آخر 10 مشاركات
162 - نجمة الريح - ساره وود ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Gege86 - )           »          أرواحٌ تائـهـة في غياهِبِ القَدَر (الكاتـب : الـميّادة - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          540 - رجل خلف القناع ..هيلين بروكس.د.ن (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          *&* هنا يتم الابلاغ عن الكتابات المخالفة للقوانين + أي استفسار أو ملاحظه *&** (الكاتـب : سعود2001 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عِـشـقٌ في حَضرَةِ الـكِـبريآء *مميزة مكتملة* (الكاتـب : ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ - )           »          زوجة بالميراث (127) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          أحبك.. دائماً وأبداً (30) للكاتبة الرائعة: مورا أسامة *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : مورا اسامة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree2430Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-04-20, 12:14 AM   #621

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي


خرج شامل من الجناح الخاص به يرتدي ملابس النوم وتحرك في صالة صغيرة تفصل بين جناحي التوأم في الدور الثاني حتى وصل إلى باب الشرفة يفتحه ويستقبل نسائم الصباح ..ووقف يتمطى وهو يتطلع في حديقة فيلا غنيم في ذلك الحي الأنيق الذي يضم عدد من الفيلات والبنايات التي تخص الطبقة المخملية في تلك المدينة الجديدة نسبيا المتاخمة للعاصمة .. لكنه تجمد فجأة في وضع مائل نسبيا ونسي فمه مفتوحا وهو يلمح ما يحدث في حديقة الفيلا المواجهة .. فاعتدل بعد ثوان وأسرع بالبحث في جيوب منامته على شيء قبل أن يسرع مهرولا نحو الداخل إلى حيث يقع باب جناحه ثم يعود بعد ثوان وهو يضع نظارة طبية على عينيه عائدا للشرفة ومدققا .. لتنفرج بعدها شفتيه على ابتسامة شقية عابثة ثم يهرول كطفل طويل ضخم نحو باب الجناح المقابل .
اقترب شامل من السرير بعد ثوان يهز توأمه قائلا "قم يا كيمو قم وشاهد معي ما يحدث في الفيلا المقابلة.. الجيران الجدد ظهروا "
زمجر كامل بعصبية وأولاه ظهره يغطي رأسه بالغطاء وهو يشتمه فلم يستسلم جسده للنوم إلا بعد الفجر لكن شامل لكزه بحركة عنيفة موجعة جعلت الأخر يصيح بعصبية "يا لسخافتك يا زفت أتركني في حالي "
تجاهل شامل مزاج توأمه العكر وسحب الغطاء بحدة جنت جنون الأخر لكن الأول أسرع بالهمس بجوار أذنه ببضع كلمات وابتسامة شقية جعلت الأخر يستكين وينظر إليه فاعتدل شامل واسرع نحو نافذة غرفة كامل يفتحها قائلا بانبهار " يا ابن الـ( … ) المنظر من عندك أوضح .. أنا غيرت رأيي يا كيمو .. ألم تتشاجر معي من قبل من أجل الجناح الأخر وأنا من فزت به؟.. سأتنازل عنه من أجلك يا أخي يا حبيبي ولنبدل الغرف"
أنزل كامل ساقيه الطويلين واستقام واقفا عاري الجذع يقول بصوت أجش "ألهذه الدرجة الجيران الجدد ملفتون "
غمغم شامل بابتسامة وقحة وهو يتطلع أمامه" ليسوا ملفتين بل متفجري الأنوثة "
اقترب كامل ينظر إلى ما ينظر إليه أخيه قبل أن يرفع حاجبيه ويلقي بسبة وقحة ثم أسرع بالبحث حوله في الغرفة يمينا ويسارا قبل أن ينظر لأخيه ويمد يده ليأخذ النظارة الطبية من فوق عينيه ويرتديها مدققا في المشهد أمامه .
كانت في حديقة الفيلا امرأة متفجرة الأنوثة ترتدي شورتا يبرز جسدها السنيمائي المنحوت وبلوزة ضيقة بدون أكمام تبدو من هذه المسافة بفتحة رقبة واسعة .. تقوم بحركات وأوضاع رياضية لثني وفرد الجسم على سجادة رياضية تفترشها على أرض الحديقة .. فسأل أخاه وهو يبلع ريقه "هل هذه هي الجارة الجديدة؟"
هز شامل رأسه وهو لا يزال يتطلع أمامه قائلا" أحببت الجيران الجدد يا كيمو "
ابتسم كامل وابتعد عن الشرفة يدقق في ساعة الحائط قبل أن يقول بوعيد " مادمت قد أيقظتني فعقابك سيكون بالخروج للتريّض "
صاح شامل معترضا " لا لا عد إلى النوم .. أنا أعتذر ..أعتذر.. إذهب لنومك "
لم يعره كامل اهتماما بل أخرج من الخزانة منشفة نظيفة وأسرع بوضعها على كتفه وهو يحدج توأمه بنظرة صارمة قبل أن يتركه ويدخل الحمام .. فزفر شامل وبرطم كطفل صغير "ما الذي جعلني أوقظه الآن ! اووووف"
بعد قليل نزل كامل من السلم الذي يؤدي لبهو الفيلا الواسع الفخم يديه في جيبي بنطاله يشعر بالإرهاق الشديد .. فهو غير قادر على النوم بملء جفنيه منذ ذلك اليوم الذي عاد فيه من القرية .. رأسه تعصف بالأفكار .. يحاول أن يحلل ليجد معنى منطقي لتلك الصدف الغريبة التي تضع هذه المخلوقة في طريقه .. يحاول أن يجد مبررا منطقيا لذلك الانجذاب الغريب نحوها مستنكرا أن يقع في حب امرأة مطلقة كانت يوما ما ملكا لرجل آخر .. رجل يعرفه ..
ليعود للتأكيد لنفسه أنه ليس إلا انجذابا لجمالها .. وأن تلك الصدف ما هي إلا مجرد صدف ليس لها معنى وقد تحدث .
لكن السؤال الذي لم يجد له إجابة قاطعة مُرضية عنده هو ..
متى سينتهي عنده هذا الانجذاب أو الفضول تجاهها ؟.. متى سيعود كالسابق كما كان قبل أن يتخذ ذلك القرار اللعين بالذهاب للقرية للبحث عنها لإرضاء فضوله ..
اقترب من طاولة السفرة ليتخذ مكانه بجوار توأمه ملقيا تحية الصباح على والديه .. ولم يخف عليه ذلك الرد المقتضب الذي تلقاه من والده الهادئ.
هم آخر فوق أكتافه .. وهو رفض والده لسفره .. رغم أن السفر بات ملحا في حالته الغريبة تلك ليبتعد عن كل ما يخصها ويشده إليه غصبا دون إرادة منه .. ومع هذا لا يزال متشبثا بالأمل أن يستطيع شامل اقناع والديه بتصفية كل شيء هنا والسفر خلفه لأمريكا .
خرج من شروده وصاح بالإنجليزية في الخادمة الأفريقية التي تضع بعض الاطباق أمام شامل" ما هذا الذي تضعينه أمامه يا زيلا ..ألم ..."
صمت لحظة حين لاحظ بأنها تضع سماعات الهاتف في أذنها تستمع لأحد الأغاني فهدر بمزاج عكر " زيلا من فضلك هلا نزعت هذه السماعات من أذنك أثناء العمل"
نظرت إليه زيلا بعبوس في الوقت الذي تدخل شامل قائلا "أنا من طلبت منها أن تعد لي هذا الافطار"
تجاهله كامل يوجه حديثه للخادمة "زيلا قلت انزعي السماعات "
بامتعاض نزعت زيلا السماعات وعلقت طرفها في جيب بنطالها الجينز .. فقال كامل بلهجة خطرة" إياك أن أراك تضعين السماعات أثناء تقديم الوجبات"
ناظرت سوسو الخادمة بتوبيخ وغمغمت وهي ترفع الفنجان بأناقة إلى شفتيها "تحدثت معكِ أكثر من مرة في هذا الشأن "
قال شامل بالإنجليزية مشفقا" حسنا اذهبي أنت يا زيلا ونفذي ما قاله كامل من فضلك "
تحركت زيلا مبرطمة بعربية ركيكة " زيلا إفعل .. زيلا إفعل ..زيلا لا تفعل اووووف"
رفع كامل حاجبيه ولاحت الخطورة على ملامحه ..فأمسك شامل بذراعه يقول "لا تشغل بالك بها تعرف أن عقلها بسيط "
نظر إليه كامل يقول بلهجة مستهجنة وهو يتطلع في الطبق أمام أخيه " حسنا لن أشغل بالي بها لكني سأشغل بالي بك .. ما هذا الطعام يا سيد يا محترم"
تكلمت سوسو وهي تضع الفنجان في الطبق " الحقيقة أنا تعبت معه .. عدنا للطعام الغير صحي بعد أن كنت سعيدة وأنا أراكما قد غيرتما نظامكما الغذائي في الفترة الماضية "
سحب كامل الطبق من أمام أخيه ووضع طبقا آخر به أنواعا أخف وكميات أقل ..فصاح شامل بعصبية " أرحمني بل ارحموني كلكم .. قلت لكم لست مريضا .. لست مريضا .. أنا فقط أحتاج لتنظيم الوجبات وممارسة الرياضة"
قالت سوسو معترضة " لكن الطبيب حذرنا من أنك معرض بنسبة كبيرة للإصابة بمرض السكري"
قال شامل حانقا" يا أمي هناك فرق بين من هو مصاب بالفعل ومن هو معرض لذلك .. وها أنا قد فقدت وزنا كبيرا وازدادت قواي العضلية وأمارس الرياضة باستمرار .. وانظم وجباتي .. ولكن هذا لا يعني بأني لن اشتهي بعض الطعام الدسم يا عالم هذا عذاب "
قال كامل بحزم رغم شعوره بالشفقة على توأمه" يا شامل أنا وأنت انطلقنا في الطعام بدون حساب في قرية مفرح ولهذا علينا حرق هذه السعرات أولا"
قالها بصيغة المثنى لتشجيع توأمه رغم أنه لم يثبت بعد بأنه معرضا للإصابة بمرض السكري مثل شامل .. لكن بعيدا عن كونهما يعلمان بأن تاريخهما المرضي يكاد يكون متطابقا فهو يقلق عليه بشدة ولا يعرف إن لم يقرر هذا الغبي الذهاب معه لأمريكا من سيراقبه لينظم له وجباته ويدفعه دفعا لممارسة الرياضة التي يتهرب منها .
بامتعاض وعصبية ضرب شامل الشوكة في الطعام أمامه ثم رفعها إلى فمه .. بينما استقام غنيم الصامت طوال الجلسة وترك مقعده يستند على عصاه .. فسألته سوسو باندهاش "ألن تفطر يا غنيم ؟"
غمغم بهدوء" أريد قهوتي في الحديقة"
تبادلت سوسو النظرات القلقة مع ولديها قبل أن تقول بالإنجليزية بصوت عال "زيلا من فضلك قهوة غنيم بيك في الحديقة "
بعد أقل من ساعة كان التوأمان في حديقة الفيلا يرتدي كل منهما حُلة رياضية أضافت لوسامتهما جاذبية خاصة وتحرك كامل يدفع شامل المتكاسل أمامه .. فتطلع فيهما غنيم من جلسته في مقعدة الأثير في ركن من أركان الحديقة .. غير راض عن حالهما ..
حين خرج التوأم من البوابة وسط برطمة شامل ونباح شهبندر الذي يرافقهما في رحلة التريض وجدا مفرح قد وصل للتو مرتديا حُلة رياضية هو الأخر لا تقل أناقة عن ملابس التوأمين فقال شامل متفاجئا " مفرح .. إذن هي مؤامرة ضدي !"
تمتم مفرح بتحية الصباح ضاحكا ثم قال "أين عمي غنيم لأسلم عليه أولا "
أشار له كامل على حديقة الفيلا فدخل مفرح بينما وقف الأول يتطلع في ذلك الحارس الضخم مفتول العضلات كث الشارب الذي يقف على بوابة الفيلا المقابلة .. الذي اقترب منه الكلب يشتمه فهدر به شامل "شهبندر تعال هنا"
غمغم الحارس بهدوء" لا بأس يا باشا أتركه يلعب فسنكون جيرانا وعليه أن يعتاد عليّ .. أنا جنزير"
فجأة خرجت تلك المرأة جارتهم الجديدة بنفس الشورت القصير والملابس الفاضحة تقول بميوعة واضحة " يا الهي أنا أحب الكلاب "
وقف التوأمان متسمران بجوار بعضهما .. فاقتربت المرأة تقول بغنج وهي تطالعهما بعينين جريئتين معجبتين مدققتين " يا الهي أنتما متطابقان جدا .. صباح الخير .. أنا من سكنت هنا حديثا و... (برقت عيناها وأضافت ) سيسعدني أن نتعرف"
بعجرفة ظل كامل صامتا يديه في جيبي بنطاله يطالعها ببرود رغم فضوله الذكوري الذي يلح للتعرف عليها بينما اضطر شامل للرد حتى لا يبدو الموقف سخيفا فقال بتحفظ" أهلا وسهلا أنرتِ المدينة"
ابتسمت بشفتيها الممتلئتين بشكل يظهر بوضوح أنهما خاضعتان لجراحة تجميل وقالت بميوعة "المكان منير بكما ..أنا خمنت من هيئتكما أنكما وافدان والآن تأكدت من اللهجة (و مالت برأسها تطالع طولهما الفارع وهي تضيف بغنج مدروس ) تسونامي "
تنحنح شامل ورد" أفندم !!"
ردت بنفس الميوعة موضحة " أنا .. اسمي.. تسو ..نا ..مي"
غمغم شامل متهكماً" لا حول ولا قوة إلا بالله !.. أقصد تشرفنا "
سألته بدلال وهي ترمش برموشها الصناعية عدة مرات "ألم تسمع بي من قبل؟"
أجلى شامل صوته وقال بعد أن نظر لتوأمه "الحقيقة تسونامي الذي نعرفه مختلف قليلا"
ردت بحنق عاتب" أنا الراقصة تسونامي ألم تحضر حفلات زفاف من قبل ؟"
غمغم شامل " نحضر بالطبع ولكن الحقيقة رأينا أنواعا أخرى من الكوارث الطبيعية لم يكن من بينهن تسونامي.. عموما تشرفنا"
تحكم كامل في رغبة في الضحك يعرف بأن توأمه يتحكم في رغبة مماثلة خاصة بعد أن نظرت تسونامي للكلب الذي أخذ يتمسح فيها ومالت تربت عليه فانكشف جزء كبير من ظهرها من تحت تلك البلوزة الملتصقة بجسدها .
نظر التوأمين لبعضهما وتنحنحا يشيحان بوجهيهما وهما يتصنعان الجدية في الوقت الذي خرج مفرح من البوابة ووقف مصدوما أمام المنظر ..فقال له كامل بلهجة ذات مغزى" تسونامي .. جارتنا الجديدة .. "
بحرج أسرع مفرح بأنزال أنظاره أرضا قبل أن تعتدل تسونامي وتقول" كنت أرغب في أن أشتري كلبا لكن ليس لدي أي خبرة في هذا الأمر.. هل أستطيع أن أعتمد عليكما ؟.. (ونظرت لمفرح بنظرة تقييمية فلمعت عيناها قبل أن تقول مصححة) أقصد هل استطيع أن اعتمد على ثلاثتكم؟ .. (ووجهت الحديث لمفرح تقول بميوعة ) أنا تسونامي"
ابتسم مفرح ابتسامة مجاملة ضعيفة مغمغما "تشرفنا (ثم تحرك مبتعدا يضع نظارته الشمسية على عينيه قائلا بجدية ) هيا يا شباب سنتأخر "
أسرعت تسونامي بالقول " يبدو أنكم منشغلون الآن إذن فلنتحدث مرة أخرى "
تحرك التوأمان ليلحقا بمفرح الذي وقف على بعد أمتار مشيحا بأنظاره قبل أن يقول كامل لتوأمه" هيا سنبدأ في الهرولة لمدة خمسة عشر دقيقة "
صاح شامل معترضا" ماذا !!.. خمسة عشرة دقيقة !!هذا تعذيب والله تعذيب"
أمسكه كامل من قفاه يدفعه أمامه بخشونة وقد بدأ في الجري في المكان للتسخين هو ومفرح الذي قال لشامل مشجعا "هيا يا بني هداك الله لا تضيع وقتي "
بدأ شامل يسرع الخطى خلفهما مجبورا وهو يبرطم " أنا أكره الجري أكرهه .. لا أحب إلا حمل الأثقال .. الملاكمة.. المصارعة .. لكن الجري لا اطيقه"
استدار إليه مفرح وهو مستمر في الحركة بطريقة عكسية وقال بلهجة ذات مغزى "أنت لا تعلم بما أوصيت لكما من طعام حين نعود للبلدة "
سأله شامل بفضول "بماذا "
رقّص مفرح حاجبيه يقول بابتسامة خبيثة "محشي كرنب"
سال لعاب شامل وقال بفرح "حقا محشي كرنب !"
قال مفرح وهو يستدير ويوليه ظهره مستمر في الهرولة "نعم "
سأل شامل وهو يسرع خلفه بينما شهبندر يهرول بجانبهم "أريده بالشطة الحارة"
رد مفرح "علم وينفذ ( ثم أكمل ) وكفتة أرز بالصلصة "
غمغم شامل بسعادة " يا عيني يا عيني أحب ممارسة الرياضة على سيرة الطعام "
ضحك ثلاثتهم ثم أخذ كامل يتأمل مفرح المنطلق كما عهِداه دائما .. والذي يختلف عن مفرح الأخر الذي قابلاه في القرية الأسبوع الماضي .. كان مهموما مثقل الروح رغم حبه الشديد وفخره ببلدته وهو ما يلمسانه دوما منذ أن تعرفا عليه .. لكنه يعلم جيدا أنه يشعر بضغط والده الشديد عليه ويشفق هو وتوأمه عليه .. ومن ناحية أخرى يشعر بالخزي من نفسه لأنه لا يستطيع أن يفعل المثل مع والده خاصة مع المستجدات الأخيرة أصبح سفره بعدها أمرا ملحا..
نفض عنه أفكاره و قال مازحا بلهجة ذات مغزى" دعونا من الطعام الآن .. ولنتحدث عن هذا الـ تسونامي الذي انفجر في شارعنا .. حتى الوغد شهبندر سال لعابه"
انفجر ثلاثتهم في ضحكة ذكورية مجلجلة قبل أن يقول مفرح من بين ضحكاته" لن يهدأ لي بالا قبل أن أزوجكما حتى تتعقلا يا أولاد غنيم "
قال شامل مازحا وهو يلهث " أنا وافق بشرط أن تكون زيجة مزلزلة كهذا التسونامي "
فانفجرت ضحكاتهم من جديد لتملأ الشارع وهم مستمرون في الهرولة .
×××××






يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-04-20, 12:15 AM   #622

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

قبيل الغروب
ركن جابر السيارة بجوار البيت عائدا من العاصمة بعد رحلة قصيرة أخذ فيها كاميليا في الصباح الباكر للتنزه والتبضع .. وبالرغم من استشعاره سعادتها بعد هذه الرحلة وبعد المشتريات الكثيرة التي ابتاعتها.. لكنه يشعر بالاختناق .. ذلك الشعور الذي بات مصاحبا له منذ مدة طويلة ويزداد قوة مع الوقت .
لقد توقع بأنه حينما يخرج معها بعيدا عن القرية قد يساعده تغيير الجو على التخلص من ذلك الشعور لكنه لم يحدث .
وجودها بات خانقا وغير مريحا ..ويحفز الكثير من الاسئلة المحيرة في رأسه ..
أهي من تغيرت أم هو ؟
أهي التي تزداد جموحاً أم هو الذي يزداد تزمتا؟
لماذا يشعر وكأنهما يسيران على شريطي قطار متوازيان يبتعدا عن بعضهما كلما تقدم بهما المشوار .
ترجل من السيارة في ثيابه المدنية العصرية التي يرتديها في كل مشاويره خارج المحافظة .. فتأملته كاميليا بإعجاب متمنية أن يظل على هذه الهيئة مثل مفرح لينافس شباب البلدة في الجاذبية والأناقة فذلك يشعرها بأنها مميزة .. بينما قال جابر وهو يحمل الاكياس الكثيرة التي احضراها من العاصمة "اعتقد بأن اسراء بنت هلال قد وصلت .. كان من المفترض أن تجد أحدا منا موجودا في استقبالها خاصة وأنها أول حصة لها مع ميسة لكنني لم أتوقع هذا الزحام الشديد في طريق العودة"
لوت كاميليا شفتيها قائلة "ولمَ علينا استقبالها بأنفسنا ؟!.. إنها تعمل لدينا بالأجرة وليست ضيفة لنستقبلها"
حدجها جابر بنظرة حادة فبلعت لسانها وانخرست بينما قال جابر وهو يدخل من بوابة البيت" سأُدخل الأكياس وأرحب بها ثم أذهب لألحق بصلاة المغرب في الجامع"
بعد دقيقة دخل جابر البيت يضع الأكياس في مدخله ويقول" السلام عليكم"
ابتسمت اسراء التي تجلس في الصالة ذات الأثاث الفخم ومعها ميس والحاجة أم جابر .. ثم ردت هي وأمه السلام بينما اسرعت ميس إلى والدها الذي استقبلها بالأحضان تقول" أبي .. أنا أحب مِس اسراء جدا ..إنها تقول أشياء تضحكني "
دخلت كاميليا تلقي السلام بشفتين ممطوطتين بينما قال جابر وهو يربت على رأس ابنته "المهم ألا تعذبيها"
ردت اسراء بابتسامة "أبدا .. نحن اصدقاء وهي بنت شاطرة وذكية أليس كذلك يا ميس"
أومأت ميس برأسها بسعادة وهي تعود لتجلس بجوارها فغمغم جابر" بارك الله فيكِ .. ومبارك الخطبة"
احمرت وجنتيها وغمغمت بالشكر بينما قال جابر لكاميليا "سأذهب أنا (ونظر لأمه) أتريدين شيئا يامّة"
ردت أم جابر بهدوء " أريد سلامتك يا بني"
غمغم جابر بالسلام عليكم وتحرك مغادرا فوقفت كاميليا تتفحص اسراء بنظرة أنثوية مقيمة ..
إنها تشبه أمها نصرة كثيرا .. بشرتها بيضاء كأمها وعيناها عسلية .. لكنها نحيفة ..
مطت شفتيها ممتعضة وسألت نفسها عن سر ترحيب جابر الزائد بها .. أيكون معجبا بها !..
عادت لتنفض الفكرة الغريبة من رأسها باستنكار فلا هذه ولا أي فتاة أخرى في القرية يمكن أن تنافس جمالها ..
إلا واحدة .. واحدة فقط تعيش دور سيدة الأعمال صاحبة المشاريع حاليا .
هكذا حدثت نفسها بامتعاض وهي تلملم الأكياس وتضع بعضا منها بجوار السلم .. ثم أخذت البعض الآخر ودخلت لتضعه في المطبخ ..
استقامت الحاجة نجف وذهبت خلفها تسألها " كاميليا .. متى ستغسلين الملابس التي بالغسالة ؟ لي فيها ما يخصني ولا أعرف كيف تعمل الغسالة الاوتوماتيك "
قالت كاميليا بعبوس "وما المطلوب مني الآن ألا ترين أني عائدة بعد يوم طويل "
اكفهر وجه نجف لكنها تحكمت في غيظها وقالت" أنا أسألك فقط يا بنيتي لأعرف إن كنت أنتظر أم أغسل ما يخصني على يدي"
غمغمت كاميليا بعصبية وهي تتحرك لتخرج من المطبخ "ما دمت متعجلة اغسلي ما يخصك على يدك فالأمر ليس كبيرا إلى هذه الدرجة ويحتاج لأن تنتظريني حتى أغسل "
من الصالة رفعت اسراء حاجبيها باستنكار وقد وصل إلى مسامعها الحديث بوضوح بينما أكملت كاميليا وهي تلملم باقي الأكياس إلا كيسين بقيا في الأرض " هذه الأكياس تخصك أحضرها لك جابر "
قالتها وصعدت السلم .. فحانت من إسراء التفاته للخلف تنظر لنجف التي تقف بجوار السلم تقبض كفيها إلى جانبيها وتضغط على شفتيها بقوة وكأنها تحاول السيطرة على أعصابها .. فشعرت بالشفقة عليها بينما انزلت نجف انظارها للكيسين ووقفت تتطلع فيهما لبضع دقائق في صمت.
تنحنحت اسراء تقول بلهجة مرحة رغم شعورها بالضيق الشديد والاستهجان " لم تخبريني يا حاجة نجف هل ستأتين لحفل خطبتي أم لا؟ "
انتبهت نجف فابتسمت لها وتحركت بقامتها القصيرة وعادت لتجلس بجوارها تقول وهي تربت على كتفها" بالطبع سآتي.. وهل من الممكن أن لا أحضر حفل خطبة قطعة سكر مثلك "
رفعت ميس أصبعها وقالت "وأنا سأحضر أيضا"
أمسكت اسراء بذقنها وقالت بحنان مداعبة "أنت طبعا أول المدعوين يا ميوس .. هيا نكمل حل الواجب المنزلي "
أما نجف فعادت لشرودها حائرة هل تصب البنزين على النار وتخبر جابر بطريقة زوجته السيئة معها أم تسكت حتى لا تظلم تلك الطفلة المسكينة بتفريق والديها خاصة وهي تشعر بتغير جابر الشديد نحو زوجته ..
ضحكة ميس على دغدغة إسراء لها جعلت أم جابر تطلب من نفسها المزيد من الصبر من أجل حفيدتها .
××××


يتبع








Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-04-20, 12:16 AM   #623

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد قليل أسند جابر رأسه إلى حائط المسجد يتطلع في سقفه العالي والثريات البراقة التي تزينه بعد أن فرغ من صلاة المغرب ..
كان مكتئبا يشعر بالثقل والوحدة ولا يعلم مع من يتحدث في أمر حساس كعلاقته بكاميليا .. إنه يكره العنف ولا يتخيل نفسه يوما يضرب امرأة ..يرى في ذلك انتقاصا لرجولته واستعراضا لقوة .. صحيح لا توجد لديه مشكلة في اجبارها على تنفيذ ما يريد ووضع الخطوط الحمراء لها .. لكن مشكلته العويصة تكمن في ذلك الشعور بالضيق الذي بات يلازمه كلما كان معها .
قطع أفكاره ومجال نظره مصطفى الزيني الذي اقترب منه قائلا "ما هذه النظرة في سقف المسجد يا جابر هل تعد الثريا يا رجل! "
انتفض جابر واقفا ليسلم على مصطفى بحفاوة قائلا " كيف حالك يا أبا حمزة "
ابتسم مصطفى مغمغما" في نعمة والحمد لله (ثم تفحصه بنظراته يقول ) ما بك أراك مهموما؟"
لم يعرف جابر بم يرد .. فما يحزنه لا يستطيع مناقشته مع أحد فرد بهدوء" لا شيء .. هموم الحياة"
قال مصطفى وهو يسحبه من يده " أترك أحمالك على الله .. والله ما ضاقت إلا لتفرج .. تعال لدينا جلسة قراءة قرآن حتى صلاة العشاء "
قال جابر مرحبا وهو يتحرك معه نحو ركن آخر من المسجد "أنا فعلا في حاجة لهذه الجلسة (وغمغم في سره ) لعلها تريح لي نفسي وترفع عني همي"
××××
فتحت مهجة باب الشرفة المطل على المسبح الكبير الذي يتوسط ذلك المنتجع الفخم وسحبت نفسا عميقا وهي تتطلع في الأنوار المتلألئة التي تنعكس على صفحة المياه وهدوء المكان حول المسبح في هذا الوقت من المساء .. فاقترب منها وليد يحيطها بذراعيه من الخلف ويطبع قبلة على رقبتها قبل أن يسألها" ما رأيك في المنظر من هنا؟"
قالت بسعادة" جميل جداً أشعر بالحماس ..أريد أن يأتي الصباح بسرعة لأرى المنظر بالنهار"
قال وليد بلهجة ذات مغزى وهو يطبع قبلة أخرى على رقبتها" وأنا أيضا ..أشعر بالحماس ولكني لا أريد أن يأتي الصباح "
لكزته بمرفقها برفق وخلصت نفسها من ذراعيه بدلال لتدخل الغرفة وتقول" ارفع لي الحقائب على السرير لأفتحها وأرتب الملابس في الخزانة "
اقترب منها ليلتصق بها مجددا ويطبع قبلة أخرى على مؤخرة عنقها قائلا" دعي الحقائب الآن فقد وصلنا للتو وعلينا أن نستريح"
افلتت منه تقول مغيظة" استرح وحدك"
عض على شفته يتأمل تفاصيلها بنظرة ملتهبة وهي تبتعد حتى وقفت بجوار طاولة الزينة تخلع من يدها مصوغاتها الذهبية وتقول" أحببت اختيارك للمكان هنا"
سألها بابتسامة " ألم تأتي إلى هنا من قبل؟"
ردت عبر المرآة "جئت للمدينة مع مفرح ومليكة والاولاد ذات مرة وكان مفرح يأتي بي إلى هنا كثيرا وأنا صغيرة لكن كنا نسكن في فنادق أخرى .. هذه أول مرة أسكن في هذا الفندق لهذا أنا متشوقة لتفقد المنتجع "
رد وليد بابتسامة واثقة " إن شاء الله سيعجبك أنا زرته أكثر من مرة "
استدارت تسأله بلهجة ذات مغزى" مع بسمة ؟"
فهم مغزى سؤالها لكنه رد نافيا" لا مع اصدقائي الشباب"
استدارت وهي تغمغم" حسبت مع أختك بسمة لا أعتقد بأنها زارت مثل هذه الأماكن معك "
قال وليد بامتعاض" سنعود للسيرة التي تجعلنا نتشاجر "
قالت ببرود وهي تميل لتحمل الحقيبة الثقيلة بصعوبة "وسنظل نتشاجر ما دمنا مختلفين في النظرة للأمور يا وليد"
اقترب يحمل عنها الحقيبة وألقاها على السرير وهو يقول بغيظ" يا حضرة المُصْلِحة الاجتماعية .. حين تزوجت بسمة من زوجها السابق كنتُ أنا في السادسة عشرة من عمري وبالتالي لم أكن أستطيع أن آخذها إلى أي مكان مثلما كان يفعل معك مفرح الذي يكبرك بخمسة عشرة سنة .. كنت فقط أوصلها من وإلى العاصمة عند الضرورة .. وحين انفصلت هي عن زوجها حدث شرخ كبير في علاقتنا كما تعلمين ..(وأكمل بصوت مخنوق ) هي تغيرت كثيرا وأنا ظللتُ مدة كبيرة مستاءً منها بشدة"
رددت مهجة باستهجان "مستاء !"
نظر وليد للسقف بملل مغمغما " سنعود لنفس السيرة مجددا.. أجل .. مستاء يا مهجة .. أنت تعرفين من كانت بسمة بالنسبة لي ..كنت دوما افتخر بها في القرية .. وأنا صغير لم أكن مميزا في أي شيء أكثر من كوني أخا لفاتنة القرية .. وحينما تزوجت من العاصمة كان الجميع يتحدث عنها .. وإذا بها تصر فجأة على ذلك الانفصال فتتغير النظرة لها .. أنت تعرفين كيف هو الوضع في قرية صغيرة كل أهلها يعرفون عن بعض معظم التفاصيل"
عقدت ذراعيها أمام جذعها وقالت "أنا لا أتحدث عن أهل البلدة يا وليد أنا أتحدث عنك عن دعمك لها"
قال بحنق مدافعا "أنت تعرفين بأني أحبها لكن بعد انفصالها نشأ جدارا بيننا لم أعرف كيف اتخطاه .. صدقيني حاولت وفشلت "
قالت بإصرار " عليك بالاستمرار في المحاولة"
هرش في رأسه وغمغم" المشكلة في أنه حين يحدث شيء مترتب على انفصالها نتشاجر ويقام جدارا جديدا "
قالت بهدوء " سيكون سهلا عليك اختراق كل الجدران حينما تغير نظرتك لها كونها مطلقة يا وليد (وأكمت بلهجة مستنكرة) لازلت لا أفهم لمَ هذه النظرة الدونية للمطلقة؟ .. في السابق كنت أقول ربما سأشعر بما تشعرون به حينما أتزوج وها أنا قد تزوجت ولا زلت لا أفهم لمَ هذا التفريق العنصري بين المطلقة والتي لم يسبق لها الزواج !"
وقف وليد يديه في جيبي بنطاله يطالعها في صمت فقالت مهجة موضحة " أتعرف يا وليد .. رغم ما بيننا من حب وعاطفة قوية .. لا أجد مستحيلا في أن تحدث أية ظروف أو أي سوء فهم أو حتى تدخل من أطراف خارجية تجعلنا ننفصل ..لكن ما أنا على يقين منه وأراه من رابع المستحيلات أن يتركني مفرح لو انفصلت وأصبحت مطلقة أو يخذلني أو يوبخني أو…"
قاطعها وليد حين اندفع نحوها ليحضن وجهها بكفيه قائلا باستنكار هامس "مهجة ماذا تقولين؟!!"
طالعته بعينيها الخضراوين تقول موضحة "أنا فقط اسوق لك مثالا .. أنه رغم ما بيننا من حب قوي وكبير .. لا مفر من النصيب والقدر "
مال عليها يحضنها بقوة قائلا بانزعاج شديد" مهجة أرجوك لا تتكلمي في سيرة الانفصال مجددا "
اتسعت ابتسامتها وهي تستند بذقنها على كتفه وقالت بلطف" إنه مجرد مثال ولا أحد يعلم ماذا يخبئ لنا المستقبل ..ما أريد أن اسألك إياه هل لو انفصلنا لا قدر الله واصبحت مطلقة ….."
قاطعها يشدد في احتضان جسدها الضئيل بين ذراعيه وهو يهمس "على جثتي .. لن يحدث شيء كهذا إلا على جثتي .. إن أرادوا ابعادك عني فليقتلوني أولا .. وسأموت حينها وأنت زوجتي ..حتى لو كرهتيني يوما .. سأتحمل كرهك لي لكني لن افك ارتباطك بي أبدا أبدا ..الموت عليّ أهون يا مهجة"
حركت كفيها تدلك ظهره بحنان مغمغة بعاطفة جياشة تحملها له والتي تجعلها تتحمل اختلاف القناعات بينهما "يا الهي لقد تزوجت من طفل طويل ورفيع كعود القصب "
لم يرد وإنما شدد من احتضانه لها بانزعاج شديد من سيرة الانفصال .. لكن مهجة لم تستسلم في عرض وجهة نظرها فأبعدته قليلا قبل أن يغلب على الموقف ذلك الانجذاب الجسدي الذي يسيطر عليهما منذ ليلة الزفاف وقالت بصيغة أخرى "دعني اصيغ الأمر بطريقة أخرى .. فلنفترض…."
عبس وليد بشدة ينتظر القادم.. فاتسعت ابتسامتها لتعابير وجهه الصبيانية وأكملت "فلنفترض أنني أنا مهجة كنت مطلقة"
هم بالنطق فأسرعت بالقول " مطلقة من رجل أخر "
كشر وليد وازدادت ملامحه عبوسا فأكملت مهجة " اسرتينا مثلا لم توافقا على زواجنا لأي سبب واجبروني على الزواج من أخر ولم يدم هذا الزواج وانفصلت عنه .. كيف ستكون نظرتك لي؟.. هل ستقل مكانتي عندك ؟.. سيقل حبك لي؟.. سأكون عارا ولن تحاول الارتباط بي( ورفعت سبابتها إليه تقول) وأريد ردا واقعيا لا عاطفيا"
لثوان تطلع فيها بصمت عابس قبل أن يرفع يديه ويحضن وجهها بكفيه ويرد بعاطفة ساخنة كأنفاسه" أبدا وربي.. أبدا .. لن يغير ذلك من قدرك عندي شيء .. رغم انزعاجي من الفكرة والغيرة التي قد تقتلني قتلا وتمزقني لأشلاء.. لكنك ستظلين بالنسبة لي كما أنتِ مهجة الزيني "
رغم تأثرها بذلك الحب الجارف الذي يطل عليها من عينيه الزرقاوين سألته بإصرار لإقناعه بنقطة معينة" لأنني مهجة بنت العمدة أم لكوني ابنة عمتك؟"
مال يحدق في عينيها عن قرب وهمس بأنفاس ألهبت بشرتها" بل لأنك مهجة الفؤاد .. ساكنة الروح .. لأنك مهجة فقط ..مهجة حبيبة وليد "
قالها وانقض يلتهم شفتيها وهو يلصقها به في حضن عنيف .. قبل أن تتسلل يديه لمحاولة انتزاع ما ترتديه .
خلال دقائق كان وليد يستلقي بها فوق السرير وهو يوزع قبلاته اللاهبة على تفاصيلها .. فأسرعت مهجة بالقول بأنفاس متسارعة قبل أن تستسلم لطوفان مشاعره "هذا هو نفس الحال يا وليد مع بسمة .. يجب أن تبقى بسمة عندك كما هي .. سواء كانت متزوجة أم مطلقة .. وعليك أن تكون أنت لها كما سيكون مفرح لي لو بليت بوضع كهذا لا قدر الله "
غمغم من بين قبلاته هامسا " صدقت عمتي حين قالت بأنك تربية مفرح "
ردت بلهجة ذات مغزى وهي تشدد من احتضانه بذراعيها "لا تنس بأنك أيضا تربية بسمة "
قالتها على حافة الإدراك قبل أن يسحبها هو ويحلق بها بعيدا في غفوة من العقل إلى حيث تكون اللحظات استثنائية .
×××××



يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-04-20, 12:18 AM   #624

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

دخل جابر غرفة نومه بعد صلاة العشاء فوجد كاميليا تضع أحد أقنعة الوجه الورقية المبللة على وجهها وهي تشاهد التلفاز فألقى السلام وهو يتحرك ليبدل ملابسه ثم سألها" هل نامت ميسة؟"
ردت كاميليا وهي تتابع المسلسل باهتمام "أجل نامت بمجرد أن غادرت بنت نصرة "
رفع جابر حاجبيه وردد باستنكار "بنت نصرة!!"
قالها ممتعضا ثم أكمل ارتداء ملابسه وجلس على السرير يقول بهدوء" كاميليا تعالي لنتحدث قليلا "
قالت كاميليا بحنق "بعد قليل يا جابر فهذه هي اعادة الحلقة لأني لم ألحقها في العرض الأول وستفوتني "
هدر جابر فجأة بصوت عال أجفلها فانتفضت "أنا قلت تعالي لنتحدث يا كاميليا"
جف حلقها لكنها حافظت على وجه بارد ونزعت عنها القناع بعصبية ثم تحركت لتجلس بجواره وهي تقول بغيظ "جئت وجلست تفضل "
تحكم جابر في أعصابه و فكر في العدول عما يريد أن يتحدث فيه لكنه ذكر نفسه بنيته في إلهائها عن ذلك العالم السطحي الذي تدور فيه بشيء مفيد فقال بهدوء " ألم أخبرك أكثر من مرة برغبتي في أخ أو أخت لميسة .. البنت عمرها ست سنوات اعتقد بأنها فترة كافية للراحة وأنت وعدتيني بالتنفيذ"
مطت شفتيها وردت بلهجة متهكمة تقارعه " وأنت وعدتني بأنك ستبني لي بيتا كبيرا به حديقة واسعة لكنك لم تنفذ ..وها أنا هنا منذ سبع سنوات ولم يحدث شيء "
عقد جابر حاجبيه وقال بلهجة خطرة "أهي واحدة بواحد يا كاميليا !!"
اسرعت بالقول " لم اقصد .. ولكني اذكرك أيضا بوعدك الذي لم ينفذ حتى الآن بأن نبني بيتا كبيرا واسعا كبيوت الاثرياء"
رد باستهجان " وماذا يعيب هذا البيت؟.. إنه حديث البناء وكبير وواسع .. وتم تشطيبه على أحدث الطرق من الدهان وأرضياته من البورسلين الذي اخترتيه أنت بنفسك وتكلف مبلغا ليس بالهين "
قالت موضحة " أنا لا اتحدث عن هذا يا جابر .. أنا أخبرتك حين تقدمت لي بأن أمنيتي أن اعيش في بيت أوسع وبه حديقة كبيرة كسرايا الصوالحة وأنت وعدتني بأنك ستحقق لي هذه الأمنية "
تكلم جابر بصدق " وكنت صادقا ولازلت عند وعدي لكن التنفيذ سيؤجل كما قلت لك "
قالت بتبرم وهي تزم شفتين جميلتين " إلى متى ؟نحن متزوجان منذ سبع سنوات"
قال ببعض العصبية " حين أكون جاهزا ماديا لتنفيذ ذلك .. عندما تزوجنا كنت لازلت أجهز تجارتي وأنشئ محلاتي واوزع بضاعتي في السوق هذا بخلاف تكاليف الزواج .. صحيح أن ظروفي الآن أفضل لكن أموالي موزعة في السوق ولم اجمعها بعد"
اندفعت تقول بلهجة متهكمة" هذا لأنك لازلت تتصرف بقلبك الطيب مع الزبائن .. فمَن الآن يبيع بالتقسيط وبنسبة فائدة صغيرة مثلما تفعل "
انتفض واقفا يقول باستنكار " وما شأنك أنت بتفاصيل عملي ومن أخبرك بهذا ؟"
رفعت مقلتيها الخضراوين إليه تقول بارتباك " لا .. لم اقصد .. أنا فقط خمنت بأنك تفعل ذلك لأني أعرفك وأعرف طبعك العاطفي "
نظر إليها بشك مضيقا عينيه ثم رفع إليها سبابته يقول محذرا "اسمعي يا كاميليا .. تدخُل في كيفية إدارتي لعملي مرفوض .. موضوع البيت مازال غير قابل للتنفيذ حاليا لأنه سيحتاج إلى مبالغ كبيرة كما أنه غير عاجل .. وهذا البيت ما شاء الله مساحته واسعة وتكفي ثلاثتنا بل وتكفينا لو انجبنا نصف دستة من الأولاد .. ومع هذا أنا لازلت عند وعدي لك بأنني سأنفذه لك يوما ما .. على الاقل يكون زين قد عاد وقرر الاستقرار في الوطن وتأسيس بيت وعائلة ..وأكون أنا قد أكرمني الله واستطعت الحصول على محل في السوق التجاري العالمي الذي ينشئونه حاليا في مركز المحافظة "
ضيقت عينيها وسألته باهتمام " هل تنوي الحصول على محل هناك ؟.. لقد سمعت بأنه سيكون كبيرا وضخما كمراكز التسوق في العاصمة وسيضم محال لماركات عالمية"
جلس بجوارها من جديد يرد باقتضاب "بأمر الله .. ولهذا فالمنافسة ستكون شديدة واسعار المحال ستكون عالية .. ولأؤجر هناك مكانا عليّ أن أكون دارسا للمشروع.. وواضعا له ميزانية دقيقة وعندي سيولة نقدية .. فخطوة كهذه ليست سهلة وأي مغامرة غير محسوبة سنخسر فيها الكثير"
قالت بحماس" لا ..إن شاء الله سيكون لك محلا هناك وسأتباهى بك في كل البلدة"
رفع حاجبيه باستهجان فأسرعت تقول بميوعة" بالطبع سأتباهى بك ألست زوجي الذي افتخر به( ومدت ذراعيها وطوقت عنقه تضيف بمزيد من الدلال المتعمد) كنت أريد منك طلباً أخر"
مط شفتيه وسألها " خير؟"
بأصابعها مشطت فوديه الذي يختلط فيهما الشعر الأبيض الذي ظهر قبل أوانه بالشعر الأسود وقالت بنغمة تدلل " كنت أريد هدية معينة في عيد ميلادي "
رد عليها عابسا " خير اللهم اجعله خير .. ترى ما ثمن طقم المشغولات الذهبية الذي تريدينه هذه المرة؟ "
أسرعت بالقول " لا لا .. لا أريد ذهبا .. فأنا فهمت الآن بأنك تحتاج لأن يكون عندك سيولة نقدية .. لكني أريدك أن تكتب قطعة أرض من الاراضي التي تملكها حول هذا البيت باسمي "
عقد حاجبيه ولم يستسغ أن تطلب بنفسها طلبا كهذا لكنه قال "لا مانع عندي من حيث المبدأ .. لكن اتركيني لأفكر في الأمر وأدرسه حتى يأتي يوم ميلادك .. ولكن لماذا من الأراضي التي أملكها حول البيت ؟.. لماذا لم تطلبي من قطعة الأرض البحرية مثلا ؟"
حركت كتفيها وردت ببساطة " ليس هناك سببا غير أني أريدها في هذه المنطقة حتى أشعر بأن لي مكانا أملكه في بيت زوجي "
ناظرها بغير استيعاب صامتا لبضع ثوان ثم قال" سأفكر في الأمر .. والآن لنعود لنقطة البداية أنا أريد المزيد من الأولاد لأربيهم وأنا في كامل صحتي فلم أعد صغيرا يا كاميليا "
قالت بمسكنة" لكنك تعلم كم تعذبت في ولادة ميس ..فكلما تذكرت أيام العذاب في الحمل ووقت الولادة أشعر بالرهبة والخوف"
قال مشجعا " أمي تقول بأن لكل طفل ظروفه في الحمل فلنتوكل على الله وبالطبع سنتابع عند الطبيبة من أول يوم في الحمل "
تطلعت فيه مترددة في الوقت الذي رن هاتفه .. فطالعه جابر من بعيد على المنضدة الموضوعة بجوار السرير قبل أن يقول باهتمام وهو يلتقطه بسرعة "هذا زين"
واستقام واقفا يرد" أين أنت يا زين؟ .. أمنيتي أن اتصل بك يوما وترد عليّ في لحظتها "
قالها وتحرك مبتعدا .. ليأتيه صوت زين ضاحكا " شيخ الشباب .. أنا لا أرد عليك حتى لا اكلفك ثمن مكالمة دولية وافضل أن اطلبك عبر الانترنت"
قال جابر وهو يغادر الغرفة" المهم .. البرنامج المحاسبي الذي أوصيتني بأن أدخله على الحاسب الالي لأراجع به الفواتير اواجه فيه مشكلة"
تطلعت كاميليا في الباب المفتوح الذي غادر منه للتو وشردت في رغبته في الانجاب شاعرة بالضيق والثقل ..فتجربة الحمل في ميس كانت متعبة جدا بالنسبة لها وكلما فكرت في أنها قد تعود لهذه الفترة الصعبة تشعر بالخوف الشديد لكنه يبدو مصرا هذه المرة .. وعليها أن تقرر ماذا ستفعل؟
استقامت ونظرت لنفسها في المرآة تتأمل جسدها الفاتن المتناسق المغري التفاصيل.. وتذكرت ما يقوله النسوة عن ترهلات الجسم بعد الولادات المتكررة .. وتملكها الخوف من أن يصيبها مثلهم .. فلو حدث ذلك .. ساعتها ستموت من الحسرة .
إلا جمالها ..
إنه نقطة قوتها وضعفها في نفس الوقت .. إن ظهور بثرة على وجهها كفيلة بتعكير مزاجها لأيام .
رن هاتفها على الأريكة الجانبية فذهبت إليه لتجدها تلك الفتاة التي زرعتها في مشروع بسمة لتكون عينا لها هناك .. ذلك المشروع الذي يزيد من حقدها على بسمة أكثر من ذي قبل ..فأسرعت بالرد فلابد أن لديها أخبارا.
بعد دقائق دخل جابر فوجدها تضحك بصوت عال في الهاتف وتبدو في سعادة شديدة .. وبمجرد أن لمحته قالت من بين ضحكاتها" حسنا .. اذهبي الآن ولنتحدث فيما بعد"
عقد جابر حاجبيه وتطلع فيها مبتسما وهي تضرب كفا بكف فسألها "خير أن شاء الله فلتضحكينا معك"
غمغمت من بين ضحكاتها " لا أصدق ما يحدث أقسم بالله .. أم مصعب"
عقد حاجبيه وسألها " من أم مصعب؟"
قالت موضحة " أم مصعب زوجة سعيد الجابري"
هز رأسه يقول " آه ..أعرف سعيد ..لكني لا اذكر زوجته ما بها ؟"
قهقهت من جديد ثم قالت " يبدو أن سعيد أخبرها برغبته في الزواج بزوجة ثانية وطلب منها أن تخطب له بنفسها حتى تكون راضية"
رفع جابر حاجبيه فأكملت كاميليا " وتخيل المرأة اللئيمة اختارت له من؟"
سألها بفضول " من يا ترى؟"
كتمت ضحكتها تقول "أم هاشم"
قالتها وانفجرت ضاحكة فعبس جابر وسألها " أم هاشم بنت الشيخ زكريا ؟"
ردت من بين ضاحكاتها" أجل هي أم هاشم جارتنا .. أم مصعب ذهبت إليها في مشروع بسمة وفاتحتها في الأمر.. يا الله على لؤم الحريم! .. ترك الاختيار لها فاختارت له عفريتة!"
وقف جابر يحاول استيعاب ما يحدث .. يحاول تحديد كينونة هذه المرأة التي تقف أمامه تضحك بهذه السعادة على قصة شديدة الحزن كهذه .. قصة تخطت تعاطفه الإنساني البحت لما هو أكبر من ذلك .. إلى شعور بالقرف من الجميع .. من تلك التي تقف أمامه سعيدة ومن أم مصعب ومن الناس كلهم بنظرتهم الدونية لمن هو أقل منهم في أي شيء .
بينما برقت عيني كاميليا الخضراوين الجميلتين أمامه تشعان بالسعادة واضافت بإعجاب" ياااه أحببت تفكير أم مصعب .. لعبتها صح .. فما الذي كان يتوقعه ذلك الأبله زوجها ؟ .. أن تختار له بنفسها من تنافسها في زوجها وتأخذ ولو قطعة صغيرة من اهتمامه ؟!!"
ظل يطالعها بذهول وذلك الشعور بالاشمئزاز يزداد في صدره في الوقت الذي قالت فيه كاميليا" وبالطبع أم هاشم كما تعرفها ..عصبية.. خلصوا المرأة من يديها بصعوبة.. (وعادت للضحك ) لا أتصور شعور أم هاشم وهي تقول لها (جئتك بعريس ) .. لتنزل عليها في الثانية التالية بباقي العبارة كالصاعقة لتهدم آمالها ( زوجي سعيد)"
انفجرت هي في الضحك وانفجرت معها كل مشاعر الذهول والاشمئزاز بداخل جابر فتحولت لغضب شديد جعله يتقبض بقوه بجوار جسده مستمرا في التحديق فيها معقود اللسان وهي تقول " وأم هاشم أيضا غبية .. من تظن نفسها لترفض زيجة مثل هذه .. إن كانت بسمة الوديدي بجمالها الفاتن لم يتقدم لها شابا واحدا لم يسبق له الزواج .. ولم يشفع لها ذلك الجمال أن ينسوا بأنها مطلقة .. فهل كانت أم هاشم تعتقد بأن هناك من سيتزوجها كزوجة وحيدة في حياته!! حتى لو كانت بكر.. (واضافت بثقة ) إنه الغباء بعينه .. لو كنت مكانها لانتقمت من أم مصعب بالموافقة (وضحكت من جديد ) ليتني أرى وجه سعيد حين يعرف بمن كانت زوجته ستختار له ..يا ربي لم اضحك بهذا الشكل منذ زمن "
"كفى كفى كفى ..أنت تثيرين اشمئزازي وقرفي ولم أعد اتحمل "
قالها جابر وقد وصل إلى ذروة غضبه ..
إلى نقطة لم يسمح لنفسه من قبل أن يصل إليها لكن ما يحدث كان فوق طاقة احتماله .
عبست كاميليا تتطلع في وقفته المتشنجة باندهاش وعينيه اللتان تحدجانها بنظرات خطرة ثم قالت "ماذا حدث يا جابر هل جننت ؟"
في لمح البصر كان قد قطع المسافة بينهما ..
تلك المسافة التي يحافظ على وجودها في أي خلاف بينهما حتى لا يعميه الغضب .. فأمسك بذراعها يلويه خلف ظهرها قائلا بتعنيف " ألن تكفي عن تلك العادة .. ألن تكفي عن مراقبة الناس"
أسرعت بالتبرير " مراقبة من؟ .. إنها إحدى صديقاتي وقد تواجدت بالصدفة وحكت لي"
ضغط على ذراعها أكثر وهو يقول من بين أسنانه " وهل لديك صديقات من العاملات الفقيرات اللاتي يعملن عند بسمة ؟!"
قالت بارتجاف وقد هالها حالته الغاضبة "البلدة كلها تتحدث بالتأكيد عما حدث صباح اليوم .. آآآه ..ذراعي ..ذراعي يا جابر أنت تؤلمني "
كان يصارع غضبه الذي يصور له لحظتها ارتكاب ابشع الجرائم فهدر فيها بقوة " اقسم بالله أنت لا يناسبك إلا رجل يتعامل معكِ بالعنف كالحيوانات .. وستجبرينني يوما على أن أكون ذلك الحيوان لأؤدبك وأربيك بما لم تتعلمينه في بيت أهلك.. "
صرخت باكية" ذراعي يا جابر ستكسر ذراعي"
قال من بين أسنانه " ليتني أكسر رأسك هذه لأخرج منها ذلك العفن الذي يعشش فيه "
بخشونة ترك ذراعها وانحنى يلتقط هاتفها الذي وقع على الأرض وقال وهو يرفعه أمامها " هذا الهاتف لن تمسكيه مجددا"
دلكت ذراعها وهي تهتف بعصبية من بين دموعها "ماذا تعني؟؟.. هل ستحرمني من هاتفي ؟!!"
تحرك نحو الهاتف الأرضي بجوار السرير وسحب السلك الذي يوصله بالحائط فقطعه وهو يقول "وهذا أيضا ..وإياك أن أعلم بأنك قد اشتريت هاتفا غيره .. ساعتها ستكون النهاية بيننا يا كاميليا"
صرخت في وجهه بذهول " هل ستمنعني من أن أحمل هاتفا .. أأنا عبدة عندك ؟"
ناظرها من رأسها حتى أخمص قدميها بقرف مجيبا " بل أنت عبدة لأفكارك العفنة وقلبك الأسود .. ( ورفع سبابته محذرا فبدا أمامها مخيفا بشكل غير مسبوق وهو يقول ) ما قلته سينفذ .. وإياك .. إياك أن أقبض عليك تحملين هاتفا"
قالها وخرج يصفع الباب خلفه .. ثم سمعت صوت باب أخر يصفع ففهمت بأنه سينام في غرفة أخرى .. لترتمي على السرير تبكي بحرقة وتقول " مجنون اقسم بربي .. متزوجة من مجنون"
×××××




يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-04-20, 12:21 AM   #625

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

في الثانية بعد منتصف الليل
الهدوء يعم القرية ..
هدوء قاتل مقبض لمن يسير ليلا وسط أضواء ضعيفة خافتة تخرج من الشوارع الرئيسية على استحياء أو من مصابيح بعض البيوت ..
أما على الطرقات .. ووسط الحقول .. فالسكون أكثر رعبا .. و الظلام ممتد على مدى النظر يرهب أقوى القلوب .. ويحسب حسابه أشجع الشجعان ..
وكم من قصص خرجت من رحم هذا الظلام..
ظلام الليل أو العقول أو القلوب فسيطرت على أرواح البسطاء .
ومن ذلك الظلام وعلى صوت حشرات الليل ونقيق الضفادع تحرك ذلك الظل ..
ظل لدرّاجة يبدو على الأرض ضخما مخيفا ويبدو أن راكبها ملثما ..
كان يمشي بالدراجة بجوار الترعة برتابة وبطء ..وظله يعدو بجواره على الأرض حتى توقف بجوار أحد الحقول .. ليتحرك ظل ذلك الشخص فوق الدراجة ويكور قطعة من القماش رائحة البنزين تفوح منها بقوة .. ثم يخرج ولاعة ويشعل طرف القماش قبل أن يلقيها بأعصاب باردة على أحد الحقول..
ظل ذلك الظِل ساكنا لثوان يشاهد النار التي بدأت تأكل في جزء من المزروعات قبل أن تتحرك الدراجة بهدوء ويواصل طريقه .
بعد دقائق كان أحد الاشخاص يمر بالصدفة فشاهد النار من بعيد فأطلق صفيرا متتاليا قبل أن يطلق صوته صائحا "حريق .. حريق في حقل أولاد الجهيني "
×××××
ظهر اليوم التالي :
"إذن فقد خرجت دون إذني مجددا"
قالها جابر لأمه في الهاتف فأجابته " أجل أخذت ميس وخرجت وسمعتها تقول للبنت بأنهما ذاهبتان لبيت خالها بدير "
غمغم جابر بلهجة متوعدة " إذن فهي اختارت وعليها أن تتحمل نتيجة اختيارها .. هذه المرة لن أذهب خلفها ولنرى ماذا ستفعل هي وأهلها "
بتردد غمغمت أم جابر " لكن ميس يا بني .. ابنتك ..أخشى أن .. "
انفجر جابر قائلا "لقد فاض بي يا أمي فاض بي وتعبت .. الله وحده يعلم كم تحملت أنا مالم يتحمله رجل من أجل ميس .. وكم حاولت تقويم اعوجاجها.. لكنها تستغل حلمي عليها وتحسبني ضعيفا .. ورصيدها من الصبر عندي قد نفذ والقادم هي من ستحدده بنفسها "
قالت أمه مشفقة " اهدأ يا ولدي .. اهدأ ولا تعكر مزاجك وليفعل الله ما يريد "
أغمض جابر عينيه بإرهاق يضع سبابته وابهامه أعلى أنفه وغمغم بهدوء "لا تؤاخذيني يا أمي أني انفعلت عليكِ "
قالت أمه متفهمة " لا بأس يا حبيبي أعلم بما تمر به .. المهم .. أنا سأذهب لبيت نصرة.. تعرف بأن خطبة ابنتها اليوم ولا يصح أن نتركها وحدها المرأة صاحبة واجب وابنتها ونعم البنات"
رد جابر بهدوء "حسنا يا أمي وأنا سأنتهي من العمل وسآتي للحفل في المساء إلى اللقاء "
أغلق الهاتف مهموما فلمح عصفور عند الباب وسأله " هل تريد شيئا يا عصفور ؟"
اسرع عصفور يدخل وهو يقول مرتبكا "كنت .. جئت لأذكرك بإيصالات الأمانة والشيكات المتأخرة السداد عند بعض الزبائن ماذا سنفعل معهم ؟"
قال جابر بهدوء" اتركهم الآن لن نفعل شيئا .. فلنصبر على الناس قليلا "
قال عصفور معترضا " لكن لا تؤاخذني يا معلم الناس تستغل طيبتك ولا تواظب على السداد"
ضرب جابر على مكتبه وصاح فيه "مالك أنت بهذا الأمر !.. أنا أدرى بما أفعل"
انتفض عصفور مرتعبا بينما أكمل جابر بعصبية" كلهم ظروفهم صعبة .. إلا اثنين أنا أعرفهما وسأتحدث معهما بنفسي هيا اذهب إلى عملك "
تمتم عصفور برعب "حاضر حاضر "
بمجرد أن خرج ضرب جابر على سطح مكتبه مجددا وزفر بقوة قبل أن يستغفر الله كثيرا وقد أدرك بأن النهاية وشيكة بينه وبين كاميليا ..
إن لم ينصلح حالها وتتعقل.
××××
بوجه مكفهر دخلت كاميليا إلى بيت العسال وبدون أي كلمة جلست في غرفة المعيشة بعد أن نزعت وشاحها وألقته بعصبية على أحد المقاعد .. فلحقت بها وجدان وهي تجفف يدها بمنشفة تقول" خير يا كاميليا ما الذي أتى بك؟"
هتفت كاميليا بغيظ "وهل ستمنعينني من زيارة بيت والدي حسيب العسال يا وجدان!"
قالت وجدان موضحة" أقصد أتيتِ فجأة بدون أن تطلبي من بدير أو عماد أن يرسل لك السيارة .. وتفاجأت حينما وجدت ميس الآن تلعب مع أولاد عماد "
بوجه عابس ومزاج عكر قالت كاميليا "اعطيني الهاتف الذي اعطيته لك حينما تعطل هاتفك أم أنك لا زلت تستخدمينه ؟"
تحركت وجدان تقول وهي تفتح أحد الأدراج" لم أعد استخدمه فعلاء اشترى لي واحدا جديدا (واقتربت منها تناولها إياه وهي تسأل بفضول ) أين هاتفك ؟"
أجابت بعبوس" وقع في الماء وتعطل "
تطلعت وجدان في معصمها المربوط برباط ضاغط وهتفت "وماذا حدث ليدك؟ "
غمغمت كاميليا بنفس العبوس" لا أعرف صحوت فوجدتها تؤلمني يبدو أني حملت بها شيئا ثقيلا .. تعلمين بأن جسدي حساس ولا يتحمل "
غمغمت وجدان وهي تجلس على الأريكة المقابلة" ألف لا بأس عليك "
قالت كاميليا" لقد أرسلت علاء ليشتري لي رقما جديدا للهاتف "
عقدت وجدان حاجبيها وقالت" ولماذا لا تستعيدين رقمك الأصلي؟ .. اذهبي لفرع الشركة بالبطاقة الشخصية وسيستعيدونه لك "
قالت كاميليا بتجهم" الخط كان باسم جابر"
ردت وجدان ببساطة " فليستعيده أبا ميس لك إذا"
اشاحت كاميليا بوجهها واستندت بكوعها المزين بثلاث أساور ذهبية لامعة على ظهر الأريكة تقول بامتعاض "لا أريد منه شيئا"
ضيقت وجدان عينيها وسألتها" هل تشاجرتما ؟"
لم ترد كاميليا ولم تجد ما تقوله فسألتها وجدان" ما السبب؟ تكلمي "
تطلعت فيها كاميليا بجانب عينيها وقالت "لأنه يريدني أن أنجب أخا أو أختا لميس "
قالت وجدان متعجبة " حقه .. البنت في السادسة من عمرها كما أنه لم يعد صغيرا "
صاحت كاميليا بغيظ " إنه يطلب ذلك ببساطة لأنه لن يعاني شيئا ..أنا فقط التي ستعاني من قرف الحمل والوحام وزيادة الوزن وألام الوضع ولزوجة تدفق اللبن "
ضربت وجدان كفا بكف وقالت بلهجة متهكمة" وهل سيحمل هو بدلا عنك يا كاميليا !.. هذه سُنة الحياة وقدر بنات حواء"
بوجه مقلوب عادت كاميليا للإشاحة بوجهها مغمغمة "اسكتي يا وجدان ودعيني في حالي"
قالت وجدان بلهجة محذرة " أنت بهذا الشكل ستدفعينه للزواج بأخرى"
أدارت كاميليا إليها وجهها تقول بحدة " من الذي يتزوج عليّ !!.. أنا كاميليا العسال .. وهل كان يحلم بالزواج مني أصلا !"
شعرت وجدان بغصة في قلبها .. ليتها تملك نصف ثقة كاميليا في نفسها.. فبلعت طعما مراً كالعلقم في حلقها وقالت بصدق " مهما كنتِ.. سيحتاج لولد ذكر يحمل اسم عائلته ويرث كل ما يملك يا كاميليا .. أم أنك تريدين بعد عمر طويل ألا تنالي أنت وابنتك إلا قدرا بسيطا من تركته؟ "
اعتدلت كاميليا وتطلعت فيها باهتمام متفاجئة كيف لم تفكر في هذا الأمر من قبل!..
كيف لم تفكر بأنها لم تلد له بعد ولدا ذكرا ليرث كل ما يملك .. كيف كانت بهذه الحماقة فلم تنتبه..
" أمن الممكن أن يجن جابر ويتزوج بأخرى إن لم ألد له الذكر !"
قالتها بصوت مسموع جعل وجدان ترد "وما الذي سيمنعه .. مهما كنت جميلة ومهما كان يحبك فهو ابن فلاح والولد والعزوة سر قوته وجاهه"
رفعت إليها كاميليا ذقنها تقول بثقة" أخي بدير سيقف أمامه"
عوجت وجدان شفتيها يمينا ويسارا ثم قالت بحرقة قلب "كيف وهو نفسه ينوي بأن يفعلها "
بعدم فهم سألتها كاميليا "يفعل ماذا ؟"
بصوت يخنقه البكاء ردت وجدان " يتزوج بثانية"
حدقت فيها كاميليا تسألها بعدم تصديق "من؟؟... بدير؟!!"
ردت وجدان مؤكدة " أجل"
بذهول سألت كاميليا " لماذا ؟!!"
قالت وجدان بسخرية مُرة " لأنه غارق في الحب "
اتسعت عيني كاميليا الخضراوين وهتفت ذاهلة " نعم!! .. لم أفهم .. هل تهلوسين يا وجدان؟!!... بدير أخي!!!"
شعرت وجدان بأنها بحاجة ماسة للحديث .. بحاجة لمن يؤازرها .. لمن ينصحها ماذا تفعل فتركت مكانها واسرعت نحو باب الغرفة تغلقه ..ثم عادت أمام عيني كاميليا الذاهلتين تجلس بجوارها واغمضت عينيها تتمتم" لابد أن أحكي لأحد وإلا سأموت مقهورة"
صاحت كاميليا بقلة صبر " تكلمي يا وجدان"
نظرت إليها وجدان بعينين تتجمع فيهما الدموع وقالت بصوت مخنوق " اخوك غارق في الحب منذ سنين يا كاميليا هذه هي الحقيقة التي حاولت التعامل معها ولم أفلح"
غمغمت كاميليا باستنكار " الحب !! بدير أخي؟!!.. ومنذ سنين !!"
بحسرة قلب ردت وجدان " أجل سلبت منه قلبه وعقله"
هتفت كاميليا "ما هذا الذي تقولينه؟ ومن هذه؟؟"
بسخرية مرة ردت "حبيبتك ..بسمة الوديدي"
انتفضت كاميليا واقفة وهتفت بصراخ" بم تخرفين أنت!!"
ملأت الدموع مآقيها وردت وجدان " هذا ما أتحمله منذ ما يزيد عن عشر سنوات يا كاميليا .. وأعلم بأنه قد طلب يدها من والدها أكثر من مرة ورفضوه لأنه متزوج"
صرخت كاميليا بقوة "هذا جنون ..أنت تهذين بالتأكيد!!"
انهمرت دموع وجدان وردت بحرقة قلب "ليس جنونا يا كاميليا بل أمر واقع .. أمر مقرف وشديد المرار اكتمه في قلبي .. ولا أستطيع أن أصف لك سعادتي حين علمت بأنها خطبت وستتزوج في العاصمة .. ويوم زفافها كان أسعد أيام حياتي .. ( وأكملت ببطء ) وأتعس أيام أخيك"
ناظرتها الأخرى بذهول غير مصدقة فأضافت وجدان "ظننت خلال الأربع سنوات التي قضتهم بسمة في العاصمة بأنه نسيها .. أو هكذا خُيّل إليّ .. حتى عادت مطلقة وعاد إليه جنونه .. وأصبحت رغبته في الزواج بها أقوى من ذي قبل .. ووصلني بأنه يكاد يتذلل لوالدها حاليا حتى يقبل به زوجا لها "
باستنكار وجنون هتفت كاميليا " بسمة الوديدي تصبح زوجة أخي !!.. هذا لن يحدث أبدا على جثتي إن حدث"
لاح الأمل في عيني وجدان فأمسكت بطارف عباءة كاميليا التي تقف أمامها وقالت بمسكنة " هل تقدرين على إيقافه يا كاميليا؟.. ( وعاد اليأس يتسرب إليها في اللحظة التالية فغمغمت ) لا أعتقد بأن هناك أحدا يستطيع إيقافه لو قرر أمرا كهذا "
مالت عليها كاميليا تمسك بذراعيها صائحة "لماذا لم تخبريني من قبل؟!!"
رفعت إليها الأخرى وجها مغرقا بالدموع واجابت " لا أعرف .. ربما لأني لم أجد فائدة من إخبار أحد فبدير سيفعل ما يريد في النهاية "
قالت كاميليا باستنكار " وأنت هل ستتركينه يفعلها؟"
اعترفت وجدان بخزي " وماذا بيدي لأفعله؟ .. إن ذهبت لبيت أهلي اخوتي سيعيدونني إلى هنا.. وإن اعترضت الكل سيرد بأن هذا حقه والشرع يكفل له ذلك "
جزت كاميليا على أسنانها وتحركت في الغرفة بعصبية تفكر بصوت عال وهي تضرب قبضتها في باطن كفها "وأنا لن اسمح بذلك .. لن اسمح لبنت الوديدي أن تأتي إلى بيت العسال وتنعم بخيره وترفع رأسها أمام الناس .. وخصوصا لو كان ما تقولينه صحيحا وهو واقع في حبها لدرجة أن يستمر على هذا الحب كل هذه السنوات فبالتأكيد سيرفعها فوق الكل وهذا لن أسمح به ما دمت حية واتنفس "
مسحت وجدان وجهها وسألتها بلهفة غريق يتعلق بقشة " ماذا ستفعلين؟ .. أنت لن تقدري على الوقوف أمام بدير ولا أحد سيستطيع الوقوف أمامه"
تكلمت كاميليا بشرود مفكرة " لا تقلقي .. هذا الامر يحتاج لتخطيط ذكي .. وسأريك كيف سأعرقل زيجته بها .. لن أكون كاميليا إن لم أفعل ذلك "
××××


يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-04-20, 12:23 AM   #626

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

في المساء
علت الزغاريد مصاحبة لأغاني الـ DJ أمام بيت نصرة وقد وقف كريم بجوار الشاب صاحب الـ DJ يراقب ما يفعله بفضول ..بينما تحركت هي بين الحضور بسعادة شديدة ترتدي عباءة جديدة وخديها المكتنزين أحمرين بحمرة طبيعية متجاهلة رغم الغصة ما يصلها من همسات قريبات العريس الممتعضة بزعامة أمه من إقامة حفل الخطبة في الشارع بدلا من تأجير قاعة أو إقامة صوان كبير في مكان أوسع وليس في الحارة الضيقة التي يقع فيها بيت هلال جمعة والد العروس* .. والذي وقف هو الأخر يستقبل المهنئين من الرجال .
أما اسراء فلم تكن تمتلك مثل أمها موهبة الابتسام رغم المنغصات .. فجلست على مقعد العروس ترتدي ثوبا ورديا لامعا ومنفوشا فوقه حجاب بسيط ولم تستطع اخفاء شعورها بالتوتر والوجوم .. ولا تشعر بالفرحة العارمة التي تتمناها أي عروس في يوم كهذا .. كيف وأمها قد باعت قرطها.. القطعة الوحيدة التي بقيت من مصوغاتها الذهبية .. من أجل مستلزمات الحفل البسيط الذي يبدو من الواضح بأنه لا يعجب أهل طلال .. لكن الأخير كان يجلس على المقعد المجاور لها تبدو السعادة على وجهه جلية .
طالعها طلال ومال عليها يقول " هل أنت بخير ؟ أشعر بك تشردين بين الحين والاخر"
ابتسمت اسراء في حياء وقالت بمراوغة " لا شيء .. فقط محرجة قليلا "
قال بابتسامة وسيمة "ووقت كنا نختار الشبكة** كنتِ صامتة تماما والخالة نصرة من كانت تدفعك للحديث"
شعرت إسراء بالخجل الشديد فقال طلال بلهجة صريحة " صبرني الله على الشهرين القادمين حتى تكونين في بيتي "
قالت اسراء بتردد " طلال أشعر بأن شهرين وقت قصير جدا لأعد نفسي .. حتى أغنى العائلات لا تستطيع أن تدبر كل شيء في شهرين "
قال طلال بصدق " صدقيني يا اسراء الأمر خارج عن ارادتنا جميعا فأخي سيسافر لمدة طويلة ويرغب في حضور حفل زفافي قبل سفره .. ولولم أكن أقضي الخدمة في الجيش لكنت تقدمت إليك في وقت أبكر لأني كما قلت لك عيني عليك منذ مدة ولم أكن أعلم بأن أخي سيحصل على التأشيرة الآن "
فركت كفيها بارتباك وخجل .. فتدخلت أخت العريس تقول مازحة "بم تتهامسان ! لا تتعجلا فالعمر أمامكما إن شاء الله للحديث .. هيا يا عريس لتلبس عروسك الشبكة "
وسط الزغاريد العالية وقفت نصرة بجانب ابنتها تراقبها وهي تلبس شبكة عريسها وبطرف وشاحها مسحت تلك الدموع التي تصر على إفساد اللحظة لتسيطر على الموقف.
إنه يوم خطبة الغالية اسراء .. اليوم الذي تمنته منذ أن ولدت .. ذلك الشعور الأمومي بالسعادة والذي يطغي على أي شعور أخر حتى لو كان مشاعر الحرج وضيق اليد أمام أهل العريس و هَم تجهيز العروس في ظروف مادية صعبة ووسط منافسة بين أهل البنات أصعب .. بينما أدخلت اسراء خاتم الخطبة بارتباك في بنصر طلال بعد أن انتهى من إلباسها الشبكة .. لتنطلق بعدها الزغاريد.
في نفس الوقت وبسعادة كبيرة أخذت ونس تلتقط للعروسين صورا بهاتفها رغم صعوبة التقاطها لتفاصيل الأصوات الكثيرة العالية المتداخلة حولها مع أصوات الموسيقى الصاخبة حتى أن إحدى الفتيات لكزتها أثناء التجمع أمام العروس بعد أن طلبت منها الافساح ولم تنتبه فتألمت ونس ونظرت للفتاة بغل بينما تدخلت بعض الفتيات صاحبات ونس واسراء للدفاع عن الأولى بحمائية جعلت الفتاة الأخرى تنكمش متراجعة .. لتقرر البنات بعدها الانتشار حولها من كل جانب حتى يتركن لها الفرصة للانتهاء من التقاط الصور للعروسين .. فناظرتهم ونس بسعادة وامتنان وتذكرت انهن واسراء كن يحمينها في المرحلة الابتدائية والاعدادية من التنمر وبعضهن رافقنها في المدرسة الثانوية الصناعية بينما التحقت اسراء والأخريات من المتفوقات بمدارس الثانوي العام.
في إحدى الغرف بالداخل وقفت أم هاشم تكشف عن ذراعيها الأسمرين و تغرف بهمة مع أخوات نصرة أطباق العشاء للمدعوين ولم تتوقف مساعدتها عند مجرد طهي الطعام الذي أخذته على عاتقها كله ..حتى أن بسمة حينما مرت سريعا منذ قليل لتقديم واجب التهنئة لنصرة لم تقابلها خاصة وأن بسمة لم تطل في البقاء فهي تكاد تكون منقطعة عن جميع المناسبات حتى أصبح البعض يتهمها بالغرور والتعالي لكنها خجلت من دعوة نصرة لها واضطرت للذهاب بالنيابة عن بيت الوديدي خاصة مع سفر العروس مهجة لأحد المنتجعات السياحية مع زوجها.
أما في الخارج فوقف جابر بجانب هلال .. لكنه كان متحفظا معه أكثر من أي وقت بعد أن استشعر أن أي مساعدة من أي نوع يقدمها عادة الجار لجاره وابن البلد لأخيه والصديق لصديقه في مثل هذه المناسبات في الريف قد يأخذها هلال على كرامته فقرر أن يقوم بدور الضيف الغريب ..
وكم كان هذا الشعور صعبا عليه وهو يحمل الكثير من المحبة لهلال وأسرته.
بعد قليل وقفت أم هاشم اثناء تقديم العشاء للمدعوين ترتكن إلى الحائط مجهدة بعد يوم طويل وطبخ كميات كبيرة من الطعام .. متجاهلة بعض الغمز واللمز عليها من بعض الحاضرات منذ أن بدأ الحفل .. في الوقت الذي شكرت فيه إحدى النساء في الطعام بشدة لترد إحدى أخوات نصرة " أم هاشم سلمت يداها من قامت بطهيه كله وكنا نساعدها فقط .. ( ونظرت لأم هاشم بمحبة تقول ) كنت اسمع عن طهوها من نصرة لكني لأول مرة أكل من يدها "
ابتسمت لها أم هاشم بمجاملة .. فسألت إحدى الموجودات بفضول "هل حقا ما سمعناه يا أم هاشم .. أن أم مصعب خطبتك بنفسها لزوجها؟ اخبرينا بالتفاصيل"
لوت أم هاشم شفتيها وردت باقتضاب "هو ما سمعتيه ولا توجد تفاصيل "
قالت أخرى بغيظ " لو كنت مكانك كنت وافقت حتى أحرق دمها .. ترى على من ستميل أم مصعب في مهمتها هذه المرة "
تكلمت ثالثة" اقطع ذراعي إن لم يكن زوجها عينيه على إحداهن ويلهيها في البحث ثم يفاجئها باختياره .. الرجل لا يطلب هذا الطلب بهذا اللؤم إلا إذا كان قد أعد العدة لشيء ما وسترين "
ردت رابعة " حرام عليك يا أم عاطف الرجل متدين والشيوخ يتبعون السُنة في هذا الأمر "
قالت الثالثة باستهجان " وهل قلت بأنه كفر إن كان يخطط بالزواج من أخرى ويحاول اقناع زوجته بالأمر !"
مطت أم هاشم شفتيها وغمغمت باقتضاب " أبي وجدي رحمهما الله كانوا شيوخا وجد أبي الشيخ تيمور رحمه الله كان شيخا أزهريا ولم يفعلوها والله !"
تكلمت الحاجة نجف بهدوء من جلستها عند الباب " لا تحرمون حلالا حبيباتي .. وأصابعكن ليست مثل بعضها فلكل واحدة ظروفها .. هناك من ترضى بذلك دون غضاضة وهناك من تجبر عليه وأخرى ترفضه ولها حق الانفصال .. إنما العادات والتقاليد التي وضعناها هي ما تصعب حياة النساء وترفض انفصال الزوجة وتستهجنه إن رفضت زواج زوجها بأخرى "
قالت إحدى الجالسات وهي تلوك الطعام في فمها "لا تؤاخذينني يا أم هاشم لقد كانت فرصة كبيرة وفوتها عليك فأبو مصعب رجل في عنفوان شبابه ووسيم وميسور الحال وأنت .. أنت .. لا تؤاخذيني"
حدجتها الحاجة نجف موبخة بينما كتمت بعض النسوة الضحك .. فهبت أم هاشم تقول بعصبية" أنا ماذا يا عدلات تكلمي لمَ انعقد لسانك عن الاسترسال؟! "
تدخلت إحدى أخوات نصرة تقول بتعاطف "ما لزوم هذا الكلام الآن يا جماعة !"
غمغمت أم هاشم وهي تعود إلى الغرفة التي يتم فيها تجهيز وغرف الطعام " هذا لزوم التحلية بعد الأكل "
اغتاظت عدلات وجزت على أسنانها بعصبية لكنها خافت من أم هاشم فبلعت لسانها .. لتلكزها أم عاطف هي تقول "دعك منها الآن .. هل شاهدتم بنت الوديدي ؟.. تفاجأت بظهورها السريع اليوم في الحفل ..(وعوجت فمها يمينا ويسارا تغمغم ) منذ متى وهي تجامل في المناسبات"
ردت أخرى " لأن نصرة ستعمل لديها في مشروعها ودعتها بنفسها "
تكلمت إحدى الشابات بغيرة واضحة " حتى لو كان هذا هو السبب فظهورها كان غير متوقعا .. ألم تترفع عن التواصل مع الجميع منذ أن عادت من العاصمة وتحاول حاليا أن تلعب دور الباشمهندسة وسيدة الأعمال !"
غمغمت أخرى تمصمص شفتيها "ماذا لو لم تكن مطلقة ولا تنجب !"
قالت إحدى السيدات المتعاطفات " لا تتحدثوا بهذه الطريقة عنها يا جماعة .. إنها فقط تركز على مستقبلها ..فالمسكينة لم يعد لديها أمل في الإنجاب"
في داخل الغرفة ضربت أم هاشم جبهتها بباطن كفها تقول لنفسها من بين أسنانها تعليقا على ما يأتيها من حديث من الخارج "اللهم طولك يا روح !!"
قالت شابة أخرى بتهكم وهي تقلد بسمة بطريقة ساخرة " هل رأيتموها حين وصلت؟.. سلمت على الجميع بأطراف أصابعها .. ووقفت بجانب العروس خمس دقائق كتمثال من الرخام وكأنها تتفاخر بجمالها .. قبل أن تستأذن وتغادر.. (وأكملت بغيظ ) من تحسب نفسها ؟.. وما هذا الغرور الذي تتعامل به على خلق الله .. أتعلمون كلها حركات استعراضية أمام الرجال تريد أن تبدو غامضة ومستحيلة حتى تثير فضول أحدهم ليحاول الفوز بها شاعرا بأنه قد فاز بالجائزة الكبرى .. هذه الطرق اللئيمة واضحة جدا "
تساءلت إحداهن بقلق "هل تعتقدن فعلا أن ظهورها المفاجئ اليوم كان لتبحث عن زوج؟!! .. لقد رأيت معظم الرجال يبحلقون فيها في دخولها وخروجها"
كالطوفان خرجت أم هاشم تصيح فيهن بعصبية "ألن تكفوا عن جلد الناس بألسنتكم! .. بسمة الوديدي من التي ستبحث عن زوج يا حلوة أنتِ وهي وأكثر من رجل ينتظر إشارة من اصبعها لتوافق؟!!.."
ناظرتها النسوة مرعوبات ومخروسات فأضافت أم هاشم تضرب كفا بكف" عجيب والله أمركن !.. إن اختلطت المسكينة بالناس لا يعجبكن وتقولون تبحث عن زوج .. وإن اعتزلتهم لا يعجبكن ..وتقولون مغرورة .. أ تشعل في نفسها النار لترتحن !!"
هتفت عدلات بغيظ" وما دخلك أنت يا أم هاشم !... ألأنها صاحبتك تصيحين في وجوهنا بهذه الطريقة"
قالت أم هاشم من بين أسنانها وهي تضغط على قبضتيها بقوة" اتقي شري في هذه الساعة يا عدلات"
امتقع وجه المرأة رغم تظاهرها بالشجاعة بينما صاحت نجف بصوتها الضعيف في شفقة "إهدئي يا أم هاشم .. وأنتن كفوا عن الثرثرة .. عيب عليكن "
دخلت نصرة بوجه ممتقع تقول" ماذا يحدث يا جماعة؟! "
وجه نصرة المحبط أشعر أم هاشم بأنها على وشك افساد الحفل ..فقبضت على أعصابها المشتعلة بالغضب وقالت وهي تعدل من حجابها" اعتقد بأن مهمتي انتهت يا نصرة .. مبارك لك ولإسراء يا حبيبتي .. (وتحركت مغادرة وهي تقول) سأغادر أنا حتى لا تنفلت أعصابي وانكد عليكم .. السلام عليكم"
غمغمت نجف باستياء وهي تنظر للنسوة بقرف " لا حول ولا قوة إلا بالله !"
هتفت أم عاطف تقول " دعونا من هذه السيرة واخبروني من تظنون أنه المسئول عن اشعال النار في حقل أولاد الجهيني ؟.. صحيح أن جزءا صغيرا جدا من الزرع هو ما تضرر لكنه بالتأكيد بفعل فاعل "
خرجت أم هاشم بوجه متجهم ومشية عصبية تغادر الحفل بينما نصرة تسرع باللحاق بها وهي تنادي "يا أم هاشم .. إلى أين … يا بنت انتظري أنت حتى لم تتناولي العشاء "
مرت أم هاشم من أمام هلال وجابر .. ولفت انتباههما مشيتها العصبية وهي لا ترى أحدا أمامها .. بينما وقفت نصرة بالقرب منهما وقد يئست من اللحاق بها فسألها هلال بفضول" ماذا حدث؟"
غمغمت نصرة بأسى "النسوة ليس لديهن حديث اليوم إلا عن طلب أم مصعب منها .. وبالطبع يلومونها على عدم الموافقة باعتبار أن هذا تبطرا منها على فرصة قد لا تتكرر "
غمغم هلال بوجوم" لا حول ولا قوة إلا بالله .. بهذا الشكل قد تضطر يوما للموافقة على ما لا تريد لتهرب من ألسنتهم"
رد جابر بثقة" أم هاشم فتاة حرة لن تخضع لأحد مهما كانت الأسباب "
قالها وتذكر باستياء شديد ما قالته كاميليا الليلة الماضية فانتابه ذلك الشعور بالتعاطف مع أم هاشم والقرف والنفور من كاميليا ..
بينما تحركت نصرة عائدة للداخل وهي ترفع وجهها للسماء وتهمس" عدلك يا رب .. نطلب عدلك ورحمتك "
××××
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
* عادة تكون تكاليف حفل الخطبة على أهل العروس

** الشبكة هي هدية من الذهب من العريس للعروس بالإضافة لمحبسي الخطبة .




يتبع








Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-04-20, 12:24 AM   #627

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

"هل أنت متأكد مما تقول يا عصفور؟"
قالتها كاميليا في الهاتف بعد أن استطاع علاء ابن بدير استعادة الارقام الخاصة بها من حسابها على الانترنت فجاءها صوت عصفور مؤكدا " هذا ما سمعته يا ست كاميليا .. قال لوالدته لن أذهب إليها وهي ستختار ماذا تريد في المرحلة القادمة"
زمت كاميليا شفتيها وهزت ساقها بعصبية قبل أن تقول "حسنا .. سجل هذا الرقم عندك إنه رقمي الجديد ولا أريد لمخلوق أن يعرف به هل فهمت وافتح عينيك جيدا ".
أغلقت الخط تعتصر الهاتف بعصبية ووقفت تفكر .
إن جابر متغير هذه الأيام ..بل إنه كذلك منذ مدة وهي أيضا لم تعد كاميليا الصغيرة المرنة .. تشعر بأنها قد تغيرت هي الأخرى.. أصبحت أقوى وأصبح لديها متطلبات أكثر جموحا ووضوحا وجابر لا يلبيها .. يكفي أنها لم تعد تشعر بأنها مميزة بزواجها منه .. وشخصيته المعقدة المتزمتة معها تخنقها .. لكن في الوقت نفسه لا تملك الشجاعة لطلب الطلاق حتى لا تكون مثل بسمة ..لابد أن تظل متفوقة عليها ..
إذن ما العمل الآن؟
تحركت في الغرفة جيئة وذهابا بعصبية ..
إن كان جابر لا ينوي أن يأتي خلفها هذه المرة فهو بالتأكيد قد عاد للبيت وأخبرته أمه بذهابها لبيت أهلها.. إذا لا يوجد أمامها إلا أن تصر على بقائها وتضغط على أخويها ليؤدباه حتى يدرك بأنها ليست لقمة سائغة .. ستبقى لبعض أيام وترى إن كان جابر سيضعف ويأتي إليها أم تلجأ لخطة بديلة.
صوت عودة أخويها من مشوار في العاصمة أتاها من الخارج قبل أن يدخل عليها عماد عاقدا حاجبيه يسألها "ماذا تفعلين هنا أنت وابنتك في هذا الوقت المتأخر؟"
ردت بمراوغة "وهل ممنوع عليّ أن أبيت في بيت اهلي ؟.. هل أنا أقل من مليكة صوالحة التي تبيت ليلة كل أسبوع في بيت والدها ؟"
سألها بدير من خلفه" هل تشاجرت مجددا مع جابر ؟"
أجابت بعناد" أجل وهذه المرة لن أعود إلا بعد أن يعرف قيمتي جيدا "
هب عماد مقتربا منها يقول باستهجان "ما معنى لن أعود إلا بعدما يعرف قيمتك ؟... هل تفكرين في الطلاق حضرتك "
قالت بعناد لتناطحه "وماذا فيها؟!"
أمسكها عماد من شعرها بعنف يقول من بين أسنانه" إياك أن اسمع كلمة الطلاق هذه على لسانك .. هذا الامر ليس لعبة في يديك"
صرخت كاميليا متألمة في الوقت الذي اسرعت وجدان بالطلب من أحد أولادها بأن يأخذ صغار العائلة وخاصة ميس إلى الطابق العلوي.
هتفت كاميليا متألمة" لقد أخذ مني الهاتف ومنعني من التواصل مع أحد "
رد بدير عليها بهدوء "بالتأكيد فعلت مصيبة ..لقد حذرتك أكثر من مرة ألا يغرك صبر جابر أنا أعرفه حق المعرفة .. وأعرف بأنه ليس بهذا الضعف الذي تعتقدينه"
غمغم عماد من بين أسنانه وهو لا يزال يمسك بشعرها "أنا شخصيا كنت أتعجب من أنه يصبر عليك كل هذا الوقت فلو كنت مكانه لاصبحتك وأمسيتك بعلقة ساخنة حتى تعتدلين"
صرخت كاميليا فيه بغل وهي تدفعه في صدره بعنف "قلبك أسود طوال عمرك يا عماد"
هم بضربها قائلا "بم تتبجحين؟"
اسرع بدير يقف بينهما يقول لأخيه بهدوء خطر" هل ستضربها أمامي؟"
ابتعد عماد صائحا بعصبية "لا .. سأتركها لك لتفرح بها وهي مطلقة "
قالها وتحرك مغادرا .. فأسرعت زوجته التي كانت تراقب ما يحدث بارتباك لتلحق به .. بينما استدار بدير يحدق في كاميليا بنظرة خطرة قائلا للباقين" اتركونا وحدنا"
اسرعت وجدان بالخروج برعب هي وولديها واغلاق الباب بينما زم بدير شفتيه وقال بهدوء مخيف "إن لم تستطيعي السيطرة على الامور فلا تلعبي بالنار يا كاميليا .. هذه المرة لم يحضر جابر خلفك كالمرات السابقة ولم يتصل بي حتى .. وهذا انذار خطر لك بأن الأمور قد خرجت عن سيطرتك تماما "
قالت وهي ترفع ذقنها بكبرياء" من قال هذا .. أنا كاميليا وأحسب حساب كل شيء .. يومين وسيعود إليّ راكعا"
قال بدير بلهجة قاطعة " بل ستعودين لبيتك الآن .. علاء سيوصلك "
همت بفتح فمها لتعترض لكنه أضاف بلهجة خطرة جمدت الدم في عروقها "الآن يا كاميليا"
××××
بسعادة كبيرة راجعت ونس في هاتفها صور العروسين وهي مستلقية في سريرها.. ثم حدقت في سقف الغرفة القديم تتخيل نفسها في نفس المشهد كعروس بجوار ذلك الأمير الوسيم .. لكنها عادت وعبست حين رأت ذلك الوسيم وقد اصبح غريبا كما حدث معها الاسبوع الماضي .. فنفضت عن رأسها الفكرة وانقلبت على جانبها تحضن الهاتف بكفها .. وعادت تفكر من جديد ..
ترى هل تسرعت في تكوين انطباعها عنه ؟..
لكن أي انطباع كان الأصح الأول أم الثاني؟ ..
وسؤال آخر يؤرقها ..
ألن يأتي هذا الأمير لقريتهم مرة أخرى ؟.. ألن تراه مجددا؟ ..
عند هذه الخاطرة شيء بداخلها أشعرها بالوحشة وتمنت أن تراه ولو مرة واحدة أخرى .
××××





يتبع






Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-04-20, 12:28 AM   #628

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

تحرك صاعدا على سلم البيت تُثقل الهموم اكتافه ويشعر بأنه على مفترق طرق ولأول مرة لا يعرف إلى أين يتجه ..
طوال عمره كان محدد الأهداف .. واقعي النظرة والتفكير .. يعرف إلى أين سيخطو الخطوة القادمة ..
لكنه في هذه اللحظة يجد أن تحديد الطريق أمر صعب .. فكل طريق منهم سيحمل له قدرا من التعاسة إما تعاسته أو تعاسة ابنته .
أجل .. لقد نفذت طاقة صبره مع كاميليا وتسلل الجفاء إلى قلبه وسيطر عليه .. وأدرك بعد فوات الأوان أنه لم يحسن الاختيار ..
حين عاد من الخليج وقرر الاستقرار والزواج أراد أن يتزوج بامرأة جميلة وكأنه يكافئ نفسه على تحمله رحلة الشقاء والعذاب التي عاشها في الغربة ..
رحلة بدأها من الصفر .. بدأها كعامل بسيط في سوبر ماركت وعاش الشهور الأولى يفترش الكراتين في مرآب السيارات ويتغطى بها .. حتى ارتقى بكده وتعبه ومثابرته و أصبح مشرفا لكافة أعمال الشيخ صاحب السوبر ماركت .. وكان يعتقد أنه يكافئ نفسه على انضباطه واستقامته فيما يخص العلاقات النسائية المحرمة التي اتيحت له بكثرة وسهولة في الغربة بزواجه من امرأة جميلة مثل كاميليا..
غمغم في سره " فتنتك أموالك يا جابر وفتنك حسنها فلم تحسن الاختيار .. فُتنت يا ابن دبور والآن تجني الثمار "
في غرفة النوم سمعت كاميليا خطواته .. وبكل غيظ وقهر عدلت من هيئتها أمام المرآة واتجهت نحو الباب .. لقد قررت ألا تتركه ليتحرر منها .. فهي لا تقبل بالخسارة في أي شيء .. وكما قال لها بدير خسارة جولة ليست نهاية المطاف فقد نخسر بإرادتنا لنكسب جولات أخرى مستقبلية.
خرجت من غرفة النوم فتفاجأ جابر بأنها قد عادت وقد ظن بأنها ستنتظره حتى يهرع إليها ككل مرة..
انتهى من صعود السلم.. فتصنعت كاميليا اللامبالاة وتحركت ببطء ودلال أمامه تدعي الذهاب للحمام ..فتأمل ما ترتديه بنظرة ذكورية مقيمة وقد أدرك بما تنوي عليه بنت العسال ..
كانت أمام مستقبلاته الحسية كائنا مبهر الجمال .. رائع التقاسيم .. تفاصيلها في قميص نوم قصير جدا شفاف تماما يكشف عن كافة تفاصيلها الصاخبة الأنوثة والمنحوتة تحته بإغراء لتستفز أعصابه .. وتدعوه صراحة لما يشتهي الرجل فيه..
لكن كل هذا لم يهز فيه شعرة !
ويا لغرابة ما يحدث معك يا جابر!
فذات يوم كانت في نظره امرأة باهرة الحسن..
يعترف بذلك.
والآن يراها قبيحة قميئة الصفات.
يعترف بذلك أيضا ..
قال باقتضاب "عدتِ إذن!"
غمغمت بتمنع " لم ارغب في اغضابك "
ابتسامة ساخرة ظهرت على زاوية شفتيه وهو يمر من جانبها دون أن ينظر إليها .. ثم تجاوزها في طريقه إلى الغرفة الأخرى التي بات فيها ليلة أمس ..
حين لم يعيرها اهتماما استدارت تسأله باستنكار" إلى أين؟!!"
رد دون أن يستدير " إلى حيث سأنام من الآن فصاعدا .. أمي وضعت لي بعض الملابس هناك"
أغضبها أن تخرج الأمور عن سيطرتها .. بل هو جابر الذي يخرج عن سيطرتها .. فأسرعت خلفه تمسك بذراعه لتوقفه وتقول بغنج " من منا عليه أن يخاصم الأخر (ورفعت أمامه معصمها المربوط وهي أكيدة بأن قلبه رقيق ولا يتحمل الأذى وقالت بمسكنة ) ألا يكفيك ما فعلته بي!"
حرك مقلتيه نحوها ورد ببرود "احمدي ربك أني اتحلى ببعض العقل والحكمة وإلا لكسرت عظامك في يدي (وأدار وجهه نحوها يضيف) وهذا شيء استطيع فعله بسهولة شديدة إن كنتِ لا تعلمين "
سألته بغباء مضيقة حاجبين مرسومين بفن "تفعل ماذا"
رد مؤكدا وهو يبعد يديها عن ذراعه " أكسر عظامِك "
قالها وتحرك يكمل طريقه .. فصرخت بغيظ" كل هذا من أجل ماذا؟؟؟؟ .. ما الجرم الذي فعلته لكل هذا ؟!!!"
وضع يده على مقبض باب الغرفة وقال بسخرية مُرة" جرم لن تدركيه أبدا .. لأن معيار القِيَم لديكِ غير موجود من الأساس وفشلت أنا في زرعه فيكِ"
فتحت فمها وضيقت عينيها تناظره بعدم فهم وقد خيم الغباء على ملامحها الجميلة .. فأضاف جابر بهدوء خطر "بالمناسبة ..هذه هي أخر مرة سأسمح لك فيها بمغادرة المنزل دون إذن مني .. لو خطت قدمك عتبة البوابة الخارجية بدون إذن مني يا كاميليا لأي سبب من الأسباب فلن تعودي إلى هذا البيت أبدا .. تصبحين على خير "
دخل الغرفة واغلق الباب خلفه فتركها في الممر كتمثال شديد الإغراء .
والغباء..
××××
شروق جديد ..
شروق آخر انتظرته هذه المرة في مشروعها وبالتحديد فوق سطح المبنى الصغير الذي كان ذات يوم مخزنا ..
جاءت لتشهد الشروق ومعها قهوتها..
ورغم ندوب الماضي والحاضر ..
ورغم الألم ..
ورغم الحزن الساكن في عينيها ..
استقبلت بسمة اليوم الجديد على رائحة البن بحماس وتمنت أن يأتي الوقت الذي سترى فيه مشروعها هذا أكبر..
لكن ذلك الخوف اللعين من المستقبل .. وذلك الشك المخيف من القادم ينغص عليها فرحتها بالنجاح ..
ما تشعر به بأنها لا تملك زمام أمرها بعد يخنقها .. وتساءلت إلى متى ستصمد أمام ضغط أهلها عليها بالزواج ..
فما أصعبه من الشعور أن تكون ورقة في مهب الريح أمرها ليس بيدها .
حين نزلت من فوق السطح كانت الفتيات العاملات قد بدأن بالتوافد .. وراقبت أم هاشم التي تولت مهمة الضبط والربط تلقائيا في المكان ومراقبة الحضور والانصراف بالإضافة لتولي أمر حسابات المشروع .. تصيح في الفتيات بلهجة حازمة " حلفتكن بالغاليين لا أريد مرقعة لأنها ترفع ضغطي وتجنن عفاريتي الصغار (ونظرت لأكياس الفول والطعمية التي ينوين أن يفترشن الأرض ليفطرن بها وقالت) خمس دقائق ويُفض هذا المولد"
هبت إحدى الفتيات تصيح باعتراض "خمس دقائق فقط يا أم هاشم لن نلحق (ونظرت لبسمة التي تراقبهن بابتسامة وقالت ) لماذا تتركينا في يد هذه المفترية يا أبلة بسمة؟! "
جزت أم هاشم على أسنانها وغمغمت" أنا مفترية يا بنت حُسْنِيَة !"
قالت بسمة بهدوء "امنحيهن خمسة عشر دقيقة يا أم هاشم "
مطت أم هاشم شفتيها وبرطمت بامتعاض "هذا الدلال المفسد يفقأ مرارتي يا بنت الوديدي .."
ابتسمت بسمة وتأملتها قائلة " أ تعرفين بأني ممتنة لوجودك معي يا أم هاشم في هذا المشروع ؟..صدقا أقول"
ابتسمت أم هاشم فظهرت غمازتيها على جانبي وجهها وردت" ليس بقدر سعادتي اقسم بربي .. اشعر بأنه مشروعي أنا .. وإن شاء الله سيكرمك الله فيه يا بسمة يا بنت فاطمة"
قبل أن تعقب بسمة انتبهتا لسيارة دفع رباعي سوداء ضخمة تقف في الشارع أمام بوابة المشروع المفتوحة على مصراعيها فبلعت بسمة ريقها وبدأ شعور بالتوتر الغريب يسري في أعصابها .
لقد عاد ..
وقد ظنته لن يعود بعدما غاب لأكثر من أسبوع..
نهرت نفسها باستنكار أن تهتم لمجيئه ولذهابه فالسور الفاصل الذي يقسم الساحة قد أقيم وأصبح البيت منفصلا عن ساحة المشروع .. عليها أن تهدأ إذن ولا تعيره اهتماماً.
دققت أم هاشم في الشابين المترجلين من السيارة ..طويلان بشكل ملحوظ عريضي الكتفين ومفتولي العضلات ..
كانا متطابقين في الملامح .. وفي الملابس أيضا وكأنهما نسخة مكربنة ..
أغلق كامل باب السيارة أمام عيني بسمة يعدل من التيشيرت الأبيض الذي يرتديه فوق بنطال من الجينز الأسود وحذاء رياضي.. ثم فتح باب المقعد الخلفي ليخرج منه كلب من النوع البوليسي بني اللون .. وتأملت بامتعاض حركته الطاووسية التي لاحظتها كلازمة يقوم بها وهي رفع شعره إلى أعلى رأسه بمشط يده.. فغمغمت من بين أسنانها "استعراض صبياني سخيف .. لماذا يحسب نفسه وسيما !"
علقت أم هاشم بهمس مسموع لصاحبتها "اللهم صل على النبي .. الآن أحببت العمل معك أكثر من ذي قبل يا بنت الوديدي.. قلبي الصغير لا يحتمل والله!"
تحكمت بسمة في ابتسامة محرجة ولكزتها بمرفقها تقول بهمس موبخ "أم هاشم !"
نظرت إليها الأخيرة تقول باستنكار " اتركي أم هاشم لتلطم على وجهها في صمت"
سحبتها بسمة وهي تكتم الضحك ودفعتها بقوة ليبتعدا عن واجهة البوابة.
تحرك كامل يحاول السيطرة على خفقات قلبه المتسارعة وتصنع برودا يتقنه على ملامحه بينما مط شامل شفتيه بامتعاض وهو يشعر بما يشعر به أخوه ..ثم صاح في الكلب الذي تحرك نحو بوابة المشروع يتشمم " شهبندر تعال هنا"
عند بوابة بيت الجد صالح الجديدة فتح كامل الباب وتأمل السور الفاصل لا يعرف إن كان عليه أن يفرح لوجوده كحل وحيد لبقائه بجوارها أم يحزن لأنه سيفصل بينهما..
أم يستمر في قلقه على حاله الذي بات مقلقا..
كل ما هو أكيد منه أنه سعيد جدا بعودته إلى هنا .
قال شامل "اعطني مفتاح السيارة لأركنها على جانب الطريق إن أوقفتها بهذا الشكل ستعرقل المرور"
غمغم كامل وهو يدخل ساحة البيت" أتركها الآن أنا سأركنها بعد قليل "
كان مقروءا لتوأمه .. وكان محيرا له أيضا .. فانخرس شامل ولم يعقب وإنما اسرع بالدخول خلفه هو وشهبندر إلى بيت الجد صالح معترفا لنفسه بأنه قد اشتاق لهذا البيت .
بعد ساعتين قالت نصرة التي انتهت من الاشراف على عمل العاملات "الطلبية جاهزة يا أبلة بسمة وتم تغليفها ولم يبقى إلا أن تأتي الشاحنة لتحملها .. لكن كيف ستدخل وتلك السيارة التي تقف في الخارج تسد الطريق؟!"
تدخلت أخرى تقول "أجل يا أبلة بسمة لن تستطيع سيارة التوصيل الوقوف أمام البوابة"
نظرت بسمة في ساعتها فوجدت أن موعد وصول الشاحنة الصغيرة التي توزع الطلبيات على المحال قد اقترب فجزت على أسنانها واندفعت نحو البوابة تتطلع في سيارة التوأمين وهمت بالذهاب إليهما .. لكنها تحكمت في أعصابها وفضلت عدم الاحتكاك المباشر بينها وبينه فقالت وهي تنظر لبعض العاملات الواقفات" واحدة منكن تذهب إليهما وتطلب منهما تحريك السيارة "
كتمت الشابات الضحك بحرج وأخذت كل منهما تدفع الأخرى غامزة لتذهب هي .. فشعرت بسمة بالغيظ في الوقت الذي صاحت نصرة فيهن بحزم" هيا يا بنات فلتتطوع واحدة منكن للذهاب ليس لدينا وقت "
قالت إحداهما ضاحكة" لن استطيع يا خالتي فهما وسيمان جدا وقلبي الصغير لن يحتمل"
عوجت نصرة فمها يمينا ويسارا بينما دفعت إحداهما أخرى تقول" رضوى جريئة هيا رضوى"
غطت رضوى فمها وهي تضحك بحرج وتحركت إلى البوابة المجاورة تتابعها الانظار .. في الوقت الذي خرجت فيه أم هاشم تتابع ما يحدث.
عند البوابة الأخرى تراجعت رضوى بعد أن كادت أن تدفع البوابة وتدخل .. واسرعت بالعودة إلى الواقفات.. فانفجرت الفتيات في الضحك المحرج .
اندفعت أم هاشم تقول متصنعة الحزم "ما هذه المرقعة! ..سأذهب أنا "
اتسعت عينا بسمة وقالت معترضة" أنتِ تعالي هنا"
عند البوابة المجاورة نظرت إليها أم هاشم تقول بلهجة شقية "هل سنقف هكذا اليوم لابد أن أتصرف"
همست بسمة فيها بتوبيخ" بنت يا أم هاشم عودي "
ثم نظرت حولها للفتيات المتابعات لما يحدث وبلعت لسانها بينما دفعت أم هاشم البوابة ودخلت بثقة.
عند باب دار الجد صالح وقفت الأخيرة تعدل من وشاحها حول رأسها بسلوك أنثوي عفوي قبل أن تغمغم لنفسها ساخرة "ماذا تفعلين يا أم هاشم أنت غوريلا مهما فعلتِ!"
طرقت على الباب وهي تضيف "لكن هذا لا يمنع أن يعاين الباذنجان الأسود حلوى السمسمية عن قرب"
فتح كامل الباب بتحفز وأطل عليها بقامته الطويلة يناظرها بتساؤل .. فبلعت ريقها الجاف وقالت وهي تضع على بطنها يدا فوق الأخرى "لو سمحت يا استاذ حرك السيارة من أمام البوابة الأخرى لأن شاحنة الطلبيات على وشك الوصول وحالنا سيتعطل "
أطل شهبندر برأسه بجوار ساق كامل بفضول فأجفلت أم هاشم وبسملت في سرها بينما رفع كامل حاجبا وسألها ببرود" ومن تكونين بالضبط ؟"
أجابته بكبرياء وهي تعدل من وشاحها" معك الـ HR* "
رفع كامل حاجبيه باندهاش ثم قال بعناد "حين تصل سيارتكم سأخرج ساعتها لتحريك سيارتي.. بلغي من أرسلتكِ بذلك"
شعرت أم هاشم بالاستفزاز فضيقت عينيها تقول بإصرار "وأنا لن اتحرك من هنا إلا حين تحرك السيارة"
قلب كامل مقلتيه وهم بالرد فتدخل شامل يخرج من الباب بجواره قائلا وهو يدس يده في جيب بنطال اخيه ويخرج مفتاح السيارة " حاضر .. سنقوم بتحريكها حالا"
وتحرك يشير بيده لأم هاشم لتتقدمه قائلا بأدب " اسبقيني يا اختي ..نعتذر بشدة عما حدث .. فأخي يحب المزاح "
غمغمت أم هاشم في سرها وهي تتقدمه "سبحانك يا رب كيف يفرقون بين هذين الوسيمين .. أُصِبت بالحَوَل والله وأنا أنظر إليهما"
حين خرجت من البوابة اسرعت بالانضمام لبسمة التي ناظرتها بنظرات موبخة.. فتكشفت غمازتي أم هاشم بابتسامة شقية وأسنان بيضاء بينما تراجعت باقي الفتيات لداخل البوابة يكتمن الهمسات والضحكات وهن يتأملن شامل الذي فتح باب السيارة يعلو وجهه الجدية انزعاجا من أفعال توأمه .
بينما لمحت بسمة بطارف عينيها كامل الذي خرج ليقف عند بوابة بيته وبجواره ذلك الكلب فتجاهلته وقالت لتوأمه بلهجة عتاب هادئة" هل هذه الوقفة تصح يا أستاذ شامل؟"
تجمد شامل عن الحركة لثانية وحانت منه نظرة مختلسة لأخيه مذهولا ..فخاطره الأخير فكريا يقول بسعادة شديدة "تستطيع التفريق بيننا يا شامل"
استدار شامل إلى بسمة يقول بلهجة مؤدبة "نعتذر بشدة يا باشمهندسة كنا ننقل منها بعض الأشياء ونسيناها"
هزت رأسها متفهمة واستدارت تلقي نظرة باردة على كامل الذي حرك لها رأسه بتحية صامتة فلم ترد وإنما دخلت وتركته .. بينما نفضت أم هاشم عنها الشقاوة وصاحت في البنات بحزم " هيا إلى العمل .. لماذا تقفن هنا "
هتفت نصرة من الداخل وهي تجلس أمام المنضدة الخشبية تقطع بعض الخضروات "أجل أعيديهن يا أم هاشم للعمل فلسنا متفرغات لدلع البنات هذا "
اسرعت الفتيات بالعودة بينما مالت أم هاشم على بسمة تقول باندهاش "كيف عرفتِ بأنه هذا هو شامل ؟.. اقصد كيف فرقتِ بينهما؟.. إنهما يرتديان حتى نفس الملابس بنفس الألوان وكأنهما يتعمدان إرباك الجميع"
ضيقت بسمة عينيها وقالت ببساطة "إنهما مختلفان ليسا متطابقان إلى هذه الدرجة"
هرشت أم هاشم في رأسها تغمغم" حقا ! .. كيف لم ألحظ ذلك ..أهل عميت !"
جزت بسمة على أسنانها تقول وهي تقرصها "وأنت ألن تتعقلي وتكفي عن جرأتك هذه "
بنفس الابتسامة الشقية والمزاج الرائق قالت أم هاشم وهي ترفع طارف كمها وتكشف لها عن ساعدها الأسمر" اقشعر جسدي من وسامتهم والله "
ضربتها بسمة على ظاهر يدها بتوبيخ وهي تكتم الضحك فقالت أم هاشم ضاحكة "ماذا فعلت أنا !.. هل رأيتني أخطب أحدهما؟ .. ما دمتُ لست في عصمة رجل فما المانع من اللعب قليلا.. هل سأُحرم من الشقاوة في الحقيقة وفي الخيال أيضا!"
رغم خفة ظلها لكن كلامها كان مؤطرا بالحزن الذي أشعر بسمة بالغصة لكنها ردت بتهكم" حاذري إذن من الوقوع في حب أحدهما فيبدوان شقيان وعابثان "
قالت أم هاشم متهكمة" أنجح في التفريق بينهما أولا .. فالقلب لن يسع حبيبين حتى لو كانا متطابقين"
ناظرتها بسمة بامتعاض فلكزتها أم هاشم تقول وهي تضحك" أنا أمزح بالطبع هل ستعرفيني الآن ؟!.."
قالت بسمة بتعاطف" أنا فقط أخشى من تعلق قلبك بأحدهما"
رفعت أم هاشم ذقنها بكبرياء تقول بثقة "من هذه الجهة لا تحملي هما يا فاتنة المجرة فهذا من رابع المستحيلات"
غمغمت بسمة "هل علمتك مليكة لقب فاتنة المجرة "
ابتسمت أم هاشم وردت" أجل ولم تكذب "
لاحت ابتسامة مُرة على وجه بسمة بينما قالت أم هاشم بجدية "أتريدين الصدق؟.. هذان الشابان راقيان ومتحضران"
تطلعت فيها بسمة باهتمام فأكملت أم هاشم موضحة" اسأليني أنا عن النظرات الراقية .. فتاة مثلي وبهيئتي قابلت كل أنواع التنمر في حياتها وأصبحت تكشف من نظرة عن نفوس الناس ودرجة رقيها .. هذان الشابان حينما رأياني منذ قليل لم أرى في نظراتهما أي فزع من شكلي أو أي استهانة أو احتقار أو حتى وقاحة .. لا تندهشي فمن مثلي لم تسلم من النظرات الوقحة أيضا تحت بند الفضول .. لقد عاملاني كإنسان .. وأنا أقدر هذا جدا في البشر .. فأصعب اللحظات التي تمر عليّ .. هي اللحظات الأولى التي سأقابل فيها شخصا لأول مرة .. لأن النظرة الأولى إن لم تكن آدمية تجرحني بشدة فبت حساسة لنظرات العيون واستطيع استقرائها باحتراف"
نغز الألم قلب بسمة فقالت تحاول التخفيف عنها" أعلم بأن الوضع هنا أصعب بكثير ..فأهل المدينة اعتادوا على التنوع وقابلوا من كل شكل وجنسية ولون بينما هنا...."
قاطعتها أم هاشم تقول "أعلم يا بسمة ما تقولينه واتفق معك فيه .. وهذا لا يعني بأن هنا في قريتنا لم أقابل من ينظر لي برقي وتحضر .. ولا أنكر بأن أهل المدينة ليس فيهم من سينظر لي بعنصرية ...ما قصدت أن أقوله أنهما راقيان ومتحضران (وأضافت بفضول)المهم أخبريني هنا .. فهمت أن من حرك السيارة اسمه شامل فما أسم الأخر ؟"
××××
في البيت المجاور وقف كامل في صحن البيت غارقا في أفكاره سعيدا بأنها تستطيع التفريق بينهما .. وسأل نفسه هل تذكره ؟.. هل تذكر ذلك اللقاء بينهما على بوابة بيت آل نخلة منذ أكثر من ثلاث سنوات ؟ .
دخل شامل بعد أن حرك السيارة ليأخذ هاتفه استعدادا للخروج مرة أخرى ففاجأه كامل بسؤاله " أصدقني القول يا شامل كيف هو شعورك نحوها ؟"
تصلب ظهر شامل وقد شعر بجدية ما يحدث في رأس أخيه وبأن الأمر يتخذ معه منحنى خرج عن طور الإعجاب العادي .. فاستدار إليه يسأله باستهبال" نحو من ؟"
قال كامل بهدوء" تعرف من أقصد فلا تستهبل .. بسمة .. كيف تشعر تجاهها .. كيف تراها بعينيك ؟"
ناظره شامل مسدلا ستارا غير مرئيا على أفكاره حتى لا يخترقها الأخر بينما وقف كامل أمامه بترقب وذلك الشبح القديم المرعب يخيم فوقه ..
الخوف من أن يقعا في حب امرأة واحدة..
فكانت ثوان..
تجمدت فيها أطراف كامل وتوقف قلبه عن الخفقان في انتظار حكما بالحياة أو الموت ..
ثوان ..
هاله فيها ما يشعر به وأدهشه ذلك الخوف الذي سيطر عليه ..
ثوان ..
تساءل فيها ألهذه الدرجة قد تورط في الأمر؟!"
ثوان ..
اتخذ فيها شامل قراره ورفع إليه أنظاره يجيب" اشعر تجاهها كما تشعر أنت بالضبط .. هل وصلتك الإجابة !"
ثوان ..
وكان قلب كامل يسقط بين قدميه..
نهاية الفصل الثامن
مع حبي
شموسة
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
*تقصد المسئول عن الـ Human resource- الموارد البشرية .








Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-04-20, 12:35 AM   #629

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل التاسع
دخل شامل بعد أن حرك السيارة ليأخذ هاتفه استعدادا للخروج مرة أخرى ففاجأه كامل بسؤاله " أصدقني القول يا شامل كيف هو شعورك نحوها "
تصلب ظهر شامل وقد شعر بجدية ما يحدث في رأس أخيه وبأن الأمر معه يتخذ منحنى خرج عن طور الإعجاب العادي .. فاستدار إليه يسأله باستهبال" نحو من ؟"
قال كامل بهدوء" تعرف من أقصد فلا تستهبل .. بسمة .. كيف تشعر تجاهها .. كيف تراها بعينيك ؟"
ناظره شامل مسدلا ستارا غير مرئيا على أفكاره حتى لا يخترقها الأخر بينما وقف كامل أمامه بترقب وذلك الشبح القديم المرعب يخيم فوقه ..
الخوف من أن يقعا في حب امرأة واحدة..
فكانت ثوان..
تجمدت فيها أطراف كامل وتوقف قلبه عن الخفقان في انتظار حكما بالحياة أو الموت ..
ثوان ..
هاله فيها ما يشعر به وأدهشه ذلك الخوف الذي سيطر عليه ..
ثوان ..
تساءل فيها ألهذه الدرجة قد تورط في الأمر؟!"
ثوان ..
اتخذ فيها شامل قراره ورفع إليه أنظاره يجيب" اشعر تجاهها كما تشعر أنت بالضبط .. هل وصلتك الإجابة !"
ثوان ..
وكان قلب كامل يسقط بين قدميه..
أيقول الصدق ؟!
لماذا يحجب ذلك المستفز عنه أفكاره ؟!
سأله بحشرجة "أمتأكد مما تقول؟"
رد شامل ساخرا وهو يوليه ظهره ليغادر "مثلما أنت متأكدمن أن ما تشعر به نحوها هو مجرد فضول ..(وأكمل بلا مبالاة ) أنا ذاهب لمركز المحافظة لأبتاع بعض الأشياء من المركز التجاري"
قبل أن يصل للباب كان كامل يمسك به ويلصقه بالحائط بعنف ممسكا بتلابيبه قائلا بحدة "تعالى هنا .. أنت تكذب أليس كذلك؟"
بانزعاج صاح شامل فيه "بل أنت من فقدت التمييز يا كامل"
حدقا في بعضهما لثوان بتحدٍ فبديا كشخص يمسك بتلابيب صورته في المرآة .. حتى تغيرت ملامح كامل حين قال بترجي "قلها يا شامل ..لا أريد أن أشعر بها وأخمنها .. أريدها صريحة من فمك .."
اعترف شامل لنفسه بفشل خطته حين قال مشفقا "يا بني ..أأنت غبي !.. بالطبع لا"
اغمض كامل عينيه ملقيا رأسه للخلف براحة قبل أن يعود للنظر لتوأمه وترتفع قبضته في أقل من ثانية نحو وجه أخيه هادرا "أيها الكاذب ..كدت أن تقتلني بكذبتك"
لكن شامل كان قد قرأ أفكاره فأخفض رأسه قبل أن يصل إليه .. ثم قام بليّ ذراع كامل بقوة خلف ظهره قائلا من بين أسنانه" من منا الكاذب يا كامل؟ .. أنت مصر على قولك بأنه مجرد فضول .. مجرد اعجاب "
قال كامل معترفا" أنا لا أنكر بأني واقع في فخ وأحاول أن أخرج نفسي منه .. لكني أنوي أن تكون هذه آخر مرة سآتي فيها إلى هنا "
قال شامل يواجهه بما ينكر كمرآة له " كلها أكاذيب .. أنا وأنت نعرف بأنك تكذب على نفسك "
حاول كامل بكل قوته أن يفلت ذراعه الذي يؤلمه بشدة لكن الأخر كان مساويا له في القوة فصعبت عليه مهمته ليهدر بصوت غاضب "أترك ذراعي يا شامل وإلا…"
ترك شامل ذراعه وأداره نحوه يقول بتحدٍ وهو يدفعه في كتفه بظهر يده باستفزاز "وإلا ماذا ؟.. أريني ماذا ستفعل"
أمسك كامل بتلابيب الأخر ووقفا يتناطحان كديكين شرسين ليصيح الأول في وجهه " ما مشكلتك يا شامل ؟؟.. أخبرني ما مشكلتك .. لماذا حاولت الكذب ؟.. لمَ أنت قلق ومتحسس من هذا الأمر بهذه الطريقة ؟"
دفعه شامل بقوة ثم عدل من ملابسه بعد أن أفلت منه وهو يقول" مشكلتي أنت يا كامل .. أنت كالعادة لا تفكر إلا في نفسك ..في ذاتك .. فيما تريده أنت .. أنت الآن تعترف صراحة بأنك واقع في حب بسمة الوديدي وبأنك لم تتخلص من انجذابك لها .. كل هذا رائع وجميل ومبهر ..لكن السؤال الذي عليك الإجابة عليه هو .. ماذا بعد؟ .. ماذا بعد الاعجاب والحبيا كامل ؟.. هل أنت مستعد للزواج منها؟ .. فنحن لسنا في المدينة ستراقبها من بعيد وتتبعها وقد تقابلها في نادي أو في مناسبة ودمتم .. أنت هنا في قرية صغيرة أهلها مثل أي مجتمع صغير يراقبون خطوات الرائح والغادي وما استشعرناه من الاحاديث الجانبية للناس خلال يومي الفرح أن وضع بسمة هنا حساس جدا .. ليس فقط لأنها مطلقة ولكنها من جميلات القرية والعيون مسلطة عليها والنفوس تضمر لها من خير وشر وطمع وغيرة الكثير .. ماذا بعد يا كامل ؟ .. أنا أسأل هذا السؤال لأني أعرفك وأعرف رأيك من الارتباط بمطلقة .. فهل أنت مستعد لتغيير نظرتك والزواج منها أم أنك تلهو وتتسلى وتشغل وقتك قبل السفر .. لو أخبرتني بأن نيتك جادة في الارتباط بها .. سأطير من الفرح وسأشعر أخيرا بأنك ستنال السعادة بالزواج عن حب ووجدت أخيرا رفيقة لدربك المرأة التي ستكون لك وطنا بعد أن لفظتنا الأوطان .. لكن لأني أعرفك أكثر حتى مما تعرف نفسك ..أنا قلق جدا من ازدياد ارتباطك بها مع عدم تغير الصورة الذهنية في رأسك عن وضعها كمطلقة .. قلق من أن تُدخلك هذه المشاعر في دوامات من الألم والعذاب .. قلق من تصرفات متهورة منك ستفعلها تحت وطأة هذه المشاعر قد تُغضب منا مفرح .. وأنا لا أريد أن أخسره وأعرف بأنك كذلك يا أخي.."
ظل كامل يحدق فيه بنظرات فارغة .. يعترف في داخله بكل ما يقوله شامل ولا يجد ما يستطيع أن يجزم به فيجهر به بشكل قاطع .. بينما استمر شامل في تفسير مخاوفه " ومع هذا سأكون متفائلا وسأفترض بأن الحب يصنع المعجزات ..وبأنك ستُغيّر نظرتك منها كمطلقة وستسعى بجدية للفوز بها .. السؤال الأهم .. هل أنت مستعد للعودة بها للعاصمة ومواجهة الجميع بها وهي زوجة سابقة لسيد صبرة؟ .. طبعا الأمر يبدو عاديا في عرف الكثيرين وهو بالفعل عاديا إن سألتني عن رأيي أنا كشامل .. لكني أتحدث عنك عن كامل بكل ترفعه وطاووسيته وعنجهيته وأنانيته .. هل أنت قادر على تخطي الأمر مع نفسك ومواجهة الناس ببسمة كزوجة لك؟"

من جديد وقف كامل وكأنه أمام مرآته التي تعكس له دواخله ..عُقَده ومخاوفه .. نقاط ضعفه وحدود تطرفه ..وكان شامل يدرك جيدا ما يدور في عقل توأمه فقال" أرأيت كم أن الأمر معقد يا أخي؟ .. أرأيت كم أني قلق منك وعليك؟.. هذا هو السبب في محاولة كذبي عليك منذ قليل .. ويا ليتني استطعت التمادي فيه للنهاية .. لكن بعيدا عن صعوبة تنفيذ ذلك بيننا فكما تقول دوما نحن متطفلان متلصصان على بعضنا .. فهيئتك وملامح وجهك (وضرب على قلبه ) وقلبك يا كامل الذي سقط بين قدميك والذي احسست به جعلني اتراجع بسرعة"
وتحرك نحو الباب مغادرا بعد أن قال" هأنذا اخبرتك بالأمر تفصيليا ووضعت أمامك كل الاسئلة المحيرة والمخاوف .. أما الإجابات .. فأنت وحدك الذي تملكها .. أنا ذاهب سلام"
قالها وأغلق الباب خلفه تاركا كامل كتمثال من الحجر يتطلع أمامه في أثر أخيه .. تتملكه الحيرة .. والغضب وهو يحاول البحث عن إجابات.
××××


يتبع

بقية الفصل على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t464653-64.html








التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 02-04-20 الساعة 01:13 AM
Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-04-20, 12:37 AM   #630

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

قبيل الظهيرة
خرج مفرح من مجلس العمدة بعد أن تباحث معه بشأن آخر المستجدات في البلدة وتحرك نحو باب البيت فقابله عويس محييا " حمدا لله على سلامتك يا باشا .. قالوا لي أن سعادتك سألت عني حين وصلت"
قال مفرح وهو يتحرك وعويس يهرول بجواره "أين كنت يا عويس؟"
رد عويس موضحا "كنت في مشوار يخص جناب العمدة"
سأله مفرح "هل من جديد؟"
قال عويس بسرعة" الأمن مستتب يا باشا"
توقف مفرح عند باب البيت واستدار إليه يعقب متهكما" يا رجل .. قل كلاما غير هذا .. والحريق الذي حدث في حقل أولاد الجهيني!"
قال عويس موضحا" تم السيطرة عليه سعادتك بعد دقائق معدودة وما حدث لم يحرق إلا جزءا بسيطا جدا"
مسد مفرح على لحيته عدة مرات مفكرا ثم سأله" ومن يتوقع أهل البلد أنه الجاني"
تكلم عويس بثقة "لا يوجد غيره يا باشا ..زهير عبد النبي الفار من العدالة"
ابتسم له مفرح ابتسامة صفراء ساخرة وقال" وما علاقة ما حدث لزهير الفااااااار من العدالة بأولاد الجهيني يا فالح؟!"
هرش عويس في رأسه مفكرا .. فقال مفرح وهو يستدير ليدخل البيت"افتحوا أعينكم جيدا"
قال عويس بلهجة عسكرية "علم وينفذ سعادتك"
دخل مفرح محييا والدته ثم سألها "كيف حالك يا أم مفرح"
ردت نحمده "بخير يا حبيبي"
سألها وهو يصعد السلم للطابق العلوي" هل راجعتِ الأشياء التي احضرتها لك من العاصمة؟.. أهي كل ما طلبتيه أم نسيت شيئا؟"
غمغمت أمه بسعادة" سلمت يدك يا حبيبي كلها تمام"
تمتم مفرح بالحمد لله وهو يصعد فسألته "هل آمرهم بتجهيز الغداء؟"
رد مفرح " سأطلب من مليكة أن تعد شيئا خفيفا في شقتي.. لأني سآكل آخر النهار مع صديقاي فقد حضرا معي من العاصمة .. ومليكة أعدت لهما وليمة"
قالت نحمده " أجل كانت تجهزها منذ أمس مع المساعدات (واكملت في سرها)وتحججت بذلك السنيورة فلم تفعل أي شيء آخر سواه طوال اليوم"
سألها مفرح " مليكة بالأعلى أليس كذلك؟"
لم ينتظر مفرح ردها بل أكمل صعوده بينما غمغمت أمه في سرها "ما بك ملهوفا بهذا الشكل وكأنها ستطير !"
رن هاتفها فأسرعت بالرد "أجل يا مهجة .. كيف حالك وحال وليد ؟.. طمئنيني يا حبيبتي"
××××
دخلت ونس من بوابة مشروع بسمة تتبختر وتنظر حولها بفضول تدقق فيما يحدث .. فتوقفتا بسمة وأم هاشم عن الكلام تتطلعان فيها بابتسامة قبل أن تخرج ونس الدفتر وترفعه إلى بسمة بما كتبته مسبقا .. فضيقت بسمة عينيها تقرأ " جئت لأعمل معكن "
رفعت بسمة حاجبيها وتبادلت النظرات مع أم هاشم ثم ابتسمت لونس وقالت" أهلا بك"
كتبت ونس ورفعت الدفتر "هل هذه موافقة؟"
أومأت بسمة برأسها تقول" أجل موافقة"
فرفعت ونس ذراعيها عاليا بالدفتر والقلم وبدأت في القفز بسعادة .. لتقول بسمة باستدراك" ولكن هل أخذت موافقة العم عيد؟"
أظلم وجه ونس وانزلت ذراعيها واجمة ..فقالت بسمة بلطف وهي ترفع سبابتها "أنا لا مانع عندي لكن عليك الحصول على موافقة العم عيد أولا لا أريد اغضابه"
زمت ونس شفتيها وحدجتها بنظرة جانبيه ممتعضة فضحكت بسمة وقالت" لكن يمكنك الانضمام للفتيات اليوم إن أردتِ على سبيل التجربة"
عادت ونس لترفع ذراعيها في الهواء مجددا بسعادة فقالت أم هاشم مبتسمة" هيا أريني همتك ( ثم تصنعت الحزم تقول بلهجة متوعدة ) أنا أُطلق عفاريتي الصغار على من يتمرقع هنا "
صفت ونس قدما بجوار الأخرى ورفعت كفها إلى رأسها بتحية عسكرية تتصنع الجدية وكأنها تقول " حاضر يا فندم"
ثم اسرعت نحو الطاولات الخشبية الكبيرة التي يعمل عليها الفتيات فطالعتها نصرة مبتسمة وقالت مهللة " تعالي هنا بجانبي"
ابتهجت ونس لرؤية نصرة فأسرعت إليها تحشر نفسها بين الفتيات حتى تكون بجوارها .. لتبدأ نصرة في اعطائها التعليمات .. فقالت بسمة وهي تراقبهما" انظري لنصرة كيف تعاملها بمعاملة خاصة.. أتعتقدين بأنه قد خُلق رباط بينهما منذ أن كانت ونس طفلة؟"
ردت أم هاشم "مؤكد .. فنصرة التي رعتها للعم عيد في الأشهر الأولى من عمرها بعد أن وقع الرجل أسيرا للحزن على موت أمها .. وبعدها كانا يتبادلان رعايتها خلال اليوم الواحد فربتها نصرة مع اسراء"
قالت بسمة مفكرة " أعتقد بأن نصرة تقرب لهم أليس كذلك"
ردت أم هاشم "قرابة من بعيد "
على الطاولات التقطت سماعة ونس حديث الفتيات عن البيت المجاور وعن الشابين الموجودين فيه ..لكنه كان حديثا بعيدا لم تلتقط تفاصيله بالإضافة لأن السماعة في أذنها تخذلها كالعادة ولا تلتقط بعض الاحاديث أحيانا .. كل ما فهمته أن هناك شابين في المنزل المجاور وبأن بسمة يبدو عليها عدم ترحيبها بهم .. مخمنين أن يكون والدها هو من وقع معهم عقد الإيجار وهذا هو سبب إقامة السور الفاصل بين المكانين.."
لم تستطع ونس الصبر .. فحقيقة وجود شخص في البيت المجاور أحيا عندها الأمل في عودة الأمير الوسيم فتركت الطاولة مبتعدة لتصيح نصرة "إلى أين؟"
أشارت لها ونس بما يعني سأعود بعد قليل وخرجت تبحث عن السيارة التي تعرفها حق المعرفة كعلامة مميزة لوجوده لكنها لم تجدها ..فعاد إليها الاحباط وبدأت تنظر للبوابة بغيظ وهي تتذكر ما قالته البنات أن بسمة لا تريدهما في المكان ..
تملك الفضول منها فاقتربت من البوابة المواربة وحاولت التلصص للداخل قبل أن تقفز للخلف مرتعبة وباب البوابة يُفتح فجأة ويطل منه كامل بقامته الطويلة يرفع الهاتف على أذنه.
بلعت ريقها وهي ترتد أكثر للخلف .. ولم تدر هل تفرح لوجوده أم تعبس لملامحه التي كشرت في وجهها.
قال كامل في الهاتف "حسنا يا حاج سليمان سآتي أنا لأرى كل شيء على الطبيعة .. لا ..لا داعي لإرسال سيارة استطيع الحضور سيرا أنا احفظ الطريق سلام"
أغلق الخط وأدار وجهه لونس يقول بمزاج عكر لم يتخلص منه بعد منذ مواجهته مع أخيه من ساعة مضت " نعم .. أفندم .. لا توجد سيارة هنا لتخربيها الحمد لله"
ناظرته ونس تقوس فمها لأسفل بحزن شديد ..فهب فيها يقول بعصبية ليقاوم شعورا بالشفقة عليها لا يحبه" أنا لست هو هل تفهمين ؟.. أنا شيء وهو شيء وأعتقد بأنك شعرت بذلك المرة السابقة "
لم تفهم ونس ماذا يعني بكلامه لكنها حولت الحزن والاحباط بداخلها لطاقة غل جعلتها تقلب مقلتيها وتناظره بغيظ ليكمل كامل عصبيته معها والتي لم تكن تخصها من الاساس لكنها قابلته في وقت خاطئ "وإن أردتِ انتظاره فانتظريه بعيداً عن بيتي .. (وأشار بيده لتبتعد وأكمل بصبيانية) هيا ..هِش هِش من هنا"
ظلت ونس ترفع له مقلتين مقلوبتين فوقف متخصرا يمنع نفسه من التمادي في سخافته مع هذه المستفزة .. في الوقت الذي وقفت بسمة على البوابة الأخرى تقول" ماذا يحدث هنا ؟"
استدار إليها كامل وقد تعرف على صوتها قبل أن يراها .. فقلبه السخيف الذي يصر على أن يقلب موازين أفكاره وقناعاته وكل شيء ارتعش لذلك الصوت ذو البحة فرد ببرود "لا شيء أتحدث في أمر يخص بيتي "
هتفت باستنكار وقد نجح في استفزاها "بيتك!"
ببرود ثلجي رد مغيظا" أجل بيتي حتى ثلاثة أشهر قادمة ومعي عقد يؤكد ذلك "
تقبضت بسمة على جانبي جسدها بغيظ وعيناها الفيروزيتين تطالعانه بغضب فحانت منها عضة عفوية مغتاظة على شفتها السفلى تفكر في رد مناسب ..أشعلت بها دون أن تدري النار في أعصاب ذلك الواقف أمامها يدعي البرود قبل أن تقول بتحدٍ "إذن عليك باحترام الجيرة يا أستاذ وركن سيارتك أمام بوابتك "
رفع ذقنه وقال بنفس البرود وهو يضع النظارة الشمسية ويتحرك مغادرا " ابني سورا في الشارع أيضا ليفصل بيننا "
تطلعت فيه وهو يبتعد .. ثم جزت على أسنانها ونظرت لونس المتسمرة هي الأخرى تراقب ابتعاده وقد عاد إليها ذلك الحزن الذي يعتصر قلبها .. في الوقت الذي أطلت فيه أم هاشم تقول "هل حدث شيء؟.. ماذا كان يقول؟"
لم ترد بسمة وإنما نظرت لونس تشير إليها لأن تقترب قائلة "هل فعل لك شيئا هذا المتعجرف ؟"
بوجه عابس حركت ونس رأسها بلا ..فقالت بسمة وهي تشير للداخل "هيا ادخلي ولا تضايقي نفسك إنه هكذا فظ وغليظ فلا تحتكي به "
تركتها ودخلت فأسرعت خلفها أم هاشم تسألها بفضول "ذلك الفظ الغليظ المنفعل الوسيم هو كامل أم شامل؟ "
بينما عادت ونس لتتطلع في صورته البعيدة بغضب ثم نظرت لبوابة البيت تفكر قليلا والشرر يتطاير من نظراتها.. قبل أن تدس يدها في جيبها وتخرج منه طباشير ملون .
××××


يتبع








Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:41 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.