آخر 10 مشاركات
سراب الحب (8) للكاتبة الخلابة: نور الهدى *مميزة & كاملة* (الكاتـب : نور لينة - )           »          وشاح من دخان-قلوب شرقية(79)-حصرياً- للكاتبة:داليا الكومي{مميزة}-(مكتملة&الروابط) (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          حنين الدم ... للدم *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : رؤى صباح مهدي - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          [ تحميل] من تحت سقف الشقى أخذتني للكاتبه نـررجسـي?? ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          بخصوص رواية قبلة المموت … (الكاتـب : فجر عبدالعزيز - )           »          فرشاة وحشية ج1 من س تمرد وحشي-قلوب أحلام زائرة-للكاتبة: Nor BLack*مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Nor BLack - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام شرقية

Like Tree829Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-02-19, 03:29 PM   #641

عشق الياسمين

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقاصّة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء،حارسةوكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب وقلم مميزبالقسم الأدبي

 
الصورة الرمزية عشق الياسمين

? العضوٌ??? » 420989
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,922
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » عشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي





shezo likes this.

عشق الياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-19, 08:06 PM   #642

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الحادي عشر (الجزء الأول )
********
طرقات متباعدة متهالكة توالت على الباب مرارا وتكراراحتى جعلت قلبي ينقبض !!
من هذا الذي سيأتينا في هذاالوقت الباكر ؟؟
اسرعت باتجاه الباب وفتحته لأقف متفاجأة به:
"جلال !!"
تفجرت الدهشة في وجهي عندما رأيته يقف أمامي...منهكا محطما ووجهه الشاحب متلون بجروح عديدة .....وجسده ....
جسده كان غارقا بمياه المطر بل معتصر بالمطر وكل شيء فيه يقطر ماء ...
وكأنه قد قضى ليله كله تحت زخات المطر !
-" ر......يم ......."
همس بحروف اسمي بشحوب الموتى ثم انسدلت عيناه الغائرتان مع جسده الذي تهاوى أمامي بكل ثقله وجروحه ليسقط على صدري حتى ثقل جسدي وسقطت معه ممسكة به وجاثية على ركبتي !!
فأصابني الهلع والذعر من حالته ،صرخت عاليا باسم مروان
ليأتي ،فأخي منهار في أحضاني ينشج بأنفاس محتقنة متنازعة ويبدوا فاقدا لوعيه...

"مروان ...مروان !!!!!!"
فأسرع مروان نحوي وووجدني أهز جسد أخي بيدي وأصرخ به بفزع ليجيبني :
"جلال...اجبني ...أرجوك ...جلال "
ولم أدرك الا ليد مروان التي تمتد نحوي بسرعة لترفع جسد جلال المعتصر بالبلل عني ويحمله على كتفه وهو يحادثني بقلق وخوف :
"ماالذي حدث له ياريم ؟!!!"
-"لا أعرف .....لاأعرف ....أنا فتحت الباب بعد أن سمعت صوت دقاته وماان فتحته حتى رأيته واقفا متكئا على الجدار يهمس باسمي ثم....ثم انهار فجأة "
فأدخلناه أقرب غرفة في البيت ووضعناه على السرير بغير أن يدرك جلال لشيء من حوله فصرخ بي مروان مستعجلا لي :
"غيري ثيابه حالا،أنه غارق مبتل وقد يزيد الأمر سوءا ....وخذي من ثيابي وألبسيه إياها وأنا سأتصل بالطبيب ليأتي حالا ....هياااا تحركي !!"

وغادر مروان الغرفة مسرعا بينما بقيت جامدة للحظات اتأمل وجهه المجروح وبقايا الدماء على وجهه ويديه ...وأشعر بالرجفة تسري في جسدي ربما من حالة أخي المزرية وربما من البلل الذي غمرتني به ثيابه..
فحاولت التنفس بعمق أسابق مخاوفي وهواجسي واتجهت نحو أخي أحاول نزع قميصه و معطفه عن جسده ،لكن ماأن وقعت عيناي على صدره حتى شهقت بقوة
ساحبة يدي لتكتم شهقاتي وصدمتي حتى عن عقلي الذي ارتج مما وقعت عيناي عليه !!
منظر رهيب......ومؤلم ....ومثير لدموعي الى أبعد حد...
الكثير من الندب على صدره و آثار حروق قديمة مختلفة مبعثرة على جذعه ،أكبرها كان ندبةكبير محترقة ممتدة من أعلى جذعه الى منتصف صدره وربما ماكان في ظهره أفضع بكثير..!!

فعجزت ساقاي عن حمل جسدي المرتجف بألم وأنهرت بجسدي أرضا أكتم شهقاتي الباكية بكلتا يدي وأجلد نفسي بألف سوط من سياط الندم ،فلو أظهرت الرسالة لحظة وصولها لربما .....لربما وجدناه وحررناه وخففنا عنه ولو يوما من العذاب !!
الويل لك ياريم....
الويل لك.......الويل لك....
اعتصرت دموعي وألمي وصرخت شهقاتي الباكية من خلف كفي رغما عني ...
صرخت بألمي وندمي وأنين أخي المتنازع لقلبي فتناهى صوت مروان من حولي :
" اتصلت بمنزل الطبيب ولاأحد يجيب....
ريم.....هذا ليس وقت البكاء ...لمى لم تغيري له ثيابه حتى الآن ؟؟"
رفعت عيناي الغارقتان بالدموع اليه وهو يقترب من
جلال ثم يقف على مقربة منه فتتسع عيناه بذهول وتتزلزل بهلع وألم وهو يرى ما رأيته فانتحبت بحروفي :
" لم استطع ....!!
لم أستطع يامروان !!!"
شتت مروان أنظاره فيما حاوله هربا مما صعقه وآلمه حتى صارت الدموع في عينيه تلتمع !!
-"غادري....... الغرفة.. .هيا ......انهضي واحضري لي من ثيابي وأنا سأغير له ثيابه...هيا تحركي "

زممت شفتي بقوة اعتصر ألمي ودموعي ،ثم نهضت بارتجاف اسير ببطء للخارج حتى استطعت أن أصل لغرفتي وأخذ من ثياب مروان وعدت إليهما والدموع لم تفتأ عني ،وماأن وصلت حتى أخذ مني مروان الثياب وأخرجني مغلقا الباب وآمرا لي :
" اذهبي واتصلي بخالتي واخبريها بحالة جلال "
وأصبحت في لحظات غارقة لوحدي أتخيل أشكال العذاب الذي أذاقوه لأخي وكمية الوجع الذي تحمله ،ثم بعد ذلك يعود........يعود ويكتشف بأنه قد فقد كل شيء!!
وبسببنا...
آااااه ياأخي !!
كم ظلموك وكم ظلمناك معهم ،بل ربما نحن أكثر منهم . ..
أغمضت عيني بقوة اعتصر دموعي لتتوقف لكن هطولها ظل مستمر فاتجهت نحو الهاتف المتواجد في غرفة المعيشة أضرب على الأرقام بارتجاف ،فظل يرن بلا مجيب ،أعدت الاتصال بمنزل عائلتي مرة اخرى و بعد ثلاث رنات أو أربع ، أجاب الطرف الآخر ...

" نعم ؟ "

لم أميز الصوت في البداية ، لكنه عندما كرر الكلمة أدركت أنه صوت تيم

-" نعم ؟ من المتحدث ؟؟ "
-"هذا أنا......ريم ياأخي "
كانت شهقاتي مازالت تتصاعد وفكي الاسفل مازال يرتجف أثر مارأيته ... و ربما سمع تيم صوت اصطكاك أسناني بعضها البعض من جوابي فقال بتوجس...
"ماالأمر ياريم ؟؟
لمى تبكين ؟؟
هل حدث شيئا معكم ؟؟"

ازدادت شهقاتي وفرطت مني وأنا أشد ضغطي على طرف السماعة وأقول :
" جلال هنا !!
وفاقد لوعيه.... و كأنه جثة لاروح فيها "

لم أسمع أي صوت فظننت أن تيم قد أقفل السماعة ، قلت :

-" تيم.... ألا زلت معي ؟؟
هل تسمعني ؟؟"

-" نعم "

ارتحت كثيرا لسماع صوته أو ربما ... تعذبت أكثر
فقلت بألم وتوجس:
" تيم .....تيم.....ماالذي حدث بينكما ؟؟
ولمى جلال بهذا الحال ياأخي ؟؟"
لمى هو مجروح هكذا ؟؟"
فصمت ولم أسمع صوته للحظات حتى همس بصوت مسحوب وكأنه انتزعه من باطن الأرض:
" كيف ......حاله ؟؟"
فانسابت دموعي وانهرت بحرقتي :
" لاأعرف ،ولاأدرك ماالذي حدث معه...
لقد أتى منذ قليل والجروح تملأ جسده ثم انهار أمامي وعلى صدري جثة غارقة بالمياه ..!
تيم ......أرجوك أخبرني ..ماالذي حدث ؟؟
-"............!!!!"
صمت مدقع ماوصلني فتهاويت أرضا أنشج بدموعي وأزفر بأوجاع لامستها اليوم من رؤية جلال بهذا الحال :
"تيم......أخبر أمي أن تأتي حالا..
أخبرها أن تأتي لترى ابنها وتحتضنه،أخبرها أن تأتي لتحتضن وجعه وألمه ،فأنا غير قادرة على ذلك ....أنا .....غير قادرة...
ولو رأيت مارأيته على جسده المنهوش.....لو رأيت عذابه لمى استحملت ياأخي..
خمس سنوات وهم يعذبونه ويقتلونه ..
خمس سنوات عذبوا وحطموا فيها جسده، ونحن حطمنا قلبه ..
هل تسمع ياتيم ؟؟
نحن حطمنا قلبه ...حطمنا قلبه وبلا اهتمام ولاأدنى رحمة .."
فسمهت تنهيدة عميقة وصلتني منه ثم ........انقطع الخط !!
فتركت السماعة تهوي وانكمشت على نفسي افرغ مافي قلبي رغم أن كل دموع الأرض لن تريح ضميري الذي يحرقني فتناهى لي صوت مروان الغاضب ..

"اللعنة عليهم......!!
اللعنة عليهم .....هؤلاء ليسوا بشر...
ليسوا بشر !!"

فرفعت وجهي المرتجف ألما نحو مروان الذي داخل عاصفا محترقا بغضبه يدور بتشتت فيما حوله يرغب أن يصرخ ...أن يفجر قهره في أي شيء ...
والعينان تصرخان غضبا وقهرا على حالة جلال ....صديقه ورفيقه..
" مجرمون...!!
أوغاد !!
أين ذهبت الرحمة من قلوبهم ؟؟
وأين الانسانية والدين ؟؟؟؟
اين ؟؟؟"

فهمست باختناق من بين أنفاسي :
"ونحن ايضا مجرمون !!
نحن مجرمون يامروان !!!
فنحن أخفينا رسالته ،وكان .....كان من الممكن أن أظهرناها أن نجده ونخفف عنه "
فصرخ بي :
" هل تظننيني لم أبحث عنه ،ولم ألحق خلف ماكنا نظنه وهما ؟؟
طالما كنت أحاول أن أتقصى الحقيقة من أي أسير كنت أعرف بأنه قد تحرر ..
وطالما كنت أحاول في سفري البحث عن اي خبر يدلنا على صدق هذه الرسالة ،حتى أني أوصلت الأمر لقيادة الجيش التابع له جلال...
لكن لم يستطيعوا فعل شيء مع الحرب ...
وماذا كنا نحن سنفعل ؟؟؟
وماذا كانوا سيفعلون ونحن حتى لم نعرف اسم الرجل الذي رمى الرسالة في صندوق البريد واختفى !!
ماذا ؟؟
أجيبي ؟؟"
فأجابته دموعي بدلا عن أحرفي فأكمل بصوت أحن يحاول تخفيف ألمي وهو يقترب مني ويمسك بيدي ويتوسل مني عدم تعذيب نفسي :
"ريم......حبيبتي...صدقيني نحن لم نكن نملك من أمرنا شيئا حتى.....حتى وإن أخبرنا والديك وعرفوا بأمرها...
فأنت تعرفين أنه لم يحدث تبادل للأسرى الا منذ بداية هذا العام ،ثم حالة والديك ووالدك بالذات لم تكن تحتمل ألما زائفا ينعش قلوبهم ليحرقها مجددا ياريم...!!
فماذا كنت تظنين من والدتك إن عرفت سوى العذاب والحرقة لفراق ابنها وعذابه وحبل زائف من الأمل قد ينقطع في أي لحظة..؟؟
وماذا...؟؟
أجيبي ....؟؟؟"
فهززت رأسي برفض لكل ماقاله وقلت :
"على الأقل لم نكن لنشعر بألم وحرقة ما نشعر به الان يامروان...!!"
فاحتضنني قائلا بتنهد حارق :
"معك حق.......معك حق في كل ماتقولين ،لكن صدقيني
كل مالقاه جلال في أسره لايساوي شيئا أمام خسرانه لحياته وأبنائه وبقايا أحلامه التي بناها في غياهب السجن.....وهذا هو سبب انهياره وألمه.....صدقيني..
.فلاتلومي نفسك بهذا الشكل ...ولاتعذبي قلبك "
ثم نهض وتركني زافرا بوجع وغضب مكتوم ينبثق من
ملامحه ورفع السماعة ليغلقها ثم يعيد رفعها ليتصل بالطبيب وكان من بين كلماته :
" إنه منهار فاقد لوعيه والحمى قد داهمته ،فأرجوك لاتتأخر أيها الطبيب"

آه ياأخي.....كم من العذاب قد عشته ؟؟
وكم من الألم قد تحمله جسدك ثم تعود الينا لنحطم قلبك ؟؟؟

*************
انتهت الليلة العاصفة بكل ماكان يعتصف في قلوبنا ،وسطع الفجر مشرقا من بين الغيوم الداكنة وكأنه لم يكن شيئا منها البارحة !!
وليت شيئا لم يكن بيني وبينك ياأخي ..
وليتك لم ترحل ،ولم يحدث شيئا مما حدث معنا !!

فأناوكلما تذكّرت الدمعة الحبيسة في عين جلال،والتي أنهارت أمامي .... تفجرت عوضا عنها عشرات الدموع من قلبي...
فما فعلته معه البارحة لم يكن شيئا ليغتفر.. إنه جلال اخي.....ورفيق الطفولة و الصبا و المراهقة.. إنه أعز إنسان لدي.. لكنه ......ليس الأحب..
هذه هي الحقيقة......
شمس هي الأحب الى قلبي ،والأقرب إليه...
والحب الصادق الذي طالما بحثت عنه في حياتي ....وفي سبيل حبها قد افعل اي شيء....قد افعل اي شيء حتى ولو حطمت قلبك ياجلال...
حتى لو سقطت صريع صدمتك وألمك ...والتهبت جراحهك القديمة بنيراني وجنوني فهذا لن يشفع لك...
أغلقت سماعة الهاتف منهيا مع ريم لأي كلام قد يضعف إرادتي ويصيب قلبي في مقتله ،فنحيبها وشهقاتها الباكية وهي تصف حال أخي قد اعتصر قلبي كقبضة حديده ونهشت منه لتجعل الندم ينزف منه،فأنا كنت قد رأيت جزءا ماكانت تتكلم عنه البارحة ..
لحظة أن كشف جلال بغضب عن صدره ممزقا كل مايغطي ألامه التي لاقاها بعيدا عني ..
وربما لو لم الحظ ذالك لمى خفت حدة غضبي قليلا
لايهم ...نعم لايهم !!!
فأنا قد اتخذت قراري وهذا هو الأفضل للجميع ..
نعم ....الأفضل ..لك ولنا ياجلال..
ولابد من أن صفحة النسيان سوف تطوي ماضينا ...وتنسينا كل أوجاعنا..
-"من ...كان المتصل ؟؟؟"
التفت بوجهي نحو أمي الناظرة لي بعيون ذابلة غارقة من بكاء ليلها الطويل وألمها الذي لن ينتهي،فزفت بكل ماسمعته منذ لحظات بعيدا عن قلبي وقلت لها وأنا أمسح وجهي بكفي :
" إنها ريم ،وتطلب منك المجيء الى بيتها "
وتحركت بخطواتي نحوها وقلت وأنا أرى الشحوب وأثار الدموع لاتخفى على وجهها وجفنيها المتورمين..
"أبنك ..... هنالك...في منزلها .....مريض ومنهار من الظلم الذي تسببتم به له"
ثم مررت من جوارها ...هاربا بقلبي قبل أن أسمع أي كلمة منها تزيد جموده وجليده ، لكن صوتها سبق خطواتي :
" وماذا عنك ؟؟
ألم تظلمه أنت الآخر؟؟
ألم تطرده من منزله وتحرمه حتى من أطفاله ؟؟
أليس ذاك هو أخاك ايضا؟؟
ومايجري في عروقك يجري في عروقه ؟؟؟؟؟"
قلت ببرود :
" لم يعد يوجد هنالك شيء يربطني به ،وهو قد أدرك ذلك جيدا ،ولذا غادر "
فصرخت بي منفلتة أعصابها وهي تمسك بيدي وتدير جسدي ووجهي بقوة متهالكة نحوها :
"جلال مكانه هنا ،وأنت لاتستطيع طرده من بيته ...وخصوصا بعد أن عرف بكل شيء ...فماالذي حدث لك يابني ؟؟
وبماذا صرت تهذي؟؟؟
هل أعماك حبها الى هذا الحد ؟؟"
نظرت اليها بصمت وبلا أدنى رغبة في الكلام معها أو مع أي أحد في هذا العالم....
"اخاك قد عرف بحقيقة علاقتك بشمس وماحدث معكما......!!
وانا قلت له كل شيء ، فكن رجلا حرا لآخر مرة واعد شمس لجلال "
تملكتني ضحكة عارمة استخرجتها من باطن الجليد الذي بدأ يحتل قلبي منذ البارحة ثم قلت لها :.
"أنا ....لايهمني أنه قد عرف بحقيقتي أنا وشمس..... وأنا قلتها له...إما أن يقتلني أو يرحل .....ويتركنا ....وسأقولها لك الان ...
إما أن يغادر جلال القرية أو أغادرها أنا .......فلا مكان يتسع لكلانا .... ؟؟"
-"ماذا ؟؟؟؟؟!!
-"ماسمعته .......سأخذ زوجتي وأبنائي وأغادر هذا المنزل وهذه القرية بأكملها اذا رفضت ذلك، فلا يوجد مكان قد يجمعنا معا..."
اهتزت نظراتها المنكسرة بالدموع وهمست متبعثرة مترددة غير مصدقة :
-"مستحيل !!
ماالذي حدث لك يابني ؟؟
ماهذا الذي تقوله...؟"
فقلت بجدية وحدة :
-"إما أنا........ أو هو..؟
إما تيم........... أو جلال ياأمي ؟؟
رغم أني .......أعرف جوابك مسبقا !!"
فارتجفت الدموع بين عينيها المتسعتين بألم و قالت بنبرة موجوعة :
" تخيرني ....بينك وبينه ؟؟
تطلب مني أن أحرم من إحدى عينيي ، وفلذة من قلبي ؟؟
إنه جلال...!
فرحتي الاولى وأخوك الذي كان لك الظهر الذي يحميك...
والصدر الذي يحتويك..
أخوك ياتيم.......أخوك وابني الاكبر....
وأنت.....انت أبني الصغير وفلذة كبدي ....جزء من روحي ......وإن غبت عني .... غابت معها حياتي
فكيف تخيرني بينكما ....كيف ؟؟؟
وكيف تتحدث بهذه القسوة وهذا البرود ، وأخيك ميت حي يصارع ألمه وصدمته منا جميعا....مريض منحرق بوحدته وأنت....
أنت تريد حرمانه حتى من حق الحياة مع أبنائه ...!!
مالذي تفعله يابني ؟؟
ولمى تغرق بهذا الشكل المخيف ؟؟؟:"
غصصت بما قالته وشتت نظراتي بعيدا عنها أهرب بكل مايعتصف في داخلي حتى لايضعف امامها ثم قلت لها :
" وأنا آخر شخص قد يرغب جلال في رؤيته الان ،فاتركيني واذهبي إليه، فهو كماقالت ريم .......بحاجة إليك "
قلت كلامي وصعدو الدرجات فصرخت بي بحرقة مبحوحة :
" وماذا عن شمس ؟؟!!
ماذا....؟؟
هل ستبقيها زوجة لك وهي....وهي عاشقة أخيك ؟؟!!"

فتوقفت خطواتي وتسمرت في مكاني على صوتها وصورة الحقيقة التي أراها واتلوى بها أمامي :
" هل ستخسر أخاك..... لأجل امراءة كانت ....وستظل .....عاشقة له؟؟؟!!
أجب .....لاتظل صامتا هكذا ؟؟؟"
الحقيقة تحرقني وتصفع قلبي بها وعيناي تعانقان شمس الواقفة في أعلى الدرجات تنظر الي بعيون الزمرد حزينة باهتة البريق والملامح وشعرها الأسود يتموج ليتعرج بخصلاته على كتفيها ....
فأجيبيني ياشمس ؟؟
أجيبي أمي ؟؟
هل أبقيك زوجة لي وأنت... عاشقة لأخي ؟؟
هل لحياتي معك فرصة وحيدة ؟؟
ألن يأتي يوم وتتركيني ؟؟
أجيبي ؟؟
لقد خسرت كل شيء لأجلك ، ولم اعد استطع مفارقتك ...
أنا اعترف بأني قد اصبحت مسلوبا الارادة امام عينيك ولايمكنني ان اتنازل عنك لأي مخلوق حتى لو كان أخي ..
فهل سيأتي يوم تتخلين فيه عني وتعودين له ؟؟

اجيبيني....واريحي قلبي العاشق لك ....

همس مكتوم و عناق محموم بالنظرات بيني وبينها وانتهى بانكسار عينيها وهروبها من أمامي !!
فشعرت بالألم الشديد والانصهار يأكلني لتجاهلها لي وهي تفهم فحوى نظراتي ..وتراجعت بخطواتي إلى الوراء..... والتفت لأنزل الدرجات مجددا واخرج من البيت هاربا من كل شيء ...
-"الى أين ستذهب ياتيم ؟؟؟"
-"الى الجحيم ......إن كان هذا يرضيكم !!"
وتركت البيت هاربا بسيارتي الى الجحيم الذي يحترق في داخلي ويرفض ان يفارقني ...
فأنا عاشق متيم لامراءة منحت قلبها لأخي..
وأنا من اخترت طريقي هذا... وباصرار...
وءنا لن استسلم ياشمس...لن أيئس أبدا... ...
ولن اعيدك الى جلال .....
فأنت لي....
عشق تيم المنتظر منذ سنوات !!

*************
دخلت في نوم عميق تهت في أغواره...اشعر بأني هائمة بين السماء والارض ...عالقة بين الماضي والحاضر..وكل ماحدث معي منذ طفولتي قد زارني في احلامي الليله...
أمي وأبي وشجاراتهم وزوجة أبي وجلال وسيف وتيم .... ....جميعهم زاروني لم يفارقوني ...
حاولت أن أتحدث اليهم .....أن اكلمهم ليفهموني....ليشعروا بي ....فلم يلتفت الي أحد...
الجميع يصرخ حولي في دائرة مظلمة مغلقة ....وكلما حاولت الهرب من احدهم طوقني الآخر ....
فصرخت بينهم بيأس...أغمض عيني واصم أذني عن أصواتهم حتى سمعت صوت أحدهم يهمس لي...
صوتا طفوليا يطلبني ويمسك بيدي لأسمعه...
"أمي.......أمي ......أمي "
فحاولت فتح عيني ورؤيته ...بل الخروج من دوامة احلامي..
وربما استطعت .....فأها أنا أشعر بدخول شخص ما إلى الغرفة.. و اشعر با قترابه مني.. ثم شعرت بيد تمتد إلى لحافي فتضبطه فوقي، ثم تمسح على رأسي ، ثم توهمت سماع همس لي ...

" قاومي......وكوني بخير....لأجلنا......ولأجل طفلنا الصغير ياحبيبتي "
وابتعد المجهول.. و سمعت صوت انغلاق الباب..

ففتحت عيني ووجدت الغرفة غارقة في السكون و نور الفجر الذي يتخلل الستائر المنسدلة..
هل كان ذلك وهما؟؟ هل كان تهيؤا ؟؟ حلما؟؟
لست أكيدة ....
لكن الحقيقة هي تلك الهمسات الطفولية و العينين الصغيرتين التي تنظر لي وتلامس وجهي بأصابعها البريئة..
"أمي.......أمي..."
فأغمضت عيني مرارا حتى اتأكد إن كنت مازلت عالقة في نفس الدوامة فوجدت نفسي أمام طفلي الصغير..
جلال...!
يجلس على السرير بجواري ويفرك عينيه بأصابعه وآثار الدموع على وجهه الصغير...
فهمست باسمه محاولة النهوض والجلوس ،فشعرت بثقل جسدي وتحطمه،لكني استطعت الجلوس والثبات امام صغيري :
"جلال....صغيري "
فارتمى لأحضاني يغرق فيه ثم يمسك بيدي ويضعها على وجهه في رغبة للنوم ..
حملته الي ،وجعلته يستلقي بجواري وقد استلقيت معه أهدهد على رأسه وأهمس له ليعاود نومه...
غريب !!
إنه ينام عند جدته فأين هي الان ؟؟
ومن أحضره الى هنا ؟؟
هل هو تيم من أتى به؟؟
وتلك الهمسات الحانية منه ؟؟
"حبيبتي.......حبيبتي ....!!"
بالتأكيد إنه هو...
فترآءت لي أحداث البارحة بوجل شديد ونبضات عادت ماتخفق باضطراب ...
تذكرت يد تيم الممتدة لي وكل ملامح الرجاء على قسمات وجهه ،وعينا جلال وهو يعانقني بها ويغرق عاشقا متلهفا لي ...واختياري لتيم ولعنات جلال وآخر شيء أحضان تيم لي وذاك المطر...
وذلك الصوت الحارق بالألم منه....
فتنهدت بعمق نافضة كل مايترآء لي،وزقزقة العصافير القوية المتسللة عبر النافذة تتخلل إلى الغرفة.
انسحبت من جوار طفلي الذي عاد للنوم وتركت السرير بتعب ثم فتحت الستائر وزجاج النافذة ...فتدفقت تيارات باردة من الهواء النقي إلى الداخل،ورائحة المطر تعطر الأجواء والصدور ، والأرض بدت مرتوية بأمطار البارحة .
كان يبدوا فجرا رائعا... والشمس قد أرسلت الجيش
الأول من أشعتها الذهبية لتغزو السماء المفرقة لبقايا الغيوم الداكنة ....
إنه الفجر وأنا في سريري ضائعة ...غارقة...لاأشعر بشيء !!
فرفعت وجهي الى السماء اتسائل ...
هل لي بلقاء اخير بك ياجلال...؟؟
لم تجبني سمائي فأمسكت قلادتي بارتجاف ،لكني لم استطع أن أهمس اليوم بشيء له !!
ولاأعرف ماهو السبب !!
هل هو الخدر الذي عاد يتسسل لكتفي الأيسر أم النغزات البسيطة التي عادت تضرب صدري أم كلمات جلال لي البارحة والتي طعنت قلبي وأدمته ..

(سأحرر قلبي منك حتى .....لو غرست خنجرا مسموما فيه ليصمت للأبد......
سأقتل حبك ياشمس....
سأقتله....سأقتله !!!!")

فصرخ الالم من داخل فؤادي...
هل ستقتل قلبك ياجلال؟؟
هل تستطيع ذلك ..؟؟.
هل ستدفن حبي فيه..؟؟
اذا لماذا عدت الي تتوسلني بعينيك..؟
أم أن جنون الحب هو ماقد أعماني وجعلني أتوهم همساتك المنبعثة من قلبك ؟؟
تنهدت بحرقة ويدي تزداد انقباضا على قلادتي ،حتى تهاوت مني دمعة وحيدة ربما كانت عالقة من بقايا
الأمس فأرخيت يدي عنها واسدلت يدي مبتعدة..
وأنا أهمس بصوت شبه ميت يتنازع ألم عاود قلبه :
" لااستطيع ياجلال..... لااستطيع..
فلأول مرة أشعر بأن قلبي عاجز عن الحب ...!!"
محوت دمعتي وزفرت بألم واتجهت لأتوضأ وأغير ثيابي التي لاأعرف حتى من غيرها لي، فرأيت الهالات السوداء التي احتزمت ذراعي منعكسة في المرآة ....
وتذكرت جلال وهو يعتصرني بقبضتيه المحطمتين لي ،وتهادىى صوته المحموم مجددا في قلبي :
(كنت راضيا أن أعيش وحيدا...... يتيما مكتفيا بدموعك وأنينك لتخبرني بعشقك الأبدي لي...
وفي اللحظة التي يزجرني عقلي لحبي لخائنة نسته وذهبت لأخيه ،يصرخ قلبي به ...مدافعا عنك ..أنها لم تخنه........أبدا.....
قلبي هذا لم يستطع أن يعلن كراهيته لك للحظة ....قلبي هذا لم يستطع ان يعلن كراهيته لك للحظة.......لم يستطع ذلك......وفضل أن يتعذب بحبك ودموعك
الاخيرة في كل نفس يتنفسه..
لكن ........ أنتي ....أنتي ....ماذا فعلت ؟!!
ماذا فعلت,؟؟؟؟؟
أثبت لي بأني كنت مغفلا مجنونا غارقا في عشق خائنة أقامت الحداد على عشقه شهران ثم عادت الى أحضان زوجها الآخر دائسة على كل الحب الذي كان بيننا،أو ......ربما.....
ربما ......
قد داست عليه منذ زمن مضى...
يوم دفنتني وغرقت في أحضان أخي....زوحة له..

لكن أنتي ماذا فعلت ...؟؟.....لكن أنت ماذا فعلت ....ماذا فعلت ....؟؟؟))

فهوت دمعة اخرى وصوته المنكسر ودموعه الصارخة من عينيه تزيد من ألمي... ..
إنها هي.... نفس الجملة التي صرخت بها في وجهي منذ اكثر من عشر سنوات...
في ذلك الكوخ الذي جمعنا ..
((- اخبرتك أنه لاحل لدينا سوى ان نهرب ونتزوج ،وبعدها سيرضخ أهلونا للواقع...
-"لايمكنني ياجلال.....لايمكن أن اخون ابي انا الاخرى واسبب له العار ...مستحيل أن اهرب معك .."
-" مستحيل ان تهربي ....ومستحيل أن تواجهي اباك بحبنا ..ومستحيل ان تتزوجي بي بدون رضاه...
اذا ماذا فعلتي...؟
ماذا فعلت لأجل حبنا ياشمس..؟
اذا لم نهرب اليوم فسأفقدك للأبد وستكونين زوجة لذلك الحقير ...وانت مازلت ترفضين ان نهرب..!!!'"
-"صدقيني لااستطيع فعل ذلك بأبي ....فعلتها امي من قبل وحاولت الهرب مع حبيبها وسببت العار والألم لأبي ...حتى بعد أن طلقها.....
وانا لايمكنني ان اسبب لوالدي نفس الوجع...وسيقول انني خائنة مثلها.....ابنت أمها...
وانا لست خائنة.....لست خائنة ولن اهرب معك حتى وإن قتلت قلبي ياجلال"
-" لاأصدقك........انت فقط لاتحبينني...ولم تحبيني كما احبك...
ولو احببتني لحاربت العالم كله لأجل حبنا كما افعل..
لكن انت ماذا فعلت ؟؟
ماذا فعلت ياشمس ؟؟
اكتفيتي بالهروب والاختباء خلف دموعك....!!
شمس تبكي...!!
شمس تبكي فقط...!!
شمس تبكي ...!!"
-"وشمس تحبك ياجلال.....
وقلبها لن يعشق أحد سواك.....قلبها لن يعشق أحد سواك...")))


ومرت السنوات والزمن يعيد نفسه !
وانت عدت لتسألني ماذا فعلت !!!
أنا قاومت وقاومت....تعذبت وتألمت ....سرقوا مني كل شيء ..حريتي وحياتي...اطفالي ...وبرائتي ....وحتى رغبتي في الاحتفاظ بكوني زوجة لك ...
حرموني من كل شيء !!
ولم يتبقى لي سوى الدموع.......!
والإحتفاظ بقلبي عاشقا ومحبا لك..
أنا وهبتك قلبي ياجلال .....قلبي الذي أقسمت لك يوما بأنه لن يعشق أحد سواك ....
حافظت على قسمي رغم كل مامررت به ..
قلبي الذي احس به تناديه !!
بعد كل ماقتلته...واحرقته بغضبك !!
قلبي شعر بك تتوسل الا أرحل معه...!!
فماذا كنت سأفعل حينها ؟؟؟
ماذا ؟؟
هل كان علي أن أصدق احساسي واتبع قلبي قاتلا لتيم ؟؟
هل كان علي ذلك ؟؟
حينها كان تيم سيموت قهرا من ألم الخيانة كما هي حالك ياجلال..
وكنت سأبقى نسخة من أمي !!
التي هجرت أبي لأجل حبيبها متجاهلة حب والدي العميق واخلاصه لها !!
فذكرى تلك اللحظات لم تفارقني يوما..
(( -لن أنسى أبدا خيانتك يا زهرة ....ولن أنسى محاولتك الهرب معه !!!
-"أنا لم أخنك أبدا يااحمد ...!!
-بلى خنتني....بقلبك وتفكيرك وكل مشاعرك يازوجتي المصونة ..!!
-تزوجت بي وانت تعلم بأني لااحبك ابدا، بل أحب رجلا آخر غيرك ...
تزوجت بي مرغمة والجميع يعلم بمدى حبي لغيرك...لكن الحب في شرعكم جريمة ...فرقتمونا وابعدتمونا عن بعضنا وزوجوني بك مكرهة مرغمه ...وانت تعلم بذلك..
أنا لاأحبك ....ولن أحبك يوما ياأحمد....أبدا ...أبدا. وإن كنت رجلا وتملك كرامة ونخوة فطلقني واعطني حريتي...
لأرحل مع من أحب....
طلقني ودعني أعود لحبيبي وارحل معه....وأعدك بأنك لن تراني مجددا ولن أعود لحياتك ابدا...
طلقني.......طلقني....طلقني..... !!!!!))

ابدا........لم اكن اتوقع يوما بأن أكون في مكانك وأتمنى الهرب مع جلال وترك تيم...!!
أنت تخليتي عن كل شيء ياأمي وطلبتي الطلاق ..حتى عن ابنتك..تخليتي عنها لأجل حبك ....
فكيف استطعت ذلك ...؟
كيف..؟
لو كنت تعلمين بمدى حب والدي لك ،ومدى العذاب الذي عانى منه يوم اعطاك حريتك وطلقك لمى كنت تركته ،ولمى كنت طلبت منه أن يقتل نفسه ...
فأنا أكثر من رأى وحدته بين الناس وخزيه وعذابه ودموعه الحارقة ليلا أمام صورتك..
أنا أكثر من عانيت يوم كان يقسوا علي ويصب غضبه وناره على قلبي الصغير بسبب رحيلك..
حتى كرهتك .....وكرهت ذكراك لأنك تركتنا ...
نعم....كرهتك..
ومازلت أكرهك وألومك لهذه اللحظة ،فقدرك ولعنتك تطاردني من يومها ....وصرت اليوم مثلك ...وتيم ماثل أمامي كأبي الذي لااتمنى كسر قلبه يوما..
ولااتمنى ذلك يوما ....

ارتديت ثيابي ودخلت لأتوضأ ثم اتجهت لأصلي بكل جوارحي التي لاتكف ان تشكوا حالي لمن خلقني، وبقيت طويلا بين يديه حتى سمعت صوت انفتاح الباب وصوت نور وهي تهمس لي ،فأكملت صلاتي والتفت اليها لأراها واقفة بجوار الباب المفتوح تنظر لي بوجل وترقب ،
فابتسمت لها فاتحة ذراعي لها لترتمي الى احضاني وتغرقني بمشاعرها البريئة...
-أمي ....هل أنت بخير ؟؟
همست لها رافعة وجهها و مقتربة منها لأعطيها قبلة تريح قلبها الصغير وتريحني معها :
"اولا صباح الخير ياأميرتي.......ثانيا ....نعم ياقلب أمك ....أنا بخير وأشعر بالراحة "
قالت وهي تعاود احتضاني :
"صباح النور ياأمي ...لقد كنت خائفة عليك ونمت طوال الليل بجوارك ،لكن لااعرف من حملني الى غرفتي....هل حقا أنت بخير ؟؟"
فهمست وأنا اقرص وجنتيها المتوردتين:
" ألم تنامي الليل بجواري ..؟؟؟
.لذا حتما سأكون حتما بخير "
فضحكت قائلة :
-"حمدا لله .....انا سعيدة جدا بذلك ياامي....كنت خائفة جدا ألا تتحسني "
وعانقتني بضحكاتها المنشرحة وأحضانها التي طوقتني بها فشعرت بدفء يتخلل لقلبي ويسكنه قليلا..
-"حتى بابا تيم..... كان خائفا جدا عليك ياأمي... وكان يقول بأنك..... مت .....ولهذا خفت "
فحررت نفسي من أحضانها استمع لحروفها وخوفها الذي تبوح به لي :
" لقد كان يبكي ياأمي......أنا رأيته.... والدمعة تنحدر في عينيه ،وهو يحتضنك بقوة..."
غصة قوية انغرست في قلبي مجددا من كلمات ابنتي عن تيم ومشاعره التي فضحته حتى أمام نور ولم تعد خفية عن أحد :
"أمي .....انت .....أنت لن تتركينا لوحدنا...
أليس كذلك ؟؟!!"
فازدادت تلك الغصة انقباضا وقلت لها محتضنة وجهها بكفي ومحاولة التبسم والهدوء :
"ماهذا الكلام الذي تقولينه ياأميرتي الصغيرة ؟؟
أنا لن أترككما ابدا ولن تفارقوني ماحييت "
-"وبابا تيم ؟؟؟!!!
هل ستتركينه ؟؟
الأتحبينه ؟؟!!
إنه ....طيب جدا ويحبنا كثيرا ....."

جفلت واتسعت عيني على أوجها ،وأنا مذهولة مصدومة بماقالته وما تخاف منه فارتجفت الحروف في إجابة
حاولت أن تكون متماسكة :
-"أنت لايجب أن تفكري بمثل هذه الأمور، لأن قلبك الصغير سيتألم وانا سأتلم كذلك.....فهل يرضيك هذا ؟؟"
فهزت رأسها بخوف وقالت:
"وأنا لاأريدك أن تتألمي ياماما...لكن.....!!"
-"لكن ماذا ياأميرتي ؟؟"
طأطأت رأسها أرضا وهي تزم شفتيها بقوة ثم رفعت عيناها ولمعة من الخوف ترتسم في عينيها وهي تقول :

"أنا أحبه....أحب بابا تيم ،وأخاف من ذلك الرجل...أخاف أن ترحلي عنا بسببه....أو أن يرحل بابا تيم عنا ...
أنا لاأحب أبي جلال ..لاأحبه ياأمي ...لاأحبه"

تجمعت الدموع في عيني بصدمة وألم يعود لي من باطن الماضي السحيق ....
اراه حيا في وجه نور وكلماتها....
اليوم وبعد مضي كل تلك السنوات اسمع وارى ماهمست به واخفيته في قلبي عن أمي..
فانتزعت ابتسامة من وسط بحيرة الدموع التي ترغب أن تتفجر وتفيض وهمست ببتسامة مغتصة انتزعتها بقوة :
"أنتم حياتي ،بل كل ماتبقى لي من حياتي...ولن افرط بلحظة قد أقضيها معكم.. وبابا تيم سيبقى معكم...بابا الذي تحبينه...لذا لاتخافي...ولاتفكري بشيء ...حتى لاتتعبي وتصبحي بشعة كأمك...
انظري كيف صارت عيناي من التفكير والدموع "
فابتسمت بسعادة وقالت وهي تلامس عيناي وتمسح تلك الدموع المتمردة بالرغم من ابتسامتي :
"انت أجمل أم في الدنيا ،وأنا أحبك كثييييرا ياأمي "
فاحتضنتها بقوة ودموعي قد فاضت في طريقها بسعادة وألم تحاكي بصمت من خلقها.
فهذا القلب الساكن في صدري ليس بيدي ياألهي....ليس بيدي....
وهو يرفض أن يتوقف عن الألم ....
ولايخفق ولا يهفوا إلا لجلال....
وهو حبيبي......وعذابي الذي لن ينتهي ...وسمائي التي بدأت تختفي من حياتي...

مسحت دموعي النازلة ، وبدلت تعابير وجهي لتبدوا سعيدة وضاحكة ثم أبعدت نور قليلا عن صدري اقبلها على وجهه مرارا وا طلب منها ان تذهب لغرفتها وتستعد مع أخيها ..قبل أن ننزل ونعد الفطور سوية..
فنهضت نور باسمة ضاحكة وهي تقول :
"سأذهب إليه حالا ....ولن أدعه ينام "
واغلقت الباب خلفها وتركتني في الغرفة وحيدة ببتسامتي التي تهاوت بكل مشاعر وهواجس صغيرتي وفي داخلي رفض قاطع لفكرة أني قد أكسر قلب أبنائي لأجل قلبي...
مستحيل !!
هل تسمعون ؟؟
فليمت قلبي بين أيديهم ولا أرى الألم في اعينهم ..

ونهضت بتثاقل وخلعت ثياب الصلاة ثم ارتديت ثوبا طويلا ولففت شعري للخلف متناثرة عنه خصلات تدلت الى كتفي وغادرت الغرفة مقررة الذهاب بنفسي الى حيث فجر ،فتناهي لي صوت عمتي المحتد مع تيم..!!..
فاتجهت لأبقى واقفة على اعلى الدرجان أسمع وأرى جنون تيم الذي لم يسكن ولم يبرد حتى الآن ، وربما مازال يشتعل به من الليل ولم تنطفئ جماره المتقدة للحظة كما تلك العينان الساكنتان في وجهه المتلون بجروحه وهو يقول ...
"أنا لايهمني أنه قد عرف بحقيقتي أنا وشمس..... وأنا قلتها له...إما أن يقتلني أو يرحل ويتركنا !!!!"
جلال ......عرف بحقيقتنا !!!
عرف أخيرا !!!
كلام وصراخ احتد بينهما جعلني أدرك أن جلال قد عرف بحقيقة علاقتي بتيم وأنه غادر البيت مننهارا مصدوم ...بل مريضا عند شقيقته...!!
جلال .....حبيب قلبي ...يتألم...ويعاني لوحده..يتصارع بحقيقة الخيانة التي قتلونا بها ....وحيدا ....منفيا حتى عمن يحب ...
آه ياقلبي ...اااااااه وألف آه
ليتني استطيع أن أطير إليك وأحط على صدرك لأحتضن جروحك واداويها....وتداوي قلبي العليل..
لكن هذا هو ....المستحيل بعينه..
فبيننا نار تشتعل ....وغيوم ماطرة ....وحقيقة لايمكن أن تختفي ...
بيننا أخوك ياجلال...... !!
تيم الذي يتعذب معنا ...وجراحه مازلت تنزف ولم يجد حتى من يداويها ...!!
وأطفال صاروا كالمزن الماطرة تسوقها الرياح الى حيث لاتدري...
" وماذا عن شمس ؟؟!!
هل ستبقيها زوجة لك وهي........وهي عاشقة لأخيك ؟؟!!
هل ستخسر أخاك..... لأجل امراءة كانت ....وستظل .....عاشقة له؟؟؟!!
أجب .....لاتظل صامتا هكذا ؟؟؟""

فتوقفت خطوات تيم المتجهة للأعلىى ..ربما بسبب معا ماواجهته به والداته ، وربما بسبب وجودي وسماعي لكل شيء...
إنه ينظر الي بعمق.....وبانكسار ...وتوسل ...ورجاء تصرخ بها كل ملامحه المجروحة وكأنه يوجه أسئلتها والحقيقة لي...!!
فصرخ قلبي رافضا للأمال الزائفة ان تولد في قلب تيم لتسعده قليلا ثم تهوي به معذبة له ،لأن أنفاس قلبي ونبضاته عادت تنتفض باسم جلال هامسة بحبه ،و عيناي تهربان بعيدا عنه كحال جسدي الذي هرب بكل مشاعري بعيدا عنه..
الى حيث غرفتي ....
فسمعت صوت تيم هو يثور بانكسار مشاعره..
"الى الجحيم ....إن كان هذا يرضيكم "
لا ياتيم...هذا الامر لايرضيني..
والجحيم إن كان لأحد فليكن لي ، فأنا من هي سبب شقاؤكم ....
أنا السبب...!!
اتجهت الى النافذة ورأيته يدخل سيارته ويذهب بها مسرعا بجنون غير آبه بشيء ..
"سامحني ياتيم....سامحني
فقلبي قد وهبته لجلال يوم وهبني حبه وعشقه الأبدي..
وأنا قد أخبرته ...بأن قلبي لن يعشق أحدا سواه..حتى وإلم أكن معه...!
ثم رفعت عيناي الى السماء والشمس قد ارتفعت بأجنحتها مشرقة بقوة على الأرض وعلى قلبي أنا ،فهمست ممسكة بقلادتي :
" قلبي وروحي معك ياجلال ،فسامحني لأني لااستطيع أن أكون بجوارك ...."

همست لحبي بكل جوارحي ثم تركتها واتجهت لأعيش حياتي مع أطفالي بكل ماتبقى لي من قوة محاولة أن اتناسى ماحدث معنا...
عمتي كانت قد غادرت المنزل لتذهب لرؤية جلال وأخذت معها فجر الذي طلب مني أن يذهب للبقاء بجوار أبيه الذي يحبه بعد أن شكى لي قسوة تيم عليه البارحة ...
فسمحت له بالذهاب بعد أن أوهمته بأن تيم من طلب ذلك ،وبأنه منعه البارحة لأن الجو كان ماطرا...
غادرا معا ولم يعودا حتى هذا اليوم...
ثلاثة أيام لا تصلني أخبارهم الا عبر الهاتف، أما تيم فلم أتواجه معه منذ ذلك الصباح...
يقضي كل وقته في العمل ،ولايعود إلا بعد منتصف الليل لينام في مكتبه بعيدا عني...
فتجاهلت الامر وقضيت الوقت بسعادة مع نور وجلال ألعب معهم لعبة النسيان والأسرة السعيدة...حتى وإن كان لبضعة أيام ..
فهذا الأمر قد أسعدهم وأراح قلبي اللاهج بالدعاء لحبيبه.
******************
مرت بضعة ايام على ذلك الفجر الذي سقط فيه أخي أمامي صريعا لألمه وصدمته وجراحه على أحضاني..جلال كان منهارا تماما بالكاد يجذب أنفاسه... و كان العرق يتصبب من جبينه بينما يشتعل جسده حرارة... لدى رؤيته بهذا الشكل، أصبت بالروع ... و طلب الطبيب منا اخذه إلى المستشفى فورا...
أمي هي الأخرى كانت بحالة سيئة عندما وصلت إلينا هي وفجر ...ولم تستطع التكلم بأي شيء حصل بين جلال وتيم...
جلال رغم الحمى التي اصابته الا أنه رفض الذهاب للمستشفى ...
فابقيناه في البيت رغم معارضة الطبيب ..واحضرنا الأدوية المطلوبة اليه .....
وبقيت أمي بجواره والحمى تعاوده بين الفينة والاخرى والسعال الشديد لايفارقه رغم وجود الأدوية وأنينه يتعالى بين الفينة والاخرى من الألم الذي كان يسحق عظامه ويفتتها كما يفتت قلوبنا ونحن نستشعره أنينه وهذيانه ...
يصحو لوقت ويهمس لنا وكأنه استعاد صحته ثم بعدها يعود لمى كان عليه ،بل يزداد هذيانا وألما ولاأحد يعلم مايراه سوى من خلقه...
تارة يهذي باسم شمس ،وتارة يهذي بتيم...
وتارة يقول بأننا سرقناها منه ونحاول قتله ...!
وأصبحنا عاجزون عن فعل شيء معه سوى البقاء بجواره والدعاء ،لكني لم أعد أحتمل أكثر ..لن احتمل عذاب جلال وهمسه المستمر والمبحوح مرضا باسم شمس ..
اتخذت قراري وعزمت امري ذاهبة الى شمس لتنهي معاناة اخي..
نعم فالأمر بيديها الآن...
ذهبت الى المنزل عصرا وطرقت الباب ،ففتحت لي شمس ...استقبلتني بحرارة وعانقتني وكأنها تحتاج الى ذلك...
فدخلت معها الى غرفة المعيشة ثم جلست انتظرها وهي قد غابت...
فأقبلت نور ممسكة بفجر الصغير وسلمى علي ..ومن بعدهم اقبلت شمس تحمل بعضا من الكعك وفنجانان من القهوة...
وضعتهم أمامي مبتسمة بهدوء ثم طلبت من نور ان تأخذ جلال للأعلى ..
فغادرا فورا بينما أنا ظللت اراقب الابتسامة الغريبة على وجه شمس وهي تقول :
"حقا اشتقت لك ريم ،اخبريني كيف يتصرف فجر في منزلك ؟
هل هو عاقل ؟
هل يتعبك بوجوده معكم ؟؟؟"
فقلت :
"ابدا....وقته دائما يقضيه بجوار أبيه المريض"
-"وعمتي.....اشتقنا لها كثيرا ،حتى جلال الصغير يتقلب ويبكي ليلا يطالب وجودها ...فمتى ستعود إلينا أم أن منزل مروان الهادر قد انساها. منزلنا ؟؟؟"
-"أمي بخير .....ولاترغب بشيء سوى أن يتعافى جلال "
فقالت شمس وهي تحتسي من فنجان القهوة :
-"ورويد ورهف....كيف حالهم في المدرسة ؟
أما زالت رهف تنام بجواركما وتزعج مروان بذلك ؟؟"
اخفضت نظري عنها وقلت بتنهد مدركة لتهربها من اي شيء قد يقودنا للحديث عن جلال :
-"لا......حتى هي مشغول بالها عن خالها وأصبحت تنام بجوار أمي...و تسألها دائما عن حال خالها الذي يصارع المرض وحيدا "
فوضعت فنجانها ونهضت مولية ظهرها ليه وهامسة :
"نسيت أن أحضر الماء "
عرفت الآن أنها تتهرب فعليا من ذكر جلال أمامها...
فتملكني الضيق أكثر وانتظرت في مكاني حتى عادت حاملة معها كأس من الماء وهي تضعه بجوار فناجين القهوة وتقول :
"لمى لم تأكلي من الكعك؟؟
إنه لذيذ جدا فقد صنعته اليوم أنا ونور وجلال ايضا!!"
ثم ضحكت مواصلة كلامها :
"لو رأيت وجه جلال وهو ممتلئ بالعجين ....كان شكله مضحك جدا ...ونور.....قد أصبحت بارعة في عمله رغم صغر سنها...
والبارحة صنعنا كيكا لذيذا. و..."
فزممت شفتي بضيق يتملكني من كلامها الذي ينزل هلي كالقطع المتجمدة برودة بارد ليمتزج بالنار التي تحترق في قلبي الما على حال اخي ....
وقلت بنبرة اقل مايقال عنها أنها حادة :
"هل انتهيتي ؟؟"
فصمتت قليلا ثم نهضت مجددا وهذه المرة حملت معها باضطراب فناجين القهوة الممتلئة فهتفت بها :
"شمس........جلال يبحث عنك !!"
توقفت خطواتها وسمعت صوت اهتزاز الفناجين في الصحن فتابعت وهي واقفة مولية ظهرها لي :
"انه مريض......مريض ياشمس...
ويهذي دائما باسمك ..."
ثم نهضت باتجاهها وبدأت افقد قدرتي على الثبات والصبر :
" جلال تعذب طويلا ياشمس ،ولم يكن الامر بيده ،بل لم يكن يعلم بالحقيقة ،ولم علم بها لحظة وصوله من امي .....لمى طلقك ....ولمى وازدادت الامور سوءا ......"
اخيرا سمعت منها تنهيدة عميقة تصاعدة من وسط صدرها وهي تعاود المسير لتدخل الى المطبخ ثم تقول :
" لابأس في ذلك ياريم.....فهذا هو قدرنا وعلينا أن نرضى به...
والان اخبريني ...هل اصنع لك فنجانا من الشاي فأنت لم تحتسي من القهوة ... "
بضع كلمات همست بها لتعلن ختام أي حديث قد يخص جلال فثارت ثأرتي وتقدمت بقوة نحوها لأديرها نحوي صارخة مع اصوات الفناجين التي تهاوت ارضا وسقطت منكسرة متناثرة بما فيها ...:
"لااريد أن أتسمم بشيء ياشمس!!
ماذا بك...؟؟
الجمود الذي تحاولين اصطناعه سيقتلك قبل جلال، إنه جلال ....حبيبك وعشقك الذي اهلكتي قلبك به ،والان تحاولين أن تعيشي حياتك بدونه و بشكل طبيعي وكأنه....وكأنه مازل في عداد الموتي أو ليس موجودا فيها ...."
نظرات ميتة غريبة أسقطتها ارضا الى الحطام المتناثر على الارض فصرخت بجنون :
"هل اصبحت فناجين القهوة ا تعنيك اكثر من الحديث عن جلال ؟؟
اسمعيني جيدا....إن كنت غاضبة من جلال لاجل مافعله معك فأنا سأقول لك بأنه الان يتعذب ويموت الف موتة في كل مرة يستعيد فيها وعيه وربما يتذكر ماحدث ليغرق مجددا في غيبوبة ألمه....
جلال.....يتنازع الالم ....وحيدا..ولايهذي الا باسمك!!
وانت......انت الوحيدة القادرة على اايقاف جنون تيم ....
انت الوحيدة التي تملكين القرار الان...
اطلبي الطلاق من تيم وانهي هذه المأسآة التي تعيشين فيها....
وكفاك تمثيلا لدور الزوجة السعيدة فأنا وكل من في القرية يعلم بجنونكم جميعا...
ونعلم بأن تيم لايعود الى البيت الاقرب الفجر منذ تلك الليلة ، ويدفن نفسه في العمل ليلا ونهارا عله ينسى جريمته التي ارتكبها بسببك....
نعم ....ولاتنظري الي هكذا ....فأنت تعذبين تيم ببقائك معه وقلبك مع اخيه....والآخر يموت لبعدك عنه رغم انه يعلم بحبك..."

فارتجفت الدموع اخيرا في عينيها فتنفست بارتياح اكثر من حالة البرود التي تعتريها...
فأنا أعرف شمس ....إن لم تبكي وتخرج ألمها فسيتحول الى طوفان في داخلها....
اقتربت منها متجاوزته ماتناثر على الارض ووضعت يدي على كتفها قائلة بحنو وأنا أدرك المها الذي تحاول اخفاؤه :
"بالله عليك يا شمس....اوقفي هذا الألم ...وضعي حدا لجنون تيم وتعلقه بك وبحب مستحيل قد يقضى على كل حياته ...."
فأغمضت عينيها بهدوء ثم انحنت بصمت تلتقط القطع المتكسرة من الفناحين بإرتجافة و.......دموعها قد اخذت تهوي أرضا ...
تجمعهن بيدها وبهدوء قطعة قطعة قائلة بوجع يعتصر حروفها:
"لقد انكسرت....انكسرت ياريم...واصبحت قطعا ولامكان لها سوى ان ترمى بعيدا ...."
ولأنني غبية لم افهم ماتقصده قلت بضيق :
"انظري في ماذا أكلمك وفي ماذا انت تتكلمين ؟؟؟"
فنظرت نحوي والدموع تمتلئ في عينيها ثم تنساب باستسلام :
" إن استطعت ان تعيديها كما كانت ....استطعت انا ان اعود لجلال ....ويعود كلةشيء كما كان !!!"
فاتسعت عيناي و أنا أرى دموع ضعفها تتدفق بعدما كانت تحبسها خلف ابتسامتها الميته....فندمت أشد الندم على إثارتها متناسية حالة قلبها....فهذه الدموع ليست الا بداية الطوفان المكبوت منذ أيام...
فحاولت الاقتراب منها وهي تجمع القطع المتكسرة ...
فأوقفتني مشيحة بيدها وببحة مختنقة بدموعها قالت :
" دعيني .....
فأنا ..........أنا وجلال .....أنا وجلال قد تحطمنا ....
تحطمت كل حياتنا....
والان تقولين القرار بيدي !!!
بعد أن سلبتموني كل شيء تقولين القرار بيدي !!
لقد فات الاوان ياريم... .....ولو كنت إمراءة قوية ...لو كنت امراءة قوية .....عديمة المشاعر ...ماكان أحدهم أجبرني على الزواج بأخيه...
لو .........لو دست على مشاعري و....ورضيت بفراق أطفالي ....لمى حطموني ...ولمى حطمت جلال بزواجي من اخيه...
ولعاد إلي وأنا أنتظره.......أنتظره كما تركني....
شمس....الطاهرة البريئة التي عشقها ......"
همست باسمها بألم وندم :
-"شمس !!!"
فنظرت إليّ... مكملة نحيبها بعيون متفجرة بدموع حزينة مؤلمة...فيها العتاب واللوم... والرجاء واليأس سوية

"أنا.......أنا لم استطع.... لم استطع لأني إمراءة جبانه .....وخائنة ...لاتملك سوى الضعف والدموع
تيم أصبح يقولها لي.........حبيبتي...!!
أنا حبيبته ياريم....
حبيبة أخيك......وزوجته.....وأنا ......أنا ....أنا أحب
جلال !!
أحب رجلا آخر غيره........أحب أخاه...و تيم يدرك ذلك...يدرك أني أحب جلال ورغم ذلك يهمس لي بحبيبتي .....ويغرقني بحبه ....
شمس خائنة....شمس خائنة ياريم ....شمس خائنة
آااااااه.... "
وصرخت بدموعها وبآهاتها المكتوووم جاثية على الارض متفجرة بكل طوفان ألمها الذي تكبته في صدرها ومعتصرة القطع المنكسرة بين كفيها حتى نزفت الدما منهما فاسرعت لأحتضنها وارخي قبضتيها عما يجرحها لكنها لم تعطني فرصة وصرخت منفعلة منفلتة ترمي ماكان في يدها وتضرب بيدها على صدرها:
" أنا خائنة.....
أنا طعنت جلال في ظهره يوم استسلمت لأخيه ...والان طعنت أخيه بحبي لغيره ....انا امراءة سافلة....أنا لاشيء..لاشيء ....والخيانة هي قدري...قدري ...الذي حكمت على نفسي به يوم ضعفت لظلمهم..
وسأبقى كذلك......"
-"ارجوك ياشمس ...اهدئي...اهدئي أنت لست كذلك "
فارتفعت آهاتها وهي تعتصر عينيها ووجعها وتقبض على قلادتها منتحبة بوجع سحيق فطر قلبي فمابالكم بقلبها :
"سامحني.....سامحني ياجلال
أنا لااستطيع أن أراك....أن أمسك بيدك....أن أضمك لأحضاني ...أنا أداوي جراحك...
وأبقى بجوارك....لااستطيع....لااستطي ع ياجلال
أنا خذلتك ولم أكن قوية....انا ضعفت لهم ...واليوم...واليوم خذلتك ....خذلتك ولم تجدني بجوارك..لم استطع.....ولااستطيع ...
وانت لن تستطيع نسيان ماحدث ياجلال..
لن تستطيع نسيان خياني ،لن تنسى شيئا.."
فهويت محتضنة لها نادمة على مافعلته خائفة عاجزة عن ايقاف ألمها الذي فجرته
" انا قاتلة للجميع ،حتى لنفسي ....وأطفالي .."
فانهارت دموعي معها وانأأحاول أن أسكتها وألعن نفسي لأني أتيت ،فخفت ثورتها لبرهة ثم انتفضت مبتعدة عني تحبوا على ركبتيها على الارض تجمع القطع المنكسرة مجددا وتهذي بانهيار ...

"كل شيء قد تحطم بضعفي.....كل شيء تحطم ولايمكن أن يعود..
لقد انكسرت....ولن تعود يوما...
لقد انكسرت.......انكسرت وأنا السبب....أنا السبب ..!!"

-"شمس........حبيبتي .....توقفي أنتي تجرحين نفسك ........؟؟؟"
وفي هول ألمنا لم أجد إلا تيم يدخل مسرعا نحو شمس ويرفع جسدها عن القطع المنكسرة بخوف وهلع ويخرج بها بعيدا عني صارخا باسم ...حبيبتي...
بينما بقيت للحظات بدموعي عاجزة عن فعل شيء...
فمارأيته في عيني تيم من خوف عليها وكلمة حبيبتي المهلوعة من قلبه زادت عجزي وألمي...
فهو أيضا أخي .....
أخي....الذي تعذب هو الآخر ،لكن.....لكن عذابه ليس كعذاب جلال وشمس...
ليس مشابه لهما ..أليس كذلك...؟؟
،إنهما يموتان ببطء....وتيم لايدرك ذلك .....
لايدرك ذلك !!
"اهدئي ياحبيبتي......اهدئي ،سأدواي جراحك واضمدها فلا تتألمي ولاتخافي "
نهضت من مكاني وتحركت باتجاههما بارتجاف امسح دموعي وأنا أقف على بعد منهما ارى تيم يداوي كفيها المجروحة والدماء تسيل منها كما دموعها العاجزة امامه...!!
أمام حبه وعشقه المسيطر على ملامحه وتصرفاته وحتى ارتعاشة كفه وهو يضمد يدها خوفا من أن يؤلمها ..بينما شمس تنظر له بارتجاف و بملامح ضائعة ...حائرة.....يائسة....مستسلمة والدموع مازلت ترتجف وتنحدر أمام حبه الذي يعانقها به وهو يضمها الى صدره ويبوح لها معتصرا بكل حبه وجوارحه العاشقة لها :

" لاتبكي ياحبيبتي .....ولاتتألمي... فكل شيء سيعود كما كان ...وستنسين وجعك وألمك.....وستعيشين بسعادة مع أطفالنا ..."

فنظرت الي شمس من خلفه ومن خلف دموعها ببتسامة يأس واستسلام وألم ثم اسدلت الستار عليها مع عينيها مجيبة على كل ماجئت من أجله...
وكأنها تقول لي :
"هاأنت رأيتي بأم عينيك حب تيم وجنونه..!!
ورأيت الألم والخيانة التي أعيش فيها وتحطمني وتنهي حياتي...!!"

فما كان مني الا المغادرة والعودة بعد مارأيته من واقع ومشهد مرير من تجاهل وربما تغافل تيم بأنه هو من قد أصبح سببا في عذابها وعذابهم جميعا...
عدت الى المنزل والهموم قد ازد سوادها في قلبي وتكتلت..
وجدت أمي تصلي المغرب وتدعوا بتوسل دامع ورجاء عميق بأن يرحمها ويرحم ابنائها ...وأن ينزل رحمته علينا جميعا ...
فتركتها واتجهت لأتوضأ وأصلي ...وعندمة فرغت منها نهضت متوجهة الى غرفة جلال لأتفقده ،فتحت الباب بهدوء فوجدت فجر جالسا على الارض بجوار أبيه ممسكا بيده والنعاس قد داهمه ،وجلال تبدوا أنفاسه هادئة ..فأغلقت الباب متراجعة ،فربما وجود فجر بجوار أبيه قد يخفف عن جلال قليلا ...
عدت الى أمي لأتحدث معها عن أي شيء قد نستطيع فعله لأجلهم...
اخبرتها بكل ماحدث معي في زيارتي لشمس وتيم وأخبرتها عن عذابها ،فأخذت تبكي وتشكي ذنبها ويأسها وعجزها عن فعل شيء حالها كحال الجميع... .
وبينما نحن على حالنا تلك حتى سمعت صوت سعال محتد يرتفع عاليا فنهضنا بفزع نحو جلال الذي كان منهارا خارج الغرفة بجوار الباب يسعل بقوة ويتنازع أنفاسه يحاول النهوض .

فشعرت بأعصابي تنهار معه... و ما عادت ساقاي بقادرتين على حملي... انحنيت لأسنده فرأيت بوضح علامات التعب و المرض ثائرة على وجهه كما أنفاسه التي يتصارع معها.....

فقلت بصوت متبعثر مرعوب :
"مالذي جعلك.... تنهض من سريرك يااخي ؟؟"
وأسرعت أمي نحوه تمسك به مرعوبة لينتفض جلال من بين ذراعيها مختنقا بألمه وسعاله يخرج ما يحترق به قلبه قبل صدره من ألم وغضب ونار تحرقه بيننا ...
"اتركوني.......دعوني...
لاتقتربوا مني...................لاأريد شيئا منكم ...!!"

-"جلال ...انت مريض يااخي توقف أرجوك...أنت لاتستطيع حتى الوقوف.. "
واجتاحتني رغبة عارمة في البكاء... وجلال يحاول أن يرفع وجهه و يمد يده المشتعلة حرارة ليمسك بيدي يحاول ان يأخذ نفسا من وسط الأنقاض التي احتلت صدره.. ويهذي مهلوسا غير مدركت باسمها ...
.
"إنهم يقيدوني ....يعذبوني....شمس
تعالي الي ..... وحرريني منهم...
تعالي فكي قيودي......
وضميني لصدرك ... واحتضني أوجاعي....
تعالي ....ودعيني أموت على صدرك ياحبيبتي..."

ثم انهار منزويا يتنازع أنفاسه في احضان أمي التي تبكي بهلع مع هواجسه وهذيانه بين أيدينا ونوبة السعال صارت أقوى و أعنف من ذي قبل ...
"فليكن يومي قبل يومك يابني...فليكن يومي قبل يومك يابني...
ريم....افعلي شيئا ...أخوك يموت بين أيدينا .... "
فلم أحتمل ذلك ... فروحي تكاد تخرج مع سعلاته ... أسرعت أجر ساقي ّ جرا ... إلى الهاتف و اتصلت بهاتف مروان ...
" أنا ريم يامروان. "

-" ريم....ماالأمر ؟؟
ماالذي حدث ؟؟"
-" جلال انهار مجددا ... عد بسرعة أرجوك يامروان "

" ماذا حدث ؟ "

" جلال مريض جدا هذه المرة .. أنا سأنتهي... "

و انهارت ساقاي أخيرا و هويت أرضا... و أخذت أبكي بل أصرخ... لا أعرف ما قال مروان... لم أسمع أو لم أع ِ شيئا... و لم أقو َ بعدها على النهوض...

ربما كان مروان على بعد أمتار من المنزل لأنه حضر بسرعة و ما إن دخل حتى هتفت :

" أرجوك افعل شيئا ... لا تدعه يموت ... "

كنت جاثية على الأرض في عجز تام كحال أمي التي تضم جلال لصدرها وتبكي .. مروان لم يطل النظر إلي ّ ... بل ألقى بالأكياس التي كان يحملها جانبا و أسرع نحو
جلال.
*************
منهار صريع المرض على سرير بارد غارق في عالم أشبه بالغيبوبة،كلما أحاول أن أفيق منها تشدني الحمى إليها....
ففتحت عيني بثقل ،اشعر بالأعياء الشديد في جميع عضلاتي...وأجاهد من أجل إرغام الهواء على المرور عبر أنفي شبه المسدود... ونوبات فظيعة من السعال تنتابني إن تجرأت و فتحت فمي لأتنفس..!!!
أنا جلال .... الرجل الذي صمد في المعارك الكبرى .وامام سنوات من الأسر والعذاب والفرقة ، أصبحت بين ليلة وضحاها ضعيفا منهارا مستسلما بكل حصوني تماما أمام المرض!
فماعرفته لم يكن بالشيء الهين على قلبي...!!أ
ومافعلوه بحبيبتي لايغتفر ولايحتمله قلب بشر ،فكيف بقلبها !!
وماذا عن أخي ؟؟!!
أو من كان أخي !!
من قتل أخوتنا وقطع رابطة الدم بمافعله ،وجاهر بحبه لشمس متجاهلا علاقتنا الأزلية...وصارخا بأنها زوجته.....والمرأة التي يحب !!
وهذا المكان الذي أنا فيه ....يبدوا مظلما موحشا لا ضوء فيه....!!
إنه معتم وخاوي ....بل هو العذاب الذي ذقته !!
ربما قد أعادوني اليه...
فأنا أسمع أصوات من حولي ...
كل الذكريات المريرة تقفز صارخة الى عقلي مما جعلني انهض بجسدي الذي اشعر به يحترق وتحركت مقاوما للدوار الذي داهمني...استخدمت يديّ الاثنتين لأنهض عن وضعي المضطجع... بكل ضعف... كعجوز طاعن في السن... مدقوق العظام مترهل البنية... واهن العضلات... كانت الآلام تقرص كل أجزاء جسمي قرصا... وكان أنفي شبه مسدود..لكن شيء مااعاقني...
التفت ببصري المشتعل نارا إلى اليسار... فوجدت طفلا نائما على الارض ممسكا بيدي ...
حاولت أن اتأمل ملامحه من خلف الغشاوة التي تغطي عيني فأدركت بأنه فجر!!
ابني الوحيد والذي مازال متعلقا بي رغم كل ماحدث...
سامحني يابني....لااستطيع البقاء...أشعر بأن روحي تنتزع مني ...والسماء تنطبق على صدري..
اه ياالهي....أعني لأنهض..
سحبت يدي منه بخفة ثم نهضت ووقفت وأنا أستند إلى السرير... ولكنني سرعان ما أحسست بالكون يظلم من حولي فجلست عليه متراميا بجسدي...
وقد كانت الغرفة تدور من حولي... وقلبي يخفق بقوة... والهواء لا يكفي لملء صدري... أما يداي فقد كانتا ترتعشان... وما كنت قادرا على التحكم بهما...ربما مما نزفته ...
استمر هذا الشعور بضع دقائق... ثم زال تدريجيا... فنهضت لأسلب بعض الأنفاس بفمي من صدري المتعب...
ثم واصلت مسيري راميا بجسدي على الجدار راغبا في الخروج من هذه الغرفة ومن أي مكان قد اسمع فيها أصواتهم !!
اشعر أني مسجون والقيود تحاصرني ،اسمع اصواتهم الان....
وفحيح ضحكاتهم وسياطهم وهم يسحبوننا إليهم ...اشعر بضرباتهم تحطم جسدي وحد خناجرهم تنهش من جسدي....والنيران تأكلني...
والظلام يحيط بقلبي ....أريد النور ..
أنا أريد النور.......أريد أن أرى الشمس....أريد أن اتحرر من سجني وعذابي...
أريد أن اعود إليهم.....
أعيدوني الى بيتي.....أعيدوني إليها....فهي تنتظرني..
شمس تنتظرني......وأطفالي.....وحيات� � المشرقة تلوح لي...
فكوا قيودي.....ازيلوا هذه الجدران ....دعوني أخرج ..
اعطوني حريتي وحياتي...
ففتحت الباب ببقايا قوتي ،ابحث عن الشمس ....عن الحرية....عن الحياة والأمل ، لكني لم ارى الا الليل والظلام ...فأين ذهبوا بشمسي....؟؟
أين هي ..؟
ولمى أعادوني الى السجن ؟؟؟
الدوار يزداد بي والحمى ربما قد أخذت تتلاعب بعقلي ...!!
فأي شمس ستراها وسط هذا الليل ؟؟
لايهم......لايهم....
علي أن أغادر ......علي أن أذهب إليها حتى لو صعدت روحي إليها...
سآتي إليك ياشمس...سآتي...
شمس..
"لقد حاولت ياأمي ،لكني فشلت....، فشلت وأنا أرى شمس عاجزة تتعذب مما حدث ومما فعلناه بها...وتيم...تيم يعشقها بجنون ومستحيل أن يتركها وخصوصا بعد ما حدث ...""

إنه صوت ريم !!
ربما يصدر من خلف تلك الغرفة المضاءة ،فغيرت اتجاه خطواتي المنهكة وذهبت متأرجخا انفث بأنفاسي الشديدة الحرارة الى حيث سمعت اسم حبيبتي...
شمس ..
" وأنا عجزت....أشعر بالضعف والعجز أمامهم فكلاهما ابنائي ...ونحن من ظلمناهم...
ليت والدك مازال حيا ليرى ماذا فعلنا بأيدينا وبحبنا القاتل ،فربما يجد حلا لمى نحن نغرق فيه ....فأنا أشعر بأني سأفقد الان جلال وتيم معا
وربما شمس معهم ...حتى أحفادي تشتتوا بينهم"
تصاعدت أنفاسي وبدأ السعال المكتوم في صدري يتصاعد ويتفجر من صدري فعجزت قدماي عن حمل جسدي المنهك وجثوت أرضا اسعل بشدة واتنازع ألمي من داخل أحشائي ولم أجد الا أمي وريم بجواري يصرخن بهلع:
"جلال.....بني...هل أنت بخير ؟؟
مالذي جعلك تنهض من سريرك يااخي ؟؟"
نفضت يد أمي عني بنار تتأجج من صدري الملتهب ومن عذابي الذي يحرقني بتذكر ماحدث :
فانا لست ابنهم....انتم دفنتموني.... وقضيتم على حياتي ووجودي......
هم عذبوني.....وانتم دفنتموني...
حتى زوجتي .......... عذبتموها معي.....وأخذتموها مني..
والان اعدتموني الى نفس الزنزانة.....تريدون حبسي فيها وتعذيبي وحيدا حتى أموت ...

"شمس.....شمس....إنهم يقيدوني ليعذبوني..
تعالي وحرريني منهم...
تعالي وفكي قيودي......
وضميني لصدرك بحنان واحتضني أوجاعي....
تعالي ....ودعيني أموت على صدرك ياشمسي..."

أصوات هتاف وهلع وخوف من حولي...ربما يصرخون بي لأعود..... ونوبة السعال تزداد عتوا وتنتفض برغبة لتفجير مافي داخل صدري ..
اتركوني.........أريد أن أرحل ..أشعر بأني أموت ....وروحي تسحب مني ....فدعوني على الاقل اموت هنالك........لااريد أن ابقى هناك ....
-"فليكن يومي قبل يومك ياجلال...
سامحني يابني ...سامحني.."

انكمشت أرضا اجاهد أنفاسي المنزوعة وانا أشعر بأن الهواء قد نفذ من حولي وأصوات صراخ يتعالى من حولي مع دوار شديد وغشاوة عمت المكان من حولي مع ذلك السعال الذي لايتوقف !!
*************
تلقيت اتصالا من ريم اخبرتني فيه بصوت ينهار بالدموع بأن جلال مريض ...وبعدها لم اسمع الا نحيبها وبكائها..اتصال يشابه اتصالها في تلك الليلة.
فواصلت طريقي مسرعا الى البيت بعد أن اتصلت بأحدهم ليحضر لي سيارة لمنزلي...
فكلمات ريم المختنقة بدموعي تؤكد لي سوء حالة جلال
وصلت البيت ودخلته لأرى جلال منهارا بين أحضان خالتي وهو يسعل بشدة و بالكاد يجذب أنفاسه... و كان العرق يتصبب من جبينه بينما يشتعل جسده حرارة... لدى رؤيته بهذا الشكل، أصبت بالروع ... و قررت إعادته إلى المستشفى فورا...
ريم الأخرى كانت بحالة سيئة و بصعوبة تمكنت من النهوض و مرافقتنا... بينما بقيت خالتي في البيت لأجل
الأطفال ...

هنالك شخص الطبيب حالته على أنها التهاب رئوي حاد وأمر الطبيب بابقاءه في المستشفى وحقنه مجددا بعدة أدوية... و أبقى قناع الأوكسجين على أنفه طوال الوقت... وأمر بأن يتلقى العلاج اياما اخرى حتى تختفي حرارته و يتحسن وضعه العام قليلا...والا فالأمر سيكون أصعب.
لكن آكثر ماآلمنا هو طلب الدكتور لنا أن نعرضه على طبيب نفسي ليتعالج لديه بعد أن يتعافى..
خصوصا بعد أن رأى حالته وهذيانه وعرف أنه كان أسيرا لخمس سنوات !!
فماذا إن عرف ايضا انه تحرر وعاد ليجد أنه قد فقد كل حياته !!!
آه أيتها الدنيا...
من كان يصدق بأن جلال عبد القادر المالكي سيكون بهذه الحال....!!!
ليتني اخبرت والديك بأمر الرسالة ياصديقي ، أو ليتني أستطيع أن عيد لك حياتك...أو أعطيك حتى من حياتي ...
لأراك كما عهدتك....ذاك الجبل الذي لاتهزه أية عواصف..

تنهدت بعمق ألمي وحسرتي وتحركت تاركا ريم جالسة منهارة و مشتتة للغاية....
تركتها على حالها واتجهت منعزلا اتصل بتيم في محاولة بائسة لجمع أخوين فرقهم حب إمراءة...
لا....لن اكون ظالما لشمس..
بل فرقهما تمسك الناس بعادات مقيتة قتلت قلوبهم ...

-"ألو.....تيم "
-"من المتصل ؟؟"
-"هذا أنا ......مروان "
-"نعم........هل هنالك شيء ؟؟"
زفرت كل مافي صدري من ألم ثم قلت له :
-"لقد نقلنا جلال للمستشفى ....فحالته سيئة جدا "
فصمت ولم يرد بحرف ..!!
قلت :
"ألا ترغب في رؤيته ؟؟!
إنه اخاك....!!"
-"..............!!"
-"تيم هل تسمعني؟؟
أخاك مصاب بالتهاب رئوي حاد ،فلاتجعل اي شيء في الحياة سببا في أن تخسر أخاك "
فلم يرد ولم يهمس بحرف بل اكتفى بقطع المكالمة !!
فثارت ثأرتي صارخا بغضب:
"غبي ..مجنون ...اخوه يصارع الموت وهو لايهتم بذلك..هل العشق أعماه لهذه الدرجة ؟!! "
فسمعت ريم تهمس بأسى :
" رفض أن يأتي ؟؟"
فالتفت نحوها انظر لعينيها المرتجفتين بالدموع وهي تواصل همسها :
" رفض ....أليس كذلك ؟؟"
شتت نظراتي بعيدا واقتربت محتضنا لها ومطمئنا لها :
" لاتقلقي....كل شيء سيكون بخير..
ربما تيم يكون أنانيا لكنه ليس قاسيا لهذه الدرجة ،وأنا اعرف مدى حبه لأخيه "
فقالت ريم بخوف متألمة :
" لكن كل شيء ضاع ...ضاع أمام عشقه لشمس "
فتنهدت بعمق واجلستها على اقرب كرسي امسح دموعها والملم جراحها لتهدأ:
" ربما الجميع قد غرق في ظلام الليل وظلمه ...كل منهم يتخبط فيه محاولا النجاة ،لكن حتما سيأتي الفجر وتشرق الشمس عليهم ،ولن ينسى احدهم الاخر .. لأن قلوبهم البريئة قد ظلمت كثيرا ..."

ومرت الساعات بطيئة ثقيلة داكنة... خرساء عن أن كلمة أو إشارة

و كلّما أن جلال اخترق خنجر صدرنا... و كلّما تأوه مزقت سكين أحشائنا... و كلّما أفاق استقبلته أنظارنا بلهفة... فيقول :

" اتركوني !! "

حتى وجدنا تيم واقفا أمامنا وقطرات المطر تنساب من على معطفه ..!!
-"تيم !!"
قالتها ريم باندهاش ألم مندفعة لصدره فقال مفتعلا برود اشد ألما على نفسه قبلنا :
" كيف حاله؟"
-"على حاله ، لم يتحسن بعد....أرجوك يااخي افعل أي شيء ليتحسن ...ارجوك"
فاتجه خطوات نحوه ليقف امام سريره وجها لوجه ..
فأمسكت بيد ريم وأشرت لها بالخروج ،فهذه افضل فرصة لهما،فربما يجد تيم نفسه وينقذها مع اخيه قبل فوات الاوان...

***********
بقيت واقفا أمام أخي لوقت طويل اتأمل جسده المسجى في السرير ..وأتأمل وجهه الشاحب ..كان مغمض العينين, ربما نائم... وربما فاقد الوعي... أو ربما أسوأ من ذلك....
كان يبدوا شاحبا كالعشب الجاف... جليا عليه المرض... عيناه وارمتان و تحيط بهما هالتان من السواد... و بعض زخات العرق تبرق على جبينه العريض..
والهواء الساخن يتدفق من فمه مندفعا بقوة نحو قناع الأكسجين الذي وضع على انفه ليتنفس والعديد من الأجهزة موصلة به جهاز يكشف مستوى الأوكسجين, جهاز يقيس ضغط الدم... وقارورة محلول متصلة بذراعه. متدفقا عبر الأنابيب إلى وريده... و......جسد محطم بالكثير من الندب والجروح وحرق كبير يمتد لمنتصف صدره..
منظر جعل قلبي يعتصر ألما ...ونارا تحرقني بواقعنا...
فجلال طالما كان الاقوى بيننا والأشد صلابة...السند الذي نلجأ اليه في حياتنا...ولم أره منهارا هكذا في مامضى ..
والان يبدوا لي ضعيفا منهارا بلا حول ولاقوة ...
ولكم اشعر بالألم والندم على مافعلته به وقلته له:

"(افعلها الان.....أفعلها.....أو ارحل !!
ارحل عن حياتنا.....وعن بيتنا.....وعن هذه القرية بأكملها....
خذ نصيبك من ارثك ،بل خذ كل مانملك وارحل..
عش بعيدا عنا ،عد الى المدينة وغادر حياتنا أو عد حتى الى زنزانتك !!
لكن لاتبقى هنا ....لاتبقى.....لأني لن اسمح لك حتى بمحاولة الاقتراب.."))

(تطلب ......تطلب مني .....العودة لتلك الزنزانة ؟!!!!!
لأتلوى عذابا .....وأتقلب على فراش الموت وحيدا أهذي وأحلم ......بكم ....لأجلها.؟؟؟!!
لأجل تلك.......الخائنة!!!
لأجل أن تهنأ بحياتك معها ؟؟؟)



(-"إنها....... زوجتي ....والمرأة التي احبها..
ولن اسمح لك بالاقتراب منا مجددا ....ولن يكون بيننا إن حاولت........ سوى بركة من الدماء الحارقة ....!!
الدم ياأخي ....
هل تسمع ؟؟
الدم ماسيكون ....بيننا !!!")

الندم والألم ينحرق بين جفني ويرغب في الانهيار والاستسلام بضعف أمامه،فانا طالما كنت اتي اليه واشكوا له وجعي وهمومي بدموع طفل صغير...وهو يستقبلها بصدره الرحب ليحتويها ويدفنها في قلبه..
والان اصبحت ياجلال وجعي وهمي الوحيد..
وانا بت ارفض أن اضعف أمامك بدموعي واستسلم لك...أرفض ذلك...لكني على الاقل سأخبرك بكل ما يحرقني...وسأخبرك بآخر امنية اطلبها منك....سأبوح لك بالحقيقة التي اكتوي بها وحيدا بعيدا عن كل الناس..
الحقيقة التي ظللت أخفيها في داخلي ..حتى عن نفسي!!
"أنا لاأستطيع أن أتخلى عن شمس.....!!
لاأستطيع.....أنا لااستطيع ذلك...
واعترف لك بحقيقتي التي تدركها اكثر مني...
بأني كنت أنانيا....ومازلت أنانيا ..وسأظل كذلك..
انا أحببت امراءة قلبها لك ياأخي.....
أحببتها.....أحببتها كما لم أحب أحدا من قبل ،ولااتخيل ان تكون حياتي بدونها وبدون نور ...وفجر وجلال....
انت كسرتها....جرحتها وأهنتها امام الجميع ...وفي كل مرة تنعتها بالخيانة وتقول لأجلي !!
وأنا لااصدقك.....
ولا أرغب حتى أن اصدقك ،....أتعرف لماذا ؟؟
لأني أحبها.....ولاني لو كنت مكانك لمى طلقتها ولمى تنازلت عنها لأجلك...!!
وإن كنت تنازلت مرة ووافقت على ردها لك فهذا لأني كنت أعرف بأن الشرع والدين سيعيدها اليك وبأن الحكم سيكون لصالحك...لذا استسلمت وأعدتها اليك!!!!،
لكن الان وهي قد عادت زوجتي ...وبعد كل مافعلته بها ..وتلك الاوجاع والدموع التي تسببت بها....ولأني أحبها
لن أعيدها اليك...!!
ولن اسمح لك أن تقترب منها ولاأن تجرحها ....ولاان تدمر عائلتي ...
ولن أتخلى عنها ابدا....حتى وان اعلنت ندمك وحبك لها......لن اتركها .لك......لن أستطيع...
إلا ......إلا إن طلبت هي ذلك...!!
الا إن طلبت شمس أن أطلقها...واعطيها حريتها لتعود اليك ...
ربما...
ربما حينها.....سأفعل...
لكني بت متأكدا بأنها لن تفعل ،ولن تجرؤا على ذلك..
هي لن تطلب .....وانت أكثر من تعرف ذلك
شمس مستحيل أن تطلب الطلاق...ومستحيل أن تجرحني ومستحيل أن تتخلى عنا وتهجرنا لأجلك ياجلال !!!!!!!
مستحيل....

وربما هي تشبهك في هذا يااخي...إن كنت فعلا طلقتها بسبب حبي..

لذا ......أرني صدق كلامك......وارحل...
كن قويا واستعد عافيتك وارحل....ارحل وعش بعيدا وانساها.....وهي ستنساك...وسنعيش بسعادة معا..
وانت......انت تستطيع ذلك...
من تحمل هذا العذاب المنحوت على جسدك ،وتحمل خمس سنوات من الاسر يستطيع أن
يتحمل فراق حب مستحيل ان يعود اليه...
هل سمعت ؟؟
شمس مستحيل أن تعود إليك ؟؟
مستحيل ؟؟
مهما فعلت...
يكفيك أن تعرف أن قلبها عاشق لك!!!
وأنا يكفيني وجودها في حياتي ...!!!
وصدقني لم أقصد ماقلته ومستحيل أن أقتلك ياأخي .....لكني أريدك أن ترحل.....اانهض وقاوم....ثم ارحل بعيدا عنا ولاتجعلني افقد الحياة التي اعيش لأجلها...إن كنت فعلا تعتبريني اخاك الصغير..
ارحل فهي كل مااملك.....ياأخي ...كل مااملك ..
فلاتحرمني منها......
وحقق لي في آخر طلب اتمناه منك في حياتي....أرجوك"

سحبت انفاسا عميقة قاتلا ألمي ووجعي في عيني بكل قوتي وعزمي على قراري ،ثم نهضت مغادرا للغرفة وملقيا بنظرة اخيرة عليه قبل ان اغلق الباب ..
"سامحني ياجلال ....."
وخرجت لأجد مروان واقفا مع ريم بانتظاري فالتفت بجسدي قائلا :
"لقد دفعت حساب المستشفى مقدما "
فظهر الانزعاج جليا في ملامح مروان وهو يقترب مني قائلا:
"لم اتصل بك لأجل ذلك ياتيم !!"
قلت بجمود لايشابه النار التي تحرقني :
"هذا من حقه ،وقد اخبرت المحامي بأن يجهز كل ارثه ليستلمه قبل أن يغادر القرية "
تفجرت معالم الدهشة في عينيه وهو يصرخ بي :
-"بحق الله ....ماالذي يحدث لك ياتيم ؟؟
أخوك يصارع الموت وانت مازلت تفكر بنفيه ...لاانت ولاغيرك يستطيعون اجباره على الرحيل "
فقلت ببتسامة لاذعة :
" أنا أدافع عماأملك، ولايحق لأحد أن يتدخل فيه،ولو كنت مكاني لفعلت مثلي وأكثر.. "
فأمسك بي من معطفي وقال بغضب يحتد في عينيه:
"لا لن افعل مثلك ياتيم،وماكنت قبلت العيش مع امراءه قلبها وروحها مع رجل اخر ...واخي بالذات !!"
-"مروان.....تيم..!!
أرجوكما ...توقفا نحن في مستشفى !!!"
نفضت يديه عني بقوة وقلت مجتزا بغضب محترق لتجراه على التدخل في حياتي :
" تلك المرأة التي تتحدث عنها هي زوجتي انا يامروان...!!
وهي مريضة بقلبها ...وتعاني بسبب ظلمهم...
وأولهم ذاك الساكن في سريره...
هو من ظلمها وزاد قلبها انكسارا...كما فعل مؤخرا...
غير آبه بجرحها ولا ألمها ...."
فقالت ريم بارتجاف وألم :
"لم يكن يعرف.....لم يكن يعرف ياتيم. "
فأشحت بنظراتي نحوها وقلت :
"والان ....بعدما عرف الحقيقة .....هل سيأتي ويطلب مني أن أعيدها له ، هل سيطلب مني ذلك؟؟
هل سيطلب مني أن أطلق شمس واعيدها له..؟؟
هل لديه الجرأة الكافية على ذلك ...؟؟
أجيبي...!!
لاتصمتي ....!!"
-"...........!!!"

-"لاتوجد اجابة.....اتعرفين لماذا ؟؟
لأنك تعرفين بأن جلال عبد القادر مستحيل أن يتنازل عن كرامته وعزة نفسه ،ويهين نفسه بطلب امراءة كانت زوجة
لأخيه حتى ولو بالاكراه...
مستحيل...
ولذا هو طلقها.......ولذلك هو لايستحقها ...
ولأجلها ولأجل قلبها ....ولأجل كل ماذكرته انا لن اسمح لأحد بالتدخل في حياتي ،ولاتفكري حتى مجرد تفكير بأن تعيدي مافعلته اليوم مع شمس ولاان تخبري جلال عن حالتها لأنك حتما ستحكمين عليها بالموت ....
هل فهمت ؟؟؟!!!!"
وتحركت لأغادر فصرخ بي مروان :
"جلال لن يفعلها ....
لن يفعلها بعدما طلبتها منه وطلبت منه أن يرحل وبترككما تعيشا الحب الذي توهم نفسك به...
حتما لن يفعلها ......لأنه ليس مثلك ياتيم!!
ليس مثلك.....!!!!!"
فتوقفت ورجعت بجسدي اليه والغضب يحترق في داخلي من كلامه ...
"يكفي ياتيم....ارجوك "
وقفت ريم خائفة بيننا والغضب يعتصر وجهي بينما مروان ينظر لي بكل تحد :
"ارجوك ياأخي "
فاعتصرت قبضتي ثم اخذت نفسا عميقا لأهدا وأقول له :
"ربما يكون كلامك صحيح.....لكن حينها سيكون السبب أن شمس هي زوجتي انا،وهو لايستطيع أن يسترجعها ...لذا سيظطر الى أن يتركها ويغادر متغنيا بتضحية زائفة...لاأساس لها... "

و غادرت المستشفى عاصفا بكل جوارحي تاركا إياهم في دوامة لاتنتهي....

**************
الساعة تشير إلى الثامنة و الربع مساءا..
أنا متعبة والالم لم يبارحني منذ تلك الليلة وإن كان وجعه أخف ...... ضيق شديد يحاصرني على جلال و على حالته المتدهورة...
جلال مازال مريضا في المستشفى منذ يومين وأنا لااستطيع الذهاب اليه ولا حتى رؤيته ..
وآه ياقلبي كم تشتاق لرؤيته...وكم تتمتى نظرة ترويك..
وتحيي حطام قلبك ،فهل سأحظى يوما برؤية عينيك ياجلال..؟؟
"أمي....أنت لم تأكلي شيئا !"
رفعت نظري عن الصحن وقلت بابتسامة اتنازعها من قلب لم يعد يرغب بشيء:
"لاارغب في ذلك ياابنتي ،فكلي انت ياصغيرتي "
وغرقت مجددا في شرودي وافكاري حتى سمعت صوت انفتاح الباب ..
غريب........إنه تيم .!!
فاسرع طفلي جلال بخطوات متأرجحة وارتمى في أحضانه ليتلقفه تيم ويحتضنه مقبلا اياه ومن خلفه نور التي اسرعت اليه هي الاخرى..
فأنزل جلال الى الارض وضم نور رافعا اياها نحوه ومقبلا جبينها وهو يهمس :
" اشتقت لك كثيرا ياأميرتي "
فهمس قلبي بألم :
وجلال ايضا يشتاق لأطفاله ولعائلته التي اجبرته الحرب على تركها ياتيم "
-"اهلا بك ،هل اضع لك صحنا أم تناولت عشائك في الخارج ؟"
فاقبل نحوي متبسما يحمل في يده شيء مغلف ...تبدوا كهديه !!
"تفضلي "
قلت باستغراب :
-"ماهذا ......ياتيم ؟؟
فاقترب اكثر مني وامسك بكفي ليقبلها ناظرا الي ببحور العشق والهوى ويهمس لي ببتسامة :
" هدية لأجمل شمس رأيتها في حياتي ..."
ثم ارتفع ليكون وجهه مقابل لوجهي المتفاجئ مما قاله ومما يفعله :
"لقد اشتريت لك هذه كهدية واتمنى أن تقبليها "
فسكنت ملامحي مع ضجيج نور وجلال من حولي وهما يشدوان فرحا:
-"هيا امي...افتحي هديتك ودعينا نراها ...هيا...هيا"
فرح وسعادة في اعينهم قابلهم خوف مقطوع وارتجافة تسللت من قلبي ووصلت لأصابعي الممسكة بالعلبه ..
"هيا عزيزتي.....افتحيها "
تيم يهمس لي،بل لعيني وماوراء حدقتيها ......يغرق في داخلهما يحاول أن يجري مجرى الدم معي حتى يصل الى قلبي ....قلبي الذي يرجف الآن بقوة ينتظر ألما قادما...!!
فشتت نظري بعيدا عن عينيه واخذت افتح الهدية بارتجاف حتى ازلت غطائها..
فانحبست أنفاسي وتوقفت نبضاتي ودمي الذي يجري في داخل قلبي وأنا أرى الحياة الحالمة التي يقدمها لي تيم في علبة مخملية ...!!
يطلب حياة خالية من وجود جلال وذكراه...
إنه يطلبها....ويطلب يدي !!
"أتمنى ..........أن تقبليها .......؟؟"
كل حواسي تشتت مع ذكرياتي وانا ارى خاتما ذهبيا مرصع بالزمرد يتلالا ،كما يتراى لي ...كل الماضي ...والحاضر ..واطفالي ......وآلامي...
دوامة من الذكريات عصفت بي وانتهت باقوى الحظات التي جمعتني بتيم...
وجلال:

(((أحببتك ياشمس !
وتغلغل حبك في شراييني خفية وبدون أن أشعر حتى استوطن في قلبي..
أحببتك في كل فجر كان يشرق عليك وانت تهمسين بحب جلال وتضمين قلادته الى شفاهك وتقبليها بألم وحزن وعشق جنوني......
أحببتك في كل دمعة وحيدة كانت تنساب لأجله،وانت تقتلين نفسك بألم الخيانه...
وفي كل ابتسامة هادئة كنت تشرقين بها .....
بل في كل لحظة قضيتها بجوارك بصمت.... كان حبك يتسلل الى قلبي بصمت"))

(("أحبك.....ياشمس.....
وأعشق هاتان العينان،وهذه الحياة لأنك أنت فيها...
انت الحب والأمل في حياتي ...
وأنت الشمس والقمر...
لا.....بل أنت ترنيمة فجري التي أحيتني...
فاليوم أشعر بالحياة تدب إلى قلبي الوحيد ،فلا تحرميني من نور حبك واسطعي في سمائي...
كوني شمسي وعمري وحياتي التي لن تحتسب أيامها بدون أن تسطع فيه شمسك ياجنوني ...
أنا أحبك........أحبك ياشمس فلاتطلبي مني الرحيل..
لأنه سيطول ليلي ويصبح سرمديا بلا أمل...")))



-" أتمنى أن تقبليه حتى وإن لم تلبسيه الان...حتى وإن انتظرت اربع سنوات اخرى،بل العمر بأكمله ،لكن على الأقل أقبليه مني الان ياشمس "

صوت حاني ومخملي من تيم ....تيم الرجل الوحيد الذي احبني ووقف بجانبي منذ رحيل جلال...!!
الرجل الذي تحدى الجميع ووقف أمام الجميع وأمام جلال لأجل حبي!!
الرجل الذي قطع كل علاقاته ...لأجلي
يقف امامي وشطآن العشق تموج في عينيه بسحرها وشغفها المجنون متناسيا لماضي مع أخيه...
ومتناسيا حبي لجلال ...
ومتناسيا كل ماقلته ويتأمل ربيعا قادما لحياتنا ...
حياتنا الجميلة التي صارت ترتسم في ملامح وجهه النابضة بالحياة...
الدموع تتراقص في عيني امامه...امام من قد اخذ القرار لشكل علاقتنا...
تيم........يطلبني زوجة حقيقية له ولو بعد سنوات !!!!!!

ياااااارب ....ياااارب
ماذا أفعل.....؟؟
ماذا افعل الان معه ،وكل خلية في جسدي تنتفض ألما مما اراه ؟؟
ماذا افعل وكل قطرة دم في قلبي تصرخ بعشق جلال ؟؟
ماذا افعل.....وخفقات قلبي تهمس لحبيبي البعيد عني كبعد السماء..؟؟
ماذا أفعل ...ولقائي بحبيبي مستحيل ...وحبي لزوجي مستحيل ؟؟؟
أما آن الوقت لتأخذ أمانتك ياالهي...؟؟
أوقف هذا القلب العليل وارحمني مما احترق به..ويحترقون به ..
انقذني ياالهي....انقذني...
إنه يزيد من اقترابه مني ...يمسك بيدي المرتجفتين ويهمس بكل حبه وعشقه امامي :
-" أنا أحبك ياشمس.....
أحبك جدا ..
احبك واعشق وجودك في حياتي حتى وان كان قلبك غائبا عني..
أحبك وأريد أن أعيش معك حياتي بكل فصول السنة المرتسمة في وجه حورية القمر...
أحبك ... وأريد أن استعيد حياتي الماضية معك...
احبك ........ولم ولن أحب أحدا سواك...
احبك .....ووهبت لك عمري وحياتي وكل سعادة العالم.."

مشاعر جياشة اغدقني بها تيم وتدفقت على قلبي من عينيه العسليتين وأمطرني بها حتى أصبحت اغرق بها ولاأحد ينقذني منها...
انتظر قلبي الذي تتصارع النبضات فيه بجنون في حرب طاحنة لااعرف من المنتصر فيها..!!
فهبت رياح باردة ضربتني بقوة وجعلت قلبي يستكين لها ويخضع...
رياح هبت مع دخول احدهم الى المنزل...
إنها والدته قد عادت وهي ممسكة بكف فجر...
واقفة تنظر لي متفجرة بألمها حالها كحال فجر!!
فخرجت الحروف متنازعة من قلبي بخوف وهاربة ممن يحاصرها بعشقه :

"فجر....صغيري...لمى تبكي... ؟؟"
لم يجبني وازداد نحيبه وتشبثه بذراع جدته فانفلق صدري نصفين من حالة طفلي ..
ورفعت بصري نحو عمتي التي كانت تتهالك هي الاخرى بدموعها المنسابة من عينيها المتورمتين فتلوت أحشائي مما ينتظرني ..
هل.....هل حدث شيء لجلال ؟؟
هل من الممكن أن............؟؟!!
مستحيل....مستحيل..
لايمكن ذلك....

-"مالذي حدث ياعمتي.......؟؟؟"

بضع كلمات مختنقة بطوفان من الدموع تريد أن تتفجر مما يحدث معي الليلة ..طوفان اخذ يزلزل جسدي ويتأرجح به فشعرت بيدي تيم تسندني كي لااسقط ارضا.
ونظرات غريبة منه لم افهم أغوارها...ولا اعرف ماتخفي خلفه..
ربما هو يعرف ما يحدث ...ربما يدرك ماتحمله والدته من فاجعة لي..
وربما انا ايضا اعرف ، ولاأريد تصديقها .ولاسماعها...
"أخوك .......جلال....ودعنا...
رحل وغادر ....ترك القرية وكل شيء فيها ياتيم !!!!! "

جلال غادر !!
تقول غادر....؟؟
تركني ورحل ؟؟
هل تسمعون ؟؟
هل تعون معي ؟؟!!
جلال غادر ....غادر ورحل ....!!
تركني حتى بدون أن أراه.....بدون أن اسمعها....بدون أن يخبرني بأنه....بأنه مازال يحبني !!
وأني سأظل حبيبته وترنيمة فجره...
-"رحل بعد أن طلب مني أن اقول لك ...بأن تسامحيه ياشمس
لأنه ظلمك ....ويتمنى أن .....أن تعيشي حياتك بسعادة مع من يستحقك ...!!"

أسامحه.....!!
ترحل وتطلب مني أنا أسامحك ......!!
أن أعيش الحياة بسعادة.....وبدونك ...!!!
ألست الحب والحياة التي تعشقها ياجلال ؟؟
ألست شمسك وقمرك وترنيمة فجرك....؟؟
ألست شمسك ونور حياتي التي لاتحتسب ايامك بدونها ؟؟

تدفقت دموعي كمياه السد المتهدم ... تجري بعنف و تدمر كل أمل تصادفه في طريقها...وتجرف معها كل حواسي لتغرق هنالك.....
في ذلك المكان وذلك الفجر .....وترانيمه وهمسات الحياة فيها ...
الأرض تموج من حولي وعيناي الدامعتان لم تعد ترى شيئا سوى خاتم تيم الذي مازال في يده يناديني اليه ..وخاتم جلال الذي يسكن يدي منذ احدى عشر عاما
والذي تركني ورحل مجددا ..!!!!!

****************

"نهاية الجزء الاول من الفصل الحادي عشر ..."

ماذا حدث لجلال ؟؟
وهل ستقبل شمس اخيرا خاتم تيم وعلاقة جديدة ؟؟؟
ومن سيكون المنتصر في معركة اطرافها وفاء الاخ و عشق الحبيبه ؟؟

*******************

"لمحة بسيطة من الجزء الثاني "
..............


((قلت بصوت مهموس حروفه تقطر الما :

" أنا...... لن اقتلك يااخي.....جلال مستحيل أن يقتل تيم ...
اخاه الصغير.....الذي كان يأتي اليه باكيا يطلب نصرته أو تلبية ما رفض أبي أعطاؤه له...

اخاه الذي كان مستعدا لإعطاءه الحياة بل تفضيل الموت لأجله....

مستحيل أن يقتلك....

وكما قلت لك بأني أتيت....... لأبارك لك..!!

وأسألك.....

لماذا لم تخبرني بالحقيقة ؟؟
لمى لم تبحث عني وتخبرني بعلاقتك بشمس...؟؟
لماذا ؟؟"

صمت مدقع وألم يعتصر ملامح وجهه فأجبته باختناق:

" لأنك .......فضلت حبك على عذاب أخيك !!

اخترت أن تمتلك شمس مرة اخرى على أن تعود لأخيك...!!
اخترت أن تجدد عقد زواجك بها وان تخفي الحقيقة عني !!
انت قررت أن تدفن الحقيقة عني والعيش مع شمس كرجل ....ضحى بكل شيء لأجلها...

ضحى بكل شيء....حتى اخاه !!"

اتسعت عيناه وبرقت لكن بصمت موحش ومؤلم امام ما أواجه به :

" تكلم....
قل شيئا......
أليس ماأقوله صحيحا ؟؟
الم تفضل حياتك على عذاب اخيك؟؟
الم تخفي الامر عني متعمدا ؟؟
الم تكن تتمنى عدم عودتي اليكم ؟؟؟"


لم يجب ولم ينبس حتى بحروف فصرخت فيه بكل قهري وانا امسك به من قميصه وارفعه نحوي :

ألم تكن سعيدا بعذابي وتعذيبي لها ياتيم ؟؟
ألم تخفي الحقيقة حتى لاأعود لها ؟؟؟
انت جعلتني اتعذب واتلوى منذ عودتي حتى تلك الليلة...وتجاهلت الموضوع ولم تخبرني به لانك تعلم بأن عشقي لها كان اكبر من المي ومن الخيانة بحد ذاتها...
قررت اخفاء الامر عني ....غير مدركا ......بأن اخوتي لك ....... اكبر من عشقي لها.!!!.))

shezo likes this.

سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-19, 10:27 PM   #643

عشق الياسمين

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقاصّة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء،حارسةوكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب وقلم مميزبالقسم الأدبي

 
الصورة الرمزية عشق الياسمين

? العضوٌ??? » 420989
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,922
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » عشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ومسائك سعاااادة ومحبة ...
حياتي الحلوووة...
سبقتينا الليلة بالتنزيل ،يسلموووا حبيبتي ..
وماانحرم منك ابداااااااااا💕

shezo likes this.

عشق الياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-02-19, 11:31 PM   #644

شوق المها
 
الصورة الرمزية شوق المها

? العضوٌ??? » 430439
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 109
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » شوق المها has a reputation beyond reputeشوق المها has a reputation beyond reputeشوق المها has a reputation beyond reputeشوق المها has a reputation beyond reputeشوق المها has a reputation beyond reputeشوق المها has a reputation beyond reputeشوق المها has a reputation beyond reputeشوق المها has a reputation beyond reputeشوق المها has a reputation beyond reputeشوق المها has a reputation beyond reputeشوق المها has a reputation beyond repute
?? ??? ~
والله انك فوق..ما حولك نزول والله ان نفسي لقربك هاويه زادك الله فـوق خلق الله قبول من يقول ان البشر متساويه
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اول شي مبروووووووووووووووووووووو ووووووووووووووك ترليوووووووون ي حبيبتي وانسعدت كثيررر لما انتشرت بقلوب الاحلام •اللّـ?̣̥ يسعدك سعاده لاشقاء بعدها ويحقق ماتتمنين •اللّـ?̣̥ يحفظش ي الغاليه عقبال ماتنهين روايتش بنجاح وابعلا التميزات 😙😙
shezo likes this.

شوق المها غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-02-19, 01:18 AM   #645

عشقي بيتي

نجم روايتي وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 427263
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,408
?  نُقآطِيْ » عشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond reputeعشقي بيتي has a reputation beyond repute
افتراضي

ارحمومن في الارض يرحمكم من في السماءارحميناام رائد والله خلاص ماعدقدرت اتحمل كل مااقرأسطر ويزيد الوجع ايش من انانيه في تيم الحب تضحيةيخلي كل اللي حوله يتالموويعانو اهم شئ يحقق اللي في باله مش فاهم ان شمس ممكن تحبه ابده جالس يضحك على نفسه يسلمويداتك ويسلموسميه على تعبك الله يسعدكم جميعا
shezo likes this.

عشقي بيتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-02-19, 06:33 AM   #646

عشق الياسمين

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقاصّة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء،حارسةوكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب وقلم مميزبالقسم الأدبي

 
الصورة الرمزية عشق الياسمين

? العضوٌ??? » 420989
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,922
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » عشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شوق المها مشاهدة المشاركة
اول شي مبروووووووووووووووووووووو ووووووووووووووك ترليوووووووون ي حبيبتي وانسعدت كثيررر لما انتشرت بقلوب الاحلام •اللّـ?̣̥ يسعدك سعاده لاشقاء بعدها ويحقق ماتتمنين •اللّـ?̣̥ يحفظش ي الغاليه عقبال ماتنهين روايتش بنجاح وابعلا التميزات 😙😙

أهليييين وسهليييين بحلوتنا العسسسسل مها..
نووورتينا غلاتي بطلتك...
ويبارك في أيامك دنيا وآخرة
واللهم آمين..
يسلمووووووا:29-1-rewit
y:

shezo likes this.

عشق الياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-02-19, 06:38 AM   #647

عشق الياسمين

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقاصّة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء،حارسةوكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب وقلم مميزبالقسم الأدبي

 
الصورة الرمزية عشق الياسمين

? العضوٌ??? » 420989
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,922
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » عشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عشقي بيتي مشاهدة المشاركة
ارحمومن في الارض يرحمكم من في السماءارحميناام رائد والله خلاص ماعدقدرت اتحمل كل مااقرأسطر ويزيد الوجع ايش من انانيه في تيم الحب تضحيةيخلي كل اللي حوله يتالموويعانو اهم شئ يحقق اللي في باله مش فاهم ان شمس ممكن تحبه ابده جالس يضحك على نفسه يسلمويداتك ويسلموسميه على تعبك الله يسعدكم جميعا

كنت منتظرة تعليقك وقلت اكيد ام سندس بيطلع لها الضغط الليلة😂
والحب فعلا تضحيه...
بس كل واحد بيفتكر حاله انه هو المضحي الوحيد..
ولمى يكتشفوا غلطهم يمكن الوقت يكون قد فات...
وصباحك سعاااادة
يسلمووووا حبيبتي ودوووم الصحبة الطيبة

shezo likes this.

عشق الياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-02-19, 06:39 AM   #648

عشق الياسمين

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقاصّة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء،حارسةوكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب وقلم مميزبالقسم الأدبي

 
الصورة الرمزية عشق الياسمين

? العضوٌ??? » 420989
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,922
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » عشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 2 والزوار 1)
‏عشق الياسمين, ‏الأسيرة بأفكارها+

shezo likes this.

عشق الياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-02-19, 06:41 AM   #649

عشق الياسمين

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقاصّة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء،حارسةوكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب وقلم مميزبالقسم الأدبي

 
الصورة الرمزية عشق الياسمين

? العضوٌ??? » 420989
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,922
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » عشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي

منووووورة أسورتي الحلوووة..
ومنتظرة تحليلاتك النفسية لحبايب ألبي 💕

shezo likes this.

عشق الياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-02-19, 06:41 AM   #650

عشق الياسمين

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقاصّة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء،حارسةوكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب وقلم مميزبالقسم الأدبي

 
الصورة الرمزية عشق الياسمين

? العضوٌ??? » 420989
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,922
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » عشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond reputeعشق الياسمين has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
افتراضي


shezo likes this.

عشق الياسمين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:41 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.