09-10-19, 10:02 PM | #381 | ||||
| اللهم احفظنا واحفظ بناتنا واولادنا من كل عين اصابه جسد وشوهته وكل عين إصابة جسد فانهكته وكل عين اصابه مال افقرته وكل عين اصابه ايمان فكفرته سلمت يداك يا منمن الفصول كل ما بتشتد 👌👍 حفيظه منها للهراللى كانت السبب اللهم تكفينا شر الجهل والسحر والشعوه 😥😥 | ||||
09-10-19, 10:14 PM | #382 | ||||
مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟
| بسم الله الرحمن الرحيم الفصل السابع إن المسلم السعيد هو الذي أعد قبره قبل أن يدخله أو قبل أن يسكنه، وأرضى خالقه قبل أن يلقاه، ثم ترك دنياه قبل أن تتركه......عمر عبد الكافي *أمام محل فواز* حان موعد إغلاقه لمحله ولم يجد بعد لحيرته مرساة. تخبطه في ما يشعره حيال زواجه الذي أضحى أمرا واقعا بعد أن هاتفت والدته والدة حفيظة تتفقان على موعد لطلب العروس رسميا، لا يجد له تفسيرا واضحا. تعجبه الفتاة؟ قطعا نعم ! لكن هل يحبها لدرجة اتخاذ خطوة الزواج بها؟ العيش معها والاكتفاء بها لوحدها مدى الحياة؟ قطعا ليس متأكدا! لكن متى كان قرار زواج الرجل من أجل الحب قاعدة؟ بما أنها تسر عينيه وتناسب تطلعاته إذن ما المحير في الأمر؟ فليتزوج، يعف نفسه ويسعد أهله! عصافير كثيرة بحجرة واحدة كما يقولون! أغلق بوابة المحل ثم استدار، لسان حاله يتساءل بضيق. *لماذا أشعر بأن الأمر لا يملأني بالقناعة التامة؟* التقط بطرف عينيه طيف سيارة مركونة قبالة محله، فرفع رأسه ليتأكد من توقعه، إنه شقيقه الذي حسِب نفسه قد نفذ من لقائه المحتوم وها هو يأتيه بنفسه، لابد وأنه كان على يقين من فراره منه، أمر لا يصدق! أخفى بسمته الساخرة بينما يفتح باب سيارة أخيه ليحتل المقعد جواره بصمت. أشعل عبد الجليل محرك العربة وانطلق بها، يقول بجدية حازمة. (كنت أعلم أنك لن تأتي إلي...لذا أتيت إليك أنا....) حافظ فواز على صمته محرجا، يصغي لمزيد من الحديث المباشر في حزمه. (لقد تعديت حاجز الاستحياء مني.. فأي حاجز بعد ذلك ستتجاوز؟) (أخي أنا!) حاول الدفاع عن نفسه لكن شقيقه لم يمهله كما لم يحد بعينيه عن مسار سيارته، مسترسلا بحزمه، فاكتفى فواز بسرقة نظرات نحو جانب وجهه المكسو بلحية بدت له أكثر قتامة في ظلمة الليل. (لم تعد صغيرا لأقوم بتأنيبك ولا بإلقاء خطاب أخلاقي على مسامعك ... ومع أنك تستحق الضرب أحيانا إلا أنني وقطعا لن أقوم بضرب رجل بالغ بحجة التقويم... ) كانا على مشارف الزقاق حيث منزل عائلتهما، يكمل بحزم بارد متباعد. (لقد أصبحت ناضجا.... وعلى وشك الزواج لذا من الآن فصاعدا لن أذكرك سوى بكلمتين اثنتين لا ثالت لهما... ) أوقف مركبته قبالة منزلهم ثم استدرك قبل أن يترجل منها. (اتقي الله!) ودون إضافة أخرى سعى شقيقه نحو منزلهم ليفتح الباب تاركا إياه على مصراعيه لمن لحق به بعد أن تنفس الصعداء. إذا لم يكن للزواج من حفيظة فائدة سوى التخلص من سيطرة أخيه على حياته، فذلك لحاله يستحق ترك أمر الحيرة للأيام عساها تنجلي خطوة بعد خطوة عبر مسار الزواج. ................ *منزل الحاج محمد* سحبت هاتفها أخيرا وقد أنهت ما عليها من واجبات، مستلقية على سريرها بتعب. كانت على وشك طلب رقم زينة لكنها تراجعت بينما ترمق أختها على سريرها، تتفحص هاتفها خي الأخرى فغيرت رأيها واستدعت احدى تطبيقات التواصل. *زينة أنت هنا؟* انتظرت حتى يئست من ردها، فجأة انتبهت لزرقة العلامة دلالة على تلقيها الرسالة ولم يتأخر الرد. *أجل* زمت تقوى شفتيها، إنها ترد باقتضاب وهذا ليس بمبشر لكن ستحاول على كل حال. *كيف حالك الآن؟* *ماذا قالت لك الجدة جوهرة؟... هل ستساعد حفيظة؟* تنهدت تقوى، تسايرها. *طبعا... لكن يجب أن نفكر بروية أولا ...والدتها لن تسمح لنا* *لتذهب إلى الجحيم!* ارتفعا حاجبي تقوى، تكتب بقلق. *زينة! ... هل تكنين لفواز مشاعر جادة؟* ظنت أنها لن ترد أو على الأقل ستتأخر لكنها سرعان ما لمحت مؤشر الكتابة، فانتظرت بترقب قبل أن تعود لذهولها الوليد بين كلمات صديقتها الغريبة. *فليذهب ذلك السافل أيضا إلى الجحيم....* عضت تقوى شفتها، تفكر بعمق ثم كتبت. *زينة!.... ما بك؟* ظهرت علامة الكتابة فتوقعت ردا سريعا غاضبا بيد أنها انتظرت مدة طالت قبل ان تتلقى التعبير المقتضب. *تسألين؟* أومأت بلا معنى، تراسلها. *يا زينة!... لقد تشاركنا كل شيء.... حكاية جرير معي ونظرات فواز نحوك وحتى بعض تصرفاته... لذا لا تدّعي التجاهل أمامي... سأتفهم لو شعرت بالخيبة منه... وأيضا أثق بمدى حبك لحفيظة... وما تتمنينه لنفسك هو ما تريدينه لها... لكن أنا ظننت أنك تنتظرين صلاح أحواله ... ولذا توقعت صدمتك وهو يخطب صديقتك.... وما أكد لي ذلك فقدانك لاتزانك أمام حفيظة...* أعادت قراءة ما كتبته مرة أخرى ثم ترددت قبل أن ترسله بالفعل، مترقبة الرد الذي لم تتلقاه، فكتبت مجددا. *زينة ردي علي... أريد أن أفهمك...* لم ترد فزفرت بقنوط، تتلفت بعينيها في الفراغ، تفكر بتمعن قبل أن يرتعد الهاتف داخل قبضة يدها. عقدت جبينها، ترمق رقم زينة بحيرة وطرفت بعينيها نحو أختها بينما تقبل المكالمة بصمت متردد. (اسمعي تقوى!.... وانصتي جيدا لأنني لا أريد لهذا الموضوع أن يفتح بيننا مجددا... جرير يحبك!... بل يعشقك وكان واضحا في نواياه منذ البداية ... وما إن شعر بنفسه قادرا على فتح بيت طلبك من والدك وأعلن شعوره نحوك وسط جميع من يسكن الوادي وما جاوره ...وإن أردتِ الحقيقة... كونك صديقتي التي أحبها ما يمنعني عن نعتك بالغباء كل يوم....لأن جرير شاب خلوق وحتما ليس سافلا منحط ومنافق...) كان صوتها هامسا لكن حادا، شهقت تأخذ نفسا عميقا ثم استطردت دون أن تسمح لها بالتحدث أو حتى استيعاب كلماتها المتسارعة كتسارع أنفاسها اللاهثة. (أما الآخر... فلم يكن يوما في حياته واضحا لا نحوي ولا نحو أي فتاة أخرى.. نظراته كانت دوما مستترة ... وكلماته ضمنية ... كأنه يختبئ أو يشعر بالعار أو بكل بساطة يلهو... هذا ما تأكدت منه حين تعرفت على حقيقته التي يخفيها عن الجميع.... وأجل... قلبي الغبي صُدم من خبر خطبته لحفيظة... لكن ما قلته لهذه الأخيرة وجهته لنفسي قبلها ... أيقظت به تعقلي ونبهت به حكمتي إلى واقع الأمر... هل سأبكي؟ أجل سأفعل كأي فتاة غبية وقعت تحت سحر الأوهام! … هل أتألم؟ بالطبع أفعل وليس بيدي! ... لكن هل سأرضخ ليأس الواقع؟ قطعا لا وألف لا!... خلاصة الأمر عندي... ليذهب هو والخالة نوال الى الجحيم!.... وأنت لا تقلقي... غدا بإذن الله بل الليلة ... سأكون بخير.... تصبحين على خير!) انطلق طنين صافرة انقطاع الخط فرمشت تقوى مرات عدة، فمها مفغر بذهول وهاتفها في مكانه على أذنها، تضم ساقيها إلى صدرها فوق سريرها. )هل ردت عليك زينة؟) لم تسمع سؤال شقيقتها التي انتقلت جوارها، تتأمل ملامحها الجامدة مما دفع بها إلى رفع كفها تشير بها قبالة وجهها. )تقوى! ... ما بك؟) )ها!) نطقت بسهو مجفل فقطبت صفاء بجيرة، تستفسر. )هل تحدثتِ مع زينة؟... كيف هي بعد ما حدث؟...) بللت شفتيها تحدق بها للحظات دون رد وقد أنزلت ذراعيها تطوق بهما ركبتيها فاستدركت صفاء بقلق وخوف لم تتخلص منه بعد. )هل أثرت بها خطبة فواز لحفيظة؟) تنبهت تقوى لقولها فطالبتها برد لدهشتها، تحاول ستر ما قد يمس كرامة صديقتها المقربة. )ولماذا سيؤثر عليها ذلك يا صفاء؟... لقد كنتِ حاضرة .... غضبها كان من أجل حفيظة...) ضيقت صفاء عينيها وكأنها تخبرها ضمنيا بأنها تعلم ما يحدث، لكن تقوى استرسلت بتصميم يوحي بثقتها بما تقوله. )وعلى فكرة أنا أوافق زينة في كل شيء قالته... أعترض على طريقتها.. لكن ما قالته صحيح... يجب على حفيظة أن تفكر جيدا قبل اتخاذ قرار كبير كالزواج .... ثم أي مالك لذرة عقل سينصحها بالتروي بسبب حالتها...) ارتفع كف صفاء تلقائيا تتخلل به خصلاتها التي أطلقت سراحها قبل النوم، تسألها بتردد. )هل أنت متأكدة من أن زينة لا تكن مشاعر لفواز؟) لم تُعِد التفكير مرتين وهي تهز كتفيها بخفة، تجيبها بمواربة. )هو من يكن لها المشاعر أو على الأقل هذا ما كان يظهره... أما هي فلم تتجاوب معه أبدا.... لأنه أولا لم يدخل البيت من بابه... وثانية حين سمعت عنه ورأت بنفسها تباسطه مع النساء... رفضت رفضا باتا التفكير فيه...حتى لو تقدم لها سترفضه بلا شك.... ) أمالت صفاء رأسها بشرود ثم تحركت لتستلقي على سرير أختها التي سألتها بعبوس. )ماذا تفعلين؟) وضعت هاتفها على المنضدة الصغيرة بينما ترد بنفس عبوس اختها. )لن أنام لوحدي بعدما حدث اليوم ... ) )لكن سريرك على بعد منضدة واحدة صغيرة...) لم تجبها تعتدل في استلقائها، مكتفية بهز كتفيها فتنهدت تقوى مستسلمة واستوت مكانها تفكر في ما يحدث، الكثير من الأحداث المقلقة والقليل من الحلول المحتملة. أجفلت من سهوها على جسد اختها المندس تحت ابطها فتبسمت بوهن وهي تضمها تتجاهل ما يشغلها بتلاوة أذكارها. وهناك في بيت زينة، انحنت الأخيرة، تطلق سراح أنفاسها اللاهثة. ذلك أقصى ما يمكنها أن تجمح إليه، البكاء بصمت، لطالما كان ذلك منفذها الوحيد، البكاء لربها، تشكي له همها تفوض إليه أمرها ثم ترمي حمولها عليه وتلقي بكل ما يشغلها خلف ظهرها، يساعدها في ذلك انشغالها بوالديها وعملها. على ذكر والديها، استقامت تمسح دموعها، تخفي أثر بؤسها ثم سارت نحو غرفتهما حيث كانت تساعدهما ليتسطحا على سريرهما قبل أن تسمع رنة الرسائل. على وشك عبور عتبة غرفة نومهما، تلقف سمعها الذي منع خطواتها بشكل فوري، حديث والدتها بنبرتها الواهنة الحزينة. )حالها يدمي قلبي يا حاج... جميع من في سنها يتقدم لهن شاب أو اثنين .. وهي لم يدق بابها أحد ...أصبر نفسي المهمومة بأنه قدرها ...أحمد الله عليه ثم أدعو لها بالستر.... لكن لم أكن أعلم أننا السبب في عزوف الناس عن طلبها للزواج...) عادت خطوة إلى الخلف، تستند على الجدار مطرقة برأسها، تصغي لوالدها الذي تحدث بنفس النبرة المشفقة. )كما قالت جارتنا ... عجزنا يجعلنا في نظر الناس عبئ على ابنتنا... إما متوقعين رفضها بسبب حنانها وحبها لنا خوفا من تركنا ... أو خشية من مشاركتها الحمل .... الله المستعان ... يا ليتني أجد لها رجلا يستحقها ... كنت لأدعو الله حسن خاتمة عاجلة... فأخفف عن كاهلها حمل رجل عاجز... علها تلتفت إلى مستقبلها...) اندفعت تشهق باكية، آلامها تنطق عبر ملامحها المتشنجة قبل صوتها المتقطع بؤسا. )لا تقل ذلك يا أبي... إياك! .... لن أتحمل أبدا... كيف تتخيل أن موتك سيورثني راحة من أي نوع؟....لا يهمني لا زواج ولا أي شيء آخر سواكما... ) طغت عليها الشهقات والدموع مدرارا على وجهها المكفهر، فتحركا والديها يجران جسديهما ليعتدلا جالسين، يعانيان من عجز يحد من حريتهما. (تعالي يا ابنتي.... اهدئي حبيبتي!) رفعت سبابتها ترد عليه بملامح متشنجة وجدت لها منفذا تفرغ فيها كبتها وصدمتها. )لا!... أنا غاضبة جدا من حديثكما... ولن أنام جواركما كما أحب ... سأمنع نفسي من أمانها لأن غضبي أكبر ....) استدارت تهم بالخروج لكن شهقة والدتها المريضة جمدت قدميها مكانهما دون أن تستدير، تبكي بحرقة، حتى وصلتها نبرة والدها المتهدجة . )زينة حياتنا وفخرنا بين الناس...) ضمت وجهها بينما تلتفت بجسدها لتلمح دموعا تسري على خذي والدها فأسرعت دون وعي تندس بينهما وتضم كلاهما إلى صدرها، قلبها يلفظ عذاب أيامه، يشكو الوصب المفتت لأعماق أحشائه. )أحبكما جدا ... أنتما السند بعد الله... الحصن والحضن الآمن.... لا أريد مفارقتكما ما حييت... الحنان عبر نظراتكما بكل الدنيا وما فيها... الكلمات على لسانيكما بلسم شاف لجروح الحياة...) )وأنت قرة العين بنيتي... سامحينا يا ابنتي.. سامحينا...) همس والدها بينما والدتها تبكي بصمت فشدّت على ضمهما أقرب إلى صدرها. كلما حاولت درأ آلام قلبها والكف عن البكاء، هاجت أكثر وكأن حديث والديها فجر ما تبقى من السد المشقق فما عادت قادرة على حبس سيول مياهها الجارفة. )لا شيء أسامحكما عليه يا أبي لا شيء!... فقط لا تثيرا خوفي عليكما مجددا ... ولا تتركانني وحدي أبدا... أما تلك الجارة!) تجاسرت أخيرا تمسح دموعها، تستدرك بعبوس ساخط. )سأقوم بطردها لو أعادت ما قالته مجددا...) لمحت نظراتهما المترقبة بحذر، إن كانا متأكدين من شيء فهو قوة شخصية زينة في مواقف الغضب تفقد حتى حياءها المتأصل فيها فلا ترى سوى ما تثق به الحق وتضرب كل شيء عاداه عرض الحائط. تفهمت نظراتهما فمططت شفتيها ثم مصمصتهما، تحك انفها بقوة. )حسنا لا تنظرا إلي هكذا.... لن أتمادى إلى ذلك الحد وأطردها من بيتنا ... لكن حقا لن أمرر لها حديثا مشابها آخر....) تنفسا الصعداء فهتفت باستنكار. (من يراكما الآن يظن بي جنونا أفعل به الأفاعيل في الناس ...) ابتعدت عنهما لتحتل سريرها غير بعيد عن خاصتهما، كما طلبا منها سابقا حين قررت عدم تركهما أثناء نومهما، خشية حاجتهما لأي شيء فيمسهما سوء في غفلة منها. سحبت هاتفها تتدعي تفقد المنبه بعد أن تسطحت دون أن تكف عن الطرف نحوهما بجانب مقلتيها، مرحبة بما يلهيها عن أي وجع قد يترك في عمق خافقها الأثر البليغ. )بنيتي!) ناداها والدها برقة فرفعت حاجبيها، تزم شفتيها ثم أدارت وجهها نحوهما. أشار لها بخفة لتقترب منه لكنها رفعت دقنها تتطلع إليه بدلال محبب فتتسع بسمة والدتها، رافعة كفها تمسح به بقية دموعها، تضيف بحنان جارف. (نامي اليوم بيننا كما كنتِ تفعلين في الصغر حبيبتي...) أمالت رأسها ترنوهما بنظرات متأثرة، ارتعشت لها شفتيها بإنذارا بدموع مهددة بالسيل مجددا، فيرفع والدها سبابته مثلها قبل قليل، يحذرها بلطف مرح. (إياك والبكاء.... يكفي مناحة وكأن الله أعاد أمانته حقا...) انتفضت مسرعة تلقي بنفسها بينهما وكأنها عادت طفلة صغيرة، وحيدة والديها، رُزِقاها بعد سنين يأس طويلة من الخلفة، فأضحت قرة عينيهما يخافان عليها كبلور رقيق قد ينكسر على أهون سبب. قبلت وجنة والدها ثم والدتها وقد استقر قلبها ولم تعد تشعر بخوف من كل ما حدث في يومها ذاك، تتقوى بهما ومعهما رغم مرضهما وعجزهما، هما كل ما تملك في دنياها ويفجعها خيالُ فقدٍ بعيدٍ كان أم قريب، لتكتشف فجأة أن فقد والديها أصعب من ذلك الجاحد بكل حكايته الوهمية مع قلبها الغبي! نظرت إليهما، كيف يحاوطانها بذراعيهما، يغمغمان بما تعلم أنها رُقية، يتلوان آيات الله بهمس خافت، يتوسلان الله الحفظ لكنزهما، فكيف بحق الله لا يغنيانها عن كل شيء آخر عداهما! كان ذلك آخر ما ومض عبر خلايا دماغها قبل أن تستسلم لسلطان النوم، يسحبها الى عالم داست عتبته بذكر الخالق، فتحول الى سكون ألهم كيانها الراحة والسكون. ............. *منزل الفقيه عبد العليم * جسده ساكن كعادته يرقد على جانبه الأيمن، قلبه في وصال مع خالقه وإن غاب صاحبه داخل عالم اللاوعي، كفه اليمنى تحت خده والأخرى منبسطة على حافة جانبه الأيسر. صمت، هدوء، سكون ثم فجأة! استيقظ وانفتحت مقلتيه تدوران داخل كهفيهما بتيه وتوتر ثم جلس يمسح على وجهه مستعيذا بالله من الشيطان الرجيم. تنفس بعمق حتى هدأت خفقاته وتلفت حوله يسبق كفيه التين شرعتا في التحسس لتمهد له سبيلا للرشاد. وصل إلى المنضدة يتفقد هاتفه ثم تمسك بحواف السرير لينزل من عليه بسرعة ليست من عادته. التقط الجهاز وخطى بتمهل نحو غرفة شقيقته. دق بابها مرتين منتظرا حتى فتحت له، تسأله بنبرة ناعسة، متفاجئة. (أخي!... هل أنت بخير؟) بسط كفه بالهاتف، يطلب منها بغموض. (ابحثي عن رقم يوسف واطلبيه من أجلي...) تضاعف ذهولها، ترد بقلق. (لكن أخي!) قاطعها، يمسك بكتفيها بعد ان وجدهما بقبضتيه الحانيتين. (أسرعي يا حياء... لا وقت للتفسير كما لا وقت لأجده أنا بالطريقة التي علمتموها لي...) هزت رأسها بصمت كأنه يراها وبحثت بين الأرقام بسرعة عن خاصة يوسف لتطلبه ثم سحبت كف أخيها من على كتفها تناوله الهاتف ما إن أصدر الرنة الأولى. قدماها ترفضان أوامر حكمتها بأن تعود الى غرفتها فرضخت لفضولها الذي غلب حذرها قلقا على شقيقها الذي يبدو مكفهر القسمات على غير عادته، يهتف بنبرة حازمة. (بلى أنا محسن! ... اخرج من هناك حالا... حالا يا يوسف!) اتسعت حدقتا حياء، تتأمله باستغراب من تركيزه المنصب على رد مخاطبه على ما يبدو قبل أن تسقط ذراعه إلى جانبه، متنهدا براحة أعادت اللون على سحنة وجهه رويدا رويدا. (اعذريني عزيزتي... كانت حاجة ملحة... عودي للنوم... حفظك الله من كل سوء... وسائر المسلمين ...) تمتمت حياء، تؤمن على دعائه وعادت إلى غرفتها تصاحبها الحيرة التي لم تغادر وجهها بعد. ............... *قرب البيت المهجور* قبل لحظات* أشعل النار وجلس قبالتها عاقدا قدميه أمامه بينما يولي انتباهه الكلي لما يفعله، من بين شفتيه تنساب تمتمة تعلو مرة وتخفت مرات بالتزامن مع ما يلقيه على ألسنة اللهب فتهتاج بجبروت ترمي بشهب تندفع محلقة نحو الفراغ. (ماذا تريد؟.... ) لم يتزعزع عن مكانه وهو يسمع الصوت دون صاحبه الذي استدرك وقد دنى منه كثيرا حتى أوشك غطاء التماسك في عمقه على أن يتشقق ويتصدع عن جبن قديم، أصر على طمره مهما كان الثمن. (ألا تكفيك ملِكة واحدة؟... في ماذا تريد ملِكا آخر؟... ) لم يُحد بعينيه من على اللهيب المتراقص، يتأمل توهج نارها فتلمعان بانعكاسٍ يتقد داخلهما، مُجرِّدا بؤبؤيه من لون السماء ليحل محلهما جمرتين، يستعر فيهما جحيم عذابه. (تحدث يا بني آدم!) لم يجفل، يرد ببرود. (أحد جنودك يؤذي ابنة عمتي وأريده أن يتركها....) يتحرك الظل من حوله فتتراقص ألسنة النيران تزامنا مع حركاته. (أولستم من استدعيتموه ليحميها ؟... فعلها واستجاب لكم ...ودخل من الباب الذي فتحتموه أمامه ...) (لكن السحر تم إبطاله وأقيمت طقوس الصرف ... مع ذلك لم يرحل...) رد عليه بهيج بفكين متصلبين فضحك الصوت بسخرية قاسية، أعادت عليه ذكرى أول أيام بلائه. (من حقه أن يستمتع مادامت أبوابها مشرعة أمامه ... ومع ذلك إن أردت أن يتركها أمرته بذلك فهل جهزت القربان؟....) (ماذا تريد؟) أسدل بهيج جفنيه متوقعا أمرا عظيما سيزيد من إثمه فيبتعد أكثر فأكثر وهو الذي في أعمق نقطة في أحشائه، قطعة صغيرة جدا تنتفض استنكارا وطمعا في القرب، في العودة، في النجاة. هل تعلم يا بني آدم بعض مفاتيحكم؟...) همس الصوت بنفس السخرية جوار أذنه ولم يكن ليجيبه والعلم بالرد لا ينقصه، لكنه اليأس ينتشر سالكا طريقه عبر العروق نحو القلب المغلف بالرّان فيضاعف من سواد ضلاله، مؤكدا عليه أن لا فرار، لا فكاك من طريق الهلاك، أنت من اخترته يا من عاهدت ربك أنك للأمانة حامل وعلى ثقلها قادر. (الشهوات!... أبواب يسهل علينا دفعكم لفتحها... الضعف فيكم سمة... والخيانة على بعد نفسٍ من أنفاسكم اللاهثة خلف أطماعكم الفانية ... لماذا فضلكم علينا؟... لا مبرر ... لا سبب... سوى استصغار لنا ونحن أقوى وأشد بأسا منكم .... لذا نحيا حياتنا نبرهن له على ذلك... وكلما تأكد البرهان وزاد العدد... انتشر سرورنا عبر مشارق الأرض ومغاربها وطمعنا بالمزيد قبل يوم الوعيد....) (ماذا تريد؟) أعاد بهيج سؤاله دون أن يرفع الستارة من على عينيه، يركز بكل كيانه فلا يفوته دقائق الأمور. (وماذا تستطيع أن تقدمه يا بني آدم.... يسرنا ويستجلب رضانا فنقدم لك خدمتنا بالمقابل؟) لم يكن بهيج في حاجة للتفكير بعد كل تلك السنوات، يعلم تماما الأمر الذي يجعلهم يسارعون في الاستجابة للطلبات، طمعا بضلال أقوى ومعصية أكبر. (صُحبتي على وشك اجتماع كلمتهم من جديد... أستطيع الحفاظ على الحلقة مفتوحة... لأنها إن أغلقت انصلحت أحوال كثيرة... وضاعت أهداف مضمونة...) دارت الريح من حوله حتى أوشكت النار على الخمود قبل أن تتوهج بوحشية مخيفة وبدل أن يخشى على نفسه جراء جبنه القديم، ظهرت بسمة متشفية صغيرة على جانب ثغره وعينيه لا تزالان مغمضتين. (حسنا!.... سيكون قربانا مجزيا ... لكن أين يكمن ضعف الحلقة يا ترى؟... ) تلكأ الصوت قبل أن يتحول من سخرية إلى فحيح مرعب. (هل تعرف كيف تشتت شمل القلوب يا بني آدم؟.... اقترب قليلا بل كثيرا ... تحسس... تتجسس ...تحين الفرص... وعند أول ملمس ضعف ووهن... اضرب ضربتك دون رحمة ...) لم يفتحهما بعدُ مصرا على الثبات، ينطق باقتضاب بينما يبحث عن جواب لحيرته من قول مخاطبه. (فواز؟) ........... *منزل أهل فواز* مستلقيا على سريره قبل ساعات منذ أن قضى صلاة العشاء متأخرا بغير خشوع سلبته إياه حيرته وتردده، يطالع هاتفه فيرد على تلك ويضاحك أخرى بمرح لا تعكسه ملامحه الواجمة الى أن زفر بضجر يتأمل الأرقام المختلفة على تطبيقات هاتفه الذكي، يجاورها صور أصحابها، بعضها يناسب نفسيات متوارية خلف أبواب وهم النفاق وأخرى تصرخ بإعلان فج عن وقاحتها بينما البعض حقا مُستدرَج، لكن الله دوما وأبدا ليس بظلام للعبيد. ارتفعت نظراته التائهة نحو الساعة ليكتشف تجاوزها لمنتصف الليل وحين قرر إغلاقه اهتز الجهاز داخل قبضته، معلنا عن رسالة جديدة وبين نفس أمّارة وأخرى لوامة تنحصر ثالثة قد تمكن منها الإعياء تناشد النوم والراحة، لكن أين هو من تلك الراحة راضخا للهو آخر يسحبه من بئر ضنكه، التوبة قريبة فلما الاستعجال؟ الله غفور رحيم أمام النفس الضعيفة، يفتح أبوابه لها كل حين، مادامت الروح لم تغادر الجسد والفراق لم يئن أوانه بعد. وعلى تلك الحجة فتح تطبيقه، معاهدا نفسه أنها المرة الأخيرة فعلى كل حال الزواج على وشك، يتسع به مربع التمني ويمتد به الأمل غافلا عن خط الأجل. *كيف حالك يا صاحب العطور الوسيم؟* يتضاعف اتساع مربع الأمل بالتزامن مع اتساع بسمة شفتيه، يرد بعبث احتل مسكنه كليا بعد نزع قناع العفة وإسقاط ستار الوقار. (أفضل بكثير بعد أن لمحت رسالتك أيتها الفاتنة...) .......... (فواز؟) (لا!) نفخ الفحيح قرب أذنه فتحدث بهيج بشرود. (سيتزوج من ابنة عمتي ....) ضحك الصوت فجأة، يجيب ساخرا. (ولم لا؟... دع الجميع يستمتع ...ولنرى إلى أين ستركن النفوس؟... ) قطب بهيج وقد تشوش عليه تركيزه قليلا فيحاول بإصرار، محافظا على إغماض عينيه. (مؤنس؟) .................. *منزل أهل مؤنس* يخطو ذهابا وإيابا في غرفته المظلمة كليث حبيس، لم يجد جرير طوال اليوم، كل مرة هاتفه بها يجيبه انشغال جهازه أو يجيبه هو باقتضاب، لينتهي اليوم بعودته الى بيت أهله حين مل من انتظاره يزور والدته التي تضني قلبه كل حين بحديث البكاء على حاله البائس في نظرها. تسمر مكانه رافعا رأسه إلى سقف غرفته البعيد عن رأسه بمترين والقريب من صدره حد الضيق، لماذا لم يعد إلى دار جرير كالعادة؟ لا يعلم! أم أنه فعلا يعي مدى حبه لتعذيب نفسه. حضور والده في البيت حفز الجانب السادي منه، يجبره على البقاء كي يشهد على ضلال ما زال رداء آثامه ينسدل على جسد ظاهره الوقار، الرفعة والسيادة بين القوم، منازعا جزئه الحكيم بأن يتراجع، يلوذ بفرار رحيم قبل فوات الأوان، فلا تسحبه الكلاليب تنهش من نفسه المشوهة بصدمة فتيّة. تنهد ببؤس وأذنيه تلتقطان صوت خروج أحدهم فتفقد الساعة المشيرة إلى متنصف الليل ثم خطى متوجها الى النافذة المفتوحة يطل من طرفها بخفة قبل أن يعود أدراجه نحو المشجب، يسحب من عليها سترته السوداء كسواد مزاجه وعينيه التين أظلمتا بوعيد مخيف. هذه المرة سينتقم! وسيكون انتقامه مدمرا! ................... (مؤنس!) (لا!) أتاه الرد بنفس الوتيرة فتنفس بهيج بعمق يخلي عقله من صخب افكارها، يجاهد في بحثه عن أرض ثابتة، يسأل بحيرة. (جرير!) .......... *حقول جرير* (استغربت رسالتك وطلبك في أن نلتقي هنا وفي هذا الوقت.... بدل الفجر؟) التقط جرير براد الشاي من فوق القنينة الغازية الصغيرة وأطفأ موقدها الصغير، ملأ كوبين ومد بواحد لجليسه في الركن المخصص للراحة على حقله واحتفظ بواحد يتفقد ملامح وجهه، ورغم بهوت إنارة الكشاف لم تفته تجاعيد الزمن والتغيير الذي طرأ عليه. (رسالتك أغرب بني... غلبني فضولي... بعد كل هذه السنوات.. ما الذي غير رأيك لتطلب مساعدتي؟) رائحة الزرع الرطب تداعب أنفيهما بينما مرآها قاتم بسبب الظلام وخلو السماء من سراجها المنير. بقبضة شديدة، لف جرير كفه حول كوبه، يرد ببرود. (هل تذكر أبي يا حاج مصطفى؟) تنهد الرجل بينما يميل بظهره نحو الأمام في جلسته، يقول بملامح غائمة بوجوم ناسب ظلال الظلام، المتراقصة حولهما. (طبعا يا بني... لقد كان من بين أصدقائي منذ أن ولدنا في الوادي ... وكبرنا بين حقوله ... قد نكون غير مقربين مثله وصديقيه... لكن العمل جمع بيننا أكثر... لكوننا من بلدة واحدة...) صمت ليرتشف من كأسه فاستفسر منه جرير بنبرة جامدة. (أخبرني عن آخر مهمة جمعتكما....) نظر إليه الرجل فلم يتبين جرير مدى ظلمتهما بسبب ألم الذكرى. (كانت مهمتنا الذهاب بالمساعدات الإنسانية لأحد طرفي النزاع على الأرض المقصودة... كان من المفترض بها مهمة سهلة وبسيطة... لكن الأمر كان مختلفا كليا... ولأول مرة نوضع على أرض حرب مشتعلة في أوجها... لا حماية مؤمنة سوى بسلاحك ودفاعك عن روحك وأفراد فريقك... شهدنا فظائع لا تنسى... إبادة جماعية للمسلمين هناك... اغتصاب للنساء والأطفال ثم قتلهم بأفظع الطرق... منا من بُهت من الصدمة ونحن على أرضهم... والصامدون منا استسلموا لردة فعل أنفسهم بعد عودتنا... حتى من سلِم منا تأثر بشدة... لكن استعانتهم بالله وإتمامهم للجلسات النفسية كانت عونا لهم على تجاوز المحنة... مثلي أنا .... والدك كان ممن أستسلم بعد عودته... ظهرت آثار تأثره واضحى خائفا طوال الوقت... أصابه الاضطراب وفقد توازن عقله... ) صمت قليلا، يسلبه الشرود استرساله في الحديث فتدخل جرير كاسرا صمت لسانه يعقب بأسف. (اعتذر منك إن ذكرتك بأوجاعك...) التفت إليه، يجيبه بملامح باهتة. (لا زالت الصور تومض في خيالي من حين لآخر وكلما حاولت الاستيلاء على نفسي.... تشبثت أكثر بربي فينتشر الأمل داخل أحشائي... فهو الحافظ من كل شر...لكن ما جعلني أشرد... هو ما يحيرني منذ ذلك الوقت...) انتبه إليه جرير، يرمقه بترقب فهز كتفيه مضيفا. (أخبرتك أنه كان من بيننا من فقد اتزانه على أرض الحرب قبل عودتنا... وكانوا الأشد تأثرا وضررا... لكنني شهدت تحسنهم بعد عرضهم على دكاترة نفسيين تابعين للجيش... كان والدك الوحيد الذي هرب من الخدمة ومن الجلسات.... ساءت حالته أكثر... استغربت جدا حينها... وكنت عازما على تبليغ السلطات عن مكانه وعن سوء حالته كي يعيدوه.... لكن أهل البلدة طلبوا مني عدم فعل ذلك لأن على ما يبدو كما لم تنفعه الجلسات السابقة.... ستضاعف من اضطرابه مجددا وقد يجن حقا ... ) ثم رقت عيناه باعتذار بليغ، يستطرد. (لذلك حين حدث ما حدث... اعتبرت نفسي مشاركا في الجريمة... لم يجدر بنا الاستسلام لصلة القرابة ولاستجدائه.... كان يجب علينا فعل الواجب مهما كانت النتائج.... ذنب والدتك سيظل معلقا في عنقي... ولم أجد سبيلا للتحرر منه سوى من خلالك أنت... فكنت أرعاك من بعيد وأنت ترفض تدخل الناس في حياتك ... كان أول شيء فعلته ان اتفقت والفقيه عبد العليم على طلب المساعدة من زوج ابنة الخواجي في ما يخص مرضك... فكما تعلم حينها لم يكن نملك في الوادي سوى مستوصف لا يتحمل الحالات المستعصية ولم نكن لنجازف بحياتك في مستشفيات المدينة ونحن لا نعرف فيها أحد.... والحمد الله الرجل كان نعم العون ... طلب منا أخذك لعمل الفحوصات اللازمة واخذها هو إلى البلد حيث يعمل ... ثم أرسل لنا العلاج ... لكنني مع ذلك لم أرضي ضميري بعد...) ابتسم جرير بمرارة، يكمل عنه. (لذا أخبرتني أن هناك ذنب يثقل على كاهلك يخصني ...وتتوق لفك طوقه الخانق من حول رقبتك... ولا سبيل لذلك امامك سواي...) انبسطت أسارير الرجل الواجم قليلا، يجيبه بتأثر. (لازلت تذكر كل كلمة من حديثي يا جرير...) لم يجبه مديرا رأسه نحو الظلام شاردا قبل أن يعيده صوت الرجل الجدي. (إذن يا جرير... ماذا تريد؟) تنفس بعمق يضع الكأس جوار قدمه ليشبك بين كفيه، مفسرا بجمود. (أنا أيضا لي شكوكي حول مصاب أبي الذي أدى به إلى حد قتل والدتي.... وتدمير نفسه حتى مات في السجن ...وليس فقط الحرب... أظن ان هناك من عبث بأعصابه... لكن السؤال هنا!) قاطعه الرجل، يكمل بتلقائية. (من هو؟) فرد عليه جرير بنبرة تمكن منها الغضب الذي كان يكبته بكل قوته. (بل العبارة الصحيحة هي من هم؟... ولحين تأكدي من شكوكي أريد مساعدتك في ذلك...) اعتدل الرجل بتأهب، يهتف. (أي مساعدة في استطاعتي أنا بإذن الله معك....) صمت جرير لبرهة ثم تحدث بنفس الجمود. (أعلم أن أغلب أفراد عائلتك يعملون في مختلف أقسام الأمن.... من بينهم ولديك... أريد فقط أن تدلني على أكثر واحد منهم يكره الخواجي... أو السلطة بصفة عامة...) رفع الرجل يده يمسد بها خلف عنقه يفكر بعمق، فلم يكن غافلا هو الآخر عن الرجل الغريب الذي هبط عليهم من السماء ليعتلي قمة الوادي بين ليلة وضحاها، بل ويلتحم بأرضها بطرق ظاهرها شرعا سليم وباطنها غموض قد يصعب فهمه على عامة الناس لكن ليس هو ولا كثير من ذوي الحكمة أو الوعي. (لا تقلق ... كل شيء سيكون قانوني... فأنا لن أجازف بحياتي ... كما تعلم لازلت صغيرا...) نطق جرير بمرح غريب على ملامحه الجادة فضحك الحاج مصطفى، يربت على ركبته بمودة. (كنت أفكر فقط من الأنسب ... في الحقيقة جميع أفراد عائلتي لا يكنون ودا للخواجي ولا مَن حوله... لكن ما باليد من حيلة... لا دليل لا جريمة... ) أومأ جرير بتفهم ثم سأله بعد برهة. (من تقترح إذن؟) ارتشف الباقي من كوبه ثم نظر إليه، يرد بمرح. (لا أحد غيره.... ابني الأصغر هشام...) ثم ضحك بتسلية طغت عليه، مثيرة استغراب جرير الذي استجلب بخياله صورة الضابط الصغير الملتحق بعمله منذ سنتين فقط. (لكن أليس هشام!) علق عبارته يشعر بالحرج ليكمل عنه الرجل بنفس الفكاهة. (صغير ليس لديه لا تجربة ولا علاقات عميقة في سلكِه كي يساعدك بها!) لم يجبه جرير وإحساس الغرابة يعلو محياه من قصده فاستدرك الحاج مصطفى، يفسر. (صحيح أن هشام صغير وحديث عهد بعمله... لكنه ماكر ولعوب في ما يخص قضاء حوائجه... لديه طرقه الخاصة في تحقيق أهدافه بدقة وسرعة... مستغلا جميع الأفراد المناسبين في والوقت المناسب... هو من سيفيدك صدقني .... والأهم من كل ذلك...) تلكأ حتى تأكد من انتباه جرير إليه ثم أضاف بمكر مرح وهو يهز كتفيه بخفة. (هو الأشد كرها للخواجي...) ................ (جرير!) (لا!) كانت النبرة ممزوجة بخبث أرعد قلب بهيج لكنه تجاسر وصمد محافظا على إغماض عينيه، فليدع ذلك لوقت لاحق وسيتحقق من أمر جرير! ليتابع في محاولاته وقد يصل بعد كل شيء إلى نتيجة ما، مهما كانت! (نبيه!) .............. *منزل أهل نبيه* كم مر عليه في جلسته تلك؟ لا يعلم! ولا يهمه! تنهد نبيه بكئابة، يمسح على وجهه بينما يتلفت حوله متفقدا أركان الباحة وسط منزلهم حيث تطل أبواب وبعض نوافذ جميع غرف الطابقين. لم يغير من وجوم مزاجه لا رائحة الأشجار ولا الأعشاب المنعشة والزهور التي تهتم بها شقيقته نهيلة كما لم يفعل خرير مياه النافورة المتوسطة للمكان. أفكاره مظلمة كظلمة المكان بعد أن قام بإطفاء جميع الأنوار حتى الخافتة منها ليتحدى كيان البعبع داخله كما تعود الفعل منذ الصغر، متجاهلا ما تلتقطه أطراف مقلتيه بين الفينة والأخرى يدّعي أو حقا يتجاهل كل شيء سوى ما يحدث مع صديقه يوسف. لم يكد يصل بيت أهله من تلك الرحلة حتى أسرع في الانتعاش وتغيير ملابسه كي يلحق بصلاة العشاء علّه يُطمئن هياج همومه برؤية صديقه وقد يقنعه بترك منزل جده والسكن في أي مكان آخر، لكن غيابه ضاعف من مخاوفه التي اكتشف أنها مختلفة كليا عن ما تحداه خلال سنوات نشأته، لذلك هو الآن غاضب جدا، غاضب حد اليأس، تكبله قلة حيلته. قلة حيلة لا تخص صديقه فحسب بل شقيقته تلك التي بطريقة ما شغلت باله الخالي طوال حياته، كما شغلت عينيه الباحثتين عنها كل حين وفي كل اتجاه. زفر يستغفر في سره وتحرك في مكانه يسند ذقنه بكفيه، كأن حياته بعقدها لا تكفيه ليكسب حملا آخر يستولي على قلبه، نقطة قوته، فهل سيضعف بها الآن؟ أُنير المكان من حوله فجأة فرفع رأسه إلى التي لم يدري متى خرجت من غرفتها بمنامتها البسيطة كبساطة سؤالها من خلال ملامحها الناعسة وإشاراتها المتمهلة. *لما لازلت مستيقظا؟* نفخ بوجوم مرة أخرى، يشير لها بخفة ضجرة. *لم أشعر برغبة في النوم بعد ... عودي إلى سريرك...* حكت شعرها المنثور حول رأسها بتعب ثم ردت بإشارات نزقة. (قطتي أيقظتني... أظنها جائعة...سأضع لها بعض الطعام وأعود إلى النوم... فأنا مستنزفة...) نظر خلفها الى كرة الفرو ثم لوح بكفه في الهواء، يهز رأسه بلا معنى فاستدركت، تشير له عابسة المحيا. *أعلم أنك تكره الحيوانات عموما... لكن ألن تتعود على قطتي أبدا؟* همت بالاستدارة فأشار لها بملامح ساخرة. *ألا تتساءلين أنت أين تغيب طوال الأيام التي تختفي فيها؟...* هزت كتفيها، ترد بعدم اهتمام. *أكره حبسها... تعود متى جاعت وأنا أطعمها... أحب ذلك .. لا تتدخل أنت...* مطط شفتيه ممتعضا لكنه أشار لها حين لمح كرة الفرو تتقدمها نحو المطبخ. *تأكدي من أن طعامها يحتوي على عظام ... لا تضيعي اللحم المفروم أو علب التونة فلن تأكلها... أريحي نفسك* هزت رأسها بتلقائية تهم بالسير حين تراجعت تفكر بريبة وهي تشير بحذر. *ماذا تعني؟... القطط تعشق اللحم والتونة..* ارتفع حاجبي نبيه بينما يطرف بنظره نحو القطة قبل أن يشير لها ببساطة مغيظة. *ليس كرة الفرو تلك...* بلعت نهيلة ريقها والتفتت برأسها نحو قطتها التي وفي لحظة واحدة اختفت، فانتفض جسدها بفعل صدمة لحظية زال أثرها سريعا لتعود إلى شقيقها تحرك كفيها بعنف، يعبر عن سخطها. *كيف علمت؟... إنها تشبه قطتي* هز كتفيه مجيبا بنفس البساطة المستفزة. *لأن قطتك قتلها كلب قبل شهرين خلف منزلنا ... ولم أستطع إخبارك نظرا لإحساسك المرهف حيال الحيوانات... ولم أكن أنوي إخبارك أبدا.... لولا أن هناك من يستغل طيبة قلبك ... كما هي العادة!* زفرت تعبس بغضب فلاح شبح بسمة على جانب ثغره، يضيف ساخرا. *على فكرة أنا لا أكره الحيوانات ... أنا أكره المزيفة منهم فقط...* رفعت رأسها، تزمجر بعصبية. (آمنت بالله...) ثم نظرت إليه تكمل. *كنت مرهقة ونمت قبل أن أنهي أذكاري.... حتى الآيات القرآنية... سأحاول انهائها الآن... لا تطل السهر... توكل على الله وارمِ حمولك عليه ... فيتسع صدرك وينزل الفرج سريعا* استدارت تعود إلى غرفتها فنهض بتعب متوجها إلى المطبخ، فتح المُبرد وسحب بعضا من اللحم نزع منه العظام ثم أعاد الكيس إلى المبرد وأغلق النور بينما يخرج إلى الباحة. وضع العظام على حافة أحد الجدران الصغيرة حول الأشجار بينما يسمي الله ثم انطلق نحو غرفته وكل فكره منصب بتركيز عميق حول شخص واحد...يوسف. .............. (نبيه!) (مثير للاهتمام .... لكن لا!) كان الرد محيرا حقا فلم يفكر سوى في اسم واحد ينطقه بتأكيد يكاد يوازي اليقين. (يوسف!) ........ *منزل الخواجي....* كان الليل قد انتصف ويوسف لا يزال غائبا وسط غفوته التي لم يعلم كيف استسلم لها بعد أن عاد وشقيقته إلى المنزل ، كلاهما مكرها كارها والأسباب كثيرة، حينها لاذ بغرفته دون حتى حديث مع والدته النائية بنفسها عنه، هاربة من نقاش كما يبدو لن يكون في صالحها وكم ناسبه ذلك. طاقته مستنزفة وقواه خائرة، ينشد السلام في عمق روحه وحتى لأطرافه التي لم تمهله، تئن عليه باجتياح لرغبة ملحة بالتسطح قليلا على سطح شرشف السرير الناعم إلى أن يؤذَّن لصلاة العشاء فيستغلها فرصة للفرار مجددا عله يجد في ابتعاده حلا لما تمور به أحشائه من هموم لكنه لم يحسب حساب الغفلة وجنود الشيطان تحوم حوله برغبة خاصة بهم لنهش ما يستطيعون الظفر به فلا يمنحوه فرصة للفرار. فتحت الباب بخفة وتسللت عبره بنفس الهدوء الذي أغلقته به، توقفت قليلا تُعوِّد زرقاوتيها المحددتين بقلم ذهبي لامع على الإنارة الخافتة ثم استأنفت خطواتها نحو هدفها تقترب منه بتمهل، جسدها ذو الخصر النحيل يتمايل بردائه الحريري تحوم به حول السرير، تحدق به بنظرات ماكرة في تأملها، خبيثة في نيتها، مصرة على الظفر بمطامعها مهما كانت النتائج ومهما بلغت الخسائر. من يراقبها يكاد يلمح حية رقطاء تتلوى برقصة الإيقاع والضحية في غفلة عن مآربها، منشغل بفتنتها وبراعة لفها حول نفسها بتوازن يسلب التركيز ويخلب الألباب. التوت ملامحها ببشاعة لا يستبينها سوى الحكيم ببواطن الأمور، تنحني قليلا لتهل عليه بنظراتها الجائعة، لسانها في تلك اللحظة يماثل لسان أفعى سامة تلهو به استعدادا لتنقض على ضحيتها. نظرت إلى كفيها وفتحتهما لتمسدهما ببعضها فيتناثر منهما غبارا لا يكاد يرى وما إن تأكدت من أن جميع طقوسها قد طبقتها بالحرف وعلى اكمل وجه رفعت قدمها بركبتها الظاهرة من بين طرفي شق الثوب الواصل إلى أعلى فخدها، تحط بها جواره على السرير لتقترب منه، تهمس له بخفوت ناعم بينما تلمس صدره المكشوف من خلال أول ثلاثة أزرار براحة يدها. (استيقظ يا يوسف... أنا في انتظارك...) استمرت بهمسها المغوي بالتزامن مع حركاتها كملمس الحرير فتململ يفتح عينيه بوهن، الدوار يلف بعقله فيختلط خياله بواقعه ليهوي به في قاع بئر الوهم. (أنأ اعشقك يا يوسف.... لو تدري أي حب شغفت به قلبي؟) ثقلت أنفاسه فحاول النهوض لكن الهمسات من حوله واللمسات ضاعفت من وهن دفاعاته فيستسلم لنعومة ساحرة تستدرج فيه معالم الذكورة الجائعة، تنتفض من خلف قضبان الحصار وكلها تنادي هيت لكِ ونحن ملك يديك الساحرتين. فتح فمه باحثا عن أنفاسه الضائعة ليملأ جحيم أحشائه الملتهب، جزء منه يصرخ عميقا أن ما يحدث تمهيدا للعنة فاحشة فيحاول تحريك أطرافه ليقاوم الجاثوم الذي يكبلها بقوة وازت قوة التي جاءته مستعدة لمعركة لن تكون فيها خاسرة ولو كان الثمن زهق روحها. (استسلم لرغبتك يا يوسف... انت تريد هذا وأنا أريده... سأمنحك أكثر مما تريده... السلطة والمتعة.. سأجلب لك الدنيا بأكملها لتسجد عند قدميك فتمنحك ما تريده وترغبه ... وفي مقابل ذلك كله... فقط امنحني شيئا واحد...) يحرك رأسه يمينا وشمالا، يفر من وجهها الملتصق بخده ومن أنفاسها العطرة بعبير مسكر وهي لا ترحمه، تمارس هجومها الطاغي على جميع نقاط ضعف فطرته، تستثيرها باحترافية فجة كفجاجة قولها اللاحق. (امنحني قطعة منك يا يوسف... أريد أن تزرع في رحمي بذرة منك... امنحني طفلا يا يوسف... أريد طفلا منك....) انقطعت أنفاسه مرة واحدة وقد استثارت ذكاء وعيه بحقيقة معاني ما تنطق به، فتتجمع خلاليا دفاعاته لتشكل جدارا حاميا حول قلبه وإن كان واهنا لكن كفيلا بأن يمنح جسده قبلة الحياة، مستجيبا لرنة هاتفه التي صدحت كاسرة هالة السحر المحيطة بهما وفي لحظة واحدة، انطلقت ذراعيه يدفع بهما الجسد فوقه بكل ما أوتي من قوة وكم شعر بجسدها ثقيلا أمام دفاعه المستميت. صدح صوت الهاتف المستمر بإلحاح حمد ربه عليه من كل قلبه، متجاهلا الجسد الواقع على مؤخرته ونظرات صاحبته الغاضبة بشدة، يلتقطه من على المنضدة الصغيرة حيث ألقى به سابقا، يبحلق في الرقم بحيرة ذاهلة جعلته يضع الهاتف على أذنه يرد بنبرة حذرة بينما يرف بجفنيه. (محسن!) ....... (يوسف!) (لا!!!!...) زمجر الصوت بغضب شديد فانتفض بهيج بخوف حقيقي بينما يفتح عينيه على وسعهما يرمق النار التي ارتفعت ألسنتها عنان السماء حتى أيقن ضياع روحه على فجورها، فيلهث بفزع مهلك لم يرى له مثيل من قبل حتى حين وقوعه بفخ فضوله ولم يكن لأحد في تلك اللحظة سلطان سوى لباطنه الذي عمل بفطرته واستغاث بخالقه أول مرة منذ أن باع نفسه للشيطان مقابل السراب، الهوان والذل. *يا رب... يا رب...* عجز لسانه عن نطقها لكن أحشائه صرخت بها متراجعا، يزحف على ظهر جسده الذي شُل للحظات قبل أن يذكر أمرا ما فينطق بصدمة أشد وقعا عليه مما هو فيه. (محسن!) ما إن نطق باسمه همدت النيران فجأة وخمد لهيبها كليا وحل محله دخان أسود كسواد الظل الحائم حوله ملتحما بالظلمة، يهمس بفحيح معبر عن مدى غيظه وغله. (ادفعه به ليفتح لي بابه... وحين أجري عبر مجرى دمه... سيكون لك ما تريده....لسنا ضعفاء لنبحث عن مكمن ضعف الحلقة بل نريد مكمن قوتها في وقت ضعغها... اأتنا به قربانا ويكون لك كل ما تريده...) ثم هدأ كل شيء وحل الصمت على الأرض المقفرة، قلبه يقفز وسط صدره بجنون، أطرافه متشنجة في استوائها على الأرض ومقلتيه المظلمتين تتأملان نجوم السماء بتوتر أرعد سكونهما داخل محجريهما، يهمس بشرود ذاهل. (محسن!) ................. انتهى الفصل بفضل الله كان هذا الاسبوع مرهقا جدا... بسبب ظروف ما... ما قراتموه كتبته أمس واليوم... بفضل الله.... فاعذروني لو قصرت أو وجدتم فيه أخطاء إملائية... لكنني حقا مرهقة... الحمد لله على كل حال. استغفر الله العظيم لي ولكم. التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 14-04-20 الساعة 09:43 PM | ||||
09-10-19, 10:19 PM | #383 | |||||||||||
نجم روايتي
| فصل رائع الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 33 ( الأعضاء 12 والزوار 21) موضى و راكان, affx, شوشو 1234, سمية21, Saro7272, amana 98, اني عسوله, Warda123, الغفار, الشوق والحب, أم الريان شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . | |||||||||||
09-10-19, 10:38 PM | #384 | ||||
| بتمنى ما يقدروا يتغلبوا ع محسن يارب 🥺🥺🥺.يوسف لازم يطلع من هل البيت بسرعة ليش بدها ولد من يوسف؟ 🤧🤧.ما بصير بهيج لحتى يساعد الست حفيظة يدمر محسن! لازم بهيج يرجع لله سبحانه وتعالى لازم يرجع .. الشيطان كائن ضعيف ما بقدر يأذي المؤمن لهيك لو بهيج يتوب ..كل هل الخوف يلي عايش في رح يروح ورح يشوف انه الشيطان ضعيف جدا . | ||||
09-10-19, 10:52 PM | #385 | |||||||||
نجم روايتي ومشرفة سابقة
| يسعد مساها اميرتي تسجييييييييل حضوووووووووووووووووووووور الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 89 ( الأعضاء 29 والزوار 60) ضحى حماد, الشوق والحب, Rinalka78, دينا السيد, Maha zedan, Cawsan432, yasser20, sira sira, السنابل الذهبية, affx+, sarah anter, شوشو 1234, angelaa, shammaf, اني عسوله, leria255, shimaa saad, الياسمين14, سمية21, Qhoa, شوقا, rowdym, Alanoud., Dodyum, فديت الشامة, Saro7272, Warda123, الغفار | |||||||||
09-10-19, 10:55 PM | #386 | |||||||||
نجم روايتي ومشرفة سابقة
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 94 ( الأعضاء 30 والزوار 64) ضحى حماد, دموع ال, الشوق والحب, Rinalka78, دينا السيد, Maha zedan, Cawsan432, yasser20, sira sira, السنابل الذهبية, affx+, sarah anter, شوشو 1234, angelaa, shammaf, اني عسوله, leria255, shimaa saad, الياسمين14, سمية21, Qhoa, شوقا, rowdym, Alanoud., Dodyum, فديت الشامة, Saro7272, Warda123, الغفار | |||||||||
09-10-19, 11:11 PM | #387 | |||||||||||||||||||
مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟
| اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
حبيباتي تعاااااليق راااااائعة جدا .... ولكن الاسبوع الماضي كنت مشغولة جدا بسبب ظروف عائلية... حتى الفصل كتبته امس واليوم ودمرت بصري الله يستر ويرتاح... لانني لم استطع الاعتذار لان الاحداث يجب أن تصل لنقطة معينة دون انقطاع... شكرا لكن بحجم السماء ... اسعدتن قلبي يكلماتكن المحللة والمعبرة عن رأيكن .... تحياتي لكن.... | |||||||||||||||||||
09-10-19, 11:16 PM | #388 | |||||||||
نجم روايتي ومشرفة سابقة
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 106 ( الأعضاء 31 والزوار 75) ضحى حماد, Better, بنت سعاد38, منو6, قمر وليد, affx+, ام الارات, halimayhalima, Shaima Esam, دموع ال, الشوق والحب, Rinalka78, دينا السيد, Maha zedan, Cawsan432, sira sira, السنابل الذهبية, sarah anter, شوشو 1234, angelaa, اني عسوله, leria255, الياسمين14, سمية21, Qhoa, شوقا, rowdym, Dodyum, فديت الشامة, Saro7272 | |||||||||
09-10-19, 11:34 PM | #389 | |||||||||
نجم روايتي ومشرفة سابقة
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 119 ( الأعضاء 39 والزوار 80) ضحى حماد, صمت الصحراء, Aya youo, smsm nono, ام معتوق, اني عسوله, همسات ملائكية, وردة الياسمين الحلوه, الغفار, Essonew, Maha zedan, Better, بنت سعاد38, منو6, قمر وليد, affx+, ام الارات, halimayhalima, Shaima Esam, دموع ال, الشوق والحب, Rinalka78, دينا السيد, Cawsan432, sira sira, السنابل الذهبية, sarah anter, شوشو 1234, angelaa, leria255, الياسمين14, سمية21, Qhoa, شوقا, rowdym, Dodyum, فديت الشامة | |||||||||
09-10-19, 11:35 PM | #390 | |||||||||
نجم روايتي ومشرفة سابقة
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 135 ( الأعضاء 41 والزوار 94) ضحى حماد, mouna ABD, Warda123, leria255, صمت الصحراء, faria, Aya youo, smsm nono, ام معتوق, اني عسوله, همسات ملائكية, وردة الياسمين الحلوه, الغفار, Maha zedan, Better, بنت سعاد38, منو6, قمر وليد, affx+, ام الارات, halimayhalima, Shaima Esam, دموع ال, الشوق والحب, Rinalka78, دينا السيد, Cawsan432, sira sira, السنابل الذهبية, sarah anter, شوشو 1234, angelaa, الياسمين14, سمية21, Qhoa, شوقا, rowdym, Dodyum, فديت الشامة | |||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|