آخر 10 مشاركات
بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          قبل الوداع ارجوك.. لاتذكريني ! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          عشقكَِ عاصمةُ ضباب * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تريـاق قلبي (23) -غربية- للمبدعة: فتــون [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )           »          بريق نقائك يأسرني *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : rontii - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree577Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-09-19, 12:44 AM   #1471

nooni3
 
الصورة الرمزية nooni3

? العضوٌ??? » 388236
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » nooni3 is on a distinguished road
افتراضي


الله يسلم والدتك من كل شر ويطول بعمرها ويعطيها الصحه والعافيه "اللهم آمين"
نووووورتي المنتدى بوجودك ي قمر😍😍😍😘❤❤❤


nooni3 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-19, 12:44 AM   #1472

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

الحمد لله عل السلامة شفاها الله وحفظها واعانك عل برها ولا يهمك احنا قلقنا عل غيبتك الفصل براحتك

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 08-09-19, 12:46 AM   #1473

nooni3
 
الصورة الرمزية nooni3

? العضوٌ??? » 388236
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » nooni3 is on a distinguished road
افتراضي



nooni3 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-19, 12:46 AM   #1474

ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

? العضوٌ??? » 293147
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,532
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك max
افتراضي

الفصل الحادي والعشرون




انتظر منها الاجابة بشق الأنفس ، هل سيفرح إن كانت حامل ؟ هل ستغضب في وجهه لأنها مضطرة على البقاء معه ياترى ؟ لم يكن يعلم أنه متاق لهذه الدرجة إلى سبب وحجة تجعلها تبقى معه ، تنفر من كلمة طلاق .. تتقبله دون أن يضطر في لحظة ضعف أمام عشقه لأن يخبرها بالحقيقة

رفعت ذقنها وقالت " أنا لم أجري التحليل "

تنهد أسامة يهدئ نفسه " لما اشتريت الجهاز اذا "

تكتفت تحكم زمام كذبتها " عندما كنت أتحدث مع والدتي في الهاتف شعرت بالدوار ، هلعت إحدى الخادمات لمساعدتي ففهمت أمي الموضوع ومن وقتها وهي تطن كالنحل فوق رأسي لإجراء تحليل حمل ظنا منها أن السبب في الدوار وجود حمل .. "

قاطعها قلقاً " وما السبب الحقيقي !"

هزت كتفيها بلا مبالاة " لأنني لم أكن أتناول الطعام بشكل جيد "

تنهدت تردف " لأسكتها اشتريت واحداً ، أرسلت صورته لها ثم رميته في القمامة ، تلك التي رحت تعبث بها "

لم يعلق على سخريتها الأخيرة بل راقبها لثوان ثم قال " في هذه الحكاية كلها كنت أنت الضحية .. كلما قلبت صفحاتك وجدتها بيضاء بخربشات سوداء .. سواء خربشات مني أم من تلك الليلة أو من والديك ، لا تدعيني أفتح صفحة سوداء منك ، أرجوك حافظي على بياضك سوزان "

ربما هي رغبته الملحة التي جعلته يشك في كلامها ، حاجته جعلته يرى بصيص كذب منها ، لكن في ذات الوقت كره كثيرا أن تصبح هي كاذبة ، أن يكون سيئاً لها لدرجة أن يسحب منها بياضها





بعد مضي ساعات طويلة خرج تيم من العمليات بحمد وسلامة .. منعت عليه الزيارة حاليا نظراً لانخفاظ مستوى مناعته فبقي الجميع جالساً بصمت في ردهة المشفى .. شاهين بقي واقفاًعند باب الغرفة المغلق على ابنه ، أو بالأحرى الرضيع الذي عرف قبل ساعات أنه ابنه ، منذ أن عاد من قسم التبرع بالدم وهو صامت ، لم يعاتب ولم ينطق بحرف ..مريم كانت صامتة هي الأخرى ، حقيقة لا يهمها أمر شاهين أو اجفاله حالياُ ، لا يهمها أنها كشفت .. فليستيقظ صغيرها بسلام من هذا المشفى ولتذهب باقي لدنيا الى الجحيم

ايلين أحضرت كؤوس القهوة للجيميع ووزعتها ، التفتت نحو البعيد الواقف على نافذة كبيرة يتأمل خارجها فتنهدت ، سواء شائت أم أبت ، تدين لمراد بتبرير .. اقتربت منه وناولته كوب القهوة قائلة " تبدو كمن يحتاج للقهوة "

التفت ينظر الى الكوب ثم التقطه منها يبتسم ساخراً "أحتاج أموراً كثيرة "

اعتدلت بجانبه تنظر هي الأخرى الى حديقة المشفى وهمست " وتوضيح أليس كذلك ! "

هاج أمامها " حباً بالله كيف استطعتما اخفاء الأمر عن والده "

تمتمت إيلين "في البداية لم يكن الأمر هكذا ... بعد ذهاب شاهين وموت والدها ، دخلت مريم في حالة هستيرية ، قررنا حينها الذهاب الى كندا ، بعيداً عن الذكريات .. عندها علمت مريم أنها حامل ، فرحت كثيراً ظناً منها أن شاهين سيعود من أجل ابنه .. كتبت رسالة له ووصت عمرآن أن يوصلها إليه ثم سافرنا ، بقيت هناك بضعة أسابيع تتصل فيها بعمرآن أملة أن يخبرها أن شاهين عاد أو قد أرسل رداً ما ، لكن عمرآن كان كاذباً وأصر على أن شاهين فعلاً استلم الرسالة من ساعي البريد ، عندها قررت مريم أن هذا هو عقاب شاهين ، أنه سيخسر طفولة ابنه ، وسيبقى يخسرها طالما لم يعد من تلقاء نفسه ، عدنا من كندا فقط لتخبر الجميع أنها أجهضت .. بمن فيهم طبيبها ، بعدها سافرنا مجدداً وقضينا عاماً هناك ريثما ولدت تيم وكبر قليلاً "

هز رأسه بعدم استيعاب " قلتما أن عمره ثلاث سنوات ، لا يمكن الكذب بعمر الأطفال "

هزت كتفيها " تيم سيتم السنتين بعد أسابيع ، ما جعل الأمر عادي بالنسبة لكما هو حقيقة أنك وشاهين لم تريا تيم سوى لمرة واحدة ولثوان معدودة .. وتيم سريع النمو بشكل لا يصدق "

أطلقت ضحكة قصيرة وأردفت " كان يرضع زيادة عن السبع مرات في اليوم ، وعندما اتم الستة أشهر بدأ يأكل الخضار المهروسة ، فتحت شهيته وراح يتناول ثلاث وجبات ناهيك عن الرضاعة .. عندما اتم التسعة أشهر بدأ يمشي .. لم يحبو قط ، وعندما أتم عامه الأول خرجت أسنانه .. وبعد عيد ميلاده الأول بعشرة أيام قال كلمته الأولى "

قاطع بهجتها في الحديث عن الرضيع قائلاً " لو سألت مريم ذاتها ، متى قال تيم كلمته الأولى ، لن تجيبني بهذه الدقة "

تنهدت إيلين قائلة" قالت مريم أنها خسرت طفلها بسبب شاهين وعمرآن ، وهذا لم يكن كذباً .. بعدما ولدت مريم زاد إكتئابها ، قال الطبيب أنه اكتئاب ما بعد الولادة .. مريم لم ترعى تيم قط في عامه الأول ، أنا من فعل .. حتى الرضاعة ، كنا نملأ الحليب في زجاجات .. ألا يقال أن الرضيع يعرف رائحة والدته عندما يرضع منها .. تيم لم يعرف أن مريم هي والدته بل أنا ، لذلك تجده يناديني دائما بماما ، ولم يعتد أبداً على أن مريم هي الأحق بهذه المناداة "

تنهد مراد بإعياء " من جهة مريم لا يحق لها أن تفعل هذا ، لا يحق لأي أحد أن يخفي عن رجل أنه قد أصبح أباً ، ومن جهة أعذرها ، لا يوجد أسوء من أن تعيش حياتك وأنت تتسائل أين أخطأت دون أن تجد الإجابة "

شكراً لك إيلين جعلت الرجل ذو خبرة حياتيه ممتازة ، خاض بسببك جميع التجارب ، يعرف مشاعر شاهين الذي اكتشف توا أنه أب ، يعرف مشاعر مريم التي بقيت تبحث عن اجابات حتى استسلمت للظلام

" مراد ، كيف أبدو أمامك ؟ " تسائلت إيلين مستسلمة فضيق نظره عليها وتمتم " كيف أراك أنا أم كيف تجعلينني أراك ؟ "

" أهناك فرق ؟ "

" أنا أراك المرأة التي سخرت مني صباحية زواجنا ، التي تحمر خجلاً من تمتمات الناس عنا ، التي ترميني بالمخدة حينما أتظاهر أنني لا أتذكر اسمها ، المرأة البيضاء التي لم تلطخ حتى بكأس خمر واحد ، وأنت دائما ما تجعليني أراك سيئة ، سوداء وخبيثة"

قرب رأسه نحوها وهمس في أذنها " .. أتوسل إليك توقف عن ذلك "




◘◘◘◘◘◘◘


ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-09-19, 12:49 AM   #1475

ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

? العضوٌ??? » 293147
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,532
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك max
افتراضي

◘◘◘◘◘◘◘



بعد مضي أسبوعين ، عادت الأمور لتكون أهدأ ، أهدأ على نحو زائد ..

تمشى رواد أمام منزله حيث أن جمان ورزان تتحادثان في الحديقة ففضل الابتعاد

جمان أصبحت منطوية بعض الشيء بعد أن عرفت حقيقة والدها ورزان لا تدري ما الحكاية فتحاول أن تجرجرها بالكلام ، كان يجب عليه أن يدعها تفرغ غضبها على رهف ذلك اليوم لربما أخرجت القليل من غيضها .. حقيقة أن مراد يعرف بكل الأمر يعني أن الجميع يعرف عدا الأبناء ، بالتالي .. إن أحس أحد من الكبار أنه وجمان يعرفان الحقيقة ستحاسب السيدة عائشة التي بادرت للبوح بالحقيقة فقط حينما اكتشفت أنه واقع في عشق محرم .. بالمختصر الأمور والمصائب ستظهر واحدة تلو الأخرى

راقب رواد كرم بنظرات مستنكرة ، لم يخبره أنه آت إليه ووجه الجامد أثار حيرته

" ماذا تفعل هنا !" تساءل رواد فقال كرم بجمود " لم آت إليك ، أين جمان ؟ "

" في الداخل ، ما الأمر ؟"

" أيمكن أن تستدعيها "

بتردد واضح نادى رواد على جمان التي هلعت تأتي إليه هاربة من حديث أختها الأنثوي عن تحضيرات الزفاف ، اقتربت منهما فقال كرم بوجهه الجامد " أريد التحدث معك بشيء مهم "

أحس رواد أنه يجب ألا يكون هنا الآن فالتفت مغادرا لكن ، رغم ذلك وصل إلى مسمعه تمتمات كرم حينما قال " أريد أن أخبرك شيئاً ، أنا أحبك "

التفاتة رواد السريعة والمجفلة جعلت كليهما ينظران إليه .. عاد يقترب بعينين جاحظتين بينما جمان تهز رأسها وتقول " أنت .. تركت فتيات العالم أجمع ، وأتيت لتحبني أنا "

تنهدت ثم قالت لرواد " أعد عقله لمكانه حبا بالله "

ثم غادرت ، جمان فعلاً انغلقت تماماً ففي زمن آخر ، كانت ستسخر لآيام من كرم ، الشاب الذي وقع في حب شاب آخر ، كما تعتبر نفسها

" ما الذي تحاول فعله يا كرم " تأتأ رواد

" أخبرها عن مشاعري "

" أي مشاعر حباً بالله ! أنت حتى لا تستطيع التعامل معها "

تنهد كرم ودار حول نفسه فحثه رواد على الحديث وإخباره عن سبب ما يفعله , ليصرخ كرم أخيراً " لأنك تحبها "

دق قلب رواد بنبضة قوية ثم توقف عن التحرك ، أكمل كرم " لا أفهم أعرافكم لكنك لطالما حدثتني عن خطورة العشق بين أفراد العائلة .. لن أسمح لك بقتل نفسك هكذا "

جف حلق المسكين تماماً ، يريد أن يسأله كيف عرف ، أن ينكر حتى ، أن يدافع عن نفسه لكن .. لا صوت يخرج

" أتيت لربما تتراجع إن علمت أنني أحبها ، إن رأيتها حبيبة صديقك ، ممنوعة "

أطلق شهقة مرتجفة وشخر ساخراً " هي أصلاً ممنوعة ، عشقتها وهي ممنوعة وسأعشقها وهي ممنوعة "

أنزل رأسه أرضا يحرك الحجارة بقدميه " قلبي وغد لدرجة أن يعشقها حتى إن كانت حبيبتك "





الأمور بين مراد وإيلين أصبحت أهدأ .. ألطف ، كلاهما في ذات المكتب هي تمسك زاوية بعيدة عنه وتتحدث في الهاتف وهو يجلس خلف مكتبه يحادث مريم ويخبرها أنه لن يستطيع التواجد معها الآن فهي ذاهبة الى المبنى الجديد الذي أجره لها .. أخبرها أن رواد متواجد هناك وهو سيقوم بأي شيء تحتاجه

أغلق الخط في ذات الوقت التي حضرت إليه إيلين مبتسمة وقالت " شاهين ذاهب هناك أيضاً "

ارتاح على كرسيه وابتسم يقول " أنت تحضرين لشجار نووي بين صديقتك وزوجها ومع هذا تبتسمين "

" عليهما التحدث ، فالصمت سيجعل السنين تهرب منهما "

قولي هذا لنفسك يا حمقاء ، أتلام هي على الصمت أم يلام هو على عدم إجبارها على الحديث!

" أنت من أين لك هذا التواصل القريب مع مريم !" سألته مستنكرة فهرب من ذكرى انهياره أمام مريم ليقول " ومن أين لك هذا التواصل القريب مع شاهين ؟"

" زوج صديقتي " بررت فعاندها يبرر بسرعة " صديقة زوجتي "

لم تكن تملك الوقت الكافي لتجفل فطرقات الباب كانت سريعة تلتها دخول جمان ورزان معاً إلى المكتب .. ارتبكت إيلين بينما حياهما مراد ببشاشة

همهمت رزان " لم نأت إليك ، بل إلى إيلين "

" كيف حالك رزان ؟ " تمتمت إيلين بتردد

تواتبها وخزة في قلبها عندما تقابل أحد أفراد الأسرة بعد كل هذا الغياب

" أتيت لدعوتك لحضور حفل زفافي "

شهقت إيلين فزعة وأرادت الرفض بسرعة لكن جمان سرعان ما قالت " العروس بحد ذاتها تدعوك ، لا يجوز الرفض "

" العائلة .. " ترددت إيلين

" العائلة لا تملك أي مشكلة في حضورك ، أخذت إذن الجميع " تمتمت رزان

ثم أردفت جمان " حتى زوجة خالي ، رغم أن مراد بكرها العزيز ، ورغم أنك فعلت لبكرها العزيز .."

قاطعها مراد هاتفا " جمان ، لا تطيلي الحديث "

" الجميع لا يملك أي مشكلة في تواجدك وبالعكس سيفرحون لذلك "

أومأت إيلين وودعت الفتاتين دون أن تعدهما بشيء ، ذهنها شارد تماماً ، يحيرها في كل مرة تلتقي بها أحد أفراد العائلة لتجدهم غير كارهين لها ، وكأنها لم تقرر الطلاق ، وكأنها لم تجاهد لأخذ نفقة كبيرة

" أستحضرين !" تمتم مراد فخرجت من حالة الضياع تلك ، تساءلت بمشاكسة " ماذا فعلت ببكرها العزيز يا ترى !"

بعد طلاقهما دخل في حالة ضياع ، أصبح عصبي بشكل لا يوصف ، أخذ قرارات لا يمكن الرجوع عنها

تهرب من الإجابة وقال " لم تجيبي على سؤالي "

تنهدت هي تجيبه " لا أعلم "

" تعالي "

أجفلت لدعوته المباشرة لكنه خيب أملها حينما قال " هناك رجل أعمال كبير سيحضر الحفل ، سيكون جيداً لو تأخذين موعداً لمقابلته ، هذا من جهة .. "

استرعى انتباهها مجدداً فأخذ يكمل مبتسماً " ومن جهة أخرى ، أتوق حقاً لرؤية لقائك مع رهام "

سبب المشاكل رهام ، سبب الطلاق وسبب المشكلة التي حدثت مع حسين الأسمر .. رهام

اشتعلت النار في داخلها حينما أدركت أنها لم تحاسب رهام إلى الآن على الماضي ، تجسسها عليها حينما ذهبت إلى المخزن قبل ثلاث سنوات ونقلها الأمر إلى مراد

" أنظر من يخطط لشجار نووي الآن " سخرت منه فقهقه بصوت عالي " سنتسلى فعلاً "





تلفتت مريم حول نفسها تبحث عن رواد محاولة أن تتذكر ملامحه ، لوح لها الشاب الطويل فاقتربت منه تحييه ، رواد كان شخصاً يتحمل المسؤولية فعلاً وهذا ما لاحظته من انضباط العمل ، بدأ العمال يغادرون بعد أن انتهت التجهيزات للافتتاح ، شكرته على صنيعه هو وأخاه فرد الشكر لها

" ماذا تفعل هذه هنا ؟ " هتفت مريم تراقب سيليا الواقفة على الشارع الآخر ومن الواضح أنها تنتظر سيارة أجرى .. أخبرها شاهين أنه أوراق الطلاق ستجهز بعد أيام كما أخبرها قبلا أنها المرأة التي شاركت والدها أكبر جريمة في هذه الدنيا .. استشاطت غضباً ورددت " سأقتلها "

ثم تحركت لتذهب أليها وكان واضحاً أنها ستلتهمها بأسنانها .. أمسكها رواد يهدئها لكنها لم تهدأ بل واصلت مقاومته والتخلص من قبضته لتنقض عليها .. محاولة رواد لم تنفع فطفح به الكيل ، نفض يدها عنه وقال متذمراً صارخاً " حبا بالله لأتعامل مع أنثى لمرة واحدة "

هدأت مريم مجفلة بينما واصل رواد تذمره " يا ربي ، لماذا دائماً أجبر على التعامل مع الهمجيات "

" همجيات !" اعترضت مريم

لكن رواد أكد لها " أجل همجية ، حينما تقفزين للذهاب والهجوم على شخص ما تكونين همجية .. حبا بالله كدت تسقطيني "

التفتت إلى الخارج خجلة فوجد أن سيليا قد رحلت .. في تلك اللحظة دخل شاهين الى المبنى وعندما رأى مريم أغلق عينيه متنهداً وقد فهم خطة إيلين .. فعليا عليه أن يتحدث ، عليه أن يفهم مريم أن تيم خط أحمر ولا يمكنها المساس به هكذا

اقترب منها فاجمدت ملامحها .. استأذن رواد راحلا ، فاقترب منها وكأنه على وشك التحدث لكنه صمت .. تذمر " لا أصدق أنك فعلت هذا .. لا أصدق "

دافعت هي عن نفسها '' لا تصدق ماذا "

صرخ في وجهها " لا يمكنك أن تخفي أمر تيم عني "

" تذكر ، لي الحق في عقابك كما أشاء "

" أنا والده ، ولا يحق لك ابعاد ابني عني "

" أنت لست والده يا هذا ، لا تستحق أن تكون "

“ من أنت لتقرري هذا "

دفعته على صدره وهتفت " أخبرني ، ماذا فعلت لتستحق أن تكون أباً ، أنت لن تصبح أباً بمجرد أن أخبرك أن لديك ابن "

“ أنت لم تسمحي لي أن أفعل "

رفعت حاجبيها وابتسمت بصدمة ، عادت تدفعه وتقول " وهل كنت متواجدا لأمنعك !

تذمر " عادت إلى الماضي "

“ الأمور حدثت في الماضي شاهين .. هل كنت موجودا عندما علمت بحملي ! .. هل شاركتني الفرحة ! .. هل أحضرت لي ما اشتهيت في منتصف الليل ! .. هل طمأنتني أنني جميلة في نظرك رغم انتفاخي ! .. هل استطعت الركض إليك لتشعر معي بأول ركلة لجنيني ! .. عندما كنت أتألم هل تواجدت بجانبي ! .. هل أنت من أحضر لي صغيري بعد الولادة ، هل أنت من سلمه لأحضاني ؟ .. هل أنت من اختار اسمه أو حتى حضانته ؟ .. هل تواجدت حين خطى أول خطواته ! خرجت أول أسنانه ! نطق أول كلماته ؟ "

“ تعلمين لما رحلت ، وتعلمين جيداً لماذا لم أعد "

“ اللعنة على أسبابك .. حتى لو لم أكن أريدك كان يمكنك العودة "

ترجاها يقول " كيف أعود ؟ أنا أعرفك جيداً مريم .."

“ أنت لا تعرفني البتة " قاطعته بقوة ثم أردفت تشوح بسبابتها في وجهه " لو كنت تعرفني ولو قليلاً لعلمت أنني سأسامحك ، لعلمت أنني أعشقك لدرجة أن أسامحك "

شخر ساخراً " أين عشقك هذا الآن "

استكان صوتها وهي تجيب " موجود .. اللعنة ما زال موجودا ، لكن .. في كل يوم كنت بعيداً فيه عني ، كانت توضع صخرة فوقه .. واحدة تلو الأخرى "

انهارت قواه وأردف " من أين لك كل هذه القسوة!"

ابتسمت ابتسامة جانبية وقالت " أتذكر يوم ذهابك .. عندما سقطت أمامك أرضا ، أبكي وأتوسل إليه أن تبقى ، أن تخبرني بسبب ذهابك .. عندها التفت إلي ، ونظرت إلي بطريقة لن أنساها في حياتي .. تلك النظرة شاهين ، تلك النظرة هي مصدر قسوتي "

غاص في البعيد ، بدى لها أنه يعوم في فراغ مظلم ، تمتم ببهوت " سأتواجد في عيد ميلاد ابني "

ثم رحل بذات الضياع ، تماماً كالماضي .. دائماً يرحل ، لكن الآن .. الإجابات كلها واضحة ، لا أحد يتساءل عن الأسباب





تجولت في المجمع التجاري هاربة من متجر الفساتين الذي دخلت اليه رهام – ابنة خالها – وباقي نساء العائلة.. تلك التحضيرات لحفل زفاف أختها تثير ضجرها حقاً ، رغم أنها لا تعرف ما الذي عليها ارتداؤه وهل ستستسلم للفستان في النهاية !

وقفت عن السير ووقف عقلها عن التذمر أمام معترضة طريقها .. نظرات صامتة دامت بينهما حتى هتفت بها " حاولت جاهدة أن أفهم سبب فعلك هذا ، لكني لم أستطع "

رهف التي كانت تحمل حقيبة كتفها واعترضت عن طرق الخطأ طريق جمان سخرت من هتافها وقالت " لا تجاهدي نفسك .. لن تفهمي "

أرادت رهف أن تتخطى جمان لكن الأخيرة أوقفتها هاتفة " اذا أفهميني .. حباً بالله ما الذي جعلك تنكزين الحكاية من جديد .. أنت من خان رواد وليس العكس "

التفتتلها رهف بقوة وقالت مدافعة عن نفسها " أنا لم أخن رواد "

تأففت جمان مما ظنته كذباً لكن رهف أردفت تلوح بيديها " ماذا ظننت جمان .. فتاة مثلي ، تعرف جل فتيات الجامعة .. أرتبط بعلاقة مع رواد .. صاحب تلك الجاذبية ، ألن أخبر الفتيات أنه ملكي أنا .. ألن أفعل لأبعدهن عنه !"

تمتمت جمان منزعجة " وكأنني أفهم حكاية الفتيات "

سخرت رهف ساخرة " أتظنين حقاً أن رواد سيدخل الى الجامعة دون أن تراه إحداهن وتراسلني ! .. أو ماذا ، الصدفة البحتة هي من جعلته يتواجد في ذات المكان الذي أتوارى فيه عن الأنظار !"

تأتأت جمان وقد تشتت عقلها " إن كنت تعلمين بوجوده .. لم خنته مع ذلك الشاب "

" أوه ، ليس الأمر كأنني تجاوزت حدودي .. ذلك الشاب لم يكن سوى يعبث بشعري "

تنهدت رهف ثم أردفت " رواد لم يكن يظهر مشاعره اتجاهي قط .. رغم أنني حاولت جاهدة أن أجعله يفعل ذلك ، أتغاضى عما يفعله وأقول .. ربما هو فقط لا يحب اظهار مشاعره لكن .. الغيرة ، الغيرة فقط من تثير مشاعر الرجال "

شخرت تسخر وهي تكمل " لكنه حولها الى خيانة ورحل "

دافعت جمان " تصورين الأمر كأنه ينتظر سبباً تافهاً لتركك "

حركت رهف يديها بقلة حيلة " أتمنى .. أتمنى أنه تحجج بخيانتي له لتركي ، هذا يعني أنه اهتم ، بطريقة زائفة ولكنه اهتم .. الا أن رواد لم يرى ما فعلته .. كل ما رآه هو حديثي عنك "

أشاحت جمان بنظراتها عنها وهي تتذكر ما قالته وكيف طعنت صداقتهما بتلك الكلمات .. تنحنحت رهف قائلة بهمس " لم أكن أعلم بوجودك ذلك اليوم .. الفتيات راسلنني يخبرنني أم رواد موجود فأطلقت تلك الاشاعة .. لم أخاطر فقد كنت أعلم أن عدد الطلاب قليل ذلك اليوم "

هتفت جمان بعدوانية " لماذا !"

أغمضت رهف عينيها خجلاً .. خجلاً من ضعفها ومشاعرها " أردت سبباً يدفعه للتحدث معي .. سبباً يجعله ينظر الي .. سبباً يجعله يمضي معي ولو دقيقة من الصراخ والتوبيخ "

هتفت جمان مجفلة " رباه "

لتشخر رهف ساخرة " ماذا ! .. الوغدة يمكنها أن تعشق أيضاً "

تنحنحت جمان وتحركت بذهول لتجلس على أقرب مقعد انتظار في المجمع .. بطريقة ما تستطيع أن تفهم مدى يأس رهف للتحدث مع من تعشق .. كم شعرت بالانكسار لتخليه عنها بسرعة

اقتربت رهف منها ببطء وقالت " ربما طريقتي خاطئة ولكن على الأقل أنا أحاول أن أدافع عن حبي ، أما أنت .. فلا تستحقين ذلك "

رفعت جمان رأسها نحو رهف مستنكرة لتردف الأخيرة بقوة " لا تستحقين أن تقعي في العشق جمان "

" رهف "

قاطعتها رهف تهتف " ماذا .. عشقكما محرم ؟ .. العشق بحد ذاته محرم .. لكن عندما نجاهد من أجله نستطيع أن نجعله مباحاً .. لكن أنت .. أنت ضعيفة لدرجة تجعلك تتحججين بحرمة عشقك .. توفرين على نفسك عناء محاربة العادات والتقاليد .. تتخلين عن رواد عند بوابة الحرب "

ارتجفت عينا جمان وهي تنظر لرهف مرفوعة الرأس ، تتلقى الصفعة تلو الأخرى بصمت .. لسانها يرتجف .. عيناها ترتجفان .. قلبها يرتجف بينما رهف لم تهتم بل أردفت تقول " أخبرتك أنه يشمئز منك .. فرحلت تاركة اياه ، أخبرتك أنني أغار من قربكما .. فرحلت تاركةً اياه .. حتى عندما ظهر حبك أمام الجميع لم تخجلي من نكره ودفنه رغم أن قلبك يفيض به ... أنت حتى لا تتنازلين من أجله "

أنزلت جمان رأسها والدموع تثقلها .. قالت رهف محاسبة اياها " ما أكثر شيء يطلبه منك رواد .. يريده بشدة ؟ أن تتأنقي كالفتيات لمرة واحدة .. لكن أنت – ولأنه أبغض ما قد يحصل بالنسبة لك – لم تكلفي نفسك حتى الوقوف في متجر الفساتين من أجله "

اعترصت جمان قبضتي يدها وعينيها تمنع الدموع من النزول .. قرفصت رهف أمامها وقالت تهمس لها بحنية " هذا الألم .. هذا العذاب الذي تشعرين به .. الذي يقتلك ويغرس السكين في قلبك ، سببه حرمة عشقك "

رفعت جمان رأسها نحو وجه رهف القريب منها بينما تكمل الأخيرة وتقول " ما لم تجاهدي لعشقك .. لن يباح لك أبداً ، لن تستحقي العشق .. ولن يزول الألم "

وقفت رهف أمام نظرات جمان المستنكرة ورحلت تاركة كتلة من المشاعر المتأججة تصفع داخل مبتدئة العشق تلك



انقبض قلبها حينما أخبرتها الخادمة أن والديها قد حضرا لزيارتها ، اقتربت منهم تحييهم بخوف واستنكار .. انتظرت حتى رحلت الخادمة وسارعت تقول " ما الذي أتى بكما ؟"

هتف والدها " أهكذا تستقبلينا ؟"

تنهدت لتهدأ ، آخر ما تحتاج إليه موقف مهين أمام الجميع .. أتيت مديرة الخدم إليها تسألها " أين ستتم الضيافة ؟"

تساءل والدها بصوت منخفض " ماذا تعدون للغداء "

سارعت سوزان للقول بصوت مرتفع " في غرفتي ، سنجلس في غرفتي "

صعدت بهم إلى الطابق المخصص لهما وسط تعليقاتهم المنبهرة ، أدخلتهم وضيفتهم ، راقبت هدوئهم فقالت " اذا ، ما الأمر ؟ "

" لما تتخذين موقفا !" تذمرت والدتها فأجابت هي ساخرة " أنتظر اخراجك لعشبة ما او دواء للحمل "

انزعج والدها فقال بنزق " تأدبي يا بنت ، منذ أتينا وأنت ترميننا بالكلام "

وقفت تستنكر " ربما لأن لا أحد منكما أزعج نفسه ليسأل عن حالي ، هي تسأل عن الحمل وأنت تعجب بالترف .. ما فائدة الترف إن لم أكن سعيدة أو مرتاحة ؟ هل سألت نفسك مرة يا ترى هل هي بخير ، هل هي راضية بهذا الزواج أم تريد انهائه "

شهقة والدتها كانت عالية وشخرة والدها كانت قاتلة ، ردد " تنهينه ! هل أنت مجنونة لانهاء نسبك بهكذا عائلة ! ثم اسمعيني جيدا .. أنا ليس لدي مكان لمطلقة في بيتي .. أنت خرجت من المنزل بفستان أبيض ، ولن تعودي إليه أبداً "

واتتها تلك الذكرى حينما عايرها أسامة بوالديها ، حينما طلبت الطلاق منه أول مرة " من سيقف معك ؟ من سيعطيك المال ها ! والدتك التي تنتحب لأنك لم تحملي من رابع يوم ! أستعطيك المال مشجعة اياك على الطلاق ومن من ؟ من أسامة النعيمي ! ووالدك ، والدك الرجعي الذي كان يرفض حتى أن تنالي شهادتك الثانوية سيقبل بطلاقك هذا ان أبقى على حياتك حينما تخبريه أنه تم اغتصابك "

فكرة أنه محق جعلتها تتلوى من الداخل ، حاولت أن تكتم غيضها لكن جملة واحدة واصلت التردد في عقلها ، سندها مائل في هذه الدنيا

شعرت بانقباض معدتها فتحركت نحو الباب وقالت " اخرجا "

وقف والدها مستنكراً فأعادت قولها " أخرجا ولا تعودا الى هنا "

وقفت والدتها متوترة " هل تطرديننا "

" حينما تتذكرين أن لي حال يسأل عليه ، حينما تقلقين على سعادة ابنتك ستشرفيني "

التفتت إلى والدها وقالت " بما أن لا مكان لي في بيتك ، اذا لا مكان لك في بيتي "

فتحت الباب دلالة على انهاء اللقاء والطرد مباشر ، تمتم والدها ببعض الكلمات الغاضبه واقترب منها ليصفعها ، رغم ذلك لم تحرك عينيها عن الأرض ، ستبكي وستنهار قريبا .. لتبقى وحيدة وتتلوى

استنكرت تراجع والدها فالتفتت للقادم من الدرج ، كان أسامة يلوح من بعيد لحمويه ولذلك والدها أعدل عن ضربها ، حياهما فاستأذنا للرحيل ورغم اصراره على بقائهما الى أنهما لم يقبلا

اغلق الباب خلفهما والتفت للجامدة في أرضها ، اقترب منها بقلق وقال " هل أنت بخير !"

ابعتدته عنها تدفعه بكل ما تملك من قوة وغضب " اللعنة عليكم جميعاً "

ترنح يتراجع إلى الوراء ، شهقت تبكي أخيراً " لماذا ، لماذا أولئك الذين يفترض أن يكونوا بسمتي هم دائي .. والدي وأنت ، ألا أستحق أن أحب ! ألا أستحق أن يكون لي سند !"

شهرت بمغص شديد في بطنها ، تأوهت بقوة فأسرع نحوها يسندها ، يخبرها أنه سندها وإن كان أعوج بالنسبة لها .. يتقطع حينما يراها هكذا ويخاف ، أن يضعف في المواجهة القادمة ، حتى أنه يدرك انهزامه في تلك المواجهة ، سيعترف بعشقه .. سيخبرها أنها حياته


◘◘◘◘◘◘


ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-09-19, 12:53 AM   #1476

ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

? العضوٌ??? » 293147
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,532
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك max
افتراضي

◘◘◘◘◘◘


لحظات السكينة ، تلك اللحظة التي توقع فيها هدنة مع القدر لتضحك وتسعد بعيداً عن كل شيء

تيم كان جالسا على كرسيه العالي ، ارتدى قميصا أبيض وبنطالا أسود متحولا الى رجل صغير لطيف

التم حوله كل من شاهين ومريم وإيلين ،وبعض الأهالي من الحضانة .. كعكة الشوكولاتة التي رسمت على وجهها صورته ، وأحيطت بالشموع .. تمنوا له بأغنية عيد ميلاد وسنة جديدة سعيدة

طفأت الشموع وأعطي لتيم حصة الكعكة الأولى فاستمتع الصغير بالتهامها

ثم سرعان ما تحول المكان إلى جمعة نسائية بحتة .. أما شاهين فلم يبارح مقعده الكائن بجانب تيم ، لاعبه وأطعمه بعد أن برع الصغير في تحويل لون قميصه الأبيض إلى البني بطريقة سحرية

بعد انتهاء الحفلة غادر الجميع مسلمين الهدايا لمريم .. رتبت إيلين المكان مع مريم وساعدهما شاهين بعد أن نام الصغير على الكنبة

لم ينطق شاهين بحرف واحد طيلة الليلة ، حتى عندما تنازلت مريم وعرفته للضيوف على أنه والد تيم ، معترفة بحقه

سمعا صوت التيم الباكي فأحضرته إيلين بقلق إليهما مرددة " يبدو أنه قد حلم بكابوس ما ، يأبى أن يتوقف عن البكاء "

اقتربت مريم منه بقلق تمسد على رأسه وتتمتم بكلمات ليهدأ لكن بكائه لم يتوقف

" لأحاول أنا اسكاته " ردد شاهين تاركاّ ما بيده واقترب من تيم ، عندها همست إيلين للصغير " أتذهب لعند بابا يا عزيزي !"

ناداه شاهين بصوت حاني فأخرج الصغير رأسه المدفون في رقبة إيلين ، نظر إلى شاهين بعينيه المدمعتين ثم رمى نفسه نحو والده مردداً بحرفه الطفولية " بابا "

التقطه شاهين بصعوبة وهو مجفل ، يداه ترتعشان وقلبه يرتجف نبضا ، دفن الطفل الباكي وجهه في حضن أبيه الضخم بالنسبة له وراح يشهق

نظر شاهين لمريم غير مصدق ، يريد أن يتأكد .. هل استحق هذه المناداة أم لا !

طبطب على الصغير ورنم له ببعض الأغنيات حتى هدأ وغفى .. غفى بعد أثار قلب الأب وحرق قلب الأم .. مريم التي تتلوى في كل مرة ينادي إيلين بماما ويرفض مناداتها هي بذلك





أعمال اليوم كثيرة .. بسبب عدم حضور مراد يومين متتالين أيام اختطاف تيم ، جعلت الأعمال تتكدس لذا ، لا عطلة حتى في يوم حافل كهذا .. يوم حفل زفاف رزان

بين الأوراق الكثيرة التي ضاعت بها إيلين رن هاتفها فأجابت بابتسامة " جمان ، سأحضر حفل الزفاف لا تقلق .. الآن أنا مشغولة حقاً "

همست لها جمان بصوت متردد " أيمكنك مساعدتي "

استمعت لها إيلين بكل اهتمام ثم أغلقت الخط ونهضت تستعد للخروج ، في تلك اللحظة دخل مراد فاستنكر رحيلها وابتسامتها العريضة " خارجة !"

ابتسمت له وقالت " أجل ، لدي أمر سأنجزه "

" إيلين هنالك .."

قاطعته تقترب منه " حفل زفاف علينا الحضور .. سأعود بسرعة أعدك "

" ستحضرين "

" أجل ولكن .. علي تحضير مفاجأة قبل ذلك "

تخطته فأمسكها يقربها نحوه بابتسامة جانبية " ماهذه السعادة ! وماهذه المفاجأة "

ابتسمت بهدوء وقالت " عندما تراها هذا المساء ستعرف "





ترجل من سيارته في حديقة المنزل .. استنكر حينما رأى زوجته تدخل من البوابة ، انتظر وصولها إليه وقد بدت ضائعة وسارحة .. أراد أن يسألها فبدت المسافة بينهما أكثر طولاً .. تخطته دون أن تنتبه لوجوده ليوقفها هو مجفلاً لحالتها وقال عوضاً عمّا يجول في باله " خرجت من المنزل !"

رفعت رأسها نحوه مستنكرة تعليقه بينما يكمل هو " أين ذهبت لوحدك !"

لم يكن يقصد ما فهمته بل أراد أن يعرف ما به حالها الا أن التعبير قد خانه .. خانه لدرجة جعلتها تهمس من بين أسنانها " اعتقدت أنني لست أسيرة هذا المنزل أسامة !"

تمتم بهدوء " لست كذلك ''

تكتفت تقول " حقيقة ، ما الذي تفعله أنت هنا !"

تنحنح ليجيبها .. تنحنح ليبعد عن نفسه الأفكار المتسائلة عن حالتها الغريبة تلك ووجهها الشاحب، أجاب " كنت قد نسيت المناسبة تماماً لولا أن مساعدتي قد ذكرتني بذلك لذا أرجو منك أن تستعدي للذهاب بسرعة "

انتظر جوابها فقالت بقلة صبر " أسامة .. المناسبة ، ما هي ؟"

" أوه .. حفل زفاف قريبة مراد .. تعد بمثابة أخته "

استكانت فجأة وقالت " هل يجب أن أذهب !"

قال ساخراً " أعتقد أنه من الطبيعي أن أتواجد مع زوجتي التي لم يمر سوى شهر ونصف على زواجي بها .. زوجتي التي أحببتها "

قتلتها تلك الكلمة .. نبرته ، سخريته طعنت سكيناً في قلبها .. هو يسخر وهي تتلوى بعشقه ، شعرت بغصة وكادت أن تتقيأ المر حتى فغضبت عيناها اعتراضاً .. لما ، لما هي من عليها أن تتلوى في الألم في كل مرة يكتسحها ، جسدها وروحها وقلبها .. لا ، لن تقبل ، ولهذا رفعت رأسها نحوه وقالت " ألم تشعر بالخزي حينما استعملت أخاك الراحل ذريعة تفسر زواجك مني أمام الناس !"

تجمد في مكانه وشفتاه تهتز بقوة فتخطته لتتمدد على سريرها حيث أن قدماها المرتعشتين ستنهاران قريباً .. صعدت الدرج المؤدي الى باب المنزل .. توترت وارتبكت فالتفتت نحوه " أسامة "

استدار ليقابلها بصمت وبادلته هي الصمت كذلك .. بدت كمن يريد الاعتراف بشيء ولكن عقلها يقف على طرف لسانها ليثقل كلماتها .. ارخت كتفيها وبهت بريقها ثم قالت " متى سنذهب الى ذلك الزفاف ؟"

" السادسة "

" سأكون مستعدة "

ثم دخلت تبتعد عنه ، تاركة اياه يغوص في محيط أسئلتها .. تلك الحالة المزرية .. الوجه الشاحب والعينين المتوهجتين .. هذا المزاج المتعكر ! ماذا يعني حباً بالله ؟ .. ماذا تحصل لزوجته التي .. عشقها فعلاً !



حفل الزفاف ، القاعة الكبيرة والأضواء الساطعة ، الضيوف الذين تجمعوا حول الطاولات دون كراسي بانتظار دخول العروس .. وقف مراد إلى جانب أسامة وسوزان منتظراً عروسه ، دخلت إلى القاعة فرآها فوراً .. طبيعي إن كانت أعينه لا تتزحزح عن البوابة .. خفق قلبه بسرعة وهو يراها ، ليس لجمالها ورونقها فقط بل لأنها بدت كإيلين التي عشق في الماضي .. لم تخيب ظنه فقد ارتدت فستاناً أخضر اللون غامق وتزينت بحلقين طويلين وعقد قصير ناعم أسود اللون ، لملمت شعرها بطريقة بسيطة ..كما كانت تفعل ، كما تحب ان تفعل

اقترب منها يحاول ترطيب حلقه ، أن يرمش قليلاً ليستيقظ دون فائدة .. سلم عليها وقال " أهذه مفاجأتك ! "

" هذه !" استنكرت هي فتنحنح هو مرتبكاً " أعني ، ما هي مفاجأتك ؟ "

" ستراها لاحقاً ، اصبر فقط "

أخذها لعند عائلته فارتجفت قلقاً ، حيت الجميع .. السيد والسيدة رسلان والداه ، فؤاد ومنال ورواد ، والد رهام أيضاً .. كان الجميع ودودا معها وكأنها ليست الفتاة التي حاربت للخروج من هذه العائلة في المحاكم ، أهذه صفات العائلة النبيلة أم هو شيء آخر !

أحس بتوترها فاستأذن يأخذها إلى طاولته حيث سوزان وأسامة الهادئين ، همس لها في أذنها مشاكساً " رهام لم تأت بعد ، ستدخل مع العروس "

لتقهقه هي بخفوت ملغية ما تبقى لمراد من وعي





جلست مريم على عتبة باب منزلها سارحة في الظلام تتنفس من الهواء الطلق ، قرب شاهين وجلس بجانبها بعد أن وضع تيم الصغير في سريره وهو يغط في نوم عميق .. قال باسماً " لعب كثيرا "

همهمت ببهوت وشرود فسره هو على أنها انزعاج منه فسألها " أيضايقك وجودي لهذه الدرجة !"

نظرت له لوهلة ثم همست " لا يزعجني ما يفرح صغيري ، هو حتى اعتاد على كلمة بابا "

“ هذا ما يزعجك اذا "

تنحنحت تغادر لكنه منعها يمسك بها " ما الأمر "

هاجت عليه كما هاجت دموعها " تزعجني عدالة الدنيا ، عندما تمنحك فرصة مع ابنك وتحرمني منها .. كلانا أخطأ في حقه ، لما أنت دونا عني "

همس لها شاهين بإجفال " بماذا أخطأت "

تراجعت للوراء لحظة ، مسحت الدمعة المتسرسبة على خدها بقوة وقالت " ابتعدت عنه ، لم أقترب منه .. لم أحمل قط رغم محاولات إيلين ... لهذا يناديها هي بماما ، هي فقط "

بقوة لم يقصدها سأل " لماذا فعلت هذا !"

صرخت في وجهه " لأنني أردت أن أنسى "

ارتجف لصرختها لكنها لم تأبها بل راحت تصرخ وتبكي " أردت أن أنسى كل شيء ، أنت ونفسي وكل شيء .. روحي كانت تحترق يا هذا ، كنت أريد أن أتخلى ، أتخلى عنك وعني .. أردت أن أنسى "

احتضنها بقوة رغم اعتراضها وهمس لها " سيتغير كل شيء ، الدنيا عادلة ، فرصها عادلة وظلمها عادل .. سأنسيك كل شيء "

أحست بحركة من خلفها فالتفتت مبتعدة عنه ، كان تيم يمسك بدبه المحشو ويحك احدى عينيه ، أسرعت مريم تمسح دموعها بسنما يدعوه شاهين إلى حضنه .. امتثل الصغير للأمر فقبله فوراً شاهين ثم قال " صغيري ، أين ماما "

رفع الصغير يده وأشر نحو مريم التي أجفلت بعدم استيعاب ، ابتسم شاهين ثم أردف " أتريد الذهاب لعند ماما !"

رما الصغير بثقله نحو مريم التي ارتجفت ممسكة به ودموعها تهرب مجدداً .. شرح لها شاهين " عندما كنت ألاعبه في الأسبوعين الفائتين سألته ، أين ماما .. في كل مرة كان يشير إليك حتى مع وجود إيلين .. عدم مناداته لك لا تعني أنه لا يدرك حقيقة أنك والدته "

نظرت مريم نحو تيم ثم انحنت تقبل رأسه وتشم رائحته بكل راحة كأنها تعتذر عن عدم قبولها له في أولى أيام حياته ، التقط شاهين يدها وقربها نحوه يقبلها ويطبطب عليها ثم همس لمريم " اسمحي لي أن أكفر عن ذهابي مريم "

أغلقت عينيها دون أن ترد فاقترب من عائلته الصغيرة – مريم وتيم – مقبلا جبهة مريم معلنا أخيراً انغلاق الحلقة التي فتحت قبل أكثر من سنتين ، دخل الغبار والأتربة ولكن الآن ، بعد مياه الغفران ، مياه العشق نظفت وأغلقت باحكام





دخلت إلى الحفل من البوابة الكبيرة بفستانها الابيض الناصع ، منفوش من خصرها ويغطي سائر جسدها ، الطرحة البيضاء التي تتوج رأسها إنساقت من خلفها تغلق الأفواه المفتوحة ، دخلت بعدها ذات الفستان الأسود الطويل الناعم ، انساق على جسدها بحرية لتغطف من العروس الأضواء ، شعرها الطويل تموج واتحرر على ظهرها ولم تستطع ترويض سوى خصل جانبية أمسكت بدبوس شعر لؤلؤي باهر .. الجميع دهش منها ، ظلام فستانها ، ليل شعرها ، نصاعة لآلئها ، تبرجها الخفيف جدا. .. كانت حقاً صدمة الحفل

العروس تحركت نحو منصتها مع عريسها وسارقة المنظار تحركت بخطوات مبعثرة نحو الجامد في أرضه القريب من صديقه ... عندما نخزه كرم أدرك أنه يجب أن يقول شيئاً فراح يتمتم " تبدين .. "

كالضائع راح يبحث عن كلمة تنجيه أو تصفها فسخرت هي " سخيفه !"

" رائعة " همس هو بصوت مبحوح كأن صوته يخجل من وصفها بتلك الكلمة .. علم بعدها كرم أن عليه التدخل لتخفيف الضغط عنهما " ماهذا يا جمان .. فستان وتزين ، كيف حتى استسلمت "

تنحنح رواد حينما ابتسمت ، حاول ارخاء ربطة عنقه لشعوره بالاختناق ، فدقات قلبه تأخذ حيزا كبيرا من صدره ، ثم قال هاربا " والدي يناديني ، سأعود "

عليه أن يهرب قبل أن يفضح أمام الجميع .. قلبه اهتاج ولم يعد يهمه أحد ، عليه أن يغادر المكان فلم يعد قادراً على أمر عينيه لتبتعد عنها ، ليس جماب شكلها بل جمالها هي ، يداها المتلاصقتين ببعض ، عينيها اللتان لا تثبتا في مكان واحد من فرط خجلها ، كل شيء لن يراه سوى رواد جعل حنى الرفض فيه يريدها



“ أهذه مفاجأتك " تمتم مراد في أذن إيلين فاستدارت هي نحوه وقالت مبتسمة " أخبرتك أنها تستحق "

“ جمان ، جمان فعليا ترتدي فستانا "

انحنت كتفيه وهربت بسمته ، شخر بضحكة قصيرة وهمس " من أجله كسرت عهدها لوالدها ، تعشقه لتلك الدرجة "

طبطبت إيلين على يده وقالت " لن يؤذيا أحد "

“ سوى نفسيهما "

تأفف مراد فخففت عنه تقول " لنفكر هكذا ، جمان تبدو سعيدة وفي غاية الجمال ، فقط لهذه الليلة "



لاحظ ابتسامتها الجانبية فدنا نحوها نظراً لفارق الطول بينهما ، همس لها " ماذا يدور في بالك ؟"

تنحنحت سوزان في وقفتها وقالت " يبدو أن إيلين نثرت غبارا سحريا على بوابة القاعة قبل أن تدخل ، فكل من يدخل بعدها يخطف الأنفاس ، هي والعروس وسارقة الأضواء "

“ جمان .. سارقة الأضواء تدعى جمان "

تأملت سوزان زوجها قليلاً ثم أشاحت ببصرها بعيداً ، رباه لقد تزوجت ببليد أحمق .. يفترض أن يقول أنها جميلة بقدرهم ، أنها لا تقل شأنا عنهن .. ليس وكأن الأمر يهمها ولكن .. من الذوق أن يفعل

“ هل الغبار السحري من يجعل النساء يخطفن الأنفاس الليلة ! ، أظن أن هذا خرافة " ردد أسامة فقلبت عينيها تذمرا ويأسا من أن يفهم هذا الرجل في الذوق ، التفتت له لتخبرها أنها كانت تسخر فقط لكنها قاطعها يقول " كيف لإيلين أن تدخل بيتنا وترش ذلك الغبار اذا !"

تناقلت نظراتها بين عينيه ، أيقصد أنها خطفت أنفاسه عندما خرجت من الغرفة ! أيقصد أنها جميلة ! تبدو جميلة ! فستانها باهت جدا لأنها لا تملك البريق اللازم فمعنوياتها في الحضيض هذا اليوم ، حتى شعرها لم تجاهد ليبدو جميلا بل لملمته بخصلة واحدة معا .. أحقا تبدو جميلة !

لم تتزحزح نظراته عنها ، كأنه يجيبها ويؤكد لها أنها تبدو في نظره جميلة ، حتى لو لم تكن تمتلك صفات الجمال المتعارفة إلا أنه ينظر إليها بقلبه ، يسمعها بقلبه ويحادثها بقلبه .. وكأن قلبه يسمح لشيء آخر أن يتولى زمام أمور تخصها هي



تنقلت تبحث عنه بنظراتها ، إلى أين إختفى ، أجفلت جمان حينما رأت رهام أمامها ، تفحصتها الأخيرة جيداً ثم قالت " ماءا حصل يا جمان "

ارتبكت جمان تجيب " تعرفين أمي حينما تريد شيئا "

“ تقصدين أنك لم ترتدي هذا من أجل شخص ما "

حكت جمان رقبتها توترا ثم قالت بعدوانية واضحة " حبا بالله لمن سأرتدي هذا ، لا تدعيني أبدأ بالفستان الآن "

نظرات رهام كانت متفحصة بشكل واضح ومربك فاضطرت جمان للهجوم قائلة " وأنت ما بك الليلة ! عادة ما تتلفتين متباهية بفستانك المبالغ بين الجميع ، لما تقفين منعزلة هنا ! "

أنكرت رهام تعليق جمان ، بالتأكيد لن تخبرها أنها لا تريد أي مشاجرة بينها وبين إيلين ، كان مراد قد أخبرها ليلة البارحة أن إيلين قادمة ، بكل تباهي وتسلية ، وهي لن تمنحه عرضاً ترفيهيا على حسابها



عادت إيلين تقف إلى طاولتها مع سوزان بعد أن ذهبت لتحادث منال .. منال كانت في عالم آخر فابنتها الصغيرة تتعبها وعليها أن تقوم بواجب الضيافة للمدعوين بصفتها الكنة الوحيدة لعائلة رسلان

سوزان كانت تقف لوحدها فقد ذهب مراد وأسامة لمشاركة بعض الرجال الحديث ، التفت مراد نحو إيلين يشير لها ففهمت فوراً مقصده ، هو رسمياً يتصرف على أنهما ما زالا معاً

أومأت إيلين نحو الساقي الذي يحمل صينية مليئة بكؤوس الشراب ليقترب ، همست لسوزان " أتشربين !"

نفت سوزان الدعوة بلباقة وهي تراقب إيلين تضع كأسين على الطاولة وتقول " أنا أيضاً لا أحب أن أحتسي المشروب "

“ لمن الكأسين اذا !"

“ لأسامة ومراد ، يبدو أنها المرة الأولى التي تحضرين مناسبة للعائلات النبيلة "

أومأت سوزان فأردفت إيلين " ستعتادين الأمر ، ستصبحين منقذة أسامة .. مراد وأسامة لا يشربون الخمر ، لذا يشير إلي مراد لأضع له كأسا على الطاولة وبالتالي إن عرض عليه أحد أن يشرب ، يستطيع أن يرفض قائلاً أن مرافقته قد دعته قبلا مشيراً إلى الكأس الذي على الطاولة "

شخرت سوزان ساخرة " ليقبلوا الدعوة وينتهي الأمر "

تخددت إيلين بيد واحدة وقالت " لو قبلوا كل دعوة سيثملون ، مراد قد يحتسي كأسا في الأمسية لكن أسامة يحال أن يضع قطرة في فمه ، تعلمين أنه لم يشرب في حياته قط "

لم تستطع سوزان أم تمنع إلتواءة فمها فتسائلت عن سببها إيلين فوراً ، بررت سوزان " أعلم أن أسامة حالياً لا يشرب لكن .. لا يمكن المبالغة والقول أنه لم يشرب قط "

“ ألا تعرفين زوجك !" استنكرت إيلين

“ أعرفه طبعاً " تلبكت سوزان ثم أردفت " كنت أعمل في نادي أسامة ، والجميع سمع عن الحادثة التي حصلت قبل ثلاث سنوات في الملهى المقابل ، حينما طرد ابن عائلة النعيمي لثمله الشديد .. لا أعلم إن سمعت عنها ولكن .. "

قاطعتها إيلين مبتسمة " أوه ، أنا من يعرف عن تلك الليلة .. فابن عائلة النعيمي لم يكن بمفرده "

“ عفواً ! "

“ كنت وقتها زوجة مراد ، وقد خرج معه في سهرة شبابية .. ثمل معه وطرد معه ، تلك كانت المرة الأولى التي يشرب فيها مراد أكثر من كأس واحد ، الأولى والأخيرة "

“ أليس هذا الأمر ممنوعا عند العائلات النبيلة ! "

“ أوه ممنوع فعلاً ، لم يعلم أي من كبار العائلتين بالأمر ، عندما طردا من الملهى اتصل الحارس بأسامة الذي بدوره اتصل بي حتى أعيد مراد إلى المنزل دون جلبة "

تشوش عقل سوزان للحظة فنفظت رأسها بغير استيعاب " لما يتصل الحارس بأسامة "

“ ليحضر ويلملم الأمر "

هاجت سوزان " يحضر إلى أين ! أليس متواجداً أصلاً في الحادثة "

قهقهت إيلين ثم أردفت " كل ما سمعته أن ابن عائلة النعيمي قد طرد من الملهى "

“ أجل "

همست لها إيلين " هنالك ابن ثان لعائلة النعيمي "

رمشت سوزان قليلاً وتأتأت " ما علاقة فهد بالأمر !"

“ فهد هو من كان ثملا ذلك اليوم "

تماماً كمن كان يشتعل ناراً ثم سكب الماء البارد على كتفيه ، شعرت بتثلج أطرافها وعقلها ينفي الأمر تماماً .. من دون إرادة ووعي تحرك لسانها فخرجت كلماتها " فهد ! أليس أسامة من "

أكد لها إيلين " أقول أنني حضرت تلك الليلة يا عزيزتي ، حتى وقتها كان مراد ثملا لدرجة أنني جاهدت مع أسامة لاركابه في السيارة ، فغاب فهد عن عينينا واختفى .. بحثنا عنه في كل مكان ثم وجدناه يخرج من النادي بحالة مبعثرة ويرنم أغنية ما "

أكملت إيلين تمتم ببعض أسماء الأغاني علها تتذكر أي أغنية كان فهد يرددها تلك الليلة ، وسوزان تعيش في رأسها مرة أخرى كل تفصيل حدث ، شهقت بقوة تتنفس وكأن الهواء قطع عنها لفترة طويلة ، انقبضت عضلات بطنها وجسدها راح يرتجف .. قلبها ، في حالة يرثى لها .. أينبض ألما لتلك الحادثة ! أم فزعاً لحقيقة أن مدمرها هو من كانت تذكره بالخير قبل أيام! هل عليه أن يفرح قلبها لأن زوجها هو الملاك الحامي ذاته ، أم تغضب لأنها لعب بها وبمشاعرها ؟

أي موقف عليه أن يتخذ ، تعب قلبها وتوقف عن النبض ، لن يشعر بشيء .. لا يريد أن يشعر بشيء





تقدمت منه خطوات قليلة بعد أن عرفت أنه في الحديقة ، واضعا يديه في جيبيه ويتأمل المكان .. تماماً كما كان عليها في ليلة الخطبة قبل وقت ليس بطويل ، تلك الليلة عندما أدركت كم يقتلها بعده وخصامه .. تلك الليلة التي أدركت أنها مستعدة للتخلي عن كل شيء ، عدا .. رواد

التفت إليها فحبس أنفاسه عنها ، خيط رفيع فقط ما يجمعه مع عقله ووعيه ، همس لها " ماذا تفعلين هنا !"

“ أهرب إليك " همست جمان ثم أردفت تصحح مقصدها " أعني معك ، الضوضاء لا تحتمل "

كانت تنظر له بخجل ، من نفسها ومشاعرها .. تفرك أصابع يديها ببعض ، رباه – ناشدها قلبه – لا تنظري إلي هكذا ، سأضعف وسيفهمون .. هذه الدنيا ضدنا

“ راقصيني "

امتدت يده دون أن ينتظر ردها ، قربها إليه واحتضن خصرها ، راقصها والقصد غير ذلك أبداً .. يريد لمسها ، يعلم أنها حقيقية .. حقيقية لدرجة أنها ممنوعة لكن .. الرغبة التي واتته للمسها كانت تنبع من قلبه ، قلبه يريد أن يقترب ، أن يلامس ، أن يبوح

“ ابتسم " همست له مرتجفه لقربها منه ، فدافع عن نفسه " ابتسم جمان ، طيلة الحفل وأنا أبتسم "

“ لا أتحدث عن ابتسامتك المتكلفة ، بل عن تلك التي تظهر الحفرة الموجودة في خدك "

شخر ساخراً " ما أهمية تلك الحفرة "

ما أهمية تلك الحفرة وهو يدفن في حفرة الخطيئة التي حفرت قبل سنوات طوال

“ مهمة ، أترى تلك الحفرة .. "

قاطعها يقول " لا تقولي ليدفنوني بها .. جملة سنيمائية قديمة "

همست له بهدوء " يدفنوني في حفرتك ! أيدفن الانسان في دنياه ؟"

قلبه يدق بسرعة ونبضه لا يرحم عقله ، أي غشاشة تلك لا يدري لكن إرادته لم تعد ترى .. أحنى رأسه نحوها فأجفلها، وضع جبهته يرخيها على جبهته فأغمضت عينيها خوفاً من تلك المشاعر التي واتتها للمسته وقربه

همس لها " أنت سيئة هذه الليلة جمان... أنت سيئة جداً وأنا لم أعد أحتمل .. لا يمكنني أن أسيطر "

التلامس مهم ، الشعور بالآخر مهم في أي علاقة وخطير جدا في هذه العلاقة ،النغمة المخدرة لقلبيهما والمثملة لإرادتهما جعلتهما لا يدركان ما يحدث ، إلا بعدما حدث

ابتعدت عنه خطوات متراجعة ترتجف ، هو كان مغمض العينين خجلاً منها .. هربت هي تلعن نفسها ، تتحسس شفتيها وتتنفس بقوة هلعاً من القبلة المحرمة التي حصلت قبل قليل





كان مراد قد طلب من إيلين أن تحادث إحدى رجال الأعمال وتفعل كل ما يلزم لأخذ موعد عمل معه ، قابل ذلك الرجل وحياه بلباقة برفقة أسامة ، سارع الرجل يقول " مراد ، أي موظفه تلك التي تملك ، أحسدك يارجل "

تكلم مراد بتباه " موظفي ذوي كفاءة عالية "

“ هل جميع موظفاتك كهذه ! مستعدات لفعل أي خدمة مقابل العمل "

أغلق مراد عينيه يبتلع الوسوسات ويقول " أي مساعدة في نطاق العمل "

قهقه الرجل ضاحكا " أوه أي مساعدة عمل تتحدث "

لاحظ أسامة غيض مراد الذي بدأ يفيض فعاتب الرجل ليصمت لكن الأخير لم يفهم بل راح يتجرأ ويقول " يبدو أن مراد لم يفهم نوع الخدمات التي عرضتها المرأة "

أمسك أسامة بالرجل ليبعده قبل أن يفتح مراد عينيه ، فلو فعل سيضربه ويفسد حفل زفاف بإثارة فضيحة كبيرة ، اقتربت إيلين منه وهمست له " مراد ما الأمر "

“ ابتعد " كان مراد يصارع لأن يهدئ نفسه لكنه لم يستطع ، كلمات ذلك الرجل وتلميحاته تشعل فيه نارا حامية

“ لن أبتعد اهدأ ، ستخسر عملك وستحزن أختك "

فهمت إيلين أنه غضب من رجل الأعمال لسبب ما ولكن ، لا يهم .. هذا ليس المكان ولا الزمان للشجار

“ أنت لا تفهمين ما الحكاية ، سيبتلع ذلك الرجل كل كلمة قالها "

“ دعه يقل ما يشاء "

“ كان يفتري عليك "

“ لم يكن يفعل مراد "

استكان ينظر إليها بإجفال للحظة ثم ردد " لا تعلمين ما قاله "

“ أعلم مراد ، أعلم وأنا أخبرك أن الأمر ليس ذنبه .. كان يقول الحقيقه"

جن جنونه أكثر فراح يصرخ " أي حقيقة ، أتعرضين نفسك عى الرجال إيلين ! "

من الجيد أن الموسيقى عالية وإلا فضحت أمام الجميع ، تأتأت إيلين أمام صراخه فسلم .. سلم لكلامها فوراً ، ذلك الرجل يقول الحقيقة .. كما أخبرته هي

أمسك بمعصمها يجرها إلى الخارج ، رغم اعتراضها واستنكارها ، فتح باب سيارته الجانبي وصرخ في وجهها " اركبي "

أجبرها على الجلوس في المقعد الجانبي وأغلق الباب باحكام ، التفت نحو مقعد الراكب وقاد السيارة دون أن يجيب على سؤالها ويخبرها إلى أين يتجهان





كانت إيلين قد أخبرته قبل ساعات أن سوزان ذهبت إلى دورة المياه ، انتهى الحفل وهي إلى الآن لم تخرج .. شعر بالارتباك لانتظاره أمام دورة المياه النسائية ووعد نفسه أن يوبخها فور أن تخرج

أما هي فقد كانت تجلس هناك تحاول أن تتنفس بشكل طبيعي ، تحاول أن تفهم الحقيقة.. تذكرت لحظاتها مع أسامة قبل الزواج ، طيبته ونقاؤه .. الأمور التي جعلتها تقع في عشقه .. تذكرت أول يوم لهما في روما ، عندما أخبرها بكل وضوح أنه لا يشرب .. تذكرت رائحة الخمر التي كانت تعبق من مغتصبها

جناح الملاك المكسور الخاص بسلسالها كان في صندوق حاجيات فهد التي يحتفظ بها أسامة ، كيف لم تنتبه .. كيف لم تستطع أن تفسر الأمور على نحو منطقي !

" هل أنت مفصوم !" .. تذكرت تلك الحادثة عندما استهزأت به .." أشتمك .. أهينك ، أفعل كل شيء سيء اتجاهك دون أن تظهر ردة فعل .. تغضب أجل ولكنك لا ترد في حين .. عندما أشتم ذلك الشخص - الذي هو أنت - تغضب .. تغضب لدرجة أنك لا تسمح لي بإكمال شتيمتي .. تسكتني عند آل التعريف كل مرة .. وكأنك لست ذات الشخص .. هذا تعريف الانفصام على حد علمي "

ثم فوراً صدع صوت سخريتها له " لو دفنت أنت ماذا كان سيحصل لي .. هه ! ليس كأنك ستطلب من أخاك الزواج بي مصصحاً خطأك وأنت تلفظ أنفاسك الاخيرة "

رن هاتفها المحمول في يدها ، نظرت الى إسمه المكتوب على الشاشة فشهقت تبكي أكثر ، حاولت جاهدة لملمة نفسها لكنها تلملم مجهة وتتبعثر من جهة أخرى .. رباه

أحكمت أنفاسها وأجابت على اتصاله بصوت جاهدت ليبدو طبيعياً ، تحججت بانسكاب العصير على فستانها وأخبرته أنها تحتاج للحظات حتى تخرج .. أعدلت من شكلها وأزاحت علامات البكاء عنها لتخرج إليه بكل ثبات .. عليها أن تفكر بالخطوة الصحيحة .. بعيداً عن حقيقة والديها وحقيقة أنها حامل





كان يسير بلا هدى ولا وعي ... لا يصدق أنه انساق هكذا نحو ارتجافاته وخطيئته ... عشقه المحرم ، لا يمكنه أن يتصور أي حالة ضياع وضع جمان فيها ، بأي عين سينظر إليها الآن ! قبل أيام حرمت الكلمة واللمسة .. والآن حرمت حتى النظرة

“ رواد " ناداه كرم لاهثاً فاستدار رواد مستنكراً ..

الحضور غادر والعروس استقلت موكبها وذهبت مع زوجها ولم يبقى سوى عائلة رسلان في القاعة كلها

هتف كرم له " عليك أن تمسك برهام ، ستخبر والدك "

لم يهتم رواد كثيرا ، أي فاجعة ستحصل حبا بالله لا يمكن أن تقارن بما فعله هو لذلك بهدوء همس " تخبره بماذا ؟"

تأتأ كرم " عما حصل .. في الحديقة ، أنت وجمان "

ارتجفت أنفاسه المتلاحقة ، انفجرت عيناه وتوقف كل شيء عن الحياة فيه سوى فكرة واحدة .. السيدة عائشة

انطلق رواد مسرعاً نحو عائلته وهو يردد " جمان ، لا يجب أن تبقى جمان هنا "

حينما وصل رواد إليها كان الاوان قد فات .. " رواد " صرخ والده من بعيد فتوقفت قلوب الجميع فزعة حتى أولئك الذين لا يفقهون شيئاً عن الأمر كله





صف سيارته أمام البيت الريفي العتيق ، لا يعلم لما اختار هذا المكان بالتحديد لكنه مكاننها ، كل شيء يعشقه مخزن هنا في هذا البيت وهي عليها أن تكون هنا

ترجل من السيارة واتجه نحو إيلين الغارقة في الذكريات تنظر الى البيت ، حيث قضيا ليلتهما اليتيمة .. صحيح أنها لم تكن بالرومانسية التي اعتقدتها عائلته لكنها اقتربت من مراد بالقدر الكافي لتعشقه

ترجلت من السيارة تنظر إليه من قربه " لماذا أتينا إالى هنا ! "

بعينيه المظلمتين قال " ستمنحيني ذات الخدمات التي تعرضينها "

انقبض قلبها وهي ترى ظلامه بينما هو أردف " سأقضي ليلتي معك ، وستتقاضين الأجر على ذلك "

ضغطت على أسنانها تمنع عينيها من الادماع ، هي من ألصقت التهمة في نفسها وعليها أن تتحمل ، لكن - هتفت نفسها السوداء - ألا يجب عليه ان ينكر ! ألم يقل أنه يراها البريئة التي تخجل من تمتمات عائلته ! لماذا اذا صدق كذبتها تلك من أول مرة ! ربما هي سيرتك الذاتية الرائعة إيلين ، ليلة المخزن هي مرجعها في تصديق ما قلته

سألها قاصداَ الاهانة " كم تأخذين على الليلة ؟ "

تنفست بعمق ثم رفعت ذقنها بكل شموخ وقالت ببرود " ليس مبلغاً محدداً ، يدفع لي بعد انقضاء الليل "

كور قبضته بشدة حتى ابيضت وارتجفت ، حاول جاهداً أن يحافظ على رباطة جأشه " ألا تقلقين من ألا يدفعون لك ! "

تخطته تهمس في أذنه " لنقل أنهم يستمتعون لدرجة تجعلهم يدفعون أكثر "

اتجهت هي الى باب المنزل بينما تسمر هو مكانه يوليها ظهره " اللعنة " همس هو سامحاً للغضب أن يتجسد على ملامحه ثم سرعان ما ابتلع كل تلك المشاعر واستدار يتجه إليها ليفتح الباب .. حقيقة هو لم يصدق ما قالته عن نفسها ، الى الأن لا يفعل ولكن الكيل قد طفح وفاض .. عليها أن تتخلص من كبريائها الأحمق ، لن يسمح لها بأن تعيد ما فعلته قبل أكثر من ثلاث سنوات .. سيجعلها تدافع عن نفسها ، سيجعلها تنكر الاتهامات .. ماذا قالوا ! اتبع الكذاب إلى داره

فتح الباب فدخلت هي بتمختر مبالغ ، رمقها بنزق ثم دخل ورائها يردد في سره " آه إيلين ، آه "





وقفا هما الاثنين أمام السيد آسر ، ينفث الدخان الغاضب ويكاد يحرقهما ، تسائلت أسمهان - زوجته - عن الخطب فهتف أخيراً " أخبرها يا رواد .. أخبرها ما الخطب "

أنزل رواد رأسه أرضاً بينما دموع جمان بدأت تتجمع

" أخبرها أي دناءة حصلت ، أخبرها أي خطيئة حدثت هذه الليلة "

شهقت أسمهان ووصال فزعاً بينما صرخ السيد آسر قائلاً " كيف تفعل هذا ! بأي عين تفعل هذا .. من هي بالنسبة إليك ؟ من ؟ "

لم يجرؤ رواد عللى النطق بل صمت خجلاًوخوفاً ، جمان كانت تعتصر في نفسها .. خجلاً ، ندماً ورعباً

تابع السيد أيسر يقول " فؤاد ، إن سألك أحد عن جمان .. من تكون ، كيف ستجيبه ؟ "

همس فؤاد بغير استيعاب " أختي"

أغمض رواد عينيه بقوة ، أخته ..ربيت على أن تكون اخته فقط ، لهذا عشقهما خطيئة .. لا يجوز أن يقع الأخ في عشق أخته ، لن يفهم احد أنه يرها في حياته أختاً او فرداً من العائلة ، لم يرها يوماً سوى بقلبه اللاهث

تابع السيد آسربصوت غاضب " انت ، أي حقارة تملك لـ .. "

" لا دخل له " .. صرخت جمان بكل قوة فالتفت الجميع لها ، رواد أراد ان يسكتها ففي ظنه هي تضع اللوم على نفسها دون أن تدري عشقه لها بينما جمان أكملت " أنا من فعل تلك الخطيئة، أنا الدنيئة اتي وقعت في العشق المحرم "

شهق الجميع فزعاً ، ورواد تخبط بالأرض ، يا الاهي .. غضب السيد آسرلم يكن بل ازداد لهيباً ، شتمها بحقد كبير ورفع يده ليصفعها على جرؤتها للاعتراف بالفعلة المشينة ، أغلقت جمان عينيها استعداداً للصفعة لكنها لم تأت ، فتحت عينيها لتجفل بوجود السيدة علئشة أمامها تمنع آسر من لمس جمان حتى ، الجسد الضعيف وقف بكل قوة وغضب أمام سيده ، نفضت يده بعيداً وقالت مرددة " إياك أن ترفع يدك عليها ، ليس لديك الحق في ذلك فإياك أن تنسى ، جمان ابنتي أنا "





جلس بجانبها على الأريكة ، لم يتحدثا منذ أن دخلا قبل ربع ساعة ، مراد يجاهد بقوة حتى لا يصرخ في وجهها ، حتى لا يصفعها .. فتح الستائر وأشعل الأضوية قالت هي " حسناً ، ماذا الآن "

تنحنح في جلسته يقاوم بسمته الساخرة على تلك الكاذبة التي يفضحها توترها ، ثم قال " هذه خدماتك أنت ، أنت من يقرر ماذا الآن "

أزاحت ببصرها بعيداً تشعر بالغيض والنقط فابتسم هو مستمتعاً " هل أنت متوترة لأنني مديرك ! "

" لست متوترة أبداً "

" اذا ماذا تفعلين عادةً "

استدارت له بقوة ثم قالت " نحتسي الشراب "

" انت ! الشخص الذي يثمل من رائحة الشراب "

تصنعت الغرور وقالت " ألم أقل لك يوم حفلة آدر ، قد أكون ثملت من فرط شربي وليس من الرائحة ، أنت من أبى أن يصدق "

" اسكبي لنا اذا .. النبيذ "

سيخطو ورائها حتى تقف على حافة الهاوية وتكتشف أن لا مجال لها سوى قول الحقيقة .. نهظت الى حيث صفت بعض المشروبات ، ستخطئ بالتأكيد وسيثبت لها أنها كاذبة .. النبيذ شيء والخمر شيء آخر ، شكلهما خلتف .. الكأس لذي يسكب فيه النبيذ مختلف عن ذلك الذي يسكب فيه الخمر .. الكمية المسكوبة تختلف ، فإن كانت تدعي الخبرة عليها أن تدرك هذا

هي كانت فعلاً ذات خبرة ، ففي كندا أمضت وقتها مع جارة لها تعمل ساقية في احدى المطاعم الفاخرة .. تحدثا كثيراً فتعلمت منها الفرق الذي يمتحنها به مراد ، وبفضلها اجتازت الامتحان دون أن تكشف كذبتها

مراد لم ينكر أنه تفاجأ لاختيارها الزجاجة الصحيحة والكأس الصحيح .. لكنه لم يصدق للحظة أن الأمر ينبع من خبرتها

نهض اليها واستلم منها كأسه .. رفع نخب الليلة واحتسى قليلاً يراقبها تعبث بالكأس فعاندها يقول " ألن تشربي البعض "

بمضض واضح رفعت الكأس نحو فمها ، راقبها هو باهتمام .. هل ستشرب ؟ هل حقاً ستبقى على عنادها وتشرب !





شعرت بالضياع ، تلفتتبين الأوجه تبحث عن تفسير أو انكارحتى ، والدتها تنظر إليها ببهوت وتبكي ،السيدة أسمهان تضع كفهاعلى يدها فزعة .. فؤاد ونال ورهام يتناقلون أبصارهم بين بعضهم .. رواد يغلق عينيه والسيدة عائشة مازالت تحارب السيد آسر وتقول " لجمان الحق الكامل في أن تعشق من تريد .. فهيلا تملك أي قرابة دم معكم "

" ما .. ما الذي تقولينه ! " همست جمان ببهوت فالتتت اليها السيدة عائشة تبكي ، قالت لها بضعف كامل " ابنتي ، صغيرتي "

ضياع جمان زاد " كيف ابنتك ؟ ألم تجهضي بسبب ضرب أبي لك ! "

التفتت السيدة عائشة لرواد فأومأ لا يخبرها ان جمان تعرف ما فعله جاسم ، لذا راحت ترددت السيدة عائشة بعينين محمرتين " أنا ووالدك كنا متزوجين ، زواجاً شرعياص وليس قانوني .. بشكل سري ، وعندما حملت بك ثار جنونه .. طلب مني ان أجهضك فرفضت ، انهال علي بالضرب تباعاً فكشفاسر أمام عائلة رسلان .. كانت فضيحة كبرى ولكن السيد آسر لملمها ، حماني من والدك طيلة فترة حملي وعندما أنجبتك أخذوك مني لتربي على أنك فرد منهم "

" كاذبة ! " صرخت السيدة وصال بها ثم أردفت " ألم ترمها في حضني فورما رأيت حقيبة النقود "

ترنحت جمان والكلمات تتردد في رأسها ، لا تملك معهم صلة قرابة دم ، رمتها مقابل حقيبة نقود .. نظرت الى السيد آسر وهمست " لهذا كنت دائما تقول أنني لا أليق بكم "

نظرت الى السيدة عائشة وهمست " لهذا كنت تشجعين عشقي المحرم "

نظرت الى والدتها وأردفت " لهذا دائماً ما أبعدتني عنك "

عادت تنظر للسيدة عائشة وتقول " لهذا ، في يوم رحيل رواد الى كندا حاسبت سيدك بكل قوة "

صدمت بالجسد الصلب من خلفها فالتفتت لترى رواد ، تأملت عيناه المظلمتين وقالت " ولهذا أصمتها ذلك اليوم "

ابتعدت عنه وتراجعت خطوات الى الوراء تتأمل العائلة الظماء ، همست بألم " رباه ، لقد ظننت أنني بعشقي دنيئة .. لكن أين انا من دنائتكم جميعاً "

غادرت الصالة تبكي وتشهق بقوة ، لم تواتيها حالة النكران بل سارعت فوراً للانهيار والتصديق ، لحق بهاا رواد ، ناداها ولم تجب .. اعتذر منها وقال " انا حقاًلم أكن .. "

التفتت اليه بهيئتها المنكسرة تلك وقالت " لا تفعل أرجوك "

شهقت بقوة " ألا تلاحظون أنني فقد حياتي التي كنت أعيشها قبل دقائق ! من انا ، من اكون .. اسمي يا الله ، اسمي فقدته .. ولكن همهم في الداخل هو اللوم يقع على من ، كل يضع الأعذار التي تخلصه من الخطأ دون أن يفكر للحظة ليرى أنني أتقطع ، اقتل وانا مازلت أمك أنفاس الخباة "

أحنت رأسها يساراً وترجته " على الأقل انت لا تفعل .. لا تكن مثلهم ،فانت الشخص الذي تألمت روحي لعشقه "

ينبض قلبه كلما رددت أنها وقعت في عشقه ، تعتصر روحه ألماً كلما سقطت دمعة منها ، تطعن نفسه كلما خرجت منها بحةمتألمة لكن ،رغم كل هذا تركها تذهب وحدها ، ربما لانه رأى كم تحتاج للوحدة الآن ، أو ربما لانه يعرف الى أين ستذهب







إيلين تلتصق بلجدار وتتنفس بعمق ، مراد ثائر تماماً كإعصار هائج سيلتهم المدينة المهجورة المبنيةبينهما ، والشاهد كأس النبيذ المرمي والمكسور , حذفه بعيداً قبل أن يصل الشراب الى فمها

عاد إليها فانتفضت فزعة ليهتف بها " طفح كيلي ، لن تخرجي من هنا حتى تفسري كل شيء .. حتى ليلة المخزن تلك "

تصنعت القوة وقالت " أنت لا يحق لك .. "

قاطعها يشير بسبابته " لا أنت لن تفعلي مجدداً ، ستخبريني كل شيء ولن نتحرك من هنا حتى تفعلي "

" أستحبسني هنا !"

هز كتفيه وقال " مفاتيح البيت معي والسيارة معي .. لا أحد بالجوار لذا .. أنا من يقرر متى نخرج من هنا ، ونحن لن نتحرك حتى تخبريني "

صاحت في وجهه " لا أطيق البقاء هنا "

جلس فوق الأريكة يرتاح بشكل استفزازي وقال " ابدأي بالتحدث اذا "





سرحت في الظلام الدامس ، رغم انوار الطريق المصطفة على الأرصفة لم ترى سوى ظلام السماء .. حالة الضياع التي تشعر بها لا مثيل لها ، كلمات إيلين مازالت تتردد في أذنيها ، حقيقة الموضوع كله وتضحية زوجها العزيز التي قتلت روحها

جذبها البحر والساحل ، سواده الحالك وعمقه ، إن غاصت به هل ستحل الأمور ! هل سيصفى قلبها يا ترى ؟

" أيمكنك أن تتوقف هنا ؟ " همست سوزان لأسامة فاستجاب لرغبتها ، يشعر بالقلق عليها .. لم تخفى عليهحالتها منذ الصباح ، الى أين ذهبت وحدها وماذا جرى لمكوثها في دورة المياه طيلة ذلك الوقت ، حتى صمتها المبهم

نزلت بسرعة تتنفس بقوة ، تقايض البحر ، مقابل كل نفس منعش يأخذ هو كتمتها ليزداد سواداً وجمالا

لحق بها وانتظر أن ترتاح ، يعلم أنها ستتحدث بعد قليل وهو سيستمع لها بكل قلبه ، يحب أن يسمعها ، أن يراها ، أن يتنفسها .. دليل وجودها في حياته يجعله يعيش بسلام

" لنبدأ اجراءات الطلاق " همست هي وطعن هو في قلبه

يا رباه ، تنهد هو يحاول كتم شهقات روحه وقال " ألم تفهمي بعد سوزان "

التفتت اليه تجاهد لألا تدمع عينيها وقالت " أفهم ، تريد طلاق لا يؤذيني ، ولكن هذا الزواج أيضاً يؤذيني "

تجاهل كلامها ، أي أذية قد يسببها لها ، هل وجوده معها يقتلها لهذه الدرجة ! ، هتف بنقط " ماذا حصل لك هذا اليوم "

التفت عائداً الى السيارة لينطلقا وينهي الموضوع لكنها رددت " سردت علي حكاية "

استدار لها مستنكراً فأردفت " حكاية حدثت قبل أكثر من ثلاث سنوات ، قصة ابن النعيمي الذي طرد من الملهى لثمالته ، ذلك الشخص الذي قتلني تلك الليلة "

اقتربت منه بخطوات بطيئة وهي تردد " كيف طرد ، مع من كان .. كيف رآه حارس النادي ، كيف اتصل بأخاه الذهبي لينقذه "

وقفت أمامه وهي يفرج عينيه ، ابتسامتها الحزينة ودموعها التي بدأت تتساقط ، رباه لا تدعها تعرف .. لا تدعها تعرف

بقهر أكملت " حضر الكهرمان الذهبي ، أسامة النعيمي وصحح خطأ أخيه الراحل "

تأتأ يقول " ماذا ؟ أنت .. كيف ؟ "

راقبته ترخي كتفيها ، تعبت وأرهقت "لماذا أخذت على عاتق هذه التهمة أسامة ! ، حتى تحمي أخاك ؟ حتى تمنع ذكرى أخاك من التلوث ! .. ماذا عني ! ألم تفكر ماذا سيحصل بي ! "

صفعت صدره بكلتا كفيها وصرخت بكل قوتها " لقد قتلتني يا هذا "

ترنح مستسلماً ، عرفت الحقيقة ، عرفت ما ضحى به وأخفاه .. لا يصدق أنها يمكن أن تموت بقدره ، نظراتها ، كرهها وحقدها له .. أتظن أنها أمر سهل عليه ، على قلبه العاشق لها

" ما الفرق ! في كلتا الحالتين أنا ساهمت في قتلك تلك الليلة ، تركته دون رقيب ، لم أفكر انه خطر وتركته بتلك الحالة ليفعل ما يشاء "

" طلقني ، لنتطلق بأسرع وقت ممكن "

صرخ بها " لن يحدث ، أنا لن أطلق أبداً سوزان .. لا الآن ولا بعد عام "

أجفلت لوهلة ، افصاحه للحقيقة أجفلها ، لن يتم هذا الطلاق أبداً ، رددت بتوتر " لماذا ؟ صححت خطأه ، لماذا تجبر نفسك على البقاء معي "

عاندها يقول بكل غضب " ليس اجباراً بل تلك رغبتي "

" لأنني خطأك ، أنت لا تراني سوى هكذا ، ذبك و صدأ ذهبك "

" اللعنة على ذهبي " .. صرخ بكل قوة ينهار أمامها " انا لم اختر أن أكون ذهبياً ولا حتى صدئ ، أردت أن أكون انساناً .. أريد أن أخطئ .. وصحيح أنت خطأي "

زاد بكاؤها ألما وقالت " أنت لن تراني شيئاً آخر ، زوجة أو امرأة .. ستراني فقط ذنباً "

شخر ساخراً يقترب منها " خطأي أنني رأيك أصلاً ، امرأة وزوجة وقلباً حتى "

ارتجفت أمامه " انت رأيتني هكذا ! "

همس لها " انا عشقت هكذا "

شهق قلبها فوضعت أناملها على شفتيها تكتم فضيحتها ، سعد قلبها فراح يرقص نبضها ، أمسك برأسها يحتضنه بين يديه ، ترجاها " انسى أرجوك ، ابقى معي .. أنا وأنت ، زوجة أسامة وليس الفتى الذهبي أرجوك "

" ألن يخطر في بالك قط انني خطأك ، ألن تفكر .. "

قاطعها يقول " لا أفكر ، أي بال تتحدثين عنه ، هل أفكر بوجودك ، هل أملك الطاقة لفعل أي شيء آخر سوى عشقك .. انسي سوزان وأحبيني "

" أحببتك ، ونزفت لأحبك "

دنى نحوها يقبل جبتها فارتجفت أوصالها ، تحرك لسانها تقلائياً " انا حامل "

ابعد رأسه الى الوراء مجفلاً فقالت خجلة " ألم أشعر بالألم البارحة ! ، ذهبت اليوم الى الطبيب وأخبرني بذلك "

ذهبت لتطمأن على جنينها ، ولم تخبره أنها كانت تعلم قبلاً .. لا تريد عتاباً آخر ، لا تريد محاسبات على الأخطاء ، ليخطئ هو ولتخطئ هي ، ما الضرر كلاهما انسان .. حتى الذهب في النهاية هو معدن







وقفت أمام القبر تنظر إليه ، عيناها غائبتان عن الدنيا .. حالة مهترئة بفستانها الأسود كحال دنياها ظن فقد ببساطة ثلاثة وعشرون سنة من عمرها ، لا هي جمان حفيدة عائلة رسلان ولا هي سلام ابنة السيدة عائشة ، فقدت كل شيء فقط بكلمة واحدة

عادة تأت هنا لتجمع الحياة لكن الليلة .. أتت لتتبعثر ، لتحاسب على الماضي ، انحنت تأخذ حفنة من التراب تجمعه بين كفها ، تأملت الشاهد قليلاً ثم رمت بالتراب عليه بعينين دامعتين وقالت بقهر " حسافى على الأيام التي قبلت بها شاهدك يا بطلي المزيف "

أشهرت سبابتها تصرخ " أنت حتى لا تستحق اللعنة عليك "

مسحت دموع خديها لكن شهقاتها لم توقف نزيف عينيها " لماذا ؟ ، في حين أنك مزيف لماذا جعلتني أطير ؟ "

سمحت لنفسها أن تنهار ،البطل كذبة والشرير كذبة .. كل شيء كان كذبة .. جف خزان دموعها ، مرت ساعات على فراقها من الملحمة الأخيرة .. بكت وترنحت وهي تسير بلا هداية ، ثلاث وعشرون سنة لم ترتدي الكعب العالي في يوم واحد ، عوضت بالسير هذه الليلة ، قدمها تنزف وقلبها ينزف وبكلاالحالتين لا تهتم

تحركت من مكانها ملقية الوداع الأخير على والدها ، الحقيقة الوحيدة أنه والدها وهو أكبر كذبة في حياتها .. سارت نحو الساحل دون أن تهتم بعياء جسدها وروحها ، توقفت عن السير فجأة وتنهدت لتستدير قائلة " ألن تتركني وشأني "

وضع رواد يديه في جيبه وهز كتفيه بلا مبالاة " أسير خلفك الى اللا نهاية "

" لماذا ؟ " هتفت به .. " من أنا ! "

" لا يهمني "

شخرت ساخرة وقالت " بماذا ستناديني ! جمان ! سلام ! ابنة عمتك ؟ "

تراجعت خطوات الى الوراء وقالت " لن أجيب ندائك اذا "

التفتت ترحل لكنه لا يريد أن تبتعد عنه ، ناداها " جمان "

لتنفجر ضاحكة " أرأيت ، أنا بالنسبة لك جمان .. ولكني لست كذلك "

مسحت دموعها وقالت بحزم " عندما تجد رابطاً حقيقياً بيننا ، عندما تجد اسماً تناديني فيه سألتفت لك "

مشت تغادر رغم انه يخبرها أن اسمها لا يعنيه ولا يهمه ، راقبها تغادر .. ناداها " يا جمان "

فلم تلتفت ، ناداها مجدداً " يا سلام "

ولم تلتفت .. تنهد وصرخ بملئ صوته " يا عشقي المحرم "

توقفت عن السير وقلبها ينبض بقوة وفزع ، التفتت له تنظر بعينين مجفلتين بينما راح هو يقترب منها قائلاً " يا خطيئة وتوبتي ، يا ألمي ونبضة سعادتي "

وقف أمامها ، تأمل رجفة عينيها .. نبض قلبه فراح يحكي " لا يهمني من أنت ، فأنت م تكوني لي أختاً قط ، لو أرك ابنة عمتي قط .. قلبي لم يناديك حمان أو حتى سلام .. أنت فقط كنت صاحبة النبضة المستسلمة ، التي تلذذت بخطيئتها طيلة حياتي"

تنفسها كان يتراقص على صدرها بقوة ، هزت رأسها لا تستوعب كلامه ولا تستوعب ما يحصل لها .. السكينة والاسترخاء الذي واتى عضلات جسدها ، النبض المجنون في قلبها ورجفات أصابع يديها .. هزت رأسها بالنفي وقالت " لا ، أنت تكذب .. أنت تقول هذا لأنني أخبرتك عن عشقي ، أنت تشفق علي و.. "

" حباً بالله ما الذي تقولينه ! " صرخ بها يقاطعها ، أمسكها من عضديها وقال " أنا ، ومنذ أن كان قلبي بحجم الخرزة عشقتك ، عشقتك لدرجة لو أحكي للجدران ستنحني "

قربها منه ، أحنى جبته إليها " لا تفهمين ، منذ زمن أصبح قلبي وطنك ، أصبحت نبضاتي هويتك .. إن كنت تريدين أن تعرفي من أنت استمعي لنبضي وستدركين أنك عشقي "

أسدلت رموشها تغمض عينيها تستمتع بنبضات قلبها ، طائر وجد أخيراً قرين زقزقاته ، السام والأمان ... غرد بكل سعادة لوجود حقيقة واحدة .. عشقها الذي كان خطيئة هو الشيء الوحيد الحقيقي لها





بعد أن يأست إيلين من إيجاد مخرج ، عادت إلى مراد تصرخ وتهتف بينما هو لا يبالي .. استفزها بشكل لا يصدق فراحت تهتف في وجهه " الآن ، بعد كل هذه المدة ، الآن تذكرت أن تجبرني على التحدث ! .. صباح الخير سيد مراد "

استشاط مراد من جديد ، وقف أمامها وراح يقول " أنا إيلين ! "

اقترب خطوة خطوة منها ويقول " تذكري إيلين ماذا حصل فعلاً ، تشاجرنا وخرجت دون ترك أي فرصة ، طلبت الطلاق فوراً وحظرت اتصالاتي وعائلتي .. هل أشعر أنك لا تريديننا ! هل شعرت يومها بالاهانة لأنك سارعت لتركي ؟ هل فعلت !.. كم مرة أتيت لمنزلك وتخبرني والدتك أنك لست بالبيت ، رغم أنني كنت أراك تصعدين إلى المنزل وألحق بك ، كم مرة ؟ حتى أن والدتك المسكينة تعبت من الكذب علي وأصبحت تخبرني بكل وضوح أنك لا تريدين مقابلتي .. هل شعرت بالإهانة ؟ شعرت .. هل توقفت عن المحاولة برأيك "

من فزعها التصقت بالجدار ، نكشت جرح كرامته القديم وعليها أن تتحمل النتيجة

" كم مرة أجلت جلسة المحكمة ؟ برأيك محامي عائلة رسلان لن يستطيع كسب قضية الطلاق من المرة الأولى ! "

تأتأت " كانت تؤجل الجلسة بسبب النفقة "

شخر ساخراً " أستؤذينا النفقة ؟ يا حمقاء .. يعد كل جلسة ألم أركض إليك للتحدث معك وأنت ترفضين .. حتى عندما استسلمت وأخبرت المحامي أن يتوقف عن الاعتراض والتأجيل ، عندما أقرت المحكمة بطلاقنا أتيت إليك ، أتذكرين !"

أشاحت ببصرها بعيداً عنه وهي تتذكر كيف أخبرته أنها لا تطيق حتى استنشاق ذات الهواء الذي يتنفسه

ضرب بكفه الحائط من خلفها وقال " لا تحاولي محاسبتي إيلين ، لأنني أتيت إليك داهساً كرامتي ألف مرة "

حاولت أن تدافع عن نفسها وقالت " لا يمكنك أن تلومني بعدما فعلته ، لا يمكنك أن تطلب مني اعطائك فرصة بعد اتهامك لي "

صرخ بكل قوته " أي اتهام حبا بالله ! تذكري إيلين .. تذكري هل حاسبت على كذبك لي أم اتهمتك إيلين "

تشوشت إيلين فعلاً ، قبل أشهر لو سألها هذا السؤال ، لقالت بكل قوة أنه اتهمها لكن .. ادراكها لحقيقة أنها سوداء من الداخل جعلها تصمت وتفكر ، رددت ببخوت " ما كان في عينيك .."

" ما كان في عيني هو الغضب ، الغضب من اتهام رهام لك ومن حقيقة أنك تكذبين علي .. عائلتي إيلين ، كيف تحترمك لهذه الدرجة ! هل فكرت بهذا .. لأنهم بكل بساطة لا يعرفون شيئا عن طلاقنا أو حتى عن النفقة "

كانت جمان قد أخبرتها أن مراد لم يفصح عن سبب طلاقهما ، حتى منال .. لكنها لطالما رغبت في معرفة السبب

" لماذا ؟"

همس بصوت عميق " لأنني لا أسمح لأحد أن يتحدث بسوء عنك .. جميع من في المنزل يحترمك ، لأنني لا أسمح بغير ذلك .. حتى رهام ، فقط لأنها لمحت بالسوء عنك طردتها من المنزل "

أشهقت بالبكاء ، لا تعلم لماذا .. لكنها شعرت بالقنطة والرغبة بالبكاء فاستجابت لها وشهقت بحرية دون خجل

همس لها بثبات " ماذا حصل ذلك اليوم إيلين "

لم تجبه ،أو ربما لم تجد القدرة على الإجابة .. تنهد مراد ثم أردف " هل حصل شيء بيننا حينما كنت ثملاً ؟"

مسحت دموعها وهي تهز رأسها بالنفي .. تنهد مرة أخرى وقال " لماذا كنت مرتبكة في صباح اليوم التالي !"

كالكفل الصغير الذي يبرر كذبه قالت بعينين دامعتين " كنت تهذي ، سألتني شيئاً وأنا أجبت .. عندما لم تتذكر شيئا في الصباح بدى لي الأمر غريباً "

ليس وقته مراد ، لا يهم ما هو السؤال الذي طرحه ولا حتى إجابتها .. المهم هو حقيقة ذلك اليوم

" من البداية إيلين ، ذهبت لزيارة والديك ، ثم ماذا حصل ؟"

رفعت رأسها بشرود وراحت تحكي " دخلت إلى منزلنا ، أبي كان يستضيف رجلاً ما .. التوتر كان واضحاً عليه لرؤيتي ووجود الرجل ، حتى أنه طرد الرجل من المنزل بشكل لبق .. خرج الرجل مغادرا لكن نظرته المتفحصة لي لم تخفى عني ، حينها همس لي ببعض الكلمات الغريبة .. قال أن والدي على حق ، أنني استحقيت كل شيء "

استنكر مراد " ماذا يعني هذا !"

مسحت إيلين دموعها وقالت بصوت ثقيل " أنا أيضاً أردت أن أعرف .. أبي لم يكن على ما يرام ، سألته عن هوية الرجل فاكتفى أن قال لي أنه السيد عادل الاسكندري "

اقطب حاجبيه وقال " سمعت باسمه "

حاول هو تذكر هوية هذا الرجل بينما أكملت هي ببطء " يملك متجر تحف عريقة في المنطقة الخامسة "

نظر إليها بإجفال ، المخزن الذي ذهبت إليه ذلك اليوم في ذات المنطقة ، نظراتها كانت تحمل إجابة واضحة .. رجل المخزن هو ذاته عادل الاسكندري

أشاحت ببصرها بعيداً عنه وأردفت " حينما عجزت عن جعل أبي يخبرني حكاية هذا الرجل ، خرجت من البيت متجهة إليه.. سألته بكل وضوح عن مقصده وهو - سلم - لم يقصر في الشرح "

أمسك أعصابه بصعوبة وقال " شرح ماذا !"

تنفست بعمق وقالت " ألم تخبر والدك عن الشروط التي تريد أن تكون عليها زوجتك ، عليها ألا تكون من عائلة نبيلة أن تكون متعلمة وذات شخصية قيادية ، حسنة المظهر حيث تليق بأن تكون أول كنة لآسر رسلان والأهم عليها أن تكون ذات ثقافة لا تقتصر على اختيار اللباس المناسب ليوم ما "

تشتت عقله لمعرفتها بشروطه بينما هي تابعت تقول " ووالدك طلب من السيد عادل أن يبحث له عمن تطابق هذه الشروط "

“ أبي لم يخطئ ، وتفاصيل الزفاف أتمت بكافة أصولها وأعرافها ، لم تهان عائلتك أبداً "

ابتسمت بهدوء " أجل ولكن .. السيد عادل لم يرني قبلا "

“ وعلى أي أساس وضعك خياراً "

عادت عينيها تغرورق بالدموع ورددت " أبي من عرضني عليه ، صفقة بينه وبين والدي مقابل نسبة مما سيربحه والدي في هذا الزواج "

استنكرمراد الأمر وقال" والدك لم يطلبمنا أي مبلغ من المال " أغلقت عينيها بقوة وأنزلت رأسها أرضاً "

حاجيات العرس التي اشتريتها ، كان قد خطط وزاد في سرعها حتى يأخذ الفرقية منكم "

صمت هو دون أن يجيب بينما تنهدت هي وشهقاتها تكاد تهزمها وتهرب " ربما لا ترى الأمر بالشيء الجليل ولكنه كان طعنة لي في ذلك الوقت .. هجمت - حرفياً - على الرجل أكذب اتهاماته فدافع هو عن نفسه قائلاً أنه يملك الدليل ، تسجيل كاميرات المراقبة بالصوت والصورة .. أخذني الى المخزن الخلفي للمتجر ويا ليتني لم أذهب "

ارتجفت شفتاها بشكل واضح فاقترب منها وهمس " لماذا ؟ "

بثبات مزيف قالت " أراني وأسمعني كيف كان والدي يعرضني للبيع .. ذلك الرجل لم يخاطر ، شكك في ، ماذا لو كنت طماعة وجشعة للنقود ،أتعلم ماذا قال أبي حينها ؟ "

انتفض جسدها فأمسك بها قلقاً ، أراد ان يسكتها لكن لا .. عليهاأن تقول ما حصل ، على روحها ان تبوح بالآه الكبرى لترتاح .. أسند وقفتها بينما أكملت بصوت آلي ، كأنها فتحت تسجيل ما سمعت " لوتراها يا عادل لما قلت هذا .. قوامها ورشاقتها ، جسدها سيرضي ابن عائلة رسلان ، سيخرسه عن الاعتراض على جشعها .. رشيقة ، جميلة وستسعد أي رجل "

راح في ذكرى بعيدة ، يوم الشجار الأخير حينما اسودت عيناها فجأة ، اقتربت منه بخطوات بطيئة تحاصره " ماذا ، هل يدور في خلدك الشك ! خنتك ! لما لا فأنا فتاة كاملة الأنوثة .. جميلة ورشيقة وأسعد أي رجل .." في تلك اللحظة صفعها لوقاحتها ، اذا هو لم يتحمل كيف كان شعورها هي



استنكرمراد الأمر وقال" والدك لم يطلبمنا أي مبلغ من المال "

أغلقت عينيها بقوة وأنزلت رأسها أرضاً " حاجيات العرس التي اشتريتها ، كان قد خطط وزاد فيسرعها حتى يأخذ الفرقية منكم "

صمت هو دون أن يجيب بينما تنهدت هي وشهقاتها تكاد تهزمها وتهرب " ربما لا ترى الأمر بالشيء الجليل ولكنه كان طعنة لي في ذلك الوقت .. هجمت - حرفياً - على الرجل أكذب اتهاماته فدافع هو عن نفسه قائلاً أنه يملك الدليل ، تسجيل كاميرات المراقبة بالصوت والصورة .. أخذني الى المخزن الخلفي للمتجر ويا ليتني لم أذهب "

ارتجفتشفتاها بشكل واضح فاقترب منها وهمس " لماذا ؟ "

بثبات مزيف قالت " أراني وأسمعني كيف كان والدي يعرضني للبيع .. ذلك الرجل لم يخاطر ، شكك في ، ماذا لو كنت طماعة وجشعة للنقود ،أتعلم ماذا قال أبي حينها ؟ "

انتفض جسدها فأمسك بها قلقاً ، أراد ان يسكتها لكن لا .. عليهاأن تقول ما حصل ، على روحها ان تبوح بالآه الكبرى لترتاح .. أسند وقفتها بينما أكملت بصوت آلي ، كأنها فتحت تسجيل ما سمعت " لوتراها يا عادل لما قلت هذا .. قوامها ورشاقتها ، جسدها سيرضي ابن عائلة رسلان ، سيخرسه عن الاعتراض على جشعها .. رشيقة ، جميلة 1وستسعد أي رجل "

راح في ذكرى بعيدة ، يوم الشجار الأخير حينما اسودت عيناها فجأة ، اقتربت منه بخطوات بطيئة تحاصره " ماذا ، هل يدور في خلدك الشك ! خنتك ! لما لا فأنا فتاة كاملة الأنوثة .. جميلة ورشيقة وأسعد أي رجل .."

في تلك اللحظة صفعها لوقاحتها ، اذا هو لم يتحمل كيف كان شهورها هي

أكملت بذهن غائب " يا عزيزي لو كانت ابنتي .. "

واتتها الغصة دون أن تستطيع النطقعلى تلك الكلمة فتخطتها وأكملت " لاستمتع الرجال لدرجة تجعلهم يدفعون أكثر "

كل تلك الكلمات الوقحة التي تفوهت بها كانت بسبب والدها ، بسبب جرحها من والدها ، سقطت أرضاًتصرخ الألم المخبى بين السنين ، ندبت الأرض وهي تصرخ " أبي ، الرجل الذي أمنته روحي، عشقيالأول ، بطلي .. رآى هذا الكلام يليق بي ، حامي كان يراني هكذا "

دنى نحوها بتردد ، حالها وصوتها يقطعه حتى انه لا يظن اننه يملك الطاقة لاحتضانها على الأقل .. رباه أي ألم تشعر به ، نظرت إليه وترجته " أعتذر .. أعلم أنني أهنتتك ولكن لم أستطع .. أجل شاجرته ذلك اليوم لكن ، هنالك كلام لم يخرج ، عتاب وقهر وعقاب .. عقاب نلته انت دون سبب لكنك مثله ، كنت روحي وعشقي وبطلي .. اعذرني فروحي كانت تتألم ، فقد اغتصبت تلك الليلة "

اعترافها أن ذنبه الوحيد الذي اقترفه كان عشقها له مد فيه قوة قليلة ولكن كافيه لاحتضانها واحتواء تقلبات روحها المحتضرة ، بكت بكل قوتها دون خجل أو كبرياء .. بكت سنين الها ، بكت الطعنة المتوشمة على حياتها





مرت الأشهر ، تمشت بجانبه في حديقة المنزل الجميلة ، حادثها وهي استمعت فقالت بانزعاج " وأنا كالأحمقاء رحت أحكي لسوزان عن تلك الليلة بسخرية "

تمتم هو " ذلك خير ما فعلت ، فأسامة لم يكن ليخبرها بالحقيقة قط "

تنهدت إيلين تنظر إلى السماء وقالت " من يصدق أن العاصفة التي بدأت قبل أكثر من ثلاث سنوات انتهت .. بسعادة "

مريم وشاهين فتحا صفحة جديدة ، سوزان وأسامة يعيشان فترة الحمل بأسمى المشاعر .. رواد وجمان سافرا الى كندا ، الى عشقهما بعد أن أعلن للجميع أن علاقتهما غير محرمة

تمتم مراد " انتهت الحكايا والأسرار "

أومأت إيلين بابتسامة ، ثوان حتى هتفت مع مراد بصوت واحد " بقي سر واحد "

سبقها مراد يسألها عن السر الذي قصدته هي فأجابته " رهام ، حبا بالله لما تكرهني هكذا ؟ ظننت في البداية أن عشقها لك يدفعها للغيرة ولكن قوانينكم جعلتني أعدل عن الفكرة "

تنهد مراد وقال " تكره وجودك ..الزواج عندنا معقد .. من يحق لنا الزواج بهم ومن يحرم .. فيحظر علينا الزواج من العائلات الغير نبيلة .. كرجال يلغى الحظر ان تزوج أحد الاخوة من العائلات النبيلة ، كما فعل فؤاد لكن .. الفتيات لا يمكن رفع الحظر أبداً "

تذمرت إيلين " حبا بالله ألا تنتهي قوانينكم ! "

ابتسم هو بينما يردف " ورهام وقعت في العشق المحظور ، شخص ليس من عائلة نبيلة .. رفضته العائلة بينما قبلت بك ، لهذا كانت تكرهك "

صفرت إيلين باستنكار " رهام تعشق "

قاوم اطلاق ضحكة مستمتعة وقال " أتعلمين من سعيد الحظ الذي أحبته !"

نظرت له بفضزل عارم فقال ببطء " عمرآن "

اقطبت حاجبيها استنكاراً لكن بسمته أكدت لها ما خطر على بالها لتشهق بقوة وانفعال ، رددت بدون استيعاب " ألهذا فعل كل ذلك بمريم ! ليترأس الشركة ويصبح من الطبقة الغنية "

هز كتفيه وتمتم " كنت أعلم أنها لا تزال تقابله ، وبعد طلاقنا أخبرت عمي بذلك لهذا أخذها بعيداً عنا ، حتى لا تسبب أي مشكلة للعائلة "

تمتمت إيلين بكلمات متعجبة للحظة ثم سرعان ما قالت " عن أي سر تحدثت !"

توقف عن المسير وقال ينظر إليها بعمق أربكها " عندما كنت ثملا ، ماذا سألتك ؟ "

ابتسمت وقالت تعبث بطرف قميصها " قلت لي ، ألن تقعي في عشقي بعد ! "

" وجوابك "

" وقعت بورطتك "

ابتسامته أربكتها وجعلتها تشعر بالخجل

" هل أنهيتما الحديث السري " هتفت منال من بعيد وهي تقترب منهم ، شوحت بسبابتها تقول " لدي الكثير لأسألك عنه وستجيبين سيدة إيلين "

استفزتها إيلين وأرادت التحرك للجري والهرب لكن يد مراد الممسكة بيدها منعتها ، ظنت أنه يمزح ، يساند منال لكن ملامحه لم تظهر ذلك .. بكاء لقاء جعلت منال تغادر الى ابنتها وتتوعد إيلين بجلسة استجواب قوية

التفت مراد لإيلين فلاحظ استنكارها ووفهمه ، همس لها بثبات " لا يمكنك المغادرة عني مرة أخرى "

ابتسمت هي بهيام ، تلألأت عينيها كما تلألأت خواتم الخطبة في اصبعيهما



العشق ، كلمة خادعة متسمة بالجمال والنقاء .. نقاء الحب والمشاعر ، قوة الرابطة بين فؤادين .. حياة أخرى وعقد جديد مع القدر ، خدمة خمس نجوم في خطوط السعادة الجوية ، وهدية مع كل نبضة عمر جديد

لتمنح كل هذا عليك أن تستحق ، أن تنال العلامة التامة في امتحان العشق .. لذا في حكايتك لا يهم ماذا يحصل بعد أن تفوز بالعشق ، المهم ما يحصل قبل ذلك .. قبل العشق


♦ الـــــنــــهـــــــآيـــ ــــة ♦


ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-09-19, 12:55 AM   #1477

ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

? العضوٌ??? » 293147
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,532
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك max
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nooni3 مشاهدة المشاركة
الله يسلم والدتك من كل شر ويطول بعمرها ويعطيها الصحه والعافيه "اللهم آمين"
نووووورتي المنتدى بوجودك ي قمر😍😍😍😘❤❤❤
آمين يارب
الله لا يمتحن عبد بأمه
النور وجودك حبيبتي


ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-09-19, 12:56 AM   #1478

ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

? العضوٌ??? » 293147
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,532
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك max
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
الحمد لله عل السلامة شفاها الله وحفظها واعانك عل برها ولا يهمك احنا قلقنا عل غيبتك الفصل براحتك
الله يسعدك يارب
اللهم آمين ♥♥


ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-09-19, 12:57 AM   #1479

ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

? العضوٌ??? » 293147
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,532
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك max
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nooni3 مشاهدة المشاركة
معك حق والله قلقنا عليها اما الفصل براحتها متى ما نزلته عادي👍👍👍👍
والمهم الحين سلامة الوالده لانو الام ما تتعوض ابداً ابداً 💔💔💔
الله لا يقلقكم على غالي


ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-09-19, 01:06 AM   #1480

ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ

? العضوٌ??? » 293147
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,532
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond reputeღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك max
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 26 ( الأعضاء 9 والزوار 17)
‏ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ, ‏ouail, ‏ام زياد محمود, ‏nooni3, ‏باسم محمد ابراهيم, ‏amana 98, ‏modyblue+, ‏Mooza a+, ‏conan94

لكم اشتقت لتواجدكم وآرائكم
الرواية انتهت وهذا آخر لقاء
أرجو من كل قلبي أن أكون قد قدمت شيئاً يليق بكم وبذوقكم الفذ الرائع
سأشتاق حقاً لتوقعاتكم وتذمركم من الأحداث
الى اللقاء في موعد آخر ورواية أخرى ، وأسطر جديدة


ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:23 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.