آخر 10 مشاركات
ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          يبقى الحب ...... قصة سعودية رومانسيه واقعية .. مميزة مكتملة (الكاتـب : غيوض 2008 - )           »          339 - على ضفاف الرحيل - آن ويل (الكاتـب : سيرينا - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          *&* هنا يتم الابلاغ عن الكتابات المخالفة للقوانين + أي استفسار أو ملاحظه *&** (الكاتـب : سعود2001 - )           »          قبلة آخر الليل(15) للكاتبة: Gena Showalter *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          دانتي (51) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الثاني من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة.. (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree2430Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-04-20, 11:11 PM   #841

شوشو العالم

? العضوٌ??? » 338522
?  التسِجيلٌ » Feb 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,012
?  نُقآطِيْ » شوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond reputeشوشو العالم has a reputation beyond repute
افتراضي


مساء الخير..بانتظااار الفصل ❤❤❤❤

شوشو العالم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-04-20, 11:11 PM   #842

ورد الشاام
 
الصورة الرمزية ورد الشاام

? العضوٌ??? » 378757
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 129
?  نُقآطِيْ » ورد الشاام is on a distinguished road
افتراضي

مسا الفل انا باشد الشووق لمتابعه مشهد.عم غنيم وكامل 😍

ورد الشاام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-04-20, 11:11 PM   #843

فاطمة توتى

? العضوٌ??? » 417864
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 85
?  نُقآطِيْ » فاطمة توتى is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور فى انتظار الفصل الجديد على نار

فاطمة توتى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-04-20, 11:11 PM   #844

نوال ياسين

? العضوٌ??? » 450734
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 236
?  نُقآطِيْ » نوال ياسين is on a distinguished road
افتراضي

نزل الفصل او لسى

نوال ياسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-04-20, 11:12 PM   #845

Mariam Alii

? العضوٌ??? » 464714
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 3
?  نُقآطِيْ » Mariam Alii is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور بنستنى بالفصلين بفارغ الصبر

Mariam Alii غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-04-20, 11:14 PM   #846

Mwatena mesrya

? العضوٌ??? » 370157
?  التسِجيلٌ » Apr 2016
? مشَارَ?اتْي » 241
?  نُقآطِيْ » Mwatena mesrya is on a distinguished road
افتراضي

اول مرة تتاخرى علبنا ياشيمو

Mwatena mesrya غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-04-20, 11:14 PM   #847

منال المالح

? العضوٌ??? » 396351
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 819
?  نُقآطِيْ » منال المالح is on a distinguished road
افتراضي

0000000000*نننننننننننننن

منال المالح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-04-20, 11:16 PM   #848

Faten Farid

? العضوٌ??? » 432211
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 49
?  نُقآطِيْ » Faten Farid is on a distinguished road
افتراضي

منتظرة جدااااا مشهد عمو غنيم

Faten Farid غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-04-20, 11:16 PM   #849

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل السادس عشر


دخل سليمان الوديدي المجلس في بيت العمدة ملقيا السلام على العمدة الذي يتوسط الجلسة وباقي الجالسين من كبار العائلات في البلدة .. وبحضور عائلتي الوديدي والعسال .. وبمجرد أن تقابلت عيناه مع بدير ناظره بنظرة نارية ثم لملم طرفي عباءته المعلقة على كتفيه وتحرك ليجلس على الجانب الذي يجلس فيه الودايدة وقد بدا أكثر استرخاءً وثقة عن حالته في الصباح.. بينما تطلع مفرح في مصطفى الزيني الجالس بجلبابه الأبيض في أحد الأركان يستند بمرفقيه على فخذيه ويمسك سبحته بكلتا يديه يناظر بدير بنظرات ممتعضة تجاهلها الأخير وهو يشحذ تفكيره للخروج من الوضع المتأزم بأقل خسائر ممكنة وأهمها أن يستطيع المساومة بأي طريقة للفوز ببسمة .
دخل وليد الوديدي وبمجرد أن وقعت عيناه على بدير اندفع ليهجم عليه قائلا بغضب "هل ظهرت الآن!"
اسرع الرجال لمنعه من الاشتباك معه بينما هدر العمدة بحزم "احترم الكبار يا ابن الوديدي ألا يملأ عينك الجالسون!"
قال سليمان صائحا في ابنه "اجلس يا وليد واحترم المجلس"
تحرك الأخير وهو يجز على أسنانه ليجلس .. بينما ربت المعلم بسطاويسي على فخذ بدير مشجعا .
على الناحية الأخرى جلس مفرح شاعرا بالحزن على ما آلت إليه الأمور .. ومشفقا على بسمة .. وشاعرا بالإحباط الشديد من كامل حتى أنه لم يكن قادرا على الاتصال به لمعاتبته ..وحاول بكل الصور اقناع نفسه بأنه إن كان قد قرر النجاة بنفسه فمن حقه أن يفعلها لكنه يأخذ عليه أن فعلها دون حتى أن يخبره ..
عاد يقاوم تلك الأفكار المحبطة وقال لنفسه "ما دمت قد اخترت أن تثق يا مفرح فلا تتسرع في الحكم ربما مرض والده وأسرع إليه"
قال العمدة بصوته الواهن" ما سبب المشكلة يا حاج سليمان ؟"
تكلم سليمان بغيظ "المشكلة أن بدير العسال تفوه في حق ابنتي بكلام تطير من أجله الرقاب "
صاح بدير معترضا " لم يحدث .. هذا كذب .. وهل سأتفوه بهذا الكلام وأنا كنت من الأساس ادافع عن بنت قريتي وبسببها تلقيت ما ترونه على وجهي بعد أن شوهت لهذا الرجل وجهه! "
قال العمدة مستفهما " اخبرنا ماذا حدث بالضبط يا بدير ؟"
تكلم بدير بثقة " الذي حدث يا سادة أني كنت أمر بالصدفة البحتة صباح اليوم من أمام مكان عمل الباشمهندسة ووجدت أحد التوأمين أصحاب الباشمهندس مفرح يضايقها .. فنزلت لأحمي بنت قريتي وتشابكت مع هذا الغريب .. فكيف أكون بعد ذلك قاصدا النهش في سمعتها ؟!"
هتف سليمان مقارعا " لأنك كنت ترغب في الزواج منها وهي رفضت "
سرت الهمهمات بين الجالسين بينما رد بدير بثقة "أجل ولازلت أرغب في نسبكم يا حاج سليمان .. أنا رجل وقادر على أن افتح بيت واثنين"
سُمعت جلبة آتية من الخارج وصوت شخص يقول بصرامة "من فضلك أبلغ العمدة أني أرغب في مقابلته"
عقد العمدة حاجبيه بينما تحرك مفرح إلى الخارج ليرى ماذا يحدث قبل أن يهتف متسع العينان متفاجئا " عمي غنيم!!!"
قال غنيم بلهجة جادة "السلام عليكم يا مفرح أريد أن أقابل العمدة من فضلك "
غمغم مفرح بحرج وهو ينظر لكامل الواقف خلفه ليفهم إن كان قد فهم سبب مجيئهم صحيحا أم لا "الحقيقة نحن حاليا.."
قال غنيم مقاطعا" أعلم بأنكم في جلسة عرفية تخص مشكلة في القرية "
قبل أن يرد مفرح ترك سليمان مقعده وذهب للباب يقول مرحبا "ما هذا يا كامل بك لماذا لم تخبرني بأنك ستأتي اليوم مع السيد الوالد غنيم بك !"
احتقن وجه بدير وتسارعت أنفاسه بغضب بينما صاح العمدة "ماذا يحدث يا مفرح؟!! "
قال مفرح وهو لا يزال متفاجئا "غنيم بك وكامل يريدان رؤيتك على وجه السرعة يا عمدة "
من عند الباب قال سليمان قبل حتى أن يرد العمدة " تفضلا ..تفضلا لا يصح أن تقفا هكذا على الباب "
تطلع فيه مفرح مذهولا أن يدعوه لدخول مجلس عرفي يخص أمر من أمور البلدة .. وازداد ذهوله وهو يرى سليمان يتصرف بهدوء وبدون تفاجؤ أو تساؤل.
دخل غنيم يلقي السلام واخترق المجلس مادا يده للعمدة الذي رحب به بينما تبادل كامل النظرات النارية مع بدير يتحكم في أعصابه بقوة ثم تحرك وهو يجز على اسنانه متقبضا ليجلس هو ووالده بجوار مصطفى الزيني الذي استقبلهما بترحيب حار.. بينما عاد سليمان لمكانه يجلس شامخا بأنفه .
تكلم غنيم بوقار " أنا آسف لحضوري بدون موعد وتطفلي على مجلسكم الكريم .. لكني علمت من أصهاري هنا في قريتكم أنكم تناقشون مشكلة وأن اسم ابني يتردد فيها .. فأحضرته بنفسي أمامكم لأعرف ماذا فعل .. وإن ثبت تجاوزه في أي شيء يمس احترامه للقرية وأهلها أنا بنفسي من سأعاقبه .. فنحن أناس لا نقبل بالخطأ أبدا ولا نرغب في أن تكون سيرتنا هنا في القرية يشوبها أي شائبة أولا للصداقة التي تربط ولداي بمفرح الزيني وثانيا لأننا لنا اصهارا هنا في القرية كما علمتم "
غمغم سليمان مجاملا " حاشا لله يا غنيم بك أنتم ونعم الناس والله "
قال العمدة "أنرتنا يا غنيم بك"
تكلم كامل بصوته الرخيم يسأل بهدوء ظاهري يداري رغبة لم تهدأ بعد لقتل بدير "هل لي أن أعرف ما هي التهمة الموجهة لي؟"
رد العمدة "بدير العسال يقول بأنك كنت تتعرض بالسوء لابنة الوديدي وأنه قد تدخل لإبعادك عنها فاشتبكتما"
جف حلق بدير وهو يناظر كامل بنظرات قلقة بينما توترت ملامح مفرح وناظر كامل بحدة ليمنعه من التفوه بأمر تهجم بدير على بسمة حفاظا على سمعتها لكن الأخير كان يناظر بدير وعيناه تقذفان شررا فسقط قلب مفرح بين قدميه مرتعبا من أن يتحدث كامل بغباء ويشرح ما حدث بصدق فيتسبب في فضيحة أخرى لها فحتى لو كانت هي المجني عليها فضيحة كهذه من الممكن أن يستغلها بدير بطلب يدها للاعتذار عما صدر منه في حقها .
تكلم كامل بلهجة هادئة " هذا صحيح "
سرت الهمهمات بين الحضور بينما اتسعت عيني مفرح فهب وليد يهم بالانقضاض عليه قائلا " ماذا تقول أنت !!"
اسرع مفرح الأقرب إليه في الجلسة بالإمساك به قائلا "انتظر لنفهم "
في الوقت الذي ناظر سليمان ولده بما يعني (ألم أطلب منك قبل الحضور أن تخرس طوال الجلسة ) .
أوضح كامل وهو يناظر بدير بتحدٍ أن يكذبه "هذا صحيح أني كنت أقف مع الباشمهندسة .. وأن هذا الرجل قد تدخل علينا "
علت الهمهمات مرة أخرى بينما ناظره بدير بنارية يحاول فهم المغزى من التصديق على كذبته.. في الوقت الذي تبادل مصطفى ومفرح النظرات عبر القاعة ليقول العمدة "وهل كنت تضايق الباشمهندسة ؟"
رد كامل بصوته الرخيم وبلهجة قاطعة "هذا لم يحدث أبدا .. أنا كنت اسلمها مفتاح البيت لأني كنت عائدا إلى العاصمة"
هتف بدير " هذا كذب .. أنت كنت تضايقها وهي كانت تحاول الفرار منك"
اسرع مفرح بالتدخل وقد التقط أخيرا طرف الخيط فقال بحزم " هذا غير صحيح .. أنا سألت ابنة خالي مستفهما عما حدث وأخبرتني بأنه لم يحدث أن ضايقها كامل أبدا"
تلجلج بدير وقال " ربما هي متحرجة من قول الحقيقة"
تكلم كامل بثبات "كلامك يا هذا غريب جدا .. كيف سأضايق امرأة طلبتها للزواج من والدها !"
علت الهمهمات المتفاجئة في القاعة فناظر وليد والده باندهاش بينما بلع مفرح ريقه الجاف ولاحت في الوقت نفسه ابتسامة رضا على جانب فم مصطفى وحرك السبحة بهدوء .
أضاف كامل مؤكدا " أجل أنا طلبت من مفرح أن يتوسط لي عند الحاج سليمان لأطلب الباشمهندسة للزواج .. وقد قابلنا الحاج سليمان مساء أمس في مزرعة المواشي وأبلغته برغبتي في تحديد موعد لحضور والدي معي للزيارة في حالة الموافقة المبدئية على طلبي ووعدني بالرد عليّ في أقرب وقت ممكن "
قال مفرح بحشرجة وهو يشعر براحة شديدة" حدث ذلك فعلا "
أضاف كامل مستنكرا" إذن كيف سأحاول مضايقتها في اليوم التالي؟.. ولماذا ؟هل أبدو أمامكم شابا عابثا .. من يريد العبث لن يدخل البيوت من أبوابها .. ولن ألهو مع قريبة صاحبي ولا مع ابنة عائلة كبيرة كعائلة الوديدي !!.. ( وحدج بدير بجانب عينه مضيفا بلهجة ذات مغزى ) وحتى لا يحاول أحد ليّ ذراع الحقيقة أو ادعاء أي شيء كاذب يخص سمعة الباشمهندسة أنا لن أطلب يد امرأة للزواج لتحمل اسم عائلتي وهي تسمح لي بالعبث معها .. وأعتقد بأنكم تعرفون ابنة بلدتكم جيدا "
سرت همهمات جانبية تقول "الباشمهندسة ونعم الاخلاق والأدب "
اضاف كامل " ما حدث بالضبط أني بعد انتهاء زيارتي للحاج سليمان ليلة أمس نبهني مفرح لأن وجودي في بيت الحاج صالح بات غير لائق من الآن فصاعدا وأن عليّ أن أترك البيت فورا فنفذت ذلك منعا لأي حرج قد يسببه وجودي"
تدخل سليمان قائلا بلهجة استعراضية وهو يعتدل في جلسته بخيلاء " للأسف لم تتح لي الفرصة بعد لإخبار الباشمهندسة .. فكما قلت أنت كان ذلك مساء أمس وكنت أنوي أن افاتحها في الأمر اليوم لولا ما حدث"
ناظر مفرح خاله مدققا وتأكد من أن حضور كامل مع والده جاء باتفاق مع خاله والدليل معرفة كامل بمكان تواجد الجلسة .. وفهم لماذا بدا خاله منذ بداية الجلسة أكثر استرخاء عما كان عليه قبل ساعات.
قال كامل يكمل حديثه" أنا جمعت حاجياتي من البيت صباح اليوم وبمجرد أن حضرت الباشمهندسة ناديتها ودخلت لساحة المشروع ببوابتها المفتوحة استعدادا لاستقبال العاملات لأعطيها المفتاح لأني كنت في عجلة من أمري أي أننا تقريبا كنا نقف في الشارع .. فإذا بي اتفاجأ بهذا الرجل يهجم عليّ ويتفوه بعبارات تمس الباشمهندسة.. فلم أشعر بنفسي إلا وأنا احطم وجهه واعتقد أن أي شخص أخر في مكاني كان سيفعل بالمثل ..وقد جاء مفرح وحضر جزء من المشاجرة وسمع بنفسه ما قال هذا الرجل عنها دون وجه حق "
أجلى مفرح صوته وقال "هذا ما حدث بالفعل .. فقد كنت في زيارة لمزرعة العمدة فإذا بي اتفاجأ بالمشاجرة ووقتها المعلم بدير تفوه ببعض الكلمات في حق ابنة خالي ولولا حالة كامل الذي كاد أن يقتله لكنت أنا من سيرد عليه بنفس الطريقة "
هتف بدير باستنكار وقد لاحظ النظرات المستهجنة له مِن مَن حوله " أنا لم أقل أي شيء يخص سمعة الباشمهندسة"
هدر مفرح باستهجان " هل تكذبني؟؟!!"
أسرع بدير بالقول مصححا " لا لم أقصد ولكن قصدت أنك ربما فهمت كلامي بشكل خاطئ ولا تنسى بأن رأسي كانت مصابة"
وأشار لكدمة على جبهته موضع رأس كامل عليها بينما اندفع وليد يقول بغل" والناس الذين اطلقتهم ليتحدثوا بكلام غير لائق عنها"
هتف بدير بعينين متسعتين مكذبا " أنا؟!!! .. لم يحدث أبدا "
قال وليد مقارعا " هناك شهود على ذلك وهم بالخارج الآن "
أشار العمدة قائلا " ادخلهم يا وليد"
استقام وليد وخرج وسط همهمات جانبية بينما نظر بدير لبسطاويسي بجواره .. فطمأنه الأخير بنظرة من عينيه .
في نفس الوقت تبادل كامل المتجهم الوجه النظرات مع مفرح الذي شعر براحة شديدة وبرغبة قوية في ضرب صاحبه علقة ساخنة في الوقت نفسه .
دخل رجلان بدا عليهما البساطة والخوف ليسأل العمدة مدققا "ألستما أولاد عبد العال سند؟"
أومأ كلاهما ليسألهما " هل طلب منكما المعلم بدير التحدث في أي شيء يخص بنت الوديدي أو مشاجرته مع الاستاذ كامل ؟"
اختلسا نظرة مرتعبة لبدير ثم قال أحدهما "لا لم يحدث أن طلب منا الحاج بدير أي شيء"
هدر وليد منفعلا "لقد غيرتما كلامكما!!"
قال الثاني" كنا خائفين من أن تؤذينا لا أكثر يا استاذ وليد "
قال وليد بإصرار" لكن هناك شهود بأنكما قد قلتما للناس عن المشاجرة التي حدثت اليوم"
تكلم الأول مستهبلا وهو يتحاشى النظر في عينيه " الذي حدث أننا علمنا بأمر المشاجرة فحكينا لبعض الناس أن الحاج بدير قد تشاجر مع أحد الشابين الغريبين ..واعتدى عليه بالضرب .. لكن الحاج بدير لم يطلب منا ذلك "
أمسك وليد بتلابيبهما بغيظ فتدخل مفرح مخلصا "اتركهما يا وليد "
تركهم وليد على مضض ليأمرهما مفرح بالذهاب فأسرعا بالخروج بسرعة بينما وقف وليد يناظر بدير بنظرات نارية.. ولم يستطع السيطرة على أعصابه فهم بالانقضاض عليه قائلا من بين اسنانه " أمرتهما بأن يغيرا شهادتهما أيها الوقح "
تدخل مفرح يمنعه بينما هدر العمدة بلهجة حازمة " اخرج هذا الولد الذي لا يحترم الكبار خارج المجلس يا مفرح "
ناظر مفرح وليد بنظرة ناهرة فتحرك الأخير يعدل ملابسه بعصبية ويترك المجلس منصاعا لأوامر حماه .
لم يكن وليد وحده الذي يتفتت من الغضب بل كامل أيضا كان يمنع نفسه من الانفعال حتى لا يفسد الأمر ..
أما عماد العسال فابتسم ابتسامة شامتة في سره وهو يرى فشل بدير وخسارته أمام الشاب الغريب وبأنه لن يحصل على مبتغاه بالزواج ممن يريدها .. بينما تأمل غنيم ابنه المتقبض بقوة يطحن ضروسه غير مصدق ما حدث وجعله يأتي إلى القرية على وجه السرعة .
قبل عدة ساعات
قال غنيم باندهاش في جلسته في غرفة مكتبه في الفيلا" أنا لا أفهم يا كامل كيف سنذهب فورا لطلب امرأة للزواج هكذا فجأة دون سابق انذار !!"
قال كامل بحنق " ما الذي قلته يا أبي غير مفهوما .. لقد أخبرتك بكل شيء .. بأني متعلق بها .. وبأني كنت أقاوم هذا التعلق لأنها قد سبق لها الزواج .. وبأني قد غيرت رأيي واستسلمت لمشاعري وعدت لأفاتح مفرح في الأمر فحدث الموقف الذي حدث صباح اليوم من ذلك الرجل الحقير وهذا ما يتعجلني لضرورة طلبها للزواج اليوم فلن اسمح لأي كلب بتلويث سمعتها أو الافتراء عليها "
قال غنيم وهو يحاول الاستيعاب" أمور الزواج لا تتم بهذه العجلة يا كامل بالتأكيد مفرح سيتصرف وسيتم حل مشكلة قريبته "
قال كامل بإصرار " قلت لك يا أبي هؤلاء ريفيون وهي وضعها كمطلقة حساس جدا .. والرجل استغل ذلك لترويج شائعة بوجود شيء بيني وبينها وما فهمته أن حدثت مشاجرة بين العائلتين .. وأخشى أن تُجبر بسمة على الزواج أو تُضر بأي شكل من الاشكال .. ووجدت بأن تدخلي بحضورك سيعطي لطلبي جدية وثقل .. كما أن هذا الحدث سيمس بالتأكيد شامل "
ضيق غنيم عينيه وتطلع في شامل الواقف عند باب الغرفة عاقدا ذراعيه تعلو الجدية وجهه ثم عاد يسأل كامل مستفهما " سيؤثر على موقف شامل !"
أكد له كامل " أجل يا أبي فأي شيء سيطال سمعتي قد يتخذها حماه حجة لعدم اتمام الزيجة "
قال غنيم مفكرا " لكن ماذا لو قوبل طلبنا بالرفض ؟"
هز كامل رأسه وقال معترفا " هذا وارد لأني أعلم بأن بسمة عازفة عن الزواج وغير متأكد من مدى تقبلها لي.. لكني مضطر للمغامرة والحضور معك حتى أثبت حسن نيتي إن كان هذا الرجل ينوي أن يلعب اللعبة بقذارة "
هز غنيم كتفيه يحاول تفنيد الوضع وسأل ابنه "وما دخل طلبك هذا بتصحيح صورتها أمام الناس بعد ما حدث ؟"
مرر كامل أصابعه في شعره قائلا بحيرة وعجز " أنا لا أعلم كيف سيحل الأمر ..لكني اشعر بأن بسمة في كرب شديد وأريد أن أثبت للجميع في حالة أن قام هذا الرجل بتشويه سمعتها بأني جاد .. أنا بكل صدق لا أملك خطة واضحة لكني أحتاج لوجودك ولدعمك بشدة يا أبي "
صمت غنيم وأطرق برأسه قليلا بينما تبادل كامل وشامل النظرات ليعود غنيم ليسأله "وهل فكرت جيدا في مسألة الزواج من امرأة سبق لها الزواج؟"
تقبض كامل ورد بوضوح "أجل يا أبي "
تدخل شامل فجأة يقول بلهجة ذات مغزى " كامل .. عليك بإخباره بالمعلومات كلها كاملة عن بسمة"
ناظرهما غنيم عاقدا حاجبيه فأغمض كامل عينيه وجز على أسنانه متقبضا قبل أن يفتحها ويقول بحشرجة متألمة "بسمة طليقة شخص نعرفه"
ضيق غنيم عينيه.. فتكلم شامل بدلا من أخيه "بسمة طليقة سيد صبرة يا أبي"
صمت غنيم قليلا ليستوعب ثم قال بعبوس "سيد صبرة؟ ..ذلك الرجل ربيب عائلة سماحة!!"
غمغم شامل مؤكدا "أجل هو"
هتف غنيم بسرعة " أنا لا أوافق"
صاح كامل معترضا "لماذا !!"
رد غنيم هادرا " لحساسية الأمر مع أصهارنا"
قال كامل مقارعا " ليسوا بأصهارنا يا أبي"
قال الرجل العجوز بإصرار " بل اصهارنا وأنت تعرف بأن بانة كابنة لي ..وبالتالي الأمر سيكون حساسا بين العائلتين .. ألم تجد فتاة لتحبها إلا هذه!! "
تكلم كامل بلهجة متألمة "صدقني حاولت وفشلت ..سأحكي لك في طريقنا للقرية كيف أنني حاولت باستماتة وفشلت"
قال غنيم بلهجة قاطعة "أنا لن أذهب إلى أي مكان وهذا الأمر مرفوض "
زمجر كامل غاضبا وضرب المنضدة بقدمه بعصبية فانزلقت إحدى المزهريات الثمينة من فوقها مهشمة ثم استدار لضرب الحائط بقبضته .
تبادل غنيم النظرات مع شامل ثم صاح بحزم "اخرج وحطم ما تريد خارج مكتبي هيا ..فلتضرب رأسك حتى في كل الحوائط .."
عاد كامل يقول بتذلل ليس من شيمته فاجأ غنيم "أرجوك يا أبي أنا أحتاجك معي لأثبت جديتي أمام كل الناس برغبتي في الزواج منها وأني لست أصحح موقفا .. لابد أن يرد اعتبارها فورا فهي لا تستحق ما يحدث معها .. وأخشى من أن تجبر على الزواج بأخر ويفوت الأوان"
حاول غنيم مخاطبة عقل ابنه قائلا " اسمع يا كامل .. أنا لا أنكر أني متفاجئ من تمسكك بفتاة أخيرا بعد كل هذا العمر وبهذا الشكل الغريب.. لكن هذه الزيجة بها حساسيات كبيرة يا بني"
هتف كامل بقوة "لماذا لا تفهمني يا أبي!"
قالها واندفع يخرج فعقد شامل حاجبيه متسائلا إلى أين ذهب ثم قال لوالده بهدوء "كامل متعلق بها بشدة يا أبي .. وبذل مجهودا كبيرا لينساها لكنه فشل .. ألا تخبرك حالته بجديته ؟.. أنا أقولها لك كامل لن يستطيع أن يخرجها من رأسه ..إنها كلعنة أصابته رغما عنه.. تصور أن يتخلى عن عنجهيته وأفكاره المتحجرة ويقرر الزواج منها وقد سبق لها الزواج ومن شخص هو يعرفه ..بالتأكيد لن يضع كامل نفسه في موقف حساس كهذا من أجل مشاعر عابرة أو نزوة "
أطرق غنيم رأسه في حيرة فأضاف شامل "إنه ليس شامل فستعتقدون بأنه يفعل ذلك بسبب رقة قلبه .. إنه كامل يا أبي .. أليس هذا كافيا ليثبت لك أن الأمر بالنسبة له حياة أو موت! "
اندفع كامل عائدا كالإعصار يدخل الغرفة .. فتطلعت فيه أنظار أخيه ووالده وهو يقترب من الأخير ويناوله جواز سفره قائلا" هذا هو"
عقد غنيم حاجبيه وسأله "ماذا تقصد؟"
أسند يديه إلى خصره وقال وهو يلهث بانفعال " ألم تكن ترغب في عدم سفري.. هذه هي تأشيرة السفر خذها ومزقها بيدك ولن أسافر سأظل هنا أو في أي مكان تطلب مني أن أبقى فيه في مقابل شيء واحد أن تأتي معي لتدعمني لأرد الاعتبار لبسمة "
اتسعت عيني غنيم متفاجئا وغير مستوعب لأن يتخلى كامل عن التأشيرة ويساومه في البقاء.. فنظر إلى شامل و عاد ينظر لولده ثم للتأشيرة في يده بذهول .
في الجلسة العرفية قال العمدة لينهيها "أعتقد بأنك قد أخطأت في تقدير الموقف يا معلم بدير فلا يوجد دليل على ما تصورته وبسؤال بسمة نفسها كما ذكر مفرح أنكرت ما تدعيه "
بذهول تطلع بدير في العمدة ولم يلهمه عقله برد مناسب فأسرع بسطاويسي بالتدخل قائلا بابتسامة لزجة "ربما اختلط عليه الأمر يا عمدتنا ..هذه الأمور تحدث احيانا أن يخطئ الفرد منا الفهم وهذا إن دل فيدل على نخوة ورجولة ابن عمي"
تحكم كامل في اعصابه بشدة حتى لا يتهور بينما تكلم العمدة قائلا "حسنا فلنكتفي بهذا .. فأنا أرى أن بدير قد أخطأ الفهم وأن كامل كانت ردة فعله طبيعية ترتب عليها كل ما حدث بعد ذلك .. لذا نكتفي بما حدث ولا مزيد من الاحتكاك بين الطرفين فلم يثبت سوء نية مبيّتة من أي طرف تجاه الأخر "
هتف بدير صارخا " وأين حقي؟؟… لقد تم التعدي عليّ يا عمدة !"
شده بسطاويسي حتى لا يتهور ويعادي العمدة بينما ناظره الأخير بغيظ .. ليتنحنح مصطفى الزيني ويتدخل قائلا بلهجة هادئة حازمة " من بعد إذن العمدة .. ( ونظر لبدير يقول ) لو أصريت على أن لك حق يا معلم بدير .. فالحاج سليمان يحق له بأن يطالبك بحق ابنته التي لم تتروى قبل أن تتهور وتتسبب لها في كل ما حدث اليوم مما جعل اسمها على كل الألسنة .. "
على الرغم من امتعاض العمدة لتدخل مصطفى لكن ما قاله كان مفحما لبدير الذي استقام غاضبا وتحرك منفعلا .. فتحرك خلفه كل آل العسال مغادرين .. بينما قال سليمان بابتسامة متسعة " أنرتنا يا غنيم بك .. لولا الظرف الحالي لكنا فرشنا الأرض بالورد لاستقبالك "
غمغم غنيم بهدوء" بنوركم يا حاج سليمان"
قال سليمان بحبور " أنت ضيف الودايدة الليلة"
رد غنيم بهدوء " سنزوركم بالتأكيد حينما ترد على طلبنا بالموافقة يا حاج سليمان .. وأنا أكرر طلب ابني أمام كبار رجال العائلات بأنه يشرفنا مصاهرتكم"
قرأ سليمان العيون المبهورة من حوله ثم اعتدل بزهو يقول بابتسامة عريضة" ونحن أيضا يشرفنا مصاهرتكم يا غنيم بك.. لكن كما تعلم عليّ أن أسأل العروس أولا فأنا كما أوضحت سابقا لم أجد الفرصة لمفاتحتها بعد والباشمهندسة ابنتي لا تعرف عن طلب كامل بك شيئا حتى الآن "
استقام غنيم واقفا يقول "إذن سأنتظر منك ردا "
اعترض العمدة قائلا "إلى أين يا غنيم بك هذا لا يصح أنت ضيفنا الليلة !"
قال غنيم بابتسامة "دائما عامر يا حاج عبد الرحيم .. لكن لا تؤاخذوننا فلدينا مواعيدا مهمة في العاصمة لا نستطيع إلغائها "
قالها وتحرك مغادرا بعد أن سلم على الموجودين .. فتبعه كامل ومفرح بينما اعتدل سليمان في جلسته يناظر الجالسين بخيلاء وابتسامة عريضة قائلا " فاجأني والله بحضوره "
في الخارج أمام بيت العمدة ساعد كامل والده على ركوب السيارة ثم وقف مع مفرح الذي قال له منفعلا بتوبيخ "ما دمت قد اتخذت القرار لماذا لم تخبرني؟.. لماذا تركتني أعاني الظنون؟.. ماذا لو كنت قد تصرفت بشكل قد يساء فهمه .. أنت تعرف بأن الوضع حساس هنا وكل كلمة لها رد فعل "
رد كامل بهدوء " أنا شعرت بأني لابد أن أقوم بالخطوة كرد اعتبار لبسمة .. ولم ارغب في اخبارك حتى لا تعترض أو تعلق آمالا وأفشل أنا في اقناع أبي .. والحقيقة (واختلس النظر لولده الجالس في السيارة ثم أكمل) كنت غير متأكد من موافقته على القدوم معي بهذه السرعة .. واتصلت بالحاج سليمان وأنا في طريقي إلى هنا وأوضحت له ما حدث .. وبأني قد طلبت منك أن تتوسط لي في التقدم للزواج من بسمة وأخبرته بأني قادم مع أبي .. فأخبرني بأنكم ستجتمعون هنا وأن عليّ أن أدعي عدم معرفته بقدومنا .. واتفقنا على ماذا سأقول بالضبط للرد على بدير "
غمغم مفرح من بين اسنانه" خالي !"
قال كامل وهو يربت على كتفه متعجلا "أنت لا تعلم بم ضحيت من أجل أن يوافق أبي على المجيء .. سأحكي لك كل شيء بالتفصيل لكني لابد أن أعود للعاصمة فأبي لم يحضر أدويته .. (ثم سأله بقلق) ألا توجد أي أخبار عن بسمة طمئني يا مفرح؟"
رد مفرح بهدوء " الوضع مازال متأزما لكننا قطعنا شوطا لا بأس به .. يكفي تبرئتها من أي لغط أمام الناس .. سيبقى فقط تابعات ما حدث نفسيا عليها .. ورد فعل خالي على كل ما حدث "
قال كامل بلهجة مترجية " بالله عليك يا مفرح طمئني عليها (ثم أطرق برأسه يضيف) كنت أتمنى أن توافق على طلبي وهي ليست مضطرة .. وأن يتم الأمر بيننا بشكل تدريجي وليس بهذا الشكل لكن قدر الله وما شاء فعل"
ربت مفرح على كتفه ثم ناظره بامتنان قائلا "سواء قبلت بسمة أو رفضت شكرا لك يا كامل لأنك لم تخذلني وكنت رجلا بمعنى الكلمة وليس مجرد صديق"
عاد كامل للتربيت على ذراع صاحبه ثم تحرك مسرعا ليتخذ مكانه أمام عجلة القيادة ومال يقبل كتف والده قائلا بلهجة متأثرة فاجأت غنيم " لا حرمني الله منك يا أبي أنا لن أنس لك هذا الموقف أبدا بأنك وثقت بي وفي قراري ..وكبرتني أمام الناس رغم تحفظك على الزيجة "
غمغم غنيم بهدوء " لهذا أرجو أن يكون هذا الاختيار يستحق كل هذه المشقة يا كامل"
قال كامل بثقة فاجأته قبل أن تفاجئ والده "يستحق يا أبي إن شاء الله ستجد بأنه يستحق"
زفر غنيم وقال "هيا أسرع بالعودة ..وليرحمني الله مقدما من سوسو .. فبالتأكيد شامل قد أخبرها وهي في انتظارنا الآن على باب الفيلا (ونظر في هاتفه ثم قال مرتعبا ) خاصة وأنها لم تتصل ولم تنفجر فينا حتى الآن .. فأشعر بأن عقابنا سيكون أسوأ من مجرد انفجارات عاطفية ومناحات بكائية وتهديد ووعيد "
ابتسم كامل ..فأضاف غنيم مازحا " أنا شخصيا سأقول بأني قد جئت معك تحت تهديد السلاح وسأتركك في وجه المدفع أقصد في وجه مدافع الهاون "
اتسعت ابتسامة كامل ومال على كتف والده يقبله مرة أخرى وكل منهما يداري خوفه خلف تلك الابتسامة ..
فكامل رغم شعوره بالثقة في هذه الخطوة التي كان قد قررها مسبقا لكن ما حدث له من انفلات اعصاب صباح اليوم يقلقه بشدة مما كان يخشاه ألا وهو الوقوع فريسة لنار الغيرة بسهولة .
أما غنيم فظل يناظر ولده كما كان يفعل طوال الطريق قادما من العاصمة ويقارن حالته قبل وبعد الزيارة .. وتذكر حالته الصادمة صباح اليوم و تخليه عن فكرة السفر مقابل انقاذ هذه البنت .. وتساءل هل من الممكن أن تنجح هذه الـــــ بسمة في ربط كامل بالبلد وتخليه نهائيا عن فكرة الهجرة لبلاد الغرب؟
××××


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-04-20, 11:17 PM   #850

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

نظرت بسمة لهاتفها الذي يضيء باسم الدكتور مهاب ثم تجاهلته وأخذت تتحرك في الغرفة جيئة وذهابا منتظرة انتهاء الجلسة العرفية لتعلم مصيرها ..
اقتربت مليكة لتجلس على الأريكة بينما وقفت أم هاشم على باب الغرفة لتسألها الأولى "من يتصل بك ؟"
غمغمت بسمة بصوت مبحوح "الدكتور مهاب"
سألتها مليكة "لماذا لم تجيبي؟"
ردت بسمة بحشرجة "لا أريد أن أفعل أي شيء يا مليكة (وسخرت بمرارة ) تخيلي أن أجد نفسي فجأة مصيري وسمعتي في يد أهل البلدة !!"
تبادلت مليكة النظرات الصامتة مع أم هاشم بينما استمرت بسمة في تحركها بعصبية في الغرفة .
هذه البقعة على وجه الأرض باتت تخنقها ..تنتابها نفس المشاعر التي انتابتها قبيل تقدم سيد للزواج منها ..ألا وهي الرغبة في الهرب.. الرغبة في الابتعاد عن أي شخص تعرفه.. الرغبة في العيش في مكان أكثر براحا..
إنها تشعر بأن القرية تضيق بها ..
بل العالم يضيق بها ..
توقفت فجأة وغمغمت باختناق" أشعر برغبة قوية في الهرب .. أرغب في أن أخرج حالا وابتعد .. أبتعد بعيدا .. إلى البراح الواسع .. أريد أن اعيش وسط أناس لا أعرفهم ولا يعرفونني ..أن أتنفس .. أنا أريد أن أتنفس يا مليكة .. أريد أن أتنفس يا أم هاشم .. أشعر بأن أنظار الناس لي في كل تحركاتي جاثمة فوق صدري.. "
قالت مليكة بهدوء مواسية " اهدئي يا بسمة والله ما ضاقت إلا فرجت ..وأنا أكيدة بأنه سيرد إليك اعتبارك"
صوت استلام رسالة جعل بسمة تتوقف عن الحركة وتلتقط الهاتف قبل أن تفتح الرسالة وتتسع عيناها فسألتها أم هاشم "ماذا حدث؟"
قرأت بسمة الرسالة بصوت مسموع " أجدد طلبي مرة أخرى يا باشمهندسة فأنا لازلت أطلب الزواج منك فكري جيدا لقد تحدثت مع الحاج سليمان أيضا منذ قليل وأتمنى أن تعطيني فرصة ( ثم أضافت بحشرجة ) الدكتور مهاب طلب يدي من أبي "
اتسعت عيني مليكة بمفاجأة بينما قالت أم هاشم عاقدة حاجبيها "مهاب؟ .. الطبيب البيطري؟"
تكلمت مليكة مشجعة في محاولة منها للتخفيف من وقع خبر اختفاء كامل الذي لم تنتبه له بسمة بعد ربما بسبب انهيار العالم من حولها فجأة "أنا أرى أن تفكري فيه بجدية يا بسمة .. الرجل أعزب ومتعلم وعلى قدر من الثقافة وكما ترين ربما أجبرك والدك على الزواج"
قالت بسمة بصوت مخنوق بالبكاء "ولماذا أجبر لماذا!! .. مهاب لا أشعر معه بأي شعور حتى شعوري بالإعجاب الذي كنت اشعر به مع سيد لا اشعر به مع مهاب .. لماذا عليّ أن اتزوج من شخص لست منجذبة له لمجرد أنه قد سبق لي الزواج لماذا !"
اطرقت أم هاشم برأسها بينما قالت مليكة بإصرار حازم " أرى أن تعطي لنفسك فرصة لتجلسي مع مهاب جلسة واحدة لربما شعرت بالراحة "
هتفت بسمة باستنكار " تقولين هذا وأنت تعلمين كل شيء يا مليكة !!"
أطرقت مليكة برأسها بحيرة دون رد بينما غمغمت أم هاشم "فكري بطريقة عملية يا بسمة ..فليس كل من يحب انسان يستطيع الارتباط به .. إنها أقدار ولا تعلمين ربما لو كنت اقترنت بمن تحبين كنت فشلت في اسعاده"
قالت بسمة بحدة " ومن قال بأني انتظر الزواج من شخص معين .. فمن تقصدونه أنا غاضبة منه ..غاضبة بشدة"
نظرت مليكة لأم هاشم ثم سألتها" لماذا يا بسمة؟"
صرخت بسمة بانهيار وكأن سيرته قد ضغطت على زر انفجارها " لأنه السبب فيما حدث .. لأنه السبب أن انهار كل شيء في لحظة .. لقد انضم للبقية المصرين على تحطيمي .. (وناظرتهما بمقلتين رماديتين من الغضب تقول ) الكل يتفنن في إيذاء بسمة .. أريد أن أهرب أريد ترك القرية والبلد كلها أريد ألا أرى بشرا .. كلهم متآمرون ويرغبون في إيذائي "
قالتها وتحركت فجأة تتجاوز أم هاشم وانطلقت تخرج من باب الغرفة مسرعة .. فتبادلت مليكة وأم هاشم النظرات الفزعة قبل أن تنطلقا خلفها فتصيح أم هاشم" إلى أين يا بسمة أنت بدون غطاء للرأس"
اندفعت بسمة تخرج من بوابة البيت .. بحاجة للتنفس .. بحاجة للهرب لكنها تجمدت بمجرد أن خطت خطوتين حينما سمعت من يقول من خلفها "إلى أين أنت ذاهبة يا خاطفة الرجال !"
استدارت بسمة ببطء ونظرت لامرأة تقف أمامها ثم تبادلت النظرات مع أم هاشم ومليكة اللتين لم يقلا عنها اندهاشا لتقول المرأة " ألأنك جميلة تكونين بلا ضمير بلا أخلاق وتعيشين على خطف الرجال من حولك "
سألتها بسمة بذهول متحشرج "هل تتحدثين عني !"
هتفت المرأة بغل "أجل أنت بسمة خاطفة رجال القرية "
سألتها بسمة بحدة" من أنت؟!"
تدخلت أم هاشم تقول بهجوم " ما هذا التخريف يا أم علاء؟!!"
ناظرتها بسمة بنظرة ذاهلة متسائلة "من أم علاء؟"
ردت وجدان بحدة " أنا زوجة بدير العسال .. الذي تمارسين عليه سحرك لتخطفيه مني ومن بيته وأولاده.. ألم يكفيك الشاب الغريب .. أم أنك كنت تلعبينها بمهارة ليتدخل بدير وتورطيه في زيجة .. "
تسمرت بسمة شاعرة بالذهول مما تسمع بينما اندفعت أم هاشم نحوها بحمائية تدفعها للخلف قائلة "هل أنت مجنونة يا امرأة .. عجيب والله أمرك أو كما يقول المثل الشعبي (لم يقدر على الحمار فقدر على البردعة ) اذهبي وابعدي زوجك أنت عنها"
اسرعت مليكة بالإمساك بأم هاشم التي ناظرتها وجدان بنظرة سريعة غير عابئة ثم عادت تقول لبسمة الواقفة مكانها وكأنها صنم متسع العينان " ما أنت ؟؟.. صدقا ما أنت؟ .. أ لأن الله قد منحك بعضا من الجمال تتصرفين برعونة وأنانية واستهتار. تنفصلين عن هذا وتبحثين عن غيره .."
اندفعت أم هاشم تقول وهي تحاول التخلص من مليكة "زوجك يا امرأة هو من يطاردها.. لماذا تلوي ذراع الحقيقة ..اتركيني يا مليكة هذا أغرب شيء سمعته والله "
تدخلت مليكة مستمرة في تحجيم أم هاشم" اسكتي يا أم هاشم (ونظرت لوجدان تقول بلهجة حازمة) وتفضلي أنت من هنا من فضلك فلا يصح ما تقولينه أبدا عيب عليك "
تجاهلتها وجدان.. لم تلتفت إليها حتى .. بل كانت في حالة من التشوش الذهني والضغط النفسي وهي تنتظر أن تنتهي الجلسة التي تشعر بأنها ستنتهي بمصيبة فوق رأسها فصرخت في بسمة فجأة " كنا مرتاحين منك حينما ذهبت للعاصمة ..كنا سعداء باختفائك .. لماذا عدت ها؟ .. لم يعجبك الزوج الأول فقررت العودة للبحث عن واحد أخر أغنى منه لتسلبين عقله؟! .. كم رجل تنوين سلب عقله ها! .. يبدو أن هذا يشعرك بالسعادة حينما يجتمع الرجال من حولك منبهرين بجمالك .. ألم يخلق الله أحدا في جمالك لتتلوني كالأفعى على هذا وذاك "
حاولت أم هاشم التخلص من مليكة وهي تقول من بين أسنانها" اتركيني يا مليكة بالله عليك هذه الأشكال لابد أن تعامل معاملة أولاد الشوارع "
هتفت الأخيرة هادرة وهي تبذل مجهودا كبيرا للسيطرة على أم هاشم " لو سمحت اذهبي وارم بلاياك ونواقصك على شخص أخر "
صوت سيارة قادمة نبه وجدان فقررت الهرب كالمذنبة قبل أن يراها أحد .. لقد أرادت فقط أن تفرغ ما في قلبها من قهر في وجه بسمة .. فأسرعت وعيناها لا تزالان متسمرتان على بسمة وأخذت تردد حتى ابتعدت" حسبي الله ونعم الوكيل فيك .. فليبتليك الله بحريق يخلصنا من جمالك هذا الذي يخرب البيوت .. حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا خرابة البيوت ..حسبي الله"
افلتت مليكة أم هاشم أخيرا وأخذت تدلك ذراعيها ويديها بألم شديد بينما قالت الأخرى بغيظ "لماذا لم تتركيني عليها يا مليكة؟..لماذا؟"
لكزتها مليكة وهي تشير بعينيها لبسمة ثم اقتربت منها بينما الأخيرة لا تزال واقفة كصنم مذهول يركز أنظاره في الفراغ و الألم ينتشر في كل ذرة من جسدها .
حاوطتها مليكة بذراعها وقالت مشفقة وهي تسوقها للداخل "إنها امرأة مختلة عقليا لا تشغلي بالك بها .. شعورها بالعجز جعلها تتصور أن المشكلة فيك أنت لا في زوجها "
ناظرتها بسمة بنظرات زائغة وقد بدأ جسدها ينتفض ويرتجف بشدة وهمست والدموع تقف على حافة جفنيها السفليين" دعت عليّ يا مليكة .. المرأة دعت عليّ"
ادخلتها مليكة للداخل واجلستها على الأريكة فأخذت بسمة تنتفض بقوة وهي تحضن نفسها متمتمة بذهول متألم "دعت عليّ .. تمنت لي الحرق والتشوه .. دعت علي يا أم هاشم "
شعرت مليكة بالخوف عليها ومسحت دمعة انحدرت على خديها واستقرت في حجرها ثم رفعت كفها لجبين بسمة وقالت "لا تعانين من الحمى .. لماذا تنتفضين هكذا"
ونظرت لأم هاشم تستنجد بها فوجدت الأخرى وجهها مغرقا بالدموع..
اقتربت أم هاشم من بسمة تقول بصوت متحشرج" لماذا الناس قساة بهذا الشكل؟!.. لماذا؟ "
الكلمة لم تؤثر في بسمة فقط بل اخترقت ذلك الساتر الذي تربط به مليكة على قلبها فاستقامت واقفة هاربة من انهيار يلوح في الأفق وخرجت تبحث عن الحاجة فاطمة .
بعد قليل عادت تحمل بطانية صغيرة فوجدت أم هاشم تضع يدها على رأس بسمة وتقرأ القرآن بصوت خافت فأسرعت تلف كتفي الأخيرة بالبطانية في الوقت الذي دخلت الحاجة فاطمة منتفخة الوجه من كثرة البكاء وخلفها مهجة التي أخذت تتابع الموقف بقلق .
أمسكت مليكة كفي بسمة المثلجين وقالت وهي تدلكهما "اثبتي يا بسمة اثبتي والله ما ضاقت إلا لتفرج (ونظرت لأم هاشم تقول) علي صوتك بالقرآن يا أم هاشم دعينا نستمع معها "
اقتربت فاطمة تجلس بجوار بسمة على الناحية الأخرى فتركت لها مليكة مكانها مع احتفاظها بكفيها تدفئهما بينما أخذت فاطمة رأس ابنتها إلى حضنها تقبلها باكية وهي تتمتم " اللهم لا اعتراض .. اللهم لا اعتراض "
تحركت مهجة تقول بسرعة " وأنا سأعد لها مشروبا ساخنا"
على صوت أم هاشم تتلو القرآن هدأ ارتجاف بسمة قليلا وبدأت تسيطر على تلك الحالة التي انتابتها لكن طعم المرارة في حلقها كان يزداد .. والذهول ظل يسيطر عليها وهي تتساءل ..أي ذنب اقترفت لكل هذا !.
بعد قليل دخل الحاج سليمان ومفرح ووليد فتطلع مفرح في حال الموجودات وخاصة بسمة التي استقامت واقفة فوقعت تلك البطانية من فوق كتفيها أرضا ووقفت تناظرهم بدموع متحجرة ليقول مفرح مطمئنا "الحمد لله تم رد اعتبارك أمام أهل البلدة .. وكل شخص علم حجمه وموقعه وقيمته جيدا ..وقيمة بسمة الوديدي"
هتفت الحاجة فاطمة وهي ترفع يدها إلى فمها تقبل ظاهرها وباطنها" الحمد لله .. الحمد والشكر لك يا رب ..والله لأذبح واطعم المساكين"
على الرغم من الشعور ببعض الراحة .. وبأن تلك الصخرة التي جثمت على صدرها منذ الصباح قد رفعت لكن آثار ما تعرضت له من تجريح لايزال ساخنا مؤلما .. فبعد الإهانة .. لا يكفي رد اعتبار .. وليست كل الجروح تشفى بالنفخ فوقها والطبطبة .
قال سليمان بملامح جادة غامضة "أريدك يا بسمة في موضوع هام "
اسرع مفرح يقول بغيظ من جلافة خاله "هيا يا مليكة لنعود لبيتنا "
أسرعت أم هاشم تقول هي الأخرى" أنا أيضا ذاهبة وسأطمئن عليك بالهاتف يا بسمة الحمد لله أن ظهر الحق "
تحرك مفرح ومليكةوأم هاشم يخرجون من الغرفة بينما دخل الحاج سليمان وأغلق الباب خلفه مما ضايق مفرح ..فسألته مليكة بقلق "أهناك شيء يا مفرح ؟"
غمغم مطمئنا "لا تقلقي كل خير إن شاء الله ربك كريم سأشرح لك في الطريق "
قالت أم هاشم تودعهم" سنتحدث في الهاتف يا مليكة السلام عليكم "
استدار مفرح يقول لها " انتظري يا بنت الشيخ زكريا لأوصلك في طريقي"
غمغمت أم هاشم بحرج" لا لا البيت ليس ببعيد"
قال مفرح بهدوء وإنهاك" اسمعي ..أنا مرهق لدرجة أني غير قادر حتى على الحديث (واستدار لمليكة يقول ) تصرفي أنت مع صاحبتك "
قالت مليكة بلهجة قاطعة "سنوصلك يا أم هاشم"
عدلت أم هاشم وشاحها بحركتها المختالة وغمغمت مازحة "حسنا .. مادام هذا مطلبا جماهيريا فلن اخذلكما"
ابتسم مفرح ورد "أريد فقط أن اطمئن على بسمة ثم نرحل"
في داخل الغرفة وقفت بسمة أمام والدها بينما قالت فاطمة بترجي "أَجِل أي كلام الآن يا أبا وليد .. فكلنا لا نزال تحت تأثير ما حدث"
رد سليمان دون أن ينظر لها مركزا بنظراته على بسمة التي وقفت متقبضة تدعي التماسك بينما هي تستعد لتلقي حكما تم تخفيفه من الإعدام للمؤبد ..فغالبا سيمنعها من الخروج من البيت " لا يوجد لدينا وقت .. فصحيح أنه قد تم رد اعتبارنا .. إلا أننا لابد أن نُخرِس كل الألسنة بزواجك فورا لنقطع الالسنة الحالية والمستقبلية"
همت بسمة بالاعتراض فقال سليمان هادرا وهو يرفع سبابته أمامها متوعدا" اسمعي هذه المرة أنا من سيقتلك ويدفنك ولن انتظر لتهددينا بالانتحار كالمرة السابقة"
من الخارج سمع الجميع صوت سليمان المنفعل فنظرت البنات لوليد الواقف صامتا يناظر مهجة ولمفرح الذي جز على أسنانه ومنع نفسه من التدخل إلا إذا تطور الوضع بينما عاد الحاج سليمان يخفض صوته وقال من بين اسنانه "أمر زواجك لا رجعة فيه .. بعدها تتفقين مع زوجك على العمل .. على الدراسة ..لا يهمني ..أمامك ثلاثة عرسان قد تقدموا لي اليوم .. أولهم بدير الذي عاد واتصل بي بعد الجلسة يقول بأن أفضل رد اعتبار لك هو الزواج منه هو شخصيا لقطع الالسنة بما يشيعون بأنه قد قال ما يؤذي سمعتك ..ورغم أني لم أعد أطيقه لكن سأترك لك حرية الاختيار ..والثاني دكتور مهاب طبيب المزرعة الذي تفاجأت به أيضا يطلب مني يدك .. والثالث كامل بك نخلة أعتقد الاثنين الأخيرين ليس عليهما غبارا.. واحد ابن العاصمة والثاني ثري من بلد أخرى"
اتسعت عينا بسمة وغمغمت باستنكار "من؟؟ كامل ؟؟؟"
رد سليمان مؤكدا " أجل هذا ما حدث .. وهو من انقذك وتدخل لأخبار الجميع بأنه كان واقفا معك ليسلمك المفتاح لاستشعاره الحرج في البقاء في البيت بعد أن طلب يدك هكذا اتفقنا بأن يقول حينما بادر بالاتصال بي وطلب يدك لرد اعتبارك أمام الجميع ..المهم أنه أمام أهل البلدة قد طلبك للزواج والأمر بين يديك يا ست هانم .. أتمنى أن تكوني ذكية وتختاري كامل بك فأنت تعرفين كيف ستكون مصاهرة كهذه رد اعتبار لك ولنا .. لكن حتى لا تتهميني بأني الأب القاسي .. اخبرتك عن ثلاث عرسان دفعة واحدة ولن اسمح لك برفضهم جميعا هل فهمت؟.. ستختارين واحدا وفي اسرع وقت .. وإلا سأحبسك في غرفتك للأبد .. فلست حمل كلمة أخرى تقال في حقك خاصة وأن بدير مهووس ولن يسكت .. الرجل مريض بك بعد كل ما حدث عاد بعد الجلسة يتصل بي ليطلبك .. لذا أي خطأ أخر ستكون وصمة عار في حقك للأبد .. وستراق بسببك انهارا من الدم .. فقبل أن تفكري في طموحك العلمي والعملي وهذا الهراء .. فكري في ضحايا قرارك إن قررت العزوف عن الزواج (وهم بالمغادرة قائلا ) سأنتظر منك ردا سريعا .. سريعا جدا (وناظرها من رأسها حتى أخمص قدميها يضيف باستهزاء ) واتمنى أن أجدك يوما ذكية وتستغلين امكانياتك ومقام عائلتك في القرارات التي تتخذينها استغلالا جيدا"
سمعت جلبة آتية من الخارج فعقد الحاج سليمان حاجبيه وتحرك نحو باب الغرفة.
قبل دقيقة
كان مفرح قد اعطى مفتاح السيارة لمليكة لتسبقه وتجلس فيها هي وأم هاشم فقالت مهجة لمفرح بمجرد أن غادرتا "أنا أيضا أريد أن آتي معك يا مفرح أريد أن أبيت الليلة في بيت أبي "
ناظرها مفرح يلتمس جدية قرارها هذا بينما قال وليد بعناد "لن تخرجي يا مهجة من البيت"
صرخت في وجهه بانفجار باك "وأنا لن أبيت هنا الليلة أريد أن أختلي بنفسي "
تحكم مفرح في أعصابه حتى لا يتطور الامر بشكل أسوأ مما حدث ظهر اليوم واقترب من أخته بينما فتح الحاج سليمان الباب يقول "ماذا يحدث؟ "
انفجرت مهجة في البكاء بانهيار تسند جبينها في صدر مفرح فقال الأخير وهو يناظر وليد بتحدي "مهجة تريد أن تبيت في بيت والدها اليوم وسآخذها معي"
مرر سليمان نظراته على الجميع واستشعر أن هناك مشكلة فقال مهادنا" لا بأس فبالتأكيد قد توترت أعصابها مما حدث اليوم"
ناظر وليد الجميع .. ثم أنزل أنظاره لمهجة التي لا تزال تسند جبينها على صدر أخيها فأوجعه قلبه .. وبدأ يبصر أخيرا نتائج حماقاته .. فلم يكن منه إلا أن تحرك مغادرا وهو يقول بغضب "افعلي ما تشائين"
ربت مفرح على ظهر أخته فرفعت أنظارها تقول لأخيها بهمس باك "أنا أريد أن أختلي بنفسي يا مفرح أريد متسعا لترتيب أوراقي التي تبعثر الكثير منها اليوم"
غمغم متفهما" لا بأس هيا بنا "
واستدار نحو الغرفة فشاهد بسمة تقف متسمرة .. والتقت عيناهما فأشار لها بأنه سيتصل بها ثم ألقى السلام وغادر وأخته تحت إبطه .
في الغرفة قالت فاطمة بعد قليل " يا بسمة هذه فرصة جيدة جدا .. ثلاث عرسان ..اثنين منهما ليسا من أهل البلدة ولم يسبق لهما الزواج ..فكري جيدا يا بنيتي"
ناظرت بسمة الفرحة التي تتراقص على وجه والدتها وكيف تحول حالها في لحظة حين جاءت سيرة الزواج .. ونظرت لوالدها المتحفز الذي هدر في زوجته" أين العشاء يا فاطنة أنا على لحم بطني منذ الصباح"
تحركت فاطمة تقول" حاضر.. حاضر"
بخطوات ثقيلة تحركت بسمة تخرج من الغرفة وتجاوزت والدها لتصعد للطابق العلوي في صمت تحمل فوق كتفيها هموما وأوزارا لم تقترفها ..
وتحمل كرامة مهانة واحساسا بالدونية ..
وتحمل قلبا مجروحا ..
لماذا لم تفرح بخبر طلب كامل ليدها ؟
ربما لأنها تشعر به شهامة منه وانقاذا للموقف هذا ما شعرت به وهذا ما أوجعها بشدة واشعرها بالإهانة
وربما لأنها لم يعد لديها رغبة في أي شيء ..
حين دخلت الغرفة رن هاتفها فأخرجته من جيبها ببطء ثم رفعته بنفس البطء ترد بخفوت مبحوح" نعم مفرح "
سألها الأخير "كيف حالك؟ "
اشاحت بمقلتيها لتمنع الدموع المتراقصة فوق جفنيها السفليين من التدفق ولم ترد ..فقال مفرح متفهما" أنا أدرك جيدا ما مررت به ..وصدقيني يا بسمة هناك أقدار لا نستطيع أن نفر منها وعلينا تحملها .. نضطر لمصاحبة أوجاعنا أحيانا حين يكون هذا هو قدرنا يا بنت خالي"
اطرقت مليكة برأسها تشعر بأنه يتحدث عنهما بينما مهجة في المقعد الخلفي تسند برأسها على النافذة بعد أن أوصلوا أم هاشم لبيتها وقد اخترقت جملته قلبها قبل أذنيها هي الأخرى .
أضاف مفرح " أريد أن أوضح لك أمرا هاما.. كامل أخبرني ليلة أمس برغبته في الزواج منك ولولا ما حدث …"
هزت بسمة رأسها عدة مرات ثم قاطعته تقول بلهجة ساخرة" مفهوم .. مفهوم سأفكر في الطلبات فعليّ أن أكون ممتنة أن لدي ثلاث طلبات من ثلاثة عرسان"
عقد مفرح حاجبيه وسألها "من الأخران؟"
ردت بنفس اللهجة الساخرة "بدير مرة أخرى ومهاب طبيب المزرعة"
هز مفرح رأسه وقال "تمام وفقك الله يا بسمة .. فكري جيدا واعلمي بأني سأكون بجوارك بكل قوتي .. وللأسف أنا معك مكبل كما تعلمين ولي حدود للأسف ..لكن بعون الله سأبذل أقصى ما عندي لأكون عونا لك يا بنت خالي .. سلام"
هزت بسمة رأسها عدة مرات ثم أغلقت الخط .. وتطلعت في الغرفة الخاوية حولها ثم جلست على طرف الفراش تحضن نفسها وتسأل .
هل ستستسلمين يا بسمة ؟
××××
في فيلا غنيم تحركت سوسو بصمت كئيب تترك غرفة الجلوس دون تعقيب فاسرع كامل يلحق بها قائلا" إلى أين يا أمي ألن تخبريني برأيك؟"
رفعت إليه أنظارها تقول "وهل رأيي يهم؟.. لقد تقدمت لها رسميا وأخذت والدك بدون علمي"
قال كامل بهدوء" حكيت لك ما حدث ..لكن لو كانت الأمور قد سارت بشكل طبيعي كنت أخبرتك بالتأكيد"
هزت رأسها مستسلمة وقالت بلهجة محبطة " ماذا تريدني أن أقول .. ما دمت قد ضحيت بسفرك الذي كنت متمسكا به إذن فهي مهمة عندك .. أتمنى لك السعادة"
تركته وغادرت الغرفة فأطرق كامل برأسه يشعر بالحزن بينما غمغم شامل بأسف وشفقة "أُحبطت مرتين في وقت قصير .. وفي أمر كانت تنتظره كثيرا"
قال غنيم مهموما "لم نخبرها بعد بهوية طليقها يا كامل "
قال كامل بسرعة "أرى أنه لا داع لذلك حاليا… فلندعها تتقبل فكرة أنها مطلقة أولا .. ومن بيئة مختلفة ..ثم نخبرها فيما بعد "
قال شامل بقلق" ماذا لو احتكت يوما ببانة أو.."
قاطعه كامل قائلا "دعونا نفك العقد واحدة ..واحدة بالله عليكما ..ننتظر جواب بسمة أولا ثم نفكر في الخطوات القادمة "
استقام غنيم واقفا وتحرك مغمغما باستسلام "ليفعل الله ما فيه الخير سأذهب لأطمئن عليها ثم أستريح"
بعد دقيقة دخل غنيم غرفة النوم فوجد سوسو تقف أمام النافذة متكتفة تتطلع في سكون الليل في الحديقة فاقترب منها يربت على ظهرها ويقول "أعلم بأنه لم يكن ما تطمحين إليه ..لكني أراه متمسكا هو الأخر بهذه الفتاة "
أدارت سوسو وجهها ترفعه إليه وتقول "وكأن ذهابهما إلى هذه القرية كان لعنة عليهما"
عقب غنيم بهدوء " بل كان مكتوبا لهما يا سهيلة .. لو هاتين الفتاتين هما نصيبيهما فلن نستطيع فعل شيء .. ربما أنت محبطة ..لكني سعيد"
ناظرته بتساؤل فسحب نفسا عميقا ثم أوضح بهدوء "أنا لم أر بسمة هذه لكن مهما كانت كينونتها سأظل ممتنا لها للأبد أن كانت سببا في عدم هجرة كامل وتركه للبلد .. لم أحب أن أحرم منه ولم أحب أن أضطر للذهاب خلفه في النهاية .. أردت حين أموت أن أدفن في وطني أو هنا في هذا البلد الذي أحببته طيلة عمري وكنت أزوره دوما .. البلد الذي استقبلني أنا وعائلتي حين طرقت بابه هاربا من ويلات الحرب .. وهذه البنت وضعها الله قدرا له ورأفة بي أنا .. فكم كان سيصعب عليّ فراقه هو أو أخوه .. وفي نفس الوقت لم أرغب في الضغط عليه ليبقى مرغما .. أشعر بأن لها تأثيرا قويا على كامل ألم تري كيف غيرت قناعته بشأنها .. "
ناظرته سوسو وقد بدأت دموع الاحباط في الانهمار من عينيها ليضيف غنيم "يا سهيلة أنا تفاجأت مثلك لكني حين حللت الأمر وأنا في طريقي اليوم إلى هناك وجدت أن ما حدث كان من لطف الله وتدبيره فهذه البنت ستربطه بالبلد .. ما حدث لها وله أجبره على أن يساومني على تأشيرة سفره مما جعلني أدرك بأهميتها عنده .. وسبحان الله كيف تم الأمر ليترك التأشيرة ويظل في البلد هنا .. هل تطلبين مني أن أبطر واعترض على ما دعوت به الله مرارا .. أنا طلبتها من الله أن يبقى كامل هنا بكامل إرادته واستجاب لي .. لهذا سأتقبل البنت ككنة لي وأنا سعيد وممتن لها أن كانت سببا في عدم حرماننا منه .. وتلك الأخرى ونس .. سبحان الله كحالهما دائما أقدارهما متشابهة البنت والدها متمسك بها بشدة وهو فلاح لن يترك ارضه ولو بكنوز الدنيا وكأن الله قد أرسلها لشامل حتى يتمسك بها هو الأخر ولا يذهب خلف أخيه .. هل علينا أن نبطر يا سهيلة بعد كل هذا؟.. الانسان يتنازل أحيانا من أجل أمور أكثر أهمية "
صمتت سهيلة قليلا ثم قوست شفتيها لأسفل ببؤس وهي تميل برأسها على صدر زوجها ..فضمها إليه ثم قال" لننتظر ونرى كيف سيدبرها الله .. (وصمت قليلا ثم قال) هيا ابتهجي ولا تزمي شفتيك ..(وأضاف مناغشا ) ألا يوجد لديك بلوزة هنا أو فستانا جديدا هناك اشترتيه ولم أهتم به لتوبخيني بسببهم وتخرجي شحنة احباطك"
لكزته في صدره بحنق طفولي فقهقه غنيم ثم تمتم" لعله خير .. قضاء اخف من قضاء"
××××
ألهذه الدرجة هي تجثم فوق صدور الجميع..
ألهذه الدرجة يُسقطون عليها فشلهم ونقصهم وأمانيهم أيضا..
رن هاتفها فنظرت إليه ثم التقطته ترد "نعم مليكة"
قالت الأخرى" خشيت أن تكوني نائمة"
غمغمت بابتسامة ساخرة "وهل تتوقعين مني ذلك في ظل ما أعانيه حاليا أن أجد رغبة في النوم"
ردت مليكة بتعاطف "ظننت ربما ستسقطين من الاجهاد أو ستؤجلين التفكير للغد"
ردت بسمة بنفس السخرية " لا بكل أسف فحتى وجود وقت كافي لاتخاذ القرار أصبح رفاهية لا أملكها"
سألتها مليكة "بم تفكيرين؟"
صمتت بسمة وتحركت لتقف عند النافذة التي تطل على تلك الحقول خلف البيت .. فتذكرت اللحظة التي وقفت فيها أمام نفس النافذة وهي تتخذ قرارها بالانفصال منذ ثلاث سنوات .. وانتابها شعور مقبض وهي ترى الظلام الدامس أمامها .. ذلك الظلام الذي أخفى اللون الاخضر ولم يشعرها إلا بالانقباض .. فردت على مليكة بعد برهة من الصمت " الانتقام .. افكر في الانتقام "
غمغمت مليكة في جلستها على طرف السرير "ماذا تعنين؟"
ردت بسمة بصوت بارد" سأنتقم من الجميع سأريهم من هي بسمة الوديدي "
عقدت مليكة حاجبيها وسألتها " علام تنوين بالضبط (واسرعت بالقول محذرة ) بسمة أمور الهرب وتلك الخزعبلات …"
قاطعتها بسمة تقول بهدوء قاتل " لالا سأخبرك حينما اتأكد من شيء ما ماذا ستكون خطتي .. اذهبي الآن أنت تعبت جدا معي اليوم .."
قالت مليكة مجادلة "يا بسمة "
تكلمت بسمة بحزم " اذهبي يا مليكة لمفرح يكفيه ما عاناه اليوم هو الأخر .. وأنا سأذهب لأبي قبل أن ينام لأطلب منه شيئا .. لنتحدث فيما بعد سلام"
قالتها وأغلقت الخط ثم ألقت الهاتف على السرير وتحركت بوجه واجم بارد .. أكثر برودة من أي وقت مضى وخرجت من الغرفة .
أما مليكة فزفرت في قلق وشردت في الوقت الذي دخل مفرح بعد قليل يقول على الهاتف بصوت منهك "اذهب الآن يا كامل أنا مجهد وبالتأكيد أنت أيضا وسننتظر ردها .. فارحمني واتركني لأستريح "
زفر كامل في وقفته أمام النافذة في غرفته يتطلع في سكون الليل في حديقة الفيلا ثم ضحك ساخرا من نفسه فقال مفرح "أنا طلبت أن تذهب يا بني لا أن تضحك هل أصبح لديك مشكلة في السمع والإدراك !"
غمغم كامل بلهجة ساخرة " لو كان قد أخبرني أحد قبل هذا اليوم أني سأكون بهذا القلق وأنا انتظر الرد على طلبي بالزواج من امرأة لكنت وصفته بالمختل عقليا "
لمحت عينا مفرح مليكة الجالسة بشرود على طرف السرير في منامتها الحريرية الأنيقة وهو يرد متهكما " لا تحزن يا فلذة كبدي كلنا لها "
جاءت مكالمة أخرى لكامل فأبعد الهاتف عن أذنه واتسعت عيناه ثم عاد يقول لمفرح بسرعة" اذهب الآن فخالك يتصل بي "
غمغم مفرح عاقدا حاجبيه "خالي !"
××××
قبل دقائق
طرقت بسمة على الباب ثم دخلت إلى غرفة نوم والداها فناظرها سليمان من جلسته على المقعد متحفزا ..
اقتربت منه متقبضة ولم يخف عليها ذلك التعبير المترقب على وجه والدتها فأشفقت عليها بشدة .. ولو كان ما تنوي فعله انتقاما من الجميع ومن نفسها هي أيضا فهي ستفعله من أجل إسعاد والدتها حتى لو كانت سعادة مزيفة مؤقتة..
قالت لوالدها بثبات وذقن مرفوع" أنا رفضت بدير قبل ذلك ولا أقبل ابداً بأن أكون زوجة لرجل متزوج وبالتالي بدير مرفوض .. أما مهاب فهو شاب محترم لكني لا أشعر بأني سأرتاح معه "
ضيق سليمان عينيه وقال مقارعا" إذا لم يبق إلا كامل والحقيقة يا لسعدك يا لهناك إن تزوجتيه .. رأسك ورؤوسنا ستكون مرفوعة في البلدة وستردين لنفسك اعتبارها"
رددت بسمة خلفه بخفوت متهكم "أرد لنفسي اعتبارها!! .. (ولاح شبه ابتسامة باردة على شفتيها الجميلتين وغمغمت بسخرية مرة ) آه بالطبع لكوني مطلقة وأقل قيمة "
ناظرها سليمان بحدة فقالت لوالدها مؤيدة " أنا بالفعل اقتنعت بوجهة نظرك يا حاج سليمان وعليّ أن أجعل الجميع يدركون من هي بسمة الوديدي بالضبط "
اتسعت عيني سليمان متفاجئا ثم قال بحماس "حقا!!.. هل هذا يعني بأنك ستوافقين على الزواج من كامل نخلة!!"
رفعت ذقنها وقالت بتحد "أريد أن أجلس معه أولا"
عقد حاجبيه وقال مستنكرا" لتفسدي الزيجة أليس كذلك ؟!"
قالت بسمة ببرود مصطنع تهز كتفيها" لا ولكن لي شروط أريد أن أعرف إن كان سيحققها لي أم لا"
ازداد قلق سليمان وسألها" شروط من أي نوع يا بنت الوديدي( وقال محذرا)إياك أن تخبريه بأنك لا تنجبين سأعرضك بعد الزواج على أفضل الأطباء دون أن يعرف ؟!!"
قالت بسمة بابتسامة ثلجية هادئة "لا تقلق ألم تقل بأن عليّ أن أكون ذكية واستغل ما أمتلك لأقصى استفادة سأفعل ذلك "
تدخلت فاطمة تقول وقد تهلل وجهها " لا بأس يا أبا وليد من حقها أن تجلس معه وتتفاهم "
صمت الأخير يفكر وهو يتأملها ثم قال بتوجس "حسنا أتمنى أن تكوني تفكرين بطريقة عملية .. لك ما طلبت لكن قسما بالله العظيم إن أفسدت الأمر بشروط مجحفة لأزوجك لمن أراه أنا مناسبا دون حتى موافقتك .."
هزت بسمة رأسها بابتسامة ساخرة متألمة على شفتيها واستدارت مغادرة فربتت عليها فاطمة في طريقها تقول بسعادة لم تخف على بسمة" أتمنى يا بسمة أن تسعدي قلبي عن قريب "
ربتت بسمة على يد أمها مغمغمة" إن شاء الله يا أمي .. دعواتك "
قالتها وتحركت مغادرة وهي تقول في سرها "سعادة مؤقتة يا أمي .. أرجو أن تسامحيني بعدها .. فقدرك أن تبتلي بابنة قدرها بائس مثلي "
أما سليمان فأسرع يتصل بكامل ولم يصبر على أن ينتظر للصباح .. فرد الأخير على الهاتف يداري لهفته وقلقه" أهلا حاج سليمان "
قال سيلمان ببشاشة غير مبررة "السلام عليكم يا كامل يا ولدي"
غمغم كامل يداري لهفته" وعليكم السلام والرحمة"
قال سليمان مباشرة " الحقيقة أنا تحدثت مع بسمة ابنتي بشأن طلبك وهي قالت أن لديها بعض الشروط .. (وأضاف بضحكة مضطربة ) تعلم بأنها كانت عازفة عن الزواج لكنها أرادت أن ترى إن كنت ستتفهم شروطها أم لا.. لهذا أقترح أن تشرفنا غدا لتتناول معنا الغداء ولتجلسا سويا ..وليفعل الله ما فيه الخير .."
غمغم كامل" شروط ؟!!.. حسنا يا حاج سليمان أنا أوافق"
قال سليمان براحة شديدة " إذن سأنتظرك غدا إن شاء الله عمت مساء "
اغلق كامل الخط ووقف حائرا يفكر .. ترى ما هي الشروط التي ستشترطها بسمة .
والسؤال الأهم والذي لن يدعه ينام الليلة ..
ما أخبارها بعد هذا اليوم العصيب؟؟!.
××××


يتبع
على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t464653-86.html








التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 17-04-20 الساعة 11:35 PM
Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:21 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.