آخر 10 مشاركات
ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          عانق اشواك ازهاري (2)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة بيت الحكايا (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          23 - امرأة تحت الصفر - راشيل ليندساى ( إعادة تنزيل ) (تم تجديد الرابط ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          93- الشمس والظلال - آن هامبسون - ع.ق ( نسخه أصلية بتصوير جديد ) (الكاتـب : angel08 - )           »          مرت من هنا (2) * مميزة *,*مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          القليل من الحب (81) للكاتبة Joss Wood .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-12-19, 06:20 AM   #1

Cigarno

كاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 459381
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 85
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » Cigarno is on a distinguished road
افتراضي رواية رحى


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اخواني واخواتي القراء هذي اول رواية اشارك فيها في هذا المنتدى واتمنى ان تنال على رضى الله ثم رضاكم

الرواية اسمها رحى وسبب التسمية ان كل شي بالرواية مرتبط بالرحى

والرحى تدور مثل الايام والاحداث فنحن ايضا مرتبطين نوعا ما بالرحى

الرواية شبه منتهية ومكتملة بفصولها كاملة ولكن تحتاج الى العناية والترتيب وهذا الموضوع انا سيء فيه ولكن احاول قدر الامكان فقدرت اني ارتب الفصل الاول منها وفي حال انها عجبتكم راح اعتني وارتب في بقية الفصول وانزلها باسرع وقت ممكن وان ما عجبتكم يكفيني شرف المشاركة بفصلها الاول

واتمنى ما تحرموني من ملاحظاتكم وانتقادكم لانه هو المرشد في الرحلة ومصحح العلة

نبذة عن الرواية

الرواية هي ضرب من الخيال وان تشابهت فيها الاسماء في محض الصدفة وبها من تصاريف الامور مما هو ماخوذ من الواقع ولكن بوقائع تختلف فتكون فيها عبرة ودروس وموعظة
الرواية طويلة وبها احداث كثيرة ومتشعبة
والشخصيات فيها اكثر من ان نحصيها

ونبدأ بإسم الله وبركته



روابط الفصول

الفصل الأول .... المشاركة التالية







التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 26-01-20 الساعة 12:46 PM
Cigarno غير متواجد حالياً  
قديم 18-12-19, 06:24 AM   #2

Cigarno

كاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 459381
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 85
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » Cigarno is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الاول – قلعة الصخرة

كان هناك فيما مضى سلسلة صخور بشكل مستدير وبداخلها فراغ كبير وكانه ملعب روماني عملاق وبه عيون للماء ومرعى للانعام وقدر كبير من المساحة الفارغة تشكلت بفعل الطبيعة وكانها مبنية من قبل العماليق ولا يستطيع الدخول اليها احد الا من جهة الشمال الغربي من بوابة طبيعية وهي عبارة عن فراغ بين سلسلة الجبال المستديرة او عن طريق جدول متفرع من نهر داين من الجهة الشمالية يمشي تحت الصخور ليصل الى اطراف الفراغ من الجهة الشرقية ويصب في شلال من على جرف عال من جهة الشرق وهي الجهة الوحيدة التي لا تحاوطها سلسلة الجبال تلك بل على العكس جرف صغري للاسفل على مسافة شاهقة لان الارض من جهة غرب النهر كلما توغلت فيها جنوبا ترتفع على عكس الجهة الشرقية من النهر تنخفض وهذا التفاوت ادى الى تواجد جرف صخري كبير واما عن بقية الصخور الاخرى فهي صخور صلبة وزلقة من الصعب تسلقها ومن المستحيل فلقها الا بامر الله.

واتخذ الناس مثل هذا التكوين الطبيعي حصنا منذ القدم وكان التسابق عليه للسيطرة من اهم اولويات القبائل القوية آنذاك حيث اندلع حروب طاحنة بينهم من اجل السيطرة عليه والنهاية الحتمية هي بالتاكيد ان تكون الغلبة لطرف على بقية الاطراف والبقاء للاقوى وهذه هي سنة الحياة، ولكن مع هذا الحصن يختلف الوضع حيث بعد مضي عقود من الحروب الطاحنة التي فتكت بالقبائل والممالك.


- الصلح

في تلك الفترة قام احد امراء القبائل وهي قبيلة حذار بتبني اقتراح عرضه على احلافه من القبائل ليرى رأيهم فيهم وقد استحسنوه ثم انطلقوا يطوفون به الارض فاستحتسنه الناس وعقد اجتماع الاول من نوعه في تلك المنطقة على مر التاريخ ليصلوا الى لرأي لا يرفضه احد، وبالفعل تم عقد المجمع ثم قام امير حذار وكان اسمه مسافر بن يامن الحذري وكان عظيم الهامة وطويل القامة كاد راسه ان يلامس سقف الخيمة التي هم مجتمعون بها وكان مهاب المنظر حار النظر سليط اللسان وقوي البنان فاخذ عصاه واتكئ عليها وخطب بالجميع:
"اسمعوا ايها القوم اني وانتم والله تعلمون اننا غرماء وسالت بيننا الدماء بحروب اشعلها الاباء وشرب وبالها الابناء، وكما الجرت العاده لكل حرب افاده فهل وصلتم يا سادة لمبتغاكم ام تريدون الابادة، والله انها لحرب لا نحصي بها الا الخسائر طالت واستطالت ولا نرى لنهايتها من بشائر، فان انتم اردتم الرأي فالرأي عندي وان ابيتم اعتزلت حربكم انا وجندي، فامضوا سيوفكم في رقابكم واصبروا على مصابكم"
ثم قال الهازع بن رين الريني -نائب الملك- " بل هات ما عندك يا ابا حجر"
ثم قال مسافر" ان الغاية تبلغ مرادها وان خالفت اهوائها، ماهي الحاجة لحصن منيع؟ اهي لاستدامة الربيع ام هي لأخافة الجميع؟ ان بهذا الحصن خيرات كثيرة واسواره صخور صلدة كبيرة، فهي المأوى اذا غُزينا وهي المشرب كلما اشتهينا، فارى ونحن ابناء رقعة واحدة ان لا تكون هذه الارض لاحد، وان يكون من كل طرف فينا جند يقومون بحمايتها من ان يعتدي عليها احد، ويكون مرعانا فيها مشترك خير من هذا المعترك، وارضها واسعه كبيرة تزيد عن حاجاتنا الكثيرة، فهذا والله ارأب للصدع وخير من الردع، فها هنا ناخذ المواثيق على بعضنا ان نلتزم بما نقسم عليه"
فما كان من الكل الا ان تشاوروا ثم سأل الامام سعد المذهولي" ماذا يضمن لنا ان لا ينفرد بها احد او يغدر بنا غادر؟
فرد مسافر " ان يؤخذ من كل قبيلة 30 شخصا 15 من الصبية ذو النسب و15 من الفرسان ذو الحسب كرهائن عند من ترونه اهلا ليحفظ الرهائن وقلبه خال من الضغائن، للشكوى سميع ويرضاه الجميع، وفي كل 4 اشهر تستبدل مجموعة الاسرى بمجموعة اخرى ليرجع الاسارى الى ذويهم، واي قبيلة تعتدي او تغزي قبيلة اخرى دفعنا لهم فرسانهم وغلمانهم ليقتصوا منهم وتكون هذه الخطوة خطوة ردع لاهل الاهواء وضمانا للسخاء والرخاء"

ثم تشاوروا القوم فرأوا ان يكون مسافر هو ذلك الشخص وحاول ان يردهم عن ذلك لما فيه من مسؤولية يحملها فأبوا عليه وذكروه انه صاحب هذا الفضل وهذا الجمع ولا يثقون باحد بقدر ما يثقون به وفعلا قام القبائل والامارات والممالك بايداع ابنائهم وفرسانهم في قبضة مسافر الذي اكرمهم وانهى حروب استمرت لعشرات السنوات مضت فيها الاجيال تقاتل ولا سبيل لانفراج قريب الا بامر من الله ثم عزيمة مسافر التي انارت الدرب للجميع وصار ماكن حلما بالامس حقيقة اليوم، وسمي هذا العام بعام الصلح، وكان الجميع يذكر مسافر ودوره فطارت به القصائد وطار به المديح حتى اوصله اقاصي الارض الى ما وراء البحر الواسع الذي يغذي نهر الداين شمالا.


- سلام مؤقت

واستمرت الحياة بشكلها الطبيعي وعم السلام الجميع وكان الجميع حذر في السنوات الاولى من بعد الصلح، ولكن عاومل الوقت اثبتت جدارتها على كل الميادين، حيث انها عرت عزائم القتال عند الرجال، وتثاقلت النفوس عن حمل السلاح، وضعفت الضغائن والاحقاد، وهم الخير البلاد، فهذه الانعام ترعى جنبا الى جنب في وادي صخرة الجبل، ولا احد يعتدي على احد والجميع ملتزم، ومسافر مؤتمن.

ومع مرور الوقت اصبحت القبائل والممالك تزداد اسحتحسانا لما فعله مسافر من رأي سديد، فزادت الثقة بين القبائل وقللوا من عدد جنودهم في قلعة الصخره بحجة ان ليس هناك داعي ان يتركوا جنودا بحجم الجيش، وعقدوا اجتماعا ان يقللوا عدد الجنود في قلعة الصخرة، وتقدم مسافر وطلبهم ان لا يفعلوا ذلك ولكنهم اصروا وان حماية الاهل خير من الابل، وبالفعل سحبوا كثير من عسكرهم من قلعة الصخرة، فتقدم مسافر وعوض نقص القوة التي تركت قلعة الصخرة من كل قبيلة بجنوده القليلة التي لم تستطع سد فراغ الجيوش المنسحبة.


- التدبير والتدمير

في ليلة مظلمة حالكة قام مسافر من سريره وهو شيخ كبير اكل الضعف من قامته وحط الوهن من هامته، فنادى باكبر ابنائه وهو حجر فاتاه مسرعا
حجر: " ما الامر يا ابي لقد سمعتك تنادي؟؟".
مسافر:" اسمع يا ولدي قد ايقنت لحدي،..(قاطعه ابنه حجر)
حجر: " اطال الله في عمرك يا ولدي لا تقول مثل هذا الكلام ماذا...(قاطعه مسافر بصوت متثاقل).
مسافر:" اسمع ليس لدي وقت لاجادلك ولا القوة لاجالدك، لقد طبخت لك طبخة لا تورث لاهلها الا الصرخة، التنازل لا يعني الهزيمة والعقل لا ينفي العزيمة، الحياة سباق لا نهاية له ان السباق حاصل على الشيء اوله، ولا يقاس الاول بالثاني لو عاش الدهر يقظاني، القوم استأمنوا ابنائهم وكبلوا فرسانهم، ونحن بيدنا السيوف وهم لاقون الحتوف، فلا وقت للندم او تزل القدم، ان مافي الصخره الا جنود حقره، لا يستطيعون رد عدو صائل او عدل جدار مائل، فكل الميل دفعة واحدة وبليلة ظلماء تكون الجبال شاهدة، فان وفقت كنت انت الملك ودانت القبائل لك، اجل سماعك لصوت الضمير الى ان تصبح ملكا فاسمعه على السرير"
حجر:"يا ابي ان بيننا وبينهم عهدا"
مسافر:"اسمع ياولدي ولتعلم انك اقل منهم عدة وعدد، ولست لديهم بمعدود، ولا طاقة لك بهم"
ثم اشار الى صرة كيس من الذهب معلقة بمسمار على الحائط وقال
مسافر:" اترى يابني تلك الصرة؟"
حجر:"نعم"
مسافر:"اترى من برأيك أثقل صرة الذهب ام المسمار؟"
حجر:"بالطبع الصرة"
مسافر:" افهمت مالذي اقصده؟"
حجر:"مم..في الواقع ليس تماماً"
مسافر:"انظر يابني ان المسمار اضعف من الصرة ولكنه يحملها وليس في ذلك عجب ولكن انظر جيدا واسال كيف لمسمار يستطيع رفع صرة ذهب تفوقه عشرات المرات في الوزن، والجواب هو ان المسمار تم دقه بزاوية متجها الى الاسفل بطريقة تجعل قوته مستمده من الجدار، اي ان الجدار هو الذي يرفع الصرة في الواقع والمسمار انما وجه قوة الضغط من الصرة ووضعها الى الحائط فكان كالموجه لها،حيث انه استخدم محيطه ليسد فيه نقصه، والذي اقصده من هذا المثال هو سبحان الذي يضع سره في اضعف خلقه، فكما تعلم نحن لسنا بالعدد او العدة التي تجعلنا نخوض في امور كبرى مثل الذي خضنا فيه، ولكن هذا هو السبب الذي وضعنا في هذه المكانة والا لما كان لاحد منهم ان يأتمن الاخر على ابناءه وفرسانه، ولكنهم يرونا دونهم ويرون اننا لا نجرأ ان نمس شعرة من رؤوس ذويهم، فاستأمنوهم عندنا ورضوا بنا كحكم بينهم"
حجر:"او تلمح الى ان نغدر بمن استأمننا؟"
مسافر:"اعلم يابني ان والدك عاش في الحياة مدة تكفي لاتعرف فيها على طبائع النفوس، واتنبأ فيما قد ينتج منهم من افعال، اولم تسأل نفسك سؤالاً؟ لماذا قلص اولائك القوم تواجد جندهم حول الصخرة؟، ولماذا قللوا انعامهم هذا العام؟"
حجر:"لا اعلم .. ولكنهم قالوا انهم يحتاجون جندهم لتحمي الاهل خير من الابل"
مسافر:"يابني القوم قاتلت على الصخرة لاجيال فهل سيتركونها الان، وهل سنصدق ما يقولون؟؟؟، ... اسمع يابني اما سحبهم لقواتهم ساخبرك عنه وعن توقيته واسبابه... فاني قد انتابني الوهن وضعف جسدي، وما عدت اقوى الخروج من منزلي، وهذا امر جلي للجميع، واصبحت طريح الفراش انتظر هل سأرى الغد ام يسبقني الاجل واساق الى اللحد؟، يابني كما قلت لك المسمار ما ان يسقط سيتناثر مافي الصرة ولن يكون عهد الامس مضمون، فهم ينتظرون هلاكي، حتى يتسابقون اليك، وهم لا يرونك ندا لهم ولا حتى فريسة، انما يرونك قربانا لنصرهم سيفتكون بك ولن تآلهم فيك رأفة او شفقة، وان كنت تحسب انك سترث مكانتي فانت مسكين يابني، فهم ينظرون الي كالمسمار ويرون ان المسمار لا يورث، نعم لا يورث ولكن يترك اثرا وجرحا عميقا، .... لا اعمل يابني ان كنت تعي ما اقول او لا .. ولكننا انتهينا من ام التبرير واتاني امر التدبير.. تخرج من ليلتك انت واخوتك ومن معك من القوم ولا تقفون الا على الصخره وتاخذ مع الصناع ليصنعوا بابا للمدخل الشمال للصخرة وتسد الاخر وتاسر كل من بقي من غير قومك فيها، وتستحل انعامهم وحلالهم وتستعبد جندهم وتريهم شدة بأسك وضراوة طبعك، ان فعلت فانك سبقتهم الى القلعة وكان بذلك خلاصك قبل هلاكك، واما اسراهم الذي عندنا، سوف نجعلهم يتفادون اهلهم حتى يفدوهم، وذلك عليك القيام به حتى لا ياتونك فرادى فيرهقونك ويهلكونك، وانما حدد يوم يجتمع فيه الناس كلهم بيوم واحد للفداء، واذا اجتمعوا تطرق الى من سيحكم الصخره واجعل الفتنة ترجع الى قلوبهم، ولا تذهب اليهم بشخصك وانما بالمراسلات وتدع مراسلك يستمع لهم لانهم ان ظفروا بك قتلوك ولن يبالو، فان نشبت بينهم الحروب كنت انت المنتصر تقوي جيشك وتنمي رزقك، وتجند الناس وتهرع اليك القبائل الصغيرة فتحميها وتكسب ولائها"





- التنفيذ

وبالفعل سار حجر الى اخواته واعمامه وطلب منهم ضرب قبة الحرب وهي عبارة عن خيمة تنصب للامور الطارئ كالحرب وغيرها، وتدرع بلباس الحرب وذهب الى بيت السلاح واستخرج ما وجد من السلاح وهو يسير بسيط واجتمع بالجميع داخل القبة، واخبرهم ما قاله له والده وما كان منهم الا ان قالوا السمع والطاعة لما كانوا يكنونه من عظيم الامتنان لمسافر، وفعلا امتثلوا للاوامر وخرجوا بالليل الحالك الى القلعة التي كانت تبعد عنهم مسافة ثلاثة فراسخ، فساروا اول الليل ووصلوا الى القلعة في منتصف الليل، فتقد حجر الجموع يتفقد الابل والانعام والجند، فحدد ان من يحرس القلعة قرابة مائة جندي و ثمانون من الرعاة لديهم المعاول، وكان مع حجر 250 رجل من ابناء قبيلته، واخبرهم عن اهمية هذه المواجهة وحيث انها تقي شر مواجهات اضرى والغلبة عليهم لا لهم فيها.

تجهز الرجال واخذوا مواقعهم على اطراف البوابة ودخل حجرا وذهب لمجموعة من الرينيين يقدرون 24 جندي فسلم عليهم وجلس ياخذ اخبارهم ويسالهم عن بقية الجند فاجابوه بحسن نية انهم فقط الموجودن الان يمثلون الرينيين، ثم سأل عن بقية الجند من القبائل والممالك الاخرى فاجابوه بان اكثرهم يكون في فسحة قلعة الصخره حيث اضرموا نارا كبيرة يستانسون بها، وسال عن الابل فقالوا انها كلها موجودة داخل الجوف العملاق في اطراف القلعة وهو عبارة عن تجويفات عملاقة على طرف السلاسل الصخرية يصلح للاقامة ويستحيل الوصول اليه من الطرف الخارجي للقلعة، فعاد حجر الى قومه وقام بنشرهم ووزع المهام على الكل حيث تكون الضربة واحدة ومفاجئة، لانهم يريدونها باقل خسائر بشرية من جهتهم، وبالفعل توجهوا الرجال حسب المواقع، هناك من ذهب للانعام والابل وهناك من تمركز عند الجند الرينيين، هناك من حاوط بقية الجند، والبقية حرسوا المدخلين.

دوا صوت مرتفع من اسفل فسحة القلعة قائلا
حجر:"الهجوم!"
ثم ما لبث القوم ان يدركوا ما اصابهم واذ بالرؤوس تطير من على الاكتاف، واشتغلت الرماح، وتطايرت الاسهم، وعمت الفوضى الجند فلا يعلمون من الذي بدأ القتال اهم الرينيين اهم المذاهيل ام هم قطاع طرق واصبح كل جندي لا يثق الا بصاحبه الذي اتى معه واختلط الحابل بالنابل في الليل الدامس،وكان اصحاب حجر يصيحون في كل ضربة يضربونها وينادون باسماء القبائل والممالك الاخرى، ليوقعوا الفتنة بينهم فتارة يصيحون باسم الرينيين فيظن الجميع ان الرينيين غدروا بهم فيضربون رعيان الرينيين وتارة يصيحون بالمذاهيل وهكذا، ولكنهم لم يصيحون باسمهم ولم يخطر على بال الجند ان يجرأ الحذريين من ان يقوموا بعمل مثل هذا ابدا، وما ان اصبح الصبح الاول ونزل غبار المعركة الا وجميع من في القلعة ما بين قتيل وجريح ولم يصب احد من بني حذار.

- التفاوض

ثم نادوا على اهلهم الذين ينتظرونهم، حيث ارسل حجر احد الصبية الى مضارب قبيلته حذار ليبشرهم بالنصر وان يصحبهم معه الى قلعة الحصن، وما ان اتى قبيلة حذار الى الحصن وكان معهم الاسارى المستأمنون جمعوهم مع من بقي من جرحى المعركة وطلب منهم ان يطلبوا الفداء من اهلهم، فقام الجرحى والاسرى بطلب الفداء من اهلهم وجاء نص الكتب كالتالي:
" الى اهلينا وذوينا الاعزاء نحن فرسانكم وابنائكم رهائن مابين جريح واسير لدى حجر بن مسافر الحذري،وقد اتخذ الصخرة حصنا له وانت اعلم ما بها من خير ومنعة، ونطالبكم الفداء وتلبية النداء، وموعدنا وموعدكم بعد خمسة عشر يوم بعد من ليلة كتابة هذا الكتاب"

فقام بني حذار بضرب الخيام ونشر الرجال وتهيئة حواف الجبال واغلاق المداخل وسد الطرقات والثغور، فقام كما امره ابوه باغلاق احد المدخلين وترك الاخر على ضيق حتى لا يندفع فيه الناس اندفاعا ويكون خانقا للاعداد الكبيرة، وتكون اي قوة صغيرة بامكانها صد اي هجمة كبيرة، وكان مسافر في خيمته في وسط فسحة الصخرة، وكما قلنا فان الصخرة مثل الملعب الروماني او الاستاد الدولي الحديث محاطة بكل الجوانب بالصخور والفسحة بداخلها مستديرة الا جهة الشرق لا يوجد شيء سوى جرف صخري شاهق واسفله نهر (داين) -وقد سمي هذا النهر داين لعمقه وقوة اندفاعه وهو مصدر كثير من الانهار والجداول وسمي داين لانها كمن يدين لتلك الانهار والجدال والقرى المحيطة بها بالماء،- على امتداد الجرف الصغري من جهة الجنوب لمحيط الصخرة هناك جبل يرتفع عن بقية اطراف الصخور المستدير وداخل هذا الجبل الصغير كهوف وممرات وفراغ كبير في الوسط حيث اتخذه مسافر محل اقامته واراده قصرا طبيعيا يطل على الفسحة المستدير في وسط قلعة الصخرة،

بينما كان مسافر في خيمته دخل عليه حجرا بعد ان طلبه الاول اي مسافر.
حجرا : " هل استدعيتني يا ابي"
مسافر:" نعم اجلس يا ولدي واسمع!. وبعد ان كتبت الكتب اسال المراسيل عندك كم المسافة المقطوعة بيننا وبين كل من تريد ارسال له كتابك، واجعل المرسال يصلهم في اليوم الذي لا يترك لهم مجال للتاخر اي يمهلهم فقط عدة المسير الينا، اي ان كانت المسافة بيننا وبين مملكة زاخم خمسة ايام ارسل مرسالك اليهم بعد خمسة ايام ليصلهم بعد عشرة ايام ويترك لهم فقط خمسة ايام للعودة، فلا يستطيعون التفكير او التدبير، ولن ياتو بالجيوش الجرارة، وقد يسبق طيشهم حلمهم فتزل اقدامهم، وياتونك موغرين الصدور، فيسهل عليك التلاعب بهم وضربهم ببعضم"
حجر:"نعم صدقت والله!"

وقام بالفعل حجر بمثل ما امره والده ان يفعل، وهيء المراسيل وحسب المدة المقطوعة بينه وبين كل الاصقاع، وارسلهم لمواعيدهم لا يتاخرون عنها ولا يسبقونها، وبينما هم كذلك واما امر حذيفة بن مسافر وهو الابن الثاني لمسافر فقد كان كثير التصعلك وكا متمردا بل امردا، فقد طلب منه ابوه، ان يذهب ويستأجر المرتزقة الذين يعرفهم والذين يتصعلكون معه، وطلب منه شراء السلاح والتروس العسكرية، وبالفعل قام امره ابوه، واما يافع بن مسافر وهو الاخ الاصغر وكان شاعرا وحكيما فلقد ارسله ابوه الى القبائل الصغيرة المجاورة يطلب لهم الانضمام له ويذكرهم بويلات الحرب السابقة قائلا
يافع بن مسافر :" يا ايها القوم قد جئتكم بامر من ابي ولا اعتقد ان احدكم يجهله، وهو الذي حط اوزار الحرب، واي حرب التي اهلكتنا قبلهم ونحن الذين لا ناقة لنا في تلك الحروب ولا جمل، فلقد اصبحنا اهدافا لاستعراض قوتهم وكانوا يخيفون اعدائهم ببطشهم بنا وذقنا من تلك الحروب ما انتم عليمين به، ولكن اما اليوم فانه اوان ان تحط تلك الحروب اوزارها الى ابد الابدين، وان نعيش بسلام امنين مستأمنين، ولا يخفى عليكم نوايا اولائك القوم في العودة الى تلك الحروب وما سنون السلم الا مرحلة للتعبئة الشاملة والتهيئة الكاملة للجولة الفاصلة، وما ان تدور الدوائر حتى نكون اولا الخسائر، فتلك دعوة ابي لكم انجو اليوم بانفسكم قبل ان تنقطع انفاسكم، وتعالوا وادخلوا معنا فيما دخلنا فيه نصد اولائك القوم حتى لا يطمعوا بنا وتنالوا من خيرات الخير الكثير والرزق الوفير، ولقد سبقناهم بخطوة ونحن بالجبل لا نحتاج لاحد كما علمتم منعة تلك الصخرة وجبلها، ولكن تلك حسن النوايا من والدي فانه يهتم لامركم ولا يريد مهلككم، ويعرض عليكم مالم يعرضه على احد سواكم"

وما ان انتهى يافع من خطبته وبدى الارتباك على وجوه الحضور، وشعر بعدم الارتياح وشد قبضته على خشب المنبر وعض اسنانه، وبدأ يستشعر الندم على ما فعل ابوه، وخاف سوء المنقلب، واذا بصوت يشق الحضور قادم من الخلف قائلا:
صاحب الصوت:"لبينا فداك وفدا ابيك!"

ثم تعالت الاصوات والهتافات المؤيدة لهذا الرأي ولتلبية طلب يافع، فقرت عين يافع بهذا المنظر وسره ما سمع منهم، فرمى عمامته على الجموع اقرارا منه بحسناهم عليه وتقديرا لموقفهم معه، وردوا عليه عمامته على رأسه وكانهم يقولون لا تشكرنا على واجب علينا، فعانقهم وحملوه احتفاءا به وكانت الاصوات التي يسمعها ما بين مادح بابيه، ومقر بفضل ابيه على القبائل الصغيرة، وبين معلنا الولاء لابيه.
وكانت تلك قبيلة مهروم وهي اقرب القبائل لقبيلة حذار واقدمهم حلفاَ معهم فاتاه امير القبيلة وهو برد بن عدي المهرومي قائلاً:
برد بن عدي:" والله احسنت المقال، واتقنت الافعال، وان طلب ابيك علينا لغالي، ونفديه بالنفس والاموالي، لقد جعل لنا حياة كريمة، بعدما تجرعنا الذل والهزيمة، لم نكن باعين القبائل كثرة، وان رأونا رمقونا بنظرات حقره، ومن يريد منا ان يعود، ويجعل الذل عليه يسود، فان كانت القاضية، فان ابطالنا ها هي، فان خضتم امواج البحار، خضناه معكم بافتخار.
فامسك برد برأس يافع واراد تقبيله ثم ابى يافع ورفع نفسه وقبل هو رأس برد وقال له
يافع:" والله رأسك احق ان يقبل من رأسي"
برد:" اسمع ياولد!.. انت تعلم اننا لن نتهاون في نصرتكم واعلم انك استعديت اقوى امم العرب، ومهما بلغت منعتنا فان الكثرة تغلب الشجاعة، ولسنا في ميزان الكثرة بثقال، ولكننا قبائل كثيرة، واعدادنا منفردة قليلة، ان استطعت ضم قبائل الحوض -[ وهي منطقة جنوبية لا تخضع لسيطرة مملكة او امارة بها الكثير من القائل الصغيرة ولا يوجد حروب بينها او خلافات لصغرها وكبر مساحة الارض]- اليك فان جوعنا تقوى وعدد يزداد ويهابنا عدونا، ولكني اخشى ان لاتوفق كما وفقت معنا، فنحن احلافكم منذ الازل ولكن اخشى ان تذهب لمن يجهلك فيظلمك بجهله او يبيعك لدنيا، والرأي ان اذهب معك وفي كل قبيلة ناتي اليها ناخذ من اشرافها معنا لنذهب لقوم يعرفهم ويعرفونه ليكون دليل صدق وحسن نوايا".

فصاح برد بقومه انه يتجهز للرحيل مع يافع الى القبائل المجاورة، فاضرو له راحلته، واخذ اثنان من ابناءه معهم وانطلقوا تحت طقس شديد المطر تكاد الرؤية تنعدم من شدة الانهمار، ولكن لا وقت لديهم لينتظروا توقف المطر، واذهبوا راشدين الى مبتغاهم، ووصلوا بعد مسافة يوم واحد الى اقرب القبائل وهي قبيلة مرشود، فنزل بهم برد وحدثهم بامر يافع وابيه، فتشاوروا فيما بينهم، تسالوا ماذا سينالهم اذا هم وقفوا مع حذار، فاخبرهم يافع بان وقوفهم الى جانب ابيه هو في حد ذاته مصلحة لامرهم وجلاء لشر قد يحيط بهم، وايضا اخبرهم بالخير الذي سيحصلون عليه من ابل وانعام القوم في قلعة الصخره، فوافقت قبيلة مرشود، وهمو بالرحيل
وقال لهم ساعده بن محروم المرشودي:" مهلا ياقوم عادت العرب ثلاثة ايام..[فقاطعه برد]
برد:" يا صاحب الكرم الوجود وصاحب الخير المشهود، والله اننا نسابق البرق والرعود الى يوم قريب موعود، فاعفنا من هذا القعود"
فقال له ساعده:" والله لا اقدر ان احبسكم ولا احب ان تفارقوني قبل ان نقريكم القرى، واتمنى ان تجود الارض عليكم وبقصر المدة وتعودوا لاهلكم بكامل العدة، وانطلقوا في رعاية الله"
فقال برد:" والله يا ايها الامير نريد منك معروفا ان ترسل معنا من يعرف القبائل وتعرفه القبائل ليكون دليل صدق لنا وحسن نية فانا نخاف ان يجهلونا فيظلمونا"
فقال ساعده:" والله لوددت ان اذهب معكم ولكن لي امور تمنعني من الخروج من دياري ولكن سارسل معكم ابني عكرمه فهو خير من يمثلني وقد اشغلته في اسفاري كثيرا ولا يوجد من يجهله من معارفي
" فقالوا(برد ويافع):" انعم واكرم بصحبة ابن الامير عكرمة". فانطلقوا

فذهبوا الى القبيلة التي تليها وحصل لهم مثلما حصل في قبيلة مرشود وجابوا قبائل الحوض في مدة 7 ايام وقد التقو ب5 قبائل وفي كل قبيلة يصحبهم احد اشهادها ولما انقضت الايام السبعة وكان معهم ممثلين ل7 قبائل وهم [حذار – مهروم – مرشود – تيلان – بني عابر – بني المع – وبني مرقط ] قال لهم يافع:" يا قوم يجب ان نعود ادراجنا فلم نعد نملك الوقت الكافي وقد يسبقنا اعداءنا الى الصخرة، وكانت جميع القبائل تبعد عن الصخرة ابعدها مسافة اربعة ايام واقربها مسافة يوم واحد، فانطلق الكل الى قبائلهم ليحضروا قواتهم وهي فرسان القبائل الصغيرة، وعاد يافع الى ابيه في اليوم الحادي عشر فوجد ان قبيلة مرشود قد سبقت امر ابنها عكرمة بتواجدها بقوات تقدر بمائة وثمانون مقاتل، باسلحة مختلفة وادوات الرعي كالهراوة والمشعاب، ووجد ايضا هناك جموع من المقاتلين لم يعرفهم ولا يسره منظرهم مجتمعين بطرف في فسحة الصخرة الكبيرة وعددهم 52 مقاتل ويتوسطهم حذيفة اخوه فعرف انهم المرتزقة والصعاليك.

-المراسيل

واما ما كان من خبر الرسل، فقد ذهبوا الى الممالك والقبائل ليوصلوا رسائل ابنائهم وفرسانهم، فما كان من خبر مملكة الرين، وكان الملك الريني واصل بن راجح الريني جالسا في بستان له وهذا البستان يتوسط اربعة اروقة بشكل مربع والبستان في الوسط وفي وسط البستان جلسة سداسية مرتفعة قليلا عن الارض وهناك اربعة ممرات من الاروقة الاربع الى البستان، وكان في صحبته خواصه من الوزراء والاصدقاء فلقد كان مجلسا خاصا، امامهم الفاكهة ياكلون منها ويتحدثون عن امورهم الخاصة مستأنسين بهذه الجلسة، وقاطع حديثهم قرقعة الحديد لدرع احد حرس الملك وهو يتقدم لهم وبيد حاملا سلاحه وهو حربة طويلة وبيده الاخرى كتاب مطوي، فتقدم الحارس وصوت القرقعة يزيد باقترابه من الجلسة فسكت الكل ومن بينهم الملك ينظرون الى ما وراء هذا الحارس الذي اقتحم خلوتهم، فوقف الحارس على بعد ذراعين او اكثر من الجلسة وقال
الحارس:"كتاب مستعجل لك يا سيدي من مسافر بن يامن الحذري"
فتعجب الملك من استعجال كتاب كهذا من شخص كمسافر فطلب الملك ذلك الكتاب فقام الحارس بوضع الكتاب فوق منضدة امام الملك بجانب فاكهته، فاخذ الملك هذا الكتاب وناوله الى حاجبه الجالس بجانبه وطلب منه قراءته، وقرء الحاجب الكتاب من غير صوت ليتفحص فحواه، فتغيرت ملامح وجهه، وبدا بالتعرق واجحظت عيناه ونظر الى الملك وقال له
الحاجب:" يا سيدي والله لن يسرك ما جاء به هذا الكتاب...[فنظر الى الحارس وقال] ويلك هل رسول هذا الكتاب ما يزال لديك؟؟"
الحارس:"نعم يا سيدي"
الملك[مقاطعا]:" ويلك يا زراره(الحاجب) ما بال هذا الكتاب الذي سرق بريق عينيك"

فقرأ الحاجب زراره على الملك خبر هذا الكتاب، فنهض الملك وقد غاضبا وتشدقت شفتاه وذهب نور وجهه وضياء عينه،
وقال بصوت عال:"كيف لمثل هذا ان يحدث!! اخبروني كيف؟؟ ومن يكون مسافر ليرقى لمثل هذا الخبث؟؟"
فاخذ قنينة له كانت بجانبه وبها شرابه ورماها بشكل عشوائي من شدة الغيظ وجلس ووضع كفه على رأسه وظن الظنون
فقال للحارس": يا ايها الحارس احضر لي ذلك الرسول في الحال" الحارس:" يا سيدي انه بانتظار ذلك خلف الباب وساحضره"
فاحضر الحارس الرسول وكان الملك يظن انه هو الوحيد الذي فعلو به ذلك فاخبره الرسول بان كل الاقوام لدينا اسراهم وانعامهم،
فسأل الملك الرسول قائلا :" متى كتب هذا الكتاب؟"
فاخبره الرسول :" انه كتب منذ 8 ايام"
الملك:" ان المسافة بيننا وبين قلعة الصخرة هي 6 ايام فكيف تاخرت يومين في مثل هذا الظرف الطارئ؟"
الرسول:"اخرتني تصاريف الدهر واعراضه"
فنظر الحاجب الى الرسول وقال للملك:" والله اني اراه تعمد التاخير لكيلا يتسنى لنا ان ندبر امرنا ونستدعي حلفائنا او نصحب جيوشنا فتأخرنا وانه ما اراد الا ان نسعى اليه خفافا"
الملك:" ان كان ذاك ما اراد فقد اجاد والله فيما اراد"
فهدأ الملك شيئا فشيئا وعرف انه وقت العقل اليوم لا وقت الحمق او التسرع لانه قد يكلف اكثر بكثير مما قد خسر،
فقال للرسول:" لقد اوصلت امانتك واخبر مسافر اننا على الموعد بانتظار وانا قادمون له في الحال.. ثم التفت الى الحارس... وانت يا ايها الحارس خذ ضيفك واكرمه واطلقه لاهله"
واما ما كان من مملكة زاخم حينما وصلها الرسول، فلقد كانت لديهم حالة وفاة وهم في عزاء، وكان المتوفي قريب جدا الى الملك بشر بن عاصم الزاخمي ملك مملكة زاخم، وقد بدا تاثره بالفقيد تاثرا كبيرا، وكانت عادتهم حينما يتوفى شخص مهم في المملكة يقام له عزائين واحد في ديون العزاء حيث ياتي الناس يعزون من يمثلون المملكة من اكابرها وصغار مارائها وعزاء خاص بخواص الملك ورجالات المملكة ويكون ذلك في القصر، فاتى الرسول على ابواب القصر ووجد الحرس الكثير قال لعقيد الحرس ان معه كتاب مستعجل الى الملك زاخم فرفض الحارس ان يدخله واخبره بحالة الملك من تاثره بهذا الفقيد،
فقال له المرسول:" والله لو لن تدخلني ستندم اشد الندم وسينالك العقاب المحتم"،
فتعجب منه الحارس وقال :" ما ورائك"
فقام الرسول وفتح الرسالة وقرأها الحارس فارتعش من شدة الموقف الصعب الذي لم يحسب له حسبان، وزاده خوفا ردة فعل الملك بشر لانه كان حاد الطباع قليل الرحمة، ويسبق سيفه عقله في احيان كثيرة، وحينما قرأ الحارس الرسالة تقدم الى قصر الملك، وكان خواص الملك الذي يعزونه في بهو كبير مغطى، وكان الجو العام هادئ لا تسمع الا همهمة او همسة، لكي لا يكون الصوت عاليا فينزعج المعزين، واذا بباب ذلك البهو ينفتح واذ باحد حرسه يدخل وبحركته قعقعة الدروع فانتبه الناس كلهم لوجوده في هذا المكان وبدأوا يبتعدون عنه، فرمقه بشر غير راضية، ثم قال :"يا هذا مالذي جعلك تفعل هذا وتقتحم علينا مجلسنا في مثل هذه المناسبة والله لو لم يكن شيئا تطير لاجله الرقاب لاطرت رأسك من اعلى كتفيك"
فرد الحارس قائلا:" والله انه لشيء تطير لاجله الرقاب والرؤوس".
فكانما بهت وجه الملك بهذا الرد وازبد شدقيه وصارت عينه في رأسه واستوى بجلسته واشار بيده ان اعطني هذا الكتاب، فلما تقدم الحارس ووصل الى مجلس الملك وضع الكتاب بيد الملك، فنظر الملك الى هذا الكتاب
وسأل" ممن هذا الكتاب"
فرد الحارس" انه من مسافر بن يامن"
فنظر الى الحارس وقال" وما وراءه بكتاب كهذا" فطلب من الحارس قراءته
ولكن الحارس قال" ارجو ان يعذرني الملك فلقد كدرت صفوته باقتحامي المجلس وتسببت بما يكفي من ازعاج للملك فارجو ان يعفيني من قراءته ويرى من هو اولى مني بقراءة هذا الكتاب" فنظر الملك الى الحارس نظرة الغاضب وهم ان يرد عليه فتدخل احد الوزراء حينما راى الموقف وقال للملك
الوزير" دعني انال شرف قراءته على جلالتكم"
فهدأ الملك قليلا واشار الى الحارس بيده ان انصرف، فقام الوزير وفتح الكتاب وبدأ بقراءته على الملأ، فصعق الملك مما سمع من هذا الكتاب وكان بيده كاسا وكلما قرأ الوزير شد بقبضته على ذلك الكأس وما ان انتهى من قراءته لم يدرك الملك انه جرح يده بذلك الكأس فصاح
الملك صائحا " أأنت يا مسافر تجرأ ان تعاديني وان تكسب بغضي والله ان مثلك ليتبرك بالثرى الذي امشي عليه، وان مثلك لا يعيش الا تحت جناحي، وانت اليوم من ينقض لي جراحي، أأنت يا عديم الاصل، ام نسيت ما قد حصل، أنسيت من انت ومن كان ابوك وجدك من قبلك، ام نسيت الغجر الذين كانوا اصلك، والله ان منشأك معلوم وان نسيت، ولن ينسوه الناس ما حييت، يابن اوراوا والله ستندم..[ ثم قال للحارس وكان واقفا بجانب الباب].. اوما يزال ذلك الرسول عندك"
الحارس" نعم، ويقول ان هذا الكتاب كتب قبل 10 ايام ولم يتبقى من المدة المعلومة سوى 5 ايام من يومنا هذا"
فزاد غضب الملك وقال" والله انه لا يريدنا ان ندبر امرنا وانما يريدنا ان نأتي على امره، لولا الابناء لزحفنا اليهم بزحف، يزلزل الارض من تحتهم... [فقال للحارس] ... اقتل ذلك الرسول" ..
فتعجب الجميع من قول الملك
وقال له الوزير" يا سيدي انك ان فعلت جعلتنا حكاية بين العرب ومامن رسول قد قتل، ولا نريد ان نسن سنة بين العرب بقتل الرسل وما على الرسول الا البلاغ"
فالتفت الملك الى الوزير ورمقه نظرة حادة وقال :" قلت يقتل يعني يقتل ولا تناقشني في هذا الامر"
فاطرق الوزير راسه وقال للحارس" انفذ ما امرك به سيدك"
الحارس" السمع والطاعة".

****نهاية الفصل الاول****

الفصل الثاني – التاريخ لا ينسى
واما ما كان من قول الملك المخزومي في شأن ابو وجد مسافر فلقد كان جده ظالم والد اباه ولد لام غجرية وكانت زوجة امير قبيلة حذار وذهبت الى اهلها وهي حامل في الاسبوع الاول ولم يكن احد يعلم بحملها ولا حتى هي و...... يتبع


Cigarno غير متواجد حالياً  
قديم 26-01-20, 11:41 AM   #3

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي

اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجد مايرضيك موفق بإذن الله تعالى ...

للضرورة ارجو منك التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقوم بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html


مشاركتك كانت في المكان الخطأ وتم نقلها لصفحة الرئيسية لمنتدى قصص من وحي الأعضاء لأنها الصفحة المختصة بالروايات التي فصولها تحت التنزيل....

كما نرجو منك استئناف تنزيل الفصول والا سيتم اغلاق الرواية....

وتم تلبية طلبك بحذف المشاركة الأولى لك....



واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء


قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

قديم 26-01-20, 12:25 PM   #4

ع عبد الجبار

? العضوٌ??? » 460460
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 260
?  نُقآطِيْ » ع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond reputeع عبد الجبار has a reputation beyond repute
افتراضي

روايه جميلة جدا وقويه بالنتظا لتتمتها شكرا لك على مجهودك

ع عبد الجبار غير متواجد حالياً  
قديم 26-01-20, 06:29 PM   #5

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

اهلا بك في وحي الاعضاء

مبروك اول خطواتك وان شاء الله تكون بداية خير

روايه تبشر بقلم مميز

اسلوب سلس ومفردات قويه

اعجبني السجع الذي كان موجود وله مكانه واضحه داخل روايتك

رغم كثرة الاسماء والشخصيات لكن طريقتك بالطرح كانت مميزه ولم تجعلني اتشتت

لاني لم اقف كثيرا امام الشخصيات وانما ركزت على الاحداث

بانتظار القادم

تحياتي


um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





قديم 31-03-20, 05:11 PM   #6

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي


تغلق الرواية لحين عودة الكاتبة لانزال الفصول حسب قوانين قسم وحي الاعضاء للغلق

عند رغبة الكاتبة باعادة فتح الرواية يرجى مراسلة احدى مشرفات قسم وحي الاعضاء (rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065, ebti ، رغيدا)
تحياتنا

اشراف وحي الاعضاء


قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:54 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.