هل يفتقر جسمك إلى الفيتامين (ب b ) ؟

[tamer-story]

هل تعلم أن عدم حصولك على ما يكفي من الفيتامين (B) يُعرضك لأخطار صحية مثل فقدان الذاكرة، وهشاشة العظام وعشرات من الأمراض الأخرى؟

إذا كنت تشعر دائماً بالتعب أو بما يشبه الضباب في رأسك فهناك أسباب عدة لذلك، ربما يكون نقص فيتامينات (B) أهمها، إن مجموعة فيتامين (B) المؤلفة من الفيتامينات الثمانية المذكورة في الجدول أدناه تنشط وظائفك الذهنية. كذلك فإنها تبقيك نشيطاً، وتسهم في توازنك، وتساعدك في الحفاظ على صحة جلدك وعضلاتك.

ويعتقد الإختصاصيون أن هناك ست فئات من الناس يجب أن تهتم بشكل خاص بالحصول على ما يكفي من فيتامينات (B) هذه الفئات هي : النساء، المتقدمون في السن، النباتوين، المعرّضون للإصابة بمرض القلب، المعانون من الإكتئاب والرياضيون. وإذا كنت تنتمي إلى واحدة أو أكثر من هذه الفئات، فالأرجح أنك تحتاج إلى كمية من فيتامينات (B) تزيد على تلك المتوافرة في الأطعمة.

ونستعرض هنا حاجات كل فئة من الفئات الست، وكيفية التأكد من حصولها على ما تحتاج إليه من هذه الفيتامينات المهمة.

1-الفئة الأولى، النساء : يجب أن تتأكد النساء من كل الأعمار، أنهن يحصلن على كمية كافية من فيتامينات (B) التي تساعد في تخفيف أعراض ما قبل العادة الشهرية، وأعراض سن اليأس. كذلك فإنها تخفف من خطر الإصابة بهشاشة العظام ومرض القلب المرتبطين بسن اليأس.

إن فيتامينات B6 ، B7 ، B9 ، B12 هي فيتامينات إستروجينية أي أنها تنظم عملية إنتاج الجسم هرمون الإستروجين كما يؤكد الدكتور فرد بسكاتور، الإختصاصي الأمريكي في العلاجات المتممة والتكاملية. كذلك فإن فيتامين B6 يخفف القلق، والفيتامين B3 يخفف من آلام الرأس ومن الرغبات الملحة في تناول السكاكر المرتبطة بالتقلبات الهرمونية.

وتكون عملية امتصاص الجسم فيتامينات (B) أكثر صعوبة لدى النساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل، وربما كان ذلك هو سبب آلام الرأس، والدوخة، والغثيان التي يشعرن بها. ويقول بسكاتور : إن الخبر الجيد هو أن زيادة جرعة فيتامينات (B) يمكن أن تعوض عن انخفاض نسبة امتصاص الجسم لها، ويتوجب على النساء الحوامل أو اللواتي يخططن لذلك أن يحرصن جداً على تناول الفيتامين B9 أو حمض الفوليك، لأن عدم الحصول على كمية كافية منه يمكن أن يؤدي إلى تشوهات خلقية لدى الجنين.

يتوجب إذن على النساء في سن اليأس والنساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل أن يأخذن يومياً قرصاً من (B-100 complex) وعلى كل النساء الأخريات تناول (B-25) أو (B-50 complex). فيتامينات B-complex تحتوي على كل فيتامينات B في قرص واحد.

وإذا كانت المرأة تعاني أعراض ما قبل العادة الشهرية فيمكنها تناول 50 ملليغراماً إضافياً من فيتامين (B6) خلال الأسبوع الذي يسبق الحيض وتتابع ذلك حتى نهاية الدورة، وإذا كانت حاملاً أو تخطط لذلك فعليها تناول 400 ميكروغرام إضافي من (B9) أو حمض الفوليك يومياً.

2-الفئة الثانية، المتقدمون في السن : تقول الدكتورة كاثرين تاكر، أستاذة التغذية في جامعة تافتس الأمريكية : إننا عندما نتقدم في السن تتناقص نسبة أحماض المعدة التي يفرزها الجسم، ما يعوق قدرتنا على امتصاص العناصر المغذية، بما في ذلك فيتامينات (B) وتؤكد تاكر أن المتقدمين في السن يحتاجون إلى فيتامنيات (B1) ، (B6) ، (B12) للحفاظ على سرعة ردود فعلهم وتعزيز صفائهم الذهني وذاكرتهم وهم يحتاجون إلى فيتامينات B2، B5 ، B7 ، B9 للحفاظ على لياقة أجسادهم، وصحة جلدهم وشعرهم وأظفارهم. كذلك فإن فيتامين (B2) يساعد في الوقاية من إعتام عدسة العين، وذلك لما يلعبه من دور في تشكيل الأنزيمات في العدسة. ينصح بسكاتور كل شخص تخطّى الخمسين من عمره بتناول قرص (B-100 complex) يومياً. وإذا كان الشخص يعاني مرضاً مزمناً مثل السكري أو كان ضعيفاً على أثر معاناته مرضاً سابقاً فعليه أن يزيد هذه الكمية إلى 150 ملليغراماً في اليوم. ويُفترض على المتقدم في السن أن يتناول أيضاً 425 ملليغراماً من الأنزيمات الهضيمة قبل كل وجبة لمساعدة جسمه على امتصاص العناصر المغذية الموجودة في الطعام، وإذا كان الشخص المتقدم في السن قد بدأ يلحظ مؤشرات وعلامات تدل على ضعف الذاكرة فيفضل أن يتناول جرعات إضافية من فيتامين (B1) – بمقدار 50 ملليغراماً ، وفيتامين (B6) – بمقدار 50 ملليغراماً ، وفيتامين (B9) – بمقدار 4 ملليغرامات ، وفيتامين (B12) – بمقدار – 1000 ميكروغرام. وتعتبر رقائق الحبوب المقواة مصدراً جيداً لفيتامينات (B) ، التي يسهل على الجسم امتصاصها حتى لو كانت المعدة تفتقر إلى كمية الأحماض الكافية.

3-الفئة الثالثة، النباتيون : نظراً إلى كون معظم المصادر المهمة لفيتامين (B12) هي منتجات حيوانية فإن العديد من النباتيين خاصة الذين لا يكتفون بالإمتناع عن اللحوم بل يمتنعون عن تناول أي منتج حيواني لا يحصلون على ما يكفي من هذا الفيتامين. وتقول اختصاصية التغذية الأمريكية ميلاني بولك إن الجسم يحتاج إلى فيتامين (B12) لإنتاج الخلايا الجديدة وللحفاظ على صحة الجهاز العصبي.

وإذا كان الشخص لا يؤكل اللحوم أو المنتجات الحيوانية فيمكنه أن يحصل على الجرعة اليومية من فيتامين (B12) بين 2.4 و 2.6 ميكروغرام من الأطعمة المقواة بهذا الفيتامين مثل حليب الصويا أو خميرة البيرة كما يمكن الحصول على هذه الجرعة عن طريق تناول قرص من فيتامين (B-complex) الذي يوفر النسبة المطلوبة.

4-الفئة الرابعة، المعرضون للإصابة بمرض القلب : إن تناول كميات كافية من فيتامينات B6 و B9 و B12 يمكن أن يخفف من خطر الإصابة بمرض القلب لأن هذه الفيتامينات تخفض مستويات الهوموسيستين الذي يسد الشرايين وكانت دراسة أجريت في العام 1999 ونشرتها المجلة الأوروبية لأبحاث القلب، قد وجدت أن المرضى الذي تنخفض لديهم مستويات الفيتامين (B9) تزاداد لديهم إمكانية الإصابة بمرض القلب بنسبة 50% ووجدت هذه الدراسة نفسها أن خطر الإصابة بمرض القلب يزداد ثلاثة أضعاف لدى النساء قبل سن اليأس، اللواتي تنخفض لديهم مستويات الفيتامين (B6).

ينصح الإختصاصيون كل شخص توجد في عائلته إصابات بمرض القلب أو يكون معرضاً أكثر من غيره للإصابة بهذا المرض أن يتناول 250 ملليغراماً من فيتامين (B6) وبين 2 و 4 ملليغرامات من فيتامين (B9) و 1000 ميكروغرام من فيتامين (B12) إضافة إلى قرص من فيتامين (B-100 complex) يومياً.
5-الفئة الخامسة، الأشخاص الذي يعانون الإكتئاب : يمثل الإكتئاب حلقة مفرغة على مستوى علاقته بفيتامينات (B) فعندما لا يحصل الفرد على كمية كافية من هذه الفيتامينات لا يتعرض لنوبات من الإكتئاب فحسب بل إن الإجهاد المرتبط بالإكتئاب يستنزف إمدادات الفيتامين (B) الموجودة في الجسم أيضاً.

ويتمتع فيتامين (B1) بمفعول مهديء يخفف القلق ويحسن المزاج ويحرر التوترات أما الفيتامينات B6، B9، B12 فإنها تعزز إفراز "السيروتونين" وهي مواد كيميائية يفرزها الدماغ وتجعلنا نشعر بالإرتياح. وتكون عادة مستويات "السيروتونين" منخفضة لدى الأشخاص الذي يعانون الإكتئاب.
الشخص الي يعاني الإكتئاب (وتتضمن الأعراض : الحزن، سرعة التأثر، الإستسلام، فقدان الإهتمام بالمظهر الخارجي وتغيّر في الشهيّة) ينفعه تناول قرص من فيتامينات (B-100 complex) إضافة إلى 100 ملليغرام من فيتامين (B6) يومياً. وغالباً ما تبدأ بوادر التحسن في الظهور، بعد مرور شهر، لكن بعض الإختصاصيين ينصحون بإعطاء الفيتامين فترة 4 أشهر، ليعطي مفعوله الفعلي. وبما أن جميع حالات الإكتئاب لا تكون مرتبطة بالفيتامين (B) فلا بد من استشارة الطبيب قبل بدء العلاج بالفيتامين.

6-الفئة السادسة، الرياضيون : بما أن فيتامينات (B) تلعب دوراً أساسياً في إنتاج طاقم الجسم. فإن كل زيادة في إنفاق الطاقة تستلزم كمية إضافية من هذه الفيتامينات. وإذا كان الفرد لا يحصل على كمية كافية منها فإنه يُعرض نفسه على الأرجح لمشكلات أيضية وعصبية. وفي بعض الحالات يعاني الرياضيون الذي يفتقرون إلى فيتامينات (B) تخدراً في أطرافهم ومن نقص في التوازن والإرتباك.
وهناك أنشطة محددة تؤدي إلى خفض مستويات واحد أو إثنين من فيتامينات (B) في الجسم فالركض مسافة طويلة مثلاً يستنزف فيتامين (B6) في الجسم وهو الذي يلعب دوراً في إنتاج خلايا الدم الحمراء ولذلك نجد أن العدّائين يكونو عُرضة للإصابة بفقر الدم كذلك تبيّن أن الإناث في رياضة ركوب الدراجة يعانين انخفاضاً في مستويات فيتامين (B6) وفيتامين (B9) في أجسامهن ما يؤدي إلى تراجع قدرتهن على بذلك المجهود اللازم مدة طويلة.

وتختلف حاجة الأشخاص النشيطين بدنياً إلى فيتامينات (B) باختلاف مجموعة الوحدات الحرارية التي يتناولونها يومياً ونسبة ما يستهلكون من طاقة وبشكل عام ينصح الإختصاصيون الرياضيين والنشيطين بدنياً بتناول قرص (B-100 complex) يومياً مع الطعام وعليهم في ما بعد مراقبة أي أعراض يمكن أن يعانوه بعد ممارسة الرياضة فإذا شعروا بالإرهاق وتخدر الأطراف أو الضعف بعد الرياضة فعليهم أن يحاولوا تناول 50 ملليغراماً إضافياً من فيتامين (B6) إضافة إلى القرص المذكور وإذا تواصلت هذه الأعراض فعليهم إستشارة الطبيب.

المصدر : مجلة زهرة الخليج العدد 1376 تاريخ 06/ 08/ 2005