آخر 10 مشاركات
نوفيــ صغار أسياد الغرام ـلا -قلوب زائرة- للكاتبة الآخاذة: عبير محمد قائد *كاملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          18 - بين السكون والعاصفة - كاى ثورب - ع.ق ( نسخة اصلية ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          1027 - القدر المشؤوم - سالي وينتوورث - د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          سَكَن رُوحِي * مكتملة **مميزة** (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )           »          لهيب عاشق-قلوب أحلام زائرة- للكاتبة الرائعة::هبة خاطر *كاملة+روابط* (الكاتـب : noor1984 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-08-18, 03:14 PM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 فإمّا عظماءٌ فوقَ الأرضِ أوعظاما في جوفِها /لـ The stranger، مبنية على أحداث واقعية






بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية
فإمّا عظماءٌ فوقَ الأرضِ أوعظامًا في جَوفِهَا ..
مبنيّة على أحداثٍ واقعيّة
للكاتبة /The stranger




قراءة ممتعة للجميع......





التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 09-08-18 الساعة 12:39 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-18, 03:28 PM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

بِسْمِ اللهِ الرّحْمنِ الرّحِيمِ



بعد تفكير طويلٍ وتسويفٍ أطول .. قررت إخراج ما حُبس بالذاكرة ..

وكما قيل:

"الذكريات مفتاح المستقبل , لا مفتاح الماضي." - وودرو ويلسون










التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 17-08-18 الساعة 10:27 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-18, 03:30 PM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الأول

١٩٩٤ بـ "صالة البيت" الساعة السابعة صباحًا

أمي الحنون، أرى حنانها وهي تلعب معي لعبة السمك التي تصدّرت كل اللعب في المتاجر آنذاك، تلك التي يتنافس فيها اللاعبون على صيد أكبر عددٍ ممكنٍ من السمك التي تدور بسناراتهم ، وصوت الشيخ "علي الحذيفي" يصدح من التلفاز على القناة السعودية الأولى مبتدئةً بثها الصباحي بتلاوته، الممزوجة برائحة الخبز الذي تعدّه أمي للإفطار.

لم أكن أعي كثيرًا مما يحدث أمامي، ولكن الآكد أنني أشعر أننا لا نعيش حياةً طبيعية، أرى والدي يضرب أمي كثيرًا ويشتمها وهي تبكي، ولا ينامان في غرفةٍ واحدة .. لا أعلم ولكنني أجد متعتي في اللعب وشراء "بفك" من بقالة الحارة واعتزال هذه الأمور.

نحن عائلة تسكن بإحدى محافظات السعودية المحافِظة والتي لا تعتبر من المدن الكبرى، ننحدر من قبيلة لها "سلومها وعلومها" وكثيراً ما نلتزم الخط المستقيم حتى (لا يشرهون علينا) حالنا كحال باقي قبائل العرب.

كل ما هو عليك أن تلتزم بالخط الذي تمشي عليه جماعتك ولا تتخلف عن ركبهم حتى ولو كانوا يسلكون طريقًا خاطئًا وإلا فستكون منبوذًا.

كنت أنا ووالداي وإخوتي الإناث الخمس وإخوتي الذكور الأربع ننتقل من بيت مستأجر لآخر، لم تكن حالتنا المادية ضعيفة آنذاك ولكن بنفس الوقت لم تكن تمكننا من شراء بيت.
وهذا يعتبر حظوة لإخواني الذكور كي يوسعوا دائرة علاقاتهم، ففي كل حارة كان لديهم مجموعة من الاصدقاء و"الخبايا".

أذكر أنه في إحدى الليالي تأخروا في الخارج لساعة متأخرة ربما تكون التاسعة أو العاشرة ولكنها كالساعة الرابعة فجرًا في قاموسنا الآن، فاحكم أبي غلق باب المنزل وذهب لينام متجاهلاً توسلات أمي، وبعد قضاء ليلة مرحة برفقة "عيال الحارة" عادوا الإخوة الأربع ليجدوا الباب مقفلاً مقررين أن يقضوا ليلتهم تلك في أرضية بجانب "عمارة عظم" وهم يلتحفون السماء.

ولن أسهب في وصف ما تعرضوا له من عقاب على يد أبي عند عودتهم.


إنه أبي الحازم! أبٌ رغم قسوته إلا أنه من جيل الآباء ذوي الشدة والمسؤولية والحزم في تربية أبناءهم، كنت أهابه كثيرًا مع أنه حنونٌ معي نظرًا لأنني الصغرى ودائمًا ما أرى نظرة الشفقة في عينيه العسليتين .. إلا أنني لم أرَ إنسانًا مهيبًا مثله.

كنا نعيش معاً .. أكبرنا (نوره) التي حينئذ تبلغ من العمر ١٨ وأنا أصغرهم التي لم أكمل عامي الخامس ..

كل صباح يذهب الجميع لمدارسهم إلا أنا، كنت أذهب برفقة أمي لمكتب التوجيه الذي تعمل به "فرّاشة" وكنت أرقبها وهي تلمّع زجاج المكاتب الخاصة بالموجهات، اللاتي -إلا من رحم ربي- يأمرن "الخالات"* بطريقة لا يتصور أن من تقف أمامهن في عمر أمهاتهن ، بل وصل الأمر بهن أن يطلبن منهن تنظيف قاذوراتهن في دوراة المياة، وأكرر قولي أن منهن من يمنعها الحياء من فعل مثل ذلك.

كنت أتشبث "بطرحتها" وهي في جيئة وذهاب تحمل الأوراق من مكتبٍ إلى مكتب، وتكنس الساحات بالتناوب مع زميلاتها، إنها وديعة .. حنونة .. مسكينة.

أحيانًا أبقى بالمنزل فيذهب أبي لعمله ويرجع مبكراً حاملاً معه ساندوتش بيض و عصير ربيع قد ابتاعهما من إحدى البوفيات وأنا انتظره في صالة المنزل أشاهد برنامج الكشاف التوعوي الذي كان من إنتاج دول الخليج.

وأحياناً أُودَع عند جيراننا من أهل الشام اللطفاء الذين كانوا يحتفظون بحوض سمك لطالما أبهرني بما فيه، والذين شاء الله أن يذهبوا جميعًا له من خلال حادث سيارة علمت به فيما بعد.

كانت أقصى مغامراتنا حينذاك .. كمبيوتر سوبر ماريو نلعب بألعابه دون كلل أو شريط فيديو مستأجر نشاهده ٦٠ مرة.

كبرت قليلاً إيذانًا لي لألتحق بالمدرسة ولتبدأ فترة انتقالية في حياتي .. ولكنها لا تتعلق بالمدرسة.



__________________________________________________ ________

*الخالات : هن كبيرات السن اللاتي يشغلن عاملات نظافة بالمدرسة أو "الفرّاشات".



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-18, 10:13 AM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الثاني:




الساعة الـ٧:٤٠ صباحاً - الحصة الأولى بالمدرسة




لا أزال أبكي في الفصل والمعلمة تملأ شنطتي بالحلويات لأهدأ وكنا حينها بالأسبوع الأول التمهيدي (أي أن الأسبوع الأول مع بداية الدوام الدراسي لم تكن به حصص فعلية وإنما أنشطة إفتتاحية لنتأقلم نحن المستجدات الصغار مع جو المدرسة) وأذكر أن الفتيات بالفصل صامتات وقد تأقلمن إلا أنا ..

بيوم من أيام هذا الأسبوع، أخطرتني معلمتي بمجيء أحدهم لزيارتي، وما إن توجه نظري نحو الباب ورأيت تلك العباءة ثم الطرحة السوداء التي تلتف على وجهها وحدّقتُ بوجهها جيداً حتى تهلل وجهي وكأنّ روحي عادت إليّ.

لقد افتقدتكِ كثيراً! لماذا ذهبتِ في هذه الفترة الحرجة .. هذه الفترة التي بدأت فيها أذهب لهذا العالم الملئ بالغرباء كل يومٍ لوحدي؟

ألم يكن بالإمكان تأجيل رحيلك قليلاً ..

قمت وسلّمت عليها وسألتها إن كان بالإمكان أن أستأذن معلمتي لأترك هذا المكان البغيض قليلاً وتأخذني هي، فأبت .. رجوتها وقلت لها إنني أريد أن أرى المنزل الجديد، وأبت ثانيةً.

نعم .. لقد طفح الكيل بأمي، ولم تستطع تحمل المزيد مع أبي وأخذت قرارها بالانفصال عنه (شكلياً، ولم يطلّقها أبي) .. فذهبت واستأجرت منزلاً متهالكاً بنفس المدينة لتسكن فيه برفقة اخوتي الذكور.

بقينا نحن البنات مع والدي لتأخذ أختي الكبرى (نوره) دور الأم وهي ابنة الـ٢٢، فكانت تحاكي أمي في إعدادها للخبز وتطبخ اللحم وتنظف المنزل ونحن نساعدها.

عدت من المدرسة ذلك اليوم ولم أكن حزينة، بل العكس .. لقد كانت رؤيتها تلك بمثابة وقودٍ لي جعلني اصطبر على ذهابي للمدرسة.

أختايَ .. "نوره" والتي تليها "زهراء" التي كانت تدرس عامها الأخير بالثانوية كانتا تتناوبان على تمثيل دور الأم معي، وكنت كل صباح أحرص على أخذ الساندوتش الذي قامت إحداهما بتجهيزه وبجانبه عصير "ربيع" والفسحة التي يعطيني إياها أبي المتمثلة بالريالين المباركين اللذين اشتري بهما من المقصف وبقالة الحارة في طريق عودتي .. وربما يبقى منها أحيانًا!

ثم يُرتَّب شعري على هيئة ظفيرة طويلة، تُربط نهايتها بشريط أبيض وألف تلك "القبّة" البيضاء المنقوشة حول صدري حتى أصنف من ضمن الطالبات النظاميات ولعله يتم ترقيتي لأنضم لـ "بنات النظام" اللاتي كن يقفن عند الأبواب وينظمن الدخول والخروج.

لا أعلم سر فرحتي الكبيرة عند سماع جرس الحصة السادسة في مرحلتي الابتدائية .. هل بسبب أنها ذات بناءٍ مستأجرٍ مخيف قليلاً أم التعليم العنيف الذي تصاحبه مسطرة خشبية طولها متر، أم بعض المعلمات اللاتي قد بلغن الخمسين من أعمارهن واللاتي إن رأين ما لا يحببنه، صرخن في وجهك .. وقد يصاحب ذلك دعوة بالموت أحيانًا.

كبرت قليلاً وبزغ نجمي في المدرسة وحمدت الله أنْ قد انتصرت على معلمة اللغة العربية، والتي كتبت سطراً في أول صفحة في دفتر الإملاء لولي أمري، مفاده أن هذه الطالبة ذات خط سيئ .. وليتها كتبته بالرصاص حتى يؤمَل تحسّني فتمسحه.

والفضل بعد الله يعود لأبي؛ كنت دائماً ما أسمع منه عبارات مثل: ذكية و "شاطرة" .. وكان يفخر بي أمام الجيران، مما ارتفعت ثقتي بنفسي وأصبحت طالبة متميزة.

كنت أذهب لـ "البيت الثاني" من حين إلى حين، وكان الاولاد قد اشتروا "بلايستيشن ١" فكان ذهابي لهذا البيت يعد بمثابة ذهابي للديزني لاند.

كان الأولاد الأربعة في شبابهم لا يتعدى أكبرهم الـ ٢١، يلهون ويسهرون الليالي وينامون أغلب أوقات النهار وكانت أمي تحمل هم البيت ، فتذهب لتشتري أغراض المنزل، وتجلب السباكين والمهندسين للأعطال .. لم يكن من المعتاد وجود نسوة يتعاملن مع العمال وينزلن محلات معدات السباكة والموبيليا؛ مما كثر الحديث حولنا وحول أمي.

أذكر أنه في إحدى زيارات والدي إلى البيت الثاني، تحدث له جارنا ونبهه أن يحفظ أبناءه من أمهم.








لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-08-18, 10:15 AM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث:




الساعة الـ ٤ عصراً - بمنزل أبي أمام التلفاز




"من بساتين الطفولة .. تطل باسمةً خجولة .. تحيا نونتان مغامراتٍ .. وقد أخذت دور البطولة"
ماذا نريد أكثر من قناة تعرض أفلام الكرتون في كل أوقاتها، سبيس تون قد لصقتُ بها ليل نهار.

هذه القناة أراها محافظة ولن أسهب لأحكي ما حصل عندما حاولنا أن نركب "الدش" لأول مرة.

كان ذلك الزمان يُعتبر أمراً مخالفاً وقد رفض أبي في البداية لأننا عندما نسافر أحياناً للمحافظات المجاورة، ونسكن بشقق مزودة بالدش، كان يرى المشاهد المرفوضة على art و lbc وبالطبع mbc.

أذكر أنني بإحدى المرات، كنت أشاهد "بوكيمون" الثورة الكرتونية حينها، وعندما شاهد أبي لبس فتاة من شخصياتهم، علق ضاحكاً مستغرباً: هل تحبين هذا الكرتون؟

عندما ركبنا الدش لأول مرة سأل العامل الهندي أبي هل تريد جميع الرؤوس فرد بالإيجاب وهو جاهلاً لشأن الـ"رأس الثالث"، ولا أنسى صعقته عندما كان يقلب ووقع على إحدى قنوات الرأس الثالث صدفةً وأنا أراهن أنه لم ينم ليلته تلك شأنه كشأني عندما رأيت هذه المشاهد لأول مرة.

الإنسان مخلوق على الفطرة فعندما ترى أو تسمع بأمرٍ يخالف فطرتك لأول مرة، تنتابك حالة غريبة ، فيها قد يعاد عليك المشهد وقت الفترات المتقطعة التي تتخلل نومك،
وهذا دليل على (الصحة الفطرية).

في ذلك الوقت أصبحت بالصف الخامس الابتدائي، وكانت الشرفة تطل على بيت الجيران المملوء بالإخوة الذكور، كنت أتعمد بأن أمر بجانب الشرفة أو أتظاهر بأن أصلح النافذة لأستمع لكلمات الغزل التي يلقيها علي (ولد الجيران) والتي تُشعِرني بالنشوة وأنا ابنة الخامس الابتدائي ..

بل أقصى من ذلك، وأقسم على صحة كلامي كنت قد أغرمت في الشاب الذي كان يتصل على أختي محاولاً معاكستها لأنها ذات مرة، كلفتني بالرد عليه ثم بدأ يتحدث بصوته الجميل؛ وكل هذا حدث وأنا بالرابع أو الثالث الابتدائي.

أذكر أنني أخذت أوراقًا وردية اللون من أوراق "الاوتوجرافات"، وسيفهم البنات ما أقصد بالاوتوجرفات التي لم يبق فتاة على الأرض من مواليد نهاية الثمانينات وبداية التسعينات إلا وقد امتلكت واحدًا.

المهم أنني جلست أكتب عليها رسائل لهذا الشاب وأنا لا أعلم ما اسمه ولا مكانه ولا رقمه، كل ما أعرفه هو صوته المطرب.

ومن أجمل لحظاتي عندما أتزين واخرج لنزهة فأسمع عبارات المديح والثناء.

ذات أربعاء بعدما انتهيت من المدرسة مرني والدي بالمدرسة وسيارته معبئة بأكياس فيها ملابس وأخواتي قد اصطفين في مقاعد السيارة، وعندما ركبت:

- أبوي وين رايحين؟
- بنمشي لـ(إحدى المحافظات الساحلية)
- (وأنا مبتهجة) وملابسي طيب؟
- خلاص جهزناها بالكيس

بدأنا بالمشي وتوقفنا عند أحد المحطات نزلتُ للبقالة وأخذ يضاحكني "الهندي اللي بالمحطة" وأنا مسرورة بما يفعل خاصة أنني أمتلك شعراً طويلاً أسود وملامح جميلة.
ثم عاودنا السير حتى وصلنا واستأجرنا شقة وسكنا بها.

حتى أتى اليوم الذي افتعلت فيه أختي (صفية) التي تسبقني والتي تكبرني بـ ٦ سنوات، مشكلةً معي.

كان السبب سخيف لربما كنا نتنازع أينا أحق بإدارة الريموت (ريموت التلفزيون).

كنت بخامس وهي بالثاني ثانوي، ثم ضربتني وركلتني
بذقني مما ترك علامةً بقيت إلى يومي هذا.

بكيت وبالطبع لجأت لأبي الذي جاء يتطمن على ذقني ثم وبخها.

كان أبي هو ملجأي دائماً وكان يلعب معي ويأخذني لأماكن عدة.

في إحدى الأيام في سفرتنا هذه أتى العيد، ثم نزلت للمحطة التي بجانب الشقق فرأيت شاباً مراهقاً يلبس ثوباً غامقاً رغم الجو الدافئ ويبيع المفرقعات.

- لو سمحت أبي الطراطيع اللي تطلع صوت
- هذي؟
- ايه هذي ، بكم؟
- بـ ٢٠ ريال لكن انتبهي، الدوريات تروح وتجي

أخذتها منه وذهبت لأبي فرأيته في غرفته يقرأ القرآن على حامل القرآن البني الكبير الذي يرافقه في حله وترحاله وطلبت منه أن يلعب معي.
نزلنا لمواقف الشقق ولكم أن تتخيلوا الأب الذي كان بالخمسين من عمره، والتي تتخلل شعر دقنه، شعيرات بيضاء؛ يشعل المفرقعات ثم يهرول متراجعاً بعيداً عنها.

أبي له هيبة عظيمة جداً جداً ولكن بنفس الوقت يلاعبني ويتحدث معي.

بقينا نفرقع حتى وصلت الدوريات وخاطبوا أبي:

- يا عم نسمع صوت طراطيع، تعرف منهم اللي يطرطعون؟
- أبي: (صامت)
وذهبوا وتركونا لأنه لم يخطر لهم على بال أن من يتحدثون إليه هو الفاعل.
انتهت إجازتنا وعدنا وأنا محملة بدموعي لأن (بكرة مدرسة).




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-08-18, 05:40 PM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:52 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.