16-06-19, 10:40 PM | #455 | ||||||||
مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 16 ( الأعضاء 11 والزوار 5) rontii, Fairtulip, ghdzo, sarah anter, suad-otb, زهرة الحنى, ام رمانة, mayna123+, thetwin, ام عبودي33 انا من وقت ما بدات كتابة عمري ما كنت بقول قين الحضور او التعليقات مكنش الحضور كبير بس كان مرضي ليا الحمد لله سوق الغرام كان الحضور بيوصل ل100 هو مش رقم كبير بس بالنسبة ليا كنت شيفاه عدد كبير جداااا و بكون طايرة من الفرح الرواية دي من وقت ما بدأت و بيحصلي ظروف سيئة جدا و برغم كدة التزمت و اعتذاري بيكون في اضيق الحدود التنزيل بيتم بالدقيقة مش بتاخر و اوقات بنزل قبل المعاد بصراحة مش عارفة فين المشكلة عشان الحضور يكون انا و اصحابي اللي غالبا بيقروا مجاملة ليا و مع ذلك هالتزم بالتنزيل و بمعادي المعتاد و برغم قلة العدد لكن شرف ليا متابعتهم جاري تنزبل الفصل | ||||||||
16-06-19, 10:41 PM | #456 | ||||||||
مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء
| الفصل السابع بعد عدة ايام كانت هدية تقف جوار هادي مبهورة مثل كل مرة تدخل بها غرفة التسجيل . تنظر حولها بسعادة تتمنى ان يأتي اليوم الذي تسجل به اولى البوماتها ... خلال الفترة السابقة حضرت عدة مرات و كان معها بنفسه يتولى تدريبها و لأنها تأتي بميعاد مبكر فنادرا ما يتواجد أحد إلا عامل البوفيه و افراد الأمن و هادي الذي ينتظر خصيصا من أجلها . مشاعر البهجة لاهتمامه الخاص بها تستولي عليها و قربه منها يربكها للغاية لكنها مستمتعة بهذا التقارب و هذا الاهتمام . فرقع اصبعيه امام عينيها و قال : ايه ياهدهد اصحي كده و ركزي معايا . نظرت له لتبتسم بإشراق وهي تتحرك بشقاوة و تقول ببساطة : كنت بحلم يا استاذ ... بحلم اني بسجل اول شريط و كله من الحان الملحن الكبير هادي الشريف ... أصلا مش هقدر اتعامل إلا معاك . ضحكت و قالت : حتي بعد ما اتشهر و الكل عايز يلحن ليا هاقولهم لاااا مفيش غير الاستاذ . ضحك ببهحة خالصة لا يشعر بها الا و هي معه على كلماتها البسيطة وتصرفاتها الغير مفتعلة . قال بعد ان هدأت ضحكاته : ايه التواضع ده معقول هترضي اني انا اللي الحن اغانيكي ... مش مصدق نفسي !!! ضحكت وقالت بغرور مصطنع : طبعا يا استاذ انت مش عارف قيمة نفسك ولا ايه !! ابتسم و قال : طب يالا يا فنانة عشان نشتغل . قالت و هي ترسم ملامح جدية مصطنعة : يالا يا استاذ عشان ورايا مواعيد مهمة. ابتسم يتأمل ملامحها السعيدة و يفكر لماذا لا يتشارك معها ببعض الجنون ... او لنقل الحرية فقال بدون تفكير : ايه رأيك النهاردة نخليه يوم لينا ... ننسى التمارين شوية و نغني اي حاجة و كل حاجة تخطر على بالنا. نظرت له بتفاجئ ما لبث ان تحول لنظرة مؤيدة لتقول بسعادة اول ما خطر ببالها . منتش قد الحب يا قلبي ولا قد حكايته ليه عايزني من دلوقتي احكيلك رواياته مش كل كتاب يا قلبي بالحب يتقرا وقولتك ميت مرة... انا قولتلك ميت مرة انا لسه... انا لسه... انا لسه صغيرة اما انت عليك يا قلبي شوية اسئلة وكل سؤال بيخلق بالفكر مشكلة عبلة وعنتر عملوم ايه علشان يقسى الحب عليهم وحبيب ليلى اتجنن ليه وليه الدنيا غدرت بيهم هو احنا قدهم ولا احنا زيهم مش كل كتاب يقلبي بالحب يتقرا وقولتلك ميت مرة... انا قولتلك ميت مرة انا لسه... انا لسه... انا لسه صغيرة بكرا يا قلبي تكبر والحب هتفهمه من غير كلام عينيه هتشوفها بترسمو وهتبتدي الحكاية من كلمة صغننة حكاية جديدة خالص من تأليفي انا يكتبها الشوق بليلة ونقراها بميت سنة لكن الي بتسأل عنهم علشان تتعلم منهم هو احنا قدهم ولا احنا زيهم مش كل كتاب يا قلبي بالحب يتقرا. وهكذا توالت الأغاني وتوالت اللحظات الفريدة التي تجمعهم وهو لأول مرة منذ عدة سنوات يشعر بأنه سعيد من قلبه بدون تصنع أو تمثيل فرض عليه لوجوده تحت دائرة الضوء . بالدقائق السابقة شعر أنه هادي ... الشاب الطموح ... مهندس الصوت ... خريج الجامعة الامريكية ... شعر أنه هذا الفتى الذي لا يحمل هم لشكله الاجتماعي أو قلق لشهرته الواسعة . مجرد شاب يفعل ما يريده بأي وقت بدون الخوف من مظهره الاجتماعي أو القلق من انطلاق اشاعة جديدة تطلق عليه كل عدة ايام . وكل هذا بسببها ... بسبب بساطتها وانطلاقها... بسبب أنها تتعامل معه على أنه شخص عادي مثله مثلها بدون تملق أو تزلف له ... لهذا ينطلق معها يتكلم بحرية... يتصرف بطبيعية . أخرجه من أفكاره صوت هاتفه بنغمة مخصصة فالتقطه سريعا غير مدرك لأنه كان يحدق بها بطريقة جعلت نبضات قلبها تتعالى حتى سمعها سكان المجرة ... جعلت وجهها القمحى يتحول للأحمر القاني ... جعلت افكارها تشطح لأماكن خطره ... بل في منتهى الخطورة ونست أو تناست أنها لا زالت صغيرة على الحب . لم تكن تستمع لما يقول إلا أن كلمة واحدة جعلتها تلمس الأرض مرة اخرى بعد أن كادت تلمس السحاب . يتلاعب هادي بالقلم في يده و قال : حاضر يا حبيبتي هاجيبلك اللي إنتِ عيزاه و مش هتأخر عليكي ... ضحكة عالية و قال : ايه الطمع ده يا سمسمة و لما اسهر معاكي مين يجي الاستديو و يشوف الشغل بدالي . لحظات من الصمت و قال : عيوني هأجل اي شغل النهاردة عشانك ... كفاية ان النهاردة عيد ميلاد القمر بتاعي . و هكذا انهى المكالمة ببساطة غير مدرك لأخرى كانت و رغما عنها تركت لمشاعرها العنان لتكتشف انها تسرعت و أخطأت لتعتذر بعدة كلمات مبهمة تحت نظراته المتعجبة من انقلاب حالها . | ||||||||
16-06-19, 10:42 PM | #457 | ||||||||
مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء
| اليوم التالي اثناء نزولها الدرج وجدت أشرف امامها بوجهه المتجهم و طباعه النزقة شعرت انه يصارع لقول شئ ما و لم يتأخر فسمعته يقول : صباح الخير يا انسة عاليا .. امبارح نسيت اشكرك لتعبك معايا و انا عند الاستاذ مجاهد . ابتسمت تلك الابتسامة المستفزة له و قالت : مفيش تعب و لا حاجة الجيران لبعضها و بعدين استاذ مجاهد يطلب واحنا ننفذ . أومأ مصدقا على كلامها و قال : فعلا إنسان محترم يستحق إننا نعمله أي حاجة يطلبها . تسألت ببساطة : والبشمهندس مالك اخباره ايه ... مبسوط في شغله ؟ عاد لفظاظته قائلا : و انتِ بتسألي عنه ليه !!! نظرت له بغضب وهمت بقول رد لاذع إلا انه سبقها قائلا بتراجع : اقصد ... اللي اعرفه انك مشفتهوش غير مرة فاستغربت بس سؤالك عنه. رفعت كتفها و قالت ببرود : النبي وصى على سابع جار واحنا هنا متعودين نسأل على بعض من غير اسباب . أومأ و قال بنبرة صادقة : عشان كده اخترت المكان ده ... يمكن مجتش هنا غير مرتين قبل ما اقرر بس من أول ما حطيت رجلي في السوق حسيت بان الكل هنا عيلة كبيرة اتمنيت اكون منها . قالت بتشجيع : وانت فعلا بقيت مننا طالما بقيت وسطنا و معرفة الاستاذ مجاهد يبقى اكيد الكل واثق فيك وفي اخلاقك . كلمة بسيطة جعلته يشعر بالحزن بوجع القلب فهو هنا منذ أيام قليلة لم يتكلم إلا مع عدد محدود منهم ... لكن مجرد معرفته بمجاهد جعل الكل يثق به ثقة عمياء ثقة لم يستطيع الحصول عليها من زوجة عاشت معه وعلمت كل تفاصيله ... من اخ و اخت تربى معهما منذ الصغر . هنا قدم له الجميع الدعم والثقة اللامشروطة برغم معرفة عدد منهم قضيته لكنهم وثقوا ببراءته لمجرد كلمة قالها مجاهد ... بينما من هم دمه و لحمه لفظوه بدون حتى السؤال أو التأكد . قالت بتردد وهي ترى ملامحه المعذبة وكأنها ... وكأنها جرحته بكلامها الذي كان بقصد المديح فيه : انا قلت حاجة ضايقتك ... انا مكنش قصدي أضايقك . نفى سريعا : لا طبعا بالعكس كلامك شرف ليا واتمنى اكون قد الثقة دي . قالت محاولة تغيير الموضوع : صحيح مفيش عندك حاجة في البيت عايزة تتصلح ... اقصد شغل كهربا يعني ... حازم موجود وكهربائي شاطر ... منها يخرج شوية ومنها تتعرفوا على بعض . فهم حاجتها لمساعدة أخيها فبرغم عدم الحديث معه إلا مرة واحدة لكنه رأه أكثر من مرة بالشارع و شعر بشحنات التوتر و القلق المنبعثة منه تجاه كل من حوله . قال بخشونته المعتادة : اه فيه كام فيشة بيلمسوا وبيطلع عيني على ما الشاحن يرضى يشتغل ويشحن ... كل الفيش مقاسها مش مظبوط . قالت بإشراق مغيظ : حلو انا هابلغه واخليه يجيلك بأقرب وقت . نظرت بساعتها وقالت ببساطة : الحق بقى امشي عشان معاد الشغل . لتختفي من امامه تاركة إياه مغتاظ منها و حقا لا يعلم السبب هل بساطتها ام تفاؤلها الزائد عن الحد ام تعاملها معه بطبيعية كأنه لم يكن بأحد الأيام مسجون الكل يبتعد عنه بمجرد معرفة هذه الحقيقة ... ام لإشراقها و تفاؤلها الذي لا يعلم له سبب . | ||||||||
16-06-19, 10:43 PM | #458 | ||||||||
مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء
| مساءا يقف حازم أمام الباب بتردد ... يرغب بالعودة لكنه وعد والدته ان يحاول التفاعل مع من حوله وجيرانه الجدد من نفس عمره وايضا ظروفهم مناسبة من وجهة نظرها فكل منهما عازب و يسكن مع الآخر بدون أسرة فلا يوجد حرج من زيارة حازم لهما بأي وقت ... غير أن عاليا ابلغته لحاجة أشرف لبعض الإصلاحات بالكهرباء عنده . رفع يده يدق الجرس أخيرا بعد تردد دام عدة دقائق وأخيرا انفتح الباب ليظهر امامه مالك ببشاشته وبساطته وقال : اهلا يا أستاذ حازم اتفضل . رفع يده يرد التحية وقال ببعض التوتر : اهلا يا بشمهندس انا قلت اسلم عليكو و اسأل لو محتاجين حاجة ... عاليا قالتلي ان البشمهندس أشرف محتاج كهربائي يصلح حبة حاجات . تعجب مالك فهو وأشرف بارعين في تصليح أي عطل كهربائي لكن أكد لنفسه أن أشرف عنده تفسير ما . أفسح له المجال وقال : أه اتفضل اعملك الشاي على ما أشرف يخلص صلاة . جلس على مضض يريد إنهاء هذه الزيارة الثقيلة على قلبه . زاد توتره لدخول أشرف بنظراته الحادة وتعابير وجهه النزقة ... سمعه يقول : نورتنا يا استاذ حازم ... معلش ازعجتك بس قلت استفيد من جيرتنا و اطلب مساعدتك . أومأ حازم وقال على مضض : لا ولا يهمك ... النبي وصى على سابع جار . قال أشرف بعفوية : اعذرني أنا من وقت ما خرجت من السجن مبقتش بعرف أثق بالناس بسرعة لكن الاستاذ مجاهد مش بيتكلم غير عنك أنت والأنسة عاليا إلا بكل خير . ارتد وجه حازم بصدمة وقال بعدم تصديق : أنت كنت في السجن !!! اقصد يعني مهندس قد الدنيا و شكلك بيقول إنك إبن ناس ... يبقى دخلت السجن ليه ؟!! رفع كتفه بلامبالاة وقال : وهو كل اللي في السجن حرامية ولا كلهم جهله ... لا طبعا انا قابلت جوه دكاترة وفنانين بس مش بتوع التليفزيون طبعا ... قابلت كتير مظلومين زي ما في منهم عايزين الإعدام في ميدان عام .... و صدقني المقولة بتاعت ياما في السجن مظاليم صح ميه في الميه . قال الأخر باهتمام حقيقي ناسيا توتره : يعني تهمتك ايه واخدت كام سنة سجن !!! رد بهدوء : طلعت براءة الحمد لله والتهمه كانت غش في مواد البناء وتعريض حياة المواطنين للخطر . قال الأخر الذي انفكت عقدة لسانه فجأة : بس أكيد فضلت فتره بالسجن . رد أشرف بكلمات قليلة : عشر شهور و 15 يوم . قال الأخر يواسيه ويواسي نفسه : الحمد لله إنك عرفت تثبت برائتك غيرك بيفضل سنين وممكن يتحكم عليه وميعرفش يخرج منها . أومأ أشرف وقال : الحمد لله على كل حال ... خسرت كتير بس أوقات الخسارة بتكون مكسب . قال الآخر يهون عليه : الحمد لله انه سجن عادي مش سياسي حتى لو ملقيوش عليك حاجة ممكن تفضل لأخر العمر . قال بقناعه اكتسبها من الأيام السابقة لوجوده هنا : الحمد لله ربنا مش بيعمل إلا الخير ... ممكن الموضوع ظاهريا يبان مصيبة وابتلاء شديد لكن لما تقرب هتعرف أنه عرفني معدن اللي حوليا .... أنه يمكن كاتبلي رزق أحسن في مكان أحسن ... كاتبلي معرفة ناس معدنهم انضف من اللي كنت أعرفهم . ثم أضاف بتعمد : لما جيت هنا فهمت إن الموضوع لا بالفلوس ولا التعليم ولا حتى بالعشرة ... المهم الأصل والأهم الثقة ... الكل هنا رحب بيا برغم إنهم مش عارفين عني حاجة لمجرد إني من طرف الاستاذ مجاهد ... الكل واثق فيه إنه عمرى ما هأذيه و الكل بأصله الطيب فتح درعاته لواحد غريب و الكل بيعاملني زي ما أكون متربي وسطهم ... إنت محظوظ إنك اتربيت في مكان زي ده صدقني . صمت حازم يفكر بكلام أشرف ... كيف يفكر بهذا الرضا والتسامح وجد سجنه نعمة لكشف حقيقة من حوله ووجد غربته وابتعاده عن أهله فرصة للبداية من جديد مع بشر يراهم للمرة الاولى ... بينما هو ... هو انهزم ... استسلم ... نقم على قضاء الله .. اعطاه الله الأم المعطاءة الحنونة والأب الذي كان سند له والأخت التي وقفت مكانه كمئة رجل ولم تطالبه بأي شئ ... أعطاه جيران وأصدقاء وقفوا جواره و رحبوا به وتقبلوه رغم تغيره وإنعزاله تفهموا حالته ولم يعاتبوه على تصرفاته المتطرفة . كيف استولى عليه الشيطان ليفكر فقط في الجانب السلبي ولم يلتفت للجوانب الإيجابية فيما حدث له ... كيف !!! انتبه من افكاره على صوت أشرف الذي تفهم حالة التوهان المصاحبة لكلماته التي تعمدها وقال : شوف يا سيدي الانسة عاليا قالتلي إنك إحسن كهربائي بالمنطقة فتعالى أوريك المشاكل اللي عندي عشان كل ما تلاقي وقت فاضي تيجي تشتغل فيها ... مش عايز أعطلك عن شغلك . | ||||||||
16-06-19, 10:44 PM | #459 | ||||||||
مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء
| العطلة الأسبوعية يتكلم مالك بالهاتف و هو يقول : ها يا ماما اتأكدتي أن جوزها مش في البيت . ردت أمه مؤكدة : أه يا حبيبي قالتلي في الشغل وهيتأخر شوية وسألتني عليك بس زي ما وصتني مرضتش أقولها انك هنا من إمبارح عشان تعملها مفاجأة . نظر لباب شقتها و قال : أيوه كده يا ست الكل ... أنا أهو قدام الباب هأعد معاها ساعة وأرجع اتعشى معاكو عشان الحق أرجع . بالداخل تحضر رنا كوبان من الشاي بينما سلمى تقطع الكيك الذي أعدته منذ نصف ساعة وهي تقول : دوقي بقى وقولي رأيك ... وصفة جديدة لسالي فؤاد قلت أجربها فيكي . ضحكت رنا وقالت : طبعا ما انتِ عارفه إن محدش غيري هيضحي بنفسه عشانك . ابتسمت وقالت : انتِ اللي بتشجعيني ماما متقدرش تاكل الحاجات دي عشان السكر . تذوقتها رنا و قالت : مممم حلوه أوي تسلم إيدك . نظرت لها سلمى وقالت بوجه متورد : هو مفيش أخبار عن مالك ... اقصد يعني شغله الجديد عامل فيه ايه ... وسكنه في القاهرة لوحده مرتاح فيه !! تنهدت رنا بحزن لحالهما التي كانت السبب فيه بغبائها و انانيتها المفرطة وقالت : كلمني من يومين بيقول الشغل كويس والسكن تمام معاه واحد صاحبه في نفس الشقة عشان ميزهقش لوحده . قاطع حوارهم جرس الباب فقالت رنا : ده تلاقيه بتاع السوبر ماركت ... افتحيله والفلوس جمب الباب . اتجهت سلمى للباب وفتحته لتفاجئ بمالك أمامها ليتجمد كل منهما ينظر للأخر بشوق ولهفة وعتاب . تلاقت العيون في حديث حزين يشكو كل منهما وجعه للأخر . فها هي تقول : هل هان عليك حبنا هانت عليك دموع عيني ووجع قلبي . بينما هو يقول : الظروف كانت أقوى مني لم أستطيع الموازنة بين حبي لكي و كرهي لأخيك قد اكون في نظرك ضعيف جبان متخاذل لكن لا أريد أن اظلمك .. فزواجي منك ظلم كبير لأنك ستظلي أخت الرجل الذي دمر حياة أختي وشخصيتها . لم يشعر كل منهما بالزمن أو المكان فقط يحدق كل منهما في عين الأخر غير مصدقين أنهما أخيرا أمام بعض ليكحل كل منهما عينيه برؤية حبيبه . صوت رنا المتسائل قطع تواصلهم : كل ده بتحاسبي السوبر ماركت . انتفضت سلمى ورفع مالك عينيه ينظر لأخته بابتسامة حزينة وقال : قلت أعملك مفاجأة . اقتربت منه وارتمت بين أحضانه قائلة : وأحلى مفاجأة يا حبيبي حمد لله على سلامتك ... وحشتني اوي ... احكي لي اخبارك ايه !!! ربت على ظهرها وقبل أعلى رأسها وقال : بخير الحمد لله . تتابع قبلاته لإخته واهتمامه بها وهي حزينة لأنها لم تحظى بمثل هذا الاهتمام نار الغيرة تتصاعد داخلها ... نعم هي اخته لكنها حبيبته ... الأحق به ... تحب رنا جدا وتعتبرها أخت لها لكن دائما تتذكر أن زواجها من حمدي هو سبب خساراتها لحب حياتها . جذبته رنا غير غافلة عن نظراته لسلمى وعيون سلمى التي تلتهمه وقالت : تعالي أعد أنا زعلت إني مش هاشوفك الاسبوع ده ... حظك حلو سلمى عاملة كيكة هتاكل صوابعك وراها . ودخلت سريعا للمطبخ تعطيهما مساحة للحوار لعل يحدث أي تطور بالأمور . بالخارج قالت سلمى بصوت خافت حزين : وحشتني يا مالك ... خلاص قدرت تنساني بالبساطة دي . يهرب من عينيها يعلم أن ليس لها أي ذنب لكن ... قال بصوت منهك مرهق : عمري ما هاقدر انساكي يا سلمى انتِ حبي الأول . قالت بشراسة : والأخير يا مالك أوعي تفكر إنك ممكن تحب غيري أو تبص لواحدة تانية يوم ما تفكر ترتبط بحد غيري متلمش إلا نفسك . قامت واقفة تتحدث بعصبية : أنا وافقت وقتها ثم ابتسمت بسخرية : لا موفقتش إنت حطيتني قدام أمر واقع لازم أقبل بيه وده اللي حصل تفهمت موقفك وتقبلت الوضع على إعتبار إنه مؤقت ... لكن لقيتك سبت شغلك وبيتك وحياتك وهربت .... ده الحل من وجهة نظرك . قال بعصبية : أنا مهربتش ... الشركة هنا مبقتش مناسبة وجاتلي فرصة بمنصب ومرتب أحسن . قاطعته : الكلام ده تقوله لمامتك أو لرنا هيصدقوه لكن أنا حفظاك زي كف إيدي ... أنا أكتر واحدة عارفة إن فيه هنا بدل الشركة 3 و 4 كلموك عشان تشتغل معاهم لكن إنت اخترت تبعد ... قررت ونفذت لأنك أجبن من المواجهة . انتفض واقفا وقال بخشونة : مسمحلكيش تتكلمي معايا كده . ردت بعنف : وأنا مسمحلكش تسرق سنين عمري وأنا مستنياك ولا أسمحلك إنك توجع قلبي وتهد أحلامي .... لو مفكر إني ضعيفة وهاستسلم تبقى غلطان . قال بوجع : أنا خايف عليكي مني ... خايف عليكي من أخوكي ... خايف إنك بيوم تدفعي تمن غلطتنا إحنا ... إنك تتحطي في موقع اختيار بيني وبينه ... خايف في يوم أجرحك أو أوجعك بعد ما هو يأذي رنا والأصعب خايف أبقى حيوان زيه وامد إيدي عليكي في لحظة غضب أو لحظة ضعف .... جبان ... ايوه جبان ... خايف اخوض التجربة واخسرك واحولك لحد ضعيف ... متخاذل ... كارهه الحياة زي رنا ... خايف اتغير وابقى زيه كرد فعل معاكي للي بيعمله في أختي ... أوعي تفتكري إني مش موجوع أو قلبي اتكسر زيك بس مش قادر أظلمك . قالت بعند : هي وهو اختاروا وأنا وأنت من حقنا نختار . كانت رنا تستمع لحوارهم وهي تستند على الحائط تبكي ضعفها تنظر ليدها الملونة نتيجة ضرب مجدي لها من عدة أيام تحمد الله انها دارت وجهها عنه فلم يطاله اذى وإلا كان مالك أقام الدنيا . إلى متى ستظل بهذا الضعف والتخاذل حقا أصبحت تشعر بالإشمئزاز من نفسها وبتأنيب الضمير لهذا العذاب الذى تراه في عين أخيها وسلمى . خرجت بقوة لا تعلم من أين أتت بها وقالت : أنا هاطلق من مجدي ... خلاص تعبت و مش عيزاه ... تعبت من حربي معاه ومع نفسي من ذنب فراقكو وبعدكوا عن بعض . قالت سلمي بانفعال : وهو ده الحل إنك تطلقي عشان إحنا نتجوز مجدي هيفضل أخويا ومالك هيفضل أخوكي . قالت بضعف : ايوه بس سبب الرفض الأساسي هو جوزانا من بعض . قال مالك : والجواز تم والمشاكل حصلت ومينفعش أشوفه إلا ما افتكر كل مرة ضربك فيها وكل مرة ضربنا بعض فيها بسببك . قالت سلمى بجنون : شوفتي يعني حتى طلاقك مش هيغير حاجة في قراره ... الباشا بيتلكك عشان يخلع . صرخ : أنا مش عيل ولا قليل الرجولة عشان اضحك عليكي . ضربت بيدها منضدة الطعام وقالت : أومال ايه فهمني !! عايز ايه عشان نكمل مع بعض ... أختك تطلق ولا تفضل متجوزة ... مجدي يتغير ويبطل يمد إيده عليها ولا إنت تتغير وتبقى نسخة منه ... ولا إننا نبعد وننسى إن لينا اخوات من الأساس وبكده نبعد عن السبب الرئيسي . نظر لها بتوهان غير قادر على التفكير . ابتسمت بسخرية وقالت : أنت نفسك مش عارف عايز ايه كل اللي فكرت فيه تبعد وبس مفكرتش في حلول فكرت في بتر . قال بتشتت : الحل بتاعي مش هيرضيكي ولا حتى هيرضيني . زمجرت غاضبة : ده كلام مجانين ولما هو حل مش هيرضيك هتقوله ليه !!! فكرت فيه ليه من الأساس !! قال بغضب موازي : لأن مفيش غيره . قالت بتعب و عدم قدرة على المواصلة : أنا حاسة إنك إنسان تاني غير مالك اللي حبيته واختارته ... مهما كان حبي ليك عمري ما هافضل اتنازل كتير في الوقت اللي أنت استسلمت فيه من أول مشكلة ملناش يد فيها ... ده أخر كلام عندي ... شوف اختياراتك و بلغني لأني مش هافضل رابطة نفسي مستنيه تحن عليا ... العمر بيعدي وأنا برفض أي عريس عشانك .... لو شايف ملناش مستقبل بلغني عشان ادور على مستقبلي . وأخذت حقيبتها وسلمت على رنا وخرجت تاركة إياه بنغزات قوية بالقلب وشعور بعدم القدرة على التنفس لمجرد تخيله أنها ستكون لغيره ... ستتزوج بأخر ... ستكون أم لأبناء غير أبناءه . جذبته رنا وقالت : مالك أرجوك متضيعهاش من إيديك عشاني خدها وإنزل بيها القاهرة إبعدوا عن هنا . حتى لو أنا اطلقت وفضلتوا هنا هتفضل فيه مشاكل وحساسيات بينك وبين مجدي .... لكن لا أنت ولا هي ليكو ذنب في أنانيتنا أنا وهو . | ||||||||
16-06-19, 10:45 PM | #460 | ||||||||
مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء
| اليوم التالي ليلا منزل مجاهد عدل من وضع نظارته ونظر للملف بيده باهتمام زائف لعدة دقائق ثم زفر بعنف وقال : ممكن افهم مالك ... الولاد ونايمين وده في حد ذاته إعجاز وأنا مطلبتش منك أي حاجة تتاكل وده تاني إعجاز وإنتِ مخلصة شغل بكرة مش فاضل إلا على التغليف وده تالت إعجاز ... مالك بقى حاسك مش على بعضك . قطعت المسافة بينهما وجلست جواره وقالت بذنب : رنا كلمتني . نفخ بعصبية وقال : يا دي رنا وجوز رنا ومشاكل رنا ... خير إن شاء الله . قالت بتوتر : أبدا كانت بتفضفض معايا عشان أخوها . قال محاولا تمالك أعصابه : ومفيش غيرك في المجرة اللي تفضفض معاه ... هي مش واخدة بالها أن المشاكل كلها سببها جوزها اللي بالمناسبة يبقى طليقك . تنحنحت بحرج وقالت : أنا بتكسف اصدها وبتصعب عليا ... رنا بقت شخصية تانية خالص كأني معرفتهاش في يوم من الأيام . قال بإدراك : طب إنجزي يا وفاء وقولي عملتي ايه خلاكي مش على بعضك . لوت فمها باعتراض وقالت تدافع عن نفسها : هي طلبت رأيي وأنا قلته ولو مش عاجبها متكلمنيش .... ماهي أكيد مش بتكلمني عشان أقولها جوزك مفيش أطيب منه واتحمليه وهيتغير وإلا مكنتش عملت اللي عملته . تمالك أعصابه قائلا : لا حول ولا قوة إلا بالله هتنقط من تحت راسك إنتِ وصاحبتك . قالت بحمائية : بعد الشر عليك إن شالله هو يارب . قال : وفاء أنا عمري ما جبرتك على حاجة ولا أمرتك أمر من وقت جوازنا ... بس الأمر زاد عن حده ... ولو صحبتك عندها مشكلة في دماغها مش قادرة تستوعب حساسية الموقف يبقى إنتِ لازم تلفتي نظرها أو تقطعي معاها خالص ... أظن كلامي واضح . أومأت باقتناع تام ثم قالت : طيب يا ميجو بغض النظر عن رنا وجوزها أنت شايف موقف مالك صح ولا غلط !! خلع نظارته الطبية وقال : موقف مالك صعب ... أي حد مكانه هيعمل زيه لو كان محترم أو يتجوزها ويطلع عينها ويبقى كده بينتقم من أخوها فيها لو كان جزمة ... بس أنا لو مكانه كنت هاخدها وابعد عن أختى وجوزها الواطي طالما أختي هي اللي اختارت ومن البداية عارفه إنه واطي ومستمرة معاه ... رنا اتصرفت بغباء وأنانية وهي عارفة حقيقة مجدي وعارفة أن أخوها معجب بسلمى من وقت جوازك يعني مش حاجة جديدة عليها ومع ذلك اصرت تتمم الجواز حتى قبل ما أخوها يتجوز سلمى . يبقى مالك يتصرف بأنانية زيها وياخد سلمى ويبعد عنهم نهائي ويعيش حياته . أومأت موافقة على كلامه فهذا هو ما فكرت به أيضا ... والأن قررت أنها ستصد رنا أو تتجاهل مكالمتها عندما تعاود الاتصال بها مرة أخرى . | ||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|