05-08-18, 11:28 PM
| #962 | ||||||
| عضو ذهبي 
|  الفصل العشرين غادرت سمارة مسرعة الى غرفتها وهي تبكي .. لم تعد تريد ان ترى اي احداً منهم .. تشعر بأنهم استغفلوها حين لم يخبروها بما حدث .. لم تتوقع مطلقاً ان اخوتها من الممكن ان يفعلو ما فعلو .. فلو لم تسمعهم صدفة لما كانت قد عرفت يوماً الحقيقة .. تشعر بالقهر والحزن عندما تتذكر قمر وكيف حاول مالك التعرض لها وكيف كانت تلوم زيد لما فعله معه .. الان عرفت لماذا قام بضرب مالك بهذا الشكل وهي الغبية التي اعتقدت انه فعل ذلك لأنه اهان وطرد قمر .. فهي لو كانت مكانه لفعلت اكثر من ذلك .. اغلقت باب غرفتها ولم تنزل لتناول الطعام .. فهي لا رغبة لديها اليوم في رؤية ايِّ شخص من عائلتها وخاصة والدها .. صحيح انها اخطأت بقول ما قالت لأبيها الا انه كان من الاجدر به ان يضرب مالك لما فعله بقمر لا ان يضربها هي .. دق باب غرفتها فقامت بسرعة ثم وضعت اذنها عليه واجابت قائلة :ـ من هناك ؟ ـ لقد حان وقت الغداء .. الجميع بإنتظارك :ـ قالت خادمة المنزل ـ اخبريهم انه لا رغبة لي بتناول الطعام اليوم ـ حسناً آنستي توجهت حيث سريرها وبعد عناء التفكير والتعب لم تشعر الا وهي تغط في نوم عميق ***** استيقظت بعد فترة طويلة لتجد ان الوقت اصبح السابعة مساءً وانها قد نامت لفترة طويلة .. فجأةً قررت الذهاب الى بيت قمر مباشرةً للتحدث معها وجهاً لوجه والاعتذار منها لما فعله مالك .. لبست ملابسها بسرعة وخرجت دون ان تخبر احداً بذهابها .. ولأنها كانت تقود بسرعة عن ما اعتادت عليه فقد وصلت بسرعة قياسية مقارنةً بكل مرة تأتي فيها الى ريام .. وقفت خارج البيت تبحث بعينيها عن باب يؤدي الى بيت صغير بالقرب من بيت ريام .. اخيراً وجدت باب واطئ مغطى بالاشجار تأكدت انه بيت قمر لأنها استطاعت ان ترى من خلاله دراجة زيد النارية وهي قريبة من الباب .. دقت الجرس وهي تأمل ان تكون قمر من تفتح لها الباب .. ظهرت والدة قمر التي رحبت بها ما ان تعرفت عليها وادخلتها الى صالة الجلوس ثم توارت الى غرفة جانبية بعد ان قالت انها ستستدعي قمر لها حالاً ... جلست وهي تتلفت حولها تناظر المكان والذي بالرغم من انه صغير الا انه كان مرتب نظيف وفيه شي يوحي بالحميمية والدفأ ... من مكانها الذي تجلس عليه عرفت انه لا يوجد احداً هناك غير قمر ووالدتها .. ارتاحت ان زيد غير موجود حالياً فقررت ان لا تتاخر في زيارتها فهي لا ترغب برؤيته خشيةً من ردة فعله ان رآها وأن يفعل كالمرة الاخيرة حين جاءت الى بيت ريام .. اتت قمر التي كانت ترتدي ملابس بيتية وبدا واضحاً انها تفكر بان تقضي الامسية كلها في البيت ولا نية لديها للخروج هذا اليوم ... رحبت بها قمر بسعادة وهي تقول :ـ اهلاً سمارة .. بماذا ادين بشرف زيارتك .. سمارة ... ما بك ؟ وقفت سمارة وهي تشعر بالارتباك فأسرعت قمر اليها بعد ان رأت انها كانت تبدو على غير طبيعتها وقالت لها :ـ ماذا بك ؟ هل حصل شئ ؟ قلق قمر واهتمامها بسمارة والذي جاء في وقت كانت تشعر فيه بالذنب اتجاهها جعلها تجهش بالبكاء مما اثار الخوف لدى قمر من حدوث شئ سئ وفكرت ( ان مكروها حصل لمالك ) قالت سمارة هي تحتضن قمر ومازال نشيج بكاءها مستمر :ـ لقد عرفت ... لماذا اخفيت الامر عني ؟ قمر والتي جمد عقلها من التفكير لم تستطع فهم ما تعنيه بكلامها فقالت بتوتر وقلق :ـ اخبريني ارجوك ... ماذا هناك ؟ ماذا عرفت ؟ ـ ان ... انننن ... ان مالك قام ب ... قام ببببب ـ آآآآآآه .. فهمت قمر مالذي تريد قوله ثم قالت لها :ـ تقصدين ان مالك تعرض لي ... اليس كذلك ؟ ـ قمر لا تحاولي ان تجملي الكلمة ... لقددد حاول اغتصاب .... بك كانت سمارة تحاول عدم البكاء مجدداً الا ان صوتها خرج اجشاً حزيناً رغم ذلك مما اثار لدى قمر الرغبة بالبكاء هي ايضاً بعد ان تذكرت ما حدث ... كأن كل شئ يدور ثم يعود الى نفس الجرح ونفس الذكرى وكأن القدر يأبى ان ينسيها ما حدث .. الا انها مع ذلك حاولت تهداتها فقامت اولاً بإحتضانها ثم طلبت منها ان تأتي معها الى غرفتها لتتحدثا براحة .. اجلستها على كرسي بالقرب منها ثم قالت لها :ـ سمارة لا اعرف من الذي اخبرك بذلك الا انك يجب ان تعرفي انه لم يفعل ... ـ لكنه ... لم تدعها قمر تكمل كلامها فقالت مقاطعة اياها :ـ اعلم انه حاول ذلك لكن هذا لا يعني انه فعل وهذا فقط ما يجب ان تفكري به ... غيره ليس مهما ـ كان يجب ان تخبريني ـ وكيف لي ان افعل ؟ انه اخيك ... كيف اهز صورة الاخ بالنسبة اليك ... ـ يالك من انسانة رائعة .. تفكرين بنا وفي الحقيقة انه انت من يجب ان نعتذر لها ـ سمارة اهدأي ارجوك ... ما حصل قد حصل والحمد لله ان الامر انتهى على ذلك النحو ولم يحدث ضررا اكبر .. اخرجت سمارة منديلاً ورقياً من جيبها ثم مسحت وجهها وانفها به وقالت :ـ انا خجله من تصرفات اخوتي ... لا افهم كيف استطعتما تقبلي معكما من جديد ؟ دائماً فكرت مالذي حدث لتتغيري انت وريام نحوي هكذا ... الآن فهمت ... انتما على حق بما فعلتماه فلو كنت مكانكما لفعلت اكثر من ذلك ... بقيت قمر تستمع لها لانها تعرف انه من المهم بالنسبة لها ان تخرج ما بداخلها كي تشعر بالارتياح بعد ذلك .. بعد ان انتهت وشعرت بأنها اصبحت افضل حالاً قالت لها :ـ سمارة انتي واحدة منا ... اختنا ... احببناك وما زلنا نفعل ... كيف نأخذك بذنب اخويك ... لا انكر انه في البداية كان الامر صعباً عليّ ان اتقبلك من جديد الا انك كنت دائماً صديقة غالية علينا جميعا وستبقين كذلك احتضنتها سمارة بسعادة وقالت :ـ شكراً لك بقيتا يتحدثان قليلاً ثم سرعان ما سمعت سمارة صوت زيد داخل البيت وهو يتحدث مع والدته .. ارتبكت من معرفتها بوجوده وانه في نفس المكان معها .... دخل مشعث الشعر الا انه كان اجمل مرة رأته فيها .. نبض قلبها بمجرد رؤيته الا انه لم يراها حتى الان لانها لم تكن قريبة من باب الغرفة ... دخل وهو يقول :ـ قمر بما ان ... توقف ما ان لمح سمارة بالقرب من اخته .. لم يتوقع مطلقا ان يراها في البيت وكأن شيئا لم يكن ... وكأن اخيها لم يفعل شيئاً .. تذكر كلماتها حينما ضرب اخيها الامر الذي استدعى غضبه عليها مجدداً فقال :ـ يا للوقاحة .. لم اعد اراك عند ريام فقط بل اصبحت ايضاً تأتين الى هنا .. في منزلنا وكأنكم لم تفعلو شيئا ... اوقفت قمر كلماته قائلة :ـ زيد ... ماذا جرى لك ؟ لماذا تتكلم معها بهذه الطريقة انفعل زيد على اخته بعد ان رأى سمارة تقف جامدة بمجرد ان سمعت كلماته وقال :ـ قمر رجاءً لا ارغب بمجيئها هنا... انا غير راض بوجودها بيننا استدار بعدها لسمارة وامرها قائلاً :ـ اخرجي حالاً .. أنا لا ارغب برؤية وجهك مرة اخرى في اي مكان شعرت سمارة بضيق في انفاسها الا انها حاولت ان تقاوم دموعها فأسرعت لتأخذ حقيبتها التي كانت موجودة على سرير قمر .. مشت بسرعة ثم توقفت قريباً منه وقالت دون ان تنظر اليه :ـ لم اكن اعلم ان وجودي يزعجك هكذا .. لن آتي الى هنا مجدداً ... قالت هذا وهي تغادر البيت مجهشة بالبكاء لا يعلم لم شعر زيد بالإنزعاج من كلماتها ... بكاءها مس قلبه مباشرة فجلس محني الرأس بعد ذهابها ليسمع اخته تقول :ـ لماذا فعلت هذا ؟ ان سمارة لا علاقة لها بما حدث وقد جاءت لتعتذر مني بعد ما علمت اليوم بما فعله اخيها ... فهي لم تكن تعرف وانا سامحتها لإنها اساساً لم تفعل لي اي شئ ... مسح زيد وجهه بكف يده ووقف ذاهباً الى غرفته حيث ملاذه الوحيد الان . *********** التعديل الأخير تم بواسطة warda baghdadia ; 06-08-18 الساعة 12:23 AM | ||||||
|  |
|
05-08-18, 11:31 PM
| #963 | ||||||
| عضو ذهبي
| جلستا الى الخلف من السيارة التي يقودها سائق ريام الخاص ذلك انها اليوم تشعر بالتعب ولا رغبة لديها مطلقاً بقيادة السيارة الى الشركة .. فهي لم تنم ايضاً ليلة امس فرؤية نادر قبل يومين ارهقتها بالرغم من انه يستحق كل كلمة نطقت بها اليه .. الا انها لا تستطيع ان تنكر انها بقيت طوال ليلة امس واليوم الذي قبله تفكر حين اخبرها انه يحبها .. اسندت رأسها الى الخلف بإرهاق واغمضت عينيها محاولة ادعاء النوم الا انها رغم ذلك سمعت قمر تسألها بصوتٍ منخفض وكأنها تخشى ايقاظها :ـ هل انتِ بخير ؟ اجابت وهي تحاول ان تمنع تثاؤبها :ـ لم استطع النوم ليلة امس ولا اليوم الذي قبله ـ أهذا بسبب نادر ؟ استدارت ريام اليها وهي متفاجأة من ادراكها للامر وقالت بصراحة :ـ نعم نظرت قمر الى ثوبها ثم تشاغلت بإبعاد شئ وهمي عنه وقالت :ـ لماذا ؟ ـ لماذا ماذا ؟ التفتت اليها قمر مجدداً سائلة :ـ لماذا لم تستطيعي النوم بسبب نادر ؟ اطلقت ريام زفرة حارة وهي تفكر بالسبب الذي من اجله لم تستطع النوم جيداً وليومين متتاليين .. أهو اعترافه بالحب لها والذي جاء في وقت متأخر جداً بالنسبة لها ام وجوده قربها في الحفل وتعمده البقاء معها ام اكتشافها انه مازال يؤثر بها كالسابق الامر الذي ازعجها بعد ان كانت تظن انها نسيت كل ما يتعلق به .. فقالت :ـ لا اعرف ـ أوحقاً لا تعرفين قلبت ريام بيديها ثم اجابت :ـ وماذا لو كنت اعرف ؟ كيف سيغير هذا اي شئ ؟ ـ وكيف لا يغير شيئاً ؟ لقد راقبته يوم الحفل وشعرت .. ريام انه يحبك بل واقع في غرامك اعترضت ريام على قولها بأن هزت رأسها عدة مرات بالرفض قائلة :ـ نادر لا يحب سوى نفسه .. انه فقط يشعر بالغيرة من يوسف ـ لا اعتقد ذلك ـ كلما اتذكر كيف عاملني ذلك اليوم في شركته .. وكيف ضربني وهددني ثم وقف يتفرج عليّ .. كلا هو لا يحبني .. هو فقط لم يتعلم ان يخسر ـ لكن ريام .. فكري بالامر قليلاً .. لقد رأيته عندما قال رافد انك فزت بجائزة افضل تصميم هندسي .. لقد كان .. آآآه لا اعرف كيف اصف لك ما رأيته .. لقد كان متألماً جداً .. حزين جداً .. بقيت ريام تفكر بما قالته لها قمر الا انها قالت بعد فترة :ـ هذا لا يبرر له ما فعله معي هزت قمر كتفيها بإستسلام قائلة :ـ لا اعلم .. انا اقول رأيي فقط استدارت ريام اليها قائلة :ـ هل تريدين القول ان عليُّ ان اسامحه ؟ ان انسى ما فعله بي .. وهل ستفعلين انت ايضاً مع مالك ؟ اعترضت قمر بعنف قائلة :ـ الامر مختلف .. ما حصل معي شئ آخر صمتت ريام لسببين اولاً لأنها تعلم انها تقول الحقيقة وثانياً لأنهما كانا قد وصلا الى الشركة .. ما ان دخلتا حتى رأت الفتاة التي تعمل في الاستعلامات تتحدث مع مدير شؤون الموظفين وكان يبدو عليها الانزعاج الشديد .. تضم يدها بقوة وكأنها تحاول كبت شعورها بالالم الا انها مع ذلك لم تكن تتحدث بقدر ما كانت تستمع اليه دون ان تنطق بأي شئ .. استدارت ريام لقمر قائلة انها ستلحقها بعد قليل ثم سارت لتقف قربهما بعد ان سلمت وبقيت تنقل نظرها بين الاثنيين مما اثار ارتباك الرجل الذي كان يقف بالقرب من الموظفة والتي كانت قد بدأت العمل منذ اكثر من ستة اشهر .. نظرت ريام فترة نحوهما ثم قالت اخيراً :ـ ماذا هناك ؟ اجاب المدير والذي كان رجلاً في الاربعينات من عمره قائلاً :ـ لا شئ مهم .. كنت اعلمها فقط كيف على موظفة الاستعلامات ان تكون مبتسمة دائماً نظرت لها ريام وقالت :ـ هل هذا صحيح ؟ صمتت الفتاة والتي كان اسمها هالة فأعادت ريام سؤالها مجدداً قائلة :ـ هالة .. هل ما يقوله صحيح ؟ اجابت هالة بعد فترة تردد وشعوراً بالقلق ينتابها :ـ نعم لم تنظر هالة مطلقاً لريام وهي تجيب على سؤالها مما اثار انتباه ريام اكثر الى الامر فقالت لها :ـ تعالي الى مكتبي بعد ربع ساعة ... ثم نظرت بعدها الى المدير لتقول له بسخرية :ـ وانت .. ألا يجب ان تكون بمكتبك الان ؟ تسمر مكانه من الارتباك ولم يستطع ان يتفوه بشئ فقالت تحثه :ـ ماذا ؟ ألا تنوي الذهاب لمكتبك اليوم ؟ ـ أأأأكيد .. سأذهب .. حالاً شيعته بنظراتها لفترة ثم عادت لتتابع هالة بنظرة الحيرة والذهول التي علت وجهها فقالت لها بسرعة :ـ لا تنسي المجئ لمكتبي بعد ربع ساعة بالضبط دخلت هالة وهي تحاول ادعاء الشجاعة بينما كان من الواضح عليها مشاعر الهم والكدر التي تغطي كل تعابير وجهها .. اشارت لها ريام بالجلوس امامها ثم شبكت يديها لتقول :ـ الان اصدقيني القول .. ماذا هناك ؟ ارادت هالة في البداية ان تكذب لتدع الامور كما هي علها تستطيع المتابعة في هذه الشركة الا ان شعور الاذلال الذي ينتابها في كل لحظة ترى فيها المدير جعلها تشهق بالبكاء دون ارادة منها .. نظرت لها ريام وقالت بثقة :ـ انه يتحرش بك .. أليس كذلك ؟ رفعت هالة لها رأسها غير مصدقة انها استطاعت ان تلاحظ ذلك وقالت :ـ اقسم انه هو من كان يلاحقني ومنذ البداية.. ومؤخراً بدأ يلمح لي ان بإستطاعته ان يطردني من الشركة فيما لو رفضت ان .. أن .. وعادت لتشهق من جديد ـ ألم يخطر ببالك ان تأتي الي لتخبريني ؟ ـ اخبرته انني سأفعل ذلك فقال انه يعمل هنا منذ وقت طويل وانكم اذا استدعى الامر ستختاروه هو .. وانا لا استطيع ترك العمل لأنني اعيل امي واخوتي الصغار دمعت عينا ريام ثم شيئاً فشيئاً بدأت بالبكاء الامر الذي اثار استغراب هالة فقالت حائرة :ـ ماذا هناك ؟ هل فعلت شيئاً خاطئاً ؟ اخرجت ريام منديلاً من حقيبتها وهي تسأل نفسها ( اي زمن هذا الذي تظلم به هذه الفتاة ثم تعتقد انها فعلت شيئاً خاطئاً ) ثم قالت اخيراً :ـ هالة انت لم تفعلي شيئاً خاطئاً .. وكان من الافضل لو اتيت الي لكن الان بما انني قد عرفت اريد منك ان تذهبي بنفسك وتخبريه انه مطرود من الشركة هبت هالة غير مصدقة ما سمعت وذهبت اليها لتحتضنها وتبكي وهي تقول :ـ لم اتوقع ان تنصفيني .. انت تكوني معي .. يا الهي .. حمداً لله كيف عرفتِ ؟ ابتسمت ريام وقالت لها فقط :ـ كان يكفي ان اراك لأعرف لم تخبرها ريام انها ذكرتها بنفسها حين كان ظافر يتحرش بها ورغم انها كانت في موقف اقوى منها بكثير الا ان هذا لا يمنع ما اصابها من اذى على يديه ذلك الوقت دخلت قمر الى المكتب ورأت هالة ضاحكة سعيدة تحاول اخفاء اثار الدموع من على وجهها وهي تسير بسرعة تريد الذهاب الى خارج المكتب .. بادرت ريام قائلة :ـ اجلسي قمر .. هناك موضوع اريد التحدث به معك جلست قمر امامها وقالت :ـ حسناً .. ماذا هناك ؟ ـ ارغب ان اغير وظيفتك في الشركة قطبت قمر حاجبيها بتفكير عما سمعته ثم سألتها حائرة :ـ لماذا ؟ ـ ارغب ان اضعك مسؤولة عن الحسابات في الشركة .. فأنتِ تعرفين ان العم ابو صلاح لم يعد شاباً كما كان .. وكما انه بدأ يرتكب الكثير من الاخطاء في الفترة الاخيرة لذلك لا استطيع الاعتماد عليه كالسابق .. ـ القرار لك طبعاً .. ولكن هل ستطرديه من عمله ؟ صعب ان اخذ مكانه بتلك الحالة ابتسمت ريام لها :ـ بالتأكيد لن افعل .. فهو يعمل لدينا منذ وقتاً طويل .. كما انه مسؤول عن عائلة .. فكيف تفكري انني قد اطرده ؟ ـ اسفة .. لم اقصد ما فهمته .. ولكني فكرت انه من الممكن قد ارتكب فعلاً ما لأنه قد كبر و.. قاطعتها ريام برفض وهي تقول :ـ انه رجل شريف .. لم يفعل ما يسوء طوال تلك الفترة .. لكن انتِ تعرفين ان اصبح كبيراً في السن ولأنه مريض فقد اصبح يتغيب عدة ايام في الشهر لذلك فكرت بشخص استطيع الثقة به كي ينوب عنه ويساعده في اعماله ابتسمت قمر واجابت :ـ موافقة .. ولكن من ستضعين مكاني كسكرتيرة لكِ ؟ ـ الفتاة التي كانت هنا قبل قليل .. هتفت قمر قائلة :ـ هالة .. تعنين هالة .. أليس كذلك ؟ ـ نعم .. انها هي ـ انها فتاة جيدة .. بل رائعة في الواقع .. احسنتِ الاختيار حكت لها ريام بإختصار ماذا حدث وانها قد طردت ذلك المدير فقالت لها قمر :ـ ولكن ألا يجب ان تحققي بالامر .. اقصد كيف عرفتِ الحقيقة ؟ ـ لقد شككت به منذ البداية وللتأكد قمت بمراقبة الكاميرا ليلة البارحة وتأكدت من الامر .. لذلك انا لا ارغب بظافر آخر في مكتبي فهذه الانواع ستخون الشركة في وقتٍ ما ايدتها قمر بالقول :ـ معك حق دق باب المكتب فدخل سائق ريام الخاص وبيده حقيبة صغيرة فتحها مخرجاً مبلغ من المال قائلاً :ـ لقد ذهبت الى المرأة التي اخبرتني عنها لكني للأسف لم اجدها هناك تناولت ريام منه الرزمة قائلة :ـ هل سألت عنها ؟ ـ سألت اثنيين من اصحاب المحلات كانو قريبين من مكانها ولكن لا احد يعرف عنها شيئاً .. هل تحبين ان اسأل اكثر ؟ قاطعت قمر كلامهم سائلة :ـ ايُّ مرأة ؟ تطلعت ريام للسائق قائلة :ـ شكراً لك .. تستطيع الذهاب الان التفتت بعدها لقمر وحكت لها بإختصار عن انها ترغب بمساعدة المرأة التي كانت تعمل بالقرب من الشركة ـ أأأأه نعم .. تقصدين المرأة التي قرأت لنا الكف ذلك اليوم ـ نعم هي ـ لكن مالذي ذكرك بها الان ؟ ـ كما تعرفين هي ارملة تعيل ثلاثة اطفال لذلك كنت ارسل لها المال كل شهر عن طريق سائقي الخاص دون ان تعرف انه مني الا انه اخبرني هذا الشهر انها لم تعد موجودة فطلبت منه البحث عن مكانها فقد تكون مريضة او حدث لها اي شئ ابتسمت قمر بحب لصديقتها التي تحب دائماً مساعدة الاخرين وقالت لها :ـ أليس من الممكن ان نادر قد طردها من المكان كما سبق ولمح عن ذلك ـ لا اعتقد .. لو كان يريد طردها لفعل قبل هذا الوقت بكثير ولكن قد تكون محتاجة لأي شئ او في المستشفى وهزت كتفيها وتابعت .. لا اعلم ـ اتركي الموضوع لي .. سأذهب اليوم للبحث عنها واحاول ان اجد مكانها تنهدت ريام براحة وقالت :ـ هل ستفعلين ؟ سأرتاح كثيراً فيما لو عرفت عنها شيئاً ـ سأفعل لا تقلقي ناولتها ريام المال على ان تذهب قمر للبحث عنها اليوم بعد الدوام *************** التعديل الأخير تم بواسطة warda baghdadia ; 06-08-18 الساعة 12:25 AM | ||||||
|
| |
|
05-08-18, 11:38 PM
| #964 | ||||||
| عضو ذهبي
| في نفس المكان تجلس سمارة على الشاطئ الذي شهد على بداية حبها وهي تتذكر ما فعله زيد بها .. تلفحها نسمات الهواء الباردة فيتطاير شعرها حسب اتجاه الريح مظهراً لوحة جميلة قد تباع بأسعار عالية فيما لو استطاع رسام ماهر ان يجسد كل شئ بدقة كما هو الواقع .. الالم ظهر جلياً على صفحات وجهها وهي تشعر بغصة عندما تفكر بما حصل لها وهي تحاول ان لا تبكي .. فبعد خروجها المذل ليلة البارحة بكت كثيرا وكما لم تبكي في حياتها كلها .. تتذكر كيف اهانها وطردها امام اخته .. صبت دموعها مرة اخرى وهي التي عاهدت نفسها ان لا تفعل مرة اخرى .. فمسحتها من جديد وقررت انه يكفي الى هنا .. لن تبكي عليه مجدداً وعاهدت نفسها إن اليوم سينتهي كل شئ بالنسبة لها .. فالليلة ستودع جميع احلامها بخصوصه وتعد نفسها ان لا تفكر فيه مرة اخرى .. حتى هذا المكان سوف لن تأتي اليه من جديد ـ ألم تعدينني انك سوف لن تخرجي ليلاً مرة اخرى ؟ استدارت سمارة باتجاه الصوت وهي لا تصدق نفسها .. رأت زيد يقف قريباً من المصطبة التي كانت تجلس عليها .. مازال وسيما كما عهدته .. ببنطاله الكابوي وقميصه الازرق والمخطط بالاحمر... وقفته الرجوليه تأخذها نحوه شاعرة بنفسها مسلوبة الارادة كلياً حينما يتعلق الامر به .. تحب كل شئ فيه حتى شعره الغير المرتب بفعل الهواء ... الا انها رغم ذلك امالت راسها جانباً ونظرت بعيدا دون ان تجيبه بشئ .. تحرك قريبا منها .. ليجلس بجانبها على الطرف الاخر ثم نظر امامه ولم يقل شيئا هو الاخر .. امتد الصمت بينهما .. صمتاً يشوبه الشعور بالاخر ... الشعور بانفاس الحبيب ... وياله من شعور ... قررت سمارة بداخلها ان لا تبدأ الكلام وانها لن تكون من يكسر الصمت بينهما .. اخيراً سمعته وهو يقول :ـ سمارة .. بخصوص البارحة .. لم يكن علي قول ما قلته ـ كلا لم يكن عليك ذلك .. لكن لا يهم .. لن ازعجك بحضوري بعد الان تنهد عالياً ثم قال :ـ حضورك لا يزعجني بل على العكس تماما .. حضورك يجعلني اشعر بالشوق نحوك .. وهذا ما لا اريده استدارت نحوه مستغربة من كلماته فأسرعت بسؤاله :ـ ماذا تعني ؟ ـ ألا تعرفين ؟ هزت رأسها حائرة منه ومن كلماته لتجيب اخيراً :ـ بت لا اعرف شيئا اشار لها بيديه قائلاً :ـ تعالي قربي لأشرح لك ابتعدت برأسها ما استطاعت بينما تجيب :ـ ماذا ؟ لن افعل ـ حسنا اذا .. سأقترب انا منك .. قالها واقترب منها اكثر حتى جلس بمحاذاتها .. ملتصقا بها .. الا ان سمارة نأت بنفسها عنه بابتعادها الى الحافة ثم امالت براسها الى الجانب الاخر .. اقترب منها ماداً احدى يديه نحوها ليقربها منه فوقع رأسها على صدره ... ارادت الابتعاد عنه محاولة الوقوف الا انه لم يدعها تفعل وبقى ممسكاً بها قربه ... اخيراً استكانت هادئة بجانبه لتنعم هي ايضا بقربه منها فقال :ـ هذا ما حلمت بفعله دائماً رفعت رأسها عنه قليلاً واصبحت تنظر اليه وقالت :ـ اذا لماذا عاملتني هكذا ؟ ـ انا اسف على انفعالي بوجهك البارحة .. انا لم اعني ايً مما قلته لك صدقيني ـ لكن كيف تطردني وتهينني بهذا الشكل ؟ لقد آلمتني .. ابعدها برقة عنه ليضع سبابته اسفل حنكها ليرفعه قليلاً ثم قال :ـ انا آسف على ذلك .. كنت اتوقع انك كنتِ تعرفين ما فعله مالك وكنت اتفاجأ كيف تدافعين عنه طيلة الوقت البارحة فقط عرفت الحقيقة كاملة من قمر والتي اخبرتني بكل شئ بعد ذهابك ـ لكن زيد .. انا لا ذنب لي بكل هذا .. تابعت عندما رأت سكوته :ـ هل تلومني على ما حدث لها ؟ ـ اكيد انا لا الومك على ما حدث .. الا ان ما حدث يصعب علي تقبله .. اتهامه وطرده لها من العمل ومن ثم ... انت تعرفين .. عراكي معه هناك في الشركة .. كل هذا جعل من الصعب علينا ان نجتمع مع بعض ونكون مثلما نريد .. صمتت وهي تسمع زيد يتابع قائلاً :ـ كنت افكر بك في كل لحظة .. كل دقيقة على امل ايجادك .. لقد تمنيت فقط ان المحك ولو قليلاً .. ثم اتفاجأ بانك اخت مالك .. والكارثة انك كنتِ تدافعين عنه .. كيف كنتِ تريدين مني ان اتصرف ؟ ـ وماذا سنفعل الان ؟ ـ دعي كل شئ لوقته فهذا افضل ثم امسك يديها سائلاً فجأةً :ـ اخبريني اولاً لماذا انت هنا ؟ الم تعدينني ان لا تخرجي في هذا الوقت من الليل مجدداً ؟ اجابت بشقاوة لم يعتدها بعد :ـ وانت ... ألم تعدني ان تتصل بي عندما اعطيتك رقم هاتفي ابتسم من اجابتها وقال :ـ لن اخبرك بالسبب الآن ـ ارجوك اريد ان اعرف .. لقد بقيت انتظر اتصالك دائماً .. لماذا نسيتني ؟ ضحك على كلامها فضربته على كتفيه بخفة قائلة :ـ لماذا تضحك الان ؟ نظر اليها وكأنه لا يصدق انها قريبة منه هكذا ..جمالها وبراءتها تدغدغ مشاعره فلم يتوقع يوماً ان احلامه ستحقق ويلتقيها مثلما اراد وفكر بها .. ثم قال اخيراً :ـ اضحك لأني كنت آتي كل ليلة الى هنا على امل العثور عليك .. كل ليلة انعت نفسي بالغباء لأنني فكرت انه كان يجب علي ان آخذ معلومات اكثر عنك .. ان اسألك اكثر .. ان انتبه للبطاقة التي فيها رقم هاتفك .. تمنيت ان التقيك ولو صدفة .. دون فائدة ـ ماذا .. هل تخبرني الحقيقة .. انت كنت تأتي يومياً ؟ ـ لطالما حلمت بإيجادك وتبادل الكلام معك مثلما نفعل الآن دفعته بخفة وهي تقول :ـ اذا لماذا لم تتصل بي ؟ داعب خصلة كانت تتحرك على خدها جراء نسيم الهواء العالي ولفها حول اصبعه وقال قبل ان يضعها خلف اذنها :ـ لن اخبرك توسلته بدلال :ـ هيا زيد .. اخبرني .. ارجوك اجابها بتكشيرة اظهرت اسنانه البيضاء :ـ لقد وضعت الكارت في الجيب الامامي بحركة لا ارادية وعلى سبيل الاعتياد والذي اكتشفت لاحقا انه كان ممزقا ما ان وصلت الى .... قاطع كلماته ضحكات سمارة التي استمرت لفترة .. فنظر اليها وهو يبتسم بسعادة لضحكاتها التي المستمرة الى ان دمعت عينيها .. قال لها بعد ان انتهت نوبة الضحك :ـ هل لي ان اعرف ما المضحك في الامر ؟ ـ اااه .. لو تعرف بماذا فكرت ... مرة افكر انك متزوج .. ومرة اقول ان لك حبيبة لم ترد ان تخونها .. تابعت بحزن :ـ في النهاية فكرت انني غير مهمة بالنسبة لك لذلك ... وضع يداه على خدها محتوياً وجهها ليقول :ـ انتِ كنتِ وستبقين اهم شخص في حياتي .. تذكري هذا تابع بعد ان رأى تأثرها واحمرار وجهها خجلاً منه :ـ والان لماذا انتِ هنا لوحدك في هذا الوقت المتأخر من الليل .. ألم تعدينني أن لا تفعلي ؟ ابتسمت اليه واشارت بيدها لرجلين يقفون بمسافة عنها وقالت :ـ لم اكن لأكسر وعداً قطعته لك وبملأ ارادتي غمره الارتياح من اجابتها الا انه قال بقلق بعد فترة :ـ ولكن ألا تخشي ان يخبرو اهلك انك التقيت بي هنا ؟ هزت رأسها بالرفض وقالت لتريح اياه من القلق بشأنها :ـ لن يفعلو .. مهمتهم حمايتي فقط لا ان يتدخلو بحياتي .. اضافة ان اهلي اصبحو يعرفون كيف انك انقذتني ذلك اليوم لذلك لا اعتقد انهم سيقلقون عليَّ منك رفع حاجبيه بإستغراب وسألها قائلاً :ـ هل اخبرتهم عني ؟ اومأت برأسها فقربها منه مجدداً وقال :ـ هل تعرفين ماذا اتمنى ؟ امالت رأسها اليه دلالة اصغاءها لما سوف يقول فتابع بعد ان تنهد بحسرة :ـ ان تركبي معي على دراجتي النارية لأقود بك ليلاً حيث الشوارع تكون اقل ازدحاماً لأنطلق بأقصى سرعة فيلفحنا الهواء بنسماته الجميلة .. صدقيني هو شعور رائع لا يمكن وصفه .. يجمع بين المتعة والاثارة قالت بعد فترة وقد غلبها التاثر من تصورها لمشهدهما معاً :ـ لكني اخشى ركوب الدراجات النارية .. ماذا لو سقطت ؟ امسك يدها وهو ينظر اليها ويقول بتأكيد :ـ لن ادعك تسقطين .. لا اريدك ان تخشي شيئاً وانتِ معي ـ حسناً تابعا بعدها النظر الى البحر على امل ان يأتي اليوم الذي يحققو فيه كل ما يحلمون به الان .... *************** التعديل الأخير تم بواسطة warda baghdadia ; 06-08-18 الساعة 12:26 AM | ||||||
|
| |
|
05-08-18, 11:40 PM
| #965 | ||||||
| عضو ذهبي
| خرج مالك من الشركة وهو يبدو مرهقاً .. يريد الذهاب الى بيته بسرعة بعد ان انتهى من عمله والذي اصبح يعتبره مملاً بعد ذهاب قمر .. ركب سيارته ليقودها الى حيث الشارع الرئيسي وفجأةً لمح قمر من بعيد وهي تسير في شارع جانبي .. تتلفت حولها وتبدو حائرة حول امرٍ ما او كأنها تفكر اي الطرق عليها ان تسلك .. لا ارادياً قاد سيارته ليتوقف بها قريباً منها كي يستطيع رؤيتها جيداً الا انه بنفس الوقت كان بعيداً عنها كي لا تراه وتتعرف عليه وقتها كانت قمر تبدو محتارة فعلاً وهي تتلفت حولها بحثاً عن اي شخص كي تسأله عن ام فاطمة .. فقد تحدثت حتى الان مع ثلاثة اشخاص والجميع بدا لا يعلم عنها شيئاً .. بعد قليل رأت طفلاً من بعيد يلعب الكرة بمسافة قريبة من المكان الذي كانت تبيع فيه المرأة اشياءها .. اقتربت منه سائلة :ـ مرحباً .. هل تعلم اين اجد ام فاطمة ؟ توقف الطفل عن اللعب واجابها مشيراً الى المكان بيديه :ـ نعم .. انها تسكن خلف تلك الشقق البيضاء ـ هل انتَ متأكد انها نفس المرأة .. لقد كانت تفترش مكاناً صغيرأ تبيع فيه مختلف الحلويات وال .. قاطعها الطفل رافضاً شرحها الطويل لأنه يريد الانتهاء من الموضوع كي يعود الى اللعب مع اقرانه مجدداً فقال بسرعة :ـ نعم .. تلك المرأة التي عندها ثلاثة اطفال و توفي زوجها قبل فترة قليلة ـ نعم انها هي .. شكراً لك اتجهت ماشية نحو الشقق التي اشار عليها .. تدريجياً بدأت ترى مظاهر الفقر هناك .. فكلما كانت تسير لأمتار قليلة تصبح الاماكن اكثر فقراً والبنايات اكثر قدماً .. اخيراً وصلت الى حيث الشقق التي اشار اليها الطفل الصغير .. بعد استفسار بسيط وصلت الى شقة ام فاطمة .. رنت جرس الباب وشعور بعدم الراحة يراودها .. خرج لها طفلاً صغيراً يتراوح عمره ست سنوات .. شعور بالحب والعطف ملأها ناحيته .. تفكر كيف سيعيش طفلاً كهذا دون اب يحميه .. دون رجل او سند بحياته فقالت سائلة اياه بلطف ومودة :ـ اهلاً حبيبي .. هل والدتك هنا ؟ ـ انها هنا .. لكنها مريضة .. ـ هل تستطيع ان تناديها ؟ اخبرها انني اعرفها ذهب الطفل مسرعاً الى والدته ليعود ومعه امرأة بدت وكأنها قد كبرت عشر سنوات منذ اخر مرة رأتها فيها .. فشهقت قمر دون ارادة منها :ـ ام فاطمة .. هل هذه انتِ ؟ مالذي حدث ؟ ـ اهلاً بك يا بنتي اقتربت منها قمر لتمسك يدها وهي تراها لا تستطيع اسناد نفسها للوقوف طويلاً ثم اتجهت بها الى الداخل حيث فراشها الممدود .. ساعدتها بالاستلقاء عليه وهي تنظر الى مظاهر الفقر الواضحة على البيت فسألتها وهي تحاول ان لا تظهر امتعاضها من المكان :ـ مالذي حدث ؟ اخبريني ـ انا مريضة بالكبد لذلك لم اعد استطيع الذهاب لعملي كالسابق حزنت قمر عليها وعلى اطفالها الصغار الذين يجلسون بالقرب منها وينظرون لها وكأن بيدها خلاص والدتهم من المرض فقالت :ـ انا جلبت لك المال من شخص يرغب بمساعدتك .. قالت هذا واخرجت رزمة المال من حقيبتها فجأةً رن جرس الباب فذهب احد الاطفال مسرعاً ليفتحه فظهر رجلاً بدا في الخمسين من عمره ضخم الجثة اسمر الوجه .. نظر بسرعة الى المال في يد ام فاطمة فأسرع ليأخذه منها قائلاً :ـ كل هذا وتقولين لا املك مالاً .. اذن لماذا لا تسددي ديونك للناس الذين تدينين لهم بها وقفت قمر تحاول اخذ المال منه مجدداً وهي تقول :ـ انه مال لمساعدتها .. كيف تستطيع اخذ المال منها ؟ ألا ترى حالتها ؟ كيف طاوعك قلبك على سلبها المال الذي تعيش منه هي واطفالها اليتامى ؟ دفعها عنه بقوة وهو يقول :ـ اخرسي .. عليها ان تدفع ايجارها الذي تدين به الي وباقي لها شهرين اضافيين جراء تأخرها عن السداد بكت ام فاطمة وهي تقول :ـ كيف بأمكانك ان تفعل ذلك بنا ؟ ألا ترى حالتنا ؟ انهم اولاد اخيك .. كيف تفعل ذلك ؟ نهضت قمر واقتربت منه تحاول اخذ المال بالقوة منه وهي تقول :ـ ايها الحقير الاناني عديم الضمير والانسانية .. اعطها المال .. انزعج الرجل منها ومن الكلمات التي قذفته به فسارع لرفع يده يريد ضربها فأوقفه صوت رجل من الخلف بدا مألوفاً لها وهو يقول بصوتٍ عالي :ـ إياك ان تفعل التفتت قمر الى مصدر الصوت فرأت مالك واقفاً هناك ينظر الى الرجل بغضب وهو يتحداه بعينيه ان يفعل ويضربها .. فغمر قمر شعور الارتياح لأول مرة لرؤية مالك منذ فترة طويلة .... إنتهى الفصل التعديل الأخير تم بواسطة warda baghdadia ; 06-08-18 الساعة 12:27 AM | ||||||
|
| |
|
05-08-18, 11:45 PM
| #967 | ||||||
| عضو ذهبي
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 40 ( الأعضاء 19 والزوار 21) warda baghdadia, houda4, Reem❤, سحرمجدي, Reemo.B, ouail, tota642000, k_meri, shery2, NoOoShy, رفيدة هشام, سما صافية, فاطيما بدر, Rima08, همس البدر, HEBA REDA, Shaima111, غرام العيون, jojo123456 | ||||||
|
| |
|
06-08-18, 12:15 AM
| #968 | ||||||||||
| نجم روايتي و راوي القلوب وكنز سراديب الحكايات 
| أنا جيييت الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 50 ( الأعضاء 26 والزوار 24) Gigi.E Omar, warda baghdadia+, kittyhala, رانيا مصطفى, r_501, احلى بنات, totamohamedusama, جاسمينات باسو, Reem❤, tamara2, k_meri, فتاافيت22, اويكو, تفاءل..., SOL@RA, مرمر1, jojo123456, سحرمجدي, shery2, رفيدة هشام, سما صافية, فاطيما بدر, Rima08, همس البدر, HEBA REDA, Shaima111 | ||||||||||
| |
|
06-08-18, 12:19 AM
| #969 | |||||||
| عضو ذهبي
| اقتباس:
:heeheeh: هلا بيج منورة  | |||||||
|
| |
 |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| romance story |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
26Likes
العرض العادي
