آخر 10 مشاركات
عرض مغرى (148) للكاتبة Michelle Conder .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          337 - لورا و الأمير - ليز فيلدينج ( تصوير جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          طلب رواية ممكن (الكاتـب : زين خاطرك - )           »          عنـــاق السحــاب (الكاتـب : تيّـرا* - )           »          رواية لن أتخلى عنك { الحصن سابقاً } ... مكتملة (الكاتـب : أم ساجد - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          خلاص اليوناني (154) للكاتبة: Kate Hewitt *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          صبراً يا غازية (3) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree89Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-06-18, 04:03 AM   #101

bobosty2005

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية bobosty2005

? العضوٌ??? » 345060
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,798
?  نُقآطِيْ » bobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور كان بيروت مشاهدة المشاركة
جميلللللللله جداااا اكملي

✨ هى فعلا رواية تستحق المتابعة✨





🌹🌹 عزيزتى نور كان بيروت لو انا فاكرة صح🤔 ألم يكن لك رواية حطمت احلام ولم تقومى باستكمالها يا ريت لو ظروفك تسمح تكمليها كانت أكثر من رائعة خسرنا وجودك بالتوفيق 🌹🌹


bobosty2005 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-06-18, 07:32 PM   #102

mooonat

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء ا

 
الصورة الرمزية mooonat

? العضوٌ??? » 407148
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 360
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » mooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة oopps مشاهدة المشاركة
شدني عنوان الرواية لبساطته وكانت النتيجة أنني قرأت الفصول الخمس الأولى بابتسامة وعبرة تخنقني..
أهنئك على قلمك المبدع..
بانتظار الفصول التالية ..
كلماتك الرائعة شهادة فخر. كم سرني معرفة أن ما كتبته أثر بك
شكرا عزيزتي على مرورك الرائع..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mooogah مشاهدة المشاركة
رواية جميلة وتشد وتجبر على متابعتها

اعتقد انو الزواج اتفرض عليهم للظروف

لكن العيال نتيجة ليله غصب عنهم من اجل كلام الاهل وظغطهم

وعمار سيندم على اكتشاف حبه لها متأخر
شكرا لك غاليتي. سنرى ما سيحدث في الفصول القادمة وما إذا ستكون مثل ما توقعت.


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور كان بيروت مشاهدة المشاركة
جميلللللللله جداااا اكملي
شكرا لك يا حلوة. مرورك الأجمل..


mooonat غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-06-18, 07:33 PM   #103

mooonat

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء ا

 
الصورة الرمزية mooonat

? العضوٌ??? » 407148
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 360
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » mooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

السلام عليكم

لا أضمن تواجدي غدا لذا سأنزل الفصلين السادس والسابع الليلة.


mooonat غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-06-18, 07:44 PM   #104

mooonat

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء ا

 
الصورة الرمزية mooonat

? العضوٌ??? » 407148
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 360
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » mooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

الفصل السادس

2000 م

كان استخفافا وصف ردة فعل أهالي القرية حيال زواجه بـ"عدم الرضا". السخط كان موجها لدار الدال من كل النواحي. حتى صديقة أمه سارة أبدت بالغ الاعتراض لمعرفة الخبر، ولم تقل ردة فعل ابنتها ليلى عنها.

بعيون دامعة، مليئة بالاتهام، هتفت ليلى عندما لقيها ذات يوم في الطريق، "كنت أعرف! كنت أعرف أن هذا سيحدث..!"

كانت تلك آخر مرة رآها فيها قبيل انتقال عائلتها من القرية.

لا يدري لم يهتمون. وما شأنهم. بكل صراحة، لم يكترث لهم البتة، فتلك هي نفس الأفواه التي انطلقت في حياكة الباطل حول إقامة سميرة لديهم.

بطلب من سميرة، لم يكن هنالك حفل زفاف، شيء استنكرته أمه ليقنعها هو ووالده أن هذا ليس وقت تدليله. لم يمضِ وقت طويل منذ وفاة عائلة سميرة، وإجبارها على الخوض في حفل زفاف ضخم كما تريد أمه كان كثيرا. لحسن الحظ أن موعد الحفل وافق العطلة، وبذلك لن يضطرا للتعامل مع زملائهما لفترة.

وهكذا وجد عمار نفسه منفردا بسميرة في الجناح الذي خُصص لهما، يشعر بارتباك عارم ولا يدري ما الذي يفعله. من جهتها فإن سميرة لم ترفع وجهها عن حجرها منذ توقيعها العقد الذي وثق ارتباطهما ببعض.

ما زالت النصائح التي أسداها له والده تدور في فكره، تُشعره بحرج لا يماثله حرج. حقا لم يفكر بكل تلك التوابع بعد الزواج. ومع سميرة؟!

الصمت كان خانقا بينهما، لذا قرر المضي وحشر نفسه في الأريكة الصغيرة جوار باب غرفة النوم، تاركا السرير الضخم الذي توسط الغرفة لسميرة لترتاح به. تمنى لها ليلة سعيدة لترد عليه بزفرة راحة بنفس الشيء.

.

.

أيام مضت تحمل رياح التعود على وضعهما الجديد. بافتراشه فراشا من المخزن، تمكن من حل وضع آلام العضلات المرافقة لنومه على الأريكة.

من محاسن زواجه بسميرة أنها لم تعد تتحجب منه، وكلما رآها تعود لنهجها القديم معه غريزيا، أسدل حجابها عن شعرها، محركا حواجبه بإغاطة، "لم يعد هنالك حاجة له بعد الآن.. يا زوجتي..!" دائما ما نجحت تلك العبارة في جعل سميرة تحمر حرجا وغيظا، لينطلق ضاحكا مستمتعا برجوع شيء من تآلفهما السابق لحياتهما مرة أخرى.

.

.

شيء آخر اكتشفه عن سميرة هو كونها أسوأ شخص قد تختاره لإيقاظك. تعلم أن يستيقظ ما إن يشعر بوكزات إصبع على كتفه، فإذا تجاهل تلك الوكزات سيلاقي الإزعاج التام مصيرا له. من ضحك سميرة عليه، يعرف أنها تستمتع للغاية بإزعاجه حتى يستيقظ، ورغما عنه يشعر بالسرور لسماع ضحكاتها التي افتقدها منذ شهور..

نبهها بسخط مفتعل، "الرقة يا سميرة! الرقة!"

"تركنا الرقة لك. هيا جهز نفسك، لا أريد أن يعتقد عمي قصي أنني السبب في تأخرك عن الصلاة.."

لن يخبرها عمار أبدا، لكن سميرة كانت عاملا رئيسيا في قلة نومه هذه الأيام. قد تحاول كتم نحيبها ليلا، لكنه يستطيع وبكل سهولة سماعه. يستطيع أيضا تجاهلها والنوم، لكن النوم لا يزور جفنيه. كيف يزوره وسميرة تبكي شوقها لأهلها قربه؟ لذا، ظل مستيقظا متظاهرا بالنوم كل ليلة حتى تخلد هي إليه، عندها فقط، يسمح لنفسه بالراحة.

"هذا الذي يهمك؟ رأي أبو عمار؟ ماذا عن عمار المسكين، أليس له محل؟"

تنهدت سميرة بسأم وساعدته على النهوض. على الأقل لم تعد تخجل من الاقتراب منه هذه الأيام، حسنة أخرى لهذا الزواج برأيه.

كما توقع، لم يكن في زواجه بسميرة ضير أبدا.

.

.

هرول أحد الفلاحين لدار الدال بفاجعة لم يصدق عمار أي كلمة منها، بل هرول بدوره ليثبت كلام الفلاح خاطئا.
لكن كيف بإمكانه نطق كلمة اعتراض وهو الآن يرى والده غارقا في دمائه وسط حقل؟

قالوا له أن والده مات بطلا، منقذا لفلاح شاب كاد أن يكون ضحية حادث جرافة. قالوا له أن والده لفظ آخر أنفاسه قبيل وصوله بلحظات.

ما همه بالأقوال ووالده قد مات؟

"انهض يا أبو عمار.. لم أعهدك مستهترا هكذا لتنام في عملك..! انهض هيا! ألن توبخني على دموعي هذه؟ هل رق قلبك فجأة؟ انهض، أبي.. انهض.."

لم يجبه والده سوى بصمت الموت.

.

.

أمه أضحت شبحا، لا تتكلم، لا تسمع، لا تفعل أي شيء سوى التحديق بالفراغ. انعكست الآية وأصبحت سميرة من ترعاها، تقرأ عليها القرآن حتى تنام.

سميرة تسلحت بالصلابة لتدعمهم، لتستسلم لأحزانها في الخفاء.

القرية كلها رثت وفاة قصي الدال.. أكرم محسنيها وأشجع رجالها. العشرات قد حضروا جنازته ومن ثم الصلاة عليه.

أما عنه هو؟ لم يُسمح له برثاء والده. ففي اليوم الذي تلا الجنازة فاحت رائحة الطامعين، وبدأت المطالبات والعروض والاقتراحات المستغلة لصغر سنه وقلة خبرته وكونه وريث والده الوحيد بالانهيار عليه. كل يوم زيارات من محامين وملاك xxxxات ومستثمرين، يضغطون ويهددون ويحرضون ويغرون، حتى وقف أمامهم بإعلان لن يتزحزح عنه.

"لن أبيع قطعة أرض واحدة، وستظل المزارع مفتوحة ومتاحة لأهالي القرية للعمل فيها كما كانت."

محامي والده ظهر عليه القلق لذلك، "عمار، كما تدري فإن والدك أوصى بكون إرثك الأراضي والمزارع، بينما خصص لوالدتك وزوجتك إرثا نقديا في حسابات بنوك عدة. بدون بيعك لقطعة، لن يكون لك شيء.. أحقا أنت متأكد من قرارك؟"

لطالما أعلن لوالده أنه سيصنع طريقه الخاص، دون الاعتماد على مال عائلته. وصية والده هذه كانت تحديا واختبارا له ولمبادئه، ولن يخذله.

"نعم، متأكد.."

أهالي القرية تنفسوا الصعداء لمعرفة قراره. يبدو أنهم خشيوا أن يبيع كل شيء طمعا بالمال ويقطع مصدر رزق الكثيرين منهم، شيء جعله واثقا أكثر وأكثر بقراره في حفظ المزارع تحت اسم عائلته.

.

.

الفلاح الشاب الذي أنقذه والده أتى إليه، الهم والذنب ينهش محياه بضراوة.

"لم ينقذك والدي كي تتوسل مني العفو.." كان جوابه الهادئ، وحقا، لم يشعر تجاه الشاب بأي لوم أو غل، فوالده كان ليفعلها مع أي شخص وفي أي موقف. كان ذاك النوع من الأشخاص. "ليس الأمر ذنبك.."

.

.

"سمعت عن الذي فعلته مع الفلاح اليوم.." بدأت سميرة عندما دلفت داخل غرفتهما عائدة من عند أمه.

ابتسم متهكما، "هل نفذت مواضيع الثرثرة لديهم؟"

لم تؤيده سميرة بنفي أو تأكيد، بل قالت عوضا بسكون، "مسامحتك للفلاح.. لا أظن أن كثيرا من الأشخاص يقدرون على نفس الشيء.." صمت ولم يجبها، شارد بأفكاره. شعرها تهبط جالسة على فراشه كما كان يفعل، مردفة، "لو رآك عمي قصي، كان ليفتخر بك.."

التفت إليها لحظتها، فهذا شيء تساءل عنه كثيرا منذ وفاة والده. "أحقا تظنين ذلك..؟"

ابتسمت له بتأكيد.

شعر فجأة بالإنهاك يغمره وبالحاجة للثبات الذي مثلته سميرة، الحاجة للدفء في يقين ابتسامتها هذه. دنا مقتربا منها، يحتوي دفء جسدها الغض بين ذراعيه، ومن ثم لا يدري ما الذي سيره ليقبلها بيأس، ليضيع فيها وبها، لا يدرك ما فعله، الحدود التي نسفها بفعله، التعقيدات التي سببها.. إلا بعد فوات الأوان.

ظلا صامتين، محرجان مذهولان غير مستوعبين لما حدث بينهما، لا صوت يُسمع سوى أنفاسهما اللاهثة. نظر عمار في شعر سميرة المشعث وشفاهها المتورمة من قبلاته، نظر في الدموع العالقة في رموشها، لتكون الكلمة الأولى التي نطقها دون تفكير، بصوت متهدج مختنق، "آسف.."

الغريب في الأمر، لم يشعر حقا بالأسف، على الأقل، ليس النوع النادم. لم يدرِ حقا ما الذي شعر به، فما زال في خضم الذهول. ذهول زال عن عيني سميرة ليحل محله الألم، تدفعه عنها بكل ما أوتيت من قوة، "أخرج عمار، لا أريد أن أراك الآن..!"

ربما كان من الأفضل أن يخرج، لكن كيف عساه أن يفعلها وهو يستشعر هذا الكم الهائل من الألم والقنوط في صوتها؟ ربما لم يشعر بالأسف، لكنه شعر بالذنب، فلم يكن في نيته أبدا أن يستغل سميرة بهذا الشكل. "سميرة.."

أشاحت وجهها عنه ليغطيه شعرها بفوضوية، تكرر بشبه هيستيرية، "أخرج، ألا تسمع؟!"

لحظتها قرر أن يمتثل لأمرها ويخرج، يكفيها ما فعله بها.

.

.

مرت الأيام والأسابيع. شهران قد مرا منذ تلك الليلة وتغير الحال بسببها، وأضحت سميرة تتجنبه وهو يتباعد بدوره، يختار العودة لغرفة نومه وعزل نفسه عنها وعن رؤية المقت في عينيها. لغرابة الأمر تسبب تباعدهما في تيقظ أمه من عالم أحزانها الخاص، لتسعى وراءهما بأسئلة لا تنتهي عن مسببات وضعهما الجديد.

لاحظ بضع تغيرات على سميرة، شحوب وذبول قلق كثيرا إزاءه وكلف أمه بمعرفة سببه، لتنظر أمه إليه بحزم. "ولم لا تفعلها بنفسك؟"

حاول إيجاد عذر ما، لينتهي بواحد أخرق ركيك، "تخالفنا والآن لا نتكلم.."

بدا على أمه عدم التصديق التام، لكنها فعلت كما طلب منها ومن ثم أتته بعد بضعة أيام برفقة سميرة التي ظهر عليها تفضيل التواجد في أي مكان إلا هنا.

نظر عمار بين صرامة تعابير أمه وبين تحاشي سميرة النظر إليه، تتململ في وقوفها بتوتر وحرج بالغين.

سألتها أمه بنبرة غير قابلة للنقاش، "هل ستخبرينه أم سأفعل أنا؟"

كانت سميرة على وشك الرد بشيء لتتراجع في آخر لحظة، لتزفر أمه بغيظ معلنة، "سميرة حامل."

الصمت امتد بلا منازع للحظات بعد إعلانها ذاك.

نهض عمار من جلوسه بعد استيعابه لما قيل، سائلا بنبرة شبه صارخة، "ماذا؟! كيف؟!"

لحظتها التفتت سميرة للخروج من غرفته لتمنعها أمه التي نظرت إليه كأنه أكبر أبله على وجه الخليقة. "أظن أنك تعرف جيدا "كيف" لتحصلا على هذه النتيجة." أردفت بحزم، "سأترككما لتتناقشا، فخلافكما السخيف قد طال عن حده.." قبل أن تغلق الباب وراءها قالت تنظر بمعنى لسميرة، "سأقف عند الباب لمنع حالات هروب."

.

.

بدأ عمار، "أنتِ.. حامل.."

أجابته، "نعم.."

"مني.. أنا.."

بدا صوت سميرة شديد الخفوت عندما ردت عليه بتهكم لم يخفِ مدى حرجها، "من غيرك؟"

مسح عمار وجهه براحة يده بعدم تصديق. ما هذا الذي تسبب به الآن؟ ألم يكفي ما فعله تلك الليلة؟! "ولماذا أراك متقبلة الخبر بهدوء؟"

اعترفت، "عرفته قبل أسبوع.."

ليهتف غير مصدقا، "عرفتِ قبل أسبوع ولم تخبريني؟!"

كابرت بقولها، "لم أرى حاجة لذلك..!"

أحيانا، أحيانا تثير سميرة جنونه! "ومتى كنتِ تنوين إخباري؟ في الشهر التاسع مثلا؟ عند ولادتك مثلا؟ عند تسجيل اسم الطفل مثلا؟!"

"ليس طفلا.." صححت له بتردد.

قطب عمار حاجبيه، "ما قصدك؟"

"الطبيب يقول أنه هنالك احتمالية كوني حاملا.. بتوأم.."

كرر، "توأم؟"

أومأت له بنعم.

كرر مرة أخرى، يكاد يتهاوى في وقوفه، "توأم؟"

قالت عندها سميرة بطريقتها المكابرة، "لا أدري لم يهمك الأمر، هذا شأني فقط وسأتعامل معه لوحدي.."

هل يضرب كفا بكف عجبا من هذه الحمقاء؟

تقدم إليها ليمسك بكتفيها، يجعلها تلتفت إليه، "اسمعي، هذا الطفل، أو التوأم، هو شأننا معا وسنتعامل معه معا. في أحلامك أن أتركك تتعاملين معه لوحدك، فهمتِ؟"

"فهمت.." أجابته هي بهمس، تداري دمعها المتشكل في مقلتيها. الغبية تكابر رغم ذعرها الذي كان موقنا أنه فاق ذعره. احتضنها ليهدئها، وكونها سمحت له بذلك دل على مدى خوفها.

.

.

عندما بدأت الدراسة مجددا رفضت سميرة العودة إليها. تفهم عمار السبب وشعر بالذنب يخنقه لأنه السبب، وسيكون سبب تخلي سميرة عن طموحاتها التي لطالما دعم تحقيقها لها. لكن أمه تدخلت باقتراح دراسة سميرة في البيت، مدبرة ترتيبا مع مدرسيها ليزوروا البيت على فترات ويعطوها ملخصا للدروس التي أخذها زملاؤها، وفي وقت الامتحانات تمتحن معهم لتجتاز المرحلة. ترتيب متعب بعض الشيء، لكن عمار كان واثقا أن سميرة سيمكنها التأقلم معه ويسهولة.

وافقت سميرة على اقتراح أمه، وبدأت زيارات المدرسين لدارهم. ساعدها عمار بكل ما يستطيعه، يراجع معها دروسها ويشرح لها النقاط التي لم تفهمها. وشيئا فشيئا خرجت سميرة من القوقعة التي اتخذتها منذ اكتشاف حملها، وأضحى الأمل يتألق على محياها من جديد.

-

.

.

-

2001 م

التوأم أعلنا عن حضورهما مع أذان الفجر ببكاء ظريف. ظل عمار ينظر فيهما بعدم استيعاب يخالطه حب فطري للكتل الصغيرة الوردية هذه. لا يستطيع التصديق أنهما ابناه، من صلبه!

سمع صوت سميرة المنهك يسأل، "عمتي، إلى متى سيظل يحدق بالتوأم؟ بدأت أقلق أن انهيارا عصبيا ما قد أصابه.."

ضحكت أمه. "لا تقلقي، أظن أن هذه مجرد ردة فعله مع حديثي الولادة، لقد أصابته هذه الحالة عندما رآك وأنتِ ابنة أيام فقط."

عندما التفت لينظر إليهما، غير مقدر لكلامهما عنه وهو مشغول بجمال التوأم، سألته أمه، "ماذا ستسميان التوأم؟"

"لا أدري، سأترك الخيار لسميرة.." توجه بانظر إليها، "هل لديك أسماء..؟"

أومأت له بنعم، "الأكبر عادل، والأصغر.. قصي.."

ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتيه. "حقا؟"

ردت له الابتسامة بأخرى تعبة، "سيكون عادل ناقصا دون قصي، ألا تظن؟"

أمه بدأت تذرف الدموع المسرورة، بينهما هو منعها من التشكل حتى لا يحرج نفسه، "نعم، أظن ذلك.." بكل العرفان الذي شعر به، انحنى ليقبل جبينها، "شكرا سميرة.."

.

.

التوأم كانا بالنسبة له قصة حب من النظرة الأولى، ظل يحملهما بين يديه رغم اعتراضات أمه، لا يمانع أبدا تحميمهما أو تبديل حفاظاتهما أو إرجاعهما إلى النوم في الليل أو اللعب معهما ريثما تأخذ سميرة قسطا من الراحة أو تدرس. أحيانا حتى كان هو وسميرة يتنافسان من يقضي مع التوأم وقتا أكثر!

"أتعلم، كنت أفكر بإحضار مربية، لكن ليس هنالك حاجة وأنت هنا.."

نظر عمار لأمه بعد أن وضع عادل النائم في مهده، "هل هذه شكوى أم إطراء؟"

"لا أدري، حقا.." ابتسمت له بفخر. "فاجأتني يا بني. أراك مرتاحا جدا بكونك أبا.."

أشار للتوأم النائم، "ظرافتهما تساعد.." اعترف مستطردا، "صحيح أن الفكرة أخافتني في بادئ الأمر، لكن مع الأيام بدأت أترقب وصولهما. والآن، عرفت أنهما يستحقان كل لحظة ترقب.."

-

.

.

-

2002 م

مع الوقت اتضحت ملامح التوأم أكثر، وبدأ الناس يشبهونهما به أو سميرة أو أحد أفراد عائلتيهما.

برأيه فإن التوأم ورثا الكثير عن أمهما، ولم يرثا عنه سوى لون شعرهما الكستنائي. لكن سميرة اختلفت معه مجادلة أنهما ورثا عنه ابتسامته أيضا، ليتمعن هو بالنظر إليهما دون رؤية ما الذي رأته سميرة. كل ما يراه كان لسميرة، لون وشكل عينيها، حتى شكل الفم لكن بتورد أخفت.

التقطت سميرة قصي الذي كان متشبثا بمكانه على كتفيه، تنزع قبضه يده الصغيرة عن شعره، عملية معقدة، لكن لها حل. هدهدته تعده بلقمة لذيذة ليرضخ لها بسهولة. كان التوأم أضعف تجاه سميرة، يرضخان لها بسهولة، بينما عمار كان العناد والشقاوة من نصيبه.. ربما جزاء لكونه المثل مع والده. بأية حال، لا يعترض. فهو أيضا كان ضعيفا سريع الرضوخ مع أمه.

"إلى متى ستظل هنا؟"

سؤال سميرة هذا أخرجه من أفكاره. "ما قصدك؟"

أولت قصي اهتمامها تطعمه الخضار المهروسة للحظة قبل أن تفسر له، "لقد أنهيت المرحلة الثانوية العام الماضي، وبمعدل مبهر أيضا، لكن بدل الذهاب للجامعة وإكمال الدراسة في أحد الجامعات، ما زلت هنا.."

كانت خطته الرحيل للمدينة فور إنهاء دراسته في القرية، لكن أتى زواجه ومن ثم وفاة والده ومن ثم التوأم.. ليجد أنه نسي خطته تلك. "سأفعل عندما أتأكد من وضعكم."

جادلته، يبدو عليها عدم الاقتناع التام، "تتأكد من ماذا؟ أستطيع الاعتناء بالتوأم لوحدي، وإذا احتجت للدراسة متأكدة أن عمتي لا تمانع تولي المهمة لبعض الوقت." أردفت باتهام، "أنت منافق كبير، أتعرف ذلك؟ دائما تقول لي أنك لن تدعني أضيع مستقبلي، والآن عندما تضيع أنت مستقبلك تضع الأعذار..!"

قاطعته قبل أن يدافع عن نفسه بكلمة، تتوعد، "إذا لم تذهب وتكمل دراستك في المدينة كما كنت تطمح، لن أكمل دراستي أيضا.."

استنكر قولها، "لا يمكن أن تكوني جدية!"

"صدقني، سأفعلها.."

إذا كان يعرف شيئا عن سميرة، كان أنها بذاك العناد والإصرار الذي جعله يصدق أنها ستفعل.

.

.

كلما فكر بموعد رحيله المقترب، كلما فكر في تغيير رأيه والبقاء. لكن كيف سيبقى ووعيد سميرة موجود؟ لن يسامح نفسه إذا تركت طموحاتها فقط لأنها تظن أنها السبب في ترك طموحاته الخاصة. ألا تفهم أن البقاء كان خياره؟

مر أسبوع وحان وقت الرحيل. رأى أمه تقاوم الانهيار بكاء، بينما سميرة بدت متصلبة على نحو غير طبيعي. التوأم بديا غير مدركين للجو المليء بالشجن، وابتسامهما له جعله يفكر كيف سيستطيع فراقهما؟

قبل التوأم ولم يظهر لهما حزنه حتى لا يشعرا به. احتضن أمه بكل قوة، يشد عليها عندما أجهشت في البكاء. فعل المثل مع سميرة، وشعرها تشد عليه دون وعي منها عندما بدأ يوصيها على نفسها والتوأم.

وهكذا، رحل من القرية لأول مرة، لكنها لن تكون الأخيرة.

انتهى الفصل السادس..


mooonat غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-06-18, 07:56 PM   #105

mooonat

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء ا

 
الصورة الرمزية mooonat

? العضوٌ??? » 407148
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 360
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » mooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond reputemooonat has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

الفصل السابع

2015 م

بين طلب تكرار ما قالته والضحك كأنه سمع مزحة، كان الشيء الوحيد الذي فعله عمار هو السؤال، "لم الآن؟"

"لم لا؟ أرى أن الوقت مناسب. كلانا في أوج حياته المهنية والتوأم كبيران بما يكفي ليتأقلما.." قالتها بنفس العملية التي تناقش بها صفقات العمل.

كتم عمار غيظه المستعر وأجبر نفسه على التحلي بالهدوء. "أهذه فقط أسبابك؟"

عندها لمح شيئا يتردد في عينيها. "حسنا، أنت أُجبرت على هذا الزواج وقيدت به، أرى أن الوقت حان لتتحرر منه، ألا تظن ذلك؟"

لا، لا يظن ذلك.. "صحيح أن زواجنا كان بسبب تأثير الظروف، لكن أؤكد لك أني لم أجبر عليه. وعن أي قيود تتحدثين عنها؟ ألم تمنحيني الإذن بالزواج من أخرى؟ فعلتها كما تعرفين ولم تعجبني التجربة بكل صراحة.."

كزت على أسنانها بغيظ، ربما من مماطلته، وأرضاه ذلك، أي شيء غير البرود. أكمل مردفا يستفزها أكثر بجدالها، بتحايله عن التطرق للموضوع الأساسي، "لا أفهم الزاوية التي تنظرين منها سميرة، لم تظنينني خسرت شيئا بزواجي منك؟"

بدل إجابته، حورت سميرة لموضوع ليعود لطلبها، "بأية حال، لن يتغير بيننا شيء بطلاقنا.."

بل ستتغير أشياء!

لن يكون من حقه الإطالة في التحدث معها، وطبعا لن يكون من حقه الانفراد معها بحديث. لن يكون من حقه رؤيتها بدون الحجاب. لن يكون من حقه منافستها على أجهزة لعب التوأم والاستمتاع بهتافها المتحمس عندما تكون قريبة من الفوز. لن يكون من حقه احتضانها بذراعه كما اعتاد فعله. لن يكون من حقه أن يكون متلقيا لإزعاجاتها لتوقظه. لن يكون من حقه رؤيتها عند الفجر عندما تستيقظ لإيقاظ التوأم.

لن يكون من حقه الكثير، والكثير..

ألا تدرك؟ السنين جعلت فراقهما مقترنا بقيود خانقة.

أتى صوت هاتفه خلوي ليقطع عليهما الحديث. كان اتصالا من أمه تطلب منه إيصالها للبيت من السوق.

قال باعتذار فضح زيفه الارتياح العارم في نبرته، "سنناقش الأمر لاحقا.."

.

.

اختار أن يوصل سميرة للبيت قبل أن يمر بالسوق الذي كانت أمه فيه. وعلى طول الطريق ظلا ملتزمان للصمت، هو بسبب الأفكار العاصفة التي تضج بعقله، وهي ربما مسايرة للتوتر المحسوس الذي سببه طلبها للطلاق.

الطلاق..

كلمة كرهها فجأة بشكل عنيف.

سألته قبل أن تخرج، "متى ستعطيني جوابك؟"

تجاهل سؤالها ليقول، "لا تتأخري على التوأم.."

.

.

"لم تبدو كأنك تريد حرق شخص؟" كان سؤال أمه فور ركوبها السيارة.

أجابها بوجوم، "سميرة تريد الطلاق."

تنهدت باستسلام خالف ردة الفعل المستنكرة التي توقعها، "آن الأوان لذلك.."

حاد عن النظر في الطريق ليسألها باستنكار، "أكنتي تعرفين؟!"

"لا.."

"إذا لم يبدو عليك تقبل الخبر؟ ألا تحبين سميرة؟!"

زفرت أمه بضيق. "هل تشكك بحبي لسميرة يا فتى؟ إني اعتبرها كالإبنة التي لم أحظ بها!" أردفت بحزم، "حبي لها هو ما يجعلني أشجعها على المضي بالطلاق منك."

هتف بعدم تصديق، "أمي!"

لم تمنح له بفرصة لينطق بالمزيد، معلنة، "لقد ظلمتها بما فيه الكفاية."

للحظات لم يجد غير الصمت ردا، لتردف أمه مفسرة، مجيبة عن سؤاله الصامت، "نعم، ظلمت سميرة. بل ظلمناها كلنا عندما فرضنا عليها الزواج بك. صحيح أنك وفرت لها كل ما تحتاجه من ماديات، حتى الكتب الجامعية اشتريتها لها عن طيب خاطر. كنت لها خير المعيل والسند، لكن سميرة لا تحتاج معيلا ولا سندا. لا تحتاج صديقا أقرب للأخ كما كنت لها طوال هذه السنين. سميرة تحتاج زوجا يحبها ويرغبها كإمرأة. منذ صباها وهي مقيدة بهذا الزواج الغير متكافئ وأنت تمضي في حياتك وتتزوج بمن تريد. دعها تختار المضي في حياتها كما فعلت."

"بموتي.." كان رده.

كانت أمه تهم بالرد عليه لكنه نطق مكررا بهدوء لم يفصح عن حمم الغضب التي كانت تجري في عروقه من مجرد الفكرة، "لن ترتبط سميرة بغيري إلا بموتي."

إذا كانت سميرة تريد زوجا، سيكون لها زوجا بكل سرور.

.

.

عندما أوصل أمه إلى البيت، دلف داخلا معها. رأى سميرة في الصالة مع التوأم وأشار لها أن تتبعه لغرفة الجلوس الخالية من أي أحد.

"وعدتك وسأفي بوعدي.." نظر في ملامحها باحثا عن شيء، أي شيء يستدل به ليستفيد منه في الخطوات التالية. "سأمنحك طلبك.."

.

.

اتصل بسميرة قبيل الفجر، مرارا وتكرارا ولم تجب عن أي مكالمة.

أرسل لها التالي بعد استسلامه من إجابتها عليه:

(حاولت الاتصال بك لأخبرك بشيء لكن هذه الرسالة ستفي بالغرض
لقد أعدتك لعصمتي)

.

.

على الرغم من مرارته، كان طلب سميرة للطلاق الدواء الشافي من غفلته. غفلة صنعها بإرادته يقودها الذنب. وضع سدا حول قلبه، يمنعه من التعلق بسميرة وتحميلها ثقلا آخر بعد استغلاله لها لتكون النتيجة حملها، بعد أن كاد أن يكون سببا في تناسي طموحاتها التي حاكتها مع تشجيع والدها المرحوم، فسميرة عزيزة، جدا عزيزة على قلبه، ولا يحتمل أبدا فكرة إيذائها حتى بمتاهات دواخله. نظرة الألم التي ارتسمت في عينيها تلك الليلة وتجنبها الصريح له بعدها لم يفارقا باله. وتباعدها عنه ووضعها الحواجز بينهما عزز في اعتناقه نهجه هذا الذي استمر عليه لسنين طوال.

اعتاد حصار السد ذاك غافلا عن تفاقم وضع قلبه الأسير، حتى انكسر السد تحت الضغط أخيرا بسبب حديثه مع أمه، تاركا قلبه يفيض بمشاعر بدأت من الطفولة وتراكمت لسنين، من حب خالط الروح حتى تموهت الحدود، وتملك مجنون حاول إلباسه وداعة الحرص، ورغبة جائعة حد الهذيان طال كبته لها، لترتسم له في الأحلام عن تلك الليلة اليتيمة معها.

كما قالت أمه، عرفت سميرة عمار الصديق، إذا، لم لا تتعرف على عمار العاشق؟

الفرق بينهما لم يكن كبيرا، لكن العاشق كان ولأول مرة، حرا دون قيود.

.

.

"سليم، كنت محقا.."

غمر سليم التأثر، فهذه المرة الأولى التي يقول أحدهم أنه محق بشيء. لكن تأثره زال ليحل محله الاستغراب. "بشأن ماذا؟"

أجابه عمار، "بكوني مفتونا بالسيدة سميرة. أنا حقا.. مفتون.."

من نبرة صوته والنظرة في عينيه، جزم سليم أن المسكين كان أكثر من مجرد مفتون!

استجداه عمار، "ساعدني يا سليم."

سأله سليم بإشفاق لحاله، "كيف يا صديقي؟"

.

.

كما وعده سليم، لم يتركه لحظة لتنفرد به سميرة بهدف مناقشة الرسالة التي أرسلها لها اليوم، ليمر اليوم ويبكر هو بالعودة لشقته، متجاهلا رسائلها واتصالاتها، ليأتي اليوم التالي وتتكرر نفس الحكاية. أرادها أن تغضب فالغضب يولد الزلات ويمنح الفرص للمباغتة.

في اليوم الرابع استغلت سميرة ثغرة في حصن سليم لتدخل مكتبه وتغلق بابه وراءها.

رحب بها عمار بكل أريحية دون أن ينهض من مقعده، "أهلا سميرة، بماذا أستطيع خدمتك؟"

بصرامة سألته، "ما قصدك بما أرسلته؟"

حتى صرامة نبرتها يجدها فاتنة..

رد مختارا النظر بين الأوراق، "كما قيل في الرسالة، أعدتك لعصمتي."

"ولماذا؟!"

أخبرها ببساطة، "لم أرد تطليقك رغم وعدي لك. هكذا، حليت الأمر."

اعترضت، "لم يكن هذا اتفاقنا."

لحظتها نهض واتجه إليها حتى وقف لا يفصله شيء عنها. ابتسم بعبث متلاعب، "الطلاق أنواع يا عزيزتي، وأنتِ لم تحددي نوعا وقت اتفاقنا. طلقتك طلقة واحدة ملتزما بوعدي وأعدتك بعدها، هذه الحكاية بكل بساطة."

"ولم لا تريد تطليقي إذا؟"

"لأنني أدركت أن حياتي ستكون ناقصة بدونك.."

بدت منصدمة من إجابته، كأنها لا تتوقعها ولو بعد مليون سنة، "ماذا؟"

اقترب منها خطوة لتتراجع هي خطوة بارتباك، ليكرر فعلته وتكرر هي تراجعها، حتى منعها التصاق ظهرها من التراجع أكثر.

"أجيبي عن سؤال وإذا أجبتي بلا، أعدك أن أتركك دون أي نقاش.. هل تريدينني؟"

كانت سميرة مشيحة وجهها عنه بإصرار مستميت عندما أجابته، "لا أدري.."

إجابتها أصابته بالخيبة، لكنه سيرضى بها. أي شيء أفضل من "لا" صريحة. "إذا.. اسمحي لي أن أتخذ إجابتك هذه سببا كي أقنعك بي."

التفتت إليه عندها، تنظر إليه بعجب ضائع، "تقنعني.. بك؟"

"اعتبريها فترة الخطبة التي لم نحظ بها.." أحاط كفيها الناعمين بكفيه مردفا بعمق هائم، "اعتبريها بداية جديدة نصحح فيها وضعنا السابق."

أتى طرق سليم المحذر بعلو صوته وتكراره ليقطع عليه، وربما كان مجيء سليم من حسن حظه، فإدراكه لمشاعره تجاه سميرة جعله ضعيفا جدا، ولو لم يأتِ سليم لكان فقد سيطرته من شدة التوق.

أفلت كفيها على مضض وابتعد عنها بمسافة "محترمة"، تاركا سميرة تفتح الباب وتخرج بخطى متعجلة من مكتبه متعدية سليم الواقف على العتبة.

على الفور وجه سليم نظرات متهمة كالسهام له.

ليكون دفاعه اللوم، "لم تركتني؟ كدت أن أتسبب بكارثة.."

هز سليم رأسه بذهول مرتاع، "يا عمار أليس عندك وسط؟ إما البرود التام، وإما الجنون الذي سينتهي بفضائح؟!" رفع يدا يقاطعه قبل أن ينطق، "لكن الغلطة غلطتي، تركت النار قرب البنزين في بيت من الورق. سأكون أكثر حرصا، بل سأذهب معك لشقتك كل يوم حتى أتأكد من عدم لحاقك بها!"

حسنا.. آخر تفصيل؟ لم يكن من ضمن الخطة.

رد عمار بنبرة ميتة، "يا سلام.."

.

.

عندما رأى سليم السيدة سميرة تصب لنفسها كوب قهوة في غرفة الاستراحة، باديا عليها الشرود، تقدم إليها عازما، فحالة عمار لا تحتمل التلكؤ ويلزم اتخاذ كافة الإجراءات الاحتياطية، حتى إعلام الطرف المعني. "هل فعل عمار لك شيئا..؟"

لحظ تفاجؤها من سؤاله، "مثل ماذا؟"

كيف يعبر عن الأمر بدون أن ينتهي بحروق من الدرجة الثانية؟ "شيئا.. مخلا بالآداب..؟" فشل بكل جدارة!

اختنقت السيدة سميرة بشهقة، ولحسن حظه ربما، فاختناقها وفر عليه موعد سخونة القهوة مع وجهه النضر. "آسف، آسف..! لكن عليك أن تعلمي أن عمار مولع بك لتحذريه!"

"كلامك مدعاة للمقاضاة..!" تمهلت لحظة قبل أن تضيف، "من المستحسن لك أن تفسر ما قلته.. وبالتفصيل."

تبا لعمار وتبا لقلب عمار الأحمق الذي اختار النبض للمحرم، بل تبا لإحساس واجبه الذي جعله يقدم على الوقوف أمام أنثى التنين هذه في هذا الموقف!

حاول تلميع صورة عمار التي حتما هشمها لقطع بنظر السيدة سميرة، "أرجوك افهميني، هو ليس عادة هكذا! أنا صديقه من أيام الجامعة ولم أره قط يتصرف مع أنثى مثلك."

"أستاذ سليم، أنا إمرأة متزوجة، لا أظن أن الأستاذ عمار سيوليني أي اهتمام. ربما أنت تتوهم رؤية شيء وهو غير موجود." مسكينة، حقا مسكينة. لو كانت مكعب ثلج لذابت من العاطفة المتقدة في نظرات عمار إليها وهي غافلة.

"يؤسفني القول أنك مخطئة. عمار متيم بك لأبعد حد وبشكل يائس لم أظنه قد يصل إليه."

"حقا؟"

لو كان فطينا أكثر، للحظ الخجل الآمل يرتسم في أساريرها. لو كان فطينا أكثر لتساءل عن كونها ما زالت تستمع إليه بدل الاتصال بمدير مؤسستها تطلب منه إلغاء الصفقة وربما طلب فريق قضائي يقضي على عمار مهنيا بفضيحة تهمة تحرش.

لكن سليم لم يكن فطينا.

"قد يكون عمار صديقي قبل أن يكون شريكي، لكنني سأجعله يلتزم الحدود. وبأية حال، سأشتت انتباهه بالمساعدة غادة. إنها مفتونة به كما أعرف، وربما إذا ربطته بها سينسى أمرك.."

فجأة شعر سليم بشعور عدم راحة خانق، وبرودة قشعريرة توجس، ليأتي صوت السيدة سميرة بعدها، هادئا، ساكنا، ناعما.. مرعبا، "أقترح يا أستاذ سليم ألا تتدخل في شؤون زملائك الشخصية. سأتغاضى عن تصرفك اليوم لعدم فعل الأستاذ عمار ما يزعجني. لكن إن رأيت أي شيء غير العادة ستكون هنالك عواقب وخيمة. هل كلامي مفهوم؟"

أومأ بنعم صامتا، لا يقدر على غير ذلك.

تبا لك عمار!

قبل أن تخرج مع كوب قهوتها أضافت، "ويا أستاذ، كسيدة متزوجة أقترح أن تترك دور "الكيوبيد" لتربط رجالا متزوجين بغير زوجاتهم، قد تعرف إحداهن عنك وتجعلك.. عدوا."

تذكر سليم صديقه سامي الذي ساعده برفقة آخرين في رحلة بحث عن زوجة ثانية، ليكون الثمن مصيرا بشعا لسامي بعد اكتشاف زوجته لزواجه بعد يومين. ألم يسمع عن عرض زوجته جائزة مالية لمن يعطيها أسماء أصدقاء السوء الذين ساعدوه؟

ابتلع ريقه بتوجس.

ربما من الأفضل العمل باقتراح السيدة سميرة.. تحسبا.

.

.

هل كانت تتخيل أم أن السيدة سميرة كانت تعاملها بقسوة غير محسوسة اليوم؟ "هل أصبحت السيدة سميرة تكرهني فجأة؟"

تجمد سليم للحظة قبل أن يجيبها، "هي هكذا مع الجميع. يوم على درجة التجميد ويوم على درجة التبريد."

لم تقتنع غادة بإجابته.. هناك تغير ما حدث اليوم. متأكدة هي من ذلك. تركت الأمر لاستقصاء لاحق واقتربت لسليم تشاركه بنتيجة تخطيطها البارحة، "اسمع، لدي خطة كي.."

نهض سليم من مقعده مقاطعا لها، "آسف، أنتِ لوحدك الآن. يكفي خرابا للبيوت!"

.

.

استيقظ على رنين هاتفه ليلا، ليرى أن المتصل كان سميرة. قبل المكالمة على الفور متخوفا من سبب اتصالها، فهي أبدا لا تتصل عليه في هذا الوقت المتأخر، "سميرة هل أنتِ بخير؟"

أتاه ردها بنبرة غريبة، "أنا.. بخير. أريد فقط أن أسألك سؤالا.."

ما بالها تتصرف بغرابة؟ "إسألي.."

"هل تعمل باقتراحات شريكك ذاك عادة في حياتك الشخصية؟"

تعجب من سؤالها، لكنه أجابها بشخرة سخرية، "من، سليم؟ هل تريدينني أن أودي بنفسي للهاوية؟ سياستي ألا أستمع لسليم خارج إطار العمل ولو بالموت. إنه طيب القلب وصافي النية، لكن متهور مندفع في قرارته على الدوام."

جوابها فقط كان، "جيد.." بنبرة ارتياح.

حسنا، ما دام أنها اتصلت به، فليستغل الفرصة، "أتعرفين، لو تريدين شريك حديث في الليل، أنا موجود. فقط اطلبي وسآتيك حتى ولو على سريرك.."

سمع من جهتها صوت سعال وكان سيسأل إذا كانت بخير لولا قولها بتعجل قبل إقفالها للخط، "تصبح.. تصبح على خير يا عمار.."

انتهى الفصل السابع..


mooonat غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-06-18, 10:04 PM   #106

bobosty2005

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية bobosty2005

? العضوٌ??? » 345060
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,798
?  نُقآطِيْ » bobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond repute
افتراضي

أعتقد أن الماضى انتهى وعرفنا علاقة عمار بسميرة كيف كانت وستكون الأحداث القادمة من الحاضر فهل سيستطيع عمار التقرب من سميرة كزوج حقيقى وينسوا ما فات هو مصمم على ذلك بعد اكتشافه أهمية سميرة بالنسبه له بس الصراحة أخذوا وقت طويل للوصول لهذه المرحلة احسنتى عزيزتى اسلوبك راقى ومعبر وقلمك مميز بالتوفيق 😘

bobosty2005 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-06-18, 11:58 PM   #107

Heba Atef

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Heba Atef

? العضوٌ??? » 360933
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 937
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Heba Atef has a reputation beyond reputeHeba Atef has a reputation beyond reputeHeba Atef has a reputation beyond reputeHeba Atef has a reputation beyond reputeHeba Atef has a reputation beyond reputeHeba Atef has a reputation beyond reputeHeba Atef has a reputation beyond reputeHeba Atef has a reputation beyond reputeHeba Atef has a reputation beyond reputeHeba Atef has a reputation beyond reputeHeba Atef has a reputation beyond repute
?? ??? ~
سلامٌ عَليكـ افتقدتُك جِداً وَعَلىّ السَّلاَم فيما أفتقدَأحبكـ أبـي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

سليم دا اللي يتقال عنه وبكل ثقه ،،، متآمر واهبل 😂😂😂😂😂😂

يسلمو اناااااملك ياجميله ✋🏻


Heba Atef غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-06-18, 12:29 AM   #108

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

يجيك و يحط عليك يا عمار
يعني جول السنين دي مقربتش لها الا مرة واخدة مرررررررة واحدة بس جبتو منها التؤام و خلاص على كده
و لسه جاي تسال عايزة تطلق ليه
يا بجاحتك يا شيخ و انت واخد اذن بالجواز و الدنيا حلوة
و سميرة كل ده تلاقيها بتقول يمكن الحجر يحس و اخرتها زهقت و طلبت الطلاق
اتاهرتي اوي يا سميرة يا ختي
ااااااخ يا ما نفسي اجي اضربكوا انتو الاتنين بالشبشب والله
المهم عمار حس بقيمتها و هي بدات تتحرك و ربنا يسترها على ذكائهم الخارق
فصلين حلوين اووووووووي


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 28-06-18, 01:40 AM   #109

على سجيتي

? العضوٌ??? » 409393
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 172
?  نُقآطِيْ » على سجيتي is on a distinguished road
افتراضي

بارك الله فيك متشوقة للفصول القادمة

على سجيتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-06-18, 03:08 AM   #110

شموخي ثمن صمتي

? العضوٌ??? » 179150
?  التسِجيلٌ » May 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,118
?  نُقآطِيْ » شموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond reputeشموخي ثمن صمتي has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

شموخي ثمن صمتي غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:47 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.