23-12-19, 07:39 PM | #1 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| عيون القدر - قصة قصيرة انتهى طبيب العيون الشهير من فحص عيني صبحي، قبل أن يعتدل ويقول لهذا الأخير في حزم واثق: - لا فائدة. ارتجف صوت صبحي وجسده وهو يغمغم: - هل تعني أنني سأقضي عمري كله عاجزا عن الرؤية؟ هز طبيب العيون الشهير رأسه نفيا، وقال في حزم: - لم أقل هذا، فالعصب البصري لديك سليم، والشبكية كذلك، وإلا ما كان باستطاعتك تمييز الضوء، وحركة الأجسام. غمغم صبحي في مرارة: - ولكنني بخلاف هذا عاجز عن الرؤية، وأنت قلت إنه لا فائدة. اعتدل الطبيب، وهو يقول: - لم أقصد أنه لا فائدة من الرؤية، ولكنني قصدت أن العلاج الطبي لن يفيد في هذا أبدا. ثم عاد يميل نحوه مضيفا: - لا بد من علاج جراحي. | |||||||||||
23-12-19, 07:40 PM | #2 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| هتف صبحي وقد عاوده الأمل. - حقا؟ لوّح الطبيب بيده، في حركة لاحظها صبحي بلا تمييز وهو يقول: - تحتاج إلى زرع قرنيتي العين. هتف في لهفة: - لماذا الانتظار إذن؟! أنا رجل ميسور الحال، ويمكنني تحمل نفقات العملية أيا كانت. صمت الطبيب لحظات قبل أن يقول في خفوت: - المشكلة ليست في النفقات. وأطلق زفرة حارة مضيفا: - المشكلة في القرنيات نفسها. بدأ الأمل ينسحب مرة أخرى من صبحي وهو يغمغم: - ألا يمكن شراؤها بأي ثمن؟ | |||||||||||
23-12-19, 07:40 PM | #3 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| صمت الطبيب لحظة أخرى ثم قال: - إنها ليست سلعة تباع وتشترى. قال صبحي في عصبية: - ولكنني سمعت أن هناك من يشتري كلية من متبرع، أو.. قاطعه الطبيب في حزم: - الكلية أمرها يختلف، فالشخص الذي يمنحك كليته يستطيع العيش بالكلية الثانية، ولكن من سيمنحك قرنيته ويبقى أعمى طيلة عمره. تراجع صبحي في مقعده في يأس وهو يغمغم: - إذن فالأمر لم يختلف كثيرا.. لا أمل. صمت الطبيب لحطات منكرا، قبل أن يقول في تردد: - هناك وسيلة أخرى. خشي صبحي أن يستعيد الأمل ويفقده مرة أخرى، فقال في حذر: - أي وسيلة؟ | |||||||||||
23-12-19, 07:41 PM | #4 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| أجابه الطبيب، بنفس التردد: - نستطيع الحصول على القرنيتين، من شخص حديث الوفاة. حدّق فيه صبحي محاولا رؤيته وهو يغمغم في ذعر: - أتعني أن أرى بعيني ميت؟ أمسك الطبيب كتفيه وهو يقول في صرامة: - لا أحد يمكنه الحصول على عيني شخص حي.. في كل الأحوال، يتم زرع قرنية شخص ميت. ثم مال نحوه دون أن يمسك كتفيه وهو يضيف: - ولديّ اليوم بالتحديد فرصة مثالية للحصول على القرنيتين.. ولتعلم أنهما لا تعيشان لفترة طويلة، ولو حصلت عليهما اليوم يمكننا إجراء العملية غدا. امتقع وجه صبحي وهو يغمغم: - غدا؟ | |||||||||||
23-12-19, 07:41 PM | #5 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| بدا الطبيب شديد الصرامة، وهو يقول: - ربما لا تكون أمامك فرصة أخرى.. احسم أمرك الآن.. إما أن تستعيد قدرتك على الإبصار، وإما… لم يكمل عبارته، وصمت في انتظار رد فعل صبحي، الذي أدار الأمر في رأسه في توتر شديد قبل أن يغمغم: - ألا يمكنني أن.. قاطعه الطبيب في صرامة وعصبية: - لا.. لا يمكنك. كان صبحي يشعر بخوف وقلق شديدين، ولكن فكرة استعادة القدرة على الرؤية كانت أكبر من أن يقاومها، فخفض وجهه وهو يغمغم: - في هذه الحالة… ولم يكمل عبارته أيضا. أو لم يمكنه أن يكملها. ولكن الطبيب فهمها. ووضعها موضع التنفيذ. | |||||||||||
23-12-19, 07:43 PM | #6 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| وفي اليوم التالي بعد أن دفع مائتي ألف جنيه مقابل القرنيتين، أجرى صبحي العملية.. وخلال أسبوع واحد تم رفع الضمادات عن عينيه.. ورأى.. لأول مرة منذ سنوات، استطاع أن يرى.. ليس بوضوح تام.. ولكنه رأى.. وفي زهو كبير، غمغم الطبيب: - الرؤية ستتضح رويدا رويدا بعد استقرار القرنيتين والتئام جروح الزرع. هتف صبحي بكل سعادته: - المهم أنني أرى. | |||||||||||
23-12-19, 07:44 PM | #7 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| غادره الطبيب على أن يعاوده في اليوم التالي، في حين بقي هو يتطلع إلى كل ما حوله في سعادة جمة.. لقد نجحت العملية واستطاع أن يرى أخيرا.. في تلك الليلة نام والسعادة تملأ كيانه، وتصور أنه سيحلم أحلاما سعيدة جميلة تتناسب مع حالته النفسية.. كان يسير في طريق مظلم هادئ.. ومن بعيد لمح امرأة تسير وحدها بعد أن أغلقت سيارتها، ثم توقفت لتراجع شيئا ما في حقيبتها.. واقترب منها في سرعة.. والتفتت إليه المرأة مذعورة، وأطلقت صرخة رعب.. ومع الصرخة، امتلأ المشهد كله بالدم، و… استيقظ.. | |||||||||||
23-12-19, 07:44 PM | #8 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| استيقظ يلهث في ذعر وانفعال بسبب هذا الكابوس البشع، وراح يتلو بعض آيات القرآن وهو يتساءل: كيف يراوده مثل هذا الكابوس وقد آوى إلى فراشه مفعما بالسعادة والفرح.. وفي الصباح التالي روى للطبيب ما حدث، فانعقد حاجبا هذا الأخير في توتر وهو يقول في خفوت: - ربما.. ربما تناولت الكثير من الطعام قبل النوم. أجابه صبحي في قلق: - على العكس.. كل ما تناولته قبل النوم كان كوبا من الزبادي فحسب. لوّح الطبيب بيده على نحو رآه صبحي في وضوح وهو يقول: - إنه الدواء المسئول عن تثبيت الزرع إذن.. بالتأكيد هو كذلك. وبدا التفسير منطقيا، حتى أن صبحي طرح الأمر كله من ذهنه، وأمضى يومه هادئا يستمتع بالتطلع إلى ما حوله.. هذه المرة كان الرجل في مدخل منزل مظلم يقف في انتظار شيء ما.. ثم أتى ذلك الرجل.. | |||||||||||
23-12-19, 07:45 PM | #9 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| رجل في العقد الخامس من العمر، وقور المظهر، طيب الملامح، يرتدي حلة شديدة الأناقة، ويحمل حقيبة جلدية من حقائب العمل.. أتى إلى مدخل البناية في هدوء، وبدأ يصعد درجات السلم.. وهنا تحرك هو من مكمنه.. وانقض على الرجل الذي تراجع في ذعر شديد، وأفلت حقيبته الجلدية وهو يحاول حماية وجهه.. ومرة أخرى امتزجت صرخة الرجل بالدماء التي ملأت المشهد كله، و.. وهب من نومه مذعورا.. في هذه المرة كان يلهث في عنف، وبدا له وكأنه ما زال يرى الدماء تغطي المشهد قبل أن تتلاشى في سرعة ويعود المشهد إلى وضوحه.. وفي هذه المرة كان انزعاج الطبيب واضحا وهو يستمع إليه قبل أن يقول في عصبية شديدة: - ما ترويه مستحيل. | |||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|