آخر 10 مشاركات
زوجة مدفوعة الثمن (44) للكاتبة:Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          أريد منك أكثر مما أريد / للكاتبة الكريستال ، مكتملة (الكاتـب : الكريستال - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عرض مغرى (148) للكاتبة Michelle Conder .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          على ضِفَّة لوحة انتظار ! وَ في لحظاتٌ تُحَيّكَ بهما الأَشْواقُ.(مكتملة) (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          وعانقت الشمس الجليد -ج2 سلسلة زهور الجبل- للرائعة: نرمين نحمدالله [زائرة] *كاملة* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree2430Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-06-20, 10:53 PM   #1121

تالن يوسف

? العضوٌ??? » 431382
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » تالن يوسف is on a distinguished road
افتراضي


تسلم ايدك يا شموسه❤️❤️❤️❤️

تالن يوسف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-20, 10:53 PM   #1122

أسيل محمد

? العضوٌ??? » 364449
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 200
?  نُقآطِيْ » أسيل محمد is on a distinguished road
افتراضي

فى الانتظار شموستى الغالية

أسيل محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-20, 10:54 PM   #1123

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,966
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضور لأحلى شموسة

Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-20, 10:54 PM   #1124

Mwatena mesrya

? العضوٌ??? » 370157
?  التسِجيلٌ » Apr 2016
? مشَارَ?اتْي » 241
?  نُقآطِيْ » Mwatena mesrya is on a distinguished road
افتراضي

waiting...........

Mwatena mesrya غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-20, 10:55 PM   #1125

رانيا صلاح
 
الصورة الرمزية رانيا صلاح

? العضوٌ??? » 395664
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 706
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رانيا صلاح is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 267 ( الأعضاء 102 والزوار 165)
‏رانيا صلاح, ‏نداء1, ‏ام سليم المراعبه, ‏Roonyy ameen, ‏meryamaaa, ‏نجمة القطب, ‏حسناء_, ‏Lamiaa farh, ‏shimaa_2, ‏Mwatena mesrya, ‏Toka tarek, ‏ياسمين نور, ‏زالاتان, ‏Mayssa 92, ‏Batatss, ‏تالن يوسف, ‏ايميلي انا, ‏Lutesflower, ‏Maryam Tamim, ‏ارض اللبان, ‏Tott, ‏Ektimal yasine, ‏إسراء خالد, ‏Alice laith, ‏رودى رامى, ‏حبيبيه, ‏أسيل محمد, ‏Sara Ali❤️, ‏samaia, ‏سماح الطيبة, ‏اسراءالرسول, ‏Diego Sando, ‏ميمو٧٧, ‏شمس الشام, ‏conan94, ‏عبق الوطن, ‏ام علي اياد, ‏رحيق الجنان, ‏Hagora Ahmed, ‏موضى و راكان, ‏Gehan hassan, ‏malokty, ‏Hoba Nasry, ‏nawara2000, ‏Esha, ‏منالب, ‏Shammosah, ‏مريم احمدو, ‏sira sira, ‏sama mohammad, ‏بريق العابرين, ‏آيوووتة, ‏سوووما العسولة, ‏الاوهام, ‏rosemary.e, ‏الزنجية الشقراء, ‏Zainab17, ‏Amira Samir, ‏asaraaa, ‏alan, ‏redrose2014, ‏Other, ‏مونى جيسى, ‏أم سيف, ‏Berro_87, ‏رانيا محمد19, ‏Dodyum, ‏جنغوما, ‏rashid07, ‏loulouys, ‏farah mum, ‏عمرااهل, ‏طماطم يس, ‏sayda Omer, ‏yanayana, ‏شمس ابراهيم, ‏باااااااارعه, ‏Omsama, ‏Roha15, ‏السَحَر, ‏Lolo rabah, ‏تاتا26071978, ‏rafalo, ‏ريري المصري, ‏amouna_k, ‏شهدsoso, ‏Yara.23, ‏Hager Haleem, ‏bashora1998, ‏سحر صلاح, ‏ميمو4, ‏butterfly.z, ‏بتو خليفه, ‏سلوى ع, ‏Eman Sabry 85, ‏eylol, ‏zahra Mino, ‏الحياه اغنيه, ‏emtalal, ‏SORAYA M, ‏مهجه123, ‏الروح الهائمه


رانيا صلاح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-20, 10:56 PM   #1126

Tott

? العضوٌ??? » 417064
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 228
?  نُقآطِيْ » Tott is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور🌹🌹❤️❤️
تسلم أيدك يا قلبي وتسلمى على تعبك معانا و ابداعاتك الرائعه😘😘😍😍
دومتى مبدعه متالقه وشموسه فى سماء الفن والابداع


Tott غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-06-20, 10:59 PM   #1127

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل التاسع عشر


بمجرد أن أصبحا في البهو الرئيسي للفيلا علم التوأمان من زيلا أن والديهما في إحدى الغرف فقررا أن يذهبا إليهما ليريهما حلتي الزفاف لكنهما بمجرد أن دخلا سمعا غنيم يهتف في زوجته بصدمة "من؟؟؟ .. دعوت من ؟.. آل سماحة !!!"

تسمر التوأمان وكأن ماءً مثلجا قد ألقي عليهما خاصة كامل الذي جف ريقه وبدت المفاجأة عليه واضحة بينما هدر فيه والده بمجرد أن أحس بدخولهما "أنت لم تخبرها؟؟"

وقفت سوسو تمرر نظراتها بينهم وقد شعرت بانقباض قلبها بينما غمغم كامل بحشرجة" لم تتسن لي الفرصة لإخبارها "

سألت سوسو بحذر" تخبرني بماذا؟!"

ساد الصمت وغنيم يناظر ابنه بغضب ثم هتف من بين أسنانه وهو يضربه بعصبية بعصاه على ساقه "أمك دعت آل سماحة لحضور حفل اليوم ..تفضل حلها يا عبقري "

تبادلوا النظرات مشفقين على سوسو التي تناظرهم بريبة فأطرق غنيم برأسه يشعر بالضيق الشديد كلما حاول حل عقدة تتعقد أخرى .. أما كامل فكان في موقف صعب خاصة مع توقيت كشف الحقيقة فقال بصوت هادئ" هناك ما أجلنا اعلامك به يا أمي .. (وصمت قليلا يحاول جاهدا صياغة الكلمات .. فهو ليس طليق اللسان كتوأمه ثم أكمل ) أنت تعرفين بأن بسمة لها تجربة زواج سابقة .. ومن كان زوجها هو مقرب من بيت سماحة وهم يعرفونها جيدا "

شحب وجه سوسو تتطلع في ابنها ثم نظرت لغنيم فوجدته مشيحا بنظراته بضيق شديد فعادت لكامل تسأله بصوت مبحوح "يعرفونها ؟.. وأنا من كنت أقول لنفسي من الجيد أنها من خارج العاصمة فلا داعي لذكر إن كانت قد سبق لها الزواج أم لا .. (ثم سألته بنفس الحشرجة ) من يا كامل.. كانت زوجة من ؟"

تلكأ كامل في الإجابة وقال" أريدك فقط يا أمي أن تعلمي بأني..."

هتفت بصوتها المبحوح بقلة صبر مقاطعة وهي تقترب بخطوات رشيقة لتقف أمام ابنها "من يا كامل؟"

بلع ريقه ونطق الاسم الذي يكرهه" سيد"

رمشت بعينها عدة مرات بحركة عصبية ثم قالت بعدم فهم "سيد من؟.. سيد ربيبهم وزوج ابنتهم .. الملحن !!!"

ساد الصمت فتعلقت أنظار سوسو الغاضبة المصدومة بابنها الذي أومأ برأسه ببطء يؤكد لها ما سمعته فما كان منها من صدمتها وارتباكها إلا أن رفعت يدها تلقائيا ولطمته على وجهه ..

ظل كامل أمامها متخشبا دون أي حركة بينما تجعد جبين شامل شاعرا بالسوء أن يتطور الأمر إلى هذا الحد .. وفي يوم كهذا .. أما سوسو فظلت يدها متعلقة في الهواء بعد أن قبضتها بقوة وقد تأذت مشاعرها بشدة .. مرة من الصدمة ومرة مما فعلته للتو خاصة في يوم زفاف ابنها فأمسكت بطرفي حلة العرس التي لم تجد الفرصة لأن تفرح بها ورفعت وجهها إليه توبخه باكية" لماذا .. لماذا وضعتني في هذا الموقف المحرج مع الناس (ولصقت جبينها بصدر ابنها تغمغم ) لماذا يا كامل"

رد كامل شاعرا بالذنب" كان رغما عني يا أمي"

رفعت إليه وجهها صارخة" رغما عنك !!.. كل شيء رغما عنك وأنا لا أحد يضع لي اعتبارا في هذا البيت .. تخفون عليّ الأسرار كالعادة "

قال كامل" يا أمي...."

هدرت فيه وهي تدفعه بعيدا عن الباب" لا أريد أن أسمع شيئا .. وأنا في غرفتي ولن أنزل لأحد ولا أريد أن أرى أحد ابتعد "

قالتها وهي تتجاوزه لتخرج من الغرفة فزفر غنيم بضيق شديد محوقلا بينما نظر شامل لتوأمه يخفف من ضيقه مشيرا له بعينيه بأنه سيتولى أمر والدهما و على كامل أن يتولى أمر أمهما ..فلحق كامل بأمه بعد دقائق في غرفتها والتي كانت لا تزال الصدمة تلجمها ليجدها جالسة على أحد المقاعد وقد اشاحت بوجهها عنه فور دخوله تفتح وتضم قبضتها المستقرة على يد المقعد برتابة تحاول التماسك بكل قوتها حتى لا تنهار .

اقترب كامل ببطء حتى وصل إليها ثم هبط أمامها يجلس على عقبيه وهو لا يعرف كيف يحلها وماذا يقول ليخفف عنها .. في الوقت الذي كانت مشاعر الأمومة في قلب سوسو تحثها على المزيد من الصبر والتحمل ومحاولة البحث عن أي أعذار واهية حتى لا تفسد الحدث العائلي الهام .

تكلم كامل بهدوء مبتعدا عن طريقته الصدامية المعهودة وذلك ما تفاجأت به سوسو لتجده يقول" أنا اعترف بأنك وأبي قد تحملتما بخصوص زواجنا أمورا لم تكن في حسبانكما ..لكن صدقيني لم يتعمد أحد منا مضايقتكما أو يقلل من احترامكما .. أنا خشيت أن أخبرك بالحقيقة كاملة فيتعقد الأمر .. أردت أن أخرج بسمة من القرية بأي ثمن حتى لو كان هذا الثمن هو حرق أعصابي أنا"

كلماته وذلك الألم الذي لمحته في صوته شد انتباهها فتطلعت فيه مدققة بينما أكمل كامل بنفس الهدوء" كنت بالتأكيد أنوي اخبارك ..فأمر كهذا لم أكن استطيع اخفائه لوقت طويل .. كل ما في الأمر أني كنت أؤجله حتى تأتي بسمة وتعيش معنا ثم أخبرك .. لم يكن هذا تهميشا لك بل تخفيفا عنك مما أعرف بأنه ثقيل لكني كنت مضطر له .. أنا أشفقت عليك يا أمي من جرعة الصدمات المتتالية "

سألته بهدوء وهي تتفحصه بعيني أمومتها "ولماذا اضطررت لكل هذا ؟؟"

رد معترفا " لأني كنت خائف من تعقيد الأمر وتعطيله (وأضاف ببعض الانفعال دون أن يدري ) أنا أتعامل مع أكثر من عقدة وأكثر من جهة في آن واحد .. هذا بخلاف عُقدي الشخصية "

لم يخفى عليها كأم لا الآن ولا من قبل.. حينما تخلى عن التأشيرة من أجل الزواج من هذه المرأة.. حقيقة أنه غارق في حبها .. وربما هذا ما جعلها تجاهد مشاعرها السلبية من أجل هذه الحقيقة التي تأكدت منها للتو .. أن كامل عاشق وهو أمر لم يحدث له من قبل ولم تتوقع أن تكون مشاعره بهذه القوة فغمغمت بصوت مبحوح تقاوم مشاعر الضيق والصدمة" انهض يا كامل هيا حتى لا تتأخرا وحتى تعودوا قبل حلول الليل "

امسك كامل بيدها ثم قال" أنا آسف يا أمي"

قالت بضيق "اذهب يا كامل"

سألها بقلق " ماذا ستفعلين ومن دعيت بالضبط من آل سماحة ؟"

ردت بضيق "لا أعرف ..أنا اتصلت بإلهام وبانة ودعوتهما"

شرد كامل قليلا ثم سأل والدته" ماذا سنفعل الآن؟"

طحنت سوسو ضروسها ثم قالت بعصبية "لا أعرف بصراحة فالموقف محرج جدا "

صمت كامل قليلا فسألته سوسو بشك مضيقة عينيها " هل بالفعل عرفتها حينما ذهبت إلى القرية يا كامل؟"

رفع أنظاره لها ثم رد بحشرجة "لا بل صدفة حينما كانت هنا .. كانت تسكن في المدينة هنا ورأيتها صدفة ولم أكن أعلم بأنها متزوجة "

اتسعت عينا سوسو شاهقة ثم قالت باستنكار" وهي كانت تعرفك حينما كانت متزوجة ؟!!!!"

رد كامل بسرعة ينفي التهمة عن بسمة" لا لا يا أمي بسمة لا تعرف بأني رأيتها قبل ذلك اليوم الذي كنت اتشاجر فيه مع سيد وأحمد سماحة أمام الفيلا "

هتفت بغير تصديق "وجاءت إلى هنا أيضا!!!"

شعر كامل بأنه كلما حل عقدة تتعقد أخرى فقال بلهجة قاطعة "بسمة لم تكن تعرفني يا أمي قبل زيارتي قبل أربعة شهور للقرية .. هي فقط رأتني يوم المشاجرة وانتهى الأمر .. ولا تعرف بأني أعرفها من قبل وبأني قد صدمت حينما اكتشفت بأنها متزوجة ومن هو زوجها هذا اختصار الموضوع ..وحينما رأيتها في قرية مفرح تجدد الشعور بداخلي"

ساد الصمت ولاحت نظرة متوسلة في عينيه لم تستطع سوسو تجاهلها فقالت بحشرجة " اذهب يا كامل هيا .. وليساعدني الله على الخروج من هذا الموقف المحرج .."

ظل كامل يناظرها مترددا فصرخت فيه بعصبية " هيا يا كامل ليس أمامنا سوى المضي قدما فيما هو مخطط له .. هيا لأني لن أتحمل عودتكما مساء خاصة وأن أهل العروسين سيأتون معكم فلابد أن تصلوا في ضوء النهار حتى يلحق أهل العروسين الحفل"

استقام الأخير واقفا يناظرها ولا يزال التردد يسيطر عليه أن يتركها في هذه الحالة .. ثم مال فوق رأسها يطبع قبلة امتنان .. قبل أن يتحرك وقد تعكر مزاجه في يوم كان يترقبه ويعد الساعات والدقائق له .. ولم يكن يعلم بأنه سيأتي حاملا معه مواجهة حتمية لما ظن أنه يستطيع أن يؤجله . . مواجهة من يعرفون بسمة مسبقا .

خرج كامل متوجسا ومترقبا لما يمكن أن يحدث خلال الحفل المرتقب بينما راقبه شامل متعاطفا وهو يراه يسبقه إلى خارج الفيلا.. ولم يجد من الكلمات ما يواسي أي أحد في هذه العائلة التي توشك على مواجهة تحدي أخر من التحديات التي تقابلهم في الحياة ..فأسرع ليلحق بتوأمه .

××××


أوقف وليد السيارة أمام المركز التجاري الكبير في مركز المحافظة فأسرعت مهجة التي تجلس بجانبه تقول بعجلة "هيا يا بسمة تأخرت كثيرا .. فونس ومليكة هناك منذ ساعتين "

استدار وليد لبسمة في المقعد الخلفي وقال بهدوء" بسمة هلا تحدثنا لبضع دقائق؟"

طالعته بوجهها الخشبي الخالي من التعابير بينما تبادلت مهجة النظرات مع بسمة وأم هاشم التي تجلس بجوارها قبل أن تقول الأخيرة وهي تترجل من السيارة حاملة معها أكياس تخص العروس " سننتظرك بالخارج يا بسمة فلا تتأخري وإلا مليكة سترمينا معك من شرفة صالون التجميل "

خرجت مهجة وأم هاشم بينما رفعت بسمة أنظارها لوليد الذي كان يستند بساعده على ظهر المقعد مسبلا أهدابه وكأنه يبحث عن صياغة لما يريد أن يقوله .

ساد الصمت للحظات قبل أن يرفع وليد أنظاره نحوها قائلا بلهجة محرجة" أنا آسف"

تطلع في ردة فعلها فوجدها تشيح بنظراتها بعيدا عنه دون إجابه .. فأيقن بأن مهمته ليست سهلة .

كانت بسمة تشعر برغبة في البكاء وكأن اعتذاره أيقظ الجرح في داخلها فأمسكت بمقبض الباب تهم بالخروج ليسرع وليد بالقول" أنا أعلم بأني تصرفت بشكل مريع.. ربما وقتها لم أكن أشعر بنفسي وبما أفعل.. كنت منفعلا غاضبا لكن استحلفك بالله أن تعطيني الفرصة للحديث"

تعلقت يدها على مقبض الباب لكنها لم تفتحه بل ساد صمت أخر قبل أن يقول وليد" أنا لا أعرف ماذا أقول كنت أعد كلاما كثيرا منذ مدة وأتلمس الفرصة حتى أواجهك لكني كنت أجبن كل مرة خاصة وأنت تصدينني لكني الآن اشعر برأسي خاوية "

همت بسمة بفتح المقبض فأسرع يقول "أنت لا تعرفين شيئا عن حياة شاب في مجتمع صغير .. لا تعرفين كيف أن كل شيء يمسه ويمس كرامته وكيف أن نساء بيته لو سعلت الواحدة منهن يكون ذلك محسوبا عليه .. ربنا تظنين أن هذا تافها أو هينا لكن صدقيني إنه ليس كذلك أبدا ..فقانون الذكور قاس جدا وحساس بشدة .. أنا أعرف بأني خذلتك مرة سابقة بموقفي منك عند طلاقك ولن أبرر أي شيء غير أني كنت أشعر بالأمر كالفضيحة .. صدقيني أنت لا تعلمين كيف يكون وضعي كأخ لمطلقة في مكان صغير خاصة لو كانت عليها كل العيون مثلك .. لن أنكر بأني ظللت بأفكاري تلك حتى وقت قريب لكني وبفضل مهجة التي كانت تناقشني دوما تغيرت نظرتي تدريجيا أو لنقول الحقيقة لم يتغير كليا فأسفي عليك كمطلقة كما هو ..ولم يتغير أيضا شعوري بالحرج لأنك مطلقة "

ناظرته بسمة بحدة فأسرع بالقول" صدقيني أنا أجاهد نفسي كي أغير هذه النظرة .. لكن الأمر ليس بضغطة زر يا بسمة .. ما ساعدتني فيه مهجة هو أن أرى الموضوع من نظرة أوسع .. وتخليت عن رؤيتي الضيقة له .. وما حدث مؤخرا صدقيني كان فوق طاقتي .. أنت لست رجلا لتشعري بشعوري كيف أن سيرة أختي تلوكها الألسنة .. ولست رجلا لتعلمي كيف يفكر بعض الرجال من قذارات .. كونك لست بكرا يعطي لبعض سفهاء العقل الفرصة لإطلاق العنان لأفكارهم القذرة ..ولو لم أتصرف بهذا العنف كانت سيرتنا كلنا على كل لسان .. للأسف كوني ذكرا فأنا أحمل كل من حولي من نساء يخصونني فوق ظهري .. أعترف بأني كنت خارجا عن السيطرة.. وأعترف بأني قلت كلاما وقت الغضب لك أنا نادم عليه بشدة وبأني.. (وصمت قليلا يناظرها بطرف عينيه بتلك النظرة التي يفعلها منذ أن كان صغيرا حينما يشعر بأنه قد أخطأ .. نظرة كانت كفيلة لأن تسامحه فورا وقال بحشرجة ) وبأني قد فعلت شيئا لا يغتفر.. لكني نادم بشدة وأعدك بأن أحاول أن أكون أكثر رزانة في التعامل مع الضغوط .. الحادثة كانت بشعة وكنت مشدودا من كل الجهات لكن صدقيني كان جزء كبير من ثورتي لأجلك أقسم لك "

حاولت بسمة ألا تضعف أمام أسلوبه الذي يذيب قلبها خاصة وهي تستقبل منه تلك النظرات المستعطفة والصوت المخنوق فأشاحت بوجهها تقول بحشرجة "هل انتهيت من كلامك ؟"

رد بحزن وقد أدرك بأنها لن تسامحه" أجل "

فتحت باب السيارة وترجلت منها مغادرة ..وراقبها وهي تتحرك لتدخل المبنى هي وأم هاشم ..بينما تبادلت مهجة معه نظرات سريعة قبل أن تستدير لتلحق ببسمة ..فأطرق وليد برأسه مغمغما بحزن شديد "أنت تفقد من تعزهم تباعا يا وليد .. حتى مهجة التي لم تتوقع يوما أن تمد يدك عليها فعلتها يا ابن الوديدي ( وضرب على المقود عدة مرات بغضب ثم ضرب رأسه بيده يقول لنفسه موبخا ) أحمق .. أنت أحمق يا وليد"

××××


بعد ساعتين

قالت مليكة للمرأة صاحبة صالون التجميل الشهير " أسرعوا بالله عليكن العريسان قادمان في الطريق "

أومأت المرأة برأسها مطمئنة ثم أعطت تعليماتها للفتيات العاملات في وقفتها أمام بسمة تضع لها اللمسات الأخيرة في زينة وجهها .. بينما نفخت ونس بدون صبر من فوق أحد المقاعد أمام المرآة ترتدي فستان الزفاف المنفوش وهي تحاول التملص من الفتاة التي تصفف لها شعرها فقالت الأخيرة" أرجوك .. أنت تتحركين كثيرا وأنا لا استطيع التركيز"

بملامح غاضبة أدارت لها ونس رأسها ترفع وجهها بتبرم بينما اسرعت مليكة بالتدخل ..فنظرت لها ونس بغيظ ثم التقطت هاتفها من على طاولة الزينة وكتبت لمليكة "مللت.. مللت.. إنها بطيئة جدا .. انظري لبسمة لقد انهت تسريحة شعرها في وقت أقل بكثير رغم أنها حضرت بعدي "

نظرت مليكة للهاتف ثم قالت بدبلوماسية "اهدئي يا ونس لأنها تريد أن تجعلك عروس رائعة كما تستحقين"

حاولت الأخيرة التماسك رغم شعورها بالملل والعصبية من كل ما حدث خلال اليومين الماضيين من استعدادات وتحضيرات حفل الزفاف والجلسة الطويلة في مكان واحد وهذا أكثر ما يعصبها بينما قالت مليكة للفتاة "من فضلك اسرعي فالعريس على وشك الوصول "

ردت الفتاة بعصبية "أنا أحاول أن أصفف شعرها بطريقة لا تظهر السماعات خلف أذنيها لكنها تتحرك كثيرا وتفقد لي تركيزي

"نبرتها وطريقة حديثها عن سماعتي ونس لم يعجبا الجميع لا بسمة الجالسة أمام إحدى طاولات الزينة على الناحية الأخرى من المكان ولا مليكة الواقفة عاقدة حاجبيها باستنكار تناظر الفتاة ولا إسراء ومهجة الواقفتان بعيدا تتحدثان ولا أم هاشم الواقفة بجوار الباب لتمنع تدفق المتطفلات على الغرفة الخاصة التي حجزت لبسمة وونس بعيدا عن بقية العرائس المترددات على المكان ..

حتى ونس نفسها أظلمت ملامحها وناظرت الفتاة بمقلتين مقلوبتين فأسرعت صاحبة المحل بترك بسمة والتوجه ناحية ونس تقول للفتاة بتوبيخ "ما هذه الطريقة التي تتحدثين بها يا رجاء!"

شحب وجه رجاء فقالت المرأة بلهجة آمرة "اذهبي أنت لمباشرة باقي الزبونات بالخارج وارسلي لي فاتن"

غمغمت رجاء بغيظ" فاتن معها زبونة"

هتفت فيها صاحبة المحل بوعيد" خذي مكانها وارسليها فورا هيا "

اسرعت رجاء بالتحرك بوجه مكفهر بينما ابتسمت صاحبة المحل باعتذار لمليكة التي كانت تكتم غضبها ثم قالت لونس بلطف "حالا ستأتي فاتن وتنتهي من تصفيف شعرك إنها سريعة جدا .. وبعدها سأكمل أنا زينة وجهك لنظهر جمال هذا الوجه الذي ينير كالبدر .. "

ابتسمت ونس وتخضبت وجنتيها ..بينما عادت المرأة لبسمة.

مرت رجاء عند خروجها بأم هاشم التي سمعتها تبرطم فغمغمت " اللهم طولك يا روح يبدو أن الكثير من الناس يتعمدون استفزازي للشجار معهم هذه الأيام "

قالتها تقصد تلك الهمهمات من بعض المدعوات اللاتي لم تسلم كل من بسمة أو ونس من لسانهن منذ ليلة أمس .. فلم تكف بعضهن عن الهمس واللمز والحسرة على نفسهن بأنهن لسن في مكان ونس أو بسمة اللتين لا تستحقان في نظرهن هذه الزيجة الرائعة ..فواحدة منهما صماء بكماء فقيرة والأخرى مطلقة ولا تنجب .. ورغم عدم جهرهن بذلك صراحة لكن نظراتهم وتنهداتهم ومصمصة شفاههن كانت واضحة للجميع .. حتى همسات بعضهن كانت مسموعة بشكل فج جعل مليكة تطلب من الجميع منذ بداية اليوم عدم دخول أحد والانتظار خارج الغرفة حتى قريبات بسمة وصاحبات ونس.. ولم يسمح إلا لمهجة وإسراء وأم هاشم التي وقفت عند الباب تمنع دخول المختلسات بين الحين والأخر .

غمغمت مليكة لونس مشجعة " كوني صبورة قاربنا على الانتهاء"

زفرت ونس بقلة صبر وعادت تنظر في المرآة وتذكرت بضيق وغضب ما حدث ليلة أمس في ليلة حنتها.



ليلة أمس

كانت ونس سعيدة بشدة بذلك الفستان ذي الطبقات الملونة من التل بدون أكمام ولا أكتاف.. جزءه العلوي بلون بين الأخضر الفاتح والأزرق وطبقة التل الأولى من التنورة بنفس الدرجة تليها طبقة تل خفيفة من الأصفر الفاتح ثم عدة طبقات حتى الأرض باللون الوردي الفاتح.. وكان له حزام من الساتان الوردي يزين الخصر .

وفي غرفتها التي تحولت إلى ساحة لجلسة الفتيات والنسوة على رأسهن نصرة التي تفترش الأرض وتغني على طبلتها كانت ونس تكاد تقفز من الفرحة بهذا الفستان الذي ارتدته دون أن تستر أكتافها بأي شيء فبدت رائعة الجمال .. فجمعت حولها نظرات اعجاب الفتيات وحقد وحسد بعضهن وهمساتهن المتحسرة .

أما في الخارج فكان عيد يجلس بين المهنئين بينما الطعام يقدم لهم من الذبائح التي ذبحها كل عريس لبيت عروسه واللذان أرسلا طباخين من العاصمة لطهي وتقديم العشاء للمدعوين .. فكانت مشاعر عيد مختلطة ما بين السعادة والامتنان لربه والرهبة من فراق ابنته الوشيك متجاهلا بعض نظرات الحسد التي تقابله من بعض المترددين للتهنئة .

وقفت سيارة التوأمين الضخمة فنزل شامل منها بابتسامة متسعة وانهالت عليه التهاني من أهل البلدة بينما تحرك كامل بالسيارة مستمرا في طريقه نحو بيت بسمة .

بعد قليل هتفت احدى الفتيات في غرفة ونس " وصل العريس وصل العريس"

تركت نصرة طبلتها واستقامت بسرعة ترحب به والعيون كلها متسعة تتطلع في شامل الذي اقترب من باب الغرفة بحذر تبحث عيناه عن ونس متشوقا لأن يراها في ثوب الحناء الذي أرسله لها.. ولم تمر إلا ثوان حتى اتسعت عيناه مبهورا وونس تقترب منه بوجه يشع بالحمرة .

رحبت به نصرة ثم صاحت في الباقين "عودوا للطبل والغناء وأنا سأجهز العشاء للعريس وأعود لكن "

تجاوزت شامل على باب الغرفة بعد أن مررت نظراتها بينه وبين ونس التي اقتربت تقف أمامه وتركت الغرفة .

لم تستطع ونس تحمل ما تتلقاه من عيني شامل من اعجاب خاصة وهي عارية الكتفين والذراعين فغطت وجهها بكفيها بحرج بينما ابتلع شامل ريقه بصعوبة .

بدأت الفتيات يطبلن من جديد ويرقصن شاردات في المنظر أمامهن على باب الغرفة بينما أمسك شامل يد ونس يسحبها للخارج ..فالتوت أعناق معظم المتواجدات تتبعهما حتى اختفيا عن الأنظار.

في غرفة المعيشة دخل شامل يسحب ونس خلفه فتفاجأ بأن نافذة الغرفة المطلة على الشارع مفتوحة فأسرع هو بغلقها ثم استدار يقول بلهجة غيورة" لماذا ارتديت الفستان بدون أي شيء يغطي كتفيك وذراعيك يا ونس.. أنا اخبرتك أن ترتدي شيئا تحته "

لم يكن معها هاتفها واحتارت كيف ترد عليه .. فاقتربت بنعومة وسحبت هاتفه من يده ثم فتحت الواتساب وكتبت لنفسها من هاتفه " أحببته بدون أكمام والبنات أخبروني بأن هكذا أحلى كما أنني وسط الفتيات"

رفعت إليه الهاتف بوجنتين حمراوين أمام نظراته المشتعلة التي مررها بينها وبين هاتفه ثم قال بهدوء" أعرف بأنك وسط الفتيات لكن ما أدراني لربما صورتك احداهما صورة وأنت عارية بهذا الشكل "

وقفت أمامه تشبك يديها خلف ظهرها تناظره بخجل فأكلتها عيناه خاصة وهو يراها لأول مرة عارية الكتفين وشعرها الكستنائي المموج كان مفرودا فأصبح أطول من ذي قبل .. وتمنى لو كان باب الغرفة مغلق حتى يستطيع أن يتصرف بأريحية بما يليق بهذه الطلة المذهلة ..لكنه تماسك وقال وهو يسحب منها هاتفه" دعيني اصورك حتى تراك أمي .. لقد اشفقنا عليها من المشوار فطلبنا منها هي وأبي ألا يأتيان خاصة وأن أمي لا تحب السفر ليلا "

كان الخجل يلجم ونس بهيئتها الجديدة ووجنتاها كانتا كجمرتين من نار لكنها سرعان ما تخلصت منه حينما وقفت أمام كاميرا هاتفه تقوم بحركات استعراضية شقية أمامه فلم يكتفي بصورة واحدة بل التقط لها عشرات الصور التي اشعلت أعصابه وهي أمامه بهذه الهيئة المذهلة .

قاوم شامل رغبة قوية في التهامها فورا وتصنع الحزم يقول "هيا هاتي شيء وغطي به كتفيك بسرعة أخشى أن يدخل أحد الغرفة .. ومري بسرعة من الصالة فالباب مفتوحا"

وتطلع حوله يبحث عن شيئا ليسترها به أثناء خروجها نادما أنه لم يأخذ سترته الخفيفة من السيارة .. ثم أسرع بالتقاط سجادة صلاة صغيرة من فوق الأريكة ولفها حول كتفيها وقال بحشرجة "امسكي طرفي السجادة "

رفعت أنظارها نحوه تطالعه بدلال غير متعمد لكنها باتت تتحول لقطعة لينة مائعة مرتخية الأعصاب أمامه فهمس بحرارة ويده ترفع شعرها عن وجهها " هيا يا بنت الحلال البيت ممتلئ بالناس "

تلكأت ونس تتطلع في وسامته وقلبها سينفجر من السعادة .. اليوم كله كان مبهجا منذ أن ارتدت هذا الفستان .. فستان الأحلام .. واستقبلت الفتيات والنسوة في البيت لتهنئتها ورأت الفرحة في عيني والدها..

وبرغم أن سماعتيها تتشوشان مع الأصوات العالية والطبل إلا أنها تلتقط مشاعر الفرحة من وجوه الاخريات وتلتقط أيضا حقد بعضهن وهمسهن عليها لكنها تتجاهله .. لا تريد أن تفسد عليها فرحتها .. وها هو أميرها الوسيم الجني يقف أمامها بطلته الرجولية الخاطفة للأنفاس وترى في عينيه ما تمنت بشدة أن تراه ..

نظرة رجل لامرأة يشتهيها ..

ونظرة حنان جارف وحب عميق ..

ونظرة حازمة ظهرت الآن وهو يقول لينبهها "ونس أنا أتحدث معك هل سنقضي اليوم كله واقفين هكذا!.. اذهبي وهاتي شيئا لتضعيه حول كتفيك أو أشيري لأحد ليجلب لك شيئا "

ازداد تخضب وجنتيها بالحمرة واستدارت تخرج من الغرفة مسرعة لتنفذ ما قاله.. في الوقت الذي توقف فيه الغناء والتصفيق في الغرفة الأخرى كاستراحة قصيرة فظهرت بعض الأصوات الجانبية العالية .. ليصل صوت إحدى الفتيات التي تقف في صالة البيت مع صاحبتها تقول مشيرة على ونس "انظري كيف تجري كالهبلاء .. خسارة فيها هذا الفستان الرائع.. لا أفهم كيف لثري وسيم مثله أن يفكر في أن يرتبط بصماء بكماء "

صوتها كان عاليا ولم تنتبه لسكوت الغناء والطبل وبأن الصوت لم يكن فقط مسموعا لشامل الذي يفصل بينه وبينها جدارا ولكن أيضا التقطته سماعتا ونس فتوقفت فجأة عند باب الغرفة الأخرى .. واستدارت بوجه شاحب نحو الفتاتين اللتين أدركتا أخيرا أن صوت حديثهما كان مسموعا .

ناظرت ونس الفتاة وقد رشقت كلماتها كالخنجر في قلبها فلم تعد قادرة على تجاهل ما تتلقاه من عيون البعض من تهكم وحقد منذ ارتباطها بشامل .. فاشتعل الغضب في صدرها وتحركت إلى حيث تقف الفتاتين محرجتين شاحبتين.. فلم تجد الفتاة التي كانت تتحدث ما تقوله قبل أن تهجم عليها ونس وتدفعها بقوة غضبها وهي تطلق زمجرة مجروحة من حنجرتها .

وقعت الفتاة على الأرض وهمت ونس بالانقضاض عليها مدفوعة بكل المشاعر السلبية التي تعتمل في صدرها فكان شامل أول من خرج من غرفة المعيشة ثم خرجت نصرة من المطبخ الصغير وتبعها خروج المدعوات من غرفة ونس .

اسرع شامل بإحاطتها بذراعيه من الخلف قبل أن تنقض على الفتاة قائلا" ونس .. ونس اهدئي يا ونس"

لكنها كانت لا تزال خارج السيطرة فأخذت تزمجر وتحاول الإفلات من ذراعي شامل وهي تناظر الفتاة شاعرة بجرح عميق في قلبها ...فهتفت نصرة مفزوعة" ماذا حدث يا ونس؟؟؟"

اسرع شامل بلف ذراعه حول خصرها وحملها لداخل غرفة المعيشة بسرعة وهو يوضح للجميع" سمعت احداهما تشتمها "

هتفت الفتاة الأخرى تدافع عن صاحبتها وهي تساعدها على الوقوف" لم يحدث بل هي تتوهم ربما سماعتيها لم تلتقطا ..."

" كاذبة"

قالها شامل بعد أن دارى ونس عن فتحة باب البيت بإدخالها في الغرفة ووقف على بابها هادرا في الفتاة ليقاطعها مضيفا " أنا سمعتها من الغرفة الأخرى أيضا.. فلتحمد صاحبتك ربها أنها فتاة ..وإلا لنالت مني ما تستحق (ونظر ناحية نصرة يقول) أريد وشاحا لتغطي به ونس كتفيها بالله عليكن "

أومأت أسراء برأسها واسرعت تخترق الاعداد الواقفة على باب الغرفة الأخرى لتحضر وشاحا بينما قالت نصرة بحزم للفتاتين اللتين كانت في وضع محرج أمام العيون" هيا من هنا دون مطرود "

تحركت الفتاتين بوجهين مكفهرين تغادران البيت بينما قالت نصرة للباقين "هيا يا جماعة فلنعود للاحتفال"

دخلت مليكة بجلباب أنيق فاخر تقول باندهاش" السلام عليكم ..ماذا يحدث؟؟"

رحبت بها نصرة وقالت" تعالي تفضلي يا ست مليكة "

في الغرفة كانت ونس تقف مطرقة الرأس تبكي ..فاقترب شامل وضمها إليه يقول بمواساة" لا بأس.. أعلم بأن كلامها كان جارحا لكنك تتعاملين مع أمثالها بتجاهل يعجبني دوما .. وتعرفين بأنك ستتعرضين لمثل عقليتها الضيقة دوما سواء هنا أو في العاصمة .. لكني لا أحب أن تفقدي السيطرة على نفسك بهذا الشكل"

أمسكت ونس بقميصه متشبثة وهي تبكي .. فقبّل شامل رأسها مواسيا ثم قال بغيظ "ليتها كانت رجل كنت..."

رفعت إليه رأسها فقطع حديثه ليناظرها ليفهم ماذا تريد ..وحين شعر بأنها تريد أن تقول شيئا أخرج هاتفه من جيبه فأمسكت به ونس وكتبت لنفسها على الواتساب من هاتفه "أنت أيضا عليك بأن تتحكم في أعصابك فلن تتشاجر مع كل من سيجرحونني "

اتسعت ابتسامته وهو ينظر للهاتف ثم أخذه منها وضمها قائلا "تمام إذن نتفق على أن نتجاهل ما سنسمعه من الأخرين "

نحنحة جاءت من خارج الغرفة فانتبه شامل لإسراء التي ناولته بحرج وشاحا طويلا .. فشكرها قبل أن تغادر مسرعة .. بينما وقف هو يلفه حول كتفي ونس وذراعيها قائلا "هكذا اشعر بالراحة ولنؤجل فقرة التعري إلى مساء الغد في غرفتنا "

أسرعت ونس برفع كفيها إلى وجهها لتخبئه في حرج شديد .. فأطلق شامل قهقهة عالية اختلطت بصوت الطبل والغناء والتصفيق الآتي من الغرفة الأخرى .

حين وقفت اسراء بجوار أمها التي شرحت لمليكة ما حدث سألتها الأخيرة" هل هي بخير ؟"

بوجنتين مشتعلتين أومأت اسراء بحرج .. فقالت مليكة" أنا للأسف تأخرت بسبب مروري على بسمة أولا لأبارك لها رغم أنها لم تقم حفل حناء كبير كما تعلما "

علقت نصرة" أنا أيضا اضطررت للذهاب لمباركتها بعد الظهر قبل أن آتي إلى هنا وانشغل بالترتيبات فليسعدها الله بسمة بنت فاطنة "

سألت مليكة اسراء" هل أذهب إلى ونس أم أنتظر حتى يغادر خطيبها أم ماذا ؟"

ضمت اسراء قبضتها ورفعتها أمام فمها تتنحنح ثم ردت وابتسامة شقية على وجهها "أقول دعيها الآن فخطيبها يحتويها حاليا "

ابتسمت مليكة ونصرة في آن واحد ثم قالت الأخيرة وهي ترفع جسدها البدين من فوق الكرسي بإجهاد "إذن سأحضر العشاء للشاب فمن غير المعقول أن يكلف كل هذه الذبائح ويأتي من سفر ولا يتعشى.. (وربتت على يد مليكة تقول) لا تؤاخذيني يا ست مليكة سأعود "

ردت مليكة بابتسامة "سأنتظرك يا نصرة فأنا مشتاقة لسماع صوتك وغنائك "


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-06-20, 11:01 PM   #1128

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 2

أفاقت ونس من شرودها عندما حضرت .. التي ستقوم باستكمال تصفيف شعرها فأعطتها صاحبة المحل بعض التعليمات ثم توجهت لبسمة تسألها "ما رأيك؟"
نظرت بسمة لوجهها في المرآة وقالت بهدوء "سلمت يداك"
قالت المرأة بمداعبة "ألن توافقي على أن ألتقط صورة لك لأضعها وسط صور الجميلات اللاتي قمت بتزينهن.. بل أنت بسم الله ما شاء الله تبارك الخلاق تستحقين أن يوضع لك بوستر كبير على واجهة المحل"
ابتسمت لها بسمة بلطف فلم تعد عبارات الإطراء على جمالها تشعرها بذلك التميز الذي كان يبهرها قديما وقالت باعتذار لطيف" لا أرجوك لا أريد هذا "
أومأت المرأة برأسها باستسلام وقالت لبسمة" الصالون أنار بوجودك فيه "
قالتها وهي تتركها وتذهب لونس في انتظار الفتاة من الانتهاء من تصفيف شعرها لتضع هي اللمسات الأخيرة لزينة وجهها التي قد بدأت فيها قبل قليل .
تطلعت مليكة في بسمة ثم تركت مكانها واقتربت منها تتأمل جمالها وهي تقول بقلب يرتعش من السعادة" أنت تزدادين جمالا مع العمر يا بنت الوديدي بسم الله ما شاء الله مسكين كامل لما سيحدث له"
ناظرتها بسمة بنظرة حزينة مرتبكة وغمغمت " لا تقلقي بشأنه فقد أخبرني من قبل بأني لست بتلك الأهمية عنده.. وإن حدث أي شيء مما تلمحين له سيشعرني هذا بأني تسلية بالنسبة له لا أكثر "
ضربت مليكة كفيها ببعضهما تغمغم هامسة" لا حول ولا قوة إلا بالله .. بعد كل ما فعله الشاب من أجلك ولا يزال في نظرك يتسلى!!"
جادلتها بسمة " إنه يفعل ذلك من أجل إتمام زواج أخيه"
مالت مليكة لتنظر في عيني صاحبتها وقالت بثقة " هذا الكلام لا يدخل عقلي بقرش .. عموما الأيام بيننا وسترين أن نظرتي للأمور كانت صائبة "
أطرقت بسمة برأسها تشعر بالتوتر وبالخوف من رحلة جديدة على وشك الاقلاع .. ولا تعلم كيف ستكون حين تعود منها .
قالت مليكة تحاول استفزازها لتخرج من حالة الجمود التي تنتابها منذ ليلة أمس "هل هذا ما قدرت عليه .. رسمت الحناء على ظهر يديك فقط !!"
ناظرتها بسمة بنظرة ممتعضة فأضافت مليكة بغيظ "يكفي ما فعلتيه ليلة أمس مع الشاب والله مسكين كأنه تزوج من العسكري الأخضر "
بطرف عينيها الزرقاوين حدجتها بسمة فغمغمت مليكة مصححة " أو العسكري الأزرق كلون عينيك "
قالتها قبل أن تخرج لها طرف لسانها مغيظة فلم تجد بسمة مفرا من الابتسام ثم شردت تتذكر زيارة كامل لها ليلة أمس .
مساء أمس
سحبت بسمة نفسا عميقا أمام غرفتها ثم نزلت بخطوات بطيئة على السلم بعد أن تأكدت من زينتها جيدا أمام المرآة ..
لقد أصرت على عدم القيام بأي احتفال للحناء فلم يكن لديها أي رغبة في الاحتكاك بأي من أهل القرية.. فهي تعلم مسبقا ردود الأفعال ونوعية النظرات المتباينة التي ستتلقاها .. لكن بعض القريبات والجارات أصرين على الحضور والمجاملة والطبل والغناء .. هذا بالإضافة لحضور أم هاشم ومليكة وإصرار الأخيرة على عدم الصعود إلى غرفتها وانتظارها في الدور الأرضي مع المحتفلات مما اضطر بسمة للنزول بعد أن ارتدت أحد فساتينها الثمينة التي فصلتها منذ سنوات ولم يتسن لها ارتدائها .
تطلعت العيون في بسمة بانبهار حقيقي تلقته الأخيرة بابتسامة باردة على شفتيها وهي تقول في سرها" الآن فقط تريدون الاحتفاء بي !"
لكن أكثر ما آلمها اندفاع قريبتها التي أوضحت لها قبل عامين حينما زارتها بسمة لتهنئها بسبوع مولودها بأنها غير مرحب بها في عائلتها خوفا منها أن تزوغ عينا زوجها على بسمة .. ناظرتها بسمة وهي تبارك لها بسعادة ولم تدري لحظتها هل تشفق عليها أم تغضب منها .. ما كانت تشعر به هو الألم والاختناق .. فتلقت تهنئتها وتهنئة الباقيات ببرود رغم شعورها أن من بينهن من هي صادقة في سعادتها من أجلها.. وتجاهلت العيون الأخرى الحاسدة والحاقدة واتجهت إلى مليكة وأم هاشم تتلقى منهما التهاني بحرارة وامتنان .. ثم جلست على أحد المقاعد في إحدى الغرفة الداخلية وسط المحتفلات بينما عادت النسوة للطبل والغناء .. بينما مهجة تباشر عمل الطباخ وغرف النسوة للطعام وارساله للخارج لضيوف الحفل .
بعد قليل سألت بسمة أم هاشم التي اختارت مقعدا بعيدا " لماذا تجلسين عندك !!"
أشارت لها أم هاشم بعدم اهتمام ثم عادت تصفق مع الباقيات فاستقامت بسمة من مكانها وذهبت إليها تسألها "ما بك يا أم هاشم لماذا تجلسين بعيدا ؟"
قالت أم هاشم متفكهة" يا فتاة إن جلست بجوارك سيؤذونني بالتعليقات التي ستعكر مزاجي فأنت بسم الله ما شاء الله .. نمسك الخشب ..( وبحثت حولها على خشب لتمسك به ولم تجد فشمرت ذراعها تمسك بساعدها وتضيف بخفة ظل ) نمسك الخشب.. كالبدر المنير وإن جلست بجوارك لن يروني إلا قردة"
قالت بسمة بلهجة موبخة " استغفر الله العظيم !.. والله أنت من تبخسين بحق نفسك أنت بالفعل جميلة الملامح لمن يدقق سيدرك ذلك "
اقتربت مليكة تسأل" عم تتحدثان وتتركاني!"
قالت لها بسمة "كنت أخبرها بأنها جميلة الملامح "
ردت مليكة بصدق" أجل من يدقق في ملامحك يراها مريحة وجميلة التفاصيل"
ربتت أم هاشم على صدرها تقول بنفس خفة الظل" شكر الله سعيكما .. ترى هل يوجد منكما نوعا لديه شنب ولحية ليقول لي هذا الكلام!"
ضحكت الثلاث فتيات في الوقت الذي علت الزغاريد عالية من الخارج قبل أن تسمع بسمة بأن العريس قد وصل ..فجعدت جبينها تغمغم باستغراب "وصل! .. لم يخبرني بأنه سيأتي اليوم!!"
ردت مليكة غامزة" ربما أنت لم تسأليه"
في الخارج وبكل بشاشة كانت أم بسمة تستقبل كامل بفرحة عارمة ثم هتفت تناديها بمباهاة لم تستطع مدارتها " يا بسمة عريسك يا بسمة"
كانت فاطمة تنهت بشدة من الانفعال والسعادة فها هو اليوم السعيد يكتمل بحضور عريس ابنتها الذي تتمنى من الله أن يعوضها عما عاشته في الماضي .
بخطوات محرجة وملامح جادة اخترق كامل الواقفات وعيناه تبحثان عنها .. قبل أن تخرج له من إحدى الغرف كبدر ينير الظلام وتقف تتطلع فيه بارتباك وتفاجؤ.
جف حلقه حينما تطلع فيها و اكفهر وجهه رغم اعترافه بأنها تبدو مذهلة .. فقد كانت ترتدي فستانا من طبقتين من الشيفون واحدة بدرجة هادئة من اللون الوردي المائل للبني الفاتح والأخرى فوقها طبقة شفافة من نفس اللون مشغولة بالورود البارزة بالأصفر والنبيتي من الركبة حتى الأرض .. وتفريعات غصون الشجر الخضراء مطرزة بالخيط ومنتشرة على طول الفستان ..
كان الفستان بحزام عريض من نفس لون وقماش الفستان.. وبدون أكمام يبرز ذراعيها القمحيين .. وشعرها كان مسدلا على كتفيها كليل أسود حالك ذكّره بأول مرة رآها فيه ..
أما عيناها المشعتان بزرقة كبلورتين من زجاج واللتان لم يرى في جمالها من قبل كانتا مكحلتان تناظرانه بتدقيق لتعرف سبب عبوسه المفاجئ .
قالت أم بسمة بانشراح" تفضل يا حبيبي تفضل "
وسبقتهما إلى غرفة أخرى تفتح بابها فأخرج كامل يده من جيبه وأشار لبسمة أن تتقدمه ..فأمسكت بفستانها ترفعه عن الأرض ثم تحركت .
استمرت عينا كامل عليها وهو يتحرك خلفها .. كانت باهرة الحسن لدرجة تحبس الانفاس .. حتى أنه لم ينتبه لأول وهلة لما قالته حماته التي وقفت على باب الغرفة بعد أن دخلاها ..فنظر لحماته يقول " عفوا ..ماذا قلت يا حاجة؟ ..لم أسمع من صوت الطبل "
أعادت أم بسمة كلامها " أقول هذه المرة ستتعشى وإلا ستكسر بخاطري .. هل تريد أن تكسر بخاطري ؟!"
ابتسم كامل ابتسامة رزينة وأومأ برأسه يقول" أنا بالفعل جائع "
هللت أم بسمة وكأنه قد منحها هدية وقالت بحماس وهي تنهت من فرط السعادة" حالا سيجهز العشاء"
قالتها وتركت الغرفة مطلقة زغرودة طويلة .. فقابلتها مليكة في صالة البيت تقول" أنا سأذهب يا حاجة فاطمة فكما تعرفين عليّ أن أذهب لونس ..وأيضا لأترك بسمة مع خطيبها "
قالت أم بسمة بامتنان "العقبى لك حينما تزوجين أدهم يا حبيبتي"
قالت أم هاشم وهي تعدل من حجابها" وأنا أيضا سأذهب تمم الله لها على خير يا خالتي"
غمغمت أم بسمة بعينين دامعتين" العقبى لك يا بنت الشيخ زكريا فليرزقك الله بفرحة لا تحزني بعدها أبدا"
عند بوابة البيت سألتها مليكة" هل ستذهبين معي إلى ونس ؟"
ردت أم هاشم "لا فقد جئت من عندها منذ قليل"
فقالت مليكة وهي تسحبها من يدها" تعالي إذن لأوصلك في طريقي فالسائق ينتظرني في السيارة هناك "
في الغرفة قال كامل بعبوس" لماذا ترتدين فستانا مكشوفا يا باسمة؟"
تفاجأت بسمة بحدته وردت "أنا وسط النساء"
تطلعت عينا كامل في فتحة رقبة الفستان التي تكشف عن نحرها ورقبتها ولذراعي الفستان المكشوفين وقال "وما أدراك أن إحداهن ليست معها هاتفا من الممكن أن تصورك به"
بحركة تلقائية وضعت بسمة كفها على عنقها ثم مسدت على ذراعها تقول وقد اشتعلت وجنتاها" لا أعتقد بأنهن قد يفعلن شيئا كهذا "
رد بإصرار "كل شيء وارد والحذر واجب ..انتم هنا مجتمع صغير والكل يعرف بعضه"
هربت بأنظارها عن مواجهة نظرات عينيه اللتان تدققان فيها بطريقة اربكتها وقالت مغمغمة "حسنا سأحضر وشاحا"
همت بالوقوف فسألها بعبوس "إلى أين؟"
قالت وهي تضع يدها تلقائيا على فتحة عنق الفستان "سأحضر وشاحا"
غمغم يقول بلهجة متسلية استفزتها" أنا اتحدث فيما بعد حينما اغادر ليس بالضرورة تنفيذه الآن"
جعدت جبينها تسأله مضيقة عينيها" ولماذا ليس الآن"
رد يناظرها بنظرات شقية وقد تحسن مزاجه "حتى لا تتركينني في الغرفة وحدي فأنا محرج جدا وأنا في وسط النساء ..ولولا أن الحاج سليمان قد أذن لي لما كنت قد مررت "
اعتدلت في جلستها وسألته" لماذا لم تخبرني بأنك ستأتي ؟"
رد ببساطة وعيناه ترسمانها " لأنك لم تسألي"
احمرت وجنتاها تشعر بخدر لذيذ وهي تتطلع فيه جالسا أمامها ضخما أنيقا و .. مختلفا ..
مختلفا عن كل شيء .. عمن عرفتهم في حياتها .. وعن رجال قريتها.. وعن رجال العاصمة ..وعن الرجال الذين شاهدتهم حتى في التلفاز ..
إنه مختلف .. وشعورها به مختلف .. وتأثيره عليها مختلف .. مختلف حتى عن توأمه الذي يشبهه.
سألته تقاوم مشاعرها " ولماذا أتيت؟"
رد بهدوء " لأن شامل جاء ليزور عروسه فكان من الغريب ألا أحضر ..كما أن أمي أرادت أن أصورك لها صورة بفستان الحنة "
غمغمت ببرود مصطنع يتناقض مع سخونة وجنتيها "تصورني !"
أخرج الهاتف من جيبه وهو يقول بلهجة متسلية " أجل هل لديك مانع ؟... هل أخبر أمي بأنك ترفضين؟"
انتابها الخجل الشديد وهي تراه يرفع الهاتف أمامها فأسبلت جفنيها بعفوية تشعر بارتباك مراهقة صغيرة وكورت قبضتيها بجوارها .. ليلتقط كامل الصورة ويقول" هلا نظرت للكاميرا من فضلك "
بحركة مباغتة رفعت جفنيها تناظره بعينين زرقاوين أبدع الخالق في صنعهما فارتجف قلبه بينما قالت بسمة بوجنتين مشتعلتين وهي تسمع صوت الكاميرا تلتقط عدة صور متتابعة لها "ألا يكفي ما التقطته ؟"
بابتسامة تتراقص على زاوية شفتيه تطلع كامل في الهاتف وقلبه لا يزال يرتعش بانتشاء لرؤية حسنها الـــ مؤلم ..
أجل مؤلم .. هكذا تيقن وهو يجلس معها في غرفة واحدة ويراها بهذا الحسن لكنه غير مسموح له بالاقتراب .
ابعد عنها عدسة كاميرا الهاتف ونزلت انظاره لتتفحص الصور بقلب صبي صغير حصل للتو على قطعة كبيرة من الحلوى.. فقالت بسمة وهي تحاول السيطرة على اشتعال وجنتيها وارتباكها" أريني الصور"
رفع أنظاره يسألها بمشاكسة" لماذا؟"
ردت باستنكار" لأرى إن كنت قد صورتني صورا جيدة أم لا "
قال بحاجب مرفوع وتلك الابتسامة تتراقص على زاوية شفتيه " ولماذا تهتمي لأن تكوني جميلة في عيني .. ... حماتك"
قال الكلمة الأخيرة ببطء .. فهبت واقفة تترك مكانها وتقترب منه .. فتسارعت ضربات قلبه يترقب اقترابها حتى وقفت أمامه ترفع شعرها الأسود الناعم عن جانبي وجهها وتشد منه الهاتف لتتفحص الصور .
كاد قلبه أن يتوقف عن النبض ..
وهو يراها تقف أمامه ويلتقط أنفه عطرها الهادئ وكل ذرة من جسده تشعر بدفء جسدها القريب ..
كاد قلبه أن يتوقف عن النبض ..
وهو يتأملها من هذا القرب .. ويمنع نفسه بقوة حتى لا يمد أصابعه فيلمس أطراف شعرها.. أو يتحسس وجنتيها.. أو أن تُقَبل أصابعه شفتيها اللتين كانتا مطليتين باللون النبيتي .
كاد قلبه أن يتوقف عن النبض ..
وهو يصارع رغبة متوحشة بداخله للانقضاض عليها وسحقها بين ذراعيه ليذيب برودها بقبلة يضع فيها كل أشواقه وتجمر أعصابه.
كاد قلبه أن يتوقف عن النبض ..
وعيناها الفيروزيتان تتركان شاشة الهاتف وتنظران إليه من هذه المسافة القريبة قائلة "هذه الصورة سأحذفها "
هتف باعتراض وهو يقترب برأسه لينظر في الهاتف "لماذا؟؟"
ردت ببرود وهي تبحث عن أمر حذف "لأني أبدو فيها حولاء"
شد الهاتف من بين يدها يقول وهو يتطلع في الصورة" حقا!.. أريني الحَوَل.. ستكون صورة تستحق التكبير والتعليق على الحائط "
هتفت باعتراض وهي تحاول سحب الهاتف من يده" كامل أرجوك"
يحبها أن تنطق اسمه.
هذا يشعره بأنه حقيقة في حياتها..
رفع يده بالهاتف عاليا واستمتع ببرطمتها وهي تميل عليه وتحاول الحصول على الهاتف.. واستمتع باقترابها أكثر حتى لامس فخذيها ركبتيه .
التيار الكهربائي الذي سرى في أعصابها حين لامست ركبتيه جعلها تدرك بأنها تكاد تكون مخيمة فوقه ..فتراجعت بارتباك وقالت متماسكة " اعطني الهاتف يا كامل"
رد باستنكار صبياني وهو يحافظ على ذراعه عاليا "هذا هاتفي"
قالت بغيظ "لكنه فيه صوري .. أريد أن أحذف صورة منهم قبل أن ترسلهم"
تراقصت تلك الابتسامة المستفزة على شفتيه وظل معلقا ذراعه في الهواء بعيدا عنها ينتظرها لأن تقترب وتخيم فوقه لتحيطه بعطرها ودفئها من جديد .
صرخت بغيظ" كامل"
ناظرها بتحدي أن تقترب فوقفت تتطلع فيه وهي تتفتت من الغضب .
دخلت أم بسمة من الباب المفتوح وتبعتها سيدتان تحملان صينية ضخمة عليها اطباق تحتوي على ما لذ وطاب.. فاستغلت بسمة اعتدال كامل في جلسته عند دخول حماته وانغلاق ملامحه وعودتها لجديتها وقامت بخطف الهاتف من يده بسرعة وابتعدت .
صمت كامل محرجا من حماته التي وقفت تدقق فيهما بينما جزت بسمة على أسنانها حينما حاولت فتح شاشة الهاتف فوجدته بكلمة سر ..فرفعت عينيها لكامل الذي ناظرها بنظرة متشفية جعلتها تقول من بين أسنانها" ما هي كلمة السر يا كامل ؟..أريد أن أحذف الصورة "
تجاهلها وتوجه لحماته يقول بعد مغادرة السيدتين للغرفة "هلا تصورت معنا يا حاجة .. فأمي كما تعلمين لم تستطع الحضور .. وتريد صورا لحفل الحناء "
ردت الحاجة بحبور" أجل لقد اتصلت بي سوسو هانم واعتذرت عن الحضور أعلم بأن الطريق طويل والسفر ليلا مخيف "
وقف كامل بجوارها وقال لبسمة بلهجة متسلية وهو يمد يده "هلا اعطيتني هاتفي من فضلك ..وأتيت لتتصوري معنا "
وضعت الهاتف في يده وقالت بعناد" لن أتصور"
هتفت أمها موبخة" بسمة ماذا تقولين!! .. لا يصح أن تطلب حماتك الصورة ولا ترسلي لها واحدة"
ردد كامل ما قالته حماته بلهجة متسلية استفزت بسمة بشدة" أجل لا يصح يا باسمة"
ظلت تناظره بنظرات زرقاء مشتعلة .. فأضاف بهدوء "تعالي لنتصور ثلاثتنا وسأحذف الصورة التي لا تعجبك"
صمتت قليلا تتطلع فيه ثم تحركت بوجه مكفهر ووقفت على الناحية الأخرى من والدتها بحيث تكون الأخيرة في المنتصف .. فمط كامل شفتيه محبطا والتقط صورة لثلاثتهما .
قالت الحاجة فاطمة " سأترككما لتتعشيا "
وتطلعت في بسمة التي تناظر كامل بتحفز وسمعتها تقول (الصورة) فتدخلت تقول بلهجة موبخة" اتركي أمر الصورة الآن يا بسمة وقدمي لزوجك الطعام "
وضع كامل هاتفه ويديه في جيبي بنطاله وقال لحماته وعيناه مثبتتان على بسمة "أجل أوصيها عليّ يا حاجة بالله عليك "
ناظرت أم بسمة ابنتها بنظرات حزينة تتمنى أن تلين رأسها قليلا مع زوجها ثم قالت باستدراك" أوصيها والله عليك .. وأوصيك أنت أيضا عليها.. إنها طيبة جدا ومطيعة وتعرف الأصول "
ناظرت بسمة أمها باستهجان فربتت أمها على ذراعها بترجي وكأنها تقول ( هداك الله ) قبل أن تغمغم وهي تتحرك نحو باب الغرفة" سأترككما لتأكلا .. وسأنتظر رأيك في الطعام يا كامل "
رد كامل ملاطفا "سلمت يدك يا حاجة "
حين غادرت الأخيرة الغرفة قالت بسمة بحدة" ماذا تحاول أن تفعل أمام أمي بالضبط ؟!!"
قال كامل متصنعا الدهشة" ماذا فعلت أنا؟؟!!"
قالت بغيظ وهي تقلده بفم معووج" أوصيها عليّ يا حاجة "
تحكم في ابتسامة ملحة كانت واضحة على ملامحه ورد ببرود استفزها "ألم نتفق على أن نكون طبيعيين أمام الجميع "
كادت بسمة أن تندفع وتخبره بأنها تعلم بأن الزواج بينهما صوري لكنها لجمت لسانها على آخر لحظة خوفا من غضبه .. فقالت بانفعال " وما المطلوب مني بالضبط لنبدو طبيعيين؟"
جلس على الأريكة أمام الطعام ورد بلهجة متسلية" أن تبدي اهتماما بي أمام الناس .. أن تطعميني في فمي .. واشياء من هذا القبيل التي نراها في الأفلام "
فغرت فاهها الجميل تتطلع فيه باستنكار ..فدس كامل ملعقة مملوءة بالأرز في فمه ثم أشار لها بيده بتعال جن جنونها وهو يقول "أجلسي ..هيا لنأكل"
رفعت حاجبا وعقدت ذراعيها أمام صدرها تناظره بتحدٍ فمسحت عيناه سريعا على لحم ذراعها الذي يغريه بشده للمس ثم قال بلهجة تهديد وهو يبلع ما في فمه " اجلسي وكلي وإلا الصورة لا تزال معي سأرسلها لأمي حالا"
جلست بسمة على الأريكة بجواره مطلقة زفرة حانقة قوية فأعطى لها ملعقة نظيفة .. ناظرتها بامتعاض ثم رفعت انظارها له ليقول كامل بلهجة متهكمة" هذه تسمى ملعقة لتأكلي بها .. أم أنك تأكلين بيدك ؟.."
اتسعت عيناها باستنكار بينما أطلق هو طقطقة بلسانه يقول متعمدا استفزازها "تؤتؤتؤتؤ ...حياة الانسان البدائي هذه التي تعتمد على (الجمع والالتقاط ) والتي كنت تعيشينها هنا كحورية هائمة على وجهها بين الأشجار .. تلتقط الفاكهة وتأكلها بدون غسييييل .. لا تتناسب مع الحياة في المدينة لذا عليك التدرب على التصرف بتحضر من الآن فصاعدا"
اتسعت عيناها ككشافين يشعان باللون الفيروزي وتقبضت يداها بجوارها على الأريكة بقوة ثم هتفت بغيظ من بين أسنانها "كامل كف عن استفزازي"
رد عليها متعجبا" وماذا سنفعل في جلستنا هذه غير المناكفة .. فالوضع الطبيعي لنا كأي عروسين أن تكوني الآن على حجري وأنا التهم شفتيك بدلا من الأرز بالشعرية!"
امتقع وجهها واشتعلت وجنتاها من جرأته .. لكن لسانها لم يسعفها لأي رد قاصف .. فدارت ارتباكها اللعين كمراهقة لا تزال تحت العشرين .. ودعت ربها ألا تكون ضربات قلبها العالية مسموعة له ولم تجد إلا أن تقول بمراوغة " هل لو أكلت ستحذف الصورة التي لا أريدك أن ترسلها لوالدتك ؟"
أومأ برأسه .. فسألته "هذا وعد؟"
هز رأسه لها مجددا بوعد وهو يعطيها الملعقة فتناولتها من يده ووضعتها أمامها و رفعت شعرها الأسود تربطه في عقده مهلهلة فوق رأسها تخفف من شعورها بالاشتعال ..ولم تدر بأن أعصابه كانت قد ازدادت اشتعالا بعد أن ظهر عنقها الجميل أمامه..
ليتشاركا في أول لقمة تجمعهما وحدهما ..
و يتشاركا هدير القلوب العالي ..
ومخاوف حول حياتهما معا ..
وكل منهما يعتقد بأنه هو وحده من يتمنى الوصال .


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-06-20, 11:03 PM   #1129

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 3

استفاقت بسمة من شرودها على رسالة عبر الواتساب ففتحتها بلهفة لتجد كامل يقول "لقد اقتربنا من المبنى"
سألته بفضول "لماذا تأخرتما هل حدث شيء؟"
رد بعد برهة" سأخبرك فيما بعد "
عقدت حاجبيها بانزعاج بينما استقامت ونس تشعر بالتحرر أخيرا بعد أن انتهت صاحبة المحل من تزيين وجهها فوقفت تناظر الجميع بنظرات مترقبة لرأيهن وقوبلت بابتسامة من بسمة و(ما شاء الله) من مليكة وأم هاشم واسراء .
عادت تنظر لنفسها في المرآة وتمسك قلبها وهي ترى نفسها كأميرات القصص بفستانها وتصفيفة شعرها التي تداري السماعتين وزينة وجهها فاقتربت مليكة منها تحضنها وتقبلها مغمغمة بتأثر" تمم الله لك على خير يا حبيبتي سأشتاق لك بشدة "
بدأت ونس في التأثر هي الأخرى وحضنتها بينما .. شردت اسراء في طلال ونظرت في هاتفها مجددا للمرة التي تعبت من عدها لترى إن كان قد حاول الاتصال بها أو إرسال حتى رسالة لكنه لم يفعل .. لم يفعل منذ أن تشاجرا ليلة أمس أمام بيت العم عيد .
مساء أمس
عند باب بيت عيد كانت اسراء تقف مع طلال وكلاهما يناظر الأخر بغضب لتقول هي بصوت مختنق" حسنا يا طلال إن كانت ظروفنا لا تناسبك فكل منا يستطيع أن يذهب لحال سبيله ..فليس في يدي شيء لأفعله"
على سيرة الانفصال ازداد غضب طلال وهتف" ألن تكفي عن التلويح بالانفصال يا إسراء كلما تحدثت معك..!!"
ردت بثبات رغم شعورها بالحزن" أنا مقدرة أن عائلتك متعجلة على زواجنا لأن أخيك على وشك السفر .. لكن ليس بيدي أي شيء .. أسرتي تفعل ما في وسعها لتجهيزي .. وأنا كما تعرف مرتبي من مدرسة اللغات التي بت أعمل فيها أساهم به ..وأبي يرسل من العاصمة ما يستطيع من أجل هذا الغرض أيضا "
لانت ملامح طلال وقال بلهجة عاشقة" أنا أعلم بالوضع جيدا لكني أنا أيضا أتعرض لضغوط كثيرة صدقيني "
استفزها كلامه وفهمت ما يقصده فأمه لا تكف عن الاتصال بها وبأمها والحديث عن ابنها المتعجل للسفر .. وعن زوجات أولادها اللاتي جهزهن أهاليهن في وقت قصير وتتغنى بما جلبن معهن من جهاز .. بينما أضاف طلال وهو يشملها بنظرة مشتاقة" ما رأيك أن اساعدك أنا بدون أن يعلم أحد من الطرفين؟ .. هناك مبلغا من المال كنت قد اقرضته لصديقي والحمد لله أعاده لي فلتأخذيه لتبتاعي الذي ينقصك ونتزوج يا اسراء "
ألحت عليها كرامتها وشعرت بالاستياء الشديد فقالت بحدة "طلال أرجوك.. إياك أن تجرحني بعرض كهذا مرة أخرى "
هتف مستنكرا "لماذا غضبت الآن؟.. ألست خطيبتي وستصبحين زوجتي وكل طلباتك ملزمة مني "
ردت بحدة "حين أكون زوجتك قلها أما الآن فلا تكررها ثانية أرجوك "
طحن ضروسه وقال وهو يستعد للمغادرة "حسنا كما تريدين .. فأنت مصرة على افساد كل شيء بيننا.. أنا ذاهب ..سلام "
شاهدته يبتعد متقبضا فأطرقت برأسها في حزن تشعر بالحصار من كل جانب وبضغط شديد على أعصابها .. محتارة بينه وبين أهلها وظروفهم .. تحاول أن ترضي الجميع وأن تخفف عنهم لكنها لا تجد من تبوح له بما تشعر وما ترزح تحته من مشاعر وضغوط ..
وسألت نفسها هل هي بالفعل تفسد اللحظات الحلوة بينهما ؟
لماذا لا تستطيع أن تتصرف معه بأريحية دون ضغوط؟ ..
وكيف عليها أن تتصرف في هذا الوضع الضاغط ؟.
ابتلعت كعادتها مشاعرها السلبية وسحبت نفسا عميقا ثم عادت للداخل حيث حنة ونس ترسم على وجهها ابتسامة ضعيفة حتى لا تلحظ أمها ما يعتمل في صدرها .. فهي سعيدة بانطلاقها الليلة في الغناء والطبل ويكفيها ما تحمله من هموم ومسئوليات تقصم الظهر .
عادت اسراء من شرودها على صوت بسمة الذي يقول باستنكار" ماذا تفعلين يا أم هاشم؟!!!!"
قالت الأخيرة وهي ترفع طرف فستان بسمة "أفعل ما اقسمت على أن افعله "
حاولت بسمة مقاومتها وهي تقول ضاحكة "ألا يمكن أن تقرصيني من فوق الفستان ؟!"
ردت أم هاشم وهي تقرصها في ركبتها "كلا لابد ألا يكون هناك حاجزا بيني وبين ركبتك لربما أزال ذلك النحس"
تألمت بسمة ضاحكة بينما استقامت أم هاشم تنفش كتفيها كمصاص دماء انتهى للتو من فريسته وناظرت ونس بنظرة خطرة .. فاتسعت عينا الأخيرة وتراجعت للخلف تشير بسبابتها رافضة .. لكن أم هاشم ظلت تتقدم منها ببطء فاقتنصت الضحكات من الموجودات بينما ونس تسرع لتختبئ خلف مليكة التي قالت لأم هاشم من بين ضحكاتها "ألا تكفي بسمة"
بنفس نظرة الصياد الذي يتتبع الفريسة قالت أم هاشم بإصرار "لا ..سأقرصها هي الأخرى .. ولولا الملامة لكنت خرجت وقرصت العرائس المصطفات بالقاعة الخارجية"
مالت من خلف مليكة ورفعت فستان ونس المنفوش بطبقات كثيفة من التل ثم أخذت تبحث عن ركبتها وهي تقول بغيظ "أين ذهبت ركبتك يا بنت !!"
أطلقت ونس زمجرة منزعجة قبل أن تستقيم أم هاشم واقفة وابتسامة سعيدة منتصرة على شفتيها فناكفتها مليكة بصوت خافت قائلة" قلنا انزعي هذا السواد وازيدي قليلا من زينة الوجه .. أ وضعت الكحل وطلاء شفاه باهت فقط ؟!!"
قالت أم هاشم بإصرار وهي تتطلع في المرآة أمامها "لو أزلت سواد اللبس ماذا سأفعل بسُمرة البشرة"
قالت مليكة بانفعال" يا أم هاشم لا أحب ما تقولينه عن نفسك هذا كله خلقة الله "
ردت أم هاشم بهدوء" ونعم بالله أنا لست معترضة أقسم لك لكن عليّ ألا أكابر واعترف بالحقيقة فأنا سمراء والناس لا تحب سمرتي .. لذا اخشى من تغيير الأسود حتى لا ألفت الانتباه لسمرتي "
تدخلت صاحبة المحل والتي التقطت حديثهما فقالت من جلستها في ركن تدخن سيجارة" اتفق مع مدام مليكة فيما قالت .. ملامحك جميلة تحتاج فقط لحسن ابرازها"
ردت عليها أم هاشم" أعدك حينما اتزوج سآتيك لتبرزي ما تستطيعين ابرازه يا اختاه "
علت الزغاريد من الخارج مصحوبة بطرقات على الباب فأسرعت صاحبة المحل لفتحه لتخبرها إحدى الفتيات أن العريسين التوأمين قد وصلا .. بينما وقفت أم هاشم تتطلع لنفسها في المرآة تعترف بأنها تخاف من التغيير .. تخاف من لبس غير الأسود فتسمع كلاما رغم تكراره لا يزال يجرحها .. تخاف من أن تصدق ما يقولونه بأنها ليست قبيحة .. فتتمنى وتترقب.. ثم تصدم بشدة .. ولم يعد لديها مساحة لتقبل الوجع والصدمات ..
نهرت نفسها تمنعها من التمرد أو الاعتراض .. وغمغمت "ستخسرين الدنيا والأخرة يا بنت الشيخ زكريا .. اصمتي ولا تستفيضي في التفكير "
اخذت ونس تهتز بحماس وانفعال وتعيد النظر لنفسها في المرآة متحمسة لتعرف رد فعل شامل على هذه الطلة الأسطورية ثم نظرت لمليكة وهي ترتعش من الترقب فاقتربت الأخيرة تمسك بيديها وتطمئنها ثم سألت "من منكما ستخرج أولا ؟"
استقامت بسمة تعدل من فستانها وقالت بصوت مبحوح وقد شعرت ببرودة مفاجئة لا تعرف سببها "أنا سأبدأ "
وتطلعت في أم هاشم ومليكة بنظرة مرتبكة قبل أن تسحب نفسا عميقا و تقترب من الباب .
سُمح لمصور الفيديو بالدخول والتركيز على العروس وتصويرها وقد أخذ الأخير وقته في التركيز على وجهها وحسنها وفستانها .. فاقترب كامل من الباب المفتوح والذي كان يقف منتظرا بترقب ودخل الغرفة يقطع ما يفعله المصور .. ويتطلع فيها بملء عينيه مداريا خلف ملامحه الهادئة قلبا يكاد ينفجر من فرط السعادة.
كانت مبهرة بحق .. أكثر من أي مرة رآها فيها.. وأحلى من خياله مئات المرات ..فقد ارسل لها كتالوج فساتين العرس من العاصمة وطلب منها اختيار ما تريد وإبلاغ صاحبة المحل في الهاتف الذي أرسلته لها بدورها كما أرسلت لونس ما اختارته ..
فستانها لم يكن منفوشا .. كانت بلوزته بتطريز بارز تلتف حول جذعها تبزر تناسقه وفتحة صدر على شكل رقم سبعة .. أما الأكمام فكانت بنفس التطريز البارز يتخلله مناطق شفافة .. وتنورة الفستان تنسدل بسيطة وغير منفوشة وكأنه فستان سهرة من طبقات كثيرة فوق بعضها من الشيفون الناعم جدا بلون العاج.. وذيل التنورة مطرز من نفس اللون بتطريز بارز ..
شعرها كان معقوصا للخلف على هيئة كعكة كبيرة نسبيا منخفضة أسفل رأسها ومتداخلة في بعضها ويزينها بضع وردات جانبية باللون العاجي من نفس درجة الفستان وبدون طرحة .. وقرطين من اللؤلؤ يزينان أذنيها ..
كانت بسيطة ومبهرة وكأنها تخبر الجميع بأنها لا تحتاج إلا للمسات بسيطة حتى تكون خاطفة للأنفاس.. عيناها الزرقاوان مكحلتان تحت رموش سوداء كثيفة وشفتاها مطليتان باللون النبيتي الذي بات يعشقه بسببها .
تطلعت فيه بسمة تحبس أنفاسها هي الأخرى وهو يقترب أكثر في حلة زفاف زادت من وسامته أضعافا ..
كان كحلم رائع بعد أيام صعاب ..
كلحظة كاملة لا ينقصها إلا الـــ تصديق .
كان أمامها يقترب ويقترب وعيناها تدوران على هيئته الوسيمة ولم تفلح في إخفاء انبهارهما أو استسلامهما لنظرات عينيه اللامعة .
وقف كامل أمامها بطلته الحابسة للأنفاس وعطره الرجولي .. وأعطاها باقة ورد بيضاء ثم أخرج من جيبه سوارا ذهبيا به دلايات من عيون زرقاء فيروزية .. ومد يده يلتقط يدها ويلبسها إياه في معصمها كإسورة وسط زغاريد كثيرة والكثير من العيون لبعض المتزاحمات أمام الباب ..
تطلع في عينيها فحاولت التماسك أمام نظراته بينما بلع كامل ريقه الجاف وأمسك برأسها يطبع على جبينها قبلة بطيئة .. قبلة تعدها بالكثير من الوعود الحلوة .. قبل أن يبتعد قليلا ويمنحها ذراعه وسط الزغاريد العالية .
انزلت نظراتها لمرفقه ثم رفعت يدها لتتعلق به فأمسك كامل بيده الأخرى يدها وكأنه يلصقها بذراعه .. يقيدها به للأبد .. وخرج من باب الغرفة على غرفة أكبر تحتوي على عدد من العرائس الأخرى تصادف اليوم زفافهن ومر من وسط بعض الفتيات اللاتي تزاحمن لمشاهدتهما قبل أن يخرج من الصالون إلى ممر واسع في المركز التجاري الشهير الذي يقع فيه صالون التجميل .
كان ينتظره خارج الصالون شامل ووليد ومفرح والكثير من الفتيات والشباب من البلدة .. فعلت الزغاريد مرة أخرى قبل أن يحضن شامل أخيه ويسلم على بسمة بتهنئة حارة ثم يذهب هو ليأخذ دوره في استلام عروسه .
اقترب مفرح يحضن كامل بمحبة ثم ابتعد يقول بلهجة مهددة "والله يا كامل لو احزنتها يوما ..."
ابتسم كامل في الوقت الذي قطع وليد عليهما المشهد وهو يسلم على كامل ويحضنه ..ثم اقترب من بسمة فتطلعت في حلة الأنيقة ..
بدون تردد مال عليها وليد يحضنها بقوة ويقول بصدق" ألف مبروك يا بسمة ..لا استطيع أن أصف لك سعادتي بزواجك "
ربتت بسمة على ظهره بهدوء ولم تجد ما ترد به .
في الداخل كان المصور الذي سبق شامل قد انتهى من تصوير ونس وبمجرد أن أخبرتها أم هاشم أنهم سيدخلون شامل ارتبكت ونس واسرعت بالاستدارة تولي ظهرها للباب وتدفن وجهها في كفيها .. فدخل شامل بابتسامة سعيدة وقلب يدق بعنف يتلقى التهاني من الواقفات وعيناه مسلطتان على تلك التي توليه ظهرها .. فستانها منفوشا كفساتين الأميرات من طبقات كثيفة من التل الأبيض لكنه لم يكن تقليديا وإنما كانت تزينه بعض وردات زهرية وبنفسجية مشغولة بالخيط في أماكن متفرقة من تنورة الفستان توحي لمن يراها من بعيد بأنها ورود منثورة فوقه هنا وهناك ..
أما الجذع فكان ملفوفا بالتل الأبيض وقد لبست تحته بلوزه أخرى بأكمام طويلة ملتصقة بجسدها لتداري موديل الفستان المكشوف بدون أكمام .. بينما شريط من التل ملفوف كحمالة عريضة مرتخية ساقطة عن كل ذراع وتدور حوله .
اقترب شامل وقلبه يسبقه إليها وتطلع في عقدة شعرها الكستنائي المرفوعة فوق رأسها كتاج ومثبت فيها ورود زهرية اللون كوردات الفستان ..وغرة مرتخية على الجانبين مثبت طرفها في الشعر تداري أذنيها..
ناداها شامل بصوت أجش "ونس"
مالت بجذعها للأمام بحرج شديد وحماس فاق القدرة على التحمل ودارت وجهها بكفيها .. فدار شامل حول فستانها المنفوش ليقف أمامها يتطلع فيها مبهورا .. ثم مال برأسه ناحيتها ينادي "ونس ألن تريني وجهك"
هزت رأسها بلا .. فابتسم ومد يده يبعد كفيها عن وجهها الذي كان جميلا مشرقا .. مزينا باحترافية اشعرته بنضجها ..وببساطة عكست شخصيتها ..
لم تستطع ونس التحديق في عينيه المبهورتين طويلا وإنما أطرقت برأسها تضحك بحرج .. فأعطاها شامل باقة الورد البيضاء ثم أخرج من جيبه أمام عدسة المصور التي تسجل كل لحظة سوارا ذهبيا صغيرا له دلايات على شكل وردات ملونة فألبسها إياه في معصمها ورفع يدها يقبلها قبل أن يحيط ذراعيه بخصرها ويرفعها فجأة ثم يلف حول نفسه ببطء رغم ضيق المساحة.. وحضنها بقوة فلفت ونس ذراعيها حول عنقه تحضنه هي الأخرى بقوة وتأثر .
بعد قليل كان العروسان قد وقفا في الممر خارج الصالون بجوار العروسين الأخرين فنظر كامل وشامل لبعضهما بتأثر قبل أن يقتربا ويحضنا بعضهما .. فانهالت على التوأمين كاميرات الهواتف تصور هذين العريسين الوسيمين المتطابقين في الشكل وعروستيهما الفاتنتين بينما أخذ مفرح يصورهم في بث مباشر لغنيم وسوسو ومدعويهم في العاصمة .
عاد كل عريس لعروسه لتتأبط ذراعه وبدأت طبول الزفة تزفهم بطول الممر الواسع ونزولا على السلم حتى خرجوا للشارع ليجدوا المزيد من المهنئين في انتظارهم على رأسهم عيد الذي كان يرتدي جلبابا فاخرا ابتاعه خصيصا من أجل هذه المناسبة فوقف يتطلع في فلذة كبدة التي تخرج من المبنى .
كانت ونس تقترب وتقترب وهي تطالعه بابتسامة متسعة خجلة مخضبة الوجنتين .. ومع كل خطوة كان يتذكر رحلة شقاء ومعاناة معها حينما ولدت وحيدة بدون أم واصيبت بضعف في السمع فيما بعد .. وكيف كانت مختلفة عن أقرانها ..
تذكر كل شيء .. وكل الدعوات التي كان يتذلل بها إلى ربه بألا يكسر قلبه في ابنته .. وها هو ربه يستجيب .. ويغدق عليه بالنعم.
بمجرد أن اقتربت بشقاوتها الممزوجة بالخجل مالت عليه ونس تحضنه .. واستشعر سعادتها وارتجافها وحماستها وخوفها وهو يضمها .. واشتاق لها من لحظتها .. فتدفقت دموعه وهو يشدد من احتضانها ويقرأ عليها القرآن ليحميها من العيون الحاسدة .
ابتعدت عنه ونس وقد بدأت تبكي هي الأخرى وهالها أن تراه يبكي .. فعادت لاحتضانه مرة أخرى بتأثر انتقل كعدوى للواقفين .
على الناحية الأخرى لمحت اسراء طلال يقف بعيدا في بقعة اهدأ يتحدث مع كريم.. فتخضبت وجنتيها واقتربت منه تشعر بالسعادة أنه قد حضر وقد ظنته لن يحضر فنظر إليها بصمت ثم قال مشيرا لسيارته "هيا لنسير خلف الموكب (وبحث بين الجموع قائلا) أين والدتك والبنات ؟"
عقدت اسراء حاجبيها وأخذت تبحث بين الواقفين حتى لمحت نصرة تحضن ونس وتبكي هي الأخرى وبجوارها همسة ونسمة .
بعد قليل كان موكب العرسان يجوب شوارع القرية وقد اختار التوأمان أن يزفا في سيارتهما الضخمة المزينة بالورود واشرطة الساتان .. فكان كامل خلف المقود وبجواره بسمة وشامل في المقعد الخلفي وبجواره ونس ..
راقب كامل كيف أن بسمة تشمخ بأنفها وهي تتطلع في العيون المبهورة التي تميل لتتطلع فيها عبر نافذة السيارة .. وأدرك كم هي مجروحة ومرتبكة خاصة حينما دقق في اصابعها التي تقرص وتحك في قماش الفستان في حجرها.
أما ونس وشامل فكانا في ملكوت آخر .. يديهما متعانقة وأصابعهما متشابكة وعيونهما تقول كلاما كثيرا .. فكان وجه ونس مخضب بالحمرة ونظراتها تتراقص فوق وجه شامل الذي كانت ابتسامته المتسعة تملأ وجهه يقبل يدها المتعانقة مع يده كل بضع دقائق فتميل ونس لتلمس بجبينها كتفه في سعادة وحرج .
كان موكب السيارات يسير ببطء بمجرد دخوله للقرية لأن الأعداد كانت غفيرة أمامه بالإضافة لتلك الفرقة الموسيقية التي كان وليد قد احضرها للزفة ..
رغم الزحام أمام السيارة كان وليد ظاهرا وسط أصحابه وتأملته بسمة من موقعها بجوار كامل ومهجة من موقعها في سيارة مفرح وهو يتوسط الموجودين ويرقص على أنغام الموسيقى الشعبية مرة بالعصا ومرات بذراعيه .. ويبدو سعيدا جدا..


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-06-20, 11:04 PM   #1130

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 4

بعد قليل اقترب وليد وأصر على اخراج كامل من السيارة فنزل الأخير بحرج وتبعه شامل فاصطحبهما ليقفا في مركز الزفة وبدأ يرقص أمامهما ليشاركه شامل محاولا تقليد حركاته بينما ظل كامل يتابعهما مبتسما يديه في جيبي بنطاله .
بعدها عاد التوأمان للسيارة وبدأ الموكب يخترق الجموع ببطء نحو بيت الوديدي بعد أن وقف قليلا عند بيت العم عيد .. وذلك كمحطة أخيرة قبل الاستعداد للسفر للعاصمة .
سألت بسمة كامل فجأة "هل كان هناك سببا لتأخركما لقد أقلقتني حينما قلت بأنك ستخبرني فيما بعد "
شعر كامل بأن عليه أن يخبرها بما حدث لتستعد فتردد قليلا ثم أجاب" أمي لم تكن تعرف بهوية زوجك السابق ولهذا دعت آل سماحة للحفل الذي سنقيمه في حديقة الفيلا "
اتسعت عينا بسمة متفاجئة فأضاف كامل باقتضاب "كنت أؤجل اخبار أمي بهويته لما بعد العرس وتاه عني أنها من الممكن أن تدعو آل سماحة فكما تعرفين هم من معارفنا "
صمتت بسمة ولم تعرف بم ترد على هذه المفاجأة التي لم تكن تحسب حسابها بينما أضاف كامل "والحقيقة أمي كانت مصدومة وتشعر بالحرج منهم .. وأنا أشعر بذنب شديد تجاهها "
شاطرته بسمة الشعور بالأسف على حماتها فهي ليست غبية لتدرك بأن المرأة تحاول بذل مجهودا للتكيف مع زيجة ولديها الغير نمطية .. وتطلعت في ملامح كامل الغامضة التي يركز فيها على تتبع سيارة مفرح في المقدمة والتي تحاول إيجاد مخرج من الزحام أمامه من المهنئين بينما الناس مصطفة على الجانبين..
أخذت بسمة تفكر في تلك المواجهة المبكرة التي لم تحسب بأنها ستأتي بهذه السرعة ..
ومر سؤال في رأسها .. هل من الممكن أن يكون سيد مدعوا لهذا الحفل؟!! ..
عادت ترفض الفكرة وتصفها بالمستحيلة فسيد لن يحضر حفل عائلة لا تربطه بهم صلة .. من الممكن أن يحضر آل سماحة كنوع من المجاملة لكن ... مَن مِن عائلة سماحة سيحضر بالضبط ؟؟؟.
على أية حال يبدو أن خبر زواجها سيصل لكل من في العاصمة الليلة .. وهذا في حد ذاته خبر جيد كانت تسعى لإيصاله بشدة ..
رغم توترها الشديد لهذا الخبر ولهذه المواجهة التي لم تحسب بأنها ستأتيها بهذه السرعة .. إلا أنها حاولت طمأنة نفسها (اهدئي يا بسمة هذا ما كنت تخططين له .. إن خطتك تسير في مسارها الصحيح )
تطلع فيها كامل بنظرة جانبيه يراقب ردة فعلها منذ أن أخبرها ولاحظ قبضتها التي تقبض على قماش فستانها الناعم الذي يغريه بقوة لتحسس ملمسه لكن مزاجه لم يعد رائقا بعد أن تمكنت الوساوس من احتلال أفكاره متسائلا ما الذي تفكر فيه ؟
هل هي مرتبكة لأنها تذكرت زوجها السابق ؟
وهل نسيته من الأساس؟
وهل تشعر بالفرح بنفس فرحة تجربتها السابقة ؟
حتى لو بنفس القدر من الفرحة هذا لا يرضيه .. يريد أن يكون شعورها معه مختلفا..
فكرة المقارنة مع شخص أخر تصيبه بالاختناق ..
لا يحب الشعور بأن يكون في مقارنة مع أحد .. هذا يحزنه كعاشق ويجرح كرامته وينال من عنجهيته كرجل ..
قبض على المقود وقد ازدادت ملامحه عبوسا .. فهذا ما كان يخشاه عند الاقتراب منها .. تلك الأفكار والوساوس والمقارنات التي يعلم بأنها ستقوده إلى الجحيم .
وها قد بدأت رحلتك مع جحيمك يا كامل! .
عند بيت الوديدي توقفت سيارة مفرح وخرج الأخير منها .. في الوقت الذي خرج العريسان أيضا من سيارتهما لتحية بعض رجال البلدة على رأسهم مصطفى الزيني .. فلمحت أم هاشم جابر من جلستها في المقعد الخلفي من سيارة مفرح ..
كان يقف بجوار مصطفى يهنئ العريسين .. فتأملته من نافذة السيارة وغافلتها نفسها ودققت فيه باشتياق .
جلبابه الأبيض الأنيق والعباءة المعلقة على كتفيه والوقار والهيبة اللتان تحيطان به .. وذلك الحزن الذي يؤثر فيها بشدة والمرسوم على محياه رغم ابتسامة المجاملة التي تزين شفتيه ..
لو تعلم ما يشقيه ..
لو تعلم من يشقيه ..
لو تستطيع أن تمنحه السعادة بأي ثمن .
همست في سرها " والله لا أملك لك إلا الدعاء .. والله لا أملك لك إلا الدعاء يا غالي .. أن تحيا كما تستحق سعيدا هنيئا قرير العين .. اسأل رب العرش العظيم أن يزيل عنك الهم والحزن ويعطيك ما يسعد قلبك يا جابر يا ابن نجف.."
ودعت نحمده وفايزة العروسين بدون السفر معهما وذلك لعدم قدرة العمدة على السفر لظروفه الصحية فبقيت معه نحمده بينما اعتذرت فايزة لظروف تخص انشغال زوجها هي الأخرى .
في الوقت الذي عاد مفرح للسيارة ورجع العريسان لسيارتهما خلف سيارة الأول فكانت سيارة مفرح تضم مليكة وأم هاشم وأدهم وإياد وانتقلت مهجة لسيارة وليد التي ضمت الحاج سليمان والحاجة فاطمة .. أما العم عيد فقد كان في سيارة أخرى تطوع صاحبها من أهل البلدة بتوصيله والعودة به من العاصمة مع بعض من فرضوا نفسهم للذهاب معه .. وبدأوا في التحرك استعدادا للسفر فاصطف الجموع على الناحيتين ..ليكون من نصيب أم هاشم أن يكون جابر على ناحية نافذتها وتمنت مع مرور السيارة من أمامه لو أن تلمس أصابعها طرف جلبابه عبر النافذة حين تمر بجواره .. تمنت بشدة أن تملك تهور المراهقين لتفعل ذلك ..
كانت السيارة تقترب منه .. فتقبضت في حجرها خوفا من لحظة جنون يلح بها الشوق الذي يعذبها .. وتأملته وصورته تقترب منها .. ثم انفجرت دقات قلبها الذي كان يحتضر منذ دقائق واندفعت الدماء في شرايينها فجأة حينما تقابلت عينيهما للحظة أسرعت بعدها بخفض نظراتها والاشاحة بوجهها ..
كان جابر قد لمحها في سيارة مفرح .. وبرغم شعوره بالراحة بأنها ليست وسط زحام المهنئين المتزاحمين الواقفين لكنه تساءل هل ستسافر للعاصمة لتوصيل العرسان ؟
ساوره بعض القلق كونها ستسافر العاصمة وحدها .. لكنه عاد وطمأن نفسه بأنها مع مفرح الزيني وحرمه فهو يعرف بأنها صديقة لبنت الصوالحة وبنت الوديدي .. وهذا اشعره بالفخر بها.. أن تربطها صداقة ببنتين من بنات أكبر العائلات في القرية .. فهذا دليل كافي لمكانتها هي نفسها التي لا يعرفها إلا أولاد الأصول فغمغم في سره " فليحفظك الله وتعودين سالمة يا بنت الشيخ زكريا "
××××
بعد ساعة
الحلو الغالي شغل بالي
ولا عارف إيه اللى جرالي
ولا قادر أقوله على حالي
من غير ما يقوللي ولا أقوله
فى عنيا وقلبي الشوق كله
على صوت عبد الحليم الذي صاحب رحلة العرسان على الطريق كان كامل يختلس النظرات لبسمة الساهمة طوال الطريق يتمنى لو أن يخترق أفكارها كما يفعل مع توأمه وأن يعرف فيما تفكر هي وتتركه فريسة للأفكار والوساوس بينما شامل وونس في المقعد الخلفي هائمان سعيدان .
توقف الموكب على الطريق بجوار أحد الاستراحات لدخول الحمام أو لملئ السيارات بالبنزين .. فطلبت ونس أن تخرج من السيارة بعد أن ملت من الجلوس لفترة طويلة فساعدها شامل وهي تلملم فستانها المنفوش وترفعه حتى لا يتعفر من التراب بينما تحركت بسمة تخرج من السيارة فسألها كامل" إلى أين؟؟"
ردت باقتضاب " سأذهب للحمام"
قال كامل وهو يفك حزام مقعده" سآتي معك"
استدارت إليه تناظره بتساؤل فرد بحاجب مرفوع" ربما أردت المساعدة "
تخضبت وجنتيها لكنها مطت شفتيها تخرج دون أن تعلق .. فلحق بها كامل في طريقها إلى إحدى الاستراحات لتقول باستنكار" كامل ماذا تفعل؟!!"
رد ببرود "أذهب مع زوجتي لأعرف أين الحمام بالضبط "
صمتت وهما يدخلان من الباب الزجاجي وقد لفتا انتباه المتواجدين في الاستراحة وتعلقت العيون بالعروس الفاتنة التي دخلت للتو ..فمط كامل شفتيه وحاول تحجيم مشاعر غيرته عليها وتقبض متحفزا .
عند الحمامات قابلت بسمة مليكة التي خرجت للتو من أحد الحمامات والتي عادت معها للداخل فاطمأن كامل وذهب ليطلب القهوة منضما لمفرح الذي كان يشتري بعض الحلوى لولديه .
بعد دقائق عاد وليد من الاستراحة يحمل كوبا من عصير الفواكه الذي تحبه مهجة فلمحها تقف متكتفة الذراعين بجوار السيارة شاردة .. تأمل فستانها المائل للأخضر كلون عينيها وتقدم منها يمنحها كوب العصير .
رفعت مهجة أنظارها نحوه تقول بمعاندة "لا أريد ولم اطلب منك "
في لحظة واحدة انقلبت ملامحه وألقى بكوب العصير أرضا بعصبية فانسكب السائل ينثر بعض الرذاذ على حذائها وطرف فستانها .. ثم تركها وتحرك ليناول لوالدته من نافذة السيارة زجاجة المياه التي طلبتها .
ناظرته مهجة بغيظ وهو يعود للسيارة ليتخذ مكانه أمام عجلة القيادة بينما عاد الحاج سليمان إلى مقعده بجوار ابنه وهو يتحدث في الهاتف بمباهاة قائلا "لولا أن صهري غنيم بك يقيم حفلا عائليا في فيلته الفخمة في العاصمة كنت دعوت أهل البلدة كلهم للعاصمة ونقلتهم كلهم على حسابي الخاص والله يا حاج رزق "
كانت مهجة تشعر بالتيه .. وكأنها فاقدة لبوصلتها .. أحيانا تلوم نفسها على أنها مررت له تلك المرة التي لطمها على وجهها فيها .. وأحيانا أخرى تخبر نفسها بأن عليها التنازل قليلا حتى ولو على حساب كرامتها لتصبر عليه فهي تعلم بأن خبر تعرضها للضرب لو علمه مفرح أو والدها ستكون النهاية ..أخرجها وليد من شرودها حينما هتف من نافذة السيارة "هل الهانم ستأتي أم لديها خططا أخرى!!!"
في سيارة مفرح دخل أدهم وإياد يحملون كيسا من الحلوى وثلاثة أكواب من المثلجات الملونة أعطى أدهم لأم هاشم واحدا منها فقالت متفاجئة" لي أنا؟؟!!"
رد إياد وهو يأخذ المثلجات التي تخصه من يد أخيه "أمي قالت بأنك ستحبين المثلجات"
قالت أم هاشم وهي تمسك بالمثلجات بين يديها لمليكة التي عادت للتو إلى السيارة تأخذ مكانها في المقعد الأمامي "سلمت يدك يا مليكة لازلت تذكرين أني أحبها"
قالت مليكة " ما دمت لا تريدين الخروج من السيارة ولا تريدين أن نحضر لك شيئا تذكرت بأنك تحبين المثلجات "
ابتسمت أم هاشم فرحة بالمثلجات التي تبدو شهية ولها طعما أحلى بكثير مما هو متوفر في القرية بينما اتخذ مفرح مكانه أمام عجلة القيادة يستعد للمواصلة .. وقبّلت عيناه تفاصيل مليكة الجالسة بجواره والتي لم تسنح له الفرصة بأن يخبرها منذ أن بدأ الاحتفال بأنها تبدو رائعة الجمال.
تعانقت عيناهما في صمت فأخبرتها عيناه بما يريد أن يقول بكل صراحة ووقاحة جعلتها تتخضب بالحمرة وتعطيه كوب الشاي الذي كانت تحمله له ..
تغيرت ملامحه فجأة وهو يلمح مهجة تقف عاقدة ذراعيها تناظر سيارة وليد أمامه بملامح متجهمة استنفرت أعصابه فنظرت مليكة إلى حيث ينظر ولحقته قبل أن يفتح عتلة الباب يهم بالخروج فأمسكت بذراعه تقول بهمس" مفرح .. أنت قلت بأنك لن تتدخل إلا إذا هي طلبت منك"
طحن ضروسه فقالت مليكة بهمس "مادامت لم تلجأ لك فهذا يعني بأنها لا تزال لديها طاقة من الصبر للتعامل معه .. تدخلك سيعقد الأمر ويرفعه للمستوى الأعلى"
تراجع مفرح وهو لا يزال يطحن ضروسه وبدأ في تشغيل سيارته بعصبية ..بينما تحركت مهجة أخيرا لتركب في المقعد الخلفي لسيارة وليد بجوار والدته .
حين عاد كامل من المحل وجد بسمة تهم بالجلوس في المقعد الأمامي فأسرع بالقول "المقعد الخلفي"
استدارت إليه متسائلة فقال" شامل من سيقود لقد تعبت "
تحركت نحو المقعد الخلفي تلملم فستانها فصفّر كامل لأخيه وعروسه اللذان يلتقطان صورا في العراء بهاتف العريس ثم مال على نافذة السيارة يعطي لبسمة صينية من الكرتون بها عدة أكواب فالتقطتها منه ورائحة القهوة تتسلل إلى رئتيها تصلح ما افسده الكون من مزاجها.. بينما فتح كامل الباب الملاصق لها ومال يرفع ذيل فستانها ليدخله في السيارة قبل أن يغلق الباب بإحكام ويستدير ليتخذ مكانه بجوارها في المقعد الخلفي .
رائحة القهوة الممزوجة برائحة عطره حين استقر بجوارها كانت تحثها على الاسترخاء .. ومن تحت رموشها السوداء تأملت ساقيه الطويلين وحلته التي جعلته وسيما أنيقا بشكل خاص وحابس للأنفاس.
سألته بهدوء" ألن تخبرني عن نوع القهوة هذه؟"
رد ببرود وهو يأخذ القهوة (الأمريكانو) التي تخصه" قلت لك كم ستدفعين ؟"
هذه المرة لم تهرب من السؤال كالمرة السابقة في يوم كتب الكتاب فسألته" ماذا تريد؟"
تحركت مقلتيه لتحدجها بنظرة جانبية ثم قال بلهجة غامضة "ربما ما أريده لن يعجبك"
لا تعرف لماذا اشتعل جسدها فجأة وشعرت بأنه يريد أن يلاعبها بوقاحة .. فصمتت ولم ترد خاصة مع جلوس ونس في المقعد الأمامي بعد أن ساعدها شامل في السيطرة على طبقات التل الكثيفة لفستانها واستدار ليتخذ مقعده أمام عجلة القيادة.
أخذ كامل من الصينية الكرتون في يد بسمة كوب (اللاتيه) ليضعه بجوار أخيه .. فسأله الأخير" ماذا أحضرت لونس؟"
رد كامل ببرود " الحقيقة لم أحضر شيئا.. فلا أعتقد أن القهوة مناسبة للأطفال "
استدارت ونس نحوه تناظره بامتعاض بينما عقدت بسمة حاجبيها تنظر في كوب المثلجات الذي يجاور قهوتها على الصينية وأدركت بأنه يشاكسها .
قال شامل بهدوء وهو يحرك السيارة" تعرف بأني أعرف بأنك تكذب"
رد كامل بعد أن منح ونس نظرة مغيظة "وكيف لي أن أعرف ماذا ستحب يا بني !"
قال شامل وهو يركز على الطريق" هات ما جلبته من أجلها يا كامل دون مراوغة وكن لطيفا مع حرم أخيك حتى لا أكسر عظامك"
تدخلت بسمة لتنهي الجدل بأن أعطت الكوب لونس تقول "انه يشاكسك لا أكثر .. فقد أحضر لك المثلجات"
بسعادة تطلعت ونس في كوب المثلجات وعادت به تنظر أمامها بينما رد كامل على أخيه مناكفا" من الذي يكسر عظام الآخر! .. يبدو أنك تريدني أن أريك مقامك أمام عروسك وفي ليلة فرحك يا فلذة كبدي "
أطلق شامل ضحكة ساخرة ثم قال" من يستعرض نفسه أمام عروسه الآن يا ابن أبي!"
ناظر كامل ونس التي تلتهم المثلجات وقال لأخيه بلهجة صبيانية مغتاظة" حرمك المصوووون لم تقل لي شكرا .. أريد أن أرى إشارة شكرا الآن "
قال شامل مناكفا " حبيبي زوجتي تفعل ما تريد "
سألت بسمة سؤالا مباغتا لتقطع مشاكستهما " من منكما الأكبر؟ .. اقصد أعرف بأنه هناك بضع دقائق بين ولادة التوأم والأخر إن ولدا ولادة طبيعية فمن منكما أكبر من الثاني؟"
ساد الصمت وتبادل التوأمان النظرات الماكرة عبر المرآة الأمامية للسيارة .. بينما تطلعت عيون ونس وبسمة فيهما بترقب ليقول كامل بلهجة غامضة " هذا أيضا سر لا نقوله لأحد .. لذا سنترك لكما فرصة التخمين ولنرى من منكما ستكون الفائزة "
بينما ضغط شامل على مشغل الموسيقى لينبعث منها صوت عبد الحليم من جديد
الحلو حلاوته فى عينيَّ
م الشوق بيزيد كل شوية
والدنيا تغني حواليَّ
من غير ما يقوللي ولا أقول له
فى عينيَّ وقلبي الشوق كله
والحلو حياتي وروحي وأقول له إيه
إن قلت باحبه الحب شوية عليه
دا حياتي وروحي وأقول له إيه
××××


يتبع


بقية الفصل على هذا الرابط

https://www.rewity.com/forum/t464653-114.html






التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 06-06-20 الساعة 12:25 AM
Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:28 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.