آخر 10 مشاركات
سيكولوجية المرأة (الكاتـب : Habiba Banani - )           »          اصديق (انت)ام عدو؟ (الكاتـب : مجهولة. القدر - )           »          قدرها ان يحبها شيطان (1) .. سلسلة زهرة الدم. (الكاتـب : Eveline - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          طلب مساعدة (الكاتـب : ام هدى وعدنان - )           »          طريقة سهلة لعمل صينية أرز معمر مصري بخطوات سهلة (الكاتـب : الماخيكو 123 - )           »          صفقة زواج (56) للكاتبة jemmy *كاملة* ...a marriage deal (الكاتـب : Jamila Omar - )           »          كُنّ ملاذي...! (92) للكاتبة: ميشيل ريد *كــــاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل تؤيدون استمراري في روايتي
استمر 9 100.00%
لا استمر 0 0%
المصوتون: 9. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree272Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-12-18, 08:53 AM   #921

جواهر بني صخر
 
الصورة الرمزية جواهر بني صخر

? العضوٌ??? » 426023
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 492
?  نُقآطِيْ » جواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond repute
افتراضي جوهرةصخري،رحلة عذابي انا


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غروب الشروق مشاهدة المشاركة
يعطيك العافيه
الأحداث جميله جداومعبره
ملاك الى متى حالها هكذا وزوج لايسأل
وحسبي الله على من رمى حقيبتها وأوراقها فيها
لامستي الواقع بروايتك الله يسعدك ونحن بانتظارك
الله يعافيك يا رب 😍😍

تسلمي ويسعدك ربنا 😚😚

اشكرك على مرؤؤؤرك ولك كل الحب والاحترام💖💖


جواهر بني صخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-18, 08:57 AM   #922

جواهر بني صخر
 
الصورة الرمزية جواهر بني صخر

? العضوٌ??? » 426023
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 492
?  نُقآطِيْ » جواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond repute
افتراضي جوهرةصخري،رحلة عذابي انا

ملاحظة هامة

) اتمنى من المتابعين للرواية اذا حصل خلل في النشر او عدم

ظهور الصفحات ابلاغي حتى اتدارك واعيد النشر 😚👍👍

واذا أي متابعة نشرت استفسار وفي الغالب ما انتبه عااااادي لو

تردوووووون عني والله في النهاية نحن أسرة ولكم مني جميعاً

كل الحب والاحتراام 🌹🌹🌹


جواهر بني صخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-18, 11:39 AM   #923

Quranlover2009

? العضوٌ??? » 389565
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 243
?  نُقآطِيْ » Quranlover2009 is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوهرةصخري مشاهدة المشاركة
يسعد صباحكم جميعاً بالخير والبركات

الفصل ان شاء الله بنشره اليوم بعد صلاة العشاء

كووووونوا معنا 😍😍😚😚💖💖
يعكيك العافية يا مبدعة يارب يكون الفصل فيه شوية أمل


Quranlover2009 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-18, 02:52 PM   #924

الماسه مياسه

? العضوٌ??? » 354894
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 775
?  مُ?إني » المدينه المنوره
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » الماسه مياسه has a reputation beyond reputeالماسه مياسه has a reputation beyond reputeالماسه مياسه has a reputation beyond reputeالماسه مياسه has a reputation beyond reputeالماسه مياسه has a reputation beyond reputeالماسه مياسه has a reputation beyond reputeالماسه مياسه has a reputation beyond reputeالماسه مياسه has a reputation beyond reputeالماسه مياسه has a reputation beyond reputeالماسه مياسه has a reputation beyond reputeالماسه مياسه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم أخواتي متابعات رواية رحلة عذابي انا معليش جوجو بعد اذنك بنسخن الروايه شوي ايش رأيكم بشخصية فارس والمنتحل لشخصية رداد هل هو شخص سليم من الناحيه النفسيه حسيت من بعض فقرات الروايه انه يعاني من مشكله ما يعني كرجل عنده نخوه ومروه اللي سواه مع ملاك غلط حتى لو بدافع الحب لم يعطيها قيمتها سواء بإخفاء شخصيته والعيش معها اذا كان الهدف حمايتها لماذايستغلها ويعاشرها معاشرة الأزواج واذا كان تغير هدفه واحبها لماذا لم يصارحها بحقيقته اعتقاده بانه سوى الصح بوضعها عند خالها وتحريصه الشديد عليها بعدم الخروج وهو يعرف الأحداث اللي ممكن تصير ليها فترة غيابه إفراط وتفريط يجب أن يعاقب عليه من ملاك رغم أني لا اساويه بشبه الرجال المدعوخالد

الماسه مياسه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-18, 06:48 PM   #925

ربيع العمر83

? العضوٌ??? » 436175
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 13
?  نُقآطِيْ » ربيع العمر83 is on a distinguished road
افتراضي

عطيكي الف عافية على الرواية الجميلة
بس احنا بدنا ملاك القوية الي راح توقف بوجه كل من ظلمها بدنا جانب مشرق من حياتها
بدنا بصيص أمل تقبلي مروري


ربيع العمر83 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-18, 08:31 PM   #926

جواهر بني صخر
 
الصورة الرمزية جواهر بني صخر

? العضوٌ??? » 426023
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 492
?  نُقآطِيْ » جواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond reputeجواهر بني صخر has a reputation beyond repute
افتراضي جوهرةصخري،رحلة عذابي انا

رواية " رحلة عذابي أنا "
الفصل : الحادي والأربعين
بعنوان #موجوع_قلبي

لم يتمكن من الذهاب لوحده أخذ معه أخيه أبو عبد الله اولاً ليسانده ويعينه في سرد الاحداث ولأن العميد محمود هو زوج أبنته ثانياً.
ابو عبد الله أكثر حرجاً منه فلا يريد لأسرار عائلتهم ان تخرج للعلن وخاصةً لأنسبائهم ولكن الظرف دقيق ومخاوف ابو طلال في محلها ولا بد من إعلام المباحث وطلب مساعدتهم.
استغربا كلاهما تواجد النقيب فهد فهما يريدان الموضوع سرياً دون نشره .
ابو عبدالله بوضوح ودون مواربة : ابو سيف نبغاك بموضوع فيه خصوصية اذا ممكن .
أبو سيف واضح على وجهه التعب والارهاق فهو لم ينم منذ يومين ويكثف البحث بالتعاون مع فهد عن أي خيط قد يقود الى ملاك (حتى قيدها المدني قام فارس أخفاءه بحيث لا يعلم أحد بزواجه منها ) ولكن دون فائدة ..
قال بعدم اكتراث : الموضوع اللي جايين عشانه ، النقيب فهد أكثر واحد يعرفه ومتابعه .
نظر الأخوان الى بعضهما بدهشة ثم الى العميد وعلامات التساؤل بادية على محياهما !
اكمل العميد كلامه بنبرة كلها أسى : للأسف نحن مثلكم نبحث عن ملاك وعاجزين عن العثور عليها .
تكاد الدماء تجمد في شرايين أبو طلال المكلوم : يعني بنتي جرى لها شي او أحد ممكن ...
قاطعه فهد بهدوء : نتمنى تكون بخير ولكن نحتاج منكم أي معلومة تساعدنا نوصل لها .
ابو عبدالله وهو لا يستوعب شيئاً وجه كلامه الى العميد : وانتم وش علاقتكم بملاك وليه تدورون عليها !
العميد محمود : بنتكم مواطنة عندها انتماء لأهلها ولوطنها جت وبدون خوف بلغت عن عصابة لترويج مخدرات خطيرة وساعدت بالقبض عليهم .
ابو عبد الله متفاجئ وأبو طلال وضع وجهه بين كفيه وقد تأكد من توقعاته وخوفه الأكبر أن يصدق آخر توقعاته : والعصابة درت ان لها يد بالكشف عنهم ؟
نظر العميد الى فهد وهو لا يقدر على الأجابة ؛ فأجاب فهد عوضاً عنه : أي نعم وعلى أثرها حاولوا قتلها لكن أحد عملائنا أنقذها وما صابها شي والحمد لله .
قام ابو طلال ودار في المكان بارتباك وخوف وهو يقول : زين لعاد وينها الحين ؟
فهد بكل صراحة : للأسف أختفت بعد الحادثة بأيام قليلة وللحين ما ندري وينها .
أبو طلال بخوف وألم : يعني احتمال العصابة خطفوها ؟
العميد : احتمال وارد وان كان ضعيف ؛ لأنها ودّعت أم عزمي بشكل اعتيادي وادّعت انها بتروح عند عم لها طلبها .
أبو عبد الله بغضب : وانت ليه ما خبرتنا من الاول وليه تغامر بسلامة بنية صغيرة بسوالفكم وبلاويكم ؛ انت ما تخاف من الله ولا تراعي حرمات الناس!!
العميد محمود وقف وبنفس نبرة عمه : كيف أخبركم وانتم تجحدوا وجودها من أصله ؛ هذي البنية من يوم أنقذت بنتي من الموت ولحد اليوم وبنتك حنين تنكر أي صلة قرابة بينها وبينكم وما تقول عنها الا خادمة والا تنكر يا عمي اني طلبتك بياناتها وانت أنكرت أنها من لحمك ودمك ومثلي بعد نواف ترجاك تعطيه اسم أهلها وأنت أنكرتها وأحقرتها والحين تلومني ... أنا اللي ناسي البنت او متناسيها أربع سنين وما أسأل عنها حية والا ميتة .... أنا اللي مخليها تشتغل عشرين شغلة بنفس الوقت حتى تأمن أكلها ولبسها ودراستها !!
وقف فهد واقترب من العميد حتى يهدئه ويجلسه فمهما كان لا يصح له رفع صوته على عمه ابو زوجته ولا مكاشفته بكل هذه الصراحة والتأنيب الشديد .
أبو طلال دفن وجهه بين كفيه ودموعه تتلاحق دون رحمةً بحاله ولا أحد يستطيع التخفيف عنه حتى أبو عبد الله سكت ولم يستطع الكلام فما قاله العميد صحيح وحصل ولا يمكن لأحد نكرانه .
النقيب فهد يحاول تدارك الموقف : المهم الحين نحاول نكثف جهودنا والبحث عنها وللأسف مع انها تعاونت معنا لكن ما يوجد لها صور شخصية او واضحة ؛ وأم عزمي أكدت لنا انها ما سبق لها ان تصورت وحتى المعهد والثانوية قالوا سلموها ملفها والصورة في المدرسة ما هي واضحة بالمرة ؛ أذا في عندكم أي صورة لها أكيد بتساعدنا بالبحث .
أبو عبدالله بشك : بسأل أم عبدالله وخالد بعد وان كنت بشك اننا ممكن نلاقي صور .
فهد نظر الى العميد باستنكار ثم سأل : مستحيل الا يكون في صور ولو بجوالات البنات والحريم او الحفلات والمناسبات او الطلعات والنزهات والأعياد والمناسبات العائلية !
أبو طلال أشار يطلب كأس ماء وسارع فهد لطلبه بينما هو فتح أزرار قميصه وهو يشعر بضيق في التنفس ؛ العميد محمود طلب الاسعاف وتم اسعافه بسرعة الى مستشفى الدكتور نواف ..

****

تقف بقرب تهاني بارتباك أمام هذا القصر الكبير الذي يشبه قصر جدها ومؤكد ساكنيه لا يختلفون كثيراً عن نوعية أهلها بتكبرهم وتعاليهم .
تبعت تهاني نحو المطبخ وهي تغطي وجهها فهذا ما عاهدت نفسها عليه ولن تترك نقابها ابداً ؛ دقائق من التوتر أمضتها وهي تنتظر عودة تهاني وبرفقتها سيدة راقية وأنيقة ؛ ليست صغيرة بالسن وأيضاً ليست بالكبيرة ؛ نحيفة ومبتسمة وتمشي بهدوء وتأنَّي وكأنها تعاني من شيء .
تهاني بحماس : هي دي البت نغم يا ست جليلة وانا متأكد انها حتعجبك وحيعجبك شغلها .
الست جليلة بهدوء : ارفعي نقابك يا نغم خلينا نشوفك .
رفعت ملاك نقابها باضطراب ونظرت لها جليلة بصدمة ثم وجهت كلامها لتهاني بعتب : يا تهاني البنت هذي صغيرة بالسن وجميلة وأنا بيتي كله شباب ما أبغى المشاكل .
تهاني بدفاع : يا ستي البنت دي متجوزة وجوزها مسافر وهي حتشتغل فترة بسيطة لحد ما يرجع جوزها بالسلامة وبعدين هي ملتزمة بالنقاب وتخاف ربنا ومش حتبات هنا حتروح معي رجلي على رجلها كل يوم وعلى كفالتي ولو حصل منها أي حاجة ابئي حاسبيني أنا .
الست جليلة واضح عليها عدم الاقتناع وتريد انهاء الموضوع بأي حجة وجهت كلامها لملاك : على كل حال أنا عندي عدد كافي من العاملات ومتى ما أحتجت أبلِّغ تهاني .
ملاك تشعر بخيبة كاملة لكنها لن تيأس لذلك قالت بقوة وتحدي : ست جليلة اذا سمحتي أعطيني فرصة؛ اليوم غداكم وتحلايتكم من تحضيري وشغل أيدي وان ما عجبكم ما عاد تشوفين وجهي خالص .
نظرت الست جليلة لها باستغراب من لهجتها ومن ثقتها بنفسها : انت بتتكلمي بلهجتنا !
ملاك بنفس القوة : انا مولودة وعايشة هنا طول عمري وحتى لو كنت صغيرة لكن انا عندي خبرة اكثر من خمس سنين في العمل وان شاء الله يعجبك شغلي .
الست جليلة يعجبها التحدي وأعجبها همة وشجاعة ملاك فردت بابتسامة : وانا موافقة والحين بعطيك المنيو لغداء اليوم لعشر أشخاص وان خيبتي املي تروحين بسبيلك من غير مطرود .
ثم نظرت الى باقي العاملات وبتعليمات واضحة : يا بنات اليوم نغم بتمسك المطبخ والمنيو ؛ مطلوب من الجميع تنفيذ تعليماتها وعدم التدخل في طريقة طبخها .... مفهوم ؟
أشارت العاملات بالأيجاب والطاعة بينما خرجت الست جليلة بنفس الهدوء تاركة تهاني تلطم على وجهها وهي تهمس لملاك : انتي هببتي أيه يا بت ! انت فاكرة العيلة ديت بيئبلوا بأي حاجة ! أيه اللي جرالك !
ملاك بابتسامة وهي تجهز بنفسها : ما تخافي علي ؛ انا قدها وقدود .
ثم التفتت لتتعرف على العاملات بسعادة فهذا عالمها الذي عاشت فيه منذ كانت في الثامنة ؛ تعرف كل خفاياه وطبائع قاطنيه وآلامهم ومخاوفهم وحتى غضب البعض منها بساعاتٍ قليلة تحول الى أخوة ومحبة صادقة ... هذه ملاك قد عادت الى عالمها الذي تعشق ....

*****

لا يدري لماذا قرر عمل زيارة مفاجئة الى المصنع واتجه مباشرة الى مكتبها يركض خلفه مدير المصنع يهلي ويرحب وهو لا يعبره .
لم يجدها هناك واخبره الموظفون أنها في أحد العنابر تتابع العمل ، شعر بالغيظ واتجه نحو العنبر ليجدها واقفةً عند احدى طاولات القص يحيط بها المشرفون والعاملات وهي تريهم كيفية قص القماش بأقصى أمكانية للتوفير وتقليل الهدر والكل يتابعها بتمعن وتركيز لدرجة أنهم لم يلاحظوا وقوف ناصر خلفهم ؛ فالست عزيزة لا تتساهل مع المخطئ ولا تعطي الكثير من الفرص .
شعور كبير بالضيق انتابه وهو يرى الرجال يركزون في متابعة زوجته وهي تعمل بجد وهمة واحياناً تنحني لتقص القماش وتثنيه أو تطويه ؛ للحظة شعر بأن قلبه هو الذي يطوى ويثنى وتملكته غيرة شديدة وتنحنح بصوته الجهوري المعتاد وكالعادة انتفضت عزيزة ونظرت له بلوم وكأنها تقول له : "انت نسيت ان نجمي خفيف وبساع اخترع"
نظر لها بابتسامة وكانه يقول : أي أدري وانا عمداً حبيتك تخترعين "
تركت عملها واتجهت معه الى مكتبها وفي أثناء سيرها اقتربت منها احدى الموظفات تحمل مغلفاً كبيراً وهمست في أذنها ثم أعطتها المغلف وابتعدت ؛ وما ان دخلت مكتبها حتى سارعت الى وضع المغلف في أحد ادراج مكتبها وأغلقت عليه بالمفتاح .
كل يوم يزداد غموضها واضح ان عندها أسرار تخفيها : مكالمات مجهولة ؛ ومغلفات غريبة ... هو لاحظ بسرعة ألمحيته اسم وائل حسان على المغلف ؛ من هذا وماذا في المغلف ! سيعرف حتماً ولكن بطريقته .
عزيزة بثقتها المعتادة وقد جلست بارتياح على مكتبها : غريبة وش سبب هذي الزيارة المفاجئة .
ناصر باستنكار : يعني ما هو من حقي أتفقد مصانعي وأشغالي !
عزيزة بابتسامة : طبعاً لك كامل الحق وهذي فرصة حتى تشوف التطوير والتحسن في جودة العمل وتقدر جهودنا .
ناصر يعجبه ثقتها ومتأكد من كفائتها وانجازاتها ولكن لن يشفي غليلها ويعلنها صراحة نكاية بها : أنا قررت تنتقلي للعمل بالشركة ومن هناك بتتابعي العمل .
عزيزة باستنكار لم يخف عليه : انا مرتاحة بالعمل هنا وما أبغى ارجع للشركة .
ناصر وقد بدأ يفقد هدوءه واتزانه : لكن انا ماني مرتاح وأريدك بالشركة .
عزيزة بتحدي : وممكن أفهم ليه ما أنت مرتاح وليه تبغاني ارجع الشركة !
ناصر بغضب : كذا بدون سبب انا قررت وبس .
عزيزة تكتفت : ما في شي بدون سبب واذا ما عندك سبب ماني بتاركة المصنع .
ناصر بغضب وبدون تفكير : ماني مرتاح لشغلك بعيد عني والرجاجيل حولك ووو... ثم تدارك نفسه وسكت ... ثم وقف وهو ينظر لساعته : الحين بروح عندي موعد هام ومن اليوم تجهزي كل ملفاتك وتداومين من باكر في الشركة وأنا بخليهم يجهزون الك مكتب .
وغادر دون انتظار ردها وهي تملكها الغيظ منه ومن تحكمه ثم تحول غيظها الى ابتسامة وهي تتذكر اعترافه لها بغيرته عليها .... همست بحنق : بعدك ما شفت شي يا أستاذ ناصر .....

*******

ازمة قلبية حادة ... هذا هو التشخيص الاولي وتم على اساسه عمل الأسعافات اللازمة ؛ الكل هب نحو المشفى عندما علموا بالخبر والألم يعتصرهم على حالته فالكل يدرك ان مصيبته بابنته كبيرة .
الدكتور نواف خرج وطمأن الجميع عن حالة ابو طلال وانه تعدى الأزمة بأذن الله ولكن يلزم عمل قسطرة مستعجلة للقلب وتركيب شبكات .
العميد محمود وفهد بقيا مع العائلة في المشفى حتى اطمئنا على سلامة ابو طلال وبالنسبة لأبي عبدالله فقد انفرد مع أبيه واخوانه وأبنائهم ليخبرهم بآخر ما اكتشفوه من معلومات عن ملاك واي منهم وان كان غاضباً من العميد محمود لكن لا يمكنه لومه فهم المخطئون اولاً وأخيراً .. هم من أهملوها وتركوها تخرج مذلولة مطرودة من بيوتهم ولم يسألوا عنها الا بعد فوات الأوان .... مما زاد الجميع هماً وغضباً وخوفاً على مصير درةٍ ثمينةٍ ما قدروها حق قدرها ....
الدكتور فيصل كان مشغولاً كذلك مع فريق المتدربين الجديد يعرّفهم على مهامهم وجدول عملهم ولم يفته التمنن عليهم بانتقائه لهم لتميزهم وكفائتهم سواء كانوا طلاباً او طالبات .
جميلة تهمس لرغد : للحين ما أصدق ان الدكتور فيصل اختارنا نتدرب بمشفاه ؛ كل الدفعة حاسدينا عالمشفى وعالدكتور فيصل .
كشت عليها رغد بغضب : الله عساه يرسبك بالتدريب وتصيري تولولين بدل ما أنت نازلة مدح وغزل .
جميلة بنغزة : هذي غيرة والا غيرة بعد !
قرصتها رغد بيدها قرصة موجعة جعلت جميلة تصرخ لا ارادياً والدكتور فيصل والطلاب حتى رغد نظروا لها بتعجب فقالت بترقيع : شفت شي يتحرك فكرته صرصور .
الدكتور فيصل باستنكار : مشفاي مستوى النظافة فيه عالي جداً واتحدى احد يشوف شي مثل كذا .
وأشاح بوجهه عنها وهي قد احمر وجهها خجلاً وتتوعد بردها لرغد التي تكتم ضحكتها .

****

ليس من السهل ان تعدي طعام لعشرة اشخاص لا تعرفي طباعهم ولا اهوائهم ورغباتهم في الأكل ولكن كل شيء عند ملاك يهون ؛ يزداد عليها التعب وتزداد عليها النغزات والألم ويزيدها الجوع تعباً ووهناً .. نعم الجوع ..... رغم كل هذا الطعام اللذيذ والاصناف المنوعة لكنها لن تمد يدها للقمة طعام فلا يحل لها ولن تدني نفسها ..اااه " آخر وجبة لذيذة تناولتها كانت في بيت خالها فيصل "
لكن لو بقيت عند فيصل فلن تحتمل رؤية أمها ... لن تحتمل ... ربما ستموت اختناقاً لأنها لن تتمكن من استنشاق الهواء الذي يجمعهما معاً ؛ فتلك التي أخلفت بعهودها معي وتلك التي رمتني للذل والعذاب ولم تفكر بالسؤال عني ....
تهاني تضع يديها على خدها انبهاراً وسعادةً بأتقان ملاك لعملها وبحماس : سناء ووفاء بنات الست جليلة جايات دلوئت يشوفوا عملتي أيه .
أمالت ملاك فمها بامتعاظ فلطالما كرهت بنات العوائل وتكبرهن وسوء معاملتهن والآن عليها الأحتمال من أجل قمة العيش .
دخلت فتاتان لم تنظر ملاك نحوهما وهما تنظران الى الطعام بتقييم وتشيد أحداهما به : يا سلام شو هالأصناف الروعة ؛ يسلموا الأيادي .
التفتت ملاك ببطء لتجد امامها فتاتان جميلتان ومتشابهتان قليلاً .. لا تدري لماذا شعرت بأنها تعرفهما او بانهما تشبهان شخصاً تعرفه ... لا تدري ربما مجرد أوهام .
نفس الفتاة بتسائل : انت الشيف الجديدة .
هزت ملاك رأسها بأيجاب ، فغمزتها البنت الثانية : شكلك بتعمرين عندنا ؛ اكلك طيب ولذيذ .
ابتسمت ملاك بامتنان وهي ترى الفتاة الاولى تمشي نحوها وللتو انتبهت أنها تعاني من عرج خفيف في قدمها ؛ مدت البنت يدها لملاك وصافحتها بحرارة : أنا سناء وهذي أختي وفاء بنرحب فيك في بيتنا وان شاء الله بترتاحين وتستمرين بالعمل .
وفاء بمزح : ما هو انت اللي تقررين لحالك يا ست سناء عندك الباشا واولاده الجفصين وزوجة أخيك أم بدر والا المغرورة آلاء اللي ما يعجبها العجب وكمان ست الحبايب اللي القلب عندها تعبان وما تتحملش اي أكل .
سناء بثقة : دام الأكل عجبني أكيد بيعجبهم اطلعي منها انت بس .
وبتذكر : انت حسبتي حساب ان أمي معها القلب وما تحتمل اي نوع طعام .
ملاك بنعومة : اي عملت لها أكل مخصوص بعد ما بلغتني تهاني .
الست جليلة دخلت المطبخ وباستعجال للعاملات لاعداد المائدة ثم بحزم لبناتها : الحين تركوا نغم تجهز الطعام لا تشغلونها عن العمل .
سناء بابتسامة : الله...... واسمك نغم ! وبتقليد : النهاردة يوم السعد يا جدعان .
الست جليلة تنظر للاصناف بأعجاب وباستفسار بدافع الفضول : انت اهلك هنا يا نغم ؟
ملاك لا تحب الكذب ولا تريد الكذب وتشعر بالحرج من استمرارها بالكذب ؛ اكتفت بالقول بغصة : جوزي غايب لأجل يأمن رزقنا وان شاء الله ما يطول الغيبة .
لاحظت عليها الست جليلة الضيق ولم ترغب بالالحاح عليها بالكلام ......

*****

عبد الله أوصل ام طلال الى بيتها لأحضار لوازم وملابس لابو طلال قد يحتاجها والحمد لله تمت عملية القسطرة بنجاح.
طلال رفض مرافقتها لا يريد مفارقة ابيه او الابتعاد عنه ولو للحظات ؛ يشعر بكبر همه ويتمنى لو يستطيع التخفيف عنه بأي شكل .. امضى الأيام الماضية يدور في الشوارع والأسواق والاحياء الشعبية ويتفحص بالوجوه باحثاً عن وجهٍ لطالما احتقره واشاح وجهه عن النظر اليه حتى بعد ان عرف بأنها أخته ؛ امه واخواته ملأن قلبه كرهاً وحقداً عليها وعلى أمها حتى ما عاد يحتمل سماع ذكرها مع انها بنفس عمره ربما لذلك لم يوفقه الله في دراسته وعمله وراحة باله ربما لان عدل الله يتجاوز مفاهيمنا الساذجة عن الانتقام والحساب .
والآن وقد تبين انها مظلومة وضائعة لا يدري أيلوم نفسه على أنكارها وتجاهلها أم يحتقر نفسه لتفريطه بمن تحتاج لأسرة تحميها وترعاها حتى لو اخطأت امها فما ذنبها هي كيف كانوا يفكرون أو بالأحرى كيف كان يفكر هو ..
طوال الطريق حاولت ثريا هانم أن لا تتكلم مع عبدالله فكما سمعت الكل يمدح بزوجته واخلاقها وتواضعها وثقتها وثقافتها العالية وعما قريب ستلد له ولداً لطالما تمناه يحمل أسمه ويفرح قلبه .
لكن في نفس الوقت هي لا تريده ان يطلق هبة ...هبة تحتاج لرجل مثل عبدالله عنده من الشهامة والمروة ما يكفي ليتغاضى عن أخطائها ولا تهون عليه عشرة السنين وهذا كفيل بأن يساعدها على تجاوز عثراتها ويساعدها على تجاوز ما مرت به من صعاب .
وصلت بيتها .. لن تضغط عليه وتطلب منه الدخول فلينتظرها خارجاً حتى تحضر الأغراض ما دام لا يريد ... فاجأها كلماته : اذا ممكن تبلغين هبة أني ابغى أشوفها اذا ما عندك مانع .
طبعاً لن تمانع وسترحب بقوة اشارت له بابتسامة لانتظارها بالمجلس بعد أن أكدت عليه أن هبة لا تعلم بما حصل لأبيها .
جلس بضيق ... كيف طلب منها رؤية هبة وماذا خطر على باله ليقول ذلك .. هل سامحها !! مؤكد لا .. فزلاتها لا تغتفر .. أم هو الفضول ليرى كيف أصبح حالها ؛ ام بقايا شوق وحنين ... معقول !! .. مشاعره مبعثرة ولا يدري عن شيء... ما حصل مع ملاك بعثر أفكار العائلة وقلب موازينها رأساً على عقب ... بعينيه رأى كيف تفعل الاحقاد بأهلها فمهما تضررت ملاك بسببهم هم يعانون الآن أضعافه وأولهم عمه أبو طلال .. لا يريد أن يظلم مثله ... ربما لا يريد هبة ولا تعني له شيء .. ربما اصبحت صبا ريحانة قلبه وجزءاً من روحه ولكن هبة أيضاً زوجته ومسؤولة منه ..
قطع أفكاره دخول فتاة بالكاد عرفها ؛ تبدو أكثر وزناً وامتلاءً ومع ذلك وجهها شاحبٌ ومصفر ؛ تتبعها أمها تسندها وتسيرها ؛ تبدو تائهة وشاردة ؛ تركتهم ثريا وهو يتمعن بها ولا يدري ما يقول ؛ قالت بهدوء دون النظر اليه : انت ليه تبحلق بي ! في شي غريب .
عبدالله ابتسم رغماً عنه : هذه عادتها ؛ لا تحب أن يطيل احد النظر اليها حتى لو كانت نظرة وله وعشق كما اعتاد أن ينظر لها وهي تزجره بنعومة .
صدمه سؤالها : صحيح مرتك بتخلفلك ولد قريب ؟
لا زالت لا تنظر اليه لكن أجابها : اي ان شاء الله عن قريب.
رفعت شعرها الخفيف والقصير وراء اذنها بيدها المضطربة وقالت : تدري أني أنا ما في أمل أحمل او أجيب اولاد بالمستقبل.
صدمة أخرى بكلامها داهمت مسامعه ..
اكملت بنبرة حزينة : يقولون من كثر حبوب المانع وبدون وصفات طبية سببت تكيس بالمبايض وصعب علاجها ... سببت عقم دائم .. يعني ما في أمل أكون أم .
لا يدري لماذا شعر بالأسى والقهر وبدون تفكير قال : كل شي بهالوقت له علاج وان ما كان هنا ببلاد برة ..
لأول مرة تنظر اليه وهي تمسك يديها لتخفف ارتجافهما وكأن هذا من الأعراض الارتدادية للأدمان وبابتسامة باهتة : فرق كبير بين أنك تحرم نفسك من نعمة ربنا وهبها لك وبين ان ربنا يحرمك منها ... ياما في حياتنا من نعم لأننا ما نشكر ربنا عليها ونجحد نعمه ننسى وجودها .... مثل الصحة ما نذكرها الا حين نمرض ... مثل الأمن وراحة البال ما تجي ببالنا الا لما نتوه بعالم الخوف والأدمان ..... ومثلك انت يا عبدالله .. انت نعمة ربنا وهبني اياها لكني جحدت هذي النعمة وأغفلت عنها لحد ما خسرتك ...
وقفت ووقف هو معها واتجهت لخارج المجلس وهي تقول : لا تربط روحك بي أكثر من كذا متى ما بغيت تطلق أنا ما أزعل ولا أعترض ...
خرج و الهموم تغزو قلبه وفكره ؛ لن يستطيع الاستمرار معها ولا يطاوعه قلبه بأن يطلقها ... تتناقضه المشاعر وتتشابك بأفكاره .... لن يفكر في شيء الآن سيترك الأفكار وقرارات الأمس للغد المجهول ...

****

صلاح يصفر بملل وهو يغلق هاتفه للمرة الثانية في وجه عبد العزيز .
يوسف بضحكة ساخرة : ههههه عالأقل عبِّر أخوك ورد عليه ما يصير تكنسل المكالمة .
صلاح بضجر : يعني تبغاني أسمع صراخه علي لأني تركت الشغل وشردت ، خله يولي ويرن لباكر ..
يوسف رأى البنتين اللتين شاهدهما بالامس وبفرحة : صلاح وربي ان هذيك البنت وقعت بشباكي شف شلون تناظرني وتبتسم .
صلاح : اي شايف ؛ لكن الحين بتشوف صديقتها الطويلة وش تساوي بها ...
وفعلاً ميسون شدت نوف من يدها نحو الليموزين لتركب وهي تشتمها وتهزئها كالعادة .
وقف صلاح بتأهب وهاتفه يرن ؛ ويوسف باستهجان : علامك فزَّيت !! الحين صار عبد العزيز يخوف !!
صلاح بحب : وانت الصادق هذي نبع الحنان ما أقدر اتجاهل تلفونها ربي يحفظها .
وسار مبتعداً ليرد على أمه التي تستعجله للغداء واتجه ليركب سيارته مشيراً ليوسف بالوداع ..
أمه أكثر انسان يحبه بالوجود مع انها افرطت بدلاله... يصيع ويضيع ويمضي وقته بمطاردة الفتيات من باب التسلية فقط ولا يكترث لهن او يتعلق بأي منهن مجرد تسلية لا أكثر ، لا يهمه في الحياة الا وجود امه فيها فهي تعاني من مرضٍ بالقلب وتتعب بسرعة وهذا يجعله بخوف دائم من فقدانها ...
دخل البيت بحماسه المعتاد وهو يركض جهة أمه لأحتضانها وينظر بعد ذلك بامتعاظ الى سناء ووفاء المبتسمتان دائماً وهو لا زال محتضناً أمه : بالله عليكم معقول هالقمر هذا يخلف الجواكر ذول .
سناء تضحك ووفاء تعترض بشدة : اذا احنا جواكر وش تطلع انت يا وجه البوم .
ينظر لأمه باستنكار : يما صدق انا وجهي وجه بوم !!
الست جليلة تكش على وفاء بغضب : الحين باجيك بالعصاية يا وجه العنز ؛ دشري ولدي عنك توبه جاي من الدوام وتعبان.
ارادت وفاء ان ترد ولكن اسكتها نزول أخيها أبو بدر وزوجته من جناحهم لمشاركتهم الغداء فاكتفت بالأشارة بتهديد لصلاح الذي استمر بتحريك حواجبه وأغاضتها .
ابو بدر قبَّل رأس امه باحترام وسأل : وين الوالد الله يحفظه ما أشوفه ؟
اجابت أمه : تلقاه بمكتبه ينطر حضور الجميع للغدا .
صلاح بملل : ومين اللي مأخرنا وبعده ما جا ؟
داهمه صوت غاضب من خلفه : في اللي على راسه كل الشغل واخوه تاركه يدير الشركة بروحه عشان يتصيع ويتهمل .
صلاح باعتراض : يعني يا أستاذ عبد العزيز لما أرافق صديق بحاجتي بكون بتصيع واتهمل ... بس بقول لنا رب .
عبد العزيز يوجه كلامه بعصبية لأمه : شايفة شلون الدلال خرَّب ولدك .... والله انه ما يصلح أجير بمخبز والا ببقالة .
وفاء ضحكت بصوت عالي وتضرب كفاً بكف : أي والله بهذي صدقت ههههه .
أخرستها نظره من أمها وأخوانها وسناء تنظر لها بشماتة لانها دائماً تحرج نفسها بالمراددة مع صلاح .
صوت الأب دفع العائلة جميعاً نحو غرفة الطعام وجلس الأب بهيبة يحيطه أبناؤه باحترامٍ بالغ وهو ينظر لهم ويتفقدهم وبحنانٍ : وينها آلاء ما أشوفها ؟
صوت ناعم يسبق صاحبته دخول الغرفة : أنا هنا يا بابا ؛ هذي جيتي من الجامعة .
ابو تركي : الله يعطيك العافية تعالي واتغدي .
آلاء ترمي كتبها جانباً وبقصد : بروح بغسل أيدي أول ولو أن بعض الناس اللي يتسكعون قدام الجامعات روَّحوني معهم كان ما تأخرت .
صلاح نسي نفسه وبضيق : ما شاء الله عنك تبغين أركبك معي قدام ربعي يل ما تستحين !
نظر له أبوه نظرة بمعنى حسابك بعدين .
بدأ الجميع بتناول الطعام بشهية والكل يمدح بالطعام وفخامته وطيبه
... يا سلام وش ذا الزين من زمان عن هالطبايخ السنعة
... والله الشوربات لحالها لها نكهة غير
... أقول هذي السلطات عربية والا غربية
... لا تكثرون ترى الشيف الجديدة عاملة كوكتيل حلويات شي رهيب
وفاء كعادتها تستعجل بالكلام : تعالوا وشوفو الشيف بروحها تقول قطعة من القمر ونزلت عندنا .
الصمت ساد الأجواء بعد كلماتها وأمها تشير لها بلوم شديد فكلامها لا يصح .
صلاح يصفر ويتنهد : أويلااااااااه ذبحني العطش ابي موية .
وقام ليذهب للمطبخ ولكن أمه نادته بحزم : أجلس يا صلاح والموية قدامك اشرب وانت ساكت .
صلاح بمزح : والله ما اقدر اسكت يا أم تركي تراااه قلبي هف هفة مقيط ورشاه ..... يا حلاته هالطباخ ما شفت مثله.
آلاء تكلمت بغصة : لو كان فارس هني كان عجبه الأكل حيل هذا الطعام اللي يحبه قلبه .
الكل صمت واتجهت الأنظار الى أم تركي التي ما أن تسمع اسم فارس حتى تنهال دموعها دون توقف ؛ فاختارت الانسحاب عن مائدة الطعام بهدوء .
عبد العزيز بغضب : وانت يا لطيف ما تعرفي تقولي كلمة خير أبد ؛ ما عندك الا البؤس والنكد .
أبو تركي من جديد أسكت الجميع بنظراته الحادة فهو رجل عسكري سابق له هيبته ومكانته ودائماً ما كانت نظرة منه تسكت الجميع وتفرض أحترامه.....

******

اسلام منسجم في عمله ببرمجيات خاصة بفاقدي البصر عندما جاءته مكالمة ..
معاذ : أخ اسلام أنا معاذ ابو نور وبغيتك بسؤال ؟
اسلام بتوجس : اتفضل انا اسمعك .
معاذ بقلق : تقدر تفيدني بمعلومات عن سبب ترك بنتي للعمل في شركتك وتركها للبعثة الدراسية ؟
اسلام تتقلب عليه المواجع والأحزان فأجاب بأقتضاب ليخفي ألمه : كأني سمعت انها تزوجت عشان كذا تركت العمل .
معاذ أصابته الصدمة وبحرقة : انت متأكد؟
أسلام بقهر : أي متأكد.
أغلق معاذ الهاتف والصدمة تلجمه عن أي كلام " معقول بنته نور متزوجة ! طيب وينه زوجها وليه عايشة مع أمها وش في بعد أسرار ما أدري بها .
قطع أفكاره مكالمة من زوجته السابقة نرمين
رد عليها باحترام فهم بالنهاية انفصلوا بالأتفاق ؛ لا هي تحملت كثرة تشدده وشكوكه الغير معقولة ولا هو تحمل حريتها الزائدة في حياتها وسلوكاتها .
نرمين بضيق : هيدي علاء مجنني بدو يسافر مع رفئاته برحلة لبرلين وانت بتعرف شو بخاف عليه .
معاذ بحزم : علاء بعده صغير وما يجوز يسافر بروحه ؛ اذا بيروح معه أيهاب به ونعمت والا ما في روحة ؛ قوليله ابوك الحين بيسحب بطاقاتك واشوف عاد شلون بيسافر .
أغلق معها المكالمة واتصل مع أيهاب يوصيه بأخيه خيراً وعدم تركه لأي سببٍ كان..
ثم خطرت على باله فكرة فاتصل مع أم عزمي وسألها عن حقيقة زواج نور ؛ فأخبرته بملكتها على ابن عم زوج خالتها واسمه بندر ويعمل بالخارج وان زواجهم سيكون بالصيف القادم .
وهو بالمقابل أخبرها بأنه عمل حساب لنور بالبنك ووضع به مبالغ كبيرة وسيسلمها البطاقات المصرفية لتعطيها لنور وانه سيقوم بشراء منزل فخم ويسجله بأسم نور ليكون لها ولأمها ...

****

الفضول وحب الجميلات دفع صلاح لدخول المطبخ في غفلة عن الجميع ليتفقد القمر الذي تحدثت عنه وفاء ؛ أغلب العاملات يعرفهن جيداً .. وفي أحدى الزوايا تقبع فتاة مؤكد هي... وهو الخبير الفطين .... تغطي وجهها وتجلس بخشوعٍ يخالطه التعب وتمسك بيدها بمصحفٍ صغير وتتلو كتاب الله بخشوعٍ تام منعزلةً عما حولها ... شعر صلاح بهالة ربانية رحمانية تحيطها وكأنها غلافٌ يقيها كل ما حولها من أشعاعات نظرات الخلائق الضارة والمستبيحة للمحارم والجسد ... هالة من الوقار والعفة لها شعاع بقوته يطهِّر قلوب المحيطين فتجفو غرائزهم عن اقتحام خصوصيتها وطهرها وعفتها .
غادر المطبخ مسرعاً وقد عزم على أحترام هذه اللؤلؤة المكنونة في سترها والمتوَّجة على عرش النقاء والطهر .
الشباب يخطؤون ويميلون بغرائزهم حد الأنحطاط بالقذارة واتباع الشهوات .. ولا عذر لمن يهتك ستر القوارير أو اي مبرر .. ولكن أليس لك يا بنت حواء هالة من الوقار أوجدها الله لك واخترت نزعها من غير ندمٍ او تفكير .. هالة قوامها كتاب الله وعمادها حفظ الصلاة وأركانها حجابٌ ودعاء وتحصينٌ لحواسٍ تقتضي مهامها التواصل مع العالم بخيره وشره ...ووجاؤها صومٌ خالصُ لله لا يشوبه رياء .... ادفعي بالتي هي أحسن ولا تكوني الا عوناً لهم لتجاوز وساوس أبليس وتلبيسه للمنكر بثوب الحرية والأنفتاح...
توجه الى جناح أمه ليجدها لا زالت تبكي ألماً وشوقاً لأبنها المغامر المغادر دائماً دون رأفةً بحال أمه المتعبة ؛ جلس معها طويلاً يحدِّثها ويضحكها حتى تحسنت حالها ثم غادر كعادته يبحث عن التسلية برفقة أصدقاء الجهل والضياع..

***

لم تأكل شيئاً ولم تر الست جليلة بعد الغداء لتخبرها رأيها بالطعام ؛ فقط سناء جاءت وشكرتها بحرارة على تميزها في طهي الطعام وأعداده ؛ هذه البنت غاية بالرفق واللطف والرقة لا تصلح بأن تكون من البنات الغنيات المتعاليات المتكبرات .. سبحان الله كم تفرق عن بنات عمها !! حتى وفاء كتلة من الرفق والحب والحنان ... معقولة هذي العائلة تشذ عن قاعدة العوائل الغنية !!
تهاني سبقتها بالمغادرة وهي تحمل ما استأذنت بأخذه من طعام لأبيها واولادها وكلها فخر بانه من اعداد ملاك الرائعة .
الى متى تنتظر ! واضح أن الست جليلة نسيتها .
ناداها أبو تهاني حتى تعاود معه في سيارة الطلبات الخاصة بالعائلة فقامت منهكة وبأمل أن تعود في الغد من جديد ودموعها تنساب من تحت غطائها تناجي البعيد ...
"متى تطلع يا الغالي .. لو بيدي أطوي الأيام أو أغمض عيوني وافتحها وانا بين أحضانك أناجيك ... اشكي همومي وأوجاعي وابكي من فرحة لقاك وأنا بعد ربي راجيك "
أما أم تركي فكأن ابنها البعيد شعر بأرواح تناجيه .... ارواح تقاربت وهي لا تدري بقربها ... زوجة وأم كلتاهما تعاني أوجاع الجسد وأوجاع الشوق للغائب البعيد .
أسرع ليطفئ بعض شوقه ويكلّم أمه ويشكي لها شوقه ووحدته في غربته ويريح قلبها المتعب من قسوة الدموع والأنتظار ..

****

للأسف تهاني لم يخطر ببالها ان لا تأكل ملاك في القصر فلم يبقى من الطعام الا حصة العجوز المتعب وكان يأكل باستمتاع وهو يشكر ملاك على ابداعها وهي تكتفي بابتسامة ولا تبدي ما في داخلها من ضيق .
تهاني تتكلم بحماس لنغم عما حصل في القصر : والا أم بدر جت وتشكر وتشكر في البت ملاك وتحقق معاها ازاي تعلمت تعمل الحلويات اللزيزة دي .
ملاك باستفسار وقلق : يعني الست جليلة وافقت اني أشتغل عندهم ؟
تهاني بضحكة : امّال .... وانت تئدري تطلبي المرتب اللي تعوزيه ، ما حدش حيئول لأ.
ملاك وضعت يدها خلف ظهرها بتعب : طيب ليه ما جت وبلغتني بهالكلام !
تهاني بتفكير : أنا سمعت البنات بيئولوا انها تعبت وما كملتش أكل معهم ؛ يمكن عشان كدا .
ثم أكملت وهي تنظر الى ملاك باستغراب : انت أيه اللي يوجعك بالزبط ؟
ملاك اعتدلت بجلستها : والله مدري كل شوي الوجع بمكان لكن أكثر شي بيتعبني نغزات في صدري .
تهاني بحزن : في عيادة طبية بآخر الحي دا بتعالج مجاناً كل آخر أسبوع حأخدك عليها وتطمني بأزن الله .

******

بينما فاطمة يشغل تفكيرها فهد وسبب أنقطاعه عنها حتى رسائل ما عاد يبعث .. تأتيها رسالته المقتضبة " السلام عليكم انا الليلة بزوركم بأذن الله بعد المغرب "
نظرت الى الساعة وبخوف : ما ظل وقت ؛ وقامت كالمجنونة لتجهز نفسها ثم تذكرت انها لم ترد على رسالته فعادت تركض وأمها تبتسم من حركاتها المضحكة .
تتزين او تلبس او ماذا تفعل ! بل من اين تبدأ ؟ وينك يا عزيزة تنجديني ؟
سارعت لتتصل بعزيزة بارتباك : عزيزة قوليلي وش أساوي والله مرة مرتبكة .
عزيزة تبتسم وهي تجدل بشعر دالية : اسمعي البسي الفستان الموف اللي شريناه واستعملي الميك أب الليلك من لوريال وخله خفيف ناعم وشعرك سيبيه يغطي كتفك والبسي الصندل المشبك الطويل ؛ كذا بيكون اجمل وأرقى
وما تنسي رشة عطر خفيفة ؛ لا تكثري بتدوخين الرجال ونبتلش بيه ههههههه.
أغلقت الهاتف مبتسمة دون أن تلحظ وجود ناصر في الصالة بقرب غرفة دالية ويستمع كلامها واسلوبها المضحك ودون أرادة منه يبتسم ويتمنى لو تخرجان للجلوس معه فهما من بعد الغداء دخلتا غرفة دالية وتركتاه وحيداً .
نادى : دالية ... دالية
دالية بنعومة : نعم يا بابا
ناصر بقصد : تعالوا أجلسوا معي بالصالة .
دالية ترد : مشغولين يا بابا روح اتسلى عند عمي سليمان أحسن ما تظل لوحدك .
ضحك ناصر من كلماتها فهو كان دائماً عندما تشتكي له من الضجر يقول لها " وش رايك اوديك عند عمك سليمان تتسلين مع اولاده "
قام ناصر وفتح الباب وجلس مقابلهما ويناكف بابنته الشقية : كذا بتصرفين بابا حبيبك ما تبغينه معك بالبيت !
قامت دالية وجلست بحضنه لتراضيه : لا بابا ما قصدي ؛ لكن انت وخالتي عزيزة ما تحبون بعض وما تتكلمون سوا قلت بأقترح عليك تروح عند عمي سليمان تتسلى .
نظر ناصر بأحراج الى عزيزة التي أشاحت بوجهها عنه وتلهي نفسها باللعب بجوالها محاولةً عدم الإكتراث .
وهمس بأذن ابنته بكلام لا يريد لعزيزة أن تسمعه....
حتى جاء صوت رسالة على هاتفها وواضح عليها التركيز في قرائتها ثم ردّت عليها بتأني وناصر يأكله القهر يحاول أن يعرف ما الذي تخفيه زوجته او مالذي يشغل بالها وهو لا يدري عنه !!

***

كما في الخطوبة تشعر بالأحراج والتوتر ولكن هذه المرة يخالطه شعورٌ جديد يجمع بين الشوق والإضطراب .
سلّم عليها وجلس وتجرات لترفع عينيها بنظرة خاطفة نحوه ، أنيق كعادته وان كان يبدو عليه التعب ؛ ما بين مجاملات أمها واحاديث راشد المملة يمضي الوقت وجزء في داخلها ينتظر اللحظة التي يجلسان بها معاً ولوحدهما دون عزول ....
احمرَّ وجهها من الفكرة وهي تعاتب جرأتها بل وقاحتها ان صح التعبير ....
غادرت امها وأخوانها وهي بقيت على حالها وتوترها يزداد .
تفاجأت لانه لم يأت ليجلس بقربها كما في المرة السابقة مع أنها الآن أكثر تقبلاً له ولقربه بل ... لحبه .
باتت تدرك الآن مشاعر الحب والغرام وينبض قلبها بها ومن يحب يطلب المزيد من محبه ليغدقه عليه شوقاً وتعلقاً فيقابله دلالاً وتمنعاً ؛ لكنه للآن لم يحرك ساكناً بل تكلم بكل جدَّية وصوته واضح فيه التأثر والتعب : فاطمة أبغى أسألك عن شي واتمنى تجاوبيني بصراحة .
رفعت رأسها وقد اربكتها جديته ؛ ليكمل هو بوضوح : صديقتك ملاك تدرين وين أراضيها ؛ عندك أي خبر أو معلومة عنها ؟؟
شعرت بالدنيا تدور من حولها وبساتين الحب اليانعة في قلبها تحترق وأحلامها الوليدة تدفن أمامها ... هكذا أذن !! صدق حدسها وتوقعاتها ؛ هو لا يحبها ولا يريدها وربما لن يتمّ زواجه عليها ، هدفه الوحيد ملاك هي عشقه وغرامه ...
تملكها الحنق والقهر ولكنها تماسكت ؛ رفعت رأسها نحوه وبثباتٍ زائف : ليه تسأل عنها ؟
فهد وعنده أمل أن تعرف فاطمة شيئاً عنها : أهلها يدورون عنها وحالهم صعبة ما يعرفون عنها شي .
شدت على أسنانها وهي تكتم صرخة تكاد تخرج من داخلها وتنفجر بوجهه " أكيد وواضح انت اللي حالتك صعيبة "
كتمتها بصعوبة وقالت بصوت مخنوق : أبد من طلعت الحوش ما أدري ولا أعلم عنها شي .
ظهرت علامات الخيبة على محياه بعد أن كان هناك بعض الأمل ولكن ما باليد حيلة " وين بتكونين الحين يا ملاك وش هي حالتك وأحوالك ؟"
قام واستأذن بالخروج وهي جلست بخيبة وألم وانهارت مستسلمة لدموع لم تقو على حبسها أكثر ؛ وضعت يديها على صدرها محاولةً تخفيف آلام صدرها المجروح وأي جرح وأي ألم .... هي طعنة وجهها هذا المجرم الى قلبها النابض حديثاً بمشاعر صادقة نقية طاهرة أصابتها ببراعةٍ فلم توقف نبضها فقط بل قتلها ببرودٍ واقتدار .

****

بعض الراحة تسللت الى قلبها عندما أستقبلتها أم تركي بابتسامة وطلبت منها مهام محددة تقوم بها كل يوم وهي وافقت بحماس " أخيراً بشتغل وأنا مرتاحة ".
دخلت سناء على استعجال وقبَّلت أمها ولم تنس ان تسلم على ملاك وتقول لأمها بنشاط : أخيراً الأجازة خلصت وبرجع دوامي .. يعيش الدوام يعيش ... وأسرعت بالخروج وأمها تتأمل مشيتها بحزن .
ام تركي بابتسامة حزينة : سناء خريجة تأهيل وعلاج طبيعي وتعمل بمركز تأهيل مع أنها ما هي بحاجة لكن تقول العمل عبادة .
لا أرادياً تعود ملاك لمقارنتها مع بنات عمها اللواتي يحملن جميعهن شهادات جامعية لكن ولا واحدة منهن تعمل بشهادتها وكأنها ديكور أو من مستلزمات المكانة الأجتماعية .
تابعت بأنصات تعليمات أم تركي وكلها همة للعمل والأنجاز .

******

تقرأ سناء بتمعن ملف الطفل عادل الذي سيبدأ اليوم أولى الجلسات العلاجية ؛ ومع كل كلمة تقرأها تشعر بالأسى لحالته فهو لن يسير بشكل طبيعي في قادم أيام حياته وهذه أقدار كتبها خالق الكون على خلقه لا يملكون الا الرضى والصبر فينالون المكانة العالية عند خالقهم او لا سمح الله يسخطون ويعترضون فيخسرون الدنيا والآخرة .
بدأت تجهز الأدوات وبرنامج العمل واستقبلت الطفل الذي تحتضنه جدته بحب وحنان وتناولته منها .
من اول نظرة لهذا الصغير وقعت في حبه خاصة عندما ابتسم في وجهها ؛ ما أجمل براءة الأطفال وما أنقى أرواحهم .
قطع انسجامها صوتٌ رجوليٌ خشن يسأل عن العلاج وبرنامجه وكيفيته ..
لا تستسيغ الحديث مع الرجال ولا ترغب بمحادثته ؛ خاطبته بحدة : عندك طبيب المركز يشرح ويوضح كل شي يتعلق بالعلاج .
تفاجئ عامر من ردها وكاد يرد بغضب لولا أن أمه نظرت له برجاء فقام بضيق باتجاه طبيب المركز يستفسر عن علاج ابنه .
حملت سناء عادل الى غرفة العلاج برفقة أم عامر وهي تشرح لها بالتفصيل عن العلاج وأساليبه ومدته وعامر يأكله الغيظ منها ما دامت تعرف كل شيء لماذا لم تجب على أسئلته !! لكنه سرعان ما عدَّل ملامحه عندما رآها تعرج في مشيتها .....

******

ام عزمي تراجع بعض الحسابات مع نور وقد أخبرتها بما قاله معاذ عن البيت والحسابات البنكية لها ؛ نور تشعر بالضيق من أبيها ولا تكاد تطيقه ولكن ما يضايقها أكثر هو هذا الخطيب الذي فُرِض عليها ويدق على هاتفها منذ الصباح دون ملل رغم أنها لم ولن تفكر بالرد عليه أبداً .
أم عزمي باستغراب : منو هاذ اللي كل شوي يدق !
نور بقهر : هذا عريس الغفلة فاضي بال ويبغى يتسلّى .
ام عزمي بتذكر : صحيح أبوك سألني عن زواجك ومبين عليه ما عجبه الأمر .
نور باستهزاء : لا والله يطلعله يعجبه او ما يعجبه وكأني بأسمح يكون له دور في حياتي .
أم عزمي بحكمة تنصحها : يا بنتي الأب بيظل أب وما في مثله سند للبنت من جور الأيام واللي تفهم وبراسها عقل ما تقطع حبال الوصل مع أبوها لأنها بكذا تحرم نفسها من الحماية والأمان .
نور تفكر بكلامها ولأول مرة يخطر على بالها فكرة لم تكن لتفكر بها أبداً لولا كلام أم عزمي وتنبيهها .

*******

منال غارقة في دموعها ، اولادها لا يعرفون ما بها وزوجها ليس بيده شيء للتخفيف عنها ، عرض عليها العودة للبلاد ولكنها رفضت ، لن تخالف قرار أمها وهي أخيراً وبعد سنوات طويلة نالت رضاها وليس بعد رضا الأم بابٌ للجنة .
تجول بالبيت كأنها تبحث في ثناياه عن ملاك وتتفقد الهاتف كل دقيقة لعل رسالة او خبر يفرح القلب ويجبر الخاطر ، تنام في بحرٍ من المخاوف فتصحى بعد دقائق تائهة وتنادي على ابنتها الضائعة ... تهرع الى كتاب الله لتجد فيه السكينة وراحة البال .... قيام الليل وصلاة تهجدٍ ملؤها الدموع والتضرع بحفظ ملاكها وكلها ثقة برحمة الله ولطفه.
في محنتها كلهم تخلوا عنها الا هي ، تذكر عندما كانت تبكي بغرفتها بالساعات فتأتيها ملاك لتمسح دمعتها وتحتضنها لتخفف عنها ، كانت تراها طفلة غاية في الجمال والذكاء وسرعة الألمحية ؛ تذكر انها ربتها واحسنت تربيتها وزرعت فيها الخصال الحميدة وتستغل كل لحظة لزرعها فيها فهي لا تدري متى سيحين الوقت وتضطر لأرجاعها الى أهلها ، لا تريد أن يطالها العار الذي لحق أمها وتعلم يقيناً ان أمها لن ترضى ببقاء ابنتهم عندها .
كانت ملاكها تشكو لها عدم مقدرتها على النوم بسبب بكاء امها المستمر طوال الليل فتقول لها منال بقلة حيلة : تخيلي روحك في غرفة لها جدران سميكة وما تسمعين أي صوت أبد .. ولأنها طفلة صدقت أمها فالأم كلماتها مقدسةٌ مصدقة تحفر في الذاكرة ... ولأنها ذكية دربت نفسها أن تنام ولا تستوعب شيئاً مما حولها ... ولأنها ملاك أصبح نومها ثقيل فجدران نومها سميكة كي لا تسمع بكاء أمها في الليالي الموحشة ....
استيقظت على صوت سعال ابي تهاني ، وأسرعت بأيقاظ تهاني لتعطي علاجاً لأبيها ؛ تستغرب لماذا لم يعد نومها ثقيلاً بل غدت تستيقظ لأي حركة او همسة ، ربما هو الشعور بعدم الأمان او بسبب التعب والأرهاق او تلك النغزات البغيضة ... لا تدري ... المهم عليها ان تعاود النوم فبالغد ينتظرها يومٌ شاقٌ ومتعبٌ وطويل ...

******

عزيزة مثل كل يوم توصل دالية الى مدرستها وتمضيها بمراجعة دروسها والأحاديث المنوعة معها .
دالية كمن تذكر شيئاً : تدرين بابا أمس خبرني سر .
عزيزة بابتسامة : أدري ما أنا شفته يهمس لك بالكلام
دالية : ما تبيني اعلمك بالسر اللي بينا.
عزيزة بتحريص : لما يكون في سر بينك وبين بابا لا تبلغينه بأحد ماشي .
دالية بأحباط : ماشي
اوصلتها عزيزة الى فصلها وتحدثت مع معلمتها ثم أقتربت منها كالعادة تودعها بقبلة .
احتضنتها دالية وهمست بأذنها ما لا تستطيع أخفاءه في قلبها هذه الطفلة الصغيرة : بابا يقول انه أهو كمان يحب الخالة عزيزة .
وقفت عزيزة مصدومة مرتبكة لسماع كلمات كانت تدري أنها ستجعل ناصر في النهاية يقولها ومن كل قلبه .....
.
.
.
.

انتهى الفصل
نلقاكم الأربعاء القادم بأذن الله في فصل جديد


جواهر بني صخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-18, 11:11 PM   #927

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

فرق كبير بين أنك تحرم نفسك من نعمة ربنا وهبها لك وبين ان ربنا يحرمك منها ... ياما في حياتنا من نعم لأننا ما نشكر ربنا عليها ونجحد نعمه ننسى وجودها .... مثل الصحة ما نذكرها الا حين نمرض ... مثل الأمن وراحة البال ما تجي ببالنا الا لما نتوه بعالم الخوف والأدمان ..... ومثلك انت يا عبدالله .. انت نعمة ربنا وهبني اياها لكني جحدت هذي النعمة وأغفلت عنها لحد ما خسرتك

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 12-12-18, 11:12 PM   #928

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

لشباب يخطؤون ويميلون بغرائزهم حد الأنحطاط بالقذارة واتباع الشهوات .. ولا عذر لمن يهتك ستر القوارير أو اي مبرر .. ولكن أليس لك يا بنت حواء هالة من الوقار أوجدها الله لك واخترت نزعها من غير ندمٍ او تفكير .. هالة قوامها كتاب الله وعمادها حفظ الصلاة وأركانها حجابٌ ودعاء وتحصينٌ لحواسٍ تقتضي مهامها التواصل مع العالم بخيره وشره ...ووجاؤها صومٌ خالصُ لله لا يشوبه رياء .... ادفعي بالتي هي أحسن ولا تكوني الا عوناً لهم لتجاوز وساوس أبليس وتلبيسه للمنكر بثوب الحرية والأنفتاح

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 12-12-18, 11:14 PM   #929

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

متى تطلع يا الغالي .. لو بيدي أطوي الأيام أو أغمض عيوني وافتحها وانا بين أحضانك أناجيك ... اشكي همومي وأوجاعي وابكي من فرحة لقاك وأنا بعد ربي راجيك

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 12-12-18, 11:20 PM   #930

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

وهذه أقدار كتبها خالق الكون على خلقه لا يملكون الا الرضى والصبر فينالون المكانة العالية عند خالقهم او لا سمح الله يسخطون ويعترضون فيخسرون الدنيا والآخرة .

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
جوهرة بني صخر،رحلة عذابي انا

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:21 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.