آخر 10 مشاركات
ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          وأغلقت قلبي..!! (78) للكاتبة: جاكلين بيرد .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          نوفيــ صغار أسياد الغرام ـلا -قلوب زائرة- للكاتبة الآخاذة: عبير محمد قائد *كاملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          18 - بين السكون والعاصفة - كاى ثورب - ع.ق ( نسخة اصلية ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          1027 - القدر المشؤوم - سالي وينتوورث - د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قـلـوب رومـانـسـيـة زائــرة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-11-18, 10:02 PM   #11

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


 طارق استساغ الانصات الى تحليل ابيه المخضرم ولذلك لم يقاطعه
 الحاج صالح مكملا / يا بنى ارى ان البعد بينكم يزيد الفجوة بين قلبيكما وانت لم تعتاد بعد على امثال تلم المراة ولازال قلبك متعلق بمن يشبعون غرائزك الشهوانية ولكن عليك ان تعلم انهن زائفات حتى فى اشباعهم لك ولا تنسى ان لكل جنة حية ولكن فى يدك كنز ارجو ان تحافظ عليه ولديك حل من اثنين لا ثالث لهما اما ان تاخذها معك للقاهرة وتدير شركة اخاك وهى معك حتى يزيد الترابط بينكما وتستطيع ان تتخلص من شهوانياتك الحيوانيه فالزواج لم يكن ابدا لهذا فقط ولكن للاستقرار وتعمير الكون ونشوء الود بين الزوجين فيصبح كلا منهم حقا مكملا للاخر والا صار نصف اعوج لا يستقيم ابدا مع نصفه الاخر وانا ارى انك انت الاعوج ولابد ان تعدل من حالك حتى تستقيم معها
 اما الحل الثانى هو ان تترك شركة اخيك نهائيا وتاتى لتستقر هنا مع زوجتك وتدير مع معتز اعمالنا
 طارق وقد خاف ان يجبره والده على العودة للريف فقال لا يا ابى ان عدت ستضيع شركة فهدنا وليس ذنبه انه اعتمد علي ولكن كونى اخذ ليلى للقاهرة امر سافكر فيه
 الحاج صالح وقد علم ان ابنه يراوغه فلا هو يريد ليلى معه ولا هو يطيق على العيش فى الريف فقال / لا تحمل هم اخيك فانت تعلم انه قادر على يدير عشر شركات وهو فى مكانه فهذا امر مفروغ منه ولكنك تحب المراوغة
 طارق بتوتر فقد قرا والده للمرة الثانية افكاره فقال / اعدك ان ارتب لاخذها معى للقاهرة مع انى ارى ان ذلك كله تحصيل حاصل فهى لن تتغير
 الحاج صالح / خذها اولا وبعدها قرر ما تشاء
 ..........
 اتصل الحاج صالح بابنه الاكبر فهو دوما ما ياخذ رايه فى كل صغيرة وكبيرة ودوما ما يرتاح لرايه فان كان راي ابنه موافقا لرايه تاكد ان رايه صائب اما اذا خالف راى ابنه رايه تراجع فورا لانه يعلم انه سديد الراى اذ انه لف العالم وتعرف على كثير من الاجناس ولديه خبره كبيرة فى نفوس البشر بالاضافة انه لم يبدى ابدا اى راى الا بعد ان يفكر مليا
 ولكن وجد ان هاتفه غير متاح فعلم انه فى مكان لا تغطيه الاقمار الصناعية التى تبث شبكات النت للسفن البحرية
 ظل على ذلك يومين يحاول ان يصل اليه
 بينما اعتدلت الامور الى حد كبير فى البيت فاصبحت صفاء تعتنى برزوجها وبالطبع لم تكن بنفس كفاءة ليلى وهذا ما شعره معتز وشعر حقا بالفارق فيما كانت تفعله ليلى وبين ما تفعله زوجته فتحدث مع نفسه وقال / كنت اظننى انى سانعم باهتمام اكبر ان اهتمت بى زوجتى ولكننى اعترف الان بفشلها ولكن على الصبر حتى تتعلم ولا يجي ان اسخر منها حتى لا اهبط من عزيمتها
 اما طارق فلم يقل فتوره ولم يزد ولم يكن يجلس مع ليلى الا سويعات قليلة لا يشبع منها ولا تشبع منه وزاد البعد بينهم وقد مل وقته فى الريف فاذا بها تستيقظ فى الصباح فتجده قد جهز حالة للعودة للقاهرة فتعجبت منه فهو لم يخبرها ان عائد فقالت / بحزن انويت العودة لعملك ؟
 طارق وهو يحكم اغلاق حقيبته / نعم
 ليلى / ولكن لما لم تخبرنى حتى اجهز لك حاجياتك
 طارق بفتوره المعتاد / لا عليك فلم ارد ازعاجك وانا قد اعتدت على ذلك
 ليلى وقد اقتربت منه وبهدوء قالت / ولكن الان انت لك زوجة وحقك على ان اهتم بكل ما يخصك
 طارق وقد ضاق من نفسه ومن معاملته لها فهو بين مشفق عليها وبين فاترا منها / لا عليكى من كل هذا فانا غير غاضب من شىء
 ليلى سالته وقلبها ينبض ان يجيبها بغير ما تريد / هل ستغيب كثير؟
 طارق / لا اعرف ولكن حسب ضغط العمل
 ليلى وقد استشعرت بعدم لهفته للرجوع لها فقالت بياس / ولكنى اود الا تغيب عنى كثيرا فانا اشتاق اليك
 نظر لها فوجدها منكسة راسها فهى اول مرة تقول له ذلك فمد يده ووضعها تحت ذقنها ورفع وجهها لينظر فى عينيها فوجد ان وجهه قد كسته حمرة الخجل وان عيناها قد اغرورقت بالدموع فقال فى نفسه / يا الهى احمر وجهها واغرورقت عيناها من تلك الكلمة البسيطة وماذا ان قالت لى بحبك صريحة
 ثم عاد وقال لنفسه وكانه يعاند نفسه / ولما لا تقولها صريحة وهل ساظل امطرها انا وحدى بكلمات العشق وهى حجر اصم
 وعاد مرة اخرى وحادث نفسه بالنقيض وكانه انقسم داخليا الى شخصين متناقضين ووجد نفسه يميل عليها ويقبلها قبلة عميقة لم يتركها سوى بعد فترة وابتسم لها وقال لقد اصبحت مغرم حياءك
 ابتسمت له خجلا ولم ترد
 خرج من امامها بسرعة وهو مشتت الافكار فلا يعرف ما ينتابه منها بين الحين والاخر لحظات تمر وهو شغوف بها ولحظات وهو لا يريدها
 اخيرا وصل الى القاهرة وما وصل الا ووجد نفسه يتلقى مكالمة من فتاه عش ظلها كثيرا فحقا كانت تشع منها الانوثة الطاغية وقالت له مرضية غروره / اين انت يا طاووس النساء لقد اشتقت لاحضانك وللمساتك التى تجعلنى اتململ على جمر
 طارق وقد اتسعت ابتسامته وقال مرضيا لنفسه / اين تلك التى تسمى زوجتى من تلك الكلمات العاشقة التى تذيبنى
 بينما عادت ليلى لحزنها ولما قل عليها عبء العمل فى البيت والذى كان يشغلها كثيرا عن تذكر طارق فاصبحت تتذكره دوما ويتلهف قلبها للقاءه
 اخيرا استطاع الحاج صالح ان يتواصل مع ابنه ايوب وبعد ان تحدث معه عن حاله واطمان عليه ساله فى لهفة / الم يحن الوقت لتعود يا بنى لوطنك وتستقر فيه
 ايوب / ولانه لا يقل عن ابيه ذكاءاً فقد علم ان هناك شىء عجز والده عن علاجه فساله بتركيز / ماذا حدث يا حاج صالح ؟
 الحاج صالح مبتسما على حال ابنه فقد استشعر ما به رغم انه لم يراه امامه فقال / لم اخطىء يوما ان رايت فيك نفسى ورايت انك تفوقنى ذكاءً وكثيرا ما اشعر انى اتكلم مع مرآتى او انك توامى وليس ابنى
 ضحك ايوب مناغشا له وقال / اتود ان تتصابى ايها العجوز لتتصور نفسك توام لى ام انت ترانى صرت كهلا أي الوصفين يروق لك
 ابتسم الحاج صالح وقال / بل انا من صرت شابا يا ايها الكهل
 ثم اخذ نفس عميق قبل ان يسرد له ما حدث وما هى الا دقائق وقد انتهى من قص كل شىء على ابنه ولكنه لم يرى منه اى رد سريع فصمت هو الاخر ولم يطالبه بالرد لانه يعرف انه الان يقلب الامور براسه ليخرج براى موافق او مخالف لراى ابيه ولكنه سرعان ما ارتاح صدره اذ سمع من ابنه ما اراح صدره فقد وافقه على كلامه
 ايوب مكملا كلامه / اما من حيث ان ياتى طارق لعندك فلا فهو لن يستسيغ ابدا العيش هناك ثم انه متمردا ولا يحب ان يجبر على شىء وان استجاب لك فسرعان ما يهرب منك مرة اخرى فما نتيجة الاجبارالا الفرار وان هرب لن نستطيع اجباره على قبوله اياها ولا تنسى انه من البداية مكره على تللك الزيجة والاكراه دوما ما كان مكروه
 صمت لبرهه وقال بضيق / وجب علينا ايضا ان نؤكد لانفسنا ان طارق رجل خبير بالنساء يشبع منهن فيزهد فيهن ولا يتهالك عليهن هذا كله فى حالة انه مخير فما بالك ان اجبر وبالنسبة لزوجته تلك فقد اخذ منها رونقها لانها كانت بمثابة شىء جديد غريب وما ان لمسه الا وانطفا بين يديه ولكن يسظل لامع بين الحين والاخر ولهذا هو مذبذب الراى فى قبوله اياها فى حيرة لا تدع للذهن ان يتجه خطوة الى اليمين حتى يرجع فيتجه خطوة الى اليسار ثم يتبلد حائرا فى موقفه لا الى هنا ولا الى هناك
 اخذ نفس عميق اتبعه بتنهيدة حارة واستطرد قائلا / وكما فهمت منك فى انها تحاول ان تسترضيه ولكن بصمت وعدم مغالاه فهذا لانها على علم وثقه بخبرته فى امثالها ولهذا هى لم تبذل اى حيل مصطنعه لاسترضاءه لانها على علم ان مثل هذه الحيل لا يخيل عليه فقد راى مثل تلك الحيل ممن قبلها ولان المراة عموما ان شعرت بفتور من رجلها خاصه ذلك الذى مثل طارق لامت نفسها فى جمالها ولن تلومه ابدا فى ذوقه هو وانا على يقين الان انها حزينه من نفسها وقد قلت ثقتها بنفسها
 وقد ولد هذا الفتور منه فتور ايضا منها فاصبح كلاهما متوتران فلا هما هانئان بوئام ولا هما قادران على خصام ولكن كلاهما يصرخ من حيرته
 هو حائر لانه لا يعرف هل يرضى بها ام يرفضها وهى حائرة هل العيب فيها فتسترضيه ام ان العيب فيه فيجب عليها صون كرامتها
 رد الحاج صالح بقلق من تحليل ايوب فقد وجد فعلا انها معضلة ليست بالحل السهل فقال / وما الحل اذاً ؟
 ايوب / الحل الامثل لطارق ترويضه عن طريق محاربته بنفس السلاح
 الحاج صالح / كيف يا بنى
 ايوب سافكر فى ذلك ولكن الاهم الان ان تراعى تلك المسكينه لانك انت الان المسئول عنها ولا تترك لتلك المغرورة اختها ان تنال منها اكثر من ذلك وانا من رايى ان تتركها تذهب لبيت اهلها لتراهم لعلها تغير من جو الحزن التى تعيش فيه وتعود لبيتك باشراقة جديدة ففريدة كما نعلم صديقتها وقد يتسليان معا فتنسى جفاء طارق معها
 اما عن معتز فلا تخف عليه فهو رجل جسور وسيستطيع ان يروض تلك المتعجرفه
 الحاج صالح / اعلم ذلك ولكنى وددت ان اشد عليه حتى اشعل فيه رجولته التى قد ينساها وسط عشقه لها فهى حقا ذكية وتعلم كيف تسلب لبه ونحن اولاد ادم نصير اطفال مهما كبرنا وبالاخص امام زوجاتنا وشهواتنا
 .......
 ما ان انهى الحاج صالح كلامه مع ابنه الا ودعى ليلى وطرح عليها فكرة ان تزور عائلتها وتمكث عندهم فترة بسيطة لعلها تجدد نشاطها وتشتغل فرصة عدم وجود زوجها لتاخذ راحتها
 استساغت ليلى الفكرة فقد كانت فى اشد الحاجة للحديث مع اخاها فهو الوحيد الذى ينصت لها كثيرا ويشعر بما تشعر به حتى وان لم تتكلم
 باتت ليلتها حزينه تفكر فى زوجها الذى لم يتصل بها حتى الان وان اتصلت هى لا يجيبها

غبت عنى وغاب كل شىء
اين همسك واين قلبك واين انا
ضائعة بين ذكرى وحلم وقلمى من بعدك يائن
ايها الكثير بعضك يكفينى
ايها الحنون غيابك يضنينى

 ما ان انهى ايوب مكالمته مع والده الا وشرد فيما دار حوله الحوار وتنفس بضيق وتحاور مع نفسه وادرك انه قد ان الاوان ليعود ويساند والده فقد كبر والده ولم يعد يتحمل مسئولية ابنائه فهو بالكاد يتحامل على نفسه ليتولى شئون عائلته الكبيرة بما انه كبيرها ولكن ثقل المسئوليات وتشعبها يزيده هم على هم وبما انه قد ربى اخوته معه فهو الان الاولى ان يتحمل مسؤلياتهم
 وقد شعر ايضا ان اخوته لم يعدوا اطفالا كما كانوا ولكنهم اصبحوا رجالا ولكنهم مع ذلك يحتاجون الى اعادة تاهيل وترويض وفى ذلك فهم يحتاجون يد من حديد تحكم السيطرة عليهم
 ومع شروده فى حال اخوته تحول شروده على حال نفسه فالان قد قرر ان يعود ويستقر وهو من تمرد على ذلك من قبل وكان قد قرر انه لا استقرار له الا عندما يحين له الوقت ليكون اسرة ولن يكون اسرة الا عندما ينبض قلبه من جديد وها هوالان يتنازل عن كل مبادئه لاجل اخوته
 ثم حادث نفسه مرة اخرى بمرار وقال / الجميع استقر وانا لا زلت ابحث عنه ثم ابتسم بحزن عندما تذكر حبيبته الاولى وقال ان كنت تزوجتها لكان عمر اول اطفالى الان ستة عشر عاما ومن ثم عاود يسال نفسه هل يا ترى اكبر ابناءها الان فى مثل هذ السن ويا ترى كم من الابناء انجبت ؟
 عاد الا واقعه وقد رهبه شروده وانب نفسه فهذا ليس وقت شرود فهو ربان سفينه ومسئول عن ارواح بشرية فقام وذهب لغرفة المراقبة وراقب فريق عملها ثم تقدمهم نحو التليسكوب واخذ يراقب هو البحر للحظات ثم نظر لاتجاة البوصله فوجد فيها انحراف قليلا
 ضابط المراقبة / اراك تهلك نفسك كثيرا ايها القبطان فانت تقوم بعمل كل واحد منا وانت فى غنى عن كل هذا فالاجهزة الحديثة حلت مشاكل كثيرة واراحت الربان نت ثقل عمله
 رد عليه ايوب وهو يحسب معدل الانحراف للبوصلة ليعرف الانحراف الحقيقى ودون ان ينظر اليه / اتريد ان اترك حياة ارواح بشرية لاجهزة اليكترونية التى من المتوقع ان تعطل فى اى لحظة فماذا يحدث ان لم اراقب بنفسى لاتحسس ان كان هناك شعاب مرجانية قد تصطدم بنا وتتسبب فى غرق السفينه وتوكلت على اطلاق صافرة الانذار الاليكترونية وتشاء الاقدار ات تكون معطله فى هذا الوقت فماذا يحدث للسفينه ؟
 لم يجيبه الضابط فهو يعلم انه محق وان الاجهزة وارد ان تعطل رغم كفائتها العالية ضد تلك المخاطر ومع ذلك فهو يرى ان ايوب يعطى الامور اكثبر من حجمها وانه يقدر وقوع البلاء دون وجود اى سبب للتوقع
 ......
 ذهبت ليلى لبيت ابيها وما ان دخلت الا استقبلتها والدتها بالترحاب اما عن فريدة فقد صرخت من شدة فرحتها وسلمت عليها بحرارة
 ابتسمت ليلى رغم حزنها وقالت مناغشة صديقتها / لقد انعكست الادوار واصبحت انا الزائرة وانتى المرحبة
 فريدة بفرحة / نعم كم انا سعيدة وانا سيدة بيت علي اكرم الناس واحبهم لقلبى
 ليلى ولا زالت تناغش صديقتها / ولكنى اشاركك حبه فلا تغترى انك استحوذتى على قلبه ايها الحمقاء
 ضحكت فريده وقالت / اولا انتى لستى فى حاجة لان تعترفى بهذا فاخيك كل يوم يؤكد لى نفس الكلام وانا ارد عليه نفس الرد لن احزن ابدا مدامت من تشاركنى فى حبك هى صديقتى الوحيدة ليلى
 ابتسمت ليلى وقالت / اننا متشاركتان فى كل شىء حتى فى عشق قلب رجل واحد
 فريدة غمزت لها بطرف عيناها وقالت / ولكن لا تنسى اننى انا الاخرى اشاركك فى قلب اخى
 هنا دمعت عين ليلى قالت / ليتكى وحدك من تشاركينى فيه ام نسيتى ان اخيك طاووس النساء فقلبه دوما ما يخلوا من الجنس الناعم
 شعرت فريدة بحزن ليلى فهمت ان تسالها لولا ان رات علي يدلف الى الحجرة فقطعت كلامها
 دخل علي وما ان راى اخته الا وفتح ذراعيه وهو يهلل بفرحة واحتضنها / اهلا ايتها العروس الجميلة اخيرا انار بيتنا من جديد فقد اظلم من يوم ان تركتيه
 تمسحت ليلى فى حضنه وكانها اشتاقت للحنان ومع ذلك غالبت حزنها حتى لا تقلقه عليها وابتسمت رغما عنها وقالت / يكفى ان فريدة فيه فقد زادته نور
 علي مناغشا اياها / اممم لا تجاملينى فقد ضحكتم جميعكم على وزوجتونى منها رغما عنى
 فريدة وهى تضربه بخفة على صدره / اعترف ايها المراوغ انك كنت تهيم بى وانا التى كنت اتدلل عليك والادلة عندى كثيرة فاشعارك ملات كتبى
 ضحك على ومد ذراعه الاخرى واحتضن زوجته وقبل راسها وقال / اعترف بذلك فانتى سر حياتى وضياء دنيتى
 ابتسمت ليلى بحزن وهى لازالت بحضن اخيها وحزنت على حالها فقد رات بعينها دفء اخيها على زوجته وعليها وهى الان محرومه من اى حنان فقبل الزواج لم تذق اى حنان سوى حنان اخيها وبعد الزواج ظنت انها ستجد كل حنان الدنيا مع زوجها ولكن وجدت نفسها على العكس لم تجد حنان من زوجها وفقدت حنان اخيها لبعده
 لم يخفى على علي ما كانت عليه اخته من حزن ولم تخفى لمعه دموعها التى راها اول دخوله ولكنه تجاهل كل هذا حتى تستريح وتهدا وبعدها يتكلم معها على هدوء
 علي / اين زوجك
 ليلى / لقد عاد منذ ايام للقاهرة فقد تكاثر عليه العمل
 علي / كنت اود ان اراه . وما اخبار اختنا المدللة صفاء ؟
 ليلى / فى احسن حال ولا زالت تتدلل ثم صمتت لبرهه وقالت وكيف لا تتدلل ان كان زوجها هو من يدللها
 فهم على ما ترنوا اليه اخته ولكنه ايضا تجاهل لحين اتاحة الفرصة للانفراد بها حتى تتكلم هى ويتكلم هو دون تكلف او خجل من وجود فريدة
 دخل الحاج نعمان عليهم فابتسم فرحا لها واول ما سال سال على صفاء فقال / لما لم تاتى اختك معها
 ليلى بلا مبالاه فهى تعرف ان اباها يفضل اختها ولن تكون مبالغة ان قالت انه كان يتمنى ان يرى صفاء هى الزائرة وليست هى / ان زوجها يغار ان تخرج بمفردها ففضل ان ياتى معها
 الحاج نعمان بافتخار / له كل الحق فى ان يغار فمثل صفاء جوهرة غاليه يجب ان يخاف عليها
 والدة ليلى وهى تدخل بالشاى فتقوم ليلى بسرعه لتحمل عنها الصينية / وهل هناك فى مثل جمال صفاء فله كل الحق ان يغار
 اشمئزت فرية من مغالاتهم فى مدح جمال صفاء ولكنها لم تنطق ولكن كان المتكلم هو علي فقال بضيق منهم / ان معتز يغار عليها ليس لحسنها وجمالها الفتان ولكنه يغار غيرة الرجل الشرقى الذى لا يترك امراته تسير وحدها فى الطرقات فلابد ان كون حمايتها فى كل مكان تخطو اليه ولا تنسون ان معتز نفسه تتهافت عليه النساء ايضا فهو شاب جذاب حقا
 فريدة بافتخار وبقصد كسرة غرور والدى ليلى / كل اخوتى يحملون من الجمال ما يجعلهم جذابين وامل كل فتاة فطارق اخى طاووس النساء ومعتز سلب عقول كل فتيات قريتنا اما ايوب فهو اكثرهم جاذبية حتى ان كثير من النساء من جنسيات مختلفة هن من يعرضن عليه الارتباط ولكنه ينأى عنهم جميعا وكما اشتركوا فى جاذبيتهم فقد اشتركوا فى انهم لن يرتبطوا الا بمن تصلح لان تكون زوجة تبنى معهم البيت وتناهضهم على الحياة
 الحاج نعمان ولم يفهم ما قصدته فريدة / فى هذا عندك كل الحق فهم جميعا يشبهون اباكى فى شبابه فقد كان جذابا حتى كنا نحن نغار منه لان كل الفتيات كن يتكمنينه هو ولا ايا منهن تنظر الينا هههه
 على بغيظ / ارى انكم دوما ما تحملون ان الجمال هو اساس السعادة الزوجية ونجاح الحياة وان كان الحب بجمال المظهر لبارت نصف نساء العالم ولما خلق الله اى امراة قليلة الجمال فقد خلقنا الله لنعمر الكون وان كان تعمير الكون باختيار الاجمل لخلقهن جميعا جميلات ولكن اساس بناء البيت هو عقل المراة وكيف ترضى زوجها بدليل اننا نجد ان هناك كثير لسن بجميلات ومع ذلك هاموا فيهن ازواجهن حتى ان اعينهم لم ترى منهم الا كل جميل ولا تنسوا ان الله عادل ولم يميز فرد عن فرد فان وجدنا امراة رائعة الجمال نجدها ناقصة العقل مثلا والعكس ولكن فى النهاية كلنا متساويين
 ولايوجد امراة جميلة وامراة دميمة فكل النساء جميلات وعلينا نحن معشر الرجال ان نبحث عن الجمال فيمن ملكت ايدينا لنرى ان كل شىء جميل
 كل هذا وليلى تنصت لهم فقط ولا تتكلم ولكن بداخلها كلام اخر فكانت تحاور نفسها وتقول / انا زوجى لا يبث الا على الجمال الخارجى ولم يكلف نفسه ان يبحث عن الجميل فى وكانى لا املك اى شىء يجذبه الى
 ............
 مر اليوم الاول وليلى فى بيت ابيها لا تتكلم كثيرا ولكن الحزن قد كسى وجهها وصار جليا لا يخفى على احد وقد اشتاقت لغرفتها فصعدت اليها واما ان رات سريرها وارتمت عليه وانفجرت باكية فقد فقدت حتى حنان جدران غرفتها

وعدتنى ان تبقى بقربى ورحلت
وعدتنى ان تبقينى وردة وذبلت
وعدتنى ان تسقينى الفرحة وعطشت
فاى حب هذا يا من بعذابى تلذذت

 ولم تشعر بان اخيها الذى لم يخفى عليه مظهرها قد دخل عليها يتحسس امرها فوجدها بهذا الوضع فوقف صامتا متالما للحظة وتقدم نحوها ببطء وهى لا تعلم بوجوده فكانت تنفس على نفسها بالبكاء بكل اريحية
 مد يده واحتضنها من ظهرها فما ان شعرت بيده فشهقت ونظرت خلفها وما ان وجدته الا وارتمت فى حضنه باكية فتركها تبكى فى صدره لعلها تستريح دون ان يتفوه بحرف وبعد لحظات ابعدها عن حضنه فقد هدات قليلا ثم نظر فى عيناها وبحنان اخوى افتقدته من يوم زواجها قال لها / وهل الفتاة التى استطاعت ان تروض قرية باكملها برجالها ونساءها فشلت فى ان تروض قلب زوجها ؟ وهل لمن عاندت الدنيا باكملها وصممت ان تكمل علامها وظلت طوال اربع سنوات تدخل وتخرج فى الخفاء دون ان يراها ابيها لم تفلح فى خداع زوجها واستمالة قلبه ؟
 بهتت ليلى فمن اين له عرف ان سبب بكاءها هو زوجها ولما تفاجات بمعرفته تلعثمت ولم تدرى بما ترد
 علم هو ان اخته لازالت لا تجروء على الكلام فلا بد ان يبث فيها الحنان اكثر ليحثها على الكلام فمد يده بحنان ومسح دموعها وابتسم لها وقال / دموع الانثى اما فرحة او كسرة ووجع وانا لا اتحمل ان ارى اختى موجوعه
 ليلى بكذب / انا لست بموجوعه ولكنى اشتقت لحجرتى
 علي / لا داعى للكذب على من يقراك من داخلك فانتى بالنسبة الى كتاب مفتوح وان اردتى الا تتكلمى ساتكلم انا واشرح ما بداخلك ولكنى احببت ان تتكلمى انتى لعلك تجدى شىء من الراحة والانفراجة بعد الفضفضة
 ابتعدت ليلى عن حضنه وعادت لتجلس على طرف سريرها وهى تمسح دموعها وبدات الكلام قائلة / اصبحت مشتتة الراى لا اعرف ان كان طارق يحبنى ام يكرهنى فكثيرا ارى لهفته على وعطفه حتى انه ينهال على بالهدايا وقد رايت شوقه منذ ايام عندما عاد من سفره وتحسسته فكان مشتاقا لى كل الاشتياق حتى انه كان يغرق معى فى الحب ولا يخرج من غرفتى ولا يحسب للوقت حساب ووقتئذ اشعر انى اسعد مخلوقة فى الوجود وليس هناك من هى اسعد منى واحسد نفسى على تلك السعادة فبين احضانى طاووس النساء وهو يهيم بى شوقا ويمطرنى بكلمات العشق ولكنى لا اكاد افرح بهذا الا اجد منه النقيض فاجده فاترا معى لا يريدنى حتى ان طلبت انا منه واحسبه يهرب عنى ويظل طوال الوقت مع اخيه او ابيه حتى لا ينفرد بى وثناء الليل اشعر انه يتقلب فى الفراش وكانه يتقلب على جمر من النار واشعر انه يود ان ياتى الصباح ليحل محل الظلام حتى يقوم من جوارى واظل اسال نفسى ماذا اقترفت لاستحق تلك المعاملة ولكن لم اجدنى اقترفت شىء بل على العكس كنت استرضيه فى كل وقت ولا افعل الا ما يحبه ويرضاه وسرعان ما وجدته يقطع اجازته ويعود الى حيث ما كان ولازلت لا اعرف اجابة لسؤالى اهو يحبنى ام يكرهنى . اهو يريدنى ام لا . هل املا عينه ام لم اصل لتلك الدرجة ولما هو دوما متردد من ناحيتى لا يريدنى ولا يرفضنى . اهو كرهنى لانه اجبر على ام ماذا ؟ كلها اسئلة تدور فى عقلى فتحرمنى النوم وفى النهاية اهتدى ان الخطا عندى لانى لم اهتم اكثر به وهو اعتاد ان يكون الوحيد ومن حوله يفعلون ما يطلبه
 اخذ ينصت علي لها ولم يقاطعها حتى تنهى كلامها ولكنه كان معها بنصف عقل اذ ان نصف عقله الاخر يدرس شخصية طارق ويحللها من خلال كلامها فالرجل يعرف جيدا ان يقرا الرجل مثله عكس الانثى التى دوما ما تخدع بسبب عاطفتها وما ان انتهت وقد قصت كل شىء وكل موقف من يوم ان تزوجها حتى اقتراح الحاج صالح لها ان تزور والديها لعها ترتاح من التفكير الا وساد الصمت لحظات دون ان تحاول ليلى ان تساله رايه
 اخيرا كسر هو حاجز الصمت وقال / للاسف هناك دوما صراع بين الطبيعة وبين الحكمة فالطبيعه دوما تتلاعب بنا ولا تنتهى ولكن هناك من يقف دوما ضدها الا وهى الحكمة وما دامت الطبيعة لم تنتهى بعد فالحكمة اذن لم تنتهى بعد والمراة والرجل ايضا دوما فى صراع فتارة طبيعة الرجل هى المسيطرة وتارة حكمته وقوامته وكذلك بالنسبة للمراة فتارة طبيعتها التكوينية هى التى تسيطر وتارة حكمتها فى جمح عواطفها او حكمتها فى الاسترسال فيها على حسب الموقف
 ويظل كلاهما يجهل لماذا بدا الصراع وكيف سينتهى وقليلا ما يتسامحموا ويقفوا فى منتصف الطريق ولكن سارعان ما يتجدد الصراع فتكون الالفة ما هى الا لحظات ومع ذلك كلا من الرجل والمراة يظلان يبحثان عن بعضهما البعض فرغم صراعاتهم الا انهم يعترفون انه صراع لذيذ لابد من وجوده ولا سيما ان روض احدهما الاخر ليحيا معا حياة مستقرة فيكون الطرف الضعيف الذى غالبا ما يكون المراة فى قمة سعادتها بضعفها هذا وتتفاخر انها فى كنف رجل فتى يظلها بعنفوانه
 ولكن عليكى ان تعلمى انه على الرغم من فرحتها بضعفها الا انه ليس كل رجل حكيم وصل الى فراش المراة اصبح يسودها بل قد يكون خادمها فى هذا الفراش والغريب انك تجدينه يتلذذ بذلك الضعف وبتلك الخدمة مثلما تفاخرت المراة بضعفها وانها تحت مظله رجل قوى
 وقد خلق الله المراة هى الطرف الاقوى فى السيطرة على الشهوات والملذات فتجدينها لا تتهالك على الشهوة الا اذا فقدت رجلها الذى كان بالنسبة لها اروع واقوى من اى شهوة وفى تلك الحالة تجدين طبيعتها تحولت واصبحت تحب الرجل لاجل الشهوة فقط وليس كما كانت مع رجلها الاول التى هوته واستكانت له فتكون هنا هى القوية وهو الضعيف
 صمت لبرهه وكانه يفكر هل سينجح فى توصيل رايه بطريقة تفهمها ام لا
 ومع ذلك لم تحاول هى ان تقاطعه وكانت تفكر بكل حرف يخرج من فمه
 استرسل علي فى الكلام مرة اخرى قائلا / الذى لا خلاف عليه ان المعهود من المراة انها تشعر ولا تفهم شعورها او انها تفهمه ولا تعمد الى الصراحة فيه او انها تصرح به ولكنها لا تحسن التعبير عنه وهنا تكمن حالتك والشقاء الذى انتى فيه الان
 كاد ان يكمل كلامه الا انها انفجرت باكية وقالت نعم / انا ذلك الوصف تماما فانا اشعر نحوه باشياء ولا افهما وان فهمتها اتعمد الا اعترف بها حتى لا اؤذى نفسى وان اعترفت بها لا احسن الحكى عنها مثلما عجزت انا امامك الان عن اصف ما يدور فى خلدى
 ابتسم لها ابتسامة حزينه وقال لن اواصل كلامى الا ا واعدتينى الا ارى دموعك مرة اخرى
 هدات من جراء كلماته وبدات تمسح دموعها لتستمع له فهو حقا يحكى ما بداخلها ويضعه امام عينها
 علي / هناك بعض الشكوك التى تقفز لقلب العاشق نتيجة وساوس عشقه ومع ذلك مما لا شك فيه ولا نزاع ايضا ان العاشق وحده هو اصدق الناس فى شكوكه لانه عشق بصدق فاصبح قلبه شفاف يرى الحقائق واضحه ولكن بعض العاشقين من يحب ان يعيش مغفلا حتى لا يفقد معشوقه ومنهم من يحارب الشك بالمواجهة جتى لا يدع للشك مجال فاما ان يقوى حبه او ينتهى للابد وفى الحالتين سيرتاح قلبه
 ليلى / هنا لا افهمك




سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-18, 10:04 PM   #12

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

 علي / لا انتى تفهمينى جيدا ولكنك تحاولين الاغفال عن الحقيقة ومع ذلك اسمعينى للنهاية وستجدين ما يطيب نفسك
 استرسل مرة اخرى فى تحليل موقفها مع زوجها قائلا / انتى تشكين فى زوجك ان كان يحبك ام لا والشك يرجح انه لا يحبك ولن اكذبك فى شكك لانك ادرى منى به ولكن فى ذات الوقت انا ادرى منك بطبيعة الرجال فعليكى ان تفهمى اولا طبيعة زوجك
 اخذ نفس عميق وزفره ببطء واستطرد / زوجك جميل ويعشق الجمال وله فى المغريات كثير من النزوات واعتاد ان يرى من تغيريه فيستجيب لها بسرعة ولكن فى نفس الوقت تنتهى شهوته بسرعة الا اذا جددت حيلها فى الاغراء فيظل لها عبدا
 وبالنسبة لكى انتى فقد عشقك لانكى شيئا جديدا فاستهويتيه ولكنه سريعا ما نفرك والادهى انكى لم تتلونين باكثر من وجه ليظل ملهوفا عليكى فلم تحاولى التجديد والتغير حتى يراكى كل يوم بوجه اخر لم يعتاده
 ليلى / لا انا لا احب ان اتلون فلا احب ان اكون منافقة واكره ان اكون بوجهين و احب ان اعيش بطبيعتى حتى وان تلونت فى ثيابى وزينتى
 ابتسم هو لها وقال / ان كان صاحب الوجهين منافق فصاحب الوجه الواحد ميت اما صاحب الوجوه العديدة فهو الوحيد الحى
 ليلى بتعجب / كيف يكون هذا ؟
 علي / عليكى ان تظهرى كل يوم امامه بوجه جديد ولكن لا اعنى ان تنافقيه ولكن اظهرى له كل سمة من سماتك فى وجه جديد حتى يشعر انه كل يوم يكتشف فيكى جديد فيوم اظهرى بوجه تلك التى لا تحب الا المرح والتعليقات على كل صغيرة وكبيرة ويوم اظهرى له وجهك الحنون الهادىء ويوم اظهرى له بثقافتك واتزانك ويوم اظهرى له بالمراوغة ويوم اظهرى له بمحبة اللذات
 ففى كل تلك الحالات انتى لا تكذبى ولكن تظهرين صفاتك له ولكن على مراحل فهكذا انتى تطلبين النجاة والدوام لحبك ولا لوم على من يطلب النجاه بل النجاة هكذا تطلب بالحيل والتلون
 ثم ان هناك ثمة امر هام لا بد ان تاخذينه فى الاعتبار هو ان زوجك لا يروض الا اذا حاربتيه بعكس ما يتوقع اى بنفس اسلحته فاكثر شىء يخلخل افكار الانسان عندما يقف امام عدوه وهو يعرف انه يفكر بنفس اسلوبه ويستخدم نفس اسلحته فهنا لا يعرف ان يتوقع اى شىء منه ويظل طيلة الوقت مركزا معه فلماذا لا تفعلين هذا ؟
 ليلى / وضح لى اكثر
 علي / اجعليه دوما لا ينال منك الا بصعوبه فكونى انتى المسيطرة فيصير لكى خادما فهذه هى طبيعة زوجك لا يحب من تاتى له بسهوله او من تظل على حالتها بدون تغيير لانه يمل سريعا خاصة انه يرى ان هناك غيرها فى انتظاره
 ليلى بياس وهل ساظل فى هذا الصراع من التلون والتمرد لاكسب وده ؟
 علي / لا ولكن لا ننكر انه سيستغرق منكى وقت حتى يرى فيكى كل النساء فيعترف لنفسه انك تكفيه فتعمى عينه تلقائيا عن جميع النساء وفى الحقيقة هذا طباع كل الرجال فنحن نحسد الرجل الذى يحظى بامراة يجد معها الثقافة والجهل والدهاء والحنان والقوة والضعف والاغراء والاستغناء والجراة والحياء وتعرف كيف تضع كل حالة فى محلها فهى هنا شغلت باله وجعلته يستكفى بها
 ولهذا هناك سيدات اصغر كثيرا من الرجال ومع ذلك استطاعت بسهوله ان تروضه والعكس ايضا هناك كثيرا من الرجال تزوجوا بمن هن اكبر منهم سنا ومع ذلك وجدوا معهن كل ما يهوه حتى انهن جعلوهم ينسوا انهن اكبر منهم سنا من اغراءهم ودلالهم
 اذن فالحل فيكن بنات حواء فالرجل دوما ما يكون سهل التشكيل بالنسبة للمراة فى عواطفه كما ان المراة سهلة التشكيل فى تطبيعها لما يحبه ويهواه
 اقتنعت ليلى بكلامه وهدات كثيرا ولم يتركها الا بعدما راى ابتسامتها العذبة وقبل ان يخرج قال لها / استغلى اجازتك عندنا وتواصلى مرة اخرى مع الناس التى ارتبطت بكى وشجعيهم على العمل اكثر لزيادة التلاحم
 اومات براسها بنعم فابتسم هو لها واقترب منها وقبل جبينها وتركها
 بينما هى سرحت فى افكارها واخذت تتذكر حالات طارق وهو معها فكم كان لطيفا معها واعترفت لنفسها انه حقا هو من كان يشبع رغبتها ويعطيها مالم تطلبه ولكن هى منعها حياءها ففتر منها
 ما ان صعد علي عند فريدة الا ووجدها تنتظره فاقترب منها وقد كانت متسطحة الفراش فقبلها وسالها بحنان عن سبب انتظارها كل هذا الوقت
 فريدة وقد مدت يدها وحاوطته وقالت / لم اعتاد ان ان انام الا وانا متوسدة صدرك من يوم زواجنا واليوم فقط عرفت ان ليلى سيطول عندما وجدت ليلى وشعرت بحزنها الدفين وعرفت انك لن تتركها الا بعد ان تتحدث معها لتفضفض معك
 ابتسم علي لها وشد عليها وهى فى حضنه وقال لها ايتها المناغشة بت اخاف منك فقد حفظتينى وحفظتى تصرفاتى
 رفعت فريدة راسها من حضنه وقالت وهى تتمسح بانفها جميع قسمات وجهه / وهل ترى انك لم تكن عندى كتاب مفتوح حتى من قبل زواجنا ؟
 علي / اعلم هذا وانا سعيد بذلك ويسعدنى اكثر ونحن نتقاسم انفاسنا
 ابتسمت له وعادت ودفنت وجهها فى صدره وقالت / ماذا تريد الان ايها المراوغ
 علي / ولما تصفينى بالمراوغ الم تعترفى منذ لحظات اننى كتاب مفتوح امامك فلابد اذن ان تعرفى ما اريده دون ان اطلبه
 عادت وتمسحت فى صدره وقالت نعم اعرف ما تريده
 مد يده واغلق المصباح المجاور لهم وانغمسا معا فى حبهم
 ........
 مرت الايام سريعة وقد استعادت ليلى نشاطها وهدا بالها وعاودت الاتصال بافراد العائلتين واحدثت بينهم تعاون جديد حيث كانوا فى حالة من الرتابة فيما بينهم ولم يقدموا اى جديد طوال فترة بعدها عنهم ولم تحاول ان تتصل بطارق كنوع من الاعتزاز بالنفس
 انتهت فترة اجازتها فى بيت والدها وعادت الى منزل الحاج صالح وهى مشرقة الوجه
 رحب بها الحاج صالح وزوجته وقد لاحظوا نشاطها وبالطبع صفاء كانت متعجبة من حالها
 تعمدت ليلى كل يوم ان تنهى تنظيف البيت و تجهيز الطعام مبكرا وتصعد الى حجرتها وتختلى بنفسها لتتزين وترتدى ابهى ما عندها استعدادا لوصول طارق فى اى لحظة
 بالفعل عاد طارق فى اجازة وما ان عاد ولم يجدها تجلس مع والديه كما اعتاد الا وسال عليها فرد عليه الحاج صالح بانها فى غرفتها فصعد اليها وما ان فتح باب الغرفة الا وتعجب من هيئتها واخذ ينظر لها مليا هل هى حقا ليلى ام غيرها فقد كانت على غير عادتها فقد اسدلت شعرها الذى لاول مرة يركز فى نعومته وطوله فزاغ ببصره على باقى جسدها فتعجب اذ انها كانت ترتدى قميص قصير وبالكاد يستر بعض المناطق من جسدها ورائحة عطرها تملا المكان
 اما هى ما ان دخل عليها وشعرت انها سلبت لبه الا وركضت نحوه فى اشتياق وهى اول من بدات باحتضانه واظهرت شوقها اليه
 ظل متوترا منها وهى فى هيئتها الجديدة وكلامها المعسول التى امطرته به فها هى اخيرا تغريه وتمطره بكلمات عشق فلم يشعر بنفسه الا وهو يبادلها الحضن ولكن باشتياق هى لاحظته من لمساته
 قضى ليله معها ولا يريد ان يتركها حتى ان والدته حضرت اكثر من مرة وطرقت عليهم الباب ليهبطا ويشاركونهم الطعام ولكنه فى كل مرة يمنعها ان تقوم لفتح الباب او حتى ترد عليها واخذ يكمم فاها بقبلاته
 مر ايام على تلك السعادة وما كان يهبط طارق ليجلس مع والده الا وصعد اليها بسرعة وهى فى كل مرة تظهر بشكل جديد فى زينتها ومع ذلك لم تكن سهلة معه فتارة تتجاهله وتشغل حالها بالحاسوب وهو يظل يجول فى الحجرة حولها ينتظرها ان تنهى ما تفعله لتتفرغ له ومرة اخرى تتناقش معه فى امور عده حتى فى عمله حتى تتقرب منه
 وهى سعيدة بينها وبين نفسها بالحالة التى وصل اليها لقد اصبح اكثر ولعا بها
 هو ايضا كان سعيدا واشترى لها كثير من الهدايا

 اقتربت منه وارتمت بحضنه وقالت

احكيلى عنى
خلينى اشوف نفسى بعينيك
خلينى دايما اقوى بيك
اصل بحس انى فى حضن جنة
لو يوم قولت انى حبيبتك
بس خايفة لو حكيت عنى كتير
اباة من نفسى كمان بغير

 قبلها بوله ولكنها كانت مع كل هذا خائفة وعقلها مشغول بالتفكير فيه هل ستظل فى تلك الصراعات ام انه عشقها حقا واكتفى بها وتذكرت وهى بين احضانه كلمات اخيها ان المراة قد تشعر بشىء ومع ذلك تتعمد الا تصارح به كما تذكرت كلامه ان العاشق اصدق الناس فى شكوكه وهى حقا راته شغوفا بها ومولعا كما راته يحكى معها عن عمله بكل اريحيه ولكنها ايضا شعرت بانفاسه الحارة حولها ولكنها كانت انفاس عاشق للذات وليس عاشق لزوجته فوجدت نفسها فجاة كرهت ذاتها فليس هذا ما ترنوا اليه وتريده بل هى تريد قلب رجل يحبها لذاتها حتى يدوم حبه ويزيد ولا تريد من يحبها للذة فهذا لن يدوم ابدا فالجسد يكبر ويشيخ والملامح تتبدل وتتغير لكن العواطف والمشاعر الانسانية الصادقة الوحيدة التى تكبر مع تقدم العمر اما اللذة فعكسها فدمعت عيناها لانها اخيرا اعترفت لذاتها صراحة بما تشعر به من زوجها والدليل انه لازال يقبلها ولم يشعر بفتورها وتبلدها معه اذا فهو يرضى نفسه ليس الا
 سافر فى اليوم التالى عائدا لعمله وتركها كارهة لما تصنعته من محاولات لاستقطابه
 ...............
 اما صفاء فلم يغيب عنها تبدل اختها وكيف وضح تاثيرها على زوجها فى تلك الاجازة القصيرة وفى الحقيقة لم يخفى الامر على الجميع وليس صفاء فقط ولكن الفرق ان جميعهم كانوا فرحين بذلك التغيير ويدعون لهم بدوام الاستقرار الا صفاء فكانت الغيرة تقتلها ولم تعلم بالماساة التى تعيشها اختها وان علمت لاشفقت عليها
 .........
 عاد طارق يستانف عمله بنشاط جديد فقد اكتسب حماسا قويا
 اما ليلى فتعمدت الا تتصل به لترى هل احدثت فيه تاثير حقيقى وهل اصبح شغوف بها ام انه لم يتاثر بها وما كان فيه معها كان افراغ شهوات ليس الا
 .................
 مرت عدة ايام لم يتصل بها زوجها وقد عاد لما كان عليه مما اشعرها بالياس وكرهت نفسها وشعرت انها قد اهدرت كرامتها بما فعلته لكى تسترضيه
 وفى صباح يوم قامت صفاء من نومها مرهقة فخرج معتز يطلب من ليلى ان تجلس جوارها لحين ان ياتى بالدكتور
 قلق الجميع عليها وما هى الا ساعة وقد بشرهم الدكتور بحملها ففرح معتز جدا ووجدته ليلى يطير من السعادة وحمل زوجته واخذ يدور بها بينما شاهدت ايضا الفرحة فى عين والدة زوجها والحاج صالح
 فحزنت على حالها فهى ايضا تتمنى ان تكون ام واصعب شىء ان تشعر المراة انها ارض غير خصبة فجاهدت حزنها بان الهت نفسها فى خدمة اختها وفى خدمة الجميع فى البيت فقد اخذت صفاء تتدلل على زوجها واهله بحملها ولم تعد تشارك ليلى فى اى شىء بل على العكس اصبحت ليلى هى من تخدمها وعادت تهتم بشئون معتز
 اما معتنز فعلى الرغم من انه يرفض ان ترهق زوجته بعد حملها فى خدمته ولكنه ايضا لم يرضى لليلى ان تقوم على شئونه وخدمته فقد كان يشعر بها وحلمها ان تكون هى الاخرى ام فهذا لا يحتاج الى برهان فكل انثى تولد برحم اذا فهى تولد بتلك الغريزة الربانية
 معتز لليلى / معذرة يا لليلى ولكنى اراكى ترهقين نفسك كثيرا فدعى عنكى خدمتى وانا ساقوم بشئونى حتى تلد صفاء ويتم شفاءها على خير
 ليلى / لا يا معتز انت مثل علي وربى الاعلم كم انا سعيدة بحياتكم فهى حياتى ولم اشعر باى ضيق ابدا من خدمتك و..
 قاطعها معتز بصرامة وقال / اعرف ما تقولينه حق المعرفة ولست فى حاجة لتبرهنى لى ولكنى لا احب ان اشق عليكى فانا من يقوم باعمال زوجتى
 وجدت ليلى منه الاصرار فرضخت لطلبه
 وما هى الا لحظات ووجدت امها وابيها واخيها علي وزوجته فريدة قد هلوا عليهم وهم مهللين من الفرحة واخذت امها تطلق الزغاريد فرحة بحمل صفاء فهذه هى عادة الارياف
 حضر الحاج صالح وزوجته ومعتز معهم رحبوا بالحاج نعمان ومن معه
 كان علي لا يحيد النظر عن اخته فقد لاحظ ان بريق عينيها قد انطفا وحل مكانه الحزن فاشفق عليها وود ان لم يخبرها بما جاءوا اليه حتى لا يزيد حزنها ولكنه لم يكمل تفكيره الا وانتبه على مباركات الحاج صالح وزوجته له ولفريدة فقد حملت فريدة ايضا
 ليلى بداخلها / ااه كل من حولى تحتويهم الفرحة من كل مكان الا انا فالفرحة تهرب منى كلما سعيت لها
 لازال على مركزا معها فوجدها تنظر له وقد تحدثت معه بلغة العيون
 فوجئت بالحاج صالح يضع يده على كتفيها وبابتسامه حنونه يقول / لا لم اشعر باى نقص من غيابك فقد عوضنى الله بليلى
 وكانت اجابته لفريدة التى كانت تناغش اباها ان البيت لم يعد مرحا من بعد زواجها وان ابيها بالطبع يشتاق اليها
 وكان رد الحاج صالح هكذا كنوع من السلوى لليلى فهو ايضا يشعر بها
 ابتسمت له ليلى ابتسامة عذبة وقالت / لا احد يستطيع ان ياخذ مكان فريدة
 الحاج صالح / لا يا بنيتى هذه حقيقة وليست مجاملة منى فانا كنت اظننى لا استطيع رؤية البيت بدون وجه فريدة ولكننى لم اشعر باى جفا بوجودك فقد عوضتينى عنها
 زوجته مكمله كلامه / نعم فليلى لم اشعر ابدا انها زوجة ابنى بل شعرت من اليوم الاول انها فريدة
 الحاج نعمان / ليلى ابنتى حنونه من يومها
 علي فى نفسه / لا تتكلف يا ابى فى المجاملة فنبرات صوتك تفضح رياءك فانت لم تحب قط سوى صفاء
 والدة ليلى / ارجوكى يا ليلى اهتمى باختك فالحمل الاول صعب وليتك تتممى جميلك معنا وتاتى بين الحين والاخر تساعدينى فى البيت ففريدة ايضا سنريحها
 ليلى / لا عليكى يا امى كنت انوى هذا دون ان تطلبى
 معتزبضيق منهم / ليلى لن تخدم صفاء فيكفيها خدمة والداى وزوجها اما زوجتى انا الاولى برعايتها والاقامة على شئونها
 علي مكملا كلامه وقد استفزه كلام امه فهى حتى لم تراعى شعور ابنتها ولو بكلمة ولم تشبعها بدعوة ام حنون فقال موجها كلامه لامه / ومن قال لكى ان فريدة فى حاجة الى خدمة فزوجتى لا تتدلل كثيرا وحتى ان كان ذاك فانا موجود اما ليلى فليست بخادمة لدينا فلها زوجها ايضا
 فريدة قامت ووقفت بجوار ليلى وحاوطتها بذراعيها بحنان وقالت لا عليكى منى يا حماتى فانا قد تعلمت الصلابة والصبر من ليلى وعموما سنخدمها جميعنا قريبا باذن الله
 ابتسمت ليلى لها وربتت على ذراعها المحاوطة لها ولم تتكلم
 اما صفاء فتضايقت من اطراء زوجها وعائلته عليها وشعرت ان تدليلها لم يؤثر عليهم وان فرحتهم بحملها سوف لا تقارن ان حملت ليلى فقد كسبت ودهم جميعا
 انتهت الزيارة وصعدت ليلى لغرفتها واستسلمت لحزنها فجلست فى سريرها وهى ضامة ساقيها لصدرها واخذت تنعى نفسها فى حبها الذى اعتقدت انه لا مثيل له وتذكرت زوجها الذى لم يحاول ان يتصل بها ليطمان عليها وشعرت بضيق من نفسها لكرامتها

يا عازف الناى صوت الناى اشجانى
قل انت بيتا وخذ من اهاتى الثانى
ما كدت تنفخ حتى باح ما اخفت انفاس
صدرك من حزن فابكاك وابكانى
يا عازف الناى شدو ذاك ام نوح
اراك تبكى اعز القول والبوح
ااضعت خلا ام الدنيا باكملها
تبكى احبابا ودعتهم ومرار البعد بفمى
والشوق اوقد فى الاحشاء نيرانا

 على يجلس شاردا بينما جاءت فريدة وحاوطته من خلفه وقالت / ما بال زوجى مشغولا عنى وعن ابنه
 علي مد يده لها وجذبها واجلسها على ساقيه وهو يبتسم ابتسامة حنونه وقال / لا عليكى منى الاهم انى اراكى ترهقين نفسك فى خدمتى وانا لا ارغب فى هذا فما يهمنى هو انتى وابنى
 فريدة / اممم قلت لك قبل ذلك انك كتاب مفتوح امامى فقل لى ما الذى يشغل بالك ولا تراوغنى
 علي اخذ نفس عميق وزفره وقال / انا لا انشغل الا بك وبليلى
 فريدة / وما لها ليلى فانا اراها على ما يرام مع اخى
 علي / اذن فقد غشى عينك الضباب فانا اعلم الناس باختى فهى تشعر بالوحدة واظنها الان فى اكثر الاحتياج الى وجود طارق معها حتى يؤنسها فهى مما لا شط فيه حزنت لعدم حملها وودت ان فرحت مثلكم فهذه غريزة كل انثى وليلى من يومها تبحث عن قلب يضمها ودوما ما كانت جائعة للعواطف
 صمت لبرهه ثم اكمل قائلا ومثل ليلى ما ان ترى مجرد بصيص امل لذاك القلب الا وركضت نحوه وتشبثت به واقلت اليه بكل فيض مشاعرها قبل ان تتاكد ان كان هو يضا يحبها ام لا واراها انها فعلت هذا مع طارق ولكنها فاقت على صدمة موجعه فلا هو احبها ولا هو كرهها فجعلها تتخبط بين مشاعرها وعقلها
 ثم نظر لفريدة بالم لعلها تفهم ما يقوله / اخاف ان يتسبب اخيك فى كس قلب ليلى ويومها سيكتشف انه لم يكسر قلبها فقط بل كسر قلب اخته ايضا
 فريدة بعدم فهم مع دهشة وبدات تبعد يدها المحاوطه له وقالت بقلق / وما شانى انا باخى فهلا جمعتنى معه فى سلة واحدة
 علي بالم على ما اصاب زوجته من قلق / ولكنها الحقيقة فهل تعتقدى انى ارضى انعم انا واختى مكسورة
 فريدة وقد تجمعت الدموع فى عينيها وبدات ترتعد اطرافها / هل يعنى كلامك ان فشل زواج ليلى وطارق انك ستطلقنى ؟
 علي / سيكون دمار شامل على الجميع حتى معتز وصفاء
 فريدة وقد حاوطت وجه زوجها بيديها وكانها تود ان تترجاه / ولكن انا وانت غيرهم وتواعدنا ان نحارب لاجل حبنا فاياك ان تتركنى مهما حدث
 دفن علي وجهه فى صدرها وقال / انا اكثر منكى الما فانا لا اتخيل الحياة بدونك
 ...............
 فى القاهرة

 طارق فى بيته ومعه صديقه عامر
 عامر/ ما بك هكذا مشتت منذ ان عدت من البلد ولم تعد تضحك كما كنت ففى النهار انت فى العمل صارم وهذا ليس بجديد علينا ولكن كلنا نعلم انك تتبدل فى الليل وتعيش يومك بكل اريحية وتضحك وتخرج وتختار اى رفيقة لتعيش معها ملذه اخر يومك فماذا حل بك
 طارق وهو جالس امامه ويضع احدى ساقيه على الاخرى وقد ارجع راسه للخلف وسندها على مسند الاكنبة التى يجلس عليها وفرد كلتا يديه على ذات المسند وحدق ببصره لسقف الغرفة ولم يرد على عامر
 تعجب عامر اكثر من حالته وقام وجلس جواره واعاد عليه السؤال / ماذا حل بك ولما اراك هكذا مشتت
 طارق وقد اعتدل فى جلسته واخذ يخلل اصابعه فى خصلات شعره لعله يركز فى تفكيره ونظر لعامر نظرة باردة ولم يرد ايضا عليه
 تعجب عامر اكثر لحالته ولم يتفوه بحرف اخر
 فجاة قام طارق منمكانه واخذ مفاتيح سيارته وقال / لا تحزن ايها الابله فهيا لنخرج
 عامر بتعجب من تقلب حاله من حال لحال فى فى نفس الثانية ومع ذلك نظر له محدقا وقال / لن ابرح مكانى حتى افهم حالتك تلك اتحسبنى غريب عنك ولا افهمك اجلس هنا وجاوبنى عن سر شرودك هذا
 جلس طارق بجواره مرة اخرى متاففا وقال بعصبية / ماذا تريد منى الان؟
 عامر / لقد قلت ما اريده اكثر من ثلاث مرات ومنتظر اجابتك
 طارق بعصبية اكثر / انا حقا متوتر وشارد وانا نفسى لم اعرف ما حل بى ولم اتمكن من اخذ قرار
 عامر / قرار فى ماذا ؟
 طارق / فى زوجتى فلم اعد افهم شعورى هل انا احببتها ام انه اعجاب بشىء جديد ليس الا
 عامر / ولما من الاساس تزعج نفسك انت تحبها وهى كما قولت فعلت ما تريده وغيرت من نفسها فلما التضارب فى حقيقة شعورك اغرورك يمنعك من الاعتراف بحبها ؟
 طارق بنفس العصبية / انا لم احبها حب يكفينى بها دون غيها ولكنى دوما ما ارى فيها شىء مختلفا عمن عرفتهم فارى قلبها الاخضر البرىء فاحبها وارى حياءها فاحبها وعندما اراها وهى تتوانى فى خدمتى احبها اكثر ولكن ما ان اقترب منها بلهفتى الا وجدتنى اتبلد معها واشعر بان بريقها اختفى
 عامر بعدم فهم / ولما كل هذا
 طارق / اسمع يا عامر انا احب النساء ولى معهم باع ولمست فيهم كل شىء فكانت كل انثى فيهم فيها تصفة تسلب لب اى رجل وكنت دوما اشعر اننى لن اتزوج الا اذا وجدت انثى تكون بها كل صفات الاناث التى عرفتهم حتى لا ينقصنى شىء ولا اضعف امام اى انثى اخرى فكنت دوما اتخيل نفسى وانا مكتفى بتلك التى اختارها لاكمل معها حياتى وكم ساكون معها سعيدا وانها لابد ستكون شىء جديدا مختلفا يشبعنى ويكفينى
 انا اريد انثى يا عامر تحتوينى واشعر بقوتى معها واتلذذ بضعفها معى . اريد انثى تتشكل كل يوم فى عينى ببريق جديد حتى يظل عقلى مسلوبا اليها . صمت للحظة وكانه يتذكر ليلى وقال / انا لا انكر انى شعرت بسعادة وانا املكها واجدها بكرا فهذه اول تجربة لى مع بكر وكنت اتلذذ بحياءها ولكن هذا ليس معناه ان تكون معى دوما خجولة فاشعر معها بالتبلد كما انى اشعر انها على رغم تعليمها العالى الا انها ينقصها الاناقة والاهتمام بالذات
 اغمض عينه بضيق واخذ نفس عميق ثم قال / كنت اود ان اتعامل مع انثى ناعمة الجسد واتلذذ برائحة عطرها واغراءها واهتمامها باناقتها خارجيا وداخليا اريد انثى عصرية تفهم كل شىء عن العالم الخارجى حتى اشعر ان حكيت معها انها تواكبنى فى كلامى وتفهمنى اما ليلى فلازالت فى مكانها محلك سر رغم تعليمها
 قام من مكانه واخذ يتحرك هنا وهناك وقال بعصبية اكيد انت فاهم ما اود ان اقوله ولكنى عاجز عن الشرح انا .. انا..انا تعاملت مع اناث كثيرات ورايت معنى الانوثة بام عينى ورايت النعومة والدلال والجمال والذكاء وضف عليهم تلك التى تهتم بالبيت وتعرف كيف كانت تستقبلنى احسن استقبال فى جو كله حنان حتى انى اود ان اعيش فى هذا البيت طيلة عمرى
 اريد انثى معتزة بنفسها ليست سهلة المنال صدقنى انا رايت كل هذا ولكن كان ينقصهن انى لم اكن اول من لمسهن وان كنت وجدت تلك التى اجتمعت فيها كل تلك الصفات ما كنت ترددت عن الارتباط بها ولهذا اردت ان اجمع كل هذا فيمن اتزوجها حتى اكتفى بها
 عاد وجلس مرة اخرى وصمت قليلا ثم قال / والحق حق ان يقال لقد وجدتها فى اخر مرة جددت من نفسها وحاولت ان تغير من حالها ولكنى ايضا لم اكن فى قمة انسجامى حيث شعرت منها بالتكلف لارضائى وانا لا اريد التكلف من زوجتى وكم كانت صدمتى عندما كنت اراها بملابس مهلهلة وانا فى خيالى شيئا اخر فكنت انفر منها لعدم اهتمامها بنفسها وكم كان ضيقى منها وانا ارى اختها رغم انها ريفية مثلها ولكنها كانت تعرف كيف تتزين وتظهر جمالها لزوجها
 وكم شعرت بالغيرة وانا ارى اخى معتز هانىء مع انثى بمعنى الكلمة تحمل من الجمال ما يملا عين زوجها
 صمت ولم يكمل ونظر لعامر وقال له / ان كنت وعيت ما اقول فاريد رايك
 صمت عامر لبرهة وقال / انا لا اخالفك الراى فى اى كلمة قلتها بل على العكس كل رجل منا لا يبحث الا على انثى مكتملة الصفات وذكاء الانثى يكمن فى كيفية سلب لب الرجل ولكل انثى طريقتها الخاصة وبصمتها فى ذلك فترى انثى تسلبك باغراء جسدها واخرى بدهاءها ومكرها وثالثة بعنادها واخيرة بحياءها الى اخر ذلك من الصفات ويظل الرجل يبحث عن انثاه التى تحمل كل الصفات معا والقليل بل النادر من يحصل عليها ولكن الكثير من يتزوج ومع ذلك يشعر ان من اختارها وتزوجها هى الانثى المكتملة الصفات ولا يوجد مثيل لها على الارض ويكتفى بها ولا يرى منها الاما هو جميل اما الحال بالنسبة لك وارى انه اكبر غلطة فى حياتك لانه المنغص عليك سعادتك ويجعلك لا تشعر بها ويؤسفنى ان اقول انك ستظل هكذا لن تنعم ابدا بسعادة سواء مع ليلى او غيرها لثلاث اسباب
 السبب الاول : منهما لان السعادة فى وجه نظرك تتمثل فى الماديات مثل جسد المراة ونعومته واغراءه او رقتها ودلالها حتى ولو كانت لاتحمل جسد مغرى ثم انه ليس هناك انثى جامعه لكل صفات الانوثة ولكن كل انثى لها جمالها الخاص الذى يميزها فكان عليك ان تبحث عن كمال الجوهر والروح لانهم ان كملوا ستكمل معهم الصفات المادية التى ترغبها اما ان وجدت كل تلك الصفات دون اكتمال الروح يومها ستندم النك ستشعر بانك تتعامل مع صنم كامل الجمال ولك لا روح فيه
 السبب الثانى : انك تعاملت مع اناث شتى وجميعهن من الطبقات الراقية او مع هؤلاء اللاتى يعيشن على مقابل جمال اجسادهن وكلا النوعين لا يضنون جهدا فى الانفاق على زينتهن حتى يقضين معظم وقتهن فى مراكز التجميل
 ولكن امثال ليلى فهن جميلات جمال ربانى ليس فيه اى تزييف ولكن مع ذلك يفقدن ملكة الاهتمام بانفسهن وبالطبع هذا عيب فيهن ولا شك وان كان جمالهن الطبيعى يستحق منهم الاعتناء وانت عندما شاهدت جمال اختها كنت ترى الظاهر ولكن ان تعاملت معها ايضا لاكتشفت انها لا تزيد شيئا عنها ومن كلامك فهمت انها لا تفقه شيئا من الاهتمام بشئون الزوج وان من كانت تهتم به هى زوجتك ويومها كنت ستقول انا اريد امراة تهتم بشئونى وتفهم ما اريد قبل ان اطلبه
 اما السبب الثالث : فان الخلق من اول ادم حتى يومنا هذا مقسم لنصفين نصف رجل ونصف انثى ويظل كلا منهم يبحث عن نصفه الاخر الذى يكمله واؤكد على كلمه يكمله اى يكمل كل نقص فيه اى كان فلابد لك ان تبحث عمن تكملك انت شخصيا فمثلا ان كنت جاد فى حياتك فابحث عمن تملاها لك بهجة ومرح وان كنت اعوج ضال ابحث عمن تساعدك على الصلاح ولكن انت ابتعدت بفكرك عن تلك التى تكملك لتصبحان شخص واحد متجانس وتمتزجون معا حتى تصبحون روح واحدة فى جسدين وبحثت عن مواصفات تعجبك ولكنها لن تكملك
 والسؤال الذى كنت اود ان تساله لنفسك هل اذا وجدت تلك التى تمتلك كل تلك الصفات بغض النر عن كونها تكملك ام لا فهل يا ترى ستوافق عليك هى وتروق لها صفاتك فمن الطبيعى ان تلك الانثى المكتلمة هى ايضا تريد رجلا مكتملا فيه كل الصفات الخياليه فهل انت مكتمل الصفات وخيالى
 تنهد باسف على فكر صديقه وقال / لقد اسات التفكير وفكرت بذاتك ولم تفكر بتلك التى تتمناها
 و يؤسفنى ان اصارحك باننى قد توصلت لنتيجة لن ترضيك فى كل الاحوال فانت لن تسعد بليلى ابدا تلك الانثى الريفيه التى لا تفقه شىء فى كيفية الاغراء ولا تتفنن فيه وتخجل من زوجها وهذا عيب ولا شك لان كل زوج يحب ان يرى من انثاه ما يتخيله ولكن كان يمكن تلافى كل هذا ان صبرت عليها وعلمتها بنفسك ويكفيك انك تعترف انها حاولت ان تغير من نفسها كما كان يكفيك ان تكون انت اول من يلمسها فكل ما تريده سهل التحقيق ولكن المشكله الحقيقية انك من الاساس لم تعشق بقلبك لانك ان عشقتها لم ترى منها الا الجميل ولتلذذت منها بالقليل
 صمت طارق وكانه يفكر فى كلام عامر فقد واجهه بنفسه التى لم يفهمها فهو حقا بحث عن كل شىء جميل راه فى كل انثى عرفها ولكنه ايضا لم يشعر مع ليلى بحب عاطفى وهذا ليس بيده فالقلب ليس باله يحركها وقتما شاء ولكن كان يشعر معها برغبة شهوانية اذ انه كان تلذذ بكونه اول من لمسها
 طال صمته والحيرة داخله تنهش فيه ثم استطرد فى الكلام مرة اخرى قائلا / احيانا اشعر بضيق وانا اتذكر انى من الاساس اجبرت عليها فاشعر بقلبى يرفضها ويجوز ان كنت صادفتها دون اجبار لاختلف كل هذا ولم يتمرد عليها قلبى ولم اعد اشعر بان نصفى يريدها ونصفى الاخر يرفضها
 دفن وجهه بين كفيه للحظات ثم اعاد لوضعه الاول وارجع راسه للخلف واغمض عينه لعل عقله يهدا من تلك الحيرة التى لم تتركه منذ ان تزوجها
 .........
 فى اليوم التالى سافر اليها وفى نيته ان يضع حداً لهذه الحيرة
 وما ان وصل فاستقبلته امه بالترحاب واعتلى صوتها فسمعتها ليلى من اعلى وقد كانت ترتب غرفتها فسرت بجسدها قشعريرة لم تعرف اهى سعادة ام رهبة ولكن الاهم انها توترت وبسرعة توجهت للحمام واغتسلت وخرجت لتتزين فهى تعلم انه ل يزال امامها برهة من الوقت قبل ان يصعد اليها فلابد اولاان يسلم على والدية ويجلس معه قليلا
 بينما كان هو يجوب بعينه ليراها واخذ يتخيلها هل سيراها كما سبق وراها بملابس مهلهلة ام انها قد تكون مثل اخر مرة راها فيها
 خرج عليه معتز اخيه وهو يسند زوجته فهى قد زادت الدلال عليها وما ان راى اخيه الا وقام اليه وسلم عليه وقبل ان يساله عن حالة زوجته اجابه معتز بفرحة / لقد منا الله علينا وصفاء تحمل فى احشاءها اول احفاد الحاج صالح
 لا ينكر طارق انه قد سرت قشعريرة داخلة فالانجاب لم يخطر بباله ولكن عندما شاهد فرحة اخيه تذكر على الفور ليلى فهل تمنت هى الاخرى ان تكون ام ولكنه اجاب على نفسه ولما لا فالمراة اكثر شغفا بهذا وان كنت انا الان تمنيت ان افرح مثل معتز فما بالها هى
 انتبه على صوت امه وهو يبارك لمعتز وصفاء وهى تقول / اختك ايضا قد منا الله عليها فاذهب وبارك لها مثل اخيك
 ابتسم ابتسامة شاردة وقال نعم ساذهب بالطبع ولكنه استاذن وخرج على الفور
 بينما اخذت صفاء تتابعه وعندها فضول تعرف لما خرج بسعة قبل ان يصعد لزوجته وما هى الا قليل وقد عاد وهم لا يزالون فى مجلسهم ولكن قد ارتسمت على وجهه ابتسامة قد اضاءت وجهه
 والدته وقد لاحظت تلك الابتسامة فسالته عن سببها فقال لها لقد نسيت هدية ليلى فعدت لاحضرها لها
 زادت غيرة صفاء فهى تعلم ذوق طارق ولكنها كتمت غيرتها وبداخلها ودت ان تعكر صفو اختها وفرحتها بعودة زوجها
 وهكذا دوما نار الغيرة تعمى صاحبها عن الحقيقة فلو كانت تشعر باختها وحالها مع زوجها وان علمت انها كم تتمنى ان تحمل طفل فى احشاءها مثلها لاشفقت عليها ولكن شيطانها لم يظهر لها اى شىء سوى نار الحقد
 صعد طارق بسرعة لليلى فوجدها فى ابهى زينتها وهى تجلس على فراشها وما ان رات الابتسامة تملا وجهه الا وقامت اليه بسرعة ورسمت على وجهها الدهشة من مجيئه المفاجىء ولكنه اقترب منها بسرعه واحتضنها ليزيل عنها توترها
 قدم لها هديته ومن داخله ود ان يعرف ما بداخلها هل حزنت لحمل صفاء وفريدة وتمنت ان تكون مثلهم ام انها لاتعطى للامر اهميه ولكنه لم يجروء على ذلك ووجد نفسه يلتهمها بقبلاته ولم يعطيها فرصة للفرار منه
 اما هى فقد شعرت معه بنفس تلك السعادة السابقة والتى دوما لا تدوم وكان فى نفسها تود ان تساله عن سبب تقلباته معها وحيرته ولكنها ايضا لم تجرؤ وظل كليهما بداخلهما اسالة كثيرة ولم يستطيع ايا منهما البوح بها ولعل وجود مثل تلك التساؤلات فى صدر كل منهم كفيلة بالا تجعلهم يندمجان معا
 اما طارق ما كاد ينسى ما جاء اليه الا وتذكره بسرعه وسال نفسه هل حقا اود ان انجب منها ام الافضل الا اربط نفسى معها باطفال فهذا شىء جديد لم افكر فيه ولكن ماذا يحدث حال ان حملت هل سارحب وافرح ام ستزداد حيرتى
 ظل يفكر وشرد بحاله وهو جالس جوارها
 امام هى حاولت ان تخرجه من تلك الحالة بالحديث معه فى اى شىء الا انها فزعت فجاة على صوت ابيها اسفل يتناقش بحدة مع الحاج صالح ويبدوا انهما يتشاجران فقامت هى وهو بسرعة وهبطوا لاسفل لتجد ان الحاج صالح يجادل ابيها عنها فتعجبت وسالت نفسها ما الشىء الذى اقترفته جعلت ابيها فى كل تلك العصبيه
 ما ان راها ابيها الا وصاح بها / احقا ما سمعته ؟ هل غفلتينى واكملتى دراستك ؟ هل جعلتينى اضحوكة الناس ؟ هل انتى من تواصلتى مع اهل البلدة قاصدة التقرب بين العائلتين حتى يقال عنى ان ابنتى كانت عاشقة وهى من تسببت فى كل هذا ؟
 الحاج صالح / اهدا يا نعمان فليلى فعلت ما عجزت عنه البلد باكملها بجميع اجيالها . اهدا ولا تجعل الشيطان يتملك منك


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-18, 10:06 PM   #13

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

 انكمشت ليلى فى ظهر طارق وتمن ان يدافع عنها امام ابيها لانها لم تجروء على الكلام مطلقا وكان لسانها قد خرس
 ولكنها فوجات ان من يدافع عنها هو الحاج صالح ولكن زوجها لم يتحرك انش واحد ناحية ابيها ليهدا من عصبيته
 وقد زاد ضيقها وهى تجد ان معتز هو الاخر يقف حاجز بينها وبين ابيها ويحاول ان يجعله الا يمس ليلى بسوء
 ولكن والدها ازاح معتز من امامه واقترب منها وهى ترتعد ويزداد تشبثها فى زوجها واخذت تقول بتلعثم / صدقنى كنت اود ان ارفع راسك ليس الا ولكنها لم تكمل كلمتها اذ انهال عليها ابيها بالضرب وجذبها من خلف زوجها وانهال عليها بعصاه التى يتوكا عليها لولا يد معتز التى نجحت فى ان يحول دون ضربها اكثر من هذا وصاح به الحاج صالح / لقد اصبحت ليلى فى منزلة فريدة وهى الان فى كنف زوجها ولا يصح لك ان تتعدى عليها هكذا وهى فى بيتى وبيت زوجها فكانك تعديت على انا
 ساعدها معتز فى القيام من على الارض فقد وقعت من شدة ضرب ابيها ولكنها جالت بعينها على زوجها فوجدته هو ايضا يقترب ليمد لها يده لتقوم ولم يتفوة باى حرف
 دفخاب املها فى ان يكون سندها فلم تعطيه يدها وتشبثت بمعتز وقامت مستندة عليه فى حين انها نظرت للحاج صالح ودموعها تملا عيناها وودت ان تساله لما لم يسندنى زوجى ويدافع عنى
 سحبها معتز وصعد بها لغرفتها ليبعدها عن بطش ابيها فما ان دخلت الا والقت بنفسها فى سريرها ودفنت نفسها بالامها وودت ان تهرب لعالم اخر فلاول مرة تشعر بحاجتها لوجود اخيها فهو الوحيد الذى كان سيمنع ابيها عنها ولكنها اخذت تفكر فيمن فتش سرها له
 وما هى الا لحظات الا ووجدته يدلف للغرفه ومتاسفا على حالها واقترب منها واخذ يمسح على ظهرها فرفعت راسها له ودموعها تملاه ولكنها لم تتكلم فمد هو يده واخذ يمسح دموعها ولكنه وجدها بكت اكثر وقالت باسف / كنت اظننى لن احتاج لسند اخى ما دمت اصبحت فى كنفك ولكن وجدت انه لن يسعنى الا حضن اخى فهو الوحيد الذى لا يحتاج الى تكلف ليدافع عنى فهو يدافع بغريزته اما انت ..
 قاطعها وقد جذبها لحضنه وضمها اليه وقال / حاولت الا اتدخل بينكما ولكنى لم اعرف كيف ارد عليه فانا لا اعلم كل شىء عنكى
 انهارت اكثر وابعدت راسها عن حضنه وقالت / كان بوسعك ان تعرف كل شىء عنى منذ ولادتى حتى اصبحت ملكا لك ولكنك انت الذى لم ترد ان تعرف عنى شيئا لانك لو احببت لسالت
 قال لها هامسا / سامحينى وضمها اكثر واخذ يربت على ظهرها حتى استكانت فى حضنه وغلبها النعاس بينما هو لا يزال بين راهب وراغب
 قامت من نومها فوجدته قد سافر فلم تسال ولم تتصل به ولم تفرح ولم تحزن فقد اصبح التبلد حليفها
 سافر ولم يعد يطيق الدنيا حوله فلاول مرة يجد نفسه هكذا
 مرت ايام حاول ان يغمس نفسه فى العمل وسافر الى السويد لمتابعة بعض الاعمال ولم يحاول ان يتصل بها حتى يقرر ماذا يريد
 بينما غاصت ليلى فى الجهة الاخرى فى احلامها واحزانها واشواقها ولم تشعر الا بصوت طرقات على باب غرفتها فتعجبت لانه لم يطرق غرفتها احدا فعلى الرغم ان الحاج صالح وعائلته يحبونها الا انه لم يطرق بابها ولو مرة احد منهم للسؤال عنها وهى تجلس وحيدة وكانت تشعر على الرغم ان ما يفصلها عن شقيقتها مجرد جدارالا انها كانت تشعر بانها وحيدة غريبة بينهم صمتت لتتاكد ان كان هناك طرقا حقيقيا ام انه خيل اليها وما كادت تصمت الا وسمعت تكرار الطرقات فقامت وهى تمسح دموعها وفتحت الباب فاذا بالحاج صالح يقف بكامل هيبته امامها ويسد عليها الباب فنظرت له وقد ارهبها وجوده امامها واخذت تحدث نفسها فى عجاله ما الذى اتى به لغرفتها اهناك امر ما من زوجها فارتعدت اوصالها فقد شعرت انه قد يكون ابلغة انه لا يريدها من الان فى حياته . ام انه ليس اى هناك اى شىء من ناحية زوجها وربما تكون هى قد اقترفت شىء ولم تنتبه له
 كل هذه اسئلة جالت بعقلها فى لمح البصر حتى انها لم ترد التحيه له وما ان تمعنت النظر فى ملامحه الا ورات ابتسامة حنونه تملا وجهه فاطمان قلبها وتاكدت انه ليس هناك ما قد يسوءها وتنبهت على صوته مرة اخرى وهو يعيد عليها التحيه ويقول / اين شرد عقلك يا بنيتى انا اكلمك
 ليلى معتذرة / عفوا ولكنى لم اعتاد ان ياتى احدا منكم الى غرفتى و..
 قاطعها هو بصوته الدافىء معتذرا / فى هذا عندك الف حق ووجب الاعتذار على ولكن لكى ان تشفعى لى ولزوجتى فقد كهلنا ولم تعد اقدامنا تحملنا للصعود اليك ولكن ان كانت فيدة هنا او ايوب فتاكدى انهم كانوا لا يتوانون فى السؤال عنكى فهم اكثر اولادى معرفة بالواجبات اما معتز ابنى فخجله يمنعه ان ياتيكى ليسال عن حاجاتك
 ليلى / عفوا يا عمى انا لم اقصد ان اشعركم باى تقصير معى ولكنى فقط وضحت سبب توترى ولكنكم لم تقصرون معى فى اى شىء فيكفى حنانك معى
 الحاج صالح قدم قدمه بخطوه لداخل الغرفة فابتعدت هى مفسحة له فدخل وجلس على اقرب كرسى وقال لها اغلقى الباب وتعالى
 اغلقته وتحركت وجلست امامه على طرف السرير ونظرت له لعله يبدا كلامه
 نظر لها الحاج صالح مليا قبل ان يبدا كلامه ليجمع افكاره بينما هى كانت تنظر اليه وهى متوترة
 الحاج صالح وهو يبتسم لها ابتسامة عذبة / انه ايضا فى نفس حيرتك الان
 توترت اكثر ولم تعرف بما تجيبه فهو دوما ما يدخل فى لب الموضوع مباشرة بالاضافة الى انه يقراها من داخلها دون ان تتكلم
 الحاج صالح وقد اتسعت ابتسامته ليهدا من توترها وقال / انه ابنى وانا اعرفه اكثر من نفسه وقد رايت السعادة فى بريق عينيه فى اخر اجازة له حتى كنت اشعر بتوتره وهو جالس معى فقد كان يود ان تركنى وجاء اليكى خاصة بعد ان شعر معكى بجمال التغيير ولكنه يجاهد نفسه التى لاتطيق التقيد بعد الحريه وجأت الان لاقول لكى لنبدا خطتنا الجديدة لمحاربته بنفس سلاحه ولكن وجب عليكى ان تتحلى بالصبر حتى نفوز فى معركتنا
 لم تستطع جمح دموعها فقد اوجعتها كرامتها اذ انها وجدت نفسها انها هى الوحيدة التى تحارب من اجل كسب قلبه ودوما ما كانت تسمع العكس ان الرجل هو من يناهض لكسب قلب المراة فقالت بعصبية ان ضمنت لى ان احصد ثمرة من صبرى هذا لوجدتنى اصبر من ايوب ولكن هل تتعهد لى اننى لن اؤذى فى كرامتى من ولدك جراء صبرى
 حزن على ياسها من اصلاح ولده فقال باثا فيها الامل / هناك قاعدة فقهية تقول ما وجد بالاحتمال سقط عنه الاستبدال
 صمتت للحظة ثم قالت / كيف سنحاربه بنفس سلاحه
 ابتسم لها فها هى قد وافقت ثم قال /لابد ان نسافر اليه ولابد ان تغيرى من حالك وتظهرين بمهر مختلف نهائى حتى يراكى بام عينه ومع ذلك لا يعرفك حتى تسلبين عقله ويومها سنواجهه بان كل تلك الصفات سهل تقليدها وانك قادرة على ذلك ويومها سيعترف بانه قد اخطا وانك قادرة على كل شىء فينصلح حاله
 عادت وسالته ولكن كيف سيكون هذا
 الحاج صالح / لقد رتبت لكل شىء وساشرح لكى
 اول شىء لقد اتفقت مع سكرتيرته الخاصة بانى اود ان اعين ابنة اخى كسكرتيره لطارق حتى تراقب افعاله واعطيتها مبلغ من المال وطلبت منها ان تبلغ طارق وهو مسافر بخبر استقالتها وانها ستجلب احدى صديقاتها المميزات لتعمل مكانها وفى فترة سفره ستعلمك هى كل شىء كما اريد منكى ان تذهبى لاشهر المحلات فى القاهرة وتغيرين من مظهرك حتى ان عاد طارق لا يعرفك ثم انى سافاجاه باننى اتيت بكى لتعيشى معه بحجة انى اريد حفيدا منه وهنا ستصبحين انتى بمظهرك الجديد سكرتيرته فى العمل وعند عودته يجدك فى انتظاره بمظهرك الحقيقى وتبداين معه خطتنا
 وافقت ليلى وفى الصباح ذهبت لبيت ابيها لتسلم عليهم وتخبرهم ان زوجها هو من طلبها للعيش معه فى القاهرة واثناء ما كانت فى الطريق دعت الا تجد اباها فلازالت مجروحة منه
 ما ان وصلت الا وحمدت ربها انها لم تجد ابيها فاستقبلها اخيها على وفريدة بالترحاب وجائتها والدتها وطيبت خاطرها عن تصرف ابيها
 ليلى جلست ما يقرب من ساعة هى طول فترة زيارتها وكانت بجسدها معهم ولكن عقلها وقلبها فى مكان اخر شاردان بالتفكير فىما ستبدا فيه من الغد
 لم تخفى حالتها على على وعرف انها تكذب عليه حين قالت ان زوجها هو من طلب وجودها لجواره لانه يشتاق اليها ولا يطيب له العيش دونها فانتظر حتى دخلت والدتهم تكمل ما كانت تفعله واقترب منها وهو يبتسم فى وجهها ابتسامته الحنونه كعادته وكانت فريدة جالسة معهم ولم تتحرك
 على / اعلم ان زوجك لم يرسل اليكى ولن احتاج منك سبب لتبرير سفرك له ولكن ما اريده منكى الا تفعلين شىء وانتى مرغمه عليه
 نظرت له وهى متوترة وقالت / انا لم ارغم على شىء انا..
 قاطعها بهدوء وقال / انا اعلم واكاد اكون على يقين من سبب ذهابك له وانا اول من يشجعك على هذا فهو زوجك وحقك ويستحق منكى كل الحروب والمجاهدة للحفاظ عليه ولكن ما اقصده ليس ارغام نفسك لان تذهبى اليه بل على العكس انا اؤيدك فى هذا فليس هناك اى عيب او اهدار للكرامة وانت تحاولين الحفاظ على بيتك وزوجك ولكن ما اقصده الا ترغمى نفسك على العيش معه ان تاكدتى بانك بذلتى كل ما فى وسعك ولكنها ذهبت جميعا هباء ولم تحصدى اى تقدم فهنا ان اجبرتى نفسك على البقاء معه سيكون اهدار لكرامتك وارغام لكى وهذا مالا اريده
 دمعت عيناها فاقتربت منها فريدة وربتت عليها وقالت / صدقينى يا ليلى اخى يهواكى واكاد اجزم بذلك لانه ماكان يهرب منكى الا لانه يهواكى ولا يجروء على الاعتراف لانه بطبيعته لا يحب الاجبار ولا يحب ان يكون مروض فرفض الاعتراف بذلك الحب الذى تملكه فى ظروف لم يرضاها وهذا يجعلك قوية لتحافظين عليه
 اومات براسها بنعم ومدت يدها ومسحت دموعها وابتسمت وهى ترى علي يحضن زوجته ويبتسم لها ويقول / اصبتى القول يا زوجتى الحبيبة وقبلها من جبينها
 زنت ليلى عندما شاهدت هذا الموقف فعلى الرغم انه موقف عادى ولا يحتاج الى اى تعجب الا انها حزنت لانها رات فى معاملة اخيه لزوجته كيف يكون الحنان والاحتواء ورات كيف يساعدها فى كل شىء وكيف هى تتدلل عليه بينما هى لم ترى اى شىء من قبيل هذا مع طارق حتى انه لم يعطيها اى فرصة لتتدلل عليه مثل اى امراة وفى النهاية استسلمت لاخر فرصة امامها والتى نتيجتها ستكون اما القرب او البعد بلا رجعة

يا عازف الناى جف الدمع من عينى
يا عازف الناى دارى جراحك
وقل لنفسك هذا ماشاءه القدر
يا غربة الاه فى صدرى كم انتفضت
وهم بقربى فما شعروا ولا اشتاقوا

 وسافرت معه للقاهرة فى اليوم التالى وما ان دخلت البيت ووجدت اناقته وذوقع العالى الا وشعرت بقلة ذوقها فشتان بين غرفتهاهناك والبيت هنا
 ابتسم الحاج صالح عندما راها تتامل المكان وقال هذا ذوق ابنى ايوب
 ليلى / ذوق رفيع حقا
 الحاج صالح وهو يتفاخر بابنه / ابنى ايوب كامل الاوصاف فى كل شىء
 اوامت بنعم دون ان تتطرق للحديث عنه
 مر اسبوع اشترت ليلى ازياء كثيرة وذهبت لاشهر مراكز التجميل حتى خرجت انسانه اخرى وعمدت للبس عدسات ملونه وفوقها نظارة طبية حتى تبدوا وكان ضعف نظرها من لون عينيها وتعلمت ايضا كل شىء فى الشركة
 وفى اثناء جلوسها خلف مكتبها سمعت صوته والساعى يرحب به فارتعدت وخافت ان ينكشف امرها وما ان وجدته امامها وقد ظهر حقا فى منتهى الاناقة فنظرت له باشتياق فقد افتقدته كثيرا وتمنت لو ارتمت بصدره
 اما هو فنظر اليها وجال بنظره على مظهرها وملامحها وسالها بهدوء / انتى السكرتيرة الجديدة ؟
 لم تجيبه ولكنها ردت بسؤال / من انت ؟
 ابتسم ابتسامته الجذابه مما وترها اكثر وقال / انا طارق صالح مدير لشركة
 افتعلت الاعتذار وابتسمت ورحبت به
 بينما دخل هو مكتبه وقد ارتسمت ملامحها امام عينه فابتسم دون ان تراه وقال فى نفسه / افضل خدمة قدمتها لى سحر ان جلبت تلك الجميلة
 ولكن فرحته التى شاهدتها ليلى فى عينه واعجابه بها حتى انه اخذ يطلبها بمعدل كل دقيقة لتدخل اليه على قدر ما اسعدتها على قدر ما احزنتها فقد شعرت ان هذه خيانه لها فها هو زوجها يميل لفتاه اخرى وما كان حالها وهى كانت لا تزال فى القرية
 ومع كل ذلك الاعاب الذى راته والذى اعطاها ثقة فى نفسها تبدل كل هذا عندما عاد لمنزله وتفاجا بوالده وليلى بمظهرها العادى فى انتظاره
 طارق بصدمة / والدى ؟ ليلى ؟ ما الذى جاء بكما هل حدث مكروه ؟
 ليلى وقد توترت ولم تعرف بما تجيب فرد الحاج صالح عنها وهو مبتسم حتى يشعره ان الموضوع شىء عادى وامر مفروغ منه ان الزوجة لابد ان تكون مع زوجها فى اى مكان
 ما ان عرف طارق من والده سبب وجودهم الا وصدم وشعر انه للمرة الثانية يجبر عليها وهذا قد ولد لديه شعور اكبر بالنفور منها فبعد ان كان بين راغب وراهب وبعد ان كان قد اخذ قرار انه لابد ان يحدد موقفه الا ان وجدها امامه دون ان يكون له الحق فى الاختيار وبعد ان كان يشتاق اليها فيسافر اصبح فاترا معها حتى وان عاملها بود
 شعرت ليلى بالاحباط ولم تحاول ان تتكلم معه فى هذا اليوم
 فى اليوم التالى ذهبت قبله للشركة ولم يلاحظ عدم وجودها لانها نامت فى غرفة اخرى بحجة انها وجدته غير مسرورا بوجودها
 وعلى العكس مما تراه منه فى البيت وجدته يدخل عليها بوجه بشوش وبجاذبية فتانة فالقى عليها التحية ودخل لمكتبه ولم ينادى عليها ولكنها وجدته انه منشغلا فى بعض الاعمال ثم وجدته يامرها بطلب بعض مديرى الاقسام لعمل اجتماع هام وجلست هى جواره تدون كل شىء
 وفى الحقيقة هى لم تنكر على نفسها انها كانت سعيدة وهى تراه بتلك الجدية فى العمل واخذت تتفاخر بينها وبين نفسها قهذا الرجل زوجى اخذت تشاهده وهو يعطى الاوامر ويشد ويلين فى ان واحد فعرفت انه يتعامل بذكاء عالى فى المواقف المختلفة ومع ذلك لم تجده ينظر لها كثيرا فهو يفصل بين العمل وبين الهراء
 هى نفسها تعلمت منه كثيرا
 ما ان انتهى الاجتماع الا وبدا الجميع يعودون لمكاتبهم وهمت ان تخرج فوجدته ينادى عليها باسمها دون القاب ليلى
 ارتعدت وهو يناديها وتوقفت للحظات وعادت له / تحت امرك يا استاذ طارق
 قام اليها واقترب منها وهو يبتسم ويقول / طارق فقط دون القاب ما دمنا وحدنا
 تصنعت الخجل ولم ترد عليه
 باغتها هو بالسؤال / هل لديكى مانع ان تتناولى غدائك معى؟
 ليلى / اسفة ولكنى لم اعتاد على التاخير و..
 قاطعها قائلا / لن اؤخركى كثيرا ولكنى اود ان ااكل معكى لعلك تفتحين نفسى فانا جائع وفى ذات الوقت لا اريد الطعام
 ليلى / من الطيعى ان تجوع فانت منذ الصباح وانت منهمك فى عملك دون تريث
 سحب سترته من على ظهر كرس مكتبه وقال / اذن فلترفقى بى وتقبلين دعوتى
 لم تمر الا نصف ساعة وكانت تجلس معه ف مطعم راقى يتناولان غدائهم وكانت تاكل بخجل وفى صمت بينما هو كان جائع حقا
 ليلى فى نفسها / لم اراك تاكل بهذا النهم من قبل ولم ارى منك مثل تلك نظرات الاعجاب

مالى سواك وقلبى فيك اذبته
مالى غيردمعى وفيك سكبته
ما كنت اعرف الغرام وما الاسى
والشوق والتبرح حتى ذقته

 راها تحدق فيه فغمز لها بطرف عينه وقال / ارانى قد روقت لكى
 ليلى مباغته / لما دعوتنى لتناول الغذاء معك ولم تتناوله مع زوجتك ؟
 نظر لها متسائلا فقالت له عفوا ولكنى رايت محبس زواجك فى يدك فعرفت انك متزوج
 نظر ليده وقد بدا ضيقه وترك طعامه ونظر اليها مليا ثم قال بحزن وكانه يود ان يخرج ما بصدره / تعرفين انها على نفس اسمك ولكن شتان بينك وبينها
 تالمت ليلى من الكلمة فلاول مرة تشعر انها تعيش بروحين فى جسد واحد وكرهت ذاتها وكرهت هذا التمثيل والتكلف
 اكمل هو مسترسلا / لا انكر ان زوجتى جميلة طيبة ولكنها لا تجيد فن التعامل مع شخصيتى ولم تستطيع الوصول الى ما اريده فانا اريد زوجة كاملة فى كل شىء تفهمنى قبل ان اتكلم اريد زوجة اشعر معها بالانجذاب فى كل وقت ولكنى للاسف اجبرت على وجودها فى حياتى وحاولت ان اتغافل عن هذا واراها بشخصيتها حتى اتعايش معها وحقا شعرت معها بشعور غريب لم االفه من قبل ففرحت وقلت ان احببتها ولكن سرعان ما يتبدل هذا فى لحظة كما انى سالت نفسى ان اشتقت اليها وهى بعيدة اذن فانا احببتها فارانى اشتاق لها ولكن مع ذلك ان زاد غيابها عنى لا يزداد اشتياقى اكثر بل على العكس قد اشعر بالفتور
 عاودت وسالت نفسى ان شعرت بغيابها وانى لا اعرف العيش دونها اجدنى كذلك حقا ومع ذلك اجد انى رغم الشعور بغيابها الا انى تعايشت دونها ولم ينقصنى شىء وهذه الامور المتضادة ترجمتها عندى انى لم احبها بعد ولكن كانت طامتى الكبرى حينما وجدتنى اجبر عليها مرة اخرى ..
 اخذ يسترسل فى الحديث وكانت كل كلمة يتفوه بها تمزق قلبها الا اشلاء فقد عرفت مكانتها عنده وقيمتها ايضا وعرفت ان كرامتها قد اهدرت فقد عرفت منه ما لم يبيح به قط
 انتهى الغداء وما ان عادت لبيتها الا وانهارت من بكاءها فها هو اعترف امامها بصفتها فى حياته اعترف حقا انه لا يحبها وانه اجبر عليها فقامت وقالت هذه هى النهاية ولن اجبر نفسى عليه اكثر من هذا وقامت بسرعة وفتحت خزانه ملابسه واخذت تبدل ملابس ليلى السكرتيرة وهى محتقرة لنفسها فكيف لها ان تحارب هى وحدها لاجله وهو يعيش حياته بكل سعادة وهو بعيد عنها انها وجدته بوجهيه وجه وهو يمطرها بكلمات اعجاب واهتمام ووجه بارد متبلد الشعور فاى عذاب هذا
 بدات تجمع ملابسها فى حقيبتها استعدادا للرحيل ولكنها توقفت للحظة وقال لنفسها ولكن لما لم ارى ان رايه هذا رايا صحيحا فهو حقا اجبر على وليس ذنبه اننى كنت اعشقه منذ زمن فهذا قلبى انا وانا المسئوله عنه وهو يعترف انه كان ينجذب لى حقا ولكن سرعان ما يتبدل شعوره اذن فالعيب عندى انا وانا التى فشلت فى احتواءه ومن الان على ان اعدل من ذاتى فلما ل اكون ليلى السكرتيرة التى هواها فى المنزل وفى الشركة ؟
 جلست شاردة فى حيرتها لا تعرف ان كانت هى المخطاة ام هو وظلت لفترة حتى سمعت صوت وصوله فبسرعة هندمت من حالها وتزينت وخرجت له فى ابهى صورة ورحبت به وقالت بصوت هادىء ساجهز الغداء حتى تغتسل
 طارق وهو يقترب منها ويقبل راسها / لا عليكى فقد اكلت فى المكتب
 ليلى بحزن / ولكنى انتظرتك
 طارق وقد حاوطها بذراعه فقد حزن لانه تركها وحدها وقال لها مبتسما لا عليكى جهزى الطعام وساكل معكى مرةاخرى
 وبالفعل جلس جوارها على السفرة والغريب انها وجدته يطعمها فى فمها فتوترت واستغربت فعله فهى لم تعتاد منه على ذلك ومع ذلك فتحت فمها واكلت من يده فابتسم لها وقال / لما تعجبتى ؟ وانا لم اتعجب فى اى مرة اطعمتينى فيها
 ليلى بتوتر / ولكنك انت زوجى وهذا واجبى
 نظر لها وقال / اريدان اتحدث معكى كثيرا فى امور كثيرة .اريد ان اتعرف عليكى اكثر فكصيرا ما اشعر انى اجهلك فلا اعرف ما تجبى وما تكرهى وما الى ذلك
 ليلى / اسال وعلى الاجابة
 طارق / لا اريد ان اسال فنحن لسنا فى حصة مدرسية ولكن اريد ان نتحدث ونلهو ونتشارك ختى استكشفك بنفسى
 صمتت ليلى وقالت / ان اردت استكشافى لما طلبت منى ان تعرفنى فمن يحب يلاحظ هو كل شىء يخص حبيبه فى صمت
 تضايق طارق منها واقتضبت ملامحه فهو لم يريد منها التجريح ولا التوبيخ فان كانت هى عشقته حقا لعلمت كما تقول بنفسها انه لم يحبها وانه يحاول ان يحبها فلما اذن لم تحتويه وتفهم ما يريده فى صمت وتبدا هى معه فقال بصوت يحمل فى نبراته مدى ضيقه / عندك الف حق ولهذا احب اضيف لردك انكى ان كنتى عشقتينى حقا لعرفتى ما بداخلى دون ان اتفوه به ثم قام من جوارها ودخل حجرة مكتبه ولم يخرج منها الا بعد فترة وما ان خرج الا ووجدته ترك المنزل وخرج يكمل ليله فى الخارج مع من يرى فيهم الاملائمة لطباعه
 ظلت الحياة بينهم هكذا فى توتر حتى انها تاكدت ان مجيئها اليه كان بمثابه غلطة فقد اصبح التبلد بينهم طيلة الوقت هو الشىء العادى فى علاقتهم وقد فقدت حتى شعوره بالاشتياق عندما كان يسافر اليها بعد فترة غياب وفى كل تلك الفترة لم يمسها كاى زوجين وظلت هى حبيسة غرفتها واصبحت فى حياته مجرد خادمة تقوم بشئونه ولم تعرف ان بتصرفها هذا قد حسمت حيرته فقد اعترف بينه وبين نفسه انه لم يهواها وليس هناك امل فى ان يهواها
 بينما على النقيض من الناحية الاخرى قد وقع اسير حب ليلى السكرتيرة ولاول مرة يشعر بهذا الشعور فقد دق قلبه حقا لها فقد كانت بالنسبة له هى الانسانة التى كان يبحث عنها فهى فى نظره مكتملة فى كل شىء فهى كانت تفهم مايريده دون ان يتفوه به كانت شيك جدا كانت مغريه كانت ذكية كانت ماهرة فى كسب كل الجولات لصالحها كانت ذكية ومثقفة وتعتز بانوثتها وتتفنن فى اظهارها دون ان ترخص من نفسها كانت لا تزيده الا اشتياقا لها ولم تكن سهلة المنال اصبحت تشغل كل عقله وترك لاجلها كل من كان يعرفهم من النساء واصبح اكثر اشراقا واكثر حبا للعمل غيرت فيه الكثير حتى انه نسى ان هناك ليلى اخرى فى بيته
 كان فى الصباح لا يفعل اى شىء الا وهى معه وفى المساء يسهر ليله وهو يتحدث معها فى الهاتف وان كان يعلم ان من يهيم بها ما هى الا زوجته ولا يفرق بينهما سوى جدار لركض نحوها وحضنها وادخلها بين ضلوعه وكان قد علم ان معه جوهرة وجب عليه ان يصونها ولكنه عيناه كان يغشاها الضباب فلو كان اطال بصيرته لراى رائحة زوجته فى سكرتيرته ولو كان تامل ملامحها بحب يوما لراى ان ملامح سكرتيته ما هى الا ملامح زوجته ولكنه لم يحاول التمعن الا فى ملامح السكرتيرة التى تهتم بكيفية ابراز انوثتها ودلالها
 بينما كانت ليلا تموت كل يوم وهى ترى زوجها يعشق اخرى حتى وان كانت هى ذاتها فقد سامت من العيش بشخصيتين فلا هى قادرة ان تكون ليلى السكرتيرة فى البيت لانها وجدت ان كل هذا كان بتكلف منها دون اى احساس بالحب الحقيقى ولا هى استطاعت ان تكسب قلبه بليلى زوجته
 وان كان طارق يعلم ان ليلى السكرتيرة لم تكن الا ليلى زوجته لطاب له العيش جوارها طيلة حياته وما اسعفته سعادة الدنيا كلها ولكنه لما كان يبحث عن المغريات المادية لم يبحث فى ليلى زوجته عن جانبها الاخر وان بحث لوجد ليلى السكرتيرة بكل سهوله ولكنه لم يجاهد فى التعمق فيها فطارق كانت تصفه العبارة الشهيرة

نرى ما نريد ونريد ما لا نرى
وبين هذا وذاك نفقد قيمة ما رايناه
وتضيع فى سراب ما لم نراه
فكن حريصا دوما الا تفقد قيمة ما تراه
فقد يكون اجمل مما لا تراه
او قد يكون هو الطريق لما تود ان تراه

 فقدت ليلى حبها له ولم تعد شغوفة به ولا متلهفة على وجوده جوارها وعلمت انها عشقت وهما وجمالا زائف وقد اعترفت امام نفسها انها لم تحبه من قبل ولكنها كانت مفتونه به فان كان حبها حقيقى له لما كرهت تضحيتها هذه ولما شعرت بالاستياء من نفسها بل على العكس لشعرت بالفرحة وهى تعيش بقربه ايا كانت صفتها فهذا هو الحب الحقيقى لا يعرف الا التضحية ويرضى بالقليل ولا يرى من الحبيب الا كل جميل اما الافتتان التى عاشت فيه تحت مسمى الحب فسرعان ما انكشف ورات بعينها فرق مشاعرها وهى تتغير
 ورات ان الشك ما ان تسلل اليها الا وتاكدت انها لم تعد تحبه لانها ان كانت لازالت تحبه ما تسلل لها الشك ابدا ولكن ان تملك الشك من الحبيب فانه يوقعه بين شقى الرحى فلا هو قادر ان يستمر فى حب ليس فيه وافر النصيب ولا هو قادر على الفراق وتزداد النار اشتعالا ويحرق الفؤاد
 اخذت تتذكر علي شقيقها ومعاملته لفريدة فقد كان الحب واضح بينهم دون الحاجة الى تكلف او مجاهدة
 وتذكرت ايضا معتز وكيف كان يعامل صفاء بحب وتودد مع ان زواجهم كان بنفس طريقتها مع طارق ولكن العيب هنا فى الشخصية فمعتز عشق صفاء فلم يرى انه مجبور عليها ولم يطلب منها ان تتكلف فوق طاقتها لترضيه بل كان يعطيها اكثر مما تعطى هى
 اما طارق فكان على النقيض تماما من على ومعتز ومن حتى ابيه بل من اى رجل يحب فكان يبحث عن ماديات وليست مشاعر وهى نجحت ان تعطيه الماديات فى شخصية والمشاعر فى شخصية اخرى وان كان هواها لراى انها تجمع الاثنين ولكنه كان اعمى عنها فالرجل حين يحب المراة فانما يريدها هى ولا يريد ما هو اجمل منها لانها هى هي بذاتها لا لانها امراة لا فارق بينها وبين سائر النساء
 فالخزانه التى نراها فارغة هى بعينها التى نراها مملؤة بالجواهر الثمينه ولكننا نخشى على متانتها وهى حاملة عامرة ولا نخشى على متانتها وهى فارغة منسية
 وليلى كانت بالنسبة لطارق كالخزانه ولكنه راها خاليه ولذلك لم يهتم بها ولكن عندما راها فى صورة اخرى ظن انها مملؤة بالجواهر فخاف عليها وود ان يحتفظ بها للابد ويتزوجها فى حين ان ليلى هى ليلى فى الحالتين ولكن نظرته هى التى اختلفت فرات فى ليلى السكرتيرة اشياء عميت عيناه ان تراها فى ليلى الزوجة
 ولهذا قررت بعد فترة تفكير ان تبتعد عنه للنهاية وعليها ان تحافظ على كرامتها فاما ان يرضى بها هكذا واما فلا داعى للتكلف وقررت ان تكون هى سيدة قرارها مهما كانت نتائجة فالاهم هى ذاتها التى لا تستحق منها ان تهدرها بهذا الشكل

كنت قلبى وبروحى شاريك
بعد ما كانت روحى فيك
معقول اضيع بايديك
لو قادر بصلى بعينيك
رفضت حبى وشوقى اليك
وكانى ذكرى وماضى ليك
كنت املى وخفت عليه
واهو قلبى مات والبركة فيك
 ............
 فى اثناء ذلك كان ايوب قد عاد الى البيت فى اجازة قصيرة لا تتجاوز الثلاث ايام وحتى فى تلك الاجازة لم يسعفه القدر ان يرى ليلى فقد علم ما فعله والده وانها ذهبت لزوجها فامل ان تنجح فى تجربتها
 الحاج صالح لابنه / اتمنى ان تنجح زوجة اخيك فى مهمتها فانا خائف ان فشلت فانها سترفض ان تكمل معه وما اخشاه ليس تجديد الحرب بين العائلتين ولكن لان ذلك سيتبعه خراب بيت اخيك معتز وبيت اختك فريده وكلاهما مستقرين فى عيشتهما
 كما ان اهم ما يحزننى ان اخاك ان فقدها فقد فقد اكبر نعمة فى حياته فهى نعم الزوجة الصبورة التى تسعى لان تحافظ على بيتها وزوجها ولا تضنى اى جهد فى سبيل نجاحها فى ذلك
 ايوب وهو يركز فى ما يقوله اباه / ان كانت كما تقول فاتمنى من الله ان يكملها لهم بالذرية الصالحة فهذا انسب ما يجعله يتمسك بها فانا اعرف طارق لن يتحمل ان يتربى ابنه فى كنف غيره واعلم ايضا انه حنون جدا ووجود طفل صغير سغير من افعاله
 الحاج صالح اتمنى ذلك
 ايوب ركز ببصره على اخاه معتز ولاحظ خدمته لزوجته ولاحظ دلالها الزائد عليه فانتابه الضيق منه وسال ابيه / منذ متى ومعتز يقوم على خدمة زوجته هكذا ؟
 الحاج صالح بضيق / انها مدللة جدا من قبل حملها ومن بعده فمن قبله كانت اختها هى من تخدمهاومن بعده اخيك هو من يخدمها
 ايوب بضيق وعصبية / وكيف لا تنهاه عن ذلك
 الحاج صالح / لا دخل لنا يا بنى فى شئونهم
 ايوب بعصبية اكبر / ما معنى لا دخل لنا فى شئونهم هذا اخى ورجولته منى ورجولتى منه فكيف اسمح لرجولتى ان تصبح مداسا لامراة لا تحب الا الدلال وباعلى صوته نادى على اخيه
 معتز من الداخل ارتجف وهو يسمع صوت اخيه وقد ثارفقال لصفاء / ما الذى اثار الفهد فوالله ما يثار الا على الحق ويا ويلتى ان كنت انا سبب ثورته
 صفاء بضيق / وما شاننا نحن به
 كرر ايوب النداء فخرج معتز بسرعة
 اقترب ايوب منه وقد راى ان زوجته تخرج خلفه فقال/ منذ متى وانت تقوم بعمل النساء
 فهم معتز ما الذى اثار اخيه فقال بتلعثم / منذ ان حملت
 ايوب / وهل قبل ان تحمل كانت تقوم بخدمتك
 صفاء تقف خلف معتز وقد سرت بجسدها قشعريرة رهبه من ثورته
 معتز / كانت اختها هى من تقوم بخدمتها اولا ولكنى رفضت ذلك وتناقشت معها فى انها تخدمنى بنفسها
 ايوب / اين رجولتك لتجعل زوجة اخيك هى من تخدمك واين قوامتك على زوجتك فكيف تقول انك تناقشت معها فهل الامر يحتاج الى مناقشة ؟
 صمت قليلا وكانه يهدا من ثورة نفسه بينما تمنى معتز ان يصمت لانه قد استصغر نفسه امام اخيه فهو عنده كل الحق فيما يقول
 بينما اكمل ايوب قائلا / اسمع يا معتز ليس من العيب ان يخدم الرجل امراته بل ويساعدها يدا بيدا فى كل شىء وليس من العجب ان رايتنى امدح هذا الرجل فهنا تكمن قوامته اذ انه قادر على القيام بعمله ومساعدتها فى اعمالها ولكن ليس معنى هذا ان تنسى امراته واجباتها الحقيقية حتى تعتقد ان الزوج هو المسئول عن خدمتها وليس العكس
 وما كنت ساحادثك فى هذا بل وجدت انه من التطفل ان اتدخل فى شئونك الداخليه ولكن ما حركنى هى رجولتى والتى انت جزء منها فانا لا اعتبرك الا ابنى قبل ان تكون شقيقى الاصغر وقد وجد صدرى وضاق وانا ارى اخى الذى لم اربيه الا لان يكون رجل قوادا يتنازل عنها بكل سهولة بل واراه ممتنا بهذا
 ونظرت الى زوجتك فلم اجد فيها عيب او علة تمنعها من القيام بخدمة زوجها وانا لم اطلب منك ان تجهدها بل اقول الاعمال البسيطة الخاصة بل واقلها طعاملك وغسل ملابسك وصدقنى ان رايت ان حملها يعجزها عن ذلك ما كنت تكلمت بل وكنت انا قبل من يعينها ولكنى رايتها تهتم بنفسها كامل الاهتمام ووجدتها تتدلل باكثر مما ينبغى
 وكان من الاولى ان تنظر لاختك فهى فى نفس المراحل التى تمر بها زوجتك ومع ذلك تقوم كل ما يخص امور زوجها وقد كنت فى زيارتها ووجدت علي يساعدها ولكنها كانت قبله وكانت لا تقبل مساعدته الا فيما تعجز هى عنه وانا ايضا ايدتها وقلت له ما قالته هى قبلى
 ظل معتز ناظرا ارضا لا يقوى على رفع عيناه فى مقابلة اخيه بينما شعرت صفاء بان زيادتها فى الدلال قد انقلبت عليها واصبحت مصدر للسخط فظهر على ملامحها الضيق ودخلت غرفتها دون ان تعلق على شىء
 اقتربايوب من اخيه وامسكه من كتفيه وصمت للحظه فقد شعر بخذلان اخيه وهو لم يرد هذا فحزن على حاله ةقال بحنان اخ اكبر ارفع راسك ايها الرجل الصغير فانا لم اقصد خذلانك ولا احب هذا ولكنى دوما اريد ان اراك رجل قوى الشكيمة . اريد ان اشعر ان هناك كتف قوى جوارى يسندنى قبل ان اقع وهذا ما كنت اربيك عليه ولما وجدت العكس اردت ان ارجعك لصوابك وليس لخذلانك هكذا . ارجوك ارفع راسك
 نظر له معتز وابتسم بخجل منه فاحتضنه ايوب وقال وهو يشد عليه / سابقى لك الاب الثانى مهما طال بى العمر والاب يظل يعطى نصائحه لولده مهما طال به الزمن لانه ببساطة لا يراه الا طفله الصغير وعليك انت ان تتحمل قسوتى عليك ففى قسوتى يكمن حنانى
 ابتسم له معتز وقال / انا ليس فى حاجة لتبرر لى هذا ولكنى خجلت من نفسى فقد جردتنى وجعلتنى ارى نفسى امام عينى فاستصغرتها واعدك الا يتكرر هذا
 ..........


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-11-18, 10:09 PM   #14

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

 فى القاهرة

 ذهبت فى اليوم التالى الى الشركة وما ان وصل الا ودخلت خلفه ومعها ورقة استقالتها وما ان راها الا وصدم وتوتر فقام على الفور من خلف مكتبه ووقف امامها وقال / لما تريدين الابتعاد عنى وقد سرت اسيرك ؟ لما تودين قتل قلبى فانا ميت بدونك
 كانت كلماته تجرحها لا تفرحها فاين كانت كلماته تلك من ليلى الحقيقة فهى لم ترى مثل لهفته تلك من قبل وهى الاحق بها الان هو يعترف انه اسيرها وان دقق النظر لعلم انها هى من كانت اسيرته ولكنه كان اعمى
 لم تقوى على كلامه وجادهدت الا تسقط دموعها من جرح كلماته وقالت بكذب / انا ايضا هويتك ولكن ما العمل فانت لك زوجتك وانا لابد لى ان ابحث عن احد يحبنى ويتزوجنى ولن اظل تحت ظل رجل يعشقنى فى الخفاء فقط
 طارق بكل قوة فى الكلام / ومن قال انى اعشقك فى الظلام فقط او انى وددت هذا بل انا انتظرت لاتحقق من شعورى نحوك وها انا عندما تاكدت فانا الان اعترف بانى اريد الزواج منكى
 لم تستطع كبح دموعها اكثر من ذلك فاى عذاب هذا فزوجها يطلب يدها للزواج وكيف وهو من الاساس مالكها
 اعتقد هو ان دموعها دموع فرحة ولكنه كان اعمى فان دقق النظر فيها لراى انها دموع قهر وذل فما يصعب على المراة الا ان ترى العشق فى عين زوجها لاخرى حتى وان كانت هى ذاتها فهى تقبل ان يكون بينها وبين حبيبها مئات الاميال مادامت هى الوحيدة فى قلبه ولا تقبل ان يكون بينه وبينها انثى حتى وان بات فى حضنها
 اخذت تتخيل شريط حياتها منذ ان عشقته فى صمت حتى الان يمر امام عينيها فقد رات انها كانت تعيش فى وهم اسمه احلام وامنيات ولكنها الان لا تريد تلك الاحلام حيث عاشت ما كانت تريده واقع واكتشفت ان الانسان لا يستطيع ان يعيش فى الاحلام كثيرا فقد يسامها ان طالت ولم تتحول لحقيقة وقد يسامها ايضا ان تحولت لحقيقة ولكن مريرة اذن فالاحلام لا تصح الا لبضعة ايام وان طالت تحولت لكوابيس ويرى الانسان نفسه بعد ان كان يود ان يعيش فيها طوال حياته يهرب منها ومن تنغيصاتها لانه ببساطة يكتشف ان احلامه تلك ان تحققت لواقع لاصبح واقع اليم كما عاشته هى وهنا اكتشفت انها قد نضجت ولم تعد تريد ان تعيش فى الاحلام او حتى فى ذكراها
 قالت بصوت متحشرج وماذا عن زوجتك
 كانت ليلى تصارع نفسها وهى تسال هذا السؤال فكانت خائفة كل الخوف ان تسمع منه كلمة تقضى على ما تبقى منها ولكنها فى ذات الوقت تريد ان تسمع منه رايه
 طارق وهو لا يشعر انه بكلمة واحدة سيقتل تلك التى تقف امامه / زوجتى ستظل زوجتى لانى ان طلقتها لاشعل نار الثار بين العائلتين مرة اخرى ولكنى ساتزوجك وتكونى انتى كل شىء لى وساعلن هذا وستبقين انتى معى هنا وهى ساعيدها الى القرية ثم ابتسم مناغشا واستطرد كلامه لها ولا يعرف انه يميتها / ولكن لا عليكى من الغيرة منها على الاطلاق فلا مجال من الاساس لتضعى نفسك فى موضع مقارنه معها
 لم تستطع المكوث امامه هكذا بنفس ثباتها فقررت الفرار قبل ان تنهار ولكنها قبل ان تهرب من امامه قالت له / اذن سنكمل كلامنا فى المساء فى نفس المكان حتى نضع النقاط فوق الحروف وكيف ستقيم لى حفل زفاف فاخر ولكن على الرحيل الان فانا حقا متعبة
 ابتسم لها وقال / اذهبى يا زوجتى المصون ولا تشغلى بالك بحفل الزفاف فانا شغوفا به اكثر منكى
 عادت لبيتها وانهارت اكثر فى البطاء واخذت ترتب افكارها لمقابلة المساء
 وكانت قمة وجعها وهى تراه خارجا من غرفته فى كامل اناقته وعطره يملا المكان وفرحته تملا وجهه فقد كانت فرحة عشق حقيقية وهى ادرى الناس بذلك فقد رات تبدل ملامحه وهو معها ووهو مع سكرتيرته
 خرج دون ان يتحدث اليها وذهب للمكان المتفق عليه بينما قامت هى وبدلت ملابسها ولكنهخا لم ترتدى ملابس ليلى السكرتيرة بل ارتدت ملابس ليلى الانسانة البسيطة الغير متكلفة التى عشقت باحساسها وما ان وصلت اخذ قلبها ينبض بشدة حتى خافت ان يتوقف عن النبض نهائيا قبل ان تواجهه فهى لم تخشى الموت ولكن كانت تود ان يسعفها قلبها لمواجهته وبعدها لا يهم ان كان يقف عن النبض ام لا
 وقفت للحظة تتامله وهو زائغ العين يتمنى لقياها فدمعت عيناها لانه هوى غيرها ولكنها لم تكن دموع شوق اليه ولكنها دموع ندم على وهمها

ما عدت امشى تحت ظل سماك
او اقتفى بعد الرحيل خطاك
ما عدت ابكى فوق اطلال اللقا
او انادى فى الفضاء اهواك
ما عدت اسال عن حكياك التى
اضحت بعينى فى الكرى اشواكا
سر حيث شئت فلا البعاد يهدنى
انا ما انتهيت ولا مات الهوى الاكا

 خطت للداخل بخطوات متثاقلة واخذت تحدق فيه من بعيد ينظر فى ساعته زوينتظرها واخيرا وصلت اليه ووقفت امامه فما كاد يلتفت بوجهه ليبحث عمن ينتظرها الا وصدم بزوجته تقف امامه ففزع وقاممصدوما من وجودها فى هذا المكان وفى تلك اللحظة وبكل كبرياء سالها / كيف علمتى انى هنا وما الذى جاء بكى وكيف خرجتى من الاساس من البيت دون استئذانى
 اسالة متلاحقة وجهها اليه ولم يعرف لماذا وواجهها بكل تلك الاسئلة فهل ليدارى خيانته فى سرعة المواجهه ام لانه خشى ان يسمع منها انها ستبتعد عنه فهو لم يعترف بعد لنفسه انه لا يقوى على ذلك ام انه خشى على منينتظرها ان تحضر وتراه فى هذا الموقف فترى صغر حجمه امامها
 كلها اسالة مرت كشريط سريع فى عقله لا يعرف لاى منهم اجابة
 ردت بثبات وقد شعرت لاول مرة بتوتره امامها / جات انا بدلا عنها لانها لن تحضر ابدا فاردت الا تجلس وحيدا زائغ العينين
 كلامها صدمه ولعثم لسانه وسال نفسه عمن تتكلم ؟ وهل عرفت بحقيقة الامر ؟
 قالت هى / لا تجبر نفسك على ايجاد اى اجابة او اى سؤال فقط انظر لى وحدق النظر عما عميت عيناك عنه فما انا الا هى ولكنك فضلت المتكلفة عنى
 حدق فيها دون ان يتكلم واخ يتمعن النظر وكانه لتوه وجد التشابه بينهما فقال بحروف خرجت متثاقلة / ولما اخفيتى عنى
 جلست امامه وقالت / كنت احارب لاخر نفس لى لكسب ودك ولكنى رايت انى افقد اخر نفس لى وانا اتكلف فى ارضاءك وما كسرنى هو انى رايتك تريد الصورة وترفض الاصل وما كانت الصورة الا الاصل
 شعر بصغر حجمه امامها فجلس وهو مهزوز وقال / والان هل سعدتى بفوزك على خداعى ؟
 ليلى / بل حزنت على خداع نفسى فما عيشت فيه لم يكن خداع لك بل خداع لنفسى التى قاسيت عليها لاجل كسب حبك
 طارق بتحدى / وهل ترين انكى بهذا اوقعتينى فى شباكك او اننى ساظل اسير هواكى ؟
 ابتسمت ابتسامة سخرية وقالت / انا لم اوقعك انت من اوقعت نفسك لانك اخترت الماديات عن المشاعر والاحاسيس وان كنت اخترت ان ترى حبى لرايت فيه كل ما تبحث عنه ولرايت ان الشوق الذى فى عين زوجتك وسكرتيرتك كان واحد
 ومع ذلك اكتشفت انا قبلك ان ما كنت اكنه لك لي حبا ولكنى اضفت لك رقم من النساء اللاتى افتتن بك يا طاووس النساء
 طارق / ولكنى اريد ليلى السكرتيرة مع ليلى زوجتى
 ليلى بدموع / لا تطمع فيما لم يعد ملكك فقد تغيرت مشاعرى وادركت الحقيقة والمشاعر التى تتغير بالادراك لا تعود فالمدرك ليس كالغاضب او الغيور بل المدرك هو انسان وعى وتمعن وجرح وشفى والالم لا ياتى انسان الا ويغادره وقد اثر فيه باحدى طريقتين فاما ان ينبت مكانه زهرا فيدوى واما ان ينبت شوكا فيدمى وللاسف المك ادمانى وان كنت اعطيتنى قطرات من اهتمامك يوما لكانت سرت فى عروقى مجرى الدم فتداوى كل جروحك التى قد يعجز ان يداويها الف زمان وزمان
 ضاق صدره من كلامها او قد يكون ضاق من هزيمته امامها او من هزيمته امام نفسه هو نفسه لم يعرف سبب ضيق صدره ولكنه قام بصرامه وجذبها من ذراعها ناهيا ذلك الموقف فهو لم يعتاد ان يكون صغيرا مثلما كان الان وقال لها بعصبية / لا تتعشمى فى ان تكسرينى ايتها البلهاء فانا مالكك شئتى ام ابيتى وانا من اقرر ان كنت سابقى معكى ام لا ولا كان هناك اى داعى لالاعيبك تلك فانا من البداية من نفرتك وان كنت اود ان اتركك لتركتك ولكنى اجبرت على البقاء عليكى كما اجبرت على الزواج منكى لاجل اهل قريتنا وانا من البداية كنت ارفضك ولكن اخيكى استعطفنى عندما صارحنى بانكى عشقتينى فى صمت فحاولت الا اجرح شعورك
 صدمت هى من طريقته وصدمت اكثر منكون اخيها اعترف له بحبه ورخص من قيمتها امامه فها هى تاخذ الضربات المتتالية من كل من حولها دون شفقة ولهذا لم ترعف كيف ترد عليه فقد جف حلقها وتيبس لسانها فلم يعد قادرا على النطق فقامت ومشت معه وهو يسحبها خلفه ولم تشعر بسحبته ولا بقبضته ولا بالاى شىء حولها
 اما هو فلا يعلم لما هاجمها هكذا فقد يكون هذا نوع من استرداد كرامته او نوع من خيبة الامل لها فى انه سيتخلى عنها
 مرت الايام وهى فى غرفتها وحالتها تسوء يوما عن يوما واصبحت اسيرة فراشها
 اما هو لم يكن اقل منها حزن ولكنه لم يعتاديوما على الاعتراف بالخطا فكيف لطاووس النساء ان يعترف بهزيمته امام احداهن فوقف امام غرفتها للحظات وود ان يدخل ليطمان عليه وهو لازال فى حيرته ولكن حيرته الان لم تكن احبها ام لا فالان هو اعترف لنفسه انه يحبها ولكن الحيرة فى هل اعترف لها اننى هزمت امامها فتتكبر على ام اكسر غرورها فتعيش تحت سيطرتى
 وقف مشتاق . حزين . يائس . احاسيس متداخلة

كلما اشتقت لك عاتبت نفسى فانا من صنعت هذا الفراق
فلا يحيينى كاس من الذكرى ولا تحيينى لحظات الاشتياق

 مرت ايام وهم على نفس الوضع لا يتحدثون وكل منهم حزين فتارة عاشق وتارة جافى
 قامت ليلى من نومها وهى واهنة الجسد ولاحظت ان هذا الوضع لازمها منذ اربعة ايام ولكن اليوم ازداد الوضع سوء فاخذت تتقيا فاضطربت ولكن كانت الطامة الكبرى فقد حاولت ان تكذب نفسها فاشترت تحليل حمل وفوجئت باعلان حملها فصدمت كيف حدث هذا ؟ ومتى ؟ ومن من ؟ حيث انه لم يمسسها منذ شهور فصرخت صرخة مكتومة وهى تخشى فضيحتها فاغمى عليها ووعت طريحة الارض فسمع هو من الخارج صوت ارتطامها فتوجه لحجرتها وطرق بابها ولكن ما من مجيب فدخل عليها فوجدها ملقاه على الارض ودموعها تغرق وجهها فحملها ووصعها فى سريرها واخذ يوقظها ولكن لا مجيب ووجد فى يدها عبوة التحليل فصعق فاخذها واخباها فى جيبه واخذ يحاول افاقتها واخيرا نجح وما ان استيقظت الا واخذت تبحث عن العبوة فى توتر دون ان تتكلم
 اما هو فتصنع انه لم يفهم عما تبحث وسالها ماذا حدث ؟
 فبكت بشدة وقالت بضعف اتركنى وشانى
 تركها وخرج وتوالت الايام وهى لازالت تبحث عن العبوة وساءت حالتها الصحية واصبحت خائفة فقد شعرت بان موتها قتلا اصبح لصيقا بها وقد يتم تنفيذه بين اللحظة والاخرى واخذت تتخيل والدها عندما يعلم بتلك الفضيحة فاما ان يموت قهرا وهذا لا محالة واما سيقتلها اولا ثم سيموت قهرا ايضا واخذت تتخيل ان على اخيها لن يجروء على رفع راسه بعد الان وهو من كان دوما لها الصدر الحنون كما ان حياته مع فريدة ستنتهى لا محالة وصفاء ايضا ستتسبب فى القضاء على حياتها المستقرة مع معتزواخذت ايضا تتخيل طارق زوجها وهو لا يترك تلك الفرصة تذهب هباء دون ان ينتقم منها ردا على كرامته
 مئات الصور والمواقف والاحداث اخذت تتجسد امامها ولكما تتخيل هذا تنكمش اكثرفى سريرها ويزداد اعياءها وامتنعت عن الطعام والشراب
 فى الشركة طارق مع عامر حكى له كل شىء منذ ان اتت ليلى لمنزله وعن تلك الحيلة التى صنعتها لاجل التقرب منه حتى روسته لتلك العبوة فى يدها وهى ملقاه فى الارض
 عامر بدهشة / وكيف فعلت ذلك ولماذا ؟
 طارق / فعلت ذلك لانى اشتقت اليها وهى تتمنع وانا لااريد ان اعلمها انى رغبت فيها حتى لا اشعرها بانكسارى امامها وفعلت هذا فى مساء يوم بعدما عدت من الخارج وكنت من الصباح وضعت لها المنوم فى جميع زجاجات المياة التى بالتلاجة
 عامر / وما الذى تنوى فعله الان ؟
 طارق بكل غرور / ساكسر غرورها وساذهب لوالدى واقول انى اكتشفت حملها اونه ليس منى وانا لا اريدها ولكنى اجبر نفسى على البقاء عليها حتى لا احدث بلبلة فى البلده وعليه ان يجعلها تسقط ما تحمله فى احشاءها
 عامر بصدمة / لا اتخيل ان يصل غرورك لهذا الحد لدرجة ان تفضحها لتعيش معك مجبرة ومكسورة وتقبل ان تتخلص من صلبك لاجل غرورك
 طارق / الطفل سانجب غيره ولكن ما يهمنى انه لا طريقة للابقاء عليها الا بتلك الطريقة ويومها ستعيش مكسورة تحت جناحى بعد ان هزمتنى وظهرت امامها فى موقف الابله وفى النهاية ما يهمنى هو الا افقدها
 عامر / انت متكبر ومتعجرف فهى لم تهزمك بل خسرت نفسها قبلك ولم تسىء لك يوما وما فعلته الا لتبقى عليك وتكسب قلبك فشتان بين تصرفك وتصرفها فانت حقا لم تحبها يوما فالذى يحب لا يجرح ولا يفضح وما يكون فعلك ان عرف اهلها وقتلوها فماذا ستفعل وقتها
 او يجوز ان تتخلص هى من الجنين قبل ان تعترف انت لوالدك
 طارق لن تستطيع الانكار ومعى العبوة
 عامر / انت مغرور ومتكبر فكيف هانت عليك حياة انسانة لكى تبقى على لقبك طاووس النساء ولكن عليك ان تعلم ان الله جبار وعادل ولن يتركك هكذا تفعل ماتشاء فى خلقه وتسىء بسمعه انسانه بريئة لاجل حبك المزعوم
 طارق بعصبية / حبى ليس مزعوما وليس امامى طريق لكسبها غير ذلك لانها لن تعود الى كما كانت الا بتلك الطريقة
 عامر هو الاخر بعصبية / ولما تجبرها فقد كانت بين يديك منذ البداية ولكنك تعودت الا ترى النعم الا بعد زوالها

قالت كفاك تمنعا واراف بنا
فالشوق ارق يا عنيد منامنا
عيناك تحكى ما اود سماعه
ولسانك المحتال ينكر وجدنا
نظراتك السكرى توافق لهفتى
وفؤادك المغتر يقتل شوقنا

 هنا تذكر طارق كلمة علي اخيها وهو يقول ان النعم لا تاتى الا مرة واحدة فهى حقا كانت بين يديه نعمه وبيديه ايضا فقدها
 فى اليوم التالى سافر طارق لابيه وطلب ان يجلس معه على انفراد
 ما ان راه والده بهذا الشكل الا وشعر ان هناك خطب ما فقام متوجسا مما سيتفوه به وقال له / اذن فهيا بنا للمزرعة فانا كنت ذاهب اليها
 ما ان وصلوا لمزرعه الا وقال متصنعا العصبية / لقد اجبرتنى على الزواج من انسانه ما كنت اود يوما ان اربط اسمى باسمها وليس فيها من الصفات من يتوائم معى ومع ذلك صبرت ووجدتك تجبرنى مرة اخرى على ان تراها عينى فى كل دقيقة وجئت بها للقاهرة وايضا صبرت لكن ما لا اصبر عليه ان يضرب بشرفى عرض الحائط
 ما ان سمع والده تلك الكلمه الا وجحظت عيناه واخذ يتلفت حوله لعل احد من العمال حولهم يسمعهم وقال بهمس / مهلك يا ولد صالح اوعيت لما تفوهت به فى التو
 اخرج طارق عصا الاختبار ووضعها امام ابيه بنفس العصبية وقال / هذا دليل خيانتها وعليك ان تفسر لى كيف حدث هذا وانا لم امسسها منذ ان اتيت بها الى بل والادهى اننا نعيش منعزلين كلا منا فى غرفة
 الحاج صالح لم يعد قادرا على الكلام من هول الصدمة وفى ذات الوقت غير قادر على تصديق ما يتفوه به ابنه فهو يعلم اخلاق ليلى وانه لن يهون عليها شرفها حتى وان لم تعد تطيق العيش معه وساد الصمت المحوب بالصدمة للحظات قطعها طارق بقوله ان ما فى وسعى عمله هو التستر عليها لال عدم اثارة الفتنة ولكن عليك ان تبلغها ان تجهد ما فى احشاءها فانا لن اقبل ان اربى من ليس من صلبى وامامك فرصة كبيرة لاقناعها لانى ساسافر من الغد لسويسرا والا سوف اذهب لوالدها واعترف بكل شىء وليكن ما يكون
 لازال الحاج صالح صامتا لا يتفوه بحرف وكان الصدمة جعلت الكلمات تهرب منه
 طارق شعر انه مثل كذبته بطريقة خالت على والده وانه قريبا سيحتفظ بليلى للابد وانها ستلين وتصبح تحت طوعه فقد اعترف اخيرا انه احبها
 ولكن ما لم يحسب حسابه ان والده شك فى صدق كلامه وتاكدت شكوكه عندما قال انه سيتستر عليها بشرط ان تسقط ما فى احشاءها فهنا تاكد ان هناك امر ما يجهله فابنه ليس بالهين ليقبل على كرامته هذا فشعر ان ابنه هو المخطط لهذا ولكنه لم يتفوه لعله يرتب افكاره ويجد اى خيط يؤكد له شكوكه وما السبب الذى يجعله يرفض هذا الطفل ان كان ولده حقا
 تركه طارق وعاد للقاهره وهو ظانا ان حيلته خالت على والده
 مر يومان سافر فيهما طارق لسويسرا وترك تلك المسكينه تبكى حالها ولا تعرف كيف تتصرف وقد ساءت حالتها الصحية وفى يوم سمعت جرس الباب فقامت وهى تتسند على الحائط وتمسك بطنها من شدة الالم وما ان نجحت فى الوصول الى الباب وفتحته الا ووجدت عامر صديق طارق يقف امامها فنظر لها وعلى حالتها المرزية فشعر بالذنب تجاهها فقال / هل لى ان ادخل فهناك سر ما اريد ان اوضحه لكى
 نظرت له بضيق فليس بينه وبينها اى كلام واعتقدت ان مايريد قوله ان طارق يخونها مع سكرتيرته وهذا اخر حديث تود ان تتحدث فيه فقالت بارهاق وهو لا يزال واقفا امام الباب / ارجوك لا اود سماع اى شىء فما بينى وبين طارق سينتهى فور عودته وهمت ان تغلق فى وجهه الباب معتذرة
 استوقفها قائلا / حتى وان كان السر بخصوص ما تحملينه فى احشاءك ؟
 ليلى بصدمة من الكلمة فمن اين علم انها حامل وما علاقته بهذا وما هو السر فنظرت له جاحظة عيناها وافسحت له الطريق دون ان تتفوه بحرف
 خطى للداخل بخطوات ثقيلة وما ان دخل واغلقت هى الباب حتى وقفت امامه منتظرة ما يتفوه به وكلها لهفة فقد شعرت ان معه برائتها وتفسير لما هى فيه
 نظر هو للارض وبدا متوترا ثم قال / لا تقلقى فانتى اطهر انسانة وما باحشاءك هو ابن طبيعى لطارق
 شهقت ووضعت يدها على فمها بينما كانت الاخرى لا تزال تضغط بها على بطنها من الالم وبدا تتجمع الدموع فى عينيها وانتظرت ليكمل
 مرت نصف ساعى حكى فيها عامر كل شىء وهى وقفت كالصنم امامه من هول ما سمعته فقد اصبحت تتاجج نارا وكراهيه لذاك الطاووس فلم تكن تتوقع ابدا ان تصل به الدناءة لتلك الدرجة وفجاة كادت ان تسقط ارضا ولكن عامر مد يده بسرعة واسندها واجلسها على اقرب كرسى وقال متاسفا على حالها / لم اتى لتنهارى بل جئت لعلمى بذكاءك واصرارك ولابد ان تدافعى عن شرفك فقد كذب على والده فاذهبى اليه وقصى عليه الحقيقة وان احتاجتى الى فساشهد معكى
 لا زالت كما هى مصدومة ولا تتكلم ولكنها تتالم جسديا ونفسيا فالدنيا كلها اصبحت ضدها فقد غدر بها زوجها بل وفضحها وقريبا سيعرف اباها وسيقتلها وستشتعل نار الثار بين العائلتين التى طالما سعت لاخمادها بشتى الطرق فغرره لن يدمرها هى فقط بل سيدمر اناس ابرياء اخرين ليس لهم ذنب سوى انهم ينتمون للعائلتين
 اشارت له بالخروج فلبى طلبها وجلست هى وحيدة منهارة لا تعرف كيفية التصرف واخذت تبكى بانهيار حتى اغمى عليها وهى بمفردها
 فجاة افاقت لتجد نفسها فى سريرها وهناك دكتور معها فنظرت بارهاق وكانها تهذى فوجدت يد حنونه تربت عليها فحاولت ان تركز بصرها ولكن هناك غمامه من شدة التعب حجبت عنها الرؤية الواضحة ثم استسلمت مرة اخرى للعالم الاخر وكانها تبتعد عن واقعها بالنوم
 فى اليوم التالى فتحت عينها لتجد الحاج صالح جالس بجوارها فهمت ان تعتدل فى جلستها ولكن اعياءها لم يساعدها فابتسم لها بحنان وقال / لا عليكى استريحى الان وبعدها سنتحدث مليا فى كل شىء
 ليلى بضعف / انا بريئة وما فى احشائى من صلبك
 تنفس الحاج صالح نفس ينم عن الراحة لسماعه ذلك ثم ابتسم وقال / وانا على يقين من ذلك ولكن اهداى الان وبعدها اشرحى لى كل شىء
 لم تعتد بكلامه وبدات تسرد له ما قاله عامر وما حدث بينها وبين طارق فى الفترة السابقة
 الحاج صالح / كنت على يقين ان فى الامر شىء فهذا ليس تصرف ايا من ابنائى ان عرفوا ان هناك ما يهدد سمعتهم والان احمد الله انى لم اهاتف ابنى ايوب فكنت اود ان اقص عليه ما قاله اخيه ولكنى اعرفه فهو دوما ثائر وكان لن يتوانى ان ينتقم من اخيه ان عرف ما فعله وفضلت ان اتى انا بنفسى لاعرف الحقيقة ولكن ما العمل الان فقد كان ينوى ان يعود بسرعة ولكن اخيه امس اخبره ان ينتظر على الاقل ستة اشهر لحين اتمام الاعمال المتاخرة وان ابقيتى على حملك سيفضحك وهذا لا شك فيه لانه من الطبيعى لن يعترف بكذبه
 ليلى / ليس هناك وقت ساسافر اليه لاواجهه وساحتفظ بابنى فمعه برائتى
 الحاج صالح / ولكن كيف ستسافرين وانتى بهذه الحالة فقد نصحنا الطبيب بعدم الحركة لانك ضعيفة
 ليلى بدموع / ليكن ما يكون فلن اعود عن قرارى ولا بد من المواجهه واثبات برائتى والا فمجرد وصول كذبته لعائلتى سيكون معناه الدمار الشامل
 ....
 مر يومان وبعدها سافرت ليلى لطارق واوصلها الحاج صالح بنفسه للمطار ودعا لها لتيسير امرها
 وصلت ليلى للعنوان بصعوبه وبعد عناء شديد وقد فقدت محفظة نقودها وكانت حالتها مرزية ووقفت امام بوابة الشركة مترددة وخائفة من المواجهة واخذت ترسم فى خيالها ردود فعل متنوعه وبصعوبه خطت للداخل وطلبت من السكرتيرة ان تدخلها واملتها اسمها وما كادت السكرتيرة تدلف عنده حتى خرج هو قبلها مصدوما فلم يتوقع ابدا ان تاتى اليه لتتحداه
 نظر لها نظرة طويلة بين مشتاق وبين شاعر بالذنب بين محب وبين مغرور
 ود ان اخذها بين احضانه ليعترف لها بما اقترفه ولكن نظرتها المتحديةله الجمته فلم يقوى على التفوة باى حرف يعبر عما بداخله ولكنه وقف صامدا حتى لا ترى فيه نظره القلق من المواجهه واشار اليها بيده لتدخل دون ان ينطق وظلت السكرتيرة تحدق فيها وفى مظهرها وتمتمت كلمات ظنت ان ليلى لم تفهمها ولكنها فهمتها فكانت كلمات سخرية من ان تلك هى زوجة لهذا الرجل الجذاب
 ما ان اغلق باب المكتب عليهم الا وسالها بصرامة / يبدوا انكى لم تعتادى على الخروج من بيتك بدون استاذانى بل تطور الامر للسفر ايضا ويبدوا انى انا المتساهل فى الموضوع
 توقع منها ان تهاجمه ولكنها نظرت له بهدوء وقالت / لقد ارهقنى ابنك واشار على الطبيب بالراحة فوجدت ان انسب شىء ان اكون جوارك حتى تهتم بنا
 طارق بتلعثم / ومن قال لكى ان ما فى احشائك هو ابنى ؟ ااعتقدتى انى سانسب ابن زنى لى
 قالت بنفس الهدوء / ومن اعلمك انى حامل من الاساس ؟ وعموما ان كنت تود ان تعرف ان ما فى بطنى ابنك ام لا فعليك ان تعتنى بى حتى الده وتتاكد من الحمض النووى وان لم تجده ابنك فافعل ماشئت
 طارق بصدمة / وهل تنوين ان تبقيه ؟ انتى مجنونه انا لا اقبل هذا على كرامتى وان كنت اجبرت على العيش معكى فانا لست بمجبر لاتحمل عنى ذنوبك
 قالت / ان لم تعترف به ساصرخ باعلى صوتى واعترف انا وساجلب لك الفضائح
 امسكها من معصمها بقوة وضغط عليها حتى كادت ان تصرخ من الالم ثم سحبها خلفه وخرج من المكتب وفتح باب سيارته واجلسها فيه مرغمة وقد بدات تبكى فى صمت ثم جلس هو خلف المقود وانطلق بسيارته حتى وصل لبيته ثم نزل وفتح لها الباب ولكنه بدا اهدا من ذى قبل وامسكها بخفه وما ان دخل لبيته الا وتنفس الصعداء وبدا اكثر توترا ثم التف لها وقال بكل هدوء / من اكد لكى تلك الخرافة
 ليلة وقد انفجرت باكية / انها ليست بخرافة هى حقيقة وانا شريفة وقد عرفت كل شىء من عامر
 ضيق عينيه وه يسمعها فها هى علمت كل شىء ومع هذا كان يود ان يمسح دموعها ولكنه لم يجروء على لمسها فما فعله يفوق الاحتمال
 ثم قال / انتى من اجبرتينى لفعل هذا فقد تمنعتى عنى
 صاحت باكية / بل انت من تمنعت عنى ولكنك لا تود ان تعترف بالحقيقة وانك انت من اضعتنى فقد كنت بين يدك اعطى واقترب وابوح واصمت وانت حائر بين راغب وراهب
 كنت اشعر بفتورك ولكنى كنت اهون على كرامتى لاجل صون حبى ولكنى وجدتنى اهدر كرامتى ولا اصون حبى . كنت على استعداد ان اظل احبك حتى ينتهى الحب من الوجود ولا يكفينى . كنت اكتفى بالصمت فى حبك ولكنى اكتشفت ان صمتى كان بداية النهاية كما اكتشفت انى نسجت خيوط حبى من وهم .
 صمتت للحظة لتلتقط انفاسها ثم قالت لقد كنت ابكى نفسى فى حبك ولكنى اكتشفت ان دموعى وان اكسبتنى شفقة من حولى الا انها افقدتنى كبريائى ووجب على من الان ان احتفظ بانكساراتى داخلى ولا ابدى غير ابتسامات مغذاه بشموخ كبريائى فكفانى انكسارات
 ويجب ان تعرف انى ساحتفظ بابنى حتى النهاية لاثبت برائتى وعفتى فلا يكفينى اعترافك به امامى وامام الناس حتى لا يعتبر شفقة ولكن لابد ان اثبت هذا بالدليل الموثوق ويومها ساطوى صفحة حياتى معك وساؤكد لنفسى قبل ان اؤكد بلمن حولى انى برات من حبك واستغنيت عنك فالاستغناء عمن لا يدرك قيمتنا هو حياة جديدة
 شعر انه فقدها ولا محال فتلعثم فى الكلام ثم قال بهدوء وكانه يترجاها / ولما لا نبدا من جديد ؟
 ضحكت ضحكة مخلوطة بالبكاء وقالت / كيف ابدا معك من جديد اتظن ان لدى فائض مشاعر لك تستجدى تستنفذها . اطمان فلم يعد عندى اى مخزون عواظف فقد ذرفتها لك بين التكلف لاظهر امامك كما تود ان ترانى وبين البوح بمشاعرى رغم ضنك على باى كلمة كنت اتالم وانا اجد فى قلبى عتاب لك ولكنى لا اجروء على البوح به حتى لا اخسرك وفى النهاية وجدت انى قد خسرت ذاتى يوم ان اجبرتها على حب شخص لا يريدها
 طارق / ولكنى احبك
 ليلى بصراخ / اى حب هذا الحب اخذ وعطاء وانا اعطيت كل ما عندى وكنت ارضى باقل القليل منك .الحب لم يكن اجبار او كسر خواطر ولا امتلاك الحب احساس وروح بتنادى روح وتكملها . الحب اهتمام مش انتقام
 الحب لا نبحث عنه فياتى فهذا حب ماديات وهذا ما ارته انت اما انا فبحثت عن المشاعر وعن قلب يضم
 حتى انك لم تفرق بين الحب وبين الحقوق فان كنت لم تحبنى فكان لى حقوق عليك ومع ذلك اضنيت عنى بها
 صمتت لحظة ونظرت له نظرة عتاب طويلة وقالت له بدموع لقد اضنيت عنى باهون حقوقى واقلها عليك فكان يكفى حتى مجرد سؤالك عنى او انك تاخذ فى اعتبارك لمشاعرى التى كنت تجرحها وانا اشعر بحيرتك معى وتبلدك نحوى فهذا لم يتطلب ابدا ان تعشقنى ولكنه يتطلب قلب رقيق ينبهك ان هذه حقوقى عليك حتى وان لم تحبنى
 طارق / الا يكفيكى انى اعترفت انى احبك ؟
 ليلى / انت تعترف بحبك فى اخر نفس وهذا ليس بحب بل هو نجاة من موت
 اما عنى فقد ادركت ان اقتلاعك من اعماقى موجع ليس لانى احببتك وحدى ولكنى جرحت فيك جرحا غائرا ولابد من استاصالك حتى وان استاصلت معك روحى ولكنى سابقى على كرامتى


قالوا عنك انك سر عذابى قلت احبك ولو كان فيك نارى
قالوا عشقت الوهم فيك قلت فيك الوطن وفيك كل احلامى
قالوا قد رضيت الهوان لقلبك قلت بدونك يكون هوانى
قالوا اين عقلك قلت وما بال عقلى وقلبى لا يرضى سواه
قالوا جعلت قلبك على قمة بركان قلت حبه هو بستانى
قالوا وقالوا وقولت كفى انى عاشقة ولنداء حبه استجيب

 طارق تاثر بها فهو حقا ظلمها بسبب كبرياءه ولكن ما الحل الان فسالها بصوت مسموع / ولكن هل سيطيب لكى العيش بدونى
 ليلى وهى تمسح دموعها / لابد ان اتعود على العيش بدونك وعلى ان ابدا حياتى من جديد وسابحث عن نصفى الاخر الحقيقى فانت كنت لى وهم ولكن قبل ان ابحث عنه لابد ان اتاكد من اكتمالى حتى لا اظلمه كما ظلمتنى فكل شىء يتعلمه الانسان فى الحياة بنفسه الا القسوة لابد ان يعلمها لك شخص اخر وانت كنت هذا الشخص ولكنى لا اريد ان اكون انا هذا الشخص فى حياة غيرى
 غار وهو يسمع منها تلك الكلمات فتحول فى لحظة لوحش كاسر فبالنسبة له من هو ذاك الذى فى مقدوره ان ينافسه على حبها فامسكها من معصمها واخذ يهزها بعنف وقال / لن اتركك ترحلين بعيد عنى وساجعلك تندمين على ما قولتيه فكيف لطاووس النساء ان يتوسل الى امراة وترفضه فلم تخلق على وجه الارض تلك من ترفضنى انتى زوجتى وستظلين ذلك واقترب منها واخذ يقبلها بعنف ولكنها تململت فى يديه واخذت تبكى وتصرخ وقالت له ساخرة قاصدة ان تبعده عنها / اين كرامتك يا طاووس النساء وانت تقبل امراة ترفضك بكل كبرياء فهل يعقل ان يكون هذا هو طاووس النساء ؟
 وقد كانت سخريتها فى محلها فقد استفزته كلماتها فابتعد عنها ولكن قد نال الغيظ والكره محله منه واخذ يضربها ضربا مبرحا فقد جرحت كرامته
 ولكن اين جرح كرامته من جرح كرامتها وطعنها فى شرفها فقد كانت محقة عندما قالت له ان الحب ليس انتقام ولا اجبار ولا تملك
 اخيرا نطقها وقال انتى طالق ولن اعترف بمن هو فى بطنك وعليكى ان تتحملين ما سيحدث فى البلدة
 سقطت جالسة ارضا وهى منهارة فقد كسر فيها كل شىء
 تركها وهو فى قمة عصبيته وخرج
 بينما هى استكانت مكانها للحظات ثم قررت الهروب قبل ان يعود فتصبح اسيرته مرة اخرى
 بينما هو خرج متالما فقد كره ما فعله بها وجلس فى مكان هادىء يعيد حساباته واخذ ينهر نفسه على فقدها فالان هو يعترف صراحة بحبها ولكن قد فات الاوان
 عاد بسرعة لها وفى نيته ان يداوى ما فعله ويحاول جاهدا ان يعيدها اليه وما ان دلف لشقته الا ووجد انها قد هربت منه فصدم واخذ يبحث عنها فى كل مكان فكيف لها السفر وهى فى حالتها تلك شعر ان العالم توقف من حوله فقد اضاع من يده انسانه من المستحيل تعويضها فخرج بسرعة وركب سيارته واخذ يجوب فى الشوارع بحثا عنها وكلماتها كانت لها صدى رنان فى اذنيه

خذلتنى بعد الوفاء وبعتنى
بكاس الغدر والخيانة اسكرتنى
ما عدت ساذج بالحب علمتنى
اخطو كما الصبى وبالغدر كبلتنى
يا ساكن الروح هانت عليك عشرتى
كنت اياما كالوردة سقيتنى وبيدك قطعتنى
وفى ليل دامس قهرتنى وظلمتنى

 بينما هى كانت تجرى وهى واضعة يدها على بطنها من شدة الالم ودموعها قد اغرقت وجهها ولا تعرف اين ستذهب ولكن ما يهما ان تبتعد بقدر الامكان عن كان بيته وكان هناك من رآها وهى بتلك الحالة المزرية وكادت ان تعدو الطريق ولكنها لم تنظر لتلك السيارة التى كانت ستصدمها الا وشعرت بيد حديدية فجاة امسكت بها وابعدتها عن الطريق لتصطدم بصدره فجاة وتصرخ صرخة عالية

تمت بحمد الله


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-11-18, 12:15 AM   #15

sam2001
 
الصورة الرمزية sam2001

? العضوٌ??? » 165263
?  التسِجيلٌ » Mar 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,479
?  نُقآطِيْ » sam2001 is on a distinguished road
افتراضي

الف شكر على الرواية

sam2001 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-11-18, 06:30 PM   #16

funy19

? العضوٌ??? » 36652
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 3,009
?  نُقآطِيْ » funy19 is on a distinguished road
افتراضي

Thaaaaaaaaaaaaaaaaaaaanks

funy19 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-18, 02:26 PM   #17

حلم رومنسي

? العضوٌ??? » 14591
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,153
?  نُقآطِيْ » حلم رومنسي has a reputation beyond reputeحلم رومنسي has a reputation beyond reputeحلم رومنسي has a reputation beyond reputeحلم رومنسي has a reputation beyond reputeحلم رومنسي has a reputation beyond reputeحلم رومنسي has a reputation beyond reputeحلم رومنسي has a reputation beyond reputeحلم رومنسي has a reputation beyond reputeحلم رومنسي has a reputation beyond reputeحلم رومنسي has a reputation beyond reputeحلم رومنسي has a reputation beyond repute
افتراضي

قرأت الملخص الداخلي , من البداية حماس و اكيد الباقي رائع جداً .

سأكمل القراءة بعد التحميل .
شكراً على الابداع و بالتوفيق دائماً .


حلم رومنسي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-18, 05:46 PM   #18

osamasabry

? العضوٌ??? » 125362
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,803
?  نُقآطِيْ » osamasabry is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

osamasabry غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-11-18, 08:55 PM   #19

tamy

? العضوٌ??? » 96008
?  التسِجيلٌ » Jul 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,100
?  نُقآطِيْ » tamy is on a distinguished road
افتراضي

شكرا يا حبيبتي.

tamy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-18, 12:58 AM   #20

saraahma

? العضوٌ??? » 307287
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,044
?  نُقآطِيْ » saraahma has a reputation beyond reputesaraahma has a reputation beyond reputesaraahma has a reputation beyond reputesaraahma has a reputation beyond reputesaraahma has a reputation beyond reputesaraahma has a reputation beyond reputesaraahma has a reputation beyond reputesaraahma has a reputation beyond reputesaraahma has a reputation beyond reputesaraahma has a reputation beyond reputesaraahma has a reputation beyond repute
افتراضي

thaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaanks

saraahma غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:08 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.