آخر 10 مشاركات
متجر زمرد: إحدى أفضل الوجهات للعناية بالبشرة عبر الإنترنت (الكاتـب : حماد - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          خلاص اليوناني (154) للكاتبة: Kate Hewitt *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          207 - ملاك في خطر - شارلوت لامب ... (الكاتـب : * فوفو * - )           »          212- الارث الاسود - أيما دارسي (تصوير جديد) (الكاتـب : Gege86 - )           »          219 - صديقان ...وشيئا ما - جيسيكا ستيل (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree2430Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-09-20, 10:45 PM   #2581

Sara Ali❤️

? العضوٌ??? » 460746
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 181
?  نُقآطِيْ » Sara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond repute
افتراضي


في الانتظار شموستي💝💝💝💝💝🤩🤩

Sara Ali❤️ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-20, 10:48 PM   #2582

Shadwa.Dy

? العضوٌ??? » 418619
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 627
?  نُقآطِيْ » Shadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضوووووور⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩ ⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤ ️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩

Shadwa.Dy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-20, 10:49 PM   #2583

تالن يوسف

? العضوٌ??? » 431382
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » تالن يوسف is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور للفصل❤️❤️❤️❤️

تالن يوسف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-20, 10:50 PM   #2584

Elbayaa

? العضوٌ??? » 399483
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 385
?  نُقآطِيْ » Elbayaa is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله
فى انتظار الفصل بكل شوق 🥰🥰🥰😍😍😍😍😍


Elbayaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-20, 10:52 PM   #2585

Mayaseen

? العضوٌ??? » 392811
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 129
?  نُقآطِيْ » Mayaseen is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور للفصل❤️❤️❤️❤️

Mayaseen غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-20, 10:53 PM   #2586

عاشقةالسماء

? العضوٌ??? » 414608
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 50
?  نُقآطِيْ » عاشقةالسماء is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور لاحلى شموسة

عاشقةالسماء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-20, 10:54 PM   #2587

توتى على

? العضوٌ??? » 373500
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 159
?  نُقآطِيْ » توتى على is on a distinguished road
افتراضي

تسجيييييييييييل حضوووووووووووووووور
بانتظار الفصل


توتى على غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-20, 10:54 PM   #2588

ايمي ايم

? العضوٌ??? » 474994
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 13
?  نُقآطِيْ » ايمي ايم is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضوووور شموسة 😍😍😍💖🌹💕

ايمي ايم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-20, 10:55 PM   #2589

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 1


الفصل الثالث والثلاثون



(1)



بعد ساعة

وقف مفرح أمام بيت العمدة يمسك برأسه يسيطر عليه الشلل التام ويشعر بهبوط في عضلة القلب .. إن الولدين مختفيان منذ فترة هو غير قادر على تحديدها بالضبط فحسب ما قالته والدته أنهما صعدا للشقة قبل ساعتين ولا يعرف متى بالضبط خرجا ...وإلى أين ذهبا ؟.. كل ما يعرفه أنه فتش القرية كلها هو والغفر وأولاد مصطفى وبعض أهل البلدة ولم يجدوهما ..

في الوقت نفسه كان صوت ولولة نحمده يأتي من الداخل كنواح يشعره بالانقباض ويمزق نياط قلبه .. فهدر صائحا في عويس الذي عاد خالي الوفاض "أنا غير مستوعب حتى الآن كيف خرجا دون أن تعرفا وجهتيهما !"

رد عويس بنفس الإجابة التي قالها قبل ساعة" يا باشمهندس دوما ما كانا يخرجان وحدهما إنهما بسم الله ما شاء الله يتحركان بمفردهما في البلدة وإن كان المشوار بعيدا كان أحدهما يطلب من أحد الغفر أن يوقف له توكتوك لكن هذه المرة لم يفعلا فظننا أنهما ذاهبان للعب الكرة في الساحة آخر الشارع "

هم مفرح بالعودة لسيارته للبحث مجددا وهذه المرة ينوي بأن يبحث خارج القرية رغم أنه غير مستوعب احتمالية أن يغامرا بالخروج خارجها وحدهما .. والسؤال المهم ..لماذا؟ .. فرفع هاتفه على أذنه يحاول الاتصال بأدهم للمرة التي فقد عدها لكنه وجده لا يزال مغلقا أو خارج نطاق التغطية.

أوقفه قول مصطفى الذي يقف أمام البوابة ويجري اتصالاته منذ أن أكتشف اختفاءهما "هل ظهر أحد من السائقين المختفين ؟.. من يظهر منهم يأتيني فورا"

عاد مفرح إليه يسأله" لم يظهر سائقي التوكتوك الذين لم يتم سؤالهما حتى الآن؟ "

حرك مصطفى رأسه مع سبحته شاردا وعقله يعمل بسرعة لوضع احتمالات أخرى .. فقد تم سؤال سائقي سيارات الأجرة الجماعية كلهم وسؤال سائقي التوكتوك في القرية إن كانوا قد شاهدوا الولدين فأنكروا كلهم وبقي حوالي ستة منهم ذهبوا لنقل بعض الأهالي لحضور حفل زفاف في قرية مجاورة .

قال مفرح وهو يتحرك عائدا لسيارته" سأذهب للبحث هذه المرة في مركز المحافظة رغم أني لا أعلم أين بالضبط سأبحث ونحن لم نحدد بعد إن كانا قد خرجا من القرية أم لا .. (وتوقف قليلا ثم قال ) بل سأذهب أولا لمزرعة العمدة وأخذ ألفونس وأمر على الحقول حقل ..حقل .."

قالها بصوت خرج مرتعشا من الخوف والكثير من الأفكار السوداء والحوادث المفجعة تعصف برأسه .

راقبه مصطفى مشفقا وهو يهرول نحو سيارته ليركبها ثم يدوس على البنزين بقوة مبتعدا بينما صوت نحمده التي جمعت حولها الجيران في ولولة كئيبة يخرج من بيت العمدة فنظر مصطفى نحو البيت بضيق مستهجنا أسلوبها هذا في قلب أي حدث لوسيلة لجذب الانتباه .. هدر في الغفر " اذهبوا وابحثوا من جديد لا أريد أن أرى أحدكم يقف هكذا بقلة حيلة "

××××

تطلع إياد متسع العينين من نافذة القطار الذي يجري بين الحقول يتملكه الرعب وهو يضم التابلت الخاص به إلى صدره بينما أخذ أدهم يؤنب نفسه على تهوره في اتخاذ ذلك القرار المفاجئ بدون التخطيط الجيد له.. فكان عليه أن يعطي لنفسه فرصة ليفكر فيه ويرتب للأمر .. وكان من الممكن أن يتواصل مع من يعتبرهم أخواله ليفهم منهم حقيقة ما حدث رغم شكه من أن يقوم أحد منهم بالرد عليه بصدق .

قبل ساعتين

قالت مهجة على باب بيت العمدة مودعة "هل تريدون شيئا أجلبه لكما معي ؟"

هز الصبيان رأسيهما لترفع مهجة نظراتها لأمها تقول" سأقوم بعمل التحاليل وأنتهي من بعض المشاوير ثم أعود يا أمي "

هزت نحمده رأسها فغادرت مهجة التي ينتظرها وليد بالسيارة في الخارج بينما وقف ولدا مفرح بائسان في بهو البيت يشعران بغصة لاقتراب صعودهما لشقتهما بدون وجود مليكة لتقول فايزة وهي تتفحصهما بعينيها "هل تشعران بالراحة عند مهجة؟ "

هز إياد رأسه بالإيجاب فقالت فايزة "ولماذا لا تأتيان معي لتتسليا مع أولادي بدلا من اللعب معهم عبر الانترنت ؟"

قال أدهم باقتضاب "شكرا نحن مرتاحان عند عمتي مهجة "

لوت فايزة شفتيها لتقول نحمده "عليكما ألا تثقلا على كاهل عمتكما مهجة فهي حامل وقد يشعر زوجها بالضيق من وجودكما لوقت طويل عندهما ..لهذا عليكما توزيع الأيام بين عمتيكما أو تبقيا هنا في بيت جدكما"

قال أدهم وهو يهم بالخروج من باب البيت" سنبقى هنا في شقتنا فلسنا صغيرين "

سألته جدته" إلى أين أنت ذاهب ؟"

رد عليها إياد الذي هم باللحاق به" سنصعد للشقة يا جدتي"

قالت بابتسامة متشفية أقلقت الولدين "الباب من هنا يا حبيب جدتك لقد أعاد والدك فتح هذا الباب وكان يدخل ويخرج منه طوال الأيام الماضية "

تفاجأ الولدان وانقبض قلباهما متسائلين عما يعنيه هذا التصرف ..وإن كان أمرا مؤقتا أم أنه يؤكد شيئا يشكان فيه..

لم يعلقا بشيء بل تحركا نحو السلم الداخلي ليصعدا بينما مصمصت نحمده شفتيها وقالت قبل أن تعود هي وفايزة للغرفة الداخلية "اغتسلا وانزلا لتجلسا معنا فأولاد عمتكما فايزة سيحضرون بعد قليل "

هز أدهم رأسه وتحرك الاثنان ليصعدا بينما دخلت نحمده الغرفة مع ابنتها في الوقت الذي توقف إياد على السلم قائلا بنزق " هذا التابلت اللعين لا يقبل كلمة السر الخاصة بالإنترنت هنا.. لا أعرف ماذا حدث كان يلتقطها وحده .. هل فقد الذاكرة !"

التقط أدهم التابلت زافرا مغتاظا وهو يقول "لن ننتهي من دلالك أبدا "

جاء صوت فايزة من الغرفة يقول" أقطع ذراعي إن لم يكن مفرح قد طلقها"

اتسعت عينا الولدين ونظرا لبعضهما بينما لاذت نحمده بالصمت المعذِب لها ..فالسر الذي تعرفه يرقد تحت لسانها كالموس الحاد يؤلمها لتبوح به لكنها ممنوعة من البوح فغمغمت باقتضاب "قلت لك لا أعرف أنت تعلمين بأنه لا يتحدث عن شيء يخصها معي"

قالت فايزة مصرة على إثبات صحة اعتقادها " يا أمي الأمر لا يحتاج لذكاء أنت قلت أنه جمع معظم ملابسها وحاجياتها في حقائب وسافر بهم للعاصمة منذ أيام ما معنى هذا؟!.."

لاح الهلع على وجه إياد فأسرع مهرولا للدور العلوي بينما ظل أدهم متسمرا في وقفته على السلم ليسمع المزيد لعله يجد جوابا على اسئلته بينما ضربات قلبه تضرب في صدره بعنف في الوقت الذي استمرت فيه فايزة تقول بإسهاب "أتعلمين .. قصة أن أخاها مريض هذه لا أصدقها خاصة أن زوجي قد سأل مفرح عن التفاصيل حتى يزوره لكنه راوغ وادعى بأن أخاها سافر للعلاج خارج البلاد .. الأمر غير منطقي ..لماذا تسافر هي معه فزوجته طبيبة مثله ؟ .. وما الداعي لأن يأخذ غالبية ملابسها وأشيائها إن كانت مسافرة لعدة أيام فقط وستعود .. ولو افترضنا بأنه قد قرر التحايل وادعى مرض أخيها حتى تسكن الهانم في العاصمة كما تحرضه في الخفاء دوما هذه الفرضية أيضا لا تقنعني لأنها تركت الأولاد ..وكلانا يعرف كيف هي تتخذ من مراعاتها لولدي مفرح وسيلة لأن تربطه بها فمن غير المعقول أن تتركهما خلفها فهي ذكية ولن تفعلها.. كل هذا يجعلني أصدق ظني لقد طلقها واسترحنا منها"

غمغمت نحمده بعصبية وذلك الموس تحت لسانها يؤلمها" أنا لا أعرف إلا أنها لن تعود مجددا لهذه القرية "

أمسكت فايزة بذراع أمها تقول باتساع عينيها "أمي أنت تعرفين شيئا وتخفينه عني !"

ردت نحمده بعصبية أكثر " قلت لك لا أعرف شيئا كل ما في الموضوع أني أشعر بذلك وأنا حدسي لا يخيب أبدا اغلقي هذه السيرة وأخبريني أخر التطورات مع حماتك العقربة"



بخطوات ثقيلة وقلب يرتجف من الخوف صعد أدهم وعقله الصغير يحلل ما سمعه مع ما جمعه من معلومات سابقة ..ثم فتح باب الشقة الموارب وتطلع في المكان الذي بدا مهجورا موحشا .. وللحظة خيل إليه بأنه يعيش في كابوس وبأن كل هذا وكل ما مر به هو وأخوه في الفترة الماضية ما هي إلا هلاوس .. وللحظة خيل إليه بأن مليكة ستخرج إليه الآن لتستقبله كعادتها عند عودته .. وستطلب منه بابتسامتها الدافئة أن يحضنها أو يطبع قبلة على خدها لكنه سيراوغها بخجل المراهقين وقد ينجح في الإفلات منها ضاحكا أو قد تغلبه هي ضاحكة..

لكن التخيل ظل وهماً .. وبدلا من أن تخرج إليه هي .. جاءه صوت نحيب آتيا من الداخل فأسرع الخطى نحو غرفة نوم والديه ووقف أمام المشهد مفجوعا ..

كان إياد يجلس على عقبيه يبكي ويحضن ركبتيه أمام الجانب الخاص بمليكة في الخزانة الخالي من ملابسها والمفتوح على مصراعيه.. فاستدار أدهم ليجد أن تلك الزجاجات البراقة والعلب التي كانت تزين طاولة الزينة غير موجودة فأسرع نحو خزانة والده وفتحها ليجد ملابسه كما هي فغمغم بعبوس "ما معنى هذا ؟"

رد إياد باكيا "معناه أنهما ليسا متشاجرين بل انفصلا كما قالت عمتي منذ قليل "

هز أدهم رأسه يقول" مستحيل .. مستحيل أن تتركنا أمي مليكة أبدا"

استقام إياد واقفا وقال من بين دموعه" أدهم أنا خائف أنا أريد أمي .. لا أريدها أن تتركنا حتى لو كنا لسنا أولادها هي تحبنا أنا متأكد من ذلك .. متأكد جدا .. كيف تتركنا هكذا أم .. أم ( وتقطع صوته وأمسك برأسه يقول وعيناه الدامعتان تتحركان في المكان بغير هدى ) أم أنها أجبرت على تركنا ..فإن كانا قد انفصلا لن يتركانا لنبقى معها لأنها ليست أمنا الحقيقية "

قال أدهم بعصبية يقاوم رغبة ملحة في البكاء" اخرس وكف عن النحيب كالبنات "

قال إياد مستمرا في نحيبه متوسلا "أنا أريد أمي يا أدهم ..أريدها ..إن كان أبي قد وافق على تطليقها فعليه أن يعرف بأننا لن نقبل بالانفصال عنها ..لن نستطيع الابتعاد عنها .. زميلي في الفصل والداه منفصلان ويعيش مع أمه نحن أيضا لابد أن نطالب بذلك "

تجاهله أدهم وأسرع إلى هاتفه وفتح صفحة سجى ابنة عمار يرسل لها رسالة خاصة " كيف حالك؟ "

ازداد نحيب إياد بانهيار فصرخ فيه أدهم مغتاظا "اخرس يا إياد ودعنا نفكر "

طالعه إياد بمقلتين مرتعشتين ووجه أحمر ثم بدأت أعراض (نوبة هلع) تظهر عليه .. وهي نوبة يعرف أدهم بأنها تنتابه كلما ضغطت أعصابه فهرع إليه في الوقت الذي التصق الثاني بالحائط يحضن نفسه يرتجف ويشهق بقوة للحصول على الهواء .. فقال أدهم مهدئا وهو يمسد على ذراعي أخيه "إياد أرجوك اهدأ حتى نفكر ماذا سنفعل "

قال له إياد من بين شهقاته " أريد أمي يا أدهم أريدها حالا ..أنت كنت على صواب.. أبي يراوغ ويكذب علينا ..كل من حولنا يكذب علينا ..وما قالته سجى بأن أمي مريضة غريب وما قالته عمتي منذ دقائق يؤكد بأنهما قد انفصلا .. وأخشى إن سألنا أبي أن يمنعها حتى من أن تتصل بنا"

نظر أدهم للهاتف ليتفحص إن كانت سجى قد ردت أم لا ثم عاد لأخيه قائلا" لا أتوقع بأن أبي بهذه القسوة حتى لو .. لو انفصلا لن يحرمنا منها "

قال إياد لاهثا " ما أدراك؟.. ربما فعل هذا إرضاء لجدي بعد دخوله للمستشفى .. ربما خشي من أن يموت حزينا أنت تعرف جدي وجدتي لا يحبان أمي ويضغطان على أبي كثيرا"

رغم شكوكه التي تحاصره غمغم أدهم نافيا وهو يعود للتطلع للهاتف "اهدأ يا إياد ودعني أفكر "

جاءه رد سجى تقول" الحمد لله يا أدهم كيف حالك أنت؟"

كتب بسرعة "الحمد لله ..كنت أريد أن أطمئن على أمي هل من جديد لأني غير قادر على التواصل معها"

كتبت الأخرى " لا جديد لا يزال أبي يزورها حتى أنه لم يأخذ أمي معه اليوم ككل مرة "

صمت أدهم يفكر قليلا ثم ذهب إلى صفحتها يبحث في بياناتها وعاد إليها يقول محاولا استدراجها" أنتم في مدينة (...) على ما أذكر "

ردت سجى "أجل "

كتب أدهم " سمعت بأنها مدينة جميلة تضم فقط الطبقة الثرية "

ردت سجى " ليتك تأتي لزيارتنا ستحب المدينة جدا .. أنا كنت غير متحمسة حينما قرر أبي أن ننتقل في شقة بجوار فيلا عمي أكرم لأني كنت مرتبطة بأصحابي في العنوان القديم لكن بمجرد أن انتقلنا هنا وأنا سعيدة جدا أنت تعرف المدينة بالطبع فإعلاناتها كثيرة في التلفاز "

شرد أدهم قليلا ثم سألها" وشقتكم مجاورة لفيلا خالي أكرم؟"

أجابت سجى "في الشارع الموازي يبعد بيننا بضع بنايات فقط "

كتب إليها أدهم بذهن مشغول" أمم "

قضم أظافره عدة دقائق وفكرة ما تلمع في عينيه فذهب بسرعة للبحث باسم تلك المدينة السكنية الشهيرة على الانترنت وقرأ سريعا إعلانات عنها وعن مميزاتها ثم كتب في محرك البحث يسأل عن المسافة بين محطة القطارات في العاصمة وتلك المدينة ليجد بأن المسافة بينهما كبيرة لكنه استمر في البحث ليجد سؤالا من أحد الاشخاص يطلب من الأخرين المساعدة ( أرجو المساعدة فعندي مقابلة عمل في مدينة (***) وسأحضر من خارج العاصمة ..هل هناك مواصلات عامة من محطة القطار إليها مباشرة ؟)

ركز أدهم في الردود ليجد أكثرها وضوحا ردا يقول ( من أمام المحطة اركب سيارة أجرة جماعية ذاهبة إلى منطقة (.....) ستوصلك للمنطقة التي تقع فيها المدينة ومن هناك سهل الوصول )

رفع أدهم أنظاره نحو أخيه الذي لا يزال ينتحب وظل يناظره بشرود بينما الأخر لا يفهم .

كانت نفسه تراوده بقوة لأن يغامر .. وخوف الطفل فيه .. وتهور المراهق .. وحزن الابن على فراق أمه .. والرعب من القادم .. وضعوه بين المطرقة والسندان .. وكان الوقت يداهمه أيضا وما علمه وتأكد منه للتو يربكه .. وعناد المراهقة فيه يدفعه دفعا للتمرد فقال لأخيه بلهجة يملأها العزم والإصرار "أ تريد أن ترى أمك ؟"

تتطلع فيه إياد بعينين متسعتين بترقب ..ليضيف أدهم "دعنا إذن نذهب إليها فورا.. ونضع الجميع أمام الأمر الواقع .. ونعرف بالضبط ما بها "

جحظت عينا إياد بينما أسرع أدهم بمغادرة الغرفة فهرول خلفه أخوه ليجده قد دخل إلى غرفتيهما وفتح أحد الأدراج ليخرج منها صندوقا أصدر موسيقى عند فتحه .. أخرج منه نقودا كان يدخرها .. فأسرع إياد بتقليده وأخرج صندوقه ومدخراته هو الأخر ليقول أدهم بعينين لامعتين" معنا مبلغا كبيرا من المال (ووضعه في جيبه ثم أضاف ) علينا بالتحرك فورا وجدتي مشغولة مع عمتي قبل أن تعود عمتي مهجة (وتحرك يسحبه مضيفا) وفكر معي في الحجة التي سنقولها للغفر إن سألونا إلى أين نحن ذاهبان"

خرج الولدان من بيت العمدة وحمدا ربهما أن الغفيرين الواقفان بجوار البوابة لم يسألاهما .. فهما بالعادة لا يسألان خاصة وهما يعرفان بأنهما يذهبان للعب الكرة في الساحة الواسعة آخر الشارع .. وبمجرد أن خرجا لشارع أكبر أوقفا توكتوكا وطلبا منه أن يوصلهما لموقف سيارات الأجرة الجماعية ومن هناك ركبا حتى وصلا لمركز المحافظة إلى حيث موقف سيارات الأجرة بجوار محطة القطار.

حين دخلا محطة القطار كانا متوتريّن ويلهثان من الانفعال ليقول أدهم لإياد "انتظر هنا سأبتاع تذكرتين"

أمسك إياد بملابس أخيه يقول بخوف "لا سآتي معك"

وقفا أمام نافذة صغيرة يظهر منها رأس أدهم بالكاد وهو يقول لبائع التذاكر" تذكرتين من فضلك "

دقق الرجل فيه عبر الواجهة الزجاجية التي تفصلهما وسأله عبر الفتحة الموجودة بالزجاج" مع من ستذهب يا بني ؟"

دفع أدهم أخاه الذي يقف بالقرب منه بعيدا عن النافذة حتى كاد أن يرتطم الأخير بامرأة تقف خلفه تحمل طفلة رضيعة وتتحدث في الهاتف ثم قال " أمي تقف هناك مع أختي الرضيعة وطلبت مني أن اشتري تذكرتين"

هز العامل رأسه وناوله التذكرتين ليتحرك أدهم متنفسا الصعداء وتبعه أخوه ثم وقفا بعدها حائران.. ماذا يفعلان بعد ذلك ؟.. ليسمعا رجل يسأل أخر عن القطار المغادر للعاصمة فأشار له بأن يقف في مكان ما في انتظار القطار.

عاد أدهم من شروده حينما لكزه إياد قائلا بخفوت "ها هو مفتش التذاكر قادم ما رأيك أن نسأله عن شاحن لهاتفك ؟"

قال أدهم متقبضا يحاول التماسك " لا نرغب في أن نثير ريبته ولا أن ينتبه من حولنا بأننا وحدنا.. ألم تر في الأفلام وعلى الفيسبوك حكايات عن الخطف "

ابتلع إياد ريقه بصعوبة وهو يطالعه بعينين جاحظتين ليعود أدهم لطمأنته قائلا "أنا فقط أقول أن الحرص مهم"

قالها وتابع اقتراب مفتش التذاكر وهو يفكر في المشكلة التي أضيفت لفكرته المتهورة بترك المنزل بدون إخبار أي أحد .. فبمجرد أن تحرك القطار اكتشفا بأن هاتفه نفذ شحنه وهو لم ينتبه لهذه الجزئية حينما خرج من البيت بأنه كان ينوي شحن الهاتف حين يصل لبيت العمدة لكنه كان متعجلا لتنفيذ ما قرره قبل أن تعود عمتهما مهجة ثم أكتشف هذا الاكتشاف المرعب بمجرد أن تحرك القطار .. وها هو الهاتف لا ينطق وتابلت إياد بدون شريحة تليفونية وبدون انترنت وجحم شريحة هاتفه لا تناسب التابلت .

ازداد شعور أدهم بالخوف واعترف بأنه وضع نفسه وأخيه في موقف صعب وأخذ يفكر في رد فعل والده حين يعلم باختفائهما وفي تابعات قراره وهو لا يملك هاتفا ولا يحفظ رقما واحدا للاتصال به ..

بدأ صدره يعلو ويهبط من الانفعال وآلاف الأفكار تربكه .. لكنه بذل مجهودا حتى لا يركز إلا في كيفية اخراج نفسه وأخيه سالمين من هذا الموقف ..وحاول الهرب من نظرات الأسرة الجالسة على الناحية الأخرى من المقاعد والذين على ما يبدو ينتابهم الفضول لمعرفة إن كانا وحدهما أم لا فالأم لا تكف عن التطلع فيهما بفضول هي وابنها وزوجها .

اقترب مفتش التذاكر منهما فرفع أدهم له التذكرتين بثبات انفعالي ظاهري ليعقد الرجل حاجبيه ويسألهما "هل أنتما وحدكما؟"

أسرع إياد بالرد "أبي ينتظرنا في المحطة"

صمت الرجل للحظات يتفحصهما .. لحظات من الرعب بالنسبة لصغر سنيهما هز بعدها رأسه وأعاد لهما التذكرتين واستمر في طريقه.. ليتنفس الاثنان الصعداء ثم يهمس إياد من بين أسنانه "كنا طلبنا منه المساعدة ألا ترى في الأفلام أن يطلب من شخص مثله المساعدة"

رد أدهم مقارعا " ورأيت أيضا أفلام أخرى أن من تحسبه طيبا يكون له وجه أخر فلا نريد إلا أن نخرج من هذه الورطة بسلام "

قال إياد بانفعال هامس "أنت من ورطتنا"

فتح أدهم فمه يهم بأن يصيح في وجهه لكنه نظر حوله خاصة للأسرة الجالسة على يمينه والتي لا تزال تحدق فيهما بشكل مغيظ ثم عاد ليهمس من بين أسنانه بوجه محتقن "هذا لأنك يا مدلل ظللت تبكي أريد أمي أريد أمي "

بدأت أنفاس إياد تضيق بشكل واضح وهو ينظر لأخيه بهلع فأشفق قلب الأخر عليه وأسرع يقول" اهدأ كل شيء سيكون على ما يرام خذ نفساً عميقاً .."

أشاح إياد بأنظاره يتطلع من نافذة القطار يحاول تهدئة نفسه وألا يستسلم لنوبة الهلع فهذه المرة لن يجد أمه ولا أباه ولا أي شخص كبير يثق به لينقذه منها .. فتقبض بقوة يسحب نفسا عميقا وتذكر كلمات مليكة له بأن يحاول التفكير في شيء سعيد حين يشعر بأنه على وشك الدخول في نوبة هلع .. وهذه المرة لابد أن ينفذ نصائحها ولا يستسلم .. هذه المرة لابد أن ينجح لأنه ببساطة لن يجد من يخرجه منها ..

لكن المشكلة أن هذه الخاطرة وحدها ( بأنه لن يجد من يخرجه منها ) كانت كفيلة بأن تصيبه بنوبة هلع !

تطلع أدهم في يد أخيه المتقبضة فوق فخذه فوضع كفه عليها وضغط عليها بقوة .. هذا ما استطاع أن يفعله ..فلا يعرف كيف يحتوي خوفه.. ولا يعرف كيف سيتصرف لو انتابته نوبة هلع .. ولا يعرف سوى أنه وأخاه في مأزق فرفع عينيه لأعلى يقول" يا رب "

في الوقت الذي أخذ إياد يدندن أغنيه بصوت خافت .. أغنية تدندنها مليكة دوما .. فبدأ يرددها وكأنه يستحضر مليكة في ذهنه .. يفكر فيها .. حتى يشعر نفسه بالطمأنينة .

كان يا ما كان

كان في عصفور

قلبه صغير.. ريشه قصيّر

حلمه يرفرف برة السور

كان إنسان .. من طين من نور

كان بيدوّر عللي يخضّر

قلب الناس القاسي البور

همهم أدهم معه يدندن بخفوت مثله وكأنهما يستحضران شيئا من مليكة ليطمئنا..

كان يا ما كان ..

قلب الحدوتة رق وحن

على البنوتة في زمن اتجن

بنوتة بحدوتة تنام

وبتجري وراها الأيام

هي وكل بنات الحور

كان يا ما كان

××××


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-09-20, 10:56 PM   #2590

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 2

(2)


بعد ساعة
نزل الولدان من القطار في تلك المحطة الكبيرة المزدحمة بالناس .. وتملكهما الخوف وكأنهما قد خرجا من بحر إلى محيط شاسع .. فقال إياد لأخيه بتردد" ما رأيك أن نقطع تذكرة للعودة؟"
نظر أدهم تلقائيا في هاتفه ليعرف الساعة لكنه تذكر بأنه لا ينطق فنظر في تابلت أخيه الذي يحضنه وقال "لقد مر على خروجنا من البيت ثلاث ساعات تقريبا أي أنه قد تم اكتشاف اختفاءنا بالتأكيد فهل سنعود نجر أذيال الخيبة ونتلقى العقاب أم نكمل مهمتنا ونتلقى نفس العقاب لكن بعد أن نجد أمي ؟"
تطلع فيه إياد بحيرة في وقفته على رصيف المحطة ثم سأله "وهل أنت متأكد كيف سنذهب من هنا؟"
وصف له أدهم ما يتذكره " قالوا من أمام المحطة نركب سيارات أجرة جماعية لمنطقة (****)"
ارتطم شخص مار بإياد فسحب أدهم أخاه يتطلع بغضب في ظهر الشاب الذي أكمل طريقه دون أي التفاف لتتقابل عينا أدهم مع نفس الأسرة الفضولية التي تدقق فيهما يقفون على بعد أمتار بجوار حقائبهم على الرصيف فقال أدهم وهو يسحب أخاه " تعال نخرج من المحطة بسرعة وسأخبرك فيما أفكر فيه لكن علينا الابتعاد عن عيون تلك الأسرة الخانقة التي قد تكتشف بأننا وحدنا "
قالها وسحب أخاه من ملابسه مبتعدا.
في خارج المحطة وقف أدهم يقول لأخيه شارحا "دعنا نحاول إيجاد تلك السيارات التي تذهب هناك إن وجدناها بسهولة نكمل الطريق .. إن لم نستطع إيجادها فالمحطة بالقرب منا سنقطع تذكرتي عودة ونعود أدراجنا لتلقي العقاب "
سأله إياد "ولماذا لا نركب تاكسي؟.. نحن نملك المال "
قالها وهو يخرج ورقات مالية ملفوفة ليقول له أدهم وهو ينزل له ذراعه" اخفها عن العيون يا بني أدم!"
وضعها إياد في جيبه بسرعة ليقول أدهم" أنا لا أحبذ التاكسي لأننا لا نعرف الطريق وليس لدينا (gps ) أو خريطة الكترونية فالهاتف اللعين مغلق وأخشى أن يؤذنا سائق التاكسي إن علم بأننا وحدنا لكن سيارة الأجرة الجماعية ملتزمة بخط سير محدد وسيكون معنا أناس أخرون"
هرش إياد في رأسه ورد معترفا" أعتقد بأنك على حق "
تطلع أدهم أمامه في الميدان الواسع جدا أمام عينيهما الصغيرتين وانتابه نفس الخوف الذي انتاب أخيه فابتلع ريقه وغمغم وكأنه يهدئ نفسه " سنسأل وإن لم نجد ما نريد نقطع تذكرتين للعودة "
قالها وهو يسحب أخاه نحو رجل عجوز يبحث عن شيء في حافظة نقوده " فقال له من فضلك يا عم أين سيارات الأجرة لمنطقة (****) "
بطريقة آلية وبدون أن ينظر إليهما رد الرجل بعد أن أشار لجهة معينة " اذهب ناحية اليمين بعد ذلك المطعم هناك ساحة سيارات الأجرة (وانتبه أخيرا للصبيين أمامه فسألهما بفضول ) هل أنتما بمفردكما؟"
رد أدهم وهو يسحب أخاه" لا والدتنا تقف عند المحطة"
قالها وهو يبحث في اتجاه المحطة مخفيا ارتباكه ثم أسرع بالإشارة نحو إحدى السيدات الواقفات تثرثر مع فتاتين وشكره مبتعدا في اتجاه السيدة المذكورة فتابعهما الرجل بعينيه لثانيتين وعاد للتركيز فيما يفعل بينما غير أدهم مسارهما للاتجاه نحو تلك الساحة المشار إليها.
في ساحة تضج بعدد كبير من سيارات الأجرة شعر الصبيان بالدوار ووقفا يتطلعان في المكان والتردد سيدهما فقال إياد لأخيه" أنا عطشان تعال لنبتاع زجاجة مياه قبل أن نبحث عما نريد "
بعد دقائق وفي ركن من الساحة اندفع السائقون لفض اشتباك بين اثنين منهم ليقول أحد المتشاجرين بشراسة" اسمع ..لا تجعلني افقد أعصابي معك ..قلت لك هذا دوري فأغرب عن وجهي الساعة"
أفلت الأخر ممن يمسكون به وقال له وهو يهم بالانقضاض عليه "هل ضربتني يا برنس!!"
أسرع الأخرون بالإمساك به قبل أن يقترب من ذلك الشاب المدعو بالبرنس والذي وقف متخصرا تطل نظرة غاضبة من عينيه نحو الأخر في الوقت الذي تدخل فيه أحد الرجال الأكبر سنا يصيح في السائق الثاني" قلنا البرنس هو من عليه الدور فلا تقرفنا وانتظر دورك بعده"
وقف أدهم وإياد يتابعان المشاجرة وهما يداريان خوفهما قبل أن يسألهما أحد السائقين" لماذا تقفان هكذا ابتعدا فالسيارة ستعود للخلف؟ "
انتبه الاثنان لسيارة قد امتلأت بالزبائن تهم بالانطلاق فابتعدا قليلا بينما سألهما نفس الرجل" مع من أنتما ؟"
تجاهل أدهم سؤاله وقال" نريد أن نذهب لمنطقة (××××) "
صاح الرجل "يا برنس هناك زبائن لك هيا املأ سيارتك وانطلق ودع هذا اليوم يمر على خير"
تطلع أدهم وإياد في الشاب ذو السمرة اللامعة تحت اشعة الشمس الحارقة والذي اقترب منهما بمزاج عكر يسألهما" إلى أين أنتما ذاهبان ؟"
شعرا بالخوف من عدائيته فأمسك أدهم في ذراع أخيه بحركة عفوية لم تخف على الشاب وقال" نريد أن نذهب لمنطقة (××××)"
ضيق الشاب عينيه وسأله "أين بالتحديد في منطقة (××××)؟"
رد إياد بالنيابة عن أخيه" مدينة (***)"
صمت الشاب قليلا يتفحصهما ثم سأل" هل ستذهبان وحدكما ؟"
بلع أدهم ريقه يشعر بالارتباك من نظرات الشاب وقال وهو يرفع ذقنه بثقة مزيفة" أجل فنحن معتادان على ذلك "
رفع الشاب حاجبه ووقف متخصرا يطالعهما بنظرة مقيمة لملابسهما التي تبدو غالية الثمن وحذاءيهما من ماركة شهيرة .. وجيب بنطال إياد المنتفخ ويخرج من طرفه ورقة مالية .
كاد أدهم أن يحجم عن الفكرة ويسحب أخاه للخلف في الوقت الذي قالت فيه سيدة من الخلف "هل هذه السيارة ذاهبة لمنطقة (××××)؟"
رد البرنس قائلا وهو يمسك بالباب" اركبي يا حاجة (ثم قال للصبيين) وأنتما أيضا اركبا"
قالت المرأة قبل أن تصعد" تعاليا أركبا أولا فأنا أريد أن أجلس ناحية الخارج ..( ودققت فيهما ) هل أنتما وحدكما؟"
انتبه الموجودون بالسيارة للصبيين ليقول البرنس وهو يفتح باب السيارة الامامي للمقعد الذي يجاور السائق" بل سيجلسان بجواري هيا "
بلع الولدان ريقهما وصعدا بينما قال البرنس للسيدة" اجلسي يا حاجة على الطرف وحين يأتي زبون أخر سنجعله يدخل"
قال أحد الركاب بالخلف عبر النافذة" هيا يا عمنا فالشمس حارقة "
رد البرنس بمزاج عكر وهو يربت على السيارة بخشونة " السيارة ناقصة راكب يا أستاذ والشمس حارقة هنا وعلى الطريق فسعادتك لا تركب أتوبيسا مكيفا "
قال الرجل باستفزاز "التقط الزبون الباقي من على الطريق "
مال البرنس برأسه يمينا ويسارا يطقطق رقبته ثم ضرب بقبضته في كفه الأخر يقول من بين أسنانه "الصبر من عندك يا رب "
بعد دقائق جاء الراكب المنتظر فاستدار البرنس حول مقدمة السيارة ليركب أمام عجلة القيادة لينكمش إياد يمسك بذارع أدهم الذي أبعد يده يحدجه بنظرة تعني ألا يظهر توتره.
تحركت السيارة وبدأ الركاب في دفع الأجرة فأخرج أدهم من جيبه الأوراق المالية الملفوفة عبارة عن فئات مالية صغيرة ثم أخرج منها ورقة من فئة العشرة ومنحها للسائق الذي يتابع حركاتهما بطرف عينه .
بعد قليل سألهما البرنس" أهناك من ينتظركما ؟"
قال أدهم مطمئنا "أجل أنزلنا على أول المدينة ونحن سنتصرف نحن معتادان على الذهاب "
ضحك البرنس ساخرا وتطلع في زجاجة المياه المعدنية بيد أدهم وفي تابلت إياد الذي كان يحضنه طوال الوقت ومن نظرة واحدة للماركة ولنقاء الصورة لتلك اللعبة التي بدأ في لعبها ليهزم توتره أدرك البرنس بأن هذا التابلت بمبلغ كبير .. وفهم بأن هذين الولدين ربما تائهان أو هاربان من بيتهما.
××××
سأل وليد في الهاتف " لا جديد يا مفرح؟ "
رد الأخير باقتضاب " لا "
قال وليد وهو ينظر من نافذة أحد المطاعم في مركز المحافظة " أنا أشعر بالشلل التام منذ أن علمت بالخبر .. فمن ناحية أريد أن أساعد في البحث ومن ناحية أخرى أحاول أن ألهي مهجة عن العودة حتى لا تعرف الخبر وتنهار .. "
رد مفرح باقتضاب" الجميع هنا يبحث يا وليد .. انتبه أنت لمهجة ولا تخبرها بشيء "
قال وليد بتعاطف" أنا أبلغت أصحابي كلهم ويبحثون الآن والله يا مفرح "
رد الأخر متفهما" عشت يا وليد"
لم يجد وليد ما يقوله فأدار وجهه لمهجة التي تعطي النادل بعض التعليمات ثم قال لمفرح "إن شاء الله سنجدهما .. عموما لو لم نصل لجديد خلال ساعة سأضطر لإخبارها وليسترها الله سلام "
أغلق الخط ثم رسم ابتسامة وهو يعود لمهجة التي بادرته بالقول "الطعام برد يا وليد .. هل حدث شيء؟"
ابتسم ابتسامة مغتصبة ورد" لا شيء هيا لنأكل"
قالها ونظر للطعام بدون شهية .
في نفس الوقت كان مفرح فوق حصانه يقترب من بيت العمدة بعد أن جاب الحقول الساعة الماضية مدققا وسائلا الفلاحين دون أن يصل لشيء ..
اقترب من مصطفى الذي لا يزال على وقفته خارج بيت العمدة والذي استقبله يقول مشفقا" سنجدهما إن شاء الله .. لقد ظهر أحد السائقين المختفين سنسأله فور وصوله "
قال مفرح من فوق حصانه "لقد مر أكثر من ساعتين على اكتشافنا اختفاءهما سأذهب للمزرعة لأعيد ألفونس وآخذ سيارتي للبحث خارج القرية وأبلغ الشرطة "
على أول الشارع وقفت سيارة أجرة جماعية وترجل منها السائق الذي هرول بسرعة في اتجاه بيت العمدة فترجل مفرح من فوق حصانه مترقبا ليقول الرجل" السلام عليكم يا حاج مصطفى.. السلام عليكم يا باشمهندس.. أنا عدت وعلمت من السائقين بأنكما تبحثا عن الصبيين وتسألان عن باقي السائقين ..بصراحة أنا من أوصلتهما لمركز المحافظة "
أمسك مفرح في تلابيبه قائلا بلهجة غاضبة" ماذا قلت؟ مركز المحافظة كيف ومتى؟ "
امتقع وجه الرجل وأجاب" منذ ثلاثة ساعات تقريبا "
خلص مصطفى الرجل من يد مفرح وسأله بعبوس" وكيف توصل صبيين وحدهما ؟!"
قال الرجل مفسرا "الحقيقة أني لم انتبه لهويتهما جيدا لقد ركبا في المقعد الأخير .. أنا فقط سألتهما إلى أين ذاهبان فأخبراني بأن هناك من ينتظرهما عند موقف السيارات ولم أركز في هويتهما جيدا"
هم مفرح بالانقضاض على الرجل يفرغ فيه مشاعره المرتعبة فتدخل مصطفى يمنعه ويسأل الرجل" هل تعرف أي شيء أخر؟ "
رد الرجل وهو يبلع ريقه" لا والله يا حاج مصطفى هذا ما حدث ونسيت أمرهما حتى عدت لموقف السيارات ووجدت الدنيا مقلوبة هناك بحثا عن صبيين"
هدر مفرح في الرجل" ما هذا الاستهتار توصل صبيين وسط الركاب وحدهما هكذا ببساطة!! "
قال الرجل مدافعا "صدقني يا باشمهندس حين ركبا ظننتهما تابعان لإحدى الأسر التي ركبت ولكن في منتصف الطريق وعند جمع الأجرة لاحظت بأنهما وحدهما ولكن لم أنتبه لهويتهما "
قال مصطفى ليصرف الرجل" اذهب أنت الآن"
اسرع مفرح يهم بركوب الحصان قائلا" لماذا سيذهبان لمركز المحافظة ماذا يعرفان فيه بالضبط .. ؟"
رن هاتف مصطفى فأسرع بالرد" نعم جابر"
استدار مفرح ليرى إن كان هناك جديدا فقد تم الاتصال بجابر حتى يسأل كريم ابن هلال جمعة صديق ولديه الذي يعمل معه إن كان يعرف عن مكان الصبيين لكن الأخير أنكر ..
فتح مصطفى مكبر الصوت بينما قال جابر عبر الهاتف وهو ينظر لكريم الواقف أمامه في مكتبه ويده معلقة فوق شريط في رقبته" أنا تحدثت مع كريم يا مصطفى وأخبرني بأن الصبيين كانا مشغولين الفترة الماضية بالبحث عن سر اختفاء أمهما وأنهما يعتقدان بأن أبويهما متشاجران ويكذبان عليهما .."
اتسعت عينا مفرح بفزع بينما أضاف جابر" وأخبرني بأن أدهم قد تواصل مع أحد أقارب السيدة مليكة منذ أيام وعلم بأنها ليست مسافرة خارج البلاد كما أخبرهما الجميع"
امتقع وجه مصطفى وغمغم وهو ينهي المكالمة" حسنا يا جابر لو علمت أي شيء أخر من الصبي أبلغنا "
قالها وأغلق الخط ينظر لمفرح الذي بدا أمامه يعاني من أعراض ذبحة صدرية وشيكة والذي رفع يده يمسك برأسه قائلا بصوت متهدج "يا رب سترك .. ذهبا لمليكة !!"
××××
نزل آخر راكب من سيارة الأجرة بالخلف ولم يعد إلاهما مع السائق فأمسك إياد بذراع أخيه وقد بدأ شعورهما بالارتياب يزداد ليهمس أدهم فيه " اهدأ "
وبدأ يفكر في وسيلة للدفاع عن نفسه وأخيه فالطريق أمامهما هادئ خال في هذه المنطقة السكنية الجديدة في وسط الصحراء .. وعاد ليلوم نفسه على تهوره .. بدأ في جلد ذاته وتقريعها بأنه قد تهور وابتعد عن البيت وهو لا يملك إلا هاتفا مغلقا .. وهو وأخاه تائهان مع أحدهما .
سأل أدهم السائق " متى سنصل ؟.. لقد قالت إحدى السيدات للأخرى وهي تنزل أنه آخر الخط "
رد الأخير بهدوء " لا تقلق لقد اقتربنا "
بطارف عينيه أخذ يتأمل السائق الشاب الذي يرتدي بنطال من الجينز القديم المصفر وتيشيرت قديم هو الأخر وبدا له قويا بعضلات ذراعيه الواضحين من كم التيشيرت القصير .. والذي كان يدندن باسترخاء .. فقاوم أدهم رغبة ملحة في البكاء وتقبض بقوة يسيطر على ارتجاف جسده وهو يفكر .. ماذا لو كان هذا السائق سيخطفهما؟ .. كيف سيدافع عن نفسه وعن أخيه ؟.. إنه لا يملك شيئا يدافع به حتى دروس الدفاع عن النفس التي تذكر بعضا منها لا يعتقد بأنه واخاه سيقدران على أن يغلبا شابا قويا مثل هذا السائق.. فبدأ في قضم أظافره بينما ازداد إياد الذي يجلس ناحية السائق انكماشا في أخيه .. ليهمس له أدهم " تذكر .. لو حدث أي شيء نضرب بين ساقيه ونعضه .. نحن اثنان وهو واحد "
××××
قال كامل في الهاتف وهو يلتقط مفاتيحه بعجلة" اهدأ يا مفرح وأفهمني متى يصل هذا القطار ؟"
قال مفرح وهو لا يزال واقفا في محطة القطار في المحافظة "هناك قطاران خرجا من المحافظة خلال المدة التي حددنا فيها اختفاءهما واحد وصل قبل نصف ساعة والثاني سيصل خلال أربعين دقيقة من الآن .. ( وتهدج صوته مضيفا ) اذهب لربما كانا في القطار الثاني أو لا يزالان في محيط محطة القطار .. "
قال كامل وهو ينظر لشامل الذي توتر لتوتر توأمه واستشعر أنه هناك مصيبة "حسنا يا مفرح لا تقلق أنا سأكون على الطريق خلال دقائق "
قال مفرح بلهجة متوسلة" أرجوك يا كامل ابحث جيدا"
سألت سوسو بتوجس "ماذا حدث؟.. ما به مفرح ؟"
رد كامل باقتضاب وهو يهم بإنهاء المكالمة" لا شيء يا أمي (وتحرك نحو باب المرآب وأضاف ) لا تقلق يا مفرح إن شاء الله سنجدهما ..إن شاء الله "
أسرع شامل بالقول" أنا ذاهب معك (ونظر لأمه مضيفا) أخبري أبي بأن يباشر المطعم لأننا خرجنا لشيء عاجل يا أمي"
غمغمت سوسو وقد شعرت بالانقباض" أسترها يا رب"
××××


يتبع





بقية الفصل على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t464653-260.html


Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:17 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.