28-06-18, 04:42 PM | #111 | |||||||||
عضو ذهبي
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الفصلين جمال بصراحة فرسني عمار يعني بعد 15سنة جواز مافيش إلا مرة وحدة وجبتوا فيها التوأم ودلوقتي فقت وكنت حاسس بالندم وهي كانت حلالك طيب ممكن عشان كنت صغير طيب وبعدين لما دخلت في العشرينات ماحسيتش بحاجة ناحيتها اشمعنى دلوقتي لما طلبت الطلاق يعني لو ماطلبتش الغلبانة الطلاق كنت حتفضل جبل كدة اه يامرارك ياسميرة بقولك ايه خليه يلف حوالين نفسه ويمشي يكلم نفسه ..عجبتني شهد طلعت بتحب سميرة وفكرت بمصلحتها عجبتني جملة على جثثتي يعني طلعت بتحس ياعمار بدل ماانت لوح ثلج كدة أما سليم ده مالوش حل ..الرواية رووعة مستنين بشوق نعرف حيعمل ايه عمار عشان يقرب من سميرة ..ودمتي سالمة | |||||||||
29-06-18, 09:09 PM | #112 | ||||
| فصلين روووعة وضحوا طبيعة العلاقة الغريبة الي بتجمعهم وخسارة سوء تقدير وفهم خاطيء ضيع منهم سنين طويلة وهم بعاد عن بعض .طلب سميرة للطلاق حرك الامور وشال الغشاوة عن عيون عمار .عجبني تصرفه لما طلقها وردها مرة تانية وضحكني لما طلب مساعدة صاحبه سالم روايتك جميلة جدا وفيها خفة دم وحبيت اسلوبك بحييك عليها | ||||
30-06-18, 10:09 AM | #113 | |||||||
مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي
| احم احم بس اجرب صوتي لاتتوقعين اني احمحم حتى اذكرك بمخمخاتي ابسلوتلي نعم فانا مشهود لي بالبراءة | |||||||
30-06-18, 06:57 PM | #115 | ||||
| سلمت اناملك ع الروايه الجميله استمتعت جدا بقراءة الفصول، اسلوبك جدا جميل، وراقي لكن انقهرت كثير ع اضاعة سنوات حتى يفهم عمار مشاعره تجاه سميره، وحزنت ع سميره اكثثر موقف سليم مع سميره وعمار موتني ضحك رهيب جدا 😂😂😂 سلمت اناملك، وكلي شوق لباقي القصه🌹 | ||||
03-07-18, 10:43 PM | #116 | |||||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء ا
| اقتباس:
شكرا عزيزتي.. كلماتك ومتابعتك تفرحني اقتباس:
بالضبط المسكين لا يدري عن شيء لا يلام اقتباس:
البشارة الذكاء الخارق سيكون له حل قريب إن شاء الله شكرا عزيزتي على مرورك وتعليقك جدا أبهجني تسلمين غاليتي | |||||||||
03-07-18, 10:49 PM | #117 | |||||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء ا
| اقتباس:
هههههههه يستحق القهر حقا يفجر المرارة لكن رأى النور أخيرا ولله الحمد والمنة سليم أحب الكتابة عنه لأنه يمثل ردة الفعل للناس الذين لا يدرون عن شيء حول حقيقة الوضع ويخرجون بإبداعات فكرية شكرا عزيزتي أتمنى أن يظل هذا رأيك للنهاية اقتباس:
شكرا عزيزتي ويسرني أن تري كتاباتي كخفيفة الدم.. كان شيئا أطمح له بكل صراحة اقتباس:
بمنتهى البراءة .. | |||||||||
03-07-18, 10:53 PM | #118 | ||||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء ا
| اقتباس:
اقتباس:
أتمنى أن تكون باقي الحكاية بقدر توقعاتك | ||||||||
04-07-18, 12:05 PM | #119 | ||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء ا
| الفصل الثامن 2015 م "إلى أين نحن ذاهبان في هذه الساعة؟" كانت التاسعة والنصف مساء، وقت يعرف عمار أن سميرة لم تكن فيه خارج البيت عادة. "افتتحوا برجا تجاريا منذ شهر، والكثير وصفوا المنظر الذي يطل عليه بالخلاب خصوصا في الليل. فكرت أنه آن الأوان لأرى سبب الضجة بنفسي.." "كان يجدر بك أخذ التوأم معنا إذا.." اعترض، "هذه النزهة خصيصا لنا أنا وأنتِ فقط. يكفي التوأم خروجهما معنا في كل نزهة منذ انتقالكم للمدينة." استشعر التهكم في هدوء نبرتها عندما سألته، "وهل هذه فكرتك عن فترة الخطوبة؟ بضع نزهات تأخذني لها؟" لم يبتئس عمار من تشكيكها، فهو يعرف أن الطريق وعر لينال رضاها. سميرة صبورة، لكن عندما تسأم يصعب إرجاعها. يصعب، لكن لا يستحيل. قال قبل إيقافه للسيارة، "لم لا؟ مثل هذه النزهات تعتبر تجارب لم نخضها معا وأود تجربتها. أود تجربة كل شيء بجديده وقديمه معك.." . . وصلا للنقطة المركزية في البرج، طابق يتألف من شرفة طويلة ممتدة، تطل على المدينة من علو. استند عمار على السياج الحديدي ليصفر بإعجاب، "لقد كانوا محقين، المنظر رائع..! ما رأيك؟" التفت لجهتها ليراها تحذو حذوه وتستند على السياج جانبه، تتأمل المنظر. "أوافقهم الرأي.." تلألؤ أضواء المدينة في البحور البنية لعينيها كان منظرا أجمل برأيه من الأفق الممتد حوله. أمضيا بضع دقائق في صمت مؤقت جلبه خلو البقعة التي كانا فيها من الزوار، ويتنعمان بنسيم الجو المعتدل هذا الوقت من السنة. لم تحد سميرة بنظرها عن المنظر أمامها عندما سألته، "أي لعبة تلعبها يا عمار؟ ما الذي جعلك تقرر فجأة أنك تريدني بعد كل هذه السنين؟" "وما الذي يجعلك تظنين أن رغبتي بك شيء جديد؟" رده جعلها تلتفت إليه بشيء من الاستنكار، يحق لها، فحتى هو تفاجأ من قدم مشاعره نحوها وتطورها مع السنين. سألها مستطردا، "أتعرفين لم انتهى زواجي بندى بالطلاق بعد شهور فقط؟" ".. لم..؟" "بسببك.. حتى عقد القران الكارثي في نهاية دراستي الجامعية، كان السبب أنتِ.." ضحك ساخرا من حاله، "كان بديهيا، أتعرفين؟ بديهي أن اتصل بك عدة مرات في اليوم. بديهي أن أترك كل أشغالي لأكلمك إذا اتصلتي علي. بديهي أن أستغل أوقات عطلاتي لأرجع للقرية، إلى التوأم وأمي، إليك.. كان بديهيا بالنسبة لي كونك في المرتبة الأولى، طبيعيا كالتنفس.. لكن وضعي لم يكن طبيعيا البتة، وسرعان ما سئمت ندى مني وخيرتني بينك وبينها." تمعن في النظر إلى تعابير سميرة المتفاجئة قبل أن يقول، "لم يأخذ الأمر مني ثانية لأختارك أنتِ." أتاه صوت سميرة خافتا مخنوقا، "ولم تزوجتها إذا؟" "بعد انتقالي للمدينة، شعرت بوحدة لم يشفِ برودتها رفقة أصدقاء الجامعة، وحدة كانت مكالمتك كالمسكن لها. وبعد رفضك الانتقال للمدينة لتكملي دراستك.. فكرت أنه ربما كانت رفقة أنثى هي التي افتقد.. حاولت وتزوجت، لكني شعرت بالغربة أكثر. لم تشفَ وحدتي تلك إلا عندما انتقلتي مع التوأم وأمي هنا." أشار على نفسه بقلة حيلة ظهرت في صوته، "أنا رجل لا أنفع للارتباط بغيرك، قلبي ممتلئ للاكتفاء بك وليس لديه أي مساحة لأخرى كما علمتني التجربة. من بؤس حالي اكتفيت بإحاطتك من بعيد دون وعي مني. وجودك معي يغنيني عن أي شخص وأي حاجة." لحظتها أعطته سميرة ظهرها، تخفي عنه ما يختلج فكرها. أردف يزيدها اعترافا. "لكن.. اكتشفت أنني برضاي عن وضعنا هذا، كنت أؤذيك، وأن ما تريدينه لا يتفق مع ما كنت أقدمه لك. طلبك للطلاق كانت صفعة أيقظتني من غيبوبتي، وما دمتِ لم ترفضيني بالكامل، لن أدعك تفلتين مني بتلك السهولة." أخيرا أنهى كلامه بقوله، "أنا لا ألعب يا سميرة، بل إنني لم أكن جادا بشيء كما أنا في أمر إقناعك بي. أفرضي شروطك وطلباتك كما تريدين، فما دمت سأحظى بقربك وبفرصة تعويضك عما قصرت في حقك، أنا مستعد لأي شيء.." بعد كلماته هذه، لم ترد عليه سميرة بشيء، وظلت صامتة فترة بقائهما في البرج التجاري. كان عند مغادرتهما وقبيل ترجلها من سيارته أن همست بكلمة، "سأفكر.." داخلة بعدها للبيت. الأمل شع في قلبه كما لو أنها أعطته كلمة الرضا. . . حرصت غادة أن الوقت ما زال في الاستراحة عندما طرقت باب مكتب السيدة سميرة المفتوح. فضولها المكتسح عن شيء ما غلب رهبتها من هذه المرأة. "أدخلي يا غادة.." "أعوذ بالله.." تمتمت بتوجس لنفسها. لا هي نطقت بحرف ولا السيدة سميرة رفعت نظرها من عملها.. كيف عرفت أنها هي من كانت تقف عند الباب؟! تقدمت تجلس لتكون هدف نظرات السيدة سميرة المتفحصة. ماذا رأت فيها حتى تتمعن فيها هكذا؟ صراحة، منذ أيام والسيدة سميرة تُشعرها بأنها سرقت حلالها من نظراتها الباردة الحارقة لها في الخفاء! على الرغم من أنها لم توجه لها كلاما خارج إطار العمل، إلى أن غادة لم تستطع إلا أن تتوخى كامل الحذر في تعاملها معها. لكن هذه اللحظة تناست حذرها ذاك لتسأل، "المعذرة يا أستاذة، لكن الفضول يتملكني لمعرفة شيء.. هل يخطئ الأستاذ عمار باسمك؟" رفعت السيدة سميرة حاجبا قبل أن تجيبها، "لا.. لم تسألين؟" هاقد ذهبت فرضيتها حول كون رئيسها سيئا في حفظ أسماء من دخلوا حديثا في محيطه مهب الريح.. اقتربت منها تستفسر، "برأيك.. هل يمكنك الخلط بين اسمي غادة وسارة؟" هزت السيدة سميرة رأسها بالنفي، لترد عليها بالسؤال، "هل ربما يخطئ الأستاذ عمار باسمك..؟ هل يناديك بسارة؟" تنهدت غادة، تومئ نعم بأسى. "سارة كانت المساعدة قبلي، عجوز في عمر الجدات. كيف يمكنه خلط اسمي باسمها؟ والأدهى أنني أعمل هنا منذ سنة!" اقتربت أكثر لتهمس، "هل تظنين يا أستاذة أن الخلط في الأسماء إشارة على عدم اهتمام..؟" رد السيدة سميرة كان فوريا، "بالتأكيد." تبا! لم أكدت لها ما كانت خائفة منه؟ . . أسبوع ونصف مضى منذ تلقيه إجابة سميرة المبهمة ب "سأفكر..". بدأت تنتاب عمار الشكوك مفكرا أنه ربما أمل مبكرا، فسميرة لم تلمح له عن شيء حيال موقفها من عرضه. زاد عليه أنه التزم في البقاء في شقته حتى لا يضغط عليها بحضوره، لكن يبدو أنه عليه إتخاذ بعض الإجراءات الضرورية، كالتخييم عند باب غرفتها حتى تعطيه جوابا واضحا. لذا، وعندما رأى هاتفه يرن باسمها في وقت متأخر من الليل، كاد هاتفه التعيس يسقط منه في خضم إسراعه للإجابة عليها. ليأتيه صوتها معاتبا، "لم أتوقعك مهملا لا تهتم بموظفيك." أخذ عمار بضع ثوان حتى يستوعب الذي قالته، "موظفون؟ إهمال؟ ماذا تتحدثين عنه بالله عليك؟ ولماذا نتحدث فيه وموضوعنا ما زال معلقا؟" "أي موضوع؟" سألته بكل براءة وعدم فهم. (حسنا سميرة، تريدين لعب هذه اللعبة؟) زفر بحنق قبل أن يسأل بقلة صبر، "من الموظفون الذين تتكلمين عنهم؟" "أتكلم عن المساعدة." "تقصدين سارة؟" "اسمها ليس سارة." رمش عمار بعجب عدة مرات. "هل أنت جادة؟ كيف أخطئ باسمها وهي تعمل لدى الشركة لسنتين؟" صححت له، "سنة. عملت لديكم سنة يا عمار." دعك وجهه يطرد تسربات النعاس حتى يتيقظ لهذه المحادثة الغريبة والتي أخذت مسارا لم يتوقع ولم يكن مهتما به لكن، ولسوء حظه، كان مجبورا عليه لسبب ما. "ما اسمها إذا؟ لست أنا من وظفتها بل سليم. سأزيد الطين بلة لو سألتها اسمها بعد كل هذا الوقت.." . . تمهل رئيسها لحظات بعد تكليفها بمهام اليوم، يظهر عليه الاعتذار، "آسف على مناداتك بالاسم الخطأ أحيانا. عقلي مشغول بالعمل ولا أنتبه. كان يجب عليك تصحيحي." المشكلة كانت "دائما" بدل "أحيانا" لكنها ستترك الأمر ما دام قد التفت إليها باعتذار. "سأعمل بنصيحتك يا أستاذ." تركها بابتسامته المهذبة المعهودة، "احرصي على ذلك يا أقحوان." . . تناولت المنديل الذي أعطته إياها السيدة سميرة، تمسح دموعها المنهمرة من الغيظ به. "أقحوان؟ أقحوان؟! من أين أتى بهذا الاسم ليجلطني به؟! كيف يخلط غادة بسارة ومن ثم بأقحوان؟! أقحوان يا عالم! الاسم ليس حتى على نفس الوزن!" تمتمت السيدة سميرة بعجب مواسي، "غريب أمره.." بعزم ساخط أعلنت غادة، "لابد أنه يعبث بي، لكن لا وألف لا! سأقدم استقالتي غدا ولن أكون عرضة لألعابه العقلية بعد الآن!" لترد السيدة سميرة بهدوء تؤيدها، "ونعم القرار.." . . قلب سليم خطاب استقالة غادة بين يديه بحيرة، "ما الذي جعلها تستقيل بهذا الشكل المفاجئ؟ ولماذا بدت مغتاظة؟" كل من سألهم أجابوه بعدم دراية. "من التي استقالت؟" سأل عمار بدوره، يتيقظ لحظة من حالة الشرود التي أصابته منذ أسبوعين والتي امتدت لهذه الثانية. فترة قضاها عمار في حالة ركود وهدوء مربكين. تنهد سليم لحال صديقه المزري والذي يعرف بالضبط سببه. متى صار الأعقل والأكثر رزانة بينهما، لا يدري. "غادة يا عمار. هي التي استقالت." "من غادة؟" لا حول ولا قوة إلا بالله. "المساعدة يا عمار." قطب عمار حاجبيه بعجب شديد قبل أن يرد، "غادة؟ ظننت أن اسمها أقحوان." حدق سليم بعمار عدة دقائق بصمت، عاجز تماما عن نطق كلمة. عرف الآن سبب استقالة غادة. وحقا، لا يلومها. . . قبل انتهاء الدوام لليوم أتته رسالة نصية من سميرة.. (حسنا.. قبلت عرضك، لكن لدي بضع شروط) على الفور نهض عمار من مقعده وهم بالاتجاه لمكتب سميرة، لكن سليم اعترض طريقه سائلا، "إلى أين يا عزيزي؟" تبا.. لقد نسي سليم واتفاقهما. أجابه عمار بثقة، "غرفة الاستراحة." نظرة سليم حملت كلا من الإشفاق والسخرية، "غرفة الاستراحة في الجهة المعاكسة تماما." بحزم دفعه لمكتبه آمرا، "امشِ أمامي، هيا امشِ! كنت أعرف أن وراء هدوئك هذه الأيام مصيبة. حمدا لله أمسكتك قبل أن تفضحنا!" سايره عمار مفكرا لو أن سميرة وافقت على إعلام الكل بصلتهما، لكانت حياته أسهل. لا يهم، سيلحق بها فور انتهاء الدوام بعد ساعة. وكأنه أحس بمخططاته، قال سليم، "مضى وقت لم أزرك فيه في شقتك، سأذهب معك اليوم." كم كان صعبا عدم إظهار الغيظ. "حقا؟ لقد زرتني قبل يومين.." ضيق سليم عينيه بتشكيك، "هل تعترض ربما؟ أفسدت عليك.. مخططات ما؟" ابتسم عمار ابتسامة حملت تحتها رغبة في خنق سليم من شدة غيظه منه ومن تدخله هذه اللحظة بالذات، "أبدا، مرحب بك في أي وقت." في طريقها للخارج، لوحت له سميرة مودعة في الخفاء، ابتسامة متسلية مرتسمة على شفتيها وعرف.. عرف عمار لحظتها أنها أرسلت رسالتها في ذاك الوقت متعمدة، متوقعة اعتراض سليم لطريقه. انقلب السحر على الساحر بحق. (حسنا سميرة، أرفع القبعة لك.. لكن الوعد في لقائنا..) أيقظه صوت سليم من توعداته عندما قال، "أتعرف، سأبيت عندك الليلة. سنسترجع الأيام الخوالي، ما رأيك؟" حقا لا يدرك سليم مدى قربه من كونه جزءا من تلك الأيام الخوالي! "لم لا؟" أجابه عمار ودواخله تلتاع قهرا. . . منذ محادثتها مع عمار وشهد تلاحظ تغيرا بينه وبين سميرة. ربما لم يكن ذاك الواضح الذي يُرى بسهولة، لكنها استشعرته. خصوصا الآن وهي ترى انفتاحا بطيء التوقد في سميرة، إضاءة عينيها بنوع من البهجة عرفته شهد على الفور بحكم خبرتها في الحياة. تعمدت استفزاز عمار بكون سميرة ستمضي حياتها قدما مع غيره بفراقهما، ليكون جزءا من ذكريات ستطوى عليها مجلدات العمر. لكنها تعرف، بل توقن، أن سميرة لا ترى غير عمار، وربما ستظل ذكراه تمنعها عن أي رجل بعده. أغاظها جدا عدم تعبيرها عن مشاعرها تلك، وعدم ملاحظة ابنها لها. سنوات وسنوات تمضي على هذا الوضع المغيظ لتتحرك المياه الراكدة أخيرا. ("لن ترتبط سميرة بغيري إلا بموتي.") بلهيب الإصرار والشغف الغيور متقد في عينيه، بدا ابنها لحظتها شبيها بحبيبها المرحوم قصي.. . . "حسنا، أملي علي شروطك.." أخيرا تمكن من حل حصار سليم عنه عند عطلة نهاية الأسبوع. في الصباح الباكر كانا يجلسان متقابلين في غرفة الجلوس، يستغلان خلو البيت من التوأم والتزام أمه بغرفتها. "سمعت أنكم تبحثون عن مساعدين جدد.." تنهد. "سميرة، اتركي العمل لوقته.. هذا بخصوصنا نحن الاثنين.." ابتسمت. "من قال أن هذا لا يخصني؟" أعطته ورقة مكتوب عليها لائحة، "هذا شرطي الأول، أي مساعدين توظفهم يجب أن يحققوا هذه الشروط." أعطى عمار اللائحة قراء سريعة استوفى منها أنها أعطت الأولوية للرجال والنساء فوق عمر معين وكلهم يجب أن يكونوا متزوجات. "هذا تدخل في أمور عملي سميرة.." لم يكن معترضا حقا، لكنه أراد معرفة مدى إصرارها. "يمكنك الرفض وإعطائي الطلاق." إذا، كانت بذاك الإصرار عليه.. "حسنا، قبلته. شرطك التالي؟" "شقتك، ستتركها.." بكل صراحة، لم يتوقع هذا من مضمن شروطها، لكن.. "لكِ ما تريدين. التالي؟" تمهلت لحظة قبل أن تجيبه، "لن تتزوج بغيري مرة أخرى. إذا فعلت فاعلم أنك ستطلقني بنفس اليوم." دون الحاجة للتفكير، أجابها، "لكِ ذلك. التالي؟" لم تملي عليه شرطها التالي كما كان يترقب، بل سألته، "ستوافق هكذا؟ دون تردد؟" "قلت لك، منذ أن تيقنت من مشاعري نحوك وأنا أعرف أنني لن أرضى بغيرك. إما أنتِ أو لا أحد.." ابتسم بخبث عندها، "ثم إنني أذكر عصفورة جميلة تشترط علي الزواج بغيرها في الماضي، ما الذي حدث وغير موقفها يا ترى؟" ابتسامة سميرة كانت مليئة بالشجن، "قل للعصفورة أنها كانت حمقاء.." وكز جبهتها بعتب، "وقولي للعصفورة أنني لن أسمح بإهانة أن تصلها، حتى لو كانت من نفسها." غير الموضوع ليعود لحديثهما الأول، "ما شرطك التالي..؟" تلاشى الشجن من عينيها ليحل مكانه التسلية، "شرطي الأخير غير محدد. سأعطيك إياه عندما أفكر بشيء مناسب.." جادل بضحكة، "هل تغشين؟" جادلته هي بدورها، "وعدتني بالوفاء بأي نوع من الشروط. أظن أن الشروط الغير محددة تدخل من ضمنها." "حسنا سيدتي، لكِ ما تريدين.. أوافق على كل شروطك، والآن، سأوثق اتفاقنا بالطريقة المناسبة.." الحيرة في عينيها عن الذي يقصده انمحت ما إن قربها منه بحركة خاطفة وقبلها، بتروٍ سرعان ما زال ليحل محله التعطش. كالمرة الأولى نسي نفسه فيها، لا يسمع سوى صوت أنينها الرقيق ونبض قلبه المجنون. قبلها وشعر بشعور المغترب عند عودته للوطن، يستوعب الآن فقط هول اشتياقه إليها.. يا الله، كم اشتاق! وما كاد يطيح بصوابه سكرا هو استجابتها العذبة له، ترد سيل عواطفه بهطول شغفها. فجأة دون أي مقدمات دفعته عنها ليحتج قلبه قبل جسده، وقبل أن يعيدها إليه عنادا أوقفه صوت التوأم المتصاعد داخلا للبيت ومقتربا من غرفة الجلوس، يقتحمانه ليستوقفهما منظرهما الغريب، كل واحد منفي منهما في أرائك متباعدة ويتنفسان كأنهما أهلكا نفسيهما ركضا. لم تبق سميرة لحظة أخرى معهم وخرجت من فورها، ليبقى هو ينظر في إثرها بهيام وشوق وحسرة متلقيا لنظرات ولديه المشككة المرتابة. كان قصي الأول في التعبير، "أبو عادل، ما الذي فعلته بأمي؟ لم كانت غاضبة؟" بشرود أجابه، "غاضبة؟ بل كانت.. مذهلة.." همس عادل لأخيه، "ما خطبه؟" هز قصي رأسه بحيرة، "لا أدري. ربما أزمة منتصف العمر بدأت عنده. إنه في ذاك العمر.." عندها تيقظ عمار من غيوم أحضان سميرة التي كان غارقا فيها قبيل لحظات ليكز أسنانه بغيظ، "الناس تحسبني أخوكما وأنتما تقولان أزمة منتصف العمر؟!" رفع قصي يديه يهادنه، "تمهل، تمهل يا أبا عادل، لا تخاطر برفع ضغط دمك!" ليؤيده عادل بضحكة، "ارحم سنين عمرك!" أولا سليم ومن ثم سميرة والآن التوأم.. هل الكل اتفق عليه أم ماذا؟! انتهى الفصل الثامن.. | ||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|