آخر 10 مشاركات
البجعة الورقية (129) للكاتبة: Leylah Attar *كاملة & تم إضافة الرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          روايه لا يغرك نبض كفي وارتجافه ضاق بي قلبي وشلته في يدي (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          نقطة، و سطر قديم!! (1) *مميزه و مكتملة*.. سلسلة حكايات في سطور (الكاتـب : eman nassar - )           »          عشقتها فغلبت قسوتي-ج1من سلسلة لعنات العشق-قلوب زائرة-للكاتبة:إسراء علي *كاملة+روابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          صمت الحرائر -[حصرياً]قلوب شرقية(118) - للمبدعة::مروة العزاوي*مميزة*كاملة & الرابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          كاذبة للأبد (35) للكاتبة الرائعة: strawberry13 *مميزة & كاملة* (الكاتـب : strawberry13 - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قـلـوب رومـانـسـيـة زائــرة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-07-19, 12:21 PM   #11

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



**الفصل الرابع**

لقد تزوجت شوق .. جمود لفه ..وبروده حد الصقيع اجتاحته ..تثلجت بها اطرافه ..وهو يسمع ابنه اخته تقول ذلك .. فغدا كمنحوتة رخاميه لا حياة فيها .. حتى التنفس كان قد توقف .. وقلبه يهتف بجزع ..
لا لا يمكن .شوق تتركه ..شوقه هو تتركه ..
عقله المسكين تلقى الصدمة فتوقف عن الاستيعاب لدقائق ..لينفجر بعدها بشتى الافكار جعلته يهرول راكضا الى دارها .. والتي كانت تبعد عنهم قليلا ..

وعندما وصل الى بيت خاله ..اسند جسده الى الحائط وهو يضع يديه على ركبتيه يسترد انفاسه التي كادت تنقطع من شده جريه السريع ..
وعندما انتظم تنفسه استقام واستدار ناحيه الباب الحديدي ..ليضربه بحدة ..
مرة واثنتين وثلاثة .. فلن يغادر حتى يفهم ويعرف ..
هو اصلا لم يعط لنفسه المجال ان يسأل ميلاد من اين عرفت او كيف .. فقد خرج راكضا من بيته_ حافيا_ . بعد ان كان قد خلع حذائه ..
ووصل لدارها بلهفة قلب ملتاع ..
واصل الضرب على الباب بجنون .. وعقله يصور له ابشع الصور والاحتمالات .
ليهتف باسم زوج خالته فرات ..مناديا ..
وبعد ان يئس تقريبا .. فتح الباب وطل منه زوج خالته .. بجلبابه المنزلي الرمادي ..وهو غاضب .. او بعد فعلته يغضب هو ..

ليهجم عليه ملاذ ..بصياح ..
_ هل ما سمعته حقيقي .. هل زوجت شوق ..
فما كان من خاله الا ان يرد ببرود اجج النار بصدر الغاضب امامه
- نعم .. ابنتي الغالية .. قد تمت خطوبتها و ..
فاقترب ملاذ منه وعيونه تكاد تشتعل .فلم يدعه يكمل ... اصلا ما الذي يتفوه به خاله الان..ويهذر به .. شوق خطبت .. كيف ..
حبيبه قلبه ..من كبر وهو يعشقها. من ناغشت احلامه بدلالها ..
لن تكون له ..
لا والف لا ..سيحطم الكون كله لأجلها ..
هي له .. منذ ان كانت طفلة .. كتلة لحم وضعوها بحضنه .. فاحبها ..
والان ينتزعونها منه ..

فمال على خاله ..
يتكلم بنبرة رجل وصل للجنون
-شوق ستكون زوجتي انا ..لا انت ولا اي مخلوق غيرك يستطيع ان يحرمني منها ..

لينتفض فرات صارخا به بعد ان جن جنونه هو الاخر من كلام ملاذ
-ا تتحداني يا ولد ؟ وتتهجم علي ببيتي .. فاذا خذ عهدا مني .. وكلمة نهائية انك لن ترى طرف ابنتي ما دمت حيا ..

تجمهر الناس حولهم .. بعد ان علا صياحهما .. وجاء بعض من اقارب فرات مِن مَن يسكنون جواره لمساندته ..
فوجد ملاذ نفسه محاطا بمجموعة من الرجال .. كلهم مستعدون للانقضاض عليه ..
ولكنه لم يكترث .. هو بحرب الان .. فأما ناصرا واما خذولا ..

فيأخذ صوته بعلو اكثر واكثر .. وهو يطالب بشوق ان تكون له ..
وبانه يحبها ..
وما بين شد وجذب بكلام صارخ ..
يفجر فرات قنبلته التي اخرست لسان ملاذ للابد

-شوق تزوجت البارحة .. فقد عقد قرانها ..


و العرس بعد ايام

لو كان خاله ارهابيا وفجر نفسه امامه ليتقطع اشلاء فلا يستدلوا على جثته ابدا لكان ارحم مما فعله به ساعة نطق جملته ..

ليسقط ملاذ على ركبتيه جاثيا وتحت انظار الناس كلها .. منكسا رأسه بخذلان .. عيونه تحرقه من شده تجمهر دموعه بها مطالبة بحقها للجريان .. فتسيل رغما عنه بوجع قلب مزق ..
بكى بقهر وقلة حيلة ولكم هو صعب قهر الرجال ..

وما ان رأوه بحالته تلك .. خرست السن الناس بشفقة جبلت عليها نفوسهم ضد الطغيان ..

وبدا كل واحد منهم محاولا اقناع فرات بالهدوء وان يعطي للشاب فرصه ..
وفرات يرد عليهم بجبروته ان لا بنات لديه للزواج .. وانها قد حرمت عليه ليوم الدين ..

ليغلق ملاذ اذنيه عن مسامعهم ..فأصواتهم باتت خادشه وجارحه وكأن كلمة يلقونها من افواههم رصاصة تخترق جثمانه .. ليقف محاولا اسناد نفسه وينسل بعيدا عنهم ..وعن تجمعهم .. لا يعلم ان كانوا قد رأوه ام لا .. هو فقط ابتعد .. وسار وهو يكاد يقع مغشيا عليه من فرط انهياره .. ليصل لبيتهم فتتلقفه ايادي حبيباته فيغمر نفسه بحضن امه يبكي بصراخ ونشيج قطع قلبه والدته وادماه عليه .. وهو يردد
-زوجوها ..شوق.. يا امي زوجوها ..
ويعلو صوت بكائه .. فترافقه نسوته ببكاءه فأخته تحضنه من ظهره لتسنده وميلاد تمسك بأقدامه لتواسيه وامه تتلقى حمل جسده فتقويه ..
لتقول له امه ..
-نصيبك يا بني .. ونصيبها.. لتبعده عن حضنها فترى عيونه المحمرتين فتشد على كتفيه قائلة..
-ابتعد يا ملاذ .. ارحل ..والزمن كفيل بقلبك ..يا حبيب امك ..
فتؤكد اخته على كلامها ..

ليصرخ عقله موافقا ...
ومقررا .. ان الرحيل هو السلام ...

******

حدد الهدف ، صوب ، اضرب..

كلمات تلاها صوت البنادق و هي تضرب النار
كرر الآمر الأمر من جديد ..فيعود صوت سحب الزناد يعلو في المكان فيتبعه صوت الرصاص المنطلق



تنهد بتعب وهو يستمع لصوت قائده وهو يقول التعليمات الخاصة بالرماية وإصابة الاهداف ..
منبطحا على بطنه محتضنا بندقيته وعيناه مركزتان على الدوائر الموضوعة على بعد امامهم ..
ليسافر عقله الى محطات جمعتهُ واياها .. نسمته ..التي صارت كإعصار اقتلعه من جذوره الامينة ..
فتلبسه الهم وكتم على صدره .. ليجد نفسه يفرغ احباطه في ضغطه على الزناد وهو يطلق الرصاص مرة تلو مره بدون وعي منه .. حتى اوقفه صوت القائد فوق رأسه وهو ينادي باسمه بسخط واضح ..
-سومر .. هذا اول انذار لك .. كنت شارد الذهن اثناء التدريب ..وايضا استنزافك للذخيرة بدون وجه حق ..
وهذا ما سأتغاضى عنه هذه المرة فقط ..

قال الآمر كلماته وانصرف .. من امامه .. بينما سومر كان واقفا منكسا رأسه بخيبة امل كبير ..


ليبتعد عن جماعته بعد ان انهى تدريبه بمشقة فخيال نسمة يرافقه ويوقظ فيه ذكريات تقتله ..
داخلا للثكنة العسكرية .. ليجد ملاذ هو الاخر جالسا على سريره شاردا ..
ليجلس بجانبه يشاركه شروده...

الم يقولوا قديما بالأمثال
(( اجتمع التعيس مع خائب الرجا)) ..
والتعيس هو سومر وخائب الرجاء ملاذ .. اثنان وجدا نفسيهما يتقابلان بالوجع .. فكلاهما قد قطع اجازته وعاد ..وهو محمل بهموم تخر لها الجبال ..
ايام قضياها صامتين .. محترمين انهما بحاجة للسكوت .. فلا سومر سأله ولا ملاذ حكى له ..

استدار سومر لصاحبه يراقب شروده ..شيء في رفيقه كسر
.وهل هناك من مثله يعرف معنى انكسا ر الروح ..
ليتنحنح قائلا
-كيف حالك يا شريك ؟
فيرد ملاذ بصوت خرج وكانه لجثه وليس لأنسان حي ..
-اتنفس !
فيسكت سومر ..
ويعود لقتال افكاره الشرسة .. غافلا عن معركة عزاء أليمة تقام بذهن من يجاوره جلسته ..

....
وهكذا مرت عليهما الايام ..
يندمجان بالتدريبات ..والعمل بالمستوصف ..ويعودان لصمتهما ..
وشيئا فشيئا سارت بهما الحياة .. مخلفة ورائهما ماضيا موجعا .. تناسيا ما فيهما وما حصل وجربا العيش بلا امل .. مجرد حياة مستمرة ..

دخل ملاذ على سومر ورفاقه ..المجتمعين كعادتهم الليلية حول نارٍ موقدة بإحدى العلب ..يتسامرون ويتحدثون فهناك من يرمي المزحات فيضحكون ..وهناك من يغني فيسمعون .. واخرون يرقصون او يلعبون .. حاملا علبه فيها نوع من الفواكه فتلقفها من يديه الكل وصاروا يوزعونها عليهم ..لينفض الجمع بعد لحظات ..

ويبقى هو ورفيقه ..

ومع قضمه كبيرة للتفاحة بين يديه .. تكلم سائلا صديقه ..
-سومر ، من اختار لك اسمك . ؟ والدك ام وامك ؟
بالنسبة لي امي هي من اسمتني ملاذ نسبه لمذيع بالإذاعة كانت تحب تسمعه ..

ارخى سومر اجفانه ... وهو يرحل بذاكرته لأيام الماضي .. ليقول

- اتعرف بأن اخي مقداد هو من اسماني بسومر .. !؟
-آها.. رد ملاذ واكمل .. وماذا عن والديك ..
ليقول سومر
-انتظر سأقص عليك كل الحكاية .. ابي كان متزوجا من امي ولكن وبعد مرور خمس سنوات لم تنجب فيها امي ..اضطر ابي للزواج بأخرى ..وبالفعل الجديدة حملت وانجبت اخي مقداد ..وبعدها لم تنجب .. ليعلم ابي ساعتها انه هو السبب في قله ذريته .. فحمد الله على نعمته وعاش بين امي وام مقداد .. راضيا بما قسمه الله له .. وتخيل بعد ان اصبح مقداد بعمر الخامسة عشر ولدت انا .. اي بعد عشرين عاما من زواجه بأمي .. كنت كمعجزة .. ووقتها اخي اسماني بسومر لأنه اسم مشهور بالخمسينات..
ماتت امي وانا بعمر الثالثة فآخذتني زوجة ابي ام مقداد لتربيني .. لتلحق بأمي بعد عامين ..تاركةً اياي بعمر الخامسة . ليتوفى ابي بعدهم بعام .. فبقيت انا وأخي وحدنا .. هو بالواحدة والعشرين وانا بالسادسة ..
ليقاطعه ملاذ قائلا
-فأذن اخوك هو من رباك ..
ليصمت سومر مفكرا ..متذكرا بأن مقداد هو من اخذه لكي يسجله بالمدرسة ..مع انها كانت بعيدة عن منطقه حيهم الا انه كان يذهب ويأتي به منها واليها .. وكان هو من يشتري له ملابسه ويساعده في استحمامه .. حتى مصروفه هو من تكفل به ..
يا الهي كيف لم يفكر هكذا من قبل ..ولم يخطر له ذلك ... بأن مقداد هو من رباه وراعاه واهتم به .. هو الاقرب لصورة الاب المبهمة التي لا يذكرها .. مقداد والده قبل ان يكون اخاه ..

لعشرين عاما والتي هي سنوات عمره لم يدرك ان اخاه ..تحمل مسؤوليته ..وهو ما فعل ..قابل كل عطاياه بسخط .. وتهجم عليه بسبب ماذا .. بسببها هي .. نسمه ..النسمة التي من فرقت بينهما ..

فهو مازال يتذكر ذلك اليوم .. يوم زواج مقداد ونسمه .. تذكر كيف البسوه ملابس جديدة مخبرين اياه بان اخاه سيأتي بزوجته .. فجلس بالبيت ينتظر ..بلهفة طفل للعيد ليتعرف عليها .. لتهل عليه بفستانها الابيض ..فتجذبه ليفتح عينيه على وسعهما يراقبها .. كملاك نزل من السماء .. ليعوضه .. هكذا راها ..
وهي تنحني امامه ليرى ملامحها الجميلة فتطبع بذاكرته للابد .. حنان نظراتها ..وبسمه شفتيها ..ويدها التي لمست خده ..
وعطرها الممزوج بالحنة ليختم أنفه فلا يستطعم رائحة بعدها ..
كطفل تفتحت حواسه بين احضان امه ..

اغلق عينيه مشيحا برأسه عن صاحبه المراقب ليخفي دمعه لم يقدر ان يمنعها فلم يمسحها ..فآه من ذكريات قلبت لتكون مرة ..

ليسكت صاحبه معطيا له كل المساحة لينأى بذاته ..


وجع مرير يعصف بكينونته كلها .. عندما يتذكر كلمات اخوه السامه وهو يخبره ان أيقونة البراءة والصدق ..مزيفة ..

فكيف لعقل ابن ان يفهم ان صورة الام الطاهرة كسرت ... والتي من الصعب جدا لحمها ..
كيف لعقل اخ ان يكون متفهما اذا اسودت صفحة اخته ..وختمت بخطأها

هو مقطع بين من ربته وعاش معها سنواته يحبها ..وبين من رباه ..
فهل يصدق قلبه ام عقله ..
قلبه الذي اصدر قرار براءتها من التهمة بلحظتها
وعقله الذي يخبره ان اخاه لن يرمي بالتهم عليها .جزافا .

وبين هذا وذاك يقضي اوقاته ممزق بصراع يقضي على راحته

بينما ملاذ يجاوره بصمته ..يرحل لذكرياته هو الاخر ..
فيلجم نفسه بمهارة ان يغوص فيها ..فيجده غريق دون سبيل للنجاة ..


*****

-الجندي سومر ،
-نعم سيدي
-مطلوب في الإدارة .. هناك شخص يريد رؤيتك ..

تعجب سومر من كلام الضابط الذي استدعاه ..
فمن هذا الشخص الذي يريد رؤيته.
فرافق الضابط لمبنى الادارة ليعرف ..
ليجد ان الضابط يشير له لغرفه ما ان يدخل لها ..

ففتح الباب وقلبه يقرع بشده .. ليطالعه وجه اخيه مقداد ..
واقفا بالغرفة ..
لم يعرف كيف سار الى اخيه .. هل هرول ام ركض المهم انه ها هو يحتضنه يتشبث بقميصه من الخلف بيديه ويضع رأسه على كتفه يريحها من افكارها الملعونة ..
ومقداد يشد من احتضان سومر ..لم يكن يتوقع هذه اللهفة منه ..وخصوصا بعد ما حدث بينهما آخر مرة .
ولكم هو سعيد برده فعله ..
يعترف بأنه كان يخاف ان يكرهه بعد ما حصل ..ولكن الان ارتاح ...
فأبتسم لأخية وهو يمشط جسده بأنظاره .. ..
ليقول له-
-كيف حالك سومر؟ ارى بانك نحلت قليلا ..
بسمه اخيه وكلامه بنبرته تلك ذكرته بأيام طفولته عندما كان يساله عن دراسته
ليرد عليه ببسمه مماثله
-الحمد لله ..انا بخير يا اخي ..
-مرت فترة طويلة يا سومر لمَ لمْ ترجع للبيت ..انت لم تنزل حتى بإجازة ؟؟
ليسكت سومر ..فيفهم مقداد ما لا يقوله له اخوه. يدرك ان سبب ابتعاده هو ما قاله بساعة غضب فيكسر طوق استقرار بيته ويفرط بأهله

ليمد يده يشد على كتف اخيه ..
-سومر ما قلته ذلك اليوم .. لا تفكر فيه .. اعتبره زلة شيطان .. او تفاهة غضب .. لكن انت ادرى بنسمة مني .. ما حدث بالماضي مهما كان .. لا يهمنا .. المهم انها .. اقصد انت اعلم بها .. هي لم تخطئ عندما دخلت بيتنا ..

كلماته المتقطعة اوشت بأنه يبذل جهدا في ايصال ما يريده .. لكن سومر فهم .. فترك مقداد ونهض عن مقعده .. متجها للنافذة الموجودة بالمكتب لينظر من خلالها الى الصحراء الممتدة امامه ..
صحراء ماثلت تلك التي بداخله
ليجد اخاه قد تبعه يجاوره بالنظر من الشباك ..
ليتكلم سومر قائلا
-انا لم افهم .. كيف تزوجتها ..اقصد لماذا تزوجتها .. وانت تعلم انها كانت .. وسكت .. فالحروف عصية عليه ..

ليزفر مقداد هواء رئتيه ببطء .. هذه المحادثة لا بد منها .. مهما كانت محرجة .. ليتكلم شارحا
-انت تعلم لماذا .. لأني احببتها ..عشقتها .. وظننت اني لن اهتم بما حدث سابقا .. فطلبتها للزواج ولم اتخيل صعوبة الامر .. بيوم الزفاف .. عندما سلمها اهلها لي وسط حفلة صغيرة احتراما لجيرانهم ..
لم استطع النظر اليها .. ركبت جوارها بالسيارة واوصلتها للبيت .. وعندما دخلت .. رأيتها كيف تقربت منك ولمستك ..
وكيف كانت نظراتك لها كلها انبهارا .. فخفت .. خفت ان اكون قد جلبت لنفسي كارثة .. وبغرفتنا..
سكت ليبلع ريقه بغصة ..فالقادم ليس بسهل .. ليكمل ... لم اقدر ان المسها
تركتها ، خرجت، صعدت للسطح .. وبكيت .. اتتخيل رجلا بيوم زفافه يبكي الما .. انا يا اخي بكيت .. وكتمت آهاتي بوجع انغرس بعقلي وقلبي .. شكوك وظنون حفرت بباطن روحي ..
فقد كنت خائفا ..
نعم اعترف بأني كنت خائفا جدا .. خائفا من ان ينكسر حلمي ..ان تنكسر روحي .. فبقيت طوال الليل هناك .. صراع محتد عشته بين تفكير مريض وافكار مسمومة وروح مقتولة ..
فيتردد صدى صوت سليمان بذهني .
أآخ وَنْها ..
كلمة واحدة هدمت كل حياتي .. وبفورة من جنون تلبسني نزلت مهرولا لاهثا اليها ..لكي افهم

اغمض مقداد عيناه ليعود بذاكرته الى تلك الليلة ..
.. (( نزوله مسرعا ودخوله للغرفة التي كانت تسبح بالظلام .. الا من انارة خافته تسللت بالرغم من الستائر السميكة للنافذة تعود لضوء عامود الكهرباء ..

ليجدها ممددة على السرير نائمة بفستان زفافها .. فجلس جوارها ..فها هي كما رغبها وحلم بها ..اه كم تمنى لو يرى ملامحها ..ساعتها .ليكتمل حلمه ... ليمد يده متحسسا وجهها ..عيناها المغمضتان ،، انفها ، وجنتها، وشفتاها ...فيرتفع هرمون الاثارة بكيانه .. ليجد نفسه يميل عليها مقبلا شفتيها متذوقاً طعمها .. فتتململ هي وتستيقظ .. ولكنه لم يكن بحاله تسمح له بالتوقف وسؤالها او حتى معرفة احوالها ..فيخفق قلبه اكثر واكثر .. ويزداد اصراره على وصالها .. فيغوص معها بعالم لم يعرفه من قبل .. يجرب مشاعر لم يعتقد يوما انه يحملها و يعدها فيه .. ليسمعها تئن تحته .. من فرط ما يحدث .. فيتوقف ويعلو صوت فحيح مسموم بعقله .. ان اناتها هذه قد سمعها غيره .. فيجن جنونه ويزيد من ضغطه عليها .. فيكاد يسحقها .. تحته .. ذراعاه تكبلانها وساقاه تقسوان على عظامها .. بينما شفتاه لا ترحمانها .. يخرس ذلك الانين المتصاعد منها .. انين يكرهه فلا يود سماعه .. ليجد نفسه واضعا كفه فوق فمها ..كاتما انفاسها .. بينما جسده مازال بثورته الاولى .. يحقق الوصال الذي يبتغيه منها .. فيعم السكون ..عيناه مغمضتان لا يريد ان يراها .. يشعر بأنفاسها تحته تعلو وتهبط بقوة .. اه كم رغب ان تمنعه، ان تقاومه وترفض قوته وشراسته ..لكنها لم تتحرك ابدا .. كانت مستسلمة له جدا .. وذلك اثاره ان يزيد بقوته اكثر ..

ليصدح صوت الاذان ممزقا الصمت .. فينتفض عنها بسرعة ويقف وهو يعطيها ظهره .. فلا يريد ان يستدير ويراها ..
ليسمع صوت اهه خافته صدرت عنها ..
فيعود ليتكرر مشهد سليمان امامه .. فيغلي غضبا وقهرا ... وكان الشيطان ابى ان يتركه ذلك اليوم .. ولو ترك نفسه له حتما سيقتلها .. فمد يده لمزهرية جواره ليضربها بقوة بالحائط .. تلاها اشياء اخرى .. لم يعرف كنهها ..
وفي كل مره كان يحطم غرضا كان يصرخ بقهر ..
وعندما لم يجد ما تطاله يده ليرميه ..
توقف ... يتنفس بصعوبة .. يريد ان يرتاح .. وكيف يرتاح من سرقوا امانه .. من وأدوا احلامه .. ليلملم ثيابه التي كان قد خلعها بخضم ما عاشه معها قبل قليل .. ويخرج من الغرفة ..تاركا اياها بحاله فوضى هي وعروسه الصامتة))

-وفهمت ؟! سؤال سومر افاقه من ذكرياته ..
ليهز راسه بلا .. ويجيبه
-لا ..لم اسألها .. بتلك الليلة سكتت ..واستمريت بالسكوت ..
فانت تعلم بان شرف الفتاة هو سمعتها .. وان خدشت سمعتها بحرف ملوث .. امست بلا قيمة .. وانا خالفت كل ما تربينا عليه .. وارتضيتها زوجة لي .. فلم اسال .. ولن اسال ..
فما سأستفاد اذا عرفت ..
هي بالنسبة لي الان زوجتي وحبيبتي .. اعلم باني شديد وقاسِ وعصبي ..ولكنها لم تشتكي بأحد الايام .. لم تعترض على معاملتي لها .. دوما تبتسم بوجهي وتتقبل ما افعله بنفس راضيه ..

وانا بذلك مكتف ..

وهذا ما وددت ان اخبرك به .. ان تنسى الماضي مثلي ..وتشطب ما قلته لك من ذاكرتك وكانه ما حصل .. وتعود من جديد للبيت .. فنسمه تسأل عنك ..

وقالها وهو ينحني ليرفع حقيبة من الارض فيضعها امام سومر .. مبتسما
وهو يخبره ..
-هذه ملابس وغيارات جهزتها لك ومعها كيس من المعجنات التي تحبها .. رغم انها مازالت تتعافى الا انها اصرت على تجهيزها لك
.
ليرف قلب سومر ..ويخفق بقوة ..
وهو يسمع مقداد يخبره انها متوجعه ..
ألم اخفاه فلا يراه اخوه ..
ليرد عليه ..
-شكرا على تعبها .. لكن لا اقدر ان ارجع الان .. دعني يا اخي .. دعني ابتعد لأنسى قليلا .. وعدني انت ان تزورني هنا .. لكي اعرف اخبارك واطمئن عليك ..

-حسنا يا ولد .. سأتي انا كل فترة لأراك .. لكن لا تطل البعاد ..
فانا اشتاقك .. ونسمه تشتاقك .

وكأن لاسمها اثرا ..يصيبهما دوما بالصمت ..
فقط اعينهما تتلاقى فتشرح عما في دواخل اصحابها من حب وحزن لصاحبة ذلك الاسم ..
نسمه .فرحة العمر وجمره
لهفة القلب و جرحه
راحة العشق و ألمه
بسمة الامل وحرمه

فااه منك يانسمه ..








سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-07-19, 12:28 PM   #12

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


**الفصل الخامس**

بتمهل بطيء ينحني لكي يلبس فردتي حذاءه الاسود اللامع من كثر اعتناءه بتلميعه لكي يكون بأبهى حلة .. فاليوم هو مناسبة مهمة جدا له … ليقف معتدلا فيطالع نفسه بالمرآة التي تواجهه .. بدلة سوداء وقميص سكري اللون ..وربطة عنق مقلمة حمراء وسوداء .. فيرضيه شكله العام .. مع انه لا يصدق بانه سيخرج واخيرا .. من مكان عاش فيه كل تلك المدة التي فاتت .. فكم مضى عليه وهو يسكن الثكنة .. مضى الكثير حتى نسي كيف يكون العالم خارج اسوار الوحدة العسكرية .. عشر سنوات ..

عشر سنوات مرت عليه هنا .. عشر سنوات قضاها معتزلا العالم ..معتزلا كل شيء يمت للحياة ..وكانه يمتنع عن العيش ..برغبته .. وكانه بقادر على حذف التنفس منه .. فنفى نفسه لهذا المكان ..واجبرها ان ترفع اسوار عالية باسلاك ذات فولطية كهربائية كبيره .. وارغمها على قطع كل صلاتها الخارجية .. اراد ان ينسى .. فابتعد ..فلم يزده البعد الا ذكرا وشوقا .. ذكر لمن خفق لها قلبه منذ الرؤية الاولى ..وشوق لأيام كان بها مرتاح الهم ..

فاغمض عينيه .. فها هو وبعد كل تلك السنوات .. ما زال في مكانه وكانه يراها ..وكانه يسمعها .. وكأنها ما تركته ابدا ..يتلظى بغربته ببلده ..
فاه والف اه من عذاب مقيم في جوف صاحبه ..
استقام بوقفته ..منحيا كل الذكريات والافكار التي تعصف بعقله ..
وخرج .. ليتلقى التهاني والتبريكات من زملائه وهم يحملونه اياها ..لكي يوصلها ..

فمر على مكتب الضابط الاعلى ..ليخبره بأمر انصرافه وخروجه
فدق الباب طالبا للاذن للولوج للداخل ..
فجاءه صوت الضابط بقوله
-تفضل ..
فدخل بمشيته المنضبطة العائدة لسنوات تدريبه ..
وادى التحية العسكرية برفعه لكفه ملامسا جبهته ..
ليرى الضابط الاعلى ينهض من خلف كرسيه وهو يبتسم له ..قائلا
-استرح يا سومر .. انت بزي مدني الان ..لا داعي للتحية ..
ليرد عليه سومر وهو مازال واقفا منتصبا للظهر ..
-العفو يا سيدي انها من التعود ..
- حسنا لا بأس عليك .. .. ليمد له القائد يده وهو يحمل مظروفا بني اللون .. مكملا كلامه
-سومر هذه هدية بسيطة منا .. انا وبقيه الزملاء من ضباط واصحاب الرتب عليا .. جمعناها .. ولو لا الظروف لكنا رافقناك وقدمناها هناك .. ولكن انت اعلم بمشاغلنا ..
فيهز سومر راسه متفهما .
-اعلم يا سيدي .. والهدية مقبولة .. ترد لكم بأفراحكم ومسراتكم..

فيبتسم له الرجل الاعلى مركزا .. ويقول بنبرة فخر..
-صدقني انت وصديقك ملاذ من اقرب الزملاء ..واكفأ الجنود ...بل اني اعتبر كما من العائلة ...فلا انسى ابدا .. ذلك اليوم عندما دخلتما علي مكتبي تخبراني بانكما تودان التطوع للجيش وبشكل كامل .. واصراركما على البقاء هنا ..ومن ثم جاء عملكما الدؤوب ..المستمر ..المنقطع النظير .. في الطبابة العسكرية ..ومساهمتكما في تطويرها .. انت في الاسعاف وملاذ بالمعالجة .. التي اثارت اعجابي لدرجة اني كلمت الرئاسة عنكما ليتم مكافئتكما ..وبذلك تم اصدار امر تعينكما الرسمي هنا ..في العيادة الطبية ..
انت وملاذ اثبتما لي ..ان للبلاد رجال قادرة على حمايتها .. رجال تخلت عن حياتها في سبيل خدمتها ..
انتما رمز من رموز العزة ..

وكان لأخلاقكما الاثر الذي جعل الكل يكنون لكما احتراما وتقديرا .. ومنحكما سمعه ذات صيت عالي في الجيش ..
فلذلك يسعدني ان اراكما تبنون حياتكم ..
قالها وهو يربت على كتف سومر بفخر ..
واردف
-اذهب يا ولد واستمتع .. وقل لصديقك ..ان يستمتع بإجازته ايضا ..
فشعت عيون سومر بالفخر اثر كلام المسؤول عنه .. وانتعشت روحه زهوا ..
وكيف لا .. وهو قد حقق خلال سنوات سيرة بات الكل يتحاكى فيها .. ومهنة محترمة ..فلقد ساعده الجيش في ضبط انفعالاته ..وتهذيبها ..فلو لا تطوعه وانضمامه ..وتشبثه اليائس بهذا المكان .. لكان قد تحطم كليا .. صدق من قال ان الجيش يصنع الرجال .. ويربي الاخلاق .. فالحمد لله الذي جعله يفكر بأمر التطوع ذاك .. وتشبث بقراره وهو يعرف ان لا فائدة سينالها منه .. فلا مرتب ولا رتبة .. انما مجرد عمل فقط .. ومكان اقامه ..
ولم يأخذ من الوقت الكثير في اقناع ملاذ .. بل ما ان فاتحه بالموضوع
. حتى وافقه بسرعة .. ومضى معه بأمر الترتيبات وكلم المعنيين بالأمر ..
ولم تمضي فترة الا وكانا مستقرين بالمستوصف .. ينامان فيها .. بفرشهما الارض بأبسطة بسيطة تم توفيرها لهما من قبل المسؤول آنذاك ..

لتمر عليهما الليالي والايام ..فيجدان في رفقه بعضهما البعض امر من السلوى ..
والان حلت النهاية السعيدة واخيرا ..

فسلم على قائده وخرج من المكان كله .. وما ان عبر البوابة الخارجية حتى احس بان الهواء اختلف .. وبأن السماء اختلف .. بأن العالم خارج اسوار الوحدة العسكرية كله تغير ..

فأرتجف جسده برعشة اثارت بقلبه رهبه .. رهبه من قادم لا يعرفه ..
ركب السيارة الواقفة امامه والتي ستنقله الى اقرب محطة منشآت نقل ركاب .. وسمح لنفسه بأن يأخذ غفوة صغيرة ..تخللتها احلامه بنسمه واخيه مثل العادة

******
عناق رجولي حميم تبادلاه وهما واقفين في الشارع .. فكان المشهد للكل طاغيا .. فالعريس ترك مكانه وسار للرجل الغريب مسلما عليه ..كما لم يسلم على احد من الحضور .. سلام حار عابق بالحب .. فيتشابكان بأحضان بعض ..ويتشبثان ...فكان تشبث كل منهما بالأخر في دليل على عمق الصلة التي بينهما

فسبحان من يجمع القلوب بغير حساب ويؤلف فيما بينها .. فكانا كأنهما روح واحدة تفرقت بجسدين. لتدعم اواصر الصداقة بتلك العلاقة الفريدة من نوعها .. ليغدوا صديقين اقرب من حبل الاخوة ..

-مبارك لك يا شقيق .. مبارك لك يا شريك .. واخيرا ..جاء اليوم الذي انتظرته ..
قالها سومر وهو يحتضن ملاذ ..
ليبادله ملاذ تهانيه وتبريكاته ..
-شكرا لك يا عضيد .. العقبى لك ..ونفرح بك قريبا ..
فيرد سومر بالمزيد من كلمات السعادة الخالصة فها هو صديقه قد حقق مناه ..
فبسنين العشرة الطويلة عرف منه قصته مع ابنه خالته .. وكم يعشقها وتعشقه ..وكيف تفرقا ...فأثرت به قصته كثيرا ..وذكرته بمن احبها القلب ... لكنه كتم بصدره قصة حزنه .. ليشاركه احزانه ويواسيه ..
. ولكن الان وهو يرى صاحبه يكاد يطير من الفرح ..
ايقن فعلا بان الحب يصنع المعجزات
.

وكيف لا وهو يرى امامه احداهما تحدث ..لا بل انه ساهم بتصنيعها ..
وبعد جوله من السلام على الحضور .. تمكن اخيرا من ان ينفرد بملاذ بإحدى غرف المنزل .. فالعرس مقام في الشارع كما هو متعارف عليه .. بنصب شادر كبير ليضم المعازيم فيه ..

فجلسا الاثنين متقابلين ..
ليبدا ملاذ كعادته هو بالسؤال عن الحال والاحوال وسومر يرد عليه
ليقول ملاذ بشيء من البهجة ..
.
-اتعلم بأني ما زلت غير مصدق بأني سأتزوج!!
فيبتسم سومر له قائلا
-لا بل صدق .. فاليوم حنتك.. وغدا يوم عرسك ..
-ااااه يا سومر .. اتتخيل بأني واخيرا سأحقق حلمي واتزوج من احببت ..
فتزداد ابتسامه سومر المشجعة له .. وهو يسمعه يتكلم بسعادة عن تحضيرات العرس
فلقد كان شاهدا على مأساة صديقه وعذابه .. وهو يستحق ان يعيش براحة ..

وبعد فتره حل عليهما صمتا لطالما تشاركاه حيث العقول تسرح بملكوت ذكرياتها ..
سومر وافكاره بأخيه الغائب منذ فتره .. وما يحمل ذلك من معاني كثيرة لا يود ان يفكر بها ..
بينما ملاذ المجاور له يرحل بذكرياته لأيام قضاها ببؤس وعذاب ..وهو يعتقد ان شوق قد تزوجت .. وحرمت عليه ..
ليدخل عندها في حاله من الاكتئاب الحاد ..والتي لو لا وجود سومر وقتها معه لكان جن ..او انتحر .. فيعود الفضل اليه ... فهو من انتشله من سوداوية افكاره وانقذه .. فقد كان له نعم الصاحب ونعم السند الذي اخذ بيده ولم يتركه ليهلك ..
فوافق على فكرته بالتطوع عندما اخبره عنها ..حتى يضمن انه موجود بمكان بعيد يحيطه الاسوار ويحرسه الجنود .. فتكون العيون عليه فلا يتهور .. واخذ على عاتقه اكثر الاعمال التي تتطلب استنزافا للوقت والجهد ..فرمى نفسه بها .. فأختار ان يكون مع سرية الطوارئ للحالات القصوى ..بمشفى الجيش القريب من وحدتهم العسكرية .. فينغمس مع المصابين ويسهر على علاجهم ..سواء كانوا عسكرين او من المدنيين الذين يتعرضون للحوادث فينقلون لأقرب مشفى حكومي ..

ويعود بالمساء منهكا للمستوصف فينام على الارض جوار سومر الذي يشد من أزره دوما ..

بينما عائلته امه واخته وابنتها انتقلوا من مكانهم القديم .. لمحافظة اخرى لغرض علاج والدته ..والتي اصبحت افضل بكثير بعده .. فكانوا بعيدين جدا عليه .. ولكن الهاتف الارضي ساهم من معرفته بأخبارهم ..وتتبع ما يحدث معهم ..

فاستمرت الحياة على نفس منوالها الى ذلك اليوم الذي هاتف فيه اسرته كعادته ليطمئن عليهم .. فأحس بنبرة صوت اخته ان هناك شيئا تخفيه عنه .. وبعد كلامه مع والدته تأكدت شكوكه بانهن يخبأنه شيء ما ..فلم تكن امامه سوى الشقية ميلاد فطلبها للسلام ..والتي ما ان قالت له مرحبا ..
حتى اباحت بكل ما تعلمه .. بحديث رفرف له القلب وطار وحلق في السماوات العلى ..

فقد اخبرته تلك الصغيرة بأمور كثيرة .. كانت امه واخته يخبأنها عنه خوفا وقلقا عليه ..
وما علما بأن تلك الاخبار هي ما يريد ان يسمعها ..

فتذكر ما قالت له ميلاد
-مرحبا خالي .. شوق فسخت خطوبتها ..
لتنغمس بعدها تخبره بكل التفاصيل التي جعلت عيناه تفتحان على وسعمها من دهشته .. وابتسامته تمتد وترتفع حتى باتت تحتل كل وجهه من الاذن للاذن من فرط سعادته بما يسمعه ..
فحبيبه قلبه لم تتخلى عنه .. وحاربت بدورها ولكن بطريقة اكثرا ذكاءً ودهاءً من ما بتصور ..
بفضيحة!!
نعم فلقد جلبت لنفسها فضيحة ..
فقط لكي تشوه سمعتها ويتركها ذلك الذي ربطها به والدها ...

فضيحة طالتها واسرتها ولحقت بها طوال السنين .. لتوشمها كأنها عار ..

خطة ذكية عبقرية ..لا تخرج الا من فتاه تثق بقلبها .. وتثق بحبيبها قبلها انه لن يخذلها او يتخلى عنها ..

فشوق خططت ودبرت بمكر النساء .. علمت ان والدها لا يناسبه الضغط العالي .. انما التفتت هو ما سيجعله ينهار .. ففكرت الا ان خطرت لها تلك الحبكة التي طبختها على نار هادئة بمساعدة والدتها ..

فبدأت اول خطوات خطتها .. بان تظهر لوالدها انها راضخه لما يؤمر .. وموافقه على ما فعله ..
بينما هي تسعى الى ان ترهب العريس ليهرب ..

فعندما كان يأتي لزيارتها بمنزلهم تكلمه بطريقه غريبة .. ساعه تكلمه عن الفيزياء الكميه التي سمعت عنها بالراديو ... وساعه عن اسعار النفط .. واحيانا تدخل بالسياسة فتصيبه بالملل .. فلا تكون امامه خجول ومرتبكه بل منفجرة تعبر بحدة عن كل شيء حولها .. لأنها علمت انه لا يطيق تلك النوعية من النساء
واما والدتها فكانت امام امه او اخواته تذكرها بسوء
. انها مهملة .. وغير مرتبة ..ولا تجيد اعمال المنزل
. بل تستمع الى الراديو ليل نهار .. لتثير نفورهم منها ..

وبعد نجاح المرحلة الاولى .. انتقلت للمرحلة الاخرى ..
حتى تجعله يفر هاربا ..

فكانت بكل مرة تصادفه فيه .. تأخذ حاجة من اشياءه .. فمره اخذت ساعته عندما خلعها ليغسل يده .. ومره اخذت من محفظته نقودا .. ومره اخذت محفظته نفسها .. لتخفيهن .. فيبحث هو عنهم حتى يصيبه اليأس .. ويقول انهن سرقن .. وبدأت بعدها تشير بأصابع الاتهام اليها .. بأن تجعله يراها وهي تعبث بأشيائه او وهي تخبئها .. بينما والدتها سعت لكي تنشر تلك التهمة وتلصقها بابنتها .. فتختار التجمعات النسوية .. لتخبرهن ان هناك اشياء تفقد من منزلهم .. كالحلي والاموال وغيرها .. وبأن منزلهم لا يدخله الغرباء ابدا .. فتوجه عقولهن الى اتهام ابنتها ..

فيسمع خطيبها ليوقن بان شوق هي من تسرقهم ..

وبالفعل ذلك ما حدث .. وصدق خطيبها الاقاويل المنتشرة بان ابنه السيد فرات سارقة .. وعندما واجهها بذلك لم تنكر واجابته بصراحة انها تأخذ كل ما يحلو في عينها . وبانها ترمي كل ما تسرقه بعد فترة . . فهي مصابة بداء السرقة ولا تقدر ان تبطل تلك العادة ..

وكأي شاب تافه .. تركها بعد ان فضحها .. لأنها كانت قد اخذت منه ساعة غالية الثمن .. فطالب والدها بثمنها .. وهو يعلنها امامه انها لا تناسبه لأنها لصة .. وبأنه يربي ببيته سارقه ..ليفسخ عقد الزواج بينهما ويتركها .. لتتناقل الاخبار بسرعة كسرعة انتشار النار في الهشيم .. بما حدث .. كونها سارقة ولا يمكن ائتمانها ابدا

فتوصم شوق بذلك العار .. نعم هي اختارت ان تضحي بسمعتها وتكسب قلبها ..لا يهمها ان الناس ما عادت تثق بها .. وبان كل صديقاتها ابتعدن عنها وان جلسنه معها يمسكن بحقائبهن او ما يحملنه بقوة .. خوفا من ان تخطفها من بين ايديهن ..

وتحملت نظراتهم وهمزاتهم .. في سبيل تحقيق حلمها ..

وهذا ما حدث .. ففور سماع ملاذ بما حدث ..

تقدم لها من جديد ..ظاناً بان زوج خالته سيوافق بسرعه .. وخصوصا بعدما اصاب سمعة ابنته .. والفضيحة التي لحقت بها ..

ولكنه صدمه بتعنته الغبي .،واستمر برفضه ... مع ان ابنته جاورته لمده سنتين بعد فسخ خطبتها .. و لم يتقدم لها اي احد ..

ومع ذلك رفض .. لكبرياء لعين يلازمه .. فكيف يعطي ابنته لمن رفضه وابلغه انه لن يطولها ..

فتطول السنين وخاله على رايه .. وشوق تكبر جواره و تذبل بعد كل مره يرفض فيها ملاذ ..
الذي ما انفك طالبا لها .. مرة بعد اخرى ..

وجاء الحل من سومر الذي اخبر ملاذ بأنه سيكلم زوج خالته بنفسه .. وبالفعل ذلك ما حدث ..
وخرج سومر برفقه ملاذ .. كانت تلك المرة الوحيدة التي خرج فيها خلال سنوات خدمته في العسكرية
ليقابلا فرات بمنزله ..

ووقتها بدا سومر بالكلام .. معددا صفات ملاذ وميزاته .. وكلما يتكلم فرات بشيء ينبا عن رفضه يحاوره سومر بفطنه جعلته مرتبكا .. الا ان حشره بزاويه ضيقه .. وارغمه على القبول والموافقة ...

بعد ان وضح له ..ان ملاذ سيترك الخدمة العسكرية .. ويعمل فقط بالمستشفى .. هذا بالإضافة انه سيفتح مستوصف بمكان سكناهم لعلاج الناس بالمجان ويضع عليه اسمه .. ليدعو الناس له ..
وبان امر المستوصف الخيري وسمعته ستغطي على ما لحق بهم من اقاويل .. وخصوصا ان ابنته ستتزوج ..

وما ان اخذ ملاذ كلمه موافق منه .. حتى جمع له كبار العوائل .. ليخطب شوق بموكب ليس له مثيل .. اعلاءً لشأنها امام الكل ..
وها قد وفى بوعده لها ..
وبعد قليل سياتي كاتب العدل مع الشيوخ لعقد القران بعد اكمالهم المعاملات اللازمة في محكمة الاحوال الشخصية ..

عشر سنوات ضاعت من عمره ومن عمرها بسبب تفكير ضيق الافق ..
لاختلاف الطوائف .. ولكن اليس جميعهم يعودون لأصل واحد ¡¡.
لادم ..
فأين المشكلة ان كان الشخص ابيضا ام اسودا ..
عربيا ام اعجميا
كرديا ام تركمانيا
سنيا ام شيعيا
كاثوليكيا ام ارثوذكسيا
مهما كان انتماءه العرقي او الديني او الطائفي ..
فيبقى فقط انسان ..

فلم يصرون على تفرقه القلوب بخرافات وهميه ..

*****

تصاعدت اصوات الزغاريد من امه وخالته واخته .. تشاركهن النساء الباقيات ..
بعد ان جلس جوار زوجته على المقاعد المخصصة لهما بحديقة المنزل ..لغرض الاحتفال ..

صوت الموسيقى يصدح بالأجواء والاضواء اللامعة تزين المكان .. والفرح يعم الجميع ..
فما يريد اكثر من ذلك ..

سعادة تغطيه من راسه حتى قدميه .. وهو يراها تصفق بيدها وتضحك .. فيخفق قلبه بالحب ..
فالحمد لله على ما اعطاه ...

جال بعينه على الكل .. حتى قابل عيون صاحبه ..الذي لم يتركه لا البارحة ولا اليوم .. وعاونه وساعده بكل ما يستطيع ..

فكان الشاهد الذي شهد على عقد قرانه .. والشخص الذي اخذه للحمام الكبير بالسوق .. والبسه بدله العرس .. فكيف يجازي وقفته معه ..

ليهز له راسه امتنانا وعرفانا بجميله الذي طوقه به ..

فيلقطها سومر ..حركه ملاذ تلك له وهو يخبره انه ممتن له ..ولكل ما فعله .. فيرد له حركته وهو مبتسم ..فملاذ بالنسبة له توأم روحه .. ويبتعد .. معطيا له المساحة لكي يسعد مع عروسه التي كانت عيونها تفضحانها و تنطق بمدى عشقها له .. عيون ذكرته بعيون اخرى .. كلها حنان ..
حرك رأسه وكانه يريد ان يخرجها من افكاره .. ..لا يريد ان يتذكرها الان ..نسمته ..لا بل غصته ..التي ما فتئت تطوف برؤياه وتزوره في يقظته ومنامه .احس بنفسه يختنق والذكريات تتوالى امام ناظريه فتشتعل النار داخل صدره وكأن السنوات لم تزدها الا التهابا ...فبلغ التعصب مداه من عقله وضاق بزحمه المكان .. ليجد نفسه صاعدا للسطح .. طالبا للهدوء والسكينة .. فعسى ان يهدأ هواء الليل افكاره الاليمة ...

وهناك تنفس بقوة مره بعد مرة .. ليرتاح قليلا ويعود له تماسكه .. ورغما عنه هاجر تفكيره لأخووه .. الذي لا يعلم اخباره ..فقد انقطع عنه فجاءه وهو الذي عوده على زيارته كل شهرين فيأتيه محملا بالأكل وغيره من الاغراض .. ولكن اختفاءه هكذا جعله قلقا ...فهل هو بخير ام لا هل صابه سوء .. او الاسوء هل هي من اصابها شيء .
تنهد بحرقه . فكم طلب منه اي رقم هاتف قريب عليه .لكي يبقيا على تواصل ... ولكنه لم يعطيه .. والان هو لا يعلم اي شيء عنه او عنها ..

هسهسة خافته التقطتها اذنه فاستدار ليرى مصدرها .. فجال بعينيه ممشطا السطح .. فلم يجد شيء ما يثير الريبة .. فهم بالنزول ليوقفه صوت نهنهة باكية .. فرجع للسطح وسار فيه وهو يبحث عن صاحب الصوت ..الذي اخذ يعلو ويعلو حتى توقف امامه ..
كان لجسد صغير منزوي بأحد الاركان المظلمة ..
فقرفص سومر امامه ومد يده ليلامسه ..
قائلا
-من هناك ..
لترفع رأسها اليها جافلة .. فتاه صغيره العمر عيونها غارقة بالدموع ..
وتنكمش على نفسها منه ..
ليقول سومر
-لم البكاء ؟؟.. ومن انت ؟؟ لم تجلسين هنا وحدك ..
هل انت من اقارب العروس ام العريس ..

وقبل ان يكمل سومر كلامه .. دفعته الفتاه ونهضت لتبتعد عنه وهي تنفض ملابسها . .

وتعود لتتعدل بوقفتها ..
-هيه على رسلك يا هذا .. هل هو استجواب ..
ثم تعال هنا . ما الذي تفعله هنا ..

وقفتها المتخصرة تلك والمتحفزة .. ذكرته بطفلة شقية كلمته بنفس الطريقة .. فأبتسم ..كمن ادرك من هي ..

ليرد عليها
-انت ميلاد صحيح .. ابنة اخت ملاذ .. لقد كبرت يا فتاه ..
كم عمرك الان ..

ليراها تضيق عيناها وهي تتفحصه من الاعلى للأسفل .. وكأنها تريد ان تذكره ..
فتقرب منها وهو يقول
-انا سومر صديق خالك الا تذكريني ؟
فتنشرح ملامحها وتبتهل اساريرها .. وهي ترسم ابتسامة معرفه على وجهها وكأنها تذكرته .
لتقول ببهجة وهي تتقدم نحوه
-عمي سومر .. لم اعرفك ..كيف حالك ..
فتشع بسمته هو الاخر ..
ليرد عليها .. ويكلمها براحة كبيرة .. وهي تسأله وتتحدث معه عن الاحوال ..

فيقاطعها وهو يسال ..
- لما كنت تبكين ؟ وتختبئين هنا .
ليسمعها تتنهد بحرقه .. وتذهب لسور السطح فتستند عليه .. فيظهر وجهها كاملا امامه .. بفعل الإضاءة العالية ..
والذي كان كلوحة صاخبة بالألوان لم يرها من قبل بسبب العتمة ..
فتقرب منها ..
قائلا بنبرة حاده
-ميلاد ..ما هذا الذي تضعينه .. انت ما زلت صغيرة على تلك الامور . .. هل راك خالك ..ووافق على ذلك ..

لتحني رأسها امامه بذنب .. قرأه من حركتها .. لتنزل عيناه على ملابسها التي كانت عبارة عن فستان قصير .. يصل لحدود الركبة ..
فتضايق بشده .. فشتان ما بين صورتها وهي طفلة بفستان منفوش وظفيره ..وصورتها الان بفستان قصير واصباغ لونت ملامحها ..
ليجد نفسه موبخا اياها بكلمات عبرت عن تفكيره ..
ليسمعها تبكي من جديد ..وهي تعتذر منه بحرج .. تخبره ان لا احد من اهلها سيوافق على لبسها ..
ولكنها ارادت ان تظهر للكل انها كبرت ..
وخصوصا ان صديقاتها حضرن العرس لرؤيتها .. ولكنها عندما انهت زينتها ولبسها ورانها صديقاتها حتى انفجرن بالضحك عليها والسخرية منها بسبب هيأتها ..وهن يخبرنها انها تبدو سخيفة بطلتها ..

فرق قلبه لنبرة صوتها الحزينة .. وكلمات الندم التي غلفت بها حديثها . .
ليقترب منها .. قائلا بخفوت ..
-الوقت امامك لكي تكبري على مهلك .. فلا تستعجلي ذلك ..
واعلمي ان ما تلبسينه الان سيجعل الكل يستصغرونك ولا يحترمونك .. فكيف تحترم المرأة ان عرت جسدها ..

ضعي ذلك بحسبانك ..
الاخلاق هي من تكبر المرء وتعلي شأنه .. فهمتِ..

لتهز رأسها له بنعم ..وهي تكفكف دموعها ..
فيبتسم لها .. وهو يكمل
-والان .. هيا انزلي غيري ملابسك واغسلي وجهك .. واخرجي لتفرحي بخالك ..
وسأنتظرك بالأسفل لأراك ..
وبالفعل نزل للأسفل يراقب الرجال وهم يرقصون ..
ويستمتع بما يفعلوه ..
الا ان لفت نظره .. صبيه منعشة . تخرج من دار ملاذ ..
بفستان طويل بنصف كم .. بالأوان ربيعية ..
تقترب منه .. لتأسره بملامحها .. بلمعه عيناها الفرحة ..وبسمه شفتيها العذبة .. ببراءة تخطفك .. فتردد بداخلك سبحان المبدع المصور ..
لتقف امامه .. وهي تقول
-والان كيف ابدو ؟
-جميلة .. جميلة جدا .. رد عليها مأخوذا بما يراه
لتحمر خدودها برد فعل عفوي للخجل ..

وتنكس راسها بحياءً يتلبس اي فتاه يجاملها احدهم ..
لتقول له ...
-شكرا لك .. فيلمع تقويم الاسنان الذي تضعه ..
لينتبه على نفسه كونه يدقق النظر بها ..
ويتأملها
فيتنحنح ليفرض على نفسه ان يعود لوقاره المعهود ..

وهو يخبرها انه سيسلم على خالها لكي يغادر ..
فترافقه للحديقة .
وهناك سلم على صاحبه واخبره انه سيغادر ..
وابتعد سائرا .. وعند الباب حانت منه التفاته للخلف فراها وهي ترقص بين النساء ..
كفراشه تتطاير فيضطرب قلبه .فلا يعرف السبب ..

****

يسير بهدوء مجبرا قدميه على المسير ..فلم يستطع العودة للوحدة العسكرية بدون ان يطمئن على اخيه ..فارغم نفسه على الذهاب له ..فدخل منطقته ليصدم برؤيتها كيف تغيرت .. فهنا كانت الساحة التي لطالما لعب بها كره القدم مع اقرانه والتي تحولت الان الى مجموعه من المباني .. وهناك كان محل العم ابو سعيد البقال .. الذي لم يعد له وجود .. كل شيء تغير بشكل جذري. وكان الماضي اقتلع من جذوره ولم يعد له اثر .. فأمور كثيرة جرت هنا .. وهذا ما يظهر من تطورات البيوت المحيطة به ..

وصل للشارع الذي يوجد به بيته .. ليتفاجأ بأن معظم البيوت التي كانت فيه قد تم ازالتها .. فاستغرب ذلك .. وبدا عقله يثير الشغب بمختلف الافكار .. وتقوض تماسكه الهش ..
.
فاستمر بالسير .. ومع كل خطوة يخطوها ليتقرب من داره ينتفض قلبه .. ويضطرب بخفقاته ...وكأنه يحذره ان القادم سيء . حتى وقف امام باب منزله ..الذي لم يتغير به شيء .. مازال كما يتذكره وكأن السنين ما مرت عليه وكان ما حصل منذ عشر سنوات كان بالأمس القريب .. ..

و ها قد حانت اللحظة التي هرب من مواجهتها منذ سنوات ..
فابتلع ريقه .. واصابه التوتر الذي جعل يده ترجف والعرق يجتمع جبهته ..
خوف تملكه للحظات فتيبست على اثره اطرافه .. وغدا صوت دقات قلبه كمطارق تضرب رأسه دون هوادة ..
ما الذي يفعله هنا .. هل هو بقادر على مواجهتها .. والنظر بعينيها من جديد .. هل يملك من الشجاعة قبس كي يراها ..

اغمض عيناه زافرا انفاسه ببطء ..
مذكرا نفسه بتدريباته على ضبط الاعصاب ..
حتى انخفضت حدة انفاسه ..
ورفع يده ليدق على الباب ..
فتزامن دقات يده دقات قلبه .. وطالت اللحظات .. وهو ينتظر ان تفتح الباب له .. وقلبه يسجل اعلى درجات الاضطراب ..
شوق ولهفة وعذاب . .

ليسمع صوتا خافتا من خلف الباب يقول
-من؟؟
فيغلق عيناه يستمتع و يستعذب صوتا اجمل من كل الحان العالم ..لم يعلم انه اشتاق لها الى هذا الحد الا عندما وجد دموعه تنزل رغما عنه ..

فيرد بنبرة فضحت صاحبها
-انا

فمرت ثواني خالها دهرا من الزمن لشده لهفته .. فسمع اخيرا صوت قفل الباب يفتح والباب يرجع للوراء ..
فيخطو للداخل ..
ليراها .. فيقف الزمان ..
ام وابنها يلتقيان .. حبيب وحبيبة يتقابلان ..

فتنهمر دموعها ..وهي تسير اليه لتتلقفه بأحضانها .. تحضنه وتشمه تشبع نفسها منه .. ابنها الذي لم تحمله .. اخوها الذي ربته .. سندها وابوها .. الفتى الذي كبر امام عينيها .. فأحبته بكل جوارحها ..
بينما هو يبكي بصوت مسموع تتخلله اهات الوجع والاشتياق .. يبكي الالام الغربة وسنين الفراق الموجعة .. ..
يترك نفسه لأحضانها التي اضاعها .. كغريق وجد بر نجاته ..

لا يعلمان ادقائق مرت ام ساعات .. وهما متعانقان .. غائبان عن العالم .. فقط الدموع والأنات الصارخة باللهفة والشوق هي من تدير الحديث عنهما .وهل هناك حديث يعبر عن عذاب السنين ... حديث عتب من جهتها .. وحديث ندم من جهته ..
وكلاهما في الالم غارقين ..

لتبعده بعد حين فينظر اليها .. نفس العيون الطيبة .. نفس الرائحة العذبة .. نفس الملامح البريئة والتي لم تزدها السنوات سوى نور مشع يجعلك تهابها ..
فيخفض نظراته امامها خجلا من ذنب تلبسه .. فكيف صدق حديث اللسان وكذب حديث القلب .
وظلمها ..
لتمد يدها وهي ترفع راسه اليها .. فتبتسم له .. فمهما فارقها وابتعد عنها الا انها ما زالت تفهمه ..وتع٤رف كل خلجاته ..
ليسمعها تتكلم بصوتها الذي اشتاقه ..
-حمد لله على سلامنك يا ولدي .. انرت دارك ..
تعال معي .. قلبي اخبرني بأنك ستحظر لذلك جهزت اليوم الطعام الذي تحبه ..
ليوقفها متسائلا
-نسمه .. اين اخي ..؟؟

لتنزل رأسها بألم .. وهي تقول ..
-انتظر لحظة ..

لتغادره وهي تدخل غرفة نومها .. وتغيب فيها لفترة ..
فتخرج وهو تدفع كرسيا مدولبا ..
يجلس عليه مقداد .. مشلولا ...






سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-07-19, 12:33 PM   #13

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


**الفصل السادس**


يتنفس بعمق فيشهق الهواء بقوة وكان رئتيه قد عادتا للحياة الان ..وهو يمسح دموعه المنهمرة على خديه بعد لقاءها ..يدير رأسه يمينا ويسارا في ارجاء المنزل ينظر له بشوق جارف .. اه كم اشتاق زوايا هذا المنزل .. رغم قدمه الا انه يراه احلى البيوت ..وكيف لا وفيه قضى اجمل سنوات حياته ..
مازال قلبه يهدر بقوة بين اضلاعه بعد لقاءها ..حضنها ذلك الوطن الذي اشتاق له .. نبرة صوتها الرخيم ..
كلها صدعت سور شكوكه الاليم ..وهدته مع اول نظرة من عينيها التي ارسلت لقلبه شعاع براءتها ..

يقف منتظرا اياها فقد ذهبت لمناداة اخيه الذي اشتاق له جدا .. وما ان فتحت باب غرفتهما معلنةً عن خروجهما حتى تهيأ ورسم على شفتيه ابتسامه مشتاق .. وتحضرت عيناه للحظة الرؤيا ..وذراعاه للأعناق ..
وفجأة ..
توسعت الحدقات باستغراب وماتت البسمة التي شقت الوجه ..وتصلب الجسد كله ..
صدمه عنيفة ضربت مراكز الاحساس لديه ..فشلت حواسه ..ففقد الاحساس بالزمان والمكان .. كأن احدهم ضربه بألة هدم ..فدك بنيانه ..

تحشرج النفس في صدره فبات خانقا . وتضافرت الدموع من جديد لتبدا مسيرتها الاحتجاجية بالهطول ...

اخوه .. ابوه .. سنده .. حاميه .. وكل اسرته .. مشلول ..
مقعد ..
لا يصدق ذلك ..

تدفعه نسمه وهو جالس على كرسي متحرك يغطي قدميه بغطاء ..

تيبس بمكانه فلم يستطع على الايتاء بحركة .. حرقة فظيعة تصاعدت من داخل احشائه .. وهو يراهما يقفان امامه ..
ونسمه بابتسامة مرتبكة ..تحاول كسر الجمود الذي لف المكان .. متلعثمة بكلمات خرقاء

ولكن لم يهتما بها .. فقط اعينهما المتماثلة بالشكل واللون تلاقت بحديث فضح كل شيء ..
بكلام اخترق القلوب . بان كلاهما ظلم الاخر .. بأن كلاهما اشتاق الاخر ..
بأن كلاهما اخطأ بحق مالكة القلب ..

رفع مقداد يده بحركة بسيطة ..كدعوة صامته منه لأخيه ..
فلم يردها سومر ..
والقى بنفسه على اخيه يحتضنه ..وهو يصرخ الاه .. يعانقه وهو يبكي كطفل تاه عن والده بزحمة السوق فخاف ..

دموع اشترك بها الجميع ..
مقداد الصامت اللسان هائج الفكر .. ونسمة الشاهقة المختنقة بدموعها من مشهدهما تأثرا .. وسومر الطفل العائد لأحضان جنتيه ..
لأحضان أبويه ..

-كيف!؟ كل ما ساعده لسانه لينطقه ..
كيف وصل الحال بأخيه الى هذا الوضع ..
ليسمع تنهيدة نسمة المحملة بالألم .. فيسمعها ترد

-سأحكي لك ..تعال لتجلس ..ولكي ترتاح

وما ان جلس جوار اخيه على مقعد في الصالة ..
حتى بدأت نسمة المقابلة لهما بالكلام لتقول

-قبل خمس اشهر تعرض مقداد لحادث في العمل .. فهناك شركة كبيرة بدأت تشتري المنازل في منطقتنا لكي تهدها وتبني مكانها بنايات حديثة عمارات ومحلات .. وطلبوا عمال بناء .. فاشترك الكثيرون ومنهم أخوك في العمل معهم ..
وفي احد الايام واثناء عمله سقط من السقالة التي كان يقف عليها على ظهره .. وبعد نقله للمشفى اخبرونا ان الاصابة كانت بمكان حساس بعموده الظهري مما ادى الى عدم قدرته على السير مجددا .. ولم تكن تلك المصيبة فقط
فلسانه اصابه الضرر ايضا لأنه عضه بشده اثناء سقوطه مما تسبب بقطع جزء منه .. فلم يتكلم منذ ذلك الوقت ..

وسكتت وهي تنكس راسها .. بينما مقداد يشد على كف سومر المحتضنة لكفه .. وهو يراقبه كيف وجهه يشحب ..

كم يتعذب بداخله وهو يراهما بتلك الحالة من الحزن لما اصابه ..
يود ان يخبر هما انه يحبهما .. ويطلب منهما ان يسامحاه على كل ما فعله لهما ..
على كل ما سببه لهما من اضرار ..
ان يعتذر .. ان يحتضن نسمه وهو يخبرها انه يعشقها .
ويحتضن اخاه ويمحو ذلك الحزن الذي يعلو محياه ..

ولكن ما ينفع الندم بعد فوات الاوان

هو اخطأ عندما ظلم نفسه وسومر ونسمه .. بسبب خوف وجهل تلبساه ..
ويكاد يوقن بان ما اصابه ما هو الا تخليص لحقهما منه ..

.. وها هو مجرد جسد منضود لا يتحرك فيه سوى يديه ..ونبضات قلبه ..
اغمض عينيه بإعلان منه انه يريد المغادرة فهذه المقابلة استنزفت طاقته ..
ففهمتها نسمه .. كما تفهم دوما كل لمحاته وحركاته.. فتحركت من مكانها .. وسحبته من مقعده بعد استئذان سومر واودعته سريره
مدثرةً اياه بغطائه و طبعت قبلة على جبهته ..مثلما تفعل دوما

وخرجت .. ليسمح مقداد للدموع بالنزول على حاله ..وكيف كان وكيف امسى .. وعقله يردد الاستغفار ..فعسى ان يرتاح ..


*****


رجعت للصالة بعدما اطمأنت على زوجها وحبيبها بانه بفراشه مرتاح ..
لتقابلها عيون ضائعة ..ذكرتها بعيونه اول يوم شاهدته فيه ..يوم عرسها ..ونظراته التي هزت عرش قلبها ليملكه ..
صبي اقرب للطفولة منه للشباب ..بملابس زاهية ورائحة منعشة
.ونظرات تائهة ضائعة .. وما ان خطت امامه حتى تغيرت ملامحه ليبدي اندهاشا .. فتقربت منه وضحكت له .. لتنفرج اساريره ..
ومن ذلك اليوم وسومر بالنسبة لها الكنز الذي حضت به ليعوضها ..

جلست جواره ..تربت على ظهره المنحني ..
-سومر ارجوك تمالك نفسك ..لا اريدك ان تظهر انكسارا او انحناءً وخصوصا امامه .. اريده ان يراك قويا .. وسندا لكي نتخطى هذه الازمة ..

اخذ نفسا قويا ليقول
-لا استطيع .. منظره ذاك ..وعجزه ..هدني
. اخي انا يحدث له ذلك .. لا اصدق .. ما زال عقلي يرفض التصديق ..ويظن انه سيقف وهو يضحك بخشونته .. ليعنفني على ضعفي .. نسمه .. انا منهار لرؤيتي له عاجزا

-اسمعني يا فتى ..
رفع راسه بسرعة .. وهو يراها انتفضت من جانبه وغيرت نبرة صوتها للجليدية القاسية ... لتكمل

-يجب ان تفهم .. مقداد ليس بعاجز ابدا ..فضع ذلك بعقلك السميك .. هي مجرد ايام صعبة وستمر ..

لكم كانت تشبه اخاه وقتها .. ورغما عنه ابتسم .. في خضم كل ما يحدث من انتكاسات .. ابتسم ..
وكأنها بقوتها الواهية تلك .. تحاول ان تقنعه ان يتقبل ما حدث ..

وللغرابة صدق كلامها
. لا بل شع قلبه بأصيص امل ..
ليسألها
-نسمة .. اخبريني عن كل ما حدث معكم خلال فترة غيابي ..

لتتفتح معالم وجهها وتعود لطبيعتها ..
وتبدا بالحديث المفصل .. كيف خرجت من المشفى بعد اصابتها وكيف اعتنى بها مقداد .. وبان مقداد اخبرها بانه قد تعين في المستوصف العسكري ويجب ان يبقى فيه دائما ..
لتلومه او تعاتبه وسط كل جملة تظهر انه لم يكن موجودا معها ..

فيبتلع هو غصة مريرة .. فاخوه لم يخبرها اي شيء حدث بينهما
. وهو لذلك شاكر له .. لا يعلم ما كان سيفعله ان تواجه هو وهي بالحقائق .. بالطبع كانت ستكسر نظراتها الفخورة امامه ..وهذا ما لا يطيقه .. كل ما عليه فعله هو ان ينسى حديث اخيه جملةً وتفصيلا .. ما يهم هو انه يعرف نسمة اكثر مما يعرف نفسه ..ولا يشك لحظة بمدى عفتها ..
وما مضى كان نزغ شيطان أشر لعب براسه وبحداثة سنه آنذاك فصدق تهمه باطلة
اكيد بان أخاه قد فهم الموضوع خطأ او حتى وان كان صحيحا
. كل العالم يخطئون ومن ثم يتبون عن اخطائهم ..

ليبادلها حديثها بشوق ..فيحين دوره يقص عليها سنوات غربته ..وما حدث فيها ..

*******

-نسمه تعالي .
قالها سومر وهو يحمل صينية فوقها كأسي الشاي الذي اعده. هو . وجلس في دوار المنزل
ليجدها جاءت اليه وجلست قريبة منه مادة يدها لكأسها لتأخذه فتشربه ..
-شاي لذيذ ... العسكرية علمتك اشياء كثيرة..

ليهز لها راسه بحبور .. فها قد مضى عليه ايام معهما .. وبكل يوم يترسخ بفكره انه ظلمها بسوء ظنه بها .. يراها كيف تهتم بأخية باهتمام عشق كبير .. وان لم يدل ذلك على حبها لأخيه فعلام سيدل ؟
تنحنح ليقول
-نسوم اريد ان اسألك شيئا ..
-قل ..اسأل ... اجابته ليرد ..
-لقد اخبرتني مرة ان مقداد احياكِ ..فكيف حدث ذلك ؟ حدثيني عن الامر .. كان يريد ان يصل للب الموضوع فعسى ان يفهم ..

تنهيده متعبة خرجت من اعماق جوفها .. انبأته ان القادم صعب ..

انزلت كاس الشاي من يديها .. ورفعت نظرها لسومر ... تتساءل بداخلها هل تحكي له .. وان حكت هل سيفهمها .. هل سيحكم عليها فتفقده .. هل ستتحمل ان تلوث افكاره نحوها ..
وجاءها الجواب من قلبها . ان اخبريه فمن سيفهمك اكثر من من ربيته ..


اخذت نفسا قويا وبدأت بالكلام
-كما تعلم انا الاخت الوحيدة لأخين من الشباب .. والدي ووالدتي انسانان بسيطان كان كل همهم تربية ابنائهم بما يرضي الله ..
اخي الكبير تزوج من قريبة لنا لكنها كانت مؤذية .. لطالما سببت لنا المشاكل في المنزل .. وبالذات معي لأنها كانت غيورة بشكل كبير من اهتمام وحب وتدليل عائلتي لي .. فتخلق دوما مواضيع كثيرة فقط لكي تراهم يمتعضون مني .. ويأنبوني
توفي والدي وانا بالسابعة عشر .. وامي مرضت بعده حزنا لفراقه .. فبقيت تحت رحمتها تستعبدني ..كانت تجعلني اقوم بجميع اعمال المنزل وان تقاعست بيوم تثير شغبا كبيرا وتظهرني بمظهر المخطئة ليلوموني .. ودوما تهددني بان تعمل لي فضيحة ..بعد ان شاهدت ابن الجيران وهو على سطحهم اثناء نشري للغسيل .. فتفتري علي بان تخبر اخوتي اني اكلم الصبيان
..وهذا ما ولد عندي خوفا كبيرا من ان تنفذ تهديداتها العقربية الباطلة ..

فعشت مرعوبة من ان تطبق وعيدها ..

وتعاقبت الايام .. لتمر ثلاث سنوات بسرعة

وسكتت لتزفر اه عنيفة وضعت فيها كل سلبيتها ..
فما ستحكي عنه مرعب ومخيف ..لا بل هو اسوء من ذلك

استجمعت قواها ورجعت لتحكي ..

-انت لا تعلم كيف يميتك الخوف ويأسرك فيجعلك متوجس الافعال .. كانت زوجة اخي بكل لحظة تهددني وترهبني متخذة موقف عابر بأن ابن الجيران يكلمني من على السطح
. وانت تعلم بوقتنا ذاك ما معنى ان يشار بذلك الى فتاة .. ستكون فضيحة كبيرة تنتهي بقتلها وجلب العار لأهلها .

وفي تلك الفترة كان اخي الثاني يتحضر للزواج .. فكان قد جلب اخشاب غرفته وركبها النجار .. وعندما انهى النجار عمله خرج معاه اخواي للخارج ولحقت بهما العقربة وامي .. فبقيت وحدي لكي انظف الغرفة ..وبعدها ابدا بوضع المرتبة والملايات واجهزها ..

وبينما انا منهمكة بأعمالي بالتنظيف .. وجدت شخصا غريبا يدخل الغرفة ..

توقفت انفاس سومر .. وهو يرى بشرتها تميل للشحوب ..ويداها ترتجفان .. فتأهبت حواسه للصدمة التي سيتلقاها ...
لتبتلع غصتها وتردف بالكلام
-بتلك اللحظة جفلت .. خفت .. وتيبس جسدي .. لأجده يدخل الغرفة وهو يغلق الباب خلفه فعرفته انه سليمان ابن جيراننا ..

وسكتت لتجهش بالبكاء الذي جعل الجالس امامها يشحب هو الاخر وهو يفكر بالأف السناريوهات السوداء ..

لم يتحرك من مكانه لكن جسده كان في اوج انفعاله .. متأهبا ..
ليسمع منها ..

لكنها غفلت عنه وعن ما يعانيه .. وغاصت ببؤرة الذكرى المميتة ..
الذكرى التي دمرت حياتها ونغصت عليها المتبقي من ايامها .. فأغمضت عينيها

وتذكرت

(( تدندن اغنية ما وهي تعمل بحماس .. تحرك قطع الاثاث وتقوم بالكنس والمسح من تحتها ..ومن ثم ترتبها بما يلائم ما تراه مناسبا .. وضعت التسريحة جوار النافذة والسرير بالجهة المقابلة للدولاب ..
فوقفت تلهث من فرط حركتها تنظر للغرفة وترتيب الاثاث فيها فارضاها الوضع ..
وشرعت تنقل المفارش والاغطية ..
وهي بخضم انشغالها ... اجفلها خيال قاتم من خلفها يقف عند الباب ... فاستدارت برهبة فهي تعلم انها لوحدها في المنزل .. فوجد رجلا غريبا ينظر لها نظرات ارعبتها ..

فشلتها الصدمة .. والرعب تلبسها .. وهي تراه يخطو للداخل ويغلق خلفه الباب .. فكانت قاب قوسين او ادنى من ان تصاب بأزمة قلبية ..ففعلت الشيء الوحيد الذي تقدر عليه في ذلك الموقف العصيب ..
الصراخ ..
فصرخت بعلو صوتها ..لص ..
ولكنها لم تكررها فقد فاجأها بتكميم فمها. ونظراته التي ارعبتها...

فخفق قلبها بجنون وتقطعت الانفاس وتزاحمت الصور البشعة لما سيحدث لها ..فغاب عقلها عن الوعي ..بفعل نوبة ذعر ورعب تملكتها ..جعلت جسدها يرتخي بين يدي من يمسكها ..

لتصحو بعد فترة ..بدوار قوي يضرب الجزء الاسفل من رأسها ..
وجسدها الذي كان متصلبا جدا يؤلمها ..فنهضت من رقدتها لتجد انها ممددة على الجزء الخشبي من السرير .والمسمى بالتخت ..
ملابسها من الفوق غير مرتبة بالمرة .
ساقاها مكشوفتان تلامسان الارض وما ان همت بالحركة حتى احست بحرقة ببن منتصف ساقيها فمدت يدها لتعرف سببها لتجد قليلا من الدماء وجرح بفخذها لم تعرف كيف اصابها ..

وقبل ان تفهم ما حصل او تستوعب ..
سمعت اصواتا في المنزل دليلا على عودة اهلها .. وصوت زوجة اخيها تناديها باسمها ..
فتلبسها كل رعب العالم . وهي تتصور ان زوجة اخيها تخبر اخوتها بان ابن الجيران دخل للمنزل ..
لتعي على هيئتها .. وحالتها ..فيضرب عقلها صاعقة الفهم ..
وتنجلي الغشاوة التي كانت تحول بينها وبين الفهم ..
فنهضت بسرعه تعدل من وضعية ثيابها .. وخرجت من الغرفة مسرعة خشية ان يتفطنوا لما حدث ..

ترتجف بمكانها وهي تسمع كلامهم ..واسئلة زوجة اخيها لها ..
هل اكملت العمل ام لا ..

فترد بتخبط بنعم وهي تهز راسها داعية لله ان يستر عليها .. فتسمع تقريع قريبتها المعهود فتنكس رأسها ورغبتها بالاختفاء والبكاء تملؤها ..
تود لو انها ما خلقت ..
فتمر تلك اللحظات .. ببطء قاتل عليها ..كل حركة او كلمة من من حولها تجفلها .. تقضم اظافرها بتوتر قضى على اعصابها ..
وهي تبتهل لله بداخلها ان ينجيها فلا يعلم احد ..

لتسمع صوت الصراخ العالي من بيت جيرانهم .. فتركض مع اهل بيتها للخارج لترى السنة اللهب تلتهم احدى غرف بيتهم ..
فيهب الجميع لإطفاء النار ..
وما ان خمدت ..حتى علا صوت احد الرجال وهو ينادي انهم وجدوا سليمان محروقا .. ويطلب الاسعاف ..

ومع عودة اهلها للمنزل .. وتجاذبهم لأطراف الحديث فهمت .. ان سليمان ذاك معروف بسوء السلوك والاخلاق .. وان ما حصل له نتيجة افعاله لأنه كان يدخن وغفا فاحترق ..
فتكتم هي اهاتها بداخلها .. فكيف تخبرهم انه تهجم واعتدى عليها مستغلا اغماءها وخلو البيت الا منها ..

لتذهب لسجادتها تدعو وتدعو ان يخلصها الله مما لحق بها ..
ليأتيهم خبر وفاة سليمان ... ليموت معه املها بان يكون هو من ينقذها ...

وبعد الحاح من والدتها خرجت معها لتذهب لعزائه .. الشخص الذي سلب منها روحها .. فتلكأت عند الباب ..تتنازعها رغبتان اليمتان بين الهروب والصراخ .. تريد ان تخبر العالم كله بان هذا الحقير يستحق الحرق كل لحظة ولا يجد من يطفئه .. وبين التكتم امام الجميع
فرفعت رأسها للسماء ترجو الله بالخفاء ان ينقذها ..

لتمر عليها تلك اللحظات في منزله وهي تختنق لتغادره وهي بعالم كوابيسها تائهة . لتغافلها كف خشنة تدس بين يديها ورقة ..
فتفاجئت مما حصل لتدير رأسها يمينا ويسارا تبحث عمن تجرا على فعل كذاك .. لتراه ..شاب يشير لنفسه وهو يرمقها بنظرات حادة قوية ..
فدخلت بسرعة لبيتها ..لتقرا الورقة ..
فتجد خلاصها ..
لتنهار كل همومها وتبكي بغزارة وهي تضع يدها على فمها تكتم شهقاتها ..
فها قد استجاب لها دعائها ..
هناك من يعلم بمصيبتها ..
فرجعت لتفتح الباب وهي تطل براسها منه تبحث عن ذلك الشاب الذي لم تعرفه ..
فوجدته على وقفته بنفس مكانه ..
لترجع لغرفتها التي تشارك امها فيها .. تفرش سجادتها ..وتشكر الله على ذلك الفارس المجهول الذي بعثه الله لها .. وقلبها يخبرها انه من سينقذها ..))


-نسمه ، نسمه ..عادت الى واقعها على اثر نداء سومر لها وهو يهزها ..
ففتحت عيناها تطالع وجهه القلق ..
لتقول ..

-انسى يا سومر .. فذلك الشخص اذاني بعمق ..واخوك هو من تقبلني كما انا ولم يسالني ولم يحاسبني ..
رضى بي كزوجة تحمل اسمه وهو يعلم بما فعله ذلك المجرم ..
لذلك هو احياني ..
لتمسح دموعها وتبتسم للقابع امامها تقول
-اتذكر يوم عرسي انا ومقداد ..كيف اصر على اقامة عرس مع ان اخواي مانعا ذلك احتراما للجيرة ..لكنه اخبرهما انه سيصحبني من غير موسيقى للزفة ..

وجئت لهذا البيت .. ليكون لي وحدي .. ووجدتك تنتظرني فعرفت بأن الله راضٍ عني .. فانت كنت لوحدك اعظم هدية ..

فابتلع سومر ريقه وهو يراها تصفه هكذا ..

واخوك لم يقصر معي ابدا فقد راعاني واحبني ولم يظلمني بيوم ..

-لكن يا نسمه هذا غير صحيح .. نحن ظلمناك ..حتى اتذكر يوم عرسك انه اذاك ..

جمل فلتت منه من دون قصد قالها بلحظة طيش كان منفعلا بسبب طيبتها وبراءتها .. فما حكته له الان ..
قلب كل الامور . وحولهم الى طغاة قساة ..
كيف تحملت كل ذلك الظلم منهم .. وسكتت ..

ليراها تغمض عيناها من جديد ولكن هذه المرة تبتسم
*****
تبتسم على ذكرى حلوة ذكرى ليلة عرسها .. يظن هذا الغبي ان مقداد اذاها ..
تذكرت تلك الليلة البعيدة قبل عشرين سنه وكأنها حصلت البارحة
تذكر كل تفاصيلها ..
كيف ادخلها مقداد الغرفة .. وخرج ..وكيف مرت الساعات عليها وهي تفكر بقلق الى اين خرج في تلك الليلة .. ولكنها كانت تطمئن قلبها بذكر الله...
وغفت على السرير بفستانها . لتصحو على لمسات رقيقة وقبلات اذهلتها من رقتها وجماليتها ..قبلات جعلتها ترتفع وتطير وهي نائمة .. فسلمت زمام امرها له .. ليخوضا علاقة رائعة .. ولكن فجأة ..تغيرت حالته .. اصبحت حركاته اقوى واشرس لكنها مع ذلك لم تجفل او تخاف .. شيئا بقلبها كان يطمئنها ويجعلها تهدأ ..وتتقبل كل صلابته وقوته معها ..
لا بل حتى انها تجاوبت مع حدته لتهبه روحها وتأخذ منه بالمقابل روحه ..
باندماج كان متكافئ هو بقوة جسده وهي بقوة قلبها .

لتجده يبتعد عنها .. وهو يلهث ويغادرها بعد ان قام بكسر نصف تُحفيات الغرفة .. . حتى انها اصابت بقطع احد الزجاج المتناثر فجرحت ببطنها وسالت دمائها .. ولكنها لم تهتم لذلك لأنها كانت متعبة جدا لتساله .. او لتقل الصدق ..عذرته بما فعله

لكنها ظنت انه سيعود اليها لكنه لم يفعل الا في اليوم الثاني .. ولذلك فهي بعد كل ليلة يقضيانها معا ..تحتضنه وتطوقه حتى لا ينهض من جانبها او يتحرك ..فيغادرها ..



بينما تبحر هي بذكرياتها .. كان هو الاخر يتذكر نفس الذكرى ولكنها ذكرى سوداء بالنسبة له عكسها ..

فيتذكر استيقاظه مفزوعا بذلك اليوم .. على صوت التكسير والتهشيم الغريب القادم من غرفه اخيه ..
فتسحب ببطء ليذهب اليه ..فالمكان كان شبه مظلم بالرغم من ان الشمس بدأت بنشر ضياءها ولكن باستحياء ..
فكانت الرؤية فوضوية ..

دق الباب على اخيه مناديا فلم يجبه احد .. ففتح الباب الموارب ودخل وهو يسير بتمهل ..فتراءت له العروس نائمة على السرير ..
فدنا منها اكثر ..
فهالهُ منظرها ذاك ...شعرها مفرود بفوضى مغطيا ظهرها المكشوف ..وجزء من الغطاء مرمي فوق عورتها ليغطيها ولكنه فهم انها عارية .. ولمح دماءً على الفراش ..
ولصبي بعمره لم يفهم شيئا مما حصل .. سوى ان اخاه اذاها بطريقة ما .. فأثار اصابعه موجودة عليها ..والغرفة تعمها الفوضى ..

فظن بأفكاره البكر . ان اخاه قد قتلها ولذلك دماءها تسيل ..
فغطا ها جيدا وخرج ليجلس على الدرج يدعو لله بان لا يجعلها تموت وتتركه لأنه احبها ..
******
هل تساءلتم يوما عن معنى التعويض عما فات .. سومر يعرف معنى ذلك ..فها هو قد قضى الخمس سنوات الماضية وهو يكد في سعيه ليكفر عن سوء ظنه بزوجة اخيه ..نسمة ..التي لو فداها بحياته ما كفاه ان يجازيها ..

نسمه التي عرف انها ذاقت الويلات كلها .. فما تعرضت له ابشع من كل تصوراته التي تخيلها .. والحمد لله ان اخاه لم يخبرها يوما عن شكوكه .. او افكاره السيئة البشعة ..وكتم ذلك بداخله .. وبقيت طوال حياتها ترى منه ما تريد ان تراه ..المنقذ .. هدية السماء .. وهبة الله لها ..
فعاشت مع المزايا فقط وتغافلت عن السلبيات ..
رات بكل افعاله معها حبا .. فردتها له اضعافا مضاعفة .. وخصوصا عندما اكتشفت انها عاقر ..فتمسك بها وابى الزواج بأخرى غيرها ليكون تأكيدا لها انه سبيل الخلاص .. وبهذا تكون علاقتهم غريبة ..عجيبة ..لا تصنف تحت اي بند من المسميات .. فكلاهما يسكت عما في داخله حتى يعيش ..
فقررا بداخلهما تناسي الماضي وعيش الحياة ..رغم شكوك مقداد التي تظهر كل فينة ..وخوف نسمه المترابط مع كل ابتعاد لأحبائها حتى لا تفقدهم .. هكذا استمرت عشرتهم ..


يراقبها كيف تطعم اخاه بالملعقة وعيناها تشعان حنانا بينما اخوه يلامس كفيها في كل مرة ترفع الملعقة فيها ويقبلها بعد ان تطعمه وعيناه تعكسان عشقه الابدي لها .. فتسبل اهدابها خفرا وحياءً ..

فيتنفس هو براحة .. فلقد اتخذ القرار الصحيح قبل خمس سنوات ..عندما عرف القصة كاملة .. ليفهم ان سليمان ذاك قد كذب على اخيه واوهمه بوجود علاقه تجمعه مع ابنه الجيران ..لغاية في نفسه المريضة .. التي تعفنت في حريق اودى بحياة صاحبها ..

وعندها ايقن ان بقاءهم بنفس المكان سيذكره بما فعله بحقها طوال العمر .. فباع المنزل بثمن جيد واعطتهم الشركة مبلغا للتعويض عن اصابة مقداد ..
فجمع الاثنين مع مدخراته هو ..ليكون الناتج مبلغا ضخما ..

اشترى فيه منزلا كبيرا مبني على الطراز الحديث ..فلا يوجد دوار للمنزل انما بناء متكامل .. وفتح محلا لمواد البناء .. تواى ادارته اخوه فكان يكتب على الورق ما يريد ان يقوله ويحتاج اليه .. بينما هو يعاونه بترتيب المكان وحمل الاكياس وغيرها .. اثناء تواجده ..
اما عندما يلتحق بالدوام في الوحدة العسكرية .. يأتي صبي عامل ليساعده ..

دقات على الباب جعلته يبتعد عن المنظر الاحب على قلبه .. نسمه واخوه مرتاحان ..
فتح الباب لتطالعه عيون شقية وشفاه تخطها البسمة .. فعزف قلبه معزوفة قديمة .. كان قد حجبها منذ زمن ..

-مرحبا عمي سومر .. تفضل .. قالتها وهي تمد له يدها بصحن ..تكهن من شكله انه نوع من الحلويات المنزلية ..
ليأخذه منها وهو يقول
-شكرا يا ميلاد ..كيف حالك ؟ لم يخبرني ملاذ انك عنده ..
-بخير والحمد لله .. البارحة انا وامي قدمنا الى هنا وسنبقى فترة العطلة كلها .. لذلك ستجدني كل يوم ادق عليكم الباب اعطيكم اصناف الطعام التي تطهوها امي .. فذلك واجب الجار ..

تبسم بعمق على فراستها في الكلام وحديثها المحبب الى النفس.. وذلك الشعور يدغدغ قلبه وينعشه ..برؤية هذه الشابة الرائعة امامه ..

فأخذ يسألها وهي تجيب فقط لكي يطيل وقوفها معه .. يسال عن احوال والدتها .. وعن دراستها الجامعية ..وغيره وهي تنطلق معه بالحديث .. فتكشف عن عقل رائع النضوج .. واع بما يدور حوله ..

فيزداد خفقان قلبه .. معلنا انه وصل حد الجنون ..

وما ان رحلت ودخل هو ..اوقفته نسمه ..
-انا احب هذه الفتاة قريبة صديقك .. في كل زيارة لخالها تأتي هي وامها وزوجته ليزرنني فاقضي معهن وقتا لطيفا وانا اضحك .. وانا ارى انها فتاة جيدة وتليق بك كما انه قد حان الوقت لتتزوج ..

لذلك سأكلم والدتها اليوم لكي اخطبها لك .. وخالها صاحبك فلن يحتاجوا للسؤال عنك .. وانا متأكدة انهم سيوافقون ..

ليوقفها سومر بسرعة قائلا
-مهلا مهلا من هذه التي ستخطبينها .. تلك الصغيرة التي تناديني بعمي ..
لتصدمه نسمه بقولها .. وهي تتكلم بعصبية وبصوت عالي
-من تلك التي تناديك بعمي .. هل قمت بهز مهدها ..كفى هراء و اسكت انت عن هذا الكلام التافه ..

-وهل ستخطبين لي رغما عني ..
-يا ولد ..عيناك تفضحانك كلما رأيتها .. فتلمع ..لتذكرني بعيون اخاك عندما يراني .. قالتها بفخر امرأة عاشقة ..لتكمل
لا تقلق سأسعى لكي تكون من نصيبك ..

****


يجلس محمر الاذنين من فرط خجله من الوضع برمته .. فنسمه لم تكذب خبرا .. وجدها تلبس عباءتها وتخرج لبيت صاحبه والذي يصادف انه المجاور له ..فهما اختارا بيوتا متجاورة .. عند شرائهما لها .. وهي التي لم تفعلها مطلقا و لم تخرج من منزلها ابدا .. ولكن حماسها هو من قادها وجعلها تخطو للخارج وهي مندفعة مقبلة على الحياة ..
فكلمت والدة ميلاد وزوجة خالها .. بأمر الارتباط ..
ورجعت من عندهم وهي مستبشرة خيرا فلقد طلبوا فرصة للتفكير بالأمر قبل ابلاغهم بقرارهم .. ليفاجئه صاحبه بسؤاله عن رغبته بالزواج من ابنه اخته ليرد عليه بنعم .. انه يريدها زوجه له .. تصبغ حياته بشقاوتها وذكائها وطيبتها ..

وها هو الان يجلس معها في منزل ملاذ .. على اثر طلبها ..
فملاذ اوصل له ..
بأن ابنة اخته تريد ان تتكلم معه قبل ان تعطي رأيها ..

رفع كأس العصير لشفتيه وارتشف قليلا ليبلل حلقه الجاف ..
وهو ينظر اليها جالسة امامه ..
بفستان مورد منفوش ذكره برؤيته لها اول مره ..
كان الكل قد نهضوا وتركوهما في الصالة .. لكي يتحدثوا ..

ليبدا هو بالكلام
-اذا يا ميلاد تفضلي تكلمي ..قولي كل الذي تريدينه .. هذا ارتباط مدى العمر .. فأن لم تسالي الان ..لن تستطيعي ان تسالي فيما بعد .. فتأكدي ان كل الامور امامك واضحة قبل ان تقولي نعم وتوافقي .. ..

فكان لكلامه معها الدافع للتكلم فلقد اعطاها تشجيعا كانت بحاجة له ..
فابتسمت وتكلمت

-قل لي لماذا انا ؟ ..
-ولماذا لستِ انت ؟..
-لأسباب كثيرة ..اولها فرق العمر بيننا .. انت تكبرني بخمسة عشر عاما .. وثانيها انا اناديك عمي .. اي انني اضعك بمنزلة خالي .. وثالثا دراستي وجامعتي التي هي بمكان اخر وانا لا انوي تركها بل بالعكس انوي العمل بشهادتي
.فنحن اصبحنا في التسعينات وهو زمن التطور ..
فكيف سأكون بمكان وانت بمكان ..
وغيرها وغيرها من الاختلافات ..

كانت منطلقة وهي تعبر عن حقوقها .ولكم احب ذلك ...فهو يدرك ان لكل انثى الحق في اختيار الانسب لها ..
وطوال حديثها كانت ثبتت عيناها في عينيه حتى ترى رده فعله .. ولكنها رأت الاعجاب الخالص بها ..
ليبتسم ..ويميل بجسده نحو الامام ..
فيقول ..

-اما اولا وثانيا فدعيها الان .. فثالثا هي الاهم .. انا لن اعارض دراستك ابدا .. بالعكس سأعينك فيها لتنهيها .. فاذا كان تباعد الاماكن مشكلة لديك فلا مشكلة لدي ..
انت تعلمين اني عسكري ..اي اني اغيب فترات طويلة واستطيع ان ارتب مواعيد اجازتي ..فأثناء دراستك اكون انا بالوحدة .. وفي عطلتك اخذ اجازتي .. وهكذا الى ان تنهي جامعتك
. واما الوظيفة فانا ايضا موافق عليها .. فكلنا نسعى لخدمة البلد كل في مجاله... هذا ما علمته لنا العسكرية ..

نعود لأولا سأسالك انا هل ترين العمر مهم .. فاذا توافقت العقول وتألفت القلوب يكون العمر مجرد رقم مكتوب بشهادة الميلاد ..

الا توافقينِ الرأي يا ميلاد ..

لتهز له راسها بنعم مأخوذة بطريقته بالكلام ..وكيفيه تناوله المناقشة في المواضيع ..
لتشع ابتسامته الدافئة وهو يكمل

-ونذهب لفقرة المسميات .. هل تسميتك لمن يدرسون لك بالجامعة بالأستاذ تحد بينك وبين كرههم مثلا او شتمهم احيانا ... وتسميتك لمن يقود المركبات بسائق هل تفرق سواء كان محترفا ام مبتدئا ..

فاذا التسمية تطلق ..ولكن الاهم هي الدواخل ..
فانا ارى انها لا تشكل عائقا ابدا ..لأنها تختلف باختلاف رؤيتنا وعلاقتنا بالأشخاص .. فسابقا انا مجرد صديق لخالك تعرفيني منذ صغرك لذلك كنت تناديني بعمي ..اما الان فالوضع سيختلف .. فتفكيرك سيختلف وتريني كمتقدم لك ..وهذا سيجعل الحواجز تزول بيننا


صحيح يا صغيرة قالها وهو يغمز لها ..

فضحكت ببسمة رائقة .. ونهضت بعد استأذنه .

ليدخل صاحبه مباركا له فلقد وافقت العروس ..
******

-انا احبك ..
-وانا ايضا ..
-هل انت مرتاحة بسكنك هنا .. اصدقيني القول فقد عهدتك صريحة دوما ..
لتميل عليه وهي تقبل خده قائلة
-مرتاحة وسعيدة ..
فيبتسم هو بدوره براحة .. فقد كان قلقا من رفضها للسكن مع اخيه ونسمه. فهذا كان شرطه الوحيد ..ان يسكن مع عائلته ولا يفارقهم .. وفاجأته هي بقبولها ..
وها قد مرت عليهم سته اشهر من زواجهم .. قضوا منها شهرين فقط معا ... بسبب دراستها وعمله .. ومع هذا هما
متفاهمين جدا ..لوضعهما ..

ليسمعها تقول ..
-لكن .. هناك امر ما ..!
فستعدل بجلسته ليسمعها ..
-ماذا هناك ؟ احكي ..
-امر يخص نسمه .. فانا دوما اراها تجفل عند غلق الباب .. فترمش عيونها اكثر من مرة ..وتتيبس للحظات ..ومن ثم تعود لما كانت عليه .. هذا الامر حيرني كثيرا .. وبعد تفكير مني جعلني اظن ان هناك من سبب لها عقده من غلق الابواب .. او جائز انها فقط رهبة ..او حتى يمكن خوف .. لا اعلم .. انا فقط لاحظت ذلك بحكم المعاشرة .. ورأيت ان اخبرك بملاحظتي ..

ليزفر سومر بتعب ..فهو ايضا لاحظ ذلك بعدما اخبرته بقصته فسابقا لم يكن مدققا هكذا .. وهذا يعني ان نسمه ما زالت تتذكر تلك اللحظات الموجعة ..

تقدمت منه ميلاد لتشجعه .. بعدما رات حالته ..
-احكي لي انت .. فملامح وجهك تدل على انك تعلم ما الذي يجعل نسمه متوجسة هكذا ..

زوجته الحنون من تماثل نسمته بطيبها ..تفهمه ..
ليقول
-نسمه تعرضت لحادث وكان ذلك قبل زواجها بمقداد .. عندما كانت لوحدها في المنزل دخل عليها لص وغلق الباب عليهما ..فأصابها الرعب والخوف لدرجة انها غابت عن الوعي وقتها ..وتلك الحادثة تركت اثرا بنفسها .. فلا تحب ان تذكرها او ان يذكرها احد بها ..

فتعاطفت ميلاد معها ومع حالتها ..وبدأت تسال سومر عن اهل نسمه وعن السارق وهل مسكه احد ..

ليجيبها سومر .. بتفاصيل عن الحادث متحاشي ذكر ما يسيء لها وانهى كلامه ب
-اتتخيلين بان السارق كان ابن جيرانهم سليمان .. والذي ما ان خرج منهم حتى احترق بسبب سيجارة كان ممسكها ..

ليراها تضيق عيناها وكأنها تعصر ذاكرتها محاولة لتذكر شيئا ما فسالها عما تفعل لتجيبه
-انتظر لحظة .. انا سمعت بهكذا قصة .. لكن التفاصيل مشوشة فلا اذكرها ..

فبحلق فيها بعدم فهم فاين ستسمع بقصة مشابهه ..قصة حدثت قبل ولادتها حتى ..
ليراها تنهض من جواره وتخرج من غرفتهما متجهه للصالة فتبعها .. ..وهناك شاهدها وهي تمسك الهاتف وتتصل بأحد ما عرف فيما بعد انه امها ..
وبعد دقائق رجعت اليه لتجره معها ويعودان لغرفتهما ..

لتقول
-الان فقط تذكرت .. بعد ان تأكدت من امي .. الحادثة وقعت بمنطقة الوحدة صحيح ..
والمصاب كان اسمه سليمان احمد فارس .. ليهز لها رأسه للمرة الثانية بنعم .. وهو منصدم

فيسالها كيف عرفت اسمه ومكانه لتجيب
-انت تعلم بان امي سابقا كانت تعمل كممرضة في مستشفى الوحدة الحكومي .. ودوما هي تقص علينا قصص الذين تطببهم وتهتم بهم ..
وسليمان هذا كان احدهم .. ولا تقول لي كيف تذكرينه ..فذلك لان قصته مميزة .. فكما اخبرتني امي ..سليمان وصل للمشفى بحالة حرجة جدا .. قدر الاطباء ان الحروق وصلت لأعضائه الحيوية فأتلفتها ولا مجال للتدخل الجراحي .. وان ساعاته معدودة .. فقط اوصوا له بالمورفين لكي يخفف عنه الالم قليلا .. ولان رائحته وشكله جعل الكل ينفرون منه .. تطوعت امي لرعايته ..
وبعد يوم كامل قضاه نائما استيقظ يصرخ من شده وجعه ..
وما ان حقنوه بالمزيد من المهدئات استطاعت امي ان تسمعه يقول ..
-انا تهمتها باطلا .. هذا جزاء الباطل .. ظل يرددها الى ان غفى فأثار عند امي الفضول لتعرف قصته ..
وفي اليوم التالي عندما استيقظ كان يأن متألما ..
فبادرته امي بسؤاله عن مقصده ..بكلامه الماضي .. بفضول النساء الحشريات كأمي ..
ليحكي لها ..
(( عبرت على سطح جيراني لأني ظننت ان لا احد في المنزل فقد شاهدت سيارتهم تغادر ..ونزلت السلم متسللا الى دوار المنزل .. ابحث عن شيء قيم اسرقه ..مال او ذهب وخصوصا ان ولدهم عريس .. لأسمع صوت دندنه فتتبعتها لأشاهد ابنتهم تقف في الغرفة ..كانت ترفع ملابسها بحركة تدل على انها تنظف ..
فصدمت من رؤيتها هناك ..فدخلت للغرفة وغلقت الباب حتى لا تفكر بالهرب . ولكنها صرخت فكممت فمها وبعد ثواني اغمى عليها ..لأدفعها عني فسقطت على السرير .. فخفت ان تكون ماتت فدنوت منها ابعد مقدمة ثيابها عن جيدها وبتلك اللحظة حركت ساقها لتجرح بفعل مسمار ناتئ كان بالخشب ..
فتركتها على حالها وهربت ..وفي منزلي رأيت ذلك الفتى الذي كل تصرفاته تدل على انه متيم بها ..لأجد نفسي اخبره انني كنت معها ..
حتى يبتعد عن الطريق لأنها اعجبتني .. ورغبت بها انا لأتزوجها
وما ان خرج حتى ابتلعتنِ النار ..
فانا تهمتها بالباطل ..وذلك جزاء الباطل ..)))



صحيح بانه لم يخبرها اياها دفعة واحدة بل كلمة كلمة . لكنها فهمت وحفظت اسمه .. فكانت تخبرنا اياها كقصة مميزة عن الشاب الذي تهم عرض فتاه بالباطل لكي يتزوجها هو فحرقه الله نتيجة عظم فعلته تلك ..

كانت حدقات عيونه متسعة على اخرها .. وهو يسمع الحقيقة الاصلية لكل ما حدث ..
فاذا نسمه لم تتعرض لما يسيء لها .. والجرح كان بسبب مسمار .. ولكن الجهل اصابها .. مثلما اصاب مقداد .. فلم يعطي لنفسه فرصة للتأكد من سلامة نسمه مما نسب لها ..

فطلب من ميلاد ان تتركه قليلا لينفرد بنفسه .. فاحترمت رغبته وخرجت ..
ليبكي ..
يخفض راسه بألم ويبكي ...
فما يفعل الان بالمعلومات التي سمعها ..
فهل يخبر نسمه بأنه لم يحصل لها شيء بذلك اليوم .. فيسمع اخوه ذلك فيتحسر على ظنونه الخاطئة بحقها ..وهو لا يقدر ان يتكلم حتى ليعوضها .. ما العمل ..غير السكوت ..
السكوت فقط ..



الخوف ،الجهل ،الظلم
خطايا خطت مصائرنا
خوف من القادم ..جهل في الحقائق ..ظلم على انفسنا
وبدوامة الحياة نقبع متسائلين ..كيف كانت ستكون الحياة اذ لم تلوكنا جائعين



سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-07-19, 12:36 PM   #14

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


**الخاتمة**


-نسمه ، توقفي يا نسمه .. يا اللهي كم انت مشاغبة يا فتاة ..
قالتها ميلاد وهي تلاحق طفلتها الصغيرة نسمة ذات السنتين ونصف والتي منذ تعلمت المشي وهي تركض ..
فزوجها اصر على ان يسمي طفلتهم على اسم محبوبته نسمة ...
احيانا تغار من كثر حبه لزوجة اخيه عندما يتغزل بها دوما ويقول لها ان نسمه هي امه واخته وصديقته وقدوته .. مشاكسا ..ولكنها تدرك ان هناك امور اخرى تجهلها بعلاقته بها ..فترابطهم امر محير ولكنه جذاب ورائع ..


ليفاجئها محتضننا اياها من الخلف قائلا
-مشاغبة مثل امها .. حبيبة قلبي ..
-اسكت يا سومر انت ونسمة وحتى العم مقداد تدللونها كثيرا .. حتى انها ضربت ابن خالي ملاذ (سؤدد) مع انه اكبر منها ..وسرقت العصير من يده وشربته ..
ستكون فتاه مفترية ان كبرت ..

ليضحك باستمتاع وهو يسمع زوجته المتذمرة من ابنته ..
فيشدد من احتضانها يرضيها بطريقته بقبلاته الدافئة فتنسى نسمة ومقالبها وتعيش معه معنى الحب ..

بينما تلك الصغيرة ..تتسلل لغرفة تحيطها هالة من العشق الممزوج بالخطايا ..
فتتسلق السرير .. لترى نسمة الكبيرة تحتضن زوجها بحركتها الاثيرة .. تخاف ان تفقد الامان الذي وجدته معه ..ومقداد يحوطها بذراعيه كدرع واقي من ظلم يقع عليهما .. وكلاهما ينعمان بجهل عما خفي عنهما ..

لتندس تلك النسمة التي هبت على حياتهم لتملأها بهجة وصخبا. بينهما .. يغريها منظرهما النائم .. فتدخل بينهما ..وهما يسمحان لها ..فتحضنها نسمة ويحضنهما مقداد ..

وكل منهما ينظر للآخر ببسمة حياة ..

**تمت بحمد الله**


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-07-19, 06:20 PM   #15

lamba
 
الصورة الرمزية lamba

? العضوٌ??? » 49186
?  التسِجيلٌ » Sep 2008
? مشَارَ?اتْي » 3,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » lamba is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
¬» قناتك mbc
افتراضي

ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

lamba غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-07-19, 10:35 PM   #16

Dalia d

? العضوٌ??? » 410890
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 71
?  نُقآطِيْ » Dalia d is on a distinguished road
افتراضي

........................

Dalia d غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-19, 11:55 AM   #17

Malak assl

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة وقلم مشارك في منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات ونجمة كلاكيت ثاني مرة و راوي القلوب وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية Malak assl

? العضوٌ??? » 387951
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,870
?  نُقآطِيْ » Malak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond repute
افتراضي

شكرا سيموووو شكرا على الغلاف وعلى التنزيل ..
شكرا على كل شيء


Malak assl غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملاك عسل
رد مع اقتباس
قديم 13-07-19, 12:30 PM   #18

لجين الفرج

? العضوٌ??? » 81553
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,984
?  نُقآطِيْ » لجين الفرج has a reputation beyond reputeلجين الفرج has a reputation beyond reputeلجين الفرج has a reputation beyond reputeلجين الفرج has a reputation beyond reputeلجين الفرج has a reputation beyond reputeلجين الفرج has a reputation beyond reputeلجين الفرج has a reputation beyond reputeلجين الفرج has a reputation beyond reputeلجين الفرج has a reputation beyond reputeلجين الفرج has a reputation beyond reputeلجين الفرج has a reputation beyond repute
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

لجين الفرج غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-19, 03:16 AM   #19

funy19

? العضوٌ??? » 36652
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 3,009
?  نُقآطِيْ » funy19 is on a distinguished road
افتراضي

Thaaaaaaaaaaaaaaaaaanks

funy19 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-19, 03:21 AM   #20

adeladel20100

? العضوٌ??? » 42803
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,156
?  نُقآطِيْ » adeladel20100 has a reputation beyond reputeadeladel20100 has a reputation beyond reputeadeladel20100 has a reputation beyond reputeadeladel20100 has a reputation beyond reputeadeladel20100 has a reputation beyond reputeadeladel20100 has a reputation beyond reputeadeladel20100 has a reputation beyond reputeadeladel20100 has a reputation beyond reputeadeladel20100 has a reputation beyond reputeadeladel20100 has a reputation beyond reputeadeladel20100 has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اقل كلمة تقال عن الروايه انها رائعة جدا استمتعت بها كثير فشكرا لكى

adeladel20100 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:37 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.