آخر 10 مشاركات
تراتيل الماضي ـ ج1 سلسلة والعمر يحكي - قلوب زائرة - بقلمي: راندا عادل*كاملة&الرابط* (الكاتـب : راندا عادل - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          420 - الوجه الآخر للحب - روبين دونالد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الملاك والوحش الايطالي (6) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          متاهات بين أروقة العشق(1) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          الثأر -ج3 من سلسلة بريد الشتاء- للكاتبة الأخاذة: هبة الفايد [زائرة ] *كاملة&بالروابط* (الكاتـب : هبةالفايد - )           »          إنه انت * مكتملة * (الكاتـب : الكاتبة الزرقاء - )           »          وَرِيث موريتي(102) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء1 من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام شرقية

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-12-18, 06:04 PM   #61

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي






الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً  
التوقيع


"كن متفائلاً ولا تدع لليأس طريقاً إلى قلبك.."




رد مع اقتباس
قديم 01-01-19, 05:30 PM   #62

جنة محمود
 
الصورة الرمزية جنة محمود

? العضوٌ??? » 291127
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 624
?  نُقآطِيْ » جنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم
تسجيل حضور


جنة محمود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-19, 05:36 PM   #63

قول يا رب

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية قول يا رب

? العضوٌ??? » 305230
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,935
?  نُقآطِيْ » قول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond reputeقول يا رب has a reputation beyond repute
افتراضي

هاى عليكم الثلثاء جه اهوه
وانا جيت اهوه فين الفصل النور قطع عندنا غالبا المحول اللى فىىالشارع انفجر من السعاده والضغط عليه
ها يا ترى التنزيل امتى منتظره اهوه قبل ما البطاريه تفصل
تسجيل حضووووووووور


قول يا رب غير متواجد حالياً  
التوقيع


[imgl]https://upload.rewity.com/uploads/1489515661488.gif[/imgl]
رد مع اقتباس
قديم 01-01-19, 07:15 PM   #64

zaran

? العضوٌ??? » 312992
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 407
?  نُقآطِيْ » zaran is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

zaran غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-19, 08:35 PM   #65

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
مساء السعادة والجمال جميلاتي....
سنة سعيدة للجميع وتحقيق الأماني يا رب...
احم احم أتيت ومعي مقدمة شيقة للغاية....
هل أنتم مستعدووووووووون؟؟؟؟؟
بسم الله نبدأ.....


الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً  
التوقيع


"كن متفائلاً ولا تدع لليأس طريقاً إلى قلبك.."




رد مع اقتباس
قديم 01-01-19, 08:40 PM   #66

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

المقدمة

ليس معنى النجاح البقاء على القمة .. هناك منحنيات زمنية نمر بها لنختبر ما بداخلنا .. منحنيات تجعلنا نغير كل ما قد نؤمن به .. نتغير فلم نعد نتبع ذات المنهج في تفكيرنا .. نتبدل بين موقف وآخر لنعتمد منهج جديد في ملاحقتنا للحقيقة .. ولا ندرك ان الحقيقة بيد صاحب الملكوت الذي سيظهرها حتماً يوم يتقبلها جميع الأطراف ..
فرسان لها أكثر من أسبوعين هنا في هذه الغرفة حيث قرر سجنها بنفسه هنا.. كان يجرها من يدها وسط معاندتها القوية :" أترك يدي.. من أنت حتى تمسكني هكذا.. ابتعد عني.. سوف أسير بنفسي".
لم يصدق كبرياءها العتيد.. كان يظنها ستفر للخلف خوفاً ولكنها لم تفعل.. جذبت كفها من بين أصابعه الشديدة الضغط على عظامها وهي تهتف :" لست أخي أو زوجي حتى تمسكني هكذا.. يكفي أن تشير للمكان الذي تريدني التوجه إليه ".
وضع كفيه على الجدار الخاص بالرواق الضيق خلفها يستشعر برودة الرطوبة هنا في هذا الطابق السفلي هاتفاً بصوت يردده الصدى بتكرار مزعج.. مخيف :" هنا كان سجن القصر قديماً أيام كان هذا القصر قلعة حصينة.. سوف استمتع بسماع صراخك حتى يفيق عمي من أزمته التي تسببت له فيها ".
كانت أنفاسه الملوثة برائحة السجائر والكحوليات قريبة منها بشكل جعل الغثيان يضرب معدتها وخاصة مع هذا المشد الضاغط على عضلات بطنها مقيداً لحركة طفلها المستكن داخل رحمها حتى لا تعلن هربها من زوج بابن فتدخل في ارتباك إضافي فالإيطاليون ليسوا متسامحين مع الزوجات الفارات.. حركت رأسها لتخرج من تحت ذراعه متحدثة بعقلانية تنافي رعبها الداخلي فهي تعتقد أن هذا الرجل يظنها سهلة المنال وقد يبتزها ولكنها لن تجعله يشعر بضعفها :" عمك سقط في أزمة ليس بسببي.. ربما لأنه يعرف كم ظلم أبي الذي يموت كل لحظة من أجل زوجته التي لم يحب سواها وابنه الكبير الذي لم يعرف أنه حي سوى من ستة عشر عاماً ومن وقتها يبحث عنهما ".
حرب إرادات عنيفة تجري من خلال العينان.. كل منهما يود حرق الآخر قطعتها فرسان عندما عقبت في قلب الصمت :" يبدو أنك لن تصدق سوى ما يقوله لك عمك.. أين السجن الذي سأقيم فيه ؟!!.. دعني أدخله حتى أستريح من نظراتك هذه ورائحة أنفاسك الملوثة بالشراب ".
لم يصدق قوتها تلك فكل ما فيها قانون بمفرده.. لها قانونها هي بغض النظر عما هي فيه.. فلا خوف ولا شيء يهمها.. هتف فيها :" ما أنت !!.. ما هذا الجبروت الذي تحملينه !!.. ألا تخافي بطشي!!".
أجابته بهدوء منتظمة الأنفاس :" علمني أبي أن أتوكل على الله.. هو سيحميني طالما لم أخطئ ".
أشار لها للغرفة بعد حملقته بكل بوصة في وجهها يريد ان يرى أي ملمح من خوف فلم يجد..، وانتظر حتى تقدمته ودفعت بنفسها الباب وسبقته بخطواتها وعندما أراد الخطو للداخل خلفها نظرت إليه بقوة رافضة وجوده :" ليس مسموح للسجان بالتواجد في نفس الزنزانة مع السجين.. غادر من فضلك ".
وقف تحت إطار الباب الخشبي الثقيل وكفاه على العارضتين الجانبيتين :" هل حقاً تصدقين والدك.. في أن لا أحد يستطيع الضرر بك.. أنت هنا بين يدي ومن الممكن أن أضرك ".
عقدت ذراعيها أمام صدرها محدقة فيه بعينين لؤلؤيتان :" لا أظنك تريد هذا.. لو كان كنت فعلتها من اللحظة الأولى.. ثم والدي لم يكذب قط ولم يخن أحداً.. دعواته ستحمينا أنا وأخوتي ".
ارتجفت عيناه للحظة ثم سرعان أن تمالك نفسه :" أتقصدين أخيك هذا الذي تبحثين عنه ".
تلونت عيناها بحنين بدا غريباً عليها في هذا المكان الخشن الذي يبعث على الخوف حيث الجدران من الحجارة الكلسية الكبيرة فقدت لونها الأبيض لتتحول للسواد وبعض العفن الزاحف عليها هاتفة باسمه :"لي أخوان صبيين.. رشاد أخي الكبير.. لو سألتني عنه من عدة أشهر كنت انكرت حاجتنا إليه ولكن الآن.. أنا وأخوتي الصغار نحتاجه جداً.. ربما لا يحبنا ولكنا سنحبه وسنعوضه وحدته ".
شخر بحركة أنفية مستهزئة بها :" أراك حالمة جداً.. ربما لم يعد بهذا الكون ".
حركت رأسها مستحضرة صورة مهاب وكأنه هو بغيتها :" لا.. أشعر أنه قريباً مني جداً.. سأجده عند عمك ".
كانت ضحكته الساخرة هي آخر شيء سمعته منه بعد أن أغلق الباب عليها تاركاً إياها في هذا القبو الصامت.. البارد بشكل مهلك.. كان يهدف شل تفكيرها بالخوف.. لم يكن يدرك أنها ما عادت تخاف.. لم تعد تستطيع فعل شيء سوى الإنتظار.. كان يمتع نفسه بالنظر إليها كلما جلب لها وجباتها الغذائية.. كانت تسخر منه بطريقة مغيظة :" بنفسك سيد فيتوريو .. أم تخاف أن يبلغ عنك خدمك الشرطة أو أحد المنظمات الحقوقية لكونك تحتجز امرأة هنا في سجنك ". كانا دائماً طرفي نقيض منذ تلك الليلة المشئومة التي وصلت فيها للعجوز المرتجف من مجرد رؤياها.. هذا الرجل عنده الكثير ولن تتنازل حتى تعرف دوره في حياة أبيها وحقيقته أيضاً تشعر أنها هنا قريبة جداً من إجلاء أسرار الماضي كلها .
كانت تعاند البرد الرطب في هذا المكان بكل ما تستطيع من أغطية وجدتها هنا على قلتها.. شيء جعله يسعد كلما نظر إليها فيشاهد الزرقة التي تسكن شفتيها وملامحها الشاحبة تحت هذه الغطية الصيفية الخفيفة بينما ملابسها لديهم لا تكفل لها الدفء فكل ما لديها عدة أثواب من ملابس العمل بعد إختفاء كل حقائبها.. كانت على فراشها القاسي ترتجف دائماً وتحت عينيها الهالة السوداء المعلنة لمن يراها أنها لا تنام في هذا المكان المقبض.. كانت صورتها تمتعه بشكل خاصة ولا يرى غير صورة أمه التي كانت ترتجف في ملابسها الخفيفة في الشتاء الجليدي وندف الثلج تهبط مخترقة السقف المهترئ لتلك الغرفة التي كانت تبتلع كل أجرها.. غرفة كانت تختلف كلياً عما كان يعرفه مسبقاً.. كانت تعمل على تدفئته بجسدها فوق غطاءه وعندما استيقظ يوماً وجدها ترتجف في ملابسها فعل مثلما كانت تفعل له وهو بعمر التاسعة صغير الجسد نام فوق جسدها المترجف وجعل الغطاء الصغير فوقهما معاً.. كانت أصواتها تنازع البرودة وتنازع الحياة.. قلبها كان ينتفض تحت عظام صدره النحيف.. صوت حشرجتها مازال في أسماعه للآن.. علم ما تعانيه طوال أعوام ثلاث كانت تدفئه وهي لا تجد ما يدفئها.. ليته علم قبل هذا.. فتلك الليلة كانت آخر مرة يرى وجهها.. كان يدفئ جثتها ولم يكن يعلم عندما أشرق الصبح لم تحرك ساكناً علم أنها كانت تخرج آخر أنفاسها.. ماتت تحت جسده الصغير ليته كان أكبر.. ليته كان أطول من هذا كان دفئها كلها.. ليته.. ليته كان ذاك الصبي القادر على سلب روح قاتلها الحقيقي ذاك البعيد هناك الذي لم تصدق أنه تركهم عمداً لانه يكرههم.. الآن سيرى ابنة قاتل أمه وسيجعلها تعاني كما عانى هو.. عندما فقد أمانه هناك في دار الرعاية علم أن اليتم الحقيقي هو يتم الأم.. ذهبت كلاوديا وتركته وحداً.. سيسعد الآن وهو يرى تلك الكتلة من الكبرياء تنهار أمامه.. سيمتص دمائها قطرة.. قطرة.. لمجرد أن تسمع الخبر الذي يحمله إليها .
كانت تلتف داخل أغطيتها جالسة تسند للجدار الخلفي رغم برودته تحكم السيطرة على غطائها حتى لم يعد يظهر منها سوى عينين واسعتين تنظران بإرهاق لم تعد تعاند الحياة مستسلمة لما سيحدث.. كم آلمه هذا للوهلة الأولى ولكن رغبته في إخراج الألم الدفين كانت هي الباعث ليكمل طريقه الناعي لجثمان أمه ..

عقد ذراعيه أمام صدره بقوة متلذذاً لما سيراه منها شعرت داخلها أنه ليس بنادم عما يفعله فاستسلامها صار يسعده لذا أصبح قليل الكلام فقط نظرات منتصرة هي ما تصلها من رسائل بصرية صامتة.. ظنت أنه سيفعل مثل كل يوم ويغادر بعدها وخاصة صار يدلف لغرفتها ويخرج وكأن له الحق في هذا فلم تعترض لا بأول مرة ولا بالأخيرة.. فهل إعتراضها كان سيشكل فارقاً لا تظن هذا؟!! كان سمتعه أكثر مجرد إمتعاضها.. هتف بصوت خامل لا يحمل شيء في طيات نبرته غير الملل :"والدك راشد دحية ".. تلون عيناها باتقاد غريب كمن دبت فيه الحياة بعد إنتهاءها.. عقد حاجبيه بقوة كانت نفسهاالنظرة التي تتألق في عيني أمه كلما ذكرت له والده.. نظرة حنين وتوق.. نظرة أمان هذا هو تفسيره الوحيد.. لكنه أتى ليجهز عليها بشكل كامل ليعلن لها بذات النبرة بطيئة الوتيرة :" للآسف يبدو أن والدك لن ننتظر عمي حتى يفيق ويعلمك مكان أخيك.. لقد تصدر خبر وفاته أثناء التحقيق معه بسببك.. يبدو أن قلبه لم يتحمل التحقيق معه فتوقف عن العمل " تغيرت مشاعره معها تدريجياً.. ابتهج عندما راقب جمودها وعيناها التي كانت متقدة بالحياة تتلون بضوء باهت إنتزع منه اللون فيجعله هو يختنق ولا يعرف لماذا؟!!.. أليس هذا ما كان ينتظره منها.. ألم يكن يريد رؤيتها تموت قهراً مثلما ماتت كلاوديا.. اقترب منها أكثر رغماً عنه يضع عينيه داخل عينيها يلتقط كل شيء داخل نفسه المحطمة.. التحطيم هو ما يريده وقد حصل عليه.. لم تكن تدرك أنه يريد كسرها لو كانت تعلم ما جعلته ينال هذا.. عيناها لم تصدق من سمعته أذنيها ولكن بالتحديق إليه أدركت صدق كلماته عندما هتف وهو يشير لهاتفه معلناً لها بصوت أسود غليظ كصوته الفحيحي الغليظ :" أباكِ مات سيدة فرسان.. أهبطي من شموخك.. ما عاد لك من حام سوى الطاعة داخل هذا القصر وإلا ستجدين نفسك خلف قضبان السجن الحقيقي ليتم محاكمتك على جرائمك جميعا".
لم تخف من كل شيء.. كانت بحالة من القنوط الغريب تكرر داخلها النعي الغريب :" مات أبا فرسان ".
أخرجت تمتمات تنعي بها أبيها مولولة باللغة العربية :" مات راشد يا أم أبيكِ ولم ينتظر ابنه.. رشاد ضاع أبوك قبل أن يراك.. ضعنا يا أخي بدونه.. ضعنا ".

إرتجافة تلو الأخرى.. أعقبها غيرها في غرفتها الصغيرة تلك في الطابق الأسفل تحت هذا القصر المنيف بفخامته وغرفه التي تزيد عنمائة غرفة.. لم يعنيها منها شيئاً.. من هي بدونه !!.. لا شيء هي بدون سندها مجرد غثاءأحوى !!.. زبد كالذي تلقيه الأمواج عل الرمال فلا يظل منه شيئاً..
" فرسان ما بك ".تراقص صوته بالتعثر كمشلول لا يستطيع التحدث.. أهذا صوته الذي جلب لها الخبر منذ دقائق بجمود.. لكنه لم يطرق لعقلها باب حتى تدرك التغير .. كانت تسقط في عالم الذهول .. إرتجافتها وحجوظ عينيها جعلاه يدرك هذا .. لم يجد غير حملها بين يديه .. لم يكن جسدها سوى قطعة من الجليد المتدفق برودة .. لم يكن يتخيل أن جسدها يعادل جثة .. حملها ليغادر هذا القبر الرطب وصعد للطابق الأول ليستخدم المصعد من هناك حيث الأعلى .. لم يكن ينتظر ظهور المرأة الأخرى التي صارت تتجنبه بشكل يائس .. أصبحت لا تغادر غرفتها أبداً .. لولا هذه اللحظة التقط ملامحها المصدومة لمنظر هذه المرأة التي يحملها بين يديه .. صرخت به وهي تقبض على ذراعيه تهزه بغضب :" لقد أعتقدتك صرفتها عن العمل !!.. أين كانت هي !!.. كيف صارت نحيفة هكذا !!.. ماذا فعلت بها يا حقير !!".

كان يطوح ذراعيه لأعلى بها حتى يدلف لغرفة مجاورة لغرفته ولكن جيوكندا كانت تتمسك به تحاول أخذها من بين ذراعيه كمن يعوقه عن أكمال فعلته ..تهتف فيه برعب :" لن أدعك تقتلها بدم بارد .. هاتها في غرفتي وإلا سأصرخ حتى أجمع كل من بالقصر البارد ليعرفوا جميعاً ماذا فعلت بها !".
هتف بها بغضب شرس :" أيتها الغبية هي في صدمة لقد علمت للتو خبر مؤسف مع البرد الذي بغرفتها الذي أثر على صحتها فلم تتحمل.. اتركيني ادخلها لغرفة جديدة تتدفئ بها بينما ساعديني أنت واستدعي أي أحد من الفريق الطبي الخاص بعمي ".
كانت تظر له بتفرس غريب لا تكاد تصدقه مما جعله يصدح بصوته مرة جديدة :" أذهبي واستدعي مهاب .. هيا ".
لحظات لم تكن من الطول بوقت يذكر كلها دقائق معدودة جعلته يكاد يجن قلقاً .. وضعها بالفراش وجلب أغطية ناعمة صار يدثرها وقام بتعديل وضع المكيف على الوضع الحار وصار يشغله من أجل فقط تدفئتها .. لكن انتفاضة جسدها مازالت كما هي .. تنتفض وتتمتم بكلمات مطموسة المعالم .. كان يذرع الغرفة ذهاباً وإياباً عشرات المرات وشعره علاه التشعث مما دلل على أنه كان يدمغه بأصابعه الطويلة جذباً أو تمسيداً..
دلفت جيوكندا مندفعة للغرفة فلا تستطيع التقاط أنفاسها في هذا الجو الحار هتفت فيه:" هذا خطأ.. الجو أصلاً صيفياً فلما رفعت درجة الحرارة لحد الإختناق ".. كانت تنقل نظراتها بين هذه المتوسدة بفراش أقل ما يقال عنه انه حار وإليه هو نفسه فتجد قطرات العرق الزيتية اللامعة تختال فوق جبينه فيدفعها بظاهر كفه بعيداً ..
أجابها وهو يشيرللطبيب الذي دلف خلفها مباشرة ليفحص المريضة :" كانت باردة كجثة .. قلبها كان ينتفض بشكل غير طبيعي كمن يجاهد حتى يختار الرحيل عن الدنيا ".
اقتربت منه لتحدق في ملامحه .. كم بدا لها إنسانياً أكثر من أي وقت مضى .. لا تصدق أنه يتألم من أجل أي فرد .. وقفت بجواره تنظر للطبيب الذي كان يجاهد ليرفع عن المريضة الأغطية.. مما جعلها تننظر للرجل الشاب القلق وملامحه المتغضنة بما يشبة الوجع :" اخرج حتى يفحصها الطبيب ".
حرك رأسه رفضاً متحركاً للنافذة ينظر للخارج من خلال الزجاج المغلق فيرى أشباح الأشجار تتراقص أمام عينيه الضبابيتان النظرة .. كان ييلتقط صورتها وهي تغمغم بحسرتها على أبيها وضياعهم من بعده .. عاد يمسد شعره بغضب موجع .. نظراته وهيئته جعلت جيوكندا توقن ان كل استنتاجاتها كانت صحيحة فهذه المرأة هي عشقه الوحيد .. هي من جعلت نظرته للمرأة بهذه الحقارة ترى ماذا فعلت به في الماضي .. اندفع الدم الحارق لخلاياها داخل أوردتها بشكل مؤلم جلب الدمع لعينيها .. منذ حضرت هنا وهو يعاملها بتجاهل مقيت تارة وتارة أخرى يستغل كل لحظة ليسومها عذاب كلماته أنها طامعة تنتظر ان تنال هذه الثروة الطائلة .. كم ودت ان تغادر لحياتها ..
هتف الطبيب بإيطالية واضحة :" هلا ساعدتني لكشف صدرها أنها ترتدي مشد ". فهمتها بسرعة وأجابت بصوتها الحريري :" نعم .. سأفعل ".
مما جعل فيتوريو ينتفض في مكانه بلحظة اكتشف انها كانت تتلاعب به هناك في اسبانيا كانت تفهم كل كلماته التي أطلقها عليها وكل جملة تحدث بها كانت تعلم بها .. كز على أسنانه بغضب أعمى ..
انتهى الطبيب من توقيع الكشف الظاهري عليها ليعلن أنها في حالة صدمة وأن بقاءها في الجو الحار هو أفضل لها حتى تعود الحرارة لجسدها .. وأمر ببعض الفيتامينات ولكن وجب علهم التأكد أنها ليست حاملاً حتى يستطيع منحها مضادات للإكتئاب التي قد تحتاجه من هي بمثل حالتها ..
.. أعادت جيوكندا الأغطية عليها بسرعة حتى لا يلمح أحد ما لمحته من بروز بطنها التي كانت تخفيه عن الجميع بهذا المشد الداخلي النصفي .. هتفت داخلها .. يا الله إنها حامل .. وارتفع السؤال بجناحي الخوف فوق رأسها .. من الأب ؟!!..
تحرك هو تجاه الفراش محدقاً فيها حيث هي على وضعها لتهتف فيه جيوكندا:" غادر الغرفة فيتوريو وسوف أراعيها أنا حتى تفيق .. لو تعلم ماذا حدث لها أطلعني حتى أكون مستعدة للوضع !!".
غمغم مسدداً نظرات الآسفة لملامح فرسان الشاحبة بدرجة أقل مما دلف بها ولكنها على وضعها .. لم يستطيع الطبيب منحها شيئاً زائداً فقط تيقن أن أجهزتها سليمة وأنها فقط تحتاج للراحة ويدعوها هكذا حتى تفيق وحدها وخاصة عندما علم فجيعتها في وفاة والدها عندما غادر معه للخارج :" مات أبوها ".
ضغطت جيوكندا على شفتها السفلى لتسكن ارتجافها اللحظي لمجرد تذكرها والدها الراحل هذا الذي تشعر تجاهه بكل العاطفة وليس هذا الرجل العجوز أو كما تسميه بينها وبين نفسها أو عندما تنطلق غاضبة أمام جوان من القصر وساكنية المومياء .. لمعة عينيها احناقه عليها فكلما ذكر أبيها الذي رباها مارتن روجيه .. هي ذاتها نظرة الاعزاز التي شاهدها في عيني أخته .. أخته .. أختي.. عاد يكررها هذه الأخوة التي لم يكن يعترف بها يوماً.. جعلته ينقبض بملامح غامضة ثم يخرج من فوره كمن لدغته أفعى .. هرول للخارج يصطدم بمهاب الذي أحترقت عيناه سخرية لاذعة هاتفاً:" لا تخشى عليها .. ربما كل هذا من خوفها داخل غرف القبو الباردة قد تكون فزعت أن يدلف عليها رجل فيعاملهامعاملة الحقيرات ".
أنتفض بحدة عندما أعلن له كل الإزدراء :" لا أخاف عليها الموت.. فلتذهب للجحيم ولكن ليس الآن .. ليس قبل أن انتهي منها كما كنت أريد ".
برقت عينا مهاب بهدير خبيث :" إن راشد أضاعنا معاً .. كان من الخبث بحيث يرسل لي محطماً صورة أبي .. علمت ممن يكتسب كل ماله ومن وقتها أصبحت أيضاً هنا حيثأكون ترس في تجارة عمك للسلاح .. تلك التجارة التي لا أعلم لما جنبك أنت التجارة فيها ".
رفع سبابته بضيق ينظر بشراسة :" كان اختيارك مهاب .. فيما رفضت أنا .. لا أتاجر بالموت يارفيقي واخترت المناطق النظيفة .. أما أنت فاخترت حسب قناعتك ".
هدر مهاب بخفوت شديد :" ولم تفكر لما لم يمارس ضغوطه عليك كما فعل معي .. ليس هناك من مناطق نظيفة مع المافيا ولا من قناعات نحن فقط أدوار بلا أي أختيار .. لنشكر والدينا الذين ألقوا بنا داخل هذه اللعنة وكأننا لا نهمهم ".
عقد فيتوريو حاجبيه حتى كادا يتداخلان .. لا تعجبه نبرة مهاب الدهان ولا فتحه لهذا الموضوع الآن .. مما جعل مهاب يطلق ضحكة ساخرة جديدة :" ألا يعجبك هذا الحديث الصريح .. أتستطيع الصراخ بأنك ابن راشد دحية الأثير .. أذهب هناك واعترف لها وخذها في أحضانك كما كنت ترغب منذ قليل .. ربما تمنحك قطعة من قلب أبيك .. هيا ". صمت برهة ليطلق صوته كعواء ذئب عجوز فيضغط على جرح أليم داخل منطقة مظلمة بروح الشاب الجامد النظرات :" رشاد ".
كان اسمه العربي وحده كفيل بأن يجعل الدماء تغلي في عروقه فلم يدرك أصابعه وهي تمتد لياقة سترة الرفيق الذي صار يعض على جراحه الثخينة ثم تحرك به للأمام يدفع ظهره القوي داخل الجدار الرخامي وهو يهدر بكل حقد تجسد في هذه اللحظة بعينيه الداكنة ببندقيتها المعهودة فصارت كقطعتين من فحم أسود :" سبق وحذرتك من مغبة استخدامك هذا الاسم .. أنا فيتوريو فقط ".
رمقة منتصرة علت داخل عيني مهاب مدركاً أنه أوصله لحافة الغليان فهكذا يتأكد أن مخططهما مستمر .. ترك فيتوريو تلك القطعة من نسيج لسترة فاخرة وهو يمنحها تمسيده ثم دفع بكلتا كفيه على الجدار حول رأس مهاب :" سبق وقلت لك مراراً .. لا تجذبني بهذه الطريقة لتلك المنطقة .. ولا تتذاكى علي مهاب ".
قمع مهاب سخريته وابتلعها من فوره فهو لا يستطيع مجابهة فيتوريو فهو أغلى عند الرئيس من الجميع وهو هنا لمساندته كمساعد له وليس كند .. همس بهدوء بارد :" هل يعني هذا أن أستمر في ما خططت أنت له؟!! .. رغم علمك بأن أبوك قد مات ".
رمقه الرجل الجامد بنظرة محدقة ولم يجد غير الموافقة بهدوء بارد :" إن كان راشد قد مات .. هناك أخوة لها .. لم يكن انتقامي من راشد فقط بل منها هي أيضاً .. هي السبب في كل شيء لولا وجودها ما كان حدث لنا ما حدث ".
ابتسم مهاب وهو يربت على كتف فيتوريو :" أدرك حزنك فيتو .. راجع نفسك فقد مات الرجل وهو أبوك .. أحزن عليه قليلاً ".
لم ترف جفن لفيتو الذي هدر بخفوت مشروخ من الحشرجة ليخرج الذكريات الميتة داخل أعماق قلبه :" لا أذكر هذا الأب فهل تنتظر أن أكون منافقاً لأحزن على شخص لا أعرفه .. فليذهب للجحيم .. عندما سآراه بالجحيم سأكون مرتاح الضمير أن عدالة السماء أقتصت منه ".
سحب كفيه من حول رأس رفيقه هاتفاً بحقد متجدد:" عليك بها دعنا ننتهي من هذه القصة حتى نراعِ أعمالنا .. كلما طال مكوثها هنا سيكون الوضع أسخف .. لوثها بالعار حتى نرسلها لأخويها .. أليس هذا ما ننتظره يعلمان من هي على حقيقتها وأي حقيرة هي .. لكن برضاها مهاب .. الرضى هو شرط لذلك.. مارس سحرك ولكن برضاها ".ابتسم مهاب أمام سبابة صديقه المرتفعة محذرة فلم يكن أمامه غير همسته الملبية :" لا تخاف سأجعلك تسمع موافقتها بنفسك وتتمتع بكل تأوهاتها المستجيبة ".
لم تتغير ملامح فيتو وغادر وهو يقبض على أصابعه .. يفكر في هذه اللحظة بحقارة إتفاقه ولأول مرة يشعر بالعار يجوب داخل نفسه .. كأنه أتفق مع الشيطان على امرأة تخصه .. صرخ داخله بهمس موجع تباً فرسان .. أنتِ لعنة حقيقية .. اللعنة عليك وعلي وعلى أبينا حيث هو ..
***********************




التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 02-01-19 الساعة 06:18 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-19, 08:44 PM   #67

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي


" ماذا تفعلين؟!!.. وأين أنتِ ذاهبة جسور !!".
استدارت لصوت أختها الكبرى التي دلفت للبهو بغتة لتجدها ترتدي ملابسها لتغادر من جديد ..
هزت كتفيها بلا مبالة :" أنا خارجة أسوار ". كانت تحرك زجاجة اللبن التي تخص الغالي في الهواء حتى تبرد قليلاً وتمزج اللبن جيداً فيها وتستمر في السؤال :" لأين وقد حضرت لتوك .. لا تنسي أننا يجب أن نظل على إدعاء القلق على عمنا الذي لم نتأكد أمام الجميع من وضعه .. حتى لو علمنا أنه بخير حال من السيد هشام علوان الذي اتصل على أبينا ليبلغه بأنها لعبة تلعبها أجهزة الدولة لتظهر فرسان .. لولا هذا الرجل كنا متنا جميعاً.. رجاء لا تتهوري جسور .. فلا مرقص ولا نوادي رجاء ".
ربتت على كتف أختها هامسة بصوت جامد :" ربما لو علمتِ أين أنا ذاهبة ستشجعيني .. سوف أطلق السهم على الخائن من مكاني وداخل معقله دون أن يرف لي جفن ".
لم تتح لها فرصة تناقشها فلم تجد غير الصراخ عليها بصوت مرتفع قلق :" جسور .. تعالي هنا عودي .. من تقصدين ؟!!".
جذب صوتها أبيها الذي كان بالقرب فقد كان داخل غرفة مكتب أخيه في لقاء مع صديقهم العائلي الذي جاء ليعرب عن أسفه لما حدث بين هادر وزوجته .. حضر كوسيط خير .. وقف صفوان معتذراً بحنق واضح :" هذه البنت سوف تقتلني حيرة .. سوف أرى ما هناك هشام .. لحظة وأعود لك ".
رفع الرجل المهيب أصابعه وابتسم بطريقة طبيعية بينما داخله يتمنى أن يغادر حتى يتصل على رجاله بالخارج .. فعل بمجرد أن خرج صفوان وأغلق عليه باب الغرفة .. رفع هاتفه ليتصل على أحد رجاله :" خرجت لتوها تلك الصهباء أريد أن أعلم خط سيرها كله .. لو أفلتها لا تجعلني أرى وجهك أريد خط سيرها كله ".
عاد بهذه اللحظة صفوان معلناً عن وجوده :" من هي هذه التي تريد خط سيرها.. هشام علوان هل قررت أخيراً توديع العزوبية ".
انتفض مكانه وهو يرمق صفوان الذي كان يتقدم ليجاس مكانه ..يريد أن يفهم منه هل سمع جميع الحديث؟!!.. ثم تدارك نفسه ليعلن :" لا أحد أصدقائي يشك بزوجته وقد كلفني أن أجعل أحد يتتبعها .. مازال الجميع يعتقد أني بالجهاز .. أنت تعلم لا أحب أن أخذل أحداً".
جلس صفوان وهو يقدم فنجان القهوة الذي لم يمسه الرجل :" نعم أنا نفسي لم أكن أعلم أنك تركت الجهاز سوى من عدة أسابيع .. لنا نلجأ للرجال وقت الحاجة .. لولاك كنا متنا حزناً على راشد .. طمئنتك لنا بذات اليوم جعلت جميلك في أعناقنا جميعاً".
وجد فرصته سانحة ليفتح الموضوع الذي طالما تجنبه حتى لا يثير الريبة فيه .. فأهم شيء هو ومركزه :" لعبة قديمة كم مارسناها بالماضي .. سارعت لأستعلم من داخل المطبخ ذاته .. تلامذتي هناك وكأنني بالداخل .. فعلمت أنهم مازالوا يلعبون بذات الطرق بلا تطور يذكر .. كل هذا لأنهم يريدون فرسان .. أهذه الزهرة تهرب أسلحة ومخدرات .. هؤلاء معاقين ليصدقوا هذا ولا يبحثون عن الفاعل الأصلي".
اضجع صفوان للخلف ليسند رأسه على ظهر الكنبة الوثيرة حيث يجلس :" لا أعلم كيف يفكرون !!.. فعلاً فليبحثوا عن المجرم الذي أجاد استغلال وجود طفلتنا كعميل لذات الشركة ".
بهذه اللحظة التى لمعت فيها عينا صفوان بالعبرة المختنقة :" ربما لو أعلم مكانها استطيع مساعدتها.. كل كلمة منها سيكون لها وزنها وقد تؤدي لدليل لجعلها بريئة ".
طوح صفوان كفيه وحرص على تنفيذ كلمات راشد الأخيرة .. الحذر من الجميع .. لا أحد من خارج الأسرة يعلم شيئاً .. غمغم بيأس مطبق :" ليتني أعلم كنت طلبت منك مساعدتها في الحال .. لكن ما باليد حيلة .. لقد طلبت من أصدقائي السفراء بالخارجية أن يعلموني لو وجدوا لها أثر ".
قلب الرجل المهيب شفتيه بامتعاض ثم رفع فنجان قهوته المرة كما يحبها وتجرعها كاملة كانت سمجة وباردة كالحوار العقيم الذي جعله يمل كل يوم يجلس ويسمع لقصص العجائز من هذا الرجل .. لقد مل ويجب أن يرى حلاً آخراً .. هذه العائلة مقيتة حقاً منغلقون كالمحار يحتاجون السكين لفتحه .. القوة فقط ألم يحاولوا مع راشد بكل قوة ماذا فعل ؟!!.. لم يجيبهم على ما يريدون .. وقف متحججاً :" تذكرت صفوان موضوع هاماً كنت قد نسيته ".
وقف صفوان ليودعه حتى الباب الخارجي ليجد رجال أمنه مدججين بأسلحتهم يتحركون بالحديقة كأنهم في منزلهم أو باستعراض قوة .. ساءه هذا وبمجرد ان غادروا المكان ارتفع صوته على أمن القصر فحضر رجلين منهما فهتف فيهم :" لو تكرر هذا المشهد مرة أخرى سوف أصرفكم وأحضر غيركم ".
لم يفهم الرجلين ما يدور لدرجة الدهشة التي علت وجهيهما .. دهشة أخرى رافقت صوتيهما معاً:" ماذا فعلنا يا صفوان بك؟!! .. نحن لم نفعل غير ما أمرنا به".
لم تزل تكشيرة صفوان بل زادت حدتها :" رجال الأمن لأي ضيف ينتظرون بالخارج وليس داخل حديقتنا .. الضيف فقط هو من يدخل ويجب أخذ سلاحه لو كان يملك .. أنتم تحمون عائلة أغلبها نساء يا قطيع من البقر ".
تضايق الرجلان من هذا الكلام والسباب .. تحسراً على وقت كان يتحلى به المكان بالهدوء وحتى السيد صفوان كان ألطف من هذا الوقت .. عاد للداخل ..محكماً غلق الباب .. بالرتاج الداخلي الثقيل ..
هاتفاً للهواء :" كيف حالك راشد .. ليتهم يوافقون على زيارتك !!.. ليتهم حتى يريحونا ويعلنون على القنوات حالتك فعلاً".
داخله شعور قوي أنه سيراه قريباً .. لم يكتف بخبر هشام علوان ولكنه تواصل بالسيد مروان الذي عرفه عن طريق سنمار ليجلب له تأكيد للخبر فأكد له أن السيد راشد بخير حال .. وكذلك جسور عن طريق مصادرها علمت بأن عمها بخير ربما لم تستطيع مقابلته ولكنها أكدت خبر وجوده حي يرزق .. منذ غادر هادر وفشل هو في التواصل معه وتسلمت هي عملها صارت صامتة تغيب عن المنزل كثيراً .. أحوالها عادت مرة ثانية لفترة الجنوح مثل الفترة التي تلت طلاقها الأول من هادر .. هل فعلاً أنت خائن هادر ؟!!.. ليتك تجيب على هاتفي ..
رفع هاتفه إلى مستوى نظره محاولاً التواصل مع هذه المجنونة وهذا الرجل .. ولكن لا أحد منهما أجابه .. عاد يغلق الهاتف .. ينظر لزوجته التي كانت تقف أمامه فلم يدرك وجودها لحظات شروده :" ما بك صفوان ؟!!.. سيعود راشد وسيكون كل شيء كامل ".
لاحظ أنها ارتدت طرحتها متهيأة للخروج :" لأين منار ستتركيني في هذا الليل ؟!!".
ابتسمت وهي تربت على وجهه :" هل أغضب منك الآن صفوان ؟!!.. ما بك يا زوجي العزيز ألم أعلمك أني سوف أذهب لمنزلي القديم حت أطمئن على أخي ثم أنتظر الطبيب الذي يعوده مرة كل شهرين كما هو دائماً".
هتف وهو يحرك رأسه :" أنتظري سوف أحضر معك .. سوف أجلب مفاتيح السيارة ".
هتفت فيه :" لو حضرت سوف أقود أنا .. ستصعد أيضاً معي ".
رفض نصف أوامرها :" لا سوف أذهب لرؤية دينار لنا يومان كاملين لم نراها يا امرأة ".
حركت كفها فوق صدره بحنو شديد لتفهمه :" المرأة تخجل من أهلها فتعامل زوجها بجفاء في وجودهم .. وأخيراً عاد طاهر كان يجب تركها لحياتها .. ثم ألم تكن تتصل عليها يومياً عشر مرات ".
ابتسم وهو يأخذ كفها يقربه من شفتيه لاثماً إياه :" أشم رائحة الغيرة عزيزتي ".
أجابته ووجهها يتورد فيجعلها تبدو في قمة شبابها :" أليس هذا حقاً لي .. نعم أغار عليك .. أريدك لا تغيب ثانية عن ناظري " نظر إليها محدقاً بتقديس شديد ما أشد تسامح هذه المرأة هي نعمة من قدره في هذه الحياة ..
هتف فيها :" سوف أقود أنا هذه الكلمات والنظرات اعادتني أصغر بعشرين عاماً .. أنتظري هنا ". طوحت ذراعيها جانبها باستسلام بينما هو كان يتحرك بلهفة لغرفتهما .. سيجلب المفتاح ويعلم أسوار عن مغادرتهما .. بالفعل طرق بابها بخفة ليسمع صوتها تتحدث بصوت مرتفع ضاحك :" أنت لا تراه هذا الخبيث صار يضحك ويحرك رأسه يبحث عني بكل مكان .. لو رأيته لن تفارقه صدقني ".
لم يجد بد من فتح الباب ليطل برأسه للداخل .. صدمها وجوده بغرفتها ارتبكت وتورد وجهها لتقطع حديثها معلن ة لمحدثها :" أبي يلقي عليك السلام ".حضرها صوته الرجولي ضاحكاً :" كنت أتمنى رؤيتك بهذه اللحظة .. أراهن أن بشرتك صارت بلون الرمان ".
صمتت وهي تنصت لكلمته الأخيرة:" سلمي لي عليه ". بينما أبيها يشير لها ليأخذ الهاتف منها فمدته من فورها فيرفعه على أذنه :" كيف حالك أبا الغوالي ".
خجل أعترى سنمار وحك بأصابعه مؤخرة عنقه هاتفاً :" ما قصة أبا الغوالي هذه عمي .. هو غالي واحد ".
ضج صوت صفوان براحة :" لست من اسماك هذا اللقب .. أنهم أهل البلدة من خلصتهم من الفتنة بعد ان جمعت السلاح من البلدة وكبلت هذه الجماعة بالحبال وسلمتهم للشرطة ".
ضاق قلب سنمار بغضب :" وماذا فعلت الشرطة أطلقوهم مرة أخرى ولكن أهل البلدة كلهم تم تسليحهم بأسلحة مرخصة لو ارتفعت عليهم يد سيقطعونها .. لن نسمح بفتنة تفرقنا .. ولا لسلاح جديد يأكل شبابنا ".
أجابه صفوان ؟:" نثق بك أبا الغوالي .. أريد منك خدمة ؟!!".
اندفعت راحة سنمار تربت على رقبته مرات وهو يهدر بصدق :" رقبتي عمي ".
ضحك صفوان وهو ينظر لابنته الغارقة في بحر من الحياء :" أظنها خدمة سترضيك جداً .. سوف أخرج أنا ومنار وسنتأخر .. أريد منك أن تتواصل مع أسوار كل برهة على الهاتف حتى لا يصيبها مكروه ".
وجد إجابة لم يكن يتوقعها ذات يوم من سنمار .. فسبحان من يغير القلوب ولا يتغير :"لا تقلق عمي أسوار القمر في عيني حتى تعود أنت وليتك تتأخر .. فأنا هنا في المدينة فالغد سوف أجلب باسم من المطار قد وصل مع زوجته وأنا مقيم هنا الليلة ".
ضحك صفوان قائلاً بتعقيب :" لو لم تتهورا كنت سأكون أكثر من مرتاح لكونها معك وفي حمايتك ". دهش سنمار من الرد المباشر ليهتف :" أنا مستعد الليلة ان نعود ولكنها رافضة كلياً .. يبدو أنها تريد أن نعود بعقد جديد ومهر وكل شيء .. أنا مستعد لهذا كله ".
التمعت عينا أسوار بغضب حانق وتحركت تواري نفسها في طفلها النائم بفراشه يحرك أطرافه بقوة .. ويضج بالضحك عندما تدغدغه .. شيء من الوجع لمس قلب أبيها ليعلن له :" أترك لها الخيار حتى تكون عودة بلا أي فراق .. لو قدر الله ".
أدرك سنمار أن تراجع عمه بهذه الطريقة لا يعنى سوى أنها غاضبة فلم يجد غير كلمات مكررة :" قدرنا بين يدي الله عمي وأنا منتظر حتى الممات ".
أجابه عمه :" ها هي أم ابنك معك وسوف أغادر أنا .. وداعاً".
غمغم بطريقته المحبطة :" إلى اللقاء عمي ".
منحها الهاتف وغادر حيث زوجته بينما ارتبكت أسوار وهي تأخذ الهاتف كانت تتمنى ان يغلق معه الخط فتتجنب مواجهة أجادت لتحويلها هرباً من كثير من الأشياء لا تريد أن تشعر أنها مفروضة عليه تريد أن تجبر خاطرها المكلوم منه فدوماً تعود كلماته النابية وقت الليل تشرخ قلبها .. تغير نعم .. تتوق إليه بالفعل ولكنها مازالت جريحة .. رفعت الهاتف متحدثة بسؤال مباغت :" متى سنذهب لرؤية الفنادق العائمة ؟!!.. أنت تعلم أننا لم نوفق في ترتيب المواعيد بعد تلك الشائعة التي قتلتنا !!".
خبا بريق القوة من صوته ليستمر على منوال الحديث معها :" مارأيك في الغد !!.. سوف أجلب باسم وزوجته من المطار سنمر عليك أينما تكونين .. فرصة يريان الغالي ويكون بيننا محرم ".
أجابته باقتضاب مختنق اللهجة :" لا أحتاج لمحرم أثق بك ".
تنهد بقوة وصلتها كحريق يجتث رأتيه ثم أتبعها بهتاف جاد :" عودي لي أسوار عودي.. لأبا الغوالي .. أنا بدونك عدت لذاك الطفل الفاقد لكل شيء ".
حركت رأسها بضيق مختنقة بحدة .. متعثرة في أحرفها :" لو عدت الآن ستفقدني وأفقدك .. دعني أبحث عن نفسي .. مازلت تائهة صدقني .. كلما ضاع أحد ممن كنت أتوكأ عليهم أجدني خائفة من اللجوء لأحد أو الإستناد على أحد .. فرسان وعمي .. أنا خائفة جداً .. أريد العودة لحالة الرضا القديمة كانت أقل إيلاماً من الآن .. أتفهمني سنمار "...
حصلت على صمت مطبق من الجانب الأخر ثم وصلتها صوت أنفاسه العميقة تبعها صوته بحشرجته القاتلة لها :" أنت من تخافي ؟!!.. لا أصدق .. لم أجد امرأة بقوتك أسوار .. الحقيقة أنا الخائف منك ".
لم تدرك الصدمة داخل صوتها وهي تضج بكلمة صائحة :" لا تكذب ". ثم أتبعتها بضجيج وصخب ضاحك وكأنها لم تسمع أفضل من هذه النكتة :" أنت تخاف .. لا أصدق هذا وممن مني أنا .. لا تجعلني أذكرك بكل دقيقة .. كل صفعة .. كل دمعة فرت من عيني ".
صدح صوته فقد وصل حيث هدفه الذي لم يكن يسعى إليه بهذه اللحظة ولكنه كان هدف بعيد المدى عندما يعودان كما كان ينتظر :" بل كل تسبيحة .. كل تحسبك لله .. كل ركعة .. هل تظنين أن الله تركك وحدك .. أيتها البلهاء الشيخ بالمسجد كان دائماً يتحدث عن الحق .. أكد على ان الله يرد الحق لصاحبه حتى لو على يد الباطل .. أنت كنت السبب في عودة الحق لأبي وأمي وأمك حتى أبيك .. ألا ترين أنك بضعفك كما تدعين عادت الحقوق حتى عمتنا وضاء عاد لها ابنها أقسم أن الله أعاد كل شيء من أجل نصرتك أنتِ.. هذا الضعف أراه أنا قوة شديدة .. كنت أفر منك .. كنت أخاف لمسك .. كنت أهابك وأهاب دعائك .. أهاب قلبك وطيبته .. عقلك وحكمته .. لينك ورقتك .. لقد جعلتني أعود إنسان أليست هذه هبة ومنحة .. لا تقتليني أكثر بالبعاد أسوار ".
تجمدت أمام كل هذا الحديث .. تشعر بالصدمة أكثر والفخر من أنه يفهمها بتلك الصورة .. لكنها لا تستطيع مجارته بينهما الكثير لجلائه .. همست بصوت ممتقع بالتوتر :" لا تضغط علي سنمار رجاء .. دعنا نصبر حتى نتأكد من وضعنا ".
رفع حاجبيه لأعلى وحرك رأسه قليلاً بنفي قاطع ولكنه لم يجبها بعكس ما أرادت :" سأنتظرك حتى فناء عمري .. لكِ كل الوقت والآن هل الغد مناسب للقائنا أنا وباسم ".
أجابته بسعادة طفرت فوق كلماتها فلاحت له في نعومة صوتها :" مؤكد متى ستصل الطائرة قد أذهب معك ".
تحمس بشدة عندما اقترحت هذا :" سوف يصل بالسادسة مساء .. أين ستكونين بالخامسة مساء ،وسوف أحضر لك".
أجابته بهدوء :" سوف أكون بالفرقة آخر تدريب في الغد .. سنبدأ بالثانية بعد الظهر وسوف أحاول ان أنتهى مبكراً .. سنكون على تواصل .. سوف أرسل لك عدة صور ألتقطها اليوم للغالي بالغرفة التي أعدها له الراع الرسمي ".
وكأنها ضغطت على زر الانفجار هتف بغضب مصدوم مما قيل للتو :" من هذا الذي يحضر لابني أي شيء ؟!!.. كان يجب ان لا تقبلي منه شيئاً "
وجدت نفسها تجادل بقوة وشراسة :" هل أحضرت منها شيئاً للمنزل؟!!.. لم أفعل سيذهب هو وكل ما أحضره .. أشعر أنه يريد شيئاً !!".
صدح صوته الكاز على الكلمات :" لن تذهبي لهذا المكان بعد الآن ".
هدر صوتها تجادل بعناد لم يكن من ضمن أبجدياتها من قبل :" لا سوف أذهب فهذه هي فرصتي .. ولا تعاند هكذا حتى لا أخفي عليك شيئاً".
وكأنها سكبت كوب من ماء بارد في وجهه برد فجأة ليهتف بحرقة :" أخاف عليك أسوار .. منذ حفل نادرة وهذا الرجل المتصابي كان ينظر إليك بشكل لم يعجبني .. ليس هناك من حاجة لتواري شيئاً .. سوف نتقابل غداً كما اتفقنا ".
هتاف خاص ناعم وصله :" لا أظنه يريد مني شيئاً خاصاً ولكنه سألني من يومان أن أردت مكان أخفي فيه ابنة عمي يستطيع توفيره بسهولة .. أظنه يريد فرسان .. ربما يكون مدفوع لمعرفة مكانها ".
ضرب المنضدة أمامه مما جعل الكوب عليها يتراقص بتأرجح ثم يسقط أرضاً مهشماً وصوته خفت بصوت يكاد يختنق :" كل هذا وتقولين لا يريد منك شيئاً خاصاً".
تجاهلت كلماته لتستفسر عن صوت التهشيم :" ما هذا الذي سقط ؟!!".
مما جعلها يزفر أنفاسه ويجيبها :" أنه الكوب سقط من يدي .. أنت حقاً عنيدة لم أكن أعرف هذا من الغد سأوفر لك حماية خاصة رجلين سيرافقانك وإياك ان تعترضي ".
أكدت له بصوت جامد :" لا أريد .. ان كان هو يريد معرفة مكان فرسان فانا أريد معرفة لماذا حارب موهبتي بأول الأمر فألغى حفلتي ثم عاد يريد رعاية موهبتي وخاصة أنه ليس بمتذوق للفن أصلاً.. ثم لابد من معرفة من خلفه .. أنا حادثتك لتبحث خلف هذا الرجل سيد المليجي .. وليس لنختلف فيما بيننا ".
لم يجد هناك حل أمامه سوى أن أطاعها :" سوف أفعل ولكن أهتمي بنفسك ولا تتناولين معه أحاديث .. أنتِ هناك للعزف فقط وإلا سوف أذهب وأحمله داخل سيارتي وأخفيه في الجبل فلا يعرف له أحد طريق .. هل سمعتِ ".
ابتسمت ولاحت لها عطر الغيرة تكاد تتنسمه بأنف الأنثى :" هل تغار سنمار ". هتف بصوت صادح :" نعم أغار .. أغار من ملابسك نفسها .. أغار من هذا الملتصق بك ليل نهار ".
كان صوتها يضج برنين الضحكة :" من هذا الملتصق سيد المليجي ".
هدر حانقاً :" لا تذكري اسم هذاالمتصابي .. أنه ابنك الغالي هو الملتصق ".
صوتها ضج بهستيريا ضاحكة ظلت هكذا حتى استطاعت الرد :" سوف أذهب للملتصق بدأ يفيق .. إلى اللقاء سنمار ".
نعومتها في نطق اسمه جعلت صعوبة تيبس حنجرته وهو يلقي عليها السلام أنهى مهاتفته :" اهتمي بنفسك أسوار ".
أجابته بهدوء :" سأفعل وأنت كذلك أراك سعيداً".
غمغم :" بوجودك أسوار .. لا سعادة بدونك ".
ثم أغلق الهاتف عندما سمع صوت الغالي يبكي .. تركها لترعى هذا الصغير الذي دائماً يبكي كلما تحادثا.. هل فعلاً الغالي يغار أيضاً.. ربما .. فتح هاتفه ليعلم من هذا المليجي ممن يثق فيه .. السيد مروان هو الوحيد الذي يستطيع مده بالمعلومات الصحيحة ..
كانت تتحرك لتحمل الغالي هاتفة فيه :" أنت وأبيك تفقداني صوابي .. المجنون يغار منك ولا يعلم أنك أيضاً تغار من كل الناس .. تعالي مجنوني لنبدل ثيابك هذه ".
كان ينصت إليها ويحرك كفيه كمن يريد الإمساك بها .. تشعر كل يوم أنها تتصالح مع نفسها .. ولكنها خائفة مما قد يظهر لها .. تريد ان تكون مطمئنة أكثر معه .. وتخشى عليه أيضاً تخشى ان تربكه عن قضيته بوجودها .. خاصة هذه الفترة فمن هددوا ليدمروا البلاد ويغرقونها في بحار الدم هم ذاتهم من ملكوا الأمر وبنفس الوقت يمول جميع العناصر الإرهابية بحيث لا يستحون فيطلقون السجناء والمحكومين ممن كانت لديهم قضايا تخص أمن الدولة .. كم تمنت داخلها أن يملك الأمر شخص يعرف طريق الله ويعيد سيرة الخلافة الرشيدة .. إنما خلافة هوجاء ستضر الجميع حتى ستضر الدين ذاته .. منذ متى نجح رجل الدين عندما يتولى السياسة ولا حتى السياسي المحنك يستطيع القيام بالدعوة .. الدين داخله سماحة وليس عنف فما يتم على الأرض شيء مخيف حقاً .. وهي معه تزداد رعباً على كل ذويها وخاصة سنمار وعمها ..رجال أصحاب موقف فلما لا يكونوا تحت منظارهم وربما يقتصون منهم.. شهقت خارجة من أفكارها التي جعلتها تزداد رعباً .. وضعت الصغير أمامها نظيفاً مبتهجاً وامسكت بهاتفها بغية إرسال صور الغالي إلى أبيه كي تعينه على استكمال جهاده ..
***************************




التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 02-01-19 الساعة 06:22 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-19, 08:47 PM   #68

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي




" حبيبتي لا أصدق ما تقوله جسور عن هادر .. قد يكن قد وضع في موضع وجد فيه نفسه لا يستطيع أن يدافع عن عمه .. قد يكون مستقبله كله كان على المحك ".
كانت بين كفيه تتوسد بظهرها صدره القوي تنصت لنبضات قلبه الخافق بكل سبل الحياة يبثها العقلانية :" المفاجأة طاهر هي ما شلت تفكيرنا جميعاً .. كيف لصاحب شركة أمن الجميع يحتاجه أن يكون ضابط نظامي .. كيف هذا ؟!!.. لا أفهم .. وهل هو كان بالحاجة للوظيفة وهو بعمله هذا بالغ الثراء ".
ضج بالضحك كونها مازالت لا تستطيع ربط الأشياء ببراءتها المعهودة :" هادر من الأصل ضابط يتبع إحدى الأجهزة السيادية وعمله سري .. حتى والده لا يعلم به "
لكزته بمرفقها مستفسرة :" هو غبي عندما يثق بك ولم يثق بزوجته ".
كان يضمها أكثر وينفث زفيره داخل شعرها ويحكم لف ساقه على ساقيها كما يحب :" لم يعترف لي .. أنا علمت هذا وأنا أبحث عن أصول عائلتك .. وقتها صارحته لأني كنت أريد التواصل مع أحد الأشخاص لأمرر له معلومة خاصة بشيء لاحظه أحد زملائي الضباط يوم زفافنا .. كنت أحتاج لنوعية معينة لهذا البلاغ فهو أمن وطني ".
قطبت جبينها واستدارت بين يديه قليلاً لتسقط عينيها داخل عينيه :" ماذا هناك .. ماذا رأى زميلك ؟!".
أجابها بهدوء :" نحن مازلنا نبحث خلف هذه القضية .. سأخبرك ولكن حتى والدك لا تعلمينه ".
حركت رأسها بإيجاب موافقة :" يوم زفافنا كان تغطية لحدث آخر .. كان هناك صناديق تخرج من الدوار ويتم تحميلها في قوارب صيد خلف القصر من جهة النهر .. كنت أظن أن سنمار هو صاحب هذه العملية .. شككنا في تجارة سلاح أو آثار .. لكن الأحداث التالية جعلتني أنا وهادر نوقن أن سنمار ليس له شأن بهذا الشيء ".
هتفت يشهقة مصدومة مما سمعته وموقنة من هذا الشخص صاحب كل الشرور بالعائلة :" زاهر هو ذاك التاجر.. أبو هادر صدقني هو ذاك الحقير هو من جعل سنمار يخطفني أو يراقبني سمعت جدالهما يومها كنت متألمة وعقلي مشوش .. لكني سمعتهما .. ربما هادر يحمي أباه".
ضمها أكثر ليمحو أثر هذا الحادث ..
معقباً:" لا تذكريني مازلت أريد قتله بسبب هذا الموقف ولكن وظيفتي تمنعني فعملي منح الأمان وليس إزهاق الأرواح ".
أكملت دوران جسدها كاملاً بين ذراعيه وعلى صدره طبعت قبلة دافئة .. جعلته يتأوه بخشونة ناعمة محرراً جسدها من قيوده للحظة لم تدم ففي الأخرى كان يعتدل ويسحبها بأكملها :" أحياناً أتمنى تقديم استقالتي من عملي الذي أحبه من أجل البقاء جوارك .. لا تتخيلين ماذا يفعل بي الشوق إليك .. أتخيلك على جدران الثكنة يا امرأة وأنت هنا تحدثيني عن كل الناس إلا أنت وأنا ".
همهمت بتورد صبغ وجنتيها بحمرة زادتها إشراقاً :" أنت الذي تريد مغادرتي بيوم الإجازة ".
ضغط جسدها الدافئ على جسده أكثر هامساً:" ما أجمل منظرك حيث مكاني ".
كانت تعلم أنه كالمحارة لن يخرج ما لا يريد فهمست مستجيبه بتوق تشعر به وتعيشه :" أحبك طاهر .. فعلاً أحبك بجنون ".
أثارت عبارته جميع حواسه المشتعلة وترك المجنون يتلاعب به أكثر لتزيده إشتعالاً هاتفاً بصوت قارب الصراخ :" أححبك ..أحبك ديناري البراق ".
ثم خفت صوته هامساً في أذنها :" هل قلت لك من قبل أنك تزدادين جمالاً؟!.. كلما عدت أجدك أجمل امرأة في الكون ".
قشعريرة أستبدت بها لوهلة رأت دنياها فارغة بدونه .. لا تعرف لماذا هذه المرة يستبد بها الحنين إليه وهو معها .. لا ترغب بترك مكانها هذا .. تتشبث به وكأنه الحياة .. حركت رأسها لتطرد الأفكار المحبطة التي تخشاها .. شعر بابتعادها لحظة فنظر لعينيها :" لا أصدقك تشردين .. أحقاً تشردين ؟!!..وأنا أتغزل بك ،بل أموت توقاً لكِ دينار ". جذبها صوته حتى تكون معه تنصت بتجاوب خائف هتفت بخفوت :" أخاف عليك طاهر .. أنا بدونك لا أحد صدقني ".
مسد شعرها المشعث براحتيه الخشنة فتشابكت شعيراتها بتشقاقت برزت كدبابيس شائكة مما جعلها تتألم بنعومة .. بينما هو يبتسم قائلاً:" لم يتثنى لي عمل أي علاج ليدي الحياة هناك صعبة في الثكنة .. أما الحياة كل نفس ذائقة الموت دينار .. أتضمنين حياتي لو جلست جوارك ".
هتفت فيه بجدية :" طاهر لا أطالبك بالبقاء معي .. أو ترك عملك .. لكن لوهلة خفت عليك جداً .. أشعر بأن هناك شيء سيئ سيحدث صدقني ".
ربت على جانبي وجهها محدقاً في عينيها بكل صدق وتصميم :" قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ". الإيمان المعتمل داخل حدقتيه أهداها الهدوء رغماً عنها .. مما جعلها تبتسم بهدوء مرتاب .. جعله يذيبها بحرارة قبلتها التي حطت على جبينها .. ثم مالبث أن سحبها لداخل عالم يتقن أبجدياته.. العشق للفارس العائد هو الحياة ..
*******************
"منار ليتني ما ضعفت أمام عينيك هذه .. أخوك يبدو غير مرتاح لوجودي ".
صوته الحزين جلب لها الضيق فربتت على صدره براحتها كعادتها الدائمة لتؤنسه ودائماً تنجح في هذا .. إذ ابتسم بهدوء وهو يضغط على كفها :" أعلم أنك تتعذبين بين المنزل وهنا ومشاكل عائلتي .. أشعر بتمزقك ".
رفعت نفسها على قدميها لتنظر داخل عينيه لتتيقن من صدق كلماته فتقطب جبينها بحدة :"لم أكن أظنك جاد صفوان .. الماضي قهرتني لأنك كنت صامت وبعيد .. لن أتركك تفعلها مرة أخرى .. عائلتك عائلتي .. ثم الظروف من أجبرتك لتكون معي .. السيدة التي ترعى أخي غادرت وتركت زوجها يارجل والطبيب حضر ليراه .. هل كنت ستتركني مع رجلين وحدي ؟!!".
كان يمسد رأسها براحته وهو يبتسم :" لم أكن رجلاً لو فعلتها ".
سمعت صوت الطبيب يجلي حنجرته بالرغم من أعوامه الصغيرة التي يصلح كابن لها فهو مميز في عمله .. كان صفوان يحركها من كفها ليضعها جواره وصدح صوته :" تفضل يا دكتور .. المنزل منزلك ".
كانت خطواته السريعة تتقدم ليقف بالفعل أمام الرجل الذي رغم بشاشته يحمل هيبة غريبة :" سيد صفوان ..".
قبل أن يردف كان صفوان يقاطعه :" عمي صفوان .. كما فهمت من منار أنك ابن صديقتها المقربة لذا دعنا نرفع كل هذه الألقاب ".
حرك الطبيب الشاب نظارته لأعلى ليضبطها على حاجز أنفه مستمراً في الشرح :" ما زلت أؤكد أن السبب في تأخر علاجه هو نفسي بحت .. الأحبال الصوتية سليمة جميع الاختبارات تؤكد هذا ".
صرح صفوان بما يريده :" هل سفره للعلاج بالخارج قد يجدي ؟!!".
امتعض الطبيب وعقب :" سيدي هنا رغم فقر إمكانياتنا أنما نحن أفضل وتوصلنا لذات النتائج .. نحن الأطباء الذين يغزلون برجل حمار ".
ابتسم صفوان بينما منار وضعت سبابتها على شفتيها لتكتم ابتسامة أثلجت صدرها بسبب شموخ ابن صديقتها .. استمر صفوان بصوته الهادئ مبرراً:" أعتذر منك بني ولكن كما فهمت من زوجتي أن الحالة لها أكثر من عامين هكذا .. بلا تقدم ".
عقب الطبيب بما شعر به :" أعتقد ان هناك شيء يخيف عمي وهذا ما يمنعه عن النطق .. أو ربما شعوره بالذنب ".
مس صفوان جانب وجهه متمنياً فهم ما يريد الطبيب .. مفكراً أي الأشياء تجعل هذا الرجل يخاف أو أي شعور بالذنب يكتنفه .. مد يده للطبيب يسلم عليه فيفعل واعداً بأنه سيجمع له عدد من الأطباء ليفحصوا الحالة ربما يجدي هذا..
غادر فهمت هي لترى أخاها قبل مغادرتها .. تضع عينيها داخل عينيه وتهمس :" ما بك أخي ؟!!.. ما بك ؟!!.. لماذا لا تريح قلبي؟!! .. ألن ينتهي عذابي!! .. أنا مقسمة ".
كانت راحة زوجها تحط على ظهرها المنحني بالقرب من الفراش الذي تم تبديله بفراش آخر أحدث وكذلك جميع أثاث الشقة ..صار مختلف .. رفض صفوان رفضها بأن لا يبدل شيئاً وفعل ما يريد .. وهاهي تجد مكان لائق بها كلما حضرت ..
نظرت له منار بعينين ضائعتين هاتفة بهمس مخنوق ومازالت مائلة بانحناءة :" لا أعرف .. ماذا أفعل ليشفى ".
أجابها :" سيتحدث عندما نصل لعقدة الخوف أو عندما ندرك مما يذنب وبحق من ؟!!".
توسعت عيناها من كلماته بينما أخيها أغمض عينيه صامتاً كما هو لا يحرك سوى ذراع واحدة وعينين فقط .. مما جعل صفوان يجيبها:" أليس هذا ما قاله الطبيب .. أخوك تكمن مشكلته في نفسه المرهقة ".
وقفت تبادل النظرات بين أخيها وزوجها وداخلها اقتناع بهذا فبعد الحادث تحدث أخيها بكلمات مبهمة ثم لم ينطق ثانية بمجرد أن علم بموت نادر .. هناك حيث الحادث يكمن سر أخيها ... خرجت وهي تسحب صفوان للخارج ملقية على أخيها السلام لتغادر ..
بالسيارة كان يقود بصمت موجع متفكر في الإنسان الذي كتب عليه هذا الشلل الكلي .. بينما هي توازن الأمر داخل عقلها همهمت ليسمع ما تقول :" ان الطبيب لديه كل الحق .. تذكرت شيئاً هاماً".
نظر إليها يوليها إهتمامه بكل ما يملك من تركيز لتتحدث مستندة للكماضي :" أخي تحدث بالفعل بعد الحادث وعندما علم أن ناد البيلي مات في الحادث صمت نهائياً".
هتف بصوت جاد :" الحادث من سنتين .. هذا الحادث هو ما يجب البحث خلفه ".
أجابته بحسرة :" قيد الحادث ضد مجهول .. فلم يرى أحد قائد الشاحنة التي ضربت سيارة نادر ".
صمت برهة ثم عقب :" عندي من يعرف عن الحادث .. بدأت أقتنع بحديث راشد ".
عقدت حاجبيها بقسوة .. فتجد صوته يهديها ما غاب عنها :" ألم يقل راشد كل شيء سيؤدي للآخر .. التشابك سيفك تماماً .. عندما نجتمع معاً .. فالألغاز ستداعى واحدة تلو الآخر ".
مدت أصابعها تقبض على أصابعه وتشد عليها :" راشد حكيم .. فرج الله كربته .. بدأت أخاف على الفتيات وخاصة جسور .. تتحرك بسرعةوصمت ولم تعد تجلس في المنزل وأن جلست لا تتحدث ".
أجابها بغمغمة :" لقد أذيتها بالماضيأخشى الضغط عليها فتمرض ".
علقت باستفسار :" ليست هذه أول مرة أسمع هذه المقولة .. كيف أذيتها صفوان ".
تلون وجهه بامتقاع :" عندما لم أدرك مرض أمها رحمة الله علها .. فخر سعد الدين دحية كانت مريضة بنقص السكر ولم أنتبه لها فماتت وقت الولادة .. صدقيني فرحت أنها غادرتني حتى أربي طفلتي بمفردي .. كانت هي الوحيدة المتبقية لي .. أسوار كنت أشكك فيها وهاقد جلب لها الله حقها من بين ثنايا الكون كله .. وجسور التي راعيتها مرضت بنفس مرض أمها وراثياً عندما تعرضت لأزمة طلاقها .. ودينار لم أكن أعرفها .. لقد أذيت الجميع ".
كان صوته يختنق بشدة .. يشعر بالضياع فكل شيء ينهار حوله .. ضائع بدون أخيه .. أو فرسان .. وخائف أن يستيقظ ذنبه بحق جسور ثانية وقتها سيفقدها للأبد .. جسور ليست بتسامح أسوار .. ستذيقه كأس العذاب .. كانت أصابعها تدعمه بقوة .. بينما هو يتحسر داخله على جنونه ..
**********************



التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 02-01-19 الساعة 06:23 PM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-19, 08:50 PM   #69

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي


" هادر ما هذا الذي تفعله بنفسك ". دلف لغرفة نومه التي لم يكن يتخيل يوماً أنه سيراها فهي سر مقدس لدى أي زوج .. كان الرجل الشاب يتوسد الفراش وعليه ملابسها جميعها .. فهذه الغبية كانت أكثر قساوة مما كان يتخيل تركت له كل شيء .. كانت معها حقيبة صغيرة وقتما غادرت منزله .. دفع كف الرجل الشاب بتهور ليبتعد عنه :" دعني جواد .. دعني .. لي أيام لم أنام .. أخيراً كنت استطعت الغفوة ".
هتف جواد ينادي بصوته الأبح :" طاهر تعال من فضلك ".
أطلت رأس رجولية شامخة من فتحة الباب :" ماذا هناك ؟!!.. كنت أنتظركما بالخارج ".
دفع جواد بحذائه عدة علب معدنية .. تساقطت كأقطع الدمينو عندما يجتهد أحدهم في رصها ثم يعبث بها أصبع طفل صغير .. صوتها كان مزعج مما جعل هادر يضع رأسه بين وسائده .. هتف فيه طاهر بعدما أدرك كمية الشراب الذي تناوله :" هل أنت حقاً هذا الرجل المفعم بالحيوية .. أصرت هذا المتخاذل ".
سحب جواد الوسادة من فوق رأسه الأسود هاتفاً بضيق :" هل أبلغت أي أحد بأننا وجدنا الهاتف الذي تحدثت منه فرسان ؟!!.. هيا انطق وإلا ستفقدني أنا أيضاً ".
مد هادر كفه ليأخذ الوسادة بخنوع مستسلم لما يحدث ولكن طاهر صدح بصوته :" هل خنت لتكون هكذا ؟!!.."
رخ هادر بصوت متكسر من الخزي :" نعم .. نعم .. خنت .. خنت الكل .. خنت الكل ".
شهق جواد وأمسك قبة قميص هادر الأسود بحلكة ليله الدائم منذ غادرت أميرته وطوح قبضته الأخرى وكاد يهوي بها على فك هادر العريض لولا يد طاهر التي تمكنت من كبح الضربة التي كانت ستجد متنفس لغضبه عندما تهشم وجهه .. نظر إليه جواد هاتفاً:" اتركني طاهر ".
حرك طاهر رأسه ممانعاً :" لم أترك زوجتي لأكون معكما حتى تتعاركا لطفلين مشاغبين .. أنه لا يعي ما يقول .. دعنا نعمل على إفاقته أولاً ووقتها لو كرر ذات الإجابة سألكمه أنا بعقب سلاحي الميري لأسقط لك فكه في فمه ".
ترك جواد هادر المترنح الذي إنهار مكانه على الفراش يحتضن ملابس حريرية ناعمة سيندم لو علم أنه صارت عرضة للأعين ..
نفض جواد راحتيه ببعضهما كمن ينفض غباراً ، وتحرك بعيداً داخله ألم شديد كلما جلس مع ذاته يشعر أنه سيخطئ في حق رفيقه وأخوه المختار .. تاركاً لطاهر مهمة إفاقة هذا المعتوة .. تحرك طاهر خارجاً منادياً بصوته الأجش :" مسعدة .. مسعدة ".
حضرت مهرولة بسرعة وكأنها كانت تنتظر النداء بلهفة تتحدث بتلهف أكبر مما يبدو عليها :" له يومان على هذا الوضع .. لا أكل .. لا نوم ولا شراب غير هذه العبوات ".
أمرها بجدية :" نريد كوب كبير من القهوة المضاعفة البن محلاة بالعسل النحل ".
هدر جواد من حيث هو :" ربما اللبن الساخن يجدي ".
حرك طاهر كفه مطوحاً بنفي كامل وبأصابعه الأخرى يصرف مسعدة التي تحركت لتنقذ الرجل الذي ساندها .. لا تصدق ما وصل إليه الحال بينه وبين زوجته التي هاتفتها سراً لتحضر ولكنها أجابتها :" دعيه فالأفضل له أن يموت ككل خائن ".
لا تصدق بالفعل من أين جاءت بهذه القسوة .. كانت رقيقة ماذا فعل ؟!!.. وعن أي خيانة تتحدث ؟!!.. ربما خانها كزوج .. لا يمكن أن سيدها لم يعشق سوى هذه الصهباء ..
التفت طاهر مبرراً:" اللبن يجدي في حالة المخدرات وليس المشروب الكحولي ".
بعد ساعة كاملة **
كانا يدوران به في الغرفة وكل فترة يمنحانه كوب من القهوة حتى بدأ يستعيد نشاطه العقلي .. أخيراً استطاع الثبوت على قدميه العاريتين على أرض الغرفة التي كان يظن أنها هي التي تدور وليس هو .. رفع كفيه يمسد وجهه ثم يزفر أنفاسه كمن تيقظ من ضلال الخمر الذي تلاعب بظلال عقله هامساً:" كانت هنا .. أليس كذلك ؟!!".
هتف به جواد ناهراً:" لا وإن ظللت هكذا ستفقدها للأبد .. تعلم من غبائي.. تعلم قبل أن تضيع .. كل واحد منا أضاع حبه وصار يبحث عنه .. هيا نظف نفسك ".
ابتعد بعلياءه من محيط أنفاسه الكريهة .. بينما طاهر يؤكد :" لديه كل الحق .. كنا أغبياء .. نعشق ونتوجع لمتى هذا الوجع ؟!!.. هيا أغتسل وتعال لنتحدث وإلا سأغادر لزوجتي قبل ان تتصل على والدها ليأخذها ".
جر قدميه كجثة تستعد للحساب بعد البعث متوجهاً للحمام الذي يذكره بها وهب تقفز بعد ان علمت بنتيجة إختبار الحمل .. ماذا سيفعل بها وهي تسكنه ؟!!.. كيف سيتخلص من طيفها ؟!!.. رجولته تستدعي هذا ..
بعد قليل كان يجلس أمامهما هاتفاً: ماذا تريدان بالضبط .. طلاق لن يكون هناك .. ستظل هكذا موقوفة على اسمي " متذكراً في ذات اللحظة أنها تمك حق الخلاص منه بنفسها لو أرادت .. عاد يتهكم ساخراً أمامهما بشفاه مائلة :" هل حقاً ضيعتها كلياً.. جسور راحت من يدي نهائياً".
مد كفه على علبة سجائره ملتقطاً واحدة ومنح طاهر واحدة .. لكن لم يدركا تصرف جواد عندما اختطف كلتيهما وهرسها بين أصابعه ثم أخذ العلبة وفعل ذات الفعل هاتفاً:" أريد إعادة أنفاسي نظيفة من هذه القمامة حتى عندما تعود زوجتي لا تصاب بالعدوى ".
حدق فيه كلاهما بينما هادر تتوسد عيناها نظرة موجعة غمغم بعدها :" أنا السبب في فرار فرسان .. لو لم يتم قرصنة جهازي ما كانت فرت .. كان معي كل دليل ينقذها ".
مد جواد أصابعه لحقيبته الجلدية الثابتة جواره أرضاً.. ثم فتحها ليخرج مظروف ملقياً إياه أمام الرجلين على الطاولة الصغيرة .. فتحه هادر محدقاً :" أنه كل شيء .. كيف وصل إليك ؟!!".
اختنق صوت جواد في محاولة لتجاوز اسمها ففشل أكثر :" فرسان وضعته عند أمي وهي منحته لي .. لكن كل هذا ليس بكاف .. لابد من البحث داخل مؤسسة ميادة جبر والبحث عن الرابط بينهما وبين ما حدث .. فسوف أتولى هذا .. أنا هنا للحصول على جواب واحد ".
أزداد تحديق هادر في ملامح رفيقه منتظراً.. فكان السؤال :" من علم أننا كنا بكشك السجائر الذي كانت تتحدث منه فرسان .. أو سألت من بالضبط عن رقم الهاتف ؟!!".
علم للوهلة الأولى أنه يريد متهماً .. أدرك الصلة ولكن لن يتحدث الآن لابد من دليل وسوف يخرج هو أحشاء هذا الرجل لو كان هو .. غمغم :" لقد استخدمت أحد برامج التتبع حتى وصلت إليه ".
ضرب جواد المنضدة براحتيه مطلقاً صيحة عالية :" كفى .. أنت هكذا من خان .. ولدي الدليل بأن هناك أحدهم علم خط سيرنا يومها .. وعلمت أين كانت فرسان؟!! ومن قابلت بالتحديد ؟!!.. الغريب أن هذا الشخص قد تلقى تهديد مباشر ليبتعد عن هذه المرأة ".
وقف هادر متحركاً تجاه النافذة المفتوحة بهذا الجو الرطب الحار .. يفكر بأن هذه هي الثغرة التي أحدثها بنفسه لأحد يتدخل بحياته ضرب حاجز النافذة المصنوع من الألومنيوم :" تباً لكل فرد .. جسور لها كل الحق إذا لتبعدني عنها .. أدركت أني الثغرة .. هل تتهمني بأني السبب في قتل طفلنا ؟!!".
وقف طاهر بينما تجمد جواد في مقعده ينتظرا نهاية لهذا الموقف بينما هادر يهتف مخرجاً ما بداخله فقد يصل للعقدة :" نعم لقد تناولت جسور مشروب قتل طفلي .. وتلقيت تهديد بموتها .. جسور قتلها أسهل ما يكون يكفي خطفها ومنع الطعام عنها فتكون خلال ساعات بين يدي الموت .. خفت عليها ".
تحرك طاهر تجاهه :"إذا هل ستصمت على انتقامك .. أنا أيضاً لي ثأر مع من أضاعنا أنا ودينار لم نكن معاً حتى الزفاف .. شقة باسم نادر تركها باسمها أخي كان محامي لم يقف داخل قاعة المحكمة فقط عمل لكتابة الشكاوي .. بخمسة جنيها أو بعشرة .. كيف له بثمن شقة في أفخر الأحياء ".
رفع جواد كفيه لأعلى :" هناك من يترصدنا ليخرج كل أسرارنا .. متعقباً حتى أعمالنا ".
ثم عاد ليخرج ملف من حقيبته تلك السوداء كمغارة داخل الجبل تحمل ما لا يحمد عقباه .. وضع الملف فوق المظروف الأخر :" هذه الطلبات تم تنفيذها أمس كاملة من بعض المساهمين الكبار باعوا الأسهم التي يملكونها من شركة دحية .. واليوم أرسلت لنا المحكمة الحسبية إعلان بأن ميراث الطفلين تم تجميده حتى تنتهي قضية الحضانة التي رفعتها نادرة ".
جعد طاهر أنفه باستغراب :" أتقصد ان الأسهم تم بيعها لأنهم كانوا يعرفون بهذه القضية قبل أن تعلن ".
رفع جواد سبابته لأعلى مكملاً:" ما رأيكما لو علمتما أن هؤلاء الذين باعوا أمس أشتروا اليوم جميع الأسهم التي انخفض سعرها بالفعل .. هم ذاتهم نفس الأشخاص .. الحركة مدروسة بعناية .. هذه قائمة بأسمائهم ".
وضع هادر كفيه على فوديه ضاغطاً ليقتل هذا الصداع المترنح داخل أوردة صدغيه هامساً:" سوف نعاقب كل من ساهم في ضياع حياتنا .."
ثم غمغم بغضب مستفسر :" هل تشكان بي ؟!!".
هتف جواد مطوحاً كفه :" لو كنت تريد هذا كنت فعلتها من زمان .. لا أظنك أنت هناك من يترصدنا ويترصد زوجاتنا .. واحدة تلو الأخرى ". هدر طاهر :" من تظنه ".
هتف بحقد دموي :" هو أبي ولكن هناك من يساعده وقد علمته ولكن لدليل هو ما أريده .. سيكون معكم بعد عدة أيام لا تخشون شيئاً.. لا تسألني من هو فلن أستطيع إلا بعد أن أصل للدليل؟!! ".

كلماتهما منحاه القدرة على المثابرة .. هتف طاهر :" كل منا عليه التوصل لطرف خيط ما فهذا هو ما يجعلنا نسبق بخطوات .. حتى لا يهاجمنا .. لكن لي سؤال كيف وصل زاهر لمركز مستشار الرئيس .. كيف ؟!!"
امتعضت ملامح هادر بغضب وضغط على فكيه :" الإتفاقات بعد أن علم أنه لن ينجح تقدم بإتفاق ينال منصب استشاري مقاب سحبترشيحه وتوجيه كل الأفراد الملتفين حوله لصندوق الإنتخابات فيكون معين لهم وليس ضدهم .. هو يجيد اللعب بكل الإتجاهات "
منحهم جواد خبراً مفرحاً حتى يبدل الحوار المؤلم لصديقه :" لقد قمت بعمل لقاء تلفزيوني أهاجم فيه الطريقة التي تم التحفظ بها على عمي .. بدون قضية وبهذه الطريقة .. كيف يا هادر لم تعلمنا كنا هربناه؟!! ".

هتف هادر :" لقد علمت بالتكليف وأنا متوجة للقصر .. لم أكن على دراية وكان جواري أحد الضباط فلم أستطيع التصرف كنت محاصر ... هذا أعلمني أنهم يشكون بأمري وأنا عملي يقتضي البقاء في مكاني من أجل الحصول على ثقتهم .. لابد من البحث خلف هذه الجماعة والتوصل لكل أطرافها قريبة وبعيدة.. أنتم لا تعلمون لقد ملوكوا مفاصل البلد وليس هناك من منجى منهم "
هتف جواد يحدة :" نعم لديك كل الحق باتت كل الأمور مختلطة ولكني أراهن على الشعب لن يتحمل تعنتهم طويلاً وخاصة هناك عدداً من القرارات لجمهورية ستخرج بالعلن فتصدم الناس حقاً.. مثل العفو عن جميع أفرادهم الذين فروا من السجون سابقاً ..كما قرارتهم الذي يحضرون لها مجلس الشعب هي عبارة عن ردة لعصور التخلف .. كلها تختص بالزواج القاصرات أو أشياء كلها تهدف لتجهيل نصف المجتمع فيسهل السيطرة عليه ".
أكمل طاهر بضيق :" لقد صار أتباعهم يعرفون طريق الكمائن بسهولة ويتصيدونا ".
وقف جواد ليغادر محدداً:" كل منا يجب عليه إستكمال طريقه .. انا سأحاول إخراج عمي وإنقاذ شركته .. وأنت طاهر اعرف كل شيء عن هذه الصفحات التي ضاعت بسببها فرسان .. وهادر سيعلم من يتتبعنا ويصل لدليل يربطه ".
لحظات وكان كل منهما يحمل أجهزته ليغادر حتى هادر دلف للخزينة ليرتدي ملابسه كاملة .. ثم بدأ بالهاتف الذي بيده يقوم بإتصالاته :" مرحبا قائدي وسيدي ".
هتف هشام علوان بجدية :" مرحباً هادر .. كيف حالك .. أتجه الحوار لتفرعات كثيرة يريد منحه شيئاً يتأكد به أن معلوماته صحيحة وليست مغلوطة .. أسهم الشركة يتم التلاعب بها .. أريد خدمة منك قائدي .. أريد معرفة قائمة بأسماء من يتلاعبون بنا ".
خفت صوته :" أتقصد أن هناك من يريد الشركة .. ما هذه القصة .. لم يعد هناك من يملك ضمير ".
كانت ابتسامة هادر المستهزئة تميل فوق شفتيه ليهتف الرد على الطرف الآخر من الخط :" أه حقاً .. اليوم كنت بالقرب من القصر الجمهوري شاهدت جسور تدلف إليه أنتظرتها فلم تخرج سوى بعد ساعة ".
هتف محدقاًفي الهاتف كأنه يستوثق من الخبر :" هل أنت متأكد ؟!!".
أجابه بهدوءبارد منتقم :" نعم أكيد حتى صورتها معي على الهاتف أتريدها .. سأرسلها لك حتماً".
صفارة طويلة صكت أنه فتح الهاتفعلى هذه الرسالة ليجد ان الخبر بالصورة أصدق من الكلمات .. هاهي تدلف للقصر الذي يعلمه جيداً؟؟ ثم تعود بعد ساعة مقيد بها الوقت لتلحقها صورة أخرى .. غاضبة شرسة أكلت قلبه وكاد يحطم الهاتف لولا .. أنه تماسك ليعود فيرفع الهاتف على أذنيه مبرراً:" قد تكون ذهبت في محاولة جلب العفو لعمي ليخرج من كربه ".
هتف الرجل بابتسامة بدت سحبة :" أبشر .. سوف يكون معكم بعد أيام ".
تهلل هادر مبتهجاً :" شكراً لك قائدي .. دائماً تجلب لي الأخبار السعيدة ".
اختنق الرجل الكبير ممتعضاً:" ألن تكف عن لقب قائدي.. الآن أنا رجل أعمال فقط ".
غمرة من صمت متشح بالهدوء :" لا ستظل قائدي دائماً".
ثم أغلق الهاتف بعد أن ألقى السلام عليه ... الآن عليه البحث من أستطاع قرصنة جهازه .. فليبدأ من الشركة .. هناك موطن الخائن ..
****************



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 03-01-19 الساعة 05:55 AM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-19, 08:55 PM   #70

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي


تبكي وتقبض على خصرها تغرز أصابعها الدقيقة في بطنها وتتوجع بصوت .. أدمى قلبه :" يسر الطبيبة طمئنتا وقالت هذا طبيعي ومنحتك كل ما تستطيع لتخفف عنك ".
كانت تدفع نفسها داخل أحضانه الفسيحة .. لتصل لهدفها عليها الإدعاء... صار التمثيل حياتها .. لن تتركه بدون أن تجبره على حمايتها .. :" فهمي أريدك أن تمسد بطني .. أنا أتمزق ".
لم يجد بدأ من وجوده بجوارها .. كيف لا ولها أيامتبكي وتنوح باكية كل مساء فيجد نفسه يحتضنها برحمة حتى يغفيا معاً .. كانت تريد أن تطمئنه لها فقط .. التكرار للتقارب يجلب الهدوء النفسي .. انتظرت حتى ثقل تنفسه ككل يوم .. لا تريد الخروج فأين ستذهب ولكن ستمنعه من طردها والإنتقام سيكون من نصيبها هي .. نظرت لقسماته الوسيمة الرجولية وهمهمت :" لماذا لم تسامحني فهمي ؟!... لماذا؟!!".
اندفعت دمعها حنين واحدة من داخل عينها فمسحتها بظاهر كفها .. أخرجت ورقة خطت عليها بيدها شيئاً.. أخرجت قلم من أقلام التلوين الأزرق الخاص بالأطفال .. كانت قد طلبت أوراق وألوان لتشغل وقتها والآن ظلت تلون بالأنبوب الداخلي طبق صغير فتكاثف اللون غمست سبابة زوجها ثم طبعهتا على الورق .. فهمي من هذا النوع الذي نومه ثقيلاً لو هزته بعنف لن يستقظ طالما كان مرهق من قلة النوم .. أعادت غمس اصبعه في كوب صغير فيه كلور ليزيل اللون .. ثم حملت كل شيء بعيداً وأخفت الورقة ... صعدت بجواره تحمل النظرة التي يحملها قط متخم .. أمسكت ذراعه ووضعتها فوق خصرها ونامت قريرة العين كأنها لم تحن مجدداً.. من أتخذ طبعه الخيانة لن يتنازل عنها .. وهذا هو عقابه لأنه أشفق عليها من أحتضن الحية فليتحمل لدغتها ..
**************************
استدار الرجل المهيب لسيد المليجي هاتفاً:" لماذا لم تنفذ ما طلبته منك .. أسوار هذه تعرف شيئاً وإلا ما رواغتك .. هي من أختفت في شقتها ولولا .. أن الضابط الذي ذهب هناك كان ضابط مبتدئ كنا أخرجنا دليل ".
هتف سيد بحرقة مؤلمة :" سوف يكون غداً هو يوم الحسم .. سوف أنتهي من هذا الموضوع بأي طريقة ".
هدر الرجل به :" الشحنة متوقفة هناك في الماء لا نعرف كيف ندخلها هذه الفترة .. فالجيش أمسك بكل الجدود ولم يتركها بيد الرئيس وحاشيته .. رفضوا لتنازل معلنين أن الرئيسالمدني لا يكون هو القائد الأعلى للقوات المسلحة .. لذا صاروا خارج التقيد.. عيونهم مفتوحة ولن يتعاونوا .. لابد من عودة سنمار ليدخل الشحنة خاصة أكبر شحنة نحتاجها لتشعل كل مكان .. نحن سنجني المليارات منها ".
أكد سيد :" نعم سوف أفعل سأهدده بأخيه ".
هدر الرجل به :"لما لا تهدده بابنه أنه هدف أسهل ".
اجابه سيد المليجي :" وهل قلت غير ذلك .. باسم ليس أخ لسنمارفقط .. بل ابنه الكبير .. سوف أجد له مدخلاً".
استطرد الرجل المهيب نافثاً دخان سيجارته الغليظة :" أسرع بالتنفيذ إذاً، وأريد ميادة أن توقع عقد الصفقة القادمة هي تظن أنها قد خرجت من تحت يدنا .. أريدها مقيدة لتنفذ ما نريد فقد بدأت تتمرد .. اليوم اشترت أسهم شركة دحية .. مخالفة لأمري اقتناء هذه الأسهم لعدد من رجال الأعمال وقد اتفقنا معهم .. لماذ تتدخل هي في الصفقة وتشتري أسهم بثروة طائلة .. ان شباب هذه العائلة ينبشون خلف الأسهم .. أجعلها تبيعها في الغد حتى لو خسرت .. الخسارة أفضل من كشفها ".حرك الرجل رأسه وهو يقف مكانه ليغادر هذا المكان الجديد الذي لا يعلم عنه أحد شيئاً.. فالحماية هي أهم عنصر في عناصر عملهم ..
******************



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 03-01-19 الساعة 05:53 AM
الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:21 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.