آخر 10 مشاركات
29 - لن نلتقي - جاسمين كريسول (الكاتـب : عنووود - )           »          2 -عصفورة النار - مارغريت بارغيتر -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          بين أزهار الكرز (167) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          [تحميل] باب الريح للكاتب/ طارق اللبيب ، سودانية ((جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رواية: ثورة مواجِع من عُمق الورِيد (الكاتـب : القَصورهہ - )           »          عروس المهراجا (163) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          خائف من الحب (161) للكاتبة : Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree500Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-05-20, 08:32 PM   #781

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي


مساء الفل
عدنا أخيرا بعد أجازة طويلة .. كل عام والجميع بألف خير
الفصل الثاني والعشرين جاهز اسفة على التأخير .. جاري تنزيله حالا
ثواني


آلاء منير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-20, 08:38 PM   #782

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

الفصل الثاني والعشرون
.........................................

" يصرخ قلبي بالنداء .. لقلب أصمٍ لا يُبالي "


بعد أشهر ..


مرت الأشهر ببطء خانق عليها .. حاولت في كل يوم فيهم رسم ابتسامة جميلة أو ضحكة ترسم فيها بعضا من السعادة الزائفة .. في محاولة منها لبث الراحة في قلوب أهلها جميعا ..
إلا قلبها ! ..

وليتها تفلح !!

فتلك السعادة المرسومة بزيف يسقط قناعها في لحظاتها التي تشرد بها فجأة دون إدراك منها وكأنها تنفصل عن العالم .. و تبتسم بحزن ..

حتى تفيق على نظرات أمها المتسائلة بصمت أو أختها القلقة

تلك السعادة الزائفة التي لم تنجح في مهمة اخفاء دموعها .. حين تشعر بيد أبيها على خدها تمسح دمعة شاردة لا تعلم من أين أتت ..

فقط وكأن ألمها الخفي يحفز مآقيها على تساقط قطرات من أمطار الدمع الشحيح ..

على الرغم من عدم شعورها بهذا الألم الخفي بمرور الوقت ..

لقد تأقلمت عليه حتى دفنته في قاع الروح .. تحت رماد قلب محترق ..
لكن هذا لا ينفي وجوده .. ودموعها الشحيحة خير دليل ..

فتهرب ..

تهرب متحججة بأي شيء مبتعدة عن أهلها بإرهاق من كثرة إدعاء فاشل .. ولا مبالاتها بأي سؤال يلوح أمامها في أعين كل منهم .. تزداد كل يوم لدرجة الصقيع ..

كما تفعل الآن وهي تدخل غرفتها تاركة الجميع ورائها بهدوء لا مبالي .. تُلقي بأقنعتها المستعارة لتظهر تحتها ملامح .. الفراغ !

فراغ بداخلها يتسع ثقبه يوما بعد الآخر دون أن تجد القدرة على سده .. فاستسلمت تغوص فيه علها تجد راحة يوما

إلا أنها لم تجد تلك الراحة المنشودة .. لكنها على الأقل لم تشعر معه بالألم أيضا ..
فقط الفراغ والدموع الشاردة بين حين وآخر !!



تحركت ماسة جهة سريرها لكن ليس كي تحصل على بعض من النوم كما أخبرتهم وإنما لتنفرد بنفسها وتشحن طاقتها حتى تكمل مسيرتها المضنية في محاولة التصرف بطبيعية ( الفاشلة ) !

إنها حتى أصبحت كل يوم تنام لساعات أطول من المعتاد .. ساعات طويلة غالية ..

مليئة به .. بضحكاته .. بغزله .. بحبه لها .. وبوقاحته

مما جعل تلك الساعات الطويلة هي أهم ساعات يومها بل وتنتظرها كل يوم وكأنها تنتظر موعدها مع حبيبها ..

جلست على سريرها تشرد كما العادة بعينين فاقدتين للكثير من الحياة .. الحياة المبهجة التي طالما كللت نظراتها ..
عينان غريبتان على شخصية كشخصيتها

وبعد لحظات خرجت من شرودها بغتة تتلفت حولها تبحث عن شيء ما حتى وجدته
ثم وبتردد ..
أخذت حاسوبها المحمول تفتحه بينما سماء عينيها تتسعان و لمعت فجأة بنجوم اللهفة والترقب .. والرجاء !
كقبس تيار كهربي أنعش قلبها للحظات فأرسل الشرارات لعينيها ..

نجوم سرعان ما خفت وهجها حتى تلاشت فتظلم العينين بسوادهما البارد بتوقف التيار .. كما اعتادت ما أن تتفحص حسابها على موقع التواصل الاجتماعي

لم يرُد .. ولم يرى حتى الرسائل .. ولا توجد أي علامة تعبر عن وجود أحدهم في هذا الحساب المهجور من صاحبه

تغيرت نظراتها للفراغ وهي تنظر للشاشة بملامح لا تعبر عن شيء
وتذكرت متى أول مرة تشجعت فيها لتراسله .. حين أضناها الشوق منذ أشهر !

عندما كانت تشاهد صوره كل ليلة وتبكي بحرقة قلب مكلوم .. حتى أخبرتها نهى بحزم وتهور أن تراسله وتخبره عن اشتياقها .. وإن كان هو مشتاق .. فسيأتي ببساطة ضاربا بكل شيء عرض الحائط !

أقنعتها بأنه حتى لو لم يأتي فستطمئن عليه على الأقل .. وقد تعلم أيضا إن كانت لا تزال تسكن قلبه أم فات حبها بسهولة فتعمل هي على إخراجه من قلبها
وكأنها ستقدر .. وهل مثله يُنسى !

ورغم كل رفضها للأمر وإتفاقهما السابق .. ورغم كلام أبيها المحذر لها مسبقا بأنه يرفض تواصلها معه دون مسمى واضح لهذا التواصل ..

استسلمت ..

استسلمت في إحدى نوبات اشتياقها المجنون ..
فقط لو تطمئن عليه ..
فقط لو يخبرها عن حاله ..
فقط تشعر بأنه يتنفس مشاركا إياها نفس العالم ..
مهما كان إبتعاده !

فتشجعت بتهور ترسل له رسائل كثيرة .. تسأل عنه وكيف هو .. وأخبرته بتردد .. أنها تشتاقه

مر يوم .. اثنان .. أسبوع .. شهر .. أشهر
ولا رد !

وفي كل يوم انتظار كان قلبها يحترق .. يحترق حد الصقيع
بينما تستوعب في كل لحظة انتظار مؤلم .. اختفاءه الأبدي من حياتها
القبطان هجر الحورية عن إقتناع ببساطة .. وكم هو قاسٍ ليفعل !

لكن ورغم ذلك .. لم تبتعد بمنتهى الغباء !

فتجد كل يوم نفسها تفتح الرسائل لتتأكد أكثر من هجره ..
ثم .. تخبره عن يومها !

ابتسمت ماسة بسخرية مُرة وهي تفكر بأنها تبدو كمن يكتب مذكراته ولن يراها غيره .. فعلى الرغم من إرسالها له يومها كاملا بتفاصيله كل يوم في عدة رسائل ..
لكنه لا يرى ولا يسمع

مدت أصابعها الرشيقة تكتب بسرعة اعتادتها من كثرة كتابتها كل يوم له .. تخبره بيومها كالعادة بوجه فاتر ..

( مرحبا ..
كيف حالك اليوم أيها البحَار الشارد عن حوريته ! ..

أردت إخبارك بأن اليوم ممل جدا .. لقد انتهت السنة الدراسية لهذا العام كما أخبرتك سابقا ..

و لطالما كنت أحب بدأ الاجازة حتى استعد لرحلة ما جديدة ..
لكن وكأنني أعلنت توبتي يا حبيب الروح من بعدك !
نهى مع والداي في الأسفل تقنعهم بأن يذهبوا لرحلة ما هذا الصيف .. وهم يجدونها فرصة جيدة لي للترفيه عن نفسي !!
الترفيه عن نفسي !
كم هي كلمة مضحكة !!

لكني غادرتهم متحججة بحاجتي لبعض النوم دون اكتراث بعدم رضاهم ..

أي رحلة أو سفر ! ..
لا والله لن أستطع فعلها ..
لأراك في كل موجة بحر تضرب قلبي قبل جسدي ..

أراك في كل ضوء قمر ونجمة تلمع في السماء ..
كما اعتدنا على سطح السفينة سويا .. ألا زلت تذكر أم تراك نسيت !

أراك ولكن دون أن أراك ..
فأشتاق أكثر وكأنه ينقصني شوق !
حتى ذاب قلبي على جمرات فراقك المتعمد بقسوة ..

لا تقلق .. سأتهرب من أي سفر .. ربما إن ذهبنا لرحلة لإحدى الدول المُحتاجة لتقديم المساعدة فقط سأوافق .. ما رأيك ؟ ..
لكن رحله بحرية ! ..
أبدا يا عزيزي )


توقفت تتنهد بعينين ظهر بهما الحزن والحنين نافضا الفتور عن ملامحها قليلا ثم أكملت ..

( أنا أشتاقك جدا آدم .. ولا أعلم كيف يقولون أن الوقت كفيل بمداوة الجرح !
فبعض الجروح لا تشفيها أوقات !
فقط نعتادها ..
نشعر بالخدر من شدة ألمها ..
نتعايش معها ببساطة ..

ولكن دون شفاء !

أنا لم أنساك للحظة ..
لكنني أعتدت غيابك ..

كيف يقولون أن البعيد عن العين بعيدا عن القلب !
وأنت البعيد الذي لا يوجد أقرب منه لقلبي !

أحبك
وأتمنى لو كنت هناك .. فتُجيب
ولو لمرة واحدة .. وسأبتعد برضا

مخلصتك : ماسة )



زفرت تزيح الحاسوب من على ساقيها بينما تشعر بالفراغ يبتلعها مجددا ..
حالة رتابة لم تشعرها يوما ..

ملل .. فتور
اختفت روح الماسة الشقية .. و ظهرت مكانها فتاة أقرب لطفلة متوحدة .. لا تريد الاقتراب من أحد رافضة أي تواصل من غريب ..

تمددت على ظهرها تنظر للسقف تتخيل وجهه كما اعتادت وتسترجع كل ذكرياتهما معا .. وتبتسم !

أجفلت من صوت رسالة وصلتها فتعثرت نبضاتها ثم عادت لتنبض بجنون بنفس قبس التيار اللحظي .. لتلتفت بسرعة تنظر إلى الرسالة ..

" أين أنتِ "

زفرت نفسا مرتجفا ثم مطت شفتيها ونبضاتها تعود لهدوئها بينما ترد و هي تلاحظ الاسم " ماذا تريد "
أتاها الرد السريع مستنكرا " ألن تأتوا ! .. ألم تتجهزوا بعد "
زفرت بضيق وهي ترد بإقتضاب " لا أريد أنا "
ثم أغلقت حاسوبها دون أن ترى رده .. لكن بعض لحظات ارتفع رنين الهاتف لتزفر بحنق وهي تأخذه بعنف تهتف " ماذا تريد كريم "
أتاها رده الصبور بمشاكسة " يا فتاة الملل .. خلود ستقتلك اليوم إن لم تأتي بعد إعدادها لوليمة الغداء هذه "

ردت ببرود " لا .. لا أريد .. أنا متعبة حقا .. مرة أخرى ربما "
صمت كريم لعدة لحظات ثم قال بهدوء بنبرة ذات مغزى " لو فقط أعرف ما هو الذي يتعبك تحديدا يا ماسة "
رفعت عينيها للسقف بملل وضيق من تدخله ثم قالت بسرعة " كريم أحتاج للنوم .. إلى اللقاء .. استمتعوا أنتم .. بالهناء والشفاء "

وأغلقت الخط بلا مبالاة وهي تعود للاسترخاء البارد على سريرها ..

يا إلهي .. من يصدق بأنها قد تعامل أحدهم يوما بمثل هذه الفظاظة !
خاصة صديق طفولة .. كان الأقرب لها من بين الجميع ..

هي لا تكرهه .. بل هو عزيز جدا عليها

ولكن الأمر أنها تشعره يسحبها دائما لخارج عزلتها التي ترفض الخروج منها .. بإصراره وصبره بالإضافة لشقاوته المحببة ..

هي متعايشة وتعلم جيدا بأن بخروجها من دائرتها الخاصة باحثة عن روحها الهائمة بعيدا عنها .. ستنهار
ستتألم كطفلة فقدت أعز ما تملك وقد لا تسيطر على وجعها أبدا ..
أن تكون متأقلمة أفضل من .. متألمة !

تنهدت ماسة تفكر بأن هذا الكريم أصبح مقربا لها مجددا رغم كل شيء .. و بالإكراه !
يوما بعد يوم يفرض نفسه أكثر بحضوره المميز .. و يسألها عما بها عارضا المساعدة .. دون أن تطلب منه شيئا أصلا !

منذ أن استقر في الوطن كانت خلود أخته تخطط لجمع شمل صداقتهم جميعا فتكررت اللقاءات وحتى نهى أختها انضمت لهم ..
وكانت تسعد بعض الشيء في بداية الأمر .. حتى زاد من تدخله فأوشكت على التفكير بقتله لترتاح

خاصة أن هناك شخصا أكثر من سعيد بعودة علاقة الصداقة كما قبل .. متأمل المزيد عن مجرد صداقة
أمها !

أمها التي سكنت عينيها نظرات ترقب تدركه ماسة جيدا ..
إنها تنتظر اليوم الذي يأتي فيه كريم طالبا الزواج !!

أمها آمالها كبيرة كـ كثير من الأمهات وهي لا تلومها على ذلك خاصة بتكرار رفضها للعديد من العرسان دون وجه حق رغم عمرها الذي تعدى الثامنة والعشرين !
فاعتقدت أنها تحب كريم !
فـهو الرجل الوحيد بحياتها

أمها هي الوحيدة في البيت التي لا تعرف بعلاقتها بآدم .. وبالطبع لن تخبرها ..

يكفيها نظرات أبيها الصقرية المتسائلة دائما .. وكأنه يحاول إختراقها ليعرف إن كان الساكن بقلب ابنته .. رحل أم ما يزال مقيما بأريحية يرفضها أبيها !

خاصة بعد أن رفضت عريس الهناء .. ابن عمها !!
على الرغم من إنه أكثر من مناسب وهي لا تنكر هذا ..

تتذكر عندما فاتحها أبوها في الأمر .. يخبرها أن ابن عمها الذي يعيش في إحدى الدول منذ طفولته مع والديه طلب يدها للزواج
وظل أبوها ينظر لها بتمعن وهي ترفض بهدوء دون أخذ وقت للتفكير حتى متعللة بأنه مثل أخيها !!

لكنها استغلت عدم إجباره لها على شيء يوما مهما ادعى غير ذلك .. رغم ما يلي الأمر من معارك وضغط من أمها لا يتوقف إلا لاعتقادها أن الأمر يخص كريم مجددا ..

فتبدي أمها امتعاضا غير مباشر من صمته حتى الآن وماسة لا تحاول شرح أي شيء لها أو التبرير ..


كأن تخبرها مثلا بأن كريم نفسه لم يلمح لأي شيء يوما ويتعامل كصديق ولا تستقبل منه ما يزيد ..

ابتسمت بسخرية من نفسها تتمتم " وكأنك أصبحت تقدرين على استقبال أي إشارة من أي رجل بعد أن غرق قلبك في محيط قلب أحدهم يا ماسة ! "

تنهدت مجددا حتى كاد الأكسجين أن ينفذ من الغرفة بينما تحول مسار أفكارها لإتجاه آخر ..
تساؤل لحظي يهاجمها .. عما سيحدث مستقبلا يا ترى في حياتها الراكدة وإلى متى ستصمت أمها بل .. وأبوها !

لكن هي مجرد لحظة تفكير تنفضها سريعا بغير مبالاة .. هي لن تنظر يوما لأي رجل من بعد آدم .. نقطة آخر سطر في كتاب حبها وليجبراها إن إستطاعا !

طرقات على الباب جعلتها تنتبه وهي تجد أختها تدخل تقول بدهشة وهي تنظر لاستلقائها " كريم بالأسفل .. ألن تأتي معنا "

زفرت بعصبية حقيقية لطالما ينجح كريم هذا في أن يوصلها إليها وهو يخرج لها من كل مكان ثم نهضت بجذعها جالسة تقول بعنف غير مبرر " لن أنزل ولا أريد الذهاب لأحد .. أريد النوم "

ظلت أختها مسمرة مكانها تنظر لها بغموض للحظات .. ثم أومأت بهدوء خارجة تغلق الباب ورائها فإرتمت ماسة للوراء تضع الوسادة على رأسها .. هاربة من غلاظته !


يتبع ..


آلاء منير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-20, 08:41 PM   #783

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

بعد أيام ..

انتفضت سمية من جلستها تهتف بغضب وذهول " ماذا ! .. هل جننتِ يا فتاة "
ظلت ماسة جالسة بهدوء بارد تراقب ملامح أمها الغاضبة بينما ترى أباها ينظر لها بحزن آلمها لكنها تنحنحت تقول بثبات لأمها " أمي .. ما الجنون في هذا .. إنها رحلة سأقوم بها كما فعلت دائما .. فما الجديد ! "

زمت سمية شفتيها ترد بنفس غضبها ملوحة بسبابتها " أولا .. لن يتكرر أمر الرحلات وحدك مجددا أو أنتِ وأختك وهذا لا نقاش فيه كما اتفقنا أنا ويوسف مسبقا ولن نُعيد هذا أبدا .. يكفينا ما حدث قبل عام من كارثة " ثم صمتت تعقد ذراعيها على صدرها متكتفة وأردفت باستهجان " ثانيا .. منذ متى كانت رحلاتك لدول محتاجة وتذهبين للمساعدة .. ووحدك أيضا !! "

تنهدت ماسة تمسد جبهتها تشعر بنفاذ صبر لم تشعر به في يوما وهي تناقش أي من أفراد عائلتها وقالت " منذ الآن أمي .. لم أعد أريد أن أسافر لأجوب العالم وأتعرف على ثقافات الدول كما كنت أحب من قبل .. لقد غيرت أسلوب حياتي تماما الآن "

ردت سمية مجددا تهز رأسها مستنكرة بينما يوسف يستمع للحديث الذي يدور ملتزما بصمته حتى الآن " ولماذا تغيرين أسلوب حياتك يا آنسة .. اسمعيني جيدا يا هانم .. لم نعترض عندما أخبرتِنا بلا مبالاة أنك إنضممت لإحدى الجمعيات المُساعدة وكأن موافقتنا أصبحت تحصيل حاصل لديكِ .. وقلنا لا بأس في مساعدتك لغيرك في أوقات فراغك .. لكن أن تأتي الآن بإستهتار تخبرينا بسفرك الأسبوع القادم في رحلة مع الجمعية فلا وألف لا .. وأمام أبيكِ أقولها يا ماسة .. لا .. لا يوجد سفر وحدك مع جمعية لا نعرف لمن أو مع من ولم تنضمي لها إلا منذ أيام تُعد "

كان كثيرا عليها !
كثير كل هذا الضغط والصراخ ..
يخرجها من فتورها فتتمنى لو تنهض وتصرخ وتصرخ وتصرخ .. ولا تتوقف عن الصراخ قهرا وألما و .. شوقا
لتفعل ما تريد .. ما شأنهم
نظراتهم المتسائلة القلقة .. المنتظرة دائما
تخنقها .. تطبق على أنفاسها
لقد تعبت .. تعبت

لم تشعر ماسة وسط كل هذا إلا وهي تهب واقفة دون تفكير وقد شعرت بإنتهاء صبرها تماما وهتفت بصوت عالٍ كما لم يكن يوما " أنا حرة .. حرة .. لست صغيرة حتى يرشدني أحد .. لا تتدخلي بحياتي "

اتسعت عينا سمية بذهول فظيع من صراخ ابنتها عليها لأول مرة في حياتها .. بل إنها أول مرة ترى ماسة بهذا الشكل المجنون وكأنما تلبسها عفريت ..
بينما انتفض يوسف واقفا فورا مع صرخاتها يصرخ بصوته القوي الذي تردد صداه في كل البيت يعلو على صوتها " اخرسي .. اخفضي صوتك في حضرة أمك أو صفعتك كما لم أفعل يوما "

ارتد وجه ماسة وعيناها اتسعت في المقابل بهلع كمن تلقى الصفعة فعلا
وهي تنظر له بتشوش وكأنها لا تعي ما فعلت !
بينما نهى دخلت البيت وقد كانت مع أصدقائها تهتف بعدم فهم وخوف " صوتكم عالي جدا .. ماذا يحدث هنا .. أبي "
تجاهلها يوسف وهو يقول لماسة رافعا سبابته المرتعشة غضبا لأجلها وبسببها وقال بتحذير قاسٍ مباشر " لا سفر ماسة كما قالت أمك .. والجمعية التي انضممت لها دون أن تسألينا لا ذهاب لها بعد اليوم .. إن أردت اعتزال حياتك وعزل نفسك بعيدا حتى عن عائلتك .. فلكِ هذا .. افعلي ما شئت .. لكن إن سمعت صوتك يعلو أمام أمك مجددا .. أقسم أن أعيد تأهيلك بنفسي .. ولنرى كيف أنك كبيرة ولا تريدين أن نتدخل في حياتك الباهتة ! "

شهقت نهى بصدمة وهي تسمع أباها يتحدث بغضب لم تره سابقا بينما سمية تمسك ذراعه تحاول أن تهدئ الوضع وقالت بصرامة تخللها تحشرج و قلبها ملتاع حزنا " اصعدي غرفتك ماسة .. لا نريد رؤيتك الآن "

ظلت ماسة واقفة تنظر لأبيها بنظرات زائغة وشفتاها ترتعشان
وكأنها تبحث عن .. نجدتها !

فتألم قلبه وهو يجدها بهذا الشكل .. ماذا حدث لماسة منزله .. أي حب لعين حولها لشبح هكذا !!
أين ابنته من هذه الواقفة منطفئة العينين والروح

أبعد وجهه عنها بصمت غير قادر على النظر إليها أكثر حتى لا يضعف أمامها فصعدت ماسة بخطوات ميتة بطيئة لغرفتها لا تكترث لنداء نهى القلق عليها وأغلقت الباب بالمفتاح ..


كيف تصف شعورها اللحظة ؟

لطالما سمعت عن الشعور بالتلبد .. وها هي تجربه الآن .. تشعر وكأن هناك فجوة حقيقية بداخل قلبها ..

جلست على سريرها تنظر لحاسوبها المُلقى هناك ففتحته لتكتب بعد لحظات بنفس الملامح الشاحبة الفارغة

( لن أسامحك على هذه القسوة يا آدم
لن أسامحك على كل شعور فقدته بسببك )


ثم أغلقت الحاسوب ترفع يدها لصدرها
وكأنها تتحس موضع الفجوة وتمتمت وهي تعقد حاجبيها تحاول التركيز على ما تشعر به بضياع " هنا .. هنا يوجد .. شئ فارغ .. أشعره .. أريد البكاء والصراخ لكن .. لماذا لا أستطيع !! .. وكأنه ثقب أسود يبتلع الدموع ويزداد اتساعه في قلبي حتى كاد أن يبتلع قلبي نفسه .. إنه هنا .. هنا في صدري .. بعد أن كان قلبي حديقة زهور خلابة تغوي الناظرين بالاقتراب .. أصبحت أرض قاحلة .. ينفر منها الناس
متعطشة لما لن ترتوي منه يوما "


.............................


خرجت نهى من بيتها تحمل صينية مغطاة بها ( كنافة القشدة ) التي تجيد أمها صنعها بطريقة رائعة
منذ أيام والبيت يمر بحال كئيب خانق .. تحديدا منذ ما حدث بين أبيها وماسة

حتى اقترحت هي اليوم على أمها أن تصنعا معا بعض الحلوى .. وكأنها تحاول عبثا رسم أي مرح في البيت
أي ابتسامة على وجه أمها الحزين

ودون جدوى ..

اتجهت لبيت الجيران المقابل بخطوات مترددة لتعطيهم الصينية بعد أن قررت أمها صنع واحدة أيضا لهم
لأن كريم يحبها ..
هذا الكريم الذي عاد سارقا قلب أمها مجددا فتعتبره إبنها كما كانت تعتبره سابقا .. لا تزال تتذكر حب أمها له رغم أنها كانت صغيرة ..

دقت الجرس ودقائق قليلة انتظرتها وفُتح الباب الخارجي ليظهر كريم مبتسما ببشاشة يرتدي قميصا رجاليا قطنيا بلا أكمام وبنطالا قصيرا ثم حياها بمشاكسة معتادة ..

ارتبكت نظراتها للحظة لكنها سيطرت على نفسها لتسدل ستائر رموشها السوداء الكثيفة وقالت بهدوء " هذه لكم "

اقترب بوجهه يشمها بطريقة مضحكة ثم قال متسع العينين يخمن بفرح " كنافة القشدة "

لم تستطع كبح ابتسامتها هي تومأ له إيجابا كمن تعامل طفلا فأخذها منها واستدار ببساطة يدخل تاركا إياها وهو يفتحها فعقدت حاجبيها وهي تدخل ورائه تصيح " هاااي .. لا تأكلها هكذا .. ستخرب مظهرها "
احتضن الصينية وهو يرفع بعضها لفمه ويقول ببساطة رافعا حاجبه " وما خصك يا قصيرة القامة أنتِ .. إنها لي .. آكلها كيفما أشاء "

قالت له بإندفاع " وأنت لا تحب القصيرات طبعا "

توقفت قطعة الكنافة أمام فمه المفتوح ثم التفت لها يسألها عاقد الحاجبين " لم أفهم .. ماذا تعنين "

ارتبكت مجددا تعض لسانها حتى آلمها ثم تراجعت خطوة تقول مطرقة النظرات " لا شئ مهم .. كُلها بالهناء كيفما شئت "

ثم استدارت تنوي العودة لبيتها بسرعة لكنها توقفت وهي تسمعه يناديها فالتفتت له بهدوء ظاهري بينما قلبها تتسارع دقاته وهي تسمع اسمها خارجا منه ليقترب قائلا بجدية " كيف حال ماسة الآن .. منذ أيام مختفية لا تبالي بأحد "

ابتسمت بسخرية بداخلها من نفسها متسائلة كيف يجب عليها أن تشعر وهو يسألها عن حال أختها !

لكن ما أن تذكرت حال أختها تنهدت تقول بحزن حقيقي " لا أعلم يا كريم .. لم تعد تتكلم في شئ .. حتى أن تمثيلها بأنها بخير لم تعد تتعب نفسها في إظهاره .. كأنها تعتزل حياتها بالفعل "

ثم هزت كتفيها بقلة حيلة ودموعها تتجمع دون أن تستطع منعها " فقط لو أستطيع فعل شئ .. لكني عاجزة .. لم نعد نتكلم حتى "

تنهد كريم بأسى وهو يقول " للأسف أنا أيضا لا أعرف أصلا ما بها وأنت وهي ترفضان اخباري وأنا متأكد من معرفتك .. كنت ساعدتها إن أمكنني .. لكنها حتى تتجاهلني ولا ترد عليّ أبدا "

أطرقت برأسها ودموعها تتثاقل أكثر لأكثر من سبب ..
وهل ستنكر أنها تتألم لأجل أختها بالفعل ؟ ..
لا لن تنكر ..

هل ستنكر حبه لأختها الواضح للجميع ؟ ..
كذلك لن تنكر ..

تفكر أنها تتمنى لو تعود أختها حتى لو .. تسقط في حب كريم .. لن تعترض .. فقط لو تعود وسترضى بأي شئ

خرجت من أفكارها وهي تشعر بأصابعه تمس كتفها برقة بينما ينزل برأسه قليلا يميل به ناظرا لرأسها المطرق وهو يقول متأوها " نهى .. هل تبكين ؟ "
لم ترد ودموعها تتثاقل أكثر ..
هل تنكر بأنها تتمنى لو .. يحبها هي ؟ ..
لا أيضا لن تنكر ..
تبا ..

أكمل هو بقلق يقول " نهى .. أعدك بأني لن أتركها .. لا تبكي فقط .. أرجوكِ .. نهى إنظري لي .. نهى "

رفعت رأسها تنظر لوجهه الوسيم الأسمر بعينيه البنيتين الحنونتين بينما تهطل دمعتان على وجهها فهمس باسمها بصوت خافت مذهول من رقتها وبكائها " نهى "

ففكرت ..
هل تنكر بأنها تحبه وتتألم لحبه لأختها ؟ ..
لا أيضا .. لن تنكر ..

ابتعدت خطوتين وهي تقول بتحشرج " بالهناء .. الكنافة "
واستدارت بعنف مغادرة تمسح دمعتيها تسب نفسها مرارا بينما هو يراقبها حتى دخلت بيتها يفكر في معضلة الجميع بحزن وقلة حيلة .. وقد سُدت شهيته

دخل بيته بعدها يترك الصينية في المطبخ وصوت أخته يأتيه متسائلا " هل هذه من الخالة سمية "
أومأ لها شاردا وهي تأكل منها بتلذذ ثم قال متصنعا الملل " أنتِ أين زوجك بالله عليكِ .. يتركك عندنا أكثر مما تبقين عنده "

حركت حاجبيها بإغاظة ترد " هذا لأن بيتي بنفس الحي .. هذه أهم مميزات السكن قريبا من بيت أبيك فلا تفارقه "

ابتسم بسماجة يرد " من الجيد أخبرتِني .. حتى أسكن بعيدا عن بيت حماتي مستقبلا "
رفعت حاجبا بخبث تقول له مستمرة في الأكل " بيت حماتك سيكون الأقرب لهنا .. لا مفر يا كيمو "

ارتبك للحظة ثم عقد حاجبيه يسألها ببرود " ما معنى هذا .. هل قرأتِ الغيب وتعرفين حماتي "
هزت كتفها بطفولية تقول له " بل قرأت القلب يا حبيب أختك .. كُل كنافة كُل .. الخالة سمية تصنعها لذيذة "

ثم تحركت تترك المطبخ وهو يرمقها بنظرات مغتاظة متمتما " هذه العلقة تترك بيتها لتتفرغ لقرائتي .. تبا "




يتبع ...

duaa.jabar and noor elhuda like this.

آلاء منير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-20, 08:44 PM   #784

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي


الله أكبر الله أكبر الله أكبر ..
لا إله إلا الله ..
الله أكبر الله أكبر ..
و لله الحمد ..
الله أكبر كبيرا ..
و الحمد لله كثيرا ..
و سبحان الله العظيم بكرة و أصيلا ..
لا إله إلا الله وحده ..
صدق وعده ..
و نصر عبده ..
و أعز جنده و هزم الأحزاب وحده ..
لا إله إلا الله ..
و لا نعبد إلا إياه ..
مُخلصين له الدين و لو كره الكافرون ..
اللهم صلِ على سيدنا محمد ..
و على آل سيدنا محمد ..
و على أصحاب سيدنا محمد ..
و على أنصار سيدنا محمد ..
و على أزواج سيدنا محمد ..
و على ذرية سيدنا محمد و سلم تسليما كثيرا


كانت هذه تكبيرات العيد تأتي لها من كل مكان ..
تغطي المدينة كلها بجمالها ..
بينما هي واقفة على سطح بيتهم تنظر للسماء مغمضة عينيها تستمع بقلبها قبل أذنيها ..
وتردد التكبيرات معهم .. بفرح تشتاقه ..

لم تستطع منع قدميها من الصعود كما اعتادت .. إنها عادة لها هي وأبوها يصعدان معا كل عيد يسمعان التكبيرات تلك معا بسعادة منها لم تخفت مهما مر عمرها ..
ولم تخفت الآن مهما زاد الحزن ..

تكبيرات العيد المنعشة للروح والقلب لكل إنسان ..

مالت ابتسامتها بحزن وهي تخبر نفسها بأن أباها ليس معها هذه المرة للأسف ..
منذ أن حدث بينهم ما حدث .. يتجاهلانها هو وأمها ..
وكم هو مؤلم جفائهما منذ أيام طويلة ..

نفضت أي حزن عنها وهي تستمع بقلبها مجددا بتركيز .. هذه التكبيرات التي تملئ كل المدينة في وقت واحد .. يا الله كم تحبها .. حد أن تدمع عيناها كما يحدث معها الآن

تكبيرات ترسل فرحة تلقائية في كل القلوب .. حتى غير المسلمين ..

عادت تكرر التكبيرات مع المساجد وتتابع أمامها كل العائلات التي تخرج من بيوتها ..
رجال ونساء وحتى الأطفال التي تتقافز بسعادة .. الجميع مبتسمون .. يلقون على بعضهم المعايدات بحب ويردونها على بعض .. بينما البعض يعطون ( العيدية ) للأطفال وحتى النساء ..

تنهدت ترفع وجهها للسماء مجددا متمتمة بشجن " كل عام وأنت بخير آدم .. تمنيت لو كنت معي .. وتعطيني عيدية .. وتشعر معي بالعيد .. فالعيد في بلادي لا يوازي في جماله أي شيء .. لا ينقصه سوى وجودك ليكتمل عيدي "

لقد قامت منذ قليل بإرسال رسالة له تعايده وتخبره بكل ما تمنته .. حتى أخبرته لو كان هنا فيعطيها عيدية .. ولا مجيب كالعادة ..

" كنت أعرف بأنكِ هنا "

التفتت ماسة بسرعة متلهفة لأبيها تنظر له للحظات غير مصدقة لوجوده
ثم وجدت الابتسامة طريقها لشفتيها تحمل فيها اعتذاراً عن كل شئ ..

تخبره بعينيها الشفافتين لكل انفعالاتها كم تشتاقه !

تمعنت فيه وهو يرتدي عبائته النظيفة التي يخصصها لصلاة العيد دائما ..

اقترب منها خطوات ثم أخيرا ابتسم على الرغم من العتاب في عينيه
فأشرقت دنياها ببسمته الحبيبة ..
فظلت تخط بعينيها خطوط وجهه الغالي بصمت .. حتى فرد ذراعيه أمامها في دعوة صريحة تقبلتها فورا وهي ترتمي بين أحضانه تشهق .. دون بكاء !

تتمنى لو تبكي .. فقط تبكي بين ذراعيه دون كلام .. لكن مآقيها لا تستجب محتفظة بصحرائها الجافة بعناد ..

ربت يوسف على ظهرها مُقبلا رأسها من فوق حجابها الذي ترتديه فوق عبائتها الفضفاضة ثم قال ينظر لعينيها " عندما صعدت لك ولم تردي على طرقي للباب .. اعتقدت بأنكِ ستتهربين ولن تأتي كالعادة .. لكن عندما وجدت الغرفة خالية منكِ .. ابتسمت وأنا أكتشف فورا مكانك .. ولم أستطع إلا الصعود إليكِ "

زادت بسمتها اتساعا ثم انحنت تقبل يده فرفع يده الأخرى يربت على حجابها يقول بدعاء " أراح الله قلبك وأسعدك حبيبتي .. كل عام وأنتِ بخير "

عادت تحتضنه بقوة دون شبع تقول وهي تشم عطره الدافئ كقلبه " وأنت بخير يا أبي يا أغلى الناس .. أطال الله لي في عمرك وبارك في صحتك ولا حرمني منك أبدا "
شدد بذراعيه حولها .. يشعر بإشتياقه لها بقلب أب لا يملك سوى السماح والعفو لصغيرته ..

بعد قليل كانت ماسة تستقبل قبلة أختها وتعايدها بحب ثم اقتربت من أمها التي تعدل من وشاحها متصنعة التجاهل فاقتربت تحتضنها بقوة حتى تنهدت سمية أخيرا تبادلها الاحتضان تدعو لها هي الأخرى و ماسة تقبل يدها ورأسها وتعتذر ..

خرجوا جميعا من البيت حتى أوقفهم يوسف في المرآب صفا بجوار بعض وهو يقول بتذكر " انتظرن .. لقد كدت أن أنسى "

ثم وضع يده في جيبه يخرج حافظة نقوده يمر بنهى أولا يعطيها عيديتها قائلا بمرح " كل عام وأنتِ شقية يا نهى " فضحكت تقبله بخشونة

ثم تحرك لماسة يعطيها العيدية يقول لها " كل عام وأنتِ ماسة بيتنا حبيبتي " فقبلته هي الأخرى تأخذ العيدية مبتسمة بسعادة طفلة

تحرك بعدها ناحية زوجته يعطيها عيديتها قائلا ببعض الشقاوة الصبيانية " كل عام وأنتِ الحب كله يا إمرأة "
تصنعت سمية العبوس بينما احمر وجهها الخمري وهو تقول بتوبيخ لا يخلو من الدلال " توقف يوسف .. لقد كبرت على العيدية "

ضحك يوسف يضع يده على كتفيها يعطيها العيدية بإصرار وهو يقول " لن تكبري أبدا يا رفيقة دربي وحليلتي .. منذ يومنا الأول للآن أنتِ صغيرتي المفضلة "

قاطعتهما نهى بمشاكسة " احم احم .. يا حضرة الضابط .. نحن هنا "
ضحك يوسف قائلا بحنين مغيظ لزوجته " آآه .. ذكرتيني بالذي مضى "

فنظرت له سمية تضيق عيناها متصنعة الغيظ ليرفع يده بإستسلام قائلا ببراءة زائفة " ماذا فعلت الآن .. مجرد ذكريات .. هل تجدينني أذهب وأرتدي البدلة العسكرية "

ضحك الجميع بينما اتسعت ابتسامة ماسة بعد أيام طويلة من الجمود ..

خرجوا أخيرا من المرآب للشارع يعيدون كل من يقابلهم ويعطي يوسف عيدية لبعض أطفال الجيران فيقبلونها على استحياء وبفرحة طفولية محببة تنشر البهجة المعتادة في كل عيد ..

صدح صوت كريم فجأة ملفتا أنظار كل من بالشارع إليه وهو يخرج من بيته بجلباب أبيض ونعال بسيط يرفع يديه بطول ذراعه ملوحا بحماس مفرط شقي " عم الناس .. كل عام وأنت بخير يا حجوج "

فضحكوا منه ويوسف يرد ببشاشة بينما دقات قلب نهى تتعثر لتسب نفسها من جديد

خرجت خلود من ورائه تدفعه بخشونة عن البوابة مرتدية عبائتها هي الأخرى تقول بعبوس كاذب وهي تعدل من حجابها الذي يليق بوجهها الأبيض " لقد فضحتنا يا أبله في الحي .. ابتعد لنخرج وأنت تسد الطريق هكذا بعرض كتفيك "

رمقها كريم بغضب مزمجرا وهي تحتمي بزوجها تهز حاجبيها له و زوجها يحيل بينهما بصرامة كاذبة ..

عايدوا بعضهم جميعا وأعطى يوسف عيدية لإبن خلود الصغير ولخلود نفسها التي احمرت بخجل تقول " لقد كبرت يا " عمو" "

ضحك مصرا على أن تأخذها وهو يقول مغازلا " لا تكبر فتياتنا الحلوات على العيدية أبدا " فقبلتها على استحياء لذيذ جعل عينا زوجها تلمعان بحب وهو يتابعها ببعض الغيرة اللطيفة

ساروا جميعا معا حيث سار يوسف مع حافظ أبي كريم الذي أعطى ماسة ونهى عيدية هو الآخر و زوج خلود معهما ممسكا بيد ابنه الصغير ..

وسارت سمية مع والدة كريم أيضا وقامت خلود بسحب نهى التي فهمت أنهم يريدون أن يسير كريم مع ماسة فأطرقت تتبع خلود تدعو الله لأختها رغم ألمها أن يوفقها مع كريم

تحرك كريم تاركا بعض الشباب الذين كان يقف معهم وسار بجوار ماسة يقول لها بعفوية " كل عام وأنتِ بخير يا ماسة الحي "
ابتسمت ابتسامة صغيرة وهي ترد ببساطة " لقد عايدتني بالفعل يا كريم قبل قليل .. وأنت بخير "
هز كتفيه قائلا ببساطة " أجل .. لكنني كنت أعايد الجميع .. الآن أختصك بالمعايدة .. هذا شرف لكِ بالمناسبة "

نظرت له تحاول التركيز رافعة حاجبا واحدا ..
ماذا يحاول أن يفعل ؟ .. هل هو معجب بها بالفعل كما يتوهم الجميع .. لماذا لا تستطيع رؤية ذلك إذا ؟
أطرقت دون رد بينما هو يكمل " لولا أني أعلم بأنك لن تقبلي لكنت أعطيتك عيدية أيضا .. فأنا كريم كاسمي "
ردت ببرود مغيظ " جيد أنك تعلم إذا .. احتفظ بكرمك الطائي لنفسك ! "

ضحك بخفوت يرد بجلافة وهو يهز رأسه " يا الله ما أثقل دمك .. لم أرى من بمثل سماجتك .. فتاة كتلة من البؤس والسخافة ! "
اتسعت عيناها وهي تسمع اهانته لها ببساطة تنوي لكمه ربما لكنها ابتسمت تهز رأسها هي الأخرى ثم ضحكت أخيرا بقلة حيلة
فقال لها متصنعا الدهشة يضع يده على قلبه " يا الله .. هل ضحكتِ حقا !! .. سهام جمال ابتسامتك تفتن القلوب "

عبست مجددا تحدجه بنظرة قاتلة لكنه لم يهتم و تقدم بخطواته يرفع يده فجأة يضرب نهى على رأسها من فوق حجابها دون سبب .. نظرت له متصنعة الغيظ والغضب فابتسم في وجهها بجمال خفق له قلبها .. وظل يبادلها النظرة للحظة ثم تحرك لاحقا بالرجال ..

حتى وصل الجميع للمسجد الكبير فانفصل الرجال عن النساء كلٌ يذهب لمكان الصلاة الخاص بهم ..
وأدى الجميع الصلاة يكبرون معا بصوت واحد يعلو ويعلو .. مرسلا رعشة فرحة وغبطة خاصة بهذا اليوم وحده

فرحة العيد التي لا يوازيها فرحة !


يتبع ..


آلاء منير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-20, 08:47 PM   #785

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

" يا ليلة العييييد أنستيناااااا وجددتِ الأمل فينااااا يا ليلة العييييييد "

" توقف عن غنائك بالله عليك .. أي ليلة عيد ونحن في الصباح أصلا ! "

هتفت بها خلود تقطع صوت غناء كريم النشاز بينما الأخير رمقها بغضب يقول متصنعا الحزم مع أخته الصغرى " وما خصك أنتِ يا سليطة اللسان .. كلما نطقت بحرف تدخلت ! .. إن لم تتعلمي الأدب معي ضربتك "

ابتسمت بسماجة مستخفة بتهديده مطمئنة لوجود زوجها بالقرب منها وسيحيل بينهما كما اعتاد أن يفعل دائما .. بينما بداخلها طفلة سعيدة جدا عادت تمارس شقاوتها على أخيها بعد أن عاد أخيرا بعد سنوات غياب ..
رغم مرور أشهر طويلة لا زالت غير مصدقة أنه عاد واستقر هنا بإرادته ..
نظرت بطرف عينيها لماسة الواقفة في مرآب بيتها والبوابة مفتوحة وفكرت بأنه ربما أيضا .. سيستقر للأبد قريبا ..

بينما عاد كريم لغنائه يعاندها وزوج أخته واقفا يضحك عليهما وهما يساعدن الأب والعمال في تقطيع وتقسيم الأضحية ..

على البوابة الأخرى كان نفس الحال الجميع مشغولين بالأضحية ..

ماسة تقف ببنطال جينز قديم وبلوزة قطنية ترفع شعرها في عقدة متراخية تساعد أباها الذي يراقب العمال بعد أن أصر على وجودها معه وقد كانت تنوي العودة لعزلتها ..

أما نهى فكانت معهما بجسدها بينما عقلها يتابع ذلك الذي يصل لها غناؤه النشاز ويشاكس أخته تارة ويساعد أباه تارة أخرى بجدية تليق به رغم كثرة شقاوته ..

كانت تنظر له بطرف عينيها من حين لآخر وهي تجده واقفا يرتدي بنطال جينز قصير وفانلة قصيرة الأكمام
وتتساءل .. هل غناؤه العالي هذا .. يقصده ليصل لماسة ؟
وهل ماسة الشاردة الآن .. منتبهة له ؟
هزت رأسها تنفض أفكارها بحزم .. ربما هو الزوج المستقبلي لأختها .. يجب أن تتوقف عن تعلقها به

تنهدت بداخلها تعود لتتساءل بشرود .. متى أول مرة تعلقت به ؟

منذ صغرها .. أجل .. منذ أن كانت طفلة تراقب ابن الجيران صاحب السادسة عشر سنة تقريبا بينما هي طفلة في الثامنة

قصة عادية مألوفة .. عن أول قصة حب طفولية من طرف واحد تعيشها فتاة صغيرة .. فتاة لا تدرك عن الحب شيئا أصلا !

حتى اختفى ابن الجيران بعد أن سافر عند وصوله لسن الجامعة .. فرغب أن يكمل دراسته في الخارج

كانت مجرد مشاعر طفولية بريئة ربما لم تكن تدركها حتى ..
عندما كانت طفلة تركض إليه في الشارع وهو قادم من بعيد فيتلقاها مبتسما ببشاشة ويعطيها حلوى .. حلوى كانت تأكلها بنهم ثم تحتفظ بورقتها حتى تجدها أمها أو ماسة فتُلقي بها دون اهتمام وتبكي هي بسبب لا تعلمه ..

تشعر فقط أنها أضاعت شيئا غاليا عليها

وكبرت .. ومرت بمراهقة متقلبة كانت تحب فيها كل يومين شخصا جديدا بصمت .. وكأنها تشاكس نفسها
حتى إن قال لها هذا الآخر أنه يحبها فتسخر وتبعده عنها بحزم غير معترفة أن في سنها هذا يوجد حب بعد !

وظلت تكبر بعيدة عن ابن الجيران الذي نسيت ملامحه حتى ..
إلى أن عاد هو فجأة .. وسقطت في حبه دون ادراك أو قصد منها بمرور الوقت .. وبكثرة وجوده ومعرفتها بها كل يوم بشكل أكبر ..

تشعر بدفئه .. ببشاشته .. بطيبته وشقاوته الصبيانية التي تليق به .. حتى بمعاملته لأخته برقة رغم كثرة مشاكستها له .. فكان يتقبل كل شيء من أخته بصبر رغم نهره لها أحيانا كثيرة أن تتوقف ..

أحبته ..

ويالحظها .. من أحبته .. أحب أختها والجميع راضيين !
بل ويرسمون اعتقادات عن ارتباط وشيك بينهما !!

أي حظ هذا !
كيف يقع الإنسان في أمر يرفضه ويريده في آن واحد !!


" نهى .. نهى .. أتحدث معك يا بنت "

انتفضت من شرودها على صوت ماسة فردت عليها مجفلة وكأنها تستحي من مجرد أفكارها بينما كررت ماسه بتعجب " أقول لكِ تعالي لندخل ونساعد أمي .. العمال انتهوا .. هيا "

أومأت تتبعها بعد أن ألقت نظرة أخيرة على ابن الجيران لم تستطع منعها وهو مستمر في غنائه ..
والتقطت ماسة النظرة بسهولة !!

بينما على الجانب الآخر كريم يكمل غناءه بأريحية وهو يلاحظ الأختين تدخلان البيت

" حبيبي مركبه تجري … وروحي فى النسيم تسري
قولوا له يا جميل بدري … حرام النوم فى ليلة العيد
يا نور العين يا غالي … يا شاغل مهجتي وبالي
تعالى اعطف على حالي … وهني القلب بليلة العيد "



................................

بعد أسبوعين ..


طرقات هادئة على باب غرفتها فأذنت لصاحبها بالدخول وهي منشغلة بما تفعله ..
دلفت ماسة ناظرة لها بهدوء مبتسمة بينما رفعت نهى حاجبيها بدهشة وتوقفت عن كي ملابسها ..

دخلت ماسة تجلس على سرير أختها متربعة قائلة " كيف حالك "
فصلت نهى الكهرباء عن المكواة ثم اقتربت تجلس جوارها تقول بتوجس " بخير .. هل هناك شئ "

ارتفع حاجبا ماسة وقالت مندهشة " أي شئ .. هل يجب أن آتي لشئ "
تنحنحت نهى ترد " لم أقصد .. الأمر فقط أنكِ لم تزوريني منذ مدة في غرفتي "

تنهدت ماسة تقول بابتسامة صغيرة معتذرة " أعلم أني أهملتك منذ فترة طويلة .. لقد تباعدنا "
نفت نهى بسرعة تهز رأسها وهي تقول " لم أقصد هذا أبدا .. أنا أتفهمك "
أومأت ماسة برأسها ثم قالت مبتسمة " أعلم هذا حبيبتي .. لطالما كنتِ تتفهميني .. فقط أخبرك بما أشعر به أنا "
تنهدت نهى صامتة بينما ماسة تدقق النظر فيها ..

هل كبرت أختها وأصبحت شابة جميلة .. تحب ابن الجيران الوسيم

ابن الجيران الذي يرى الجميع - إلا ماسة طبعا - أنه يحبها !
منذ أن التقطت نظرتها له في يوم العيد وقد شعرت بالتوجس
نظرتها له لم تكن عادية .. هي تعلم جيدا تلك النظرة .. نظرة حب كانت تنظر بها لآدم دائما ..

فعزمت أن تتأكد أولا .. وعلى مدار أسبوعين كانت أكثر تركيزا عما سبق .. تلاحظ توتر نهى فورا ما أن يُقال اسمه أو الأفظع ما أن تراه ..

لقد انشغلت بهمها عن أختها وجعلت أبويها ينشغلان عليها
وأهمل الجميع ما تريده نهى وما تمر به من تجارب تحتاج فيها لتوجيه ..

كان في السابق الجميع ينتبه لنهى أكثر نظرا لصغر سنها .. لكن ها هم الآن يهتمون بالكبيرة وتناسوا الصغيرة التي كبرت كفاية لتقع في حب رجل .. ربما رجل خاطئ

عليها أن تواجهها مباشرة .. حتى تنصحها إن كان حبها له بلا فائدة منه .. ستنفض عنها عزلتها التي غرقت فيها كثيرا - مؤقتا - حتى تنقذ أختها ولا تتحول تلك الشقية المفعمة بالحياة لشبح مثلها ..

خرجت من شرودها على نظرات أختها الحذرة فتنحنحت تقول بعفوية " هل ستخرجين "

نفت نهى برأسها تهزه بلا فقالت ماسة " لمَ إذا تقومين بكي ملابسك "
ارتفع حاجبا نهى وهي تقول بتعجب " وهل نقوم بكيها قبل الخروج فقط ! "

زفرت ماسة صامتة للحظات مدركة غباء مقدماتها .. لقد فقدت مهاراتها بإعتزالها عنها
ثم قررت أن تدخل في الأمر مباشرة لتقول بقوة " ماذا يعني لكِ كريم يا نهى "
أجفلت نهى متشنجة للحظة .. ثم ارتبكت نظراتها .. فتأكدت ماسة أكثر بما لا يقبل الشك هذه المرة ..

نهى تحب كريم !

قالت نهى بهدوء ظاهري بينما عيناها البنيتان الدافئتان تفصحان عن قلقها من فضح أمرها " ماذا يعني لي .. إنه صديق .. لنا "
صمتت ماسة للحظات أخرى زادت من توتر الأخرى ثم قالت بنفس الأسلوب المباشر بتقرير لا سؤال " تحبينه "

انتفضت نهى بعنف واقفة كمن لُدغت تقول بتوتر واضح " ماذا تقولين .. كيف أحب رجلا يحبك "

عقدت ماسة حاجبيها قائلة بهدوء وتمعن " ومن قال أنه يحبني "
ردت نهى ارتباك حذر " الجميع يعلم ويرى ذلك "

تنهدت ماسة بحنق تهتف " بل الجميع يعتقد ذلك .. لكن أنا لا أرى ذلك "
ثم صمتت تتطلع في أختها التي لمعت عيناها بأمل لم تستطع مداراته فابتسمت ماسة تردف برقة " أخبريني نهى .. لا تُخفي عني شيئا "

التمعت دموع خجل في عينيّ نهى وهي تقول " ماسة .. ماسة لا تهتمي بأمري .. أنا لا زلت صغيرة .. سأجد الحب يوما ما "

مطت ماسة شفتيها تقول متصنعة الامتعاض " ما أجمل هذا .. أنت صغيرة وأنا هي من أصبحت كبيرة الآن ولن أجد الحب مجددا .. وفي وجهي تنطقينها .. هل أصبحت عانسا بهذه السرعة .. بداية سن العنوسة يبدأ من سن كم في السوق الآن بالضبط !! "

ضحكت نهى عليها وقد تبدد توترها بمرح أختها .. فشدتها ماسة تجلسها بجوارها تقول بصدق واصرار " أنا أحب آدم .. هل تسمعينني .. آآآآآآدم .. أنتِ أكثر من يعلم هذا نهى تحديدا على الرغم من عدم كلامي عن الأمر منذ وقت .. لكن أنا لم ولن أنساه .. لذا أخبريني بكل شئ الآن دون خجل .. فلا كريم ولا غيره أهتم لأمره أبدا بمثقال ذرة "

تنهدت نهى تنظر لها بتردد ثم زفرت تقول بتذمر حانق " لمَ نحن دائما مفضوحتان بمشاعرنا مهما حاولنا اخفائها "
ضحكت ماسة وقالت بمزاح " أقسم أنها جينات .. أمي وأبي كانا مفضوحان بمشاعرهما أيضا "

ابتسمت نهى مستسلمة موافقة .. تخبرها بمشاعرها أخيرا حتى ترتاح بمشاركة أسرارها مع أختها
التي تمنت كثيرا لو تشاركها منذ مدة




يتبع ....


آلاء منير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-20, 08:49 PM   #786

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي



رنين هاتفها أيقظها من نومها لتتأفف منزعجة من رنينه الذي أخرجها من حلمها الذي اعتادته كل يوم مع آدم ..
من هذا المزعج الذي تلاشى آدم بسببه

تأففت مجددا من إلحاحه لتنهض بحدة تنظر للساعة بوجهها المحمر وشعرها المجنون بينما الغطاء الذي تضعه على عينيها ليحجب النور سقط على أنفها
وجدت الساعة تعدت الثانية ظهرا .. لقد تأخرت في نومها جدا ..

أمسكت هاتفها اللحوح تنظر لاسم كريم فتنهدت بإرهاق .. لقد أصبح يتصل بها كثيرا وهي تتجاهله عن عمد
لا تعلم كيف تتصرف بعد أن علمت بمشاعر أختها كما أعترفت لها قبل أيام ..

لقد تحدثتا وقتها لساعات و نصحتها حينها ألا تُلقي بقلبها في حب قد يسبب لها تعاسة .. بل وعدتها أيضا أنها ستحاول التحدث مع كريم وإخباره أنها لا تحبه وتحب آخر لتُنهي هذا الأمر على الأقل من جهتها ..

لكن نهى طلبت بإصرار منها ألا تفعل من تلقاء نفسها .. حتى لا تثير شكوك أمها وتقلقها ..

وهي وافقتها تؤجل الأمر قليلا .. فهي كماسة لن تستطع فعلا أن تذهب فتخبره أنها لا تكن له مشاعر خاصة فجأة وتعترف بحبها لآخر هكذا دون مقدمات .. دون أن يعترف لها هو بمشاعر خاصة في قلبه ناحيتها
مشاعر خاصة لم تستشعرها منه يوما حتى !

سيكون الأمر فيه حرج كبير

لكنها لا تزال محتارة .. ماذا تفعل مع أختها حتى تريحها !

على الرغم من وعد نهى لها أنها ستحاول نسيانه بالفعل .. وهذا كاد أن يريح ماسة .. لولا أنها استشعرت أن حب نهى لكريم ليس مجرد إعجاب عابر .. لقد قرأت نظرة عميقة بعينيها وهي تكلمها عنه ..
نظرة لامعة ..
نظرة فتاة أحبت أحدهم ببساطة
وهذا الـ أحدهم مناسب جدا لها وقد تكون قصة حب سعيدة .. لولا وجود ماسة في الصورة .. بشكل إجباري !!

انتبهت خارجة من أفكارها على رسالة وصلت لهاتفها بعد أن صمت من إلحاحه لتفتحها فتجده يقول لها " أنا بالأسفل ماسة .. أريد التحدث معك بأمر هام "
اتسعت عيناها تتساءل عما يكون هذا الأمر الهام وتوجست ..
إلا أن رسالة أخرى وصلتها مكتوب فيها باستفزاز متعمد وكأنه يقطع سبيل هربها المعتاد منه بسيف التحدي " لن آكلك لا تخافي ! "

فعقدت حاجبيها .. هل يعتقدها تخشاه .. بل هي من تأكله وتأكل عشرة رجال أمثاله !

تنهدت ترد عليه باقتضاب بأنها ستنزل له ..

وبعد دقائق طويلة كانت تخبر أمها بخروجها لكريم فهللت سمية بذلك الأمل الذي أصبح يخنق ماسة .. رغم هدوء ملامحها بينما يوسف لا زال في عمله ..

خرجت له تجده واقفا مستندا على البوابة يميل بوقفته شاردا بعبوس حتى رأها فاستقام مبتسما مستقبلا إياها ببشاشة .. وهي تردد في داخلها تدعو الله ألا يخبرها بحبه ولا بشئ يخصها .. فقط ترجو هذا
أن يصدق حدسها لا حدسهم ..

قال كريم ما أن وصلت له " ما هذا يا ابنتي .. لماذا تتجاهليني بهذا الشكل المنسف لغروري "

ابتسمت له بسماجة تقول له " ها قد أتيت .. انجز "

زم شفتيه بغيظ ثم قال بفظاظة يتخللها عصبية " أنت أبرد شخصية قابلتها في حياتي .. لولا العشرة و .. لولا العشرة ما نظرت لوجهك "

نظرت له بتلبد دون رد وقد لاحظت تلكؤه للحظة أثناء كلامه إلا إنها لم تعقب .. فتأفف يقول بصبر يمتاز به " ماسة .. أخبريني ماذا بكِ .. أريد أن أعرف .. أريد حقا مساعدتك "
عقدت حاجبيها تقول بإندفاع " هل أتيت بي لهذا .. ثم تساعدني في أي شئ تحديدا ؟ هل تجدني أشد في شعري "

صمت كريم للحظة ينظر لها بغموض ثم قال يهز كتفيه ببساطة مباشرة " لا .. لكنك لم تكوني يوما بهذا البرود .. الجميع يتألم لأجلك .. بينما أنتِ لا تبالي .. وكأن الكون أصبح يدور في فلكك "

زمت شفتيها وكلامه رغما عنها يؤلمها ألم غريب تكرهه ..
هذا ما ترفضه تحديدا .. أن تشعر بألم

أجل لقد أصبح الجميع يدور في فلكها .. منتظرين منها خطوتها التالية .. وهي بالفعل لا تبالي

ردت بهدوء تحسد عليه " ماذا تريد كريم "

فقال بهدوء أكبر يحسد عليه هو الآخر " نحتاج لجلسة فضفضة .. لن أسمح لكِ بالهروب أبدا مجددا .. لا أريد سوى أن أساعدك .. على الأقل أحاول .. ليرتاح .. الجميع "

عقدت حاجبيها مفكرة بأنه ليس من حقه أبدا معرفة أي شئ يخصها .. أو من حقه معالجة مشكلتها التي يزعمها

لكنها فرصتها .. لأجل نهى ستخبره بأنها تحب آخر ..
حتى إن لم يحب أختها يكفي أن يقطع أمله فيها هي ماسة - إن كان هناك أمل -

التفتت تنظر لشرفة أختها فلمحت طيفها هناك لتعود بنظرها له تقول بعزم " حسنا .. هيا بنا "
فسار أمامها يقول ممتعضا " أكثر الله خيرك والله .. سأبكي من شدة الكرم .. سنذهب للمقهى في آخر الشارع .. هيا خلصينا "

فزمت شفتيها تمنع نفسها من ركله ربما


....................................


قال كريم بذهول وهو يتراجع في مقعده " لا أصدق .. هل تحبين رجلا لن تريه مجددا كما قلتِ لتوك .. لقد مر على عودتك أشهر طويلة بالفعل فلو كان يريدك لعاد "

أطرقت ماسة بنظراتها وغيمة ألم تجتاحها مجددا بسبب كلامه .. لو كان يريدها لعاد .. لكنه لم يفعل

عادت تدفن الألم الذي يصارع ليتحرر .. فهذه أول مرة يواجهها أحدهم بعد أن تعودت التأقلم ..
تحاول تحليل رد فعله الآن .. هل يحبها أم لا .. فقط لو تعرف

رفعت نظرات ثابتة تهز كتفيها قائلة بهدوء لا يشي بشيء " هذا ما حدث .. لم أخبر به أحدا .. فقط أبي ونهى من يعلمان .. والآن أنت تعلم " قالتها تشير له بيدها

أطرق كريم للحظات صامتا يزفر !

بينما ماسة تحاول فك شفراته .. لقد أخبرته أنها وقعت في حب قبطان السفينة الذي أنقذها بنفسه وحكت له حتى عن أنه خلصها من قرش .. قالتها بمنتهى الفخر ولكن بالطبع لم تخبره بتفاصيل علاقتهما ..
هي فقط أرادات أن تخبره بأن قلبها ليس شاغرا

رفع كريم وجهه يقول بغموض " والحل .. كيف نحل هذه المشكلة "
ابتسمت له ماسة بسخرية تقول ببساطة " ومن طلب منك حلا .. أنا سعيدة هكذا "

هتف بصوت عالٍ يضرب الطاولة بينهما " أنتِ لا تعيشين في الكون بمفردك .. أمك وأبوك .. ونهى .. ماذا عنهم ! "
التفتت حولها تحمد الله على قلة الرواد ثم هتفت من بين أسنانها " أخفض صوتك .. تبا لك يا فضيحة "

زم شفتيه مغتاظا حانقا دون كلام
فتنهدت تقول بهدوء تبرر له " يا كريم صدقني .. كنت أتمنى لو أستطيع فعل شيئا لأريحهم .. لكن ليس بيدي "

ابتسم بسخرية يهز رأسه وقال باستنكار من بين أسنانه " ليس بيدك ! .. ليس بيدك الحب وفهمنا .. لكن ماذا عن تلك التعاسة التي تحيط بكِ كغيمة لا فكاك من حصارها .. ذلك البرود الذي تسكنينه وكأنكِ في صندوق ثلج .. ماذا عن أختك المتعلقة بكِ لدرجة تألمها من عجزها عن مساعدتك وبكائها .. ونظرات أبيكِ التي تسكنها خيبة وحزن فهمت سببهما الآن .. أما أمك .. فأنا متأكد بأنها لا ترتاح وهي ترى جمودك الغريب عنك .. ولا أعلم بصراحة إن كان من الجيد عدم معرفتها سبب جمودك هذا أم يجب أن تعرف .. تبا لكِ ولحبك الأناني "

أطرقت برأسها وألمها يتضاعف .. بعد وقت طويل جدا من الجمود فعلا

الغيمة التي هو غاضب لأنها تسكنها توشك على التبدد .. وستنهار أكثر

بينما هو يردف بقسوة " أتعلمين كيف أصبحتم أنتِ وعائلتك .. أصبحتم وكأنكم تؤدون أدوارا تحفظونها دون روح .. بابتسامة باردة منك تخبريهم أنكِ بخير .. فيردونها بابتسامة أخرى يخفون بها حزنهم .. فلا أنتِ بخير ولا هم يصدقون .. أدوار سخيفة على خشبة مسرح بارد .. من مؤلف أناني لا يهمه أحد .. وهو أنتِ "
هتفت بألم وحشرجة " أنا يا كريم ! "
رد دون اهتمام " أجل أنتِ يا ماسة .. أنتِ تجبرينهم على هذا .. فما أن يقتربوا منكِ متسائلين حتى تهربي بلا مبالاة .. بعد أن كان أول أولوياتك عائلتك .. ها هم في أسفل نقطة من قائمة حياتك "

صمت للحظة ثم أردف مجددا بهدوء بارد " لم تعودي صغيرة للأسف يا ماسة .. ولا توجد قوة في العالم قادرة على تغيير فتاة مثلك كطفلة يجب توجيهها .. لقد تربيتِ قوية .. و ربما لأجل ذلك لا يريدون خسارتك بمواجهتك .. فمحاولة افاقتك بحزم .. قد تبعدك عنهم أكثر .. وهم يدركون أنكِ لن تبالي بإبعادهم بقسوة "

رفعت ماسة يدها لصدرها لاهثة متألمة .. ألم قوي فظيع
تلك الفجوة المتسعة الألم يخرج منها ببطء .. كإبر توخذها فتشهق مجفلة بأنفاسها ..

أطرقت برأسها دون رد للحظات
فأتاها صوته برفق هذه المرة متنهدا " لم أقصد .. حسنا لم أقصد .. أنا آسف "

رفعت وجهها تقول بإختناق " أنا آسفة للجميع .. ليس ذنبي والله .. أنا فقط .. أحببت "
قالت الكلمة الأخيرة تهز كتفيها بقلة حيلة
صمت للحظات ينظر لها ثم قال بجفاء " أجل أحببتِ .. هذا حقك .. وأنتِ تحرمينهم من حق رؤيتك مع من تحبين .. لكن على الأقل كوني سعيدة .. لأجلك .. لأجلهم .. لا تسلبي سعادتهم بتعاستك .. لا تسلبيهم كل حقوقهم عليكِ "
مد يده عبر الطاولة يمسك بيدها الباردة كالثلج ملاحظا تشنجها للحظة قبل أن تجبر نفسها على الاسترخاء بينما يردف بشرود " كوني سعيدة ماسة لكن بصدق لا مجرد قناع وتمثيل .. قد تخسرين شيئا .. لكن هناك المزيد من الأشياء .. فالسعادة أبدا لا تكون في شيء واحد "
صمت مجددا يبتسم لها بسمة باهتة تحمل بعض التشجيع وقال " تعايشي مع خسارتك .. لكن واجهيها .. تألمي عليها .. لكن لا تموتي بفقدانها "

رفعت نظراتها له بدموع حبيسة سرعان ما ابتلعتها بكبرياء وعناد وقالت بتحشرج " شكرا لك "

غمز ببعض الشقاوة وسط حزن ملامحه الغير مفهوم وقال " أنا في الخدمة "

ابتسمت ببعض التشوش فهي لا تعرف شعوره تحديدا وسط كل ما تشعر به حاليا ..

نهض كريم يلقي بحساب القهوة على الطاولة قائلا بهدوء " حسنا .. لنعد للبيت "
ثم سبقها بخطوات وعيناه بهما لمعة تفكير عازم من نوع آخر رغم حزن تعابيره و .. أسفه !

فتبعته شاردة
وألمها يزداد



يتبع ...


آلاء منير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-20, 08:53 PM   #787

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

دخلت ماسة بيتها تغلق الباب ورائها مستندة عليه بصمت دون فعل شيء .. فاستقبلتها أمها تقول بابتسامة هادئة بينما عيناها تلمعان بذات الأمل " ماذا كان يريد منكِ كريم "
ظلت ماسة تنظر لها للحظات
أمها الحبيبة .. لطالما كانت أمها شخصية تؤمن بالحب جدا .. تتمنى لبنتيها قصة حب تنتهي بالزواج السعيد كما حدث معها هي وأباها ..
رغم حنقها الدائم وراء كل عريس مرفوض بدون سبب .. إلا إنها ترضخ لإيمانها أن أهم شيء راحتها وحبها لإختيار زوجها
واعتقدت بأنه كريم !

لكن ها هو طريق أملها قد قطعته للتو .. ترى أي خيبة أمل ستشعرها عندما تعلم !

هزت ماسة كتفيها بلا مبالاه ترد بهدوء " لا شئ محدد "

عقدت سمية حاجبيها تشير وراء كتف ماسة قائلة " لماذا لم يدخل "
مطت ماسة شفتيها بنفس اللا مبالاة التي استفزت سمية وقالت " لقد ذهب لبيته أو لأي مكان .. ما أدراني "

زمت سمية شفتيها وقبل أن ترد كان قد وصل يوسف من عمله يلقي التحية مقبلا رأس ابنته وزوجته ثم سأل ماسة بتعجب " أين كنتِ "
نظرت له ماسة للحظات هو الآخر وكأنها تستكشف كل منهما .. تعتذر منهما .. ترى عمق ألمهما بسببها
لحظات طالت وهو يطالعها بدهشة فردت بهدوء " كنت مع كريم "
عقد يوسف حاجبيه يسأل " وحدكما ؟ "
قالت سمية بسرعة " حسنا ماسة .. اذهبي أنتِ حبيبتي حتى أنهي الغداء بعد دقائق "

أومأت ماسة تعلم ماذا يحدث ..
أبوها مستاء من خروجها مع كريم دون معرفته وحدهما بينما أمها تصرفها حتى لا يتحدث معها في الأمر

صعدت السلم متجهة لغرفة أختها وهي تسمع صوت أبيها لاحقا بأمها للمطبخ يقول بتوبيخ " لماذا تجعلينها تذهب خارجا معه "
ردت سمية عليه بصبر " وماذا بهذا حبيبي .. إنهما جيران وأصلا كانا في مقهى في أول الشارع "
زفر يوسف قائلا " يا سمية .. تعلمين أنهما جيران وأصدقاء طفولة .. لكن بوجودنا وبعلمنا .. لا أن تخرج معه هكذا في أي وقت "

زفرت سمية تقول بحنق وتعب " وماذا بها يوسف .. أنا أريدهما أن يتقاربا .. الفتاة تعدت الثامنة والعشرين ولم تتزوج بعد وتعيش في حال غريب لا أفهمه أو أتقبله .. إلى متى .. لقد تعبت والله "
رد عليها يوسف هاتفا بضيق ونفاذ صبر " توقفي سمية عن بناء الأحلام .. ماسة تبدو غير منتبهة له أصلا .. يكفي هذا "

هزت ماسة رأسها تكمل طريقها لغرفة أختها تتمتم وهي تتجاهل باقي حديثهما " يا إلهي كم يتألمان بسببي ويحملان همي .. آسفه لتخييب ظنك أمي .. حقا أتمنى لو فقط أستطيع اسعادك في هذا .. لكن والله ليس بيدي .. ربما لو كانت ظروفا أخرى .. لو كانت "

ثم تنهدت تطرق باب أختها وتدخل

رفعت نهى نظرها من حاسوبها تنظر لماسة بهدوء بينما قالت ماسه وهي تجلس بجوارها " كيف حالك نهى "
هزت نهى كتفيها دون رد فقالت ماسة بهدوء " كنت منذ قليل مع كريم "
عادت نهى بنظراتها لحاسوبها تقول بلا مبالاة ظاهرية " حقا "
زفرت ماسة تشعر بصداع وهي تريد الانفراد بنفسها " أعلم أنك رأيتِني أصعد معه للسيارة .. فلا تدعين الجهل الآن "
قالت نهى دون رفع نظراتها عن الحاسوب " وما دمتِ تعلمين لماذا تقولين مجددا إذا "
تأففت ماسة و هتفت بغيظ " نهى أنا أتحدث معك .. هلا انتبهتِ لي لنتحدث كالبشر "

رفعت نظراتها لها أخيرا بصمت فسحبت ماسة نفسا مرتجفا تشعر باختناق كبتته للحظات إلى أن تنفرد بنفسها ثم قالت مباشرة باختصار " لقد أخبرته عن آدم "
هتفت نهى فيها " ماذا .. هل جننتِ "
تنهدت ماسة تقول " هذا ما حدث .. لقد سألني عن مشكلتي وأخبرته "
سألت نهى بعدها بقلق وحذر " هل .. هل أخبرته شيئا عني .. إياكِ أن تكوني أ .. "
قاطعتها ماسة بنفاذ صبر " لم أخبره عن شئ يخصك .. هل أنتِ مخبولة .. فقط أخبرته عن آدم "
سألتها نهى بضيق وإصرار " ولماذا تخبرينه بالله عليكِ "
هزت ماسة كتفيها ترد وهي على وشك صفعها " لقد ألح عليّ .. تعلمين أنه يلح منذ أشهر بالفعل .. لذا وجدتها فرصة أن أقطع أي طريق له .. أنتِ لا علاقة لكِ بالأمر "

زفرت نهى تغلق حاسوبها بعنف ثم قالت " ماسة .. لماذا فعلتِ ذلك .. صدقيني لو حاولت أن تحبي كر.. "
قاطعتها ماسة بعنف " توقفي حالا .. أخبرتك أنه لا كريم أو غيره .. لا أستطيع .. لا أستطيع أن أظلم أحدهم معي لمجرد أن أنسى آدم .. أو حتى لإرضاء أبي وأمي .. هذا خطأ لست أن من يرتكبه "

تنهدت نهى تطرق بحزن على حال ماسة وصمتت لا تجد ما تقوله بينما نهضت ماسة مُستنفزَة وهي تتحرك لتخرج من الغرفة " فقط أُخبرك .. كريم لن ينظر لي كزوجة مستقبل بعد الآن .. هذا إن كان قد فعل يوما كما تدعون "

أوقفتها نهى تسألها بتردد وخجل " ماذا كان .. رد فعله "
زفرت ماسة وهي تفتح الباب ترد بهدوء واقتضاب " لم أتبين شيئا .. للأسف " ثم نظرت له تقول ببريق عينين يشبه الدموع " فقط كوني بخير .. لا تتورطي كثيرا .. حتى لا تتألمي "
قالتها وخرجت متوجهة لغرفتها تكاد تترنح ..
تاركة أختها ورائها .. تشعر بفرحة أنانية رغم كل شيء .. فهطلت دموعها بعدها حزنا على أختها وقهرا

أما ماسة فدخلت غرفتها جالسة على سريرها تضم ركبتيها لساقيها ناظرة للفراغ أمامها بضياع

ووجهها الذي اعتاد على فراغ تعابيره يظهر به الصراع والتفكير المشتت
تتعاقب عليه الانفعالات

لتضربها موجة ..
من ذكريات متفرقة مع آدم .. مُرسلة لقلبها قبسا من شعور الحنين والافتقاد الموجع ..

" أفديكِ بروحي يا ماسة البحر التي التقطتها من قلبه "

" يا إلهي .. لم أتذوق يوما ما هو بنفس حلاوة شفتيكِ يا شرقية .. أنه شهد شرقي حلو المذاق بطريقة .. ! "

" سأعيدك لأهلك ماسة .. أعدك "

" لا يا ماسة .. ليس انجذابا وفقط .. هذا ميلاد لقلب مات منذ سنين .. ووصولك كان قُبلة الحياة لتبث النبض فيه ! "

" فقط أذكريني بالخير .. وإلتقي بمن تغترفين من قلبه الحب حد الثمالة .. فأنتِ لا تستحقين أقل من هذا ..
وإعلمي .. مهما طال بكِ العمر .. بأن على هذه الأرض هناك من يحبك لأخر نفس في صدره
هناك قبطان غارق في حب ماسته التي إلتقطها
أو من يعلم .. ربما الماسة هي من إلتقطته ..
أشتاقك وأحبك في كل وقت وفي أي مكان "



شهقت شهقة مرتجفة خافتة .. و دمعة ماسية تدحرجت على خدها ..
وألمها يظهر بوضوح يتمدد ويتمدد مجتاحا إياها .. بينما تهمس مهتزة الأنفاس " كاذب .. يا إلهي كم أنت كاذب .. لم تغرق في حبي .. بل أغرقتني أنا وتركتني أصارع الموج وحدي .. دون قدرة على السباحة .. كم أنت كاذب "

ضربتها موجة ثانية ..

من كلمات كريم التي كانت كشظايا مُصوبة ببراعة لقلبها .. كصعقات كهربية تبحث عن النبض فيه .. فتنتفض بشعور ملتاع .. ودمعة أخرى متدحرجة ..

" أنتِ لا تعيشين في الكون بمفردك .. أمك وأبوك .. ونهى .. ماذا عنهم ! "

" ليس بيدك ! .. ليس بيدك الحب وفهمنا .. لكن ماذا عن تلك التعاسة التي تحيط بكِ كغيمة لا فكاك من حصارها .. ذلك البرود الذي تسكنينه وكأنكِ في صندوق ثلج .. ماذا عن أختك المتعلقة بكِ لدرجة تألمها من عجزها عن مساعدتك وبكائها .. ماذا عن نظرات أبيكِ التي تسكنها خيبة وحزن فهمت سببهما الآن .. أما أمك .. فأنا متأكد بأنها لا ترتاح وهي ترى جمودك الغريب عنك .. ولا أعلم بصراحة إن كان من الجيد عدم معرفتها سبب جمودك هذا أم يجب أن تعرف .. تبا لكِ ولحبك الأناني "

" أتعلمين كيف أصبحتم أنتِ وعائلتك .. أصبحتم وكأنكم تؤدون أدوارا تحفظونها دون روح .. بابتسامة بلاستيكية باردة منك تخبرينهم أنكِ بخير بها .. فيردونها بابتسامة أخرى يخفون بها حزنهم .. فلا أنتِ بخير ولا هم يصدقون إدعاءك .. أدوار سخيفة على خشبة مسرح بارد .. من مؤلف أناني لا يهمه أحد .. وهو أنتِ "

" أجل أنتِ يا ماسة .. أنتِ تجبرينهم على هذا .. فما أن يقتربوا منكِ متسائلين حتى تهربي بلا مبالاة .. بعد أن كان أول أولوياتك عائلتك .. ها هم في أسفل نقطة من قائمة حياتك "

" أجل أحببتِ .. هذا حقك .. وأنتِ تحرمينهم من حق رؤيتك مع من تحبين .. لكن على الأقل كوني سعيدة .. لأجلك .. لأجلهم .. لا تسلبي سعادتهم بتعاستك .. لا تسلبيهم كل حقوقهم عليكِ "


شهقت ماسة شهقة أعلى جافة وطبقات دموع تتجمع فوق عينيها .. مآقيها تتفجر بآبار دموعها ..
وتتثاقل الطبقات والشهقات تزيد ..

وموجة ثالثة ..

أصوات أبيها وكلمات أمها تُعاد في عقلها مرارا .. فيمر بها شعور الحزن .. الذنب .. شعور من خذل من كان يثق به أكثر من أي أحد .. تصاحبها دمعة أخرى وأخرى ..

" وماذا بها يوسف .. أنا أريدهما أن يتقاربا .. الفتاة تعدت الثامنة والعشرين ولم تتزوج بعد وتعيش في حال غريب لا أفهمه أو أتقبله .. إلى متى .. لقد تعبت والله "

" إن أردت اعتزال حياتك وعزل نفسك بعيدا حتى عن عائلتك .. فلكِ هذا .. افعلي ما شئت .. لكن إن سمعت صوتك يعلو أمام أمك مجددا .. أقسم أن أعيد تأهيلك بنفسي .. ولنرى كيف أنك كبيرة ولا تريدين أن نتدخل في حياتك الباهتة ! "

" الأمر فقط أنكِ لم تزوريني منذ مدة في غرفتي "



شهقت ماسة منفجرة في البكاء أخيرا .. تبكي بعنف وقلبها يؤلمها بشدة بينما تهمس من بين عنف بكائها " يا إلهي .. ماذا أفعل .. أنا أتألم .. وألمي بسبب ألمهم أكبر .. ماذا أفعل .. لم أقصد أن أخذلهم .. لم أقصد إيلامهم .. قصدت النجاة بنفسي من هذا الألم "

شهقت مرة بعد مرة ودموعها وكأنها لا تعرف طريقا للتوقف .. تحفر مجاريها كأنهار تفيض فتغرق كل وجهها بقوة

" تعايشي مع خسارتك .. لكن واجهيها .. تألمي عليها .. لكن لا تموتي بفقدانها "


رفعت يدها المرتعشة تكتم شهقاتها فتختنق أكثر .. فرفعت يدها الأخرى تمسك بهاتفها بأصابع مرتجفة ثم رفعته لأذنها منتظرة للحظات حتى أتاها صوته المتعجب الذي يحمل نبرة إرهاق تجاهلتها طويلا .. لكن ها هي تسمعها بوضوح فتزيد من ألمها
همست بعجز دون قول المزيد من بين بكائها " أبي .. أبي "
أُغلقت المكالمة فعادت تبكي وتبكي منتظرة لحظات قصيرة حتى فُتح باب غرفتها بعنف قبل أن تشعر بذراعين دافئين يسحبانها لصدر واسع كأرض براح لها وحدها
فانفجرت أكثر وأكثر دون اكتراث وقبلات على رأسها تأتي مترافقة مع الصوت الحبيب " سيمر .. سيمر حبيبة قلب أبيكِ .. سيمر "
وهي تتشبث كغارقة تبحث عن النجاة
بإصرار هذه المرة .



يتبع ...


آلاء منير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-20, 08:58 PM   #788

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

بعد ساعات ..

خرجت من حمامها الخاص تجفف شعرها بملامح وجهها المحمرة وعينيها منتفختين .. لكن راحة تشتاقها واضحة على معالمها رغم كل شيء

جلست أمام منضدة الزينة تهتم بشعرها وتسرحه بينما تشرد بما حدث اليوم .. عندما كانت في أحضان أبيها الدافئة فأخرجت كل ألمها ببكائها دون كلام ..

وكم ارتاحت .. وكأنها لا تعرف الراحة إلا بوجوده فعلا
هي غبية حقا بعزلها نفسها عن مكان راحتها الخاص ..

تذكرت أنها ظلت تبكي إلى أن نامت دون شعور حتى استيقظت بعد وقت طويل من نوم مشبع لتجد نفسها لا تزال بين ذراعيه والليل حل بظلامه على الغرفة !
نائمة في حضنه كما اعتادت وهي طفلة بينما هو يملس على شعرها بحنان شارد

ما أن شعر بإستيقاظها حتى نظر لها وابتسم دون كلام للحظات حتى كسر الصمت قائلا " أنتِ بخير ! "

ابتسمت حينها تنظر له بتمعن وظلت صامتة وكأنها تبحث عن إجابة صادقة حتى ردت " بخير أبي .. طالما أنت معي فأنا بخير دائما "
ظهر عتاب في عينيه يقول " أنا معك ماستي .. أنتِ من لستِ معي .. لست معنا جميعا "
هزت رأسها دامعة العينين تقول بخفوت " أنا آسفة .. أرجوك "
ربت على كتفها مطمئنا إياها يقول لها " أنا هنا حبيبتي .. لا بأس "
ثم صمت يسألها " هل تريدين قول شيء لي "
شردت للحظة ثم قالت بثقة بخفوت " أنا بخير .. فقط ثق بي هذه المرة "

ظل صامتا للحظة ثم استسلم يقول " أنا أثق بكِ وبقوتك يا ماسة .. لطالما فعلت "

تنهدت تحتضنه هامسة له بتحشرج " أنا أحبك جدا يا أبي "
رد عليها مبتسما " وأنا أعشقك .. أعشقك يا حبيبة أبيكِ "

" خيااااااانااااااااااه "
فزع الاثنان ينظران جهة الباب ليجدا نهى تصرخ بالخيانة وسمية تنظر لهما كذلك تتصنع الغيظ بعبوس حتى قالت " لهذا لم تتناولا الغداء وظللتما لساعات .. فقرة الحب الأبوي ها !! "

قهقه يوسف ونهى تهجم عليهما قافزة على السرير تفرق بينهما تتجاهل وجه ماسة الباكي متدخلة فورا بجيناتها المرحة ناشرة البهجة
" ابتعديييييييي " هتفتها نهى بغيظ وهي تدفع ماسة بطفولية حانقة وهي تحتضن أبيها بدلا منها بعناد بينما سمية ظهر الحزن على ملامحها وهي ترى ماسة رغم ضحكاتها لكن وجهها يبدو باكيا بعنف ..

انتبه يوسف لها فسحب جسدها الصغير إليهم وكأنه ينفض حزنها .. لتسقط فوقهم تصرخ ضاحكة رغما عنها " اتركني يا يوسف لم أعد صغيرة على هذا الجنون يا رجل "
وهم يتدافعون جميعا بقوة بينما ماسة تصرخ بعنف وهي تنفجر ضحكا كما لم تفعل منذ زمن " السرييييييير .. سريري يستغيييييييييث .. النجداااااااااااااة "

خرجت ماسة من شرودها وهي تضحك تهز رأسها يأسا وتنتهي من شعرها وتركته رطبا حرا ..

نهضت بعدها تستعد لصلاتها ..
تسجد طالبة من الله .. الرضا ..
تستغفر ربها على قلة رضاها .. على قنوطها
على عذاب أهلها معها ..
حتى أنهت صلاتها فقامت تخلع اسدالها بهدوء .. وسكينة تجتاح روحها تتناول حاسوبها تفتح حسابها ثم بعد لحظات تتحرك أصابعها في اعتياد

( مرحبا مجددا ومجددا ..
كيف الحال يا من لن أعرف كيف حاله أبدا على ما يبدو !
اليوم كان متعِبا جدا لي .. لقد أخبرت كريم أخيرا بأني مشغولة القلب ..
سامحني لن أستطع إخبارك أسبابي الأخرى في رفضي لكريم تحديدا .. فهو أمر عائلي
لكن يكفيك أن تعلم أني أحبك .. لن أتنازل عن رغبتي في حبك وهذه إرادتي ..
تكلمت كثيرا معه .. و لقد آلمني متعمدا
لكن يبدو أنه كان محقا في عرض مساعدته لي .. ليحلها
أشعر براحة ..
أشعر بعزم ..
أشعر بأني أريد أن أكون سعيدة ..
سأكمل مسيرة حياتي متوجهة نحو أهدافي التي رسمتها منذ زمن قبل حتى أن أراك ..
لكني سأسير لأهدافي بصحبة ذكراك هذه المرة
عاشقة .. راضية
مؤمنة بقدري ..

وسأفعل أي شيء لسعادة عائلتي فهم يستحقون ذلك ..
سأتألم في غيابك .. لكني اكتشفت أن ألمي دليلا لعمق حبي لك .. مشجعا لي كي لا أتنازل يوما عن هذا الحب القوي في قلبي ..
وسأتساءل في كل لحظة عن حالك ..
يا من لن أعرف حاله يوما .. برضا !
أحبك وأشتاقك

مخلصتك للأبد : ماسة )


أغلقت الحاسوب متنهدة

نقطة آخر سطر في تخبطها ..
لو رضي الإنسان بقضائه .. لارتاح
ستقتنع .. لديها الكثير من العطايا لتقتنع ..
فمن تكون هي حتى تنال كل شيء .. أو تقنط !

تنهدت مجددا تنهض تتطلع في الليل خارج النافذة بشرود للحظات

حتى انتبهت للبوابة المقابلة تُفتح ويخرج كريم يبدو عابسا متوجها .. لبيتهم !
عقدت حاجبيها بتوجس تنظر للساعة فتجدها العاشرة ليلا فتمتمت " ماذا يريد في هذا الوقت "
ثم نزلت وهي تسمع صوت الجرس للباب الخارجي تزامنا مع وقوفه أمام باب بيتهم الخارجي

خرجت من غرفتها متوجهة للأسفل تجد أباها يستقبله بترحاب يحمل بعض الدهشة

وجلس الجميع في غرفة المعيشة بأريحية ولحقتهم منتبهة لأختها التي نزلت ما أن سمعت صوت كريم

دخلتا معا يقفان على الباب فرفع كريم نظراته لهما ثم عقد حاجبيه .. بعزم !!

التفت ناظرا للجالس بجواره بنظراته العازمة المُصرة وقال بهدوء مباشرةً " عمي يوسف .. انا آتٍ لك اليوم طالبا يد ابنتك "

اتسعت عينا ماسة بذهول بينما شهقت نهى دون ارادتها بألم
أما سمية فهللت بنظراتها رغم تحفظ ملامحها
ويوسف رفع عينيه لبنتيه للحظة ثم أنزلها لكريم .. بنظرات هادئة مرحبة !



انتهى الفصل الثاني والعشرين .. الفصل تقريبا 78 صفحة كتعويض للأحد الماضي ..
طبعا عارفة في اشتياق لآدم لكن الحبكة تطلبت عدم وجوده .. لكنن وصاني أبلغكم سلامه
أتمنى يعجبكم الفصل ومنتظرة تعليقاتكم بشوق كبير لنعود لنشاطنا تااااااااني
نلتقي الأحد القادم بأمر الله


آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 31-05-20, 10:12 PM   #789

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

انا جيييييييييت



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 90 ( الأعضاء 20 والزوار 70)
ام زياد محمود, ‏سوووما العسولة, ‏راما الفارس, ‏Heba ahmed11, ‏Moon roro, ‏آلاء منير, ‏سعيده ببلادي, ‏asaraaa, ‏عبير سعد ام احمد, ‏As.S, ‏اشراقه حسين, ‏lana maythn, ‏Emaimy, ‏لاار, ‏الرسول قدوتى, ‏rontii+, ‏om ahmed altonsy, ‏maram alsaeed, ‏ام مريم والاء, ‏Hnady


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 31-05-20, 10:20 PM   #790

راما الفارس

? العضوٌ??? » 386178
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,037
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » راما الفارس is on a distinguished road
افتراضي

حلو الفصل بس يا ريت لو طمنتينا على ادم

راما الفارس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:52 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.