مصابيح في حنايا الروح (2) سلسلة طعم البيوت *مميزة و مكتملة *

[rontii]

بمكان أخر كان هناك اتفاق ثاني على الزواج جميع أطرافه غير متوافقة إلا العروسان ...
أخر الشهر انت اكيد اتجننت ... هكذا قال مجدي بثورة قابلها مالك ببروده المعتاد وقال : ايه الجنان في كده الشقة جاهزة وبدأت فعلا أديها وش دهان والعفش بيجي في يوم وحاجة سلمى جاهزة يبقى لية التأجيل !!
قال الأخر بغضب : التأجيل لأن لا أنا ولا ماما موافقين على سفرها ده ... دي بنتها الوحيدة وأقل حاجة تشوفها مرة في الأسبوع .
قال مالك بثقة : كل خميس هنبقى هنا ونرجع القاهرة السبت بعد الضهر نقضي يوم هنا ويوم عند أهلي .
جادله : وافرض ماما تعبت واحتاجتها تكون هنا معاها .
رد بوعد يقصده بكل معانيه : في خلال 3 ساعات هتبقى قدامها وتفضل معاها لحد ما تبقى زي الفل .
قال بتهكم : 3 ساعات على أساس إنهم ربع ساعة .
قال مالك بسخرية : يا راجل دي ماما لما بتكلم رنا تقولها نفسي أشوفك وهي على بعد نص ساعة بتروحلها تاني يوم على ما تاخد الأذن منك وحضرتك تتكرم وتوافق بعد سلسلة شروط وبعد كل ده تروح بعد ساعتين .
قال بعصبية : ايوة قولتلي بقى وانت متجوز سلمى مخصوص عشان ترد كل أفعالي مع أختك .
قام مالك واقفاً وقال بحزم : وأنا لو بردها يبقى مش هاخليها تيجي هنا أصلاً زي ما كتير انت بتعمل .... لكن بقولك 3 ساعات تبقى قدامها ساعة تجهز وتلم حاجتها وساعتين طريق مطلوب مني ايه تاني !!!
جادله : مطلوب أنها تسكن هنا وانت تجيلها من الخميس للسبت وخلاص .
رد مالك باستفزاز : يبقى مين فينا المجنون دلوقتي هو أنا متجوز عشان أشوف مراتي ترانزيت ... مجدي لأخر مرة بقولها أنا مش متجوز أختك عشان اردلك اللي بتعمله في أختى أنا مش ضعيف عشان أعمل الحركات القذرة دي واظن انت عارف ده كويس ...
أنا متجوزها عشان بحبها فأرجوك بلاش تحط العقدة في المنشار وخصوصا أنها موافقة يبقى رفضك ملوش معنى .
قال بغيظ لعدم استطاعته الرفض جهراً : طالما اختارت هي حرة يا رب بس متجيش تعيط وتقولي مبهدلني .
بثقة رد مالك : وأنا أوعدك وأوعدها إني عمري ما هاخليها تندم .

[rontii]

هذه المرة اختلف الأمر إلى حداً ما بعد أن تعرف عليه بعض من سكان المنطقة وقاموا بالسلام عليه والترحيب به وما تلى ذلك برغبتهم بالتصوير معه وسؤاله على آخر أعماله غير طبعا توصياتهم الشديدة على النجم والتأكيد على جودة صوته وأخلاقه ... الغريب لم يأتي أحد على ذكر هدية وكأن أحداً لا يعلم أنها تمتلك صوتا قويا لا يختلف عن صوت هشام الذي اكتسب لقب النجم كنوع من أنواع التنبؤ له بالنجومية ... أيضاً التقى محمود الملقب بفاندام والذي قابله عدة مرات أثناء إنهاء أعمال الديكور الخاصة بفيلته التي يريد الانتقال لها رغم معارضة جدته بالبداية وموافقتها فقط عندما علمت برغبته بالزواج .
وأخيراً استطاع هشام إنقاذه وقاده لمنزله .
هشام ... احتار في تعامله معه خلال الأيام الماضية ... في الأستوديو يتعامل معه بكل طبيعية وحرفية ولكن بمجرد أن يسأله عن هدية أو عن والده يتجهم وجهه ويتحول لإنسان أخر ... هل يعقل عدم موافقته ... لا بالطبع فأي شخص مكانه سيفرح لأن ذلك يضمن له دعم من شخص له اسم كبير بالوسط الفني .
هشام ... توقف هشام فور سماعه نداء هادي والتفت له بوجه حاول أن يكون طبيعيا لكن هادي لم يعطه الفرصة وقال : حاسس إنك مضايق أو بمعني أدق مش طايقني ... ياترى ايه السبب ؟؟
مسد جبهته بحرج وقال : لا طبعا ... ايه الكلام ده يا استاذ !!!
قاطعه هادي وقال : أنا دلوقتي مش الأستاذ هادي أنا دلوقتي عريس جاي لأختك من حقك تعترض وتقول رأيك وياريت تكون صريح معايا يمكن فيه حاجة انت شايفها أنا مش شايفها .
فكر هشام بكلام هادي الذي يدل على أنه شخص محترم كما عرفه دائماً فسأله : انت ليه متجوزتش لحد دلوقتي ؟!!! يعني ما شاء الله جاهز ماديا ومفيش حاجة تمنعك ... يبقى ليه قررت دلوقتي بس تتجوز !!
تفاجأ من السؤال .. توقع أن ينقل مخاوفه لرغبته الزواج من شقيقته لكن السؤال لم يتوقعه فقال بابتسامة هادئة : يمكن لأني ملقتش اللي تخليني أقرر أتجوز .
سأل بحدة : ولقيت ده في هدية !!
قال : وايه المشكلة ليه شايف أختك أقل من إنها تخليني أغير رأيي؟؟
قال بإنفعال : هدية عمرها ما هتبقى قليلة ... على الأقل في نظري .
رد الأخر بتحدي : ولا في نظري أنا كمان وإلا مكنتش اخترتها .
قال هشام : انت عارف إنها مش شبهك لا احنا متربين في فلل ولا داخلنا مدارس أجنبي ولا متعودين على حياة النجوم ...
قال : تعرف يا هشام أنا ساكن فين ...
قال ببديهيه : فاندام قال عندك فيلا كان بيشتغل فيها .
ابتسم وقال : دي لسه جايبها قريب لكن أنا حاليا ساكن في عابدين ... أكيد تعرفها ... وسط البلد بيت عادي سبع أدوار الدور فيه 4 شقق أسانسير قديم يمكن من مية سنة ... تحتي قهوة وقدامي محل كهربائي وجدتي بتعمل قهوتها لحد النهاردة على السبرتايه ...
ممكن أكون ماديا مرتاح لكن مش من المولودين بمعلقة دهب ... اه اتعلمت في الجامعة الأمريكية ... ده لأن أمي ماتت وأنا صغير وأبويا اتجوز وسافر وجدتي اللي ربتني معندهاش غيري فحطت كل فلوسها عشان تعلمني احسن تعليم ... غير طبعا إن أبويا كان بيحاول يعوضني عن غيابه فبيبعت برضو فلوس ...
قصدي إني أقول إني شبهكوا باختلافات بسيطة ... لكن متربي على الحلال والحرام والعادات والتقاليد ... شغلي أكيد خلاني ممكن منفتح شوية لكن عمري ما عملت علاقة حرام ولا شربت خمرا ... غنيت ... رقصت ... جاملت في حدود المعقول .
قال هشام : البنات حواليك معجبين ومعندهمش مانع يعملوا أي حاجة عشان يوصلولك وهي هتغير وهتخنقك بغيرتها خصوصا إنك واخد على العزوبية ... هتتحمل ولا هتزهق بعد كام شهر وتبعد بعد ما تكسر قلبها.
رد هادي بصدق : أنا هاكون فاهم كويس إنها مش متعودة على الجو الجديد وهنصبر على بعض ... أنا عايز اتجوزها عشان أبني حياة وأسرة مش عشان أعيش يومين وازهق وبطبعي مش بحب الفشل يعني أي مشكلة هتواجهنا هاجرب مرة واتنين وخمسة لحد ما ننجح أو اتأكد إن مفيش فايدة .
وضع يده على كتفه وقال : مش عايزك تصدق كل اللي بتشوفوا بالجرايد وبالفيس ممكن قبل كده مكنتش بهتم أكدب الأخبار دي لأنه مش فارق معايا لكن دلوقتي هيفرق معايا وهاخد بالي كويس .
ثم نظر لساعته وقال : بقالنا نص ساعة وافقين هنا زمان هدية افتكرت إني غيرت رأيي ووالدك قال الراجل خلع .
ابتسم هشام براحة نسبية وصعدا متجاوران للمنزل .
بعد عدة دقائق جلس هادي أمام هدية يراقب اضطرابها بينما هي تتهرب من تفحصه لها إلى أن قال : تيتة بتسلم عليكي... وأول ما اخد الموافقة ونتفق هاجيبها المرة الجاية بإذن الله عشان تتعرف عليكوا .
ابتسمت وقالت بعدم تصديق وقلة ثقة : بجد ... سلم عليها كتير ... هي موافقة ... اقصد يعني أنا عجبتها ... اممم يعني شايفة إني مناسبة ليك .
فقال مؤكداً : من أول ما شافتك وقبل حتى ما أعرف إني بحبك قالتلي البنت دي ممتازة مش زي البنات بتوع اليومين دول وكل يوم تسألني عنك ولما قولتلها كانت هتطير من الفرح .
أشرق وجهها وقالت : أنا كمان حبيتها أوي .
غمزها وقال : حبتيها هي بس طيب ابن بنتها ملوش نصيب في الحب ده .
احمر وجهها خجلا وعضت على شفتيها السفلية ببراءة وقالت : بلاش الكلام ده بقى .
قال بجدية : خلينا نتكلم جد ... انتِ موافقة عليا عشان بتحبيني فعلا ولا عشان هاساعدك تغني وتوصلي لحلم حياتك ؟
قالت بعتاب : أخس عليك ليه شايف إني بتاعة مصلحتي للدرجة دي !!
قال بعتاب مماثل : ما ده كان رأيك انتِ ووالدك فيا برضو .
قالت بخجل : يمكن بس من الصدمة تفكيرنا اتلخبط شوية .
قال بغرور مصطنع : طبعا عريس لقطة مفيش مني اتنين وضحك تلك الضحكة التي تجعلها تضيع لتفتح فمها وتحدق به وهي تتخيل أنه لها ... حبيبها ... وزوجها .
لاحظ نظرتها المدققة فقال وهو يطير فرحا يكاد يلمس السحاب : واضح إني مش أنا لوحدي اللي معجب وطالب القرب يا هدهد .
احمر وجهها خجلا وقبل أن ترد كان والدها وهاني وهشام يقطعوا عليهما الجلسة ...
قال والدها : أومال جدتك مجتش ليه معاك ؟!!
برر هادي : هي صحتها تعبانة وخروجها قليل بس بإذن الله هتيجي المرة الجاية بعد ما نتفق على كل حاجة ... ثم انتبه أنه لم يخبر هدية فقال : بعد إذنك يا عمي كان فيه حاجة أحب أوضحها يمكن كانت من أهم أسباب إني متجوزتش لحد دلوقتي ... أنا مليش غير جدتي ... وهي كمان ملهاش غيري ... يعني بعد الجواز بإذن الله هي هتعيش معانا ... أنا قدرت أقنعها إننا نعزل لمكان أوسع وأهدى والحمد لله وافقت لما عرفت إني قررت أتجوز ... ثم نظر لهدية وقال : أنا عارف إن أي بنت بتبقى عايزة خصوصية بس زي ما وضحت دي ظروفي عشان مبقاش خدعتكو من الأول .
ردت سريعا بدون انتباه : وهي دي محتاجة كلام طبعا ده بيتها قبل ما يكون بيتك أو بيتي وبعدين أنا حبيتها أوي من أول ما شو...
قطع كلامها سريعا حتى لا يفهم أحد أنها زارته بمنزله حتى لو كان بوجود جدته بالتأكيد ستحدث مشكلة كبيرة فقال : أكيد حبيتها من كلامي عنها ومن قبل ما تشوفيها طبعا ... هي فعلا تتحب .
احمر وجهها بارتباك وهي تدرك مدى حماقتها وتنفست الصعداء عندما لم ينتبه أحد لزلة لسانها .
فقال والدها بعد أن فهم من ردها الموافقة : واضح إنك اخدت الموافقة ... بس حاجة عايز أوضحها عشان نبقى على نور ... بإذن الله بنتي هتتجوزك بس هتفضل بنتي ... يعني يوم ما الاقيها بتغلط هاجي أدبها حتى لو الغلط ده عاجبك .
ضيق ما بين حاجبيه وقال بتحفز : تقصد ايه يا عمي ... إني هاشوف مراتي بتغلط ومش هاعترض .
قال والدها يشرح بهدوء : شوف يا ابني انت ملحن كبير وليك اسمك بتحضر حفلات والشهرة حواليك وهي كمان أكيد هتكون معاك في أي مكان وهنا المشكلة ... الشهرة بتغيير الناس وتجننهم تخليهم يتنازلوا على اللي اتربوا عليه يشوفوا الحرام مجرد غلط والفرق كبير والغلطة بعدها تتشاف تحضر وحرية ومواكبة للعصر وهنا أنا مش هأقف ساكت ... لما الأقي بنتي بتغلط بحجة إن كل اللي حواليها كده هاجي أربيها من أول وجديد حتى لو انت موافق .
ثم نظر لهشام وقال : والكلام ليك يا نجم النجوم أوعى تفتكر لما تتشهر وتبقى مغني مشهور إني مش هاقف ليك لو حصل منك حاجة تغضب ربنا ... لا يا حبيبي أنا هتحاسب على تربيتى ليكو حتى وكل واحد منكو فاتح بيت ليا حق عليكوا طول ما أنا عايش ... سامعين .
قامت هدية من مكانها واقتربت تقبل يد والدها بحب وقالت : ربنا يبارك في صحتك وميحرمناش منك أبداً يا بابا .
لم يستطيع هادي النقاش والجدال وهو يرى صورة أب يخاف على أبناءه ويقومهم حتى بعد أن أصبح كل منهم مسؤول عن نفسه ... صورة لم يراها من قبل وقد حرم من وجود الأب والأم بحياته في عمر صغير وللحظة تمنى أن يفعل كما فعلت هدية فبالرغم من مقابلاته القليلة مع والدها إلا أنه ترك داخله أثر عظيم وحب كبير .
دخلت أمها وهي تحمل أكواب العصير وتقول بسعادة : الف مبروك يا ولاد عقبال ما نشوف ولادكو يا رب ... مش نقرى الفاتحة بقى يا حاج ونتفق .
قال هادي بابتسامة واسعة : ايوه هو ده الكلام يا طنط وبإذن الله الزيارة الجاية هتكون معايا جدتي عشان تتعرف عليكوا .

[rontii]

باليوم التالي وبعد انتقال الأخبار كانت زينة ووالدتها تبارك لهدية وأمها ،
وقف خلف والدته المنهمكة بكلامها مع خالته تستفيض في شرح تفاصيل خطبة أخته التي سوف تتم أخر الشهر بأحد أكبر فنادق القاهرة ويومها سيتم عقد القران وبعدها بعدة أسابيع يتم الزواج بمجرد انتهاء هادي من تجهيز فيلته .
غمز لزينه حتى تلحقه بدون أن ينتبه أحد فابتسمت وقامت بهدوء وكل من أمها وخالتها منشغلتان بحوارهما العميق ليجذبها سريعا ويدخل غرفته ويغلق الباب .
ابتسمت وقالت وهي توبخه : عيب كده يا هشام افتح الباب ... أمي لو خدت بالها هتبهدلنا .
حاصرها بجسده وخلفها الباب : تبهدل براحتها ما أنا كده أو كده متبهدل .
رفعت حاجب وقالت وهي تدفعه للخلف : عايز ايه يا نجم !!
قال وهو يقترب مرة أخرى : عايز تصبيرة ... بوسة ... حضن ... أي حاجة يا زوزو .
ضحكت بسخرية وقالت : ليه إن شاء الله كتبت كتابك عليا وأنا معرفش .
فقال بثقة : يا بت انتِ مراتي وبعدين كلها شهور ونتجوز .
دفعته وجلست براحة على أحد المقاعد الخشبية بالغرفة : مرة انتِ حبيبتي ومرة يا بت انتِ مراتي ... بدأت أشك في نوياك يا هشام .
ضحك بصوت عالي وقال : انتِ لو تعرفي ناوي على ايه هتروحي بنفسك تجيبي المأذون قبل ما اتهور .
احمر وجهها خجلا وقالت وهي تقوم : أخلاقك باظت وبقى تفكيرك شمال .
ضحك مرة أخرى وقال : أعمل ايه شوفي بقالنا قد ايه مخطوبين خلاص تعبت يا زوزو عايز اتجوز بقى .
وضعت يدها بخصرها وقالت : وايه اللي معطلك كلم أبويا وخلينا ننجز .
قال : وايه اللي اتغير لا معايا فلوس ولا جبت شقة ولا معايا تمن عفش .
قالت : ايوه بس حطيت رجلك على أول السلم يعني مسألة وقت والأغنية بتاعتك مع أصالة هتجيب فلوس وبعدها الدنيا هتبدأ تظبط .
قال لها بوعد : أول ما اقبض أي فلوس أول حاجة هاعملها هاروح أدور على شقة إيجار لحد ما اعرف اجيبلك التمليك يا حبي .
رفعت يدها وقالت : يا رب يا هشام يا رب .
اقتحمت هدية الحجرة بدون أن تطرق الباب وقالت بغضب مدعي : بتعمل ايه يا هشام !!! بتغرر ببنت خالتي ... أروح أقول لخالتي اللي فاكرة بنتها معايا وبتقولي ناديها خلينا نلحق نروح .
اقترب هشام بتهديد وهو يقبض على ياقة قميصها ويقول : قلنا مية مرة تخبطي قبل ما تدخلي مش داخلة سبيل هو .
قالت باستفزاز : الكلام ده لو لوحدك يا نجم لكن بنت خالتي معاك ... هتكونوا يتعملوا ايه يعني !!
اقتربت زينة منهما وخلصت هدية من قبضة هشام وقالت وهي تضحك : خلاص أجلوا خناق لما امشي عشان ماما متقلبش علينا كلنا وأنا اللي هتنفخ فيها .
نظرت له هدية بغرور مصطنع وقالت : هاقول لهادي عليك إنك بتعاملني وحش وأخليه يروقك .
رفع يده سريعا يمثل الرعب وقال : لا كله إلا زعل استاذنا ... ثم رفع صوته وقال باستنكار : انتِ هتنسي نفسك يا هدهد ولا ايه قال هادي قال وأنا يهمني يا حاجة !!!
تراقصت أمامه وهي ترفع الهاتف : كله متسجل يا نجم وفي أي وقت مزاجي يجيلي ممكن أسمع الاستاذ وشوف بقى هتعمل ايه ... ثم أخرجت لسانها وخرجت تجري أسرع من طائرة نفاثة خوفاً من إمساك هشام بها بينما زينة تضحك وهي تمسك ذراعه وتقول : والله انتو مشكلة الواحد كأنه في مستشفى المجانين .
يالا يا زينة اتأخرنا يا بنتي ... تعالى صوت والدتها لتودعه سريعا وتخرج لأمها بينما هشام يفكر في مقلب يرد به على ما فعلته به هدية .

[rontii]

تجلس بمكتبها وتضع أمامها ورقة وقلم وتنظر لشاشة هاتفها بتركيز شديد .
اليوم لم تهتم بساعة الراحة لإنهاء رسم الفستان الذي تريد تفصيله ... فأمامها عدة مناسبات أهمها خطوبة أخيها لكن خطبة هدية يجب أن يكون لها تحضيرات أخرى فالمكان مختلف ونوعيه المدعوين أيضا مختلفة ... تريد الظهور بمظهر لائق لعل وعسى يكتشفها أي مخرج أو منتج ... ضحكت وهي تقول بصوت مرتفع نسبيا : ايوه بقى حد يشوفني في فرحها ويكتشف موهبتي اللي ملهاش وجود أصلا و اتشهر واعوم على وش الفتة .
قاطعها صوته وهو يقول : طالما نفسك في الفتة منزلتيش تاكلي ليه في الكافتريا لحد ما تروحي بيتكو .
شهقت بعنف ثم قالت : مفيش أمل منك ... فيه حد يدخل هجم كده خبط اتنحنح قول أي حاجة بدل الرعب ده .
ابتسم بسماجة وهو ينظر لملامح وجهها التي توردت بفعل خوفها ليكتشف أنه أدمن ملامحها ... أدمن كلامه معها ... أدمن ضحكتها التي يبغضها ويعشقها بنفس الوقت .
اقترب وجلس أمامها على المكتب وقال بعتاب لامسها : منزلتيش ليه ... مبقتش أعرف أكل لوحدي .
تورد وجهها أكثر وأكثر فأصبحت شهية للغاية ... يبدو أن ابتعاده عن النساء بالفترة السابقة أثر على أفكاره وكونه لا يتعامل سوى معها جعله أكثر تأثراً بها ... نعم ... صحيح ... هذا هو التفسير الصحيح .
أما هي فكانت ... لا تعلم ... داخلها سعيد بحضوره ... يتراقص قلبها فرحاً باهتمامه ... يشتعل وجهها خجلا من كلماته .
وكل هذا يعود لعسلية التي لفتت نظرها له... نعم فمنذ هذا اليوم لم تستطيع أن تنظر له مرة أخرى كأشرف الكئيب .. السمج .. معدوم الذوق ... بل أصبحت تنظر له بزاوية أخرى ... لا بل عدة زوايا ... زاوية إنسانية وما حدث له لتتعاطف معه ... زاوية عاطفية وهي تتأمل تفاصيله بل وتعجب بها ... زاوية خيالية وهي تفكر إذا حدث ... إذا ... إذا حدث وأحبته وأحبها .
نظر حوله هروبا من نظراته لها ليجد ورقة أمامها خطفها سريعا وأطلق صفارة عالية وقال : ايه الفستان الجامد ده !!! حلو أوي .
قالت بسعادة مصحوبة بخجل أصبح رفيقها بكل حواراتها معه : بجد حلو !!! أنا اللي رسماه ... عايزة أفصله عشان خطوبة حازم وكمان خطوبة هدية ... وكمان فيه فرح الدكتور مدحت وتهاني ... فقلت أعمل حاجة جديدة يعني .
نظر له وقال : انتِ اللي رسماه !!! خطوطك خطوط فنان يا عاليا ... الفري هاند ( الرسم الحر) بتاعك رائع بجد ... ولو ده تصميمك يبقى كان مفروض تدخلي فنون جميلة أو تطبيقية وتنمى موهبتك !!
نظرت له بسعادة وانبهار برأيه بها وهو يتكلم بمنتهى الجدية وقالت : مكنتش وقتها عارفة إنه بعرف أرسم وأفكر في تصميمات للهدوم ... ثم ابتسمت وقالت : أومال لو شفت اللي عندي بالبيت هتقول ايه عندي اسكتشات كتير أوي كلها أفكار لفساتين سواريه وفيه منها كاجوال وفورمال كمان .
نظر لها بإعجاب حقيقي وقال بجدية : ممكن أشوفهم ... هو أنا مش اهتماماتي أوي تصميم الازياء لكن عجبني طريقتك بالرسم والضل والتنقيط بالرصاص .
ثم أضاف بغرور بقصد مناغشتها : ومين عارف يمكن بعلاقاتي الجبارة أخلي حد يكتشفك وتعومي على وش الفتة .
ضحكت وقد فهمت من أنه سمع كلامها قبل دخوله وقالت : بكرة أجيب لك جزء ولما تخلصه أجيب الباقي .
نظر في ساعته يتساءل داخله هل هكذا انتهى الحوار بينهما ... هل من المفترض أن يتركها تكمل ما تفعله ... ومنذ متى وهو يتقيد بما يجب وما هو مفروض نظر حوله يفكر بأي حوار فقال : واضح إن السوق الفترة الجاية أفراحه كتير ... حتى مالك بإذن الله هيتجوز قريب .
ابتسمت بسعادة وقالت : بجد ما شاء الله ربنا يوفقه كده يبقى 3 جوزات وخطوبة .
قال : واضح إن مش فاضل إلا أنا وانتِ في السوق لسه متجوزوش .
ضحكت بتوتر وقالت : لا مش للدرجة دي يعني ... فيه غيرنا كتير بس بمكن سنهم أصغر من سننا شوية .
قال بغباء : اه بس احنا اللي علينا الدور .
لم تفهم المغزى من كلامه فقالت : الحاجات دي مفيهاش دور فيها نصيب ... واحنا نصيبنا لسه مجاش .
أومأ موافقا وتساءل بداخله لكنه قاله بصوت عالي : تفتكري ايه ممكن يخليني أفكر أغامر واتجوز تاني .
قالت ببديهيه كأنها فكرت بالسؤال من قبل : الثقة ... إنك تلاقي واحدة تثق فيها ... واحدة واثقة فيك ولما تعرف ظروفك ميكنش عندها شك فيك ولو 1% .
نظر بعمق في عينيها وقال : تفتكري ممكن الاقيها !!
قالت بصدق وهى اسيرة نظراته : أي واحدة بتفهم وتعرفك كويس هتسلمك حياتها وهي مغمضة .
ابتسم براحة وألقى جملة جعلتها في حالة تشتت وتركها ورحل : وأنا بحب فيكي إنك بتفهمي يا عاليا .
تركها ترتجف سعادة لا تفهم سببها ... تحاول فهم معني كلامه لكنها وللأسف لم تستطع أو أنها ببساطة تخاف أن تفسرها كما تتمنى ويكون الأمر غير ما تتمنى .

[rontii]

زيارة أخرى إلى ابتسام كي تطمئن نعمة عليها وعلى معاملة فاندام لها وأصرت على وفاء الحضور معها فهي تثق برأيها وتعلم أن ابتسام تستمع لنصائحها وبنفس الوقت تستغل الزيارة في الترتيب لخطوبة كل من تهاني وكريمة .
جلست أمام ابتسام وهي تضع أمامها صينية كبيرة مليئة بكل أنوع الطعام الموجودة بالمنزل وقالت لها بلهجة أمرة : يالا يا عسلية مش هامشي إلا ما تخلصي الأكل ده .
قالت ابتسام بتهكم : يبقى شكلك هتفضلي هنا ليوم الولادة يا نعنع .
ضحكت وفاء وقالت : لازم تتغذي كويس وخصوصا الدكتور قال إنك ضعيفة ... انتِ مسؤولة عن روح دلوقتي يعني لو أهملتي وادلعتي حسابك عند ربنا .
تخصرت نعمة وقالت : أهو أنا عارفة هتطلع عيني قلت محدش غيرك هتسمع كلامه ... يالا يا عسلية عايزة ابن فاندام يطلع مسلوع زيك تبقى عيبة في حق الراجل والله .
ضحكت عسلية وهي تتناول طبق السلطة وتأكل منه قائلة : لا كله إلا زعل حودة ... بصي أنا هاحاول أكل المفيد السلطة وطبق الفاكهة والباقي أخليه كمان شوية .
قالت وفاء : ايوه صح متاكليش كله مرة واحدة عشان لسه معدتك حساسة كلي حبة حبة .
سألتها نعمة : ها طمنيني حودة أخباره ايه معاكي ؟!!!
ابتسمت بحب وهي تتذكر تصرفاته معها بالأونة الأخيرة واهتمامه بها وأصراره على الذهاب معها عند زيارة الطبيبة والأهم إصراره على التواجد معها إذا علم بزيارة أمها أو أخيها وزوجته ... كأنه شعر بتأثيرهم السلبي عليها فقرر إنهاء الأمر بطريقته الخاصة ... نظرت لنعمة وقالت : الحمد لله من يوم ما سمع كلام أمي والبومة مرات أخويا وهو فهم سبب غبائي وبنحاول ننسى ونركز في اللي جاي .
قبلتها نعمة بفرح وقالت : ربنا يسعدكوا يا رب و يهديكو لبعض .
قالت بلهفة : امين يارب ... ثم قالت : شوفتوا البت تهاني والله فرحتلها فرحة ولا كأنها اختي ... بت غلبانة زينا بس أمها ودماغها الشمال جوزتها جوازه هم ... بس الحمد لله ربنا عوض صبرها خير .
قالت وفاء باقتناع : كل شيء وله أوان يمكن حصل كده عشان تعرف قيمة نفسها ومتقللش من ثقتها بنفسها تاني .
قالت نعمة : اه والله هي تستاهل الخير كله والدكتور مدحت شهادة لله ما سمعنا عنه إلا كل خير .
ثم شهقت فجأة وقالت : شوفتوا هدية بنت المحظوظة طلع الراجل اللي بينور في الضلمة وزي القشطة ده معجب ولهان وطلب القرب كمان .
ضحكت عسلية عاليا وقالت : فين أبو السلاطين يسمعك يا نعمة هيعمل منك بطاطس محمرة بتتغزلي في راجل تاني وكمان شايفة هدية محظوظة .
تلون وجهها وقالت بعصبية : يوه وأنا كنت حبيته يعني ده زي نجوم السما نبص عليه من بعيد لكن وقت الجواز والجد منبصش إلا لرجالتنا المجدع اللي من توبنا وإلا نقع على رقبتنا تكسر .
قالت وفاء : قصدك إنه مش من توب هدية وإن قلبها هيتكسر .
قالت بتفكير : هدية متعلمة تعليم كويس وأهلها موظفين مش على باب الله زيي كده لكن برضو فيه فرق بينهم يا ست وفاء ... أنا فرحانة ليها لكن برضو خايفة عليها ... خايفة يبقى عايز يعيش له يومين مع حد مختلف عن اللي اتعود عليه .
قالت وفاء بجدية : والله كلامك مش غلط يا نعمة بس دي صعبة تتعرف ... فيه رجالة متعرفيش أولها من أخرها ومش بيبانوا على حقيقتهم إلا بعد الجواز .
قالت ابتسام : طيب ما فيه فرق بين تهاني ومدحت !!!
قالت نعمة بإدراك : مفهمتنيش يا عسلية ... الدكتور ابن سوق الخضار متربي وسطنا اه ربنا كرمه وبقى دكتور قد الدنيا وعنده عيادة لكن أصله السوق ...
زي أنا وسلطان أنا مش مكملة تعليم وعلى قد حالي لكن هو متعلم وعنده بدل المحل اتنين وتلاتة لكن لما جه يتجوز أخد اللي من توبه .
قالت وفاء بتفهم : بصي يا نعمة كلامك مش غلط لكن لو الموضوع فرق مستويات دي مش مشكلة خصوصاً لو هو اعلى منها ... الراجل دايماً يحب يكون أحسن من الست في التعليم والفلوس والشغل وكله ولو هي متفوقة عليه بحاجة بيكون عنده عقدة نقص ويقلب حياتها جحيم عشان كده لازم الست لما تختار تختار الأحسن مش الأقل لكن الراجل يختار اللي زيه أو أقل منه عشان يحس إنه مالي مركزه في عينها ... فهماني .
أومأت موافقة وقالت : على العموم الاختيار بالآخر لهدية و شكلها بتحبه ندعيلها كلنا ربنا يسعدها ويهديه ليها يارب .
امين يارب ... وبهذه الدعوة والتأمين عليها تم إنهاء الجلسة مع وعد بلقاء قريب .

انتهى
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

[rontii]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 43 ( الأعضاء 27 والزوار 16)
‏rontii, ‏هديرخلف علي, ‏Shimaa12312, ‏فتاة طيبة, ‏نهى حمزه, ‏الامل شمس+, ‏samah 02, ‏احلام العمر, ‏ahmedman2010, ‏thetwin, ‏Fairtulip, ‏basama, ‏Noor Alzahraa, ‏لولا عصام, ‏ارض اللبان, ‏سولكينغ, ‏amana 98, ‏Asmaa mossad, ‏الطبيبة س, ‏اشراقه حسين, ‏zezo1423, ‏همس البدر, ‏Aya youo, ‏دندراوي, ‏Esraaahmed, ‏Ebtesam98

[الامل شمس]

تسجيييييل حضوووووووووووووووووووووور

[rontii]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 45 ( الأعضاء 24 والزوار 21)
‏rontii, ‏ahmedman2010, ‏دندراوي, ‏Shimaa12312, ‏زهرة الغردينيا, ‏samam1, ‏موضى و راكان, ‏Fairtulip, ‏لولا عصام, ‏ام البنات1989, ‏الامل شمس+, ‏امل حياتي3, ‏فتاة طيبة, ‏samah 02, ‏احلام العمر, ‏thetwin, ‏basama, ‏Noor Alzahraa, ‏ارض اللبان, ‏سولكينغ, ‏amana 98, ‏Asmaa mossad, ‏الطبيبة س

[زهرة الغردينيا]

افراح كثيرة بإنتظار اهل السوق....
خطبة كريمة وحازم
خطبة هدية وهادي
وخطبة مدحت و تهانى
وبقيت عاليا ....اعتقد ان اشرف سوف يطلبها. للزواج
قريبا
تسلم ايدك على الفصل الممتع ❤❤❤

[رنا رسلان]

#شغل الحموات اللي ابتدا 😂 ومدحت يعيني عليه واقع بينهم عايزين يخربوا عليه الجوازة
#والدته غيرانه وخايفه من ان ابنها يبعد عنها بس تصرفاتها غلط مفروض تقرب من تهاني وهي هتكون زي بنتها
#مجدي اللي واقف لمالك علي الوحدة عشان يأجل الزواج وحجته والدته يعني مفروض هو ابنها كمان يعتني بيها مش كل حاجه اخته
#هشام بعد كلامه مع هادي بصراحه حس براحه وقل خوفه علي هديه منه
#اشرف اللي نواي يتجوز عاليا بس للاسف مش فهمت كلامه
#اخيرا حودة رضي عن ابتسام
الفصل رائع تسلمي حبيبتي ❤