07-01-20, 12:55 AM | #1 | |||||||
| مصير مجهول *مميزة* مصير مجهول مساء الخير على كافة قراء وكتاب هذا الصرح الأدبي المميز وحي الاعضاء أتمنى أن تكونوا بأفضل الأحوال اليوم اخترت ان أشارككم قصة قصيرة قمت بكتابتها بمعية صديقاتي الكاتبات المبدعات ملك علي وفاطمة الزهراء عزوز. أود أن اشركها معكم وتستمعوا بها ولما لا اقرأ بعض ردود الافعال على اللغة والأسلوب والقصة بشكل عام التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 04-02-20 الساعة 10:01 AM | |||||||
07-01-20, 12:55 AM | #2 | |||||||
| حدقت مطولا بالساعة الحائطية الضخمة لصالة الإنتظار بمطار هيثرو الدولي. إنها السادسة صباحا موعد إقلاع طائرتها المتجهة نحو نيويورك بعد أقل من ساعة، عليها أن تنهض وتصعد للطائرة بعد أن أنهت معاملات السفر الطويلة قبل ربع ساعة. اختلطت بالحشود الهائلة والتي اختار كل فرد منها رقعة جغرافية مختلفة لقضاء عطلة رأس السنة الميلادية وهي وقع اختيارها على نيويورك حيث تقيم صديقتها لويزا منذ ست سنوات. تجاوزت البوابة الالكترونية بسلام لتصعد على متن طائرة الخطوط الجوية البريطانية وتحديدا في الدرجة الاقتصادية. استرخت على المقعد المريح وأغمضت عيناها بإستسلام للتعب الذي داعب جفونها نتيجة ساعات طويلة من السهد قضتها وهي تنجز أعمالها المكتبية قبل رحلة العمر التي انتظرتها لشهور. استشعرت من بعيد عطر المضيفة المميز ولكنتها البريطانية المميزة فاستعدلت في مكانها بسرعة ومررت بخفة يديها على ثوبها القطني الداكن تتاكد من سلامته! ألقت المضيفة التحية وخاطبتها برسمية شديدة " سنقلع بعد لحظات قليلة... رحلة ممتعة" ابتسمت ليزا ببلاهة شديدة للمرأة الشديدة الجمال والأناقة وعيناها تتجولان على انحناءات جسدها المثيرة بغيرة مفضوحة... فهي لم تملك يوما ما يسيل لعاب الإنجليز! رحلت المضيفة فعادت تلقي برأسها على المقعد مطلقة شتيمة بذيئة، وهي تشعر بفوران دمها لعجزها التام عن قول كلمة واحدة أمام سحر المضيفة وعذوبة لسانها... استغرقت لحظتين أو أكثر قبل ان تمتد يدها تبحث عن المرآة الصغيرة داخل حقيبتها المجعدة. رفعتها لتقابل معالم وجهها الشاحبة الخالية من مساحيق التجميل فبدت للوهلة كشبح مكفهر يقتنص الفرصة المناسبة للهجوم على فريسته... شعرها الاشعث أصبح باهثا بفعل تلك السموم المسماة صبغة الشعر وفقد تدريجيا بريقه ولونه الخاطف الذي كان عليه إبان طفولتها. قلبت عينيها في المكان لتلاحظ امتلاء مقاعد الطائرة بالمسافرين من شتى الأنواع. فتحت ثغرها بصدمة وهي تراقب هجوم طفل صغير على شعر والدته ومحاولات زوجها اليائسة لإبعاد طفله عن الإمساك بخصلات أمه الطويلة وعندما نجح بدأ الطفل بالصراخ والبكاء وتخضب وجهه. أدارت ليزا وجهها بضيق لتخفيه لاحقا بين كفيها تبعد صوت الطفل المزعج وأصوات باقي المسافرين وهم يصرخون مطالبين بإسكات ضجيج الطفل! رفعت رأسها مستشعرة اهتزاز عنيف للطائرة فشحب وجهها وانسحبت الدماء منه وقد بدأت تدرك أن الطائرة تقلع. اظافرها الحادة تمسك بمقعد الطائرة وهي تعض على شفتيها دون أن تلقي بالا لليد الخشنة التي تقبض على ساعديها. كانت تكره إقلاع الطائرات منذ طفولتها وفي مرات عديدة كانت ترفض السفر رفقة والديها وتفضل المكوث بمنزل جدها اللطيف. لكن بعد وفاة والديها أصبحت مجبرة على زيارة شقيقتها التي تذكرها دائما بعطف أمها. بدأت أنفاسها تهدأ تدريجيا وتسلل إحساس غامر بالراحة لقلبها الذي يخفق كالطبول بين ثناياه... استدارات ببطئ نحو الجهة المقابلة لتصطدم بزوج العيون السود المسلطة على وجهها ببريقهما الوحشي الغامض. تراجعت بفزع فطري تلتسق بنافذة الطائرة التي باتت تحلق في عنان السماء تاركة ناطحات سحاب لندن بعيدا. " لا تخافِي رأيتك فقط مضطربة بسبب الإقلاع فحاولت مساندتك." أردفت ليزا بفظاظة متجنبة قدر الإمكان التحديق بعينيه المغناطيستين " لا أحتاج دعم أحد... إياك والاقتراب مني" قهقه ساخرا ليظهر صف أسنانه الناصع البياض مثيرا غيظ ليزا التي تعاني منذ سنوات من زيارات طبيب الأسنان المتكررة! حملقت في إبتسامته الصادقة والتي لم تر مثيلها من قبل. فتاهت رغما عنها في تأمل معالم وجهه المنحوتة بدقة. وجنتيه الرفيعتين وشفتيه الدقيقتين اسفلهما فك قاسٍ يبعث على الفزع. ملبسه وهيئته بسيطة وغير متكلفة ولا تبدو عليه مظاهر الثراء الفاحش أبدا لكن شعور ما يكتنفها أن هذا الشخص يمتلك شيئا أكثر قيمة من المال... ربما راحة البال التي افتقدتها طويلا. لوح بكفيه أمام بصرها المشتت فانتزعها انتزاعا من تأملاتها لتحمر وجنتاها وتنقبض أحشاءها خجلا. اللعنة لقد أمسكها تحدق به بلا هوادة وكأنها لم تر بشريا من قبل! توقفت أنفاسها المجنونة وهي ترى تحديقه الغريب لشعرها الذي باتت تكرهه أكثر من كرهها لمدير عملها. شهقت بخفوت ويداه تمتد لتمسك بخصلة متمردة فيلفها بين أنامله هامسا بعبث ساخر " ماهذا اللون السوقي؟ ألم تجد محلا أفضل في لندن لصباغة شعرك؟" دفعته بقبضتها الصغيرة تنهره كقطة متحفزة للعراك " وما دخلك أنت هل طلبت رأيك؟" ضربت فخديها بغل وهي تراه ينفجر ضاحكا غير آبه لنظرات الناس المصوبة بإتجاههما. اعتدلت في مكانها تاركة مسافة آمان بينهما وتجاهلت متعمدة النظر إليه لتغرق في تأمل الغيوم المحيطة بمحركات وأجنحة الطائرة في منظر يخطف الأنفاس حتى تناست جزئيا وجوده الخانق. التصقت أكثر بزجاج النافذة ليثير انتباهها الدخان المنبعث من المحرك الثالث للطائرة والذي توقف تماما عن العمل! شهقت بخفوت والتفتت للبغيض الذي لا تعرف حتى إسمه فيسقط قلبها بين ظلوعها عندما شعرت بذلك الجسم البارد يوضع على رأسها... لقد كانت فوهة مسدس! تعالت أصوات الصراخ والعويل داخل المكان. صغيرا كان أم كبيرا جميعهم التصقوا ببعضهم البعض يحتمون من العصابة المتخفية التي ظهرت من حيث لا يدرون! خرج صوتها مهددا بلا رحمة ويده مازالت ضاغطة على الزناد " إن تحرك أحدكم سأفجر رأسها وسنموت جميعا." أمسكها من رسخها يجذبها بقوة لتسير أمامه في الممر الضيق للطائرة فيما زملاؤه الملتمون يسيرون خلفه حاملين أسلحتهم المجهزة لقتل ركاب الطائرة! حدقت ليزا بصدمة في وجوه المسافرين المتألمة وهم يشهدون على آخر لحظات عمرها الثالثة والعشرين. قدماها لم تعد تطاوعانها على الامتثال لأوامر هذا المجرم الذي قام بخداعها والذي قام بربطها وتقييدها كالاسرى داخل المقعد المخصص للمضيفة الجميلة هي الأخرى قاموا بتشويه معالم وجهها بسكين ترك ندبة بشعة على طول خذها! سالت دموعها بغزارة وهي ترى عجزها عن إنقاذ المسافرين الذين وقعوا تحت رحمة المختطفين. فقام أحد المجرمين بجر مسافر عجوز خارج الحجرة ليسمع بعدها صوت إطلاق النار. تناهى لمسامعها المخدرة همس المضيفة المنهكة " لقد قتلوا الربان ومساعده واختطفوا الطائرة... سنموت جميعا." تذكرت بيأس منظر الدخان المنبعث من محرك الطائرة فانهار آخر أمل بالنجاة من قبضة هؤلاء المجرمين... كان يقترب منها يرمقها بلمحة غريبة ليجثو بعدها على ركبتيه. امتدت أنامله تحررها من اللصاق المحيط بثغره لتسمح للهواء بالدخول إلى رئتيها. تأملها شاردا في براءتها وسجذاتها التي لم يجد لها نظيرا في حياته المليئة بالمتاعب والأزمات... فانعكس الألم جليا على صفيحة وجهه الذي ارتدى القسوة والدناءة عندما دعاه شيطانه لإختطاف هذه الطائرة والنيل من السياسي المخضرم " لورد بالرمنستون" الذي كان سببا لمآسة عائلته! اندفعت يداه تمسكان بخصلات شعرها المتمردة ووجهه يقابل وجهها الذي انسحبت الدماء منه وبات لا يمت للبشر إطلاقا... هدر صوته بكل غضب الدنيا الذي تملكه في هذه اللحظة " أنا لم أعش حياتي كباقي ركاب هذه الطائرة. ذلك المجرم يقبع هنا ولن أرتاح قبل تمزيقه إربا." كانت تتخبط في دموعها دون أن تقوى على منع ارتجاف جسدها الواهن امام جبروته... استمرت لهجته العنيفة في صفعها بلا رحمة " حكم على والدي بثلاثين عاما سجنا نافذا... انتحر داخل زلزالته فاضطررت لترك دراستي لإطعام اشقائي.. هل اضطر أحدكم للعمل من قبل؟؟ " تسمرت نظراتها المهتزة على البريق الموحش لعينيه فهمست بآنين خافت " نعم... لقد عملت مرات عديدة وأنا طفلة." لم تكذب أبدا رغم فزعها من نظرتها الثاقبة والمشككة. لقد مارست أعمالا متنوعة منذ سنوات عمرها المبكرة لتوفير لقمة عيش كريم لها ولشقيقتها... توقف قلبها عن الخفقان وهي ترى إبتسامته تتسع أكثر فأكثر بل صارت ضحكة مجلجلة دوى صوتها داخل المكان الذي بات يعمه الصمت. جل المسافرين باتوا ينتظرون ما سيؤول إليه هذا الحوار قال فجأة بلا مبالاة " هل تحبين باريس؟ زرتها مرتين أو أكثر عندما كان والدي على قيد الحياة." فتحت ثغرها هامسة بتلعثم وقد أخافها كليا تغيير مزاجه... حتما هذا المجرم يعاني اضطرابا عقليا " نعم أحبها وزرتها مرة واحدة قبل خمس سنوات." غمغم برضى تام نافحا عبير عطرها الفواح، فأغمض عينيه متذكرا لحظاته السعيدة أمام برج إيفل بصحبة والده فتعالت ضحكاته الممتزجة بروح الألم والتمزق النفسي. شدد من إمساكه لمؤخرة عنقها مخاطبا إياها بقسوة فتأوهت متألمة لكنه زاد من ضغطه أكثر وصديقه الأخر يصرخ من خلفه بالحقيقة التي بات يعرف أن لا مفر منها " فقدنا التحكم في الطائرة سيدي... لن ننجو على الأغلب لكن قمنا بالثآر لوالدك الراحل من المجرم." أفزعه صمتها وتقبلها المريح لواقع أنهما على وشك الموت فاقترب أكثر لينظر داخل بؤبؤ عينيها هامسا بمرارة " أتمنى لو أننا اجتمعنا في مكان آخر... الوداع." في لحظة واحدة بدأت الأمتعة من حولها تتساقط ثم تلاها سطح الطائرة الذي انفصل عن جسدها فأصبح جسدها المرتعش وجها لوجه أمام الغيوم والسحب التي لطالما انبهرت بها... لكنها الآن كانت الجلاد الذي بدأ بسحب أجساد المسافرين واحدا تلو الآخر دون أن ترحم السماء صراخهم واستنجادهم. كانت الطائرة تقترب بشكل خطير إلى الأرض وقد تعطلت المحركات الأربع بفعل فاعل ولم يعد يفصلهم عن الموت إلا ثواني قليلة فقط. أسدلت ليزا رموشها المبللة وتلت صلواتها الأخيرة دون أن تفارقها صورة أختها المعذبة عندما يصلها نبأ موتها لكن منظر والديهما وهما يبتسمان لها مرحبين بمجيئها هدأ من روعها فاستسلمت بإبتسامة صادقة للقدر المحتوم وآخر ما التقط سمعه كان صراخ الباقين على قيد الحياة. النهاية | |||||||
07-01-20, 01:25 AM | #4 | |||||||
مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب
| مساء الخير غاليتي قصة جميلة جدا، كقصة قصيرة كان إظهار الشخصيات واضحًا تمامًا، ملفوفا بورق مخادع، كنت أظن مع السطور الأولى أن من يجلس بجوارها ثري متخفي من أثرياء لندن أو نيويورك، خططت لقصة رومانسية في عقلي قبل أن أصدم بواقع السطور فور أن رأت دخان الطائرة ليليه وضع المسدس على رأسها...كانت حقيقة الحكاية الوردية التي انتظرتها مأساوية، أحببت سلاسة أسلوبك و أنت تصفين ما حدث قبل أن تسقط الطائرة على البحر، ربما عندما تعانق العين كلمة النهاية تتمنى لو تطول القصة، لو تنجو البطلة، لكن تعود و تتذكر الحقيقة، فالكثير من الطائرات سقطت بدون أن يعرف أحدهم الفاعل أو اختفت بدون أثر فلم يعثر الباحثون عن صندوقها الأسود، لأستنتج في النهاية أن الحقيقة أفضل بكثير من زيف وردي كاذب أو نهاية سعيدة احتمال حدوثها معجزة. سلمت أناملك، كنت سعيدة بقراءتي للقصة حقًا، أتمنى لك التوفيق تحياتي وودي ❤️ | |||||||
07-01-20, 01:46 AM | #5 | ||||||||
| اقتباس:
سعيدة جدا أن القصة أعجبتك. فعلا القصة الوردية انقلبت إلى مآساة والوسيم ماعاذ ثريا او جذابا بل مجرم يسعى للإنتقام وأنا أتفق معك في طول القصة أحداث كثيرة يمكن أن تتفرع من حدث سقوط الطائرة 💕💕💕 | ||||||||
07-01-20, 02:47 PM | #8 | ||||
قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... قصة مختلفة عن النتعارف عليه من القصص الوردية الحالمة الرومانسية ونهايتها السعيدة .. اسلوب جميل وسرد متتالي سلس ❤👍 قصة اقرب الى الواقعية من الخيال .. بداية احداث القصة اظهرت المجرم وكانه بطل يخفف من حدة خوف ليزا اثناء اقلاع الطائرة والعكس هو الصحيح ذءب في ثوب حمل وديع مانفك ان انقض على فريسته قاضيا على احلامها وامنياتها في ملاقاة شقيقتها الحنون .. وبين سطورها كان ممتع وجميل وصف الاجواء والنظرات ووداع الحياة وابتسامة الاخرة المتمثلة في والديها .. لتسقط الطائرة رويدا رويدا الى الارض ولم ينجو احد ..والفاعل مجهول لا يعلم عنه احد .. سلمت يمينك قصة انتهت بفاجعة لكني سعيدة بقرائتها ..❤❤👍👍 | ||||
07-01-20, 03:11 PM | #9 | ||||||||
| اقتباس:
| ||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|