آخر 10 مشاركات
هفهفت دِردارة الجوى (الكاتـب : إسراء يسري - )           »          110 - أحلامي ليست لي (الكاتـب : حبة رمان - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أنثى من ضوء القمر **مميزة ** (( كاملة )) (الكاتـب : هالة القمر - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          عندما يعشقون صغاراً (2) *مميزة و مكتملة *.. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          صفقة زواج (56) للكاتبة jemmy *كاملة* ...a marriage deal (الكاتـب : Jamila Omar - )           »          482 - خفقات مجنونة - ميشيل ريد ( عدد جديد ) (الكاتـب : Breathless - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام شرقية

Like Tree829Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-01-19, 09:01 PM   #441

عشق الياسمين

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقاصّة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء،حارسةوكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب وقلم مميزبالقسم الأدبي

 
الصورة الرمزية عشق الياسمين

? العضوٌ??? » 420989
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,922
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » عشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عييون الريم مشاهدة المشاركة
قرات الفصل وانا تعبانه والمناديل حولي وزاد الزكام والتعب ...ترفقي بقلوبنا وبقلوب هالمساكين
سلااامتك ألف سلامة ...
وبالنسبة لقلوبهم،فقلبي بيتوجع معاهم ،ولازم كل واحد يخرج اللي في قلبه...




shezo likes this.

عشق الياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-01-19, 09:08 PM   #442

عشق الياسمين

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقاصّة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء،حارسةوكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب وقلم مميزبالقسم الأدبي

 
الصورة الرمزية عشق الياسمين

? العضوٌ??? » 420989
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,922
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » عشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عييون الريم مشاهدة المشاركة
خاطره لي كتبتها قبل سنه او اكثر بعنوان "عن اي عشق تحدثون "

عدلت فيها حتى تصير مناسبه لحال ابطالنا ...شمس و جلال

اتمنى تعجبك ياسمينه ^_^


دقت عقاارب الساعة هاهو الوقت المحتوم
هو يجلس بين الحظور
وهي تحترق بين لهيب السعير
هل هو قدر الفراق ام قرار الكبار
أجل توقفت الأنفاس وتعالت الأصوات
شاب يجلس بين الحظور يصرخ قلبه بكل أنين
ماذا تريدون وبأي طريقة تعذبون
قلبا ينزف الآلام وبكل قسوة تجتمعون
هل تنحرون وبلا رحمة تضحكون
ترقصون ومن المي يتراقص حتى الوتين
بأي وجه وبأي قوة تواجهون
انسان ضعيف وشخص بليد كما تتصورون
لا والف لا هي لي لو تعلمون
هي قلبي لما لا تفقهون
لم اجن بل تلك قيود العشق يامجنون
انت وانت تقفون هنا وهناك تتهامسون
أريد قلبي فاارجعون
لااستطيع العيش بلا شموس
ماذا تفعلون أنفاسي تقطعون
وشراييني تمزقون
هيهات هيهات بأي طريقه تفهمون
هذا الجمع الغفير وهذا الأخ أيضا بأي وجه تنظرون
عاشق القمر وسطوعه بل خيوط العمر يامعتوهون
لست بمجنون ولا ذاهب العقل المفتون
بل عاشق مرفوض وبلا ضمير تتبسمون
أين الطريق وأين الصديق بل أين الحبيب
مضت مع رجل غريب ليس بحب له معها سبيق
قلبي يعد للوقوف أصبحت غريب الدار والسكون
تلاشت الدقات وتوقفت أصوات الحاظرون
هاهو صريع بين الحظور يلفض انفآسه بوهون
تمر مخيلتها عليه لكن ليس بالعمر كما يتخيلون
لفظ آخر انفآسه وطلقها بكل حب ودموع
كأنها دم تنهمر من العيون
راح الشاب العاشق وذهبت بقلب مطعون
مات جلال وماتت بحواسها ل اجل عقول كليقطين
توقفت هنا الساعات وأعلنت مصير الاثنين
واسدل الليل ستاره وأطلق الأنين مساره بلا ان يأبهون
فهيهات لقلوب كالفولاذ لايعقلون
وبكل قسوة يفرقون
هذا هو العشق فأي حديث عنه تحدثون


روووووووعة حبيبتي...ومؤثرة جداا
اظن أني قرأتها من قبل ،وفعلا ناسبتيها مع جلال..
ولمى قرأت كلمة ...مات جلال..
حسيت قلبي انطعن معه...
عن جد رووعه ومعبرة عن حالهم .
..



هذا الجمع الغفير وهذا الأخ أيضا بأي وجه تنظرون
عاشق القمر وسطوعه بل خيوط العمر يامعتوهون
لست بمجنون ولا ذاهب العقل المفتون
بل عاشق مرفوض وبلا ضمير تتبسمون
أين الطريق وأين الصديق بل أين الحبيب
مضت مع رجل غريب ليس بحب له معها سبيق
قلبي يعد للوقوف أصبحت غريب الدار والسكون
تلاشت الدقات وتوقفت أصوات الحاظرون
هاهو صريع بين الحظور يلفض انفآسه بوهون
تمر مخيلتها عليه لكن ليس بالعمر كما يتخيلون
لفظ آخر انفآسه وطلقها بكل حب ودموع
كأنها دم تنهمر من العيون
راح الشاب العاشق وذهبت بقلب مطعون
مات جلال وماتت بحواسها ل اجل عقول كليقطين
توقفت هنا الساعات وأعلنت مصير الاثنين
واسدل الليل ستاره وأطلق الأنين مساره بلا ان يأبهون
فهيهات لقلوب كالفولاذ لايعقلون
وبكل قسوة يفرقون
هذا هو العشق فأي حديث عنه تحدثون...



عن أي عشق يتحدثون...؟؟!!


طبعا ...هذا عشق جلاااال لشمس ..
وعشق القلوب للقلوب البريئة...

يسلمووووووا حبيبتي...اسعدتيني جدا بخاطرتك الأكثر. من رائعة..

shezo likes this.

عشق الياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-01-19, 09:13 PM   #443

عشق الياسمين

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقاصّة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء،حارسةوكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب وقلم مميزبالقسم الأدبي

 
الصورة الرمزية عشق الياسمين

? العضوٌ??? » 420989
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,922
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » عشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي


shezo likes this.

عشق الياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-01-19, 07:08 AM   #444

عييون الريم

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟ وراوي القلوب وكنز سراديب الحكايات ونجم أسماء أعضاء روايتي وأميرةخباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية عييون الريم

? العضوٌ??? » 356502
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,199
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » عييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond reputeعييون الريم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك carton
¬» اشجع naser
?? ??? ~
آلرآئِعونْ حَقاً . . هُمْ مَنْ يَشعُرون دآئِماً بِـ قِيمَة مَآ تُقدمُه . . مَهمَآ كَانْ [ بَسيطاً ]
?? ??? ~
My Mms ~
Elk


shezo likes this.

عييون الريم غير متواجد حالياً  
التوقيع

جميل ! أن تبقى دائمًا منتظرًا تباشير الفرح مهما ، صادفتك الكثير من المشاكل وتكون لديك ثقة بالله بأنّ قدرته سترفعك فوق كل الظروف ..

رد مع اقتباس
قديم 24-01-19, 07:45 PM   #445

عشق الياسمين

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقاصّة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء،حارسةوكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب وقلم مميزبالقسم الأدبي

 
الصورة الرمزية عشق الياسمين

? العضوٌ??? » 420989
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,922
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » عشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي


shezo likes this.

عشق الياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-01-19, 07:51 PM   #446

Gigi.E Omar

نجم روايتي و راوي القلوب وكنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Gigi.E Omar

? العضوٌ??? » 418631
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 3,166
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Gigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond reputeGigi.E Omar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك carton
?? ??? ~
لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين 💙 لا تتنازل عن مبادئك و إن كنت و حدك تفعلها ✋️
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسجيييييل حضووور



و جبت كرتون مناديل معايا احتياطي 😁

shezo likes this.

Gigi.E Omar غير متواجد حالياً  
التوقيع
" و استغفروا ربكم "
رد مع اقتباس
قديم 24-01-19, 08:01 PM   #447

عشق الياسمين

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقاصّة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء،حارسةوكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب وقلم مميزبالقسم الأدبي

 
الصورة الرمزية عشق الياسمين

? العضوٌ??? » 420989
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,922
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » عشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي


shezo likes this.

عشق الياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-01-19, 08:03 PM   #448

عشق الياسمين

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقاصّة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء،حارسةوكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب وقلم مميزبالقسم الأدبي

 
الصورة الرمزية عشق الياسمين

? العضوٌ??? » 420989
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,922
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » عشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Gigi.E Omar مشاهدة المشاركة
تسجيييييل حضووور



و جبت كرتون مناديل معايا احتياطي 😁

يامسااااء الجمال والرقة
خلاص...مافي داعي اجيب معايا مناديل😅

shezo likes this.

عشق الياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-01-19, 08:11 PM   #449

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسلل سريع لانه عندنا عاصفة والكهرباء مقطوعة من فجر ربنا فخلصت تدقيق الان والنت طلع جناني اكثر مما عملت شخصية معينة في فصل اليوم:7r_001:
فعلا اتمنيت اسلخه وهو حي بعدها انقعه في اسيد حامض قبل لا اشويه على نار هادية ولو ظلت فيه حياة ممكن ارميه من راس جبل عادي:7r_001:
هو فعليا صحى الروح الشريرة فيا
اترككم مع الفصل ولي حابة تشاركني عملية التعذيب اهلا وسهلا واطمنوا مش تيم المقصود

shezo likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة سمية سيمو ; 24-01-19 الساعة 08:32 PM
سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-01-19, 08:17 PM   #450

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

**الفصل السابع**

*****************
مر أكثر من شهرين على جنون تلك الليلة العاصفة ورحيل جلال عنا، ولم نعرف عنه أية أخبار إلا بعد مرور ثلاثة أسابيع على غيابه...
اتصال وحيد منه لأمي أخبرها فيه عن تواجده في المدينة وفي منزلنا القديم...
هذا فقط ما كان محتوى الاتصال...!!! ولم نعرف عنه شيئا منذ تلك اللحظة..
أما شمس ...
فقد سكنت نيران لهيبها واندفنت في داخلها وأصبحت كالشمس الشتوية شديدة البرودة غائمة الملامح على من حولها..
أسبوعين قضتهما طريحة الفراش في المستشفى بعد صدمتها التي تعرضت لها..
ولا أستطيع حتى الآن نسيان تلك اللحظات التي انهارت بجسدها بين أيدينا... تضرب صدرها بيديها وتصرخ بجنون ونحن نحاول الامساك بها بعجز حتى انهارت صريعة للألم ... لدرجة كانت ستفقدها حياتها...!!!
بينما كانت آخر كلماتها عن قتلنا لها قد أدمت قلوبنا وفطرتها... وعلى وجه الأخص تيم .... ولا أعرف شيئا عن حاله معها...!!!
فقد تركت المنزل في مساء ذلك اليوم، بعد أن أخذوها للمستشفى ...
الألم والخوف والقهر الذي انتابني في تلك الليلة وأنا أسمع صوت تحطم وتكسر الأشياء في غرفة جلال جعلني هشة ضعيفة خائرة القوى بينهم...
شمس كان اختناقها وانهيارها قد بلغ حده حيث حاولت اللحاق به والحديث معه لكن ما أن سمعت تحطيم ذكرياتهما في الغرفة حتى تراجعت وهربت بخطواتها إلى حيث أطفالها علها تموت بينهم من شدة ألمها وهي تسمع كل ماضيها بل وحاضرها يتحطم في جنتها المحترقة، فوجدت نفسي مضطرة كما أمر طبيبها أن أذيب قرصا منوما في كأس من العصير خلسة لتنام وتهدأ قبل أن تنهار...
أما أنا فوجدت نفسي أمسك بسماعة الهاتف وأتصل بزوجي مروان متناسية موجة الغضب التي بيننا، وبانهيار ودموع تتفجر من داخلي وتحرقني بها قلت له..
" مروان..... أخي جلال لم يمت!! جلال.... عاد ...!! وكل شيء يحترق في منزلنا..."
همست بكلماتي منهارة وبدموع متهدجة حتى أتى من المدينة في صباح اليوم التالي وأخذني معه لمنزلنا مساء بعد أن اطمأننت على شمس..
" ريم.... تيم حضر وهو جالس بانتظارك "
كلمني مروان وأنا جالسة على سريري أمسك بالرسالة الوحيدة التي أرسلها جلال وهو في الأسر...!!! فاقتربت خطواته مني لما لم يجد مني جوابا..
" أما زلت تفكرين بأمر تلك الرسالة...؟! "
التفت بوجهي نحوه وقد أصبح جالسا بجواري ثم قلت له بحزن لم يبارحني..
" لم يسامحني تيم عندما أخبرته بأمرها..... ولا أعرف ما ستقوله شمس إن عرفت...؟! "
قال لي..
" كان غضبه رد فعل طبيعي لما يحصل معه.. أما شمس فلا أظن أن هذه الرسالة ستؤثر فيها.. تعرفين أنها كانت تنتظر طفلا في ذلك الوقت...."
فهمست بوجل أضع رأسي على صدره:
" أعرف ذلك، ولكني خائفة... خائفة.. أنسيت تيم وغضبه علي؟ واتهامه لي بأنني أخفيت حقيقة لو علم بها لكان منع قلبه من الوقوع في حب شمس...؟ "
وضع كفه على يدي المنقبضة بالرسالة وهمس لي بحنو وابتسامة
" مجرد غضب فجره فيك، لكنني متأكد كما هو متأكد بأن الحب عندما يأتي لا يطرق الأبواب ليستأذن.. وتيم لم يكن مذنبا في حبه لشمس، فهي كانت زوجته ونحن لا نملك من أمر قلبنا شيئا... هيا...... دعك من أمر الرسالة واخرجي إليه، فحالته تبدو سيئة... وأنا سأخرج قليل مع الأطفال ليأخذ راحته.... هيا "
تنهدت بعمق وطويت الرسالة واضعة إياها على الطاولة وخرجت معه إلى حيث يجلس أخي بعد فترة انقطاع وغياب عني دامت أسابيع..
فوجدته جالسا على الأريكة وأطفالي من حوله.... كم يبدو ضائعا ومتعبا ووجهه شاحب وعيناه غائرتان بعيدتان تغرقان في عالم آخر...
لحظات مرت علي وأنا اتأمل ملامحه بصمت حتى نادتني ابنتي تخبرني عن وجود خالها فالتفت نحوي والتقت عيناي به... وللحظة ارتجفت عيناي ثم اهتزت بألم وهي ترى الانكسار والوجع المدقع في عينيه...
نظرات تحمل الاستنجاد ولهفة واعتذار، فتقدمت نحوه ببطء ..... ونهض تيم مباشرة واحتضنني وقبل رأسي متمتما باعتذاره..
" سامحيني.... فأنا كنت قاسيا معك ولم أقدر الظروف "
فابتسمت في وجهه معتذرة له...
" لا بأس ...... ولا داعي لتعتذر.... فأنا كنت مخطئة..."
فشقت ابتسامة صغيرة طريقها على وجهه جعلتني أهدأ قليلا... ثم طلبت منه الجلوس بقربي، فجلس وملامحه بدأت تدب فيها الحياة قليلا.. فأشرت للأطفال أن يذهبوا إلى الخارج حيث والدهم ينتظرهم، ثم نهضت إلى المطبخ وجهزت لفافة سريعة من الطعام وأتيت بها واضعة إياها أمامه..
" أحضرت لك هذه لتأكلها فأنت على ما يبدو لم تتناول طعامك اليوم"
فأمال زاوية فمه جانبا في صمت فأكملت كلامي مفتعلة الحماس...
"عليك أن تأكلها كاملة، وإلا حولتك للمحكمة العسكرية.."
اتسعت ابتسامته الساخرة المريرة بالألم بينما عضضت على شفتي بغصة لذكري هذه الجملة الخاصة بشمس وجلال فهمست بوجل..
" آسفة....."
فرد علي ببرود وهو يطيل النظر إليها هامسا..
" لم أسمع هذه الجملة منذ زمن طويل...."
فجلست بجواره أنظر إليه وهو ساكن لم يحرك يده ثم همس ببحة تختنق حروفها في جوفه
" لا أعرف متى آخر مرة طلب أحدهم مني أن آكل.... شكرا لك أختي "
قالها لي وقد أزاحها جانبا رافضا أن يأكل شيئا ثم نهض مبتعدا إلى النافذة زافرا بزوبعة حارقة من صدره... أتى لينفس عنها قليلا...
" أنا متعب يا ريم...... وأشعر أنني غارق في دوامة لا تنتهي.. الجميع حاكمني وعاقبني...!! واتهمني بالخيانة...!! الخيانة...... لأنني لم أستطع التحكم في قلبي...!!! أخي وشمس.... وحتى أمي ...!! "
زممت شفتي بتنهد وقلت
" أعرف أنك تمر بوقت صعب يا أخي، لكن صدقني وتيقن بأنها محنة وستنتهي مع الزمن.."
فتنهد بآهات موجعة وحارقة وصل لهيبها لقلبي..
" آاااااه.... يا ريم لو أنك تدركين كيف يتألم هذا القلب لرؤيتها بذلك الشكل وفي كل يوم منذ تلك الليلة.. ضائعة... مخدرة الحواس والإحساس، باردة كالصقيع.... صقيع ينخر قلبي ويقتله في كل نظرة تتحاشى اللقاء بي... وإن التقت بي بالصدفة....... تصعقني عيناها بلومها... وتخبرني ملامحها بأنها تكرهني...!! تمقتني.... وتتمنى رحيلي "
" لا تقل هذا يا أخي...!!! شمس مستحيل أن تفكر بهذا الشكل ...!! "
التفت نحوي وعيناه تضيقان بالألم كما حروفه..
" مستحيل......!! ولماذا مستحيل...؟ ألست أنا من فرقها عن حبيبها...؟!!!! ألست أنا من قتلها...؟! ألم تقل بنفسها إنها تكرهني...؟! هي أصبحت تتحاشى اللقاء بي أو حتى الكلام معي... تجلس وحيدة.. منعزلة عن الجميع... تأكل لوحدها...'هذا إن أكلت'... وتنام في غرفة الأطفال وكأنها.... وكأنها باتت تخاف..... أن ألمسها.."
اشتدت أعصابي في داخلي أخنق المواجع التي أسمعها من أخي وتشجعت مقتربة منه هامسة برفق...
" هذا أمر طبيعي يا أخي، وخصوصا بعد أن علمت بتجديد عقد زواجكما... فأعطها الفرصة لتتقبل واقعها الجديد "
فانتفضت ملامحه أمامي وكأنما تلك الكلمات قد أصابت جرحه...
بريق من الوجع والغضب يسطع في عينيه وكلماته المحتدة
" وما الذي كان يجب علي فعله وقد طلقها ورحل...؟!! أخبريني ...!! أكان يجب علي أن أطلقها أنا الآخر وأتركها لتصبح في الأخير وحيدة.... فريسة لألسنة الناس.. مطلقة مرتين وتغادر حياتنا ويتشرد الأطفال بسببنا.... أخبريني... هل هذا ما كان يجب علي فعله معها...؟ "
ثم صمت قليلا لصمتي وأغمض عينيه وهو يجز على أسنانه ليقول مشتتا عيناه بعيدا عني...
" ثم ... كان يجب تصحيح الوضع الذي بيننا وأمام الجميع حتى نخرس ألسنة الناس الذين لا يدركون شيئا عن حياتنا.."
" أخي.... أرجوك اهدأ.."
حاولت تهدئته والتخفيف عنه لكنه انتفض مبتعدا عني وكلامه بدأ يحتد أكثر وأكثر وكأنما كان ينتظر أحدا لينفجر فيه بكل غضبه وحزنه..
" تطلبين مني أن أهدأ وأنا أموت...!! أموت في كل لحظة وكل ثانية أرى فيها حياتنا تتحطم أكثر وأكثر.... الصمت والألم هو ما يسود منزلنا منذ تلك الليلة... فجر تغير كثيرا وأصبح عدوانيا وشرسا، وكل يوم من المدرسة نستلم شكوى عنه.... واليوم عندما حاولت محادثته ومناقشة الأمر ابتعد عني...!!! وقالها لي وفي وجهي..."أنت لست أبي...!!!" تصوري...... بعد هذه السنوات يقول لي أنني لست أباه...!!! حتى أنه قال إنه يتيم ولا أب له، وأبوه الحقيقي تخلى عنه ورحل بسببي...!!! وأمي... أمي أيضا ليس لديها سوى الصمت والدموع، وربما هي الأخرى تحاسبني على رحيل ابنها الحبيب.. "
عند هذه اللحظة اقتربت محتضنة له حتى يخف وجعه ولا يشعر بأنه وحيد..
لكن ما بداخله لم يتوقف تدفقه، بل ازداد شدة كما هي حال أنفاسه
" وشمس......!!! شمس تموت ألما يا ريم.... تحترق... وتتلوى بصمت..... وبسببي أنا...!!! وإن استمرت بتعذيب نفسها هكذا..... فقد.... قد تموت وبدون أن ندرك ذلك.. أفتدركين ذلك...؟ أتفهمين ما أقوله......؟ "
طوقته بقوة وأنا أشعر بيديه ترتجف وترتعد مع كل كلمة كانت تتصارع ألما من قلبه المتصدع...
" أدرك يا أخي..... أدرك ذلك.. فلا تعذب نفسك بهذا الشكل ولا تظلمها.... فكل انسان لا يأخذ إلا نصيبه قدره.."
فهمس ببحة تتنازع الكلمات من صدره نزاع الموتى..
" قدره...!!! وهل قدري أن أخسر كل من أحبهم وفي لحظة واحدة...؟! هل قدري.... أن أكون أنا.... سببا في عذابهم وتعاستهم...؟ وأنا... أنا لم أكن أريد يوما إلا سعادتهم...! فلماذا...؟ لماذا علي أن أكون سببا في تعاستهم...؟ ولماذا علي أن أواجه كل شيء ولوحدي...؟ ولماذا لا يشعر بألمي أحد...؟ هو هرب بعيدا وترك كل شيء يتحطم ورائه وأمامي... يظن أنه الوحيد الذي خسر كل شيء...!!! لا...لا.. كلنا قد خسرنا يا ريم وأولئك الأطفال هم.... ضحايانا... وأنا لن أصبر أكثر من ذلك، فقلبي قد ضاق من كل شيء.... ضاق ولا يفكر إلا في ال...!!! "
ولم يكمل جملته المحتدة..... وابتعد عني.... وغادر ......!!!!
فماذا كان يريد أن يقول......؟
وماذا قد يفعل...؟
يا إااالهي.... أزح هذه الغمامة السوداء عن حياتنا، وارحمنا...
***********************
تمر الأيام أمامي ببطء شديد، اليوم يبدو مثل الأمس... والأمس مثل الغد... باهت مظلم لا ملامح له.. ولا شيء فيها يهتم له قلبي المكسور... فمن منحته إياه، وكان له الحياة قد هجره...!!
هجره ورحل...!!!
وتركني بعد حنين ست سنوات لأعود زوجة لأخيه..
تنازل عني بلا أدنى تفكير أو احساس وأعلن جهرا عدم رغبته بي... ولم يعد أمامي سوى الرضوخ لقدري والاستسلام لمصيري.. والعيش معهم بجسد خاوٍ جفت ينابيعه وحل الخريف في روحه...
أحاول أن أبتسم..... أن أكون أما.... ربة بيت... زوجة....
زوجة...!!!
مازالت إلى الآن غير قادرة على استيعاب هذه الكلمة مجددا..
أصحو وأنهض.... وأمشي وأعمل بلا معنى... بلا روح...... وبلا حياة..
جثة تمشي على الأرض منتزعة الاحساس بالحياة أو الألم...
حتى الدموع اختفت ولم أعد أراها.....
ربما ملت مني وقررت تغيير مجراها..... وربما جفت منابعها...!!
واليوم أتت ريم بعد انقطاع طويل عنا... أتت تحمل لي ما جعل الألم يتحرك في داخلي مجددا... رسالة وحيدة وصلت قبل سنوات... وممن؟؟
من جلال ذاته...!!
رسالة أخفتها عنا ظننا بأنها كانت مجرد لعبة أو خدعة قد تربك الوهم الذي كنا نعيشه...
لم أدرك كيف أتصرف معها أو ماذا أقول لها أمام اعتذارها وندمها وألمها...؟ فما عاد شيء يعنيني... وما كانت معرفتي بها مسبقا لتغير شيئا في حياتي.. فجلال كان حيا في قلبي ولم يمت للحظة واحدة..
اكتفيت بالصمت، ثم أخذتها منها بعد اصرار منها لتتخلص منها ومن عبئها... فتركتها معهم ودخلت إلى الغرفة ورميتها على السرير بلا اهتمام مع جسدي الذي تهالك بجوارها... أنظر لها ببرود وتنظر لي بشوق..... ترغب بالصراخ بحروفها وأنا لا أرغب بسماع صراخها.. تتوسلني... وأنا أتمنع...
حتى سمعت صوت جلال يناديني من بين حروفها ويطلب مني ضمها لصدري..
فاستسلمت لجنوني ومددت يدي إليها لألبي ندائها وأقرأها وأغرق مع حروفها....
(((زوجتي... وعشقي وملاذي الوحيد... قلبي وترنيمة فجري.... حبيبتي... شمس حبيبك مدفون في أقاصي الأرض محروم من نور شمسك وأنفاس عطرك... يموت بردا واشتياقا لدفئك..... أسير بين جدران عتيقة لا يعي أين يكون...!! سجين لنفق مظلم وأنفاس مختلطة بالألم لا تتمنى إلا النور لها... وعيناي لا تريان إلا طيفك الحاني مع كل فجر يسطع وليست تراك... وقلبي لا يتمنى إلا أن يلتقيك مرة قبل أن يموت.. لتحتويه بحبك وتغسليه بدموعك وتكفنيه بشعرك ثم تدفنيه في قلبك للأبد.. حبيبك وزوجك والسماء التي تنتظر شمسها لتشرق عليها.. جلال....))))
لحظات من الصمت المدقع مرت بي حتى انسابت الدمعة تلو الأخرى مع كل همس وحرف شعرت به يخترق جسدي ليصل إلى صميم قلبي...
فضممت الرسالة إلى قلبي بقوة لتدخل إليه وتوقف دمعه وتسكت أنينه.. لتحترق مع ما عاد يحترق في صدري... ومع أنين دموعي التي عادت للجريان في أخدودها.. فكل كلمة كتبها في رسالته أحرقت معها ألف شرارة وشرارة...
ما دام قلبك كان يتلهف لرؤيتي يا جلال فلماذا أحرقتني...؟
لماذا فرطت بي بهذه السهولة...؟
هل ظننت للحظة أنني قد نسيتك ونسيت حبك...؟!
هل ظننت أنني دفنت حبك؟؟
ألم تدرك أنك وشمت قلبي بحروف اسمك...؟
ألم تدرك أن روحك وأنفاسك كانت مغروسة في قلبي...؟
وفي كل يوم كنت أرويها بدموعي.... وأحميها بهمسي في كل يوم؟
فهل هانت عليك شمس يا جلال...؟
هل هانت عليك...؟؟
هل قتلت حبها في قلبك؟
وأعلنت التمرد والعصيان عن عشقها...؟
كيف تعاقبني على ذنوبهم؟
وكيف تجلدني معهم...؟
وأنا كنت ضحيتهم... ودائما كنت لك.... وقلبي هذا ظل مخلصا لك لآخر لحظة؟؟
طلقتني... وجرحتني... ولفظتني أمامهم..... وكسرت قلبي...
حطمت كل ذكرياتنا وحطمت بقايا قلبي معها، وكأنك تنهي كل شيء...!!
فهل انتهى كل شيء بيننا فعلا؟
وهل على قلبي النسيان...؟
والاستسلام...؟؟
وكيف...؟!!!
إن كان علي نسيانك وإن استطعت أن تنسى، وإن استطاع أحدكم أن ينسى... فليرحمني ويخبرني...
كيف...؟!!!

كيف أستطيع نسيانه ونسيان عشقه المتغلغل في دمي...؟؟
كيف أستطيع نسيان خمسة عشر عاما من الحب...؟!
منذ أن كنت طفلة في العاشرة من عمرها وحيدة تبكي ألمها لوحدها...
وهو كان لي الصدر الحنون..
واليد الحنونة التي تمحو ألمي.....
فكيف أنساك يا جلال؟؟
ومن سيخفف عني ألمي؟
ومن سيحنو على قلبي، وأنت أصبحت سجانه، بل جلاده الذي لم يرحمني؟
من... من يا جلال...؟
يا حبيبا تنازعت روحي معه يوم رحل عنها....
هل تشعر بي...؟؟
هل تسمع همسي وأنين أنفاسي وهي تحترق بألمها وحيدة بلا ونيس لها؟؟؟
فالجميع هناك..... يجلسون بعيدا عني وأصواتهم تصلني، لا أحد يشعر بألمي، أو ربما يدركون ويشعرون بالعجز حيالي... ربما سئموا مني.... وملوا دموعي.. ربما كرهوني... وكرهوا روحي الميتة....
فهم يضحكون.... أو ربما يحاولون...!!
وأنا كما كنت.... وكما أحببتها.... ضعيفة مهزومة تنتظر معجزة أن تحصل معها.. أو تنتظر موتها..
حتى تيم...!!
من كنت أعتبره صديقي ورفيقي والقلب الدافئ قبل أن يكون زوجي خان ثقتي وغدر بكل وعوده لي يوم سمح لنفسه بأن يحبني وهو يعلم بأني معلقة بأخيه..
فهل ما فعله ذنب؟
وهل هو يستحق العذاب معنا؟
أنا لم أعد أستطيع النظر إليه.. ولا أستطيع محادثته..
ليس كرها ولا غضبا... ولا نفورا....لا.!!
لكن هنالك ألم يعتصر في داخلي كلما أراه وكلما أتذكر صمته المرير في تلك الليلة.... ألم يوخز قلبي المنكسر... ربما مصدره تلك العينان المنكسرتان.. فهو بالأخير يبقى رجلا... ومن حقه أن يحب ويعشق.... ويعيش الحياة مع زوجته.. لكن ليس معي... ليس معي أنا يا تيم.. فأنا لا أستطيع منحك قلبا تعرف بأنه ليس ملكا لي.. قلب محطم ينتظر انطفاء آخر نبضاته...
ليس معي...!!!
فمن حقك أن تحب امرأة لا تفكر في سواك....
امرأة لم ولن تعشق سواك.....
" شمس.... هل أدخل؟؟ "
صوت ريم يناديني، من خلف الباب المغلق... فحاولت أن أجيبها جاهدة من وسط أنفاسي المتهدجة... وفعلت....
" نعم.... ريم "
ففتحت الباب قبل أن أمحو دموعي التي لن يزول أثرها ودخلت تنظر لي وأنا على حالي..
" وبعد؟؟ ما نهاية تعذيبك لنفسك هكذا؟؟ أخبريني يا شمس... متى ستنهين عذابك هذا وتعيشين كما يعيش البشر؟؟ "
فخرجت الحروف مني ميتة.. متجمدة الحياة فيها
"غدا.. غدا سينتهي كل شيء "
"غدا...؟! ومتى سيأتي الغد بالنسبة لك... عندما يعود جلال إليك أم عندما تموتين أنت..؟ "
فاعتصرت الرسالة بين قبضتي مع دموعي التي اعتصرت بألمي وأنا أتهدج بحروفي
" جلال... لن يعود، وشمس... لم تمت بعد... لذا لا تقلقي......."
فصرخت بي
" إذن... لم تحبسين نفسك في غرفة الأطفال وتسبحين في بركة الدموع هذه؟؟ وما دمت تعرفين أن جلال لن يعود فتخلصي من هذه الرسالة واحرقيها.... أحرقيها.... واحرقي الماضي وراءها كما فعل... عيشي حياتك لأجلك.... ولأجل أطفالك.... وانسيه... فما ذنبهم أن يتعذبوا بينكم؟ ما ذنبهم...؟"
فنهضت جالسة بإنهاك، ونظرت إليها والدموع تواصل جريانها في عيني بمرار وهمست باختناق يحاصر أنفاسي
" ألا يحق لي أن أبكي قلبي ولو للمرة الأخيرة؟ ألا يحق لي أن أودع سمائي قبل أن أغيب عنها؟ ألا يحق لي ذلك يا ريم...؟ ألا يحق لي...؟ "
فانكسرت نظراتها واقتربت مني جالسة لأرتمي في أحضانها أبكي بحرقة وأعتصر الرسالة بين كفي كما أعتصر قدري... وألمي.... وحياتي التي سأعيشها بينهم بلا أنفاس تنبض بالحياة... وليت كل شيء ينتهي..
وليت قلبي يستجيب......
********************
الساعة تشير للحادية عشر مساء، وأنا ما زلت في المكتب قابع بين الأوراق والحسابات المعقدة، جردت مع العمال المخازن ومن ثم تأكدت من الحسابات وأخذت المهمة عن المحاسب... فأنا لا أرغب بالعودة إلى المنزل، والتوجع من صمتها ومن تجنبها لي...
والبارحة وصلت رسالة جلال الحارقة بالحب والوجع إلى شمس أخيرا.... فتحطم قناع الجمود وتصدع وانهارت دموع ضعفها... وعلا أنينها المسموع لنا حتى كان ينزل كالسياط يمزق نياط قلبي ويدميه..
فحاولت الضحك والغرق في أحاديث عفوية.... حتى لا يسمع الأطفال ألم والدتهم... ولكنهم أحسوا... فصمتوا..... وصمتهم كان حارقا بالدموع المحتبسة في قلبهم.. ولا أعرف إن كانوا يفهمون ما يحدث بيننا... أم يجب على أحدنا أن يفهمهم...؟! وإن حاولنا ...... ماذا سنقول لهم...؟!! ماذا سنقول؟؟!
" عفوا سيد تيم.... لقد تأخر الوقت... ألن تعود للبيت...؟"
رفعت رأسي عن الأوراق ونظرت إليه بتعب يتملكني ثم قلت له
" حسنا.... سأغادر الآن... حتى تعود إلى منزلك أنت الآخر.."
ونهضت متنهدا بعمق مغلقا المجلدات التي أمامي ثم وضعتها في الخزنة وأغلقت عليها وخرجت معه....
قررت ايصاله إلى منزله، فمنزله بعيد في الجهة الأخرى من الوادي.... وهو وحيد... والحقيقة أنني أحاول أن أتلكأ ولا أعود إلى المنزل...
وانتهى المشوار بسرعة، ولم يعد لي حجة للهرب ولم يتبقى لي سوى العودة للمنزل، فأخذت طريقي الموحش وحيدا بسيارتي حتى وصلت إليه، فخرجت ووقفت أمام البيت بصمت ليلوح لي طيفها وصوتها وهي تصرخ بي وتبعدني عنها بألم وانهيار عاتي....
" ابتعد عنيييييي..... ابتعد عني.... كاذب... منافق... وخائن... أكرهك..... أنا أكرهك.. أكرهك يا تيم...!!!
أكرهكم جميعا......
أنتم من قتلتموني......!!!
أنتم من دمرتموني.... فدعوني أموت... واتركوني...."
انقبض قلبي بقوة مع تردد صداها، وفي كل ليلة أقف في هذا المكان وأتذكر انهيارها بين يدي فيزداد ألمي ...
للحظات سكن كل شيء وأغمي عليها لكن هذه المرة كانت مختلفة عن سابقاتها، فأنفاسها قد اختفت، وخفتت نبضاتها وانسدلت عيناها، فسقط قلبي خوفا وهلعا وحملتها بين يدي أضمها إلي بقوة وهلع أتصارع مع أعصابي المنفرطة...
حملتها جثة أسرعت بها إلى المستشفى الواقع خارج القرية في سرعة جنونية أسابق الطريق، ولا اعرف كيف وصلت... فأنا كنت أشعر أنني سأفقدها هذه المرة..
" ستبقى في المستشفى لمدة أسبوعين حتى تتعافى، وما زلت أؤكد عليك أن الضغط النفسي والتوتر سيؤثر بشكل سلبي على صحتها...!! فالأدوية التي تأخذها لن تمنع الألم من العودة إليها.... وما حدث لها بالأمس يؤكد كلامي......"
زفرت بعمق رافعا وجهي للسماء لتشهد على حالي وعذابي بينهم، فتصادفت عيناي بها...!! بمن تنظر لي من خلف ستائر غرفة الأطفال..
شمس...!!
نظرات منكسرة متألمة اصطدمت ببعضها للحظات ثم انتهت بإغلاق الستائر...!!
فضاق صدري أكثر وتملكني الألم الخانق من هروبها وجفائها القاتل لي... تلفت من حولي أفتش عن مكان يبتلعني في هذه الأرض بكل قهري، ثم تراجعت بخطواتي للخلف في رغبة للهروب لأبعد حد.... ولأقصى نقطة في هذا العالم...
فهربت بعيدا بخطواتي إلى حيث لا يراني أحد، ولم أجد مكانا غير تلك البحيرة التي جمعتني بها يوم حاولت فيه معاقبة نفسها على خيانتنا...
تهالكت بجسدي إلى الشجرة الكبيرة التي تتدلى فروعها علي بكل ذكرياتها...
القمر أصبح بدرا، والسماء صافية والرياح الباردة تشتد صقيعا من حولي.....
ولكم تذكرني هذه الليلة بتلك...!!!
((ليلة مشابهة لهذه ...!!!
وشمس تنتحب بتوسل ورجاء بعد اختفاء أطفالها من المنزل لأكثر من ثلاثة أيام.. دموعها مهدورة وهي جاثية على الأرض عند قدمي والدي تتوسله أن يخبرها أين ذهب بأطفالها بعد أن أخبرها بأنه من أخذهم...!!!
" أرجوك يا عمي...أخبرني أين ذهبت بأطفالي... فجر ونور ليس لهم ذنب في الأمر لتبعدهم عني... عاقبني أنا.. عاقبني بأي طريقة..... لكن لا تبعد أبنائي عني... أرجوك..... يا عمي..... أتوسل إليك...... أرجوك لا تحرمني منهم"
أسرعت نحوها ورفعتها عن الأرض وبقلبي طوفان لا أدري أين سيأخذني... أبعدتها عنه وهي تزداد نحيبا وتوسلا فصرخ أبي وهو يبتعد عنها..
" أكثر من سنة وأنتما تخدعانني...!!! توهمانني بأنكما تعيشان كزوجين، وأنتما تتلاعبان بي...!! تظنان أنني طفلا أمامكما...؟!
وأنت......!! ظننتك رجلا وستثبت ذلك عندما أرى طفلك منها، لكنك خيبت أملي وأثبت أنك ما زلت كما كنت..... فتى عابثا غير قادر على تحمل المسئولية.... إنها لك أيها الجبان..... زوجتك وحلالك شرعا وقانونا... فلا تظن بأنه ستكون لك زوجة سواها...؟! أو أنها قد تتزوج أحدا غيرك...؟! فأحفاد عبد القادر المالكي لن يربيهم أحد لا يحمل دمائهم..."
فضاقت بي الدنيا أمام ظلمه وقهره لنا وصرخت...
" جيد أنك أدركت الحقيقة، وشمس كانت وستبقى زوجة لأخي... ومستحيل أن ألمسها...!!! "
" بئسا لك...!!! "
جواب حاد مع صفعة تهاوت على وجهي بقوة منه حتى سقطت أرضا...
" أتمنى أن تجعلك هذه الصفعة تستيقظ وتردك إلى رشدك أيها الفتى... والآن... خذ زوجتك وارحلا...!! افعل ما تشاء، سافر... وخذها معك... وإن كنت أجبرتك في المرة الأولى على الزواج بها فلن أفعل ذلك هذه المرة... لن أفعل...
وأنت يا من خدعتني ونقضت الاتفاق الذي بيننا.. وافقت على الزواج بابني مقابل أن تبقي مع أطفالك، ولكنك كنت تكذبين...! واتخذت هذا الزواج مجرد لعبة.. لذا... لن تري أطفالك بعد الآن.... ولن تشتمي حتى رائحتهم... فهم الآن خارج هذه القرية...!! ولن يستطيع أحد أن يأخذهما مني، وأنت أكثر من تعرفين صدق كل كلمة أقولها...
هياااااا..... اخرجا من منزلي.... اخرجااا.... وارحلا.... فلا مكان لكما فيه بعد اليوم.. لا مكان لمن يعصيني ولا يمتثل لأوامري..
هياااا اخرجا ......!!! ")))
فتحت عيني بفزع يسلب أنفاسي وكأن والدي حي أمامي ويصرخ بي......
لكنني لم أجد أحدا بجواري... لا شيء سوى هذا الليل بما فيه..
فأرخيت رأسي مجددا وأغمضت عيني في رغبة جارفة للغرق في تلك الليالي المريرة...
((ساعات أليمة قضتها شمس وهي تنتحب وتتوسل وتضرب الباب على أبي ليفتح غرفته... تصرخ بألم وتهمس بانهيار طالبة عودة أبنائها لها حتى انقطع صوتها وانهار جسدها على الباب منحنية تهمس بكلمات مذبوحة تنتزعها من روحها ومن قلبها بأنين يفطر القلوب ....
" أعدك.... أعدك بأنني.... سأكون زوجة له... أقسم لك... وستحصل على حفيد آخر... كما تريد!!! ف...... فأعدهم إلي... أعدهم إلي.... أرجوك "
خناجر حادة استلتها من قلبها لتخترق صدري وتصدمني وأنا واقف بجوارها...
عاجز تتلاطمني الأمواج العاتية وتصعقني بصواعق رعدية وترمي بي جثة محترقة إلى أسفل سافلين.. تذبحني بألم حارق من أنينها وهي تطلق وعودها لأبي وتنظر إلي كأم مكسورة.... مقهورة.... مغلوبة على أمرها
فماذا أقول...؟
وماذا علي أن أفعل...؟
فقرارنا بالعيش كالأخوة كان قرارنا معا، لكن في تلك الليلة قررت هي!!
لأجل طفليها، لأجل أن يعودا لأحضانها..... ولأجل ألا تحرم منهما...
أخذت قرارها...... مذبوحة تتنازع أنفاسها وهي تنظر لي...!!
وفي خضم صدمتي وألمي انفتح الباب وظهر والدي وعلامات الانتصار تصرخ في وجهه وهو يقول بتعالي
" وأنا سأمنحك فرصتك الأخيرة، لكن لن تريهما ولن يعودا إلى أحضانك ..... قبل أن تحملي بطفل من تيم..... وغير هذا لا تحلمي أبدا بلقائهما وسيظل الأطفال بعيدا عنك إلى وقتها.... فأنا لست مغفلا حتى أخدع مرتين.."
ثم أغلق الباب مرة أخرى بقوة وفي داخلي صراخ كبير بغضب يتعالى...
" أكرهك يا أبي..... أكرهك وأكره تسلطك وتجبرك وهذه القرية وأعرافها... وأكره جلال الذي سافر وجعلني أغرق في هذا الطوفان.."
انسحبت بعيدا عنهم أصارع طوفان غضبي.. بعيدا عنهم...... بعيدا، إلى قبر أخي... أصرخ وأشكي ظلمهم لنا، وما الذي يجبروننا على فعله... وما الذي فعله برحيله عنا، ولم أكن أعرف بأن أخي حي ينتظر اليوم الذي يفرج عنه ليعود لزوجته...!!
صرخت بغضب وأهدرت كل ألمي على قبره، طالبا منه أن يخرج من قبره لينهي كل شيء...
يأس وقنوط ما تملكني لساعات، لكنني عدت أجر أذيال الخيبة إليها.....
دخلت غرفتي بضياع راغبا في رمي جسدي على السرير والغوص فيه لأهرب من كل ما حصل معي وأنسى هزيمتي وقهري وكل ما سمعته الليلة.....
فرأيت شيئا جعل كل خلية في داخلي تستيقظ وتصرخ برفض قاطع لما تراه عيناي..
جسدي تصلب فجأة وانحبست أنفاسي في قلبي المقطوع وأنا أرى شمس....... جالسة على طرف السرير بقميص حريري أسود يحتضن جسدها الصغير وتهمس ببحة مختنقة
" لأجل.... أطفالي.. لأجلهم ..... أنا مستعدة أن أقتل نفسي...!!"
همسات مرتجفة مرتعشة مختنقة همست بها وهي مطأطئة رأسها وعيناها تختفيان تحت غرة شعرها الأسود الفاحم ... ودمعة انسابت على وجهها بقوة حتى سقطت على.... على فخذها المغطى بقماش خفيف أسود..
" أرجوك.... أرجوك يا تيم..... ارحمني .... وأنهي كل شيء بسرعة...!! "
أنا..... وهي... وليل طويل..... وبدر مكتمل يضيء جسدها الفضي رغم انطفاء الضوء... هم من صاروا شهودنا لتلك الليلة...
ليلة اهتزت بها الأرض وبكت طيور الليل رهبة من هذا الموقف، ومن دموعها المنسابة بتهدج مرتعش وتوسلاتها.. بالرحمة مني...!!
تراجعت للخلف وانكمشت على نفسها في السرير تعلن استسلامها لي..... وللقدر وللظلم.... تغمض عينيها بقوة والدموع تتابع أكثر وأكثر وتغرق في وسادتها..... تضم يديها بارتجاف لصدرها تمسك بقلادة صغيرة لم أرها تفارق صدرها، والرجفة تعلو... وتعلو على جسدها النصف عاري في لوحة قمرية.... لا يمكن أن تنسى...!!
ومر وقت طويل وأنا على حالي متجمد.... عاجز... مشلول لا أدرك ماذا أفعل...!!
بينما هي مازالت على حالها ترتجف أوصالها وترتعد فرائسها وتطلب الرحمة بقتلها سريعا... كالشاة التي تذبح في العيد بإحسان...! وعلي أن أكون قاتلها.. وذباحها...
فأي عذاب تتوقعونه قد عشته في تلك اللحظة...؟!!
وأي ألم حفر في قلبي معها...؟!!
عذاب لن يدركه أحد..... إلا..... من اغتصب روحا بريئة ...!!
وهذا كان إحساسي وأنا أقترب منها مستسلما بلا روح أنتزع قميصي بارتجاف والموت يعتصر قلبي، كمن ينتزع الكرامة والشرف من داخله...
أقترب منها وثقل الأرض يرتكز في ساقاي والرجفة قد سرت في جسدي كله....
فأنا الليلة سألمس امرأة.... ليست من حقي...!!!
امرأة كانت... زوجة لأخي.... وحبيبته!!!
من كنت أعتبرها أختا لي وفتاة محرمة ستصبح في ثوان بين جسدي...!!! ومطلوب مني أن..... أكون زوجا لها...!!!
زوجا لجثة تتنازع الرمق الأخير أمامي ولا أحد يشعر بظلمنا سواها...!!!
جلست بجوارها ومددت يدي بارتجاف نحو تلك الدموع التي اعتدت أن أمسحها وأكون المأوى لها، فانقبضت ملامح وجهها وزاد انكماش جسدها في ذعر ورعب... مع شهقة باكية خرجت من صدرها المتفجر بالألم.. فارتدت يدي ونهضت بألم واختناق نحو النافذة أفتحها بقوة وأشهق بأنفاس باردة علها تزيح الاختناق الذي يقتلني، وتطفئ النار التي في صدري
صرخت بأعلى صوت زلزل الليل الهادئ وأسمع من تحت القبور ...
إلا...... أبي!!
صرخت برفض قاطع لهذا العذاب، وهذا الموت الذي يحاصرنا ويقتل أجمل ما فينا، فلم يجب أحد صراخي ولا ندائي سواها... بأنينها المتهدج وهمسها المذبوح لي:
" لا تتعذب... ولا تتألم فقط .... أغمض عينيك واستسلم كما أفعل.... ودع الليل وشأنه... لينتهي.... هذا الليل الطويل بألمه.. أو ننتهي معه...!!!"
فاعتصرت عيني ومشاعري وكل احساس يصرخ بالألم وعدت لها باستسلام وألم تنساب منه دمعة رجل تحطمت ارادته.... دمعة كانت طريقا لدموع قهر... وألم.... لامست دموعها لهيبها..!!
وانتهى الليل الطويل، ولم ننتهي معه..
وبقيت تلك الدموع المحروقة على وسادتها شاهدة على عذابنا لليلة لم تتكرر أبدا..))))
فتحت عيناي بانكسار وتدحرجت عبرة كبيرة حارقة من مقلتي اليمنى، فاليسرى ونظري يشتق البحيرة بهديرها التي شهدت دموع شمس الحارقة في فجر ذلك اليوم...
ذلك الفجر الذي تلا ليلتنا الحارقة..
يوم قررت فيه الهرب بعيدا عنها إلى أي مكان يحميني من وجهها الميت وعيناها التي انطفئ ضوؤها، قررت هي الأخرى الهروب بعيدا عن الدنيا بأكملها...
لكني عدت وبحثت عنها بجنون ورعب تملكني خوفا ألا أجدها...
فوجدتها واقفة هنا...!!!
على طرف البحيرة ترفع وجهها للسماء وتنظر إلى الشمس المشرقة وعيناها غائمتان بالدموع ووجهها الثلجي يبرق في الشمس وشعرها المبتل الطويل يتطاير في الهواء..
ورقة مصفرة مبتلة ضائعة طار عقلها ولا تدرك كيف صارت بهذا الشكل...؟!!
لحظات صامتة من العناق والهمس طويل مع السماء وانتهت بسقوطها في البحيرة غارقة بكل شيء يؤلمها... واختفى كل شيء من أمامي...!!!
وجهها وعيناها وجسدها وحتى صوتها...!!
وللحظات بقيت جامدا بلا حراك حتى صرخت الطيور من حولي لتوقظني من صدمتي والهرع لإنقاذها من أكبر خطيئة قد ترتكبها بحق نفسها....
فرميت بنفسي أغرق معها وأحاول إنقاذها وهي تهوي باستسلام وجسد منساب وعيون مغمضة إلى عمق البحيرة..
أمسكتها بيدي بقوة وحوطتها بذراعي وسحبتها نحوي لأخرج بها وأعود بقلبها إلى واقعها وجراحها... فشهقت بأنفاسها المرتجفة الباكية على صدري كحمامة جريحة تنازع موتها في أحضاني..
أخرجتها وضممتها بقوة وارتجاف وخوف... طوقتها بذراعي وشددت عليها بدموعي حتى شعرت بعظامها الصغيرة ستسحق بين أحضاني وهي تهذي وتتهدج بحروفها
" أنا... لم أعد طاهرة..... شمسك.... يا جلال لم تعد طاهرة...!!! لم أستطع... لم أستطع أن أكون وفية لك... أخلفت..... وعدي لك... وأصبحت خائنة.. سامحني.. سامحني يا جلال.... فشمسك لم تعد طاهرة... وبريئة كما أحببتها...."
مجنونة فاقدة لعقلها تخاطب روحها المنزوعة منها على صدري بآهات محترقة ونشيج حارق وسيول عارمة مقتولة بالألم تنهار وتنزف على صدري المفطور معها..
فأطلقت قسمي لها ألا ألمسها مرة أخرى وأنني سأعيد لها أطفالها حتى لو مت في سبيل ذلك... ولم أكن لأفكر يوما أنني سأكون عاشقا لدمعها وحزنها وصمتها...!!! ولا أعرف للآن متى أحببتها...؟
هل عندما كانت منكمشة بجسدها أمامي تحت ضوء القمر تتوسل قتلها ...؟
أم عندما كانت تودع سمائها قبل أن ترمي بنفسها إلى البحيرة؟؟
أو عندما غرقت على صدري بجنونها...؟
أو عندما ابتسمت مجددا لحظة عودة أطفالها إلى أحضانها...؟
لا أعرف...!!
لا أعرف...!!
لكنني متأكد أنني كنت على استعداد تام للعيش معها وبجوارها كظل لها طوال العمر... مكتفيا بالغرق في حنين عينيها والابحار بسعادة لحظة شروق ابتسامتها لي...
والآن..... ضاع كل شيء...!!!
كل شيء.......
حتى ابتسامتها... وزمرد عينيها الحنونتين... ولم يبقى لي سوى الكراهية..
فماذا أفعل يا إلهي...؟
وكيف أتصرف...؟
فأنا أشعر أنني أغرق.... أغرق وحيدا ولا يوجد أحد ليمد يده لي وينقذني...
أنا أغرق يا شمس... أغرق..
فهل تشعرين بي...؟
وهل سترمين بنفسك لتنقذيني؟
أم أنك أصبحت تتمنين موتي ورحيلي...؟
آآااااه....
تنهدت بحرقة وبأنفاس تحترق وتحرق ضعف دموعها ولا أحد يجيب آهاتي سوى خالقها... فنهضت مودعا لهذا المكان بهديره وضوئه وليله وبكل ذكرياته وعدت راجعا إلى حيث السكون والوحشة التي تنتظرني...
دخلت البيت الذي طالما تمنيت الفرار منه وأطبق حصاره علي...
دخلت إليه وهو غارق في الظلام ولا صوت فيه سوى صوت دقات xxxxب الساعة المشارفة على الواحدة ليلا... فصعدت الدرجات أعدها واحدة تلو الأخرى وأتمنى ألا تنتهي وتطول بي... لكنها انتهت وأصبحت في ثوان واقفا حائرا أمام بابي وغرفتي الباردة.. أرفض أن أدخل إليها وأغرق في ظلامها ووحدتي وأفكاري التي تضيق بصدري، فأسندت رأسي مطرقا على الباب ومقررا البقاء خلفه والنوم في مكاني.. فهو سيكون أرحم لي من الداخل... فعلى الأقل مكاني هنا أقرب إلى غرفتها، وربما هذا يؤنس قلبي قليلا... لكن بصيص الضوء المنبعث من تحت الباب جعل عيناي تتسع وتبرق، فمن سيكون في غرفتي وبهذه الساعة...!!
فتحت الباب بترقب وعيناي تبحثان عن وجودها
حتى.......!!!!
حتى.... التقت بها نظراتي متزلزلة مصدومة.... بوجودها على طرف السرير...!!!! وعيناي المهتزة تنتقل على جسدها ابتداء بساقيها البيضاء العارية لقميص حريري أزرق ليلي يحتضن ذلك الجسد الرشيق المتناسق وصولا لوجه القمر، وشعرها الأسود الذي يجتمع على كتفها العاري منتثرا كشلال هادر على صدرها الثلجي الهادئ بأنفاسه، بينما كان الاعصار قد اجتاح صدري بقوة وعنف... ضاربا بكل مشاعري في زوبعة عنيفة حارقة..
لا أعرف كيف ستنتهي؟!!!!
*******************
في غرفة مظلمة، وبيت كبير أعيش فيه وحيدا بلا ونيس ولا رفيق يخفف ألمي ويزيل وحشتي... الذكريات فقط ما ترافقني وتحادثني منذ وصولي إلى هنا... ولا أعرف كم مر علي من الأيام في هذا المنزل، فهي لم تعد تعنيني...
في الماضي كنت أعدها على جدران السجن وأنحت أيامها بخطوط مليئة بالأمل والشوق لألقاهم.. أما الآن فما عاد يعنيني شيء.. وما عاد يهمني فيها شيء...
أنهض صباحا وأتجول في الشوارع المزدحمة وأراقب عودة الحياة لساكنيها بعد سنوات الحرب المريرة ثم أقبع في المسجد لساعات طويلة وبعدها ينتهي بي المطاف بالعودة لهذه الغرفة... حتى أعمال والدي هنا لم أذهب لتفقدها ولا حتى أقاربنا...
فقلبي قد فقد بهجة الحياة.....
أكتفي برمي جسدي المثقل على سرير بارد وأغمض عيني باستسلام لتبدأ الذكريات بالتسلل إلى عقلي المريض وتبدأ أصابعي بالتلاعب بزر الإضاءة الجانبية كما تلاعبت بي الحياة... يضيء الضوء أمامي ثم يختفي.. يضيء ثم يختفي..
وأنا أراقب وأفكر بصمت.... بل أنا الآن أغرق، ولا أرى سواها...
لا أرى سوى طيفها...
ودمعتها المنسابة على وجهها النائم...
وأنينها المتهدج من صدرها...
وكم شعرت ليلتها بالتلاشي أمامها والاختفاء...
وكم تمنيت لو أن الماضي يعود بنا إلى البعيد...... قبل أن أسافر لتلك الحرب اللعينة وأقرر البقاء بجوارها وعدم مفارقتها...
مددت يدي في الهواء نحوها..
نحو طيفها السرمدي... نحو دموعها...
نحو شعرها المنساب... ونحو أحضانها...
لتحتويني معهم وأغرق في أحضانها وأصرخ بوجعي على صدرها..!!!
لكنها توقفت في الهواء.... بعيدا عنها.... وعن دمعها... وأحضانها..
أوقفها الواقع الذي فرضوه علي...... وألمه... والموت الذي كان يحاصرني...
وطلاقي لها...!!
وحتى هنا.....
مازالت يدي ممتدة في الهواء...!!!
تنادي طيفها....... وتتوسل وجودها..... لتلامسها.. لكنها لاتصل إليها ولا أحد يساعدها لتصل إليها..
عذاب ما أعيشه وانتزاع عشقها من قلبي كانتزاع المخدر من الجسد... فعشقها كان نشوة وعشق يحييني ويطير بي والآن...... صار إدمان يدميني ويقتلني ببطء.. وسكاكين من الألم تقطع جسدي...... الرجفة تنساب في أوصالي وكل ما في داخلي يصرخ باسمها ويعاني من فقدانها.... ويطالب فقط بنظرة وحيدة لها تروي شرايين قلبه وتحييه..
وهمس عذب من شفتيها تخبرني فيه بحبها لي.. وعشقها الأبدي لي..
أحبك يا جلال..!
أحبك رغم بعد السنين وألمها....
أحبك حتى لو كنت لرجل غيرك...
حتى لو خنتك..... فقلبي هذا لم يخن حبك لحظة....
يالك من متوهم يا جلال!!
وقريبا ستفقد عقلك لا محالة... وستصبح مجنونا هائما يحادث شمسه الساكنة بعيدا عنه في السماء....
مجنون شمس!!
مسكين أنت...!!
كنت تظن بأن الفراق والبعد سينسيك ويخفف من حدة نارك وألمك..
لكنه ما زادك إلا اتقادا وسعيرا...
فإلى متى يا جلال؟؟؟
إلى متى؟؟
إلى متى يا إلهي؟؟
أنقذني مما أنا فيه... فكل ما بداخلي يعتصرني ألما وينهش بقلبي... ورأسي سينفجر بي من ضياعي وأوهامي وجنوني...
يا رب..... ارحمني.... وارحم قلبي وضعفي وألمي الذي لا يدركه أحد سواك...
صوت تناهى إلى مسامعي... ولم ينقطع..... أصوات مزعجة.... تزيد ألمي.... تناديني وتصرخ بي... لأجيبها..... وترتاح.. فنهضت بجسدي أجره إليها حتى وصلت...
رفعت سماعة الهاتف وأجبت بتململ من تكرار الرنين الذي لم ينقطع وأجبتها ببقايا روحي...
" نعم أمي......!!! "
فوصلني صوتها الحاني والمبحوح بدموعها...
" ولدي... جلال.. لم لا ترد على اتصالاتي...؟ "
" .......... "
" اشتقت لك يا بني، ودموعي لا تفتأ عن ذكرك... فإلى متى ستظل بعيدا عنا... وحيدا ولا أحد يعرف ما حالك أو كيف تكون؟ جلال......هل تسمعني؟ أجب أمك يا نور عينيها..."
صمت مدقع ومؤلم كان حالي، حاولت الهمس أو الكلام لكني خشيت أن أضعف وأنهار وأعود إلى أحضانها باكيا لتحتويني كما كنت طفلا!!!
هويت بالسماعة لأغلقها وأنهي أي حياة تخصهم وتحاول الاقتراب مني لكنني سمعت صوتها الملتهب بدموعها وحروفها وهي تخبرني بما جعل كتلة كبيرة من النار تهوي على قلبي وتشعل النار على لساني وعلى أطرافي بل وعيني كذلك... والدوار هو ما تملكني ... فأغلقت السماعة منهارا على مقعد قريب.. أغمض عيني باستسلام..
أريد فقط أن أتنفس.. أن أزفر ألمي..... فصدري يتحرك بقوة، تماما كقوة البحر الهائج بموجه.. والذكريات تتزاحم في عقلي المظلم وتصرعني بها... حتى فتحت عيني باتساع وقلبي عاد يرجف بجنون واضطراب... ويشعر بأن...... الجنة والنار تعرضان عليه... في هذه اللحظة، وهو متأكدا بأنه هالك لا محالة...!!!!
************
نهاية الفصل السابع



سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:50 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.