس امس اول مره احط راسي على مخدتي بدون هموم ......"
:
:
طعنها اعتراف عمتها الشفاف الحزين .......ان كنت قد فقدت قدرتي على الحركه ولازمت عالمي الوردي وندبت الماضي ..فعمتي من واجهت العالم الخارجي كي تؤمن هذا البؤوس الملطف لي ..واحتوت هي كل البؤوس وظلم الوحوش ..من حقها الفرح ..وانه لمن الفضاضه وقلة الادب والمرااة ان الومها ...او حتى ازعجها ...
:
:
بمبادرة سلام تريح بها قلب سلطانه ..."عمتي شما بترجع ...؟؟"
:
هزت رأسها بفرح ..."ايه بتفطر هنا ....تفطرين معانا ...؟"
:
:
أومئت بموافقه ...وهي تقرب كرسيها من مكان تمددها ....."بقوم البس ....ماراح اقابلها ببيجامه ..."
:
:
تفهمتها سلطانه ..لكادي طبع غريب في طريقه ملبسها ...فهي تلبس بطريقه تراثيه بحته ...بنكهه وروح بنجابيه ...
..
فمعظم ملابسها كانت تقتنيها من بائعوا الساري الهندي بالقرب من الحرم ...وتعطيها عمتها كي تفصلها لها ...
:
:
لبست تنورة اوف وايت بنقوش هنديه ناعمه مفرقه ...وقميص ضيق وردي بكم طويل ...وطرقت شالا على صدرها يشبه تنورتها الواسعه ..
:
:
مشطت شعرها الليل اللتي وان وقفت كان سيغطي منتصف فخذها وجدلته بطريقه تبين غزراته ..اخيرا تزينت بأساورها الذهبيه الرنانه ...
::
::
لم يكن هذا غريبا على سلطانه ففي يوم عادي كانت هذه طلة كادي المعتاده ...
الا انها زادتها بخط كحل عريض يزيد من وقع جمال عينيها وزخم رموشها ..
::
::
توجهت للصالون وجلست فيه ...نادت عمتها ....وبأمر متضرع ..."عمه شيلي الكرسي ....بعدين لاقمت باطلبه منك ......"
:
:
كانت تنظر للشاشه سارحه ...تتأمل جموعا تخرج من ابواب حرم مكه ...تشتاق لها جدا ..كيف وهي ابنة شعابها ...:
:
اربع مدن زارتها فقط في حياتها..
مكه :المدينه : شانديقار :دلهي
:
:
لقد مكثت في الهند 6 اشهر من عمرها 3 وهي في الثامنه و3 وهي في الـ11 ....
:
:
سكاكا مكان جديد ..جو جديد وبذخ جديد ...
لم تعي للتي تتأملها بصمت ..تسرق من جمالها لحظه ..سبحان من صورها ...
ألتفتت لها ...وانتباها الحنين ...يالله ..كيف يحدث هذا ...ايعقل ما أرى ...يبدو بأن شبيهات جدتي ال39 تجمعن لتكن هذه ..
هزت رأسها لها بخنوع وهي تهمس ...محركه يدها بطريقه السلام الاسلامي في الهند ..."خدافس ....ميري نام كادي هي ..."=مرحبا اسمي كادي ..
:
:
هلعت تلك وهي ترد لها الحركه ..."آداب ....ميري نام جاملا هي..."= لكي ادبي ..اسمي جمالا..
:
ابتسمت لها بود .."كيسي بوهي بروفا سي..؟؟"=من أي مدينه انتي ..
مازال الاستغراب يعلوها ...والحنين يدفعك تلك للتحدث اكثر ..الا ان جمالا بادرتها بفضول ..."اتشا باشا...؟؟ماشاء الله.."= لغتك جيده ماشاء الله ..
:
:
اشارت لها ان تقترب ..."شانديغار كي دادي .."=جدتي من شانديغار..
:
:
اقتربت تل بحركه هنديه يعتقدون بأنها تبعد العين ...عندما يقومون بمسح ظاهري او موازي لرأس من يقابلهم ويجمعن كفهم بالقرب من وجنتيهم مع ترديد .."الله بركات هيه ..."
..
..
واكملت فخورة .."توم بهي ساندورا هو.."= انتي جميله جدا ..
:
:
همست لها كادي بخجل وقد انتباها الحنين وتلبسها الشوق لم تحدث احدهم بحصيلتها من هذه اللغه منذ وفاة جدتها ..
"شوكريا ..."= شكرا
......
راقبتها توزع المائده بأتقان .." جب ابكي يهام كما كرتي هيم ؟؟"=منذ متى وانت تعملين هنا؟؟..
..
رفعت تلك رأسها تعد سنواتها بفخر.."كي كير اللاه ..."= خير الله كثير .......حركت يديها كنايه عن زمن قديم .."باي سال .."=22 سنه
::
::
قالت لها في محاولة كسر الاحراج .."كيريبيا ميري دادي فيدي موجهي لدو..."=جدتي هل اعددتي لي بعض اللدو ..
:
:
:
انتباها الفرح من طريقه نطقها المؤدبه..فقرصت احد خديها .."شوتا سونديورم..."=صغيرتي الجميله..
:
:
عندها دخلت شما الغرفه ...فأوقفتها ابتسامه كادي في مكانها وهي تحادث الخادمه بأخر جمله ...
:
:
أستئذنت الخادمه خارجه وهي تمسح على رأس كادي ..
:
أطلن السكوت امام المائده ينتظرن سلطانه اللتي تأخرت بالداخل ..
محاوله منها لكسر الصمت ...وبدء علاقه حسنه ..اشارت للباب بخجل ...طحبيتها ...تشبه جدتي الله يرحمها ..."
:
:
نظرت شما للباب .."اها ...الله يرحمه .."أكملت بتساؤل ..."هي هنديه صح ..؟؟"
::
::
أومئت برأسها ان نعم ..."ماتت وهي هنديه كانت ترفض الجنسيه مثل اهلها من قبل..."
:
:
أثنت بنبرتها .."ما شاء الله عليها ..."
:
:
طال الصمت بعدها...فوقفت شما ..على غير عادتها تبدو نشيطه اليوم لربما لان الروح عادت حره ...وهمست ذاهبه للغرفه .."انا بروح اشوف سلطانه ......"
:
:
دخلت الغرفه لتجد سلطنه قد تكومت على نفسها ...زهي تشهق بصعوبه ..والهواء قد حاربها من محاولتها كتم نشيجها الحزين ..
:
:
هلعت شما .."سلطانه ...؟خيير عسى ماشر...؟؟"
::
::
رفعت رأسها تحاول التبرير الا ان صوتها خانها واستمرت تبكي ...تمالكت نفسها ...وبكلمات متقطعه ..."دقت ...دقت علي جارتي ..تتقول ..ان امسس ..أمم ..نايف جاااء الشششقه ..اووو مالقاني ....قام ..قام ..زوجها بيفتك مننه قاااله اني...اني ..جيت عندك هنا ...اللي يقهر ..انه يعرف بيتكم قد جاء مع ابوي قبلل......."اكملت بطريقه تدميريه تماما ..."الله يكافيه الله يشغله في نفسه ...انا ..ذحين يجي هنا يكللم خالي وخالي يردني له ..ويخيلني اتزوج اي احد وارد له ..انا اعرف خالي ....."
:
:
لربما مادفع عاطفة سلطانه بالانفجار هنا ..هو الامان اللذي شعرت به ..فحطت برواحها من قوه عند اول دمعها ذرفتها امام شما ..
عندها نطقت شما بحزم ..
"قومي اغسلي وجهك ...ناظري كيف صاير ..لو شافتك كادي وش بتقول ...ودامك عندي ...محد بيوصلك ...هذا بيت ثلاب بن معتاد اللي يدخله برضاه ..مايخرج منه الا برضاه ...قومي سمي بالرحمن ..وخلينا نفطر ونجلس مع بعض..وانتحرى الساعه تسع ثمن انزلكن تحت تفلن حجاجكن ونلع بالوجار ضو وقهوه وعلومن سنعه ...هاه هيا قومي برضاي عليتس .."
:
:
هنا ضحكت سلطانه ...بن شهقاتها ...تقلد لهجة شما الشماليه المكتسبه ..."مثل هروج امي ...الله يرحما .."
:
: ضحكت تلك وهي تخفف عنها بمسحها على رأسها .."هاكي تعرفين تنومسين بحكينا ..يالبااك .."
:
:
كانت ترتقب الغياب في الصاله ...كرسيها كان بعيدا والا لاستطاعت اللاحق بهنفي عزلتهن خوف ...يسيطر عليها ناحيه عمتها سلطانه ..
:
:
انسحبت من امامهن موعد خروجه ...وهي توعدهن بالذهاب في الساعه التاسعه الى مجلس الرجال الكبير ...فهي تعرف انه لن يتواجد اليوم ..فيوم الخميس يهرع هو لمشاغله ولا يلازم مجلسه مثل يومي الاربعاء والاثنين ..
:
:
النشاط اليوم بانت بواكيره على وجه شما حتى ممرضتها لم تضطر لملازمتها مثل باقي معضم الايام الصعبه ..
خرجت من غرفه اختها ...كان يخرج هو من غرفته في الجهه المقابله ...لمحها فقطع نصف الطريق اليها ...اثنى على مزاجها وصحتها ...
:
صبحت عليه ونوهت .."ثلاب اليوم العصر ابيك ضروري هاه..؟؟"
:
رفع حاجبه بأهتمام ...يعرف كيف يحتوي هذا الرجل ..."أبشري ..افا والله تركت اللي بيدي هاللحين وتفضيت لتس يابعدي..."
:
:
هز رأسها بالنفي مبتسمه .."لا ثلاب شوف اشغالك ...الموضوع يبي له جلسه طويله ..."
::
::
::
::
وان غدا لناظره قريب.
..................................

لامارا 12-04-18 01:12 AM

الجزء السابع..
:
:
جمرة غضى .. أضمها بكفي
أضمها حيل . .
أبي الدفا .. لو تحترق كفي
وأبي سفر لليل
بردان أنا تكفى .. أبي احترق بدفا
لعيونك التحنان .. فعيونك المنفى
جيتك من الإعصار .. جفني المطر .. والنار
جمرة غضى
والله الجفا برد .. وقل الوفا برد
والموعد المهجور ما ينبت الورد
ياحبي المغرور .. ياللي دفاك اشعور
رد القمر للنور .. واحلى العمر .. في وعد
بردان .. بردان أنا تكفى.. أبي احترق بدفا
يا أول الحب .. شفتك أنا مره
واهديت لك قلب
ورديت لي جمرة
ومن يومها كان الرحيل
وليل الشتا .. القاسي الطويل
وآه يا الحنين
لليل باب له حارسين
برد وسحاب
.................................................. .....
.................................................. .......................
كانت تجلس بجانبه في السياره قريبه هي منه كجسد نائيه عنه كروح ....
رفعت عينها من كتاب كانت تقرأه تمهيدا لتدريسه ..
تأملت كثبان الشمال الرمليه ...اوكار من مطر الاسبوع الفائت وبوادر ربيع ..وغيوم تغطي شمس الشتاء..
:
:
كان الجو مغرم بالارض ..ألتفتت اليه ..تتأمله يقود سارحا ...الا يعيش الا سارحا هذا الرجل ..لم تراه يوما يعبر ولو بنظره عن جمال ما امامه او قبحه ..فارغ هذا الرجل تماما عباره عن اهدار هواء ..
:
:
11 سنه ولا زالت لا تستيغه ابدا ..
:
:
شدها الفضول تماما ماللذي يؤرقه حتى يأتي من الرياض ..الى سكاكا الى القريات ويعود في يومان فقط ..ربما كنت مخطئه لربما يحمل في داخله شيء..او شعور واحد فقط يسيره لان يعيش..
:
:
راقبت يده بالكاد تلمس المقود لكنه متحكم فيه ..هو هكذا ..مجرد التفكير بالسيطره في عقله يجعله مسيطرا على كل شيء..فكيف بافعاله ..
:
:
ايضا هو مهووس بالكمال ..بل يجعل من الكمال هدف حياته ..
.....................
.......................................
ايضا الصمت ..لو كان الكمال هدف حياته ..فالصمت حياته ..غريب فياض ..لا يتبادل الحديث مع احدهم ابدا يوقن هو بأن لن يوازي عقله عقل ..
:
:
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
عدل بأبهامه اليسار خاتما على بنصره لايفارقه ابدا ..حتى في نومه ..نزع نظارته الشمسيه ....ودلك جفنيه بخفه ..
يبدو بأن العدسات ألمته ..الكمال موجع فهو لا يرتدي نظارته الطبيه امام احدهم سواها ..
..
:
::::::::::::::::::
لم تبادره بالحديث ولن تحدثه تفضل الصمت عليه حتى وصلا الى البيت الكبير..
رغم ذلك ممتنه هي له بتعليمها العالي ..فلو بقيت في بيت ابيها لكانت لم تكمل ابدا ...كيف وهي دكتوراه في فيزياء الجوامد ..من بولندا اخذتها مرافقه له ..
:
قبل ان تفتح الباب لتنزل احاطها علما ..."انا رايح للندن 8 شهور ....تامرين شيء............."
:
:
هزت رأسها بأعتياد..."سلامتك ......."
:
:
نزلت تكمل خطاها ..وكأنه قال لها سأغيب لنصف ساعه ..ليس غريبا منه ابدا ...قرين الغياب هذا ..
:
:
لمحت احدى الخادمات تتجه الى المجلس الكبير ...غريبه ..لاتتوجه الخادمات الى هناك الا في حال المناسبات الكبرى ...
:
نادتها ...متسائله ..عندها اخبرتها تلك بوجود ضيوف منذ الامس ..
:
:
ناولتها حقيبتها للسفر ...جلست على كرسي قريب وهي تعدل هندامها ..
اخرجت مرآه من حقيبتها..
فتحت شعرها الكثيف الاحمر القاني الواصل لمنتصف ظهرها نثرته وعدلت مقدمته..واعادت على احمر شفاتها الفاتح ...وخط الكحل الذي يسبح على اطراف عينها بعشوائيه ...
فتحت عبائتها لتكشف فستانها الزرعي القصير الذي يحدد مفاتنها باغراء..
امرأه في اوج فتنتها في اول سنوات الثلاثين ..نسيبه القمر ..واخت الثريا ...طويله ..بجسم كما يجب ان يكون وبشره فاتحه جدا ..ملامحها صغيره مقارنه بعينها الواسعه ..لها من الجمال حظا وفير تظنه انه سبب لقلة او انعدام حظها في غيره ...
:
:
اخرجت دبلتها و اسوارتين ..تزينت بها ..وخلخال ذهبي فوق كعبها الاسود..
:
:
وقفت وهي تتأكد من ترتيب شعرها ..
:
توجهت للمجلس تتمايل بغنج اقترن بها ..
:
كانت عمتها وسلفتها واثنتين يجلسان في اقصاه بالقرب من المشب ..
اقتربت اكثر ..وبثقتها المعتاده رفعت صوتها ....."ماشاء الله وش عندكن فيذا ...؟؟"
:
:
لا اردايا تعلقت عيناها بسلطانه وكميه الشبه التي تسرقها من اختها الكبيره جازي ..بينما نظره شزر توجهت لها من كادي ..فهي تكره هذه الاشكال ..المتعجرفه المتكبره ..
دارت عليهن تبادلهن السلام ...نظره ناريه منها حرقت كادي ..وملامحها ..
عندما لم تقف لها ...مدت عذبى يدها بأهمال ..
:
طرقت تلك برأسها بعدم راحه ..
:
:
جلست مبتسمه ...وهي ترد شعرها عن وجهها وبمرحها المعتاد وانسياب حديثها ...عذبى لها قلب طيب الا ان شخصيتها القويه تغلبها احيانا ...وهوسها بسلوم وعلوم البدو...يجعل منها متزمته احيانا..
:
:
اخذت نفسا ..."تصدقين ياشما من اليوم وانا اراعيا .."قالتها وهي تشير على سلطانه ...."تقل اخيتي جازي ..جماهوو= اليس كذلك...؟؟
..
..
لديها طريق كلام غريبه ترفع احد حاجبيها وتلوي طرف شفتها السفلى ,,,تبدو مخلوقه من الكبر ..
:
:
تدخلت ام زوجها هنا ...وشرحت صله القرابه.."يا مسودنه ايه وربي ..اوما بنت خالت امتس ..."=يامجنونه امها ابنة خالة امك
:
:
تفاجئت تلك ..."أي وربي ...ياجعلا الجنه ..تذكرتا اللحين ...ياربيه ,,ام عبد الرحمن ولا ...."
:
:
هزت سلطانه رأسها بأبتسامه ..."ايوه هاذي امي الله يرحمها ..."
..
..
ترحم الجميع ...فتعذرت بخفه دمها المعتاده تبعد الجو الحزين .."ترين نعسانه ...فياض ..جاء وانا منجضعه ابي انام ...وقال قومي يامره سكاكا ..تراعينن انود بالطريدز ..اصلا ماعرفتا كيف تسفتتا بالسياره ..والباب أجفته ما صكيته ..ويومني صكيته ولا على شليل عباتيا ..."
:
:
ضحكن شما وعمتها تحت استغراب الفتاتين ..
دخلت جمالا فأمرتها عذبى ..."جمالا ...دونتس الفيد بشنطتي اللي توي عطيتس هاتيا ..."=جمالا اتيني بالشيء الذي في حقيبتي
..
توجهت لهن بالحديث .."ياهي هاك الكليجا ..شغل اوميمتي ...يذبح ..."
:
:
عندها توجهت كادي لجاملا بالحديث متجاهله من حولها .."جاملا ...ميري مدد كي جي ..."=ساعديني ياجاملا...
.
.
قالتها وهي تقترب من طرف طاوله بجانبها وترتكز على طرفها ..
:
أستغرب الكل اللغه التي تحدثت بها رغم ان جاملا هرعت تسحب كرسيها المتحرك من مكانه وتفتح طياته ...
:
كتمت دموعا حتى انعدمت رؤيتها وهي تستقيم جالسه على كرسيها ..
أستأذنت دون النظر اليهن ..
::
غطى الحرج عذبى..وكيف انها لم تقدرها وارسلت لها نظرات مشمئزه ...من جلوسها متمدده القدمين اما نساء اكبرمنها
:
:
راقبت شما الحسره على وجه عذبى فأنتشلتها .."هاذي بنت اخوي كادي .."
:
أبتسمت عذبى بحزن .."سبحان من كملها ..."
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
خرجت ..من المجلس تدفعها جاملا ..تأملت المكان ..كان في كلمه واحده اخضر ...اخضر حتى البهجه ...وتماثيل مائيه متوزعه بأتقان تزيده جمالا ...
:
وجهت حديثها لجاملا.."موجي يهام شورا دو ...."=اتركيني هنا ..
:
:
دفعت كرسيها بهدوء فوق الممرات المرصوفه ....حتى لمحت سدرة كبيره ...رصف ماتحتها بعنايه فجعل منها مكانا مناسبا للجلوس..تجاهلت مقعدا جصي ...واوقفت كرسيها بوضع يؤمن لها السريه والوحده ..
اخرجت كتابها الذي كانت تحتفظ به في كرسيها ..واكملت حيث توقفت ..
..
ومعها قلمها الرصاص تزخرف كلمات اعجبتها ..
بل تميل اكثر الى كلمات تصف حالتها الان ..حيث ..حزن ..الم ..موجع ....
:
:
عكس ظلا قريبا على كتابها رفعت عينيها لتجد عمتها الجديده ..
أبتسمت لها بأمومه ...وبادلتها اياها بخجل ..
:
:
جلست بجانبها شاركتها الصمت لوهله ..لكنها سألتها اخيرا .."كادي ..لو قلت لك انك راح تمشين قريب ...وش شعورك ..؟؟"
:
:
صمتت للحظه ...ثم اكملت بعدم اهتمام .."كأني اقولك انتي اللحين جالسه بس راح توقفين بعد شوي .....شيء مو مهم بالنسبه لي ...اميل الى الاعتقاد بأني ولدت مقعده ..."
:
:
سكتت تتأملها بصمت ...سبحانه ..من يراها لا يرفع عينه ابدا .."تتكلمين الهنديه بطلاقه ..ماشاء الله .."
:
:
أبتسمت تعدل مقدمه شعرها بخجل...كم تحب الحديث عن الماضي ..وكانها تعيش فيه ..."انا وامي ما كنا نتكلم مع جتي الا كذا ...."ابتسمت مكمله بحبور ..."اسم جدتي شاندراموخي ...وامي بالهندي اسمها مهامانجا ...بس بالعربي اسمها مها بس...انا اسمي بوهولاكادي ..."
شاركتها شما الابتسامه ..تغيرت ملامح وجه كادي تبدو تماما وكأن الحنين قد حملها الى مكان بعيد..عندما فاضت بسرها لعمتها التي تريح الناظر اليها ..."من عمري 5 سنوات كي دادي علمتني اداء بهاراتاناتيام...جدي رفض ..لكنه قالت له احترمتك لمن قلت لي لاتعلمين مهامأنجا انت دورك تحترمني في رغبتي تعليم حفيدتي تراثها ...هنا جدي كمان غار .."ضحكت بسعاده قديمه ..."كانو كبار وبس يتهاوشون ...وتقعد جدتي تقول توم بقل هيه نهي ادب هي نهي مطلب هي ..قصدها انه انت غبي مو مؤدب ومامنك فايده ...عاد جدي كان مكاوي وحمقي ...يقولها هيا انقلعي ياعجوزه ياخرفانه ..."
شاركتها شما ضحكتها ...أكملت ضاحكه تتذكر طفولتها .."هنا علمني جدي على العود ...والمقامات ..بما انو ابوي سني وجداني صوفيين ..حتى امي كانت متسننه ...جدي ماعلمني الموشحات ..رغم اني حافظتها منه ..امي هنا غارت وعلمتني اهوى الكتب..ابوي الوحيد اللي ماغار ..و كان يلبي لي كل شيء برحابه صدر كان همه الوحيد اني ما انجرف تماما ناحيه جداني في مكه وانسى جداني في المدينه ..."
هزت رأسها ..كانها تتحسر على الماضي .."فجاءه تفقدين قواعد حياتك الاربعه ..اول شيء امي بعدين جدي بعدين جدتي بعدين ابوي ...جدتي ماتت في كشمير ...بعد وفاة جدي راحت هناك ..كانت تتمنى انها ترجع وفعلا اخذها ولد اختها هو سياسي هناك ..ماتت في احمد اباد محل ولادة امها ..."
:
:
اكل حنينها الحزن فأكملت بروح اخرى..."عالمي انهار ...ماكنت متعوده على عمتي سلطانه وجدي طلال ...وفوق هذا كانت اعاقتي جديده ..تركت الدراسه وانا عمري 16 ...اكتفيت باللي تعلمته منهم والتزمت بيت جدي ...بعدها بسنتين مات جدي ...و ضلينا انا وعمتي لحالنا ...هي تكدح وتتعب وتروح وتجي وعمرها بس 24 ..وانا اجلس اقلب في الماضي لوحدي في البيت ..انا سعيده ...سعيده بقسمتي من الحياه ...والحمد لله والعجز عن علاجي مو بيدي "
:
:
اخذتها عمتها يدها من فوق الكتاب وقد هالها كمية ايمانها ..."كادي ....تعرفين انو انا كل يوم في حياتي عمر جديد وكل يوم كمان اخر يوم ..انا حاليا ..بما اني اعرف انه ماراح اصوم رمضان...جالسه اوزع هدايا على الغالين على قلبي روحيه هي اكثر ..تقبلين هديتي ياكادي .."
:
:
تقوست شفتي كادي بحزن وهي تهز رأسها بالأيجاب ...
:
اكملت شما مبتسمه بأيمان .."بعطيك ...هبة المشي خاصتي ...انا لسى في اماكن مازرتها ..واشياء ماسويتها ..اذا اعطيتك هبتي في المشي ..بتكملين عني صح ...ماراح ترفضيني ولا ..؟؟"
:
:
دمعت عينها وهي تحدق في عمتها ...ثم انهالت لتتحول الى نشيج مبحوح ...
ضمتها شما بضعف وهي تهدئها ..
"قريبا راح يبدأ علاجك .....اقصد اني اعطيك هبتي ..."
:
:
رفعت رأسها من حضن عمتها وهي تمسح دموعها محاوله انهائها ..بأناملها الطويله ..واساورها تصطدم ببعضها بلحن جميل ..
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::
بعد الغداء قبيل العصر في غرفة الفتاتين ..
انتاب كادي خجلها المعتاد وهي ترفض .."لا عمه ..مرا شكرا انا مالي في هالحركات ......"
:
:
اصرت عمتها عليها بحنان ..."كادي انتي زي بنتي ...هذا مو هجيه هذا شيء انا اعطيك اياه وانتي توافقين غصبا عنك .."
::
نظرت الى الهاتف الذكي الفخم في يد عمتها .."بس يعني ..لو جبتي لي كتاب مو احسن .."
:
سحبت يد كادي ووضعته بداخلها ..."حطي عليه الكتب اللي تبن ..انا جسار شراه لي ..وانا مالي بالهحركات ...يعني لكم انتوا الشباب ...."
:
:
ازداد خجلها وهي تمسكه بيدها ..."شكرا ياعمه ..."
:
:
طرقت عذبى الباب وهي ببيجامه حريره سوداء ...تزيد من حده بياضها وحمرة شعرها ..."عادي اتستفت فيذا ...."
:
:
هجرت الراحه كادي ...بينما ابتسمت لها شما ..."بسك ياعذبى بناتنا مايفهمن حكيك تكلمي مثلك في الجامعه ..."
:
:
ضحكت ..وهي تدخل وبيدها صندوقا خشبيا ...
.
:
وكعادة شما التي لاتستغرب بساطة روح عذبى .."اوه اشوف جايبه شغلك معاك ...."
:
ابتسمت وهي تنظر لكادي.."اي والله بوريا البنات ...."
توجهت بحديثها لكادي..."غوايشتس من اليوم اراعيا ....ياحلوها ..."
.
:
:
نظره استغراب علت وجه كادي ...فضحكت عذبى تقترب منها ...وبيدها صندوقها تفتحه ..."أقصد بنجارتس حلوه اعجبتنيا ..."
:
أبتسمت لها كادي لربما اخطأت الحكم ...مدت لها صندوقها كان محملا باكسسورات يدويه الصنع ...وكان يجري في دم فتاه ذات عروق سنديه ...حبها لهذه الاشياء ..
:
:
بادرت عذبى بالاعجاب ..."ماشاء الله مره حلوه ..."قالتها وهي تتناول سلسالا ذهبيا ...بتعليقه سوداء خلابه ..
:
بحماسه ..."والله ..اجل ماتبخل عليتس ...."
لم تترك لها مجالا وهي تسحبها من يدها .."هاتي ..."
فتحتها وقلدتها اياها ....
عادت تدفن رأسها في صندوقها ....."سويت مثلها فيونكه للشعر .....هو كبك لفياض جدعو وانا اخذته .........."
:
:
مدت يدها بالفيونكه السوداء المخمليه لكادي ..."هاك يالمزيونه.."
:
الا انها قطعت تأمل كادي فيها ..فأنتاب كلتيهما الخجل ..حاولت التبرير ...
"بس ماشاء الله مدري كيف جاتك الجرأة تصبغين شعرك هاللون ...
مسكت خصله من طرفها وبوجع حاولت ان تخفيه ....."تغيير عن الروتين .....بس برجعه لونه الطبيعي الشهر الجاي ......"
:
:
كانت شما قد انسحبت من بينهن بهدوء ..انظمت لهن سلطانه ..راقبت كادي عمتها وتغيرها ...توتر يعلوها حتى في محاولتها الفاشله في مجاراة عذبى وحديثها ..
:
لمرة بعد شهور طويله تدخل غرفته ...كان قد يقف امام مكتبه ...الملحق بها ...ويرصف اوراقا ويتخلص من اخرى ..
أبتسم لها ..."فديت نورتس ..."
:
:
شاركته الابتسامه وهي تجلس على اريكه ملحقه بمكتبه ...
"
راقب حديثا في عينها ....همس لها من بين اوراقه ..."أسمعتس .."
.
.
مسحت محياها بكفيها واخرجت تنهيده ..
"ثلاب .....أأأ ...كيف اقولها ....."
:
:
رفع عينه ومازال رأسه مطرقا بين اوراقه ..." شما وشوله هالتوتر....قولي فديتس ..."
:
:
أخذت نفسا عميقا ثم تنهدت ..."ثلاب انا عارفه انك بعدي راح تتزوج ..."
:
توقف عن الحركه ...تاركا اوراقه من بين يديه ...
حينها اكملت ..."ثلاب انا عارفه الزواج بالهمنطقه من المملكه مثل شربة المويه ....."
فرك جفنيه بتعب ....
:
:
"شما انا موب رايق لمثل ذا الحكي ...عيالي بعمر زواج افكر فيهم اولى ..."
:
تأملته متشاغلا باوراقه ..."امك وفياض ..وعيالك هم من بيغصبونك على العرس ..."
:
:
رفع رأسه واستند على ذراعه ....وبملل ..يحاول انهاء الحديث المزعج ..."شما ...حكيتس موب مريحن ....انجزي ..."
:
:
اخذت نفسا عميقا لما ستلقيه......"اختي ....ان رحت ماراح تتأمن حياتها ...ولنكن على بينه هي زوجها القديم تعرض لها قبل وتحرش فيها ....وانا ماراح اتركها بعدي بيد واحد انا ماعرفه ...وانا اعرفك زين واعرف من انت ....وعارفه انك مارح تردني لو طلبتك .."
:
:
أستشاط غضبا ..."شما ....البنت عمرا 24 ....يعني ولدت يومي معرس على ام جسار .....بزر ...بزر ..."
:
:
تنهدت ...مصححه له "26 ... ثلاب لاتكون سلبي ..."مسكت رأسها تحارب وجعا ...
"ممكن تهدا بأقنعك بمنطق ..."
:
:
:
:
اكمل غاضبا ..."بعدين كيف تخططين وتجزمين والبنت حرامن علي انت اختا على ذمتي ...."
:
عندها رن باقتراح اغضب شما ..."بزوجا ...جسار ...."
:
دلكت طرفي رأسها بتعب ..."جسار مو بأنت ...انا ابيك انت تتزوجها دون غيرك ...وبعدين كلنا عارفين اني شهرين بالكثير ومودعه....حرام عليك ثلاب ...ابي اطمن انا ...عليها وعليك ..وعلى الكل ...وجود سلطانه بحياة جسار اكبر غلط ..وكلنا عارفين جسار وتفكيره وعناده ...واخر شيء ابيه شما ثانيه ..اخت زوجها مب زوجته ........اختي تعبت كثير انت بعد تعبت كثير .........."
:
:
نظرت الى العناد في عينيه وسطوة الرفض ..
:
:
عندها عرفت كيف تلوي ذراع هذا الشمالي العنيد العتيد .."ثلاب .........طلبتك ...انخاك ياولد معتاد......."
:
:
وقف من مقعده ...في صدمه الرفض ...وصدمه النخوة والطلب ...كيف يرفض وهو من لم يرفض رجلا فكيف بأمرأه ...وكيف يقبل بها زوجه وهي بعينيه طفله...
:
:
تحشرج صوته بضيق .....اطرق برأسه تعبا من سطوة الفكر.........وبخفوت الانكسار..
"لتس ماطلبتي يابنت طلال ........"
..
..
أبتسمت له براحه موادعه ........"ثلاب ..ادري انك ماتضيم احد ...واختي انضامت كثير ...انا عندها ولا شيء وهي بزر عقولتك ...لكنها سنعه عطاها الله ورضيت ...كن لها سند....مثل ماكنت لي.."
:
لايعلم مالذي يحدث حاليا كل الذي يعرفه انه يمر بعصف ذهني مؤلم ..كل الذي يعلمه ان هذه الصغيره لن تكون له يوما ...شما كانت اجازه طويله مقابلة مؤجله له مع النساء ..فتره نقاهه منهن ..لدرجه انه نسيهن...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::
مر الشهر بسلام..الا من اختفاء ثلاب ..عن الانظار وعن الالسنه ايضا ..
سلطانه يمارسها الفرح بعنف حتى ان قلبها يؤلمها من شدته ..
لازالت كادي منطويه قليلا تدعي الراحه وهي العكس ..
عذبى لديها سطوه بساطه ملفته تجعل من الحجر صديقا ودودا ..
ودواخلها عوالم قسوه لاتنتهي...
:
:
اتت الخادمه تطرق الباب خجله ..
فتحت لها سلطانه اعتبارا بنوم كادي ..
أمرتها بخفوت ..."مدام شما يبا انتي ...."
:
:
هزت رأسها بالأيجاب ..
وهي تعدل من وضع بيجامتها البنفسجي امام المرأه ..
توجهت للمره الاولى لغرفه ..شما ..في اخر الرواق ..
هالها ما رأته كان عباره عن مشفى مصغر ..
طوال الفتره الماضيه لم تكن تتوقع ابدا بأن هذا حال اختها الوحيده ..وان كل هذا الالم الجسدي يعتريها ..على سريرها العملاق كانت تستلقي بتعب وقد شحب وجهها ..وهزل جسدها ..واشتدت عليها الحمى ....مدت يدها لها بضعف ..
تقدمت سلطانه تجر الخطى جزعه ..واستوت بجانبها على السرير متلقفه يدها ..همست ......."شما ..ليش وجهك كذا ؟؟تحسين شيء.....؟؟"
:
أبتسمت لها مربته على خدها ..."سلطانه ....انا لي رضا عليك ..."
:
:
تقوست شفتيها .."افا بس والله رضاك من رضا الوالد الله يرحمه....."
:
حاربت جفاف حلقها ..."تذكريهالكلام زين ياسلطانه ...انو انا لي رضا عليك ........"
:
:
تقوست شفتها اكثر والتمعت عينيها بالحزن الذي الفته ........."شما لاتقولين هالكلام والله انتي طيبه ...."
:
:
حركت شما رأسها بالايجاب وهي تتلقفها بضعف كي تستلقي في حجرها ...
أستجابت لها كادي بخنوع وهي تدخل اكثر في حضنها ..مسحت على شعرها بحنان امومي افتقدته تلك ..
اخذت يدها وحاوطتها بها ..
واسترسلت كلتاهما في نوم عميق ...عوضا عن ايام قديمه مؤلمه لاتزال تخدش القلب...
كانت تسقي نفسها بعبير شما الحنون ..رغم ارتفاع درجه حراره جسمها ..تسرب الى مسمعها ..صوت أذان بعيد ينادي لنفي النوم وتركه ...
:
:
رفعت جسدها كان جنبها الايسر متأثر بحراره نجمه ..
جالت بنظرها حول المكان ...باحثه عن مقياس الحراره وجدته اخيرا على طاوله غريبه ..كانت حراره شما تصل لاربعين درجه ..
هلعت وعينانها تسقط على جهاز استدعاء كما في المستشفيات ضغطته بقوه تنفس عن توترها ..
:
لحظات ودلفت الممرضه مسرعه .."أيه في ايه مالها...؟؟"
:
:
بلعت سلطانه ريقها بهلع ...."حاره مرا زي النار اربعين درجه حرارتها ......."
:
:
تغيرت ملامح الممرضه ..وانتابها حزن عملي اعتادت عليه ..
وهمست بقل حيله .."دي حاقه طبيعيه ..الرجه دي مش حتتغير ابدا مهما حاولنا .....لوعندك حاقه عايزه تؤليها ليها ...استعقلي ...مش حتطول كتير ..."
:
:
سكتت لوهله تتأمل وجه الممرضه ببصدمه ...حزن ..فقد اخر ...وتباشير ألم قادمه من بعيد ...
رائحة ابي القادمه من الجنه ...سترحل عما قريب ..
:
:
جثت على ركبتيها على طرف السرير الايسر..تلقفت يد شما وقبلتها ..كما لم تقبل يد احدهم قط ...
مسحت على رأسها بحنان ينم عن كل من فقدتهم شما في حياتها وارادوا حقا ان يكونوا بجانبها ..
صعدت على السرير بهدوء ..وهي ترفع رأس نجمه وتضعه داخل حضنها ..لاتدري لماذا واو ماللذي اعتراها ..في قدوم يوم جمعه جديد محمل بفرج وبأسى ..
:
:
قرأت بصوتها الخافت سورة الكهف التي تحفظها عن ظهر قلب ..
ودموعها تنهمر حتى بللت غطاء رأس شما تقريبا ..
قرأت وقرأت حتى غفت ..
فاتتها الصلاة ..كانت الممرضه تراقب اخر لحظات حياة احهمكما راقبت من قبل اول لحظات احدهم ..
:
:
أخرجت هاتفها من جيب بذلتها الورديه ..
طلبت رقمه ...
وبعمليه .."ألو مستر تلاب ...انا مش عارفه أئولها أزاي بس اتوقع وقودك انت واللي بتحبوها حوالي ادي الؤتي ...هي محتاقتكو ...عايزه تروح خلاص ..."
:
:
كان يصعد الى غرفته عائدا من صلاه الفجر بعد اسبوع عمل شاق ...لقد تجنب ملاقاة شما طوال اسبوعين سةى من لحضات عابره تجمعهم...
:
كاد الهاتف يسقط من يده الا انه شدد عليه بكل قوته ...حتى تصدعت احد اركان شاشته ...
:
اول شخص خطر على باله امه ..
نزل عائدا الى غرفتها فتح الباب وجدها لازالت على سجادتها ترفع يدها ..
لم ينتظر لها ردا او انتهاء مما تفعل القى عليها قنبلته ...وبصوت ينم عن ألام بطل ميثولوجيا قديم ..."يمه ...دقي على العيال .....خللهم يجون ضروري .....شما .........."
:
:
وتلك العجوز من فقدت 3 من ابناءها ....من فدقت زوجا ..اخوان ..ام واب ....اعتادت على سماع الموت ..من المسلمات قد اصبح ..
ابنها عياد ..وابنها كساب..وابنها ظافر...ابوهم معتاد ..واخوتها الاربع ..
الموت اصبح لطيفا ..وجاهزه هي لتسمع خبر زيارته لأي احد ..
:
:
هزت رأسها بأستسلام ..."ان لله وان اليه راجعون ...بدق عليهم ...وانا امك .....الحمد لله على كل حال..."
:
:
أستيقضت على صوت الممرضه ..."لو سمحتي قوزها عايز يشوفها .."
:
لم تستوعب ....عندها فقط تذكرت بأن بين يديها اخت تحتضر ..
:
مسحت دموعها بظاهر كفها ..وسحبت يدها بهدوء من تحت رأس اختها ..وهي تقبله ..
عدلت من غطاء رأسها الذي يغطي مقدمته ..
رتبت هندامها ..تلقفت ماء من جانبها ومسحت به وجهها ..
:
:
خرجت بهدوء حتى وصلت غرفتها ..أغلقت الباب ..لتنهار باكيه ..متشنجه ...
سمعت صوت كادي يتسأل بهلع ..
"عمه ....اش فيك .."
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
تنحى في جهه من الدرج لا يراها فيها ..الا ان وجعه ازداد اضعافا عند سماعه نحيبها قبلان تغلق الباب بلحظه ...
:
:
خرجت عند دخوله الممرضه ..كانت تلك تستلقي بهدوء..
جلس صامتا ..امامها تأبين لها ..تقديرا على ايامها القديمه معه....
تلقف يدها ..وهمس لها ........"الله يرضى عليتس ياشما ....الله يرضى عليتس .."
تنهد محاولا محي الحزن ..حديث كثير يجول في خاطره ..وعود واشياء كان ينبغى له قولها ........اعتذارات ....نذور ........واشياء جميله اخرى اكثر من الحزينه ...مدين هو لها بالكثير من الحديث بالكثير من الشكر ...
نهض ..وأستلقى على السرير بجانبها ..
مرته الثالثه هذه في مشاركته لها السرير طوال 14 عام شاركها السرير لمرتين فقط ...
:
:
ادخلها في حجرة ...وهمس لها ..."ادري ياشما انتس عجزانه عن الحتسي ..لكنتس تسمعيني ...كل اللي بخاطرتس وبتقولينه لي عارفه ...واللي تبينه يسير بسويه ...ارقدي وامني فيذا يالغلا ..."
:
:
ردد لها بنبرة يائسه الا انها توعدها بشيء غريب.."أشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله ....."
:
:
رددها كثيرا ..
حتى رفعت سبابتها بضعف .
:
:
أحس بحراره جسدها تخفت تدريجيا ..حتى تحولت لصقيع ..
::
::
.........................................
هنا فتحت الباب بهلع ...
وهرعت لأختها ..
الا انها راقبت احدهم يبتعد عن السرير مقبلا جفنيها ..
ويرفع الغطاء على وجهها ..
::
هنا صرخت به ..."وقف ....وقف ...
لا شماا ...."
ركضت تستلقي فوق خصر اختها الحنون اللتي لم تعرفها سوى مؤخرا ..
من بين بكائها رفعت كفيها تحاوط بها محيا شما المرتاح اخيرا... .
اصبحت تتوجه لها بعبارت غير مفهومه ..."شما ...شما تكفين قومي ...لسى ياشما مو اللحين مو اللحين باقي ماقلت لتس كثير"
..
قبلت محياها بشوق ..
هنا لم يستطع ..حاوط خصرها بذراعه ..ورفعها بسرعه ...
محاوله فاشله منها ..أن تفك اسرها من ذراعه ..
وبين نحيبها .."أبـــــــــــعد ...أبعد ...ابي اكلم شما ...اصحي ياشما..."
:
:
ابعدها عن صدره ولازال متحكما بها في يده وغطى محيا شما الابيض ..
:
:
محاوله فاشله منها لتحرير نفسها تكللت بأنه حاوطها بكلتا يديه ..
:
محاوله اخرى فاشله ...واستغرقها بكاء موجع ..
دفنت رأسها بين يديها ....ودخلت في حجره اكثر ...كانها تقول له ..احتويني انا احتاج الاحتواء حاليا ولو من صخر ...
شدد بذراعيه اكثر عليها ..رفع بظاهر كفه رأسها وطرقه على كتفه ..مالت اكثر للدخول في حجرة ..
جلس على الارض ولازالت في حضنه ..ترتجف ..راقب جسد شما ..على سريرها للمره الاخيره .
:
راقب ذكريات ..مواقف ..ارواح تنسل مع شما للبعيد ..
وجسد تلك في حضنه يرتجف كل لحظه ..
:
:
حقا لو تأملها اكثر كان سيدمع ..وان ادمع لن ينسى هذه اللحظه مهما حيي..
دفن رأسه مابين رقبه وكتف تلك اليسار ....
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
متحاشيا النظر الى وجهها ...رفعها من حجره ..وحملها ..لغرفه جلوس ملحقه بغرفه شما ..
وضعها على الاريكه الواسعه ..وعاد ادراجه ..
طلب ممرضتها ..واخرج هاتفه ليقوم بأجراءات وداعها
:
:
يوم الجمعه الصباح ..خبر وفاة شما انتشر ..
لا حاجه لوصف الموت كلمته تكفي ..
:
:
أكثر المتأثرين كانت سلطانه حتى انها الحقت بمشفى خاص بحالة انهيار عصبي ..
:
:
صلوا عليها المغرب ..وأبتدأت الوفود ..
ألتزمت كادي بغرفتها ..
الموت يخنقها وقد التقت منه مايكفي ..
حاربت كل شيء بالنوم..
...................................
جسار اتى متأخرا لم يحضى برؤيتها ..لقد كان يفتقدها كثيرا التحاقه بجامعة الامير نايف تجعل منه مغيبا دوما........
:
:
حتى فياض سيعود غدا ..
...
استيقظت بعد العشاء ..كانت ممرضه شما تلازمها ..
تأملت المكان الابيض بحزن ...
غطت وجهها بكفيها ..في طرف كمها رائحه تذكرها بأحدهم ..
في اقسى لحظاتها كان يلازمها كالجسد ..
لم ترى وجهه شعرت بعرض منكبيه فقط ..
لم يكن لديها وقت لينتابها خجل ..
حدثت الممرضه بتعب..وحلق جاف"مويا......."
:
هرعت تلك تساعدها ...
بعدما شربت كادت ان تغص بعبرتها ..حتى الماء ثقيل عليها..
وجهت لها امرا ......"بارجع البيت ...خليهم يكتبون لي خروج......."
:
في محاوله يائسه من الممرضه ان تقنعها ..
ردت بحزم .."انا مافيني شيء ومافحالي اناقش ...ردوني للبيت ..."
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
دخلت المنزل المكتظ بسيارات ...وجموع تقدم العزاء..
:
:
جمعت عبائتها الرأس تحت ذراعها الايسر ..ولازالت تلف حجابها ..
التعب قفز بها سنوات عجاف للأمام ..شحوب وانكسار يغطي وجهها ..
:
تقدمت بصمت لتجلس على مكان فارغ بجانب ام عياد بعد انا بادرتها بالعزاء ..اسندت رأسها على كفها فوق مسند الاريكه ..
:
:
همست لها عذبى التي احمرت ملامحها من اثار البكاء ..
"سلطانه ..ماودك ترتاحين اليوم ياعين ابوي .."
:
هزت رأسها بالنفي ..."كادي وينها ...؟؟"
:
:
الا ان قطعت عذبى احد النسوة تقدم تعزستها لسلطانه بعد ان عرفت عليها ام عياد ..
:
راقبتها تبتعد ..."توني مارتن عليا نايمتن المسيكينه ..حيل تأثرت ..."
:
:
هزت رأسها بالايجاب ..."كلها يومين ونرجع للمدينه ...سكاكا بعد شما ..."قالتها وهي تحارب دمعه ..الا انها انحدرت بعناد..
:
هنا ضمتها عذبى بأقوى ماعندها وهي تهمس .."ياريحة الغاليه ...."
:
:
تفرقت الجموع ..ولا الت شما غائبه تلك المرأه التي لم يخلق مثلها في حكمتها ووصلها وروحها وكرمها ..
:
:
صعدت لغرفتها متعبه ..القت نظره على باب غرفة شما بحزن ..
:
:
دلفت الى غرفتها ..
كانت كادي تفتح مصحفها تتلوه بهدوء ..
رفعت عينها ستحدثها ..
أشارت لها بيدها أن كفى ..
تفهمتها كادي ..التي احمرت اطراف جفنيها من كثرة مسحها للدموع..
دخلت الحمام بعبائتها ..
خلعت ماترتديه خارج حوضالاستحمام ..
ودخلت تحت هدير الماء الساخن ..
هنا فقط ..أرعدت في الخارج واضطربت السماء ..كانها تواسيها بالبكاء..
راقبت ضوء البرق ينعكس على زجاج نافذه الحمام الكبيره المرتفعه ..
حبات البرد ارتطامها يحدث صدى في قلب سلطانه الحزين ..
لفت جسدها بمنشفه بيضاء..
خرجت بشعرها يتقطر ماء ..لاتقوى حتى على تجفيفه ..
فتحت خزانتها ..واخرجت ثوبا شتويا غامق اللون ..لبسته وسحبت المنشفه من تحته ..
استلقت على سريرها ببللها ..
..
..
هنا طرق الباب عدة مرات لم تفتحه وتجاهلته ..وهي محدقه بسقف الغرفه ..
رن هاتفها بجانبها ملح ..
شاركته هو ايضا التجاهل ..
هنا اقتربت كادي بجسدها ..وتقلفته من الكمدينو بجانب عمتها ..
ردت عليه ..
كانت ممرضه شما تطلب عمتها ..
قالت لها بعجز .."افتحي الباب وادخلي ......"
:
:
دخلت مرتديه عبائتها وتحمل حقيبتها ..
وبحزن ..."ست سلطانه انا مروحه خلاص ...مهمتي هنا انتهت ..انا كنت بحب الست شما أوي ..كانت طيبه ...هي تركت عندي وصيه ليكي ئالت يوم مانا اروح اعطيها لاختي .."
:
:
نظرت اليها سلطانه بحزن ....مقدره وفاءها .."شكرا ..يا نرمين ..."
:
:
وضعت نرمين الظرف بجانب سلطانه ..
وهمست لها "ألائيكو على خير ان شاء الله ......."
:
:
ودعتها كادي بدماثة خلق ..عوضا عن عمتها التي لاتبدي أي تفاعلا..
:
:
مدت يدها للظرف الابيض تفتحه ...الا انها احست بأنامل شما تمسكه..
هنا تركته ...
وغطت في نوم عميق
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::
و إن غدا لناظره قريب....

لامارا 12-04-18 01:17 AM

:
الجزء الثامن
:
:
.........................
اثرها ماتت وماتت كل فرحه في مهدها
والربيع اقفت به اللي كانت التاج لجبينه
جاورت عقب الحدايق حفره ماقسى لحدها
حفره ماني مصدق كيف ضمت ياسمينه
للحزن فيني مثل ماللطهاره في جسدها
خرجت من الحمام لتوها ..تجفف شعرها وتعلن بدايه يوم أسي جديد
..
راقبته يقف أمام المرآه ..وهو يخرج العدسات من عينه بتمرس..
..
ويخرج نظارته من علبتها السوداء ..
لبسها ..رفع رأسه ثم تأملها امامه لوهله ...
بدون أي تعبير ..
رجل اللاشيء...
..
وقفت بجانبه ..نجفف شعرها ..
كانت قد غيرت لونه الصارخ ..للتو قبيل استحمامها بلون طبيعي ..
لحرجها الشديد من نظرات الناس لها في اول يوم عزاء..
كان يفوق طولها بأضعاف ..
راقبها في المرأه تمشطه ..
لايتقن هو سوى تأملها المشكله حتى في تأمله لها لا يراها ..يرى الاشياء عبرها فقط ..
..
..
شاركته نظراته عبر المرآه..
غلل انامله في شعره الرمادي نسبيا واعاده للوراء..
توجه لغرفته الحبيبه تاركا اياها تدخل سريرها لوحدها كما فعلت طوال 11عام..
:::::::::::::::::::::::::::
فتح باب الغرفه بهدوء ...ظلام يحيكها ..وسواد يتلبسها ..
مد يده لمفتاح الاضاءة ..
..
تأمل السرير من مكانه ..كانت الغرفه مكلله يحزن وفقد لايشبه شما ابدا ..
توجع لفكره دخول هذه الغرفه مجددا ...
..
سحب المفتاح من خلفيه الباب ...
اغلق الاضاءه ..اقفل الباب ..
سحب المفتاح ..وادخله من تحت الباب معيده للغرفه ..
...............
في غرفه بعيده في اخر ركن للرواق بباب يكاد يلاحظ من بعده ..
سبح في عوالمه ..و لجاء للكمال الذي عاش ينشده ..
تاركا وراءه عذراء محمله بـ11 سنه نشوز ..
::
فياض ..يا فياض أي الاسرار لديك في هذا الصندوق المنسي ملقيا في ابعد البحور السبع ..
القابع هناك منذ عقودا ..بنى المرجان فوقه مملكات حتى نسي تماما واختفى ..
أي كان مايحدث في داخل ذاك الصندوق ..لقد محي تماما ونفي من جسد صديقنا العزيز ..المكلل بالصمت ..المحجل بالغموض ..
::
::
لم تكن عمتها بجوارها عند استيقاضها ..أبعدت الغطاء عنها ..جمعت ليلها الناعم من حولها ووضعته على كتفها اليسار ..
سحبت كرسيها وفتحته .....بيديها عدلت من وضع رجليها على الارض ..رفعت جذعها والقت به فوق كرسيها ..
كانت الساعه تشير للتاسعه صباحا ..وهي لم تنم الا بعد ان صلت الفجر ..
ينتابها حقا الحزن على فقدانها عمتها شما .....لم ترها الا منذ مده الا انها احتلت مكانا كبيرا من قلبها ..ايضا هي غير مصدقه بأنها لن تراها ثانيه ..
مؤخرا وعد عمتها لها اصبح يتردد بكثره على ذهنها ..
الا ان عمتها ذهبت ..والموتى لا يفون بالوعود...
:
:
اخرجت ملابسها ودخلت الحمام جسدها منهك تحتاج الى حمام ساخن...
:
:
متمدده كانت فوق الاريكه وترفع رجليها على مسندها ..
ابتدأ يومها سيئا بالحمى وبموعد دورتها المضطربه..
برد كوب الاعشاب بجانبها اللتي اعدته لها جاملا..
كانت تلهو بأحد خصل شعرها ..وملامحها قد تغيرت تماما التعب ..وقلة الغذاء وفوقها الألم النفسي الذي تعيش..
:
:
مدت انامها للظرف مجددا ..
كانت تبدل بين اطرافه في يدها بحركه دائريه ..قربته من وجهها كان حقا يحمل رائحه شما ..
:
:
دمعت عيناها جفنيها ومقدمه وجنتيها قد غزتها قروحا ورديه من كثرة البكاء و فوقه حراره جسمها المرتفعه..
تذكرت اخر لقاء لها مع شما ..كان يشاركها فيه احدهم ..
لعنت نفسها كثيرا ..
لكن روحها من حكمتها تلك اللحظه ..
استاعدت ذكرايتها ..
من لحظه دخولها الغرفه حتى سؤال كادي لها ماللذي يحدث ..
كانت تشرح لكادي من بين دموعها ..كادي المسكينه اخذت على عاتقها تهدئه الوضع ولا اضعف منها ..
احست بسكينا تنغرز في قلبها وهي تستمع لكادي تهدئها احست وكان شما رحلت ..لتفتح الباب راكضه نحو غرفتها ..
لم تكاد تصل الى شما حتى سحبها احدهم ..
وكانت اخر ذكرى لها ...
:
:
دفنت وجهها بين كفيها ..وقد حرقت دموعها كل مامرت عليه من محياها...
:
:
لاتعلم هناك شيء يعجز منها لفتح هذه الظرف تشعر بمسؤوليه كبيره داخله ..تجعله ثقيلا في كفها ..
.
.
قررت اخيرا ان تفتحه وكان الله في عونها ..
:
وبلهجه شديده البساطه والحنان كان مكتوبا ...
"السلام علكم ورحمة الله وبركاته ....
اختي الوحيده سلطانه :
رغم انني جامعيه الا انني لست جيده بتصفيف الحديث المنمق,تحدثنا كثيرا في الفتره الاخيره .سعيده انا جدا بذهابي الان اشعر باننا تصافينا اخيرا.اشياء كثيره وعدت نفسي بتحقيقها لك انتي و كادي ..الا ان يبدو بأن الوقت يداهمني .ان قرأتي هذه الورقه الباليه كروحي .فأنا قد انتصفت حفرتي فقيره .لديك الكثير لتحقيقه صغيرتي لازال الزمن امامك .حان الوقت لترفعي كل تلك الهموم القديمه عن عاتقك .صدقيني لا يوجد من يساعد احدانا على تخطي كل الالام سوى رجل ..ولا يصنعها سوى رجل ..لذا اسمحي بخطتي المتواضعه لتأمين مستقبلك انت وكادي ان تتحقق..
كادي سوف تبدا رحلة علاجها قريبا ..اما انتي ستبدا رحله الراحه لك قريبا ستنسي كل شيء ..الضعف .الوحده .الفقر .نايف .مع سيد قومه وجميل الفضائل الرجل الذي اخترته لك ..لانه أب ..لن يضيمك ابدا .الاباء لا يؤذون احدا ..وسيقدرك في حياته مهما اخطئتي او اهملتي ..
كان بأستطاعتي ان اكون لئيمه واشرط ان لا يبدأ علاج كادي الا بزواجك ..الا انني اقدر منح المرء خياراته ..
دعيني اختار عنك هذه المرة ..ان كان لي رضا عليك. عليك ان تقبلي ..بذلك سوف ترتاح كادي بوجودك خلفها في هذه العائله القائمه على علاجها ..والاهم هو ان الامر يصب في مصلحتك تماما ولا احد غيرك ..
دعيني احبك بطريقتي ..احبك وسيطا هو لي ..
ثلاب رجل جيد حقا سيحارب وجودك في البدايه الا انه سيعتادك حتى الادمان ..كوني له ..."
..
..
لمست حروف اختها الشفافه بسبابتها ..كأنها تطمئنها تواسيها على صانعتها اللتي رحلت ..
:
:
تقوست شفتها السفليه تنذر بموجه بكاء جديده ..
رفعت عينها للسماء تمنع سقوط دموعها لتعود الى مقلتيها فتحرقها اكثر ..
احيانا حتى القلوب تعجز عن الحديث..والالسنه تعجز عن مجاراة الروح ..
لان الروح في هذه اللحظه لا تعرف ماللذي تريده ..
اخر ما تحتاجه قيد اخر يكبلها يمتهنها حتى تفقد نفسها من وجودها ..لكنها اشد احتياجا للراحه ...يكفي ما كان من ألم ..
..
..
اراحت جفنيها الواساعه واغمضت عينها ..
ضوء خاطف وذكرى صغيره في طرف العقل ..
نايف و أخر لقاء ..واحدهم يقبل جفني شما ..
لتفتحها هلعه ..
..
..
كانت تلك بكرسيها امامها تستفهم حالها بنظراتها الواسعه ..
تأملت سلطانه جمال كادي كانها تراها للمره الاولى ..تخيلتها تقف يالله ما اجملها ..
أبتسمت لها بحزن رافعه ذقنها أي ماللذي يحدث..
هزت سلطانه رأسها بالنفي ..
:
:
اعادت الرساله الى ظرفها ..
رحماك ياربي على روح اختي ..وكأن وعودها ستتحقق ..مجرد اخت زوجة ابنهم القديمه وابنه اخيها المعاقه ..
وكأنه امر جلل سأنتظر حتى انتهاء العزاء وسأعود للمدينه ..
:
:
في اليوم الثالث ظهرا ..
كانت تلبس فستانها الكحلي الذي اتت به فهو غامق ومحتشم ..
جدلت شعرها على كتفها اليسار ووضعت طرحتها على رأسها ..
اخذت هاتفها معها ..
وهي تلقي نظره اخيره على حقائبها اللتي حزمتها ..
:
أنتهاء الامل كان يكسو كادي الا ان املها كبير بالله سبحانه ..
تحتاج حقا الى العوده للمدينه ..
:
حدثتها بهدوء.."برضك اليوم مو نازله ..."
بنبره تنم عن عدم الارتياح ردت لها كادي .."لا ..تعرفين اني ماحب اتواجد مع اكثر من شخصين ..."
..
..
هزت رأسها بالايجاب .."على راحتك.."
همت بفتح باب الغرفه الا انها عادت ..
كان احدهم يعطيها ظهره متجها للسلم محدثا هاتفه ..
لا ...حقا وجودي هنا صعب ..
::
:
:
حسنة سكاكا الوحيده في نظره كادي هي عذبى وشما ..
كادي ليست بالاجتماعيه مما لاحظنا ..الا انها احبت عذبى جدا لربما هناك سحر خاص بعذبى ولربما كادي كانت تود في دواخلها حقا ان تقيم حياة اجتماعيه طبيعيه مع احدهم غير عمتها ..
:
:
ازاحت الستائر الفخمه عن النوافذ العملاقه وسمحت للشمس ان تتسلل لغرفتها ..
كانت تجلس على الارض في منتصفها ..
وتقلب بيدها كتابا.....
:
:
دخلت عليها الغرفه ..راقبتها قليلا وجلست بجانبها بادرتها الحديث..."تعرفين ياكادي ...انا اخاف من السعاده ...."
:
رفعت كادي رأسها بأستغراب ...
أكملت تلك تتأمل انعكاس الشمس على الطاوله الزجاجيه ..والوان تشبه الارواح تعبرها الى الارضيه الرخاميه ...
"احيانا الحزن باطنه سعاده ...والسعاده باطنها جروح ..عشت ايام جدا جميله مؤخرا معاك ومع سلطانه وشما الله يرحمها ...ما اقدر استغني عنكم ابدا ..تعرفين ابوي كان شديد جدا ...وماعنده غير انا وجازي وراجيه و منى ..انا اصغر العنقود طبعا ..كانن خواتي من يجيهن رجال يزوجهن ..وعاد هن يهجن و لايرجعن للبيت ابد ..كان شديد بمبالغه الله يهديه ..ويالله يالله وحده منا تنهى الثانويه ببيته ...
اذكر ولد عمتي خطبني وانا باول ثانوي .." تنهدت بحسره غريبه للذكرى وكأنها تخبئ حقيقه ما ...أكملت " خفت انه يعطيني هو ...وماكمل دراستي خصوصا ان ولد عمتي ذا ..على قد حاله يشتغل على سياره ويدرس بالجامعه بس مدري وش كان يدرس حينها ..اللحين من يوم ماتت عمتي ماسمعنا بوه ..المهم ابوي رفض انا هنا تنفست الصعداء ع قولتهم ...الا ما تخرجت من الثانوي وابوي يقولي بعد شهرين عرستس من ولد شيخ القبيله ..انا مدري وش جاني ..لكنه فرح ...باخرج من هاك السجن وافتك ...بعدما خذيت فياض ...احن لذاك السجن تصدقين ..رغم انه طيب مايضيم احد ..لكن الحزن والحرمان احيانا سعاده ............."
..
..
تأملتها كادي وادلت برأيها برزانه ......."فعلا الاشياء الجيده احيانا مؤلمه ...والاحزان هي افراح ما عرفنا نفهمها...."
:
:
هزت تلك رأسها بالأيجاب ..."عاد انا بروح كندا باخذ ماجستير في تخصص ثاني....بجانب الدكتوراه ..ابي انشغل ...ان شاء الله لا رجعتا بزورتس في المدينه ..والله مدري كيف مانيب مقابلتك بعد مره..."
..
..
أبتسمت لها كادي بفخر ..."ماشاء الله ...الله يزيدك ...متى رايحه ؟؟"
..
..
أخذت نفسا عميقا ...تقنع نفسها بالسعاده ...." شهر 4 ان شاء الله باقي معي شهرين فيذا ....بعدها سنتين بكندا ...."
:
:
أبتسمت لها كادي ..نطقت بما كانت تفكر فيه ......."احسدك......."
:
:
أستغربت عذبى ..."وشوله ياحسرتي ......"
أبتسمت كادي بأنكسار ..."تعرفين انا عندي علم ...انا مو جاهله الحمد لله يكفي انه معاي ثلاث لغات...انا تلقيت تعليمي بالبيت ..عن طريق اهلي بعدهم الله يرحمهم كملت انا تعليم نفسي وهذا احسن نوع من التعليم ...اللي هو تلقين الذات ..صح وصلت الين اول ثانوي ...لكن كانت مجرد شهادات شكليه لا غير ..انا كل اللي ابيه ..اني اشارك غيري علمي ..اني اعطيه غيري..علمي لي لوحدي ما ابيه ..."
..
..
نظرت اليها عذبى بأبتسامه .."كادي اقولها لتس صادقه ..انتي راح يكون لك شأن بيوم من الايام صدقيني ....."
في ذاك اليوم المغرب ..
كانت حالتها حقا يرثى لها بجانب انهاك جسدها نفسيتها في تدهور مع قرب العوده للمدينه ..
كيف لا وهي التي حزمت حقائبها في الامس ..
كانت بحاجه لان تغسل وجهها المتعب ..وقفت تسند نسها بيدها على مسند الاريكه و هي تعيد ترتيب حجابها ..
لتقف احداهن عائقا بينها والطريق..
:
:
قدمت لها التعازي ..انتظرتها لتذهب الا انها لازمتها في خطوه خطتها ..
لتفاجئها .."ولو ياسلطانه ماعرفتيني ؟؟..."
توتر علا محيا سلطانه وهي تلتفت حول نفسها متأكد هالا يراقبها احدهم ..
وهي تنهي الشكوك لنفسه لا لغيرها.."لا ما عرفتك ...."
:
:
رفعت تلك حاجبها بتعجب ......."انا مرتو لخالك سند ........"
:
:
جمود كسى ملامحها .."وخير ...من زود الزين الي فيك وفي رجلك.....ياختي ابعدي كل مين بهمه ....."
:
:
قالتها وهي تبعدها عن طريقها اخر شخص تود رؤيته هي هذه الانسانه ..فما فعلته في حق امها ليس بقليل ...
وعالمه هي بطباعها وطباع خالها المزعوم..
وان كانت قد صفحت في حياتها عن اناس كثير ليس امالثها من يستحق الصفح ...
:
:
في المقابل كان هو في مجلس الرجال ...يستقبل العزاء في اخر يوم ..
راقب ذاك يهم بالخروج ..اطرق برأسه موجها الحديث لأبنه عياد ...فهو يلازمه كالظلال .."قول لسند اني ابيه باتسر في مجلسي الضحى ...."
.
:
هز رأسه بالايجاب دون سؤال وهو يتوجه للمدعو سند ..
:
كان المكان شبه خالي..
توجه بالحديث الى فياض بجانبه .."لا تروح لندن لا وانت قايلن لي ..بوه اوراق ابيك تزينهن لي ....."
:
:
ببروده المعتاد وافتقاره لاختلاجات الوجه من تعابير ...هز رأسه بالايجاب ..
:
:
:
وفي الساعه التاسعه مساء من ذاك اليوم الماطر ..
اغلقت هاتفها بعد ان اكدت حجزها لغدا في الساعه الواحده ظهرا ..
كانت تجلس في صاله بعيده عن المكان اللذي استقبلت في العزاء في اختها ..
همت في الوقوف الا ان ام معتاد كانت متوجهة نايحتها ..
استغربت توجهها لها بالحديث كأستغرابها من نظراتها منذ الامس ..
"خلاص راجعتن للمدينه ياوليدي.....؟؟"
::
هزت تلك رأسها بالايجاب..."أي والله ياعمتي خلاص ...يابخت من زار وخفف......"
:
:
قالتها بحنين..."لا والله ..انتن ريحه الغاليه الله يرحمها ......."
ازداد الحزن في محيا سلطانه وهي تهمس ....."الله يرحمها ......"
:
:
اقتربت منها اكثر ..وخفضت من صوتها ...."تعاي ياوليدي ...أبيتس بحتسي في قلبي......."
..
..
وقادتها مع يدها الى احدى الصالونات المغلقه ..واغلقت خلفها الباب ..
لتجلس عنده ..
وقفت سلطانه قبالها وفزعا يتحينها ..الا ان العجوز لم تحدثها ..واشارت لها على قاع المكان لتجلس فيه .
"اجلسي يامتس في ذاك ...علمتس بيجيتس......"
:
:
استغربت سلطانه ..وجلست في مكانها ..
فتحت حجابها ومن بعده شعرها ..وهي تتوجه للعجوز بالحديث .. تخفي توترها بنبره جديه ..
"خير ياعمة ...؟؟وشوله مناديتني .؟؟"
ردت عليه بأن الصبر جميل ..
هنا تلبسها التوتر وغزاها الخوف ..
رن هاتفها ..
رفعته لتجد رقما غريبا ..لقد اعتادت على الارقام الغريبه ..
كانت تهم بالرد ..لو ان لفتها نظرات ام ثلاب لمكان اخر في ركن الصاله الزجاجي ...
رفعت عينها ..
:
:
:
لتتجمد اطرافها وكأنها حبست في قالب ثلجي..اتسعت حدقتيها بصدمة ..وهي تقف مسرعه ..
متجهه للباب ..منعتها ام ثلاب بأن وضعت يدها على مقبضه ..
كان يجلس بجانب الباب الذي دخل منه وملامحه غير واضحه ..وهو متموضعا بجلسته الارستقراطيه ..
:
:
بثوبه الرمادي وغترته البيضاء..
زاحم المكان بهيبته ..عرفت رائحته ..
عرفت سطوته التي اختلستها منه ذاك اليوم ..
:
:
كان يراقب ساقيها بصمت ..وهي ترتدي خلخلا بلون فضي ,,لا يميز الا لمعته ..
كان يبدو وكأنه خلق مع ساقها ..
رفع عينه اكثر ..
ليتجلى له حسن ارض الحجاز بهيبه الشمال..
لطولها لخصرها لجيدها لليلها ..ولعيناها ..
ركز بداخلها حتى ضن بأنه لن يعود أبدا...
:
:
أرتج جسدها بتوتر وهي تبعد عيناها عن ذاك الكهل بملامح وسامه قديمه ..
وارتجف صوتها ..."عمه ابي اخرج...."
حينها نطق يكمل اسطورة سطوه رجولته ...
"اجلسي يابنت الناس بيننا كلام ...."
.
.
ارتجفت اقاصيها وهي تطرق رأسها وتشد على طرف حجابها ...لتكتشف انها كانت تضعه على كتفيها ..
رفعته تغطي رأسها .... وتجلس بتردد تميل جسدها فتعطيه ظهرها ...
:
:
طال صمته ..رجل مثله ..تقاس كلمته ميزانا ..يحتاج لأن يصمت دهر ..كي يتحدث بها ...
:
:
"شما الله يرحما ....وصاتا لي كانت انتي ......وانا رجالٍ ما ارد أحدٍ طلبني ....هي موب وصاة هي طلبه ...."
:
:
رفعت ملقتها تمنع دموعا ..
باغتها ..."أفهم سكوتس رضا ...."
:
:
انتظر حديثها طويلا فلما لم تفصح عن دواخلها ...
"انا يابنت الناس ...رجلن تسبير لي طلبات واجد ولي واجبات علي وعلى قبيلتي منتس ...شما الله يرحما كانت شايلتا على راسا ....يعني ..انا ابي مرة لي ....قلتا لتس انا رجلن تسبير ..تبين تحطينن اول اولوياتس....قلتي تم ...قلتي لا...معرسن عليتس ..هذا وصاة شما وطلبتها ....لكن علمتس يهمني ..انا رجلن موب مثل غيري ابي اجيتس برضاتس ..."
:
:
رفعت رأسها ترمقه بنظره متفاجئه ...ماكان منه الا ان نظر اليها ببرود ...
"كل اخبارتس عندي ...وصاة شما تقول اني اعرس عليتس بعد وفاتا بأسبوع ...
"
وقف ينهيها يحطمها يقيدها ...
"زهبي عمرتس..."
..
..
هب خارجا مع الباب الذي تجلس وامه بجانبه ..خيل لها انه توقف لحظه عندها ..قبيل خروجه ...
:
:
الاعاصير اقترب موسمها ..وجذورها ضعيفه ..وجسدها منهك غض...
:
:
ربتت العجوز على كتفها تؤازرها ..
عجزت قدميها حتى ان تحملها لغرفتها ...
:
شهقت فجأه تمنع بكاءها رحماك ايها المتعالي ما بال قلبي ضعف....
:
:
رمشيها اكتست ببلل ..وخطواتها ثقلت ..
دخلت الغرفه ..كانت كادي تغط في نوم عميق ..
وقفت امام المرآه وقد تسلل نور الصاله للغرفه ..
خلعت حجابها ورمته بجانبها ومن بعده فستانها ..تأملت نفسها لوهله ..
جسدها و اثار معارك قديمه ..
:
:
من مكان قريبا منها ....تلقفت كنزتها الشتويه الطويله وشدتها على بدنها الفاتن ..
:
:
رمت نفسها في الفراش الوثير بجانب ابنه اخيها ..
تفكرت ..الامور سيئه في كل احوالها ...هنا وفي المدينه ..مايميز السوء هنا انه مصحوب برفاهيه...
في الواقع لو احتسبت الامر بعقلانيه فهو يصب في مصلحتها ومصلحة كادي تماما ...
:
:
لكن كيف ...كيف ...لا تستسغ الامر بتاتا...كيف وهي رأته بعينها يقبل شما على جفنيها ..وكيف وهي التي استشعرت حب شما له وتعلقهما ببعضيهما ..رجل مثله يصلح لأن يكون اب ...لا يصلح للزواج ابدا ...
..
غصون شوك احاطت بدنها ..وارتجفت متوجسه قربه منها ..
:
:
في وقت لاحق ..كانت تستمع الى همس حولها ...واشعه الشمس تلبست المكان ..
رفعت الغطاء وغطت وجهها ....
..
عندها انسحب عنها وظهر لها وجه كادي القلق ...
"عمه قومي اللحين الساعه 11 ونص والرحله 1 متى نلحق نلبس ونروح المطار..."
:
:
لا اراديا شاركت عذبى في اخر الغرفه بجانب النافذه نظرات ذات معنى معرف بينهن ..
وكأن عذبى تهمس لها بالنظر ...انا عالمه بما يحدث...
:
:
هنا تداركت عذبى الوضع ..."يووووه ياكادي ...بيقولون 1 وهم من جنبها ...ولسى معاكم وقت قبل الاقلاع ...تعالي بس افطري معي وداعيه ...وخلي عمتس تنام شوي ..."
:
:
انسلت كادي مستغربه ...ونفسها تحدثها بأن شيء حتما يحصل ..
أبتعدت عن عمتها متجهه لكرسيها ...
وهي تتمتم ..."على راحتكم ........"
:
:
سحبت الغطاء فوقها مجددا ..غاصت في الظلام ..وتجلت لها الصور ..
كل مايشغلها حتى في نومها شاركته الحلم ..
هو ذاك الكيان الاشيب المهيب ...
كيف لا وهو في الـ44 من عمره ..له هيبه الكهول المخيفه يزيدها منصبه في الحياة ..
وطريقه نطقه الرصينه ..
:
:
وان غدا لناظره قريب..


الساعة الآن 01:10 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.