الآن فقط أجيبك!(89) -ج5س حدّ العشق!- للكاتبة: Just Faith(مميزة)*كاملة& الرابط*

[بوفارديا92]

سؤال يابنات
ليه لما أعمل مشاركة للي يشاهدون الموضوع تطلعلي بالطريقة هذي بدل ماتطلعلي بالروابط
اللي عنده معلومة ياريت يفيدني


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 5 والزوار 4)
‏بوفارديا92, ‏الوفى طبعي الوفى, ‏سووسوو عمار, ‏نونا لبنان, ‏سارووونة

[Just Faith]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوفارديا92

سؤال يابنات
ليه لما أعمل مشاركة للي يشاهدون الموضوع تطلعلي بالطريقة هذي بدل ماتطلعلي بالروابط
اللي عنده معلومة ياريت يفيدني


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 5 والزوار 4)
‏بوفارديا92, ‏الوفى طبعي الوفى, ‏سووسوو عمار, ‏نونا لبنان, ‏سارووونة

ههههههههههههههههه
اجاوبك انا

متصفح فاير فوكس بينقلها بالروابط اوبرا وكروم لا تتيح ده في الغالب

اهلا بيك وبالقمرات

امووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووه

[Just Faith]

الجزء مش كبير اعذروني ده اللي اقتنعت بيه والفصل الثال هيكون ليه جزء كمان كبير ان شاء الله هيكون الجمعة بامر الله او فجر السبت اعمل اية اعشق الكتابة ليلاً وحدة كده ولا حد يقول ماما

ههههههههههههههههههههههههه
انا في بيت كل اللي فيه بيقول ماما

حتى الحكومة الموقرة

نسيت اسمي الحقيقي

ههههههههههههههههههههههههه هههه
ممكن تلقوني بيوم امض ماما عمر يالهوز

اية ده فقد هوية على طول كده

اتمنى الجزء الصغنوني يعجبكم

امووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووه

[Just Faith]

الفصل الثالث
الجزء الأول


استفسارها المحدق ..شحذ عقله إجابة على سؤالها بعد برهة امتدت دقائق لم يفعل بها شيئاً سوى النظر إليها .. أزدرد لعابه ليجفف التصحر بقلبه .. حتى يستطيع إطلاق لسانه . بعد معاناة شديدة .. عاشها معها .. منذ هبط قلبه ظنها لم تحضر .. فيجدها تكاد تقاتل رجال الأمن الذين يمنعونها .. هرولتها تجاهه .. تقدمه لها وأحلامه ترتفع في أعالي السماء .. تتعلق بأستار السحب الرحبة .. يأسه من وصول أصابعه حتى بشرتها ثم سقط على ركبتيه جاثياً أمامها .. ندائها عليه كان يظنه سيفارق الحياة جميعها .. لهفتها الغير عادية .. كانت هي ذاتها من قبل ثمان أعوام .. تلك الشابة العفوية .. الجنونية بكل شيء .. ندائها على الأفراد المحيطين .. لعناتها عليهم .. كل هذا كان يسمعه .. يسعد به .. حتى لسانها السليط يعشقه ..

كم كانت تحيطه بكل أسباب السعادة .. تهتف عليه بالسيارة الخاصة بالاسعاف:" سأقتلك لو تركتني أرملة .. استيقظ .. أبق معي .. يا غبي .. أنا أحبك .. هادر .. أحبك ".

ظلت توليه كل عنايتها .. زوجة عاشقة وإنسانة أروع .. حتى انتهيا ,, وقف يرتدي قميصه .. وهي تساعده بطريقتها الخاصة .. أجلسته على الفاش وصعدت كقزمة تدور حوله تارة تساعده على إرتداء الكمين .. واحداً تلو الآخر .. تهسهس بصوت منذر :" حمداً لله لم يتلوث القميص بدماءك .. كل الدماء كانت في الضمادة القديمة ".

أجابها بصوت يحمل الإغراء:" هل يهم؟!! .. كلها نصف ساعة للمنزل حتى أنزعه كلياً .. لا أريد ملابس معك .. لن أحتاج إليها ".

تدور للأمام.. تزرع نفسه بين ساقيه حتى تستطيع إغلاق القميص بشكل جيد :" لا .. لن أسمح لك بأن تكون ملابسك ملوثة ..زوجي دائماً نظيفاً .. كما أعتدت .. ألا تعرف أن ملابس الزوج تنسب لزوجته ".

كانت تمرر يديها على صدره كلما أغلقت زر تستند براحتيها على صدره تتنفس بصعوبة لاحظها لكنه ظنها رغبه حميمية .. لم يرد التعامل معها حتى يكونا في منزلهما .. بعد نفسه براحة حقيقية إلا منها ..

بدأ عرق يتجمع على حدود شفتها العليا .. سألها بجدية :" ما بك يا جسور .. ماذا يؤلمك ؟!!".

زاغت عيناها وثقل تنفسها .. ثم لان جسدها فسقطت بين يديه وعلى صدره .. هكذا ظنها ببساطة المزاح .. وبكل تعقيد الخوف .. لان جسدها وشحبت بين يديه .. لم يملك غير احتضانها .. ليجد نفسه بين حيرة في كيفية التصرف .. لحظات توقف عقله عن العمل .. لم يجد غير التمسك بها ومحاولة الوصول لزر الخدمة حتى ناله .. وضغط بلا توقف .. هرول إليه العديد من الطاقم .. ظناً منهم أنه الذي قد انتكست حالته .. بعد توقيع الكشف الكامل عليها ..

سأله الطبيب :" هناك نزيف .. هو خفيف .. ربما موعد دورتها الشهرية ".

تذكر هادر لتوه .. حرك رأسه بإنفعال قوي رافضاً :" لا أظن .. قد أجٌهضت منذ حوالي شهرين ".

أمر الطبيب بعمل تصوير موجات صوتية لها .. وهو يتحدث :" في هذه الحالات .. يتم عمل تنظيف .. لا نترك المريضة في نزيف دائم .. خاصة في حالة مثل حالة السيدة .. مريض السكري المزمن يكون لدية سيولة دائمة في الدم .. أي جرح قد يودي بحياته لو تم إهماله ".

بالفعل تم منحها وحدة كاملة من الدماء وحضر له الطبيب يعلمه ويربط له ألم ظهرها وخصرها بكل ما يحدث .. هي لن تستطيع تحقيق حلمها .. بسببه لن تكون أم .. ليس بسببها هي وحالتها .. بسببه هو .. لحظة وجدها كانت لحظة الوداع ..

أخيراً استجمع رابطة جأشه ليهمس وهو يحدق بها.. مغرية حتى وهي شاحبة هكذا :" يبدو أنك بالفعل تحبنني .. لم تكوني تنامين .. أو تأكلين بشكل جيد .. هذا ما قاله الطبيب".

ابتسمت عيناه في حين امتنعت شفتيها عن التمدد ببسمة .. أزدردت لعابها بصعوبة بالغة ثم عقبت بكلمات .. كان يتمناها من فترة طويلة :" لا .. أحبك هادر .. أعشقك يا غبي ".

سحب كفيها ليغرق وجهه فيهما معاً .. حريصاً على الأنبوب المتصل بوريدها داخل إنحناءة مرفقها النحيل .. قبلته تمحو إرهاق السنين وتعبها ..بينما هو يتزود منها على الأعوام القادمة بعيداً عنها ..

سحبت أصابع أحد كفيها .. لا تشعر بشعور حسن .. تستشعر بلولة بسيطة .. مدت أصابعها نحو عينيه تمس اجفانه .. ثم همست بإرهاق زائد :" أتبكي هادر .. هل تتألم ؟!!".

أجابها وهو يكبل كفها مرة أخرى يقبل كل أنملة من خلاياه .. هتفت بصوت أشد قليلاً :" هادر .. هادر .. ما بك؟!!".

صمت .. وهي ليست من النوع الصبور .. تحنق بسرعة .. تشتعل بلمحة .. سحبت كفيها منه بينما هو يمتنع .. علقت :" إما أن تقول لي ماذا هناك؟!! .. أو سأنزع هذا الأنبوب وأخرج لأسأل الأطباء ".

سألها وهو يمنعها الحركة :"منذ متى تنزفين جسور ؟!!.. ولماذا لم تعلميني ؟!!".

حدقت بعيني ساخرة لعينيه الجادة .. ثم هتفت بمزاح :" ألست كأي سيدة يحدث لها إجهاض .. أنزف منذ الإجهاض .. أحيانا يزيد وأخرى يقل .. لكنه متواجد .. ثم متى كنت أشرح لك شيء محرج هكذا .. ونحن مختلفين .. أم ونحن نتهم بعضنا .. كنت أتمنى ان يذهب حتى تعود من عملية إنقاذ طاهر .. ماذا هادر ؟!!.. هل سأموت؟!!".

وضع أصابعه على شفتيها يمنعها السخرية في هذا الموقف .. فهي تستهين بكل شيء يخصها هي .. صدح صوته :" لا تمزحين جسور .. لا تمزحين في هذا الموضوع .. حياتك أغلى علي من حياتي .. لن تموتي حتى وأنت عجوز هرمة .. شعرك هذا أبيض فضي .. ستعيشين للأبد .."

لكنته والبريق في عينيه حمل الغموض داخل قلبها ليصير قلق معربد .. عادت تسأل :" ماذا هناك هادر ".

ابتسم بشحوب مجبراً صوته على الثبات :" لا شيء .. نسبة السيولة عالية .. وهذا النزيف تسبب بنقص في نسبة الهيموجلوبين .. هكذا فقط ".

نظرت للمحلول المعلق جوار فراشها .. حركت أصابعها أغلقت البكرة الدوارة عليه فأغلقتها . صوتها تهادى بهدوء :" هيا هادر .. ناد الممرضة تنزع عني هذا وإلا سأنزعها أنا .. ولا تخشى فأنا أعرف ".

حدق أكثر فيها هتف بضيق :" ما هذه الإستهانة .. تعرفين أن السيولة تزيد نزيف الجرح وأن كلما زادت الأنيميا يزيد النزيف ".

ابتسمت بإستهزاء :" لم أكن أقصد هذا ومع ذلك نعم أعرف .. الطبيب ظل يكررها لي حتى كنت أظن أن أي وخزة ستجلب معها الموت .. كنت بالماضي أصرخ عندما أجرح فقط لأن أبي كان يصفر عندما ينزف جرحي حتى علمت لماذا كان يهلع؟!! .. علمت أن الحياة هي شيء صغير .. هكذا ".

وضعت ابهامها وسبابتها ثم ضغطتهما معاً لتكمل بطريقة ساخرة ..أدرك معها أنها تتألم .. روحها تتألم لذا تفر بالسخرية :" الموت .. آت ..آت .. دعك منه .. كنت أتحدث عن معرفتي نزع هذا المحقن بالوريد .. كنت بالماضي عضو فريق المرشدات وكذلك معي دورة اسعاف أولية .. سأمارسها عليك فهذه فرصة لا تعوض لي حتى تكون تحت يدي ".

يبتسم للحياة في صوتها.. فهي بالفعل تعشق الحياة بكل ما فيها .. همس :" من حسن حظي إذاً .. أننا سنكون عند عمي اليوم .. هكذا أضمن حياتي بلا تقطيبات جديدة ".

بينما هي ترد عليه :" نعم كنت سأزينك بسكين المطبخ ".

صوتها الناعم في الضحك جعل السعادة تختنق داخل قلبه وهو يتحرك ليضغط زر الخدمة .. حامداً الله أنه بخير ليأخذها بعيداً قبل أن يعودها الطبيب وتعرف حقيقة حالتها .. فهو للآن لا يعرف كيف سيتعامل معها أصلاً .. وأن كان أفضل له جرحها من جديد بالفرار الحتمي .. أن كان حياته معها قد تسبب الموت فليهرب .. لا ألم تكن أبجدياته الدائمة هي الفرار .. فليفر منها .. وبحبه .. ربما سيندم على قراره هذا .. بالتأكيد سيندم .. فهو نادم من الآن .. فالوجع سيتضاعف أكثر من السابق .. ما زال يعاني من الإضمحلال العاطفي الذي جمد مشاعره كاملة وهو بعيد عنها .. لم يسامح أباه من أجلهما .. هل صار عليه الآن شكره لأنه أنقذ حياتها بدون أن يعلم .. ما هذه المفارقات الغريبة .. هل يشكر قاتل ابنه .. ماذا يهم .. سيعود كأرض قاحلة حاول أن ينبت فيها نبتاً طيباً فرفضت ثم كان الذبول مكانها .. نظر إليها مستمراً في أفكاره .. لولا ثوبها الجميل ما لاحظ الطبيب القطرة الدموية التي عاندت وشكلت خطاً رفيعها جافاً على كاحلها فتتبع الأثر ليص لوجود نزيف .. من شيء صغير كهذا فقد حلمه .. هذه هي الحياة ..تماماً كما لم يتخيل منذ الصغر .. يريد الصراخ أن اليأس الذي يطلق به كلمة الحب هو واقع وليس تشاؤم .. حبهما محسود .. قربهما مرفوض حتى من القدر .. من منهما عاش الحياة التي يريدها .. بل من البشر .. إجابة واحدة حلت داخل قاع عقله .. يائسة مريرة .. لا أحد عاش الحياة التي تمناها ..
*****************

[Just Faith]

" وجيه بك .. وجيه بك ".
نظر تجاه الجسد الفارع في هذه الزاوية من المنزل الملاصق لمنزله.. أشار له وجيه من مكانه أمام منزله في بقعة مضيئة :" نعم .. تفضل ".

لكنه لم يتحرك عاد يناديه بهمس مبحوح .. تطل شذرات الخوف من بين أحرفه .. ورأسه يتقلب في الجهتين .. كأنه يبحث عن متنفس أو متلصص :" وجيه بك.. رجاء تعال أنت".

كانت بسملة تنظر من خلف النافذة المشرعة بشكل نصفي حتى لا يراها وجيه فيغضب لتعبها من أجله .. وخوفها عليه بات أمر مستهجن .. تنظر لكل ما يحدث .. هلع سكب أبجدياته داخل قلبها وتخيلات مريرة صارت تجوب أمام عينيها التي تتبع ظلال ابنها الذي تحرك تجاه الشبح الرجولي الواقف في حماية الظلام .. ظلت تلاحق ابنها الوحيد .. وداخل عقلها ذات الصورة زوجها محمود الوكيل مدرج في دمائه بين يديها .. لم ينطق سوى بالشهادتين .. ورحل لبارئه..

تقدم وجيه الوكيل بخطوات ثابتة لا تقبل الشك في عدالة السماء

وأن قضاء الله لا راد له .. وما أن اقترب من الرجل محاولا معرفة ملامحه التي ساعده القدر كثيراً عندما تحركت سيارة بالشارع فتضيء بأضواءها الأمامية المكان .. فصارت ملامح الرجل في صفحة الذاكرة محفورة لمن له ذاكرة قوية كوجيه الوكيل الذي يقوم عمله على الملاحظة والإثبات بالدليل .. مد له الرجل الغامض كفه فسلم عليه وجيه .. دفع له الرجل الغامض داخل كفه مفتاح صغير يصلح لأن يكون مفتاح درج صغير .. هاتفاً بصوت مشروخ أجش :" 360 أحوال".

ثم هرول بسرعة كمن يلاحقه الموت نفسه ..

رفع وجيه أصابعه منادياً متعقباً إياه بقدمي سريعة :" أنت .. يا أنت .. أيها الرجل ".

لم يلحق بالرجل الذي غاب داخل ظلام الشارع وكأنه لم يكن .. أو كان شبح بالفعل ..

تحرك بعد أن جال بعينيه القلقة في المكان حوله .. يريد اللجوء داخل حصن منزله .. وملامح الرجل الخائفة قد انطبعت في عقله .. شعره الأسود المخالط بالبياض على الجانبين وأخف في المقدمة .. ذقنه النامية الخشنة وشعر شاربه الكثيف يغطي شفته العليا ..

دلف بالفعل داخل منزله يرتقي الدرج فيجد أمه الفزعة تقابله هابطة بهتاف قلق .. حريصة كل الحرص على أنخفاض الصوت :" وجيه .. وجيه ".

ابتسم في محاولة لتثبيت قلبها :" نعم أم وجيه .. لمتى ستظلين تراقبين خطواتي ؟!!".

عقبت وهي تقبض على عضديه :" ليس لي غيرك وجيه .. أخاف عليك ".

ثم عقبت بحدة محقق :" من هذا الرجل؟!! .. ولما يختفي هكذا؟!!".

أراد أن يطمئنها فتحسس بإبهامه المفتاح القابع بين أصابعه .. ضاغطاً عليه حتى لا يضيع :" لا أعرف أمي .. ذهب فجأة في الظلام .. كما ظهر فجأة ".

هتاف داخلي يعلمها بأن هذا الرجل خلفه قضية شائكة .. أكدته بصوتها :" كيف وجيه ؟!!.. لم يتحدث بشيء .. هذا الرجل كان يعرفك .. وإلا ما انتظرك ".

رق قلبه لحالها المعانق للخوف :" لا يا أمي .. ليس بالضرورة .. لا تقلقي بالك .. قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ".

ارتفعت معه فوق الدرج مرة أخرى .. داخلها شك لن ينتهي .. شروده كان أكثر دليل تملكه عليه .. وصمته يؤكد الفزع داخلها ..داخله إصرار على أن تحافظ على حياة ابنها الوحيد ..

**************

[Just Faith]

تجلس على الكنبة .. كمن سقط تعباً بعد سير ميل كامل بلا توقف ..قابضة على ثوب زفافها .. دمعاتها الشفافة تهبط فتضيع داخل دوامة لونه العاجي .. كسرتها اللحظية جعل أمها تنتقل جوارها تأخذها في أحضانها .. تمسد كتفها .. تلثم شعرها وتقرأ عليها آيات القرأن لتهدأ .. تنظر لوالدتها بعد برهة :" اقسمي نبراس أنها لم تكن لعبة بينك وبين راشد !!".
نالها العجب من هذا الاتهام ولكن لم تجد غير سبيل القسم لتجعلها تصدق :" سأقسم لك قسمين .. أقسم بالله العظيم أني لم أتفق على هذا مع راشد .. وأقسم برحمة عاصم أباك أنه كان قد اتفق مع راشد على تجهيزك لتتزوجي من يليق بك .. لذا ستجدين كل شيء .. سوف أغادر صباحاً بالحافلة،وأستأجر بالعودة سيارة نقل حتى أجلب لك كل شيء ".

وضعت رأسها على صدر أمها التي كانت تمسد عينيها فتمحو هذا الأثر المبلل فيهما .. تهمس بصوت مرهق :" كنت أظنه كف عن الفخر بي .. كنت أظنه يلومني .. لقد نكست له رأسه .. كسرت قلبه ".

لم تكن نبراس يوماً أكثر هدوءاً منذ اللحظة وشعرت أن قرارها الذي شاركت فيه زوجها كان أفضل قرار حتى تعيش طفلتهما ولكنها أضاعت فرصاً كبيرة بالرفض الكلي .. عقبت بصوت حريري يتشقق من الحزن المؤلم :"لا .. كان يعرف أنك لم ترضي .. كان يعرف تربية يده ".

نظرت حولها وجدت الملف .. توقفت ساحبة إياه .. قرارها لن يحيد سوف تجعله فخوراً بها .. مسدت عينيها لتنزع أخر قطرة بلل عن أهدابها .. فتحت الصفحة الأولى .. ثم نظرت لأمها لتجد ملاحظات بخط يد فرسان الذي تعرفه جيداً فقد كانت تقرأ ما في حقائبها عندما كانت تبحث عن أوراق تمنحها لزاهر ..

نظرت أمها لها متحدثة :" ماذا هناك ؟!!".

رفعت الأوراق بين يديها :" فرسان كانت تعلم أني سأوافق .. كيف هذا .. هذه ملاحظات معنونة بأسمغي .. ها هو اسمي كمدير تنفيذي مسئول عن المشروع الذي أسمته النبراس ..

كما أن كل ملاحظة تفتح مجال كبير في العمل .. وهناك قائمة بكل من استطيع الإستعانة بهم مع كل اسم ملخص لأعماله .. كم هي سهلت لي العمل بهذه الطريقة ".

دلف وسيم على هذه العبارة يسأل وهو ينهت أنفاسه من الهبوط والصعود :" من هي التي سهلت لك العمل ؟!!".

ولم ينتظر إجابة في محياهما الصامتين :" أكيد هذه تفهم الأصول .. طالما سهلت لك الأمور ".

صوتها المختنق عبر كل الحدود والآلام يجيبه بطريقة دهشة تحمل بعض الفخر :" فرسان .. هذا المشروع فيه معلومات تجعل أي شخص يديره بكفاءة .. لمجرد وجود طاقم يساعد بكل شيء ".

حرك رأسه بإيماءة طفيفة ثم جلس مستفسراً:" لماذا لم تأخذي وقتك لتفكري كوثر .. ألم تفكري في إتجاه آخر".

وضعت نبراس كفها على شفتيها تكبت شهقة خرساء لم تخرج أطرافها للوجود بينما كوثر تحدق في وسيم هاتفة :" ماذا تقصد وسيم ؟!!".

أجابها بتعقيبه الفوري :" أطعن الفم تستحي العين ".

ابتسمت ابتسامة مائلة معلنة رفضها الساخر لهذا المنطق النفعي :" لا يا وسيم .. لا تحتاج ذلك .. أنا من ارتكبت الحماقات ووجب عليا بالفعل الصمت .. لا تحتاج مني أي مهادنة .. أعرف أنه طبعها وكان طابع راشد أيضاً .. يمد يده لمن يحتاج المساعدة قبل أن يطلبها وقد لا يعرف أنه يحتاجها .. أتعرف وسيم ؟!!".

نظر بعيني تقرأ ما بداخلها .. فأكملت :" أظنني كنت أحتاج أن أوجه طاقتي لشيء إيجابي .. بدلاً من الكره الذي نال مني عمري ".

علا صوت نبراس بخشوع كامل بتلاوة آية من الذكر الحكيم .. تبين الوضع كاملاً:"قال تعالى في كتابه العزيز {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ{".
أجابتها كوثربصدق :" نعم أمي .. إنهم بالفعل فعلوا هذا .. لكن فرسان أتظنيها تغفر ..".
الإرتجاف في صوتها آثر على السيدة جداً .. لكنها طمأنتها :" لا تحتاج يا ابنتي افتعال هذا .. لا تخشين منها ".
ليجدد وسيم ثقته في آل راشد :" لا أظن رجل حمل ثوباً لأنه أمانة أن يغدر بك كوثر ".
غمغمت بفسحة نفسية مريحة :" لا يحتاج ولا تحتاج وسيم .. أظنه
نوع من الاعتذار منها كونها لم تكن تعرف الأمر ".
بينما وسيم يجيبها :" لا .. ليس اعتذار فالذي يجب عليه تقديم اعتذار هو أنت .. إنما هو حب لجواد ومن أحب شخص أحب كل ما يمت إليه .. لا تريد لقلبه الشقاق بينها وبين عائلته .. ثم لا تنسين هناك طفل بالطريق .. هي أم تهيئ الأرض لابنها القادم ".
مدت كوثر له الملف :" هل ستبدأ الحملة من الآن ..أو بعد اكتمال المشروع ".
صمتت أمها تاركة المساحة لابنتها وعريسها يتفاهمان ..
شردت لحظات ثم حملت حقائب ذكرياتها بعيداً بعيداً بامتنان للرجل الذي لم يتركهم لحظة ..

تتذكر نفسها في هذه اللحظة كيف كانت تشعر بأعراض الحمل كاملة .. :" أكاد لا أصق نفسي عاصم .. حامل بعد كل هذه الأعوام ".

كلماتها جلبت الأمل داخل الرجل الموفور الصحة رغم عمره :" يحي العظام وهي رميم نبراس ".

امتعضت ملامحها ثم هتفت :" كنت أتمنى أن اسمع منك كلام لطيف ".

مال بوجهه الجهة الأخرى من النافذة فهو على جلسته هذه منذ الصباح حتى المساء من لحظة انكساره المرير :"لم يعد هناك كلمات لطيفة نبراس .. لم أعد أتذكرها بعد المرار الطافح في حلقي .. ليتني أموت لأرتاح ".

أرادت إخراجه مما هو فيه انتقلت جواره :" لا .. يا عاصم.. لا تقل هذا .. هناك طفل يحتاجك .. كوثر ذاتها تحتاجك ".

وضع كفه على رأسه هامساً بتعب جلي :" كنت أرسم لها أحلاماً.. كنت أريدها سفيرة أو وزيرة .. لكن ما عاد شيء يصلح .. الماضي سيكتف كل أحلامها ".

ربتت على كفه الموضوع فوق ركبته المنثنية نصف :" ستكون صدقني كما تريد .. أنت فقط أخرج من هذا اليأس .. كله قضاء فرضه الله علينا ".

سدد لها نظراته :" فقط لو أعرف من هو هذا الحيوان .. كنت قتلته بيدي .. وأعلنت غسلي لعاري.. هذا هو الحق .. الدم بالدم .. ليتني لم أكن ممن يفكرون .. كنت قتلتها وأسترحت .. أخرجت هذه النيران المحرقة من داخلي .. إنما لو ذبحت ابنتي لن ينالنا غير الفضيحة بلا طائل ".

أجابته بهدوء تريد فقط المرور بعائلتها من عنق الزجاجة :" كوثر بعيدة الآن عن هنا .. وقد أعلنا للجميع أنها بإحدى المدارس الداخلية الراقية .. ستمر الفترة الصعبة .. كما خططت لها .. لا تقلق ".

عزمها القوي على أن يكون هذا الطفل المستكن داخل رحم أغتيل سفاحاً داخل طي النسيان .. قسوة القلب جلبتها الحياة .. هي من كانت تخشى على كتاكيت دجاجاتها .. ستضطرها الحياة لتودع حفيدها من سفاح داخل إحدى الدور .. كما اتفقت مع زوجها .. كانت تريد راحته فقط وحفظ حياة طفلتها بلا أي تلوث ..

هتف زوجها عاصم :" أتعلمين يا نبراس .. لقد من الله علينا بهذا الحمل من أجل طفل كوثر .. هكذا لن نضطر لنجعله داخل ملجأ .. لن نضطر للتخلي عنه .. أنت هنا حامل أمام الجميع .. حتى بهانة الفتاة التي تساعدك في إعداد الخبز صارت على معرفة بهذا .. لقد سمعتها تحثك على النوم حتى يكمل الله لك على خير ".

كانت تنظر إليه مشدودة لقطرات السعادة في كلماته .. فستمر :" هكذا ستكونين وكوثر بنفس المدة .. كلتكما ستلد في مكان ولكن الأب والأم واحد .. سنعلن أنك وضعتي توأم .. حتى لو كانا مختلف أو غير متشابهين في الخلق.. هذه إرادة الله ".

مسدت ظاهر يده براحتها .. ثم مالت تقبل أطراف أصابعه هامسة بشجون :" يا لك من رجل يا عاصم .. أنت فعلاً رجل .. لم أرى مثلك ".

همهم بارهاق :" قتل الطفل خطيئة والقاءه في ميتم أكبر خطأ .. ليتني بلا رحمة .. لأفعلها ".

ثم تلت الصدمة الكبرى .. تقرير الطبيبة حنان وهي تعلن :" هذه حالة حمل كاذب .. الحاجة نبراس وصلت لسن اليأس .. هذا سبب انقطاع الطمث لديها وليس الانقطاع بسبب هرمونات الحمل ..".

خرجا من العيادة وهي تبكي .. لكنه نظر إليها يربت على كتفها :" ستكونين أم ".

نظرت إليه بحسرة :" كيف هذا عاصم ؟!!".

أجابها بشرود :" هناك طفل بالفعل يكبر في بطن آخر .. يكفينا .. انظري لحكمة الله في كل شيء نبراس .. ربما جعلك بكل هذا الوضع لنربي حفيدنا ونحافظ له على حقه فينا.. لقد جنبنا الله التشكيك في الطفلين الذين حتماً كانا سيكونان مختلفين ".

وجود كوثر في مكان بعيد بمساعدة راشد جعله يكون على بينة بكل شيء .. شارك في ستر سمعة عاصم وطفلته .. هذا ما جعلها ترفض فكرة أنه هو الحقير الذي فعل الجرم في ابنة عمه .. ثم تطورت الحياة بهم حتى سقط عاصم ذات يوم مصاباً بجلطة دموية خرج منها مشلولاً .. هذه الليلة ما زالت هي الغموض ذاته .. حل لغز كوثر وجواد يكمن في هذه الليلة ..

" أمي ما بك ؟!!".

انتفضت نبراس في مكانها محدقة في ابنتها بتفرس فتعيد عليها الاستفسار :" شردتِ .. فلم تعودي تسمعينا .. فيما شرودك ؟!!".

تنهدت أمها بهدوء :" أتذكر أبوك وقت ولادتك .. ووقت ولادة جواد ".

لتجد في عينا ابنتها حنين .. بينما تحدث وسيم :" المشروع باسمك أنت والسيد سليم .. طبقاً للعقود أمامنا .. الأرض المقام عليها المشروع ملكاً لكما .. والتمويل هو جزء من قرض تمويلي موضح هنا طريقة السداد .. كل شيء مطمئن .. حتى القرض بضمان الأرض .. وهذا عقد لشركة تأمين مشهورة .. الأقساط بسيطة ".

تنفست نبراس موضحة :" نعم .. هذه الأرض أرثنا أنا وسليم .. مضافاً إليه ما ابتاعه عاصم من أعمامنا وعماتنا وكل هذا وضعه باسمي لذا حصة سليم صغيرة وكنا قد وكلنا فرسان بها بموجب توكيل رسمي لإدارتها بالنيابة عنا ".

هتفت كوثر:" وسيم يقول يجب علينا أن نعلم خالي سليم بهذا ".

عقبت أمها :" ماذا بعد هذا .. أتظنينه سيرفض جودك ".

أجابها وسيم مزيلاً القلق من داخلها :" لا خالتي ولكن أظن أن البداية الجديدة .. تتوجب علينا العودة لنقطة البداية في اتباع الأصول ".

تأوهت كوثر رافضة :" سنحتك مرة أخرى بهم ".

ونظرت حولها للمقعد الذي دوماً يستخدمه خالها .. لتهتف أمها :" كل بداية جديدة .. لا تكون ناجحة لو تخلينا عن الماضي ودروسه .. سأتصل بسليم حتى يهبط لنا ".

تحركت لداخل تتصل به هاتفياً .. بينما وسيم يحدد خطوات مستقبلية بينهما :"المشروع مميز ولكنك تحتاجين إعادة تشكيل شخصيتك كوثر ,, كوني خليط بين التقاليد والتعقل المحلى بالحكمة .. حتى تكوني شخصية مؤثرة في جميع من حولك ".

فكرت في سخرية الموقف هاتفة :" وكأنك تخطط لإعلان وسيم .. لست شخصية عامة ".

أجابها وهو يبتسم :" لا زوجتي الجميلة .. ستكونين فهذا المشروع بما فيه من فائدة اجتماعية واستثمارية .. مع مقوماتك الشخصية ستكونين ".

عادت أمها بإجابة أطلقتها :" خالك سليم يقول .. هذه الأرض وضعها تحت تصرف فرسان وهي الوحيدة التي من حقها التصرف فيها .. موافق على كل شيء ".

ابتسمت كوثر أخيراً .. مطلقة تنهيدة ارتياح :" إذا سنبدأ على بركة الله من الغد ".

رفع وسيم سبابته مقاطعاً :" لا كوثر سنتفرغ لزواجنا ثم نبدأ في الخطوات الجديدة ".

لأول مرة تقرأ عينا رجل .. كانت دائماً لا تنظر لعينيهم بل كانت تتجنبهم .. قرأت المساندة من رجل لم تكن تتخيل أنه سيكون زوجها ..دعمها في الحياة ..

في أعلى **
" ماذا سليم ؟!!.. هذا المشروع هو ما كان سيعيد يسر .. كيف تتركه هكذا لأي أحد حتى لو كانت كوثر ؟!!".

حدق فيها بضيق بالغ ويأس داخلي مقهور :" من تعد لأهلها من أجل المال .. لا تستحق أهلها .. ثم ما أدراك أنها ستكون هنا أصلاً".

ارتجفت هناء مجيبة بكلمات توهمتها ستكفيه :" هذا المشروع سيعلن عنه وهكذا ستعرف يسر فتعود ".

أجابها بحدة وهو يقف ليعود غرفته :" هل سأسير بإعلان على صدري يحدد أني صاحب هذا المشروع أو أحد أصحابه .. عامة نصيبي أقل من الخمس الباقي كله ملك نبراس .. أموال زوجها .. ثم يسر كانت هنا ولم تقف .. يسر ابنتي هرولت أمامي ولم تتوقف من أجلي .. ".

طوحت كفيها برفض كامل :" لا .. لم تكن هنا ".

علق ببرود ثلجي شديد التعقيد :" هل تظنيني أصدق .. يسر كانت هنا .. يسر لها يد فيما حدث .. يسر ضاعت فلا تنتظريها ".

تحرك للداخل يعي أنها تعلم .. مدرك أنها رأتها .. فصوتها حتى يعلن هذا الإطمئنان ثم دمعتها التي جفت فلم يعد ذكر اسم طفلتهما يؤرقها ..

*****************

[Just Faith]

"أخيراً انتهى هذا اللقاء التلفزيوني .. ما رأيكم هل كنت مقنعة.. شعرت أني أمام لجنة شفوية صعبة ". تتقدم فوق الأسلاك الخاصة بالكاميرات التلفزيونية الممتدة كشبكة ثعبانية كبيرة مختلفة الأحجام والألوان.. تتحرك بهذه البذة العملية السوداء فوق بلوزة حريرية فخمة الطراز من اللون العاجي فوق حذاء ذو كعب متوسط الكعب من اللون الأسود .. بدت عملية جداً بشعرها المحبوك للخلف في عقدة كبيرة دائرية فوق قمة رأسها .. منحتها التأثير المسئول الملائم لها ..
عقب جواد وهو يجمع ملفاته التي كان قد منحه إياها بترتيب محدد .. داخلها ملاحظات بدت هامة بوقتها :" أكثر من مقنعة ..كنتِ مشرقة .. امرأة من طراز الأميرات ".
وضعت أصابعها على أوراقه هامسة وهي تقترب منه :" لولا هذه الملاحظات القانونية والاقتصادية التي دعمت معلوماتي ما كنت هكذا .. كنت سأكون في عداد النساء التي يتميزن بالبلاهة .. بلا عقل فقط يفعلون ضجة لمجرد الظهور في القنوات وأنا لست كذلك.. شعرت أني كنت داخل المصيدة وأنقذتني جواد .. كيف أنت بهذه العقلية .. بهذه الروح .. لا أحد يفعلها ".

سدد لها نظراته أكثر مستفسراً بعد امتنان سعيد كان يتمطى داخل بوابة روحه إليها .. فاستمرت بنفس الروح الممتنة :" نعم جواد لا أحد يفعلها أم لنقل لا رجل يفعلها مع زوجته .. أنت تخليت عن مجهودك لأنجح أمام العالم .. تخليت عن مجهودك في ملف الدكتوراة عن الاقتصاد .. أنت بالفعل رائع ".

مال ليضع ملفاته على المنضدة الجانبية بينما كفه الحرة تجذبها إليه حتى استقام متفرغاً لها :" هذا التصرف لا يفعله الرجل مع أي امرأة .. يفعله مع المرأة التي يحبها فقط ".

مالت بعينيها قليلاً مع تضيق في زاويتها وابتسامة تتسم بالخبث تجادله :" لا جواد .. كنت أراك وأنت تساعد يسر وتجادل من أجلها ".

مد كفيه في قمة شعرها يزيح المشابك من شعرها حتى يتحرر :" كيف يعاملونه بهذه الشدة .. أشعر أنه على وشك البكاء لو كان يشعر ".

ابتسمت منتظرة منه إجابة فهو يجيد الهروب متى أراد ".

اندفع شعرها كموجة خلف ظهرها .. انسدلت مكتسحة أي مانع .. حركت رأسها بخفة ليتماوج خلف ظهرها ..

كان رشاد بالقرب منهما يشعر بالغضب الداخلي من سخافته السابقة هاتفاً : أتفق معك يا ابن العم .. يجدن تصفيف شعرهن بطريقة تجعلنا لا نعرف فيهن الرقة فنؤذيهن بسبب تصفيفة شعر .. كنت أظنها جامدة المشاعر .. وحش أموال .. فتاة تحترف تكسير الرجال لنيل مشاريعهن ".

تنهد بضيق بالغ ثم عقب :"سأذهب لجنيتي تجلس منذ انتهت أمام القناة لتعرف مدى نجاحها من مؤشر القناة ".

خرج وعينا أخته ما زالت تتعلق بظهره العريض :" ما زال يتألم ".

صوتها الأسيف منحه القوة على الاعتراض :" أتركيه يتوجع .. ليته يفعل كثيراً ..".

كلماته الصعبة جعلتها تنظر إليه فأهداها التفسير قبل طلبه :"لولا توجعه وندمه هذا كنت سأوجعه فعلاً .. كنت سأخرج عن صبري وألكمه كلما رأيته .. كنت منعته عن التواجد في محيطك وأستصدر أمر قضائي بمنعه منك في دائرة قطرها مائة متر .. أنت لا تعرفين من هي فرسان لجواد ".

حملقتها إليه تتحلى بسعادة.. عيناها تمتلئ برضا جعله يقبض على كفها الآخر يهزهمها محتضناً إياهما معاً ثم يجمعهما في قبضة واحدة .. محركاً أصابعه على جانب وجهها في تمسيدة حانية :" أفعل كل شيء لمجرد أن أرى ابتسامة عينيك .. أي شيء فقط لتنير شفتيك بكلمة حب .. أنت رجل أحب حلمه وصدقه وعاش فيه ..رجل أحبك فرسان بصدق ".

كانت تميل عليه باندفاع تريد التمتع بصدى الكلمات على صدره .. لكنه منعها بالمسافة بينهما بأن وضع راحته على كتفها مغيراً من نظرته لتظهر وجع بدرجة مذنبة :" لننهي الموضوع الآن فرسان .. يجب أن ينتهي .. سيف .. أعلم أنك منحتي سيف كل المشاريع التي أخذها ونسبها لنفسه عن رغبة في اعلاء زوج المستقبل كما كنتِ تعتقدين .. لا أريده بيننا بعد هذه اللحظة .. لست رجل بلا عقل أو خوان .. لأشكك في كل مواقفك ".

تنهدت ببطء بعد التجمد لحظة ..اختنق صوتها هاتفة تتحدث بالصدق الذي لم يخرج من قلبها :" سيف .. كان مظهر ضروري لفتاة تعدت الثلاثين في مجتمع لا يعترف بأن المرأة امرأة إلا من خلال زوج .. مجتمع يطلق لقب عانس وكنت أسمعها من الجميع .. حتى كوثر ذات يوم عرضتها بطريقة مؤلمة .. كان شر لابد منه .. أفرح به أمام الناس .. اقنع عقلي به .. ابكي على ضياعه باعتباره فرصة قد لا تتكرر .. ليس لكونه مميز .. لكنه مجرد رجل ".

يصدقها فمجتمعاتنا غاية في التعقيد يجب التفكير في كل تصرف بمليون عقل وبشخصيات عدة قد لا تتفق مع هويتنا الحقيقية ولكنها تضع رأي الآخرين قبل خيارها .. أكملت اعترافها النهائي تجاهه لأنه الوحيد الذي يفهم ما ستقول .. بينما كفه تربت على جانب وجهها :" لم أمنحه ملفات الدراسات لينسبها لنفسه .. منحتها له ليستعين بها فقط ..ويكمل هو أنما أن يأخذها وكل ما يفعله أن يزيل اسمي ويضع اسمه .. لم أوافق عليه ولم أعرف به إلا عندما نال بالفعل الشهادات وأرسل لي نسخ إلكترونية منها .. غضبت وثرت وقتها .. لكن ماذا سأجني الكل سيصدق الوافد من الخارج .. الكل سيتصعب على حالي وينصحني الصمت فهو خطيبي على كل حال .. ويجب أن أكتفي بلفت نظره .. لذا كنت ثائرة عليه .. لأن عداد العمر لدينا غير لديكم .. عدادنا أشد قسوة جواد .. أشد قهراً".

تنهد بوجع أخذها في أحضانه .. لأول مرة يراها طفلة تتوجع .. طفلة بثوب أميرة اسطورية .. ربت على ظهرها مهداً رأسها تتوسد صدره الرحب :" لم يعد له وجود في حياتنا .. ربما ادافع عنه فقط لألكمه في أنفه .. الموضوع الآخر .. كنت مخطئ به .. لم أكن لأحب سواكِ حتى نستطيع الانتهاء منه هو الآخر .. لكنها كانت كأخت الصغيرة المدللة .. لقد اعتاد الكل على تدليلها .. كانت تسرق الحلوى من المحل وأدفع أنا ثمنها وأدعي أني نسيت وأشياء من هذا القبيل .. كانت تجيد استغلال هذه النقطة ..حتى وافقت مجبرة على فهمي .. تفاقمت داخلي العقدة القديمة أني غير منظور .. ضئيل صغير .. لم استطيع مواجهة عروسي الغاضبة لأضع أختي الصغيرة بين يدي رجل لا تحبه .. بغض النظر لدرجة تميزه .. مع عدم معرفتي كل الملابسات الأخرى .. لكن هذا هو الوضع ربما كنت أمنحها ما أريد منحه لكِ.. اعترف أنها كانت غلطة عمري عندما جعلتها بمثابة أخت وأعلم أني هكذا أذيتها ..لكنها استغلت كل شيء لصالحها ".

تنهد ببطء بينما فرسان تنصت لحشرجته الصادقة من حيث رأسها على صدره .. لم تعقب سوى بربته على صدره .. أعقبها كفها تمسك كفه توجة راحته حيث المستقبل على بطنها البارز ثم تتذكر فتشهق :بصوت انفعالي :" نسيت جواد أتظنه كان بارز بشكل زائد .. من سيراني سيقول حاملاً في عشرة .. بطني أضخم من المعتاد أليس كذلك ".

مال لأسفل قليلاً يلثم بطنها ثم صعد بمرونة :" يكفيه أنه ابن فرسان دحية ".

هتفت فيه بصدق :" سيكون اسم جواد دحية مثالي العائلة ملاصقاً لاسمه .. كم هو ممز من الآن لأنه حظي بأب مثلك جواد .. صاحب أجمل ملامح بالكون ".

كان يسحبها لغرفتهما هاتفاً :" هيا لغرفتنا قبل عودة أخيك الذي بت أخشاه .. يترقبنا كصقر محلق .. لدينا ساعة قبل السفر ".

دخلت تحت أبطه ترفل بسعادة قلب هذا الرجل .. بدأ معاً الصعود وفي منتصف الدرج سمعت صوت أخيها ينادي هاتفاً باسمها :" فرسان ".

تجمدت مكانها وكادت تضحك.. لولا جواد بدأ في حثها الارتفاع فوق الدرجات التالية .. بينما رشاد اتبعه بنداء تفصيلي :"فرسان راشد دحية الناشطة الاقتصادية التي راقبها العديد من خبراء الاقتصاد وأشادوا بها لتحليلها المميز ووضعها حلول جريئة لقضية الاقتصاد الموازي ".

ابتسمت مكانها وظهرها يرتج لكتمانها الضحكة هامسة :" هيا جواد نهبط .. يبدو أنه قد خطط لإحتفال ".

نظر إليه جواد بعد تجنب طال أمده بينما فرسان تحثه بأصابعها وتدور على عقبيها تجذب يد جواد للهبوط بينما صوت رشاد يهتف بها :" أنا أيضاً أعتذر أختي .. مظهرك كان خادعاً دائماً .. كنت سيئ معك ولم تكوني معي سوى إنسانة .. نعم ربما هذه الإنسانية ما كنت أفتقدها .. لكن منحني الله أجمل فتاتين لتهذبا أخلاقي ".

نظر خلفه لجيوكندا التي كانت تدعم ظهره وتجبره على الصمود .. لقد توجهت إليه حاملة هاتفها المحمول على أحد البرامج الذي يوضح المؤشرات للخريطة العامة للبرامج المذاعة هاتفة بنجاحهما وجدته يدخن سيجارته بطريقة تنم عن غضب .. ما ان ربتت على ذراعه حتى انفجر :" تباً للمظاهر .. كيف يتم إستغلالها لتكون سكين غادر نذبح به لمجرد تصدير مظهر ما ".

وعلمت ربط المظهر العملي بأخته .. انصتت له وهو ما تجيده معه .. حتى فرغ من غضبه ثم أجابته :" المهم هو الآن .. ما أنت عليه في هذه اللحظة .. يكفيك جعلها من النساء العالميات ".

أخذها جاذباً إياها ليعترف لأخته ويعتذر ..

هاهو يفعلها ويمنحها التوفق بيديه :" ابشري فرسان برنامجك نال أعلى تحقيق بنسب المشاهدة خلال البث المباشر ".

كانت قد شارفت على آخر الدرج عند سماعها لهذه النتيجة فتجد نفسها محاطة بيدي زوجها الذي أصر أن يكون المعانق الأول لها كما كان الداعم النفسي الأول لها همست في أذنه بصوت مثل الذهب المسكوب :" لو شكرت امرأة رجل على صناعتها .. سأكون أنا جواد .. شكراً لأنك صنعتني ".

أبعدها عنه قليلاً فلم يكن يحلم ان تقول له هذه العبارة يوماً :" لم أفعل فرسان .. أنت هكذا .. طريقتك كانت ستجعلك بهذه المكانة .. المعلومات متوفرة في كل مكان ".

أجابته ممررة راحتها على صدره ببطء ممزوج بالحنان :" لا جواد ليست المعلومات .. التفهم .. السعي .. كان من الممكن أن يفقد حلمك بريقه .. حيث كان كل شيء معكوس ولكنك حاربت لتصل لي .. شكرا لأنك حبيبي ".

ارتفعت على أطراف أصابع قدميها المحمية داخل حذائها لتقبل طرف ذقنه الناعم الحليق همس وهو يأخذها في عناق حار هامساً :" أنت أميرتي فرسان .. أحبك ".وكأن كلمة الحب وحدها كافية لغسل تلك الفترة الصعبة .. بالفعل أزاحت هموم كبرة من فوق القلب بعد أن كان مثقلاً بها .. متخماً بمشاعر سلبية ذهبت لغير رجعة ..

رفعت جيوكندا نفسها لأعلى تهمس في أذنه :" ما رأيك نبتعد قليلاً .. فهما رائعين لدرجة أخشى أن أقاطعهما ".

حرك رأسه برفض كامل هامساً منفذاً بذات الوقت :" لا يا بلهاء الأفضل ان نفعل مثلهما ".

ذراعيه طوقتا كتفيها يكاد يحطم عظامها بضمه لها .. تتأوه بنغمة جعلت شذرات الشبق تتقافز في ملامحه غمغم وهو يقبل شفتيها :" ألم انهك عن التأوه فينوس ".

همست أمام شفتيه الحارتين بعد أن ابتعدت قليلاً :" لماذا .. أهي سيئة ".

مرغ شفتيه في شفتيها ثم همس بحشرجة :" لا .. العكس فينوس تجعلني أريد الاحتفاظ بها داخلي حتى لا تغادرني أبداً ".

أغرقها في بحار حنانه .. عناقه الحار جعلها في حالة دوار .. أبعدها قليلاً فارتخت ساقها بينما رأسها المتخم على صدره .. ايقظها من ترنحها صوت جواد الهامس الواصل إليهما :" سوف نعقد لكما في أول مسجد يصادفنا بإنجلترا .. هكذا ستنجبان قبل الزواج الفعلي .. وهذا عار لدينا ".

صدح صوت رشاد وهو يسندها بذراعيه بلا خجل وكأنه لم يفعل شيئاً نكراً .. مقلداً لجواد الذي ما زالت ذراعه تحيط خصر زوجته :" كم أتمنى أن يكن أبي هو شاهد العقد .. لكن لديك حق أنت رجل وتشعر كم أعاني لأبتعد عنها ".

هتف جواد شاغلاً عيناه عن الفتاة التي أحمرت حرجاً :" ربما يفعل .. أنت لا تعلم ".

داخله شعور ما يرقى للتأكيد أن خطة راشد تهدف لإظهار فرسان حتى يبتلع هشام الطعم فيحضر وهنا سيضع عمرو بينهما .. هذه الخطة القديمة تجعله أكثر هلعاً على زوجته وأميرته ..

لكزته جيوكندا في صدره براحتها ووجهها صار يحاكي لون الشمندر القاني بسبب الخجل فيكمل طريقه محدداً :" سنتزوج في أنجلترا حتماً .. استعدي من الآن .. لأ تأجيل ".

رفعت فرسان راحتها مقرودة أمامها مطلقة قبلة هوائية لجاكي ثم قررت :" لا تخشى شيئاً هي مستعدة ".تجمعت داخل عينيها دموع الفرح تزيد من تألقها ..

ابتسامات .. دمعات.. كلها لحظات صغيرة لكنها مؤثرة تبدل حياة البشرية من أجل جلب ابتسامة أو إزالة دمعة هذه هي الحياة ..

ابتسامة ودمعة

***********

[Just Faith]

" مروان باشا".
دلف أحد العناصر وبيده ورقة صغيرة تهتز ارتعاداً من النتيجة التي وصلت .. مدها لمروان القابع عل مكتبه .. أخذ الورقة ووقف متجمداً هاتفاً :" كيف هذا ؟!!.. كيف وصل له السم ؟!!.. كيف مات ولم نأخذ منه اعترافات كاملة ".

رفع هاتفه الداخلي مؤكداً :" اتصل على هادر بك يا ابني من الرقم السري ".

بالفعل تم بلحظة ما أراد متصلاً على هادر الذي كان قد جعل أحد العناصر الأمنية المتاخمة بالمشفى العسكري يطلب له سيارة أجرة حتى يستقلاها معاً يحيط زوجته بعنايته .. لا يعرف كيف سيبدأ خطته للانسحاب من حياتها .. لا يملك القدرة على الابتعاد ولكنه لن يواجهها بمصيرها القاتل لكل أحلامها وأحلامه معها .. فلم يحصل على جواب بينما مروان يعاود التأكيد :" لا تدعه حتى يجيب ".

أخيراً رفع هاتفه الذي أعلن بإهتزاز مستمر مدى إلحاح الطالب ليجيب من حيث هو جوارها بل جعلها بحمايته .. أراد التغافل عن الهاتف الخاص بالمجموعة .. لكنه عدل فربما هذا هو من يحتاجه :" نعم مروان ..".

أجابه بجدية :" لن أهنئك على العودة سالماً هادر حتى تتأخر على الرد كل هذا الوقت ".

شحوب اعتمل وجه هادر وصوت مرهق كانت إجابته :" أنا ما زلت مرهق وأظن أنه لي راحة أيام .. ماذا هناك ولما هذا الجفاء ؟!!".

أجابه مروان بحدة محبطة :" مات مندور الويجي مسموماً داخل إحدى سجوننا المنيعة ".

تنفس هاد شهقة حادة واستقامت قامته للأمام .. نظر تجاهها غافية بين يديه كما أعلمه الطبيب فالعلاج سيجعلها تنام لتمر الفترة الصعبة .. هتف بعد أن عاد للخلف :" سوف أوصل جسور لمنزل العائلة وأعود لك .. جهز لي مكان للإقامة حتى أحضر ".

هذا طريقه الوحيد لتكون هي في مأمن من الألم .. الفرار بالعمل ؟.. لا يوجد أسهل من هذا الطريق للتنصل من القيام بالواجبات الزوجية المحببة لديه .. كيف لا وهو مع جسور .. غزالة النار التي تحرقه دائماً .. كيف سيمنع نفسه عنها لتحيا؟!!..

*****************

[Just Faith]

انتهى الجزء يا قمرات

ويارب الهنا والسعادة

يااارب يعجبكم

اقوم اريح عيني شوية

وارجع لكم اقري التعليقات

اللي هتعرف جسور فيها اية هايها

فصل هوديه ههههههههههههههههههههههههه ههههه
امووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووو ه

[Just Faith]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوفارديا92

ولا يهمك ياايمو خوذي راحتك ودامه في جزء حينزل اليوم أكيدة حنستنوه أمووووووووووووووووووووه

ههههههههههههههه من بحري وبنحبوه شغل الجمالات وشغلني وازاي نقدرو ننسوه ايوة ايوة

ايه ده احبك يا اسكندرية

ازي الحلوين والله صغير بس ده اللي قدرت عليه

اريح ساعة وارجع ابتد في الجزء الثاني

امووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووه