آخر 10 مشاركات
سارية في البلاط الملكي * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : هديرر - )           »          نساء من هذا الزمان / للكاتبة سهر الليالي 84 ، مكتمله (الكاتـب : أناناسة - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          قبل الوداع ارجوك.. لاتذكريني ! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          عشقكَِ عاصمةُ ضباب * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تريـاق قلبي (23) -غربية- للمبدعة: فتــون [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : فُتُوْن - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام شرقية

Like Tree9Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-08-19, 05:11 PM   #531

ملكة المغرب

? العضوٌ??? » 450634
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 82
?  نُقآطِيْ » ملكة المغرب is on a distinguished road
افتراضي


هههههه رحيل وهشام نهاية راح تكون مأساوية بكل ما تحمل الكلمة من معنى
فعلا سلسلة رائعة جدا
تحية كبيرة للكاتبة المبدعة 😙




ملكة المغرب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-19, 10:19 PM   #532

وردة حلب

? العضوٌ??? » 430021
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 80
?  نُقآطِيْ » وردة حلب is on a distinguished road
افتراضي الآن فقط أجيبك من سلسلة حد العشق

كاتبة اقل مايقال عنها انها مبدعة استمتعت بقراءة السلسلة ومتشوقة. للجزء الأخير وشكراااااااا عمجهودك وتعبك

وردة حلب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-19, 02:22 AM   #533

ام الارات

? العضوٌ??? » 390163
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 588
?  نُقآطِيْ » ام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond repute
افتراضي

سالخير والسعد والهنا ... مش برضه قلت فيه فصل النهاردة 😍😍😍 .. الجمعة كان دمه تقيل من غير طلتك علينا

ام الارات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-19, 06:03 PM   #534

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنااااااااااااااااااااا جيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت تت
ومعايا نص فصل دسم

بجد أنا نسيت نفسي وأنا باكتبه وأخيرا عرفنا نكتب رومانس من جديد

ههههههههههههههههههههههههه ههه
اشكركم لصبركم عليا

امبارح نمت طول اليوم بجد وكنت كاتبة لحد الصبح 4000 كلمة

لكن الهام جت وهزئتني وقعدت تقولي اكتبي

هههههههههههههههه
المهم ربنا يجيب الخير على رأي اخويا الصغير

انا دلوقتي هانزل لكم نص الفصل

والنص التاني بأمر ربنا غالباً الأربعاء

حسب المود

امووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووو وه


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 04-08-19, 06:07 PM   #535

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع

بعد يوم كامل**

وميض آلات التصوير .. جعل عقلها يومض كل مرة بصورة أبيها وهو ينقل من مقر الشركة للمشفى .. لا تكاد تصدق أنها هنا .. تدعي .. تكذب .. تمثل السعادة .. نظرت حولها بعيني تكاد تقطر مقلها عبرات من أمطار سوداء .. تبحث عنهما ولا ترى لهما أثر .. تعثرت فيما لا تراه لتجد نفسها محاطة بجسدين قويين .. نظرت عن يمينها لتجد جواد الذي أحاط بها لتوه.. وضع على كتفها معطف كشميري .. لا تعرف متى ارتدت ملابسها فقد بات كل شيء مضبب في عينيها .. رفع رشاد كفه لأعلى بإشارة آمراً رجاله التصرف مع نسور البابرتزي الذين أنقضوا عليهم كطيور جارحة يبغون تصريح .. طوق أربعتهم شبكة من رجال أمنه .. من بدأ يقودهم للسيارة الفان الفاخرة ذاك الفرد ذو الشعر المصبوغ والشارب الكثيف الأسود .. بدا عالماً ما يفعل ..

نظرت عن يسارها تتأكد من الخبر في وجه أخيها .. وجدته حاد العينين جامد القسمات .. كل ما فعله أن ربت على مرفقها حيث كان يسندها بأصابع حانية .. داخل السيارة كان مستقرها ..

الخبر يؤكد أن والدها انهار قلبه بالفعل ولحظات حرجة يعيشها وحده ..

ترتجف داخليا وتسير كالسائر على رأسه .. كأنها بلا هوية .. كانت ترجو أن تكون هذه حيلة جديدة .. لكن حتى اتصال جواد بأخيها مالك أكد الخبر رفضوا أن تحادث أخويها التوأم خشية عليهما حتى لا يرتبكا .. همس رشاد الذي جلس أمامها تجاوره جيوكندا في السيارة ذات الصالون الفاره لجواد :" هل أنت متأكد من المعلومة .. لماذا علينا التوجة لفرنسا .. أليس الأفضل التوجة للوطن ".

عقب جواد بتحديد :" نحن نختصر الوقت .. راشد سينقل لفرنسا اليوم للعلاج ".

لم يصدق كل منهما هي وجواد أن العالم سيتحدث عن هذا الحدث الذي تم اعتباره هام جداً لمجرد أنه يخص شخصية مالية صارت عالمية .. مع ارتباطها برجل المال فيتوريو صار

كل كلمة تطرق داخل عقلها كسياط مسلطة على قلبها .. بدأت عيناها تحترقان بالحرارة ليهطل سيل الدموع بينما كف جاكي تربت على فخذها بهدوء مواسي ..

فتحت هاتفها على الأخبار لتعيد ذات الصور التي ينتقل فيها والدها بواسطة سيارة الاسعاف من المكتب حيث سقط للمشفى يجاوره عمها .. هتفت بضيق :" أليس لديهم سوى هذه الصور .. أليس هناك جديد أم أن والدنا لا يستحق منهم التتبع لأخباره ".

ضمة حانية قام بها جواد ليهدأ من انفعالاتها .. مدركاً مدى غضبها ، فهو من شاهدها من قبل في موقف أقل من هذا لكنه يشبهه.. حيث جذبها بذراع الممتد خلفها لصدره الرحب ..

بينما رشاد يمرر أصابعه في شعره عشرات المرات هاتفاً :" لا يعنينا أحد سواه .. لن نمنح أي تصريح صحافي أو إعلامي كما طالب مالك جواد ".

ثم نظر للسائق خلفه بتوتر مختنق حتى من السيولة المرورية الطبيعية :" أسرع أكثر ".. غضبت السيارة مزمجرة مرة واحدة ثم انطلقت كنفاثة تريد شق جدران الصمت الذي يلفهم .. عاد يقول مستفسراً :" لماذا لا نجلب له الطاقم الطبي ونجعله ينتقل للوطن وتكون الجراحة هناك .. أليس هذا أسرع ؟!!".

غمغم جواد باستحسان للفكرة لكنه عاد يؤكد :" لقد طرحت الفكرة على مالك ولكنه أكد أن الطبيب ينتظرهم بالفعل ".

أطبق كفيه ببعضهما في حركة دائرية دؤوبة متوترة بتعاظم .. تلف جاكي كفها على مرفقه هامسة :" هون على نفسك رشاد .. سيكون بخير حال ".

غمغم بخفوت متصوراً أن صوته لن يصل لأخته :" لم أشبع منه جاكي .. كنت أتمنى أن يراك لتعشقينه ".

هتفت فرسان خلف نظارتها الداكنة مما جعله يدرك انها سمعت :" لي عمري كله معه ولم أشبع منه ".

ثم أدركت الحزن في موقفه همست في قوة :" لكن أبانا شديد .. لن يسقط بسهولة .. بشر رشاد حتى ندركه ".

تكالبت عليها أنياب الخوف فبكت بحرق على صدر جواد .. الذي كان يدعو بصمت مطبق أن لا يحدث لراشد ما يسوء .. ربتاته يحمي بها أميرته من الخوف ولكنها فشلت مع الحزن ... حزنها أكبر من كفيه ودفئه .. حزنها اغتراب محقق ..
***********




التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 22-08-19 الساعة 12:43 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 04-08-19, 06:11 PM   #536

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


العشق هو صورة المستحيل الوحيد الذي يلتهب كلما قابله الرفض .. يشتعل لوجود حائل يمنع التواصل والتحقق .. يجعل طرفيه يغنيان أغنية المستحيل لتحقيقه .. لكن الخوف كل الخوف من حرائقه عندما لا يكتمل باللقاء .. يصبح مدمراً لكلا طرفيه ..
وصل أخيراً بالسيارة الأجرة .. ما زال بالمقعد الخلفي للسيارة الصفراء منح السائق الهاتف بيده حتى يتواصل مع الشابة مرة أخرى ففعل الرجل بتفهم للوضع .. فهذه الشابة التي تجيد الإنجليزية أنقذت كلاهما من ضياع وقت شديد .. أعلمها كم يريد معيداً الهاتف لسنمار مرة أخرى فأخذه متلهفاً :" نعم .. كم يريد آنسة ؟!!".
أنصت إليها ثم كرر :" معي يورو ".

أعلمته كم يدفع وعقبت :" اليومين القادمين سكون لدي عمل في لندن سوف أمر عليك لأسلم على زوجتك وطفلك ".

أجابها بكل ليونة ونفسه تائقة للحياة :" كم يسعدني هذا .. زوجتي ستسعد كذلك .. هي تحب جميع الناس ".

أغلق الخط ثم دفع أصابعه داخل فتحة جلبابه الطولية التي تظهر ما أسفلها من ملابس بيضاء موشاه بخطوط حريرية سوداء تناقض ملابسه هو ما جعل السائق يقف ملبياً طلبه .. أخرج محفظة جلدية كبيرة على شكل طيات وضع أصابعه داخلها ليخرج ما أملته عليه هاتفياً ، ومنحه للسائق الذي بدوره منحه بطاقة فيها أرقامه وأرقام شركته التي ينتمي إليها ولم يحاول النطق حتى لا يضع بينهما لحظات جديدة من عدم الفهم .. ثم هبط ليجلب له حقيبة ملابسه من الحقيبة الخلفة للسيارة ..

تركه خلفه وبجواره حقيبته ثم قاد سيارته مغادراً المكان .. ينظر حوله ورياح هذا الوقت من العام تملأ جلبابه الفضفاض بالهواء ثم تعود فتفرغه .. وكلما دار حول نفسه يلتف الجلباب على ساقيه ..

أخذه المنظر كله .. ما هذه الخضرة اليانعة السعيدة .. نعم سعيدة ..

هو مزارع ويعلم متى تكون الزروع سعيدة .. لونها يجلب البهجة للناظرين ولها .. هل انعكس الشقاء في بلاده حتى على الزروع ؟!!.. صارت كئيبة داكنة اللون رغم ان بلاده الشمس عنها لا تغيب ..

ربما نحن من لم نعد نميز بين لحظات السعادة لندرتها في حياتنا .. هكذا فكر .. لكنه عاد ينهر نفسه .. هيا سنمار جد سعادتك بنفسك .. هل ظنت أنها ستغادرك فعلاً للأبد هي وطفلك ..

حمل حقيبته مسروراً لما فعله .. يشعر أنه قد أحدث إنجاز بحياة الأخرين وحياته ..

وضع حقيبته بعد أن ارتقى الدرجات الافتتاحية للدرج الذي يؤدي للباب الزجاجي بإطاره الأبيض المشع بهجة .. ابتسم لنفسه .. هل البهجة داخل الأشياء أم داخله هو لمجرد وجوده هنا حيث يشعر بها وبأنفاسها ..

مد اصبعه ليدق الجرس .. انتظر لحظات ولكن ما من مجيب عليه ..

ترك حقيبته وبدأ ينظر حوله فلم يجد أثر لحياة حوله .. هناك فقط سيارة سوداء على البعد القليل لدرجة لم يلحظها بالبداية ..

عاد يهبط الدرج الصغير وينظر حوله .. تحرك لينظر على جانبي المنزل الأبيض ولكن لا شيء سوى العشب وبعض الأجمات ذات الورود المزهرة ..

لم يجد غير الصبر رابطاً له يتمسك به حتى يراها .. عاد يصعد الدرجات ويجلس فوق الحقيبة الكبيرة التي أصر عليها باسم .. للآن لا يصدق أنه تركه يبتاع له هذه الملابس الهزلية .. وتلك البذات التي لا تليق به .. كان كل ما يهمه أن يغادر فقط .. بطريقته وجلبابه الذي ما زال يحتفظ به على جسده متجاهلاً كل النظرات المستفسرة واندهاش وجوه كثيرة صادفته .. لكنه هكذا وسيظل هكذا ..،

وكذلك للآن لا يصدق الثروة التي انفقها على نفسه في ساعات قليلة ..

ابتسم يتذكر مظهره المذهول وهو يمنح الشيك للرجل الذي أحضر البذات ليقيسها في منزله .. امتلأت عيناه بابتسامه أكبر من هذه الراحة التي شملت كل خلاياه لمجرد أن صار يعتبر منزل سكنته منزله .. عاد لأخيه يسأله عن طريقها فوجد لديه كل المعلومات مما جعل الراحة تسكن قلبه .. غادرت جينا وكالي لكورن ويل في منطقة ليسكارد البحيرات الإنجليزية .. كان باسم يجلس جواره ينصت معه على الحديث ليضمن بقاء وضعه سري رغم وجعه أن صوت سمراء كان متعب فسألها من أجل أخيه :" سمر ما بك يا زوجة الغالي ؟!!".

تنهداتها أحرقت قلب باسم أكثر مما هو محترق :" الغالي ذهب سنمار ولا أعلم متى سأذهب إليه ؟!!".

هتف بهلع من نبرة اليأس في صوتها خاصة عندما كتم باسم شفتيه حتى لا يصلها صوته عبر المكبر :" لا تقولي هذا سمر .. أبعد الله الشر عنك .. يا زوجة الغالي وأم الغالي الصغير .. لديك باسم أعتني به من أجل أخي وأجلي .. ما رأيك أن تعودي للمنزل".

ليتذكر نسيان انتقامه من رحيل وسوداوية قلبها.. عندما حضر له خبر مغادرة أسوار البلاد .. فيعدل عرضه لان رحيل ما زالت سجينة المنزل .. كل ما استطاع فعله إعادة هنادي لمنزل أبيها ومنحه ما يريد منها .. المال فقط هو ما يريده أمثاله :" سوف أذهب لأجلب أم الغالي ثم أحضر لك فنأخذك لنحيا جميعاً معاً ".

فكانت كلماتها المؤكدة له قرارها السابق :" أنا هنا في راحة مع باسم .. في منزلنا حيث ذكرياتنا "... ثم ألحقت بتهذيب :" شكراً لسؤالك سنمار .. أعلم أنك تريض تعويضنا أنا والطفل عن غياب باسم .. لكنه لا ينسى باسم قد سكن القلب ولا مجال لنسيانه لحظة ".

اختناق صوتها جعل باسم يدرك دمعتها الهابطة لتحرق لبه وتحرك مشاعره للوفاء المجسد فيها ... بينما سنمار يكمل :" أنت أختي الصغيرة سمر.. وهناك خدمة أريدها منك أختي".

هتفت بهدوء :" نعم عيناي أخي ".

أجابها بتعليق ملح :" أريد رقم أخت كاظم فريح خطيب صديقتك فدوى .. أخته التي تعمل في وكالة ترجمة إخبارية .. كان باسم قد حادثني عنها ".

أجابته :" رقمها ليس معي ولكن لو تنتظر أتصل على فدوى لأجلب لك الرقم ".

لكنه لن يستطيع الصبر فهتف بحدة مقاطعة :" لا امنحيني رقم فدوى أو خطيبها وأنا سأتصرف .. الموضوع عاجل ".

.. كانت فرحته كطفل صغير حصل على حلوى .. أو ملابس العيد احتضن الهاتف بعد أن حصل على الهاتف في رسالة خاصة .. ثم اتصل على فدوى التي بان عليها الإنزعاج بالبداية :" هل سمراء بها شيء ؟!!".

كانت إجابته هادئة :" لا .. لا .. أنا فقط تذكرت أن المرحوم باسم كان قد ذكر أن أخت خطيبك مترجمة فورية .. تتنقل بين انجلترا وأمريكا .. وأنا مسافر وكنت أحتاج خدماتها كمترجمة".

ها هو هنا أمام المنزل .. معه حقيبة مليئة بكل أنواع الملابس وكأنها عصور مختلفة .. يفكر في أخته التي هاتفها فقط ليغادر بكلمات عادية وهو الذي لم يكن يريد مغادرتها .. لكنها أصبحت طقس يومي في حياته .. يتصل عليها كل يوم وعلى زوجها أيضاً .. يكفيه هيئته وهو يحتضنها بغرفتها ..

عندما دلف عليهما ويده بيد أسواره يجذبها جواره .. كانت أخته وجنة نائمة على الفراش بينما زوجها يميل عليها يحتضنها بقوة وصوته الشاكر لله ولها على هذه السعادة التي يحيها في هذه اللحظة .. شيء جعله ينظر للرجل نظرة مختلفة .. مدركاً أن الماضي عاد بملحقات إضافية يجب عليه أن يتقبلها حتى لا يفقد الماضي ..

تقدم وهو يمهر صوته السعادة .. هاتفاً :"مبارك لكما.. نما في عزكما .. وجنة وأدم ".

نظر إليه أدم من حيث يميل على زوجته ..استقام أدم بحمله وهو يساعدها على الجلوس قليلاً.. مستقبلين الوجه الباسم الجديد وكأن هذه الشقراء الحاجبين قد عدلت مزاجه .. نظر للعائلة الجديدة وهذان الطفلان في سريرين منفصلين بزاوية الغرفة :" ما هما ؟!!".

أدرك أدم انه يعني جنس الطفلين .. تحرك يمد كفه للرجل هاتفاً بطريقة مهذبة وكأنه هو الأخر يمد يده بالسلام له من أجل زوجته :" تعال أيها الخال .. أنهما صبيين ".

همس سنمار بتقريع مبسط :" ألم تكن أنت من طالب بالتحليل البغيض لتثبت أني خال هذين الجنيين ".

ابتسمت وجنة حيث هي وكانت تريد الاعتدال فوجدت أسوار تتجه إليها بطريقة حاسمة مهتمة فتساعدها وتتعلق هي بذراعها لتعتدل أكثر فتهيء مع حماتها جلسة مريحة للوالدة الجديدة ..متحدثة بين أوجاعها بصوت واهن :" أعلمه أدم ".

فلم يتردد معقباً للرجل الذي وضع يده في اليد الممتدة له بترحاب :" لم توافق آمال على إجراء التحليل .. وصرفنا أخصائي المعمل .. قالت أخي الوحيد علمته بقلبي .. لا أحتاج لتحليل معملي ".

بينما صوتها يصدح بخفوت سعيد من الخلف :" كم كنت أتمنى أن يكون باسم حي .. لا أصدق أن هذا الرجل الذي قدمت فيه التعازي هاتفياً لزوجته هو أخي .. ليتني علمت بوجوده يوم واحد ".

استدار لها سنمار وهو يتنفس ببطء بينما أسوار تلاحق هفواته فتوقف إندفاعه بصوتها الأسيف :" باسم كان أحن رجل .. لم أرى بحنان عمي راشد سواه".

وكأن في كان كل شيء جعله يصمت نهائياً مكرراً داخل عقله .. كان.. كان .. ثم أفلتها بعد لحظة تواصل بادل فيها النظرات مع أخته ورفيقه دربه أسواره : " كان رجل رائع .. كنت ستسعدين بوجوده ".

إرتفع صوت أسوار باستفسار :" ماذا ستسميان الصبيين ؟!!".

هتف أدم :" كنت سأسميهما أنا ... لكن هذه المرة سأترك الأمر لوجنة ".

نظر له الجميع ليهتف بسعادة :" لا يهمني ما اسمها حقاً .. الذي أعلمه أني أحب هذه المرأة بروحها .. بجنونها .. حتى بغضبها .. أحب أم أولادي ومن عصمتني الأخطاء .. من جعلت شخصيتي تتبدل فأكون الرجل الذي أحب .. هذا الرجل هو ما أنا عليه ".

همست بخفوت وهي تلملم شعيراتها النافرة المشعثة خلف أذنيها ووجهها ممتقع في حمرة جنونية خجولة :" طالما هكذا أدم .. أحب أن أكون وجنة بشكل دائم رسمياً .. وأحب أن يكون أولادي بأسماء أخوتي .. سنمار وباسم .. ربما يكونا لي عوضاً عن الحياة البائسة التي عشتها بعيداً عن عائلتي ".

تقدم منها سنمار بخطوات قوية متلهفة .. يريد أخذها في أحضانه المفتقرة لوجودها .. ثم توقف جوار أسوار وكأنه يستأذن من الجميع مشيراً بكفيه نحوها .. ابتسم أدم من مكانه جوار أولاده حيث كان يقف سنمار ثم أشار له ليتقدم .. ففعل .. وضعها داخل أحضانه القوية يلملم بها عثرات الأيام الماضية .. وتجمع فيه شتات ضعفها بدون عائلة .. مشهدهما جعل الدمع ينساب من عيني كل من كان بالغرفة .. صوتها يهمس :" لقد تعبت جدا سنمار بدونكم .. تعبت جداً".

ربت على شعرها داخل صدره ثم مسح دمعاته الحارقة لوجنته :" أنا مت من لحظة موتكم وجنة .. لو كنت أعلم أنك حية كنت جلبتك من أي مكان ".

سألته وهي تمسد عينيها وترفعها لأعلى حيث وجهه :" كيف مات أبي وأمي سنمار .. كل ما كنت اذكره الأرجوحة التي صنعتها لي .. وشاطيء ماء فلم أكن أعلم هل هو بحر أو نهر؟!! .. لكن أمي وجهها كان يبرز لي بأحلامي وأنا صغيرة بعد ذلك لم أعد أتذكرها ولا أتذكر شيء ".

هتف بحسرة مقتضباً:" حريق كبير بقصر الماء ماتا فيه وماتت معهما جورجيا أم أسوار وزوجة عمنا صفوان .. القصة كبيرة يا وجنة ليس مجالها الآن .. سوف أتركك فترة تتعافين .. سأسافر البلدة ثم أعود لك ".

هتفت بحدة :" جورجيا نعم أعرف هذا الاسم كانت خالتي جورجيا هكذا كانت أمي تلح كلما ناديتها باسمها .. كنا معاً ولكن لا أعرف أين .. لا أتذكر ".

كان قد انتعش الأمل في عينا أسوار ولكنه عاد يهبط من جديد بينما عيناه كانت رحيمة باخته التي همست بخجل مما ستتطلبه :" لا تتركني أخي ".

دفع رأسها لداخل صدره مرة أخرى يمنحها ما تتمنى من حنان :" هل بعد أن وجدتك سأتركك .. لا حياة لي بدونك يا صغيرتي ".

ثم أردف بمرح :" كنت تغيظين أمي وتطلبين ضفيرة سنمار بدلاً من ضفائرها .. سأعود لأضفر لك شعراتك هذه حتى لو أصبحتِ عجوز بيضاء الشعر ".

كان ينظر لأدم بنظرة مفادها لي حق فيها .. تقدم أدم بعد أن حمل طفل من طفليه :" هيا يا ماما نريد الطعام ".

حركة كانت دامغة ليدرك فيها سنمار أننا تبعات لهذه الأم ..

فأبعدها بعد ان طبع قبلة على جبينها هماساً بتفهم :" هناك حياة يجب ان تعاش يا صغيرة ".

مسدت عيناها بكفيها لتتناول صغيرها .. قبل الصغير بيد أبيه وأخرج من حافظة أوراق نقدية متعددة ودفعها في ملابس الصغير .. بينما أبيه يعتليه الغضب وتلوح أمارات الحنق عليه وأمه تبتسم في مكانها حيث استوت على الفراش الأبيض .. مما جعل أسوار تعلمه بهدوء :" هذه نقطة المولود .. عادة جميلة ".

كان سنمار قد تحرك بالفعل تجاه الصغير الآخر وفعل بنفس المقدار ولكنه هتف .. رغم أنهما متشابهين لكن هذا هو باسم .. هادئ ومسالم ".

نظر الجميع للطفل الصغير المتوسد فراشه بهدوء ".

ثم عاد للصغير الآخر الذي كان قد أستوى في حضن أمه يحرك كفيه بنشاط مفرط وكأنه يحتفي بهذا القرب من أمه التي يعلمها أكيد سواه الله نطفة من علقه هذا رابط ينمو تحت جدر ثلاث لا يدركه سوى المولى الخالق :" أما هذا فسنمار .. عنيد .. لكن أطلقوا عليهم أسماء أخرى .. رغم سعادتي بهذا الخيار .. لكن أجعلوا أسمائهم مختلفة ربما يختلف حظهم ".

فيسمع صوت أسوار :" الحظ لا تغيره الأسماء بل الأفعال سنمار ".

عندها سدد لها نظرة قوية هامساً بوعد :" سأريك.. كيف يكون الفعل !!".

احمرت خجلاً لحظتها وكأنه يعدها بالغرام .. أدرك أنها تفهمه وهناك رابط بينهما لا ينفصم أبداً ..

كفاه ذكريات .. كفاه رحيل داخل نفسه .. من إغتراب لإغتراب حتى مل الحياة كلها .. زهدها .. بدونها لا حياة له .. لا رغبة حتى في أبوته الحقيقية ..

خرج من بئر الذكريات واعداً نفسه بإنفاذ مخططه لرحيل فلتحيا في السواد الذي ساهمت في صناعته .. تعيش حيث اختارت الموت .. تعيش جوار القبور التي أوجدتها بغلها ..

وقف ينظر حوله وقد فقد الصبر نهائياً .. ينصت مرتكزاً على السياج الخشبي الذي يحيط شرفة الباب الخارجية .. سرعان ما بدأت نبضات القلق تترى على أوردته وتلهب أعصابه أسئلة .. أقلها أين ذهبت ؟!!.. وأعظمها .. هل تراها هربت مني مجددلاً؟!!..

مضى يقطع الأرض مجيئا وذهابا بخطوات قوية تكاد تحدث شقاً أسفلها في الأرض الخشبية البنية اللون ..أنفاسه تخرج زفير يكون عتمة ضبابية كلما نفسه بسبب برودة الجو الحادثة حوله .. يضم قبضته اليمنى داخل اليسرى بعقدة خلف ظهره .. يفرد أصابعه اليمنى ويقبض يزفر هواء ساخنا ينافس حرارة النيران.. يضرب قبضته اليمنى في راحته اليسرى.. تتفصد عروق رقبته إنتفاخاً لتبرز بوضوح..

حال غير اعتياديه من التوتر يعلو عقله تفكير واحد .. أنها هربت منه للآبد .. لكن لا أبدية بدونه .. الأبد بجواره وتحت كنفه..

حاله هذه ترميه في بحر الذكريات حيث دلف منزل عمه يصرخ في كل من فيه :" أين أسوار ؟!!.. أين هربتُموها؟!!".

هبط آنس من الدرج العريض هاتفاً:" أخي سنمار رجاء نحن في ظرف إستثنائي .. ليست هذه الطريقة التي تتعامل بها مع الأمر ".

بينما صدح صوت مالك خارجاً من مكتب أبيه خلف الجسد الرجولي الضخم :" أنت هنا في مكان أبي .. تتحدث بأدب أو ترحل ".

التفت للرجل الصغير وأغتمت عيناه بهياج المستحيل وهو صمت العاشق .. كيف يصمت عن حقه فيها .. انتفض بغضب ملأ عيناه ثم هتف ببرودة مختنقة الأطراف :" أنت من ستعلمني الأدب .. أليس كذلك ؟!!".

اقترب مالك منه وداخل عينيه تصميم شديد هاتفاً بصوت خشن :" نعم أنا .. عندما تتحدث عن أسوار دحيه تتحدث بأدب .. تخلع حذاءك لأن التراب الذي تسير عليه يصلح لوضوءك .. أتفهم ".

مد يده على صدر الفتى يجمع قبة قميصه ويجذبه إليها والشاب في حاله هياج يمتنع عن التقدم ولكن فروق جسدية قهرته فجعلت جسده يطيع ما امتنعت عنه إرادته وصوته يحتج بعصبية أكثر :" لها كل الحق لتتركك .. بدوي جاهل .. يكون معها .. كيف هذا .. سيطلقها والدي منك .. أنت لا تليق بها ".

مفتاح هذا الرجل يكمن في نقاط ضعفه .. حلمه الذي صدح وغادر مولياً .. ليهتف بحقد :" لم يكن لي أب يصرف علي الملايين لأكون بهذه الهيئة الزائفة يا فتى راشد ".

احتقان غريب متوتر دفعه بالهواء بينما مالك ينزع نفسه من يدي هذا الرجل البدائي .. هاتفاً :" حسنا فعلت أسوار بمغادرتها ".

هتف صوت باسم من الخلف حيث كان يقف فوق الدرج خلف آنس في بقعة كانت خالية من وجوده :" جينا من سافرت سنمار وليست أسوار ".

هتف مالك مقاطعاً حيث هو :" لا تتحدث يا ابن عمي إليه .. لا يستحق سوى تراب حذاءها وهذا كثير عليه ".

تحركت قبضة سنمار لتواجه وجه هذا الفتى ولكن باسم هتف حيث هو :" سنمار .. تعال معي ".

انتفاض مالك مرة أخرى جعل باسم يدرك أنه يخشى خطة أبيه فرفع أصابعه مجموعة لأعلى مع نظرة من عينيه لم يدركها أحد سوى سنمار الذي هدأ فجأة .. كما غلى الدم في عروقه بفورة العصبية .. هل فعلا تركته من أجل أنه لا يناسبها .. هذا السؤال الذي رفض باسم الإجابة عليه عندما هتف به في لحظة انفرادهما :" لا أفهم .. هل فعلاً لا أناسبها .. سواء كانت جينا تلك أو أسوار هي زوجتي .. وأريدها ".

هدوء باسم جلب الرعب في قلبه :" عندما تعيشان معاً ستعلم .. دعنا الآن نعرف ما تريد بالضبط ؟!!".

صراخه الحاد بأخيه :" لا تعرف حقاً ..أريدها هي .. لن أتركها في الخارج وحيدة ".

باسم يريد منه عكس ما يقوله .. يبتغي تصرف مغاير لهدوءه .. لأن أسوار تستحق السعي الحثيث إليها :" ربما هي لا تريدك سنمار .. أنت لم تسألها يوماً عما تريده هي .. كل الكون بينكما كان يدور حول ما تريده أنت ".

لم يجب لحظتها .. كان فقط ينظر لأخيه .. الذي ساعده وهيء له السبل ليكون هنا في منزلها الإنجليزي الرائع الجمال .. نظر للأمام حيث الدرب الطريق المؤدي لحديقة أشجار كثيفة مطلقاً لنفسه بهمس موجع للروح :" لا أريد سوى أسوار .. بدونها أموت .. تشيخ سنمار بدون أسوارك .. تصبح كحجر قمري صلد ".

تنهد ببطء من جديد .. هل بعد كل هذا العذاب بينهما .. لا تريده ..لن يصدق هذا .. حتى لو أعترفت له بنفسها .. ألم تنصت يا سنمار إليها وهي ترفضك .. ما هذا الذي يحدث داخله .. هل تجثو روحه لأسفل بهذه الطريقة ..

عاد يحاول معانقة الهدوء فيستوي على حقيبته مرة أخرى .. في إنتظار مرير جداً .. فهو يكره الإنتظار ،وخاصة إنتظار اللحظة التي يلقاها بروحه .. يشم عطرها بكل خلاياه ..


***********



التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 22-08-19 الساعة 12:44 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 04-08-19, 06:11 PM   #537

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


***********
بذات الوقت**
تحركت من قلب الغابة القريبة من المنزل .. تسير في الممر الأسفلتي الملتوي يحازيه من الجانبين أشجار خضراء والأرض تغطيها سجادة من العشب الناعم .. لم تصدق أن منزلها الجديد محاط بكل هذه المناظر الطبيعية .. خاصة الأشجار المحيطة بالمنزل شيء من الخيال .. تفصلها عن الغابة طريق معبدة من الجانبين باشجار الحور .. لم تحبذ استخدام السيارة في هذا الجمال الذي يحملها لجو يشبه الجنة .. شيء من الصفاء والراحة شعور الرضا عاد يكتنف جنبات نفسها .. تحرك الرجل جوارها جعلها تنتبه له وكأنها أول مرة تراه .. وجدته يزيل أحد ذرات الغبار عن حذاءه الكلاسيكي الفاخر مما جعلها ترتبك بسبب الذنب الذي لبسها للتو :"آسفة سيد هيتمان .. لم أرد أن أرهقك ".
رفع عينيه تحت نظارات طبية مستديرة الشكل فاهتز شعر رأسه الناعم متهدلاً للأمام لطوله المميز .. مما جعله يعيده لسيرته الأولى بأصابعه ثم انتبه أنه لم يجب عليها :" لا شيء سيدتي .. القصة أن لدي مواعيد هامة .. لولا هناك توصية من محامي سيادتك الذي هو صديق حميم لوالدي .. ما كنت تركتها ".

طريقته الأنيقة ضايقتها .. كان هو الوحيد الذي يفسد عليها جو النزهة .. لتلبس رداء فرسان فتجيبه متعمدة إحراجه :" ربما لو أرسلت أحد مندوبي المبيعات أو سماسرة الxxxxات .. كان أسهل لي ولك ".

تحركت للأمام بقصد قطع الخطوات بطريق عميل غضب .. أدرك أن عمولته الخاصة أو العقد سيضيع من بين يديه ..أسرع خلفها لاهثاً :" سيدتي .. لم أقصد .. فقط لو كنا استخدمنا السيارة كنا انتهينا في نصف الوقت .. أيهم ستختارين ".

تحدثت كسيدة تدرك ما تريد :" أريد ثلاثة أكواخ من الفئة المتوسطة .. لكن بشرط ".

وضع حقيبته الجلدية أرضاً .. وحرص على إخراج مفكرته الإلكترونية ليدون عليها ما ستمليه :" أريد جميع الشرفات مغطاه بزجاج ".

رفع سبابته رافضاً كلياً :"سيدتي .. لا يمكن .. الأكواخ المخصصة للشخصيات الهامة من الفئة ج هي فقط ما تغطي شرفاتها بالزجاج كما رأيتِ..أما الأكواخ الباقية لا .. هذا نظام موحد ولا يمكن تبديله ".

هتفت بعد أن حضرتها فكرة :" لن أستأجر إذا .. أريد تبديل العقود .. سوف أشتري الأكواخ ".

حرك سبابته بهدوء موضحاً :" هذه قوانين المنتجع .. جميع منطقة البحيرات من محطة ليسكارد حتى هنا بذات النظام ..حتى لو اشتريتِ لن تستطعين تبديل أي شيء من التصميم الهندسي والفني للكوخ ".

جنب عقلها تفكيره في جمال المنطقة وركز كل اهتمامه على عنصر الحماية .. فالمستوى الثاني من الأكواخ مرتفع فوق سطح الأرض يسهل حمايته وكذلك بعيد عن مناطق تجمع الناس ممن قد يجتمعوا على البحيرات .. أما المستوى الخاص فهناك زجاج يحيط بالشرفات حتى يمنع أي هجوم أو على الأقل يحد منه خاصة لو تم تبديل الزجاج لزجاج خاص من هذا النوع المقاوم للرصاص ..

بدأت تحدد أولوياتها بأمر مباشر :" حسناً.. سوف نؤجر ثلاث أكواخ .. لكن الزجاج في النوافذ والشرفات يجب تبديله ليكون مقاوم للرصاص ".

ارتعدت فرائص كولينز وتعرق جبينه بغتة :" هل أنتِ عنصر في خلية إرهابية .. ".

ابتسمت بسخاء من سذاجة تفكيره ثم حادثته موضحة :" لا أن قاطني الأكواخ .. شخصية سياسية كبيرة .. صديق لوالدي ويجب حمايته ..".

تنفسه بدأ في الانتظام لكن عينيه يملئها التوجس :" نعم .. هكذا .. لابد أنك تعلمين أنه يتم الإبلاغ عن أسماء الأشخاص الذين يؤجرون الأكواخ ".

أجابته بهدوء :" نعم أعلم .. لذا منحتك رقم هويتي والاسم .. أنا من سيستأجر هذه الأكواخ كمواطنة إنجليزية .. يحق لي دعوة أصدقائي بدون تطفل من أحد ".

غضبت عيناها .. وتحركت بالفعل قاطعة الطريق أمام أي كلمة جديدة قد تقال .. فهذا الرجل ينظر إليها بشك من أول لحظة رآها فيها .. بدأ التوجس من تلك اللحظة التي تحدثت للغالي بالعربية وهي تمنحه للفتاة الإنجليزية التي أوصى بها المحامي لتساعدها كجليسة للغالي ..

تحرك خلفها هامساً :" نعم سيدتي .. سوف أنفذ لك ما تريدين لكن هذه التكاليف الإضافية ستضاف على حسابك .. لن تتحملها كإدارة المنتجع ".

حركت له رأسها بنعم مرة واحدة .. بلا توقف كامل منها .. تريد الخلاص من هذا الشخص .. انطلقت سائرة على المنحدر الذي بدأ يجعلها تهرول فهذا الجزء بالذات شديد الأستقامة .. خطواتها المسرعة جعلت كتلتها أخف بالنسبة لأي حجر قد يتحرك تحت قدمها يكون من اليسير إطاحتها أرضاً..

لم تدرك الذلة التي وجدت نفسها بها إلا عندما أحاطها هذا الرجل بكفيه وهو يحمل حقيبته في إحدى اليدين لتصدم بعنف في كتفها .. كل هذا الإرتباط ليمنع سقوطها المباغت .. لم تجد سوى كتفيه لتتعلق بهما وهو ساعدها أكثر على البقاء منتصبة بيده الأخرى التي سندت كتفها .. لمحة إنسانية قربت بين غريبين شديدي التنافر .. استوجبت الشكر الداخلي منها ..

من خلال عينين آخرين .. اتسعتا صدمة بعد فرح لمجرد رؤية طيفها .. التقطت عيناه حركة قماش بنطالها الزيتوني الواسع وكأنه يرتد على ساقيها مظهراً نحافتها الشديدة وإنحسار بلوزتها القطنية السميكة عن خصرها النحيل مظهراً بياض بشرتها كوهج شمس سطع على جوهرة .. أما طرحتها التي مالت لتظهر قاعدة عنقها المرمرية .. نقاط جمال لم تلفت نظر المحامي االشاب الذي ساعدها على الصمود واعتذر لمجرد أن أصابها بحقيبته الغليظة :" أعتذر منك آنسة .. أعتذر ". وقبل أن يبعد كفيه عنها .. سحبت كفيها عن كتفيه التي التفت عليها بفطرية تصرف طبيعية للغاية حيث كان الثابت الوحيد في المكان ..

قبل أن يدرك كلاهما أن هناك عينا جديدة ترشقهما برصاص الغيرة .. كان الرجل يتم سحبه من مكانه وكأنه شجرة من هلام بلا إرادة .. لم تفلح صدمته حتى في مجابهة هذا الرجل الطويل القوي البنية .. بينما أسوار انكمشت على نفسها واضعة كفيها على شفتيها وعيناها تتراقص لجتهما البحرية بخوف شديد القسوة .. صوته الهادر بالعربية التي يجهلها هذا الرجل الغريب :" أبعد يديك عنها وواجهني أنا ".

ابتسم الرجل في محاولة منه أن يبلغه مدى أسفه وبدأت تختلط خيوط مصيرها عندما هتف الرجل بإنجليزية لندنية فخمة الصوت :" سيادتك .. أبعد يدك عن بذتي .. كنت أساعدها ".

أفاقت أسوار ويد سنمار تجذب الرجل تطوحه بعيداً ثم تتركه .. حركة تعلمها جيداً وكم نفذها معها .. هرولت لتنقذ الرجل ولكنه كان قد سقط على قاعدته جوار السياج الشجري الأخضر .. هتفت بسنمار :" لن تتغير ستظل هكذا .. همجي ".

كانت تمرق من بين يديه للرجل .. لكنه منع حركة إضافية منها .. ذراعه تلتف حول خصرها وتحملها كدمية قطنية بلا وزن يتحرك مبتعداً بها .. بينما هي تصرخ بهياج شديد .. فكر الرجل الإنجليزي .. ماذا سيفعل .. هل يتركها هكذا فهذا الرجل المجنون بزيه هذا يبدو متوحش .. وقف حاملاً حقيبته يبتغي أن يهوي بها على رأس سنمار الذي كان مستمر في سيره حاملاً إياها .. بينما هي تضرب كتفه بأصابعها ولا كأنها تؤثر فيه أصلاً .. هوت الحقيبة على ظهر سنمار فاستدار للرجل الذي ابتلع ريقه ليجفف حلقه ويبدأ بممارسة الكلام الذي يجيده:" سيدي .. ليس هذه طريقة التعامل مع امرأة جميلة ".

ربما لو في وقت آخر كان سنمار أنصت، ولكن اللغة وقفت حائلاً بينهما .. جعلت هيئته وتكشيرة وجهه الرجل ينطلق بعيداً هاتفاً بلغته :" سوف أنفذ لك جميع طلباتك سيدتي .. سوف أرسل العقود عبر البريد الإلكتروني لتوقيعها ثم تردينها لي ".

ولم يفته التهذيب لآخر لحظة :"أرجو أن تكوني بخير سيدتي .. تمتعي بالوضع مهما كان ". هرول تجاه سيارته وبالفعل كان يديرها بلحظة زمنية مغادراً المكان كله ..

صدح صوتها لمجرد هذه النصيحة التي فهمتها جيداً .. انتفضت وأودعت جسدها ثقلاً حتى تهبط على الأرض فتركها حريصاً على حمايتها حتى لا تضر بشرتها لو سقطت.. أوقفها يحاول الحصول على هدوءها لكنها صرخت فيه بحدق :" دعني .. دعني ".

بدأت الحركة مبتعدة عنها فأدركها هاتفاً :" من هذا الرجل .. لو أستطيع أن اسميه رجل .. هو ناعم .. هكذا ..".

رفعت أصبعه في وجهه مع استدارة كاملة تجاهه :" إياك وإهانته سنمار .. أن كان هو ناعماً .. أنت جلف سنمار ".

عقدة فوق جبينه المتغضن جعلتها تدرك من تحادث .. لتهتف موضعه :" هذا الرجل .. ظنك هنا لتغتصبني .. أو حبيب جلف عائد .. في كل الحالات كان يأمرني بالتمتع مع الوضع ".

لم يدرك مدى غضبها ولا طريقة تفكيرها .. هتف بسعادة بدت داخل عينيه .. ليس لشيء سوى أن هذا الرجل لم يكن يمهد لخطوات علاقة بينه وبين أسوار .. كلاهما يتحدث باللغة الغريبة كلاهما أنيق الملبس مهذب :" هذا الرجل رغم اني كرهته ولكنه يفهم .. يفهم أنك لي فقط .. وها هو يأمرك بالطاعة .. ".

سددت له نظرة حادة مقهورة منه ثم نفضت كفيها اللذان كانا قد ارتفعا في الهواء .. تطوح معهما ضيقها وتتحدث على الطريق المنحدر :" أنت لا تفهم .. ليس لديك إستعداد أصلاً لتفهم ".

خطى خطوات واسعة ليقف أمامها بغتة كادت تصطدم به .. حاولت التوقف وبالفعل نحجت .. وقبل الحياد عن طريقه كانت أصابعه تنال خصرها بقسوة يهزها بعنفه المعتاد ويهتف بهدوء :" تحدثي وأفهميني .. أهناك خطة قديمة مثلاً أو وجدتِ الصياد لا يناسب جينا الإنجليزية ".

هل يجرحها مجدداً حقاً .. رفعت أصابعها لأعلى تريد إخراس صوته كلياً.. فلا مجال لبصمة خامية من إهانة وإمتهان .. تجمدت أصابعها في الهواء بفعل أصابعه التي التفت على معصمها وصوته يهدر بهدوء أمواج البحر الحانية :" أعلم .. من أنت أسوار .. أعلم .. لا خيانة ولا حقد .. فقط طيبة ونقاء .. لم أقصد أن أغضبك .. فقط أردت الحصول على معلومة .. لماذا تركتني خلفك .. لماذا رحلتِ بمفردك ".

غمغمت بشيء يشبه الهزة التي وضعتها في نصاب آخر من الفهم .. هذا الرجل يتغير .. يتبدل .. ويبدلها معه .. بين رفض وقبول وقفت في زاوية كتلميذ صغير يخاف العقاب ويتمناه بذات اللحظة .. :" لم أغادر مفردي معي الغالي أنسيته ".

تنفست بصعوبة وهو يضغط على خصرها بأصابع يده الأخرى .. هاتفاً بصوته الناعم المؤجج لكل عواصف الرغبة بينهما :" نعم .. نسيته .. كل ما أتذكره أنت .. جن جنوني وأنا أرى جمالك في هذا البطال الواسع يتحرك ليلف ساقيك برشاقة .. وبشرتك هذه تظهر لي كضوء الشمس في قلب الليل .. ورجل آخر يسندك .. أنت حلالي ولن أتركك أبداً ".

صوته يميل وينحني .. يقوى ويهبط بها .. هذا الرجل صار خطير جداً .. ابتعدت للخلف هاتفة :" سفري كان محدد من قبل ".

هتف وهو يترك خصرها ولكنه ما زال يأسر رسغها سار وهي خلفه يتحكم بها .. بينما هي تعود لنقطة هامة لها :" لن استطيع النظر في وجه المحامي هيتمان بعد هذه اللحظة .. مجرد تخيله أني معك .....".

انتفض مدركاً ما تريده ليزيده فهما ما أكملت به :" والمطلوب أن أتمتع كأي مغتصبة لا تستطيع الدفاع عن نفسها .. فتمنح مغتصبها كل ما يريد منه طواعية .. هذا في حد ذاته جنون ".

كانت الكلمات تحرقه بالفعل فلم يكن يتخيل أن بينهما كل هذا الغضب .. دار على عقبيه ليقف أمامها :" هل تظنين أن الوضع يسعدني حقاً .. كل ما ذكرتيه فعلته معك ولكنه قد بدلني .. نزع الغضب من قلبي .. جعلني أرى الأشياء بصورتها الصحيحة .. لن أغتصب حقي فيك أسوار .. ولن أكرهك على شيء .. لن أجعلك تتمتعين بشيء تبغضينه .. كرامتك هي مسئوليتي .. أريد حنانك وحبك ".

كانت تسحب معصمها من قبضته المتحكمة ولكنه رفض كلياً ثم عاد يهتف بذات النبرة :" لو كان الكره ما جمعنا .. ألن يستطيع الحب جمعنا .. أنا أحبك صدقيني .. ليس بقلبي سوى حبك .. كدت أموت عندما علمت أنك سافرتِ.. شعرت بأن جذوري ماتت .. هذا أنا بدونك أسوار قطعة حجر لا حياة فيها ".

رفعت كفيها تطالبه الكف عن هذا التسلل داخلها .. ترك معصمها حتى لا يقيدها تراجعت خطوة للخلف وكأنها تضع بينهما الحواجز .. ثم همست تعبر عن نفسها :" أنت .. لا تفهمني .. لم يعد بداخلي ذرة واحدة من قبول .. لم أعد أقبل ان يظن الجميع أني راضية بما يريدون هم ".

أشارت للخلف حيث كانت سيارة المحامي وكأنها تقصده هو :" مثل هذا الأنيق .. المتفاخر .. كيف يظن أني سأستمتع مع أي كان .. كيف سأستمتع مع أي رجل يعاملني بحقارة .. كيف يظن ..".

خفت صوتها بحدة جعلته يدرك أنها مثله تختنق من صراعها مع نفسها .. الآن أدرك أن رحيله عن رحيل لم يكن نسيان .. هي إرادة منه .. لم يستطيع فعل هذا بها .. حتى الإنتقام يحتاج شخص بلا مشاعر .. وهو أحب رحيل كأم له .. مد كفيه يأخذها في أحضانه لكنه ابعدته بفتح كفيها وتطويحهما للخلف .. مستمرة على درب الجلد لنفسها وله :" كنت أرضخ بالماضي وأنا طفلة .. لأني بلا هوية .. بلا جذر .. لكن الآن .. أنا أسوار دحية .. لن أرتضي الأهانة .. وهذا المتعجرف .. سأريه ..".

همس أمام وجهها بأنفاسه الدافئة :" هذا المحامي سأريه أنا .. وسأكون سعيد وأنا ألقمه قبضتي لمجرد أنه إهانك .. لو كنت ا
أعلم ما يقول كنت قتلته بيدي ".

نظرت له تبحث عن السخرية المعتادة بينهما ولكنها وجدت صدق غريب .. شيء من همهمة عشق غابرة أكملها بهدوء شجي لتزداد مساحة تسلله داخل مشاعرها .. وهو يضع كفيه على كتفيها :" صدقيني سأكون كما تريدين .. لأنك أسوار القمر .. القمر لا شيء بدون أسواره ".

لتجيب على سؤاله المنثور سابقاً :" عمي وأبي سيكونا هنا في الغد .. لذا كان لابد لي من الإسراع لأكون هنا .. هل تابعت الأخبار بالوطن قبل سفرك ؟!!".

أجابها بحركة من رأسه .. ختمها بكلمات يبثها فيها عشقه الجاثم في قلبه باستقرار متمكن :"لم أجب حتى على الهاتف .. منصور حادثني ورجالي .. لم استطيع الإجابة كنت أريد اللحاق بك فقط .. وكأنني ألحق بروحي وهي تخرج من جسدي صاعدة للسماء .. كنت أريد الحياة بك أسوار ".

تدرك أن خوفها يتحكم بها ولديها كل الحق .. ويعي هو ذلك بشكل واضح فهو أيضاً كبر في المعاناة .. ولد من رحمها ولم يكبر بعيداً عنها .. همس وهو يضع ذراعه فوق كتفها يسير بها في هذا الدرب المحاط بالمروج الخضراء:" دعي معاناتي تعانق معاناتك ربما تخفف عنها .. وأنا واثق أن حنانك سيعدني سنمار النقي كالماضي .. كما يفعل الغسيل بملابسنا .. يذهب القذارة عنها .. كوني مغسلة لروحي أسوار ".

ابتسمت بشحوب .. ثم هتفت :" سيكون مؤقت سنمار .. سأحيا معك كأخت وليس كزوجة .. حتى أضمن أن الحياة ستكون مختلفة .. لن أقبل بأقل من ذلك .. أبا الغالي ".

أمتعضت ملامحه ولكنه حرك رأسه موافقاً .. هذا ما كان يريد البدء به وكل المعاناة هو بقادر على تبديل حوافها الخشنة ليصقلها ويشذبها فتتميز بالنعومة ..

وصلا للمنزل فتحت الباب بهدوء .. تأمر :" حسناً ما زال نائماً .. صوته لم يظهر بعد ".

كاد ينفعل عندما علم أنها تقصد الغالي .. أراد الصراخ بها ولكنه همس بشكل ضائق عوضاً عن الصراخ :" كيف تتركينه بمفرده ؟!!".

خرج صوت الغالي بصراخ باكي في هذه اللحظة من أحد الزوايا نظر تجاهه ليجد هناك جهاز أبيض صغير يخرج صوت الغالي وصوت فتاة تهدهده بلهجة أجنبية .. سحبت نفسها من تحت سنابكه .. هبط ذراعه بجواره ..

بينما هي تعقد ذراعيها أمام صدرها :" هذه كوريتا .. أمريكية من أصل هندي .. معها الجنسية الإنجليزية .. جليسة الغالي .. الذي ينام في غرفة بعيدة في العلية حتى لا يصل إليه أي صوت .. وهذا الجهاز لأراقبه .. أنا مع ابني كل لحظة .. وإياك أن تتهمني بالتقصير في حقه ".

تحركت بسرعة السهم المنطلق من قوسه قاصدة الدرج لتصل لطفلها .. تاركة خلفها رجل يحترق من سوء الفهم الدائم بينهما .. لا يعلم من يحب أكثر تلك الناعمة الرقيقة الطيعة أم أنه يشعق ذات الأشواك .. رفع أصابعه يمسد شعره بقوة .. ثم يتنهد ولم يجد غير الحركة خلفها حاملاً حقيبته الكبيرة وكأنها لا تزن شيئاً .. واعداً نفسه بوقت ناعم في خلف التعب .. يريد النوم فعلاً .. فلم يغمض له جفن منذ الأمس ..سينام هنا جوارها .. سينام لأنه تتنفس في نفس المكان ..كل شيء سيتحول لحب مع الوقت .. سيتحول هو نفسه لحب جارف مع الوقت ..

*******************




التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 22-08-19 الساعة 12:45 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 04-08-19, 06:12 PM   #538

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


*******************
بذات الوقت **

هذا أول يوم لهما معاً كزميلين في مكان واحد ، ذاك الوضع البائس الذي وجد نفسه فيه .. وها هو يقف أمام النافذة يترقب سيارتها الحمراء الصغيرة .. يركل عقله بحذاء من حديد .. أن كان هذا أول يوم كيف سيتبعه أيام .. جسور عنيفة وتدرك عشقه لها .. لن ترحمه هذه المرة حتى لن تسامحه مهما كان .. قد اختار التضحية من أجل حياتها ولكنها لن تغفر تركه لها .. رغماً عنه يخشاها .. لأول مرة يصارح نفسه بالحقيقة .. أنه لا يصلح لجسور .. لو علمت ما يخفيه عنها ستقتله بيدها .. ستعلم حتماً .. لكن هل الحب يستطيع جلب المغفرة .. ماذا لو علمت حقيقته المريرة .. هل سترضى به زوجاً للأبد ..

نظر للساعة الجدارية التي أعلنت عن مرور الوقت .. هو مديرها المباشر .. هتف بحنق شديد رج داخله متذكراً التنبيه الذي وصله من دقائق بإنتهاء توقيع البصمة الوظيفية لجميع العاملين :" كيف تأخرت وكيف لم توقع بالبصمة .. هذا تسيب ".

رفع هاتفه المكتبي .. ليجد أصابعه تنقر رقم مكتبها بذاكرة حديدية .. بل بذاكرة مشتاقة لمجرد وصال .. حتى رقمها كان مميز منذ كتب داخل مفكرة هواتفه لم يحتج سوى النظر إليه مرة واحدة هذا الصباح .. رتب الأمر مع الصغيرين هاتفياً فصارا يعتمد عليهما في إدارة كثير من الأمور .. كل شيء متاح الآن .. لكسب المعركة الأخيرة الخاصة بالعائلة ..

كادت شجاعته تخونه عندما سمع صوتها يجيب :" صباح الخير .. من معي؟!!".

ذهوله من ثبات صوتها أكبر من ذهوله من وجودها أصلاً .. لكنه أجاب ببرود تعمده :"لم توقعي البصمة .. لماذا تأخرتِ؟!!".

مادت بها الأرض من مجرد تحليه بالجرأة .. غادرتها الرحمة فجمد صوتها بإجابة:" لم أغادر أصلاً .. لذا لم أوقعها ".

ارتطم بالواقع أنه لم يشاهدها في القصر وهو يمنح أسوار تذكرة السفر بنفسه .. عض على شفته السفلى مستفسراً بعدها بقلق بات حقيقة راسخة :"هل أنت بخير ؟!!".

ابتسمت عيناها بابتسامة غاضبة .. لتجيبه بحدة جادة :" هل ظننت أني مت أو أني مثلاً سأبكي من أجلك .. لا سيد هادر ..أنا هنا جسور دحية المرؤوس الجديد لك .. وأن لم تكن تستطيع معاملتي على هذا الأساس سأطلب نقلي من هنا ".

تبدو جادة بشكل راسخ ولا كأن بينهما حياة .. كانت تجلس فيها بين يديه .. على صدره الفسيح تمرغت رأسها وتلوى جسدها بغنج قاتل ..قاسية ..ولا كأنها ضحكت له يوماً ولو مجرد ابتسامة .. معها يشعر أنه مقيد المعصمين من الخلف ..رطب حلقه الجاف هاتفاً وبدأ يرتب أفكاره بسرعة وخفقات قلبه تكاد تشق قميصه نصفين لمجرد النبض الهاتف باسمها :" أريدك في مكتبي بعد ساعة ومعك تفريغ كاميرات الشارع التجاري ".

صراع حاد جبار بدأ يدور في رأسه .. حتى الكاميرات لم يجد الفريق بها شيئاً هاماً.. لام نفسه على معاملته الجافة لها رغماً عنه توقع أن تقدر تضحيته .. ركله عقله مرة أخرى بقدم عملاق .. أتضحي بها وتقول تضحية أنت تركتها أيها الغبي وحقيقة الأمر أنك كنت تبحث عن سبب لتبتعد عنك .. مادت الأرض تحت قدميه .. كان لابد له من تركها .. جسور ذات ذكاء لماح .. لقد توصلت لكل الحقائق .. وهي بالقرب من أمه ستعلم كل الماضي الذي تخفيه أمه .. ستكرهه فهي لا تحب كل ما هو ملوث .. حك جبينه بأصابعه .. لمتى ستحمل يا قلبي كل الوزر ؟!!.. لمتى؟!!.... كلمات دارت بأفكاره .. يصارع وضعه .. فتح الباب بغتة .. ليأتيه صوت أحد الزملاء :" الرئيس يريدك حالاً".

جعله يندهش فلم يكن انتبه حتى للباب.. سدد نظراته لزميله يكرر له ما غفل عنه :" الرئيس يريدك فوراً".

كانت عيناه تحدق بشيء من غباء مستفسراً مما جعل زميله يشير لسماعة الهاتف الداخلي التي كانت على المكتب فلم يكن وضعها بعد نظر إليها ثم لزميله هازاً رأسه بتفهم مجبراً نفسه على ابتسامة شحيحة لم تصل لعينيه الضبابية الرؤية ..

خرج من خلف مكتبه بعد أن وضع السماعة للهاتف الداخلي مكانها مرة أخرى .. متحركاً حيث الرئيس مروان يمر في الردهة المكتبية الكبيرة هناك الرتب الأقل منه همسات تجتاح المكاتب المتجاورة وهمهمات .. سدد نظره لبعضهم فلم ينل غير ابتسامات خجولة وكأن الجميع يعرف وضعه مع زوجته التي كان مكتبها فارغ من جسدها .. أين ذهبت هذه العنيدة .. هذا اليوم من بدايته محتقن بالعصبية .. صدح صوته في مرؤوسيه :" هل لدينا وقت نضيعه في الثرثرة ؟!!.. من يريد الثرثرة فليخرج خارج هذا المكان ".

اكتفى الجميع بالصمت واضعاً رأسه في ملفاته أو أجهزته .. كيف تناسى أن هاتفها لو عطس أحد داخله سيصل للجميع .. خاصة لو وضع على وضع المكبر وهذا ما يرجحه .. يصدق أنها وضعته على المكبر حتى تحط من قدره .. لماذا جسور كلما تناسيت نفسي معك يحدث ما يذكرني بأني لا أليق بك ؟!!.. لماذا يا قلبي تتكالب عليك كل الموازين وتدمغك بمطرقتها فوق سندان الأهل الخشن ؟!!..

فتح الباب المشرع قليلاً .. خطا للداخل ليجدها تقف جوار مروان وأحد ضباط الفرقة يجاورها وتميل هي لتشير لنقطة ما على شاشة الحاسوب الشخصي لمروان الماكث مكانه على مقعده الرئاسي يحرك اصبعه يجاور أصبعها يكاد يمسه .. انتفض قلبه من مكانه .. محدثاً صوتاً مريعاً عندما دفع الباب مغلقاً إياها .. مما جعل الأنظار تحدق به فيهمس بصوت غائض في الغموض:" لم أجد غير هذه الطريقة للفت النظر أني حضرت .. فيبدو الجميع كان مشغول بملكة النحل ".

ولكنها قهمت ما يرمي إليه همست بلا مبالاة بأي شخص حضر وكانت تعود مرة أخرى لتجذب إنتباههما لتلك النقطة التي تقصدها باصبعها المؤكد على الشاشة :" ملكة النحل تختار أقوى الذكور لتقتله بالنهاية ".

وكأنها تعده بالموت حباً .. تلك العنيفة في كل شيء .. تحرك للمكتب .. بينما مروان قد رماه بنظرة توبيخ حادة هاتفاً :" كنت أريدك .. وطبعاً لن أتحدث لتلك الطريقة التي أغلقت بها باب رئيسك .. سأعتبره إرهاق الفترة السابقة .. تعال وأنظر بنفسك حلت القضية .. أوصلتنا جسور لخيط هام في قضية خطف الأطفال ".

تحرك دائراً خلف المكتب ليكون خلفها دفء جسدها يعانق خلاياه فتشتعل .. حريصة كل الحرص على الحركة ببطء حتى تشعله أكثر .. تميل أكثر على المكتب وتحرك قرص الأسهم لتعيد الجزء الذي تريده .. مظهرة طفل يلعب بمفرده .. أمام معرض والده .. ثم تشير لصندوق خشبي كبير فوق عربة يدوية .. .. اختناق المرور الذي يجعل السير صعباً .. مرور أحد عربات النقل الجماعي غطى على الكاميرا .. ثم أختفى الطفل وتحركت العربة بالصندوق .. هتف الزميل الأضتاافي بالمجموعة :" هؤلاء يعلمون وجود كاميرا البنك المقابل لهذه النقطة .. معنى هذه درسوا الشارع جيداً ويعلمون أماكن المراقبة فيه" .. أجابته بحدة :" قلة الكاميرات و الإعلان عن الضربات التي حققتها الوزارة وأغلبها باستخدام الكاميرات جعل المجرمين يتطورون .. هذا الطفل تم وضعه أو جذبه ليكون في الصندوق بلحظة غفلة عن الجميع .. المساء وعتمة الليل بوقت لم تكن فيه المصابيح قد أضيئت بعد كلها عوامل تسهل الجريمة .. رأيي أن نبدأ من اليوم مساء حتى نجد من يفعلها .. أظنها عصابة متكاملة .. فكل طفل اختفي في وقت مختلف وفي نقطة غير الأخرى ..".

تتحرك واقفة بقامتها القصيرة لتصل لتحت صدر هادر الذي في هذه اللحظة يضع تركيزه الكلي عليها وعلى بلوزتها الحريرية البيضاء التي تظهر تحتها قميصاً بدون أكمام داكن اللون رجح أنه باللون الأزرق .. فوق تنورة من ذات الدكنة .. كل ما فيها قصة .. يتحرك شعرها بصلصة أجراس صغيرة كلما حركت رأسها ..

أدلى الزميل برأيه مدعماً لرأيها :" نعم كذلك سن الأطفال يختلف وحالتهم الإجتماعية .. منهم من هو ابن أحد أصحاب المعارض وكذلك منهم من غفل عنه أهله لحظة وهم يبتاعون أشيائهم ".

غمغم مروان من مكانه :" ما رأيك هادر فيما توصلت له جسور ؟!!".

لم يحصل مروان على إجابة لوهلة زمنية مما جعلها تدرك ما هو فيه فتبتسم بخبث امرأة تعرف كيف تدير رجلها بأصبعها الصغير فلكزته بمرفقها .. انتفض لهذه الحركة البسيطة سدد نظره إليها فمالت برأسها للخلف لمجرد شعورها بنظرته الخرقاء .. محدقة داخل عينيه بجرأتها .. ثم أطلقت ابتسامة شامتة إليها اتبعتها بإشارة من ذات العين تجاه مروان .. ثم اعادت رأسها لوضعها الطبيعي .. بينما هو يحترق داخلياً .. تباً لها ستذكره بما فقده في كل لحظة .. ألم تكن تلك حركتها الدائمة ليقبلها وهما في مطبخ منزلهما .. في حمامهما .. امام منضدة زينتها .. تباً لك جسور في كل مكان تسكنيني .. أبجدياتي هي أنت .. حريق داخلي يشتعل بعقله .. مما جعل الإنتظار يطول بمروان ..

مروان الذي هتف مرة أخرى :" ما رأيك هادر فيما توصل له فريق العمل ".

لم يجد غير كلمات مؤيدة فيما لم يفقة منه حرفاً :" نعم .. هذا جميل .. نقاط ذكية ".

ابتسامتها اتسعت فقد علمت أنها أصابت كبده بتشمع جديد .. تحركت من مكانها .. خرجت من المكان الضيق بينه وبين زميله وهي تلقي بجسدها نحوه أكثر حتى لا تمس جسم زميلهما المشترك . كل شيء فيها دلال وغنج حتى مع ذكائها الحارق .. غمغمت لمروان :" هل معنى هذا أن اللقاء هنا مساء ؟!!".

أجابها مروان وهو يحدق بمفردات الشاشة مرة أخرى :" نعم سيكون الفريق مجتمع .. أذهبي أنت ونالي قسطاً من الراحة منذ الأمس لا تغادرين المكتب ".

رفعت أصابعها ملوحة ثم غمغمت :" سأفعل .. إلى اللقاء ".

كانت خطواته تغادر خلفها .. يريد إفراغ حمولة غضبه فوق رأسها .. لقد تعمدت إظهاره بمظهر الأخرق هذا الصباح .. لولا منعته لكزة من اصابع مروان :" هادر أنظر لي .. هذه النقاط التي نريدها للمراقبة من هذا اليوم .. في مناطق هي مفترق الطرق ".

نظر له هادر بطريقة يائسة .. بينما الزميل عقب :" سأدعك سيد مروان تعيد لهادر كل ما وصلنا إليه وسأذهب أكمل عملي حتى المساء .. سأطلب لكما قهوة مزدوجة حتى تركزان ".

كان يقصد هادر الذي سدد له نظرة قاتلة .. بينما مروان يشيح له باصابعه ليخرج .. هاتفاً لهادر :" ماذا !!.. يا أخي .. أنه لا يقصد .. كلنا نعلم ما تمر به .. هي ذكية وخطيرة .. تستغلك ضد نفسك .. أبحث عن طريقة لتعود لك .. حتى ننجز أعمالنا هادر ".

تنهد بحرقة هاتفاً :" دعنا في عملنا مروان .. ولا تخش من أي تقصير ".

غمغم مروان :" لن أرحم أحد لو فشلنا .. لأن الوزارة لا تتحمل خسارة ستتخذها القنوات لتضربنا بالرصاص ".

يعلم أن لفظة ابن المجنون هي آخر شيء يريده من الجميع .. لن يكون هناك رجعة .. استغل كل شيء ضدها ليتركها .. وهي لن تتركه سوى وهو خرقة .. أليس هذا ما وعدته به يوماً .. حاول التركيز على الجهاز بينما مروان ينظر له كصقر مستعد أن يفتك بتينك العينين لو حدث قصور في العمل .. كل شيء لدى مروان في كومة والعمل في كومة أخرى .. لا يضاهيه مرتبة ولا ترتغع له درجة الصداقة .. وهذا سر صداقتهما .. العمل فوق كل شيء .. لن يدع مكانة وصل إليها .. تضيع منه .. ما بينهما ترجمة لأغنية المستحيل ..

أخرجه هتاف مروان للمرة الأخيرة :" ما تفعله مستحيل هادر .. ".

نظر له هادر بدهشة مدركاً فقده لتركيزه مجدداً فيجد نظرات مروان محدقة فيه وصوته يقرأ ما بداخله :" هناك البعض يكبر ويعيش ويموت ولم يعرف الحب .. وهناك البعض يتحولون لحب فقط .. عشقكما من هذه النوعية .. لماذا تريده عادياً .. لماذا أخترت هذه الزاوية المظلمة من الحياة .. لن تستطيع العيش دونها هادر وهي قادرة على تسميم حياتك .. لماذا اخترت تركها .. اخترت تحطيمها .. لا أظن أن الأطفال كانوا ضمن مخططك بالأصل .. لم تحزن على قتل حلمها بالطفل .. ماذا تريده منها .. انا لم أعد أعلمك ".

نظرات قاتمة سوداء تنطلق من بين أهداب هادر تمنع الحقيقة أن تخرج من داخل عقله لتفر على وجوه الأشهاد .. يري التقرير الذي تم إرساله له على هاتفه .. تقرير كل ما فيه يحطم حياته .. فيجعل تركها أسهل من الهرولة خلفها ..

هتف فيه مروان بآخر شيء يملكه :" من يحب يهزم القدر هادر .. وهي هزمته من أجلك مرة .. أتى دورك الآن .. لا تسجن نفسك في حب غامض.. لا يعيش الحب إلا بالوضوح .. بالنور .. أما الظلام فيقتل الحب لأنه يقتل الثقة ".

أن كان الحب هو المكان الوحيد الذي يظن السجن حلماً جميلاً .. فأن الحياة بدونها هي موت محقق .. لكنه مستعد للاستسلام له ..

هتاف جديد وصل لآذنيه الضائعة التركيز :" الحب يكون بناء على نوايا الشخصين هادر ".

هتف فيه هادر بكل ما يحمل من اختناق دفين : "نعم .. تقصد أن نيتي لسيت سليمة .. ربما مروان ".

تحرك قاطعاً هذه المواجهة العقيمة .. القاتلة له :" لدي عمل سأذهب إليه واللقاء مساء .. رجاء ابلغني بالموعد بالتحديد ".

تركه مروان وسحب ملفاً من ملفاته يريد دراسته ليلحقه بآخر كلمات رئاسية :" هادر .. العمل عمل .. فلا تدعني أطلب نقلك من هنا .. لو لو تكن بقادر على تحمل وجودها معك ".

ماتت أصابعه على مقبض الباب الذي يريد فتحه .. تجمدت خلاياه .. ها هي تنفذ تهديدها كاملاً .. تدخل في علاقة صديقه الذي يختارها الآن لتوه .. سحب نفسه مختلطاً بعطرها الذي ملا زال يملأ الغرفة .. وانتقل بالنظر لمروان هامساً بجمود :" هل هذا الكلام لي مروان .. تختارها هي .. هي ".

عقب مروان بدون النظر إليه :" اختار الإنجاز .. العمل أهم .. الوطن أهم .. هي لم تفقد تركيزها بوجودك .. لذا وجدت من واجبي تنبيهك هادر .. واجب الصداقة شيء والعمل شيء ".

رفع أصابعه يؤدي التحية العسكرية الواجبة للرتبة الأعلى وغادر مكانه مغلقاً الباب .. يذكر نفسه .. عملك هادر .. مكانتك تهتز بسببها .. أين يذهب عقلك كلما مرت .. كانت أصابعه اليسرى تمسد شعره .. يلمح بطرف نظرته خاتم زواجهما الفضي .. مد أصابعه فخلعه بحدة .. وضعه داخل كفه الأيمن يضغط عليه .. مغمضاً عينيه عن كل الوجود .. لم يكن يدرك أنه تحت مراقبتها الفعلية إذا أنها كانت في الغرفة المقابلة الخاصة بتصوير الأوراق فأخذت تفتعل أنغام بصوتها فقط للفت نظره .. كل أفعاله تحت مجهرها الأنثوي .. أنتفض ناظراً لها بعيني غاضبة فيحصل على ابتسامة منها ترفع بعدها أصابعها اليسرى تعلمه أن خاتمه بيدها ثم تحرك كفها للخلف وكأنها تقول .. ليس هاماً .. بعد ان سحبت الأوراق وخرجت من الغرفة تمر أمامه بصوتها :" شكليات ".

أراد نزع عنقها من هذا الجسد المياس المختال أمامه .. لا يعلم ما بها .. ستدخله لنفق مظلم من الصراع المحتدم داخل أقنيته الدموية

.. صار كل شيء يجتمع عليه ضاغطاً على أعصابه .. التقرير الذي تم محاصرته به وتلك الذكرى القديمة التي حييت داخله .. ما يحدث له غير طبيعي بالمرة لكنه هو .. ماذا سيقول لها .. اعتذر سأورث أولادي الجنون .. من ستحملينهم سيكونون مجانين صغار .. ماذا سيكون موقفه أمامها ربما أراحه للغاية عدم قدرتها على الانجاب .. أراد التضحية من أجلها .. لكن قدره طعنه بأنه لم يعد صالحاً لها .. لم يعد صالحاً إلا للموت ..

دلف لغرفته قام بعدة اتصالات :" متى الموعد لهذا السباق .. بعد ساعتين سأكون حاضراً ".

أخذ سترته ورماها باستهتار فوق كتفه وغادر مهرولاً طيفها الذي يصر على التواجد داخل عينيه .. وقلبه .. مرحباً بالموت السريع على الموت البطيء دونها.. فروحه تنساب قطرة قطرة بعيداً عنها

******************




التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 22-08-19 الساعة 12:46 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 04-08-19, 06:13 PM   #539

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


تجلس على مقعدها يدها ممسكة بيد هذا الرجل المسجى على صدره .. جهاز الهاتف ينساب في دورة متكررة بصوت خافت بآيات الذكر الحكيم .. مرهقة الجسم .. تهرول خلف الحياة هذه الأيام ..نهاراً ثم تعود ليلاً لتكون هنا جواره .. تريد أن تكون معه .. حتى لو اجتاز الطريق للموت .. تريد الإمساك بيده ..

الجميع صار يعرفها منذ استطاعت إقناع أحد الجنود بشرعية وجودها .. فهي أخته بالرضاع .. لن يمنعها أحدهم .. وهذا ما تم لها صاروا يوصون بعضهم عليها ..

أصابع رقيقة داعبت كتفها هاتفة باسمها :" شمس .. شمس ".

انتفضت في جلستها الغافية متلفتة على مصدر الصوت وجدتها أسما ببطنها المنتفخ .. هتفت :" أسما .. ماذا تفعلين في هذا الوقت المبكر ".

ابتسمت أسما من الرد الغريب عليها .. مستمرة في طريق استفسارها :" يا أختي .. أنا هنا مع زوجي ولن أغادر إلا به .. أنت ماذا تفعلين هنا ؟!!".

تعلقت عيناهما على يدها الممسكة بكف الشيخ تيمور .. خجلت شمس من هذا الوضع ولكنها لم تتركها .. تجمدت أصابعها على أصابعه بتشبث أكثر .. مبرهنة بصوته :" سأظل معه حيث النهاية .. الله يمنحه العافية ويشفيه .. أما لو اختار الرحيل لن يرحل وحده .. حرام أن يظل وحيداً وهو من حمى الشارع بأكمله ".

ربتت أسما على كتفها ثم عقدت كفيها فوق بطنها فتبرز أكثر بالأمل الجديد المستكن داخلها :" لديك حق يا شمس .. لقد تلهينا في أهلنا ونسيناه وهو الذي أنقذ الجميع .. لولاه كان عمي ناصف مات .. كان بمفرده لحظة هجوم اللصوص ".

ثم استدركت ما لم تراه :" لقد سمعت عن امرأة منقبة هي من رمت الحقيبة التي بها القنبلة .. ترى ما شكل هذه المرأة التي تفعل هذا .. أظنه رجل متنكر في هذا الزي .. الكل صار يستخدمه .. الجميع يستغل وجود خلاف بين الشعب والنظام الجديد ".

أجابتها بصدق :" نعم .. هذا لا يعني أننا مع النظام .. لكن هذه الأفعال تزيد الأمر سوء .. كفاهم ما يفعلونه بأنفسهم فكل السفاء كل يوم على القنوات .. هؤلاء كفلين برسم صورة سيئة .. لكن يا أسما .. لم يكن رجل .. بل جسم امرأة وعندما خيل لي أني رأيت عيناها بلحظة .. شعرت أني أعرفها أو أنها تعرفني .. شيء هكذا".

همهمت أسما :" ربما صادفتها في أحد الأعراس .. هي حتماً من المناطق القريبة .. حتى يعرفوا معرض مثل معرض عمي صغير وفي شارع قديم .. معرض مثل هذه المعارض الفاخرة في الشارع الرئيسي .. من يترك هذه المعارض ويأتي ليسطوا على معرض في مكان مثل هذا .. من فعلها يعرف أن المعرض به كمية ذهب أكبر من هذه المعارض .. ".

ثم أردفت مبررة موضحة :" عمي ناصف .. كان يحب هذا المعرض .. عندما أراد فتنحي فتح آخر بالشارع الكبير اعترض وقال له بالحرف .. لن أترك معرض أبي .. لو تريد أنت أذهب وأفتتح لك آخر أما معرض أبي سأظل فيه حتى نهايتي .. وقتها فتحي أمتثل وظل مع أبيه .. ها هو يا قلبي مصاب ".

رفعت كفها بطرف طرحتها تمحو تلك الدمعة الغادرة على زوجها المسجى في غرفته وفضل الأطباء منحه منومات ليمرروا الأيام الصعبة .. بينما شمس تؤكد لها : " سيكون بخير .. الرئة مصابة يا أسما ولكنه سيكون بخير .. وحتى الشيخ تيمور سيكون بخير .. ضعي القرآن على هاتفك ودعيه جوار رأس فتحي .. سيجلب له كل الخير ".

ابتسمت أسما من طيبة قلب شمس .. هذه التي تعرفت علها بلحظة فارقة في حياتها .. يوم نصفتها بشهادة حق مخزية في حق نفسها ولكنه حق صعد على لسانها هاتفاً بالكل .. لا تمتهنوا أنوثة خلقها الله لو أراد العكس ما كان خلقها على هذا النحو ..

مالت أسما نحوها تعانقها ،وتشد من أزرها :" أنا هنا في غرفة فتحي .. لو أردتِ شيئاً تعالِ .. واصعدي لنتناول طعامنا معا".

قبلتها شمس على وجنتيها هامسة :" سأذهب لأمي وأرى المعرض .. أكل عيشنا ومصدر رزقنا .. هل تريدين شيئاً من الشارع أجلبه لك معي أسما".

ربت على كتفها :" لا .. شكراً فهمي سيحضر لي معه ملابس نظيفة .. انتظري قليلاً .. أنا سأجعله يعود بك وهو عائد للشارع ".

أرادت شمس التملص من هذه العودة .. لكن هناك صوت أضاف القسم على هذا الترتيب :" قسماً بالله عليك لا ترفضي كلمة لأم فتحي الصغير .. سأعود بك مثلما قالت .. هيا بنا شمس ".

ارتدت خجلاً للخلف بينما عيناها تنظر للمهندس فهمي :" لا أريد أن أجهدك يا أستاذ فهمي ".

أجابها بهدوئه المعتاد :" لا .. تعب .. لي نصف ساعة مع فتحي .. وقد وضعت بالغرفة طعام لأسما وما طلبته .. وقلت سأمر على تيمور .. لم تكن عشرة يوم أو يومان هي أعوام بيننا وبين جواد .. كلنا تربينا في هذا الشارع .. ربما اختلفنا واختلفت طرقنا ولكنا بالنهاية .. أبناء نفس الأيام ".

عقبت أسما :" أتعبناك أخي فهمي معنا .. كنت أيضاً ..أطمئن على أخي تيمور ".

تحرك فهمي ليفسح الطريق لهما لتمرا أمامه .. همست شمس وهي تميل لتأخذ هاتفها :" سوف أشتري له راديو فيه القرآن حتى لا أجعله ينقطع عنه ".

أجابها فهمي وهو يشير للطريق :" سوف أبتاع اثنين له ولفتحي .. ربما يسندهما في وحدتهما المرضية .. ".

توقفت أسما في مفترق الطريق ملوحة لهما :" سوف أصعد لفتحي" ..

بينما فهمي يقول للحارس القابع أمام الغرفة .. ويمد يده يمنحه عملة نقدية تكفي طعامه :" سوف أرسل لك جهاز راديو صغير تشغله للشيخ تيمور على القرآن .. واعذرني يا أخي لم ابتاع لك طعام .. اشتريه بنفسك ".

حرك الجندي يده بالعملة الورقية مقبلاً إياها ثم دسها في جيبه :" شكراً لك .. سأفعل مع تغير المناوبة .. أما الراديو سأفعل .. هذا الرجل يستحق كل خير .. الكل يتحدث عن طيبته ".

ثم مال وكأنه يمنحه سر خطير :" لكن جهزوا له محامي من الآن .. هناك بعض الضباط يعتقدون أنه كان شريك في العملية كلها ".

استولت الصدمة على عقل فهمي وعيناه توسعت بشكل كلي وكأنهما صارا جزئين من جزر قزوين المعتمة .. ليكمل الرجل :" الشهود أجمعوا على أنه كان دائم الجلوس أمام المعرض وكأنه ينتظر ".

هتف فهمي :" أو يحميه ".وهو ينظر لشمس التي التقطت كل الكلام فوضعت أصابعها على شفتيها .. فهمس بهدوء مشبع بالحب :" نعم .. تيمور كان يحمي أبي ومعرضه .. حق أبي عليه هكذا ".

ثم نظر إليها أكثر وهو يتقدم نحوها :" هذا ما أريده شمس .. لأن .. لا أحد سينجيه من يدي لو كان فتحي بين يدي الله هكذا بسببه .. هو وتلك الحية النجسة ".

غمغمت شمس باستفسار ملح :" من تقصد أستاذ فهمي ".

هتف وهو يدفعها من مرفقها :" النجسة الخائنة التي تزوجتها لتحيل حياتي جحيماً ".

نظر للجندي :" أين أجد الضابط المحقق ".

أجابه الجندي منتصب القامة وكأن الضابط قد ظهر من خلال اللقب:" لقد أخذ جميع الإفادات .. وهو بقسم الشرطة الآن ".

دفعة جديدة على مرفق شمس :" هيا بنا سأقدم إفادتي أولاً بالقسم.. سيكون اليوم أسود على يسر وأهلها ".

ركلة خرقاء داخل عقل شمس لتتذكر تنيك العينين هاتفة وكأنها استيقظت للتو :" نعم .. كانت هي .. المرأة المنقبة .. كانت يسر بعينيها "

نظر لها بدهشة حادة نظرات جامدة تقتلع جذور المعرفة من داخل قلبها .. وتبدأ من جديد ما كانت تقصه على أسما من قليل ولكنه كاملاً هذه المرة :" لقد رأيت امرأة منقبة ترمي بالحقيبة التي انفجرت فيما بعد .. كانت عيناها عينا يسر .. لقد سبق وقدمت إفادتي ولكن الآن .. ظهر جديد .. سأدلى معك بإفادتي .. أنا على قناعة أن تيمور كان يحمي الحاج ناصف وفتحي ".

بقناعة متفقة سارا معاً على درب ملتهب أنفجر إستعالاً بالمعرفة عندما ولا للقسم معاً ..

فيصرخ فهمي في الضابط الذي كان قد قيد كتابة إفادة شمس مسبقاً :" أين هذا الجزء الذي فيه إفادة شمس عن امرأة منقبة تلقي حقيبة المتفجرات ".

ابتلع الضابط ريقه مرطباً تلك الصحراء التي جففت حلقه .. بينما رئيس المباحث جالس يحدق في كلاهما .. لا يريحه التقصير من أحد أفراده .. محاولاً الوصول لنقطة إلتقاء .. بينما الضابط يبرر موقفه محاولاً الحفاظ على وضعه القانوني بلا إهتزاز لصورته :" لم تكن إفادة نهائية .. كنت سأستدعي جميع الشهود للإفادة من جديد بالأقوال النهائية .. فعادة الشهود يكونوا في حالة ارتباك كلي بعد الحادث مباشرة ".

ابتسم رئيس المباحث صارفاً إياه .. ناظراً لفهمي المتوتر المهدد بارتفاع حاجز غضبه :" سيد فهمي تفضل أسترح .. سوف أخذ الإفادات بنفسي .. أنا أستمع لك سيدتي ".

هتف فهمي بحدة :" لم تعد إفادة .. هو إتهام مباشر ليسر سليم زوجتي السابقة .. إتهامها برأسة تشكيل عصابي كامل للسرقة المسلحة ومحاولة قتل أبي وأخي .. كل شيء من فعل يديها الآثمة ".

ضيق الرجل عينيه ونظر للسيدة المجاورة للمهندس الشاب فوجدها تهز رأسها بإتحاد متكامل الوتيرة .. مما يجعل التاكد هو النبض الحقيقي للإتهام ..

ضغط رئيس المباحث على زر الخدمة .. أطل بعدها بلمحة من خلال الباب الذي فتح بغتة .. أحد الجنود ينتظر الأمر الذي حضر من شفتي رئيس المباحث :" ناد لي سيادة الضابط يا ابني ومعه تفريغ الكاميرات من الشارع في قضية تفجير معرض الذهب ".

لم يحتاج لقليل من الوقت حتى عاد الضابط ومعه ملفاً كبيراً يحتوي إفادات كل القانطين بالشارع .. وصور كثيرة للجميع ..

فتحها أمام الشاهدين .. الذين اقتربا من بعضهما .. باحثين عن طيف المتهمة .. ليجدا بالفعل صورة للمرأة ترتدي النقاب أمام مدخل منزل نبراس والتوك توك أمامها .. ثم صورة أخرى بنهاية الصور تم إلتقاطها من خلال كاميرا إحدى المحال في الشارع العمومي القريب من شارعهم .. ترفع فيه المرأة نقابها وتظهر هي يسر بكل خبثها .. هتف فهمي :" هي هذه .. ذات المرأة وذات التوك توك .. حتى نفس الصبي الذي يقوده ".

تنهد الرجل ببطء ممراً الصورتين للمرأة التي تجاوره فتهز رأسه بدون أي إعتراض .. هاتفة :" هي بشحمها ولحمها .. كيف تفعل هذا بكل الناس الذين ربوها ".

هتف فهمي :" لانها سافلة .. رخيصة .. حتى أظن أن والديها يعلمان أنها هي .. هذه الصورة لها وهي تهبط من المنزل .. كانت تختفي هناك حتى يهدأ الوضع .. ثم هناك شيء آخر ".

سدد له المفتش نظرة ليكمل :" هناك امرأة اتصلت بأهل ابن زوجتي في الخارج .. حتى تعكر صفو حياتي .. من أين نالت الرقم .. من هاتف حماي الجديد زين العابدين الذي تم سرقته بعد سفري مع أسرتي للخارج ".

أكملت شمس الصورة :" نعم وقتها طارد الشيخ تيمور اللص ولم يستطيع إعادة الهاتف ".

حك المفتش ذقنه الخشنة باصبعيه :"ربما هو من أراد مساعدته .. ومساعدتها .. ما زال متهماً لدينا".

ثم دعم نظرة الشفقة داخل عينيها :" لكن لا تخشين شيئاً .. لو لم يكن له دخل سنبرئ ساحته حتماً .. واجبنا نيل حق المجتمع من المجرمين وليس الزج بالأبرياء داخل السجون ".

هاجمه فهمي بحدة :" لو كنتم تؤدون واجبكم بإنسانية كما ينبغي .. ما كنا وصلنا لهذه الفوضى المجتمعية أو الإنسانية ".

هتف الرجل بعد زفرة حادة :" صدقني .. كل وقت وله ظروفه ولكن نحن وعينا الدرس جيداً .. عن نفسي لن أعمل غير عقلي فقط .. ليس هناك أوامر عليا على القانون ".

ربما يتحلى هذا الرجل بالشجاعة ولكن هل لو تم إصدار الأمر له بالتخلي عن مبدأه سيمتثل أو يعاند .. كل نظام وله أوامره الظالمة التي تديرها الأيدي العليا مهما تبدل النظام .. سيبقى دائماً هناك أوصياء عليه مستفيدون منه ..

**************************



التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 22-08-19 الساعة 12:48 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 04-08-19, 06:13 PM   #540

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


بعد ساعتين **
معدتها تؤلمها من كل ما صادفته في هذه الحظيرة .. تكاد تفرغ ما في جوفها ككل لحظة تتواجد فيها هنا ..

أخذت طرحتها لتربطها على أنفها وفمها تكتم أنفاسها بشدة حتى تعين ذاتها على هذا التقزز الذي تشعر به ..

ثم تأخذ المعول وترفع بحافته المعدنية روث الحيوانات وتضعه في هذا الكيس البلاستيكي .. متجنبة النظر لهذه القاذورات ..

:" يسر .. أنت اتركِ هذا الذي تفعلين .. تعالي فوراً ".

رمت ما في يدها عالمة أن هناك شيء أكثر قذارة ينبغي عليها فعله .. ربما قن الدجاج .. يحتاج لتنظيف .. أو مرحاض ما .. فهذا ما تفعله في هذا المكان ..

تحركت بيأس للخارج حيث الصوت الدامغ الأمر .. وجدت أحدهما يدفعها للخارج بمجرد خروجها من داخل الحظيرة .. سقطت عند أقدام الرجل الكبير المهاب :" يجب قتلها وموارة جثمانها .. ستكشفنا لو وجدت هنا ".

رباه .. هذا ا فكرت فيه .. زحفت مجدداً تتعلق بقدم هذا الرجل :" رجاء .. لماذا .. ماذا فعلت .. اتركني .. أعيش ".

هتف الرجل وهو يطوح قدمه بها فتسقط للخلف :" إما حياتك أو حياتنا .. لقد تم كشفك .. الأخبار خرجت على القنوات ،وفيها صورتك وأنت تخلعين نقابك داخل التوك توك .. وجودك يربطنا بجريمة لا نحتاج مثلها .. ونحن برآء منها ".

هتفت برجاء :" كنت أنفذ الأمر الموجه لي ".

هتف فيها :" السرقة لم تكن اقتراحنا .. حسب ما فهمته .. كان اقتراحك .. لقد تسببت في إنشقاق تيمور عنا ".

عادت تركض نحو قدامه تقبلها مرة أخرى تهتف بحقدها السموم داخل القلوب :" لن يجدني أحد هنا .. الوحيد الذي يمكنه ربطي بكم هو تيمور .. لو أفاق من موته ".

كلمات وجدت آذن صاعغية .. مما جعل الرجل يأمرهم :" أحملوها حيث المخبأ الجديد .. وتيمور لا يجب أن يخرج حياً ".

وضع أحدهما كيس أسود قماشي سميك فوق رأسها وسحبها آخران حيث المجهول .. بينما رفع رجل آخر كفه بالتنفيذ وغادر من فوره .. جعل المهمة على عاتقه بطريقة الأمراء الموعودين بالإمارة ..

بينما الرجل المهيب يطرق ظاهر كفه براحته الأخرى المعقودة خلف ظهره .. ينتظر النتيجة بإيجابية مطلقة ..

****************

له يومان في هذا المكان ينعم برعايتها الكاملة .. ينام ويفيق فقط لتمنحه الغذاء والعلاج فيعود للنوم مجدداً .. هتف بهمسه المرهق :" دينار .. أين أنتِ".

تحركت من تحت قدميه فها هي تنظر إليه .. لاحظ كفيها المحاتضنة قدمه .. أشار لها بيده لتقترب .. بالفعل تحركت على ركبتيها حتى جلست على نفس وضعيتها جواره :" نعم يا حبيبي .. أتأكل طاهر .. أو أجليب لك عصير ".

دهشة حلت داخل عينيه وانتفض مجيلاً نظره بالمكان ثم ركزه عليها :" منذ حضرنا هنا ولم أرى شيئاً غير الطعام والشراب والعلاج .. ماذا يحدث خارج هذه الغرفة ؟!!".

مال قلبها بالخوف الذي يعتمله .. ثم ارتفعت فوق الفراش تجاوره :" هناك أشياء كثيرة طاهر .. العلاج الذي كنت تتناوله به نسبة مهدئ أمر به الطبيب حتى تجد راحتك وأمتثلت له .. نفذت كل التعليمات فقط .. أما منزل عمي .. كله قلق هذه الفترة ".

همس وهو يحك رأسه وجبينه براحته اليسرى :" أعتقد هذا كنت أفيق على أصوات .. صراخ وهرولة أحياناً.. لكني كنت أعود للنوم مرة أخرى ".

لم تجرؤ فتقول له أن بناء على نصيحة أمها كانت تحرص على زيادة جرعة المنوم حتى لا يدخلوا في إختلاط إضافي .. بأن يطلب أهله أو يصر على الذهاب إليهما .. خاصة دينار سترفض حتماً وسيكون عليها التبرير لموقفها ..

راحت ترتب أفكارها وأعذارها مراراً ولكنها بالنهاية لم تجد غير نصيحة أمها الممرضة المميزة التي تعلم ما يصلح له كمريض ،وأيضاً تعلم ما يصلح لها كأم ..

أعلمته ما يحدث في القصر .. كل شيء من تعقيدات جديدة .. كيف عمها مريض أمام الجميع وأين هو وأبيها في هذه اللحظة ؟!!..

ومن سنمار وما يحدث له وباسم ووجوده في إحدى الغرف المجاورة ..

خاتمة كلماتها بأنها لم تغادر تحت أقدامه :" حبيبي كنت هنا دائماً أخشى عليك ".

سحبها من كفها ليدسها داخل صدره هامساً :" كنت أشعر بك .. في خلال أحلامي .. حتى الطعام كنت أتناوله وأنا نصف نائم ".

ليبدي دهشته أكثر :" من هذا الطبيب الذي يمنح مهدئ لمريض بنقص المعدلات في جسده .. كأنه أراد فصلي عن العالم ".

زمت شفتيها بحدة .. لا تجرؤ أن تقول له القرص مرة كل مساء للخروج من حالة التدمير النفسي التي قد يعاني منها المخطوف في بعض الأحيان .. لكنها كانت تمنحه ثلاث أقراص كل ثمان ساعات قرص .. كان يجعله ينام كطفل صغير .. ماذا تقول له .. خشيت من أهله .. الذين أتصلت عليهم برسالة واحدة أرسلتها لأمه .. طاهر بخير ولكن الأدوية تجعله ينام .. ذكرت الحقيقة ولكنها على البعد كرهت مواجهتهم وخشيت من وجودهم.. لدرجة لم تمكنها من تصديق كل آسف الأم الذي ردت على رسالتها برسالة قصيرة ..( آسفة على كل ما حدث لولا ما حدث ما كنت خجلت منك دينا لدرجة عدم مواجهتك ابني في رعايتك .. رجاء دمري التسجيل معك )...

واعية بكل طاقتها أن الخائن يخاف منه الناس بكل لحظة .. لم تأمن خيانتهما المتكررة .. والخيانة هذه المرة أكثر من قاتلة ..نعم قد يكونا مصدر ضعف في خطة عمها .. فيكشفا كل شيء لو تواجدا هنا بقصره ..

رفع ذراعه عنها يريد الوقوف .. بغرض الخروج من هذا الفراش البائس :" سأنعش نفسي بحمام بارد .. رجاء أريد طعام طبيعي كوب من الشاي وشيء بسيط .. ولن أتناول أي دواء .. سأتعافى بمفردي دينار لن أظل نائم كنعجة مقيدة ".

لم تفتعل مشكلة من أجل يقظته .. وقد صار جسدياً أكثر وعياً.. والظروف صارت مهيأة لعودته بكامل هيئته .. لذا أكتفت بقرص أمس الليلي .. كفاه غياب ..

خرجت خلفه من الفراش تجيبه :" عيناي حبيبي .. سوف أبدل الفراش أولاً ثم أعد لك وجبة فطائر طيبة ".

دلف للحمام الملحق بالغرفة الفخمة التي تمتع برؤيتها لحظات قليلة منذ عاد .. فيما توجهت للخزينة الكبيرة تجلب طاقم ملائة جديدة تنزع القديمة التي كانت ضجت منها .. رائحة الأدوية فيها ..

بعد لحظات قليلة .. مسدت كفيها الوسائد النظيفة .. وغادرت المكان كله .. تركت خلفها كل متعلقاتها .. منها هاتفها على المنضدة الجانبية للفراش ..

خرج من الحمام يحيط خصره بمنشفة كبيرة وشعره يقطر أثر البلل الذي يتعلق بأطرافه الملتوية ثم يهبط على بشرته العارية .. جلب فرشاة شعر كانت موضوعة على منضدة الزينة .. خطى بقدميه العاريتين المكان جالساً على حافة الفراش .. نظر لهاتفها .. كم أشتاق أمه وأبيه .. كيف لم يسألا عنه خلال هذه الأيام المنصرمة .. مد أصابعه لهاتفها .. لم تكن ممن يحبون كلمات المرور السرية .. فأنفتحت معه اعدادات هاتفها بسرعة .. هذا الهاتف الحديث ولم يكن هو من محبي هذه النوعية من الإلكترونيات ..

ضغط على قائمة الإتصال جلب رقم هاتف أمه .. لاحظ توارد رسالة ببينهما .. نظر للباب المغلق مستفسراً .. منذ متى يتواصلون كتابة .. أمه تموت ولا ترسل رسالة .. فتح الرسائل ليجد الرسالتين .. من دينار والرد العجيب عن أي تسجيل تتحدث؟!! ولماذا الأسف ؟!!..

أعاد الهاتف حيث كان ولم يتركه كما كان يرغب .. فهذه الرسالة تريد توضيح فعلي .. أمه تتركه هكذا لدينار .. كيف هذا ؟!!.. أين تملكها ؟!!.. أين حنانها وخوفها عليه ؟!!..

كان يظن أنه سيفيق ويجدها جواره .. رفع الهاتف مرة أخرى .. باحثاً في الاعدادات عن ملفات دينار .. حيث كانت ترسل له رسالة صوتية مسجلة دائماً .. هوايتها هذه .. فتح الاعدادات .. ها هو صوت أبيه ينساب مجيباً على أمه .. دلفت دينار تحمل صينية بين كفيها .. انساب الصوت ليعتمل قلبها بالأواجع السابقة .. قبل أن يسدد لها نظراته .. هتفت بأريحية من يدرك أن الحقائق ستظهر حتى لو بعد أمد مهما حاولنا إخفاءها :" هناك تسجيل آخر تستطيع سماعه أيضاً .. لتدرك أن اللعبة علينا .. لم تكن سوى ثلاثية .. أضاعونا بينهم خالي وأبيك ونادر ".

الضياع بخطة .. الحب والفشل الذي مني به .. كن مجرد واجهة ليحصل أخيه على المال .. اختار نادر كل شيء يملكه طاهر .. عاند قدره ليحصل على كل شيء من أخيه .. من توأمه .. أهذه هي النهاية .. نهاية أمومة وأبوه .. أم نهاية ضابط كادت حياتهى ان تفنى لمجرد أنه أراد إداء واجبه ..

**************************
كمشت أصابعه الجريدة لهذا الصباح.. وصدح صوته :" كيف لم تجدوا الدلائل التي معه .. هذا الهاتف يساوي حياتكم إيها الأغبياء.. انهيتم حياته بلا طائل ".

لم يمكنه رنين هاتفه من إستكمال مايريد التلويح به .. فتح الخط بلهفة :" نعم مهاب .. نعم كما أنت .. لا تتحرك حتى أأمرك ".

ثم عاد يغلق ويفتح رقماً جديداً يتواصل به مع الجيل السابق .. كل بحاجته وبأمر جديد :" أبنك في الحفظ والصون .. محاط بأمني .. اليوم تنهي ما رتبت له .. البضاعة لابد لها من أن تستلمها بنفسك .. معك هاتفه وستكون أنت من تواصل معه في السابق .. لا نريد سوى واجهة فقط ".

اغلق مبتسماً .. داخله يقين أن مثله لن يهزم .. تلاعب بجميع الأفراد حتى الآن ..قانونه الأزلي .. فرق تسود .. نعم لا يجعله فوق الجميع سوى فرقتهم ..

عاد ينظر لرجاله بحدة :" أريد معرفة هذا الرجل جيداً .. أريد كل لحظة في حياته خاصة الأيام الماضية .. كل لحظة أريد معرفتها ".
تحرك الرجال من فورهم .. قد أمر وعليهم التنفيذ .. حياتهم مقابل الإخفاق..
*****************



التعديل الأخير تم بواسطة الأسيرة بأفكارها ; 22-08-19 الساعة 12:48 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:37 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.