آخر 10 مشاركات
41 - شاطئ العناق - آن ويل - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          414 - أحلام على الورق - ميلانى ميلورن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          [تحميل] الرادي في الوادي / للكاتب طارق لبيب ، سودانية (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ثارت على قوانينه (153) للكاتبة: Diana Palmer...كاملة+روابط (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          التسويق الرقمي والتجارة الإلكترونية مع مقتبس افضل شركة تسويق رقمي و تجارة الإلكترونية (الكاتـب : ياسر حسن محمد - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          1046-حلم صعب المنال - باتريسيا ويلسون - عبير دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام شرقية

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-03-19, 06:32 PM   #981

جنة محمود
 
الصورة الرمزية جنة محمود

? العضوٌ??? » 291127
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 624
?  نُقآطِيْ » جنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond reputeجنة محمود has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة just faith مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أزيكم أحممممممممممممممممممممممم ممممم
انا جيت والله النت حالة من اليأس

وزاد وغطا أمس الأسانسير كان فيه تصليح طول اليوم

فاصلوا الكهرباء عن العمارة كلها حتى يركبوا الموتور بتاعة ومش عارفة ليه

المهم الباقي مع سرسر بتراجع عليه

أقول لكم

الفصل فيه حته هيييييييييييييييييييييح
بداية العسل الملزق

هتندع أهيه

فرسان وجواد وأه ياني ههههههههههههههههههههههههه هههه
وشوفوا بقى العراقة وحب الناس الكمل بيبقى ازاي ههههههههههههههههه
وأسوار القمر مصرة على أستكمال الطريق

والبنت جسور

رايحة فين ومجنونة هي ناقصاكي

تعالي اهنه

عند بهانة هنا هههههههههههههههههههههههه
هتتفرجوا وتقولوا بالحق

عجابكم الفصل ولا لا
ههههههههههههههه
كمان هينزل التاسع على جزئين واحد الثلاثاء في حموتها كده قبل ما ابرد

ههههههههههههههههههههههوال ثاني الجمعة وأكيد بالليل

او ربما الصبح بس تاني يوم

وأليكم المفاجأة الكبرى

الرواية 12 فصل وخاتمة

بس بعدها هاوقف ههههههههههههههههههه
عايزة استقبل رمضان صح

يعني هاخ أجازة اسبوعين قبل رمضان نعمل الخير بتاع كل سنة

وانظف البيت واستعد كده

والآن فقط أجيبك هتكون مع العيد نعيد على مقدمة وفصل محترمين

المهم باحبكم جدااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا ااا
وعلى بكرة هاكون قريت كل التعليقات اللي بتديني الباور للكتابة

وتخليني أقول أنا حامي أنا ولعة أنا دينمووووووووووووووووووووو
بالمناسبة أمبارح قعدت أقرى أنت جحيمي

اية ده

انا كنت نسيت أحداثها كليا

والله استغربتها

كنت فاضية بسبب الكهرباء اللي كانت متقصداني

خخخخخخخخخخخخخخخ
تصدقوا هاقول كده على عبث لو قريتها تاني

ههههههههههههههههه
لما الرواية بتخلص بأحس ان أبطالها اللي كانوا مزروعين في عقلي مسافرين سفر طويل ولما بارجع اقراها باحس أني مش هاعرف اكتب تاني

تخيلوا هههههههههههههههههههههه
المهم الفصل هينزل الباقي النهاردة

واشكر من دلوقتي لكم أنظاركم

ورقيكم

وشكرااااااااااااا لدينامو الرواية سرسر

بجد دائما تحفزني وتقولي اكتبي

امووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووو وووووه
اخيرا 😍😍😍 مش مصدقة انك هتحني على بناتك
ربنا ييسرلك ويعينك وتم الرواية على خير




جنة محمود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-03-19, 06:53 PM   #982

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ......
مساء السعادة جميلاتي ....
وبلا أي مقدمات فقد تحدثت ماما إيمي وأبدعت...
وهنالك شيء سيسعدكم نهاية الفصل فكونوا مستعدين...
سوف أقوم بتنزيل الفصل حالا...


الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً  
التوقيع


"كن متفائلاً ولا تدع لليأس طريقاً إلى قلبك.."




رد مع اقتباس
قديم 10-03-19, 06:55 PM   #983

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

الفصل الثامن ..ج 2 والأخير

***************
البلدة مساءً**
" تفضل سيدي القهوة " اخترق الصوت صيوان أذنه .. بات كحالم ينصت لكل أصوات ماضيه ألا يكفيه صوت باسم الذي لا يفارق آذنيه وصوت شقراء أخرى لا يغادر عقله وهي تهتف فيه .. لا تضع الدم بينك وبين ابنك .. كم كان أحمق عندما لم يجيبها ..أين كان بالفعل؟؟ .. رفع عيناه لأعلى ليؤكد لنفسه أنه هاجس جديد من هواجسه القديمة .. هل صوت هنادي الذي يميل ناحيته بهذا الانكسار ؟!!.. صدق عينيه الآن عندما وجدها أنحف من ذي قبل .. عيناها تسقط داخل دائرة سوداء من التعب تظلل جفنيها .. عندما رأت دهشته هذه وضعت القدح الصغير من يدها فوق المنضدة الصغيرة .. ثم أخذت الصينية معها ..همت لتغادر غرفة غريمتها السابقة .. التي اتخذها ملجأ له كمن يعلن أن قلبه ملك واحدة فقط لم تعد معه .. هب من جموده منادياً لها :" انتظري هنادي .. كيف أنتِ هنا؟!!".
ربما أرادت بهذه اللحظة الفرار منه ومن وجوده كله .. لماذا فعل معها معروفاً وسترها .. كان الأفضل لها الموت بيد أهلها وكانت انتهت من هذا الذل .. فقلبها صار عنده هو منذ حماها وفعلت كل شيء من أجله هو .. لكنه لم يشعر بوجودها .. حتى الآن .. لم يعد لديها إلا المرارة القابعة بقلبها خفوت صوتها وإطراقة رأسها لأسفل:" أساعد السيدة رحيل ". أعلمته هناك شيء ليس صحيحاً فسألها مجدداً:" مساعدة من أي نوع .. مساعدة جارة كإحدى فتيات البلدة في الأحزان كدأبنا بالماضي ".
حركت رأسها بنفي بدا كاملاً.. مما جعله يغمض جفنيه على تعب جديد عندما أدرك وجودها هنا كخادمة .. لماذا يشعر أن هناك مخطط جديد في المنزل الفارغ من الرحمة ..
صدح صوته ينادي :" أمي رحيل .. أين أنتِ؟!!".
كانت تهرول من مكانها قافزة فوق الدرج الصاعد حيث هو .. وصلت لقمته وبدأت تثبت نفسها وتجعل الحزن يخلد فوق محياها أكثر .. نعم حزينة لكن حزنها لن يجعلها تستلم أمام من كرهتهم بالماضي ليحضروا إليها هنا في منزلها ومملكتها .. لم تكن بمفردها كانت معها أختها وزوجة صفوان تلك التي تحدث عنها زاهر فجعلها تبغضها من قبل لقاءها .. صفوان رغم كل شيء ما زال يحظى بالجميلات الطيبات .. لن تتحمل تلك الحية الشقراء وعائلتها .. أخرجت منديلها تمسح دمعاتها التي كانت بالفعل صادقة فهي حزينة على وليدها الوحيد الذي لولا هذه العائلة وما أدعته من صلاح زائف ما كان ضاع من يديها .. تنهدت بحدة منتفضة عندما صدح صوته مرة أخرى :" أم باسم ".
رجتها التسمية .. لم يكن بالماضي ينطق بهذه الكنية والآن سيذكرها بأنه مات كلما نادها .. سيذكرها بحقدها الذي لا ينتهي على هذه العائلة .. تحركت للداخل وكلها أسف على وليدها الوحيد .. هاتفة بخفوت مهذب .. لن تجعله يغادر هنا فيحمي من قتلوا وليدها باسم :" نعم ابني .. ماذا هنالك؟!!".
ثم اغتمت بغتة عندما سقطت عيناها على هذه المرأة لتستفسر منه وعيناها تجول فوقها بشماتة لم يلتقطها بعينيه :"هل ضايقتك هذه ؟!!.. هل حاولت معك لتعيدها لعصمتك ؟!!".
انتفض قلبه وعقله دار متيقظاً من غيبوبة فكرية وكأنه نسي أنها كانت زوجته يوماً.. بينما هنادي ابتعدت للخلف خطوة واحدة هامسة بتوسل مستنزف بسبب الاتهامات التي ألقيت على رأسها للتو :" لم أفعل هذا ولا ذاك حضرت أقدم له القهوة كما أمرتني .. وها أنا خارجة من هنا ".
صدح صوته مانعاً إياها الحركة :" انتظري هنادي .".
تجمدت مكانها تتمسك بصينية التقديم وكأنها طوق نجاتها فترى التصميم داخل عينيه عندما تحدث للسيدة رحيل :" لم تفعل شيئاً.. أنا فقط أريد أن أعرف كيف حضرت هنادي لتعمل هنا ؟!!".
مسدت رحيل عينيها بطرف طرحتها السوداء التي تعصب بها رأسها منذ رحل وليدها .. هاتفة بخفوت مستضعف لم تكن أبداً ممن ينتمون إليه :" ماذا أفعل .. أخيها حضر لي يتوسلني أن تعمل .. يريدونها خارج منزلهم فلم يجدوا غير منزلنا يأويها .. خلافات بينها وبين زوجات أخوتها اللواتي كن استرحن منها .. لم استطيع طردها بالطريق ".
نظرت لها هنادي بدهشة شديدة مستدركة أنها بالفعل لن تهزمها لو اعترضت فظلت على وجومها أسلم لها من جراح لن تنتهي معها .. لتسمع حبل الكذبات يجري على لسان يستحق النقع في الأسيد حتى يذوب :" لن أصرفها وإلا سيأتي أخوها يقبل يدي لأجعلها هنا حيث منزل العز كله وفي وجود سيد البلد ".
ربتت على صدره براحتها .. نظر لكفها الأسمر الرفيع ، ذات الحركة التي تسحب منه كل دفاعاته أمامها وخاصة في هذه الحال وهو من شارك في قتل ابنها الوحيد ..
أجلى صوته ليقول لهنادي :" ربما بقاءك هنا أفضل لك من المشكلات هنادي .. لكن لا أريد منكِ أن تعملي .. أنتِ ضيفة في منزلنا .. ولكِ ما تريدين ".
لم يلحظ تلك البسمة المتهكمة التي أطلقتها شفتي هنادي ولا يدها تلك التي تواريها داخل قطعة قماش قديمة ليستفسر حتى عن سر الإصابة .. كم تمنت ان تهتف وتعلمه .. لكنه مع هذه السيدة هو شخص آخر ..
غادرت المكان وهي تشكره بتعثر واضح في كل خلجاته قبل صوتها :" شك.. شكراً؟"... بينما وقفت رحيل مستمرة على حركتها المربتة فوق صدره تهمهم :" لما لا تعيدها لك !!".
قطب حاجبيه بحدة ثم أطلق رفض كامل بكلمة واحدة من حرفين لا ثالث لهما :" لا ".
لتستمر على الوصول لدربها الذي تريده :" أعد أم ابنك إذاً .. ما زالت بفترة العدة ..ألن يكون ذلك أفضل لك ".
تحرك للخلف مغادراً كفها الذي سقط جوارها وهو يصدح بكلمة واحدة مكررة هذه المرة :" لا .. لا".
ابتسامة انتصار حلت داخل عينيها .. لتأتي بأسلوب جديد من بعيد باسم سمر .. وهذا هو هدفها :" لا أدرى أين سمر حتى الآن ؟!!".
ليستنفر الحث الدفاعي لديه هاتفاً بصوت خشن :" ماذا تريدين من سمر ؟!!.. دعيها لحزنها .. هي هناك بالمقبرة ".
سددت له نظرة قوية مستفسرة .. تحمل استغراب بين طياتها .. لينطلق صوته كمن يريد الفرار من أي تعليق يزيد حريق قلبه :" رأيتها هناك تجلس جواره وتحكي معه ".
لتكون كلمتها مع حركة من شفتيها تخرج بمصمصة ذات شفقة :" عيني عليها .. وعليك ".
خرجت من غرفته وهي تمسد عينيها وكأن دمع الجوى قد طفر من مقلتيها مجدداً..
تلحق بهذه التي غادرتها لتكمل ما جال في عقلها لتوها .... وجدتها قد سارعت لتكمن مسكينة داخل غرفة الخزين .. دلفت عليها بدون أي استئذان هاتفة بسكينة صوت مطمئن :" هكذا تكونين عاقلة .. لا معارضة ولا مناحة بدموع زائفة .. تكونين في نعمة وبعيدة عن أي أذى ".
جمود داخل عيني هنادي جعلها تنتظر الباقي لتعلن لها رحيل :" ما رأيك .. لو كنتِ ما زالتِ تريدينه .. سأعيده لكِ زوج مرة أخرى ".
لن تنساق معها هذه المرة فالوجع بقلبها كبير .. هو العذاب عندما تكون زوجة من ورق لا يراها رجلها .. أجابتها بهدوء :" لا .. لن يستطيع أحد .. هو يحب أم الغالي فقط ".
ارتجفت شفتي رحيل بكل قسوة رافعة كفها تجاه وجه هنادي .. معقبة :" لا تذكري اسم ابنة صفوان هنا .. لن تعود ولو عادت سيكون من أجل حتفها هي وابنها .. لن أجعلهما يعيشان لحظة ".
أدركت هنادي أن هناك دين يجب تسديده وعليها تحمل عذاب قلبها حتى النهاية .. قد عاندت قدرها من قبل وللآن هي الخاسرة .. لكن حكم القلب بما تعرفه جعلها لا تنساق لما تخطط له رحيل .. وقفت أمامها تغمغم :" أنت لا تريديني .. هناك سمراء .. دكتورة ومتعلمة وكانت زوجة الدكتور باسم .. زواجها من سنمار أفضل لكِ وله من أجل الميراث وكذلك لتقتلي أم الغالي .. أليس هذا ما تفكرين به ؟!!".
دفعت رحيل سبابتها داخل كتف هنادي محذرة بجفاء .. من يراها لا يصدق أنها كانت تلين معها بالحديث منذ ثانية واحدة .. ثم حل عليها صوت منذر بعذاب دائم :" إذا خرج هذا الكلام خارج حدود هذا الجب سأقطع لك لسانك .. لن ترى لحظة هدوء .. أفهمتِ!!".
أعقبها نظرة باردة كلها حقد أسود مما تثيره حولها .. جعل الاستنزاف هنادي تسقط على فراشها تجمع ساقيها أمامها تنشج أوجاعها وآلامها .. بمن فقدتهم جميعاً .. لمتى يتركها الله تعاني بوحدتها مع قلب لم يعد معها .. تبكِ وتنشج بوجع .. لدرجة تمزق نياط قلب من سمعها لو كان سمعها أحدهم .. وما هي إلا لحظات حتى صدح صوت رحيل بالخارج تناديها كجرس سجن كبير :" هنادي .. أعدي لي قدح قهوة ".
لم تجد غير التلبية .. مسحت عينيها بطرف كم عباءتها وخرجت صوب المطبخ .. تتمنى أن تملك سماً تدفعه داخل هذا القدح .. لتخلص العالم من شر هذه السيدة ..
****************


الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-03-19, 06:57 PM   #984

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



قصر راشد بذات الوقت**
" انتظري اليوم وغادري صباحاً ".
تحركت من مكانها لتميل مقبلة رأس عمها .. رافضة كلياً:" لن يجدي عمي .. هناك الكثير لابد لي من متابعته بنفسي .. صدقني وجودي هناك ضروري .. أشعر بهذا ".
مست شفتيها رأسه الصلعاء بنعومة هاتفة :" عمي .. أريد دعاءك الدائم لي ".
جالس مكانه يتمسك بأصابعها مرتعداً:" وهل صرت أملك إلا الدعاء أسوار .. صرت أدعو للكثيرين ..لو عددتهم سأذكركم جميعاً.. صرت بلا حيلة صغيرتي ".
احتضنت رأسه تضمها داخل صدرها تهمس له :" عمي أنت أبانا الحقيقي .. وجودك نعمة ما بعدها نعمة صدقني .. كلنا سنأتي يوماً لنجلس هنا معك .. وقتها سوف تطردنا وتقول مزعجين كما ذاك اليوم الذي كنا نحتفل فيه بعودة سيف أتذكره ".
لون عينيه الوهن وهو ينظر للبعيد وكأن هذا اليوم من أعوام وليس من أشهر قليلة ..محللاً:" كان من بعيد جداً".
ثم استطرد :" هاتفت عصمت لأعرف موقف ابنه .. الرجل منهار يكاد يموت ابنه ضاع كلياً .. أوقيعه على عقد جلب السلاح بموجبه تلك الدفعة الأخيرة التي اختفى فيها باسم .. تورط بها أسماء كثيرة ".
تركت رأسه وهي تؤكد :" أنه الحق عمي .. براءة فرسان أهم عندنا .. من تورط هو حر بنفسه ".
صوته يعاندها أكثر :" سيف ليس بمغفل ليورط نفسه في هذا الشيء .. هو لا يفعلها وقد أكد أبوه هذا ".
عاندته أكثر :" هناك النية يا عمي .. يحاسب الله على النوايا أيضاً .. من كانت له نية حسنة يسجلها الله له ومن كان لديه نكراً يجعله الله يتورط للنهاية ".
ثم استدركت ما تريده :" المهم عمي شقتي أنت فقط من تذهب إليها .. لا أحد آخر ".
ربت على مرفقها لتعاود تقبيله وتغادر مكانها أمامه .. فطائرتها قد اقترب موعدها ويجب أن تقود سيارتها من المطار للدوار في هذا الظلام الدامس بعد ان كادت الساعة تقارب الثانية صباحاً..
خرجت لتصطدم بدينار تهرول دالفه البهو هتفت بها :" دينار .. قلبي معك ".
تجمدت دينار مكانها بينما عيناها ارتفعت تجاه أختها هتفت اسمها بلا تصديق :"أسوار ".
مدت ذراعيها لتسقط رأس أختها بينهما بينما تمسد هي ظهرها وشعرها بدأت الدموع تحرق عينيها مترافقة مع أختها التي انهارت كلياً عندما وجدت هناك صدر حاني تلقي عليه وجعها .. إنهار سد تماسكها الذي كانت تدعيه ..
دلف صفوان يستند مرفقه على كف زوجته .. شاهد فتياته على هذا الوضع الحزين .. تحرك من حولهما حتى لا يقطع هذه اللحظة سيدعهما معاً .. هو شخص لا يعرف في المواساة .. وكلهن يحتجن لهذا هذه الفترة ..
تحرك تجاه مكتب أخيه حيث الباب كان مفتوحاً والضوء ينبعث من الغرفة ..
أخيراً تحركت دينار بعيداً عن صدر أختها هاتفة بقوة :" سوف أصعد الآن لأرتب كيف سيكون يومي غداً .. عندي لقاءات مع بعض القنوات الفضائية لأحث الحكومة على إنقاذ طاهر.. شكراً على هذا الحضن كنت أحتاجه للغاية ". غصة كبيرة استحكمت داخل بلعومها لمجرد تذكرها أن زوجها الذي كان ينقذ الجميع صار يحتاج لإنقاذ الآن فصمتت فجأة..
ابتسمت أسوار بهدوء :" كلنا نحتاجه .. أنا أيضاً كنت أحتاج البكاء ".
تلتقط أسوار دموعها بطرف إصبعها .. فتبتسم دينار ابتسامة شحيحة لا تصل لعينيها:" كيف عندما نحزن نكون هكذا كلنا في حزن .. كل واحدة في وضع خاص .. أقدارنا غريبة جداً".
تنهدت أسوار لتعلن لأختها وهي تضم كتفيها بين راحتيها الممسدة هبوطاً فوق عضديها :" لكننا قويات .. بعد فترة ستضحكين على هذه الأيام .. وكذلك جسور ".
هتفت لها دينار :"وأنتِ".
امتعضت شفتيها وتمنت أن تعلن أن السعادة ليست لها كانت تحدث نفسها :" رضينا بالهم وهو لم نعجبه ". لم تكن تقصد سنمار الذي رضيت به لأنها هكذا .. لن تتزوج سوى واحد فقط .. ترفض أن تمنح نفسها فرصة بديلة .. لتعلن بآخر الأمر داخلها .. أنها أحبته بكل ما فيه من عقد حتى بوقت قسوته شعرت نحوه بالشفقة ثم الشفقة صارت حباً.. لم تجد لعيون دينار المحدقة فيها سوى هزة من رأسها طفيفة حتى لا تطيل المكوث :" كنت أنتظر حضورك مبكراً .. الآن يجب أن أعود للبلدة .. سوف أقبل أبي ومنار ثم أغادر .. كوني بخير ودائماً أبقي بجانب جسور .. هي تبدو قوية لكنها هشة جداً".
ربتت أختها على كتفها ومالت تحتضنها بعناق له دلالة كبيرة شعرت بالعائلة ووجودها هذا اليوم ثم أضافت :" وجودكم جميل بجواري .. لأول مرة أشعر أني لست وحدي .. حتى أبي والمجهودات التي قام بها ليعقد لقاءات بيني وبين القنوات شيء جميل ".
ضمتها أختها بقوة مشددة عليها هامسة بينما أصابعها تحركت لتحيط وجهها :" أنت قوية وتستحقين كل دعم .. هذا واجبه لو أردتِ الحق .. يجب أن يدور حولنا .. يفعل ما لم يفعله بالماضي ".
ابتسامة هادئة لونت محياها بينما أختها تعيد خلف أذنها تلك الخصلة التي تأرجحت من شعرها الكستنائي متهدلة على عينيها وتستطرد :" جعلنا الله لا نرى مواقفه معنا .. شعور صعب ان نكون أمام أبناءنا مخطئين والأصعب لو أخطأنا بحقهم ".
حركت دينار رأسها بموافقة وداخلها دعاء أن تكون بالفعل حملت طفل طاهر .. شعور بالخوف يلفها أن يغادرها هو الآخر شيء لن تتحمله .. بينما شفتيها تتجاوبان :" نعم هذا ما أشعر به داخل أبي كلما ساندني في موقف ما.. أشعر أنه فقط يكفر عن ذنبه بحقي ".
دعمتها أسوار باستطراد ناعم :" ربما لهذا أريد أن أحل للغالي كل المشكلات قبل ان يكبر .. هذا حقه أن يكبر بلا مشكلات تجعلنا مخطئين أمامه ".
هتفت دينار وكأنها تستدرك غيابه :" حقاً أين هو ؟!!..".
أجابتها أسوار بنعومة ونظرة حانية تمر بعينيها :" نائم .. صار ينام من بعد المغرب ويستيقظ طوال الليل .. بمجرد أن نغادر سيستيقظ ويصيبنا بالصداع حتى الصباح ".
تحركت لتصعد إليه :" أعانك الله عليه قطعة من جنون لكنه لذيذ ".
ابتسمت أسوار لتقطع طريقها للغرفة التي كانت قد غادرتها للتو .. رافعة هاتفها مستدعية مرافقة الغالي لتهبط به .. ريثما تودع أبيها وزوجته .. لن تجعله يثنيها على البقاء لحظة وخاصة وهذا المقطع معها .. لن تستطيع أن تكذب على عمها وزوجته ولاء التي كانت تبكي عندما زارتها في غرفة عمها بالأعلى .. تبكي طفلتها ووحيدتها التي تأخرت بعد البراءة لا تعرف ماذا يحدث معها .. وعمها وحديثه عن الأبناء كل شيء سيجعلها تخر أمامه راكعة وتهديه ما يحدث معها وكيف عاونت عدو لهم على الاختفاء ..
بعد لحظات كانت تخط للخارج خطوات رحلتها التي تسعى إليها داخل إحدى سيارات عمها مستعينة بسائق يقلها للمطار ..
تتذكر رحلتها بسيارة عمها ولكن كانت هي من يقودها أخذت مفتاحها من مالك الكامن بالمشفى معه سائق تحت امرته .. تحركت تاركة خلفها الغالي مع مرافقته بالمشفى كانت فزعة أن تكون حيلة لخطف الغالي ..
عند المكان المتفق عليه أوقفت السيارة لتجده بالجوار خلف أحد الإعلانات الكبيرة على الطريق .. صعد ملثماً حتى لا يعرفه أحد.. دفعت إليه ملابس النساء وهي تأمره :" سوف أبحث عن شارع جانبي خالي السيارات حتى ترتدي هذه ".
هتف بصوت خشن :" كيف حالك أسوار ؟!!".
ثم أتبعه مباشرة بسؤال خائف :" لما خاوي ؟!!.. أليس أفضل الاختفاء وسط البشر؟!!".
حدقت به بغيظ :" لترتدي هذه الملابس .. الشارع الخاوي معناه انه خاوي من السكان .. نسبة الخطر تكون أقل سيد مليجي ".
ثم اتبعتها بجدية :" لا تخاف مني .. ولك وعدي لو أطلت البقاء أو ماطلت لتمدني بالفيديو سأسلمك بيدي .. ها أنا قد وعدتك بالنهاية ".
غمغم وهي تشير لشارع ليس به سوى سيارتان صغيرتان :" سوف أفعل .. وأمنحك هذا الدليل .. لأني من الأصل ليس لي دخل بهذه الحقارة .. لا أحب تصوير النساء .. أنا فلاح ابن فلاح ".
نظرت للنافذة تراقب الطريق عن كثب وهي تقول :" تشرفنا .. أي حقارة سيد مليجي .. هل هناك حقارة أكثر من قتل ابن عمي .. هل تدرك الغضب داخلي مما تفعله معي ؟!!.. تهددني بابنة عمي وأنت قاتل ابن عمي ".
صوته يلهث مكتوماً تحت هذه العباءة التي يحاول ان يرتديها :" كان لابد لي من قتله .. كان لابد من تأديب سنمار حتى لا يخرج عن المنظومة ". تنهدت بضيق هاتفة بشراسة :" اتخذت أنت القرار وفعلته .. فلا تلم سوى نفسك ".
ضج بالضحك وهو يجذب أطراف العباءة تحته ليضبط وضعها عليه :" هل تظنين أني المقرر.. عملنا هذا هو منظومة كبيرة .. من دخله لا يتركه إلا بالموت .. فلا تظني عملنا سيقف ذهب سيد سيأتي غيره .. لو خيرت كنت قتلت سنمار ".
نظرت إليه بحدة تطلق شراسة لم تكن تحملها من قبل .. ليجيبها :" نعم .. كنت قتلته هو .. هو الذي امتنع عن استلام البضاعة وصار يحرض علينا في القرى أن يتجنبوا السلاح وصار ينزعه من أيدي من يريدونه .. وهو طليقك الذي تريدين العودة إليه .. أبو الغالي .. أو كنت اخترت الغالي كنت أقتله بطريقة تجعل أبيه المتهم الوحيد ".
وضعت راحتها على صدرها مما يقول هاتفة :" ابني .. لا ".
أجابها وهو يعدل الخمار الكبير ووشاح الوجه فوق :" لا تقلقي .. كنت أريدك زوجة لكني لم أريد أن أضع بيننا دماء لأني أعرف نوعك .. ألم أقل لكِ أنت كأمي ".
تنهدت بهدوء تسكن قلبها الوجل لتهتف تريد معرفة عمن يحكي :" تبدو سيدة حقيقية ".
وضع رأسه على متكأ المقعد خلفه مطلقاً زفرات قوية وصار يبعد النقاب الأسود عن أنفه بأصابعه الغليظة بينما صوته ينساب وكأنه يتذكر أمه :" أمي كانت طوال عمرها صابرة على الفقر وكل شيء .. كنا كثيرون وكانت هي تخدمنا كلنا .. أبي كان عمله بسيط عامل تحويلة في السكة الحديد .. ما يجلبه لا يكفينا خبز فقط .. ذات يوم كان ذاهب ليحول مجرى القطار بموعده لم يرى القطار الذي بالفعل دلف لمكان التحويلة فأخذه القطار معه .. دهسه ومات وهي رغم حزنها كانت لا تكل مع معاش أقل من أن يكفيها بمفردها .. بدأت تعمل تساعد الجميع من العائلات الغنية والقادرة .. كل يوم في بيت حتى تجد ما يطعمنا .. كبرت وأنا أراها مكومة من التعب على مصطبة حجرية بوسط دارنا .. بدأت أبحث عن طريقة لجلب المال .. تركت المدرسة وعملت بالبداية كنت أعمل بأي شيء وفي أي عمل .. ثم وجدت قطعة سلاح في أحد الحقول أخذتها وبدأت أعرف ما المال .. اتضح لي أن ما كنا نكسبه ليس مالاً .. هو فتات طعام .. إنما المال الحقيقي عرفته عندما بعت هذه القطعة ومنها عرفت أن لكل شيء سوق بيضاء وسوق سوداء .. واحدة معلنة وأخرى خفية .. حتى السلاح .. له سوق معلنة قطع مرخصة ولها أرقام وكل الباقي لا رقم ولا هوية له فقط من يقبض عليه هو صاحبة .. ذهبت لأمي التي صفعتني عندما عرفت بذلك وطردتني خارج المنزل .. غادرت وأصبحت من دولاب لعبة السلاح في الوطن .. بدأت أسافر وأجلبه مهرباً وهكذا .. اشتريت المنزل كله لأمي لكنها تركته وجلست في عشة من الخيزران أمام المنزل كانت مصلى لأبي .. وبعدها بأشهر قليلة ماتت بها ".
كانت تنصت بانتباه له ولكل ما يقوله معقبة أخيراً:" ربما لو كنت تركت هذه التجارة ما تركتك .. أنت قتلتها بإصرارك على المال الحرام ".
ضحك ساخراً:" من أين لأمثالكم هذا العناد .. كانت لا تجد ثمن رغيف الخبز ومع هذا كانت عنيدة .. كذلك أنتِ عشتِ حياتكِ مع عائلة ينكرونك وبمجرد أن اعترفوا بك تبدلتِ لتكوني أعند .. أقسى ".
حدقت فيه تفكر في كلماته :" أمك رفضت اللقمة الحرام منك أو من غيرك .. وأنا بما أنك تعرفني جيداً هكذا لم أكن أحتاج سوى هذا الاعتراف لأبدأ معهم من البداية أكون على قدر ما هم فيه .. أتعرف كنت دائماً أريد الحياة بطهر حتى لا يخرج أي أحد ويقول ابنتكم فعلت وفعلت .. ومع هذا كنت راضية معهم .. عمي أفضل عم .. يكفي منزله كان مأوى لنا جميعاً".
ابتسم لأنها لأول مرة تتحدث معه عن نفسها .. وفي هذا الوقت بالتحديد .. وقته كان معها غريب ليقول لها :" هل تصدقيني .. أنا سعيد بوجودي معك هذه اللحظات ".
امتعضت ملامحها مجيبة :" كنت أتمنى ان أكن لك المثل .. أنا هنا لأخذ سلاح وضعته على عنقي .. سأساعدك ولو تأخر بك الوقت سأبلغ عنك وأسلمك .. أنت تضغط علي بتهديدك هذا .. كل ما فعلته أنك أزعجتني منذ البداية .. منذ منعتني من حفلتي .. حتى الآن أضررت بمستقبلي عندما تم تصدر اسمك الصحف بهذه الطريقة المشينة .. كنت السبب في كل مشكلة حدثت لي بحياتي ".
أجابها إجابة جعلت مقود السيارة يدور بين أصابعها :" ماذا ستفعلين لو منحتك توكيل بكل ما أملك هنا ".
ثم صدح صوتها :" لا .. لا .. لا تفعلها .. لماذا تريد إغراقي في أوحالك ؟!! ..لماذا؟!!".
كانت تتمسك بالمقود تهزه بأصابعها بكل حنق .. بينما هو ينظر إليها بتضيق عيني ثم يغمض عيناه قائلاً:" ربما لأني لم أثق بأحد سواكِ.. أريد أحد يبيع كل ما أملك ويرسل لي المال حيث أكون ".
سددت له نظرة قاتلة وهي تضغط على المكابح فتتوقف السيارة بغتة مزمجرة شاكرة ربها أنها على الجهة اليمنى من الطريق الهادئ فلم تحدث ارتباك مروري ثم هدرت فيه :" هل تظن أن السلطات ستدع أحد يبيع لك ما تملك .. جميع ما تملكه الآن صار تحت الحجز التحفظي أنت وكل من يمت لك بصلة قرابة أو عمل .. أليس لك أقارب غير هذه الميادة ؟!!".
كان صوتها يحمل اشمئزاز كبير وخاصة عندما ذكرت ميادة وكأنها ستلوث لسانها .. مما جعله يجيبها :" انا لي أولاد أيضاً لكني أغرقتهم معي فكل منهم لن يستطيع أن يفيدني .. كلنا مقيدون لذات الترس الذي سيفرمنا كلما دار .. لقد أصبحت أرى ما تراه أمي .. كانت تريد الهدوء وراحة البال هذه الراحة التي لم أنلها مطلقاً".
قطعت عليه طريق الاستطراد وعلى قلبها طريق الشفقة :" كان هناك قفازات بالحقيبة البلاستيكية أرتديها .. ليس هناك امرأة أصابعها تحمل هذا الشعر ولا هذا الشكل أصلاً .. ستدلف كامرأة فلا تحاول الحديث مع أحد اكتفي بالإشارة فقط .. هنا بالفندق العائم الذي يتم تجهيز جزء منه ستكون بغرفة تحمل اسمي فلا تدع أحد يكشفك .. سأدلف معك لدقائق ثم أغادر .. ستظل هنا أيام حتى أعد مكان آخر كشقتي تمكث فيه ".
كانت تتقصد هذا الحديث كاملاً حتى يكون معها أمنها بواسطة هذا الجهاز الذي تم تسليمه لها للتواصل الدائم ..
صمت مطرقاً لتسأله :" رؤساؤك الذين تخدمهم أليس هناك أحد منهم ينقذك مما أنت فيه من فرار .. خاصة ملابسك كانت رثة وهيأتك مرهقة ".
ضج مرة أخرى من سذاجتها :" من سقط يدوس عليه الأخرون ولو حاول التفوه سيكون موته .. يا لكِ من ساذجة .. تتحلين بطيبة تجعلك تنظرين للعالم كله كملائكة ".
رنت له بنظرة جانبية ولم تتحدث ليكمل هو ما حرق كبده :" هل تعلمين أن لعائلتك أقارب لا تعلمين عنهم شيئاً ؟!!".
أجابته باتفاق كامل :" نعم .. أكيد .. كل عائلة قديمة قدم عائلتنا لابد وأن تكون مترامية الأطراف فيسقط بعض أفرادها عن محيط البعض".
حرك رأسه نافياً :" لا هناك فرع كامل منذ القدم مجهول للكثيرون انتمائه إليهم .. كان هناك أخ ثالث بالماض لدحية الكبير هذا الذي أحكي لك عنه ".
أجابته بإيماءة مؤكدة :" نعم علمت .. قالت لنا عمتي عن القصة المحزنة له ولأخوته .. كل عائلة فيها مآسي حقيقية ".
عقب بزفرة معبرة عن ضياع :" هل تعلمين كم كان سيتغير المصير لكل العائلة لو كانت كل أطرافها معلومة ".
علقت بموافقة ومنحته بالنهاية اعتراضها بذات اللحظة :" نعم ربما .. لكن القدر جعله يختار لحياته .. لو فكر في أبيه ورضخ له ربما ما كان هناك له ذرية من الأصل ".
أخيراً استطاعت وضعه في غرفة وقعت هي عليها بسجل المقيمين بالفندق العائم الذي ما زال هناك أجزاء منه تحت الصيانة .. كانت حريصة كل الحرص على وضع الجهاز في مكان خفي عن أنظار سيد المليجي نفسه .. وضعته داخل نبتة من العمل اليدوي المصنوع من الخرز والأسلاك الفضية .. كانت فوق منضدة الشاشة .. ثبتته هناك بيد كانت خفيفة وكأنها تتفقد كل شيء بالمكان لم تترك شيئاً إلا واختبرته.. ثم نظرت إليه :" هات الفيديو .. ولا تراوغ ".
مد يده ليلغي ما بيده داخل الهاتف مؤكداً:" هذا ما معي لكن الشخص الأصلي الذي معه ليس هنا .. لا أستطيع أكثر من هذا .. لكن لا تظني أنك سترشدين عني .. الفيديو سهل جداً الحصول على نسخة منه ".
ابتسمت زامة شفتيها فيما بعد معقبة :"كنت أعلم أنك ستفعل هذا لذا لم أغضب .. سيد مليجي عنقك في يدي .. لذا أن كنت تريد الخروج من هنا عليك جلب كل شيء يخص هذا الفيديو خلال أيام ".
لم تنتظر رده .. مدركة أنها أقل من هذا التهديد ولكنه ذر رمال في العيون .. حتى يدرك مراقبوه من هو الرجل الذي يليه أو ربنا وصلوا للرؤوس الأكبر ..
صوت بكاء الغالي أخرجها مما هي فيه من شرود .. جعلها تنتفض مكانها ثم تضع يديها حول جسده المجاور لها تنزع عنه كل الاربطة التي تقيده في مقعده بالسيارة .. تحتضنه بصوتها قبل يديها .. فينظر إليها بعينين دامعتين وكأنه يلومها على الغياب .. أخرجت المرافقة الجالسة بالمقعد الأمامي مجاورة للسائق :"سيدتي هو جائع .. ها هي وجبته .. هاتيه أطعمه ".
أخذت منها أسوار الوجبة في زجاجته لتطعمه هي .. وضعه على صدرها هكذا يشعرها بأنها أم .. كم تتمنى أن تزول كل مشاكلها قبل أن يكبر .. تدرك أن رأسها تحت نصل السكين الخاص بسنمار الذي لو علم من تخفي سيكون آخر ما بينهما .. ربما أخذ منها الغالي أيضاً .. راحت تثبت نفسها بعزيمة جديدة محلها النية .. فنيتها هي كشف الكثير والمساعدة في القبض على من هم يستحقون أكثر من المليجي ..
تنظر للطريق ها قد اقترب المطار وستعود لكل ما هو في نيتها البحث عنه .. مدركة بوعي كامل ما هي مقدمة عليه من معارك .. ففتح مدرسة موسيقى أصلاً سيواجه من الكل بالعصيان وقد يرمونها بأشياء لا تمت للأخلاق بصلة .. لكنها ستعاند فقد وجدت طريقتها لترقية المجتمع بترقية إحساسه بكل شيء .. هذه هي طبيعة البشر من الصعب تغيير طبائعهم، وإبطال الأسس التي قامت عليها شخصياتهم.. وهم وجدوا في صلابة وجهل وكبروا مع المرض والفقر .. لذا هناك حرب ضروس ستخوضها ..
*********************




الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-03-19, 06:57 PM   #985

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



روما**
متجمد النظرات على صورتها وكأنه يطبعها داخله .. هل هي فعلاً .. تحركت أصابعه على صورتها وكأنه يعيد ملابسها بشكل صحيح.. هل تحولت صورتها وما تعانيه لضربات موجعة لقلبه؟!! .. تجمعت كل الخيبات في هذه اللحظة .. فشل بحمايتها فشلاً ذريعاً كما فشل في جلب حق كوثر .. ربما كوثر أقل في شناعتها .. لم يكن قد ولد بعد أو ربما كان صغير .. مستدركاً أن زوجته قد تعرضت لبشاعة هي الأخرى .. ترك الصورة تلحق بأصدقائها الذين افترشوا أرض البهو ..
نظر للرجل الآخر الثائر كثور ينطح كل ما طالته كفاه .. صوته يملأ المكان بالصراخ فيما مال يلملم الصور ويجمعها داخل جيوبه التي اكتظت بها .. يدرك شعوره بالهزيمة والفشل .. شعور كريه خاصة في حالتهما هذه .. همس :" ماذا تفعل ابن عمي .. تجمع شرفنا من فوق الأرض ". الرؤية غير السمع وخاصة في وجود غرباء..
تجمدت عينا رشاد مكانه منكباً على الأرض الرخامية ثم ارتفعت بغتة تجاه هذا الذي كان له ساعات يشككه في زوجته .. ها قد حصل على بغيته ليزيد لها الأمر سوءً .. نظراته قلقة تحمل الهزيمة ..
وقف تتساقط من أصابعه الصور في إتهام مخيف لها فكانت أنها تحولت لحقيقة ماثلة أمام عينيه .. عادت تصرخ بالمكان الفسيح .. هنا قد سمع صوتها .. على هذا الدرج هرول ناحيتها لينقذها صوتها استنفر رجولته بقوة ليكسر هذا القالب العملي الأوروبي السخيف :" هل تظنها فعلت هذا؟!!".
عقد جواد حاجبيه ،وصار الهواء ثقيل لا يدلف لرئتيه والزفير لا يخرج أيضاً معقباً بصوت مستحيل التصديق :" أتعني ضياع حلمي ..". لم ينتظر الرد عليه ليقطع الشك باليقين الواجب :" نعم تهشم وصار علي الثأر من أجله .. لوثها حقير سوف أذبحه وأذبحها ".
دار رشاد حول نفسه ينظر حوله عليه أن يجمع شتات نفسه مستدركاً شيئاً أنه لم يكن أمر بوضع كاميراً بغرفتها .. هاتفاً :" مهلاً .. لم يحدث".
كان جواد قد مال على الأرض يجلب شيئاً وعاد واقفاً مرة أخرى مسدداً ما بيده لوجه رشاد :" ماذا الذي لم يحدث ؟!!..أجبني ".
ارتبك رشاد مستدركاً السلاح الذي يحمله جواد مسدداً إياه لرأسه هو .. إنه سلاحه متى سقط منه ؟!!!.. أجاب بنفسه .. لابد في لحظات جنونه سقط منه بغير وعي .. بينما جواد يهتف بغضب :" لم تحافظ على أختك .. حضرت لتمنحك جميع ما تعبت من أجله .. ولكنك لم تحافظ عليها .. كيف تضع كاميرا بغرفة نومها من الأساس".
طوح رشاد كفه يريد الاستخفاف بجواد الذي أبتعد خطوة للخلف :" ذكرت لي كل ما حدث بعناوين سخيفة أريد معرفة كل شيء بتفصيل يوازي المدة التي قضتها هنا معك .. يا أخيها .. هل كنت تعلم من هي منذ رأتك ؟!!.. ولا تكذب واضح أنها لعبتك فقد لعبتها معي أيضاً".
هتف رشاد بضيق يوازي ضيقه بل يزيد لأنه هو المحرض على هذا الفسق :" أبعد هذا السلاح حتى لا تصب أحدهم.. تعال وسوف أقص عليك كل شيء ".
ترك جواد السلاح يسقط متدلياً فوق سبابته مد رشاد يده ليأخذه ودفع به خلف ظهره كعادته .. تحرك شخص من الخدم ليشير إليه فيتقدم وهو يرتجف من مجرد رؤية عينا رشاد متخبطاً في كلماته :" السيد مهاب هددني بقتل طفلي الصغير لو لم أفعل هذا ".
أجابه رشاد بكل هدوء :" ماذا فعلت بالضبط ومتى ؟!!".
أجابه بجدية :" منذ يومان تأخر طفلي وكدنا نموت فنحن لم نعرف أين هو ؟!!.. حتى هاتفه لم يكن يجيب .. ثم أجاب على هاتفي لأجد صوت السيد مهاب يطلب مني كاميراً كان قد ثبتها في غرفة الآنسة فرسان .. منحتها له مقابل ابني .. واليوم حضر منذ ساعات ومنحني هذه الصور وأمرني ان أنثرها هنا ".
استطرد الرجل مستكملاً:" كنت هنا بالقرب .. حتى أعترف لك سيدي بكل شيء .. لم أستطيع الرفض حتى اليوم خشيت على عائلتي .. لست خائناً".
صرفه رشاد بإشارة من يده ترافقت مع صوته :" سوف تتخلص قريباً من هذا العفن .. لا تخشى على عائلتك لكن إذا اتصل بك .. أعلمني ما يريد وامنحني رقم هاتفه الذي اتصل عليك منه ".
هتف الرجل :" رقم خاص ".
عاد الرجل ينظر للصور بأسف :" أعتذر لتلك الفوضى ".
كانت أصابع جواد تسجل حرباً كاملة حتى لا تتسابق لعيني الرجل الغريب فيقتلعها ثم ينهال على هذا الأخ الذي لم يفلح في حماية أخته ..
خرج الرجل بالفعل بينما نظر رشاد لجواد بطريقة منهزمة .. منسحق أمام ما جعله يوماً بجانب الصديق :" هل تصدق أنها فعلت هذا برغبة منها ".
نظر إليه جواد بطريقة مخيفة وأصابعه ابيضت سلامياتها من الضغط الشديد عليهما وصوته يطيح به الجنون :" هي فعلتها .. أتسألني حقاً".
شعر بالموقف السخيف الذي كان به بينما جواد يميل على الأرض فيمسك بصورة من هذه الصور التي لا تمثل له شيئاً من حقيقة :" أنظر لعينيها ترى الفزع .. الخوف وليس الرغبة .. أنا الوحيد الذي يعلم عيناها كيف تكون كبحيرة من الفضة الذائبة عندما تكون معي راغبة ".
تنهد رشاد مستدركاً لكلمات دفعها جواد منذ لحظة سابقة :" كنت تهدد بذبحه وذبحها ".
جاء صوت جواد واثق مما هو فيه :" نعم سأذبح من حاول تلويثها .. أو من حاولت توريطها .. كنت أشعر أن هناك لعبة بالأمر .. شعرت أنك جلبتني هنا لأرى هذه الفوضى .. هناك شيء لم يكن معلوماً لي .. أنت لا تعرفني ولا أعرفك فكيف تريدني أن أثق بك .. تلاعب الشك داخلي وكان لابد من التهديد لأعلم ما حدث مع زوجتي بالضبط ".
تحرك رشاد للطابق الأسفل وهو يتحدث موارياً موقفه الذي وصل للحضيض بكل ما يحمل من قذارة .. يتمنى تبرير موقفه ليحصل على غفران لا يستحقه ،فيتبعه جواد بلا تردد من هنا سيكون ارتباطهم الحقيقي .. صوت رشاد خشن :" هنا قضت وقتا كبيراً .. حوالي أسبوعين ".
بينما يفتح الباب الداكن الثقيل ثم يدلف وهو يدور بالمكان البارد برطوبته العالية ذات الرائحة العطنة .. توجه جواد للفراش المتغضن ليلاحظ أن الوسائد معدة للجلوس مرر راحته على الوسائد يلتقط البرودة التي جعلت جسده يقشعر فعدل سترته مغلقاً إياها وكأن البرد قد لسعه فجأة هاتفاً بغير تصديق :" فرسان كانت هنا .. فرسان عظامها تبرد في حرارة الصيف فكيف لها أن تتحمل هذا الجو.. لماذا؟!!.. لماذا وقد حضرت لك لتمنحك كل ما يملك أبوك .. لم تهتم بتعبها وعملها .. جعلته لك جميعه لمجرد ان تعيدك لأبيها .. لم أفهم ".
صدح صوت رشاد بكل الوجع :"وأنا أيضاً لم أكن أفهم .. لم أفهم أن هناك لي عائلة تبحث عني .. لم أكن أعلم أن أبي يريدني .. كل شيء تربيت عليه ان أبي كرهني وأنه يحتاج طفل من جلدته .. كانت هي موجودة أضع عليها كل غضبي .. هنا بالغرفة هذه كنت أتلذذ بكسرها .. كسرتها عندما أتهمتها بمحاولة قتل عمي رونالدو فيتوريو .. ثم كسرتها عندما أعلمتها ان أبيها قد مات .. أتعلم ماذا قالت لحظتها .. نعت أبيها لأنه فقط لم يرى أخيها .. هزمتني بلحظة انكسارها .. جعلتني أدرك أنها فريدة .. حتى لو كانت غير مثالية ولكنها عنيدة .. تحدد طريقها وتكمله للنهاية .. وقتها أخذتها من هنا لغرفتها ".
تحرك للخارج ليكمل بصوته لمن تبعه بصمت مطبق .. لا يريده ان يقف عند حد .. يكبح تلك الرغبة في لكمه في عينيه التي لم ترى ..:" بدأت أربط أشياء ببعضها .. أتعلم أنها أنقذت بنك فيتوريو كله من فضيحة كادت تطيح به .. كشفت لي أن هناك مختلس من كبار الموظفين وبالفعل قبضت عليه وأعدت كل ما سلبه وصرفته بلا مكافأة ولا توصية ولن يجد من يجعله يعمل بمقهى .. ".
أحنى رشاد رأسه فلم يجرؤ على النظر داخل عينا جواد بهذه اللحظة عندما وصل لغرفتها :" هنا تم كل شيء عندما حاول مهاب اغتياله ولكنها قاومته وهنا أوسعته ضرباً وفر .. كم كان قلبي ينتفض لمجرد أن أختي كادت أن تكون ضحية خطتي لها ".
وضع جواد راحته على معدته التي ضربها الألم وارتفع الغثيان داخل حلقه لمجرد تجيله ما ترضت له وهي وحيدة بدونه ..حتى نطق رشاد بآخر كلماته تراق الشك المصدوم داخل عينيه فيهتف باشمئزاز واضح :" خططت أنت له ليغتصبها ".
ازداد شعور رشاد بالدونية وأن الحيوان أرفع منه مقاماً .. مغمغماً :" نعم .. كنت أريدها مكللة بالعار وإرسالها لأبيها هكذا .. ليرى ابنته التي جعلها فوق الجميع".
كانت قبضة جواد قد تركت موقعها بالفعل وطارت باتجاه عينه التي لم تكن تنظر إليه .. وضع رشاد أصابعه على عينه وهو يطلق تأوهة وحيدة جعلت جواد يرتاح قليلاً ..ليحضر صوت رشاد كحيوان جريح :" بينما أنا ابنه هنا .. أحاول أن أدفئ جثة أمي وأتعارك مع أطفال الميتم من أجل قطعة خبز ".
لم يشعر جواد بيديه وهي تقبض على ياقة سترة رشاد ويدفعه للجدار خلفه هاتفاً:" لم أشعر نحوك بالأسف .. أردت وضع غضبك فوق كتفيها .. أكتب عليها ان تحمل أوزار العائلة كاملة ".
أكمل رشاد بحدة :" نعم الجميع حملها كل الأخطاء .. أنا وأنت وحتى أبي لم يحميها كما يجب ".
صوت أخيها جعله يدرك أنه أخطأ بحقها هو الآخر .. هتف بحدة :" كيف حالها الآن .. هل تعرف بهذه الصور ".
أطرق رشاد للأرض مرة أخرى مجيباً وهو يمسد عينه المتوهجة باحمرار وبدأت جفنيها يثقلان دلالة على التورم المحتمل :" نعم .. مهاب هددها بها اليوم ويريد المقابل كل المليارات بالحسابين .. يريد تفويض باسمه على بنك فيتوريو لندن ".
رفع جواد أصبعه الأوسط منفرداً ببذاءة أعجبت رشاد أكملها بصوته الأجش :" هذا ما سيحصل عليه ".
استمر جواد بالحديث مستفسراً :" يجب السفر هناك ليتم مراقبة البنك حتى يقبض عليه هناك ".
أجابه رشاد :" غداً سنكون هنا بالمحكمة لتدلي فرسان وجيوكندا بآخر شهادة تدين بها رونالدو ومهاب وكل عصابة بيع الأعضاء ".
قاطعه جواد بجدية ينظم بها الأمور :" لا أعتقد ان مهاب سيكون بالقرب .. غالباً هي قد غادر اليوم بالفعل .. ما اسمه كاملاً هل هو عربي خالص؟!! أم أبيه إيطالي الجنسية؟!! ".
أجابه رشاد بنبرة حادة :" نعم أتضح ان فرسان تعرف أباه .. اسمه فريد الدهان من نفس الوطن ".
ضغط جواد على شفتيه بأسنانه الحادة يكاد يقطعها:" الحية لا تلد سوى حية مثلها .. وهذا الدهان أحقر من حشرة ماذا نتوقع منه سوى الحقارة ".
هتاف رشاد وهو يفتح المصعد :" هيا لنحضر الفتيات ثم نعود لمنزل أبي ".
تحرك وداخله يقين أن عندما تحب شخصاً حباً حقيقياً، لا شيء يمكن أن يحول بينك وبينه . وهو يحبها وداخله يقين أن حقها سيجلبه وأيضاً سيجلب حق أخته ..
****************




الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-03-19, 06:58 PM   #986

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



تمسك بكفه وتحادثه كعادتها .. ينتظرها بالخارج مالك ومروان .. شعرت بحركة خفيفة داخل راحتها نظرت لعينيه وجدته ينظر إليها بعين مسدلة الأهداب.. أرادت الوثوب لتحضر الخدمة الطبية .. لكنه تمسك بأصابعها بغتة منه جعلتها تعاود الجلوس مرة أخرى .. تبتسم له فيخرج صوته هاتفاً باسمها :" جسور ".
سرقها الحزن داخل صوته .. الألم النازف داخل قلبها طفر رغماً عنها لتنهال على كفه تقبله .. تحاول محو الخوف والذعر الذي يكتنفها منذ أصيب .. كم تمنت ان تمحو هذا الشجن الغريب عليها .. اكتفت بكلمة واحدة كرد بدون أن تشيح بعيونها عن عينيه :" نعم ".
شدد بأصابعه على أصابعها جعلتها كريشة في مهب الريح .. تتحلى ملامحها بالطفولية بينما هو بدأت عيناه تقسو بطريقة لم تشاهدها متحدثاً ببطء شديد فكل حرف يخترق صدره المثقوب :" لماذا؟!!".
صوتها المستفسر بجزع حقيقي جعلها تدرك أنها قلقة بالفعل لدرجة الهلع منه :" ما تقصد هادر ؟!!".
كان يجذبها أكثر إليه وصوته يعلن لها بكل تعب :" هل انتصرتِ لنفسك بمحاولة قتلي؟!!".
صدمها اعترافه الذي صرح به لتوه لتجد تأنيبها لذاتها يزداد أكثر وأكثر .. لتدرك ان معركتها وهمية مع نفسها هي .. كانت تخشى الخيانة ولكنه لم يخنها .. حركت رأسها برفض :" لا .. لم أفعلها هادر .. لم أفعلها .. كنت أموت خوفاً عليك ".
حرك أصابعه لأعلى يمس شعرها الجنوني الذي يتراقص حول وجهها بلونه الأحمر :" لقد اعترفتِ لي بأنك فعلتيها ".
كانت أصابعها تتحرك برفض كامل :"أنت لا تستوعب الآن ما حدث .. فيما بعد سأتحدث معك ".
سحب أصابعه من داخل شعرها وعندما توقف أمام جبينها دفعه للخلف برفض كلي :" لن يغير كلامك شيء جسور .. دائماً تجيدين التلاعب ".
حاولت التمسك بكفه ولكنه سحب كل ما يخصه من أمامها .. وعيناه انطلقت بنظرة قاسية لم تتخيل أنها لها هي .. كانت عيناه تتثبت على الشاشة الخلفية التي تذيع تكراراً للحادث وكلمات الاعتراف الصوتي مكتوبة على شريط الأخبار السفلي .. جعلتها تنظر للخلف فتجد هذا الخبر الذي علمت به سلفاً ..
صدح صوتها بتوسل محبط :" اسمعني لست أنا من ..".
كانت أصابعه تجتاز الفراش لتتمسك بجرس جوار الفراش .. فلم تكن سوى ثوان معدودة ليدلف الفريق الطبي وخلفهم مروان .. الذي لاحت على عيناه إمارات الارتياح عندما وجد رفيقه مفتوح العينين .. لكن أوجعه صوته الحزين عندما أعلن :" لا أريدها هنا ".
أمر واجب النفاذ جعلها تصرخ فيه :" تباً لك هادر .. اللعنة عليك .. ليتك ذهبت ".
هل ما يسمع مروان هو الجنون ذاته من هذه المرأة الجنونية الكلمات .. مد يده ليسحب مرفقها للخارج ملبياً أمر صديقه العائد من الموت .. منطلقاً لمالك الذي كان متجمد على الباب الداخلي يرى ما يفعله ابن عه في ابنة عمه وأخته الصغرى .. ضمها بين جناحيه ثم لفها ليغادر بها المكان كله .. في وسط صدمة اجتاحت الجميع من هذا الزوج الذي ما أن أفاق طرد زوجته خارج غرفته بل خارج حياته كاملة .. لم ينبث ببنت شفة .. بينما هي تعاني انكسار صعب .. تستكين داخل ذراعي الشاب الطويل من يراه يظنه أخاها الأكبر .. قرر أن يغادر بها ليعيدها للمنزل .. دموعها تتسابق لتنهمر ونشيجها يرتفع من أجل قلبها الذي انفطر ..
*******************




الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-03-19, 06:58 PM   #987

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



إسبانيا
له ساعة يتحرك حول الطائرة الصغيرة فوق فندق بولتيزر بكاتالونيا .. لم يكن يعلم أن ابن عمه قد وصل لهذا الدرك من الثراء ..لكن أي ثراء يفيد مع نفسه التي وضعت فرسان في هذه المشكلات الجديدة.. عاد ينفض رأسه شاعراً بشذرات التوق فقط أن تغزو عقله .. كل ما فيه يحترق ليراها.. حتى كل ثانية انتظار هي زمن من الدمار النفسي الكامل.. سبح في القصة التي عاشتها هنا كاملة وكيف أنقذت الفتاة التي لم يتعرف سوى على صورتها على هاتف ابن عمه.. غزا الضيق أفكاره كلما تذكر محبسها وهي ذات الروح المنطلقة وانكسارها بتخيل موت أبيها ثم هذا الاعتداء الأخير عليها .. قبضتيه تنقبضان بقوة وخوفه يزداد لدرجة زرع الشك في نفس رشاد عندما أعلن له :" أذهب أنت وأجلب الفتاتين وأنا سأنتظر هنا بجوار الطائرة .. ربما يحاول أحدهم العبث فيها ". ليعلن له رشاد اتفاقه النسبي معه :" لذا سأهبط فوق مهبط الفندق وليس بالمطار كنوع من المفاجأة مهاب يعلم أني أهبط في المطار دوماً". الديمومة هي ما صارت خاطئة .. يجب التصرف بكل شيء بغتة بدون إعلان .. ارتفع رنين هاتفه بهذا الخط الدولي الذي لا يعرفه أحد سوى رشاد .. معنى هذا أنهم بالمصعد .. ما هذا الارتباك الذي شعر به لتوه .. وكأنه سيراها لأول مرة وكأن ما كان بينهم تاريخ من الحب .. نعم لم يتبقى داخله غير الحب فقط .. ليست رغبة فيها إنما حب خالص لتكون بأفضل حالاتها..

" رشاد ابتعد قليلاً".
صوت جيوكندا التي كانت قد ارتدت فستان كوكتيل أخضر اللون بدرجة الزيتون كلما تحركت يتماوج لونه ليمنحها درجات مختلفة تصل للبني تأثير نوع القماش ليس إلا .. جعلها السحر والفتنة ذاتهما .. شهق عندما رآها تهبط من فوق الدرج بالمنزل لتبدو فينوس في الأساطير ..مال عليها يعانقها ويمنحها قبلة قصرها ظهور أخته التي لو لم تحصل على السعادة لن يستطيع الوصول لسعادته الخاصة .. كان يتحرك بينهما بشعور مخزي من الجلد للذات .. حتى وصوله الفندق بسيارة خاصة من سيارته أخذها ليقودها بنفسه تاركاً جواد بأعلى كجزء من مفاجأته الكاملة لأخته ..
مال على رأس جيوكندا هامساً بشعور جارف :" لا استطيع الابتعاد ؟!!.. فينوس ".
شهقت بسبب ما يثيره داخلها من أحاسيس جارفة وهمت تتحرك بعيداً عنه تريد الاتجاه لتجاور فرسان المتوترة للغاية التي تسأل للمرة المائة بغياب عقلي عن المكان :" هل فعلاً لم تقابل جواد ؟!!".
انتصبت عينيه عليها ويده تمنع فتاته من الفرار بعيداً.. أجلى حنجرته ثم أستفسر :" ما بك؟!!.. لماذا تؤكدين؟!!.. ألا تصدقيني".
رفعت أصابعها تنفي بحركة بسيطة :" لا ..أصدقك رشاد .. لكن .. لكني..".
اسندت جاكي ظهرها لصدر رشاد الذي شعرت بدفئه من خلال القماش الرقيق لثوبها في حالة ترقب لباقي إجابة فرسان التي نظرت لسقف المصعد ثم تحدثت :" أشعر به قريباً.. جداً.. ألتقط أنفاسه .. ". صمتت بغتة عاجزة كلياً على إكمال شرح ما تريده لتكمل داخلياً: "جسدي يخبرني أنه قريب". لا تصدق حالة التعطش التي هي فيها وذلك اللئيم الذي تحمله يتحرك اليوم بهياج شديد وكأنه يحتفل .. لا تعلم ما هي فيه بدا غريباً عليها فعلاً .. يغاير ما كنت تتوقعه عندما فتحت جيوكندا حقيبة جهازها الذي كانت ابتاعته قائلة لها سنكون أجمل فتاتين كما طلب منا اختاري ما يلائمك فمقاييسنا تتقارب .. وقتها سقطت في عشق هذا الثوب مكتفية به وبحقيبته وحذاءه الذي لائمها قياسه وجوان اجتهدت في تزين شعر الفتاتين مع فرسان بتلك الضفيرة الفرنسية العربية التي زينتها ببعض الفصوص الكريستالية تاركة بعض الشعيرات تتهدل حول وجهها .. أما جاكي فقد تعمدت رفع شعرها اللولبي ككتلة هوجاء لقمة رأسها وتركت خصلات أكثر هياجاً على جانبي صدغها .. لائمت فستانها القصير وكشفت عن ذراعيها العارية بلونها الوردي .. كانتا تتزينان وكأنهما ستحضران لحفل وليس لشهادة بمحكمة .. عادت تسأل رشاد مسددة نظرها للسقف وكأن جواد سينبت من خلال أضواءه :" ألم يكن أفضل لنا أن نرتدي ملابس عملية أكثر ".. لم يجب رشاد الذي كان قد أحكم ذراعيه حول فتاته يشدها إليه هامساً في أذنيها بما يدغدغ أعصابها :"ما رأيك نتزوج اليوم في المحكمة .. هذا الثوب صنع لينزعه عنك رجل ".
ضغطت على شفتيها بخجل عندما نظرت لهما فرسان لتحصل على إجابة مضيفة :" متى تتزوجا وتريحاني من هذه اللقطات المزعجة ".
أجابها برد لم تتخيله :" من يراك لا يقول زوجة ولك احتياجاتك ".
تغضن وجهها بلون زينه الاحمرار وتلعثمت بشدة مهاجمة أخاها :" عيب .. ما تقوله لا يجب .. هذا للغرف فقط ".
ضج بالضحك معقباً:" الحب للغرف المغلقة .. لا عجب إذا أن الشباب لا يرونه فصاروا يتقاتلون من قلة الحب ".
أغمضت عينيها بلحظة اضطراب لن تدخل في صراع حضارات الآن لتكرر سؤالها :" هذه الملابس لن تصلح للمحاكمة ".
أجابها بجديه :" كل شيء تم عما حساب له .. سنعود للفندق وهناك ستجدين كل ما تريدينه قد جهزنا دولاب كامل لكما هناك فقد .." قاطعته بسؤالها :" من هم ؟!!".
اندهش بغتة من عقلها الذي لا يترك شاردة ولا واردة .. تعثر مرتبكاً.. لم يستطيع أن يقول جواد كان معي وأنا أهاتف الفندق ليعد المطلوب بالقياس المناسب وقتها انطلق صوت جواد بقياس زوجته :" أقصد أنا وإدارة الفندق ".
وصل المصعد لآخر طابق بينما تبقى طابق لابد لهم من صعوده على الدرج .. بالفعل بدأتا تصعدان خلف رشاد الذي كان يختال كعارض أزياء .. لم يفسد هيئته سوى تلك الكدمة حول عينه .. التي لم تصدق أنها صدمة باب .. عادت تسأله :" هل تلك اللكمة ستجعلك تقود بشكل صحيح أم ستضيعنا في الجو ".
عاد يؤكد :" لم تكن لكمة كما قلت لكما فقط صدمة باب ليس إلا .. ثم لا تقلقي هناك الطيار الآلي لو عجزت عن القيادة .. كم من مرات تركته يقود بي ".
فتح الباب الأخير على السطح حيث الطائرة ..تحرك جانباً ليجذب له فتاته حتى تكون تحت أبطه لا تغادره ..بينما فرسان دلت تخطو فوق السطح تتحرك بثوب أسود من قماش الشيفون بلا أي لمعة تبرق بشرتها أسفل أكمامه المشقوقة بطريقة بدت رائعة تجعل من المرفق حتى المعصم يظهر بنصوع بينما يعود الكم ليحتضن معصمها كما يحتضن الثوب صدرها وينساب لأسفل في اتساع يصل لركبتيها .. يرفرف حولها وتلك الشعرات التي تهيم حول وجهها تعاندها فتطير بفعل الهواء فوق السطح لتغطي عينيها تحاول أن ترفع أصابعها تجذبها وتعيدها لمهدها خلف آذنيها ولكنها شكلت لها حالة من الارتباك .. جعلها تتلهى بها عن المكان فلم تفتح عينيها ولم تشعر بالوجوم حولها ولا بيد جيكوندا التي وضعت على فمها تكتم أي شهقة عندما بدأ هذا الرجل الوسيم يتحرك تجاههما .. لم ينظر لهما كل عينيه على هذه الواقفة هناك بأول السطح تعاني مع الهواء وشعرها .. هل حقاً يتنفس نفس الهواء الذي تتنفسه .. هل هي هناك بصحة كاملة .. لا يصدق نفسه .. الشوق والتوق فقط ما جعلاه يتحرك تجاهها .. على بعد خطوة واحدة قصيرة توقف أمامها فقط ليعيد لها هذه الخصلات الهائجة كهياج خلاياه أصابعه تدور حول خصلاتها لتمررها بين أصبعيه من الجهتين .. ما تزال مغمضة العينين لكنها تشعر به تراه بقلبها شهقت مرتدة خطوة للخلف وكفاها التي تحمل حقيبة صغيرة عملتا معاً لإزاحة الخصلات لتبقيها هادئة .. فتحت عينيها بحدة اتساع لم تصل إليها من ذي قبل .. كانت شفتيها تهمسان بلا صوت باسمه فقط .. عيناها تدمعان لرؤيته وكأنها قد وجدت مرفأ حياتها الضائعة .. لم تنزل كفيها بعد عن رأسها بحقيبتها الصغيرة وكفها الآخر على وجنتها تجاور شفتها السفلى .. لوحة صادمة لم يكن يتخيل أفضل منها .. صوته بدا قصة أخرى من العشق عندما خرج باسمها هامساً مترنماً .. ليثبت أن للحب شفاه :" فرسان ". اتبعها بأجمل سؤال لم تتصور مدى جماله عندما سيلقيه عليها .. رغماً عنها شعرت بجماله رغم سذاجته :" هل أنت هنا حقاً؟!!".
أرادت الصراخ بنعم .. أرادت أن تلقي نفسها بين أحضانه .. أرادت البكاء مطولاً على صدره .. أرادت وأرادت لكنها متجمدة كلياً.. هتف بها بحنانه الناعم :" هل سنظل هكذا ؟!!.. متى ستسمحين لي باحتضانك ؟!!".
ما هذه اللجة التي تحتويها بلحظة ضاق الكون كله وصار في عدم لم يبق سواه .. تنظر لذراعيه التي فردها بانتظار تلك الخطوة التي تريدها بالفعل تحركت قدميها للأمام بهرولة مندفعة تسقط نفسها داخل صدره .. يغلق عليها دائرته وكأنه يحميها همست بلوعة مفقودة :" تأخرت ".
كانت تضربه بقبضتها في كتفه تفرغ كل الوجع داخلها .. شدد عليها هامساً يتنسم رائحتها :" اشتقت لكِ أميرتي ".
هذا اللقب الذي قتلها مرات عديدة بل كل مقتلها كان داخله .. تعلقت بعنقه تبكي بمرارة لم تكن تتخيل أن أول لقاء بينهما سيجعلها تبكِ .. لا تستطيع التوقف عن هذا الوضع .. لم تدرك متى سقطت الحقيبة الصغيرة من يدها .. فقط هذا الصدر هو ما يهمها .. فلتفرغ عليه كل دموعها .. كان يربت على ظهرها ويمسد جسدها كمن يلقي تعويذة راحته تمر من قمة شعرها حتى آخر ظهرها .. يتمسك بها أكثر مما تفعل هي ..
مالت شفتي جيوكندا على أذن رشاد تهمهم بهمسها وداخل عينيها ألوان من عشق جعلتها بحالمية شديدة :" كم تحبه .. لا تبكِ المرأة إلا على صدر رجل تحبه .. خاصة فرسان من لها هذه الشخصية لا تسمح بدموعها أن تسيل هكذا إلا مع صاحب أجمل ملامح بالكون ".
قطب رشاد حاجبيه يناظرها بجنون :" من هذا ؟!!.. أنا أوسم منه بمراحل ".
مست عينه المتورمة بطرف أصبعها ثم هتفت ضاحكة بمرح :" نعم حقاً .. جعلك أوسم بهذه الزينة .. يا غبي لست من أصفه هكذا .. أنها هي تراه هكذا .. ربما هو ليس بأوسم رجل .. لكن بعينيها صاحب أجمل ملامح بالكون ".
دفن رشاد شفتيه الحارتين داخل عنقها يرشف من نعومة بشرتها بتلاعبه الطبيعي :" وأنا يكفيني أن بين يدي فينوس ذاتها .. لم أعد أتحمل يا فتاة ".
قضمت شفتها السفلى بين أسنانها لتهمس :" أريد أن يكون أبيك من يقدمني لك في المذبح ".
اغتمت ملامحه لهذا الخاطر عندما لاحظ أن بطاقة هويته بوطنه تحمل خانة الديانة هل حان له أن يختار ما سبق وأختاره له أهله من قبل عندما كان طفلاً .. لكن طقوس زواجه تلتزم منه تحديد هذا .. كانت أمه تصر على الحديث بالعربية وتعلمه دينه الذي يختلف عن دينها .. كان طفلاً؟ فلم يدرك تلك الأمور من قبل .. كانت أنفاسه اللاهثة تتحرك فوق رأسها كبركان حار .. مما جعلها تسأله مدركة ما هو فيه من صراع :" ما بك رشاد؟!!.. ألا تريد أباك ؟!!".
غمغم بحيرة :" لا أريده بالفعل .. لكني بحكم بطاقتي الوطنية مسلم الديانة ".
سألته بجدية وهي تستدير بين كفيه :" هل يعيق هذا زواجنا ".
أجابها بلهفة مستدركاً أنه مازال طفل في هذه الأمور :" لا أظن ذلك .. لكني سأسأل .. لو حدث هذا نتزوج قبل العودة .. لا أظن أن هناك دين قد يفرق زوجان أبداً".
كانت تدفن نفسها داخل صدره وهو يقيدها به هاتفة :" كم أحبك رشاد ؟!!".
ليكمل هو ما تريده بشفتيه الحانية التي تمر على جبينها :" من أول لحظة عشقتك فينوس ".
أخيراً بدأ العقل يحكم أطرافه على فرسان انبلجت عيناها الفضية بانفراجه سمحت لضوء الفجر الأبيض أن يدلف لعينيها .. بلحظة شاهدت الضوء فلم تدرك كم لبثت بين ذراعيه باكية .. صعدت للسطح والليل يتمسك بأطرافه ويحكم ظلمته الحالكة في المكان .. تحركت للخلف تنظر لوجه .. تقتات على ملامحه ..شحبت ملامحها فجأة عندما تذكرت كل ما مر بهما أدركت مدى صعوبة قرارها الأخير حياله .. كانت كفاه تتمسك بمرفقيها فتتعلقان بينهما وهي تنسل من بين أصابعه للخلف خطوة .. أتسعت لخطوتين .. عليه أن يكسب معركة وهمية في عقلها .. كانت عيناه يكسوها الغم بلحظة الغموض بينهما هتف فيها :" كل شيء لا يهم .. أنتِ هنا وأنا هنا .. حبنا حقيقة .. هذا هو الأهم ".
لا تعرف لما مررت راحة كفها بغتة على بطنها تحمي طفلها أو تتذكره بينما تكمل رحلتها وكأنها تمسد ثوبها .. الذي يرفرف حول ساقيها .. صوتها المرهق يبلغه ما لا يعلمه :" حدث الكثير .. لن نصلح للعودة .. افترقنا بلحظة قبل أن أغادر ".
صدح صوته وكفاه تعتلى رأسه هاتفاً بصخب من فقد روحه " أي لحظة هذه .. آخر ما أذكره امرأة غاية في الجمال كادت تمر بالطريق وتصاب بحادث فقط لأنها كانت تنظر لي .. آخر ما رأيته صرخة ملتاعة منك وأنا أساق مع الشرطة .. ثم بعدها أهديتني النجاة .. جعلتي في عنقي دين لابد من وفاءه .. هل هذا ما تقولين لي ".
كلماته ذكرتها بما نسيته .. فلم تكن تضحيتها بمقابل ولكن لابد لها من هذا المسلك حتى يغادر .. لن تعلمه مالم يعلم .. لن تعلمه أنها كادت تضعف وتخور قواها أمام وحش أدمي .. لن تخبره بأن الله كاد يعاقب راشد بانتهاك ابنته .. حتى لا يربط بينهما من حدثين فكما تدين تدان .. عقيدة تؤمن بها ويؤمن بها كل أفراد وطنهم .. همست أخيراً:" ربما .. المقابل أطالبك به الآن .. أن ..أن ..".
عجباً لماذا تتعثر الكلمة وتعاندها الخروج .. كان واثق أنها تفكر بهذا .. الآن بات يعرف ما تريده بشكل كامل فدعمها بصوته :" أطلبيها فرسان .. هيا ".
نظرت داخل عينيه التي غلفها الغموض .. كان يقبض على أصابعه حتى لا تفر منه لعنقها تخنقها من غباء عقلها الذي لم يدرك كم يحبها بل لو أمرت لترك الكون جميعه وهرول خلفها كطفل مدله .. بدأت تشحذ الجمود داخلها وتستجلب البرود داخل صوتها لتطالبه بما ينتظره فخرجت مهتزة الأحرف :" جواد .. طلق..قني ".
سكنت خلاياها فجأة وأدركت من إغماض عينيه أنه سيفعلها ويتركها خلفه بطريقة دائمة .. لم تنظر للخلف حتى لا تشاهد العيون المحدقة بهما حتى لا تجعلها تتراجع عن قرارها المحسوم بينها وبين نفسها .. حتى الدهشة لها تأثيرها عليها في هذه اللحظة ..طوح كفيه بالهواء بعد أن ظنته تحول لحجر هاتفاً:" هذه ثاني مرة تخذليني بجرأتك على الطلب وقدرتك عليه .. المرة الأولى بعد موت طفلنا واليوم من أجل ما حدث ".
أغمضت عينيها مدركة أنه لا يعرف .. ربما هذا أفضل حتى لا يظل يدور حولها بسبب الطفل كما حدث مع أسوار .. حنين جارف داعب عينيها لتهمس بكل الوجع بسبب جعل البحار بينهم :" كوثر".
صدح صوته بما جعلها تشهق :" مهاب ".
شهقات خرجت منها قاطعة أنفاسها وحشرجة سدت مجرى تنفسها .. بدأت تحاول التنفس فلم تستطيع فغرت فاهها كسمكة تموت بسبب نقص الماء بينما هو يتحرك بثبات غريب تجاهها عيناه تتلونان بالوجع ومحياه يحمل الأسى .. صوته يبثها ما لم تتخيله :" علمت كل شيء .. لا الماضي ولا الخداع ما يمنعانا الحياة .. الحب فقط هو ما نريده ".
أخيراً وصل إليها ليقيد مرفقيها براحتيه فتهمس له :" الحب ".
لم تعرف هو تقرير أم استفسار .. فما يطلبه كبير .. استمر صوته يخترقها :" نعم الحب .. الحب الذي لم أستطيع توصيله لكِ كما ينبغي .. ليست الرغبة .. لكن الحياة كاملة بما فيها وكل ما فيها .. ما عشناه لم يكن حباً.. كل ما عشناه معاناة غيرنا .. أنا وانت نستحق حياة خاصة بنا .. بلا أخوة ولا أب أو أم .. بلا أهلي ولا كوثر .. بلا أي شخص ".
تنهدت بزفرة مختنقة .. فكم تمنت هذا اليوم .. بلا أي أحد .. أحكم قيده حول عقلها عندما هتف بآخر ما لديه :" أطالب بزوجة كاملة معي بمفردي .. نصنع حياتنا بلا أي منغصات خارجية .. وبعد عام سأسألك عن مطلبك .. لو طلبتِ ما طلبتيه الآن سأحققه لك وقتها ".
داعبت حزمة هاربة من اللون الأحمر الغازي للشفق عينيه فأغمضها أمامها فيمنع التواصل البصري المحدد لعلاقتهما .. شيء جعلها ريد الفرار .. تدرك ما تعرضت له ولن تكون وجهة كاملة أبداً .. التجربة رهيبة .. لن تستطيع .. بدأت تنسحب من بين راحتيه .. اجتاحته رعشة في فقراته الظهرية فرفع ستائر أهدابه وتمسكت أصابعه بها في يقظة كاملة يقربها منه هاتفاً بخشونته المميزة :" لا .. الزواج ليس الفراش .. لكِ كل الوقت حتى نتجاوز تلك المحنة .. اللعنة عليه .. كان ينقصنا هذا التعقيد ".
عيناها بدأت تنذر بمطر جديد .. مطر انكسارها أمامه اندفعت تجاه تضع فوق كتفه كل دمعاتها وتهمس :" جواد .. لقد تعذبت كثيراً".
صوته يهمس لها :" أعرف .. عرفت كل شيء .. لذا زينت لكِ عينه ".
بينما أنفه تتنسم رائحة شعرها تستدير للخلف تمسح دمعاتها ناظرة لأخيها الذي يحتضن فتاته فيحتضنها جواد بذات الطريقة .. الحب ليس فقط التقاء جسدين وتوحدهما في ممارسة .. بل تقبل ما يفعله الطرفان ليستمرا معاً .. يشعرا بوجودهما مكملين لبعضهما البعض ..
*****************



الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-03-19, 06:59 PM   #988

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



ها قد وصلت أخيراً لسيارتها .. صعدت ومعها طفلها النائم ومرافقته الصغيرة .. تشعر أن هناك عينان يراقبانها في الظلام .. همست بينها وبين نفسها .. هيا أسوار قودي بسرعة حتى تصلي للدوار .. تشعر أنها تحت المراقبة الكاملة .. شعور غير مريح بالمرة .. مخيف أيضاً..
عدة أمتار وتصل للبوابة الأمامية للدوار .. بدأت تسترد أنفاسها الضائعة ..
هبطت من السيارة التي اجتازت البوابة للداخل ومعها الغالي نائم في مقعده الذي تحمله هي .. تحركت الطفلة الصغيرة لتحمل حقيبة الطفل فوق كتفها لكن للحظة صدح صوت بالخلف :" ريم ".
نظرت كلتاهما للصوت فتشاهد رجلاً رفيعاً يمتاز بالقوة يرتدي ما يرتديه أهل البلدة متجهم الوجه متجه ناحية الطفلة التي لا تزيد عن الثانية أو الثالثة عشر .. من يماثلها بمقاعد الدراسة ..
ازدردت الطفلة ريقها لترطب الجفاف الذي حل بها بينما الرجل المتجهم أطل على قامتها القصيرة بقامته فكان مثل النخلة مقابل عود من الحطب .. لم ينتظر لتستفسر الصغيرة انهالت عليها صفعة من كفه الكبير أطاحت بالصغيرة كلها على الأرض .. صوت ارتطام الصغيرة بالأرض كان مكتوماً أما صرختها مزقت قلب أسوار فاندفعت صارخة فيه :"من أنت؟!!.. ولما تضربها هكذا ؟!!.. أليس لديك رحمة ؟!!".
جلست الصغيرة تبكِ وتتحدث من خلال دموعا :" هذا خالي جابر ".
وقفت أسوار بينها وبين الرجل ترفع سبابتها تجاهه :" ما فعلته لن يمر بسلام .. سوف أبلغ الشرطة أنك تتعدى على طفلة صغيرة ".
كانت ترتعد خوفاً منه وخاصة بهذا الوقت .. الشروق لم يكتمل بعد صدح الرجل :" ومن قال اني ساترك ابنة أختي تدورين بها في كل مكان .. سأبلغ أنك خطفتيها ".
صدح صوتها تناقش هذا المخبول :" أين خطفتها ؟!!.. ها هي أمامك ؟!! ".
تحرك الرجل بلا مبالاة وكأنه لا يحترم وجودها ليمسك الطفلة التي كانت وقفت بالفعل ترتعد خلف أسوار .. قبضت أصابعه على كتف الصغيرة وانتزعها انتزاعاً من خلف المرأة التي كانت تحميها .. صرخت الطفل ألماً لمجرد القبضة .. ليصدح صوت الغالي بصراخ هو الآخر فقد فزع من الصوت .. صعد صوت أسوار في الرجل :" ما هذا الجنون ؟!!.. لقد أفزعت الأطفال ما هذا .. ماذا تريد منها ؟!!".
سحب الرجل الطفلة ليضعها أمامه هاتفاً:" أريدها أعيدها لأمها .. ما لنا عمل مع راقصة مثلك .. لا نريد لطفلتنا الفسوق ".
رفعت كفها تطوحها في الرجل بتهديد :" سوف أتصل على الشرطة ..أي راقصة هذه .. هل جننت يا هذا ".
صرخ فيها الرجل متطاولاً :" أين ذهبت بالبنت طوال اليوم .. أنا أنتظركم هنا من العصر".
صدح صوتها بضيق :" من أنت لتحاسبني .. هي تعمل عندي وإجازتها الأسبوعية لم تأت بعد ".
شخر بحركة أنفية مقززة جعلتها تشمئز ثم أستطرد :" أين كنت بها ؟!!.. ليس لدينا فتيات للعمل مع واحدة تدور على حل شعرها ".
ما هذا الذي تسمعه .. صرخت فيه بغضب :" سوف أجعل الشرطة تعلمك الأدب ".
رفع الرجل كفه يريد أن يصفعها مهاجماً بصوته :" أنا من سأعلمك الأدب يا راقصة ".
انكمشت على نفسها تحمي وجهها بمرفقها وما زال الغالي يبكي بيدها .. صدح صوت من خلفها عند البوابة :" جابر .. إياك".
صوته الجهوري الخشن جعلها تبتسم كمن جاءت نجدته .. بينما تحول الرجل الطويل لمرتعد تتراقص عيناه مقابل صاحب الصوت الذي تقدم تجاههم ..
ينتزع الطفلة من براثن الرجل ويدفعها بلطف تجاه المرأة التي تمسكت بها ثم حملت الطفل الصغير من داخل مقعده تهدهده ليهدأ تهمس في أذنه :" جاء بابا .. حضر أباك ".
لم ينصت سنمار لصوتها .. فقط الغل هو ما يحركه بهذه اللحظة يكز على أسنانه ويلتهم شفته السفلى ليهبط على وجه الرجل بصفعة هلل صوتها بهذا الوقت من الشروق .. صوت الرجل جعلها تشعر بالغبطة والحماية بينما صوته هو أشعرها بالفخر :" عندما تتحدث عن أم الغالي ابني .. تنحنى بعينك فلا تنظر إليها .. تقف باحترام .. أنت وكل هذه البلدة الغافلة ".
صدح الرحل بكل خوف :" سيد سنمار لك اعتذاري .. آسف لن يتكرر.. هم أعلموني أنها راقصة .. فتحت مدرسة لتعليم الرقص ".
نظر إليها نظرة منذرة ثم عاد ينظر للرجل يعلمه :" هي مدرسة لتعليم الموسيقى وليس الرقص يا غبي ".
ثم صرخ فيه :" هيا لمنزلك .. ريم هنا في حماية عائلة دحية ".
هرول الرجل للخارج وهو يقول :" طالما في حمايتك سيد سنمار نحن في اطمئنان ".
لم يرد عليه ولكنه عاد ينظر إليها منذراً مرة أخرى :" ظننتكِ غادرتِ بالفعل .. لكنكِ فاجئتني بعودتك .. لولا أني تبعتك من المطار كنت تسببت بكارثة عندما أقتل هذا الرجل لو صفعك ".
تحدثت بصوت بدا طبيعياً بقدر إمكانها حاولت أن لا يحمل فرحتها بوجوده :" كنت أزور هادر في المشفى وأطمئن على دينار ".
انتفض لمجرد وجودها أمامه تتحادث معه وكأن لا شيء حدث بينهما :" هل بالفعل تنوين أن تظلي هنا؟!! .. وما قصة هذه المدرسة ؟!!".
وضعت مقعد الغالي الخالي بيد الطفلة الصغيرة .. ثم تحركت تجاه تمد له الغالي ليحمله .. ففعل بطريقة طبيعية قربه منه يشم عطرها على ملابسه وبشرته كما يفعل دائماً.. صوتها كان قاطع بلا عودة للخلف :" سأبقى هنا حتى لا يحرم ابني من أبيه .. سأظل هنا لأنها بلدتي .. المدرسة أظن أن النجار قد علق اللافتة على قصر الماء .. ستكون أول مدرسة لتعليم الكمان والبيانو بالمنطقة كلها".
ألتقط شهيقاً كبيراً من عطرها من فوق رأس الغالي الذي طبع قبله كبيرة فوقه ثم مده تجاهها فأخذته تضمه لصدرها بينما صوته يجيبها ببرود :" أرحلي أسوار .. لسنا هنا في انتظار من يعلمنا الموسيقى .. هنا الكل يريد لقمة العيش .. ارحلي أفضل ".
هل تلمس روح الانهزام في صوته أم ماذا لا تعلم ؟!!.. تحركت تجاه الدرج وهو تعقب :" من حقي المحاولة .. قبل ان أعلن انهزامي ".
استدارت له مرة أخرى لتكمل :" لن أرحل سنمار حتى أوفي ديوني كاملة .. أعيد لك عائلتك من جديد ".
تنهد بحرقة ثم هتف :" تباً لأوهامك .. وجنة ذهبت وباسم خلفها .. أي عائلة هذه ؟!!".
صدح صوتها :" عائلة القمر ستعيدها أسواره ".
تحركت للداخل قبل ان تظل تهذي أمامه .. أو تطلب منه ان تحميه .. لا تعرف هو يأخذ قلبها كلما ضعف هكذا تريد ان تضع رأسه على صدرها وتمسده كما أيام مرضه ..
بدأ يستدير ليغادر المكان وداخله ضياع وحمل كبير فوق أكتافه .. لا يصدق نفسه عندما وجد قصر الماء فارغ إلا من هذه اللافتة على أسواره وفيها الإعلان عن موعد افتتاح مدرسة أسوار القمر لتعليم الموسيقى .. حضر هنا ليثنيها عن هدفها ولكنه وجده فارغاً أيضاً بحث عنها توجه للمطار وهناك وجد سيارتها .. انتظرها هناك متواري داخل سيارته وتبعها لهنا .. هل سيظل عليه تتبعها حتى تغادره ..لا يعرف لماذا لها عليه كل هذه السلطة ؟!!.. حتى الحزن الذي هو فيه لم ينل من سلطتها داخله.. لابد ان يجد طريقة يقنعها بالمغادرة .. البلدة ليست كالعاصمة ..
*****************




الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-03-19, 06:59 PM   #989

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي



جالسة على سجادة صلواتها .. تقوم بتسبيحاتها بعد أن صلت الفجر .. وجدت باب المنزل مفتوح نظرت تجاهه ونادت :" وحيد .. وحيد .. هل أنت من فتحت الباب ".
أطل رأسه من خلال الباب وبيده سيجارة مشتعلة :" نعم أمي كنت أدخن سيجارة وأنت تختنقين من رائحتها ". ثم عاد من فوره للداخل .. يتمنى ان لا تحاصره بأسئلتها حتى لا يعترف لها بما هو فيه وتدرك أنه لم ينم بعد ..
وقفت ببطء وهي تجمع السجادة الصغيرة :" ألم أحذرك من التدخين على معدة خاوية ".
وضعت السجادة فوق مسند المقعد حيث اعتادت .. لم يصلها رده المشاكس لها دائماً عندما يقول لها :" يا ملكة أنت لا تدعين هذه المعدة خاوية ليل أو نهار .. فلا تخافي ".
تحركت تجاهه في انحناء مرهق تخطو بثقل لتصل لباب المنزل تنظر في شرفته الخارجية وجدته يجلس على مقعده شارد مسافر بذهنه هناك بعيداً.. جلست في المقعد المجاور له .. ما زالت تستغرب جلوسها على ذا الأثاث الجديد منذ أستأجر ابنها هذا المنزل .. المبني بالطوب الأحمر وجدد دهانه وأثثه من ماله الخاص .. شعور جديد عليها ان تجلس فوق الأثاث مرة أخرى .. بعد ان كانت تضع جانبها على الأرض الصلبة في المنزل الطيني المهترئ .. وجدت جواره العروس القماش التي كانت قد خاطتها له في صغره أصر على جلبها معه هنا قائلاً :" هذه الدمية جزء من طفولتي .. هتفت بحنان أم :" ماذا تفعل هذه الدمية هنا ؟!!.. جلبتها لتلعب بها وحيد ؟!!".
أخشن صوته بغضب محمول داخل أوتار أعصابه :" منصور .. ما زلت منصور .. أمي ".
وضعت راحتها المرتجفة فوق صدرها تهمس بخفوت :" منصور .. أو وحيد لا تفرق أنت ابني وكفى ".
تغضن حول شفتيه ليمج دخان سيجارته التي انتهت ثم دفعها داخل المطفأة المعدنية لتراقب أصابعه بعينيها .. هالها كمية السجائر الملقاة داخل هذه المطفأة التي كانت مساء نظيفة كما تفعل كل يوم .. رفعتها أمام عينيها بعدما وقف يمد راحتيه على الأفريز المعدني الأزرق اللون وينظر للخارج عله يجد ما يهديه لطريق غير ما فرض عليه صاحب الهاتف الآمر له بالخيانة ..
صدح صوته وهو يفكر بضيق :" تفرق يا أمي .. منصور شوقي درويش منصور غير وحيد مجدي هداية ابن الملكة وضاء .. حتى هويتي لا استطيع إبرازها للناس ".
وضعت المطفأة مكانها ووقفت خلفه تربت على ظهره بحب :" لهذا لم تنم وحيد .. كفاني أنك ابني ".
استدار ليواجهها :" لم يعد يكفيني أمي .. لم يعد يكفيني .. أريد عودة كاملة .. أريد حياتي كاملة .. بلا تهديد .. بلا تزوير .. أنا مزور يا أمي ".
كادت ساقيها تتحولان لهلام لا صلابة فيه لمجرد سماعها صوته الحزين المتوجع الذي يلومها بلا كلمة .. يجلد أمومتها الخائبة بلا سوط .. يعذبها أنها صدقت عمها ليتها كانت فرت تبحث عنه .. تضحيتها ذهبت هباء منثوراًً.. صوتها الحزين يخرج من حلقوم مسدود بغصة لا تزول :" ليتني مت قبل أن أضحي من أجلكما .. ليتني مت قبل أن أرى مجدي .. كنت وبال عليه ".
كانت تميد تحت ثقل وهنها بينما هو يناديها بكل خوف :"أمي لا .. حبك لأبي لم يكن خطأ .. الخطأ في القلوب الغلف التي كانت حولك .. لا أنت ولا هو ولا أنا أخطئنا .. أنا ثمرة حب حقيقي وهذا ما أفخر به .. لذا أريد إعلانه بهويتي بشهادتي فوق مكتبي .. أريد هويتي ".
لم يلاحظ كلاهما الظل المتشح الذي يدلف للحديقة كل يوم ويجلس يراقبهما ككل يوم .. الآن عليه اتخاذ قراره الحاسم كأب .. كزوج .. كعاشق لم ينل حظه من الكون .. لن يغادرهما بعد الآن فهما يحتاجان إليه .. حتى لو لم يكن لديه ما يمده إليهما .. هو رب هذه العائلة ولن يتركها ..
تحرك بساقه العرجاء بخفة مثلما إعتاد .. وقف أمام الدرج الجانبي المؤدي للشرفة حيث يمكثا ..ينظر لجسد ابنه المهتز ببكاء حاد يميل على أمه هذه الملكة التي كان أهون عليه قلع كلتا عينيه ولا أن يراها بهذه الحالة .. طرق بخاتمه الفضي فوق الحاجز المعدني مسح وحيد عينيه قبل أن يدير وجهه للقادم هاتفاً :" نعم سهر .. حاضــ..ر..".
اتسعت عيناه صدمة من هذا الواقف تحت الدرج هنا أمامه .. من هذا الملثم هل يمكن أن يكون هو أباه .. فك مجدي لثمته ليظهر وجهه الوسيم رغم عمره .. بدأ يرتقي أمام ابنه .. درجة أولى ثم هتف بخفوت هامس وصل لأذن وضاء كصاعقة مزلزلة :" رغم أني لن أفيدكما ". لوت عنقها تجاه الصوت الذي علمت لمن هو ينتمي ..أنه للرجل الوحيد الذي نال قلبها .. أرادت الوقوف لكنها عادت تهبط مرة أخرى .. حتى قال بذات النبرة :" لكني أريد أن أنضم إليكما .. أريد عائلتي حولي ".
عند هذه اللحظة هرول ابنه في سرواله الأنيق وقميصه المتغضن فقط ليحتضن هذا الرجل الواهن الجسد تعلق به قائلاً:" دونك لا نساوي شيئاً يا أبي ".
وقفت وضاء تحثهما حتى يصعدا فقد فقدت ساقيها المتخدرة القدرة على التقدم :" أصعدا هنا .. أريد أن أحضنكما لكن أخشى .. أن أتحرك فأسقط ".
مسددة نظرتها التي جفت دموعها بلمحة تقتات على ملامحه المتغضنة بفعل السنين والعذاب :" هل يرحب بالرجل في بيته مجدي؟!!.. كيف لك أن تظن أننا لا نريدك ؟!!".
أسنده ابنه حتى يصعد فهذا الرجل ساقاه هو الآخر تكاد تنثني تحته .. أخيراً جعله أمامها لتتعلق به ولم تفعل غير الترحيب بدموعها فقط ..ومجدي يحتضنها ويبكي هو الآخر .. يبكي سنوات فقيدة بينهما .. يبكي عمر ضاع هدر .. أخيراً سحبه ابنه ليجلسه على المقعد وقبل أن يتحرك ليسند أمه الكبيرة فيجلسها كانت تجثو على ركبتيها أمام مجدي تطبع قبلتها على ساقه اليمنى تهتف بكل العشق المخزن داخل قلبها :" حلفت يوم علمت بهذه الإصابة أن أقبل قدميك مجدي يوم عودتك .. أنت أشرف رجل بالوجود ".
كانت تقبل ركبتيه .. جعلته فوق الكون عندها قبض على رأسها براحتيه المرتجفة وهبط بشفتيه يقبل رأسها هاتفاً بخفوت أعلى من الهمس بصوت دهسته الأعوام تحت حذاء ثقيل :" مليكتي وضاء .. طوال عمرك تفاجئيني بأفعالك .. انت ملكة هذا القلب ".
ابتسامة حلوة لونت شفتا وحيد الذي كان واقف يشاهد موقف والديه بغمرة شغف همس وهو يمحو تلك الدمعات الخائنة من عينيه .. بينما هي تقف بمساعدة زوجها هامسة بكل فخر تملكه أنثى نحو رجلها :" أنا أسيرة قلبك مجدي ".
هتاف مبتسم خرج من شفتي راضية :" ما أفخر به حقاً أني كنت ثمرة هذا الحب ".
تكونت كتلة بشرية من ثلاثة أجساد حارة .. يتعانقون بقوة .. شيء جميل دليل على حب عظيم .. جعل عينا داكنة تتلون بسعادة حقيقية لهذا المشهد .. تحركت من فورها قبل ان يراها أحد فتهدم هذه السعادة .. داعية لهم بالفرح هم يستحقونه خاصة الشاب الذي تشعر داخله ببركان ينتظر الانفجار ..
****************




الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-03-19, 07:01 PM   #990

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي




الصباح **
" أين انت ذاهبة جسور ".
أدارت وجهها لدينار مجيبة :" سأنفذ نصيحتك ".
ثم هرولت لتهبط الدرج قاصدة مكان لابد لها من زيارته بينما دينار تنادي عليها :" جسور عودي ".
ولكنها تصد أذنيها عن صوت التعقل بعدما حدث منها معها .. سمعت دينار خلفها صوت أبيها يستفسر منها :" أين ذهبت من باكر هكذا .. وكيف حضرت تاركة زوجها وحده ".
جاء صوتها غامض لا يبلغه شيء فقد حضرت منذ ساعات :" غزال النار ستحرق الأخضر واليابس لتصل لما تريده ".
عقد أبيها حاجبيه هاتفاً :" ماذا تقصدين دينار ما بها صهبائي".
ربتت دينار على صدر أبيها ترجو هدوءه قالت لتطمئنه فقط ما خالف هذا الخوف على جسور داخلها :" لا شيء أبي .. هي فقط حضرت لتغتسل ثم غادرت لزوجها عله تيقظ ".
ربت الرجل على كتف طفلته وقبل مفرقها الكستنائي هاتفاً :" حمداً لله أنه بخير الآن .. اللهم بلغنا خبر جيد عن طاهر طفلتي ".
عيناها تتلون بالحزن وداخلها ألف دعاء أن يعود شقيق روحها ..
*************************
انتهى الفصل الثامن...
قراءة ممتعة وشيقة للجميع....




الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:44 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.