آخر 10 مشاركات
بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          هائمون في مضمار العشق (2) .. سلسلة النهاية * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          1025 -البطل الطليق - ريبيكا وينترز - عبير دار النحاس ** (الكاتـب : Just Faith - )           »          234 - طفل اسمه ماتيو - سارة جرانت - ع.ق ( مكتبة مدبولى ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          عيون الغزلان (60) ~Deers eyes ~ للكاتبة لامارا ~ *متميزة* ((كاملة)). (الكاتـب : لامارا - )           »          93- رجل من ورق - كارول مورتمر - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          خلاص اليوناني (154) للكاتبة: Kate Hewitt *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          شريكها المثالي (50) للكاتبة: Day Leclaire *كاملة* (الكاتـب : Andalus - )           »          حقد امرأة عاشقة *مميزه ومكتملة* (الكاتـب : قيثارة عشتار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree2430Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-01-20, 10:46 PM   #281

احلى بنات

? العضوٌ??? » 363741
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 496
?  نُقآطِيْ » احلى بنات is on a distinguished road
افتراضي


انا نحب اسلوب كتابتك، تناولك الأحداث و سردها بأسلوب مميز وراقي ان شاء الله بالتوفيق و في انتظار الفصل كالعاده ♥♥♥

احلى بنات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-20, 10:46 PM   #282

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسجيل حضوررررررررر يا احلى واجمل شموسة
واشرقت في القلــــ بسمة ـــــب
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️


again💕💕💕💕💕💋💋💋💋💋


Maryam Tamim غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-20, 10:47 PM   #283

Sara Ali❤️

? العضوٌ??? » 460746
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 181
?  نُقآطِيْ » Sara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond repute
افتراضي

انتي رااااااااائعة يااااشموسة⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩

Sara Ali❤️ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-20, 10:51 PM   #284

Sara Ali❤️

? العضوٌ??? » 460746
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 181
?  نُقآطِيْ » Sara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond reputeSara Ali❤️ has a reputation beyond repute
افتراضي

في الانتظار ياااشموسة🥰🥰🥰🥰🥰

Sara Ali❤️ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-20, 11:02 PM   #285

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

تسجيل حضور .. مستنية على نار ❤

آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 10-01-20, 11:03 PM   #286

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 1

الفصل الثاني



على أصوات الزغاريد التي ملأت القرية منذ الصباح .. وصل أهل العروس خلف السيارات المحملة في موكب مهيب إلى بيت العريس تمهيدا لفرش شقة العروس وبدأوا في انزال كل شيء من فوق السيارات وحملها إلى الشقة ..
فوقفت الحاجة نحمده الوديدي وقد ارتدت عباءة غالية الثمن وتزينت بمصوغاتٍ ذهبية لمعت بشكل ملفت تحت أشعة الشمس تتابع الموقف في الشارع أمام بيت أخيها سليمان الوديدي يملأها الفخر بما جهزت به ابنتها الصغرى بكل ما يليق ببيت العمدة .. وجالت بنظراتها بين الواقفين لتتأكد من انبهارهم بما جلبه العمدة من جهاز للعروس في الوقت الذي اقترب منها مفرح يقول مذهولا وهو يدقق فيما يحمله المساعدين والذي لم يستطع أن يشاهد غالبيته قبل نقله من بيت العمدة " أمي .. ألا ترين بأنكِ قد بالغت قليلا !.."



ناظرته والدته باستهجان ليقول مفرح وهو يتابع نزول الأجهزة من فوق السيارات "ما كل هذا العدد من السجاد مثلا ؟.. إنه يفوق مساحة الشقة ثلاث مرات ..أنا متأكد من ذلك .. (وجعد جبينه يضيف ) و ثلاثة أنواع من الغسالات يا أمي ..ثلاثة أنواع !!.. واحدة عادية وأخرى نصف أتوماتيك وثالثة أتوماتيك !!.. وميكروييف ! .. ميكروييف يا حاجة نحمدو ! "


ردت الحاجة نحمده باستنكار " وهل بنت العمدة ستحضر أقل من بنات البلدة ؟!!"
سألها بذهول "وهل يحضر بنات البلدة بهذا الكم والعدد ؟"
ردت بحاجب مرفوع "أجل بالطبع وابنتي لابد أن تكون متميزة عنهم في كل شيء "
قال مفرح ولم يغادره الذهول بعد" بهذه المبالغة!!"



هتفت أمه بضيق " ماذا حدث لك يا مفرح .. هل ما يحدث جديدا في بلدتنا "
هرش الأخير في رأسه وغمغم بحيرة " لا أعرف.. ربما لم أدقق من قبل كون الأمر لم يخصني لكني لاحظته الآن بما أنه يخص أختي ولا اتوقع بأن مهجة قد طالبت بهذه المبالغة فأنا أعرفها جيدا"



قالت أمه بكبرياء" مهجة تفزلكت مثلك بالضبط لبعض الوقت .. ثم استسلمت وتركتني أفعل ما أراه مناسبا لمقامنا"
قال مفرح مستسلما "حسنا يا أمي المهم أنك تشعرين بالسعادة الآن "


زينت الابتسامة وجه الحاجة نحمده وقالت "الحمد لله العقبى لك حين تزوج أدهم وإياد"
غمغم مفرح بهدوء "في حياتك إن شاء الله يامّة "
انقلبت لهجة الحاجة نحمده فجأة لتقول بلهجة ذات مغزى وهي تلمح القادمين من خلفه "ونتمنى من الله أن يبعد عنا عيون الحاسدين والحاقدين"
ردد مفرح خلفها "اللهم آمين "


لكنه حين لمح نظرة أمه استدار ليجد مصطفى ابن عمه وزوجته قادمان.. فاقترب يحييهما قبل أن تستأذن زوجته لتهنئ الحاجة نحمده التي قابلتها بابتسامة تداري فيها ما تفكر فيه .. فتحركت صفاء زوجة مصطفى بعد ذلك للانضمام لباقي النسوة في الداخل وتبعتها الحاجة نحمده بعد قليل .



قال مفرح لمصطفى "العقبى لحمزة (ثم أضاف مداعبا) أم أقول العقبى لك أولا؟"
قهقه مصطفى ثم قال بهدوئه المعهود وهو يحرك سبحته "أتريد أن تُقطّعني أم حمزة بالساطور وتفرق لحمي على كلاب القرية؟!.. لن اُذهب عمري هدرا يا أخي "


ضحك مفرح وقال "إذن فالعقبى للدكتور حمزة وإخوته.. هل تفكر في تزويجه بما أنه في السنة النهائية من كلية الطب؟"



قال مصطفى بحيرة " اعتقد بأننا قد نفعلها قريبا فقد فاتحني برغبته في التقدم لخطبة زميلة له بالكلية"
قال مفرح بسعادة "ما شاء الله! هل ستحظون بكنة من المدينة "
ابتسم مصطفى وقال "يبدو ذلك .. لكني لا أريد أن اتسرع في هذا الأمر فلينتهي من سنته الأخيرة أولا"



تأمل مفرح جهاز العروس الذي لا يزال ينقل من فوق السيارات وغمغم " لا أصدق بأننا بدلا من أن نكون قدوة للناس ننافسهم في رفع سقف التجهيزات بهذا الشكل المبالغ فيه "
رد مصطفى بهدوء" هذه طبيعة المجتمعات الصغيرة يا باشمهندس "


قال مفرح بغيظ" لكن علينا أن نكون قدوة يا أبا حمزة فنحن قادرون لكن الكثير غير قادرين ويدخلون في المنافسة رغبة منهم في رفع شأن أولادهم أمام أهل البلد "



قال مصطفى "اتفق معك لكني أرى صعوبة في تنفيذ ذلك فجأة لابد من تهيئة الناس للتغير أولا بالتوعية مثلا لما يحدث من مبالغة .. وعلينا أن نتوقع بأن الاستجابة لن تكون سريعة ولكن ستأخذ وقتها لتمر إلى عقول الناس"


غمغم مفرح متنهدا "لديك كل الحق وهذه مسئولية العائلات الكبيرة في البلدة "
قالها وصمت يفكر في الحمل الثقيل الذي ينتظره.. حمل أن يكون عمدة البلدة القادم .. ذلك الشيء الذي عليه أن يتقبله صاغرا رغم عدم رغبته فيه .


في جهة أخرى تحركت عينا بدير العسال بحثا عنها لعلها تظهر في أي لحظة فيملأ عينيه برؤية جمالها الفاتن ..لكنها لم تظهر بعد .. وحين انتظرها تمر من أمام بيته صباح اليوم في طريقها إلى مزرعة العمدة لم تمر .. وهو الذي كان يمني نفسه برؤيتها لوقت أطول اليوم في مناسبة كهذه ..



حين لمح الحاج سليمان الوديدي اسرع إليه قائلا" مبارك يا أبا وليد"
قال الحاج سليمان لأحد اتباعه بامتعاض " اذبح عدد العجول التي قلت لك عليها وأمرنا لله ( ثم استدار يقول لبدير ) العقبى لأولادك يا بدير"
مال عليه بدير قائلا "ظننتك ستقول العقبى لي يا حاج وستبشرني بما أنا انتظر لأسمعه منك "
قال سليمان الوديدي ببرود "يفعل الله ما يريد يا بدير تعرف بأنها ترفض الزواج"



قال بدير متملقا " لكني متأكد بأن الحاج سليمان له الكلمة العليا على أولاده .. وبأنه يعلم من هو بدير العسال "


قال سليمان بقلة صبر "دعنا من هذا الأمر الآن يا بدير ألا ترى ما نحن فيه (ثم ضيق عينيه يسأله ) ماذا فعلت فيما طلبته منك؟.. هل اتفقت مع الطباخين ؟.. أنا اعتمدت عليك في هذا الأمر رغم أنني أراه مكلفا بشكل مبالغ فيه لكننا مضطرون حتى لا نغضب أهل العروس منا "


أجاب بدير بثقة" كل شيء تم يا حاج .. اتفقت مع طباخ في أشهر فنادق العاصمة ليأتي هو وفريقه .. بل إنهم في الطريق الآن للقيام بتجهيز الطعام في ليلة الحناء وليلة الزفاف"
سأله الحاج سليمان بقلق " أشهر طباخي العاصمة! .. وكم سيحصل من مال إن شاء الله؟!"


مال عليه بدير يقول بلهجة ذات مغزى "لا تقلق بشأن ذلك .. فهو هدية مني للحاج سليمان الوديدي لربما نلنا رضاه"
انتفخت أوداج الحاج سليمان بغرور وعدل من العباءة فوق اكتافه مغمغما "لمَ كلفت نفسك يا بدير !"


قال بدير وهو يمسك بطرف شاربه" خيرك سابق ولاحق يا حاج "
ربت الحاج سليمان على كتفه يقول قبل أن يغادره ليستقبل باقي المهنئين من أهل البلد " ليفعل الله ما فيه الخير يا بدير"
راقبه بدير وهو يبتعد ووقف يعدل طرفي شاربه بسبابته مغمغا " الصبر .. الصبر أكثر يا بدير حتى تنال المراد"


ليضيف لنفسه وهو يلمح دكتور مهاب يتطلع بنظرات خاصة على بيت الوديدي قبل أن يقترب من الحاج سليمان مباركا " المهم أن نزيح من طريقنا كل من يهدد الحصول على هذا المراد وأولهم دكتور البهائم هذا "


رن هاتفه فمد يده إلى داخل جلبابه ليخرجه ثم عقد حاجبيه قبل أن يجيب " ماذا هناك يا كاميليا ؟"


أجفل فجأة يبعد الهاتف عن أذنه بانزعاج قبل أن يعيده قائلا " بدون صراخ يا كاميليا لأفهم بالله عليك "


××××


قالت نصرة لابنتيها المراهقتين" أريد أن أجد البيت نظيفا حين أعود .. واغلقا هذا الزفت ..ألم تشاهدا هذا الفيلم من قبل أكثر من مرة ؟!"


لم ترد أيا منهما فصاحت "أنا أتحدث "
قالت نسمة باختناق "حاضر يا أمي حاضر"
سألتهما "ألم يعود كريم من المدرسة بعد؟"
ردت همسة وهي لا تزال تحدق في شاشة التلفاز "لا والله.. سعادة الباشا كريم لم يأت بعد "


أشاحت نصرة بيدها غير راضية على استهزاء ابنتها بأخيها الصغير وتحركت نحو غرفة نومها لتجد زوجها لا يزال نائما .. فزمت شفتيها بقهر وحزن على حاله الذي لا يسر أحد واقتربت منه تهزه قائلا "هلال .. استيقظ يا رجل ..هل ستنام حتى أذان المغرب !"


جعد هلال وجهه ورفع رأسه مغمض العينين يقول منزعجا "ماذا هناك يا نصرة لمَ توقظيني بهذا العنف؟!"
عوجت نصرة شفتيها يمينا ويسارا وقالت " إن لم تستيقظ من أجل البحث عن عمل .. فاستيقظ لتذهب معي لدار الوديدي فاليوم فرش بنت العمدة"



رد هلال بمزاج عكر "وماذا سأفعل أنا في فَرش بنت العمدة؟.. هل سأتحزم وأرقص؟!!!"
غمغمت نصرة بإحباط وهي تراه يوليها ظهره ويعيد رأسه تحت الوسادة" لا حول ولا قوة إلا بالله!"
قال هلال بصوت مكتوم من تحت الوسادة "اذهبي أنت يا نصرة واتركيني لأنام قليلا فانا لم أنم إلا بعد الفجر"



بملامح حزينة متحسرة تحركت مبتعدة عن السرير وهي تغمغم بصوت خافت "لم تنم إلا بعد الفجر بسبب شِلة الفساد حسبي الله ونعم الوكيل"



فتحت الخزانة القديمة من قدم عمر زواجها منذ أربعة وعشرين عاما وتطلعت في عباءتها الجديدة التي اهدتها إليها ابنتها الكبرى اسراء في عيد الأم وهمت بارتدائها .. لكنها تراجعت في أخر لحظة وقررت ارتداء عباءة عادية لتترك تلك العباءة الجديدة لليلة زفاف بنت العمدة .


حين انتهت من لف حجابها بعناية سمعت صوت كريم أصغر أبنائها قد عاد من المدرسة فأسرعت بالتقاط كيسا صغيرا كان مخبأ بين طيات الملابس وخرجت تبحث عنه لتجده يقف أمام باب البيت بعد أن وضع حقيبته بالداخل فبادرها كريم بالقول " هل ستذهبين لفرش بنت العمدة ؟"


أومأت برأسها فقال "أنا أيضا سأبدل ملابسي وألحق بك فأدهم وإياد ينتظراني هناك"
قالت بابتسامة واسعة " احضرت لك مفاجأة "
اتسعت عينا كريم ذو الثلاثة عشر عاما ونظر إليها في ترقب لتفتح الكيس وتخرج منه هاتف وهي تقول" قبضت الجمعية واشتريت لك هذا"
حدق كريم في الهاتف في يدها متفاجئا لتقول نصرة ببعض الحرج "انه مستعمل وقديم الطراز كما فهمت من الشاب في المحل .. لكنه أكد لي بأنه يدخل على الانترنت "


مد كريم يده يأخذ منها الهاتف وتفحصه متأثرا ثم اقترب من أمه يحضنها قائلا بامتنان" شكرا يا أمي ..شكرا جدا"



قالت نصرة بحماس طفلة قامت بعمل مبهر" أعدك يا حبيبي بأنه بمجرد أن يعود والدك للعمل سأبدله لك بواحد أحدث منه .. لذا لا أريدك حزينا ولا متحسرا وأنت تشاهد الأولاد يحملون هواتف ويلعبون عليها ألعابا"
ابتسم كريم لسذاجة والدته فهي لا تعلم بأن دخول الهاتف على الانترنت ليس ذاتيا وإنما يحتاج لاشتراك مدفوع للإنترنت .. وأنه بنظرة واحدة قد أدرك بأن الهاتف عتيق الطراز لكنه غمغم بتأثر " لا حرمني الله منك يا أمي"



ربتت نصرة على كتف ابنها تقول " ولا منك يا حبيبي (ثم قالت مغادرة ) سأسبقك أنا لبيت الوديدي (وعلّت من صوتها تحدث بناتها في الداخل ) أنا ذاهبة يا بنات وحين تأتي اسراء اخبروها بأنني في فرش بنت العمدة"


قالتها وتحركت وهي تعدل من حجابها حول وجهها الأبيض الممتلئ .. فشيعها كريم بنظراته قبل أن يعود ليتفحص الهاتف في يده .. و لا يعرف إن كان عليه أن يفرح أم يشعر بالإحباط !.
××××



في وقفته مع الرجال أمام بيت خاله لمح مفرح سيارة تقف أول الشارع فتحكم في ابتسامة مراهقة بلهاء تريد أن ترتسم على وجهه وتنحنح ليحتفظ بوقاره وهيبته بين الواقفين وهو يتابع نزولها من السيارة بتلك العباءة السوداء التي يزينها من الأسفل نقوش بدوية حمراء كما تزين معصميها حتى كوعيها ومقدمة جذعها.. وتأمل وجهها الخالي من الزينة وملامحها الرقيقة التي يحيط بها حجابها فيضفي عليها هالة نورانية تخصها وحدها .. ورأى ولديه يترجلان من المقعد الخلفي للسيارة بعد أن بدلا ملابس المدرسة لملابس عادية عصرية وأحذية رياضية .. ثم راقبها وهي تودع أخيها علي صوالحة ثم تتجه بخطوات واثقة ارستقراطية يغلفها الحياء وهي تمر من أمام الرجال نحو بيت الوديدي ..حتى أنها لم ترفع أنظارها للبحث عنه بينهم..
ستظل مليكة صوالحة المتحكمة الأولى والوحيدة في دقات قلبه للأبد..
وستظل كل خطوة تخطوها .. وكأنها تخطوها فوق قلبه ..
وستظل روحه تهفو إليها في كل حركة وسكون يصدر عنها .


دخلت مليكة بيت الوديدي تلقي السلام على بعض النسوة الواقفات عند الباب فرددن عليها السلام بحبور وهن يتأملن أناقتها بإعجاب واضح معترفين بالإجماع أن مليكة صوالحة هي ملكة متوجة رغم أنها ليست الأكثر جمالا في بلدتهم الشهيرة ببناتها الجميلات ..
ليس فقط لأنها ابنة السرايا .. سرايا جدها الأكبر عبد القادر صوالحة باشا ابن البلد الوحيد الذي استطاع الحصول على الباشوية أيام الملكية ..ولكن لشخصيتها الراقية ولهيئتها الملوكية الطلة دوما ..



بجوار السلم تطلعت امرأتان جالستان عنده في مليكة التي دخلت للدار .. لتميل الأولى على صاحبتها تقول" انظري لعباءتها .. ما شاء الله.. دوما ترتدي عباءات جديدة ومختلفة وتبدو غالية الثمن "


ردت الأخرى مؤكدة "يقولون بأنها تذهب للعاصمة خصيصا لتشتري ملابسها من أشهر المولات بها.. وأن ثمن العباءة الواحدة بمبلغ مخيف "


غمزت لها الأخرى تقول "تستحق والله كل هذا فهي سليلة البشوات وزوجة ابن العمدة"
ألقت مليكة عليهما السلام وهي تصعد على السلم نحو الطابق الأعلى فغمغمتا بحبور "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا ست الكل "



في شقة العروس التي لا يزال الشيالون يضعون فيها حاجياتها دخلت مليكة تلقي السلام والمباركات على النسوة الجالسات في الصالة تتوسطهن نحمده الوديدي حماتها والحاجة فاطمة والدة بسمة فرددن عليها التحية قبل أن تهجم عليها بسمة وتسحبها من يديها إلى أحد أركان الصالة الواسعة الكبيرة المبلطة بأفخر أنواع البورسلين الذي يلمع ذاتيا دون مجهود وقالت موبخة " أين كنتِ كل هذا الوقت؟.. ولماذا لم تردي على رسالتي صباح اليوم ؟"


ردت مليكة بهدوئها المعهود "كنت مشغولة والله يا بسمة منذ أن استيقظت فأدهم رفض أن يتغيب عن المدرسة لأن لديهم اختبارا شهريا .. والحاجة نحمدو كالعادة (واسترقت النظر لحماتها التي تجلس بخيلاء وسط النسوة تتابع ردود افعالهن على جهاز العروس الذي لا يزال يُنقل من السيارات بالأسفل للشقة ثم قالت بعد أن استغفرت ) هداها الله (ونظرت لبسمة تقول) نفس الحلم يتكرر؟"



تكتفت بسمة وردت بشرود" أجل.. نفس الحلم ..يغيب لبعض الوقت فأعتقد بأنه لن يعود ليفاجئني مرة أخرى .. وبدأ يتردد في الفترة الأخيرة على فترات أقصر"
سألتها مليكة باهتمام " وهل لا يزال وجه ذلك الشخص غامضا ؟"


حركت بسمة رأسها إيجابا وهي لا تزال شاردة فزينت ابتسامة ماكرة وجه مليكة المليح ..لتقول بسمة بغيظ "لا تنظري إليّ هكذا"
ناكفتها مليكة قائلة باستفزاز وهي تقرب وجهها منها محدقة في عينيها "وكيف تريدين مني أن أنظر لك ( ورمشت بعينيها عدة مرات تسألها ) هكذا ؟"


هتفت بسمة بغيظ خافت الصوت "ارحميني من تفسيراتك التافهة يا مليكة "
اطرقت مليكة برأسها تقول متصنعة الحزن "أكرمك الله يا اختاه !"


طالعتها بسمة بجانب عينيها بوجوم.. ثم عوجت شفتيها تقلدها بلهجة ساخرة " تفسير هذا الحلم بشرى لك بأن فارس الأحلام الهمام سيأتي يوما ليخلصك من ألسنة الناس التي تحرقك كالنار (وأشارت بيدها تقول بقرف ) بالله عليك ابعدي عنا هذه السيرة التي باتت تصيبني بحموضة في المعدة (ونفضت كفيها ببعضهما تضيف) عصر الأحلام الوردية انتهى منذ زمن وكبرت عن هذا التفكير المراهق السطحي "


أعتصر الحزن قلب مليكة وكأنها لم تستكفي من الأحزان بعد ليأتي فشل بسمة في زيجتها السابقة ليزيد من حزنها وآلامها .. لكنها سحبت نفسا عميقا تتصنع الكبرياء والترفع ثم وضعت يدها على كتف صاحبة عمرها تقول بلهجة تمثيلية شقية لا تخرج إلا لدائرة المقربين جدا منها " سيأتي اليوم الذي ستقدرين فيه كل تفسيراتي البليغة وستدركين بعد كل هذا العمر بيننا أنني ثروة قومية "


حدجتها بسمة بنظرات جليدية ممتعضة بينما تأملت مليكة تلك العباءة على الطراز المغربي التي ترتديها بلون عسلي ونقوش بلون ذهبي وتذكرت بأنها قد أهدتها إليها ذات يوم في إحدى المناسبات .. فذوقها في العباءات معروف ولا يخطئه أحد لتقول بلهجة ساخرة" لا أصدق نفسي .. هل تخليتِ عن البنطال الجينز أخيرا وتلك العباءة السوداء المفتوحة من الأسفل وقررت ارتداء عباءة رائعة بهذا الشكل كمن اهدتها لك؟!"



اندفعت بسمة تقول بمزاج عكر " بالله عليك ارحميني من ظُرفك فأنا اليوم اشعر بالاختناق واكره تلك العيون المحدقة بي وتلك العبارات المبطنة بالشفقة أو المصمصة أو حتى الخوف من أن أكون ضُرة لاحداهن ..وذلك الهمس من خلف ظهري الذي يظنون بأنني لا أسمعه.. أشعر بأنني اليوم ككائن عجيب يقف وسط حديقة الحيوان ويتحلق الناس حوله ليشاهدوه بفضول "


قالتها وتحركت تتركها وقد لمعت الدموع في عينيها.. فانفطر قلب مليكة ..لكنها حاولت ألا تظهر لها تعاطفا فبسمة لم تعد تتحمل حتى نظرات التعاطف حتى لو كانت منها لتتحرك لتلحق بها قائلة بلهجة حاولت أن تكون مازحة " إلى أين أنت ذاهبة يا بنت .. هل ستتركين ضيفة مهمة مثلي !.. ما هذه الجلافة !"





يتبع










Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-01-20, 11:05 PM   #287

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 2

أمام بيت الوديدي كان علي صوالحة قد انتحى جانبا بعد أن حيا مفرح ومصطفى الزيني ثم وقف مع بعض أهل البلدة يتحدث معهم في الوقت الذي وصل جابر دبور وبعض رجال البلدة واقترب مباركا لمفرح ثم سلم بحرارة على مصطفى الزيني الذي يخصه بمكانه خاصة له في قلبه ربما لتقاربهما السني فمصطفى يكبره بثلاث أعوام فقط وربما لشخصية مصطفى الرزينة الهادئة الحكيمة التي تعجبه ليبادره مصطفى مازحا "أهلا بشيخ الشباب "

اتسعت ابتسامة جابر لذلك اللقب الذي يطلقونه عليه في البلدة .. لأنه رغم سنوات عمره الاثنتين والأربعين قد خط الشيب شعره ولحيته فأصبح مظهره مميزا بملامح شابة يزينها الشيب .. ويعتقد هو بأن السبب في ذلك تلك السنوات الطويلة التي عاشها في الغربة في إحدى دول الخليج ليجمع المال الذي عاد به ليؤسس تجارته في الأجهزة الكهربائية ..

وقف جابر يتبادل أطراف الحديث مع الرجلين.. ثم استأذن بعد ذلك وتحرك يبحث عن سليمان الوديدي ليبارك له .. فقابل صهره بدير العسال الذي بادره قائلا بلهجة ساخرة" أهلا بصهرنا مسبب المشاكل"

رفع جابر حاجبا وسأله مستنكرا" أنا أتسبب في المشاكل !"

قال بدير مربتا على كتفه وكأنه ينصحه " يا أبا مَيّس النساء يخضعن بالكلام المعسول وهناك أمور عليك بتمريرها بدون التدقيق فيها "

تطلع جابر في كف بدير الممسكة بكتفه ثم ابعدها بهدوء قائلا لصهره ببرود "سأذهب لأبارك للحاج سليمان"

لمح مفرح وليد قادما على وجهه ابتسامة سعيدة فاستقبله يقول "طمئني على الاستعدادات يا عريس أخشى من بخل خالي العزيز"

نفش وليد كتفيه وهو يناظر مفرح ومصطفى الزيني ويقول بثقة" لا تقلق يا ابن عمتي كل شيء جاهز والحمد لله .. حتى أن أبي قد اتفق مع أشهر الطباخين في العاصمة للحضور لإعداد طعام اليومين"

وضع مفرح يده على صدره وقال يتصنع المفاجأة" يا إلهي !.. لا اصدق !.. هل سيُحضر خالي العزيز طباخين من العاصمة !! ( وتوجه بالكلام لمصطفى قائلا بنفس اللهجة المتهكمة ) أرأيت يا أبا حمزة نسبنا المشرف !"

ابتسم مصطفى وقد أدرك لهجة مفرح المتهكمة بينما حدج الأخير ابن خاله بنظره ممتعضة ثم اقترب منه يفرد ذراعه على كتفيه قائلا بلهجة ساخرة " جاء دوري لأتقمص دور الحاجة نحمدو .. ( وأمسك بيده الأخرى تلابيب وليد قائلا باستنكار ) أكان والدك يفكر في ألا يحضر طباخين من أجل حفل زفاف أختي يا عريس !!.. أم أنه كان ينوي ألا يقدم عشاءً للضيوف ويفضحنا؟!"

قهقه مصطفى بينما أسرع وليد قائلا " أبدا يا ابن عمتي أبدا والله ..أنا أصريت على أن يكون حفلا يليق ببيت العمدة "

رد مفرح بنفس اللهجة الساخرة " وكأن لديكم الاختيار في فعل غير ذلك !"

ابتأست ملامح وليد وسأل مفرح " لماذا تكرهني يا ابن عمتي؟"

تطلع فيه مفرح قليلا ثم قال" أنا لا أكرهك يا ابن خالي .. لكني سأكرهك بحق وسترى مني النجوم ساعة الظهيرة إن لم تهتم جيدا بمهجة ( وشدد من قبضته على تلابيبه مضيفا ) هل سمعت مهجة الزيني أمانة في رقبتك وإن …. "

قبل أن يكمل حديثه ارتسمت ابتسامة بلهاء واسعة على وجه وليد .. فتبادل مفرح النظرات مع مصطفى ثم عاد لابن خاله يحرك ذراعه من فوق كتفيه ويلفه حول عنقه قائلا "ما معنى هذه الابتسامة البلهاء حين ذكرت اسم مهجة لم أفهم !!"

ازدادت ابتسامة وليد اتساعا ليطلق مفرح سراحه ويقف أمامه صائحا باندهاش "أريد جملة مفيدة على ما قلته وليس تلك الابتسامة البلهاء يا ابن الوديدي"

حافظ وليد على ابتسامته رغم احمرار وجهه وقال وهو يشير بسبابته لعينيه الواحدة تلو الأخرى " عيناي فداء لمهجة يا ابن خالي "

قهقه مصطفى بينما تمتم مفرح متهكما وهو يربت على صدره" حبيبي يا رومنسي !"



تنحنح وليد يقول "لابد أن أستأذن الآن "

سأله مفرح رافعا حاجبيه" إلى أين يا عريس!.. هل ستترك ضيوفك وترحل؟!!"

رد وليد " أبي موجود .. كما أن البركة فيكم .. لكني ( وعادت الابتسامة البلهاء للاتساع على وجهه وأكمل) لابد أن أمر على مهجة لأوصلها هي وصديقاتها للكوافير في مركز المحافظة "

ضيق مفرح عينيه وسأله بلهجته الساخرة" أأنت متأكد أن صديقاتها سيكُن معكما ؟ .. أنا لا أطمئن لك ولابتسامتك البلهاء هذه "

قهقه وليد ورد وهو يغادر " وحتى لو لم يكن معها أليست زوجتي"

هتف مفرح مستنكرا " ما هذه الوقاحة !.. تعال هنا يا ولد"

أمسك مصطفى بذراعه ضاحكا وقال مهدئا "قلبك أبيض يا باشمهندس .. أصبحت زوجته وقضي الأمر "

قال مفرح مازحا بوجهه الجاد "من أجلك أنت فقط يا أبا حمزة "

فربت مصطفى على صدره قائلا "عشت يا أبا أدهم"



دخلت نصرة إلى بيت الوديدي بوجه أحمر من السير تحت الشمس .. فحيت الموجودين واقتربت تصعد السلم وهي تتحامل على جسدها الممتلئ بعد أن ألقت السلام على السيدتين اللتين قد اعجبتهما الجلسة بجوار السلم للتدقيق فيما جلبته العروس معها وفي الرائح والغادي من أهل البلدة فردا عليها التحية لتقول إحداهما للأخرى" ألا يزال زوجها عاطلا عن العمل؟"

مصمصت الأخرى شفتيها وردت "يبدو أن الجلوس في البيت قد أعجبه .. فالرجل عاطل عن العمل منذ مدة طويلة "

قالت الأولى وكأنها تزف إليها خبرا حصريا "يقولون بأنه يلازم جماعة يسهر معهم طوال الليل على مقهى مشهور في مركز المحافظة "

غمغمت الأخرى" مساكين أولاده كيف يدبرون حالهم "

لترد الثانية " بالتأكيد بمرتب ابنتهم الكبرى اسراء فقد أصبحت معلمة للغة الانجليزية في مدرسة القرية كما تعلمين "

حدجتها الأخرى بنظرات مستنكرة تقول "وهل مرتب معلم في مدرسة حكومية يكفي لإطعام أسرة كاملة حتى بالخبز يا امرأة !"

وافقتها صاحبتها ورفعت انظارها للسلم في تعاطف مغمغمة " قدّرها نصرة على الحمل الثقيل .. فوالله لو زوجي الذي جلس كل هذا الوقت في البيت بدون عمل لكنت طردته "



في الدور العلوي وبالتحديد في الغرفة المجاورة لباب شقة العروس الواسعة جلس النسوة المهنئات يطبلن ويرقصن على أغاني الافراح التي تميز أهل الريف فقالت بحنق إحدى الفتيات اللاتي تتوسطن الجلسة تربط وركيها بوشاحها "أنتِ لا تدقين على الطبلة جيدا واحدة أخرى تطبل بالله عليكن"



تطوعت امرأة أخرى بسحب الطبلة منها وبدأت في الدق عليها بينما قامت أخرى بشدو الأغاني على إيقاع الطبلة ليتبادلن الفتيات اللاتي يرقصن في منتصف الغرفة نظرات ممتعضة فيما بينهن غير راضيات عن الممسكات بالطبلة في الوقت الذي دخلت فيه نصرة من باب الشقة تنهت بقوة وقد ازداد احمرار خديها الأبيضين فألقت السلام على النسوة الأكبر سنا الجالسات في الصالة وخصت الحاجة نحمده والحاجة فاطمة والدة العريس بالمباركة قبل أن ترفع يديها بالقرب من فمها وتطلق زغرودة قوية فجرت البهجة في قلوب الجالسات لتقول الحاجة نحمده" العقبى لإسراء إن شاء الله يا نصرة "

غمغمت نصرة بوجهها البشوش لاهثة "في حياتك يا حاجة نحمدو"



من الغرفة المجاورة للباب التي كان المجموعة المحتفلة يتجمعن فيها صرخت الفتيات الراقصات مهللات حين لمحنها" الخالة نصرة حضرت .. افسحي أنت وهي الخالة نصرة حضرت "

وهتفت إحداهن وهي تسرع لتسحبها بقوة إلى داخل الغرفة "انجدينا يا خالتي فلا أحد يتقن الطبل والغناء مثلك "

عوج بعض النسوة في الغرفة أفواههن بينما قالت نصرة وهي تُسحب لداخل الغرفة" صبرا يا بنات صبرا لألتقط أنفاسي !"



في الشقة المقابلة لشقة العروس والتي تسكن فيها بسمة مع عائلتها وقفت الأخيرة في صالتها تداري تلك الدموع التي تصر بأن تفر من عينيها فسألتها مليكة بهدوء "هل تبكين يا بسمة ؟"

اشاحت الأخيرة وجهها بعيدا تمسح دمعة هاربة ثم استدارت لمليكة تقول بإنكار" لا .. ولمَ سأبكي؟ .. هل تعتقدينني بهذه الهشاشة وستؤثر عليّ بضع عبارات ونظرات من هذه وتلك.. لا أنكر بأنها تخنقني لكن ليس لدرجة أن تبكيني "

قالت مليكة بتعاطف وهي تمسك بكتفيها" البكاء ليس ضعفا يا بسمة صدقيني لو في استطاعتك البكاء افعليها بدون حرج .. فبعض الأوجاع قد تحرمك حتى من القدرة على البكاء "

قالت بسمة بعناد " لا البكاء دليل ضعف وأنا لا أريد أن أكون ضعيفة يا مليكة "

اشفقت عليها مليكة فلم تضغط عليها أكثر وقالت بلهجة ممازحة شقية "ما رأيك أن تردي على كل من يضايقونك بأن تتأنقي ليلة حفل الزفاف بأحسن ما يكون وتبهريهم بجمالك وتخطفين انفاسهم فيظل النساء منهن مرتعبات من أن تكوني على وشك اختيار زوج من الرجال الذين يريدونك للزواج كزوجة ثانية "

تكتفت بسمة تقول بلهجة ساخرة" تقصدين بأن أرتدي لهم ملابس الساحرة الشريرة مثلا !"

قهقهت مليكة وقالت وهي تمسكها من كتفيها وتدفعها أمامها لتعود بها لشقة العروس "من مميزات شخصيتك الجديدة أنك أصبحت تلقين بالنكات بوجه جاد كمفرح ..لكن مفرح لم يكن أبدا عبوسا قاطب الجبين مثلك"

حاولت بسمة إدارة وجهها للخلف هاتفة باستنكار" أنا وجهي عبوس وقاطبة الجبين يا مليكة !!"

استمرت مليكة في دفعها من كتفيها أمامها وردت بلهجة ساخرة " لا .. بل أنا يا بسمة .. تحركي يا فتاة ليس من اللائق أن تتركي ضيوفك"

في الغرفة التي يتجمع فيها النساء افترشت نصرة الأرض ووضعت الطبلة فوق فخذها وتحت ابطها وبدأت بالطرق عليها بدقات متتابعة مميزة للإيقاع الريفي في الغناء .. ليصرخن الفتيات الراقصات في المنتصف مهللات وهن يشعرن بصوت دقها فوق الطبلة يداعب آذانهن ومشاعرهن فبدأن بالرقص .. لتبادر نصرة بالغناء نافضة عن رأسها هموم الحياة .. تنثر البهجة بين الحاضرات بصوتها الجميل :

ادلع يا عريس يابو لاسة نايلو

ادلع يا عريس وعروستك نايلو

جنب بيت ام فاروق

هاي هاي

والشجرة طرحت برقوق

هاي هاي

والي بحبه طلع مجنون

يابو لاسة لاسة نايلو



في الشارع وقف أدهم بالقرب من والده يقول لإياد بغيظ "أنت يا بارد .. ألن تدخل معي لتحمل أي من جهاز العروس؟!"



وضع إياد يديه في جيبي بنطاله الجينز وارتسمت على وجهه ابتسامة رائقة استفزت أخيه قبل أن يقول وهو يحرك كتفيه ببرود "ولمَ أساعد وكل هؤلاء البشر يساعدون.. كما اننا أحفاد الزيني ومن أهل العروس فليس علينا أن نحمل أي شيء "



أشار أدهم لأبناء مصطفى الزيني الأكبر سنا منهما وقال "أليس أبناء عمنا مصطفى أحفاد الزيني أيضا ؟.. لكنهم يجاملون في هذه المناسبات لرفع شأن العروس "

تحركت مقلتي إياد بوضع جانبي تناظر أدهم ببرود في الوقت الذي لمح الأخير منة الله آتية مع أخيها ياسر بعد أن بدلت ملابس المدرسة فتابعها بنظراته حتى وصلت إلى والدها مصطفى الزيني ووالده مفرح .

في الوقت الذي اقترب كريم منهما فانتبه له أدهم وسلم عليه سلاما رجوليا قبل أن يخرج الأول من جيبه هاتفه الجديد يريه لأدهم قائلا "انظر ماذا ابتاعت لي أمي؟"

تفحص أدهم الهاتف يقول" مبارك عليك"

تمتم كريم بحرج "إنه .. إنه ليس عالي الامكانيات لكنه ذكي ويدخل على الانترنت (وصمت قليلا ثم قال بمزيد من الحرج ) وسأتصرف أنا في الحصول على كارت انترنت إن شاء الله حتى استطيع أن ألعب معكم أونلاين"

انفجر إياد ضاحكا ورد بسخرية "كارت ماذا الذي ستلعب به يا كريم ؟!!.. هل تعلم كم ميجا بايت ستسحبها اللعبة أنت تحتاج لـ…."

قضم عبارته حين حدجه أدهم بنظرات موبخة جعلته يدرك بأنه قد تمادي في سخريته فتنحنح يغمغم باقتضاب "مبارك عليك الهاتف"

بينما قال أدهم مشفقا على ملامح كريم التي ازدادت حرجا "لا بأس يا كريم المهم أن الهاتف موجود وتستطيع أن تأتي إلى بيتنا لتستخدم الواي فاي"



أخذ كريم الهاتف منه شاكرا وسعيدا بأنه سيستطيع أن يشاركهم اللعب ..فرغم اختلاف الطبقات كونه ابن هلال جمعة العامل وأدهم وإياد أحفاد العمدة .. ورغم التحاقه هو بمدرسة حكومية عادية والتحاق أدهم وإياد بمدارس لغات خارج القرية إلا أن هناك ما يربط بينهم وما يجعله يحب مصاحبتهما أكثر من باقي الأولاد في مثل سنه.

أما إياد فغمغم بامتعاض "المهم ألا ينقطع الانترنت .. ليتنا نعيش في العاصمة حيث اشارات الانترنت أقوى بكثير "



دخلت سيارة الشارع فلفتت انظار الواقفين لمعرفة صاحبها لتخرج منها كاميليا العسال بذقن مرفوع ومظهر استعراضي متعمد .. فاتسعت العيون لوهلة قبل أن تنخفض غالبيتها في حرج ..أما جابر فكاد أن يصاب بنوبة قلبية ويقسم بأنه قد فقد الاحساس بأطرافه لبضع ثوان وهو يتطلع فيها تمشي مشية استعراضية أمام الرجال جعلته يتمنى أن تنشق الأرض وتبلعه وتبلعها هي الأخرى..

كانت كاميليا ترتدي عباءة سوداء مطرزة بحبات شديدة اللمعان مضيئة بمختلف الألوان خاصة عند اطراف العباءة من أسفل وعلى الأكمام والصدر وتلف حجابا من نفس لون العباءة بنفس التطريز اللامع المضيء حول وجهها الأشقر الذي استخدمت فيه زينة الوجه بمبالغة لا تتناسب مع الحدث ..

بل إن هيئتها كلها كان مبالغا فيها بشدة ولا تتناسب مع المكان أو مع هذه الساعة من النهار أو حتى المناسبة .



انزل مفرح ومصطفى انظارهما أرضا دون تعليق بينما ظل الصبية الثلاثة أدهم وإياد وكريم محدقين باتساع عيونهم فيها بصدمة ليتمتم إياد والصدمة لا تزال تسيطر عليه "علمت من كان يسرق كابلات الكهرباء العمومية في المحافظة "



ضحكات مكتومة من رفيقيه ولكزة موبخة من أخيه الأكبر كانت الرد عليه لكنه ظل يتابعها بعينيه المتسعتين وهي تبتعد في اتجاه بيت الوديدي ثم أضاف " لقد استخدمت كل أفرع الإضاءة الموجودة في البلدة.. بم سنزين بيت العمدة إذن في حفل زفاف عمتي!"

تحكم أدهم في رغبته في الضحك ووضع يده على فم أخيه ليمنعه من الاسترسال بينما وقف كريم بوجه أحمر هو الأخر يكتم الضحك .



مرت كاميليا من أمام الرجال ولم يدري جابر ماذا يفعل وكيف يتحكم في اعصابه التي هاجت من منظرها المبالغ فيه بشدة وقد سببت له حرجا شديدا أمام الرجال .. أما بدير العسال لم يعر للأمر اهتماما ووقف يتفاخر هو الأخر أمام الواقفين معه بأمور أخرى .

في الوقت الذي قالت فيه إحدى السيدتين الجالستين بجوار السلم حين دخلت من باب الدار رغم اندهاشهما مما ترتديه "انرتِ الدار يا أم مَيّس"

غمغمت كاميليا بكلمات مجاملة مقتضبة دون أن تنظر نحوهما قبل أن تسرع بصعود السلم بخيلاء ..



لقد مر وقت طويل منذ أن دخلت هذا البيت حين كانت تأتي مع باقي البنات للعب بعد المدرسة مع بسمة في المرحلة الابتدائية .. لكنها توقفت عن المجيء بعد أن ازداد العداء والمنافسة بينهما فالجميع يقر بأن أجمل فتاتين في البلدة هما بسمة وكاميليا .. وانقسموا ما بين من يرى أن بسمة هي الأجمل على الاطلاق .. أو من يرى بأن كاميليا العسال الأجمل .. لتنقطع العلاقة بينهما خلال المرحلة الاعدادية والثانوية وتظل المنافسة قائمة حتى الآن ..

لكن منذ عودة بسمة مطلقة من العاصمة وهي تتحين الفرصة لمقابلتها .. ترغب في أن تنظر في وجهها بانتصار وشماتة .. فهي كاميليا العسال من ربحت في النهاية .. تزوجت وانجبت بينما بنت الوديدي عادت لأهلها كالبضاعة التالفة .. عادت مطلقة وعقيم .



بابتسامة مصطنعة دخلت الشقة واطلقت زغرودة فعقدت بسمة الواقفة مع مليكة أمام الغرفة التي يغني فيها النسوة حاجبيها لتقول مليكة متسعة العينين "ما الذي أتى بها إلى هنا ؟"

كانت بسمة تعرف بأن كاميليا أكثر الناس الشامتة فيها .. تعرف إلى أي مدى هذه الإنسانة حقودة ..



ربما لم تقابلها خلال الثلاث سنوات الماضية نظرا لانقطاع بسمة تقريبا عن المجاملات والمناسبات التي تخص البلدة وانحسار تحركاتها بين مزرعة العمدة والأراضي الزراعية ومشوار الجامعة وقت شهادة الدبلومة وبيت العمدة لزيارة مليكة.. لكنها كانت تعرف بأنها تتحرق لمقابلتها ..

قديما كانت تجاريها في المنافسة وتقابل استفزازها باستفزاز أكبر متفاخرة بجمالها هي الأخرى وراغبة في الانتصار عليها في أمور تراها الآن بعين أخرى ..

أما الآن فلم تعد فكرة المنافسة تستهويها ليس لأنها تشعر بالنقص أمام كاميليا بل لأنها تشعر بأنها أفضل من ذي قبل ..

ليس أفضل من كاميليا..

ولكن ..أفضل من..

بسمة القديمة.

أدارت كاميليا وجهها ناحية زميلتي الدراسة وقالت "مبارك يا بسمة مبارك لأخت زوجك يا مليكة "

غمغمتا ببرود فتطلعت عينا كاميليا في بسمة من رأسها حتى أخمص قدميها في تلك العباءة التي تلتف حول قدها الأنثوي المثير وغمغمت في سرها بغِل "ازدادت حلاوة وأنوثة بنت الوديدي مع السنين"



تحركت نحو النسوة الجالسات في الصالة هاتفة" اليوم يوم هناء وسرور يا حاجة نحمدو والله .. الف الف مليون مبروك لحبيبتي مهجة "

ردت الحاجة نحمده بابتسامة" بارك الله لك يا كاميليا "

استدارت الأخيرة تقول لأم بسمة بترحيب أقل حرارة" الف مبروك يا حاجة فاطمة "

ردت أم بسمة مبتسمة "بارك الله لك يا بنيتي"

حين جلست كاميليا تعمدت رفع جزء من طرف العباءة وكميها ليظهر جسدها المائل للامتلاء ناصع البياض وذلك الخلخال الذهبي الذي ترتديه في قدمها وطلاء الأظافر الزهري اللون لتسألها إحدى الجالسات "أين ابنتك يا أم ميّس؟ "

بحركة استعراضية حركت كاميليا ذراعها لتصدر أساورها الذهبية العريضة صوتا قبل أن تجيب بصوت عال ولهجة ذات مغزى "تركتها عند إحدى شقيقاتي فجابر يخاف عليها جدا من شر العين والحسد"



أطرقت أم بسمة برأسها تداري حزنا عميقا لما يعلمه الجميع بأن السبب الرئيسي لطلاق بسمة هو عدم قدرتها على الإنجاب بينما سألت احداهن كاميليا" ألن تخاويها يا كاميليا ؟"

قالت كاميليا بابتسامة عريضة " إن شاء الله في الخطة لكن جابر متردد قليلا فهو يشفق عليّ من تجربة الحمل الاولى .. ماذا أفعل معه .. إنه يبالغ في الخوف عليّ "



ردت سيدة أخرى" لا حرمكما الله من بعضكما .. توكلي على الله وربك سيهوِّنها "

جزت بسمة على أسنانها فأمسكت مليكة بكتفها مهدئة وقالت "لا تعيريها أي اهتمام إنها تزداد حقدا وغلا مع الوقت بدلا من أن تزداد تعقلا "

لتقول بسمة وهي تسحب صاحبتها لأحد الأركان في الصالة " تعالي لنجلس بعيدا فأعصابي لن تتحمل استفزاز بنت (…) هذه "







يتبع








Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-01-20, 11:06 PM   #288

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 3

أمام بيت الوديدي وقفت منة الله تضحك على مداعبة مفرح لها بينما سأل مصطفى أصغر أولاده الذكور ذو الخمسة عشر ربيعا" أين حمزة لماذا لم يأتي ليبارك؟"


قال ياسر بارتباك "يقول بأن لديه مذاكرة مهمة"
جز مصطفى على أسنانه غاضبا من بكريه حمزة المعاند دائما فيما يخص عبد الرحيم الزيني وعائلته .. بينما قال مفرح مستمرا في مناكفته لأبنة مصطفى " لم اتعرف على الضيفة الحلوة حتى الآن .. من أنتِ ولماذا تقفين معنا هنا؟"
اشاحت منة بوجهها بخجل طفولي متمتمة " أقف مع أبي"
رد مفرح مستهبلا " من والدك؟.. أنا ؟.. أنا لست والدك"
ببعض الدلال والخجل ردت منة الله" بل أبي هذا"


نظر مفرح لمصطفى يتصنع المفاجأة ثم عاد إليها يقول" حقا!.. أنتِ بنت أبي حمزة ؟.. لم أكن أعلم بذلك !.. ما اسمك؟"

أمسكت بطرف جلباب والدها وردت بخجل دون أن تنظر إلى مفرح "اسمي منة الله .. مصطفى .. فاضل .. الزيني"
غمغم مفرح "صدقيني ما كنت أعرف"
تطلعت إليه وردت بوجنتين محمرتين" بل تعرف .. وسلمت عليّ صباحا في طريقنا للمدرسة "

ضرب مفرح على جبهته يقول" يا الله!.. نسيت"
على بعد عدة أمتار وقف اثنان من الصبية يتطلعون في منة الله ويتهامسون فيما بينهما .. ليقول أحدهما غامزا لصاحبه " أحب البنطال الجينز "

فقال الأخر " والجيوب الوردية اللامعة ..يا ويلي !"
ليقول الأول" انها بالفعل ( مُزّة ) "
فردد الأخر وهو يدقق فيها من بعيد "صدقت مُزّة جدا "


الكلمة اخترقت أذني أدهم وإياد الواقفين على بعد مترين منهما في نفس الوقت .. فاتسعت عينيهما واكفهرت ملامح الأول ليندفع فجأة ويقفز فوق أحدهما قائلا" من هي المُزّة يا ابن (… )"

بينما تخلى إياد عن ملامحه الهادئة وابتسامته الرائقة واسرع بالانضمام لأخيه يبعد عنه الصبي الأخر الذي حاول الدفاع عن صاحبه واشتبك معه .


أجفل مفرح ومصطفى وتفاجآ بالمعركة بين الصبية فهدر الأول وهو يسرع إليهم" توقفوا .. أدهم .. إياد ..توقفوا"


لم يسمعه أحد .. بل استمروا في الشجار وغبار الأرض الترابية يتطاير حولهم .. ليكون ياسر الزيني الأسرع في العدو والوصول إليهم ومساعدة كريم في تطويق إياد وحمله من فوق الصبي بينما تدخل مفرح لإبعاد أدهم عن الأخر وهو يهدر قائلا" قلت توقفوا ماذا حدث ؟"
اسرع الصبيّان الأخران بالوقوف ونظرا للجميع بخوف ثم ابتعدا بسرعة بعد أن هتف أحدهما" ألأنهما حفيدي العمدة يضربانا !"

قال مفرح بغضب " تعال يا ولد وأخبرني ماذا حدث "
حين ابتعد الصبيّان نظر مفرح لولديه قائلا "ماذا حدث ؟"
ناظره أدهم بوجه مكفهر من الغضب .. ثم عدل ملابسه بعصبية وقال" أنا ذاهب للمنزل"


اتسعت عينا مفرح وهو يرى ابنه يبتعد في خطوات عصبية فجز على أسنانه غاضبا ثم توجه لإياد الذي ينفض التراب عن ملابسه وينظر لساعده الذي يحمل أثار خربشة وسأله "تكلم يا إياد لماذا تشاجرتما"


ثم نظر لكريم لعله يفصح فتمتم الأخير قائلا " لا أعرف لقد تفاجأت بانقضاضهما على الصبيين ولم أفهم .."
عاد مفرح لإياد وهدر بقلة صبر " إياد أنا أتحدث "


نظر إياد لمنة الله الواقفة منكمشة من بعيد تتابع ما يحدث بتوتر وقال بصوت خافت" لأنهما كانا يتحدثان عن منة "
ضيق مصطفى عينيه بينما قال مفرح بعدم فهم "ماذا تعني بـ (يتحدثان عنها) ؟!!.. ماذا قالا ؟"
رفع إياد رأسه ورد " وصفاها بالمُزّة "
اتسعت عينا مفرح وهتف مصدوما "أفندااام!"
بينما شهق أخوها ياسر بطريقة مسرحية وقال مازحا" الكلاب !.. أولاد من هذان الولدان سأمزقهما بأسناني !!"


استمر اياد في نفض ملابسه بينما تبادل مفرح ومصطفى النظرات ليبتسم الأخير معقود اللسان.


قال مفرح لأبنه يحاول الاستيعاب "وانتما ثُرتما وهاجمتماهما لأنهما وصفا منة الله بهذا اللفظ؟! "
رد إياد بهدوء وهو لا يزال منشغلا بنفض ملابسه " بالطبع (ثم تحرك يقول بانزعاج وهو ينظر للخدش في ساعده ) سأذهب لأبحث عن أمي"
تطلع مفرح مجددا في مصطفى الذي يتحكم في ابتسامة ملحة ثم أمسك بابنه قبل أن يتحرك وسأله " وما معنى كلمة مُزّة يا إياد"


رفع الأخير إليه رأسه واتسعت ابتسامته بحرج قبل أن يفلت من يد والده مسرعا إلى بيت الوديدي فوقف مفرح يتطلع فيه مصدوما ثم غمغم متهكما " ما معنى هذه الابتسامة !!.. (واستدار لمصطفى يقول بعينين متسعتين ) هل رأيت تلك الابتسامة الوقحة على وجه ابني الصغير يا أبا حمزة؟!"

قهقه مصطفى فأكمل مفرح واضعا يده على صدره يتصنع التأثر " أرأيت كيف تعارك ولداي من أجل ابنتك ؟!"
غمغم مصطفى من بين ضحكاته " ما شاء الله .. أولاد الزيني بحق "
فجأة مد إليه مفرح يده للسلام .. فالتقطها الأخر بحركة آلية وهو يطالعه بملامح مستفهمة .. ليقول الأول بابتسامة عريضة" مبارك لنا يا أبا حمزة .. أنا شخصيا لن أتنازل عن أربع غسالات وثلاثة مايكروييف .. ونعدكم بأننا سنحضر عشرة طباخين من العاصمة "
انفجروا ضاحكين يشاركهما ياسر الزيني .. فاقتربت منة الله منهم بعد أن شاهدت ضحكهم واطمأنت بأن التوتر قد زال لتشد أبيها من جلبابه وترفع وجهها إليه تسأله ببراءة" ما معنى مُزّة يا أبي؟"


اطبق مفرح على شفتيه بينما تنحنح مصطفى وقال بلهجة حازمة "لا تقفي في الشارع يا منة اصعدي إلى والدتك"
تحركت منة بطاعة نحو بيت الوديدي فغمغم مفرح معقبا " اذهبي يا ابنتي فالشارع امتلأ بالذئاب البشرية التي تصف الأطفال بالـ(مُزز)"
لينفجر الثلاثة في وصلة ضحك أخرى ويقول مفرح بعدها " لا أصدق حقا أن ضربا الصبيّان لأنهما قالا على منة مُزّة .. منة الله ! .. كم أعمارهم ؟.. احدى عشر واثتني عشر سنة!!"
قال مصطفى مناكفا "من شابها أباهما فما ظلما !"


تزينت شفتي مفرح بابتسامة محرجة مختلسا النظر نحو ياسر الواقف يستمع إليهما ثم هرش في أرنبة أنفه يقول مصححا "كان عمري خمسة عشر عاما يا أبا حمزة"
قال مصطفى مستمرا في مناكفته "وكم كان عمرها؟"


غمغم مفرح بحرج "مليكة كانت في الحادية عشرة من عمرها"
عقب مصطفى قائلا بإغاظة " أي في عمر منة الله .. أتذكُر المشاكل التي تسببت فيها وكنت انقذك منها في وقت كان الصراع بين الصوالحة وأولاد الزيني على أشده؟ "
تطلع مفرح في ياسر وقال "لماذا تقف هنا يا بني اذهب والعب مع الاولاد "
جحظت عينا ياسر وقال شاعرا بالإهانة" ألعب مع الاولاد!!"


قهقه مصطفى فاستدار إليه مفرح يقول" أبو حمزة .. هيبتي ضاعت أمام الجيل الجديد"
استمر مصطفى في الضحك .. لكنه تمتم " سكتنا عن فضائح الماضي ..( ووضع سبابته وابهامه بين عينيه مغمغما) لم أضحك هكذا منذ مدة .. اللهم اجعله خيرا"




دخل إياد يبحث بين الجالسات عن مليكة فوجدها تجلس مع بسمة في أحد الاركان بالقرب من تجمع النسوة في صالة المنزل .. فأسرع إليها يقوس فمه لأسفل وهو يريها ساعده قائلا بمسكنة "انظري يا أمي "
نظرت مليكة للخدش وسألته منزعجة "ماذا حدث ؟"
قال بمسكنة "تشاجرت مع أحد الصبيان"
قالت مليكة مهدئة وهي تمسح الخدش بمنديل" الف سلامة يا حبيبي إنه خدش صغير"
قال بدلال طفولي جعل بسمة تبتسم " إنه يؤلمني"


ناظرته مليكة بعينين ضاحكتين تعلم بأنه يتمسكن لطلب الحنان فمالت على الخدش تنفخ فيه ثم قالت وهي تأخذه إلى حضنها "الف سلامة عليك وعلى ساعدك .. "
غرق إياد في حضنها قليلا .. قبل أن تضربه بسمة على مؤخرته مازحة .

في الوقت الذي دخلت منة الله تبحث عن أمها فوجدتها جالسة بجوار الحاجة فاطمة الوديدي .. فأسرعت إليها تهمس في أذنها قائلة" أمي ما معنى مُزّة؟"
رفعت أمها حاجبيها باندهاش ثم ردت" معناها بنت فاتنة وجميلة"


غطت منة الله فمها بكفيها تضحك بحرج .. لتكمل والدتها بلهجة محذرة "لكنها كلمة غير لائقة بالمرة ولا يجب أن نتلفظ بها .. فهي كلمة وضيعة جدا "

أومأت منة الله برأسها موافقة واستمرت في الضحك حتى دفنت رأسها في صدر أمها التي شاركتها الابتسام دون أن تفهم ماذا حدث .. في الوقت الذي جلس إياد على حجر مليكة فصاحت الحاجة نحمده فيهما من على بُعد قائلة بحزم "انزل يا ولد ولا تجلس بهذا الشكل لست صغيرا"


التفتت الأنظار كلها إليهما فأغمضت مليكة عينيها تتحكم في أعصابها بينما رفعت بسمة حاجبا مستنكرا لهذا الاستعراض من عمتها أمام الناس .. أما إياد فلم يبدو عليه أي استجابة بل إنه لف ذراعيه حول رقبة مليكة متمرغا في حضنها لتهدر نحمده بغيظ "ولد يا إياد أنا أتحدث معك !"
قالت مليكة بهدوء" انزل حبيبي نحن أمام الناس "

قالت الحاجة فاطمة" اتركيه يا نحمدو إنه طفل صغير"
ردت نحمده بعناد " بل أصبح رجلا وعليه ألا يتصرف كطفل صغير بهذا الشكل"


استجاب إياد لدفع مليكة له فترك حجرها واستقام واقفا يمط شفتيه بامتعاض .. ثم وضع يديه في جيبي بنطاله وتوجه ناحيه باب الشقة وهو ينظر لجدته بنفس النظرة الباردة ثم قال بهدوء" ابسطي وجهك يا نحمدو Take it easy "


قالها وغادر بهدوء فاتسعت عينا جدته بغيظ بينما انفجرت الحاضرات في الضحك وسط تمتمات بما شاء الله والله أكبر لتقول بسمة مبتسمة " غالبا هذا الولد هو من سيقتص من عمتي القديم والجديد "


وصلت أم هاشم إلى بيت الوديدي غارقة في أفكارها ..
إنه حفل زفاف آخر ستحضره .. ونِيش أخر سترتبه .. وكم من عروس رتبت لها حتى الآن .. وهي تموت شوقا لأن ترتب خاصتها يوما ما ..
لكنها تعلم بأن هذا اليوم قد لا يأتي .. وكلما مرت السنين عليها كلما تضاءل الأمل بداخلها..
فمن سيفكر بالزواج منها وقد اتمت الثلاثين من العمر في قرية ينظر أهلها لبنت الخامسة والعشرين كعانس؟! ..




ومن سيفكر بأن يتقدم لطلب يدها وهي المنحوسة الوحيدة السمراء فيها !.. ليست سُمرة عادية وإنما سمرة داكنة جدا حتى كان لقبها بين الأطفال في صغرها (البنت السوداء) أو (العفريتة).


أجل إنها عفريتة !!..

هكذا ترى نفسها في المرآة .. عيناها بنيتان كبشرتها وليستا مميزتان بأي شكل من الأشكال .. وشفتيها كبيرتان نسبيا .. بالإضافة لسواد بشرتها ..


إنها الوحيدة .. من سوء حظها .. السمراء في البلدة .. وما يعذبها أكثر أن قريتهم ليست كأي قرية .. إنما قرية تشتهر بناتها بالبشرة البيضاء وبالجمال الفاتن وبعض العائلات يتوارثن العيون الملونة لتصبح فتيات قريتها بلا منازع من أجمل الفتيات على مستوى المحافظات كلها ..
فأين ستذهب هي بين كل هؤلاء الجميلات؟!!.


تمتمت في سرها "سامحك الله يا جدي "

تذكرت الحكايات التي حكاها لها عمها وباقي النسوة في البلدة بأن جدها الأكبر عشق امرأة سمراء من خارج القرية وتزوجها فاختلط نسله حتى جاءت هي سمراء تماما..

نفضت أم هاشم عنها أحزانها وشعرت بالراحة أنهم لا يزالوا ينقلون بعض الأشياء لشقة العروس .. فقد اتصلت بها مهجة في الطريق لتطمئن إن كانت قد وصلت أم لا .

تطلعت في بعض الكراتين التي لا تزال موضوعة في الشارع وغمغمت وهي ترى على إحداها صورة أطباق "لدي طقما من الأطباق مخزن تحت سريري منذ زمن بنفس النقشة (ثم عادت لتقول بحسرة ) بالتأكيد هذا الطقم أصلي وغالي بينما خاصتي تقليد ردئ لكنها نفس النقوش ..( وأضافت بابتسامة ) بارك الله لها فيها "
تحركت تدخل دار العريس تلقي السلام قبل أن يعترض طريقها بعض الرجال الذين يحملون كرتونة ضخمة يصعدون بها لأعلى فانتحت جانبا تفسح لهم الطريق وهي تغمغم "ما شاء الله لا قوة الا بالله ..ترى هل سأعيش يوما مثل هذا "

تطلعت فيها إحدى السيدتين الجالستين بجوار السلم وقالت" وصلت أم هاشم"
لترد الأخرى "بالتأكيد طلبت منها العروس أن ترتب لها النِيش وخزانة الملابس .. فلا أحد ينافسها في هذا الأمر هذه الأيام "
ردت الأخرى بلهجة مشفقة "مسكينة لقد وصلت للأربعين ولم تتزوج بعد"


ردت الأخرى باستنكار" أربعين كيف يا امرأة؟؟!!.. إنها في الثلاثين من عمرها .. أهذا شكل امرأة في الاربعين؟؟!! .. إنها ولدت في نفس السنة مع ابنتي هالة "

ردت الأخرى مشيحة بيدها "لا أعلم .. المهم أنها قد كبرت على الزواج .. من سيقبل بها في هذا العمر ؟.. "

تحركت أم هاشم خلف الرجال نحو السلم تلقي السلام على المرأتين فردتا عليها السلام لتقول واحدة منهما" العقبى لك يا أم هاشم"
ردت أم هاشم بطريقة آلية وهي تصعد بسرعة" في حياتك يا حبيبتي "

لتلوي المرأة شفتيها مغمغمة " في حياتي أو حتى بعد مماتي .. المهم أن يحدث! "


توقفت أم هاشم ولوت عنقها تنظر للسيدتين قائلة بلهجة خطرة " هل قلت شيء يا أم هالة؟!"


اسرعت المرأة تقول برعب "لا شيء يا حبيبتي لا شيء سلامتك "
حدجتها أم هاشم بنظرة ثابتة جعلت المرأة تتعرق لتقول بعدها وهي تواصل الصعود "حسبتك قلت شيء (ثم اضافت لنفسها هامسة ) لم تخطيء المرأة .. فمن سيتزوج من فتاة سوداء أتمت الثلاثين ولا تملك بروزا أنثويا منتفخا بوضوح كالباقيات والأنكى من ذلك اسمها أم هاشم* !!"



بعد دقيقة كانت تدخل من باب شقة العروس تلقي السلام بابتسامة مليحة اظهرت الغمازتين على جانبي خديها وهي ترفع يديها الاثنتين تحي الجالسات بتحية ذكورية .. ليرد عليها الجميع التحية ثم تقول لأميّ العريس والعروس " مبارك يا حاجة فاطمة .. مبارك يا حاجة نحمدو "
ثم استدارت للغرفة التي يجلس فيها المحتفلات لتسرع نصرة بدق ضربات متتالية على الطبلة مرحبة وهي تصيح بتهليل "وصلت الفتاة اللولبية .. صاحبة الأنامل الذهبية في رص النِيش والديكورات وخلافه .. واسمعني أحلى سلام "


لتبدأ في الضرب على الطبلة بإيقاع مرحب فتجاريها أم هاشم بأسلوب كوميدي وترفع عباءتها قليلا من عند الخصر تشده ناحية اليمين وتفرد ذراعها للجهة المقابلة لتؤدي بعض الحركات التي لا تمت للرقص البلدي الأنثوي بصِلَة .. تنهيها ببعض حركات المغني مايكل جاكسون لينفجرن المشاهدات في الضحك .


اقتربت منها مليكة وبسمة لتقول الأولى" لم تتغيري يا بنت يا أم هاشم .. كنت مهووسة بتقليد حركات مايكل جاكسون أيام الثانوية رغم أنك لا تفهمين حرفا مما يغنيه"
رحبت بها أم هاشم قائلة" كيف حالك يا ست البنات (ونظرت لبسمة ) كيف حالك يا بسمة؟"
ابتسمت لها الأخيرة بدفء وقد تملكها الحنين لأيام المدرسة في الوقت الذي قالت مليكة" أين أنت يا أم هاشم لا أراك كثيرا؟"


ردت الأخيرة بلهجة ساخرة تلازمها دوما "بل أنت المختفية يا ست البنات أما أنا فستجدينني في طرقات القرية كل يوم كقطة شوارع لا تعرف الجلوس في البيت"



ابتسمت مليكة بينما تطلعت كاميليا بغِل لثلاثتهم شاعرة بالغيظ أن احتفوا بأم هاشم بينما تعاملوا معها ببرود .. دوما ما كان ثلاثتهم متجمعين ضدها.


أما أم هاشم فغمغمت لصاحبتيها متسائلة بدهشة حين لمحتها "ماذا تفعل هذه هنا؟ .. ولماذا لم تخبروني كنت أحضرت معي مبيدا حشريا لطرد الذباب "


ابتسمت مليكة بينما قالت بسمة بهدوء" لا تعيريها اهتماما إنها فرصتها لتشمت بي أعلم ذلك"
قالت أم هاشم بحمائية "فلتفعل ذلك إن كانت تملك الشجاعة وسترى مني مالم تره أيام الثانوية "


ابتسمت مليكة وقالت " كانت أيام جميلة وكنا بلا هموم.."
لتضيف بسمة مبتسمة " وكانت تخاف منك يا أم هاشم "


تخصرت أم هاشم تقول بخيلاء " لابد أن تخاف .. فمن الذي لا يخاف من عفريتة القرية!!"
مزحتها لم تضحك صاحبتيها بل زادت من طعم المرارة في حلقيهما ..لتقول بسمة وهي تتحرك لتعود للركن الذي كانت تجلس فيه مع مليكة " تعاليا لنجلس بعيدا عنها "



تحركت أم هاشم خلفهما ثم أبطأت حين مرت بجوار كاميليا التي حدجتها بغِل .. لتغمغم الأولى بصوت مسموع بعد أن تطلعت في لمعان عباءتها المبالغ فيه " هل أحضروا راقصة مع الفرش !.. جديدة هذه التقليعة والله !"



×××××

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ


[*] اسم أم هاشم : هو اسم مركب مثل اسم أم كلثوم وهو كنية للسيدة زينب حفيدة رسول الله (ص) وتسمى به بعض الفتيات تبركا بها.



يتبع









Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-01-20, 11:07 PM   #289

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 4

في السيارة على الطريق سأل شامل توأمه "هل تحدثت مع أبي هذا الصباح ؟ .. كان يسأل عنك"
رد كامل بوجوم "أجل .. كالعادة يحاول اقناعي بعدم السفر"
قال شامل بلهجة مترجية " يا كامل هذه البلد عشنا فيها سبع سنوات ولم نجد منها إلا كل خير ..واستقرينا وكونّا فيها صداقات .. كيف ستترك والديك وتتركني وترحل؟!"



قال كامل بعصبية "أنت من تُيَبس رأسك وتصر على أن توجعنا نحن الاثنين ببقائك"
رد شامل بعصبية " أنا باق شفقة بأبي وأمي يا كامل "
هدأت ملامح كامل المتشنجة وقال بصوت أقل حدة "لو قررت السفر معي قد نستطيع اقناعهما بالذهاب معنا"
قارعه شامل قائلا بغيظ " ولمَ الذهاب وقد استقرينا هنا؟!.. ولماذا اذهب لبلد أجنبي مختلفا عني في كل شيء؟!!"
قال كامل بغل" أنا بت أكره كل ما هو عربي ولم أعد اطيق البقاء هنا "


رد عليه توأمه قائلا بثقة " المشكلة بداخلك يا كامل وليس لأي بلد دخل فيها .. أنت من تأذيت مما حدث في الحرب .. أي أنك حتى لو استقريت في أمريكا ستبقى كما أنت ما دمت لم تحل المشكلة مع نفسك "


لم يعلق كامل فأضاف شامل "حين ذهبنا لأمريكا العام الماضي لم أرك تطير من السعادة .. ولم يتغير فيك شيء إذن قرار هجرتك هذا لا يضمن لك تحقيق السعادة"
قال كامل معاندا " اسمع.. أنا لن أفرط في التأشيرة التي حصلت عليها بعد سنوات من المحاولة .. هذه فرصة العمر لبدء حياة جديدة في بلد جديد في كل شيء .. ففكر جيدا قبل أن تتخذ قرارك الأخير .. تعلم بأني لن تتاح لي زيارتكم لبعض الوقت حتى تستقر أوضاعي هناك "


لم يرد شامل ولم يعقب وإنما أدار وجهه نحو النافذة شاردا في هذا القرار الذي اتخذه توأمه منذ أن حصل على تأشيرة عمل في أمريكا ..
يعلم بأنه لم يكن يرغب في الاستقرار في هذا البلد وبأنه كان يفضل منذ بداية فرارهم من الحرب أن يتوجهوا لدولة أوروبية لكن تأشيرات الدخول لم تكن متاحة وقتها ..بالإضافة لتفضيل والده لدولة عربية ولهذا البلد بالذات لما له فيه من علاقات .. لكن كامل ظل يحاول الحصول على تأشيرة عمل حتى أنهما في زيارتهما العام الماضي لأمريكا ظل يبحث عن فرصة عمل هناك .. وها هي الفرصة تأتي لأن ينضم لأحد أشهر الفنادق في أمريكا كطباخ ومنذ ذلك اليوم والحياة في بيتهم انقلبت رأسا على عقب .. فوالداه يعارضان بشدة سفره.. وكامل يعاند بل ويحاول اقناعهما بتصفية كل شيء هنا والذهاب معه .. أما هو فممزق بين ترك والديه بمفردهما أو الانفصال عن نصفه الأخر .



ذلك الألم الذي يعتصر قلب شامل لم يكن ليخفى عن توأمه .. وكيف يخفى عليه وهما يشعران ببعضهما بشكل يدهش المقربين لهما … فقال يحاول تشتيت انتباه اخيه عما يفكر فيه ويؤلمه" هل تعلم بأن هذه القرية التي نحن بصدد زيارتها يشاع عنها بأن بناتها من أجمل البنات في البلد كلها؟"


أدار شامل وجهه إليه يرفع حاجبا وقد بدا الاهتمام على ملامحه ليؤكد له كامل بابتسامة خبيثة من جانب فمه ويقول "اقسم لك .. اسأل أي شخص هنا عن اسم هذه القرية وسيخبرك بنفس الشيء"
لمعت عينا شامل ورد" حقا !.. لم أكن أعلم بأننا على موعد لمتعة أنظارنا "


قهقه كامل وقال " ولكن حاذر أن يُقبض علينا متلبسون بالبحلقة في نساء البلد "
فرك شامل كفيه وقال بحماس "إذن فنحن على موعد مع أجمل فتيات هذا البلد يا مسهل"
غمز له كامل قائلا "ربما عثرت فيها على نصفك الآخر الذي عذبتنا في البحث عنه "


قهقه شامل ورد "لا أظن فهذا مستبعد"
نظر إليه كامل ثم مط شفتيه وعاد ينظر للطريق امامه قائلا "وتصفني أنا بأني معقد!!"
رن هاتف كامل فتطلع فيه من بعيد ثم تجاهله ليمد شامل رأسه ويلتقط الاسم متسائلا" لمَ تلح عليك هذه الفتاة ؟.. أراها تتصل بك كثيرا هذه الأيام وتتجاهلها "



رد كامل باختناق" تحاول محاصرتي بشكل خانق وحتى الآن أحاول أن أكون لبقا لكنها تصر على فرض نفسها بشكل مقرف"
تطلع فيه شامل لثوان وللهاتف الذي عاد للزن من جديد ثم غمغم " لولا أني متأكد بأنك لم تعدها بأي شيء لقلت بأنك تعاملها بنذالة"



قال كامل مدافعا " أبداً والله .. كما أفعل مع كل من أعرفهن.. أوضحت لها منذ البداية بأننا نقضي وقتا ظريفا لا أكثر لكنها رغم ذلك بدأت تأخذ الأمر بجدية "
قال شامل موافقا" الحقيقة كان واضحا مطاردتها لك والتصاقها بك في رحلتنا الأسبوع الماضي للساحل حتى أنها… "


بتر شامل عبارته وزينت وجهه ابتسامة ملحة و تطلع في النافذة بجانبه لثوان قبل أن يعود للنظر لتوأمه الذي داعبت الابتسامة ثغره هو الآخر وسأله بفضول موزعا نظراته بينه وبين الطريق "لا تقولها؟ … هل فعلت معك شيئا في الرحلة وهي تظنك أنا؟!!"



رفع شامل يديه أمامه يبرئ نفسه قائلا بابتسامة" أنا لم أفعل شيئا اقسم بالله .. كنت جالسا في أمان الله في الشرفة لأجد فجأة من تميل عليّ من الخلف وتعانق رقبتي هامسة باسمك"



اتسعت عينا وابتسامة كامل بمفاجأة ليكمل توأمه "فأسرعت بأخبارها بأني شامل .. واحتاج الأمر منها لدقائق للاستيعاب لأنها كانت في حالة سُكر .. هذه الدقائق كنت أنا فيها قد تحولت لكائن منصهر"



انفجرت ضحكاتهما الخشنة ليتمتم كامل بعدها" تلك المجنونة !"
قال شامل بعد أن هدأت ضحكاته "اعتقد بأننا قد تجاوزنا الحدود في السفرة الأخيرة للساحل يا كيمو .. فشربنا للخمر لم يكن أبدا أمرا صائبا ولو علم أبوك لأفرغ فينا مسدسه"



هرش كامل في رأسه قائلا ببعض التبرير" كنا نجرب كما اتفقنا.. كما أننا لم نصل لحالة السُكر .. لقد جربنا بعض الكؤوس ولم نكثر"
قال شامل بإصرار "جربنا وانتهى الأمر واستغفرنا الله ولن نكررها أليس كذلك يا أبو كامل؟"
رد كامل يهز رأسه بالموافقة ورد " بالتأكيد .. إن شاء الله"



قال شامل يحذره "ولا حتى إذا ما كتب لنا الله أن نفترق وتسافر .. أتعدني؟"



كلمة الفراق كانت ثقيلة على قلب كامل ..
ثقيلة إلى حد مؤلم ..
ليته يستطيع أن يقنعه بالسفر معه .. فهز رأسه لأخيه موافقا .. ليرن الهاتف مرة أخرى .. فزفر كامل بانزعاج.



قال شامل بشفقة "رد عليها يا بني ووضح لها الأمر مجددا "
قال كامل بعصبية "اقسم بربي أوضحت لها ولكل الفتيات في شلة الساحل أني ليس لي في أمور الحب والزواج وهي كانت تتعامل معي على هذا الاساس في البداية حتى انقلبت فجأة وبدأت تتحدث عن أمور الحب والعاطفة متخيلة بأنها ستغيرني وستقنعني بالوقوع في غرامها والزواج منها"



قال شامل بأسف" يبدو أنها قد وقعت في حبك المسكينة .. (ونظر لأخيه قائلا بامتعاض ) وقعت في حب من هو معدوم الاحساس وقلبه من حجر "


قهقه كامل بضحكة خشنة ومد يده يداعب ذقن أخيه قائلا بإغاظة "حبيبي أبو شامو الحساس!"



أبعد شامل يد أخيه عنه بخشونة وهو يناظره بقرف ثم قال "ولماذا لا تفكر فيها بجدية أراها جميلة ووالدها رجل أعمال كبير"


ناظره كامل بحدة ثم هتف باستنكار "هل جننت يا شامل؟!!.. لقد سبق لها الزواج .. كما أنني بالتأكيد لن أتزوج من فتاة كانت تخرج وتبيت مع أصحابها من الجنسين خارج بيتها "
غمغم شامل متراجعا عن اقتراحه" كنت أقول فقط ربما الحب يفعل المعجزات "
قال كامل متهكما" ما دمت رومانسي هكذا لمَ لا ترحم أمك المسكينة وتقبل بواحدة ممن تقترحهن عليك للزواج !.. اصبحت في الرابعة والثلاثين من العمر "



هرب شامل من نظرات أخيه وغمغم بامتعاض" اخرس أنت وانظر لنفسك أولا (ثم نظر للهاتف الذي لا يزال يلح وهتف بعصبية ) و أجب على هذا الهاتف وإلا سألقي به من النافذة"
قال كامل بلهجة غامضة " أجب عليها أنت"
نظر إليه شامل .. ليغمز له توأمه قائلا بتسلي " رد .. دعنا نتسلى قليلا "


اللعبة المغرية ..
لعبتهما المفضلة دغدغت شامل ليزم شفتيه على ابتسامة تسلي تريد أن تتسع .. ومد يده نحو الهاتف وتنحنح مجيبا بصوت هادئ "نعم"
جاءه صوت الفتاة تقول" لم لا ترد يا كامل اتصل بك منذ الصباح "


اختلس شامل النظر نحو أخيه الذي يركز على الطريق تزين شفتيه ابتسامة متسلية ثم قال" أنا أقود السيارة الآن عندي سفرة خارج العاصمة "
قالت الفتاة بفضول " إلى أين أنت ذاهب ؟.. هل تخرج مع فتيات أخريات يا كامل ؟"


قال شامل بلهجة حازمة متمسكا بأسلوب أخيه في الحديث وهو يعلم جيدا بأن صوتيهما متطابقان لدرجة من الممكن ألا يفرقهما والديهما على الهاتف "لا اعتقد بأن عليّ أن أخبرك بخطوط سيري يا شيرويت.. كما أنني حُر فيمن اقابلهن وأنت تعلمين ذلك جيدا"



جاء صوت بكاء شيرويت ليقوس شامل شفتيه لأسفل متعاطفا وهو ينظر لأخيه ويشير له بأنها تبكي .. فحرك كامل مقلتيه لأعلى بيأس بينما قالت شيرويت" كنت أظن بأنني سأقدر على اقناعك بأن تحبني"


تنحنح شامل وقال" تعرفين منذ البداية يا شيرويت أني لا أفكر في أمور الحب والزواج بل إن كل بنات الشلة يعلمون بأننا نقضي أوقاتا ظريفة معا بدون وعود"
هتفت شيرويت "وماذا عن تلك الليلة في الشاليه وما حدث بيننا فيها؟!!"
جحظت عينا شامل ونظر لأخيه ثم هتف بدون أن يحرك شفتيه أو يصدر صوتا "هل عاشرتها يا (……)؟!!!!"


لاح الاستنكار على وجه كامل ورد عليه محركا كتفيه بصمت سمعه الآخر في عقله " أبدا أقسم بربي !"



ليعود شامل يقول لشيرويت وهو يدعك جبينه "ماذا تقصدين؟ .. ماذا حدث تلك الليلة ؟.. تعلمين بأني كنت قد تناولت بضع كؤوس من الخمر"
قالت شيرويت ببعض الميوعة " أقصد .. أقصد تلك القبلة التي قبّلتها لي في الشرفة مثلا .. والتي لا استطيع أن انساها أبدا "
عاد شامل ينظر لأخيه شزرا وقال موبخا يخاطره فكريا "قبلتها ولم تخبرني يا (….)"



لملم كامل ابتسامة ملحة يهرش في رأسه بحرج وحول نظراته للطريق أمامه هاربا من نظرات أخيه.. ليعود شامل لشيرويت قائلا ببعض العصبية " اسمعي يا شيرويت تعلمين بأني كنت مخمورا ليلتها والحقيقة لا أذكر ما حدث .. لهذا دعينا نحدد الأمور فيما بيننا الآن .. فأنا لا أريد التسبب في جرحك .. و لا أنوي على أي ارتباط حاليا بل انني على وشك السفر وترك هذه البلد نهائيا"



هتفت شيرويت بانزعاج "ماذا ؟؟.. تسافر يا كامل؟!!"
قال شامل مؤكدا " أجل أنا بالفعل انهي اجراءاتي لترك البلد في القريب العاجل .. بل إنني اخطط أن يكون ذلك خلال أقل من شهر ..لدي فرصة كبيرة للعمل في امريكا .. (وقبل أن تقترح شيرويت السفر معه قال شامل بلهجة قاطعة ) ولا أخطط إلا للسفر وحدي"



ساد الصمت لبضع ثوان ليقول شامل بعدها بلهجة متعاطفة "أنا أعلم بأني قاس معك لكني أفعل ذلك حتى لا تتفاجئي بأمر سفري ..وكما قلت لك لا أخطط لأي ارتباط حاليا.."
قالت شيرويت بلهجة باكية " ولكن ماذا عما حدث بيننا في تلك الليلة و….. "


قاطعها شامل قائلا بحزم " أتمنى لك السعادة يا شيرويت مع من يستحقك .. سلام"



اغلق الخط واستدار لأخيه يناظره بغيظ بينما صفق كامل بخشونة قائلا "الله عليك يا أستااااذ .. تستحق جائزة أوسكار أكبر مخادع (ثم نظر إليه يقول متهكما بلهجة لائمة) غررت بالفتاة أيها الذئب ..أهذا يصح!"



هدر شامل فيه قائلا " أتمزح يا كامل .. قبّلت الفتاة وتقول لم يحدث بيننا شيء !!"
رد كامل متصنعا البراءة " صدقني هي من بادرت أقسم لك "
سأله شامل متهكما" وأنت ماذا فعلت؟"
رد كامل ببرود " أنا اقتنصت الفرصة بالطبع وقبلتها .. كيف سأقاوم فرصة كهذه تعرض عليّ؟.. أنا بشر يا عالم لست مصنوعا من فولاذ !!"


مط شامل شفتيه وتطلع في نافذته بغير رضا لينظر كامل إليه ثم يعود للطريق قائلا بلهجة تمثيلية وهو يضع يده على صدره" أنت لم تجرب يا شامو يا حبيبي … مازلت ببراءتك .. لم تجرب القبلات و الأشياء الأخرى .. صدقني من جربها مرة يصبح التحكم في أعصابه غاية الصعوبة بعدها.. لذا أنا استحق جائزة أن اقتصرت زلاتي على القبلات وبعض اللمسات وأنا في هذا العمر"



نظر إليه شامل قائلا "وهل منعك أحد من الزواج؟!"
مط كامل شفتيه وغمغم قائلا" ليتني أجد من ترضى بزواج للمتعة فقط .. نلتقي أنا وهي لبعض الوقت من أجل تلك الأمور ويذهب كل واحد منا إلى بيته .. لا قيود ..لا التزامات لا تعقيدات مشاعر وهرمونات انثوية تنفجر في وجهك.. (ونظر لأخيه نظرة ذات مغزى ثم سأله بابتسامة) ما رأيك في هذه الفكرة؟"
زينت الابتسامة ثغر أخيه رغما عنه ورد " فكرة رائعة فعلا "


ليقهقها معا ثم يقول كامل "المهم أين نجد اثنين من الفتيات العاقلات توافقان على هذه الفكرة الجبارة "
مرت من جانبهما سيارة ينظر من نافذتها طفلة صغيرة وبجوارها أخيها ليسرع شامل بالقول وهو يداعب الطفلين مناغشا بأنفه وحاجبيه " والأطفال يا فالح كيف سيكون وضعهما في ظل فكرتك الجبارة هذه ومع من سيكونوا؟ "



تطلع كامل للجهة التي يتطلع فيها أخيه وظل متابعا للسيارة حتى تجاوزتهما وقد رق قلبه لرؤية الطفلين فقال" لا بأس .. سأتفق مع أمهم ..إما عندي أو عندها ليس لدي أي مانع"
استدار إليه شامل يقول متهكما" أنت متمسك بالفكرة فعلا وتضع لها قوانين !"



ابتسم كامل ورد" صدقني ستكون الحياة ساعتها رائعة.. وستفعل كل ما يمتعك في الحلال .. بدلا من حالة التقشف التي نعانيها حتى هذا العمر (ونظر لأخيه يسأله مازحا) ما رأيك أن نعرض الفكرة على أبي؟"
صاح شامل محذرا" اترك الرجل في حاله يا كامل بالله عليك .. يكفيه ما يلقاه منا .. علينا أن نرأف به قليلا فلم يعد سنه يسمح بهرائنا ولا سخافاتنا"



قال كامل بابتسامة خجله معترفا " لا أنكر بأني اشفق عليه في أحيان كثيرة .. لو كنت مكانه لأفرغت مسدسي فينا وأرحت نفسي"
قال شامل بلهجة ذات مغزى " يكفي حالته منذ أن علم بقرار سفرك"



أشاح كامل بوجهه ينظر أمامه وقد ساد الوجوم على كليهما من جديد وظلا على صمتهما الصاخب كل منهما يقرأ جانبا من أفكار توأمه حتى لاحت من بعيد يافطة القرية
(أهلا بكم في قرية(××××)



يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-01-20, 11:08 PM   #290

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 5

جلس مفرح أمام الطاولات الكبيرة بين الرجال في بيت خاله سليمان الوديدي المقدم عليها ما لذ وطاب من غداء أهل العريس لأهل العروس ..
وشرد يتذكر الماضي.. لكن ما ركز فيه كان علاقته بمصطفى ابن عمه .. فقد قضى معظم الوقت على علاقة باردة متوجسة معه .. مطيعا لتعليمات والده ووالدته المتشككة دوما في نواياه .. وظلت تزوره في سنوات مراهقته الكوابيس التي يرى فيها مصطفى يحاول قتله ..
حتى كبر ونضج وبدأ أن يتخذ أفكاره وآراؤه فيما حوله وحده بدون توصية من أحد.. ومصطفى الزيني كان أول من غير نظرته له …
ربما لأنه لم يرى منه ما يعيبه ..
وربما لأنه اُجبر على احترامه بعد أن تابعه على مدى سنوات كيف ربى أخواته البنات وزوج من لم تتزوج في حياة أبيها وتزوج هو وأنجب خمسة ذكور على درجة عالية من الأخلاق والرقي أكبرهم حمزة طالب كلية الطب في سنته الأخيرة .. وابنة وحيدة أصغرهم جميعا هي منة الله ..
وربما لأنه يراه هادئا وقورا مثقفا لا يتحدث إلا بحساب ..



حانت منه نظرة جانبية لمصطفى الجالس بجواره يتحدث مع جابر دبور وعلي صوالحة وغمغم في سره "لا أعرف إن كنت قد ضيعت سنينا اعاملك بحذر يا مصطفى ..أم أنني بعد كل هذا العمر لازلت ساذجا ووالداي على صواب ؟.. اسأل الله ألا يصدمني فيك فيكفيني ما تلقيته من خيانة من المقربين لي!"


رن هاتفه فأخرجه من شروده لتلمع عينيه ويجيب عليه بهدوء .. ثم يقول بعد ثوان بلهجة غامضة " هذا جيد جدا .. أنا آت حالا .. سلام "


قالها وانتفض واقفا .. فقال مصطفى متفاجئا " إلى أين يا مفرح؟!"
قال مِفْرح بلهجة غامضة " سأستأذن أنا يا جماعة فقد طرأ أمرا هاما .. العقبى عندكم جميعا وسأنتظركم في المساء إن شاء الله "
سأله مصطفى بقلق " هل حدث شيء يا مفرح ؟!"


غمغم مفرح وهو يسرع " لا شيء يا مصطفى هناك مكالمة مهمة عليّ أن أقوم بها مع الشركة المستوردة بالخارج .. سأتركك مع الناس فالبركة فيك"


قالها مربتا على كتفه قبل أن يسرع بالمغادرة وهو يرفع هاتفه على أذنه ويقول بلهجة خطرة " عويس .. استعد برجالك بسرعة "
××××


خرجت مهجة من بيت العمدة فاستقبلتها ابتسامة وليد في سيارته الواقفة أمام البيت في انتظارها لتسرع وتركب بجواره قائلة بوجوم " لا تقول أي شيء ولا تتحدث معي فأنا في أسوأ حالاتي المزاجية ..سنمر على صاحباتي ثم نذهب لصالون التجميل"
قال وليد وهو يشغل السيارة ويتحرك بها " ماذا حدث؟ "


غمغمت بتوتر " أخشى ألا نستطيع فرش كل الشقة اليوم وألا أكون جاهزة لليلة الحناء في المساء والحقيقة سأموت وأنام لكني لدي الكثير لأفعله "


قال وليد مهدئا " أتركي كل شيء من رأسك يا مهجة .. ولا يهم إن اكتمل فرش الشقة اليوم أم لا ( وغمز بعينه يكمل ) هناك أمور أخرى هي ما تهمني يا مهجتي .. حتى لو فعلناها على الأرض "
أحمر وجه مهجة وأشاحت به بحرج ليمد ذراعه ويقرصها في خصرها فانتفضت واستدارت إليه تقول بتوبيخ " وليد تأدب!!"


قهقه وليد ثم قال " هذه الجملة لابد أن تحذفيها تماما من بين شفتيك .. فقد انتهى عصرها "


ازداد احمرار وجهها وهي تلملم ابتسامة محرجة تريد أن ترتسم على شفتيها ليضيف وليد مغيظا" باقي من الزمن يوم ونصف .. وبعدها سيكون لقاء السحاب بين ذات العينين الخضراوين وذي العينين الزرقاوين من أجل انجاب أطفالا للبشرية بلون عيون عجيب لم يُرى من قبل ( ومال نحوها قليلا يضيف ) لذا انتهي من قول هذه الجملة كما يحلو لك خلال الساعات المتبقية لأنني لن أسمح لك بالتفوه بها بعدها يا مهجة الفؤاد"


أشاحت مهجة بوجهها تتطلع في النافذة هاربة من نظراته الوقحة شاعرة بمزيد من الارتباك وهي تسمع ضحكته المجلجلة بجوارها .


في نفس الوقت ومن مزرعة العمدة خرج مفرح يركب فوق حصانه ويلكزه بقوة ليسرع الحصان قاطعا طريق القرية الترابي الذي تمتد الحقول الخضراء على طوله .
×××××



"أخضر.. أخضر .. بني .. أحمر داكن .. أزرق فاتح .. أبيض ..أسود في أبيض"



رددت في سرها كل الألوان التي تراها أمامها وهي تسير على جانب الترعة ..
حقول .. زراعة .. جذوع النخل ..ولون البلح ..ثم لون السماء .. ولون أحد البيوت .. وأخيرا لون تلك العنزة التي تراها على مرمى البصر .


من جيب فستانها الواسع القصير الذي ترتدي تحته بنطالا من الجينز القديم وحذاء باللون الأخضر أخرجت أصابع الطباشير الملونة وتفقدت عدد الألوان التي تمتلكها من الطباشير ثم شعرت بالإحباط ..



إن الطباشير الذي تشتريه من مكتبة القرية لا يتواجد إلا بألوان محدودة .. هذا إن وجدت الطباشير من الأساس فصاحب المكتبة لا يشتري منه إلا علب قليلة العدد تكفي معلمي القرية .. وهي لا تملك المال لتطلب منه أن يشتري لها عددا كبيرا من العلب لتحتفظ بهم .. أو حتى لتذهب لمركز المحافظة لتشتري علبة أكبر بعدد ألوان أكثر .


سرحت في السماء الزرقاء فوقها تفكر ..
لماذا لا يتواجد الطباشير في الطبيعة على هيئة أصابع ملونة جاهزة للاستعمال؟!..
أو لماذا لا يُزرع الطباشير حتى تستطيع أن تصل إليه بسهولة ؟!..
فهو الوسيلة الوحيدة التي تمنحها القدرة على تلوين ما تريد .. حتى علبة الألوان الفلوماستر والأخرى الخشبية التي تمتلكها لا تستطيع استخدامها إلا على الأوراق ..
لكن الطباشير يسمح لها بأن تفعل ما يسعدها ..
أن ترسم على الجدران .. والحوائط .. وكل شيء تريده .


لكنها تجد صعوبة في الحصول عليه لعدم امتلاكها للمال الكافي .


سحبت نفسا عميقا وأدخلت بعض الخصلات الكستنائية المموجة في الوشاح الذي تلف به رأسها ورقبتها بعشوائية غير مهتمة بباقي غرتها الفارة من وشاحها وتحيط بوجهها ثم وضعت يديها في جيبي السترة القصيرة الخفيفة باللون الأصفر التي ترتديها فوق فستانها واستمرت في رصد الألوان من حولها التي تعشقها مغمغمة في سرها "عليك بالبحث عن عمل للحصول على المال لشراء الألوان يا وَنَسْ فعملك مع عيد في صناعة الفخار وتلوينه غير مربح .."


ثم أضافت في سرها" المهم أن يرضى عيد بأن أعمل ولا يثور عليّ كعادته !"



احكيلي احكيلي عن بلدي احكيلي
يا نسيم الي مارق ع الشجر مقابلي
عن أهلي حكاية
عن بيتي حكاية
عن جار الطفولة حكاية طويلة



على صوت فيروز سارت سيارة التوأمين على طريق القرية الترابي ليقول شامل وقد أصابته الأغنية بالحنين" اشتقت للوطن يا كامل اشتقت إليه جدا "


ازداد عبوس كامل ولم يرد ..ليدير شامل وجهه إليه يسأله "ماذا لو تركت فكرة السفر لأمريكا وذهبنا في زيارة للوطن؟.. يقولون بأن بعض المناطق قد هدأ فيها القتال.. فلنتفقد أحوال الوطن ونملا صدورنا من رائحته قليلا في زيارة سريعة"



قال كامل معاندا "أولا موضوع السفر ليس مجرد فكرة يا شامل إنه قرار .. قرار مصيري اتخذته وبدأت في اجراءات تنفيذه كما تعلم ..ثانيا ..(وصمت قليلا يشيح بوجه الناحية الأخرى ثم عاد يكمل بحشرجة ) ثانيا أنا لا أرغب في زيارة الوطن .. فلن اتحمل مشاهد الدمار يكفينا ما رأيناه وعشناه .. ويكفي الوضع الذي قصته بانة الخازن على أمي حين عادت والاحوال التي اخبرنا بها الدكتور عبد الله الخازن .. ويكفي جدا ما شاهده وعاشه رامز المسكين"



لم يجد شامل ما يعقب به فأدار وجهه يتطلع في الطريق أمامه وقد بدأت الأراضي الزراعية تتقلص مساحتها وتظهر بعض البيوت من بعيد.
فسحب كامل نفسا عميقا منعشا وقال " هذه القرية تذكرني ببلدة (… ) مسقط رأس أبي ..نفس الأجواء ونفس الرائحة (ونظر لأخيه يسأله ) أليس كذلك ؟"


رد شامل وهو مشغول في التدقيق في رسوم ملونة على أحد الجدران على يمينه " اتفق معك .. (واسرع يقول ) انظر لهذا الرسم الجميل "



ألقى كامل نظرة سريعة قبل أن يعود للطريق أمامه .. ليجد على مرمى بصره فتاة تمشي بجانب الترعة بخطوات هادئة متمهلة تتحرك ناحية اليمين قليلا ثم تعود لتلتزم بجانب الترعة ثم إلى اليمين مرة أخرى بخطوات متعرجة شاردة وهكذا .. فضغط كامل على بوق السيارة لكنها لم تنتبه .. فاستمر في ضغطه وهو على نفس سرعته لينتبه شامل قائلا وهو يراقب ما يحدث "هدئ السرعة إذن مادامت غير منتبهة"



ضغط كامل بعصبية على بوق السيارة عدة مرات رافضا تهدئة السرعة وقد اقترب جدا من الفتاة.. ليصيح شامل " هدئ السرعة يا كامل ستصدم الفتاة!!"



بكل عناد وملامح عابسة استمر كامل على سرعته لعل تلك الساهمة أن تفيق مغمغما بغيظ " أكره تميّع الفتيات وشرودهن في الشارع "



لكنها لم تستجب .. فأسرع بلف المقود ناحية اليمين بقوة قبل متر واحد منها في الوقت الذي صرخ شامل فيه" أيها المجنون!!"


أجفلت وَنَسْ من تلك السيارة التي ظهرت بجوارها فجأة ثم ابتعدت بسرعة .. فوقعت من الفزع جالسة على جانب الترعة تمسك بصدرها وتضرب على إحدى أذنيها بكفها برعب بينما أكمل شامل صياحه في أخيه موبخا وهو يدير رأسه للخلف "كدت أن تقتلها يا كامل!!"
رد كامل ببرود وهو يتابعها من مرآة السيارة الأمامية والجانبية "هذا درس لها حتى لا تسير في الطرقات شاردة "


صاح شامل بغضب "أوقف السيارة لنطمئن عليها البنت وقعت من الفزع .. "
حين لم يستجب كامل هدر فيه مرة أخرى" قلت أوقف السيارة "


بملامح ممتعضة بدأ كامل يهدئ من السرعة في حين تطلع شامل في الفتاة التي استقامت على الفور.



نفضت وَنَسْ ملابسها بغيظ وهي تنظر شذرا لتلك السيارة السوداء الضخمة والغريبة عن القرية .. ثم اسرعت بالتقاط حجرا من الأرض واطلقت زمجرة وهي تهرول نحو السيارة وتلقي بالحجر عليها .


فضغط كامل على البنزين ليزيد من سرعة السيارة قائلا وهو يتابع الفتاة التي التقطت حجرا أخر" أرأيت ..إنها متوحشة أيضا"
ابتعدت صورة الفتاة عنهما فعاد شامل ليعتدل على مقعده ثم نظر لأخيه بغيظ مغمغما" لن أتركك تقود السيارة مرة أخرى"



بعد دقائق انعطف كامل يسارا نحو طريق ترابي ضيق فقال شامل متفقدا المكان "اعتقد بأننا نبتعد عن البيوت يا كامل إنها باتت خلفنا .. ولا أرى أمامنا سوى حقول شاسعة!"



قال كامل وهو يركز على الطريق " هو طلب مني أن انعطف يسارا عند اليافطة السابقة "



تطلع شامل حوله بشك .. قبل أن يتفاجأ بخروج عدد من الرجال يقطعون عليهما الطريق .. يحملون بنادق ويقفون في منتصف الطريق يصوبونها ناحيتهم .. فاتسعت عيني الـتوأمين متفاجئين.. وتبادلا النظرات قبل أن يهدئ كامل من سرعته مجبرا حتى وقفت السيارة على بعد أمتار من الرجال المتسمرين أمامهما في وضع استعداد لإطلاق النار ليصيح أكبرهم سنا "قف مكانك أنت وهو"



غيم الخطر على وجه التوأمين وحركا رقبتيهما يمينا ويسارا مصدران طرقعة في نفس اللحظة وكأنها شخصا واحدا .. ليمد كامل يده ويفتح أحد جيوب السيارة ويخرج منها مسدسا فغمغم شامل مهدئا" اهدأ ودعنا نفهم ماذا يحدث ..فبالتأكيد هناك خطأ ما .. أو ربما دخلنا في مكان لا يسمح بالدخول فيه "




ظهر فجأة حصان يعدو نحوهم آتيا من خلف الرجال يمتطيه رجل.. فتحفز التوأمان في الوقت الذي كان مفرح يشد لجام حصانه بقوة فيطير به الأخير والجدية تعلو ملامح مفرح ..


وبمجرد أن اقترب أخرج مسدسه من جيبه الخلفي وضرب طلقتين في الهواء مهددا قبل أن يوقف الحصان الذي ظل يتحرك يمينا ويسارا وهو يهدر بصوته الجهوري
"إلى أين تظنان أنكما ذاهبان .. أتحسبونها وكالة بدون بواب!!"


نهاية الفصل الثاني
مع حبي
شموسة






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:22 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.