آخر 10 مشاركات
زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عيون حزينة (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب حزينة (الكاتـب : mira24 - )           »          رحلة امل *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : maroska - )           »          موريس لبلان ، آرسين لوبين .. الغريقة (الكاتـب : فرح - )           »          جناح مهيض*مميزة ومكتملة* (الكاتـب : بدر albdwr - )           »          586 - حب لايموت - صوفي ويستون - ق.ع.د.ن ( عدد حصري ) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          598 - حين يتحطم القلب - ريبيكا ونترز ( أنت قدري ) - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          قـيد الفـــيروز (106)-رواية غربية -للكاتبة الواعدة:sandynor *مميزة*كاملة مع الروابط* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          الفجر الخجول (28) للكاتبة الرائعة: Just Faith *مميزة & مكتملة&روابط اخف* (الكاتـب : Andalus - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام غربية

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-08-19, 03:42 AM   #2501

نوال ياسين

? العضوٌ??? » 450734
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 236
?  نُقآطِيْ » نوال ياسين is on a distinguished road
افتراضي


مسا الخيرات والوردويعطيكن العافية عاتعبكن وشغلكن اختيار رأئع. ممننووووويييييين



نوال ياسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-19, 03:46 AM   #2502

نوال ياسين

? العضوٌ??? » 450734
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 236
?  نُقآطِيْ » نوال ياسين is on a distinguished road
افتراضي

ياريت بس تكملي معروفك وتنزلي أكتر من فصل الرواية عن جد حلوووة ويعطيكي العافية عاشغلك شكررررررراااااا الك وللكل

نوال ياسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-19, 10:42 AM   #2503

Alaakhaled1998

? العضوٌ??? » 450845
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 36
?  نُقآطِيْ » Alaakhaled1998 is on a distinguished road
افتراضي

Thank you for your efforts. God bless you.

Alaakhaled1998 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-19, 12:06 PM   #2504

أميرة الحب

مشرفة وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضوة في فريق الترجمة

alkap ~
 
الصورة الرمزية أميرة الحب

? العضوٌ??? » 53637
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 14,442
?  مُ?إني » فرنسا ايطاليا
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك fox
?? ??? ~
https://www.facebook.com/الكاتبة-أميرة-الحب-princesse-de-lamour-305138130092638/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوال ياسين مشاهدة المشاركة
ياريت بس تكملي معروفك وتنزلي أكتر من فصل الرواية عن جد حلوووة ويعطيكي العافية عاشغلك شكررررررراااااا الك وللكل
اهلين حبيبتي أنا و الله بالعافية بأكتب فصل واحد في الأسبوع


أميرة الحب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-08-19, 03:05 PM   #2505

shimaa17

? العضوٌ??? » 333587
?  التسِجيلٌ » Dec 2014
? مشَارَ?اتْي » 713
?  نُقآطِيْ » shimaa17 has a reputation beyond reputeshimaa17 has a reputation beyond reputeshimaa17 has a reputation beyond reputeshimaa17 has a reputation beyond reputeshimaa17 has a reputation beyond reputeshimaa17 has a reputation beyond reputeshimaa17 has a reputation beyond reputeshimaa17 has a reputation beyond reputeshimaa17 has a reputation beyond reputeshimaa17 has a reputation beyond reputeshimaa17 has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة الحب مشاهدة المشاركة
اهلا الحب و العمر......... روكو ضحية نفسه.
أش خبار شيء إيطاليا.؟ انا جاية ان شاء الله اللي بغيتي نتلاقاو
فين راكي ساكنة
طب امتى بتيجي على مصر حابة اتعرف عليكي شخصيا يا اميرتنا .. معلش قصرت في القراءة والردود الفترة اللي فاتت عندي امتحانات :a555:


shimaa17 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-19, 04:40 PM   #2506

ميار111

? العضوٌ??? » 323620
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,400
?  نُقآطِيْ » ميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond repute
افتراضي

شو هالجمال يا اميره
أنا ما بحذف صفحه الروايه بظل اقرائها كل الاسبوع
بعشق كل كلمه تكتبيها
فلور و اوامر دراكو .... أنا مع فلور هي بتتصرف بحسن نية مو عارفه بحب كيفن لها طبيعي رفضها و دراكو المفروض يقنعها مو كذا يصدر اوامره و كأنها عامله عنده ... الي كذا بدأت المشاكل بسرعه بينهم مالحقنا نشبع منهم مع بعض
... فلور و ضربها ل فكتوريا هههههههههههههههه مع أني ضد الضرب لكن بتستاهل .... امممممم معقوله راح تتنازل فكتوريا بدون مقابل

دراكو فوق أنه معقد من الحب و الزواج كمان عنده فكتوريا و كيفن بيزيدوا الامر سوء


روكو صعب جداً الي بيمر فيها ..

اليخاندروا ليه اشم ريحة مصيبه جايه استر يا رب

آيه هل بتتنازل و توافق مجبووووره ؟؟

فصل بغايه الجمال .. كل الود ..


ميار111 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-19, 05:45 PM   #2507

نوال ياسين

? العضوٌ??? » 450734
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 236
?  نُقآطِيْ » نوال ياسين is on a distinguished road
افتراضي

اميرة الحب شكرااااا الك عاهالرواية الروووووعة ناطرينها ومنتمنى تزيدي الفصول كل أسبوع ياريت

نوال ياسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-08-19, 05:58 PM   #2508

أميرة الحب

مشرفة وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضوة في فريق الترجمة

alkap ~
 
الصورة الرمزية أميرة الحب

? العضوٌ??? » 53637
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 14,442
?  مُ?إني » فرنسا ايطاليا
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك fox
?? ??? ~
https://www.facebook.com/الكاتبة-أميرة-الحب-princesse-de-lamour-305138130092638/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميار111 مشاهدة المشاركة
شو هالجمال يا اميره
أنا ما بحذف صفحه الروايه بظل اقرائها كل الاسبوع
بعشق كل كلمه تكتبيها
فلور و اوامر دراكو .... أنا مع فلور هي بتتصرف بحسن نية مو عارفه بحب كيفن لها طبيعي رفضها و دراكو المفروض يقنعها مو كذا يصدر اوامره و كأنها عامله عنده ... الي كذا بدأت المشاكل بسرعه بينهم مالحقنا نشبع منهم مع بعض
... فلور و ضربها ل فكتوريا هههههههههههههههه مع أني ضد الضرب لكن بتستاهل .... امممممم معقوله راح تتنازل فكتوريا بدون مقابل

دراكو فوق أنه معقد من الحب و الزواج كمان عنده فكتوريا و كيفن بيزيدوا الامر سوء


روكو صعب جداً الي بيمر فيها ..

اليخاندروا ليه اشم ريحة مصيبه جايه استر يا رب

آيه هل بتتنازل و توافق مجبووووره ؟؟

فصل بغايه الجمال .. كل الود ..
حبيتي مليار و الله وحشاني و ردودك بتيجي كثير متأخرة ما باعرف شنو انشغالاتك خخخخخخ
فصل اليوم حلو على فكرة و طويل و فيه أوائل المجابهات الحاسمة و الله حبيبتي سعيدة جدا انك تحبين كتاباتي و تعجبك يعني لما اقرأ انه الواحدة تعيد كذا مرة القراءة بتحمس اكثر لمتابعة الكتابة و ما اسأم منها اصا هذه الرواية من اقرب الروايات لقلبي و احبها كثير لانه كل ابطالها قريبين لقلبي و عندهم اشباههم على ارض الواقع شكرا لمرورك العطر


أميرة الحب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-08-19, 07:04 PM   #2509

أميرة الحب

مشرفة وكاتبة في قلوب أحلام وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وعضوة في فريق الترجمة

alkap ~
 
الصورة الرمزية أميرة الحب

? العضوٌ??? » 53637
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 14,442
?  مُ?إني » فرنسا ايطاليا
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » أميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond reputeأميرة الحب has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك fox
?? ??? ~
https://www.facebook.com/الكاتبة-أميرة-الحب-princesse-de-lamour-305138130092638/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوال ياسين مشاهدة المشاركة
اميرة الحب شكرااااا الك عاهالرواية الروووووعة ناطرينها ومنتمنى تزيدي الفصول كل أسبوع ياريت
شكرا حبيبتي كثير بس و الله ما اقدر اكثر من فصل في الاسبوع


أميرة الحب غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-08-19, 07:23 PM   #2510

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي





الفصل الثامن و العشرون








إمرأة من الماضي...

*

*
*






اليوم كان حافل بالعمل، رغم كل انشغالها لم تستطع بريانا التركيز على أعمالها حقا، كل انتباهها مع الهاتف الذي لم يرن أبدا.
قبل أسابيع ان أخبرها أحد بأنها ستبدأ بإنتظار اتصالات العرّاب بفارغ الصبر كانت لتضحك بالتأكيد، لكن المستحيل حصل، و روكو... قطع حقا علاقته بها... فقدته تماما مثل سابرينا.
في سريرها كانت الأفكار أكثر وضوحا و حضورا، لا ينفك عقلها عن استعادة الأوقات الأخيرة معه، تعرف لما يتركها روكو على الحياد، ربما أصبحت تعرفه أكثر مما يعرف هو نفسه...
روكو رآها كما هي فعلا، وهي فعلت الشيء نفسه معه، مستهجنا لحظات الضعف ادار لها ظهره، يريد امتطاء شخصيته الباردة بكرامة، متخليا عن شهود تعرفوا بعمق عن شخصه الاخر، الانسان الممتلئءحرارة و الحامي المضحي و المتفاني... العراب يكابر... يعاند... لايرغب بمواجهة حقيقية للوضع... لكنه مخطئ بقلب ردائه اللعين... سينفجر قلبه تحت الضغط ولن تنفعه كل غطرسته و عناده في شيء.
تجربتها مع ديميتريس علمتها شيء واحد، هو ان الحياة تجبرك على الركوع، لكن الوقوف مجددا بأيدينا و رغبتنا بالقتال و الوصول... الحياة قاسية، مريعة، ممتلئة بالمفاجآت السية، مصائد غريبة و مصائب أسوأ، لكن الأيام فقط ما تحكم بيننا... الحياة عدو، يجب البقاء دوما مستعدا لها، و هزمها بالعزيمة و الايمان.
أشعلت هاتفها، و مرت على الرسائل القديمة المتبادلة مع خطيبها السابق، كم أخطأت بفهمه، عموما يبدو أن كل من حولها ارتكبوا نفس الخطأ حتى أقرب أصدقائه،عدوانيته لا تعود لمزاجه السيء على استمرارـ، بل لتركام الخيبات.طالما حيرتها و فتنثها شخصيته، و ربما هذا ما دفعها لأن تهدر وقتها في محاولة فهمه.. لم تخلق بموهبه التبصر و يبدو انها اكتسبتها بإحتكاكها القصير مع شخصية معقدة مماثلة... شخصية أثارت اهتمامها بقدر ما اثارت كراهيتها.
أعادت الهاتف الى مكانه و حاولت ايجاد النوم بلا جدوى، ما ينفك وجه اسمر بلحية يومين بالعودة الى مخيلتها، تسطحت على ظهرها... انها تملك مؤنة يوم رائع... يوم فتحت فيه قلبها كما لم تفعل منذ هجرانها لليونان، لقد سايرها، و لاطفها و توافق معها في كل شيء رغم أن المصيبة أتت على السقوط و تدمير عالمه، بعد ذلك وضع بينهما المسافات، و عاد لطبيعته القديمة... شرسا و مفتقدا لأي دفئ.
توقف فجأة عن الاهتمام لأمرها تماما كما بدأ... لكن الحال تغير و لم يعد كما كان عليه في البداية... سيكون أسهل و أفضل أن تستمر في حياتها و كأن هذه الحاذثة لم تكن... منذ البداية لم ترغب به في حياتها، لماذا تشعر بأنها تتمزق لأنه انهى خطوبتهما و عاد لحياته؟ فيما يخصها هي... حياتها لم تعد نفسها... كل شيء تغير، كيف يتمكن الرجال النسيان بسهولة و الانتقال سريعا من شيء لآخر؟... روكو رحل من حياتها بكل بساطة... اليس من الأفضل لها أن تحدو حدوه و تعيد تقييم حياتها؟ ليس مع رجل ثمل بالعقد ما ستتقدم في حياتها العاطفية... عليها قلب الصفحة و نسيانه... من الأفضل أن الأمور توقفت عند هذا الحد و لم تتورط معه أكثر.



* * *
لعب دور المساعدة الخاصة لاليساندرو هي تجربة مثيرة و في نفس الوقت مرعبة، عندما اخبرها رئيسها بأنهما سيعرجان على باريس قبل عودتهما الى نيويوك و بأنه بحاجة لوجودها في حفل استقبال بإفتتاح فندقه بشراكة صديقه رجل الأعمال 'آلان دوغلاس' لم تتردد ابدا، انها فرصتها لتبرهن له بأنها اعلى شأنا من مجرد موظفة حسابات.
عموما لم يعد لوجودهما معنى في صقلية بعد ان قرر مصير صوفي بالبقاء لبعض الوقت في غيبوبة مصطنعة لتحمل آلامها الجسدية، لقاءها بخوسيه كان وجيزا، لوهلة ظنته سيعترض عودتها مع اليساندرو الى منهاتن لكنه لم يفعل شيئا أكثر من اسداء نصائحه التي تعرفها عن ظهر قلب، تعترف بأنها تفتقده رغم الحرب التي نشبت بينهما مؤخرا... يبدو أنه ملّ الوضع مثلها تماما و يبحث عن السلام.
لقد فعلت مجهوذ كبير لتظهر بمظهر جذاب الليلة، اختارت فستان بسيط التفصيل من الجرزيه، يبزر نحافة خصرها و يكشف ذراعيها و بشرتهما الذهبية، بينما تركت شعرها الأسود متموجا حول وجهها، عينيها جملتهما بطريقة جعلتهما خضراوين أكثر منهما بندقيتين، كانت تشعر بالثقة في هنذامها، فأليساندرو يجدها رائعة و لم يخفي اعجابه بينما تلتحق به في قاعة الاستقبال، أما فيما يخصه فكان مدمر و سط بدلته الرمادية، كانت تبحث عليه بعينيها كل الوقت وسط الحشوذ الكبيرة، سبق و عرّفها على 'الان دوغلاس' و زوجته البولونية 'ميستي' الثنائي جميل و لطيف، لكنها لم تعد قادرة على استعاب كل الاسماء التي عرّفها عليها رئيسها، تركته بعد أن أخدت كأس شامبانيا و بقيت عينيها فحسب على حركاته الهادئة و ابتسامته الجميلة.
فجأة رأته يترك حفنة الرجال الذين كان بصدد التكلم معهم، شيء في وجهه تغير بينما تراه يخترق الجميع و يقترب من امرأة طويلة القامة، بجسم رائع جدا و سط فستان تركواز يكشف على ظهرها ببشرة كاملة، رأت يده تلامس ظهر المرأة التي استدارت نحوه قبل أن يشرق وجهها الرائع، كادت ان تختنق في الشامبانيا بينما تتعرف على الطوب موديل 'جينفر كاسبا'... خطيبة رئيسها السابقة... رأتهما يتشابكان الايادي، يغرقان في نظرات بعضهما كعاشقين، وضعت يدها على رقبتها اذ لم يعد بإستطاعتها بلع السائل اللعين الذي بقي عالقا في حنجرتها... هل كان يعرف اليساندرو بأن حبيبته هنا؟ الم تتزوج هذه الاخيرة؟ اين زوجها بحق الجحيم؟؟
رأته يبتسم لها برقة لم ترها في عينيه من قبل، يرفع يدها الى شفاهه ليقبلها، هي تعيد له ابتسامته قبل أن تتأبط ذراعه و يتوجهان معا الى الشرفة، بديا غارقين جدا في الحذيث، لم يعد يمكنها تحمل مشهد الحب الكبير، شيء واضح جدا، اليساندرو ما زال هائما بجينفر، رأته فجأة يبحث حوله و كأنه يبحث عنها، حاولت تبني شخصية عملية، دفنت الغيرة التي تحرق كيانها و اقتربت منها:
" تبحث عني سيد ايميليانو؟"
لم تستطع منع نفسها من القاء نظرة خاطفة للايادي المتشابكه، خاتم زواج جينفر يلمع في راحة يد اليساندرو، كادت ان تنتزع ايديهما و تبعد هذه المرأة الفاثنة جدا عن رئيسها، مدت هذه الأخيرة يدها نحوها و ابتسمت لها بحرارة:
" سعيدة بالتعرف عليك آنسة كورتيز،أدعى جينفر رايموند... تستطيعين مناداتي بجينفر كما يفعل اليساندرو... اليس كذلك عزيزي؟؟"
كان الرجل الذي يقف بجانبها هو الذي أخذ أنفاسها حقًا ، وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها لتبدو غير مبالية غير أن كل حواسها في حالة اضطراب, لما تستمر هذه المرأة بمناداته بعزيزي بينما تحمل اسم رجل آخر؟ هل ما تزال هناك اي نوع من العلاقات الغير شرعية بينهما؟
" دانيلا خجولة جدا، ربما تفضل مناداتك بلقبك..." سمعت اليساندرو يهمس لجينفر بعد ان عاد يتأبط ذراعها.
شعرت دانيلا بغصة ثقيلة تقف حاجزا في حلقها، حاولت تجاهل منظرهما الرومانسي و أعادت سؤالها:
" كنت تبحث عني؟"
" لست بحاجتك الان.." ثم ابتسم بحرارة كادت ان تشعل النار في المكان لخطيبته السابقة و لمعت عيناه الشفافتين وهو يوجه كلامه لعارضة الأزياء" أريد أن أستغل هذه السهرة لتروي لي كل الأحذاث الأخيرة"
يتوجب عليها الانسحاب مثل سكرتيرة مطيعة، اذا كانت تنوي أخد هذا العمل فعليها التعود على هذه اللقاءات الحميمية، عليها التعود على الغيرة المريرة برؤيته مع نساء أخريات ،رئيسها الجديد كان واضحا جدا يجب أن تكون في مزاج جيد وترضي جميع أهواءه.
راقب اليساندرو موظفته تبتعد، كتفيها متشنجة مثل القوس قبل أن يعيد اهتمامه الى حبيبته السابقة، دوما رائعة و أنيقة حتى اضافر رجليها.
" كيف أمورك 'كارا'؟؟"
" سعيدة مع طفلاي... بدأو بمناداتي أمي... أنا حقا سعيدة جدا"
ابتسم للحماسة في صوتها، لقد كان سعيد جدا مع هذه المرأة التي تركته لتتزوج من رجل آخر، لقد أحبها بصدق و رغب بها زوجة بصدق أيضا، السنوات التي أمضياها معا من أجمل ما عاشه مع امرأة، جينفر كانت امرأة مختلفة للغاية، رقيقة و لطيفة و متفهمة و بسيطة.
" و ماذا عن زواجك؟ هل انت سعيدة؟"
انسحبت الابتسامة من وجهها:
" نحاول التوافق من أجل التوأمين"
" أنا أفتقدك 'كارا'... الشقة موحشة جدا من دونك... بالكاد اصدق بأن كل شيء انتهى حقا بيننا" يعرف بأن الوقت قد فات لهذا الكلام، رغم كل شيء طالما أحبت جينفر رجل الأعمال الفرنسي، رغم فقدانها الذاكرة الا انه كان يشعر به بينهما كلما اقترب منها... كلما عاشرها.
" أنا أسفة... ، لا تظن بأنني لم أحبك أيضا في السابق... كنت سعيدة جدا معك" كان الخجل و الانزعاج يغلفان صوتها مما اشعره بالذنب، لقد مرت اشهر على هذه القصة و من الأفضل أن يمر لشيء آخر بدل البكاء و العذاب من أجل امرأة لن تكون له، نسيانها صعب جدا يعترف بذلك.
" أعرف... رؤيتك سعيدة هو بلسمي جيني... ان احتجت لأي شيء، سأكون موجودا"
" أعرف عزيزي... لا يوجد على الارض من تهمه مصلحتي مثلك..." ابتسمت له برقة و ضغطت على يديه" لابد أن شقيقك الاكبر سعيد لزواجي... لم يكن يرغب بعارضة ازياء في العائلة العظيمة"
" كنت لأتزوجك رغما عن انفه 'كارا'... رغما عن أنف الجميع و انت تعرفين"
هزت رأسها موافقة:
" نعم أعرف... أتمنى ان تجد امرأة تعوضك خسارتي"
انفلتث ضحكة صغيرة منه:
" بما تهذين جيني؟ جارد ربح الجائزة الكبرى... مثلك لا يوجد أبدا، أنت استثنائية"
رآى الدموع تملأ عينيها و ضحكت من خلال الحزن الذي ملأ وجهها:
" فقط لو كان جارد يتكلم مثلك..."
" اتمنى أني لا أقاطع أمرا مهما"
و كان جارد رايموند، رجل الأعمال الفرنسي الذي أخد منه ما يحبه دون مجهوذ حقيقي، شعر بالبرود يتسلل اليه بينما يراه يلتحق بهما في الشرفة، آخر مرة رأه كان قد اخبره بنيته الزواج من أرملة أخيه، لا يعرف ان كان يكره أحد كما يكره هذا الرجل، الغيرة في عينيه تحترق مثل السنة النار، حط نظراته المشتعلة على زوجته قبل أن يحيط خصرها بذراعه بحركة متملكة:
" سعيد برؤيتك جارد" تمتم بهدوء...
" لا أتقاسم معك نفس الشعور للاسف ... اليساندرو" رد رجل الأعمال بلهجة لاذعة دون أن يخفي كراهيته نحوه، انه يقوم بمجهوذ من أجل المسكينة التي اضطرت للزواج لتؤمن مكانها بجانب طفليها، لكنها اعترفت قبل لحظات بأنها تحبه هو.... الزوج الذي أمسك الأن بذراعها:
" كنت أبحث عنك عزيزتي... بعض الأصدقاء يرغبون بالتعرف عليك"
حاولت جينفر الابتسام بطبيعية، تحاول اخفاء احراجها مثل المعتاد وسط القناع الذي حفظه طيلة سنوات عيشهما معا، الجميلة جيني... ليست سعيدة و هذا يمزقه.
"حسنا" همست لجارد قبل أن تهز مجددا عينيها نحوه" لا بد أن أراك لاحقا..."
ابتسم لها بدوره مشجعا، متجاهلا رجل الاعمال الذي بدى و كأنه سيختنق في غيرته:
" بالتأكيد"
* * *
داركو تلفه طاقة غريبه تشحن الجو بطاقة تشبه العواصف البحرية، همجية... عنيفة... شرسة، و بما أنها طورت احساسها بوجوده حتى قبل أن يظهر تأهبت لهذه المواجهة... مواجهة منتصف الليل... تعرف بأنه ذهب اليها قبل أن تقوده أخيرا ساقيه نحوها للمطالبة بتفسيرات... استدارت فلور نحو الباب ما ان انفتح على مصراعيه... هزت دقنها و لمعت عيناها بشراسة بينما تواجه العينان القاتمتين المنذرتين بشر.
رأته يحملق لها بتأن خطر، لكنه لا يرعبها، لا تستهجن ما فعلته، و ان سنحت الفرصة فستكرر فعلتها حقا... التشويق والاستباق يمر عبر جسدها، مع كل خطوة يضرب الادرانالين كل شريان منها، تمتزج الاثارة بالترقب، هذيانها به يرتفع أيضا، يسرق للحظات انتباهها و تركيزها، تعرف بأن كل خطوة نحوها تبشر بالخطر، لكنها مدمنته، لا تستطيع رفع عينيها و لا الاعجاب به لمرة لم تعد تعرف عددها، بثمن جهد رهيب حاولت السيطرة على نفسها ، لجأت إلى السلاح الوحيد الذي تعرفه، الهجوم:
" ذهبت للاطمئنان على الساقطة؟"
" كفى"
لكنها لا تنوي التوقف عند أمره الحازم، الغيرة تقطع روحها الى أجزاء صغيرة، كانت تتقاتل ضد الرغبة المجنونة في القفز على رقبته للويها و ضمه في الوقت نفسه، ما فعلته لم يشفي غليلها، فلترى ديل ماريا من سيجمل الان انفها المكسور؟ بالرغم من ان لائحة اطبائها كبيرة، من عادتها الخضوع لكل انواع عمليات التجميل.
" لا تظن للحظة بأنني نادمة عما فعلته بها" قالت بصوت جليدي بينما عينيها تلتمعان بنار سوداء " الندم الوحيد الذي يسحقني هو عدم قتلها بينما تتاح لي الفرصة"
كان وجهه على بعد انش واحد، يكفي ان تقف على اصابع رجليها لتلتقي شفاههما، هذا القرب يوثر اكثر اعصابها على ما فعلته.. و السافل يعرف تأثيره عليها .. يعرف ضعفها نحوه، يعرف بأنه يكفي أن يقترب كي تفق توازن أفكارها.
" مالذي فعلته لتستحق كل هذا العقاب؟"
اجابت حتى قبل ان يتمم سؤاله:
" ممتلكاتي تبقى لي... لم تُخلق بعد من تسلبني اياها و ساقطتك تجاوزت حدودها..." هزت دقنها بتحدي " أنت و نيكولاي غير قابلان للتفاوض...أنتما أهم من ان يقامر بكما أحد... عندما يستفزني أحد أتحول لحيوان حقيقي..."
تلا الصمت كلامها، ما كان يتردد في طبلة ادنيها هو الضربات المجنونة لقلبها، اكتفى زوجها بالتطلع اليها بنظراته الشبيهة بالسكانير، لكنها تشعر بأن غضبه سقط ليحل محله شيء آخر تعرفه جيدا.
" أظنها فهمت الدرس جيدا" أضافت بإشمئزاز.
" اخرسي فلورانس.."اقترب أكثر وأغرق أصابعه في شعرها ليشده بطريقة تتأرجح بين النعومة و القسوة " فقط اغلقي فمك ...فقد استخدمتيه كثيرا اليوم..."
بينما كلماته تصفع بشرتها بأنفاسه الممتزجة برائحة الكحول و رائحة داركو بكل بساطة، شعرت على الفور بتصميمها يتبعثر... موجة من الرغبة الملتهبة كسحت أوردتها، بدأت أنفاسها بالارتفاع و أطرافها بالاهتزاز، منذ عودتهما من لندن لم يكن مطلقا بهذا التقارب، و هي تموت رغبة بالمسح على وجهه أو ضمه الى صدرها، تموت رغبة بالذوبان في شرايينه و دمه.
" منحت 'ديل ماريا' فرصة فضيحة ممتازة... فرصة مقاضاتك و تشويه صورتك، قبل ان تقومي بأي تصرف مماثل مستقبلا تذكري الإسم الذي تحملينه... أنت زوجتي "
قاطعته من بين أسنانها ببطئ تضغط على كل كلمة:
" و أنت زوجي... أفقد منطق التعقل عندما يتعلق الأمر بك، لذا لا تحاسبني"
هز داركو حاجبيه و كأنه لم يتوقع اجابة صريحة مماثلة، لا يهمها ما قد يفهمه وراء اعتراف مماثل، ما يهم انها تعيش غيرة مريرة منذ ذلك الصباح في ستارهاووس عندما اخبرها و بكل بساطة بأنه قادر على استبذالها دون جهذ.إذا استمر في النظر إليها بهذه الطريقة ، فستفقد قريبًا كل وسائلها.
" الا اذا كنت بصفها..."
" ليست مسألة انحيازات فلورانس... " تركها قبل أن يبتعد خطوة عنها، شعرت بتواصلهما يضعف بينما ملامح وجهه تثير ريبتها، لم تكن يوما محظوظة في ما يتعلق بالمسائل القلبية... طالما انتهت علاقاتها بشكل سيء، هل يُعقل أنها أخطأت بشأن داركو؟ هل مازال يميل لديل ماريا؟ لقد أمضيا معا عشر سنوات...عمر بكامله و مسافة عاطفية أيضا، وزواجهما جاء مفاجئا... لم يخترها كما فعل مع ديامانتي... أنجبت منه و هو اضطر للارتباط بها كي يأمن لإبنه اسرة متلاحمة، شعرت بمعدتها تتلوى تحت فكرة أن زوجها يرفض قطع تواصله مع حبيبته السابقة.
" ضع نفسك مكاني" قالت بغصة مفاجئة، أحست بالدموع تهدد بملئ عينيها " انها هنا طيلة الوقت... متواطئة مع والدتك و شقيقاتك، اعتبر غريبة في بيتي، في كنف كل هؤلاء الناس الغرباء الذين ينظرون الي مثل كائن فضائي"
رأته يغمض عينيه لثانية، عندما عاد يفتحهما كانتا قطعتي جليد:
" هذا ليس سبب لتكسري أنفها..."
بما أنه يحدق مباشرة في عينيها في انتظار ردّها على كلامه، حاولت أن تتجاهل سيطرته الطاغية التي تسلبها دفاعاتها ، عندما قبلت صفقة الزواج عرفت في أي عالم تدخل، لكن ما حذث بينهما في ذلك الشاليه بينما يخلصها من ادمانها، و اللحظات الرائعة المشتركة بينهما خلال شهر العسل ظنت بأن شيء آخر يجمعهما عدا أوراق لعينة، الخيبة كانت مؤلمة جدا... لا يمكن أن تخطئ بشأن انجدابه لها، ستموت ان عرفت بانها لا تعني له أكثر من تجربة سريرية جديدة، هزت دقنها متحدية:
" أنفها ليس بحاجة لسبب كي يصبح مشوها فقد أعادته جراحيا أكثر من مرة، و ان كنت لا أستحق منك أدنى تفهم أو تعاطف فلتحترق في الجحيم داركو فالكوني... "
الابتسامة الخفيفة التي ازدهرت فجأة على شفاه زوجها أخطر من تهديده . الانطباع الذي أكد على الفور ببصيص الحسية التي ظهرت في عينيه القاتمتين... كانت غاضبة... تموت غيرة، و لا تريد أن تستسلم له ان قرر وضع يده عليها، لقد آلمها انحيازه لعاهرته السابقة... استقر التوتر بينهما بشكل مفاجئ تقريبا خانق ، ابتعدت خطوة الى الوراء بينما عينيها تتطايران شرا، هزت نحوه يدها لتوقفه:
" لا..."
" لا ماذا؟" سألها بلكنة معسولة... غاضبة... لكنة من يريد أخد حقه بالطريقة الأكثر حسية.
" تعرف بأنني غير قادرة على مقاومتك..."
" و لا أنا... اين الجديد 'كاريسيما' ؟ يكفي ان ارى نظراتك الخضراء متفجرة بألف قطعة حتى افقد السيطرة"
ثم ، دون إعطاءها الوقت للرد ، وضع يده الكبيرة خلف رقبتها واستولى على شفتيها في قبلة جائعة، لم تقاومه ... كيف لها ذلك بينما انتظرته بصبر في الايام الاخيرة؟ ، تذوقت بنهم حلاوة قبلته التي أصبحت شغوفة بالتدريج لدرجة أنها استسلمت على جذعه العضلي بينما الحرارة انفجرت مثل البركان بينهما، كل شيء سريع و طارئ بينهما مثل المعتاد، استيقظت الرغبة التي لا تقاوم لاكتشاف جسده مجددا، وغريزة حيوانية ملحة، نسيت كل غضبها و استيائها، ما يهم اللحظة هي هذه النار التي تشتعل فيها بسهولة مثل الهشيم.
* * *
اليساندرو مأخود بكلام رجل سياسي متقاعد، دانيلا التي جلست في ركن منزوي لا تفارقه بعينيها، كانت تتجسس على اقل حركاته كل الوقت، هذه السهرة بدأت تثقل على اعصابها، دور المساعدة الخاصة متعب حقا، لسيما ان كانت منجدبة جدا لرئيسها.
" انه وسيم جدا اليس كذلك؟"
قفزت من مكانها بينما جينفر كاسبا تقتحم عزلتها، شعرت بالغيرة نحو المرأة المتمنقة و الانيقة التي كان من حقها نظرات الغرام التي حطها عليها اليساندرو، شعرت بقلبها يتمزق بينما تقارن نفسها بها، انها لا شيء امام هذه المخلوقة، هزت دقنها وقالت بصوت حاد اكثر مما تمنت.
" زوجك ايضا "
ابتسمت عارضة الازيا، ابتسامتها جميلة جدا، ذكرتها بإعلان أحمر الشفاه لماركة معروفة تراها بإستمرار على التلفزيون، هذه المرأة اجمل من التلفزيون، من الطبيعي ان يجن بها رئيسها و لا يخرج مع امرأة منذ فراقهما.
" نعم... زوجي رائع جدا و أنا أحبه"
تطلعت اليها بعينان مشككتان، الطريقة التي كانت تنظر بها العارضة لحبيبها السابق لا تنم عن عواطف باردة بل العكس، احتست المرأة من عصيرها.
" انا و جارد نملك توأمين رائعين...سأخبرك سرا...أنا حمل منه و لم تسنح لي الفرصة لإخبر اليساندرو بالنبأ السعيد"
هل هي طريقتها لطمئنتها؟الالم غلف نظراتها بينما المرارة ملأت صوتها وهي تقول مدكرة:
" لقد كنت خطيبته ذات يوم، قد يشعره الخبر بالغيرة"
" نعم كنت خطيبته" أكدت جينفر بصوت رقيق" وهو كان مستعد لتبني طفلاي ليس لأنه مغرم بي، بل لأنه راقي الأخلاق و ايطالي... تربى على تحمّل المسؤولية و التصرف كما يجب عندما يتوجب عليه، اليساندرو انسان رائع جدا و نستطيع الإعتماد عليه، تستطيعين الاعتماد عليه دانيلا... اذا كان قلبك يخفق لأجله فلا تضعي بينكما حواجز و لا تعقيدات..."
كيف يمكنها الشعور بالغيرة من ملاك مماثل؟ تستطيع تفهم خيبة اليساندرو بقدانها، انها حقا رقيقة و لطيفة، ليست باردة و لا حسابية، رأتها تبتعد و تلتحق بزوجها الفرنسي، اعترفت أن الاثنين يليقان ببعضهما، اين اليساندرو من حياة امرأة أعادت بناء حياتها، تنهذت و عادت تبحث عنه فوجدته يتقدم نحوها، شعرت بأنفاسها تتسارع و براحتيها تصبحان رطبتين، فجأة ابتسم لها بحرارة مما دفع الدماء لوجنتيها:
" هل تشعرين بالوحدة داني؟؟"
" انها تجربتي الأولى... أتمنى بأنني سأحصل على منصب أكثر من مجرد موظفة في قسم الحسابات"
رأته يعيد رأسه للوراء و ينفجر في الضحك قبل أن يمد لها يده و تلتقطها كي تقف من مكانها:
" مازلت صغيرة على تحمل العمل مباشرة معي... أنا لا أحتمل..."
" أريد خوض التجربة... سأتحمل عواقب اختياراتي" قالت بحزم.
هز حاجبيه و رمقها بتسلية:
" سوف أتعبك... أنا متطلب و مهووس نظام و عمل"
" سبق و لاحظت ذلك... أريد أن أكون بجانبك اليساندرو... أرجوك... امنحني فرصة فقط"
* * *
" اليخاندرو"
اضيء وجه اليخاندرو ما ان سقطت عيناه على معبودته الصغيرة، كانت ملفوفة في وشاح سميك لا يظهر شيئا من كنزتها بينما الجينز الازرق الا يخفي روعة ساقيها الطويلتين، لا يمل بالنظر إلى البراءة الغريبة المنبثقة من شخصها، وهو سعيد جدا ان تكون آخر شخص يراه قبل عودته الى بيته.
" مساء الخير 'بونيتا'... ظننتك نائمة"
تراقصت ابتسامة مترددة على شفاهها وهي تهز كتفيها:
" لا استطيع النوم بينما اعرف بأن داركو ربما سيقوم بقتل زوجته الليلة... "
سيليو ايضا لم يخفي قلقه، يبدو ان علاقة ابنه بزوجته تهمه كثيرا، يستطيع تخيل نوع التجاوزات التي يريدها، الكونت اندريس صديقه، اعمال مهمة بينهما، و لا يريد اي شقاق في علاقتهما، اتى على الرحيل من المكتب عندما اخدت بيانكا مكانه.
" مالذي حذث بالضبط؟" سألها وهو يدنو منها ليفرك ذراعيها بيديه " اتصلنا بالمستشفى... زوجة ابيكي لم تقم فحسب بضربها بل بتدمير وجهها... ان قررت ديل ماريا رفع شكوى فستربح ضدها"
هزت رأسها بالنفي:
" لن تقوم برفع شكوى... سيليو كان واضحا بهذا الشأن، حتى انه هددها بفضيحة ان لم تلم الموضوع... لكن اليخاندرو... ماحذث كان خيالي، أعترف بأن زوجة والدي لا تتوقف عن ادهاشي و مفاجئتي... أدركت فيما بعد بأنها متدربة متميزة في فنون القتال، تدريبات اساسية لمزاولتها السباقات المضنية التي خاضتها في الماضي ، المسكينة ديل ماريا لو عرفت بالموضوع لما و ضعت نفسها امام خطر مماثل، للمرة الاولى في حياتي اتعاطف معها بالرغم من انها هي من لا يتوقف عن استفزاز فلورانس"
امسكها من دقنها ليتطلع برفق لعينيها قبل ان يقترح:
" ما رأيك ان نتمشى قليلا في الحديقة؟ يمكننا الكلام ان كان هذا سيريحك"
لراحته هزت رأسها موافقة، الوقت متأخر نعم و لكنها تبدو قلقة مما سيجعلها عرضة لازمة من ازماتها العديدة السابقة، بالرغم من ان تلك الازمات اصبحت نادرة منذ عمليتها الاخيرة...
الجو كان باردا في الخارج لكنه منعش، طالما احب اليخاندرو موقع 'كاستيليو دي فالكوني' على صخور البحر الابيض المتوسط، الرائحة المملحة ممتزجة بالزهور العديدة المنتشرة في حديقة يتم الاهتمام بها لساعات طويلة، شعر بيدها تمسك بذراعه قبل ان تنزلق نحو اصابعه و تشبكهما به، ليست المرة الاولى التي تفعل فيها هذا، لكنها مرّتهما الاولى كحبيبين و الحركة حميمية و عاطفية بشكل كبير.
" ما هي مخططاتك لنهاية الاسبوع؟" سألته بعد ان توغلا قليلا تحت اشجار اللوز المزهرة.
" سوف اقوم بإصلاح سيارتي"
سمع ضحك مختنقة منها قبل ان تتوقف لتواجهه:
" بحق الله الم يحن بعد الوقت لتغير سيارتك و تشتري واحدة جديدة؟ اصدقائك يركبون آخر موديلات اغلى السيارات العالمية و انت تتقاتل مع صيانة سيارتك كل اسبوع..."
شعر بالحيرة، لكنه قرر شرح وجهة نظره:
" احب صيانة السيارات... احب عدم اثارة الانتباه في سيارة بمئات الاف اليورو بينما هناك اناس لا يجدون مأوى او حتى قوت يومهم، أحب أن انتمي للطبقة العادية من الناس لأنني مازالت من العامية و النقود لن تغير مطلقا من اكون"
كانت بيانكا أكثر جمالا على النور الخفيف للقمر، وعندما التقت نظراتهما ورآها تبتسم له ملئ فمها شعر بأنفاسه تتسارع تلقائيا، و بجسمه يذوب.
" اعرف بتواضعك اليخاندرو... سؤالي له علاقة بعيدة كليا عن مشاريعك الصغيرة... أريد تغيير الجو قليلا، الابتعاد عن صقلية ليومين أو ثلاثة... ما رأيك ان ترافقني؟؟"
تفاجئ بهذا العرض، العرض الذي يسيل لعابه لكنه يمتنع عن قبوله، ان اختلى بها فلن يقاوم انجذابه الكبير نحوها، وهو من المستحيل خيانة ثقة داركو، عليه مكالمته قبل أي شيء.
" بونيتا اسمعي" و التقط وجهها بين يديه " تعرفين كم احبك و اشد ما يمكنه اسعادي السفر معك... لكنني ارفض الاقتراب منك دون مباركة والدك"
كما توقع اختفت ابتسامتها و اكفهر وجهها:
" لما تصر على هذه المسألة السخيفة؟؟"
" ليست سخيفة بنظري..." قاطعها اليخاندرو " داركو صديقي، لا يمكنني الخروج مع ابنته في الخفاء و النظر مباشرة الى عينيه بعد ذلك و كأن شيئا لم يكن هل تفهمين؟"
" ما أفهمه هو أنك ستقوم بتدمير صداقتكما... لن يتقبل داركو يوما خروجنا معا "
" لدي طرقي في اقناعه"
رآها تهز عينيها الى السماء:
" أنا ابنته اليخاندرو... يفقد كل منطق و تعقل عندما يتعلق الأمر بي... ستقوم فحسب بتدمير شراكتكما و صداقتكما و كل شيء... لا أريده أن يعرف لذا لا تتكلم مجددا بالموضوع" ابعدت وجهها عن يديه و ابتعدت عنه " من الافضل ان اعود الى غرفتي الوقت متأخر"
امسك بساعدها قبل ان تتمكن من الهرب:
" انت تبالغين..."
واجهته بينما عينيها تلمعان بالغضب في العتمة الطفيفة حولهما:
" قل بأنني أبالغ عندما ينفجر الأمير في وجهك مثل الديناميت... لا اريد تحمل وزر حرب قد تنشب بينكما"
مسح على وجهها كي يبعد ملامحها المشدودة، يكره رؤية هذه الملامح و لا يتحمل قلقها، همس لها برقة:
" لن يحارب شخصا يرغب فحسب بتوفير كل حياته لاسعاد ابنته الوحيدة" اقترب من وجهها ليغرق في عينيها الرائعتين " حياتي التي لا تعني شيءا من دونك... عاجلا ام آجلا يجب مواجهة الامر الا تظنين؟ ام انك لا تثقين بي؟"
اخدت نفسا عميقا قبل ان تلين نظراتها:
" انت أكثر شخص اثق به... بفضلك استعدت ثقتي بنفسي و تقاتلت مع مرضي و صرت ما انا عليه اليوم"
كل كلمة نابعة من اعماق قلبها، اليخاندرو هو الشيء الايجابي الوحيدة في سلسلة اخفاقاتها، اليخاندرو يمثل لها المستقبل الامن و الهادئ، الرجل الذي لم تحلم يوما بالحصول عليه، لا تريد ان يحطم والدها قلبها بعد ان يعرف بما يحصل، بللت شفتيها بطرف لسانها و حاولت شرح ما تحسه حقا:
" حياتي لم تكن يوما سهلة اليخاندرو، عندما التقيت ابي اخيرا في عمر الخامسة عشر كنت حالمة و رومانسية و ظننت انه ربما ينظر الى أمي و يتزوجها، تماما كما يحصل في الروايات، حلمت بعائلة متحدة و مترابطة، لكن داركو بعيد جدا عن الصورة التي رسمتها مخيلتي البريئة، كان بلاي بوي من الصنف الخام و حريته اسمى ما لديه، 'ماليا' لم تعني له سوى نزوة طفيفة في عمر السابعة عشر، اخبرتني أمي بأنه لا يتذكر حتى ان كان قد عاشرها يوما، كما أنها... صارحتني بأن والديها أجبروها بالاحتفاض بالحمل كي يستفيذوا ماديا من العائلة الأكثر نفوذا في ايطاليا... رغم كل مساوئه سقطتُ في حب داركو، فعلت دوما كل ما يرغب به الى أن أصبحت حياتي ميكانيكية يسيرها كما يحلو له الى ان صار له نفوذ غريب على اختياراتي... لم ينتبه بعد بأنني كبرت، و صار من حقي اختيار حياتي، ارتكبت بعض الأخطاء بسببه... بسبب خناقه" أطرقت برأسها " أعرف بأنك تحفض هذه القصة عن ضهر قلب، لكنني أكررها كي تفهم مخاوفي"
اقتربت مجددا يده من وجهها، اغمضت عينيها بينما اصابعه تمسح على وجنتها برقة بالغة... كم تحب لمساته التي تحمل كل الامان المحشو في هذا الكون الشاسع.
" لا أنوي اللعب معك بيانكا... ما اشعره نحوك جدي جدا، منذ سنوات انتظر بصبر ان تغيري نظرتك الي و تشعري بمشاعري نحوك... اريدك بجانبي الى الابد، ولن يتم ذلك بدون علم او حتى موافقة داركو..."
لا...هي اكثر من يعرف داركو، هذه العلاقة ستدمر صداقة سنوات، لا ترغب بخراب شيء جميل يجمع الرجلين، لقد تسرعت مجددا باتخاذ القرارات و تجد نفسها في مأزق آخر.
" لا أريد لأبي أن يعرف بشأننا..." تمتمت بإصرار" ان بقيت على موقفك... فمن الأفضل ايقاف كل شيء هنا و الان.."
رأت ملامح وجهه تتصلب و نظراته تفقد لونهما الشفاف لتميلان للسواد، رغم العتمة قرأت الرعب و الغضب على وجهه:
" أنت تتصرفين بصبيانية..."
" متى كنت عاقلة اليخاندرو؟"
دون أن يترك لها فرصة للانسحاب عاد يلتقط ذراعها و يقربها منه ليحملق في عينيها:
" لن تحطمي قلبي مجددا بيانكا... "
قاطعته بحزم:
" اذن عدني الا تنطق بكلمة لأبي..."
" لا يمكنني فعل ذلك..." أكد بجدية " داركو صديقي... سيعتبر اخفائي الأمر كخيانة حقيقية و ستكون النتيجة اسوأ من صراحتي"
ولاء اليخاندرو لا شك فيه، و ايضا أخلاقه و مبادئه، لكنها تشعر بمصيبة قادمة لا محالة، لن تغفر لنفسها ان اندلعت الحرب بسببها.
" بونيتا" ترك ذراعها ليمسك وجهها مجددا " سنؤجل الموضوع حسنا؟ عموما لا نفع منه مادمت مسافرة للدراسة في الخارج... لكن أرجوك ثقي بي، أعدك أن تكون الأمور على مايرام... لا أريدك أن تتركيني بسبب صداقتي بوالدك، لقد انتظرتك لسنوات لذا لا تفسدي كل شيء بسبب خوفك"
خوفها؟ هي ليست فقط خائفة بل مرعوبة، كانت شاهدة على أكثر من طريقة انتقام مريبة لوالدها، انه موهوب و يملك طرق غريبة و شاذة لتعليم الدروس القاسية لمن خذلوه، تعرف بأنه يثق جدا بأليخاندرو و يحبه كثيرا، لهذا لا تريد تحمل مسؤولية ما سيعقب، في نفس الوقت... رفض اليخاندرو خيانة داركو يضعه في مرتبة أكبر في عينيها، لا ينفك عن اثارة اعجابها، لا يوجد رجل بشهامة صديقها الذي أصبح حبيبها في النهاية.
" لا أريد افساد شيء... سئمت هذه الحياة المعقدة و هذا العالم الشائك الذي انتميت اليه لأني ابنة رجل مهم جدا و دو شأن مثل الأمير فالكوني... اريد أن أعيش حياة طبيعية... أريد فقط أن نسافر نهاية الأسبوع الى اي مكان و أن اسمع لغة غير الصقلية... ضقت ذرعا بالجزيرة"
الكثير من الأحذاث وقعت مؤخرا، الكثير من المواجهات و خيبات الأمل، لا تريد أن تسرع لفلور و تخبرها عن حقارة كيفن، ولا أن تواجه مجددا دافيد كما حذث اليوم بعد أن مسحت فلورانس بديل ماريا الأرض و أوسعتها ضربا، أصبحت تكره لقاءاتهما المتكررة، رؤية كلمات كيفن في عينيه... رؤية من اعتبرها فريسة سهلة المنال، من احتقرها و سخر من سذاجتها.
" انظري الي" استجابت متنهذة ببعض الاستسلام ، تعرف اليخاندرو مناقشته الموضوع مضيعة للوقت لسيما و قد اتخد قراره سلفا " أطلب منك فحسب أن تثقي بي ' بونيتا'... أنا رجل كلمة... "
" نعم... أعرف" وشوشت بصوت منخفض.
عندما قربها الى صدره كي يضمها اليه تركته يفعل، استنشقت عطره المألوف الممتزج برائحته الخاصة، أغمضت عينيها بينما تشعر بالامان بين هاتين الذراعين القويتين، كيف امكنها عدم الشعور بهذه المشاعر القوية التي تجمعهما و هذا التواطئ كل هذه السنوات؟ اليخاندرو هو الرجل الذي يتوافق معها... الرجل الذي يعكس نفسها و روحها،نصفها الثاني... قبل شعرها بحنان دفع الدموع الى عينيها.
" اذهبي لغرفتك 'بونيتا'... لقد امضيت يوما عصيبا جدا و لا أريدك ان تمرضي..."
وهي لا ترغب مطلقا الابتعاد عن حضنه، هذا الرجل القوي و الموثوف، المُراعي و الجميل،يعدها بعيش قصص خيالية، لكن هل ستكون حقا النهاية سعيدة كما يأملا معا؟ هل سيكون داركو متفهما و يتصرف لمرة واحدة مثل انسان و ليس حيوان مفترس؟
" سأعرج غدا على بيتك لرؤية 'باكي'" قالت له وهي تبتعد عن حضنه و تضع قبلة سريعة على وجنته.
" ستسعدها رؤيتك 'بونيتا'... و سيّدها أيضا"
" الن تعمل غدا؟" سألته متفاجئة.
" في الصباح لدينا اجتماعين مهمين مع بعض المستثمرين الروس، ســـأكون في البيت بعد الظهر...سأكون حرّا لك فقط"
شعرت بالحرارة تغمر وجهها، سعيدة بهذا الوعد اللذيذ تمنت له ليلة سعيدة قبل ان تعود ادراجها الى القصر.
* * *
داركو ينام على بطنه، رغم شساعة السرير الا ان فلور يهيئ لها بأنه يأخد المكان برمته، بعد صراع طويل مع النوم استسلمت اخيرا و غادرت السرير، لن يتأخر الفجر بالبزوغ، الخيوط الاولى بدأت فعلا بتلوين السماء الحالكة السواد، ارتدت روبها الحريري قبل ان تلمح هاتف زوجها على الطاولة الجانبية بالقرب منه، القت نظرة حذرة نحوه، يبدو غارقا في نوم هانئ، عضلات ضهره القوية مسترخية، حتى وهو غير واع يشع فحولة ووسامة، تستطيع امضاء العمر معه، مطلقا لن تمل من النظر اليه و رسم كل جزء منه في ذاكرتها، لكن هل ستبقى دوما بجانبه و تهنأ به بينما أفعى بقرنين تحوم حوله بلا كلل؟ بخطوات خفيفة توجهت الى الهاتف الذي يشير الى رسائل جديدة، حملته بين أصابعها تحاول عدم احذاث اي ضجة،كان قلبها ينبض بقوة و شعرت بيديها تصبحان رطبتين فجأة، ليس من عادتها التجسس في حياة احد، لكن داركو ليس أي أحد... انه الرجل الذي ترفض ان تسلبها احداهن.
ضغطت على الهاتف الذكي، اشار فعليا الى وجود عدة رسائل، لكن الدخول يتطلب ليس فحسب رقم سري و انما بصمة مالكه.
" اللعنة"
شعرت بالغضب أمام هذه العقبة، كان يجب أن تعرف بأن زوجها لا يترك شيئا للصدفة، تململ فجأة الجسد الضخم من مكانه و رفع دراعه نحوها دون أن يستدير:
" خدي "
تجمدت مكانها بينما اتسعت عينيها من الرعب، أعادت فورا الهاتف الى مكانه، لكن داركو كان قد استنذ على ذراعه وواجهها بملامح متهكمة:
" عما تبحثين زوجتي الجميلة؟؟"
هزت كتفيها، واعية بوجهها الذي أصبح بلون الطماطم:
" كان يرن كل الليل... لقد استلمت رسائل كثيرة على ما يبدو..."
عندما حاولت الابتعاد منعها، أمسك بيدها وجرها نحوه، في نصف ثانية كانت على صدره، وجهها بالقرب من وجهه الذي أحاطته خصلات شعرها السوداء، دون أن يتركها أو أن يبعد نظراته القاتمة على نظراتها التقط هاتفه ليفتحه و يعطيها اياه:
" اقرئيها اذن"
شعرت بالغباء للموقف، لكن فضولها و غيرتها غلبتا على مبادئها، أخدت الهاتف و دخلت على الرسائل التي لا تعرف أصحابها، الكثير من الردود على ايمايلات مستلمة، رسائل تم استقبالها، فاكسات و جبال من الايمايلات التي لا تخصها، رسالتين من ديل ماريا، داركو يسميها ب "التجربة السابقة"، شعرت بالدم يجري بسرعة في شرايينها بينما تتردد بالدخول و قراءة المحتوى، أخدت نفسا قبل أن تضغط على الرسالة:
( ظننتك ستمر... لكن مثل المعتاد، تتجاهلني)
أقطبت، الم يذهب لها أمس؟؟
( أنا بحاجتك... سأنتظرك)
أعادت اليه الهاتف، بينما تشعر بالجفاف في حلقها، الغيرة تكاد تقضي عليها، رغما عنها شعرت بالدموع تتجمع في عينيها، دفعته عنها كي تتمكن من الهروب من قبضته... الرسائل توضح فحسب تجاهل الامير لتوسلات عشيقته... لكنها لا تتحمل هذا التواصل بينهما.
"لا أخونك فلورانس..."
لكنها لا ترغب مطلقا بسماع صوته او حتى البقاء في نفس الغرفة معه.
" توقفي فورا" صوته المهدد جلجل في المكان مثل الزلزال.
استدارت نحوه، وجهها مشدود و نظراتها تتطاير شرا:
" لما لا تنهي المسألة معها كي تتوقف عن الكتابة اليك؟كيف ستكون ردة فعلك ان وجدت رسالة رجل بــ..."
قاطعها بقوة، عندما اكتشفت الغضب الوحشي لعيون زوجها، تجمد دمها في عروقها:
" اصمتي... لا تظيفي كلمة قد ادفعك ثمنها لاحقا"
لم يكن يمزح، الغضب شوّه وجهه بينما يغادر السرير و يرتدي بنطال البيجاما على عجل، راقبته من خلال دموع الغضب يتوجه نحوها، أشد طولا و أكثر تهديدا مما في ذاكرتها، و ضع يديه على خاصرتيه بينما يبادرها بصوت جليدي:
" ان كنت مازوشية و تستمتعين بملئ عقلك بالخرافات فهذه المشكلتك، لكن ان تقحميني في نزوات غيرتك الغريبة في ساعة مماثلة فأعلمي بأنني أكره الميلودراميا و هذا النوع من التراهات"
" تراهات؟ تلك المرأة تلاحقك بلا كلل و تأتي بإستمرار الى هنا و تتهمني بالغيرة الغــ..."
توقفت اذ لم يعد بمقدورها التكلم بسبب الغصة التي تقبض على حنجرتها، بقي يتفحصها، يدرسها بتمهل قبل أن يستطرد بهدوء:
" قصة فكتوريا منتهية الصلاحية، انتهت حتى قبل ان اعرفك فلوانس... لو همتني لما تزوجت ديامانتي و لا انت بعدها..."
اخرجت مخالبها و معها انيابها ما ان نطق بإسم الفاثنة الشقراء:
" لا تقارني بديامانتي... الوضع مختلف، جعلتها زوجتك لأنك أحببتها ...أما فيما يخصني فأنا هنا بفضل نيكولاي، اعرف بأنني لا أعني لك شيئا"
أطرق برأسه الى اليمين، يتمعن في كلماتها قبل أن يبتسم بسخرية متعالية:
" لأنني انا اعني لك شيئا؟ أعني لك اكثر من وسيلة للاحتفظ بنيكولاي؟" تقلصت شفاهه اكثر بينما يتابع بنفس اللهجة القوية" أكثر من جسد يعجبك و تستعملينه متى اخدتك الرغبة بذلك؟؟ لا اظنك قادرة على رؤيتي اكثر من لعبة جنسية مثيرة أم أنني مخطئ و قد تزوجتني لأنك مغرمة بي؟ "
ليس صحيحا...نعم هو اكثر من كل هذا، انه الهواء الذي تستنشقه الأن، انه العذاب الذي يتآكلها، انه الغيرة و العشق الامحدود، لكنها تفضل الموت على التعرية عن مشاعرها، كان يحملق لها و كأنه ينتظر اعترافا فوريا، شعرت بجسدها يرتجف تحت ضغط من لم يصل لنتيجة بكل هذا الشذ و الجذب، بالأمس لم تخرج معه بنتيجة و انتهى بهما الأمر في السرير، و الأن... لا ينفك عن تحويل الموضوع لصالحه مثل المعتاد.
" ارى بأننا متفقين على هذين الأمرين على الاقل" سمعته يقول فجأة بصوت سئم "سآخد دوشا... اليوم يعد بإثارة لا مثيل لها، شكرا لهذه المسرحية الطريفة على الريق 'كارا' "
* * *
طالما رغبت روبي بمعرفة شكل منازل النجوم، 'جانيت بلوز' تعيش في فيلا فاخرة تحمل كل مجدها بين الجذران، رؤية عظيمة على أجمل مناظر المدينة، كلما أتت اليها كلما أحست بنفسها صغيرة أمام كل هذا النجاح الفني، اليوم موعدها مع 'يوليوس سوبرانو' معجزة هوليوود، سبق و تعرفت عليه في حفل زفاف الأميرين فالكوني، و اليوم هو موعدهما الأول مع جانيت، ابتسمت ملئ فمها بينما تظهر الممثلة الاسترالية أخيرا، أشارت بذراعيها و شع و جهها ما ان رأتها:
" عزيزتي أنت رائعة"
جانيت من عمر فرجينيا، امرأة لم تفقد شيئا من جمالها و لا حيويتها، لا تستغراب في ان كيفن غراي ايقونة حقيقية للجمال الذكوري فقد أخد كل شيء من والدته، منذ أن وصلت الى لوس انجلس تبنتها جانيت كما وعدتها فرجينيا، بفضلها صار لها أصدقاء و معارف في ظرف أسبوع واحدة، 'كاري جاكسون' أمريكية سمراء البشرة ممثلة و عارضة أزياء تواطئتا في نفس اليوم الذي عرّفتها بها جانيت، يفترض أنها حبيبة سابقة لـ ' جوردان غراي' ابنها الأكبر، منذ أسبوع بالكاد تفترقان، يسعدها ألا تشعر بالغربة في هذا العالم الذي ارعبها في البداية، كل هذا بفضل مارك أنطونيو و جوشوا الذين عملا على أن تاخدها فرجينيا تحت جناحها.
رغم كل ما يحيطها من لمعان و شهرة، الحزن يتخللها كلما تذكرت سيزار، تعترف بأنها تفتقده أكثر مما توقعت، انهما على اتصال دائم نعم، تشعر به في كل الحماية التي يحيطها بها حراسه الشخصيين، في المنزل الرائع الذي يزن ثروة و الذي يشبه لحد كبير الفيلا الفاخرة لاليخاندرو في البندقية، عندما تكلما أمس، أخبرها بأنه لا يعرف حقا متى يمكنه القدوم، الاحباط و خيبة الأمل دفعتها للنوم باكرا، كانت ترفض أن تفكر في الألم الذي يعتصرها بسبب بعده... هذا بالضبط ما أخافها من علاقتهما، أن يقف حبها عائقا أمام أهذافها، بدل أن تركز حقا عما أتى بها الى لوس أنجلس تجد نفسها هائمة التفكير به جل الوقت.
ضمتها جانيت الى صدرها قبل أن تمسكها من ذراعها لتقودها الى الصالون الزجاجي المطل على البساتين الخضراء المحيطة بالفيلا.
" لن يتأخر يوليوس... هل تريدين شرب شيء؟"
" بعض المياه المعدنية شكرا لك جانيت"
الخادمة استجابت فورا بينما جانيت أخدت مكانها أمامها، كانت أنيقة من رأسها لأخمص قدميها، تحفة من الكمال و الجمال، تجدها أشد روعة في الواقع على أفلامها.
" أخبرتني 'كاري' بشأن مشاريعها الكبيرة لك"
هزت روبي عينيها للسماء:
" لن أكون يوما عارضة أزياء... حبيبي صقلي وهو غيور و متملك...'كاري' تظن بأنه يمكنها تغير رأئي مع الوقت... "
" من العار عدم استغلال كل هذا الجمال عزيزتي، خُلقتي لتلمعي، لتشهري و يستمتع الناس بحسنك"
" أحب الموسيقى و هي هذفي الأساسي..." قالت روبي بلطف.
اتت الخادمة بالمشروبات، أخدت روبي كاس المياه بينما تأملتها جانيت قليلا قبل أن تقول:
" هل كان حبيبك في زفاف الأمير؟"
هزت روبي رأسها و قد توهج وجهها:
" انه اللورد سيزار كوستانسو... قريب الأمير من والدته..."
" دعيني أخمن... طويل رياضي و بوسامة طافحة؟"
انفجرت روبي في الضحك بينما تتابع جانيت:
" كان يلتصق بك مثل ظلك، عيناه لا تفارقانك ابدا... انه مغرم، و انت ايضا... وجهك و عيناك تشع عندما تتكلمين عنه" انحنت لتضع يدها على ركبتها مشجعة " لا بد أن الفراق مؤلم لكليكما... ايطاليا بعيدة عن هنا، أنا سعيدة لأنه رجل متفهم و متفتح، بالنسبة للامير، أخبرني كيفن بأنه يرفض لفلورانس العودة للعيش في أمريكا... يقول ابني بأنه رجعي جدا، يؤسفني ان تترك كل نجاحها ورائها و تضحي بسنوات طويلة من العمل الشاق..."
لا تعرف روبي بما تجيب، هي لا تعرف فلورانس معرفة و طيدة، لكن هيئ لها بأن الاميرة الجديدة سعيدة جدا بزواجها من داركو، و اذا ظنت جانيت بأن هذا الاخير سيسمح لزوجته بالابتعاد عنه فهي واهمة، الأمير من اشد الشخصيات الصقلية شدة و قوة، من اسوأ من يمكن للمرأة الارتباط بهم، بسببه هو رفضت كليا اي تعارف مع سيزار، ظنتهما متشابهين لأنهما يحملان تقريبا نفس الدم و المكانة.
" جوردان؟"
انتبهت روبي في الوقت نفسه للرجل الذي اقتحم الصالون، في البداية ظنته كيفن، الشبه كان كبيرا، لكن الرجل امامها اكبر سنا، مليح بشكل مذهل. شعر بني سميك ، مضاء بالشمس ويسقط في خصلات ناعمة على جبينه ، عظام وجنتيه عالية ، وذقن ذات خطوط ثابتة مغطاة بلحية ناعمة وأنف رفيع وملتوي قليلاً مما أعطاه رجولة اكثر من كيفن ، بشرته البرونزية تشير الى رجل اتى على انهاء عطلته ، لقد كان أكثر جاذبية من شقيقه الصغير... تفهم خيبة 'كاري' بانهائه علاقتهما... أخبرتها بأنه انهى العلاقة برسالة على هاتفها بدون اي اسباب مقنعة، بأنه هو السبب في شهرتها فجوردان صاحب نفوذ و تأثير قوي في هووليود.
حطت نظراته عليها و ابتسمت له مرحبة، رأته يقطب قبل أن يقول بلهجة مشككة و كأنه لا يصدق ما يرى:
" هل أنت عازفة البيانو المقصودة؟"
وقفت جانيت لتتأبط ذراع ابنها و وقفت روبي بدورها، انها المرة الأولى التي تراه، ابتسمت ابتسامة صافية و أجابته:
" هذا اذا شرحت لي ما تعنيه بالمقصودة؟"
ازدادت تقطيبته عمقا قبل أن يسألها:
" هل لكنتك ايطالية أم أنني أحلم؟"
" نعم..." ردت ببعض التسلية " هل لديك أي اعتراض على الايطاليين؟"
ابتسم لها، شبهه الكبير بكيفن ساحق حقا،هذا الرجل يستطيع الحصول على أي امرأة يريد بمجرد الكشف عن تلك الاسنان الرائعة، استدار نحو والدته ليقول لها بإتهام:
" كيف استطعتي اخفائها عني بينما تعرفين بأن لي ضعف اتجاه الجمال الايطالي؟"
" انها مرتبطة... " أكدت جانيت وهي تضرب بخفة على كتفه " و حبيبها ملكي الدماء غيور و متملك... ابتعد عنها و إفعل فحسب واجبك اتجاه فنها"
ثم استدارت نحو روبي منبهة:
" احذريه عزيزتي... انه مغواء موهوب جدا و سمعته سيئة..."
ضحكت روبي بنعومة مستطردة بجدية:
" لا أمل في اغوائي... أنا مغرمة "
غمز لها جوردان:
" لا تحكمي سريعا ايتها الايطالية الجميلة... أمامنا كل الوقت لتثبتي هذا الولاء، عموما أتيت لأخدك الى الاستوديو بطلب خاص من 'سوبرانو'... بعض المشاكل الطارئة في آخر لحظة و استأمنني على عازفته الجميلة لآخدها الى الأستوديو...انه مهتم بأمرك "
التقطت روبي حقيبة يدها بينما التوثر بدأ يجد طريقه اليها،إظهار التصميم والتفاني لتحقيق النجاح حان وقته الحاسم، لتثبت مهاراتها لأشد المنتجين قوة في هوليود، سبق و سمع لها في صقلية، لكن لقاء اليوم سيحدد مصيرها.
* * *
وجد اليساندرو غرفة جينفر بسهولة، عندما أخبره ' آلان دوغلاس' بأن حبيبته السابقة تعرضت لحاذث مريع و أنها في المستشفى ترك كل شيء خلفه و أتى للاطمئنان عليها، لا يعرف بالضبط مالذي يحذث لحياته مؤخرا، كل الناس الذين يحبهم في خانة الخطر، عادت صور مكثفة في عقله، لحظات رائعة من الماضي القريب، جينفر كاسبا التي أخدت اهتمامه من أول لقاء، وافقت على العيش معه في أول أسبوع، جينفر التي أدخلت الدفئ و الحب لقلبه و ظن بأنه سيعيش معها السعادة الى آخر ايام حياته، لا يمكن أن تموت بعد أن وجدت طفليها الذين بحتث عنهما طيلة سنوات، أخبرته الممرضة بأنها تجاوزت مرحلة الخطر، لكنه منزعج من الوضع برمته، استنشاق رائحة المستشفى تذكره بشقيقته المسكينة، أو بالأخرى ابنة شقيقه، تذكره بمواجهته المريعة مع العرّاب... تذكره بأن ليس بيده صنع المعجزات لمساعدة الناس الذين يحبهم حقا، عندما دفع باب الغرفة رآها مسطحة على ظهرها، الأجهزة الثقيلة حولها لتساعدها على التنفس، جارد رايموند بالقرب منها، التقت نظراتهما، يبدو و كأن رجل الأعمال أمضى نهاره بذرف الدموع، وجهه متورم و عيناه منتفختان، كان يضم يد زوجته بين يديه، يبدو و كأنه يردد الصلوات.
" مالذي تفعله هنا؟" هاجمه الرجل بشراسة.
" لسوء حظك أن الأخبار تنتشر بسرعة... " رد اليساندرو بجفاف و هو يمر بعينين متلهفتين و قلقتين على الجسم الانثوي الممدد بلا حراك"كيف حالها؟"
وضع جارد أصبعه على شفاهه كعلامة سكوت، نفس حركة روكو قبل أيام، الذكرى أوجعته رغما عنه، يبدو أن لدى الرجل ما يقوله هو الأخرى، راقبه ينتصب بقامته الطويلة و ينحني على جبين زوجته ليقبله، بدت جينفر شاحبة الوجه، وجهها الجميل متورم، مختلفة تماما عن المرأة المتوهجة التي رآها في حفل الافتتاح.
" تعال معي" أشار له جارد ليتبعه الى الرواق.
دون ان يتبادلا كلمة تبعه الى الكافتيريا في آخر الرواق، اليساندرو لا يدخن، لايزعجه أبدا أن يدخن احدهم أمامه، و جارد رايموند بحاجة تامة لمهدئ مثل التبغ، احتسى من قهوته بينما ينتبه للاصابع الرجولية التي تمسك بالسجارة ترتجف قليلا، بدى الرجل بحالة مزرية، يكاد يغمى عليه من الارهاق... أقطب اليساندرو... جارد مغرم بجينفر، كيف لها ان تشك بمشاعره رغم الحرب القائمة بينهما؟؟
" لما لا تقول شيئا و ترحمني من هذه النظرات؟؟" هاجمه بينما يتبثه بنظرات جليدية " حسنا... فأنا أعرف ما ستقوله... أتعست المرأة التي أحبّها كلينا..."
انه محق، لقد أحبّها كليهما، و لكل منهما طريقته، اليساندرو أحبها لأنها تحمل الكثير من صفاته، كان يملكان نفس التفكير،كانت طيبة و رقيقة، و هو يشعر بواجب كبير نحوها، رؤيتها في هذا الوضع مؤلم و مزر، لكنها اتخدت قراراها بهجره و بالزواج من عم طفليها أو بالأحرى... بوالد طفليها.
" أنا لا أحاكمك جارد" تمتم بهدوء " سأتركك لضميرك فهو خير جلاد..."
هز نحوه نظرات ممتلئة بالازدراء:
" لم احبك يوما اليساندرو ايميليانو"
ابتسم اليساندرو:
" صدقيني... شعور متبادل"
لمعت عيناه المتورمة و هز كتفيه:
" لأني سلبتك خطيبتك؟ بعد أن رسمت معها خططا للمستقبل..."
هذا سبب من الكثير من الأسباب الأخرى... آه كلا، لا يكرهه لأنه سرق جينفر منه، عموما منذ البداية كان يعرف بأن علاقتهما في خطر كامل، احتسى من قهوته و استطرد بهدوء:
" آه كلا... جينفر رغم فقدانها الذاكرة لم تتخلص منك، عرفت دوما بأن ثمة رجل بيننا... عندما قبلت جيني بالخطبة لم يبشرني ذلك بالخير أبدا" وضع فنجانه على الطاولة" بالنسبة لي... ، فقد جاءت الموافقة بعد استعادتها لبعض ذكرياتها،كانت طريقتها لإثبات بأنك لم تعد تهمها... أكرهك لأنك لم تعي بقيمتها و أذيت زهرة ربيعية مثلها"
العذاب الذي ارتسم في عيني الرجل أشعره بالشفقة:
" نعم... و لن أغفر لنفسي مطلقا، كنا ننتمي لبعضنا بشكل أو بآخر... التوأمين مني هل أخبرتك بذلك؟"
لا لم تخبره، لكنه شديد الملاحظة، لم يكن ليصل الى ما هو عليه من نجاح لو لم يكن يهتم للتفاصبل الصغيرة:
" أعرف...فنظرة واحدة لماثيو كافية لمعرفة بأنك والده"
استرخت ملامح جارد ببعض الارتياح، تخلى فجأة عن عدوانيته، يجب أن يعرف بأنه لا يمثل عليه أي خطر، مهما أحب جينفر فقد صارت قصة من الماضي، قصة لذيذة و رائعة انتهت تماما مثلما بدأت... لا يتزوج الحبيبين دوما في الحياة الواقعية اليس كذلك؟ جينفر أحبته بطريقتها و هو بطريقته، جمعهما التفاهم أكثر من العشق الخيالي أو الحب الشغوف، رحلت من حياته بنفس الهدوءالذي دخلت به، جينفر رقيقة حتى بقطع علاقتها مع الأخرين.... هز جارد رأسه موافقا و استطرد بهدوء:
" أنا أيضا شككت بأبوتي لوقت طويل، الا انني لم أحصل على دلائل و براهين قاطعة... أو ربما كنت خائفا من البحث في الموضوع و الخضوع لإختبار الحمض النووي، كان من السهل القاء كل اللوم على جينفر... حبيبتي جينفر... بقدر ما أحببتها بقدر ما آلمتها، كان من الأفضل لو تزوجتك أنت... فعلى الأقل لم تستطع نسيانك حتى بعد زواجنا"
هراء.... جارد معتوه ان صدق أوهامه... حينفر مغرمة به هو لا أحد غيره:
" لم تغرم بي يوما... ما شعرته نحوي كان مجرد امتنان و عاطفة من نوع آخر، في الماضي حاولت التقرب منها بطريقة أكثر حميمية، أي رجل يتمنى امتلاك امرأة مثل جينفر كاسبا... الا ان الكثير من الموانع وضعتها بيننا، عقلها الباطني ما كان يسيطر عليها و يقودها، تركت لها الوقت لإستعادة ذاكرتها و عندما حصلت المعجزة، ازدادت الحواجز ارتفاعا و سُمكا، فقدت صرت بيننا... أو بالأحرى طالما كنت بيننا"
لمعت السخرية في نظرات جارد:
" ماذا يعني ذلك؟؟ عشتما كراهبين طيلة سنوات عيشكما في منزل واحد ؟"
" لم نعش كراهبين..." اعترف اليساندرو " جينفر من يترك العنان لذكريات باطنية و هي بين ذراعي... كانت لديها رغبات و نزوات قمت بإشباعها، فلنقل بأنني لم أكن الرجل الذي تتفجر بين يديه، بأني لست المعني بالأمر، و هذا جارح لكبرياء أي رجل... لسيما أن تخلط بين الاسمين في الكثير من الأحيان... الأمر كان مذل و مؤلم"
تقطيبة عميقة شوهت وجهه، بدأ يفهم أخيرا؟ تابع اليساندرو:
" أخبرني طبيبها أنه من الجائز جدا ادماجها الماضي و الحاضر... لهذا كانت لديها تصرفات غريبة، بعد استردادها ذاكرتها، انتهى كل شيء ووضعتني على الحياد،... لم يعد هناك حميمية و لا تقاسم نفس السرير... فهمت بأنني لست الرجل في أحلامها، و عرفت بأن الطبيب كان محقا..."
ارتسمت الحيرة في عينيه:
" تقصد أنها تعاشرك و تعتقدك أنا؟"
" هذا بالضبط..." أجزم بهدوء.
" هل هذا ثابت علميا؟" تسائل وهو يفرك وجهه ببعض العصبية" لم أصدقها عندما أخبرتني بأنك لم تضع اصبعا عليها... و ان كان ما أخبرك به الطبيب صحيحا فإن جيني تعتقد بأنك لم تلمسها طيلة سنوات عيشكما معا"
" نعم..." أكد اليساندرو بإيجاز.
التجربة مع عارضة الأزياء كانت فريدة من نوعها، ربما هذا ما جعله يتشبث أكثر بحمايتها من نفسها قبل أن أحد آخر.رآه يضع راحتيه على عينيه، بدى و كأنه يعاني من صداع رهيب، نظر الى ساعة يده، لقد ترك دانييلا تنتظره أكثر من الازم في السيارة:
" كيف وقع الحاذث؟"
" عبرت زوجتي الشارع دون الانتباه للاشارة الحمراء، توجه الباص رأسا اليها، لم أستطع التدخل في الوقت المناسب لكنني حميتها قدر الامكان" التقط سجارة أخرى سارع اليساندرو بإشعالها اليه" لقد فقدت الطفل..."
شعر اليساندرو بضربة موجعة في معدته، لم يكن يعرف بأنها حامل...جينفر لا تستحق ما يحصل لها.
" أنا آسف..لم أكن أعرف بحملها" لم يستطع منع الالم في صوته.
" لن تسامحني مطلقا"
" ان استمريت بملامة نفسك فلن تتقدم علاقتكما، انصحك بنسيان الماضي.. زوجتك امرأة رائعة جدا و أعرف بأنكما ستتجاوزان المحنة، لن تتأخر بحمل طفل آخر..."
انزلقت الاحاذيث بعد ذلك، جارد تخلص كليا من عدوانيته و استرخى، جارد ليس الوحش الذي تصوره، و يبدو أن هذا الاخير أدرك بأنه لا يمثل أدنى خطر على زواجه، لكنهما لن يصبحا صديقين، بقدر ما تقربهما جينفر بقدر ما تبعدهما، رافقه بعد ذلك الى غرفة جينفر ليلقي عليها نظرة وداع و يرحل حيث تنتظره سكرتيرته الجديدة.
* * *
رفع روكو عينيه عن المستنذات أمامه، الجو في روما أشد كآبة عما تركه خلفه في صقلية، الأمطار تطرق زجاج جذران قاعة الإجتماع برتابة مملة، التوثر يغلف المكان، داركو فالكوني صامتا في مقعده، يبدو غارقا في عقله الضبابي، انه الاجتماع الأول مع الشريك الجديد الذي تركهم ينتظرون متعمدا لعشر دقائق اضافية، هذا الرجل لا يعرف مع من يتعامل، وهو شخصيا لا يملك الوقت لتضييعه في الانتظار، دخلت السكرتيرة مع مساعدتها لجلب قهوة اضافية، سيزار كوستانسو مهتم أكثر بهاتفه، لايبدو بأن الانتظار يقلق راحته، بقية الشركاء مهتمون بدراسة التفاصيل المدونة على الاوراق أمامهم، ' مشروع اغريجينتو' من اهم المشاريع العملاقة التي قام بها للان، لا يرغب بأدنى عقبة أو حاجز أمام ما يسميه بالانجاز العظيم... لكن يبدو ان الشريك الجديد لا يفقه اهمية ما يريده روكو كاملا.
عندما أعلنت السكرتيرة عن وصول الشريك المنتظر، كان روكو على مسافة قصيرة من الغاء الاجتماع و استعمال الخانة المهمة في العقد ضد من لا يتولى التزاماته التي قد تضر بمستقبل المشروع و خلق ازعاج لباقي الشركاء.
كان يجلس مقابلا للباب، هو من يترأس اجتماع اليوم، لم يكن بحاجة للوي عنقه للتعرف عن القادم الذي مرّ دوما بوسيط، رجلين ببدلة رسمية من ظهرا على الباب، وضع روكو القلم الذهبي بين اصابعه على الأوراق بينما رجل الأعمال و وسيطه يتقدمان من البقية.
" اعذروا التأخير رجاءا... مشكلة تقنية في المروحية التي أقلتنا الى هنا"
انتبه فورا للنظرة التي تبادلها سيزار و داركو، الأمير ترك مقعده ليقول بصوت جليدي:
" هل هذه مزحة؟"
راقب الشريك الجديد يدنو من داركو، ابتسامة متحجرة على وجهه الداكن.
" سعيد برؤيتك مجددا أيها الأمير..." ثم استدار نحو البقية " نيوس ليونيداس... لن أؤخركم أكثر فقد انتظرتم كفاية..."
بوركا ميزيريا... انه يكره المفاجآت السيئة، لسيما فيما يتعلق بأرقامه اللعينة، نيوس ليونيداس من أخد النسبة المهمة اذن؟ كيف سيقضون قدرا غير عادي من الوقت معا، ويتخدون القرارات الفردية التي تؤثر على الجميع، و سيجتمعون في السراء و الضراء مع العدو؟ هذا الرجل ليس الشخص المناسب لهذا الغرض، يقرأ بوضوح التسلية في نظراته القاتمة، انه هنا ليس لربح الأموال بل لإفساد ما هو متعلق به شخصيا... مالذي فعله سيليو بحق الجحيم؟؟من الناحية القانونية، تعد الشراكة العامة أكثر خطورة من الملكية، بغض النظر عن مشاريعه الخاصة، فإن اختياره سليم دوما فيما يخص الشراكة العامة، مطلقا لن يدخل شخصا مشكوك فيه ليغرق المشروع في الديون أو ما شابه و يقوم الجميع نحو افلاس حتمي أو مشاكل قانونية... المليارات ما تم صرفها في هذا المشروع اللعين، و سيضمن العمل لكل شباب صقليلة، اذا اتخد هذا الرجل قرارات غير سليمة مستغلا نسبته العالية سيقع المشروع حتى قبل أن يشهد النور.
" اجلس داركو" قال بحزم بينما يرى صديقه متأهبا للانقضاض على اليوناني الذي استرخى في مكانه و كأنه في بيته.
بعد ثانية تردد استجاب الأمير لطلبه، حط روكو عينيه على رجل الأعمال اليوناني، كل الشركاء ايطاليين الجنسية، هذا من أحد الشروط المهمة لشراء الاسهم، كيف تمكن من الحصول على تلك الاسهم اللعينة.
" دون ليونيداس... العشر دقائق الضائعة أفقدتنا الكثير من الأموال فنحن أيضا رجال مشغولين جدا و أصحاب التزامات و قد أخرتنا كفاية طيلة الأسابيع الماضية و لا يبدو أنك قادر على تحمل التزاماتك المهنية بفضل بعد المسافة ، لا أعرف بالضبط مالذي يفعله يوناني بيننا و أفضل استرجاع ظروف شرائك الأسهم قبل الخضوع في اي ترثيبات مهمة... الغي الاجتماع"
لايبدو ان ردة فعله تزعج اليوناني الذي استرخى فحسب في مكانه، أغلق الملف أمامه بينما علت الهمهمات الغير راضية على الالغاء بعد انتظار أسابيع، لوجود ليونيداس هذف واحد، ازعاج الأمير و تدمير ما يعتبره روكو أكبر مشاريعه، لذا عليه وضع بعض النقاط الأساسية مع الشريك الجديد و ربما ايجاد طريقة لإلغاء شراكته، بما أنه لم يحترم أهم الشروط... الجنسية الايطالية.
لم يبقى في قاعة الاجتماع غير داركو و سيزار و اليوناني بالتأكيد مع مساعده، التقط روكو كوب القهوة الذي صبته له السكرتيرة قبل ان تخرج للتركهم بمفردهم، راقب رجل الأعمال يضع ملفا على الطاولة :
" تشكيك بنزاهتي أمام باقي الشركاء غير مهني دون ايميليانو... لن أفوته بلا أدنى شك" قال اليوناني بهدوء.
" هل تعرف مع من تتكلم؟" تدخل سيزار بصوت جليدي
" أعرف مع من أتعامل نعم... " رد نيوس وهو يحط فجأة نظراته على داركو " سبق و جمعتنا بعض الاعمال مع الأمير..."
" كما جمعتكما نفس المرأة..." تدخل روكو بهدوء... " هل نعتبر هذا محض مصادفة؟؟"
" شراكته ملغية سلفا" قال داركو " سأتصل بالمحامين فما تنصه العقود فالجنسية الايـــ.."
" الايطالية أساسية" قاطعه نيوس وهو يفرك جبينه " أخبرتكم بأن وجودي نزيه، الأسهم بإسم ابني... آريوس ليونيداس... انه مزدوج الجنسية، ايطالي من أم ايطالية... و بما أنه لم يبلغ بعد السن القانونية فأنا من يدير أعماله... كما أن العشر في المئة المتبقية بإسم زوجتي... ديامانتي سانتو بينيديتو ليونيداس... منحتني موافقة ادارة أعمالها هل اخترقنا قانون البنود في شئ؟" ثم وقف من مكانه تاركا الملف على الطاولة "... تستطيعون التواصل مع محامي لأي معلومات اظافية.... ظننت الجميع أكثر مهنية..."
" أعرف بأنك هنا لزرع الخراب في هذا المشروع الذي تعرف جيدا ميزانيته المهمة" تدخل داركو، كان يعرف روكو بأنه لن يتحمل أكثر الاحتفاظ بلسانه داخل فمه " انبهك ليونيداس... سوف أعرف كيف احتلت لتأخد موافقة والدي في التوقيع النهائي بإسمي، و ان ظننت بأننا شلة أغبياء ستتلاعب بهم كما يحلو لك، فأنت تجهل في أي جحيم وضعت قدميك"
" بحكم تجربتي السابقة ايها الامير فأنت سيد الخطط المريبة و الاحتيالات الامنتهية..." اجاب ليونيداس بهدوء استفزازي" تفرد برأيك و لا تضم معك آخرين في نفس كفة قذراتك"
وقف سيزار في الوقت المناسب كي يمنع اي تشابك.
" هذا يكفي" زمجر روكو وهو يغادر مكانه " ما ينساه كليكما بأن المشروع يحمل اكثر من شريك و بمزانية ضخمة جدا و لن تكون تسوية حساباتكما على ظهر الجميع... أرفض قطعا أن تؤثر مشاكلكما الخاصة على ما حلمت ببنائه منذ سنوات... "
" اظنني سمعت ما يكفي و لا وقت لي لتضييعه في التراهات..." تدخل اليوناني "عاودو دراسة الأوراق و البنود و اطالب برد اعتبار فوري أمام باقي المستثمرين... يوم سعيد"
عندما غادر ليونيداس اطبق صمت ثقيل بينهم، شعر روكو بأنه غير قادر على البقاء أكثر في المكان، مؤخرا تتوالى المصائب حقا في حياته البائسة، و منذ زمن لم يرفه على نفسه، القليل من الرفقة النسائية ستجعله يخفف هذا الغضب الذي يتآكله اللحظة، ان بقي هنا فسيقوم بقتل داركو بلا أدنى شك، بالرغم من أن والده السبب في هذا المأزق.
"تقتصر مسؤولية ليونيداس القانونية على مقدار إسهاماته المالية في المشروع، في حين يتحمل الشريك العام مسؤولية غير محدودة تتناسب مع سلطته...و أنت رئيس المشروع أيها العرّاب، في يدك كل السلطة " سمع سيزار يتدخل بينما روكو يقوم بجمع أوراقه. " ستكون شراكته محددة و لن نمنحه حرية اتخاذ اي قرارات دون أن نأخدها بعين الاعتبار..."
لم يرد روكو، لا يريد التكلم بالموضوع، هو الشريك الأعلى نسبة، لكن سيزار مخطئ ان ظن بأن لا نفوذ لليوناني فهو يملك ثلاثين في المئة، لن يستطيع المشروع التحرك دون موافقة منه على قراراتهم.
" روكو..." بادره سيزار.
" لن أعود الى صقلية... ارحلا من دوني..." رد دون أن يرفع راسه نحوهما.
" أنا آسف أيها العرّاب" بادر داركو بعصبية.
الأمير لا يعتدر أبدا لأحد هو يعرف.لكنه أشد سخطا من أن يعطي أهمية لهذه التفاصيل.
" مالذي سأفعله بأسفك المتأخر دون فالكوني؟؟ تلك المرأة أفقدتك عقلك و فعلت الكثير من الحماقات قد ندفع كلنا ثمنها، نيوس ايونيداس رجل جريئ و قوي فلا تتهاون به، لقد اتى الى غار الاعداء برجليه دون ان يرمش و يبدو حقا مستعد لك فكيف سترد له ضربته الرائعة؟"
" سأتكفل بالموضوع... سأجد طريقة ما" لا يبدو واثقا من صوته.
" أنت مضطر لإيجاد حل لعين لأن المليارات ما وضعت في المشروع..." ارتفع صوته جليديا " عليك الا تنسى ان ما أعاده هو الانتقام فحسب، لا تهمه الارباح و لا المكاسب... ربحنا عدوا في أشد المشاريع اهمية قمنا بها، حتى اليخاندرو و خوسيه لم يكن لهما الحق بالدخول لنجد انفسنا امام رجل غريب تماما و مثقل بالكراهية... صدقني داركو، ان نجح بخداع والدك و الانضمام الينا بطريقة قانونية فهو سيصل تمام لمرا ده ... ما فعله... يستحق حقا التقدير و الاحترام... انه ادهى منا جميعنا"
أخرج هاتفه و ركب رقما قبل أن يأتي صوت انثوي مألوف:
" جدي لي بضع نساء...سأكون بعد ساعة في شقتي"
عندما اغلق الخط كان صديقيه يتطلعان اليه بمزيج من الغرابة و الحيرة:
" ما الأمر؟"
" نساء" تدخل داركو منبها " طلبت نساء... الن تكفيك واحدة أو اثنين؟ هل انت ساخط لدرجة تريد دزينة نساء؟"
" فلنقل انها طريقتي في التقاط الوقت الضائع..." رد بصوت جليدي قبل أن يخلي الغرفة.
* * *












الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:20 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.