آخر 10 مشاركات
كما العنقاء " مميزة ومكتملة " (الكاتـب : blue me - )           »          1028-انت قدري - ريبيكا وينترز -عبير دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          35 - كيف احيا معك - آن مثير - ع.ق ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          رواية أسمعُ عواء الهوى (الكاتـب : روز علي - )           »          جئت إلى قلبك لاجئة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : آمال يسري - )           »          1027 - القدر المشؤوم - سالي وينتوورث - د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          1025 -البطل الطليق - ريبيكا وينترز - عبير دار النحاس ** (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل تؤيدون استمراري في روايتي
استمر 9 100.00%
لا استمر 0 0%
المصوتون: 9. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree272Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-12-18, 08:22 AM   #1001

Reem1997

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية Reem1997

? العضوٌ??? » 410013
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,948
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Yemen
?  نُقآطِيْ » Reem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
بلا مَوعدِ رأيتكِ .. ضعتُ مع المشهدِ تلفّتِ .. أبصرتِني في الطريقْ و طالعتِ في خطويَ المُجهَدِ ضلال الغريب .. و خوف الغريقْ وأبصرتِ في جفنيَ المُسهدِ ظلالَ حنينٍ خفيٍ عميقْ
الله الله على الصباح الجميل مع اقتباساتك الجميلة لك مني أجمل تحية


Reem1997 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-18, 08:26 AM   #1002

Reem1997

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية Reem1997

? العضوٌ??? » 410013
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,948
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Yemen
?  نُقآطِيْ » Reem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond reputeReem1997 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوهرةصخري مشاهدة المشاركة
يسعد صباحكم جميعاً

يسعد صباحك modyblue

الله الله على هذا الذوق والاحساس الحلو 💜💜💜

#ملاك 💔💔
يا غايبx الايام بعدك تشابه
ما عاد لي عليها كلام ولا عتاب

ولا بقى للحب وصف تغنى به
ولاجلك عفت الرفق و الاحباب

اسمع كلامك وهمسك يا عذابه
المح طيوفك ما بين الاهداب

مع دقة الباب انادي يا هلا به
اتاري الريح مع البابx كذاب💔

#كلماتي_الجوهرة
صح لسانك.
ماشاء الله بداية مع الاخت مودي بلو إليك انتي كاتبتنا المبدعة مع صباح ملئ بالاحاسيس الرائعة .
بإنتظارك على احر من الجمر الليلة بإذن الله


Reem1997 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-18, 01:01 PM   #1003

Quranlover2009

? العضوٌ??? » 389565
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 243
?  نُقآطِيْ » Quranlover2009 is on a distinguished road
افتراضي

في انتظار فصل اليوم😍😍😍😍

Quranlover2009 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-18, 06:32 PM   #1004

سما عمر

? العضوٌ??? » 414984
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 202
?  نُقآطِيْ » سما عمر is on a distinguished road
افتراضي

فى انتظار الفصل بمنتهى الترقب للأحداث القادمه

سما عمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-18, 07:21 PM   #1005

جواهر بني صخر
 
الصورة الرمزية جواهر بني صخر

? العضوٌ??? » 426023
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 492
?  نُقآطِيْ » جواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond repute
افتراضي جوهرةصخري،رحلة عذابي انا

مساء الخير للجميع

الفصل بعد قليل بأذن الله


جواهر بني صخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-18, 07:34 PM   #1006

جواهر بني صخر
 
الصورة الرمزية جواهر بني صخر

? العضوٌ??? » 426023
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 492
?  نُقآطِيْ » جواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond repute
افتراضي جوهرةصخري،رحلة عذابي انا

رواية " رحلة عذابي أنا "
الفصل : الثالث والاربعون
بعنوان #قلوب_تنبض_بالألم

ملامحها اجنبية شقراء بعيون زرقاء وجسمٍ رشيق ترتدي فستاناً قصيراً يزيدها ألقاً وجمالاً ؛ اسرعت الفتيات لأستقبالها على باب الجناح وبالتراحيب تبخترت بينهن بابتسامةٍ ساحرة وهي تتفقد ملامح آلاء المبتسمة : وااااااه أخيراً شفنا غمازاتك الحلوة ألوؤؤؤؤؤة وينك زمان حارميتنا منها !
آلاء بمزح : الا انت الي معك قصر نظر والا غمازاتي مثل القمر يوم حليك .
انتبهت مرام وهي تضحك لوجود ملاك فنظرت الى سناء بتساؤل واستغراب ، سناء بأبتسامة : هذي نغم صديقتي .
مدت مرام يدها وسلمت على ملاك : وانا مرام بنت عم هالثلاثي المرح.... يا جماله أسمك .
ملاك بابتسامة : تسلمي عيونك الأجمل .
وفاء : وأخيراً خطرنا ببالك تزورينا ! الك شهر ما تسألي .
مرام أرتمت على الكنبة بضيق وتعب : وش أساوي كله من الدراسة وتعبها ولا فوق كذا مرت أبوي صارت تركن علي أدرّس أخواني ؛ على اساس بيطلعون عباقرة مثلي هههههه.
آلاء بنغزة : دامك اتأخرتي واتأخرتي كان أجلتي الزيارة كمان شوية يكون حبيب القلب عاد وتكحلي عينك بشوفته.
مرام بصدق : بالكن هذا اللي جابني بساع ؛ كنت قاعدة وشاردة واخطط اجيكم آخر الشهر والا أتذكر رجعة فارس قلت أجي الحين وتركت الدراسة والكراريس .
سناء : بتقنعينا يعني انك ما تبغين تشوفينه والا يعني الثقل قدامنا بس .
وفاء : تلاقينهم على تواصل وصوت وصورة بعد ؛ وش يمنعهم يعني
مرام بلؤم : حبيباتي لو تقعدون من الحين لباكر ما تاخذون مني سالفة ، عاد أركدن واتركن الفضول عنكن .
ولتغيير الموضوع : الا يا نغم انت متزوجة؟
ملاك بخجل : متزوجة وبعد حامل
مرام : تقومين بالسلامة يا رب
ملاك : الله يسلمك
وفاء بتذكر : تجين يا مرام معنا حفلة النقيب فهد باكر .
مرام بمزح : اذا بتاخذوني معكم عالمشغل بروح
سناء بأحباط : أي مشغل وحضرة المقدم فارس منبه على امه خواته ما يوصلن مشاغل ولا غيره ، الحين وين بنلقى كوافيرة على مستوى تقبل تجي عندنا .
ملاك نسيت تشديدها على نفسها بعدم الأرهاق في العمل وبطبعها المحب للمساعدة وبحماس : أيش رايكم أنا اللي بزينكم ولا تحملون هم شي .
نظرت البنات لها باستغراب وتكلمت وفاء بعتب : ما هي حلوة منك هالمسخرة وما هو وقتها يا ست نغم
ملاك بجدية : أنا عملت وتدربت بمشاغل واقدر أشتغل احسن من أي خبيرة اذا توفرت عدة المشغل والمكياج .
آلاء : يعني كلامك ما هو مزح؟
ملاك بضيق : اذا ما تبغون بكيفكم ؛ انا حبيت أساعد .
سناء بثقة : بصراحة أنا كل يوم بأتعجب منك أكثر يا نغم ما شاء الله عليك كل شي مبدعة فيه ومتأكد من كلامك ، عشان كذا جهزي روحك باكر نبغى نكون أجمل جميلات الحفلة .
ملاك : ولا يهمك ونحن لها .
وبدافع الفضول : الا عروس النقيب فهد بتعرفونها او تقرب لكم؟
وفاء : لا هي ولا النقيب فهد بيقربون لنا حنا بنحضر مع أمي لأن فهد صديق أخوي فارس الروح بالروح ويشتغلون سوا بنفس القسم.
حاولت ملاك تذكر أسم فارس هل مر عليها بالقسم ؟ قطعاً لا ؛ وهي ذكية لا تنسى أسم أي شخص قد يمر عليها .
آلاء : العروس طالبة صيدلة عنا بنفس الجامعة اسمها فاطمة ومتفوقة من أوائل الدفعة .
مجدداً دق قلب ملاك بأسم ووصف فاطمة : معقول تكون هي وش ذي الصدف فهد وفاطمة وشلون تعرفوا على بعض ؛ أكيد تشابه أسماء مو أكثر .
وفاء : يقولون أبوها كان غني لكن خسر كل ثروته وماله وصابته جلطة ومات وحالتهم المادية الحين سيئة كثير.
أغمضت ملاك عينيها بنشوى وفرح وقلبها تزداد خفقاته المؤلمة : يا ما أنت كريم يا رب ؛ فاطمة بعد بتتزوج ، والله بتستاهل رجّال مثل فهد شخصية ووسيم وطيب وووو...
وللحظة تبادر أمامها صورة رداد بهيئته الرثة وشكله البشع " والله اشتقتلك يا نظر عيني ؛ عندي أشوفك بكفة وكل رجال العالم بكفة " وقلبها يعاتبها على كثرة الكبت وكتمان الحنين فصدرت منها "اااااه" لا أرادية .
سناء بخوف : فيك شي نغم في شي يألمك؟
بابتسامة تكلفتها بصعوبة على محياها وهي تضع يدها على بطنها : هذا الغالي يذكرني به كل ساع.
دق هاتف سناء وردت بسرعة : في شي عبد العزيز ..... أي الحين بخبرها .... مع السلامة .
ناظرت ملاك بضيق : هذا ابو تهاني الحين بيروح بيتكم .
قامت ملاك لتهيئ نفسها للمغادرة ووفاء برجاء : نغم كملي معنا السهرة وانا بخلي السواق يروحك بعدين .
ملاك برفض : ما أقدر ان شاء الله باكر من طلعة الضو بكون هني ولا تنسون التجهيزات للحفلة وان شاء الله شغلي بيعجبكم .
خرجت تمشي على عجل ولمحت عبد العزيز يجلس بسرحان عند النافورة وفي بالها " هذا الرجل شخصيته غامضة وخواته يقولون عنه دايم مكشر وزعلان ؛ الله يرفع عنه همه وضيقه " .

*****

طلبت مغادرة من فواز حتى تتجهز باكراً لحفلة فاطمة ؛ وقال لها تطلب من المهندس اسلام مباشرة لأنه مانع المغادرات الا للحالات الطارئة.
تقف بتوتر عند باب مكتبه للسماح لها بالدخول ؛ صدمها كلمات السكرتير : المهندس بيسألك عن طلبك .
انتابها الضيق والقهر " يعني ما يبغى يقابلني"
لم ترد عليه وعادت الى مكتبها وجلست لدقائق تهز قدمها بتوتر ثم قامت مسرعة للأستراحة ودقت أرقام هاتفه ؛ ثواني وجاءها صوته الحنون : الو مين معي؟
بسرعة انقشع غضبها وقهرها وحل محله شوق وحنين وحب بلا حدود ؛ تلعثمت ولم تجب فجاءها رده : أهلن مدام نور بغيتي شي ؟
لملمت حطام قلبها ليستعيد الكلام سريانه في عروقها : كنت بأطلب مغادرة اذا ممكن
اسلام بغموض : عندك سبب طارئ؟
نور برجاء : أي اليوم حفلة زفاف صديقتي ومحتاج مغادرة أجهز روحي .
اسلام بعد ثواني من التفكير : ما عندي مانع مدام نور ؛ سجلي مغادرة عند المهندس فواز واتمنالك أمسية سعيدة .
عاد لها الغضب والقهر ، للمرة الثانية يناديها مدام نور ، فردت دون تفكير : وبعدين أنا نور بس ، انا تطلقت من خطيبي ، ولعلمك انا طول فترة الخطبة لا كلمته ولا سمحتله يكلمني او يشوفني وأنا فرضت على أبوي يطلقني منه لأني ما أحبه ولا أطيقه .. فاهم .
وأغلقت الهاتف بحدة وقد استبد بها الندم على كلامها واسلوبها معه " متى بتعقلين يا نور ؛ متى قلبك يقتنع أن اسلام ما عاد يهتم لك ولا عاد لك مكان في قلبه "
بينما اسلام لا زال ممسكاً بهاتفه بصدمة من كلامها وغضبها وأسلوبها وقلبه يصرخ فرحاً " الحين نور حرة وما هي مرتبطة " وعقله يرد عليه بأحباط " وحتى لو حرة تبغى تربطها بشخص أعمى مثلك والا ناسي الحواجز الكبيرة الي تفصل بين عائلتك وعائلتها ... اركد يا قلبي ولا ترفع سقف أحلامك كثير ، أحبس مشاعرك بقلبك ولا تسمح لها تسيطر عليك وعوضك عند ربنا بحبك ونور قلبك "

*****

" الله يسامحك يا عزيزة ، كذا تتركيني في يوم مثل هذا " دارت ببصرها في المشغل الكبير والفخم الذي حجزته لها أم فهد وهي لا تفقه شيئاً ولا تعرف ماذا تختار واستبد بها الخوف ان تستغل العاملات انعدام خبرتها .
زال الخوف تماماً عندما أطلت عليها عزيزة من باب المشغل ترافقها دالية فهجمت عليها تحضنها وتعاتبها وعزيزة تمازحها حتى تخفف من توترها .
عزيزة بحماس : الله يهنيك بأم فهد فعلاً انها انسانة راقية وذوق .
فاطمة بصدق : اي والله هذا المشغل غالي كثير ولو كان على حسابي كان ما فكرت أحجزه أبد.
عزيزة مسكت يدها وبحنان : ممكن يا ست فطوم تتركي عنك التفكير بالفلوس والتوفير وعيشي حياتك وفرحة انك عروس وبيكون لك زوج وبيت وأسرة .
فاطمة بهم واضح : والله اني خايفة من المستقبل وما..
عزيزة قطعت عليها الكلام : أششششش لا تكملي ، المستقبل انت بترسمينه باكر بهمتك وعزمك وحبك وصدقك مع نفسك ومع اللي يحيطونك ، انت اللي بتخلين فهد باكر يفتخر بك وبحبك ويتمنى تبقين حبه وسبب سعادته طول العمر "
كلمات عزيزة أثرت كثيراً بفاطمة وحركت فيها مشاعر الحب التي حاولت طمسها وحركت فيها الأمل بأن تجعل فهد ينسى ملاك ويتعلق بها هي فقط دون غيرها .
عزيزة مسحت دمعة خفية وهي تتذكر ما حصل معها قبل قليل عندما دخل ناصر عندها الغرفة بلا استئذان وأخذ يتأمل بها بشغف وانبهار مما أربكها وهمت بمغادرة الغرفة لكنه جذبها من ذراعيها وقربها منه وهو يهمس : عزيزة أنا .. أنا أحبك وما أقدر أخفي مشاعري أكثر من كذا ، أريد ننسى الماضي ونبدا صفحة جديدة .
عزيزة بثقة : لا تكون نسيت الأتفاق اللي بيننا وموثق عند المحامي ولا تفتكر أي شي ممكن يغير هالأتفاق أو يبدله .
ناصر بألحاح ونية صادقة : أنا مستعد أعدل الأتفاق بيننا وأعوضك بأي مبلغ أو مجوهرات أو xxxxات او سيارات تبغينها ؛ أي شي تريدينه المهم تقبلين بي زوج ونكمل سوا مشوار الحياة ونملى بيتنا أولاد وفرحة وحب .
نظرت له بدهشة ونفضت يديها بقوة وهي تنظر بعينيه بثقة وهي تقول : انت سامع وش تقول!! من متى كانت المشاعر تنباع وتنشرى ، من متى كان الحب ينقاس بمال والا xxxx ، انت بكلامك بتهيني ولا على بالك ، وأدري أن مجرد محاولة الشرح لك هو مضيعة لوقتي ووقتك ، أنت يسيطر عليك الكبر والتعالي وحب التملك وتفتكر كل الناس تحت شورك وطوع أمرك وبحاجة لمالك ... لا يا أستاذ ..... تفكيرك ما هو سليم وأنا بحذرك تعيد موالك هاذ والا بنفذ اتفاقنا السابق وأغادر حياتك وحياة دالية بدون أي تردد .
ومشت بقوة وثقة تاركة ناصر في هم وضيق ومراجعة نادمة لقراراته وحساباته " وين كان عقلي لما عملت هالأتفاقية وعاقبت نفسي باللي ما تطيقه ولا تقدر عليه "

***

ام فهد بعتب مبطن لأبنها : يما الله يهداك لازم أعطيت فاطمة فلوس أكثر للجهاز ، ما يصير كذا حتى لو كان حالهم على قدهم.
فهد بصدمة : ليه تقولين كذا ، هي فاطمة شكت شي من قلة الفلوس؟
أم فهد نفت بسرعة : لا والله أبد ، المسكينة ما قالت شي ، لكن الجهاز اللي جابته أمها بالأمس قليل كثير وما هو بقيمتنا ولا قيمة عروس فهد ، وأنا أدري أن ما معهم فلوس يدفعون منهم
فهد بعد تفكير وهو يعلم أنه أعطاها ما يكفي وزيادة : لا تزعلين ولا يتكدر خاطرك ، أنا بعد الزواج باخذك وباخذها تشترون كل شي وفوقه حبة مسك خاصة ان شهر العسل قررت تأجيله الحين بسبب شغلي ومسؤولياتي .
ثم قام وقبّل رأسها وخرج لتجهيز نفسه للزفاف حيث واعد العميد محمود وعدد غير قليل من أصدقائه وأقربائه لمرافقته .
ليس من الصعب عليه أن يكتشف أن فاطمة تتدخر بالنقود التي يعطيها لها وهذا أكيد لأجل أمها وأخوانها ، كل يوم تكبر بعينه ويستشعر نضجها وتحملها للمسؤولية وهذه الزوجة التي يمكن أن تصلح له وأن كانت بعض الخيبة تدخل في قلبه او ما يشابه الغيرة " من الحين لازم تبدَّي فهد على كل الناس يا ست فاطمة حتى ولو كانوا أمك وأخوانك ، يعني ما أستحق منك بعض الأهتمام بلبسك وثيابك الي تبهجين بها قلبي والا بعطور تخدر أحاسيسي أو زينة تسحر عيوني!! بسيطة يا نظر عيني أنا من الحين بعلمك كيف تحبين فهد وتقدرينه حقه الي يستحقه "
للحظات غمرته السعادة ونسي أحزانه وهمومه لكن سرعان ما عادت له وبقوة عندما اصبح العميد محمود أمامه ؛ يدرك معاناته بعد ضياع ملاك .
ان كان هو بضيق ويعاني فالعميد يعاني أضعافه وحبه لملاك ما هو بخافي عليه " ربنا يقدرني وأقدر أرجعها لأهلها سالمة وافرح قلبك يا اخوي يا محمود"

***

الفتيات ينظرن بانبهار الى سناء التي قالت بابتسامة : ما شاء الله عليك يا نغم من جد فنانة ربنا يحفظك ويسعدك طول العمر .
ملاك بامل : آمين يا رب العالمين
آلاء بشيء من الخوف على نغم : حبيبتي باين عليك التعب اذا ما تقدرين لا تتعبين روحك.
ملاك بابتسامة : لا عادي الحمد لله وبغمزة : جهزي روحك الدور عليك .
خبط الباب بقوة وصراخ مرام : أنا جيييييييت .
ثم حدقت بسناء بانبهار : منو هذي المسعدة !
سناء بضحكة : سناء وكل من شافني تبسم ورااء
مرام بصدق : اسم الله عليك يا نغم مبدعة بجد وبرجاء : وانا بعد ابغى أصير مرام وكل من شافني بالحب هام .
ملاك بضحكة : هههههه وش لك بالعالم ! المهم الحبيب لا شافك تعلق وذاب بالغرام .
مرام باستهبال : ما عليه الحبيب ومعه دزينة وراه هههههه.
ملاك بصدق : الصراحة ما شاء الله عليك ما تحتاجين زينة كأنك أجنبية ملامحك حتى ما هي عربية .
وفاء نغزت ملاك بيدها وآلاء نظرت لها بلوم وملاك لا تفهم شيئاً فقط ساد الصمت المطبق ....حتى تنهدت مرام وهي تتظاهر بالأبتسام : علامكم قلبتوها دراما ، ثم نظرت الى ملاك المستغربة : محسوبتك نصف اجنبية لأن المحروسة أمي أوكرانية ؛ والحين دور مين بالتزيين .....
ملاك أصابها الأعياء الشديد بعد الأنتهاء من عملها وفاجأها طلب سناء منها الذهاب معهن للحفلة في الفندق الفخم ولكنها رفضت رغم رغبتها بالحضور وشوقها الكبير لرؤية فاطمة وأكيد عزيزة وميسون وام عزمي ونور وأمها من ضمن الحضور ؛ لكن لن تستطيع المغامرة والظهور ؛ ستنتظر عودة رداد وبوجوده ستعلن نفسها وتواجه الجميع وتزور كل من تريد دون خوف من معرفة أهلها ما دام رداد معها ويسندها ويحميها .
عادت الى بيت تهاني متعبة بجسدها ويغشاها الحنين لخير رفقة وخير ناسٍ أحبوها وآووها ولم ينفروا منها أو يعاقبوها بذنوب غيرها .
تهاني بخوف : حبيبتي يا ملاك ؛ وشك تعبان أوي ؛ ليه كدة تهلكي روحك أزا مش عشانك عالأئل عشان العيل الي ببطنك.
ملاك بابتسامة : بكرة ان شاء الله بروح أشوف دكتور القلب الي قالت عنه دكتورة العيادة واتطمن ان شاء الله .
تهاني بجدية : انا من رايي تبطلي الشغل وتهتمي بصحتك لحد ما جوزك يرجع بالسلامة .
اجابت ملاك وهي تمدد جسدها : هذا الأسبوع وخلص بعدها بيكون زوجي على وصول .
وبتذكر : الا بسألك عن مرام مرت ابنهم وش قصتها وليه تتضايق من سيرة أمها الأجنبية؟
تهاني جلست بقرب ملاك ومعها صينية الشاي : ام مرام اوكرانية زايد أخو محمود بيه الصغير حبها وتزوجها لما كان يدرس في أوكرانيا وبعد ما خلص دراسته ما رضيتش ترجع معه واتفقوا عالطلاق واختلفوا على البت مرام وفضلت عند امها لحد عمر خمس سنين ووقتها زايد بيه عرض عليها مبلغ كبير واتنزلت عن مرام ورجعت معاه وعاشت عند ابوها وبين عمامها فرحانة ومبسوطة ؛ لكن بعد كم سنة رجعت تحاول تاخد البت تاني وبئا بينهم محاكم ومشاكل وكل ما يسافر دولة يلائي عليه قضايا منها وكل مرة يسكتها بالفلوس أصلها طماعة أوي والحمد لله أهي البت كبرت وخلص زايد بيه من امها ومشاكلها وهي بئت ما تطيئش سيرة أمها للي عملته في أبوها ولانها مش عاوزاها من جد بس مجرد وسيلة تحصَّل بيها فلوس .
غمر ملاك شعور الحزن على مرام ؛ فماذا تفرق عن أمها التي رمتها دون رحمة ولكن الفرق أن أبو مرام يحبها ويريدها بقربه ولم يتخلى عنها بل كان مستعد ليدفع أي مبالغ لتبقى ابنته في كنفه وتحت عينه ورعايته وليس هو فقط بل كل اعمامها واولادهم وبناتهم يغمرونها بمحبتهم وشتان بين بنات عمها وبنات عم مرام فهي لم تر منهم سوى الأهانة والتحقير والضرب ولم يراعوا طفولتها وصغر سنها جعلوها تكره الحياة وتكره نفسها بل تحتقرها وأخيراً زوجوها لخالد الذي أكمل على ما بقي لها من سمعة او احترام لنفسها أبعدني الله عنهم وأعمى عيونهم عني وعن رداد .... اااه كيفك الحين يا فاطمة أكيد متوترة وتحاولي تبتسمين وبصعوبة ما تقدرين وعزيزة تأشرلك بتعليماتها وتخليك تضحكين غصب .... الله يهنيكي يا روحي ..

*****

كل ما فيها يرتجف وقلبها يقرع الطبول فتهتز لها كل اركان جسدها النحيل ، ترى نظرات الاعجاب تحيطها ومع ذلك لا يطمئن قلبها ..... تتسلل اليها نظرات الغيرة والحسد من زوايا مخفية لكن عيونها تلقطها فتغمض جفونها الماً من قوة سهامها وعيون تغمرها بالحب والدعاء بالتوفيق ولا تتردد دموعها بالإعلان عن حبها الصادق ... الحمد لله على نعمة الأهل والاحبة والأصدقاء ... وجودهم يقويها ويسندها ... وللحظة تراءى أمامها صورة أبيها تغطي واجهة الوجود وابتسامته الجميلة تشع نوراً على قسمات وجهه الحنونة .... اااه كم أشتاق لك يا أبي وكم أفتقد وجودك في هذا اليوم وفي هذه الساعة ... دموعها الثائرة انهمرت بلا ارادة وبلا استئذان ... اقتربت منها عزيزة ومسحت دموعها وعدلت زينتها وهي تهمس لها : أكيد تذكرتي أبوك الحين .
نظرت لها فاطمة بدهشة وكأنها تقول "كيف عرفتي " فترد عليها عزيزة بنفس الابتسامة : هذا اللي شعرته يوم فرحي ، حسيت بحاجتي له ولوجوده قربي . بس بقولك سر .... الحين بس تشوفين فهد جنبك يتغير كل شي .. وغمزتها بعينها فضحكت فاطمة بخجل غامر .
نور وامها بأبهى صورة رغم ثيابهن البسيطة والكل يشير على نور ويهمس : هذي بنت رجل الاعمال معاذ ال... وتقترب منها النساء والبنات للسلام والتعارف ودعوات الزيارة وحضور المناسبات .
نشوة الشعور بالأنتماء الى المجتمع الراقي غمرت نور للحظات ولكنها سرعان ما رمتها وراء ظهرها فهي نور التي تربت كصبي بالحارات تعمل وتشقى وتقاتل لأجل لقمة العيش ؛ لن يغريها هذا البريق ولن تسعى له يغنيها وجود امها وصديقاتها عن كل شيء فيه .
تفاجأت باقتراب أم اسلام منهن وسلامها الحار عليهن وام نور ردت السلام بجفاء ونفور فأقتربت منها أم اسلام وهي تحاول منع دموعها من النزول : سامحيني يا أم نور أنا أخطيت بحقك وحق بنتك نور واتمنى تسامحيني وربنا عالم كم أنا الوم روحي علي عملته بيكم .
ام نور بثقل : المسامح ربنا وانا مني وعلي عمري ما حملت ضغينة لحد والله يسامحك .
اما نور فلم تتكلم واكتفت بابتسامة باهتة وهي تسمع كلمات أمها الحكيمة.
نجمة الحفل على الاطلاق جود وهي زوجة محمد اخو فهد الأصغر بملابسها وزينتها ومجوهراتها الفاخرة حتى انها لم تتوقف عن الرقص وأبهار المحيطين بها وفي قلبها شيء من الغيرة رغم طيبتها البالغة وتحاول ان تظهر للجميع أنها الأجمل وانها الأصل .....
وفاء وجدت الحفلة فرصة لتطوير مهاراتها الاجتماعية والتعارف على اكبر عدد من البنات والحضور بينما سناء تجلس على استحياء بقرب امها ترافقها مرام التي يبدو انها لا تحب الأختلاط كثيراً اما آلاء فكانت تتابع كل شيء بعدم مبالاة.
ميسون ترقص بفرح مع نور ولما شعرت بالتعب جلست بقرب آلاء فكلمتها آلاء بابتسامة : اتوقع انك زميلتي بالكلية .. ميسون اسمك صح.
ميسون بابتسامة : اي نعم وانت آلاء مو كذا ...
آلاء بابتسامة : ترى تعجبني ثقتك وجرأتك في المناقشات في المحاضرات.
ميسون : وانا كمان تعجبني أشعارك وكتاباتك في مجلة الكلية ، كلها أحساس وجميلة حيل.
آلاء ابتسمت لها بامتنان وأردفت : كأن العروس صديقتك؟
ميسون تشير الى عزيزة : صديقتي انا واختي عزيزة .
آلاء بحماس : عزيزة أختك ! تراها بتكون زوجة أبن عمي ناصر .
ميسون سكتت وهي تتمنى ان لا تكون آلاء اخت صلاح ولكن خاب أملها عندما قالت آلاء : أنا ابوي أبو تركي وهو عم الاستاذ ناصر زوح أختك .
آلاء بنفس الحماس : اتمنى تتفضلي انت وعزيزة بزيارتنا وأكيد أنا وأمي وأخواتي بنكون سعيدات بزيارتكم .
ميسون ابتسمت وفي قلبها " مجنونة أنا أروح للموت برجلي"
من أكثر الحضور جاذبية وفخامة : هناء وهديل بنات الدكتور نواف يشبهن ثريا هانم بألقهن وقوة حضورهن وهن مصدر فخر لأم جاسر وهذا ميزة المجتمع المخملي التفاخر وحب التباهي .
لم يدخل العريس للقاعة ولا تدري لماذا وقاربت الحفلة على الأنتهاء عندما اخذتها ام فهد الى قاعة التصوير وهناك كان فهد ينتظرها ويناظرها بشغف ، قبلها على رأسها وامسك بيديها وبدءا جلسة حميمية من الصور عنوانها جرأة فهد وخجل فاطمة .
في صالة الرجال ومع قلة الهدوء وضجيج الأهازيج الا ان الكثير من القلوب متعبة ومنهكة وأغلبهم لا يدري ان شاغلهم واحد ..

****

لم يأخذها الى فندق كما هو معتاد بل الى جناح الزوجية في بيت أهله ، جناح كبير وفخم جداً ، تحاول مع اضطرابها التماسك ومراجعة وصايا أمها ولكن ما عاد شيء يحضرها سوى الخوف والأرتباك ، هي لوحدها في غرفة مغلقة مع رجل ، حتى أسنانها تصطك من الخوف والرهبة ....
طوال الأسابيع الماضية انقطع عنها فهد الا بزيارات مقتضبة إما لأعطائها نقوداً وأما لبعض تفاصيل الزواج ؛ فما عادت تشعر بالترابط بينهما وعاد أحساس الجفاء والغربة يسيطر عليها والآن هما معاً ولوحدهما .
هو بطبعه قليل الكلام ولا يحسن بدء الأحاديث ولا يمتلك في هذه اللحظة الا مشاعر جارفة وصادقة لمن اختارها قلبه واحبها بصدق ، مسك بيدها أولاً فارتجفت ؛ ضمها اليه فانتفضت كعصفورٍ بلله المطر ولا يقوى في ضعفه على شيء .

أرشدها الى غرفة النوم فهربت اليها تحاول التقاط انفاسها ، دقائق مخيفة مرت عليها وملابسها التي لا تستر شيئاً تزيد أرتباكها " الله ينتقم منه الي أخترع قمصان النوم " .
عاد بقربها ، عيونها تخترق الأرض وعيونه تحرق جسدها ، من جديد احتضنها ومن جديد أنتفض جسدها ولم تشعر الا به يحملها الى سرير الزوجية تسيره مشاعره وقد غاب أحساسه بكل شيء الا بها وبحبها وبليلة لن تنساها فاطمة طوال حياتها في أحضان رجل هو زوجها وهي مصدر فرحه وسعادته ...
فتحت عينيها بتعبٍ وألم ينتشر في كل عظامها " غريبة ليه امي ما صحتني للدوام " أدارت رأسها الى اليمين حيث شعرت بنيران تحرقها وبصعوبة فتحت عينيها لتصدم بشابٍ وسيم يتكئ على ذراعه ويناظرها بل يتفحصها بحب ؛ ارتجفت بخوف بل كادت تصرخ برعب وهي تسارع بتغطية جسدها ورأسها وقد انقطعت انفاسها .
ضحك فهد على حركاتها ومن ضحكته بدأ عقلها يستوعب شيئاً فشيئاً عالمها الجديد وبنفس الأرتجاف أخرجت عينيها من تحت الفراش لتراه لا زال ينظر لها ، ومد يده ليسحب الغطاء ويقترب أكثر وأكثر ...

****

جمعية مرضى القلب ليست بالقريبة من حيها المتواضع وتحمد الله أن ام تركي أعطتها أجازة صباحية بسبب تعبها الكبير في تجهيز بناتها لحفلة فهد ، دور طويل ولائحة انتظار لا تنتهي.
اليوم لوحدها لم يحضر معها أحد ؛ شعرت بالملل فقامت تتفقد بالأقسام والغرف ؛ وبدأت تقرا باللوائح والتعليمات من باب التسلية التي ما لبثت أن تحولت الى خوف من قراءة بعض الحقائق المخيفة عن القلب وأمراضه وخطورتها ، ابتعدت بضيق وسارت في ممر ضيق يؤدي الى غرفة تجلس فيها فتاة أمام أكوامٍ من المنشورات وتقوم بتوزيعها بشكل رتيب على محافظ أنيقة ، واضح أنها لتوزيعها على المؤسسات والشركات الكبرى بهدف جمع التبرعات.
أرادت العودة ولكن شيء ما استوقفها وذكرى منيرة من ماضيها المؤلم لمعت أمام عينيها.
هذه الفتاة لم تكن طبيعية ، جلستها ونظرتها ورتابة عملها تدل على معاناتها ومرضها ... التوحد بلا أدنى شك ، وذات العينين الجميلتين الحائرتين وذات الملامح الهادئة وذات القلب الحنون ... صديقتها الوحيدة في طفولتها البائسة ، لازمتها لسنوات العذاب وأمضت الساعات وهي تشتكي لها من ظلم أهلها وهي ربما تفهم عليها أو لا تفهم ومنها استوحت فكرة ادعاء التوحد حتى يكف الجميع عن ضربها وأهانتها .
اقتربت منها وجلست بقربها ، في البداية لم تعرها البنت انتباهاً ولكن بعد قليل اقتربت منها واحتضنتها وملاك تبكي بلا وعي منها لقد عرفتها صديقتها بل قامت بمسح دموعها كما أعتادت في طفولتها ، ما أجملها من لحظات ، وجدت ملاك نفسها بلا وعي تشكي لها همومها وتحدثها بما جارت به السنين عليها ، قطع حديثها دخول رجل على استعجال وهو يقول " امل حبيبتي الحين بأجيب.." وباستغراب وجه كلامه لملاك : منو انت ؟
ملاك قامت وهي تمسح دموعها : أنا كنت صديقة أمل بالمدرسة ، كنا أعز الصديقات حتى نقلت من المدرسة .
جذبتها أمل وأجلستها بقربها وعادت لأحتضانها وهي تقدم لها قطعة من الشوكولا ، أخذتها ملاك بامتنان فهذا ما أعتادت أمل فعله عندما تبكي ملاك تعطيها قطعة الشوكولا ..
مسحت ملاك على رأسها بامتنان ، والرجل يراقب ابنته بحنان بالغ وهو متفاجئ من اهتمامها بأحد كما تفعل الآن ولا زال يذكر كلام طبيبة المركز لعلاج التوحد الذي نقلها اليه من المدرسة الحكومية " نواجه صعوبة في التعامل مع أمل لأنه واضح تعلقها بأحدى زميلاتها في مدرستها السابقة ".
تركهما معاً وعاد بعد فترة يحمل وجبتا طعام وراقب لدقائق ابنته وهي تعد لفائف صغيرة وتطعم صديقتها بود وسعادة بالغة .

***

ارتمت بشوق في أحضان أمها وأخذت بالبكاء كطفلة صغيرة وأم راشد تشعر بالحرج من تصرف فاطمة .
أم فهد بشيء من الذوق أشارت لبناتها للخروج معها من المجلس حتى تأخذ فاطمة راحتها بالجلوس مع أمها .
فاطمة ولا زالت تبكي : يما تكفين خذيني معك وخلنا نرجع بيتنا ما أبغى أظل هني والله قلبي يعورني ما أقدر على فراقكم .
أم راشد تبكي معها : ليه يا بنتي! في شي ضايقك والا أحد غلط فيك والا ليكون فهد ما هو بزين معك.
هزت فاطمة رأسها بالنفي : لا يما ما في شي بس أنا ما أقوى على فراقكم والله ما أقدر ...وأجهشت بالبكاء وأمها تحتضنها لتخفف عنها وتذكرها بأن هذه هي سنة الحياة وانها كبيرة بما يكفي لتواجه حياتها الجديدة وتثبت وجودها وتفرض أحترامها على الجميع .
كلمات امها ووصاياها مثل البلسم أعادها لصوابها وجعلها تتماسك من جديد .
وجوه كثيرة تعرفت عليها اليوم وأكثر ما أثار حنقها هو جود وحركاتها المستفزة ورغبتها الغير طبيعية بالظهور ، حتى ملابسها أفخم بكثير من ملابس فاطمة ولأجل هذا عضت فاطمة شفاهها ندماً على تقتيرها في الأنفاق على جهازها فالناس لا يهمها الا المظاهر .
هاتفها بيدها وكل بضع دقائق تأتيها رسالة من فهد والحمد لله أنه على وضعية الصامت حتى لا تحرج أمام الحاضرات ....
"أحبك".... " مشتاقلك حيل "..
وعبارات حب لأول مرة تخرج من قلبه وهي وجهها يحمر ويكاد يفضحها
****

جاء دورها بعد عناء وطول انتظار ، تفاجأت أن الطبيب هو والد صديقتها أمل ، رجلٌ وقورٌ جعلته مآسي حياته يشعر بالآخرين وآلامهم فخصص جزء من وقته للأعمال الخيرية وعلاج المرضى مجاناً.
جلست بارتباك ، فبادرها بالسؤال : من أيش تشتكي يا نغم .
حدثته ملاك بأوجاعها وبكلام الطبيبة لها .
استمع بحذر لدقات قلبها وجلس أمامها وهو لا يريد أخافتها : حسب توقعاتي انت عندك أرتخاء بالصمام التاجي وهذا ما يخوف بأذن الله لكن مع وجود الحمل لازم تاخذين بالك من أي تعب او زعل وابعدي عن كل شي يأثر على نفسيتك ومن باب الأطمئنان والتأكد هذا عنوان عيادتي ضروري تراجعي بأقرب وقت ونعمل صور وتحاليل وتخطيط نطمن فيه على وضعك.
قالت بتردد : بصراحة اذا هذي الفحوصات مكلفة ما رح أقدر أعملها .
الدكتور باستيضاح : انت زوجك وين يشتغل؟
ملاك بخجل وهي لا تريد الكذب عليه : زوجي حالياً بالسجن لكن قريب باذن الله بيطلع .
الدكتور بتفكير : أنا بعملك الفحوصات مجاناً وما أريد منك فلوس ، لا تحملي هم وخذي بالك من صحتك ومن تغذيتك وأهم شي تبعدين عن التعب والأرهاق والأنفعال.
وناولها بطاقة مكتوب عليها اسمه وعنوان عيادته ، شكرته بأمتنان وخرجت لتجلس ما بقي معها من الوقت مع صديقة طفولتها الأجمل والأوفى وأنقى أنقى البشر .

*****

أم اسلام تحدث ابنتها أسراء عن حفلة الأمس وعلى مسمع اسلام وبقصد حدثتها عن نور وجمالها وتألقها وعن ذهابها لأمها واعتذارها منها في بادرة لأصلاح أخطاء الماضي .
اسلام شعر بالسعادة تغمره من تصرف أمه وشعر بالحنين لحبيبته من وصف أمه لها وهو يعلم أنها تتقصد ذلك .
وجهت له أمه الحديث وبجدية : اسلام وش رايك تخطب نور .
اسراء تحمست بفرح : وأجمل فرحة يا ربي هذا أسعد خبر .
اسلام بضيق : أنا ما أفكر بالزواج حالياً .
ام اسلام بفجعة : لا تقول كذا يا ولدي وتحرمني أفرح بيك وباولادك حولي وقربي .
اسلام بصدق : يما في وضعي وحالتي حرام أظلم بنات الناس معي.
ردت أمه بألم : لا تقول كذا يا ولدي وألف واحدة تتمناك.
اسلام بحزم : لكن أنا ما أريد أبتلي بنات الناس وخاصة نور كافيها الي شافته ما هي محتاجة تكمل حياتها بعذاب وألم.
اسراء بصراحة : نحن ما رح نجبرها اذا هي وافقت أكيد بتكون تحبك بصدق .
اسلام بشيء من العصبية : ناسيين الي بين عيلتنا وعيلتهم والي سوته جدتها مع خالي ابو طلال.
أم اسلام بحكمة : هي خالك بروحه سامح ثريا ورجعها لبيته مكرّمة ومعزّزة .
قام اسلام تتقدمه عصاه وبأنهاء للموضوع : لا أحد يطري هالموضوع مرة ثانية ؛ الي عندي قلته وانتهى .

*****

لم يكلمها منذ الأمس ، يدرك أن ما حصل هو خطأه ولكن أصلاح الخطأ لن يكون بسهولة مع شخصية واثقة وواضحة مثل عزيزة .
كيف خطر له بأن يجعل زواجه منها بهذه الكيفية وهذه الشروط ! أين ذهب عقله ليحرم نفسه منها وبأي شرع وبأي دين .
لن يلومها وسيصبر في محاولة أزالة الضرر الذي سببه تكبره وتعاليه وهذا ما قالته عزيزة عنه وهو يعترف به ويقر بذنبه.
سأل عنها وعلم أنها ذهبت الى المصنع ، كلّم مدير المصنع لأمر يخص العمل وسأل عنها فعلم أنها غادرت منذ وقت وليس في سيارة الشركة بل في سيارة أجرة .
داخل شيءٌ من الريب قلبه ؛ أين تذهب وتخفي عنه؟ في حياتها أسرار وغموض لا ينتهي وتبادر الى ذهنه اسم وائل حسان على المغلف ؛ سأل عنه غي حينها ولم يكن من ضمن أسماء عملائهم او له ذكر في عالم الملابس والأزياء والموضة ؟ فمن يكون وما علاقة زوجته به وما سر مشاويرها المجهولة بل حتى مكالماتها ورسائلها الغامضة ! لا بد له أن يعرف ونار الخوف والغيرة تتسرب الى قلبه .

****

أم عبدالله لا يعجبها حال بناتها أبداً ، علاقة حنين متوترة مع محمود ويمضي اغلب وقته بالعمل واذا عاد قلما يكلمها الا لأمر يخص الأولاد ولا يبدو انه ينوي مسامحتها على كذبها عليه بخصوص ملاك والأمر سيان مع نواف فهو الآخر عندما علم بحقيقة ملاك حقد على رماح خاصة ان حياة طفله ناصر كانت على المحك وهي تنكر معرفتها بملاك او مكان وجودها وكذلك فعل أهلها حتى أنه قالها صراحة لرماح " انت انسانة سطحية وتافهة لأنك فضلتي مكانتك الاجتماعية المزيفة الواهية على حياة أبنك وعافيته في المرة الاولى سامحت أهمالك بأبننا وصحته ولولا وجود ملاك كان خسرناه لا سمح الله لكن الحين بعد اللي شافه ناصر وعايشه صعب أسامح صعب كثير "
والمصيبة الأكبر روعة المطلقة وكثرة الكلام حولها بسبب تهورها وحركاتها الطائشة ورفضها المستمر الرجوع الى عامر مع أنه أبلغ علي بأنه مرحب بها متى ما قررت الرجوع الى بيتها وولدها وحالياً تفكر بجدية الموافقة على عرض الزواج من ابن خالة رنا ورغم عدم وجود شيء يعيبه الا ان قلب ام عبدالله غير مرتاح له بل يميل الى عامر بطيبته وصفاء قلبه .
كل هذه الهموم تعايشها اربع وعشرين ساعة باليوم وهي على يقين أن ما تعانيه مع بناتها هو خطية المسكينة ملاك وما ذاقته من ظلم وتحقير وأذى منها ومن أولادها وكلها تضرع للمولى عز وجل ان يجدوا ملاك وتكفر عن أخطائها وظلمها لها.

****

تهمس حتى لا يسمعها فهد النائم : والله خايف يا عزيزة وما أقدر أنام وتعبانة حيل وكل شي غريب علي وجسمي كله يعورني وما أدري وش أقول حتى ملابسي ماني براضي عنها أحس روحي قدام جود مثل البنغالية .
عزيزة بحنان ولوم : كله من بخلك يا هبلة ؛ سمعيني زين .. باكر بابعثلك بسيارة الشركة مجموعة ملابس ماركات من أحدث التصاميم على مقاسك والاسبوع الجاي ببعثلك مجموعة ثانية بوصي عليها من الحين وتحاسبيني على مهلك ؛ المهم تظهرين بمظهر ما يقل عن احد قدام زوجك وأهله واوعك تقللين من قيمتك ومكانتك وكل شي من أوله وخذي بالك من روحك حبي.
اغلقت الهاتف وصفنت ثواني وهي تفكر بوضعها وحياتها الجديدة وتشكر الله على نعمة عزيزة هذه الأخت الرائعة ذات القلب الطيب الحنون ....
ارتعبت من صوته خلفها رغم انه يهمس : ليه بعدك ما نمتي؟
تلعثمت واحمرَّ وجهها وهي لا زالت لا تقوى على ازالة حاجز الخوف والحياء من وجوده قربها .
احتضن وجهها بكفيه ورفعه ليرى عينيها فدمعت عيناها رغماً عنها ثم تحولت دموعها الصامتة الى بكاء وزادت الى نحيب وتنهيد وشهقاتها تتعالى وهو اكتفى بضمها الى صدره تاركاً لها المجال لتبكي وتبكي دون مقاطعة منه او اعتراض...
يدري بها مستوحشة وتعاني من اغترابها عن أهلها وخائفة من حياتها الجديدة ويلوم نفسه دون غيره لأنه طوال فترة خطوبتهما القصيرة كان مشغولاً بالبحث عن ملاك لذلك لم يستغل هذه الفترة للتقرب منها وزيادة الألفة نحوه فما تعانيه الآن طبيعي وسيحاول مساعدتها بتجاوزه بحبه وحنانه.

****

تعمل بجد في المطبخ وهي تستمع لأحاديث الفتيات عن حفلة فهد ووفاء لا تترك تفصيلاً صغيراً ولا كبيراً الا وتتحدث عنه باسلوبها الجذاب وطريقتها الكوميدية حتى شعرت ملاك كأنها حاضرة معهن بالحفلة .
اسعدها حديث آلاء عن ميسون وكان بودها ان تصرخ قائلة " أنصحك بميسون صديقة ورفيقة لأنها بنت أصيلة وصادقة وتحفظ صداقتها " لكن للأسف لا تستطيع .
جمال فاطمة ونعومتها وكثرة الحسد حولها هو محور الحديث وكيف ان فهد رفض الدخول الى صالة النساء رغم الألحاح الشديد مما خيَّب ظنون الكثير من الفتيات اللواتي يتشوقن لرؤيته .
طال الحديث كذلك عن نور ... ملاك تستمع بأنصات الى تطورات الأحداث والمفاجآت في حياتها ... يعني نور طلع أبوها رجل اعمال من عائلة عريقة وله مكانة وكان متغرب ورجع عشان بنته ..!! لا والصدمة الأكبر ان ثريا هانم تكون عمة نور !! يعني نور بنت خال اخوانها !! ما كانت تتخيل هذا القرب وهذه الصلة !!
"يا رب يسعدك يا نور ويجمعك مع من يحبه قلبك ولو اني متأكد انك ما رح تتقبلين ابوك بسهولة بعد ما ترككم بفقر وحاجة طوال هذي السنين "
لفتها حديث وفاء عن هناء وهديل بنات الدكتور سعود وتفاجأت بمعرفة أن فهد هو أبن عم أزواج اخواتها ! طال الحديث بين الفتيات عن أناقتهن ورقيهن حتى ضاق صدرها من الكلام .. شتان .. شتان بين حالهن وحالها .... بين عيشتهن وعيشتها ... هي تعاني الفقر والتشتت والجوع ... حتى ثمن الدواء والعلاج لا تجده ولا تقدر عليه وهن يعشن في بحبوحة وعز منقطع النظير ... هنَّ من عليَّة المجتمع وطبقته الراقية وهي خادمة وضيعة تعيش عالة على تهاني الرائعة وأسرتها .. غلبتها الدموع بلا أرادة منها وجلست تجهش بالبكاء وهي تدفن وجهها بكفيها والفتيات ينظرن لها باستغراب وعندما اقتربت منها سناء لتهدئتها مسحت دموعها بقوة ووقفت مبتسمة تجابر على جراحها وهي تقول : الحيوان رفشني بقوة وأوجعني حيل هههههه.
ضحكت معها البنات بعد ان عرفن السبب واستأنفن الحديث الشيق الممتع .

***

طوال الايام الماضية تتجنبها نوف بشكل مستفز وتتعمد رفع الصوت بالضحك امامها وهي لا تبالي بها ولكن لها يومين لا تراها ولا تحضر المحاضرات معها وفي المقابل توطدت علاقتها مع آلاء وأصبحن صديقتين مقربتين ؛ تذكرت الاتصال بعزيزة لتوصيها بأشياء لها في زيارتها القادمة ولكن هاتف عزيزة مشغول بالاتصال مع فاطمة التي كانت تشكر عزيزة على الملابس الرائعة والفخمة وتحدثها بسعادة بالغة عن فهد وحبه وحنانه وعزيزة تكتم بقلبها غصة فهي ليست من النوع الذي يبوح بما في قلبها او يفشي أسراره لأحد هي شخصية قوية لا تقبل أبداً أن تظهر ضعفها أو مشاعرها لأحد وهذا درس تعلمته من خطوبتها لسلطان محاسب أمها النصاب الذي لن تسامحه على استغلاله لأمها وسرقة أموالها وتظاهره بحبها وخطبتها .. كل هذا كان ضربة موجعة ولكن كان أيضاً درس لها لتتعلم أن تكون قوية.
غادرت المصنع بعد أن أنهت عملها فيه وتوجهت بسيارة أجرة الى مكان دأبت على زيارته ومتابعة عملها المهم فيه بكل سرية وحرص .
صعدت سلم مبنى استقبلها رجل على بابه ودخلت معه الى داخله ؛ اشتعلت النار في قلب ناصر الذي يراقبها من بعيد ودخل خلفها كالبركان الثائر وفتح الباب بقوة ليجد زوجته تقف بين عدد من الرجال يرتدون قنسوات صفراء ويحملون مخططات بين أيديهم ، الكل ينظر له بدهشة وهي تكتفت بثقة ونظرت له بغضب على عدم ثقته بها وتقدمت نحوه بترحيب وهي تشير للرجال : زوجي الأستاذ ناصر ونظرت له بتحدي قائلة : ناصر أعرفك على المهندس وائل حسان وفريق عمله المسؤولين عن توسعة دار الأيتام الي بنمولها .
سلم الرجال باحترام على هذا الرجل المحسن الكريم وبدأ المهندس يشرح له بحماس عن المرافق التي تم أنجازها من قاعات واستراحات وأماكن ترفيه وورش تدريبية وناصر يستمع ببلاهة ثم استغل الفرصة وهمس لعزيزة : من متى نحن بنمول هذا العمل الخيري وشلون أنا ما عندي خبر !
عزيزة بابتسامة : تطمن هذا العمل الخيري تمويله كامل مني.
ناصر بعدم فهم : كيف منك ما فهمت؟
عزيزة بذات الابتسامة : الأموال والمجوهرات الي اخذتها منك كانت لأجل هذا المشروع .. عشت أنا واختي يتيمات وأقدِّر قيمة مثل هذي المشاريع الي تأهّل الأيتام حتى ما يكونوا عبء على المجتمع ويكون بأيدهم حرفة او مهنة تساعدهم على كسب رزقهم بعزة وكرامة .
ناصر ينظر لها بأنبهار وهي عادت تهمس : وأنت ما يحق لك تشك فيني وتتبعني كذا بعدم ثقة واحترام.
ناصر بلوم مبطن باعتذار : وانت يا مدام ما يحق لك تخفي عن زوجك مشروع بهذي القيمة وتحرميه مشاركتك بالأجر والثواب .
عادا معاً الى بيتهم وعزيزة تكبر بعينه آلاف المرات ؛ لطالما ظلمها واتهمها بأنها انسانة مادية وتحب الفلوس لكن تبين له كم هي أنسانة محبة ومعطاءة للخير والتضحية ومساعدة الآخرين ... مثل هذه المرأة تصلح زوجة له ومثل هذه الدرَّة يخفق لها قلبه وبقوة ... بقوة .

****

اليوم آخر يوم عمل لها عند ام تركي وهو يوم طويل مزدحم بالعمل والتجهيزات فكما علمت من ام تركي والبنات اليوم سيعود ابنهم المسافر بدورة تدريبية ... فارس والكل يتجهز لاستقباله وسيحضر عدد كبير من الأقارب والاصدقاء .
هي بعد انتهاء عملها اليوم ستنام براحة وهدوء وستذهب غداً الى بيت الدكتور فيصل لتضع عنده عنوان بيت تهاني في حال حضوره وخروجه من السجن المتوقع في الايام القادمة .
تشعر بالنشاط والسعادة .. قريباً ستنتهي معاناتها وسيعود أسد الصحاري شخصياً ليحمل عنها الهموم وهي تتخيل في كل لحظة ردة فعله عندما يعلم بحملها .
تأتيها وفاء وسناء كل قليل وهنّ يوصينها بالعودة لزيارتهن وأم تركي تشعر بالأسى لذهابها .... لم يمر عليها عاملة بجدها واجتهادها ومهارتها ولطفها وعزة نفسها وقربها من القلب.
وفاء تكلم آلاء تستحثها على العودة فاليوم هو آخر يوم لنغم بيننا وآلاء تعدها بقرب العودة .
ميسون بقربها : منو هذي نغم ؟
آلاء : خسارة يا ريتها بتظل عندنا كان عرَّفتك عليها لما تزورينا ؛ ألا ما خبرتيني متى تتكرمي علينا وتزورينا؟
ابتسمت ميسون ولم تجب فهي لا تنوي زيارتهم مطلقاً وأشاحت بوجهها عنها لتتفاجئ بنوف تقف بعيداً بحالة شبه مزرية وهي تتأمل بها وكأنها تنتظر ابتعادها عن آلاء لتأتي اليها وتكلمها .

***

" آنسة رغد أنا اسف اني استدعيتك لمكتبي وآسف مقدماً اني أكلمك في موضوع الأصل اني أفتحه مع أهلك لكن هدفي الوحيد أني أوضِّح نفسي الك واسمع رأيك بكل اريحية ودون اي ضغوطات "
رغد تستمع ببلاهة وهي لا تدري ما هدف فيصل من هذه المقدمة البليغة .
بعد صمته للحظات أضطرت ان تقول : اتفضل دكتور انا أسمعك .
فيصل بصدق : يمكن رسالتك كتبتيها بلحظة زعل ومتأكد أنك تندمتي كثير على كتابتها ... لكن بصراحة مفعولها كان كبير على قلبي وحرَّك مشاعر جميلة في داخلي تجاهك وترددت اكثر من مرة أوصلها لمسامعك لكن الحين تشجعت .... بصراحة وبكل وضوح انا معجب فيك واتمنى تقبلين بي زوج على سنة الله ورسوله .
لا زالت على نفس الوقفة وهرمون البلاهة والدلاخة تزايد عندها بشكل سريع حتى وصل ذروته .
لا تستوعب شيئاً ولا تصدق ما تسمع ... معقول الحين فيصل طلبها للزواج ... فيصل اكثر شخص تكرهه وتبغضه طول حياتها يريدها زوجة ترافقه وتلازمه طول العمر !!
قطع افكارها كلماته : لا تستعجلي بالرد فكري على راحتك واتأكدي ان مطلق الخيار الك بدون ضغوط .
خرجت من عنده وهي لا زالت مصدومة حتى انها لا تسمع جميلة التي تكلمها بل سرحت في كلمات جميلة المعتادة لها بان الدكتور فيصل معجب بها ..

***
ابو عبدالله بحكمة : يبا لا تستعجلين بالرد وخذي راحتك بالتفكير ، الزواج ما هو لعبة.
روعة بابتسامة : يبا انا فكرت زين وحكمت عقلي واقتنعت ان عمر هو الشخص اللي يناسبني .
ابو عبدالله بحذر : لا تنسي انه سبق له الزواج وطلق مرته .
روعة بثقة : وانا بعد سبق لي الزواج وهذا ما يعيب ولا ينقص من قدر أحد .
ام عبدالله بعدم رضا : يا بنتي لو تستهدي بالله وتحكمي عقلك وترجعي لعامر ولأبنك اللي محتاج حبك ورعايتك.
روعة بحنق : للمرة الالف ببقولك لا تفتحي هذا الموضوع معي ، زواجي من عامر صفحة وطويتها وما أبغى أعاود اتكلم فيها .
وقامت بغرور لمغادرة المجلس وهي فرحة بهذا الزواج المميز وقلبها يشكر رنا على تزكيتها لها عند خالتها وابن خالتها عمر الرجل الغني والمنتمي لعائلة راقية بكل معنى الرقي والأصالة .
أخيراً سترفع نفسها برقي وتفاخر في المجتمع الراقي بعد هذه الزواج....
شاهدت علي قادم من بعيد فسارعت بالهرب منه حتى لا تستمع لأحدى خطبه العصماء وهو يحدثها عن عامر وعن ابنها المحتاج لحبها وحنانها .....

******

كانت تنام بهدوء بعد ان اعتادت قليلاً على النوم في منزل الزوجية الجديد واذ بها تستمع الى فهد يتكلم بصوت منخفض ويناقش أمراً هاماً مع أحد زملائه ...
فهد : عندي امل مع رجعة فارس نقدر نجمع معلومات اكثر توصلنا لملاك ولمكان وجودها .
... والله تعبان حيل والتفكير واللوم ماخذ وقتي وحياتي ومنغص علي كل شي حتى بزواجي وفرحتي ولأجل ملاك ألغيت شهر العسل وحرمت نفسي تعيش لحظات سعادة وراحة بال .
نظر الى الخلف عندما أحس بحركة وأذ بفاطمة تقف خلفه متكتفة وهي تهز بقدمها بغضب وانفعال واضح ..
انهى المكالمة ونظر لها باستغراب من تصرفها.. بينما هي أخذت نفس عميق قبل أن تقول ما تجرأت أخيراً على مواجهة فهد به .. لن تسكت أكثر : فهد دامك تحب ملاك ليه تزوجتني !
صدمته كلماتها ... لكنها أكملت ودموعها أبت الا أن ترافق حديثها : ليه علقتني بيك وربطت حياتي بحياتك دام قلبك وعقلك مشغول بغيري ، انا وش ذنبي ! وش ساويت حتى أستحق منك هذي المعاملة !
ثم أجهشت بالبكاء وهو لا زال يقف مصدوماً ولا يعرف بماذا يجيبها فهو لا يتقن صياغة الكلمات وترتيبها وهي فاجأته بما يكفي ... تمالك نفسه للحظات ثم أمسك بذراعها وأجلسها بقربه وهو يتنهد وبصعوبة : الحين بقولك كل اللي صار ومن بعدها انت احكمي ولا تستعجلي وتظلميني...
ثم سرد لها كل ما حصل وعلاقة ملاك بالقسم وختمها بحديثه عن تسببه بأثارة الرعب في قلبها وهروبها خوفاً من العودة لأهلها .
وختم كلامه بقوله : وأكثر شي يوجع قلبي هو صديقي العميد محمود اللي متأكد انه يحب ملاك وانا بغبائي حرمته منها وخوفي للأبد عشان كذا محمل روحي المسؤولية .
ثم نظر لها بحب : وعشان كذا انشغلت عنك ويمكن اتوهمتي اني اكن لها اي مشاعر .
مسحت دموعها بصعوبة وهي تقول : من تعرفت على ملاك وانا احس بغموض في حياتها لكن ما تخيلت أبد انها من عائلة كبيرة وغنية ولا تخيلتها بهالقوة والعزيمة ولا بالشجاعة وما ألوم اي انسان يتعلق بها .
اكمل فهد مسح دموعها بيده وهو يقول : لكن انا تعلقت بيك انت ؛ شفت فيك جدية وثقة وعزيمة أبد ما شفتها بأي بنت ؛ جذبني فيك جمالك وعزة نفسك ورعايتك لأمك وأخوانك ... حبيتك من كل قلبي فلا تشككي بحبي ولا تفسري تصرفاتي على كيفك .... احبك .
شعرت بالخجل من كلماته ومن تصرفاتها وأفكارها الغبية ولأول مرة قالت بخجل : وانا كمان أحبك يا فهد ....
وليس فهد من يتركها بعد هذه المصارحة 💕💕
( خلص اقلبوا الصفحة هههههههه )

*******

نزل من الطائرة بهمة ونشاط وهو يستعجل الخطى ليذهب الى الدكتور فيصل ويطمئن على زوجته وحبيبة قلبه ملاك..
قدَّم عودته عدة أيام فما عاد يحتمل البعاد أكثر يشتاق لملاكه ويريد أن يكحل عينيه برؤيتها والاطمئنان عليها ، بأي غباءٍ هو مجبول وكيف طاوعه قلبه على تركها هكذا ومهما كانت الدورة مهمة فليست بأهم منها " هانت .... ساعات قليلة ويكون عندها " .
فعّل هاتفه ودق رقمها .... مقفل !!
مرة ثانية وثالثة .... كذلك مقفل !!
انتابه بعض التوتر ...
رفع رأسه ليتفاجئ بأخوانه وأصدقائه بشيرون له في صالة الأنتظار ... أوووف هذول شلون عرفوا برجعتي وبموعد طيارتي !!
نظر جهة العميد محمود وهو يزفر بغيض : هذا أكيد العميد محمود عرف من مصادره وبلغ الجميع.... الله يصبرك يا قلبي ... متى أشوفك يا نظر عيني ...
.
.
.
انتهى الفصل
موعدنا الأربعاء القادم بأذن الله


جواهر بني صخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-18, 08:29 PM   #1007

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 40 ( الأعضاء 19 والزوار 21)

‏موضى و راكان, ‏مرومي11, ‏Msamo, ‏تلوشه, ‏Nsöz, ‏الماسه مياسه, ‏مون شدو, ‏رىرى45, ‏Roquro, ‏amana 98, ‏سوووما العسولة, ‏غرام العيون, ‏ريما الشريف, ‏samam1, ‏KoToK, ‏s. essa, ‏Quranlover2009, ‏nana89, ‏الإغريقية


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-18, 08:47 PM   #1008

الماسه مياسه

? العضوٌ??? » 354894
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 775
?  مُ?إني » المدينه المنوره
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » الماسه مياسه has a reputation beyond reputeالماسه مياسه has a reputation beyond reputeالماسه مياسه has a reputation beyond reputeالماسه مياسه has a reputation beyond reputeالماسه مياسه has a reputation beyond reputeالماسه مياسه has a reputation beyond reputeالماسه مياسه has a reputation beyond reputeالماسه مياسه has a reputation beyond reputeالماسه مياسه has a reputation beyond reputeالماسه مياسه has a reputation beyond reputeالماسه مياسه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

نظر عيني إلهي تنطس في عينك يابعيد
ماني قادره أصبر مااقول هالكلمه تقرقع بقلبي حسبي الله عليك يافارس جرحك انت راح يكون غير لأنك الحب والثقه والامان
عذرا جوجو مرام هاللي ماهي أي مرام مااعتقد تجي ولا ربع ملاك بس خوفي هالفارس كعادة كل الرجال وحده لرضا اهلي ووحده لرضا نفسي
ازفر حريق جوجو يكفي خيبة لملاك متى النصره والعزه لك ياملاك
معليش على الرد المتسرع المليء بالحزن على حال ملاك
ايش اقولك جوجو ماخليتي لنا مجال في الساحه يامبدعه


الماسه مياسه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-18, 08:53 PM   #1009

ام صهيب 22

? العضوٌ??? » 435140
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 47
?  نُقآطِيْ » ام صهيب 22 is on a distinguished road
افتراضي

حرام عليك للاربعاء القادم ننتظر بشوق روعة روايتك و اسلوبك لا يمل سلمت يداك بس عندي رجاء خلي النهاية سعيدة كافي السواد اللي بحياتنا على الأقل نفرح باللحظات اللي نسرقها مع أبطال روايتنا دمتي بود

ام صهيب 22 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-18, 09:35 PM   #1010

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile25

لذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 52 ( الأعضاء 19 والزوار 33)


‏موضى و راكان, ‏mariam sayed, ‏KoToK, ‏Booo7, ‏امل حياتي3, ‏ميار111, ‏صابرة عابرة, ‏فل وياسمين, ‏تالا الاموره, ‏Ellaaf, ‏ام نينه, ‏الماسه مياسه, ‏عفة وحياء, ‏Quranlover2009, ‏nana89, ‏ذبحني احزاني, ‏غرام العيون, ‏طاولة2, ‏ربيع العمر83



تشعر بالنشاط والسعادة .. قريباً ستنتهي معاناتها وسيعود أسد الصحاري شخصياً ليحمل عنها

الهموم وهي تتخيل في كل لحظة ردة فعله عندما يعلم بحملها .

:

قدَّم عودته عدة أيام فما عاد يحتمل البعاد أكثر يشتاق لملاكه ويريد أن يكحل عينيه برؤيتها

والاطمئنان عليها ،

لله يصبرك يا قلبي ... متى أشوفك يا نظر عيني ...




موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
جوهرة بني صخر،رحلة عذابي انا

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:24 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.