آخر 10 مشاركات
كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          415 - لن أعود إليه - ماغي كوكس (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          442 - وضاعت الكلمات - آن ميثر ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل تؤيدون استمراري في روايتي
استمر 9 100.00%
لا استمر 0 0%
المصوتون: 9. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree272Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-11-18, 10:01 PM   #691

Quranlover2009

? العضوٌ??? » 389565
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 243
?  نُقآطِيْ » Quranlover2009 is on a distinguished road
افتراضي


تسجيل حضور 🌷🌷🌷🌷

Quranlover2009 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-11-18, 10:04 PM   #692

sareta jwad
 
الصورة الرمزية sareta jwad

? العضوٌ??? » 357092
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 326
?  نُقآطِيْ » sareta jwad is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حظورررررررررررررررر بانتظارك عزيزتي

sareta jwad غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-11-18, 10:04 PM   #693

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
Chirolp Krackr

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 27 ( الأعضاء 13 والزوار 14)




‏موضى و راكان, ‏Quranlover2009, ‏meryamaaa, ‏tamara2, ‏احلام العمر, ‏امل حياتي3, ‏mariam sayed, ‏مسك وطيب, ‏Flowerikram, ‏Aya youo, ‏الحب غالي, ‏سوووما العسولة, ‏فاطمة تتريت





نحن فى الانتظار


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-11-18, 10:30 PM   #694

جواهر بني صخر
 
الصورة الرمزية جواهر بني صخر

? العضوٌ??? » 426023
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 492
?  نُقآطِيْ » جواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond repute
افتراضي جوهرةصخري،رحلة عذابي انا

مساء الخير

الفصل بعد قليل بأذن الله


جواهر بني صخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-11-18, 10:49 PM   #695

جواهر بني صخر
 
الصورة الرمزية جواهر بني صخر

? العضوٌ??? » 426023
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 492
?  نُقآطِيْ » جواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond repute
افتراضي جوهرةصخري،رحلة عذابي انا

رواية " رحلة عذابي أنا "
الفصل : السادس والثلاثون
بعنوان#طعناتهم_حقد_وطعنتك_ي اأمي_خذلان


جف الدمع والقلب والله رحااااال
مالي دمع لكن الغدر والله بكااااني

عشت الوجع والظهر بعده مااااال
ما اشتكيت لكن حظي ال شكااااني

ضمدت جرحي لكن دمي سااااال
قال الألم من بعد صمته حكااااني


لها ثلاثة أيامٍ في حالةٍ صعبة ، فيصل شخّصها بانهيارٍ عصبي ولا يدري سببه او ماذا يفعل بها ، يريد الانتظار قليلاً حتى تتحسن حالها ويفهم سبب ما حصل معها ؛ فربما جاءها خبر وفاة أحد أقاربها او فاجعة أصابت عائلتها أو زوجها ... الله العليم ! وام فيصل كلفت احدى الخادمات بمتابعتها وقد أخذتها الرحمة والرأفة بحالها ..
أما ملاك.... فكأن روحها انسلخت عن جسدها .. كأن العالم انهار من حولها .. كأن كل ما تربت عليه وترسخ في خلاياها ذاب وتلوث بحقارة هذه الدنيا وانعدام العدالة فيها ...
أغلب الأوقات تبقى عيناها جاحظتان مفتوحتان على اتساعهما لكن بلا أي دموع ... لا تعلم لماذا !! ربما لأنهما تبصران الحقيقة المرة لأول مرة في حياتها ... قاتلها الله من حقيقة موجعة .. نعم فأمها لم تمت وتفارق الدنيا بل قررت باختيارها أن تتخلى عنها وترميها لوحوشٍ على شكل بشر.. لتعيش هي حياتها وتنجب اولاداً غيرها وتتمتع بحياةٍ هانئة وتتركها لوحدها .. ليس فقط لتعاني الظلم والضرب والاهانه والتجويع والاحتقار ... بل لتحمل على عاتقها الدفاع عن امها والتصدي لكل من يذكرها بسوء فأمها ميتة ... ميتة...ولا يجوز على الميت الا الرحمة ...
بالأمس تحاملت على نفسها بصعوبة وزحفت نحو خزانة أم فيصل النائمة وأخرجت ألبوماً فخماً للصور لمحته أحياناً..
فتحته بيدها المنهكة المرتجفة ، عيناها الجاحظتان تتمعنان بالصور الكثيرة .. أغلبهم لا تعرفهم الا من كانوا يزورون ام فيصل ... وجدت أخيراً ما تبحث عنه ؛ صور تجمع جدتها مع أمها ... الآن تيقنت وتأكدت... هي أمي بلا أي شك !! وهذه جدتي التي أرسلتني الى الجد ابو قاسم ... أما انا فلا صور لي ولا أذكر أن أم فيصل ذكرتني سابقاً ؛ من المؤكد أنهم لا يعلمون بوجودي أصلاً فأنا؛ بل كل زواج أمي من المدعو أبي يمثل في حياة أمي نقطة سوداء لا بد من محيها من الوجود بكل تفاصيلها ؛ وأحقر هذه التفاصيل هو أنا ...
دخل فيصل بعد الاستئذان عندها وهو مستغرب أنها لم تعد تغطي وجهها أمامه وأرجع ذلك ربما لحالتها الصحية المتعبة ..
جلس بقرب أمه وقال بعطف : أخت ملاك اذا تبغين أكلم أم عزمي تتواصل مع أهلك اذا يقدرون يساعدونك بشي .
نظرت ملاك نحوه واسندت نفسها بتعب وهي تشعر بجفافٍ شديدٍ في حلقها " أم عزمي عشان تكمل علي ؛ أكيد العميد محمود يستنى منها أي خبر عني حتى يرجعني لأهلي .. ااااه يا عذابي "
تكلمت بصوت خفيض : أدري اني ثقلت عليكم وبدل ما أخدم خالتي أم فيصل أبلشتها بي وبحالتي ؛ اتمنى تسامحوني ومن باكر برجع بيتي وانطر زوجي يعاود من السفر "
أم فيصل بعصبية : وش هالكلام يا بنت ! مين قال انك ثقّلتي علينا ! فيصل قصده يعرف وش بلاك ما هو متثقل منك .
فيصل بابتسامة : علامك هبيتي كذا يا ام فيصل .. هونك عالبنية.
ام فيصل بتشجيع : مدري هالوقت دلع البنات يمغص على وقتنا كانوا أهلنا يسلخونا بعود القصيب لما نتدلع نقوم نركض مثل الغزلان الشاردة ، وبغمزة ، وش رايك الحين بعود قصيب .
ابتسمت ملاك رغم جراحها : لا.... دخيلك يا خالة من باكر تشوفيني مثل القردة .
ام فيصل بحنان : الا قولي مثل الغزال والشر زال باذن الله ..
قام فيصل ليخرج وقد شعر بالاطمئنان على بداية تحسنها فنادته بتردد : أقول دكتور فيصل ... ما له داعي تكلم أم عزمي وتخوفها أنا الحين بخير والحمد لله ..
فيصل : ولا يهمك اللي يريحك وان شاء الله من باكر بتكونين بأحسن حال ...
مع كل ما تعانيه من صدمة وانهيار الا انها بطبعها اذا ما أحسن اليها أحد تشعر بامتنان ؛ فهذه أم فيصل رغم كبر سنها وتعبها تبقى جالسة بقربها وتعتني بها وتقرأ عليها آيات من ذكر ربها تحيطها بهالة من الطمأنينة والسكينة والرضى بقدر الله وتمسح كل حينٍ على شعرها وتتفقد حرارتها بل انها كلفت الخادمة بتوفير قِرَب من الماء الساخن باستمرار لتدفئ بها قدميها بعد أن اشتدت برودتهما ...." لأجل أم فيصل ...ولأجل زوجي المسكين يجب علي أن أتحامل على ألمي وتعبي وأعاود النهوض والوقوف في وجه هذه الحياة الظالمة القاسية ... أمي كانت ميتة .. ولا زالت في نظري ميتة .. الفرق الوحيد أنني ما عدت أحتاج بأن أدعي لها بالرحمة في كل سجود أسجده لله ... ولم أعد أحن الى قلادتي الغالية التي سرقها مني خالد حتى اقبل صورتها وأتخيل قربها ... وما عدت مجبرةً على محاولة تذكر صورتها وكلماتها ومواقفها كل ليلةٍ قبل النوم لأنام مبتسمة وهانئة .. ما عدت أقول .. اشتقت اليك يا أمي..... "

***

يغرقه شعورٌ بالضيق والهم لا يعرف سببه في الأيام الأخيرة ويكثر من الدعاء والصلاة حتى ينجلي عنه الهم ؛ شيء ما ينبئه بأن ملاك ربما في ضيق او هي مجرد هواجس وأوهام ؟؟
مضى على سفره أكثر من شهرين والحنين يلازمه في كل حين ؛ يطمئن على أهله ويسأل عن أخبارهم باستمرار وأما هي فكيف سيكلمها برقمٍ دولي ... مؤكد ستثار الشكوك عندها ... يا ليته أخبرها بسفره للعمل ، ما أغباه من أين جاءته فكرة السجن !! "الحين كيف بيطمن عليها !
لكن دامها عند فيصل فهي باذن الله بأمان .. لازم يحاول يركز في الدورة ويتفوق بها ولما يعاود بيحل كل المسائل ويعاود لم شمله مع زوجته وحبيبة قلبه ملاك."

****

لم تجب على رسالته ولم تعتذر ولم تعد لمكتبه أبداً ... الحمد لله هذا ما أردته فلو ردت على رسالتي او عادت لمكتبي لسقطت من عيني .
وفي قاعة المحاضرات لا ترفع رأسها واذا ما فعلت تنزله بسرعة لا يدري أهو حياء أم غضب وكره .... ما يهمه وما هو متيقن منه أن هذه الفتاة دخلت قلبه وأعجبته ....
حمل حقيبته واتجه الى قاعة الدرس وبعد السلام تكلم بثقة وحماس : أتوقع ان نسبة الاخفاق في الامتحان النصفي كانت كبيرة رغم سهولة الامتحان وقد يكون عند بعضكم ظروف على كل حال في الامتحان النهائي سوف أضيف سؤال اضافي معزز والاجابة عليه ليست اجبارية لكن من يرغب في رفع تقديره فأنصحه بالاجابة عليه ....
ضجت القاعة بالفرح والتصفيق والعبارات الحماسية من الطالبات .... أما هي فكانت تبتسم بفرح .... ما أجملها من ابتسامة .

*****

ابو طلال يجلس بقرب ابنته حبيبته هبة ويحادثها ويحضنها ويقبلها كل دقيقة ومع سعادته باستجابتها للعلاج الا أنه لا زال يتملكه الخوف من احتمالية عودتها للادمان لذلك أهمل متابعة شركاته وأوكل بعض شؤونها الى ابن اخيه عبد الرحمن وأجبر طلال على العودة والانضمام الى ابن عمه عبد الرحمن في العمل ... يعلم بعدم كفاءتهما كما ينبغي ولكنها أفضل الحلول في الوقت الحالي .
استغرب من القاء القبض على شمس وأماني وتوجيه تهمة الاتجار بالمخدرات لهما .. فهو لم يشتكي خوفاً من افتضاح امر ابنته .
( طبعاً هو لا يعلم ان فارس بعدما سمع كلام خالد وعبدالله بالمشفى وضع الفتاتان تحت عملية مراقبة حتى تمكن القسم من عمل كمين لهما والامساك بهما متلبستان )
دخلت ثريا المنزل وواضح عليها علامات التعب والضيق ؛ استقبلها ابو طلال بالصراخ : انت متى تتعلمين من أخطاءك واستهتارك ؛ أنا براسي تارك أشغالي وشركاتي حتى أتابع البنت وانت بعدك على حالك !! متى تصحين على روحك وتنتبهين لهبة وطلال ولبيتك ... متى !!
ام طلال بحزن ودموعها تسبقها : والله أمي حالها كل يوم أصعب من اللي قبله وما أقدر أخليها بروحها ما هو كافي معاذ مهاجر وتاركها وما يسأل عنها ...
ابو طلال : أنا قتلك خلها تجي تسكن عندنا أريح لنا ولها لكن ما أدري ليه ما ترضين !
ام طلال : راسها عنيد ما تسمع الكلام وتقول ما أطلع من بيتي الا على قبري ...

****

لا شيء يبقى كما هو .....
مضى أكثر من شهر على معرفتها بأن أمها لم تمت ، في الأوضاع العادية عندما نظن ان شخصاً ميتاً ثم نكتشف أنه لا زال على قيد الحياة ؛ المفروض أن نفرح ونسرع نحوه ونتفقده ونلامسه ونسمع نبضه ونتأمل ضحكته حتى نقنع أنفسنا بهذه الحقيقة ؛ ثم يغمرنا شعور الفرحة والسرور حد التحليق والنشوة ......
لكن هذا لم يحصل مع ملاكنا .. فقط شعور الخيبة والظلم والغدر .... نعم الغدر ومعنى التخلي .... تذكر ذات شتاء كانت تستعين بقفازٍ مهترئٍ أحضرته لها احدى الخادمات لتواجه برد الليالي الشديد _ فغرفتها لا يوجد فيها لا تدفئة ولا تبريد _ وما أن انتهى الشتاء حتى ألقته في حاوية النفايات وتخلت عنه ؛ لكن ليلتها لم تستطع النوم فهذا القفاز كان رفيقها وأنيسها طوال الشتاء والآن هي تتخلى عنه بكل حقارة ... بقيت مستيقظة طوال الليل منتظرة بزوغ الفجر وانطلقت نحو الحاوية وغرقت فيها تبحث عن قفازها حتى وجدته .. وخرجت من الحاوية ضاحكة ومبتسمة لتجد جدها وأعمامها وأبنائهم _ففي تلك الأيام كانوا لا يزالون يعيشون معهم في قصر الجد _ وجدتهم كلهم بعد عودتهم من صلاة الفجر ينظرون لها باشمئزاز واستغراب وقرف .. تذكر أن جدتها ضربتها يومها ضرباً مبرحاً وحرمتها من الغداء ... لا يهم المهم أنها استعادت قفازها ولم تتخلى عنه .... لماذا اذاً يا أمي تخليت عني !! ألم تكوني تقولين لي في ليالي الشتاء الباردة : نامي بحضني يا ملاك فحضنك يدفئني وكنت أحيطك بذراعي لنتدفئ سوياً !! لماذا يا أمي ألقيت قفازك واستغنيت عنه بسهولة !!.... لماذا يا أمي !!
اعتادت على تقبل هذا الواقع المؤلم بل انها اعتادت على سماع صوت أمها في الفيديوهات التي ترسلها أمها ؛ لا رغبة لها بالنظر أو ينتابها أي فضول لترى كيف تعيش ، واضح حياة العز والرفاهية وواضح سعادتها البالغة مع أولادها ... ذات يوم بعثت فيديو لحفلة أقيمت بمناسبة حفظ ابنها للقرآن ... وأم فيصل تلح عليها بالمشاهدة تقترب وتقفل عينيها وتتظاهر بأنها ترى ... في مثل سن ابنك هذا يا أمي لم أكن أصلي ولم أكن أحفظ شيئاً من القرآن الا ما أذكره من المدرسة التي تركتها مرغمة فقد كنت أتظاهر بالتوحد حتى يتوقفوا عن ضربي واهانتي !! لست راغبةً برؤية احتفالك بولدك الذي أحسنت تربيته ورعايته....


*****

جاهة كبيرة تليق بعزيزة وكبريائها وفرحة تعم الحوش وسعادة واندهاش ينتاب الحي الفقير ؛ تم الاتفاق على كل شيء وتم تحديد موعد الزواج بعد أسبوع .
العميد محمود كان ضمن الجاهة ورغم فرحته بانحلال عقدة ابن عمه ناصر وموافقته على الزواج أخيراً الا أنه بوجوده الآن في حوش أم عزمي يتملكه الشعور بالضيق والكتمة على قلبه " اين أنت يا ملاك ؟ "
" هل يعقل أنها في مكان يعلم به أهلها !! من يسأل أو كيف يسأل ؛ لماذا لا تفارق مخيلته صورتها ولماذا يتفقد كل ليلة خربشاتها على كتبه القديمة ؟ ليست خربشات بل أشبه ما تكون نبضات قلب ؛ جعلته هذه النبضات يستشعر آلامها ويستشعر بعظم الظلم الذي كانت تعيشه ؛ ربما هو لا يعرف التفاصيل لحياة هذه الفتاة ولكنه يدرك أنها كانت مشروع امرأة عظيمة قرر أهلها وأدها وهي حية ..."
كثيراً ما يعقد المقارنة بينها وبين زوجته حنين ؟ شتان بين الثرى والثريا !! حتى أولاده يتحدثون عنها بحب وحنان وكيف أن أمهم تحرمهم من الجلوس معها حتى لا يتعلقوا بها مثل أولاد الدكتور نواف !!
يذكر خجلها وعفتها ورقي أخلاقها وحتى طفوليتها عندما غضب منها وعاتبها لأنها غابت لساعات دون اخبارهم وكيف وقفت أمامه تعض شفاهها بندمٍ وتشبك أصابعها بضيق وتتعهد له بعدم تكرارها ... أحياناً يرغب بخنق فهد لأنه أعلمها بنيتهم أعادتها الى أهلها مما تسبب في هربها.. وأحياناً تسرح به الأفكار : يا ترى ألهذا الحد تفضل التشرد وقسوة الحياة والعمل على العودة الى ابيها !!
استيقظ من أفكاره على همسة فهد له : رد على الشيخ يكلمك ... فيبتسم ابتسامة باهتة لفهد ويعاود النظر الى الشيخ ويحادثه استعداداً لاجراءات الملكة...
فهد لا يقل عنه ضيقاً ولوماً لتسرعه ولكن نظرته الى العميد محمود واحساسه بأفكاره وحالته جعله يزداد لوماً لنفسه فمع مرور الأيام أدرك تعلق محمود بها وأنه ربما لو لم تهرب لكان خطبها وتزوجها دون تردد فقد سمعه ذات يوم يقول : تدري يا فهد وش أصعب من انك ما تلاقي توأم روحك ؟؟
فهد باهتمام : خبرنا يا فيلسوف زمانك !!
محمود وهو يتجاهل اسلوبه : الأصعب انك تلقاه بعد ما يفوت الفوت ....

****

حنين بشماتة واضحة : قلت أخبرك قبل ما تسمعي من غيري .
روعة : الله يجيرنا من اخبارك ! قولي وش في ؟
حنين : أبشرك ناصر أخيراً انحلت عقدته وقرر يتزوج واليوم كانت الجاهة .
روعة بصدمة : من جدك تقولين !!
وبأحباط : يعني كل تخطيطاتي عالفاضي !
حنين بضحكة : اااه يا حزينة ولك شهرين تعدين وتجهزين ههههههه.
روعة بقهر : والله موافقة أبوي واخواني على مشروع بوتيك الألبسة لحالها نشفت دمي .
حنين : هالمشروع لحاله خطوة زينة عشانك واستمري بيه ورب ضارة نافعة .
روعة : بلا ضارة ونافعة أقعد أريح راسي أكرملي ما أحب الغثا .
حنين : يا لطيف ما شفت أحد بكسلك ونكدك !
روعة بنغزة : لا ما شاء الله عنك انت ومشاريعك خلك ساكتة أحسن .
حنين بتذكر : عاد كنت بفاجئك بالعروس اللي مختارها ناصر بس خلص ع قولتك خليني ساكتة .
روعة بغيض : ومين تكون هالحرامية سعيدة الحظ ؟
حنين : ما رح تصدقين أبد !! شي ولا بالخيال ولا بقصص ألف ليلة وليلة .
روعة بغضب : قولي عاد والا الحين أجيك وما تشوفين الخير أبد .
حنين بضحكة : زين زين بخبرك ؛ أم عزمي اللي بتجيب لنا مواد وتموين للبيت ....
قاطعتها روعة ببلاهة : ناصر بيتزوج أم عزمي !!
حنين بسخط : لا يا متخلفة ؛ بيتزوج بنتها .
روعة بصدمة : وهذا شلون تعثَّر بيها !!
حنين : يقولون تشتغل عنده بشركته خبيرة أزياء !
روعة : من عقلك انت ! والا مجنون يتكلم وعاقل يسمع !! بنت أم عزمي خبيرة أزياء !! وش صاير بالدنيا يا عالم !!
حنين : عاد هذا اللي جاك ؛ دوريلك من الحين على مغفل ثاني ترمين عليه شباكك .
روعة بسرحان : لا بهذي ما حزرتي ؛ أنا قلت باخذ ناصر يعني باخذه واخليه يرمي بنت أم عزمي مثل الكلبة.... وما أكون روعة اذا ما ساويت اللي براسي !!

****

في اليوم التالي لبست وتأنقت وتجهزت وهي عازمة على تنفيذ ما صممت عليه ؛ أخذت رنا لترافقها في مشوارها ..
تفاجأ عندما أخبره السكرتير بالضيفة ! دعاه لادخالها واستقبلها في قاعة الضيافة : أهلا وسهلاً أخت روعة ؛ زارتنا البركة ..
أشار لهما بالجلوس وروعة لم تكلف نفسها بالتعريف برنا فهي تريد جذب كل انتباهه .
تكلمت بدلع واضح وحياء مصطنع : أتمنى ما أكون أزعجتك خاصة ان الزيارة بدون موعد مسبق ؟
ناصر باحترام : لاا أبد ما في ازعاج وبصراحة يشرفني تقديم أي مساعدة أقدر عليها ؛ وحنا بالنهاية أهل ونسايب وأخوانك من أعز أصدقائي واخدمهم بعيوني .
روعة بابتسامة جذابة : وهذا هو العشم واتوقع عبدالله خبرك عن محل الألبسة اللي أبغى أفتتحه .
ناصر : اي نعم وأتمنى لك كل النجاح وأنا بختار من موظفات الشركة يساعدونك في التجهيز والديكورات وفي عقد الصفقات مع دور الأزياء العالمية والاعلام والترويج وحفل ..
قطع كلامه دخول عزيزة بكل ثقة فهي قد قررت ابتداءً من اليوم بعد أن تمت الملكة أن تريه الوجه الآخر لعزيزة ..
استغربت من وجود الإمرأتين وخاصة هذه التي تبالغ في زينتها واظهار مفاتنها وبدا عليها عدم الرضا من دخول عزيزة .
أيضاً ناصر بدا عليه الضيق من اسلوب عزيزة وعدم استأذانها واحترامها مكان العمل .
اقتربت من ناصر وقالت بابتسامة : سوري ناصر من الحماس نسيت باستأذن ؛ عرفني على ضيوفك !
ناصر يكتم ضيفه : الأخت روعة وهذي قريبتها من أنسبائنا ..
ثم نظر الى روعة : بعرفكم على خطيبتي عزيزة .
روعة نظرت الى عزيزة بشزر ولم تعجبها لا ملابسها ولا هيئتها ولا اسلوبها بالكلام ! واضح أنها أبعد ما تكون عن المجتمع الراقي ! كيف سيتزوجها ناصر المعروف برقيه !
روعة وجهت نظرها الى ناصر ونفس الدلع : واضح انك مشغول ؛ بتصل فيك نحدد موعد ثاني نتناقش فيه بالبزنس والحين باستأذن .
عزيزة لا تخفى عليها هذه الحركات أجابتها بدهاء : أكيد أي بزنس بيحتاج مواعيد كثيرة ؛ عشان كذا في كل موعد بأكون موجودة حتى ما تنحرجين من التعامل مع زوجي .
روعة ناظرتها بقهر ولم تعرف ماذا تقول لكن اكتفت بابتسامة باهتة وغادرت وهي تتوعد بقلبها لعزيزة بأيام كقرن الخروب ...

****

حضر الطبيب العالمي المختص وكان عنده فكرة مسبقة عن حالة الطفل عادل من التقارير والصور ولكن لا بد من الفحص السريري ؛ عامر لم يتحمل البقاء في غرفة الفحص عندما بدأ الصغير بالصراخ والارتجاف خوفاً فترك أمه مع الطبيب والممرضة في غرفة الفحص وخرج ليقف مع رغد المرتعبة مثله وتحاول صمَّ أذنيها عن صوت صراخه وتتمنى لو كانت شهد معها تخفف عنها ولكن شهد مشغولة أيضاً بطفلها الصغير الذي يعاني من بعض الحمى .
رفعت رأسها بقلق لتتفاجئ بالدكتور فيصل يقترب منهما وهي لم تكن تدري بأنه شريك في ادارة المشفى مع الدكتور نواف ولم تكن تدري أيضاً بأنه صديق لعامر الا عندما اقترب منه وسلم عليه بحرارة ثم بدأ بطمأنته وبث التفاؤل والأمل في قلبه وهذا بصراحة ما يحتاجه عامر في مثل هذا الموقف ..
أنزلت رأسها بإحراج وهي تتذكر موضوع الرسالة المخزي وغباءها الذي لن تسامح نفسها عليه أبداً
لاحظ فيصل ضيقها وحرجها فشجع عامر على الدخول معه عند غرفة الفحص ومتابعة الطبيب المختص وفهم الخطوات القادمة منه بدقة .
ما أن ابتعدا حتى تنفست رغد براحة وهي تضع يدها على قلبها بخوف ورعب وسؤال يداهم فكرها فجأة : معقول يساويها ويقول لعامر عن موضوع الرسالة !!

****

روعة يأكلها الغيظ من عزيزة وما يزيد قهرها أن هذا ثاني اجتماع لها مع ناصر تحضره الست عزيزة !
" باين عليها ما هي قليلة هالعزيزة لكن على مين .."
قطع أفكارها صوت علي الحنون يقترب منها ويربت على كتفها ثم يجلس بجانبها " أكيد سرحانة لانك عرفت ان أول عملية لعادل اليوم ... اذا تبغين الحين باخذك وتوقفين عنده .. واذا على شان عامر أنا بأبعدك عنه "
روعة لم يخطر ببالها الأمر ولم تكن مهتمة لمعرفة حالته ؛ أبوه أكيد ما بيقصر فيه وربنا رحيم ان شاء الله بيلطف فيه لكن هي ما تبغى تكدر خاطرها أكثر بالتفكير فيه ؛ الأفضل انها تقوم ..
علي : ها وش قلتي ؟ نتوكل على الله ؟
روعة باختصار : الله يشفيه ويقومه لأهله بالسلامة وانا ما أريد لا أروح ولا أشوف ؛ اتركني بحالي يا علي وما تزودها معي .
وانسحبت بسرعة قبل أن تعطي مجال لعلي ليقول شيئاً آخر
أما علي فقام متوجهاً الى المشفى بيأسٍ من امكانية تعديل دماغ أخته المعووج.

****

تجلس بزهو في قصر الأفراح وقد أجيبت كل شروطها وطلباتها وتجلس بقربها دالية مرتدية ثوباً يشبه ثوب العروس وتضع كذلك الزينة على وجهها .
نور وفاطمة منبهرات من جمال عزيزة وفتنتها وجاذبيتها ..
فاطمة : ما شاء الله المكياج والتسريحة شي روعة .
عزيزة لم تعجبها كلمة روعة بالذات لأنها بدأت تشك بنواياها ولكن ما أحزنها شيء آخر : يا ريت ملاك هنا كان ما خليت أحد يعمل مكياج زفافي غيرها .
نور بحزن : ااخ بس لو نقدر نطمن عليها ؛ الله أعلم عمها الخبيث وش ساوى لها .
دالية بسعادة : خالة عزيزة متى بنروح الكوشة
عزيزة بابتسامة : لما أبوك يحن علينا ويحضر .
دالية ابتعدت قليلاً ثم اتصلت مع ناصر وبغضب : بابا انت فين حنا من ساعة ناطرينك ؟
ناصر باستغراب : وليه تنطرين !
دالية : بابا اذا انت ما بتجي ما تصير الزفة ؛ يلا عجل تعال حنا ناطرينك .
ناصر بحزم : سمعيني زين يا دالية ؛ أنا ما أبغى زفة وان...
قاطعته دالية بغضب : لا والله ما أرضى ؛ الحين بتكون في الصالة وتنزف مع خالتي عزيزة وبتشوف رقصتي اللي تدربت عليها عشانك .
ناصر بحنان : انت تدربتي على رقصة عشاني !
دالية بفخر : أي يا بابا وعماتي رحمة وحنان ساعدوني بتعلمها ؛ الحين انت تعال وبتشوف .
ناصر رق قلبه لابنته المتحمسة لزواجه من عزيزة ؛ لا يزال حتى اللحظة يتذكر زواجه من شيماء التي كانت في قمة السعادة وهو كان غير راضي عنها فهو لم يرغب يوماً بزواج تقليدي وكيف حول سعادتها الى جحيم طوال فترة زواجهما وكيف كان يتحين كل فرصة لاظهار قهره وعدم سعادته معها وهي تتحمله بصمت ....
أبعد الذكريات الحزينة عن رأسه وتوجه الى منظمات الحفل للأعداد للزفة .
دخلت العروس أولاً بزفة هادئة جميلة ترافقها دالية وتمسك بيدها ؛ ثم جاءت زفة المعرس الصاخبة
يرافقه اخوانه وابناء عمومته ؛ رقصوا له قليلاً بفرحة صادقة ثم خرجوا وجاء دوره ليرفع الأكليل عن عزيزة ؛ لم يكن يرغب بذلك ولكنه مرغم وفق التقاليد المتبعة ؛ ما أن رفع الاكليل حتى أصابته صدمة فلم يتوقع أن تظهر عزيزة بهذه النعومة وهذا الجمال ؛ بلع ريقه واقترب منها هامساً هازئاً : سبحان الله فعلاً المكياج لا دين له .
نظرت له بحدة ولم تعلق بينما هو اتجه بنظره ليتابع رقصة دالية الرائعة والجميلة ودالية تتابع تفاعله معها هو وعزيزة بفخر وحماس .
من بعيد كانت هناك من تتابع ما يحصل بحقد وغل وقد أصرت على حضور الحفلة مع حنين وقلبها يشتغل بالغيرة والحسد والعزم على خطف ناصر من هذه السوقية المتخلفة .
بصعوبة أقنعت العمتان رحمة وحنان الصغيرة دالية بتمضية الليلة معهما ومع بناتهما وبوعود صارمة بأعادتها غداً الى قصر أبيها .
دخلت عزيزة القصر بعد أن ساد الصمت طوال الطريق بينهما ووجدت طابور الخادمات بانتظارها ؛ صعدت جناحها واستلقت على السرير بتعب واضح ؛ لم يكلمها أو يتبعها لجناحها فمهمته انتهت هنا ...

****

استيقظت صباحاً وتجهزت كأي عروسٍ في يوم صباحيتها تعطرت وتغندرت ولبست أبهى ثيابها ... صالت وجالت في قصرها كأميرةٍ متوجة .... الخادمات ينظرن لها بانبهار واحترام .... أشعلت المباخر بأرقى أنواع العود والبخور في كل زاوية من مملكتها .....أمرت باعداد أشهى الأصناف وأرسلتها الى غرفة العريس ناصر ومعها باقات الورد الزاهية .... ترقبت عودة دالية على أحر من الجمر ...احتضنتها بحب وحنان ... وسلمت بود واحترام على عماتها .... يشبهن ناصر في هيئته وهيبته .
نزل ناصر السلالم بكل ثقة والابتسامة تعلو وجهه وواضح عليه الراحة والسعادة ؛ أمالت عزيزة فمها باستهزاء ولم تخف حركتها على ناصر ولكنه تجاهلها وليرد الصاع لها صاعين عرفها بفخر على شقيقتيه : هذي الدكتورة حنان دكتوراة في الأدب المقارن وعضو مجمع اللغة العربية وعضو هيئة التدريس في الجامعة ..... وهذي الدكتورة رحمة دكتوراة في الادارة التربوية ومديرة المنطقة التعليمية الوسطى وفي بعد اختي الدكتورة أمل لكنها مسافرة مع زوجها لأمريكا وهي معها دكتوراة في هندسة الجينات وتتشارك مع زوجها في عمل أبحاث في أكبر المعاهد والمختبرات الأمريكية .
أنهى كلامه ثم نظر الى عزيزة بتحدي وهي بصراحة فاجأها المستوى التعليمي الراقي لأخواته ولكن لن يستفزها بأسلوبه المتعمد الجارح .
أعادت الترحيب بهن بحرارة وهي تقول مبتسمة : وأنا عزيزة ساقطة بالاعدادية ومعي دورة خياطة ونص دورة تجميل ؛ الله يسامحها ملاك تركتني بنص الدورة ....
علت الدهشة ملامح الشقيقات والصدمة ملامح ناصر من ثقتها وجرأتها ......
دالية بحماس أدارت الدي جي وهي تقول : البارحة ما شفتم رقصي زين الحين برقص وتصفقولي ... وبدأت بالرقص بفرحة وحماس والكل خاصةً ناصر منسجم معها وفرح لفرحتها وسعادتها ...
دالية سحبت عزيزة بقوة وهي تصرخ : يلااا خالتي عزيزة بترقصين معي .
لم تخيب عزيزة ظنها حتى انها نزعت كعبها العالي ورقصت معها رقصاً شعبياً خلاباً وشعرها الطويل يتطاير يمنةً ويسرى مع انبهار العمات وناصر يشعر بالحرج من جرأتها فهذه زوجته وعليها اظهار المزيد من الركازة والوقار ....
طبعاً عزيزة تعرفه جيداً وتقرأ أفكاره فكانت تحرك حاجبيها باستفزاز لأغاظته ..... " لسا ما شفت شي يا ناصر بيك ...القادم أجمل "

****
عادت فاطمة من الجامعه متعبة بل مرهقة لأنها اشتغلت في الصباح في مشغل أم عزمي لاعداد الفطائر ؛ تحمل هم رسوم الفصل القادم فقد اقترب موعد التسجيل ؛ ورسوم أخيها الذي انهى الثانوية بنجاح وبمعدل مرتفع ، سيحاول الحصول على بعثة للدراسة وان لم يتمكن ستتخلى بالتأكيد عن دراستها للأنفاق على أخيها ... ما أكثر الهموم وما أثقلها تشعر هذه الأيام بالضعف من كثرة حمولتها ....
أخواها الصغيران يتبارزان بالعصي امام حديقة بيتهم المستأجر المتهالك وسيارة فخمة ! كيف لم تلحظها ! تقف بباب الدار .. ربما بسبب شرودها ...
مؤكد هو أحد الدائنين سمع ببيعة الأرض وجاء يطالب بديونه .
دخلت البيت باضطراب لتقابلها أمها وفاطمة تلهث : ليكونوا الديانة بيفكروا حصتنا من بيعة الأرض ملايين !! تراها كم ألف بس وما يقضوا شيء
أمها تنظر لها باستغراب ؛ ومن خلف أمها كان يقف أخوها راشد وبصحبته شخص ؛ لم تعره انتباهاً لكن سرعان ماأعادت النظر مشدوهة !! النقيب فهد !! هذا وش يساوي ببيتنا !!
تلون وجهها بالشحوب وهي تتوقع الأسوأ .....

*****

دعتها الخادمة الى الحضور الى الصالة العلوية لأن الاستاذ ناصر يريدها بأمر مهم .
أكملت طلاء أظافر دالية على أقل من مهلها ثم تركتها بالغرفة واتجهت الى الصالة العائلية الأنيقة وهي تقريباً تتوسط الأجنحة الثلاثة ( جناح ناصر وجناح عزيزة وجناح دالية ) تشبه في تصميمها صدفة جميلة وتحيط بها أحواض كبيرة للاسماك من كل جانب وتتوزع مقاعدها على شكل محارات جميلة أما تحفها فهي لآلئ متناثرة بعشوائية جذابة وديكوراتها كانها نباتات بحرية متنوعة .
خاطبها ناصر بحدة : انت وينك الي ساعة بنطرك ؟
عزيزة بهدوء مستفز وهي تجلس : بجناحي وين بكون يعني .
ناصر بغضب : لما أناديك تجين بالحال سامعة .
عزيزة بنفس الهدوء : اذا بتم تصرخ وتعصب كذا ؛ أنا مو بس بتأخر ؛ انا ما أرد أصلاً ؛ المفروض يكون بيننا احترام متبادل .
ناصر بتأييد : وهذا مربط الفرس يا ست عزيزة ، انت الحين أمام الناس زوجة الاستاذ ناصر والمفروض تتعاملين على هذا الأساس .
عزيزة بصبر : وش تقصد ؟
ناصر : يعني المفروض تكونين راقية في كلماتك وحركاتك وكل شي تحسبينه بدقة حتى الابتسامة بحسابها مو تدبين ترقصين كأنك بحارة .
عزيزة بثقة : استاذ ناصر على قد ما تعاملني باحترام ببادلك الاحترام لكن اي اسلوب أشعر فيه بالاستفزاز لا تلومني واذا قصدك اني اتصنع والبس ثوب ما هو ثوبي فاسمحلي ما أقدر أنا باعتز بأصلي وتربيتي وبأخلاقي ..عن اذنك
قامت بغضب وشعورها بالنفور من هذا المتعالي والمتكبر يزداد ؛ ان لم يكن يراها بمستواه فلماذا تزوجها !! وان كان يظن أنه سيغير فيها شيء فهم مخطئ... هي من ستغير فيه الكثير ...
هو يلوم نفسه على الزواج من فتاة من بيئة شعبية أين كان عقله وتفكيره!!
شيماء كانت مثقفة ومتعلمة ومن أسرة راقية ؛ لكنه دأب على النفور منها وتحقيرها فقط لأن أهله وضعوه تحت الأمر الواقع وخطبوها دون مشاورته كان صغير السن وطيش الشباب يحكمه ؛ هددها ان حملت سيطلقها لا محالة ولم يكن يعلم ان تنبيهه متأخر وأنها تحمل طفلته الغالية ...
حرص على أن لا يتكرر الأمر وجعلها تعيش أسوأ خمسة سنواتٍ من عمرها ؛ كان بكل بساطة يتجاهلها ... حتى ضاقت بها الحياة وطلبت بكل بساطة منه الطلاق ؛ طبعاً وافق وركبت معه بالسيارة وهي تبكي بحرقة وهو يغني ويدندن غير آبهٍ بشيء ويتمايل بالسيارة كأنها ترقص على نغمات أغنيته وهي تنظر اليه ودموعها تسيل بصمت .. لا ينس تلك النظرة لأن بعدها كانت الفاجعة وارتطام السيارة بعد انزلاقها بحاجزٍ خرساني .. هو ودالية لم يصبهم شيء هي فقط من أصيبت اصابات بالغة .. سعى لاسعافها برعب وأمضت ثلاثة شهور في المشفى حتى اختارها الله لجواره ..
حاول ان يطلب رضاها ومسامحتها له على كل ما فعل ولا يدري هل هي سامحته أم لا ولكن في النهاية هو قرر وتعهد لها بمحاسبة نفسه وحرمانها من الزواج طوال عمره وهذا أقل ما يستحقه .

****

ام فيصل بحنان : علامك يا بنتي أشوفك أكثر الوقت ساكتة وسرحانة ! ماكنت كذا ! في شي مكدرك ؟
ملاك بابتسامة شاحبة : لا يا خالة تطمني ما بي الا العافية هو بس شوية ضيقة وتعب .
ام فيصل : تعالي اقربي الحين بقرأ عليك وباذن الله غير تتحسنين .
وضعت ملاك رأسها بقربها وأم فيصل تقرأ عليها الآيات الكريمة وهي لا أرادياً تتناثر دموعها ( ولأول مرة منذ عرفت بأن أمها على قيد الحياة ) كقطرات غيثٍ تحيي قلبها الذي تيبس من صدمات الحياة حتى تشقق وتصدع باطنه ومع كل صدمة جديدة تزداد شقوقه ونغزاته .
كل ما تريده الآن هو أن تنسى كل شيء ؛ ان تعيش حياة جديدة وتطوي كل ما فات ؛ لم يهتم بها أحد لا أب ولا أم ولا جد ولا جدة ولا أعمام ولااااا أحد بل هي كانت تمثل عبء عليهم !! حاولوا باخلاص التخلص منها بكل الطرق حتى انهم وصمها بكل الأخلاق القبيحة والصقوا التهم الجزاف بها دون تحقق أو تثبت ؛ سلبوها حقها في الانسانية والتعبير....
فلماذا اذاً تُحمِّل قلبها الهموم بسببهم!! الان هي لا تريدهم ولن تستسلم لتراكمات الأذى التي بنوها في جسدها المنهك ؛ ستعيد بناء ذاتها وحياتها بعيداً عنهم لن يشكلوا عقبة في صنعها مستقبل هي تستحقه ولن تتوانى عن محوهم من ذاكرتها بلا تردد أو تفكير ....
غفت في أحضان أم فيصل مبتسمة ولا زالت هناك دمعه معلقة في مقلتها تأبى الاستسلام والسقووووط...

*****

بلعت فاطمة ريقها بصعوبة ونظرت الى أمها بتسائل !!
أمها تجاهلتها ؛ ونظرت الى ابنها ثم الى فهد وودعته باسلوب راقي فهم بالنهاية عائلة راقية جار عليهم الزمن بسبب خسارة زوجها لتجارته مما أصابه بجلطة أدت الى وفاته وابتليت العائلة بخسارة كل ما تملك لسداد ما تقدر عليه من ديون ...
فهد أثناء خروجه نظر بغموض الى فاطمة المرتعبة وأكمل سيره مغادراً بسيارته الفخمة .
فاطمة بقلة صبر : هذا وش يبي!! وش يجيبه عندنا !!
أمها وهي تمسك بيدها بعيداً عن أخيها الذي عاد الى المجلس : فاطمة انت بتعرفين النقيب فهد من وين ؟
فاطمة : كان المسؤول عن فرقة الأبحاث في قسم المكافحة ؛ ليه تسألين !
أم راشد تنفست الصعداء وهي قد كانت تملكتها بعض الشكوك : كل ما في الأمر ان النقيب فهد اجا بيطلبك للزواج على سنة الله ورسوله ....
.
.
.
انتهى الفصل
الفصل القادم يوم الأحد بإذن الله تعالى


جواهر بني صخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-11-18, 11:20 PM   #696

Msamo
 
الصورة الرمزية Msamo

? العضوٌ??? » 366128
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,825
?  نُقآطِيْ » Msamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond repute
افتراضي

👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏👏

Msamo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-11-18, 12:12 AM   #697

راما الفارس

? العضوٌ??? » 386178
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,037
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » راما الفارس is on a distinguished road
افتراضي

تحفة الفصل ....ههههههههه أما عزيزة نهفة من الاخر

راما الفارس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-11-18, 01:31 AM   #698

Soy yo
عضو جديد

? العضوٌ??? » 390429
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 483
?  نُقآطِيْ » Soy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond repute
افتراضي

الظاهر حنعيش ايام مع عزيزة و ناصر..اما بنسبة لمالك اتمنة زوجها برجع و يتعاون معها في كشف جميع الحقائق......فصل رائع كما دوما ..موفقة باذن الله

Soy yo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-11-18, 04:17 AM   #699

عنك

? العضوٌ??? » 168167
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,060
?  نُقآطِيْ » عنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond reputeعنك has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

عنك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-11-18, 10:16 AM   #700

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل رووعة مسكينة ملاك صعب انها تعرف ان امها تركتها للوحوش واتزوجت وشافت حياتها ومافكرت ببنتها والان تعلم ولادها القرآن وذنب بنتها الي تركتها 😥 روووعة حقيرة اتمنى مايرجعها عامر ماتستاهل تكون ام وكمان تقول على ابنها الله يخليه لاهله وهي مين كمان انكرت ابنها وكأنه غريب خلي عزيزة تربيها .اما ناصر شكله مو هين ويستاهل كل الي تعمله فيه عزيزة شايف حاله احسن منها وحب يحرجها انها مو متعلمة حمار،خليه ينفلق ..متشوقين الاحداث الجاية ياريت تنزلي اكثر من فصل في الاسبوع ودمتي بخير 😘😘

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
جوهرة بني صخر،رحلة عذابي انا

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:26 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.