آخر 10 مشاركات
نساء من هذا الزمان / للكاتبة سهر الليالي 84 ، مكتمله (الكاتـب : أناناسة - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          قبل الوداع ارجوك.. لاتذكريني ! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          عشقكَِ عاصمةُ ضباب * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تريـاق قلبي (23) -غربية- للمبدعة: فتــون [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : فُتُوْن - )           »          ارقصي عبثاً على أوتاري-قلوب غربية(47)-[حصرياً]للكاتبة::سعيدة أنير*كاملة+رابط*مميزة* (الكاتـب : سعيدة أنير - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree277Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-08-20, 12:24 AM   #1021

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,963
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي


مسا الخير في فصل اليوم

Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-20, 12:34 AM   #1022

amira bacha

? العضوٌ??? » 395233
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 282
?  نُقآطِيْ » amira bacha is on a distinguished road
افتراضي

تسجسل الحضووووووور على نار

amira bacha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-20, 12:40 AM   #1023

Nidal Bayrakdar

? العضوٌ??? » 442924
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 257
?  نُقآطِيْ » Nidal Bayrakdar is on a distinguished road
Rewitysmile2

تسجيل حضور يااحلى نور

Nidal Bayrakdar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-20, 12:40 AM   #1024

حسناء_

? العضوٌ??? » 379692
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 202
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » حسناء_ is on a distinguished road
افتراضي

حسناء_, ‏Nidal Bayrakdar, ‏Aurora salah, ‏mannoulita, ‏safsf, ‏Nahla71, ‏فديت الشامة, ‏Hagora Ahmed, ‏rola2065, ‏دودي الخليفي, ‏الزهره الحمراء, ‏نور_311, ‏rokaya, ‏amira bacha, ‏ثمرو, ‏rasha emade, ‏rahasff, ‏temoony, ‏Omanas essam, ‏حبيبيه, ‏Nana96, ‏Om noor2, ‏سوووما العسولة, ‏Other, ‏awttare, ‏هنا بسام, ‏hadeer22, ‏هبه عصام, ‏قطرالندى حسن, ‏نور الحيااة, ‏Just give me a reason, ‏ايمان عباس سعدة, ‏ايمان حمادة, ‏almoucha, ‏neno 90, ‏طوطه, ‏يمنى ذيب, ‏Solly m, ‏nonyram1, ‏Safo85, ‏ayaammar, ‏Racha785, ‏ريماسامى, ‏وردة الفرح, ‏عائشه عادل, ‏nanash, ‏Noor Alzahraa, ‏هِمِـسًـهِ

حسناء_ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-20, 12:42 AM   #1025

حسناء_

? العضوٌ??? » 379692
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 202
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » حسناء_ is on a distinguished road
Rewitysmile14

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 147x( الأعضاء 50 والزوار 97)‏حسناء_, ‏نعيما, ‏Nidal Bayrakdar, ‏Nahla71, ‏Aurora salah, ‏mannoulita, ‏safsf, ‏فديت الشامة, ‏Hagora Ahmed, ‏rola2065, ‏دودي الخليفي, ‏الزهره الحمراء, ‏نور_311, ‏rokaya, ‏amira bacha, ‏ثمرو, ‏rasha emade, ‏rahasff, ‏temoony, ‏Omanas essam, ‏حبيبيه, ‏Nana96, ‏Om noor2, ‏سوووما العسولة, ‏Other, ‏awttare, ‏هنا بسام, ‏hadeer22, ‏هبه عصام, ‏قطرالندى حسن, ‏نور الحيااة, ‏Just give me a reason, ‏ايمان عباس سعدة, ‏ايمان حمادة, ‏almoucha, ‏neno 90, ‏طوطه, ‏يمنى ذيب, ‏Solly m, ‏nonyram1, ‏Safo85, ‏ayaammar, ‏Racha785, ‏ريماسامى, ‏وردة الفرح, ‏عائشه عادل, ‏nanash, ‏Noor Alzahraa

حسناء_ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-20, 12:43 AM   #1026

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي




البريق الحادي والعشرون .. الجزء الثالث


طُرِقَ الباب بخفة ثم أطلت دموع برأسها فانسدل شعرها المرفوع في ذيل فرس متسائلة بإشراقة وجهها

" هل يمكنني الدخول ؟! "

نهض أكرم من خلف مكتبه هاتفاً

" دموع ! "

دخلت مغلقة الباب خلفها لتقترب منه حاملة حقيبة الكمان السوداء على كتفها حيث قبّل خديها ثم نظر إليها مبتسما قائلا

" لم تخبريني أنكِ قادمة "

تبسمت دموع وهى تتأمل ملامحه المرتاحة بنسبة كبيرة تقول

" أنهيت عملي وأردت أن اجعلها لك مفاجأة "

أمال رأسه يقبل خدها مجددا ثم همس وهو يأخذ الكمان عن كتفها

" أحلى مفاجأة "

وضع الكمان على أريكة جلدية جانبية وهى تتحرك ببطء ترى مكتبه لأول مرة ، أثاث فخم ومساحة واسعة مرتبة بها زروع خضراء ونافذة على إطلالة هادئة كما ترى بالشاشات البعيدة
وضعت يديها بجيبي بنطالها الچينز وهى تنظر للوحة فن تجريدي على الجدار خلف مكتبه ثم قالت بإعجاب

" جميل مكتبك "

وجدت ذراعيه تلتفان حول خصرها على قميصها القهوي ليميل رأسه هامسا بأذنها

" هل أليق به ؟! "

استدارت بين يديه عيناها تتألقان بوجهها الأنثوي المستدير وهى تمر على شعره الناعم وملامحه الوسيمة المحببة ولحيته المهذبة عن باقي الأيام ، ثم حلته السوداء وفخامتها عن ملابسه العادية الأنيقة التي لا تضايق البسطاء ..
اتسعت ابتسامتها وهى تعدل ياقة قميصه الأبيض المفتوح أول زرين منه لترد بفخر

" بل هو ما يليق برجلٍ مثلك "

خصلات رفيعة من شعرها حول وجهها يبعدها بكفيه لشعرها ليحيط ذاك الوجه الجميل مبتسماً منتشياً ببريق عينيها .. وبريق روحها .. هى ألماسة فؤاده !
ويا ليته يعلم أي رجلٍ هو .. رجل عقله ليس فارغاً أو ممتلئاً بسيارات وساعات وأملاك كباقي الرجال ، وإنما رجل تتأسس على أفكاره كتب ومراجع انتماء
ذراعاها بينهما ويداها على كتفيه تحركها بنعومة تسأل

" هل أنت مرتاحاً في عملك هنا ؟ "

اومأ برأسه مجيبا باستياء

" نعم .. صحيح أن رؤية فؤاد تغضبني وتحرق دمي لكن احاول التأقلم "

أنزلت يديها تمسك ذراعيه ولا تتقبل ذلك مثله كلما تذكرت تلك الليلة المريعة حين جاء فؤاد تحت بيت ألماسة متسائلة برفض داخلي

" لا اعلم كيف تستطيعون التعامل معه بعد ما فعله معكم ؟! "

رد أكرم متنهدا وهو يحرك إبهاميه على خديها

" أبي وضع كل ماله هنا دموع .. ولا يمكن أن نفصل المجموعة الآن .. أنا وماسة خبرتنا تقريبا صفر في هذا المجال .. لذلك نحن مضطرين للعمل معه "

وجدته يقبل جبهتها ثم يضمها لصدره ويلف ذراعيه حول جذعها كأنه هو مَن يختبئ فيها .. لا يخفيها داخله .. فأبقت رأسها على صدره وقلبه يدق تحت خدها مستطردا

" ما يجعلنا نتقبل الأمر أنه أصلح ما فعله بالحي واعترف بخطئه .. بل ودافع عن ألماسة حين ضايقها مدير عملها السابق "

شاعرا بالشوق إليها يقتل خوفه واضطراره ، ويمحو برودة الأرض بدفء وطن ، ويوقظ اللا شعور إلي قمة الإحساس
تبتسم دموع أكثر كلما اشتدت ذراعاه فيهدر قلبها نبضا حتى كل خلية بها ، كلما أجبرته الدنيا على شيء عانق الشيء الوحيد الذي يثق أنه ملكه
أحاطت خصره ورأسها مكانه على قلبه ثم انتبهت لتقول باستغراب

" ضايقها مديرها !.. لم يخبرني أحد بهذا "

وضح أكرم باختصار بلا تفاصيل تمس أخته

" حين أرادت ترك العمل .. وفؤاد كان هناك يعطيها أوراق المجموعة "

شردت أفكاره في ذلك الحقير الذي حاول التعدي على أخته ، بداخله رغبة قاتلة أن يصل إليه ، لم يفتح الأمر مع ألماسة مجددا وغالبا سيسأل فؤاد عن مكان ذلك المكتب الذي كانت تعمل فيه .. فؤاد حل أخير لا يريد اللجوء إليه ، لكنه لن يرتاح إلا إذا أخذ حق أخته
وضع كفيه على خصرها يبعد وجهه حيث علقت شعيرات منها بلحيته مضيفا

" لا تتحدثي معها بهذا "

رفعت رأسها ناظرة إليه بعمق عينيها المثير ترد ببراءة

" حاضر يا أكرم "

ابتسم متعجباً يقول بحذر

" لا اطمئن لكِ وأنتِ مطيعة هكذا ! "

عيناها ثابتة على وجهه بقلق لكن ملامحها هادئة وابتسامة صغيرة تزين شفتيها وهى تسأل

" أين كنت بالأمس حين أغلقت هاتفك ليلاً ؟! "

راقبت تلاشي ابتسامته وتوتر ملامحه كنبضات قلبه قبل أن يجيب

" لم اغلقه .. ربما انتهى شحنه وأنا نمت مبكرا فلم انتبه "

ابتعدت خطوة لترفع يديه عن خصرها وهى تأخذ نفسا طويلا ناظرة للأرض ثوانٍ ثم تساءلت

" حدثت أكثر من مرة الفترة السابقة .. أين تذهب حين تغلق هاتفك يا أكرم ؟! "

مد أصابعه يرفع ذقنها لتنظر إليه مداعباً

" مؤكد لا أخونكِ دموع "

لكن وجهها كان جادا ونظرتها خائبة الأمل متباعدة بجرح غائر بشعور أن شيئا بينهما انكسر طالما صار يخفي عنها
همست تسأله بصوت فارغ

" ألا تريد إخباري ؟! "

أنزل أكرم يده وأبعد عينيه زافرا بعمق ، ورأت عرق جبينه ينفر مشتدا بعذاب وظل صامتا
وذلك الصمت الثقيل أشعرها بالسنوات .. أشعرها بعمرها والابتعاد الإجباري الذي سببه نظام بأكمله .. وأشعرها بتغيره مهما دام حبه
سارت نحو المكتب تستند على حافته تميل للأمام تقول بنبرة عادية

" لا مشكلة "

مرت نظراته على جسدها المائل ثم اقترب يضع يده على ظهرها متسائلا باهتمام

" هل ضايقتكِ ؟ "

ردت دموع مسرعة بأنفاسٍ متلاحقة

" لا .. اتفقنا أن اعطيك مساحة لتتنفس فيها ولا اضغط عليك وادفعك لتواجه الدنيا والمستقبل "

عبس أكرم مبتسما بحنان يمازحها

" لماذا تقولينها بهذا الغضب ؟! "

استدارت دموع مبتعدة هاتفة بفظاظة

" أنا طريقتي هكذا "

جذبها من مرفقها ضاحكا بقوله الساخر

" هكذا !.. رحم الله الأنوثة ! "

ارتطمت بصدره فأبعدت نفسها وهى تدفعه بمرفقها بقوة لتضربه على كتفه بظاهر يدها تهتف بخشونة

" حالياً لا أنوثة .. أنا ذكر يا ولد ! "

ضحك أكرم متأوها ممررا يده على لحيته واليد الأخرى تمسد ضربة مرفقها ببطنه ممتعضاً

" تباً لمَن علمكِ الرجولة ! "

تخصرت بالجانب الشعبي بها متناسية ألحانها مؤقتاً هاتفة بسخرية وهى تلوح بيديها

" أنت يا حبيبي .. منذ عرفتك ولم اجتمع بك إلا في اجتماعات اتحاد الطلاب والمظاهرات الثورية والمناقشات السياسية .. كان ينقصني شارب والقليل من الوقت وأصبح ناشطة سياسية مشهورة ! "

اتسعت عيناه لتشع حرارةً ومشاعر مقترباً منها بقوله المتفاجئ

" أنا يا ظالمة !.. مَن جعلكِ تهتمين بالموسيقى إذاً ؟!.. منذ أغرمتِ بصوتي وقررتِ تعلم العزف لأجلي "

ابتسامته تخفت خلف هدر الرغبة التي ترتعد كخيول تصول بقلبه منذ جاءت .. فيقترب أكثر ووجهها يتورد أمام نظراته الحارة هامسا

" وازدادت أنوثتكِ ! "

كفه استندت على المكتب جواره وذراعه الأخرى التفت فجأة حول خصرها يخطفها إليه ويخطف أجراس الموسيقى على شفتيها
ترن .. ترن .. ويصل رنينها لتلك الأزقة الغارقة بين اشتعال وانطفاء داخله .. بين لوعة لها وحيرة تجعله يؤجل ويتراجع ويموت بأفكاره ..
وتموت تلك الأفكار على شفتيها ومذاق ريقها العشقي
أخفضت وجهها بعنقه تتنفس بلذة لمسات يده على جيدها فأمسكتها تنظر للخاتم الفضي الأزرق الذي شددت عليه أخته ألا ينزعه لتقول بخفوت

" أحب شكل هذا الخاتم .. مميز جدا "

فرد أكرم كفه السمراء المشعرة فتبدو له كأبيه تماما ليرد

" أتذكر أبي كثيرا بسببه "

تلمس دموع الخاتم ببنصره ثم تشبك أصابعها بيده قائلة

" قلت أنك كنت ثمانية أعوام فقط حين .. مات "

بلل شفتيه بغيمة حزن رحلت بالماضي لينغلق موصد الأبواب فيقول باقتضاب

" مات .. رحمه الله "

لا فائدة من ذكر الماضي الآن ، ستظل دموع كما الكل يعلمون أنه خلاف الأرض والإرث بين أبيه وعمه ومات الاثنان وانتهى ما يقارب ربع قرن
ولا يعلم أن في غرفة مكتب أخرى قريبة منه تجلس أخته تطالب بأرضهم وبراءة اسم ' زاهد رافع ' !
قربت دموع يده لفمها تقبل ظاهرها ثم ترفع وجهها لوجهه يلامس أنفها لحيته لتقول بابتسامة

" انا سعيدة جدا لأجلك يا أكرم "

أنفاسه تمتزج بأنفاسها القريبة يهمس

" لماذا ؟! "

تشدد على يده بيدها تدخل حروفها لعقله بصبر

" تبدو أفضل هنا .. تعود لقوتك .. كأن الله سبحانه وتعالى أخّر ميعاد أخذ حقوقكم إلي هذا الميعاد تحديدا حتى تقف على قدميك من جديد .. إن كنت دخلت المعتقل ومعك كل هذا كنت ستخرج فاقد الرغبة فيه ولا تريد العمل .. لكن هكذا لديك رغبة وحماس للجديد في حياتك "

قبّل أكرم جبهتها مؤكدا

" صحيح .. كل شيء بحكمة الله له ميعاده "

ابتعد خطوة يمسك بكتفيها يسأل فجأة

" دموع .. ما رأيكِ إذا تركتِ العمل ؟ "

لم تتضايق إطلاقا بل سألت بلا فهم

" لماذا ؟! "

أدارها أكرم ليحثها برفق لتجلس على مكتبه وهو يرد

" لستِ بحاجة لعملكِ في المعهد الآن .. تفرغي فقط للفرقة وحفلاتها "

عيناها عفوياً انتقلت إلي الكمان على الأريكة شاعرة برغبة عزف مذهلة القوة فابتسمت قائلة

" لكن أنا أحب عملي كمدربة عزف على الكمان .. المتدربون ينظرون إليّ كأنني شيء مميز ونادر في مجتمعنا في هذا الوقت .. لم يعد هناك اهتمام بالموسيقى .. أحب ذلك التأثير الذي اتركه فيهم .. لا يريدون إلا الشعور بالسعادة والسلام .. وأنا اشعر أني امنحهم ولو جزء من هذا الشعور "

ابتسم أكرم ببطء حتى ازدادت وسامته بضحكة صافية محدقا بوجهها ناعم المشاعر .. طريقة حديثها وكلماتها وصدق قلبها أحاطها بتأثير أعظم مما قد تدركه ، كانت شيئا من صفاء ونقاء منساباً بالسعادة والسلام كما تمنحهما منحته بلحظة
مد يديه يحيط وجهها بقوة إحساسه بها ليلثم تلك الشفاه المجدولة بالرقة ثم يقول

" كما تحبين .. أنا فقط أريد راحتكِ "

لمست دموع لحيته سعيدة بتفهمه الدائم وردت

" راحتي فيما أحب "

ظل يمسح على جانبي شعرها كالطفلة وهى تجلس أمامه على المكتب مستكينة ثم قال بحزم

" لكن لا تركبي حافلات .. اطلبي سيارات خاصة من باب البيت إلي باب المعهد "

هتفت دموع بدهشة

" أكرم !.. اربطني في قدم سريرك أفضل !! "

مال أكرم عليها مبتسما يعض شفته السفلى قائلا بخبث

" والله إن كان عليّ أريد ربطكِ في سريري العمر كله وليس في قدمه ! "

تراجعت دموع بجذعها لتبسط يدها على صدره تبعده بنظرة محذرة فتمتد يديه تجذبها إليه بقوله

" اسمعي الكلام .. كنت أتضايق من العمل الغير مناسب والمسؤوليات وأخاف على مستقبلنا .. الآن فرجها الله علينا جميعا .. أريد أن اريحكِ "

يداه لا تهدأ فتضحك دموع تبعدها بالقول

" حاضر لكن ابعد يديك "

وقف أكرم يهتف بعجب

" يا ابنتي أنتِ امرأتي ! "

ارتفعت ضحكة دموع وهى تنهض مبتعدة تقول بتفكه

" ابنتك وامرأتك في جملة واحدة !! "

جلس واضعا ساقا فوق الأخرى قائلا

" وكل شيء لي "

تنهدت دموع وهى تدور في الغرفة كالكوكب وتلف على خصرها مفاتن الجمال .. أمام عينيه المنبهرتين بعفويتها مهما مرت الأعوام
ترى الجدران وتلمس الملفات فيشعر بحاجته لبصماتها هنا حوله .. وحاجته أكثر إليها معه فيسأل

" هل اخترتِ شيئا من بيتنا المتواضع ؟ "

تتفحص ملفاته على أرفف جانبية وتجيب

" سيأخذ بناء الأرض التي اشتريتها وقتاً .. كيف اجهزه الآن ؟! "

رد أكرم بتمهل

" اختاري لنحجز ما تريدين منذ الآن .. ولا تهمكِ الأسعار "

استدارت إليه ضاحكة تقول باستغراب

" حقاً ؟!.. لقد تزوجت ثرياً وأنا لا اعلم ! "

ابتسم ابتسامة هادئة ليقول براحة

" أنتِ وجه الخير لي دموع "

ظلت تنظر إليه عشقا لا ينفد .. عيناها تتحدثان بأبلغ ما قيل عن الهوى وهو يراها كهديته التي ظلت بغلافها محفوظة له
تتعاشق معه في تناغم يتجاوز أزمات وافتراقات ووجوه راحلة ووجوه زائفة .. لما بعد الحياة
اتجهت للأريكة لتفتح حقيبة الكمان وتأخذه تضبطه على كتفها بنبض قلبها الصارخ له ثم تنظر إليه لتقول بعشق

" غنِ يا أكرم "

لحظة .. ولحظة .. واختار أن يشهد على أنغامها


أشهد ألا امرأةً أتقنت اللعبةَ إلا أنتِ
إلا أنتِ
واحتملت حماقتي عشرةَ أعوامٍ كما احتملتِ
واصطبرت على جنوني مثلما صبرتِ
وقلّمت أظافري ورتبت دفاتري
وأدخلتني روضة الأطفال .. إلا أنتِ

أشهد ألا امرأةً تجتاحني في لحظات العشقِ كالزلزال
تحرقني تغرقني تشعلني تطفئني
تكسرني نصفين كالهلال
تحتل نفسي أطول احتلال .. وأجمل احتلال
إلا أنتِ

يا امرأة أعطتني الحبَ بمنتهى الحضارة
وحاورتني مثلما تُحاوَر القيثارة
تطير كالحمامةِ البيضاءِ في فكري إذا فكرت
تخرج كالعصفورِ من حقيبتي إذا أنا سافرت
تلبسني كمعطفٍ عليها في الصيفِ والشتاءِ
إلا أنتِ


توقفت دموع عن العزف لتمسح اسمها بعينيها .. لا اصدق من دمعة عشق .. وهمسة عشق

" حدث بالفعل واحتملت حماقتك ! "

تركت الكمان مكانه حين نهض مقتربا منها بنظرة لم تحتمل عذابها .. واشتياقها .. فأسرعت خطاها إليه .. بغياهب الدنيا الأجمل.








اومأت برأسها علامة إنهاء لموضوع لتدخل في آخر بالقول

" قلت أن مال المجموعة حلال وأي شيء آخر ستكون مسؤولا عنه بعيدا عن هنا "

راقبت تغير ملامحه ورخامها الجامد عن أي مشاعر وخطوط العنف التي تتشقق عن ظهور مخيف وهى تضيف

" اريد أن افهم هذا أيضا "

اتجه فؤاد لنافذته منغلقاً على نفسه أنفاسه تلتهب من جحيم حرائقه يفاجئها برده الجاف

" ليس من شأنكِ .. أنتِ سألتِ سؤالا عما يخصكِ وأنا أجبت "

علا صوت ألماسة ليتضح بصرامة

" إن فعلت شيئا أو حدث لك شيء فسيضرنا كلنا "

رد فؤاد بسخرية

" لا تقلقي على نفسكِ وعلى أخيكِ "

هى نفسها لم تتوقع قولها بلا تفكير

" وإن قلقت عليك أنت "

التفت رأسه إليها بعينين حادتين تجزم .. أن نيرانهما تشعل مدينتها !..
لم تمهله فرصة ليتجه تفكيره لاتجاه آخر فسألت بحزم

" لمَ جئت إلي شيخ المسجد لتصلح ما فعلته ؟! "

ضاقت عيناه بلا فهم فسألت مرة أخرى

" لمَ اخبرتني في المشفى أنك لم تمسني يوم فقدت وعيي أمامك ؟! "

هل فعل ؟!.. لا يتذكر سوى أنه رآها لكن هل تكلم بهذا ؟!
استدار فؤاد ليواجهها وهى جالسة بكل ترفع ، ظهرها مستقيما وكتفاها معتدلتين ، تضع ساقها فوق الأخرى بأنوثة مغوية .. ورجولة ثابتة !
وسؤال آخر أشعل دماءه

" لمَ أنقذتني من ذلك الحقير هاني ؟! "

ليست دماؤه وحدها ، في أعماقه كيان مصلوب فوق نيران هائلة لا يدرك ماهيتها وربما .. ذلك النور !
أمالت ألماسة رأسها بملامح هادئة عاطفة تواصل

" كل مرة أذيتني فيها عدت وكفرت عما فعلته .. كأن بداخلك شخصين يتصارع كل منهما مع الآخر .. بين الحق والباطل .. بين الإنسان والثعبان "

قوتك في كلمتك .. تذكرها من بين شفتيها تلمسه كما فعلت الآن ، تذكرها وإذ بكلام بركة يباغت عقله حين غفلة الظلام .. ذلك النور الساطع المحرق لم يكن بنور ابنه كريم .. لكنه بريق الماس !
عيناها واضحتين قويتين بالصدق والإيمان وصوتها الهادئ الراسخ يبصم به

" قلت إنني شرفك .. وأنا اصدق هذا .. دمي ودمك واحد يا ابن عمي .. واقلق على ذلك الحق والإنسان الذي تحاربه فيك "

وسمعها .. تلك القرابة المنسية .. وإذ بحمية دمائه تنتفض لها كما شعر تماما ذلك اليوم .. أحضر لها مَن أذاها تحت قدميها العاليتين على رقبة ذلك الحقير .. ظن أنه منطق ( أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب ) !!
لكن الآن أين الغريب ليشتعل لها هكذا ؟!
أن تفهمه أنثى تؤكد له كل مرة أن بصماتها داخله ، وتقلق عليه دون أن تحتاج منه شيئا

أنزلت ألماسة ساقها لتعتدل على الكرسي تتابع بابتسامة صغيرة

" قد تستغرب كلامي .. أنا لست كأكرم لا يغفر لمَن أذاه .. أنا تعلمت الغفران والتصالح مع كل ما يحدث لي حتى لا أنكسر .. ورغم ما فعلته معي ولا يُغتَفر لكنك كفّرت عنه .. ما زلت اصدق أن الدم لن يكون مياه .. ما زلت اصدق هذه القرابة التي فرقها أبوك وأبي بالدم .. وما زلت اصدق أنك ابن عمي .. وإلا لماذا فعلت كل ما سألتك عنه ؟ "

ابنة عمه .. هل سيغفر لزاهد يوماً وينطقها هكذا مثلها ؟.. يعلم عن يقين أنها لن تغفر لراسل أبدا
قد تنسى لكنها لن تغفر ، وأكدتها له وهى تقول مشيرة لبابه

" حين دخلت من باب مكتبك أول مرة تمنيت أن نتحد يوما .. لم أكن اعلم الماضي .. والآن بعد أن علمته اسأل نفسي لمَ ندفع جميعنا ذنب الماضي ؟!.. أنا ابنة الرافعين .. واريد أرضي وأصلي وأهلي مجددا .. اريدكم أنتم في حياتي مجددا "

جف حلقه بمرارة دائمة داخله فازدرد ريقه بذلك الصمت الذي يريد الاستماع إليها فقط .. وما تمنى يوماً هو القليل كلامه الكاره للثرثرة إلا أن يسمع منها أكثر !

يداه بجيبيه واقفاً شامخاً أمام امرأة لا يرى منها ضعفاً بل يرى فيها عصر قوة .. امرأة قد يتركها وسط ألف رجل وتقودهم بكلمة منها

امرأة هى الوحيدة القادرة أن تكون مكانه تسد غيبته !.. مكانه !!
تحركت ألماسة لتقف تستند بظهرها لحافة المكتب فقطعت أفكاره المشتعلة لتقول بلا تردد

" حين جئنا إلي المدينة هنا وأنا صغيرة .. ظللت فترة في حالة انطواء تامة .. لا اريد سوى العودة للوادي والحياة بين الأرض الخضراء والصحراء الواسعة .. كان عمري سبع سنوات لا أكثر لكنني أتذكر تلك الفترة جيدا لأنني مررت بمشاكل كثيرة في مدرستي بسبب حالة الانعزال التي أحاطتني تماما "

عقله يتذكرها طفلة تجري على الرمال وتعانق الخيل وتستنشق عطر الوادي ، لطالما كانت طفلة استثنائية عنيدة .. وكبرت الطفلة !

ومجرد نظرة من عينيه ليدها المستندة لحافة المكتب ورأى دبلة خطيبها باصبعها وتجهم وجهه ، لكنها لم تنتبه لاتجاه عينيه وهى تكمل

" وحين كسرتها وعرفت أننا لن نعود لبلدتنا .. قررت إني ساعود يوماً ما إلي تلك الأرض التي أحبها .. وهذا يأخذنا إلي الموضوع التالي الذي اريدك فيه "

رفع عينيه الحادة لوجهها متوقعاً حين قالت بحسم

" اريد أرضنا يا فؤاد .. أرض زاهد رافع "

لكنه لم يتوقع خيبة الأمل التي شعر مرارتها وهو ينظر لوجهها البارد المستريح .. تتكلم باعتيادية ودون أن يرف جفنها ، أو يجف المطر الذي يكثف لون ترابه بعينيها

تجمدت ملامحه بتعبير لم تفهمه وأخفض عينيه متحركا نحو مكتبه وهو يهز رأسه ساخرا

" أرض زاهد !.. كل ذلك اللف والدوران لأنكِ تريدين الأرض !! "

هل فكر أنها لا تحتاج منه شيئا ؟!
لكنها لا تريد سوى حقهم ، صادقة في رغبتها بنسيان الماضي وتوحيد الأواصر المقطوعة .. كعائلة .. كابن عمها فقط !
توتر فكه قابضا يده على سطح مكتبه وهو يقف جواره يوليها ظهره فأجابت أفكاره صدقاً

" أنت اعطيتنا حقنا في المجموعة .. ما زال باقي حقنا هناك .. الأرض وبراءة اسم أبي ومكان في العائلة التي طردتنا ظلماً .. ولن أتنازل عن شيء واحد مما قلت "

مشكلتها أنها حاسمة أكثر من اللازم ، إما ما تريده أو لا شيء .. مثله !.. لكنه لاعب محترف لما يريده ويحصل عليه
التف حول مكتبه يجلس بمزاجه الناري العائد قائلا بسلطة

" والأرض أصبحت ملكي .. ومثلما خسرتِ في المحكمة سابقاً ستخسرين مجددا إن حاولتِ أخذها "

ظلت ألماسة بوقفتها الصامتة لحظات وهو ينظر لظهرها ثم استدارت ببطء تضع كفيها على سطح المكتب بكل هدوء لتذكره بتمرد عينيها

" هل تتذكر يوماً وأنا طفلة بعمر سبع سنوات أعطاني شهاب فيه وردة وكنا نلعب في الأرض الزراعية ؟.. أخذتها أنت بكل قسوة ودهستها بحذائك وأمرتنا ألا نلعب في تلك الأرض مجددا .. لانها أرضك وتحب المجيء إليها وحدك "

لا يعلم كيف تذكرت ذلك لكنه يتذكر ذلك اليوم جيدا .. مراهق صفعه أبوه على خطأ عابر فهرب إلي الأرض وحيداً كي لا يشمت به أحد ، ثم جاء أطفال العائلة يلعبون لتخرج قسوته عليهم ، لقد كان الجميع يجهزه صغيرا ليكون ثعبان الرافعين
جذبت ألماسة عينيه وهى تميل نحوه قليلا بقولها

" عينك على الأرض منذ زمن يا فؤاد "

أصابع كفه ارتفعت لخده وتلك الصفعة تلهب ملامحه بمزيد من القسوة والسادية في حروفه

" هذه الأرض حقي .. أبوكِ قتل أبي .. لا تنسي ذلك "

صوت الكمان الذي ارتفع من بعيد جعل كليهما ينظران نحو الباب في صمت قصير ، ثم اعتدلت ألماسة لتجلس مجددا بهدوء قولها

" إنها دموع .. زوجة أكرم "

نظرت إلي فؤاد كأن الحوار الذي دار بينهما بتحدٍ لم يكن لتسأله فجأة

" هل ما زلت تريد الانتقام منا ؟ "

صوت الموسيقى يشبهها ، ولا امرأة أتقنت اللعبة معه سواها ، ويشهد أن غيرها كانت ستنهار في قاع هاوية
الأمر أنه لم يكن يعلم الماضي وبنى حياته على أن ما فعله زاهد بأبيه هو ما جعل عمه رفيع يأخذه ليكون السلاح جزءا من حياته تلك الفترة .. الآن لا يعرف كيف يمحو ظلام واحد وعشرين عاماً من روحه ؟!

طالت نظراته عليها مجددا حتى استدار بكرسيه للجدار قائلا

" بحثت عن أحدٍ فيكم انتقم منه لكنني وجدت أنه مهما فعلت بكم لن يُشفَى انتقامي .. اكتشفت إنني اريد الانتقام من الأشخاص أنفسهم لا من أولادهم .. وكلهم تحت التراب الآن "

ظلت عيناها على ظهر الكرسي الأسود الذي يخفيه تماما مبتلعا معه طاقات سوداء ودامية وحاقدة وشرسة ثم قالت

" أظن أن هذا كافٍ لتهدأ "

أغمض عينيه لينقر بظاهر إبهامه على جبهته وشيء به يثور كما اعتاد فورة أعصابه بينما يتوتر فكه وتتحشرج أنفاسه ليسأل بجفاء

" إذاً أردتِ التحدث عن العمل والأرض التي لن تأخذيها .. هل تريدين شيئا آخر ؟ "

أحرق بعض دمائها لكن برودة البعض الآخر تحكمت بها لتغلق الموضوع مؤقتاً قائلة

" نعم .. أعطتني جدتي بركة قلادة حين رأيتها .. وقالت إن الحجر الناقص فيها معك "

لا يعلم كيف ضحك بتوتر ضحكة مبتورة ليقول ساخرا

" آآه .. هذا أيضا جزء من انتمائكِ للرافعين وتريدين الحصول عليه ! "

شعرت به يكبت شيئا ! ، ينظر للجدار يخفي وجهه وكيانه معه ، لكن حروفه مضخمة صاخبة بضوضاء مبهمة !..
وفي الواقع لم تهتم كثيرا بحالته بل أرادت إحراق أعصابه أكثر بقولها

" مشكلتك أنك تظن أنك تمن علينا بكل هذا ولا تدرك أنك تعيد حقنا الذي سرقته "

هبت نار فؤاد تلقائيا قائلا بتشدد دون أن يستدير

" ومشكلتكِ أن يدكِ طويلة ولسانكِ أطول منها "

انعقد حاجباها متذكرة ذلك اليوم الذي حاولت صفعه ثم تهجم عليها لتقول بصرامة

" قلت لك إياك أن تغلق الخط بوجهي والآن إياك أن تحدثني هكذا مجددا .. بيننا حدود لا تتعداها "

استدار فؤاد بغتة ليهتف بشراسة محذرا

" وأنا قلت إياكِ أن تقولي إياك مجددا "

ردت ألماسة بقوة وعيناها تبرق أمام وجهه الصارخ ثورة

" إذا أردت أن تحترمك الناس فلتحترم الناس أولاً "

هتف فؤاد بغضب

" ألمااااس "

نطقت حرفا واحدا مما كانت سترد به ليرن هاتفه فيأخذه ويفتح الخط مباشرة بنبرة عدائية

" نعم عماد "

استمع إلي عماد الذي تعرفه جيدا منذ زارها فرأت ملامحه تنتبه وتهدأ ثم أجابه على الفور بصوته العازم

" رقبتي يا عماد .. أنت تعرف "

ابتسمت ألماسة ساخرة تهز رأسها عجبا من تبدل حاله وهى تنهض تتجه للباب ، يقدم رقبته لصديق عمر !.. ملك الأضداد !!
استمع فؤاد إلي طلب عماد وهو يراقبها تغادر ثم سأل بلؤم

" مَن هذا ( الشخص ما ) ؟! "

خرجت ألماسة من المكتب وتركته مع هاتفه الذي ما إن أنهاه حتى استرخى على كرسيه تماما لا يعلم ما به .. فقط ابتسم ثم اختفت ابتسامته !

يشعر أن أرضه تدور !.. يشعر أنه في متاهة !!
كان يدخل مرحلة جديدة بعد الفكر !.. مرحلة لشعوره بها بدمه .. جزءا منه !.






بعد يومين ...

في ذلك المقهى الشعبي حيث جلستهما المفضلة وسط بشر لا يعرفونهما ، ينظر كل منهما لاتجاه آخر للأحوال البسيطة التائهة بزحمة الدنيا

داخلهما أفكار مبعثرة ومشاعر مشتعلة بالحيرة والغضب والألم
نفث فؤاد دخان سيجارته اليدوية الثانية ليسأل

" ما حوار تلك الفتاة التي يحميها محمود ؟!.. أنت جئت لي الشركة واخبرتني عن رجل وليست فتاة !! "

أطلق عماد أنفاس النارجيلة سحابة بيضاء تلاشت بالهواء ليرد

" ذلك الرجل هو والدها "

نظر فؤاد إليه لحظات ثم سأل

" ومَن هى ؟! "

سحب عماد نفساً طويلا بكركرة النارجيلة ثم راقب الدخان الأبيض المتبخر قائلا ببرود

" وما دخلك أنت ؟! "

اعتدل فؤاد يواجهه يطفئ سيجارته ليشعل أخرى ثم قال

" لا تقل إنها ... الرابعة ! "

لم يرد وهو يشير بيده لصبي المقهى ليأتي ويضبط له فحم النارجيلة المكتومة !.. عيناه على نقاط النار كتلك التي تشتعل بقلبه كلما مرت بخاطره ، ولا تمر دقيقة إلا وتعبر خاطره !
بعد دقائق نهض الصبي مبتعدا فقال بحنين

" ليست الرابعة .. بل الثانية والأخيرة "

فهمها فؤاد واضحة منه ، فالأولى دوماً سلاف وتلك الفتاة هى الثانية .. هل أحب مجددا بعدما كاد يُذبَح بسبب العشق ؟!.. عماد وقلبه الذي لا يستكين إلا بالعذاب !

صوت قصف الدومينو والطاولة يضفي على الجو سحراً أبدياً للمصريين مع أصواتهم العالية عند الفوز والخسارة ..
وصوته هو يخفت محتداً كملامحه

" اسمع .. نحن إخوة منذ سنوات طويلة واعرفك جيداً .. بعد سلاف بعام ونصف وجدتك تتزوج من ابنة خالتك فجأة واعلم أنك لم تكن تحبها لأنك لم تكن تعيش بعد سلاف من الأساس .. لكن قلت إنه قرر أن يفتح بيتاً ويلهي نفسه عن الألم واختار فتاة مناسبة لا أكثر .. بعد أشهر وجدتك تتزوج مجددا وبعد عام كررتها .. واعرف أنك لا تشتهي النساء لهذه الدرجة لكنك لا تناقش أحداً ولا أحد يعرف ما يدور برأسك .. لكن أن تتزوج الرابعة سيكون الوضع مريباً وخانقاً لدرجة لن تحتملها "

التفت عماد إليه ورغم كل الوجع الذي شاب عينيه إلا أن وجهه كان باردا هادئا وهو يسأل باسترخاء

" هل رأيتني اطلبك شاهداً للمرة الرابعة ؟! "

ثارت أعصاب فؤاد من بروده فلوح بيده لتهبط على المنضدة بينهما هاتفاً بسخط

" لا افهم ما تفعله بنفسك ! "

ارتفعت شفتاه بشبه ابتسامة ساخرة بتذكار الدم والجرح الواشم عنقه قائلا

" ربما ما زلت ألهي نفسي عن الألم .. لكن صدفة ليست جزءا من ذلك الإلهاء بأي شكل "

استاءت ملامحه بلا فهم لكل تلك التعقيدات ، لطالما صدق أن الحب ما هو إلا المسمى الراقي للشهوة لا أكثر !.. والمرأة ما هى إلا بَهار لا أغلى !
يدخن سيجارته بلا اكتراث يسأله

" ماذا تعني ؟! "

اعتدل ميل شفتيه الساخر إلي ابتسامة حقيقية بنفس مرتجف من عمق قلب العشق فيه يجيبه

" هل تعرف أن نسبة أن تجد حباً حقيقياً بهذا الزمن لمرة واحدة في العمر هى نسبة ضئيلة جدا وربما لا تُذكَر ؟!.. لكن أنا .. بعد تسع سنوات .. حدثت معي صدفة .. بل قدر كالمعجزة "

أجل .. وهى أجل !.. حدثت صدفة لتكون قدره ، ومهما ابتعد لن يفارق ما دامت شمس الكون تشرق على أمواج بحره
ألقى نظرة على وجه فؤاد المبهم بقسماته العنيفة وتحفزه الدائم لقتال أياً ما يمر أمامه فضحك ضحكة صغيرة قائلا

" لن تفهم ما اشعره لذلك ساخبرك بطريقتك .. بعد كل مرة جربت الموت وفتحت عينيك من جديد .. هى كذلك .. بعد تسع سنوات أحيتني بعد موت "

انتفاضة بعروقه تذكرها حين فتح عينيه باخر موت وجدها جواره .. تلك التي بدلت مفهوم النساء بعينيه
نطقها ساخرا باستهزاء

" حب !! "

وضع عماد خرطوم النارجيلة ليمسك هاتفه يبحث في صور صدفة التي التقطها خفية ثم قال بخفوت متعب

" أنت معذور لأنك لم تجرب موته "

موته !.. أللحب موت كما تذكر يومها أن الحب موت صغير ؟!
ترددت نظراته على وجه عماد وهو يقرأ المعاناة التي لا تنتهي منذ سنوات ويتساءل عما إذا كان بمقدوره هو أن يحب
لطالما كان عماد معشوقاً بالقلب والدم ، أما هو .. تترامى النساء تحت قدميه بالمال والسلطة !

شرد قليلا فوقع رماد السيجارة على يده ودون أن يشعر بالألم نفضه بجليد قلبه ليرد بنبرة أخفت كل ما يشعر من احتراق

" ربما .. أنا حقاً لم اجربه .. لم اشعر أني أحب أحدا من قبل .. أو ربما أحب شهاب و .. رنوة .. وأحببت ابني .. كريم "

وخسر الكل .. تباعد شهاب وضاعت رنوة ومات كريم .. ولا يوجد بحياته حاليا إلا شغف لقياها وتحدي عينيها
سمع عماد يتمتم وهو يربت على ذراعه

" رحمه الله "

ابتلع فؤاد غصة الحسرة مبعدا ذراعه بنفور عن مواساة أقرب الناس إليه ، وظلت تذكرة الصمت مشهرة طويلا بوجه الحزن
يراقبان المارة والأطفال العابرة بالطرقات التي لن يموتا بها براحة ، والقطط الصغيرة تبحث عن طعامها بين الأقدام مستغلة أنهم يعتبرونها أليفة .. غافلين أنها تخدش بلا رحمة حين الأذى
وعلى خطى الغرباء يتناسى وجعه فيمازحه رغم قتامة نبرته

" بذمتك .. ألا تتمنى أن تكون مثلي ؟!.. لا مسؤوليات ولا اختناق ولا أين ذهبت ولا لماذا تأخرت ولا احضر معك أكواماً من اشياء لا تنتهي ! "

سأل عماد مبتسما بامتعاض

" هذا هو الحب بالنسبة إليك ؟! "

اطفأ فؤاد السيجارة ليشرب من قهوته ثم يعقد ساعديه العضليين على المنضدة الخشبية القديمة متسائلا باستخفاف

" قل يا عبقري ما هو الحب غير إنه قيد في رقبتك ؟! "

نظر عماد إليه ثم نظر أمامه يرى وجه تلك الأميرة الفضية في هاتفه ، قمر بعيون البحر .. لا يمل النظر إليه
وانسابت كلماته تصف هذا الشعور تحديدا

" هل شعرت يوماً حين ترى شخصاً أنك تراه كل مرة كأنها المرة الأولى ؟ "

أخفض فؤاد بصره وشيئا بداخله تمسه الكلمات وعماد يتابع عشقاً

" نفس اللهفة .. نفس الانبهار .. نفس التركيز بكل ما يقول ... أي كلمة مهما كانت بسيطة تشعر بأهميتها عندك .. تشعر إنها تلمسك .. تريدها جوارك .. تحب رؤيتها .. تخاف عليها أكثر من نفسك .. تتنفسها .. تتنفسها "

كل شيء فيها كالمرة الأولى ، كأجمل قبلة لم ينالها بعد ، وأجمل عناق لم يدق قلبه به بعد ، وأجمل كلمة من بين شفتيها قالتها ولن تقولها بعد

صدفة هى حسرة القلب .. وقطار العمر الذي لم يلحقه وما زال يحاول ، وزورق البحارة على محيط دموع السهر ، وأنفاس الحياة التي يحتمل الواقع بها ، وأرجوحة الدنيا على حبال المستحيل
سأله برجفة قلب تاقت للموت قبلا

" هل شعرت يوماً بشيء يُرمَى بروحك يغسلها ؟! "

التفت فؤاد إليه بحدة ثم أشاح بوجهه بنبضات متسارعة .. شيء يغسل روحه !.. ونفس الانبهار بقوتها كل لقاء ومناورة ، كلمات تلمسه حتى رسم مكانها جواره .. ويخاف عليها من عيون تريد اقتناص جمال الأنوثة في سيمفونية الكبرياء

هل يتنفسها ؟!.. حين استنشق عطر شعرها كان يتنفسها ؟!
هو نفسه لم يعد يفهم نفسه .. وذلك الشعور أنها جزء منه يحتله بالكامل فارضاً عليه أن يمتلك حقوقه عليها بلا منازع .. لكن .. حقوقه عليها !!

مشاعر عماد تتدفق من أعماق روحه وهو يصف الدنيا لصدفة

" أنك في هذا الكون .. وهى كل شيء آخر فيه .. بحره وأمواجه .. سماؤه وأمطاره .. شمسه وترابه .. أرضه ... هى أرضه .. ومهما غبت .. منها وإليها تعود "

وكم من رسائل لم تضل طريقها إلي عنوانه ؟!
كم ديواناً قرأه لنزار ليحرق مراكبه عند شاطئها ؟!
هما اثنان يهربان نحو الدخان الأبيض لعلهما يتبخرا معه .. أحدهما يعلم يقين العشق فيه

والآخر بين مدٍ وجزر .. يستدرجه مجهول نحو كنز غامض وفتح صعب ، وهو في المنتصف يقف
لا يمكن أن يحب ، ولا يعقل أن قلباً له ليحب !

وكعادته احتفظ بحرائقه داخله في جحيمه الخفي ليغير الموضوع وهو يقول بمنتهى الوقاحة من رجل لرجل

" كفى يا عماد .. قلبي سيقف "

ضحك عماد عائدا من حالة الشجن إلي الواقع فينظر إليه يسأل بجدية

" المهم .. ماذا عرفت عن ذلك الثور المدعو عفيفي ؟ "

انتبه فؤاد ليشعل سيجارة ثم يرد بتركيز

" بلاوى .. اسمع يا معلم "







شركة العامري

في مكتبه يجلس يتلاعب بقلم ناظرا للأوراق بعين لا ترى إلا عينيها الزرقاء .. حين دمعت .. حين عليه قلقت .. حين نطقت بالغرام

ما عاد بقادرٍ أن يفارق أو يظل على هامش الأزمات ، ويقسم بالله أن قلبه صار قادرا على التخلي عن كل شيء لأجلها
هذا الشعور النادر الذي وصفه لفؤاد .. أنها الكون .. ولا يستقيم شيء إلا بها
كيف تتلخص الدنيا في امرأة ؟!

أغمض عماد عينيه يقاوم وجع قلبه طوفاني الدقات شاعرا بتعب جسدي رهيب .. تعب يهدده بالسقوط بأي لحظة دونها
رنين هاتفه بنغمة خاصة جعله يفتح عينيه ملهوفاً ويفتح الخط مباشرة مجيبا بندائه الخافت

" صدفة "

تجئ كلما فكر .. بكل دفء الدنيا وغرق الحب ، وترحل بجليد الأقطاب البعيدة .. وشكوك التساؤلات والحيرة
وتطلب ككل مرة بصوتها المنغم بالنار

" عماد .. أريد رؤيتك .. أنا تحت الشركة "

نار .. نار اجتاحت كيانه جعلته يغلي كبركان ليقف متسائلا بقلق

" هل أنتِ بخير ؟ "

أجابت صدفة بصوت مهتز

" نعم .. أريدك في موضوع هام "

قبض يده يسيطر على أعصابه ثم أخذ مفاتيحه ونظارته الشمسية ليلاحظ ارتجاف كفه مع نبضه في هذيان هواها ، ثم تحرك مغادرا بالقول

" أنا قادم .. مسافة الطريق فقط .. ابقي في السيارة مع محمود "

أغلقت صدفة الخط وظلت مكانها تحت الشركة تعدل حجابها بارتباك قرارها ، لكن كل طرقها لا تؤدي إلي روما !.. بل إلي عماد !!
وعماد هو الحياة - بعيدا عن وضعه ! - الموضوع بين حواجز المنع من الصرف !

دقائق ووجدته أمامها عند بوابة الشركة يتجه إلي سيارته المصفوفة في مكان جانبي لكنه توقف مندهشا برؤيتها فغير اتجاهه إليها قائلا

" صدفة !.. كنت أظن أنكِ تحت شركتكِ أنتِ "

راقب توترها وارتجافها وهروب عينيها منه فاقترب أكثر متسائلا بجدية

" ماذا هناك ؟ "

لعقت صدفة شفتيها شاعرة أنها تنهار حرفيا ولم تعد تستطيع الوقوف فهمست بصوت غير طبيعي

" هل يمكن أن نتحدث في سيارتك ؟ "

عقد عماد حاجبيه لينظر للجهة الأخرى حيث وقف محمود أمام السيارة متأهبا لحمايتها فأشار له أن يذهب ثم مس مرفقها بقوله

" بالطبع .. تعالي "

أبعدت مرفقها عن أصابعه وجسدها يتفكك كمشاعرها المبعثرة فيه .. معه فقط أدركت أن الحب قد يصل للهوس .. للجنون .. الحب حقاً قد يقتل !..

ويجعلك أقوى .. وأضعف .. تتنازل .. وتموت ألف ألف مرة
وصلت معه إلي سيارته ففتح لها بابها لتركب ثم التف يتخذ مقعده سائلا

" ما بكِ ؟ "

رفعت عينيها لعينيه وماتت !.. ألف وألف مرة ويزيد انهيارها بلا مفر .. ولا شك أنها له أهم امرأة في الدنيا
وكان يحاول إنقاذ نفسه من إدمانها مبعدا عينيه عن وجهها القمري المعبق بورود الريحان ولؤلؤ الصَدف

أمسك المقود يريدها أن تتكلم فيحثها بالقول

" موضوع والدكِ سينتهي قريبا .. لا تقلقي "

شدت صدفة على حقيبتها والنبض يطرق بفكها فسحبت نفسا لتجمع شجاعتها قائلة

" أنا موافقة "

ظل عماد ناظرا أمامه بلا أي حركة
قتلته .. حلّ الصمت صدمةً فانعقد لسانه بالتوقع ، أجمل توقع .. أجمل لدرجة أنك قد تموت فداءً لحلم العمر
شعر بكل كيانه ينقلب وهو يلتفت لها ببطء يسأل

" على ماذا ؟! "

لم تستطع إبعاد عينيها عن وجهه هذه اللحظة .. لحظة قد يدفع المرء عمره ليراها على وجه حبيب .. كالسيف تقطع بلا رحمة .. وتفلت ألجمة الخيول لتصهل مرددة أصداء القلوب
رمشت بارتباك غير ثابتة النظرات متقطعة الكلمات ثم قالت

" ألا تريد أن تتزوجني ؟.. أنا موافقة "

لم يعلم يوماً أنه قد يسمع خبرا يصفه بعمره كله ، كأنما كانت حياته متوقفة على حروف شفتيها .. وشرعت منذ نطقت
ونطق هو بعد صمت متأمل طويل

" لماذا ؟! "

ابيضت يداها وأثلجت على الحقيبة وهى صامتة لا تجد إجابة إلا كلمة واحدة لا تريد قولها .. طنين بأذنيها يشوش أفكارها وصداع يفتك برأسها كأن كل جسدها اتفق معه عليها
شعرت بالدوار فجأة لتقول بإنهاك

" ألا تحبني ؟!.. ما نهاية هذا الحب إلا بالزواج ؟! "

عاد صمته يقلقها لكنها لا تشعر بقلبه يتردى وتنغرس فيه خناجرها وهو يسأل

" لماذا الآن ؟! "

هل هو البرج ؟!.. هل هو تأثير ناطحات السحاب والأبراج الشاهقة ؟!.. سلطة المال أم سلطة القلب ؟!.. لمَ الآن تحديداً ؟!
شعر بجنون الاسئلة يطيح بعقله وهى لا تعرف ماذا تقول فلا تريحه وهى تكرر بضيق وعذاب

" ألا تحبني ؟ "

فقد جزءا من سيطرته الهادئة ليقبض على معصمها يرد باهتياج واحتياج عنيف جعل صوته يخفت مكتوماً بغصة المشاعر

" أحبكِ وأريدكِ في بيتي الآن قبل غداً .. الآن "

شهقت بلا صوت متأوهة شاعرة بأصابعه تلتف حتى عظامها تكسر معصمها وهو يسأل بإلحاح جاد

" لكن لماذا وافقتِ .. وبهذا الوقت ؟ "

تنفست صدفة بقوة والدماء تضرب برأسها لتتغلب على الألم فتنظر إليه تقول بتصلب

" لا تسأل .. لكن عندي شروط "

خفف قبضته عليها حتى تركها بنظرة غريبة ليستغل اللحظة حاسماً

" موافق .. لكِ كل ما تريدين "

انقبضت يدها وتضايقت ملامحها كأنها تنتظر رفضه فقالت باختناق

" اسمعهم أولاً "

كان سينطق بموافقة أخرى لكنه هدأ قليلا قائلا

" قولي "

نظرت أمامها تتذكر ما أعدته وطار فازدردت ريقها لتبدأ

" مهري هو خروج أبي من تلك التهمة "

رد عماد مباشرة

" أمر مفروغ منه بدون أن يكون مهرك "

انتظرها لحظات مراقبا شفتيها المرتجفتين فيحثها لهفةً خفية

" بعده "

قالت صدفة بتماسك

" لا مشكلة أن يظل أبي في شقتنا حتى لو اشتراها من عفيفي .. بعد أن يخرج سيكون رأسه مرفوعاً أمام سكان الحي وسيسدد مال عفيفي وينهي الأمر .. لكن جدتي ستعيش معنا بعد الزواج لاعتني بها .. هى لا تستطيع الحركة "

لم يرد للحظات فظنت أنه رفض فالتفتت إلي وجهه وشعرت بجسدها يتراجع لا إرادياً بعواصف عينيه الهائجة بوضوح قائلا بنفاد صبر

" موافق .. ها .. بعده "

خفت صوتها وهى تقول بلا اقتناع

" لن اترك عملي "

رد عماد بنبرة مقايضة سريعة وملامح أرجفتها

" كما تريدين .. بعده "

كان كل شيء سهلا كانسياب الماء .. كل طلباتها مجابة .. لكن شرطها التالي هو نقطة الفصل وعليه سيترتب كل ما بعده .. وبعده ..
لم تستطع مواجهته فنظرت للطريق الخالي وهى تهمس بارتجاف

" اريدك لي .. وحدي "

شعرت بالشمس تشتد كأنما شعت من داخل السيارة ، حرارة رهيبة أذابتها في كرسيها وهى تنتظر .. وقلبها يهوي .. وتنتظر
فجأة لمس عماد خدها الآخر يدير وجهها إليه فانصعقت سماها وأرضها وتفتت سائر كيانها بملامحه وهى تنطقها صريحة

" طلق الثلاثة "

وكانت روحها تفتح ذراعيها على شفا سقوط حر
سقوط هو الأخير .. والفريد من نوعه
في حضرة جنون .. جنون هو سيد الموقف .. والنبضات

ألم يكن يقسم أن يترك لأجلها ؟!

أجاب عماد بلا تردد

" موافق "


انتهى الفصل الحادي والعشرون



نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 18-08-20, 12:44 AM   #1027

منال المالح

? العضوٌ??? » 396351
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 819
?  نُقآطِيْ » منال المالح is on a distinguished road
افتراضي

تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت تتتتتتتتت

منال المالح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-20, 01:07 AM   #1028

رندا رضا

? العضوٌ??? » 476094
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 249
?  نُقآطِيْ » رندا رضا is on a distinguished road
Flower2

لا إله إلا الله محمد رسول الله

رندا رضا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-20, 01:32 AM   #1029

تالن يوسف

? العضوٌ??? » 431382
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » تالن يوسف is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك يا ساندي❤️❤️❤️

تالن يوسف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-08-20, 01:51 AM   #1030

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

تسجيل حضور



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 227 ( الأعضاء 90 والزوار 137)

ام زياد محمود, ‏Moon roro, ‏nes2013, ‏Reem salama, ‏BOushra kamal, ‏باااااااارعه, ‏اميرة السيد, ‏Yasmin yousef, ‏Om noor2, ‏rokaya, ‏safsf, ‏Salma bahaa, ‏تغريد عبد الرحمن, ‏ماري ماري, ‏Meem*, ‏Solly m, ‏zozah2000, ‏Hala yehia, ‏أمل و ترقب, ‏nour91, ‏إسراء يسري, ‏farah mum, ‏Manar saif, ‏تالن يوسف, ‏ايمان حمادة, ‏هبه صلاح, ‏غصة في روحنا, ‏نور_311, ‏طوطه, ‏asaraaa, ‏شغف الحياة, ‏simsemah, ‏TasneemIshahab, ‏وردة الفرح, ‏ام الارات, ‏amira bacha, ‏حبيبيه, ‏Amanykassab, ‏الزهره الحمراء, ‏فديت الشامة, ‏princess of romance, ‏يلمار علي, ‏Kimso, ‏قلب حر, ‏ميسى93, ‏dodo dodp, ‏تالا الاموره, ‏هنا بسام, ‏Nana96, ‏MonaEed+, ‏Noor Alzahraa, ‏Varan, ‏muuj, ‏نور المعز, ‏Nahla71, ‏Selinn, ‏temoony, ‏remokoko, ‏فاطمة توتى, ‏hafodha, ‏هبه عصام, ‏Suzi arar, ‏Ritamouff, ‏MerasNihal, ‏نعيما, ‏الدانه1988, ‏ايمان عباس سعدة, ‏يمنى ذيب, ‏ام جواد+, ‏حسناء_, ‏فوز الأمل, ‏ayaammar, ‏hadeer22, ‏rasha emade, ‏Racha785, ‏NoOoShy, ‏قطرالندى حسن, ‏Nidal Bayrakdar, ‏Aurora salah, ‏mannoulita, ‏Hagora Ahmed, ‏rola2065, ‏دودي الخليفي, ‏ثمرو, ‏Omanas essam, ‏سوووما العسولة, ‏Other, ‏awttare


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:27 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.