عجباً لـ غزال! (88) -ج4 من س حدّ العشق!- للكاتبة:Just Faith{مميزة}*كاملة&رابط معدل*

[Just Faith]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 11 والزوار 2) ‏Just Faith*, ‏الذهب, ‏ضياء عبدي, ‏Rayhan, ‏قول يا رب+, ‏lolo ahmed, ‏عشقي لديار الخير, ‏وردة لولو, ‏Roozana rooz, ‏كوكب90, ‏نص الاسلام



ازيكم

انا اخيرااااااااااااااااااااا ااا جييييييت
بباقي الفصل

تعالو نتفرج على الفصل التمهيدي للي جاي

[Just Faith]

الفصل الرابع.. ج3



كانت ما زالت مصرة على النفاذ داخل معدن الباب تضرب بكفها عليه ولم يعد أمامها سوى النداء على من كان سبب في حضورها.. مرة أخرى يرتفع صوتها باسمه :" رشاااااااااد.. رشااااااااااااااد ".
عربيتها الغير مفهومة تجعل الجميع يعلمون أنها تنادي على أحد الرجال منقذها الوحيد في هذه الغربة.. كانت كمن يستدعي شيطان مارج أجاد الهروب من الجحيم تجري خلفه كلاب الحجيم بسياطها المشتعلة.. حضر بالفعل من الإتجاة المقابل لسيارة مهاب ليقف بسيارته رباعية الدفع الزرقاء اللون فكان حاجزاً بينها وبين مهاب الذي كان يعبر الطريق بطريقته الاستعراضية المعتادة وكأنه قط يتسلى بفأر سقط في طبق من العسل ففقد القدرة على الفرار.. صعق مهاب عندما وجد سيارة كادت تصدمه لولا تراجعه للخلف نصف خطوة فيتوريو قد أجتاحت الطريق تنهبه بقسوة وسحب من الغبار خلف سيارته تثير في الرئة ضيقاً وذعراً.. هبط من سيارته عيناه تقدحان شرار.. ابتسم مهاب بطريقة موحية بإنتصاره ليشير للسيارة المتوقفة على جانب القصر.. لكن رجاله لم يحضروا فصرح فيهم :" هيا يا أغبياء ".
تسمرت فرسان تستند على الباب المعدني الذي اختار اللحظة ليفتح فتحركت حتى لا تسقط للخلف.. وداخلها توجس ممن سيخرج.. خوفاً أن يكونوا ضد أخيها.. فتح الباب ليطل رجال الآمن يحيطونها بعنايتهم من بعيد هاتفين :" تفضلي بالدخول سيدة فرسان ". الإحترام في أصواتهم جعلها تدرك بأي جهة يكونون.. ابتسمت بشحوب شديد ولم تتحرك لن تتحرك بدون أخيها..
استجابة أخيرة لصوت مهاب تحرك زمرة من رجال عددهم أكثر من ثمانية رجال.. يتقدمهم أربعة أخرون وأيديهم لأعلى رؤوسهم تبدو عليهم أثار الهزيمة فبشرتهم تحمل آثار ضرب مبرح ونزيف أنوفهم يعلن عن هذا وملابسهم المتربة تشي كونهم كانوا مطروحين أرضاً..
ارتجف مهاب وحاول التراجع وهو يصرخ بجيوكندا :" جاكي تعالي هنا بسرعة ".
كانت متجمدة مكانها وتترقب الأحداث كأنها تشاهد فيلم من أفلام الحركة والتشويق.. وجدت يد فرسان تكبل معصمها بأصابعها راجية بإنجليزية سليمة بعد أن فشلت في استدعاء الإيطالية لتسعفها اللغة المعتادة بينهما :" لا..تعالِ.. لا تسمعي لهذا الوغد القذر ".
ثم صدح صوتها بعربية ممتنة متوسلة :" رشاد أجعله يغادر أو سأقتله بنفسي ".
ليتحدث فيتو أمام أعين جيوكندا بعربية فخورة :" لا تتعبي نفسك يا أختاه ".
كانت خطوة واحدة دفع جسده جالساً على مقدمة سيارته ليقف أمام مهاب الذي كان يتحرك ليصل لسيارته ولكن رشاد كان أسرع إليه.. أمسك بياقة قميصه ودفعه أمامه ربع خطوة دافعاً الياقة لأسفل بشدة فيندفع رأس مهاب مواجهاً مقدمة سيارته ثم تلاها أخرى جعلت مهاب يترنح وهو يرفع كفيه لأعلى.. دائماً يدرك قوته عندما يتفوق الخصم.. دفع به رشاد ليسقط أرضاً.. مما جعل أسرع شيء لفكر مهاب سلاحه الذي لا يفارق سيارته وكان قد وضعه في حزامه من الخلف وقف ليهدد به رشاد وبصوت قاسي :" أخيراً رشاد سنتواجهة.. طول الوقت والفوز من نصيبك أنت.. ابن راشد دحية لن يظل الأفضل.. ابن فريد الدهان سيفوز بكل شيء ".
كان رشاد يقف بلا أي مبالاة مدركاً قوته كاملة.. بالفعل كان قد تحرك عدد من رجال الأمن يحوطون مهاب الذي وجد ظلال تتلاعب حوله مما جعله يهبط يده بسلاحه للأسفل جانب جسده شاعراً بمرارة الهزيمة منتظراً لحكم رشاد عليه.. بينما يقيس الآخر الأمر بمقياس المصلحة التي سيغتنمها حتماً.. ليس بحاجة لجعل خلافات وخصومات تصل للدماء بينه وبين المافيا الصقلية.. هتف به :" عقابك ليس الآن يا ابن فريد الدهان.. سأعلمك من هم أبناء دحية ".
تركه خلفه ليطوقه الرجال ينالوا سلاحه ويتركونه أعزل.. بينما فيتوريو استدار ليواجه جيوكندا التي كانت تتجمد بترقيب تحاول التركيز لتفهم ما يحدث ما زال هناك الكثير مما يستعصى عليها فهمه.. لكنها أدركت أن فرسان تخاف من مهاب وتفر منه وليس من فيتوريو الذي هتف بها :" جيوكندا ".
انتفضت للخلف مما جعل فرسان تشفق عليها بينما صدح صوته بانجليزية لتفهم فرسان ما يقوله :" هل هذا الذي خنتينا من أجله.. أهو الرجل الذي أحببتيه.. ماذا فعل وبما وعدك حتى تسلمينه فرسان.. كيف أقنعك ".
ارتجفت جيوكندا لتضيق عينيها محاولة استجماع أفكارها لتعلن :" كانت تفر منك أيها الحقير.. وهو اتصل بي ليساعدني لتفر من هنا.. لن أتركها وحدها معك.. أيها القذر ".
كان يدور حول مقدمة سيارته بتفرس فيها ليدرك أنها ظنته هو من كان يتهجم على فرسان .. لكن هنا أمام الرجال .. لا يستطيع الكلام .. اقترب من فرسان ليأخذ منها حقائبها ويسلمهما لأحد الرجال موجهاً أمره :" اتركهما في غرفة السيدة فرسان ".
كان بلحظة يسند أخته بوضعها تحت أبطه الذي تقبلته بكل ترحاب تتمسك بسترته بأصابعها .. بينما أصابعه تلتف بقسوة فوق مرفق جيوكندا يدفعها أمامه صامتاً يقتات على حقده عليها في هذه اللحظة .. يتذكر اللحظات الماضية .. عندما انطلق مغادراً ليتصل بمركز الشرطة مطئناً على البلاغ الذي أكيد قد تم فهو متعاقد مع الشرطة على الحماية والتواجد كلما انطلقت الإنذارات ولابد ان نظام الحماية من الحرائق أطلقت أجهزة الإنذار ليعلم منهم .. أن لا إنذارات انطلقت وكل شيء في حالته وأن الرقابة على البنك سليمة تماماً وتم مراجعة نظام مكافحة إلكترونياً ليجدوه بأكبر كفاءة .. مما جعله يعود قبل أن ينخرط بالقيادة في الطريق السريع محادثاً رئيس أمن القصر الذي دلف لغرفة فرسان ووجدها خالية واستطلع أمر جيوكندا ليجدها هي الأخرى غير موجودة.. وكم حاول الاتصال بكلتاهما فلم يستطيع .. اتخذ وقتها إجراءاته ليجعله يستطلع خارج القصر مستدركاً سيارة متوقفة على جانب القصر
وأخرى خارجه وأن السيدتان خارج القصر فعلاً.. فدبر خططه بحيث يسد كل الثغرات ينقذهما بلا قطرة دماء فلو فعلها مهاب ما نال أحد حقه من المافيا واتباعها .. انتهى الكابوس لفترة ويجب عليه من جلسة مصارحة مع فرسان ليعلم ما هناك وما يجعل مهاب مصر على الحصول عليها بهذه الطريقة .. ليس من أجل الجنس فقط ..
كانت جيوكندا تترنح بلا تركيز .. لكنها تحاملت على نفسها لتصعد معهما ..عقلها كصفحة بيضاء ذو ضبابية عالية .. بينما يفكر فيتوريو كيف يقنعها بأن حقيقة مهاب غير ما هي مقتنعة به تماماً بل هي مقتنعة أن الحقيقة في جيب سترتها هي فقط ..
*************

[Just Faith]

بذات الوقت**
"ستكونين طالق مني سمراء لو تحركتِ للخارج لموافاته الآن ".
تجمدت أصابعها على باب الحجرة متخاذلة أمام قسمه الرهيب.. ناظرة في الباب كطفل معاقب أمرته معلمته النظر للجدار.. ثم عادت تدور على عقبيها تناظره بعيونها التي قررت سكب دمعاتها الساخنة هامسة بتعثر متوجع :" أنا يا باسم.. وطالق.. كل هذا لأني خائفة عليك ".
شعور ضاري بالقهر من ذاته والذنب تجاهها تضافرا ليعلنا داخله عشرات الخيبات.. نظر مطرقاً للأرض ثم رفع عينيه لأعلى محملقاً في عينيها . محلقاً في جمالها.. ناطقاً بما في نفسه :" قهرني عدم تفهمك سمراء.. فأذنبت بحقك ، وحق عينيك هاتين الشبهيتين بشعور الحب تحت المطر ".
وضعت كفيها فوق رأسها مهاجمة إياه بمشاعرها المتشابكة :"القهر منك أنت ومن أدوات إقناعك ككلامتك الآن.."
ثم أنزلت كفيها تطوح بهما بتشتت أمامها :" لا أعرف لمن ألجأ ليقنعك وقد جعلتني أقسم أن لا أتحدث لأحد بمهمتك السرية هذه.. كنت أطنك ستسانده حتى يبتعد عن هذا الطريق الخطر إنما تكون معه يداً بيد وكتفاً بكتف.. لا..حتى لو كان كل شيء مراقب أخاف عليك باسم.. أخاف فقدك لنفسك فتضيع في هذا الطريق المكسب وزهوته.. وأخاف فقدك كلك فأنت روحي باسم.. لا أملك القدرة على الحياة بدونك ".
اقترب منها الخطوتين الفاصلتين لتمتد كفاه لمرفقيها يجذبهما تجاهه :" وهل ذهابك لسنمار الرافض أصلاً هو يفيد.. سيرفض فيقتلونه ويتجهون لأي رخيص جديد فيدخل للبلد شحنة بهذا القدر ".
عادت تهمس بتشدد على الرفض لمجرد ذهابه :" وإن كانت السلطات تعرف بالشحنة لتقبض عليها وانتهى الأمر ".
هتف وهو يدفعها داخل صدره ليمسد رأسها المتلاعب بها الأفكار السيئة :" هكذا لن تنتسب الشحنة لأحدهم.. المكسب في الضرة الرجل الكبير أو أحد الكبار الذي سيحضر بنفسه لإستلام الشحنة وإلا ما كنا تكبدنا العناء.. ثم أهكذا تبشرين بفقدي!!.. كنت أظنك أشد من هذا.. أين سمراء التي كانت تريد تمزيق وجهي عندما عاكستها في الثورة ".
عقبت تتضارب مع أفكارها :" نعم هي ذاتها.. لكن سمر زمان ما كانت زوجتك.. كنت رجل غريب.. الآن تذوقت حنانك باسم.. عشت معك لحظات حب.. أصبح لدي ما أخاف عليه أكثر من نفسي.. ثم ما أدراك ربما أكون أم طفلك الآن ".
طوح كفيه في الهواء هاتفاً بخشونة مازحاً:" رباه لم أكن أعلم أنك مثل القطط تأكلين ثم تنكري.. كل هذه المدة نعيش في عسل الحب ثم تقولي لحظات".
أولاها ظهره ناظراً للفراش المتغضن :"هذا فراشنا يشهد أنها لم تكن لحظات.. بل أيام طويلة ".
عاد يستدير ليواجهها مسدداً لها نظرة حارة ساخنة :" ولم أشبع يا سمراء.. ما زلت بنفس الجوع إليك.. يمزقني كل لحظة ".
تورد وجهها كزهرة ناعمة ورفعت أصابعها تمس الحرائق المشتعلة على وجنتيها تبتسم عيناها ابتسامة خجولة.. تهتف به :" ويحي منك يا باسم ومن كلماتك ومن غرامك.. كل شيء فيك يجعلني أخاف عليك أكثر.. لا يوجد مثلك باسم ".
جذب أصابعها من على وجنتيها ليميل يقبل خديها وطرف أنفها قبلات صغيرة ناعمة ويهذر بصوته المرح :" سأمنح حق الاستنساخ لأمريكا حتى نجد نسخ كثيرة.. أو تعال نصنع باسم جديد ربما يكون أرق لزوجته ".
دفعته بكتفه بأصابعها :" أنتم الرجال.. لا يهمكم سوى هذا ".
أمسك بأصابعها على كتفه لتصبح مقيدة تماماً بين يديه فيميل عليها :" الرجل يحسبها بحاجته للحب لأنه عاطفي.. أما النساء لسن كذلك ".
هاجمته بكلماتها الواجبة للدفاع عن بنات جنسها :" لا حبيبي.. نحن عاطفتنا سامية.. يكفينا كلمات رقيقة.. حضن دافئ.. تمسيدة على رأسنا.. عكسكم لابد من مطارحة كاملة.. لا يشوبها شائبة.. حتى لو نبح كلب بالشارع تعتبرونها محاولة فاشلة "
رفع أصابعه ليحك رقبته معقباً :" لأننا نعشق الكمال في الحب.. هل سنظل نجادل هكذا حتى أجد هاتف سنمار يقول أنتظرك أسفل ".
تمسكت به عندما هاجمها الخوف وشحناته من جديد :" لا باسم.. لا ترحل دعني أدفن هذا الخوف داخلك.. ربما يضيع مني ".
مسد وجهها بين راحتيه :" سيختفي عندما أعود إليك.. هذا العمل ليس بفيلم رعب.. إنما السلاح يمسكه الأطفال بالشارع.. كيف لك تكونين هكذا وأنت ربيبة بلدتنا واعتدت على المنظر "
مهدت لطريق استسلامها :" لكن أنت مختلف.. لم تفعلها.. ولم أظنك".
جذب رأسها ليطبع القبلة الناعمة التي تدرك أن بها كل أدوات نزع مقاومتها الأخيرة :" سيمر الوقت يا عمري.. سيمر الخوف.. سنكب في عالم أفضل بدون زيف وبدون خداع ".
هتفت سفتاه ملاحقة تجري مع انفاسه الحارقة :" أحبك سمراء.. أحب فيك كل شيء.. حتى خوفك هذا أحبه ".
لا يعرف لماذا تذكر أمه بهذه اللحظة.. ماذا لو مات بالفعل هل يموت وهو عاق لها.. أم سيعتبرها الله هي العاقة له بطريقة تفكيرها العقيمة.. يكفيه انه تزوج ولم يعلمها فهاتفها مع سنمار.. منذ مات القبطان مختار ولا يعرف ما الرابط بين موت الرجل وعقاب أمه بالسجن داخل منزلها.. هز رأسه ليبعدها قليلاً.. ساحباً هذه القطعة من المشاعر ليهدئ من روعها ويزرع داخلها حيوات قد تعينها لو غادرها.. هو الآخر يشعر بأن حافة الموت قريبة جداً .
**************

[Just Faith]

بعد ربع ساعة **
كان صوت فرسان يخفت ليكاد يصل للهمس تجاه جيوكندا :" كيف تكونين جزء من خطة هذا الحقير مهاب الدهان ؟!!.. لقد وثقت بك .. فكيف نخونين ؟!!".
كانت تجلس على مقعد عريض أمام الفراش الذي جلست عليه فرسان تسند ظهرها للخلف وتهمس بأسى .. صوتها الحزين إضافة لتقطيبة فيتوريو الشرسة جعلا جيوكندا تشعر أنها جالسة أمام محققين سيوقعون عليها العقاب على جرمها .. لكنها على قناعة بأنها لم تجرم بحق فرسان لتجيبها وهي تركز جداً حتى تتذكر ما حدث :" أنتِ تفرين من هذا الوغد وقد ساعدتك ".
توسعت زوجان من العيون من صدمتهما .. كم بدتا أعينهما متشابهة الشكل على إختلاف اللون .. لأول مرة تلاحظ جيوكندا كم يتشابهان في ردة فعلهما تجاه أي شيء .. ضرب فيتوريو الجدار خلفه بقبضته لتعود براجم يده للنزيف من جديد .. كان يهدر مرعداً يتحدث بايطالية سليمة :" هذه أختي فرسان راشد دحية .. أنا ابن راشد دحية من زوجته الأولى كلاوديا .. كيف هذا الذي تقولين .. لقد حضرت لك أنت بعد اكتشافي ما حدث .. خشيت عليكما معاً .. أنت وفرسان ما أخاف عليهما في هذا الجب العفن ".
حركت كفاها تحذره الكذب لتعلن له :" لا .. لم تفعل .. حاولت مع فرسان وعندما فشلت حضرت لي بالفندق .. لأنك لم تجد مكان يأويك .. كل شيء بالغرفة أعلن أنك حاولت معها .. أنت اغتصبتها ".
رفع كفه لعلى صارخاً:" أنا أملك نصف الفندق الذي كنت تقيمين فيه .. فكيف لا أجد مكان يأويني ".
صدح صوت فرسان وهي ترفع كفيها لأعلى :" صه .. حتى نفهم .. ألا ترى حالتها .. أنها مريضة .. تحتاج الهدوء وليس الصراخ .. هل من الممكن ان تأمر لنا بطعام حقيقي وتجلس بهدوء ".
استمع لأخته ونفذ ما قالته له .. أمسك كتفي جيوكندا التي عاندته ثم استجابت لينقلها على الطرف الآخر من فراش أخته .. جعلت فرسان جلسة الفتاة أكثر راحة بالوسادة خلف ظهرها .. سألتها بهدوء تريد الفهم :" كيف وصل مهاب لهنا ؟!!".
غمغمت جيوكندا متحاشية النظر لعيني فيتوريو المتهمة :" لقد اتصل بي وعلم مني ما تصورته .. ان فيتوريو اغتصب فرسان وكاد يقضي على حملها .. هذا هو ما بدا للجميع ليس لي فقط .. هو عندما حضر لي بالفندق .. كان ينتفض في نومه ويصرخ لا تتركيني فرسان .. هل كنت أقرأ الأفكار لأعرف أنكما أخوة .. ابن كلاوديا صديقة والدي هي زوجة والدك ..". سددت له نظرة لتكمل بضيق مذنب :" كيف لي أن أعرف أنكما شقيقان .. وأنت تحبسها وتعاملها هكذا .. كل ما فكرت به منذ حضرنا بالطائرة معاً أنك تحبها وهي المرأة التي خانتك .. كل شيء بدون شرح يؤدي لهذا .. ".
كان قلبه يؤلمه بحدة .. مستدركاً أنه السبب في كل هذه الاختلاطات والتشابك .. بينما جيوكندا تستمر بشرحها :"حتى فرسان لم تعلمني أنك أخاها .. خوفها وتمسكها بي كل شيء كان يعلمني أني يجب أن أنقذها من هنا .. حتى قلت لها سأخرجك من هنا .. لم تعترض ".
ربتت فرسان على كفها فتنبهت جيوكندا لتسألها فرسان :" كيف حصلتِ على جواز سفري وبطاقة هويتي الشخصية ".
انتفض رشاد مكانه ليصدح بصوته :" منذ زيارة البنك فرسان وهما معي في مكتبي بحجرتي الخاصة هنا ولا يدخلها أحد بدون وجودي ".
أشارت جيوكندا :" سلمني مهاب أول أمس نسخة من المفتاح .. اتصل بي لأقابله تحت أمام البوابة بلحظة واحدة كان معي المفتاح ورقم جديد لي يحتوي رقم مهاب الجديد .. حتى لا يسهل تعقبك لنا بعد الفرار منك ".
كاد يصرخ فيها مستدركاً لماذا كان الهاتف لا يجيب كان يتصل على هواتف مغلقة سألها بهدوء يماثل أخته :" هل أغلقت هاتفك القديم جيوكندا وهل أغلقت أيضاً هاتف فرسان ".
أجابته بهزة من رأسها متبعة إياها بغضب عارم :" كيف كنت تريدنا نفر منك ونترك الهواتف مفتوحة ليسهل تتبعها ".
أراد الصراخ فعلاً منتفضاً ليقف هاتفاً:" أنتِ..".
لكن فرسان رفعت كفها ليصمت من فوره بينما هي تكمل بهدوء طبعها :" ما الذي ساقه لك من أدلة لتصدقينه جيوكندا ".
أجابتها :" حقائبك جميعها في غرفة أخرى .. كان هذا الدليل الدامغ على أنه يستبقيك هنا بغير رغبتك .. هو من سرقك وليس قائد الأجرة .. دفعوا له أجرته وأوصلوا له رسالة شفهية ان السيدة قررت المكوث وإنهاء انتظاره .. ترك الحقائب لهم لأنه توقع سادة محترمين وليسوا لصوص ".
اكتال الغضب عقل فيتوريو .. تحرك من مكانه ليقف أمام النافذة هاتفاً بحرقة :" كل شيء .. عاد ليقف بيننا ".
هتفت فرسان بجدية :" ربما كل هذا حدث لنزيل كافة أسباب الخصام والعداوة .. أريد حقائبي ".
تحرك للخارج وبعد قليل كانت حقائبها توضع على أرض الغرفة مما دلل على أن الحقيقة كانت في جيب أخيها الخلفي وهو لا يعرف ..
قبل ان تتحرك من مكانها .. طرق الباب .. لتتدلف عربة الطعام عليها طعام وأكواب عصائر تكفي لهم ثلاثتهم ..
جلست فرسان وداخلها راحة غريبة .. رغم كل شيء حدث ولكن جيوكندا كانت تفهم خطأ فهي ليست بخيانة همست بجدية :" دعنا نأكل عيش وملح معاً حتى نتفق فيما بعد ".
عقد حاجبيه لأن كلمتها بالعربية ولكن المصطلح غريب غير مفهوم ليستفسر منها فتعيده باللغة الإنجليزية شارحة المعنى بالحرفي والمقصود منه .. ان الطعام أيضاً يجلب رابط ووفاء مع من تناولوه ..
هتفت جيوكندا وهي تقترب من فرسان :" كنت أشعر أني مرتاحة إليك .. الآن أحبك حقاً .. أنت غريبة .. سامحتيه بعد كل ما فعله معك .. كفاه حبسك هنا ".
نظرت فرسان إليه وهو يقرب عربة الطعام حتى الفراش .. لتناول فرسان العصير الطازج للشابة الرائعة :" تناولي هذا .. كان أبي يقول دائماً الفواكة تقتل سموم الطعام ".
كانت تتعمد أن تتحدث بالإنجليزية لتفهم جيوكندا ما يقال حتى لا تدلف لبوابة ظنون جديدة .. مالت عليها جيوكندا تهمس بشيء لم يصل لأذنه بعدها حركت فرسان رأسها موافقة ثم ابتسمتا معاً .. هتف مغتاظاً :" ماذا يحدث ؟!!.. ما تقول لك ؟!!".
أجابته وهي تأخذ طبقاً تضعه بينها وبين جيوكندا .. تعتني بها كما تعتني بأخوتها الصغار :" كانت تطلب مني معرفة كل ما حدث منك بالتفصيل .. كما أبدت إعجابها بأبينا من كلمات صغيرة أدركت جمال راشد ".
همهم بشيء غامض لتهتف فيه :" لا .. كل شيء يجب أن يكون واضح .. ماذا كنت تقول للتو ؟!!".
ابتسم بسخاء ثم هتف فيهما :" أنا أيضاً أعجبت به .. لكن لسبب آخر .. لكل كلمة ذكرتيها لمهاب .. وطريقتك في إيلامي جعلتني أرى فيك الأخت التي كنت أتمنى الحصول عليها من زمن .. ليست تلك التي تم تقديمها لي .. شتان بين الصورة والحقيقة ".
إن كان العناق بين الأخوة يزيل الوحشة فالآن صار ضرورة .. مساندة ودعم وتفسير لكل ما هو غامض .. فتحت فرسان ذراعيها ليقترب منها فتعانق عنقه تدفع وجهها فوق كتفه تتنسم رائحة أبيها فيه وهو كذلك .. عناق الأخوة يذيب العداوة وخاصة بعد كل عدم الثقة التي دارت بينهما ..
****************

تحدثت فرسان بعد عودته لمكانه وهي تغمغم بالإنجليزية كما اتفقا:" ستراه وتعلم كم هو عظيم .. البيت فيه أناس كثيرون .. ستجد فيه بنات عمك صفوان وهو ابن عم أبينا .. وكل واحدة من أم .. تشكيلة جميلة وهناك توأمي الرائع .. عندما أفتح حقائبي وكل شيء سأعلمك كل شيء .. وأعرفك على عائلتك ".
مدت جيوكندا يدها للطعام أكلت القليل ولكنها كانت تبتسم براحة :" يا لكما من أخوين حقاً .. دائما كان هناك شيء يربط بينكما .. ربما لا تشبهان بعضكما بالشكل .. لكنكما قويان .. هل كان والدكما قوي ".
هدرت فرسان بشيء من حنين :" نعم جداً .. رغم أنه مريض بالقلب ويحتاج إجراء عملية لكنه يقاوم .. ما زلت لا أشعر أنه مات حقيقة .. أبي يتنفس الهواء الذي نتنفسه ". يقينها جعله ينظر للأرض مطرقاً بصمت .. لتعقب فتلك النظرة باتت تعلم ما خلفها :" هات ما عندك .. ماذا أخفيت ؟!!".
همهم بجدية مبرراً خوفه :" أقسم لك بالفعل كنت ظنه رحل فالفعل تم إعلان هذا بالشريط الإخباري بعدد من القنوات لوطنكم .. لكن عندما واجهتِ مهاب بكل ما لديك من معلومات .. بحثت في الشبكة العنكبوتية عنه .. وجدت شخص اسمه جواد أظنه زوجك في إحدى البرامج يؤكد للجميع أن عمه حي وهو بخير .. ذاكراً أنها ورقة ضغط ليعلموا مكانك .. ووقتها أدركت ما تعانيه العائلة كلها بسبب فرارك ".
حنين جارف طفر لعينها وضعت ما بيدها لتقف خارج الفراش ربما حان وقت طلبها العون أو على الأقل عودة رشاد لأبيه .. تجثو على ركبتيها تفتح حقيبة من حقائبها وهي تهمس :" طلبت دليل على كلامي .. ها هو ".
مدت كفها بالرسالة التي أخذتها من أمها والقفاز الصغير بلونيه شارحة :" هذه الرسالة فيها تهديد من رونالدو فيتوريو قبل أن يصبح دون لجدنا الأكبر أن يعيد كلاوديا وابنها وإلا سيفقد راشد للأبد .. وقتها سقط المنزل الذي كنتم تقيمون به منهاراً لقدمه .. ظن أبي أنكم رحلتم للسماء وظل في المشفى يعاني أشهر كما ذكر لي .. وهذا قفازك على ما أظن ".
أمسك بالقفاز يقلبه بين كفيه ويضعه على أصابعه ليدرك الفرق في الحجم مهمهماً :" نعم هو لي .. اشتراه لي أبي بآخر شتاء .. كنت ارتديه وقت انهيار المنزل وبعدها أفقت فوق القارب .. لا أذكر سوى بكائي فكان الجواب الذي أتلقاه .. اخرس .. أبوك لم يعد يريدك .. يريد طفل من بنة عمه وصفعني على وجهي ".
همست بحسرة تدرك كم من خداع تلقاه أبناء هذه العائلة :" أقرأ الرسالة لتعرف حجم الخداع ".
فض الرسالة بينما جيوكندا تتحرق شوقاً لمعرفة ما بها خرجت لتكون معهما فكل ما يقال مثير لاهتمامها خاصة الآن .. كانت رأسها قريبة من رأسه يلتهما الكلمات وهي تسب وتلعن :" كومة العظام من هدد حقاً هذا توقيعه وكذلك لا أظن الخطاب مزيف ".
كان لا يعرف ما يمكن أن يقوله .. سوى ما شعر به لتوه عاش جميع حياته في بوتقة الخداع والكذب :" الحقير .. لقد تركني اتعفن داخل دار الرعاية ظاناً أن أبي رفضني .. ولم يرد غيرك أنت ".
هتفت بإثبات آخر أكثر حدة .. مدت يدها برسالة ثانية ومعها ورقة حكومية :" هذا خطاب تركته والدتك مع ابنة عم أبي وظنته مات ووقتها كان هو بالمشفى يعاني فقدكما .. ولأن ابنة عمه خافت عليه لكونها سارت خلف والدتك في الظلام عندما كانت تجري من رجال جدي لم تعلمه الحقيقة كانت غلطتها الكبرى التي عاقبها عليها أبي .. لانها أخفت عنه الحقيقة وكان تزوج من ولاء ابنة عمه وانجباني وعلم وأنا بالخامسة عشر الحقيقة .. تركها بالمنزل وقهرها بأن تزوج عليها .. كانت أمي تخاف على أبي .. وهذا العقد هو توكيل عام تركه لك أبوك لتدير كل شيء ويمكنك بيع جميع ممتلكاته لك أو للغير .. أظن هكذا نثبت بأنا لسنا طامعين في ما تملك .. كما أن رجل فعل هذا ويبحث عن ابنه من 15 عشر عاماً .. لا يمكن أن يكون لم يكن يريده ".
قرب القفاز من صدره هامساً:" ما زلت أذكره وهو يحملني على كتفيه لأكون أطول من كل شيء .. يوم انهيار المنزل حملني بيد وحمل امي بيد وسقطنا جميعاً في هوة سحيقة .. أفقت لأجدني مع أفراد غرباء ظننتهم أهل أبي بالبداية .. لكنهم كانوا قساة جداً .. وعندما أوصلونا لشاطئ صقلية لم أدرك ما يحدث أمي اختلفت مع أحدهما وصفعها .. ثم تركته وغادرت لروما وهنا ظللنا في منزل مهترئ حتى ماتت أمي ".
عقبت بكلمات مواسية :" رحمها الله .. تحملت كثيراً.. ما نتعرض له يشبه الحروب الصليبية القديمة .. شيء غريب ".
هتفت جيوكندا :" ماذا سنفعل الآن ؟!!.. دعونا نترك هذا الرجل السيئ ونغادر من هنا .. أكرهه وأكره هذا المنزل كله ".
نظرت لفرسان تحثها :" هذا المنزل يكره الحب .. يعشق المؤامرات .. دعونا نغادر ".
كان رشاد هادئ بشكل لم تكن تتخيله فرسان .. عكس ما فكرت لم يثور ولم يتصرف بهياج .. مد كفه لجيوكندا ليجلسها على المقعد جانبه بينما فرسان جذبت حقيبتها لحافة الفراش تقلب فيها لتجد كل شيء بها ..
كان هو يفكر في كل الاتجاهات :" هنا مصدر حماية لك فرسان حتى نفهم منك كل القصة وكيف نساعدك ؟!!".
هتفت فيه :" كيف ومهاب يعرف من أنا؟!!..".
أجابها بعد تفكير :" منزل الدون لا يفتشه أحد هكذا بسهولة ".
ارتفع هاتفه بالرنين ليرفعه مجيباً وقد لاحت على وجهه علامات التوتر :" نعم بعد عشر دقائق أدخلهم وليبدأوا بطابق القبو ".
هتف في فرسان وهو يمد يده يجذبها وسط دهشتها الشديدة :" هيا معي ". كانت ستمانع وتسأل ولكنه أعلم بنظام البلد عنها .
وأصدر أمراً آخر لجيوكندا ضعي حقائب فرسان داخل الخزينة واخفي هويتها وجوازها حتى لا تعثر عليهم الشرطة .. يبدو مهاب سبقنا بخطوة ".
انتفضت فرسان بعد دهشتها .. بينما هو يهمس لها :" سأخفيك في آخر مكان يخطر على بال الشرطة هيا ".
كانت جيوكندا معها الهوية والجواز لا تعرف أين تخفيهما جذبهما منها ودسهما في جيب سترته الداخلي .. خرج يسحب فرسان خلفه ...
وهي تتحرك معه بطاعة عمياء لا تملك الوقت للتفكير أصلاً.. دفعت جيوكندا الحقائب داخل الخزينة وأخرجت عربة الطعام وتحركت في اتجاهما .. تشعر بالإثارة المفرطة من هذه القصة كلها .. وصلت حيث كانا بالفعل لتنظر لوجه أبيها الدو رونالدو بينما فيتوريو يضع فرسان خلف حاجز الفراش في جزء مجوف قيلاً يكفي نحافتها ثم يلتفت للدون المعترض :" تبدو تعلم من هي جيداً.. هي أختي الصغرى فرسان راشد دحية .. تلك التي جعلتني أتغذى على الحقد عليها .. أتعرف هذا وهذا ".
كان يفض الرسالة والقفاز لتطل نظرات الفزع من بين عيني الدون .. ليهدر فيه رشاد :" مثلما أخذت من راشد ابنه وضيعته .. أنت ملزم بحماية ابنته .. هي هنا بغرفتك تحت رحمتك .. نخفيها من الشرطة التي أظن أنك كنت على علم بوصولها ".
مد أصابعه تحت الوسادة باحثاً عن إثبات جديد للخيانة .. سحب أصابعه مع الهاتف .. وجد من الدون إعتراض شديد ولكن رشاد سحب الهاتف وظل يقلب في سجل المكالمات ليجد مهاب منذ طرده يتصل كل ساعة تقريباً.. ابتسم بينما العجوز يضيق عينيه معلناً عن غضبه بعد أن أزال قناع الأكسجين من فوق أنفه :" لا .. العربية الحقيرة لن تمكث هنا في منزلي وتحت رعايتي ".
كان صوت رشاد بارد كثلج مسنن مستعد ليقتل من يتعرض له :" عليك وضع قناع الأوكسجين حتى لا تفقد أنفاسك الأخيرة .. نيت أن أعلمك .. اسمي رشاد راشد دحية .. مزدوج الجنسية لكني أعشق هوية وطن أبي وأختي .. الحقير من يتلاعب بكل شيء .. وآن وقت اللعب معك رونالدو الخسيس".
رفع رشاد أنبوب الأكجسين الشفاف الرفيع الذي يصل بين الأسطوانة المعدنية والقناع على أنف عمه ويقوم بثنيه بين إبهامه وسبابته .. ليفقد الرجل الهواء الذي يصله فيبدأ في تحريك كفييه .. فيبسط الشاب الأنبوب بطريقة طبيعية .. مسطرداً :" الآن حياتك ذاهتها مقابل حماية أختي .. ولن أحاكم فيك أبداً". كانت جيوكندا تتمسك بمرفقه خائفة من التهور لكنه نظر إليها لتجلس في مقعد بعيدة عنه .. ففعلت داخلها ثقة أنه ليس بقاتل رغم كل ما رأته اليوم ولكن حقيقة أبيها لم تكن نظيفة كلياً.. بينما ظل هو واقف مجاور للفراش متكئ على حاجز السرير الخلفي الذي يخفي فرسان داخل ستائره الكثيرة جالسة على الأرض تكاد أنفاسها تعلن عن وجودها وقلبها لو دقق أحد سيسمع صوته ويعرف مكانها بينما أصابعه فيتو تتلاعب بالأنبوب الشفاف وكأنه يلاعب ثعبان رفيع .. نظرات الرجل العجوز لا تترك الأنبوب خوفاً على حياته .. موقف متوتر جعل الغرفة مشحونة كلياً بالتوتر .. الكل في حالة من الترقب .. انتظار قاتل ومميت لكنه الحل الوحيد للجميع .. الخيانة لا تجد سوى الخيانة وخاصة لو كانت لتعديل مواقف..
*****************

[Just Faith]

بذات الوقت **
" هدير هل ستحضرين معي اليوم ؟!!".
هتفت في الهاتف لتدرك مواعيدها.. أتاها الرد :" نعم لدي حصتين بالمركز بينهما ساعة.. أنا في مدخل منزلك أستاذتي ".
تحركت كوثر من فوق مقعدها هاتفة بأمها وجواد :" سوف أهبط فهدير تنتظرني ".
ابتسمت أمها من هذه الحالة الجديدة التي صارت عليها ابنتها فأسرعت تعد لها شطائر وتضعها في كيس شفاف :" خذي هذه لك وهذه لهدير ".
هتفت حانقة ريثما أمها تعد الشطائر لهدير :" أمي هي من ستتأخر ومؤكد تناولت وجبتها ".
أجابتها امها :" خذيها لها قد تأخر فتتناولها في المركز.. ما بال هذه الدروس لا تنتهي.. حتى قبل الدراسة متى يأخذ الطالب اجازة ؟!!".
أجابها جواد وهو غارق في أوراقه وأجهزته :" ينالها عندما يدخل الجامعة.. في ظل نظام تعليمي عقيم يجعل الطالب يحفظ ولا يفهم ".
مدتت كوثر أصابعها لتأخذ الكيس الآخر الخاص بهدير :" لو انتظرت لن ننتهي حتى يضع جواد خطة مدروسة لإصلاح التعليم.. هل البرنامج الليلة ؟!!".
أجابها بتوتر :" نعم.. أدعِ لي أن تراه فتعلم أن والدها حي وأن هناك الكثير من الجهود تبذل من أجلها ".
صوت إجلاء حنجرة تلاه سعلة خفيفة اعتاد عليها أهل المنزل.. صدح صوت جواد :" أدخل وسيم.. تعال الإفطار جاهز ".
دلف مرتدياً بذة رائعة التفصيل ليهتف جواد :" هل أنت خارج ".
كانت عيناه تقتات على ملامح كوثر الباسمة له تناظره ويجيب جواد وهو يومئ برأسه تجاهها :" نعم اليوم موعد مع النيابة أما أخرج متهم أو شاهد.. الأمر صار سيان عندي ".
شهقت كوثر هاتفة :" حماك الله ورد كيدها لنحرها.. هذه الحقيرة ".
مد أصابعه بمفتاح شقته هاتفاً :" هذا المفتاح لو لم أعد أكون في الطريق للسجن.. دعوه هنا حتى لو عدت سآخذه منكم.. وشكراً لكل هذه الفترة ".
سحب جواد سترته وهب واقفاً :" ما زال لدي التوكيل الخاص بك ؟!!.. عندما أردت تصفية باقي أملاكك سوف أكون معك اليوم كمحاميك الخاص ".
"شكرا لا داع الأمر بسيط " عقبت كوثر على رد وسيم بصورة قلقة :" كيف بسيط وأنت تقول سجن ".
هتف بها متحسراً :" هذا بأسوأ الفروض.. أنا متهم بمحاولة تشويه سمعتها النجسة.. بما سربت من معلومات فأخذها أحدهم لينشرها بواسطة فيس وهمي.. ليس هناك دليل يربطني بكل هذا الإدعاء.. فقط أنا وهي من نعلم ان المعلومات صحيحة وكلانا يلعب على هذا المحور فلا تفزعي كوثر ".
كانا كلاهما بمعزل عن نبراس وجواد وكأن المكان صار فراغ حولهما هتفت بحدة :" لا.. أقلق.. لابد من ذلك.. هي ليست سهلة.. دع جواد يذهب معك ".
ابتسم بتوهج وشعور جديد باهتمامها المنصب عليه كفرد يستحق اهتمامها جعله يومئ لها :" مثلما تأمرين كوثر.. حاضر ".
ابتسمت هي الأخرى وعقبت :" نعم هكذا كطالب مطيع ".
كانت نبراس تحرك عينيها بين الاثنين وداخلها أمنية أم جارفة تحتاج لترتاح بترك فتاتها مع أحد يقدرها..
تحرك جواد من مكانه.. ليخرج كلامهما من عناق النظرات الذي كانا فيه.. هو أيضاً يلاحظ اهتمام كوثر به لكنه ظن أنها فقط تدعمه لكونها عانت من مثل ما عاناه..
صدح صوت جواد :" هيا لأوصلكم كوثر أنتِ وهدير بطريقنا ".
ليجد وسيم يد السيدة نبراس تمتد إليه بكيس به وجبة إفطاره :" تناول هذه في السيارة.. وكن مطمئن على مفتاح منزلك.. سوف تعود إليه اليوم ".
هبط الجميع جواد ووسيم أولاً يتناقشان فيما بينهم بينما كوثر تخطو خلفهما تحاول التركيز معهما لكنها تعود وتشرد في كل لقاءاتها مع وسيم ولأول مرة تتولد داخلها رغبة في معرفة كل شيء عنه.. ما عمره !!.. ومتى تزوج أم نهى ؟!!.. هل تركته أو هو تركها بالطلاق أم بالوفاة.. كل شيء يخصه صار يهمها.. حتى مشاعره تهمها وأهمها هل كان يحبها؟!!.. تراه كان يحب أم نهى وكذلك هل أحب ميادة جبر ؟!!.. أسئلة لن يجيب عليها سواه.. تشعر بالشفقة عليه وتفكر في قضيته كثيراً.. تراه الحب الذي يبدأ أولى خطواته للقلوب بالشفقة ؟!!..
هتف صوتها بمرح من الخلف حالما وصلوا لمدخل المبنى :" هدير خذي كيس الطعام.. الحاجة نبراس قررت تبنيك ".
صدح صوت الصبية :" هذا الكيس خلفي.. خلفي.. هربت من مثيله في المنزل تركته أختي لي.. إنه للصغار ".
مدت كفها لترفع كيس مثله باسمة :" توأمه معي ".
فيمد لهما وسيم كفه بآخر مكملاً الصورة :" ثالث التوائم ".
كست السعادة ملامحهما معاً بينما الإمتعاض ملأ عيني الصبية وحضنت الكيس الذي كان استقر في يدها قائلة كفاكما أقنعتماني.. هيا بنا ".
أجابتها كوثر بضحكة مشرقة :" يبدو أن عائلة دحية قررت تبنيك.. فاليوم جواد سوف يوصلك للمركز ".
هتفت الصبية وعيناها تشرقان بكل ألوان البهجة :" لا أصدق هذا..".
تورد وجنتيها جعل كوثر تتوجس من أحلام المراهقة لتعدل عباراتها :"سوف يوصلنا بطريقه ولن نعتاد الأمر.. فهو مشغول وزوج لامرأة لم نر بجمالها ".
لم تهتم الصبية بكلمات كوثر لتجيب بطريقة فطرية :" ليس مهم فيما بعد.. اليوم جميل ليوصلنا وأكون قد اعتدت على الحذاءالجديد.. أشعر أنه يضغط على قدمي يقتلني.. هل يموت أحد من ألم قدميه ؟!!".
حركت كوثر رأسها بلا.. بينما فهم وسيم سر الكلمات التي قصدت كوثر سكبها أمام الصبية عن جواد وانشغاله وزواجه بفتاة راشد.. كانت تحرض يسر فتكون لصيقة بجواد.. فأصبحت تخاف من المراهقات..
فالمراهقة سن المشاعر الغير ثابتة.. تهيم القلوب بكل من يمنح لمحة عناية لا يقصد بها سوى التخفيف من المعاناة.. ربما لا يقصد أصلاً إهتمام.. في حالة أخيها القلب تم وشمه وصار على اسم أميرته مهما طال غيابها..
أصوات مختلطة ميزت بينهم صوت جواد صادح بخشونة جذبتها من مكانها الذي كانت تنتظر به جواد حتى يأتي بسيارته ليقلهم..
فأمسكت يد هدير حتى لا تضيع منها وخرجتا متجاورتين تنظران لأخيها وقد أمسك عامل القهوة التي بنفس الشارع وكفه العريضة تنهال على صدغيه بصفعات قاسية.. وصوته الذي وصل لذروة غضبه يهتف بالجميع منذراً معلماً :" عندما يتحدث أحد عن فتيات دحية يقف إحتراماً.. وعندما يذكر اسم زوجتي أميرة دحية فليعلم أنه توضأ فقط بذكر اسمها ".
لكماته جعلت العامل ينتفض معتذراً بينما صاحب القهوة جاء مهرولاً :" سيموت في يدك.. سيد جواد.. دعه سيموت ".
بينما جواد مصر على موقفه :" حتى يتعلم من يخاطب وعلى من الكلام ".
انتفض العامل مستقوياً بوجود صاحب عمله ونزع يدي جواد وهرول متخفياً خلف صاحب عمله الذي قال وهو يواريه خلفه :" ماذا حدث أيها الغبي لتغضب سيد المنطقة ".
ليتحدث العامل بغل مدفوع من ألمه :" كاد باب سيارته يصطدم بي ".ليهتف الرجل الواقف بينهما :" لم يكن عن تقصد الأستاذ جواد محترم ".
ليهتف العامل مكملاً حقارته ولم يلتفت لجواد الصارخ محاولاً كتم الكلمات داخل حلقه كان يتحرك خلف الناس المتجمعين موقناً أنه سيجد أذن منصتة فدائماً قصص الشرف تلقى متابعة وإنصات بل وتصديق :" أعلم ولكونه اعتذر لي.. أردت نصحه ليتخلص من زوجته التي هربت بعد قصة عشق مع السيد فهمي.. قهرت قريبته التي بالنهاية اختفت وغالباً اختفاء قسري أليس حماه وزير ".
لم يجد جواد سوى سحبه من خلف أحد الرجل :" هذا لتتحدث عن أسيادك يا حقير.. العهر تعرفه أنت وعائلتك.. أما زوجتي فابتعد عنها بلسانك نهائياً". كان جبين جواد العريض قد اندفع تجاه العامل فضربه برأسه عدة ضربات متلاحقة جعلته يصبح كالهلام بين يديه وصوته يخرس جميع الألسنة.. بينما يتركه للرجال يحملونه ويحاولون إفاقته :" أسألوا خالي سليم نفسه عن ابنته التي لو تبارت مع الشيطان ستربح هي.. أسألوا زوجها الذي أخفاها من الشرطة.. كيف خانتني أثناء عملها معي وفي الخير خانته نفسه أثناء نومه.. زوجتي أميرة دحية ابنة عمي.. عاشت هنا والجميع رآها وتأثر بها.. لا تنكرون.. عيب أن تلوكون سيرتها بهه الطريقة.. من سيتحدث عنها سيجدني عدو له.. ولن أترك العاهرة لحقيقية التي ستكون نهايتها ملف بالأداب.. ابنة خالي للأسف رخيصة ".
صدح صوت من خلفه يعرفه جيداً :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ
فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ
نَادِمِينَ".
نظر إليه جواد بسخرية عارمة :" الفاسق من جلب النبأ للشارع.. الفاسق من يضرب الشريفات ليكسب.. الآن علمت من خلف هذا الأمر.. عندما تدخل السياسة على الدين تفسده ،ولا يصلح هو السياسة ".
ارتفعت هامة تيمور وهو يمرر حبات مسبحته بين أصابع يديه :" لم نطالب غير بالدليل.. على كل زوجتك مهربة سلاح والخافي أعظم ".
رفع جواد هاتفه وبحث عن الدليل الصوتي.. لم يكن يريد استخدامه ولكن الشائعة لن تتوقف عند حد لو صمت..رفعه لأعلى حتى يسمع المقربون منه صوت الحقيرة تبثه غرامها وتعترف بكل جرأة عن أفعالها.. بينما حاول الجميع الصمت حتى ينصتوا منهم من يريد الحقيقة ومنهم من لا يريد سوى الخوض في الأعراض..
ثم نظر جواد لتيمور ما أن انتهى الاعتراف :" الآن علمت أين يسر ؟!!.. أبلغها هي انتهت ولن تعود.. لو كان هناك ذرة من إنسانية لديها قد ضاعت هكذا.. فالأيام أظهرت كل شيء ".
حاول تيمور أن يضع راحته على كتف جواد ولكنه دفع كفه بعيداً :" لم أكن أظن أن الخوض في الأعراض سيكون وسيلتكم تيمور ".
ليعلن له الآخر :" الشيخ تيمور أستاذ جواد ".
عن كبرياء شامخة تنتمي لأبناء دحية كانت كلماته القاطعة :" من منحك اللقب.. لا أؤمن بالألقاب بدون دليل وشهادة.. لا يكفيني شهادة الشهود ".
تحرك من أمامه صادحاً للجميع :" لا تدعو الجهل يعمي قلوبكم فأفعال المرء تدل عليه.. من كان مانح للخير يكون خير ومن منح الشر أو امتنع عن العطاء لا يستحق حتى القلق عليه ".
ليرشقه تيمور من خلفه :" إذاً أنت راض على أختك وعودتها مع جاركم بالسطح.. ربما أيضاً تغمض الطرف ".
استدار وبه كل الحقد على هذا المنطق العقيم.. وبلمحة كانت أنف تيمور تنزف دماً يقطر مخضباً شعرات ذقنه المشعثة وكأنه يتفنن في جعلها متضاعفة في الحجم.. لم يصدق الجميع أن الأستاذ جواد يضرب بالرأس كأي بلطجي.. كانت كف وسيم تحط على كتف جواد الذي نظر له عاقداً حاجبيه ماسحاً جبينه وبريق عينيه لامع جراء الطلب الذي تقدم به الرجل لتوه بصوت ثابت أمام الجميع :" جواد أسمح لي أن أطلب منك طلباً كنت أخجل أن أطلبه من فترة.. أطلب منك يد كريمة دحية أختك كوثر ".
رفع جواد هامته الشامخة لأعلى ثم عقب:" ليس هناك من داع سيد وسيم.. أختي لا يمكن لأحد ان يمسها بكلمة لأنها فوق الجميع.. ونحن آل دحية بيت عاصم الكل يعرف فضله ومكانته لا نزوج بناتنا بهذه الطريقة ".
ارتجفت كف وسيم فوق كتف جواد :" هل أفهم من هذا أنك ترفضني حقاً ؟!!".
عجز جواد عن الفهم للحظة.. ظنه ينقذ موقف ليس إلا.. ليجد من صوت وسيم مرفأ يهديه للصواب :" يسرني ويشرفني طلب يد كريمة دحية أختك كوثر ".
ساحباً كفه ليمدها ليد جواد منتظراً قبولها.. نظر جواد تجاه كوثر التي تمسكت بيد هدير ثم نظر ليد وسيم ولم يستطيع رفضه وداخله قرار أن يخبره عن وضع كوثر فيما بعد حتى لا يحرجه ويحرج ذاته أمام الشارع.
مد كفه ليد الرجل الممتدة امامه ليعلن وسيم للجميع بما جعله يشرد تماماً :" الزواج بعد أسبوعين وكلكم مدعون عليه ".
بلحظة لم يصدقها الجميع كان فهمي القابض بيده على مازن الصغير وجواره فتحي يمدون كفيهما داخل كف جواد وداخل أعينهم اعتذار لطيف.. هتف فهمي بصوت سمعه الجميع :" صدقوني لو كنتم تتحدثون عن يسر ما كنت تحدثت لأنها لا تستحق.. أبوها ذاته يعلم أنها لا تستحق العناء.. فلتذهب للجحيم.. سواء إختطاف قسرى أم هربت.. لم نعد نبحث خلفها..لكن سيدة كفرسان.. أقسم بالله العظيم لم انظر إليها سوى كأخت ولم تحادثني بغير العمل.. عندما ترون سيدة محترمة .. من هذا النوع التي تحفظ زوجها في كل شيء.. وقتها تتمنون ان تتزوجون مثلها وقد فعلت.. تزوجت بقريبة زوجها لأجدني قد ملكت التراب.. زوجة تخدع في كل شيء وأسألوا زينب الممرضة بالمشفى الحكومي القريب كيف لفقت حملها وأسألوا الطبيبة بذات المشفى كيف قتلت طفلها.. من يساعد مثلها سيكون أثم بحق البشرية .. أشهد ان السيدة فرسان لا تفعل أي شر ".
كلمة حق أراد الجميع النطق بها لتعلن أيضاً كوثر :" زوجة أخي فدته بنفسها بعد أن أوقعت به من كنا نثق بها.. ننتظر زوجة أخي ستعود حتماً ووقتها الكل سيخرس ".
طريقة جديدة لم تكن متبعة ولكنها صارت منهج منذ الثورة وكل شيء تغير.. أصبح للجميع كل الحق في التدخل بحياة الأخرين.. كانوا يفعلونها بالماضي مستترين على إستحياء إنما الآن.. صار الجميع يريد السير بتسجيل صوتي أو ربما صورة تؤيد ما يقول.. في زمن صار الشك هو اليقين.. لم يدرك المتواجدون أنها حيلة جديدة ربما انطلقت ألسنة وقت الإنفعال بمكان الغائبة الحاضرة بقلوب من جحدوا حقها في الحياة.. فقط الوحيد الذي علم وسيهرول ليهاتف سيده الحقير المنتظر كأفعى سامة يريد منح سادته الجدد رقبة ابنة أخته ليرضيهم ويعلمن إخلاصه.. صارت فرسان ثمن الوفاء.. ياله من ثمن بخس..
وقف جواد يشكر فهمي وفتحي :" شكراً لكما أبناء عمي ناصف ".عناق رجولي قطع على الجميع الهمس واللمز مع اعتذار لطيف من جواد :" لم أجد سوى هذا التسجيل لأنقذ به شرف زوجتي ".
هدر فتحي معاتباً:" لو لم تفعل هذا كنا نحن سنفعل ".
لحظات وبدأ الناس ينفضون بينما يربت فهمي براحتيه على كتفي جواد داعياً له :" سيحقق لك أمنياتك ويجمعكما سوياً".
أنزل كفيه مستدركاً يد مازن ليأخذها فلم يجدها ولم يجد جسد الصغير.. نظر حوله ليجد المكان ما زال به أناس ولكن لا أثر للصغير صدح صوته :" مازن أين أنت ".
نظر فتحي حوله ليراقب المكان.. فلم يجد من أحد..
هتف جواد :" من مازن ؟!!".
نظر إليه فتحي :" ابن شروق الذي ساعدتنا في إنقاذه ".
نظر جواد لوسيم :" يبدوا أنك ستذهب وحدك أوصل معك كوثر وهدير لأول الشارع.. لن أترك أولاد شارعي وحدهم في هذه المحنة ".
انتفض الجميع وكل المتواجدون.. يبحثون عن الطفل الصغير.. نداء خلف نداء... وصل لأمه الخبر.. لتدرك ما حدث لابنها.. خرجت تهرول كما هي.. على الدرج تتساقط دمعاتها وتهتف باسم ابنها.. مدركة أين ستجده.. عازمة على الخلاص من مصدر آلامها للأبد..

***************

[Just Faith]

انتهى الفصل الرابع كده حلو قوي

ههههههههههههههههههههههههه ه
انا كنت عايزة اكتب كمان بس قفلت نهائي
هاروح انا م
والصبح نبدأ في الخامس

وزي ما اتفقنا كل يوم جزء
يعني تنزيل على طول

امووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووو وه

[Just Faith]

علشان الأمهات اللي واخدين اجازة زيي هههههههههههههههههه
يتمتعوا مع ايموز

ولما هافوق بامر الله

هارد على كل كلمة عملت لكل التعليقات بوك مار

امووووووووووووووووووووووو وووووووووووووه


على فكرة الرواية قالبة اكشن وده اكيد احنا مش مع عصبات بتلعب باللبان والاساتك هههههههههههه
يعني استعدوووووووووووووووووووو وووووووووووو


ههههههههههههههههههههههههه هههه

[Just Faith]

نسيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت اقول لكم

تصبحوووووووووووا على الف خير

امووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووه

[عبيركك]

الجزء كان تمام والامن استتب وفرسان انقذها اخوها رشاد والحقيقه ظهرت وعرف رشاد انه انخدع وعرف ان راشد لم يتركه ولكنه سرق منه وجوكندا فهمت علاقه رشاد بفرسان ورونالدو النذل انكشف امره ومهاب فشلت خطته وجواد قدر يوقف امام الكل ويبرا فرسان وتيمور اكل بطحه قويه وغير ان كوثر انخطبت من وسيم وفهمي وفتحي وقفوا وكشفوا نذاله يسر وايدوا جواد بكلامه كل الامور كانت بتجنن لحتى وصلنا للقفله وضيعتي مازن وسط الزحمه او الاصح نجح شقه بسرقته واكيد الهدف تنازل شروق ماكنا حلوين ياايمان لازم تضعي باخر البارت بصمه الشر بس ملعوبه والبارت روعه ولاننسى باسم وسمرائه والحب والغرام وبنفس الوقت كشف حقيقه امه النجسه وتصحر قلبها او للاصح لايوجد قلب وانما حجر صوان مش عارفه حاسه انك مجهزه لرحيل ضربه قويه حتهد جبروتها جد هال السلسله كانت روعه بالصراع بين الشر والخير اظهرتي قبح النفوس وحقارتها كرحيل وزاهر ويسر وبنفس الوقت كان وصفك للخير والنفوس الطاهره قمه بالروعه كراشد ونبراس وابنائهم فانت بينتي ان هناك نفوس مريضه بالرغم من اخلاق اهلها كيسر واولاد طيبه بالرغم من قبح اهلها كهادروكيف تحول الكره لحب كعلاقه اسوار بسنمار وكيف يمكن سوء الظن وانعدام الثقه تخريب حياه كهادر وجسور وفرسان وجواد السلسله كانت شامله لاشياء كثيره وظهرت كيف يمكن لحياه وتاريخ بلد ان تتغير بحدث روعه ياايمان ومنتظرين كيف سينتصر الخير على الشر

[gabrice]

الحمد لله اطمنت على فرسان والحكاية عمالة تتعنكش هو مخك ياايمو عامل زي مفرقعات العيد يالهوتي انا خايفة من الي جاي