آخر 10 مشاركات
مذكرات مقاتلة شرسة -[فصحى ] الكاتبة //إيمان حسن-مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          62 - قل كلمة واحدة - آن ميثر - ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : pink moon - )           »          رهاني الرابح (90) للكاتبة: سارة كريفن ...كاملة... (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          الفرصة الأخيرة (95) للكاتبة: ميشيل كوندر ...كاملة... (الكاتـب : سما مصر - )           »          معذبتي الحمراء (151) للكاتبة: Kim Lawrence *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          88 - البحار الساخر - روبن دونالد - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          زوجة مدفوعة الثمن (44) للكاتبة:Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          عروس دراكون الهاربة(157)للكاتبة:Tara Pammi(ج3من سلسلة آل دراكون الملكيين)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          عندما ينتهي الكذب - هيلين بيانشين - روايات ديانا** (الكاتـب : angel08 - )           »          1 - عودة الحبيب الضال - فلورا كيد - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما رأيكم بكتابة جزء ثاني من رواية سارية في البلاط الملكي
نعم 90 85.71%
لا 15 14.29%
المصوتون: 105. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree71Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-04-20, 02:38 AM   #51

هديرر

? العضوٌ??? » 385828
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 136
?  نُقآطِيْ » هديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond repute
افتراضي


نستطيع العيش دون طعام ثمانية أسابيع
ودون ماء من ثلاثة لأربعة أيام
ودون هواء عدة دقائق أو أقل
لكن لا يمكن العيش دون شغف ولو لحظة!
الشغف ليس شعور عابر بل غذاء الروح الذي لا تستمر بدونه.
نرى في حياتنا خيبات أمل ، أحلام تموت، ورغبات تُحبط.
لكن الروح تموت بموت الأمل والشغف.

صوت التحام سيفين قادم من مكان ما جذب انتباه سارية التي كانت تتأمل قطعة كبيرة من القماش المطرزة أعطتها لها وسام كي تعطي رأيها بها.
فانطلقت ساقيها دون إرادة نحو الصوت ، تصعد الدرجات المؤدية لساحة واسعة ملتفتة حولها تتطلع إلى المكان ، ليتضح الصوت جيدًا فاتجهت لترى ستارة رقيقة تفصل بينها وبينه ، أزاحتها لترى أمامها..
جاد وأحد الجنود كل منهما في مواجهة الآخر ومبارزة جامحة بينهما ، استندت بكتفها على الحافة تراقبه فقد مر زمن لم تره يبارز ، ضحكت عندما رأته يقفز لأعلى يتفادى ضربة الجندي ليقف خلفه واضعًا سن السيف في ظهره ، فرفع الرجل يده مستسلمًا لتتعالى ضحكاتها بصخب واستمتاع وهي تهز رأسها بيأس.
جذبت ضحكتها انتباه الاثنين لينحني الجندي احترامًا لها ، فابتسم جاد وصدره يعلو ويهبط من شدة لهاثه، يراها تقترب نازعة وشاحها مشيرة إلى الخادمة الواقفة بالقرب منها لتضع تاجها وحليّها على الصحن الكبير التي تمده لها ، وربطت طرفي وشاحها حول خصلاتها على هيئة ذيل حصان ، ثم مدت يدها للحارس طالبة منه أن يعطيها سيفه ، ليقدمه لها باحترام.
ابتسم جاد عندما فهم ما تنوي فعله ، ثم تحولت ابتسامته إلى ضحكة عالية عندما وجدها تلوح بالسيف في الهواء بحركات دائرية رافعة حاجبها له ثم أخذت وضع الاستعداد وفي عينيها نظرة تحدي له ، ليقول من بين ضحكته :
-"أنتِ متأكدة مما تريدينه؟!"
أجابته ترفع يدها الممسكة بسيفها لأعلى رأسها موجهة سنه إليه ، واليد الأخرى ممتدة للأمام تشجعه على المبارزة :
-"هيا أيها القائد.. أخبروني أن الجميع يهابك ، فدعني أرى هذا بنفسي"
مد يده يقوي رابطة عمته وأخذ هو الآخر وضعية الاستعداد ، يرفع سيفه أمامها ، واليد الأخرى في خصره ليبادر بالهجوم ، فأصطك السيفان سويًا والصوت يعلو ويعلو.
لوح بالسيف أعلى رأسها لتخفضها ثم ضربته بقدمها خلف ركبته جعلته يهبط عليها وكادت أن تهاجمه لكنه رفع سيفه أفقيًا لأعلى فأوقف سير سيفها.
رفعت حاجبها بإعجاب فلوح بسيفه أسفل قدمها لتقفز لأعلى متفادية إياه، أعاد الكرّة مرة أخري لتتحرك في حركة بهلوانية تبتعد إلى وسط الساحة ليلتفت وشاحها حول وجهها فأزاحته وهي تقف بشموخ أمامه وصدرها يعلو ويهبط.
كاد أن يقترب لكن جذب انتباهه ظل أحد يراقبهما من أعلى ، فوجده إلياس يشاهد المبارزة بحماس وتأمل ، يرى حركاتها وضرباتها الدقيقة ، بل وطرقها في تفادي ضربات جاد القوية ، أشار له أن يستمر ويكمل ما يفعله حتى لا تنتبه وتتوقف.
ابتسم عندما علم مقصده ووجه حديثه إليها :
-"حركة لا بأس بها سارية.. لكن استعدي لتري السر الذي يجعل الجميع يفكر مرتين قبل مواجهتي"
عقدت حاجبيها بتفكير مصطنع ثم رفعت كتفيها بلامبالاة وأجابته :
-"ليكن إذًا"
لم تعطه الفرصة ليأخذ أي ردة فعله لتهاجمه فجأة فرفع سيفه أعلى جبهته يتفادى ضرباتها المتتالية التي تسقط فوق رأسه ، ليدفعها للخلف فسقطت على ظهرها تئن بخفة من ألم السقطة ونظرت له بحدة ، استغل سقوطها ليهبط بسيفه إليها فتحركت إلى يمينها منقذة نفسها منه.
كل هذا وإلياس يراقبهما رافعًا قدمه إلى حافة السور يستند بمرفقه عليه وابتسامة على ثغره ، لكن شعور طفيف بالغيرة يتسلل إلى قلبه وهو يراها تتحرك وتدور كالفراشة المرفرفة فوق الزهور، يشعر أن هذا حقه وحده لا يملكه غيره حتى لو كان جاد الذي يكون بمثابة أخيها!
التفت إلى حارسه يهمس له بشيء ما قبل أن يعيد نظره مرة أخرى إليهما ليجدها استقامت محاولة تفادي ضرباته.
وقف أمامها بعد أن دار حول نفسه مبتعدًا عن مرمى السيف ، وكاد أن يهجم لكن صوت الحارس الذي صاح باسمه من الخلف شتت تركيزه لتستغل الفرصة والتقطت سيفه بطرف سيفها تديره في الهواء بانتصار وابتسامة واسعة ارتسمت على وجهها.
ظهرت ملامح الاندهاش عليه لا يعلم ما حدث؟
هو لم يخسر من قبل إلا أمام إلياس!
فهتف لها بقوة وعدم تصديق :
-"هذا لا يعد انتصارًا سارية!"
ضحكت تمد له سيفها ليلتقط سيفه المعلق به ورفعت كتفيها مغيظة إياه :
-"كل شيء مباح في الحب و الحرب عزيزي"
رفع لها حاجبه بغيظ يراقب ابتعادها تلوح بالسيف في الهواء بدلال كمن تريد إصابته بالسكتة من الغيظ ، ليلتفت إلى الحارس الذي انكمش في نفسه من نظراته بغضب وهتف به :
-"ما الذي جاء بك في هذا الوقت؟"
ارتعش جسده وتلعثم في الحديث يخفض نظراته برعب :
-"الملك إلياس هو من أخبرني أنه يريدك"
توسعت عيناه بقوة ليرفع نظره تجاه إلياس الذي تصاعدت ضحكاته على ردة فعلهما ، فرفع كتفيه بقلة حيلة يشير له بكفه أن يأتيه ، ثم استدار ليذهب.
تحولت دهشة وغيظ جاد إلى ضحكات على ما فعله ليمنحها الفوز، يعلم مثله تمامًا أن حالتها الجسدية والنفسية لن تسمح لها أن تبارز لوقت طويل ، ولو خسرت ستحزن ففعل هذا كي يشتت تركيزه عنها فقدم لها الفوز على طبق من ذهب.
هز رأسه بيأس وذهب للخارج حتى يلحق به.
الحب كالبوصلة بالقلب
تشير دائمًا تجاه الحبيب
تيار تنجرف معه القلوب نحو الجنون
وثورة يقوم بها القلب لينال ما يريد من المشاعر
الحب جناح يأخذ القلب في رحلة الحياة
متى دق الباب لا مفر من الاستجابة.
وهي كالزهرة وسط صحرائه القاحلة
نسمة باردة في عز صيفه
لون ثامن في قوس قزح يزيده بهاءً وجمالًا
ليكون لها كمكانة الروح في الجسد
النبض للقلب.. والنور للعين.
كان يسير في الرواق ومازال يهز رأسه بقلة حيلة كاتمًا ضحكاته بالكاد مما فعله!
لقد جعله يخسر أمامها!
ابتسم بتسلية يفكر هل وقع في حبها أم ماذا؟!
ضحك عاليًا على ما يتجه إليه عقله ضاربًا رأسه ليفيق من أفكاره قبل أن يصيبه الجنون.
تشتت الأفكار في رأسه وهو يشاهدها تسير في الاتجاه المعاكس له مقبلة عليه ، وثوبها الأزرق يحيط بجسدها حتى الخصر منسابًا حول ساقيها وشعرها يراه لأول مرة منتشرًا حول وجهها ، تحمل صحن كبير في يدها فوقه العديد من المشاغل اليدوية تعبث بها وتتفحصها.
ظهرت ابتسامة جذابة على فمه ينوي مشاكستها فبعد مواجهتهما في الحديقة لا يستطيع الإمساك بها في أي مكان ، فالمحتالة بارعة بالهرب وتجيد الاختفاء متحججة بسارية ملتصقة بها.
ادعت إنها لم تره موجهة أنظارها للأمام متحكمة في عينيها بالكاد حتى لا توجه إليه أدنى نظرة ، تحاول حماية نفسها من تأثيره عليها فمهما يكن هو وزير الملك وهي مجرد وصيفة لسارية ، كما أنها تخاف من التجربة المدعاة الحب.
كادت أن تتخطاه وهو مستمر في التحديق بها ، وعندما وجد منها التجاهل رفع إبهامه يحك ذقنه وابتسامة مشاكسة ظهرت على شفتيه.
أين شخصيته الجادة الواثقة وهو يفكر بهذا المكر؟!
قبل أن تتعداه بالكثير أمسك بذراعها يجذبها إليه يتراجع بها خطوة للخلف ، وباليد الأخرى أخذ الصحن منها ووضعه على أحد الأرفف البارزة من الحائط ، ثم أدارها يدفعها بالأخير إلى مكان أسفل الدرج لا يظهر للعيان ، وهي لا تنبس ببنت شفة وقد أخذتها الصدمة على حين غرة.
قرب جسده إليها أكثر فاتسعت عيناها بذعر متراجعة حتى التصقت بالحائط تناظر عينيه بصدمة وتستعد حتى تصرخ في أي لحظة ، فهذا هو الوقت المناسب لتخرج جنونها ولا تأبه له ولا لمكانته.. بينما يميل قليلًا محدقًا بعينيها ومازالت الابتسامة على شفتيه.
رفعت يديها تحاول دفعه عنها بينما هو لا يتزحزح من مكانه لتهتف به بغيظ وهو يحبط كل محاولاتها الفاشلة في الفرار :
-"ابتعد أفضل لك.. أنا لا أمزح جاد"
تجاهل كلماتها ومازال يحدق في عينيها واللمعة التي تظهر في عينيه تنبأها بخطورة وضعهما الآن ، فهبط إلى أذنها يهمس بصوت خافت أثار القشعريرة في جسدها :
-"لماذا تهربين مني؟!"
أجابته بشراسة ضاغطة على أسنانها بحدة ، بينما تحاول الفكاك من أسره ليعتقل كفيه خصرها يثبتها في مكانه :
-"أنا لا أهرب من أحد!"
اصطدمت أنفاسه الساخنة ببشرتها بينما يميل بوجهه حتى أصبحت شفتيه على بعد إنش من شفتيها :
-"اثبتي إذًا أيتها الشجاعة"
لم تستمع له وظلت تتحرك بعصبية بين يديه التي تشتد فوق خصرها في محاولة يائسة منها للهرب.. نظرت له بغيظ ثم رفعت قدمها تحاول ركل ساقه فلاحظها ليباغتها محركًا ساقه يحيط بها قدمها ويستند بها على الحائط ، ثم ارتسمت ابتسامة جذابة على فمه وفي عينيه بريق خطر هامسًا :
-"أخطأتِ"
وقبل أن تنطق كانت شفتيه تلتقط شفتيها في قبلة خاطفة ناعمة سرقت أنفاسها ، استمرت لثواني قليلة ثم رفع رأسه عنها ببطء ليتأمل قسمات وجهها وقد أغلقت عينيها باستسلام وكفيها تضغط على ساعده بقوة ، جعلت قلبه ينبض بشدة، وعندما وجد جفنيها يبدأن في الانفراج ، أسرع هابطًا إليها وشفتيه تحط على خاصتها مجددًا وتلك المرة كان مصر على تعميق قبلته يغمض عينيه بدوره بمشاعر مشتعلة ، يديه صعدت تحيط وجنتيها يقربها له، اشتدت مشاعره فزمجر.
وما أثار دهشته أكثر شعوره بيديها ترتفع من فوق ذراعيه ببطء حتى وضعتها على صدره فاستكانت على دقات قلبه وجسدها ذائب بين ذراعيه تبادله قبلته دون شعور منها.
تلائم جسداهما معًا ولا يجد أي قوة في جسده يجعله يستطيع الابتعاد عنها ، مذاق شفتيها مسكر ولا يستطيع سوى أن يرتشف منه المزيد وليساعده الله حتى يبتعد فهو لا يعلم كيف؟!

الاكتفاء في الحب ، يجعلك تبتعد عن الخيانة
فإن اكتفيت بمن تعشقه حتى ولو كان بعيدًا ومهما كانت الظروف والعوائق ؛ لن ترى أحد غيره.

بصعوبة شديدة فصل القبلة ؛ وبأنفاس ثقيلة وأعين منغلقة استند بجبهته على خاصتها من تأثير مشاعرهما الهادرة بعنف بين طياتهما.
أول من فتح عينيه هو متأملًا وجهها ، وصدمة اجتاحته عندما وجد خطين من الدموع يسيلان ببطء على وجنتيها وقبضتيها تشتد فوق صدره ، فرفع أنامله يمسح دموعها بسلاسة يبتسم عندما فهم سر بكائها وقد اعتقدت أنه استغلها بقبلته، وتأكد أكثر عندما نظرت له بانكسار وهمست بضعف :
-"لماذا فعلت ذلك؟!
أنا لم يقترب مني أحد كما اقتربت أنت الآن"
سعادة اجتاحت قلبه دون إرادة منه عندما علم أنه الرجل الأول في حياتها وأول من لمس كرزتيها ، لينخفض نظره إلى وجهها يتأمله هامسًا بتقرير وجدية لكن نظراته تخفي مشاكسة محببة :
-"ولن يكون هناك غيري يا فتاة.. لقد صُدر الأمر بكِ وهذا حكم منتهي"
شعرت بارتفاع في ضغط دمها نتيجة لشدة ضربات الذي يقبع خلف أضلعها ، فنظرت له بغرابة تحاول فهم المغزى من حديثه مبتلعة لعابها بصعوبة تسأله :
-"ماذا تعني؟!"
ضغط على وجنتها بسبابته وإبهامه بخفة يهز وجهها يمنةً ويسارًا ؛ ليقول بتلاعب ماكر في عينيه :
-"اسألي صديقتك فهي خير من ستوضح لك"
قرأت المكر في نظراته فأزاحت كفه عنها بحدة ثم جذبته من تلابيب ردائه مقربة إياه منها تشع الشراسة من حدقتيها جعلته يرفع حاجبيه إعجابًا من تلك المهرة لتهمس بقوة :
-"اسمعني جيدًا ، ما فعلته الآن لن يتكرر.. لن تتقرب مني ثانيةً لا أنت ولا غيرك"
في حركة سريعة منه كانت يديها خلف ظهرها يقبض عليهما بقبضته مقربًا إياه منه هامسًا بجدية :
-"لن يتكرر هذا إلا عندما أقرر أنا متى سأفعلها؟
ولن يقترب منكِ أحد غيري"
تلك المرة كانت ركلتها موفقة جعلته يتراجع للخلف بدهشة راكلًا قدمه في الهواء عدة مرات يخفف أثر الركلة ، رافعًا نظره إليها بشراسة وهو يراها تبتعد تأخذ الصحن الذي كان بيدها ثم أسرعت للخارج ترمقه بنظرات من التشفي والانتصار.. ليضحك على طفوليتها ثم أسرع إلى إلياس كما أمره بالقدوم إليه.
أما هي فسارت في طريقها ترغي وتزبد تسبه في نفسها تارة ، وتبتسم عندما تتذكر قبلته فيشوبها الخجل ثم تعود لتسبه مرة أخرى :
-"اللعنة عليك وعلى قلبي جاد"


انتهى الفصل


هديرر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-04-20, 02:40 AM   #52

هديرر

? العضوٌ??? » 385828
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 136
?  نُقآطِيْ » هديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث عشر

على أرصفة الماضي ستجد بقايا الحقيقة مترامية على الأطراف.
في انتظار رياح القوة تزيل أتربة الجُبن من عليها، وكفوف الشجاعة تلملم أجزاءها فتعيد تركيبها من جديد.
لتضعها أمام مرآة الحاضر عسى أن تُصلح الآتي من المستقبل!
فحقيقة مرة خير من خداع ناعم!

دلفت إلى جناح سارية ومازالت منفعلة بقوة مما حدث، وقفت تنظر إلى انعكاسها في المرآة فصرخت واضعة كفيها فوق وجنتيها عندما رأت احمرار وجهها ، خرجت سارية من حمامها على صرختها رافعة حاجبها بدهشة من وقفتها.
ألقت المنشفة بإهمال على الكرسي واتجهت إلى المتسمرة كأنها تكتشف نفسها من جديد ، أشاحت بكفها أمام وجهها فلم تتلقَ أي إجابة ، فنظرت إلى انعكاسها في المرآة بدهشة وتفكير ممسكة بذقنها ليجذب انتباهها احمرار وجهها ، ابتسمت بمكر قبل أن تلوي خصرها بأصابعها مما جعلها تفيق من غيبوبتها تصرخ ممسكة بكتفيها تضغط عليهما بقوة تهزها :
-"لقد قبلني يا سارية.. لم يجرؤ أحد على الاقتراب مني من قبل ليأتي بهذه البساطة ويفعلها"
توسعت عينا الأخرى بدهشة من حديثها وحاولت أن تتحدث لتفهم منها ما حدث ، لكنها أكملت بثورة :
-"وبعد كل هذا يخبرني أنه أصدر أمره بالنسبة لي وكأنني من ممتلكاته ، وأنه لن يسمح لغيره بالاقتراب"
كتمت ضحكاتها بصعوبة وحاولت التحدث وعندما لم تجد الفرصة لوت كاحل وسام بقدمها لتسقطها جالسة على الكرسي خلفها ، ثم أمسكت بحافتيه منحنية عليها هاتفة بقوة :
-"هل صمتِ وأخبرتني ما الذي حدث بالضبط؟
من الذي تجرأ وقبلك؟"
أجابتها من بين لهاثها الشديد ضاغطة على أسنانها بغيظ :
-"جاد"
تراجعت سارية خطوتين للخلف بصدمة وكأنها أخبرتها بكارثة.. جاد قبّلها؟!
لا تستطيع أن تتخيل ذلك الجلف الذي لم يشغله غير السيف والقتال يُقبّل فتاة كباقي البشر!
و ما لبثت أن تعالت ضحكاتها بهستيرية قوية أشعلت غيظ التي تراقبها بثورة تريد الانقضاض عليها لتجعلها تصمت ، فصرخت تشيح بيدها في الهواء :
-"لا تضحكي سارية أنا غاضبة.. ثم أخبريني ماذا يقصد أنه أصدر أمره بي؟!"
كبحت لجام ضحكاتها بصعوبة ساعلة قليلًا لتقول غامزة بمكر وهي تتجه إلى المزينة تحمل فرشاتها :
-"يعني أنك أصبحتِ تخصينه ، فلن يجرؤ غيره على الاقتراب منك ولن يسمح لك بالابتعاد"
حالة من الغباء استحوذت عليها وهي تقف خلفها لتقول :
-"لم أفهم"
ضربت كفها على جبهتها بيأس من كتلة الغباء التي ابتلاها الله بها وقالت في نفسها :
-"ما الذي فعلته بنفسك يا جاد لتقع بها!"
ثم استدارت لها هاتفة بها ممسكة بمعصميها تهزها:
-"رجل مثل جاد عندما يهتم بشخص هذا يعني أنه أصبح من عائلته.. فما بالك لو كانت فتاة دق قلبه لها؟!"
تأملت انكماشها وعلامات التوتر والخوف لاحت على وجهها ، فعقدت حاجبيها بتعجب قبل أن تجذبها لتجلسا على الأريكة :
-"أخبريني وسام ما الأمر؟
لمَ كل هذا الخوف؟"
غطت وجهها بكفيها تحني رأسها مجيبة بخفوت ونبرة باكية :
-"لا سارية هذه العلاقة لن تكتمل.. فكري بواقعية هو الوزير لزوجك والرجل الثاني في الجيش بعده ، وأنا ماذا؟
أنا مجرد ....."
لم تجعلها تكمل حديثها جاذبة كفيها من فوق وجهها لتجبرها على النظر إليها وهتفت بها بحدة تلعن ذلك الحذاء الموضوع في رأسها بدلًا من العقل :
-"إذا أكملتِ تلك الترهات التي تتفوهين بها أقسم سأذيقك الأمرين.. يا غبية لماذا تفكرين بهذه الطريقة؟
هل تعتقدين أن جاد ولد وزير يعيش في القصور؟
جاد تربى معي وسام حتى أصبح في سن السادسة عشرة وبعدها انضم إلى الجيش ، ولد في قريتنا البسيطة وسط أناس لم يرتقوا حتى للطبقة المتوسطة ، ذاق المر ليصل إلى ما هو عليه"
تأملتها بصمت وأنفاسها هدأت قليلًا وهي تستمع لها ، لتشعر بكفيها على عضديها مكملة :
-"وسام.. الحب ليس له تخطيط ، هو مثل السهم المارق ، إما أن يصيب أو يخيب..
هو الوجه الآخر للموت لكنه الموت الحي ، هو الذي يصيبك ولن تستطيعي منعه لا بالقوة ولا برضاك ، فـخذي فرصتك من الحياة ومنه يا فتاة أنتِ تستحقين هذا"
قالت كلمتها الأخيرة معانقة وسام التي بادلتها بشدة كأنها تستمد قوتها منها لتربت على ظهرها وهمست بأذنها :
-"أنا سعيدة لكما ، لكن لا تستسلمي له مرة أخرى ليعرف حدوده حتى نزوجكما"
ضربتها على كتفها بغيظ ونهضت تخرج من الجناح هاتفة بتشفي ترد لها غيظها وهي مولية لها ظهرها :
-"قولي هذا الكلام لك يا فتاة ، تنصحين وتفعلين عكسه"
ثم نظرت لها رافعة حاجبها بمكر مشيرة بسبابتها لها :
-"تذكريني بمن يهتف أن الخمر من المحرمات وفي الليل يظل يتجرع حتى يفقد وعيه"
قالتها ثم أسرعت راكضة إلى الخارج عندما وجدتها تتحول من الهدوء إلى الدهشة ثم الغيظ منها لتنهض تريد اللحاق بها تقطع لها هذا اللسان.
كادت أن تصطدم بأروى التي كانت تسير بشرود قادمة من الاتجاه المعاكس ، لكنها وقفت في اللحظة الأخيرة فكادت الاثنتان تقعا أرضًا لكنهما تمسكتا بذراع بعضهما ، فنظرت كل منهما للأخرى بدهشة ثم ضحكتا بقوة ، فسارعت أروى بالاعتذار تعدل من ثوبها الذي التف حولها :
-"آسفة وسام لم انتبه"
فقالت بهدوء وابتسامة :
-"لا تأسفي عزيزتي لم يحدث شيء ، أنا أيضًا كنت أسير على غير هدى"
ثم تقدمت منها لتعانقها قائلة :
-"حمدًا لله على سلامتك"
بادلتها العناق مربتة على كتفها وابتسامة على وجهها ، لتكمل حديثها متسائلة :
-"أخبريني كيف كانت رحلتك؟!"
-"جيدة تم الاعتناء بأمور القصر وتعيين مجموعة من الجواري الموثوق فيهن ليهتموا بشئونه"
أومأت وسام بتفهم وكادت أن تتحدث لكن صوت على الجهة المقابلة لهن جذب انتباههن ، لتجدا مجموعة من الجنود تسير خلف جاد بتحفز مستعدين للرحيل إلى مكان ما ، وصوته الآمر لأحد الجنود بإعداد خيله للذهاب.
تنهدت وسام وأشاحت برأسها عنه لتلتفت مرة أخرى لأروى التي وجدتها مثبتة نظراتها بإعجاب تجاهه ، رفعت حاجبيها بدهشة عندما استنتجت هذا فسعلت تجذب انتباهها.. نظرت لها بتوتر وابتسامة لتقول :
-"حسنًا أروى سأذهب ونلتقي في وقت لاحق"
كادت أن تذهب لكن استوقفتها عندما أمسكت بساعدها وقالت بخفوت :
-"أريد أن أسألك شيئًا"
أومأت لها بصمت وانتظرت تستمع إليها ، لاحظت توترها وحركة كفيها التي تفركهما ببعضهما قبل أن تقول :
-"بما أنكِ وصيفة الملكة سارية.. وهي تعرف الوزير جاد منذ زمن ، ما هو رأيها في شخصيته؟!"
عقدت حاجبيها بتعجب وقلبها يقرع خلف أضلعها بحذر وقلق ، قربّت رأسها منها تسألها :
-"لماذا تسألين أروى؟!"
أمسكت بكفيها وابتسامة خجولة ظهرت على ثغرها :
-"أنتِ صديقتي وسأفصح لكِ عما يجيش بداخلي.. أنا أشعر بشيء من الإعجاب تجاه جاد ، لكن كما تعرفين لا أستطيع التفوه بشيء وفي نفس الوقت أريد معرفة إذا كان معجب بفتاة ما"
تجمدت في مكانها من الصدمة.. يا لحظها اللعين!
هل تعد هذا يوم سعدها لأنها تيقنت أنه يريدها وسارية جعلتها تتأكد من حقيقة مشاعرها تجاهه؟!
أم يوم نحسها لأن صديقتها تحب الشخص الذي دق قلبها له؟
يا لسخرية القدر!
تذكرت تلك المقولة التي سمعتها يومًا
"أنا العاشق سيء الحظ لا أستطيع الذهـاب إليك ولا أستطيع الرجوع إليّ.. لقد تمرد القلب وانتهى الأمر"
انتبهت على هزة أروى لها وصوتها يصدع لينتشلها من تفكيرها :
-"وسام فيمَ شردتِ؟!"
ابتلعت لعابها ببطء ورسمت ابتسامة على وجهها تجيبها :
-"لا شيء عزيزتي.. لكن سارية لا تتحدث كثيرًا عنه لكن على ما أعتقد أنه لا يوجد فتاة في حياته ، فهو لا يشغله غير القتال والمملكة فقط"
ابتسمت أروى بسعادة كبيرة وعانقتها هامسة لها وابتسامة واسعة رُسمت على ثغرها تنظر لرأسها :
-"شكرًا لكِ وسام لقد طمأنتِ قلبي"
أومأت بخفة واستأذنت منها لتذهب في طريقها داخل الحرملك هامسة بغيظ :
-"لو كان هناك من يقضي يومه بالدعاء عليكِ بسوء الحظ لم يكن ليحدث ذلك يا لعينة"
هزت رأسها وخطواتها تكاد تخترق الأرض :
-"اليوم الذي تتأكدين فيها من مشاعرك ، تأتي صديقتك وتحب نفس الرجل"
★★★★★★
من جوف الحقد يتولد الانتقام
ومن رحم الغيرة تتولد الكراهية
والاثنان يسيران في طريق الضياع
إما ضياع النفس أو شخصًا بريئًا أوقعه حظه العسر في طريقهما.

جالسة بكبرياء تتلاعب بقنينة صغيرة في يدها تنظر لها بابتسامة على وجهها ، عقلها يفكر في خطوتها التالية لكن دوران تلك الفتاة حول نفسها في أنحاء الغرفة يوترها لتزفر بيأس قبل أن تهتف بها :
-"كفى.. اجلسي هنا وكُفّي عن الحركة سأصاب بالجنون بسببك"
جلست على الكرسي المجاور لها وبدأت تهز قدمها بتوتر ، ثم نهضت فجأة تهز رأسها يمنةً ويسارًا برفض هاتفة :
-"لا لا.. ما تريدين فعله جنون ، إذا علم إلياس أو نيار لن يفكرا مرتين قبل قتلنا"
ضربت على جبهتها بقلة صبر وغيظ من كتلة البلاء هذه وجذبتها من ساعدها لتجلس بحدة جانبها مرة أخرى وهدرت بها :
-"اصمتي يا غبية.. لن يفضحنا غيرك ، حتى لو علما بالأمر لن يكون هناك أي دليل علينا ، والآن أريد منكِ الصمت والمراقبة فقط بهدوء وإلا أقسم يا خديجة لن يقتلك أحد غيري"
ابتلعت لعابها بصعوبة وأومأت بحركات سريعة تضع يدها على فمها علامةً على الصمت.
بعد قليل دلفت كبيرة الخدم تنحني لها باحترام لتقف مقتربة فأمرتها بالاقتراب منها أكثر ، لتمد خديجة رأسها من الخلف تستمع لهما بتوتر تضغط على شفتيها.. فقالت رقية بمكر :
-"حكيمة أنتِ كبيرة الخدم هنا منذ أكثر من خمسة أعوام ، ولن أثق في أحد غيرك"
ابتسمت السيدة لها تقول :
-"هذا شرف لي مولاتي.. أنا بخدمتك دائمًا"
هبطت رقية درجة السلم التي تفصل بين المجلس وباقي الجناح لتتقدم بجانبها وهي تقول :
-"أريد منكِ شيئًا بسيطًا ، لن يستطيع أحد فعله غيرك"
ثم التفتت لها وعادت نحوها مرة أخرى تمد يدها بالقنينة :
-"أريد منكِ وضع بضعة قطرات من هذا في طعام سارية"
ارتعدت من طلبها ونظرت للقنينة بيدها رافعة إياها أمام عينها ثم قالت :
-"لكن مولاتي هذا أمر خطير.. إن ماتت سارية ستكون أوجه الاتهام كلها علينا"
نهضت خديجة هذه المرة بصراخ تؤيد كلام حكيمة بنبرة باكية :
-"نعم نعم هذا ما أحاول شرحه منذ وقت طويل"
لتضع كفيها على وجنتيها برعب :
-"يا إلهي ستُقطع رأسي بلا هوادة"
صرخت رقية بها بغضب وغيظ لتخرسها من نوبة السخط التي ستبدأ بها :
-"خديجة أخبرتك أن تخرسي"
ثم توجهت بحديثها إلى حكيمة لتكمل :
-"هل تظنين أنني سأجعلها تموت بهذه الطريقة؟!
هذا ليس سمًا ، بل xxxxًا سيجعلها تتلوى من الألم مدة لتذوق معنى الوجع الحقيقي"
لتنظر في الفراغ توليهم ظهرها وتهمس بشر :
-"سأجعلها تتمنى الموت في هذه اللحظة ليخف الألم"
ثم التفتت برأسها إلى السيدة مرة أخرى تأمرها :
-"والآن افعلي ما أمرتكِ به ، ولا تجعلي أحد ينتبه للأمر ، كوني ذكية كما عهدتك"
انحنت لها بتوتر وقلق يخفق بها واستدارت لتذهب ، فجلست خديجة تعض على أناملها بخوف وتدعو ألا يكتشف أحد أمرهم بينما رقية تقدمت من مجلسها تختال بغنج تنتظر نتيجة خطتها.
★★★★★★★
كان الغروب قد اقترب والشمس تلملم أشعتها استعدادًا للرحيل، و نيار يسير في الحديقة بعدما دلف إلى غرفة ليان ولم يجدها بها ، فوجد أروى تسير مع عدة جاريات أخريات فأشار لها بالاقتراب لتنحني له احترامًا وسألها :
-"أين الملكة ليان لم أجدها في جناحها؟"
أجابته بهدوء :
-"مولاتي في إسطبل الخيول جلالتك.. طلبت اليوم أن ترى خيلها وتطمئن عليه بنفسها"
أومأ لها بفهم واستدار عائدًا إلى جناحه وعلى شفتيه ابتسامة لما آل إليه تفكيره ، ثم دلف إلى الإسطبل بعدها فرآها واقفة أمام خيلها الخاص تمسد على جبهته بهدوء وتطعمه مكعبات السكر.
اقترب بخفة دون أن تشعر به وأحاط خصرها فجأة جعلتها تشهق بخوف ، لتهدأ سريعًا عندما سمعت همسه في أذنها :
-"أنه أنا.. اهدأي"
وضعت كفيها فوق صدرها تخفف من اضطرابها لتنظر له بغيظ بجانب عينها تزيح ذراعيه من حولها هاتفة :
-"ابتعد عني نيار.. لقد أرعبتني"
وقف أمامها يحيط رأس خيله بذراعه والأخرى في خصره لينظر لها بسخرية :
-"ومن الذي سيجرؤ على الاقتراب منكِ إلى هذا الحد غيري؟"
لوت شفتيها بلامبالاة تشيح برأسها عنه ، ثم نظرت مرة أخرى إلى ما يرتديه فوجدته برداء الخيل الأسود يحكم وشاحه حول رأسه لتظهر خصلاته من تحتها ، فعقدت بين عينيها بدهشة تتساءل :
-"هل ستخرج بالخيل؟"
رفع حاجبه بمكر يومئ لها بصمت ، لتزم شفتيها واستدارت لتذهب لكنه جذبها من ساعدها واضعًا ذراعه أسفل ركبتيها حاملًا إياها على ذراعيه فشهقت محيطة عنقه بقوة ليقول بخبث :
-"إلى أين عزيزتي؟
لم تتركيني أكمل لأقول أننا سنخرج سويًا"
نظرت له ببلاهة لتهمس بعدم فهم :
-"أنا وأنت!"
وضعها فوق خيله برفق ونظر لها من أسفل :
-"نعم أنا وأنت بمفردنا.. دون حراسة وقيود"
ثم قفز خلفها بخفة ليحيط خصرها بذراعيه ممسكًا بلجام الخيل هامسًا لها :
-"ودون ألقاب.. فقط نيار وليان"
ابتسمت بسعادة وامتنان تلتفت له برأسها ونظرات المكر ظاهرة في مقلتيها قائلة :
-"هل تعلم كيف تتملص من هؤلاء الجنود القابعين بالخارج؟"
ضحك بمرح ثم ركل الخيل ليهرول إلى الخارج متخذًا طريقًا سريًا بين الأشجار يؤدي إلى بوابة أخرى للقصر مخفية عن الأنظار لا يعلم عنها أحد ، أشاحت برأسها إلى الطريق المليء بأوراق الأشجار المتساقطة تتأمله ، لتتساءل بدهشة :
-"ما هذا الطريق نيار؟"
-"هذا الطريق لا يعلم عنه أحد غيري أنا وإلياس ، نذهب لأخذ قسط من الراحة بالهروب من هذا الطريق"
اتخذ الخيل طريقه في الغابة بين الأشجار بذكاء ، وبعد مدة ليست بالطويلة توقف فوق تلة عالية ، ليهبط ثم أمسكها من خصرها يساعدها على الهبوط برفق ، أخذ يدها بعد أن ترك خيله يأكل من عشب الأرض وتقدم إلى الحافة ، فانبهرت مما رأت..
كانت التلة مشرفة على المملكة بكاملها ، ظهرت البيوت كمكعبات صغيرة تتخللها الرقع الخضراء والمزارع بجانب أحواض وبحيرات المياه فأعطتها مظهرًا خلابًا أطاح بعقلها.
تطلعت إليه بانبهار تضع كفيها على فمها للإعجاب ، يتأمل اتساع عينيها لهذا المظهر خاصة أنه وقت الغروب أعطاه جمالًا فوق جماله ، التفتت له تضع كفيها على صدره ومازالت تنظر للمملكة من موضعها وقالت :
-"نيار.. إنها رائعة!
لم أتخيل أنني سأرى شيئًا بهذا الجمال أبدًا.. المملكة من أعلى أجمل بكثير"
جلس على العشب ومد لها يده لتضع كفها به وتجلس أمامه يضم ظهرها إليه يتأملان الغروب بصمت ، لم يقطعه غير حركة الخيل حولهما قبل أن يقول فجأة :
-"سأجيبك على كل ما تريدين"
استدارت بصدمة وأعين مستفسرة عن جديته في جملته ، نظرت لعينيه بحاجب مرفوع بتعجب وقالت بعدم تصديق ونظرات أشبه بالجرو الصغير :
-"هل أنت جاد؟"
ضحك على تعبيراتها وأومأ بهدوء مؤكدًا على كلامها ، لتحني رأسها للجانب قليلًا وسألته :
-"لن تغضب صحيح؟"
هز رأسه نافيًا بابتسامة هامسًا أمام عينيها بنظرات ونبرة صادقة :
-"اليوم كل ما تريدين معرفته سأجيبك عليه"
اعتدلت في جلستها تستدير له بنصف جسدها لتنظر لعينيه قبل أن تقول بخفوت :
-"فقط نفس السؤال الذي سألتك إياه عندما جئت إلى هنا.. لماذا هذه الفجوة بينك وبين أخيك؟
لماذا لم يحضر حفل الخطبة نيار؟"
تنفس بعمق مغلقًا عينيه يسترجع ذكريات ما مضى ، كان واثقًا تماماً أنها ستسأله هذا السؤال وهو على أتم استعداد للبوح بما في داخله ، فقط كان يفتقر إلى الشجاعة والثقة وقد أتت هي تمنحه إياهما بكل حب وجِد، لهذا هي تستحق أن يبادلها دواخله فقد أصبحت تسكنه.. لتخرج الكلمات من فمه بسلاسة :
-"منذ خمسة أعوام ، وقع أخي في حب جارية تسمى فيروز.. قرر الزواج بها وجاء إلى والدي يخبره بقراره ، لكن والدتي رفضت ولم تقبل المناقشة ، فكيف لجارية أن تترقى لتصبح زوجة ابنها؟!"
صمت قليلًا يلملم شتات نفسه ويسيطر على انفعالاته التي تجتاحه كلما تذكر ما حدث :
-"ثار إلياس على قرارها وعاند أكثر وأخبرهما أنه ثابت على رأيه.. لأجدها آتية إليّ وأخبرتني أنها سترسلها إلى غرفتي كهدية منها وبهذا ستقطع كافة الطرق لهذا الزواج"
ابتلعت لعابها بتوتر متسائلة بقلق يعصف في قلبها من إجابته :
-"وماذا فعلت؟"
نظر لها طويلًا واقترب منها يقول بغموض :
-"ماذا تعتقدين؟!"
حدقته بنظراتها بتأمل تجول بمقلتيها بين حدقتيه ، تحاول سبر أغواره وقراءته ، على الرغم من غموضه لكن عيناه مرآته!
وضعت كفها فوق وجنته الخشنة هامسة بابتسامة واثقة :
-"أنت لم تلمسها نيار.. لم تلمسها"
استند بجبهته فوق خاصتها ليبتسم بدوره يومئ لها بتأكيد لتتسع ابتسامتها محيطة وجهه بكفيها ليكمل بصوت أجش واثق :
-"لم ألمسها ولم اقترب منها، بل أعطيتها الأمان الكامل..
لكنها كانت مرعوبة بشدة لتنهي حياتها وكان الوقت ضدي لأنقذها"
شهقت بصدمة على ما حدث ، لم تتوقع هذا لتقول بتوقع لردة فعل أخيه :
-"إلياس لم يصدق هذا وظن أنك مشارك لوالدتك صحيح!"
زفر بقوة وصمت لتتفهم الإجابة والغضب اشتعل في قلبها تجاه رقية.. كيف تفعل هذا بأولادها؟
كيف لأم أن تفرق بين أخين لمطامعها الخاصة؟
والآن تحارب سارية وتحاول إخضاعها لسلطانها بحجة خوفها على أبنائها!!
مسحت على وجنتيه بحنان وزحفت على ركبتيها حتى اقتربت منه أكثر لتقول أمام وجهه :
-"نيار لابد أن يعلم إلياس ما حدث ، يجب أن تقص عليه كل شيء هو من حقه أن يعلم ، وأنت من حقك أن تبرأ نفسك أمامه فأنت لم تفعل شيئًا لتندم أو تحزن عليه"
هز رأسه برفض وظهرت ملامح القلق والتوتر للمرة الأولى على وجهه وأمامها فقط ليقول :
-"لا.. لن يصدق ما سأقوله ، وأنا لا أريد أن أعكر صفو الأمور بيننا بعد أن أصبحت بخير مثل السابق"
جلست على قدمه تحيط عنقه وتتخلل خصلاته بأناملها وقالت له مشجعة :
-"لمَ تضع الاحتمال الأسوأ للأمور؟!"
تلمست وجنته بظاهر أناملها ثم وضعت كفها على وجنته بحنان ، وتلامست جبهتهما عند اقترابها منه:
-"مر خمسة أعوام على الحادث نيار ، والآن إلياس متزوج وأنا أشعر ببوادر إعجاب منه نحو سارية وإلا لما كان سيقبل على خطوة الزواج.. ذلك الوقت المناسب لمحو أي ذكرى سيئة بينكما"
تأمل قسمات وجهها ، خضار عينيها المشع بلهفة إلى موافقته على كلامها ، أنفاسها السريعة بسبب سرعة حديثها ، جمالها الهادئ بخصلاتها الشقراء ، فوضع كفه على وجنتها وهمس أمام وجهها:
-"ماذا فعلت ليرزقني الله بزوجة مثلك؟!"
لم يمهلها الإجابة ليطبع قبلة ممتنة شاكرة على وجودها في حياته ، قبلة بعيدة كل البعد عن الرغبة أو أي شيء آخر ، فقط الحب والامتنان لكلمتها ووقوفها بجانبه دائمًا.
انفصل عنها ليبتسم ليعينها المنغلقة وهمس لها :
-"أحبك بحجم نقائك وصفائك ، وبحجم تخفيفك عني..
بحجم الابتسامة التي ترسميها على شفتي حين حزني ، وبحجم الكلمات التي تواسيني بها عند ألمي..
تتوق أحرفي خط كلمات تعبر بها عنك ، وتخجل الأحرف من وصفك، فطيبتك حبيبتي لا توصف"
فتحت عينيها اللامعة بطبقة رقيقة من الدموع تأثرًا لكلماته التي خرجت من قلبه يخصها بها وابتسمت له بحب ، ليكمل بجدية :
-"سأخبره بكل شيء.. إن كنت أريد استعادة العلاقة مع أخي لابد من إعادتها كاملة بغير نقص أو فجوات بيننا"
احتضنته بسعادة وفرحة لقراره ، تشعر به يفتقد أخيه بشدة ولابد من محفز له ليتقدم بهذه الخطوة.
ضمته أكثر لها تبتسم بمكر حينما جال بخاطرها ملامح رقية عندما تعلم أن كل شيء صار واضحًا للجميع وأنها المسئولة عن تلك التفرقة بينهما.
غابت الشمس وساد سكون الليل
البدر مكتمل في السماء تزينه النجوم من حوله
ليلة شتوية صافية ، فتأملت ليان السماء بهدوء وسكينة ليطلق لسانها كلماته :
-"في الليل سكون ، وفي السكون راحة
وفي الليل همسات الريح ، وهمسات البشر ومواويل الشعر
وفي الليل احتفال المخلوقات ببهجة السكون الأسود.."
قاطعها صوت الكروان بصوته الشجي فوقهم لتنظر له بابتسامة ثم التفتت تزج نفسها بين يديه يتأملها بابتسامة وتلاقاها بحنان محاوطًا إياها لتهمس له :
-"ستشهد علينا نجوم السماء الصافية وقمرها..
وطيور العشق الملتفة حولنا..
وأوراق الأشجار التي تتحرك بخفة بيننا
بأنني لا ولم ولن أحب سواك"
★★★★★

يتبع.....


هديرر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-04-20, 02:41 AM   #53

هديرر

? العضوٌ??? » 385828
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 136
?  نُقآطِيْ » هديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond repute
افتراضي

الغدر صفة سيئة لا يحملها إلا ذوي الأخلاق الرديئة.
فعادة الضباع لا تهاجم من الوجه بل تنتظر أن توليها ظهرك فتشهر أنيابها وتغدر.

دلفت حكيمة إلى المطبخ الملكي تتفقد الموائد حتى وصلت لعشاء سارية ونظرت حولها فرأت الجميع منهمك في عمله لتخرج القنينة من أكمامها ووضعت عدة قطرات منها في الطبق الرئيسي لها ثم أخفتها وأكملت إشرافها ككل ليلة.
دلفت وسام إلى المطبخ ثم أمرت الخادمة بحمله وتأتي خلفها غافلة عن ابتسامة حكيمة الخبيثة.
دلفت إلى الجناح ووضعت مائدة العشاء لتأتي سارية وتجلس تتناول طعامها ووسام تحوم في الغرفة ترتب ما بها ، لتوجه لها الحديث :
-"وسام اجلسي وتناولي الطعام معي"
-"أنا تناولت طعامي منذ قليل مع أروى"
أكلت كمية لا بأس بها من الطبق الموضوع فيه قطرات السم كفيلة لتجعله يعمل سريعًا بداخلها ، سقطت الملعقة فجأة من يدها لتحيط بطنها بقوة من شدة الألم الذي ضربها ، حاولت النهوض عندما شعرت بالغثيان لكنها ترنحت فعلَى صوتها بصراخ مدوي ومعدتها تكاد تتمزق لتلقي وسام ما بيدها بصدمة وهرولت إليها تحيط خصرها بذراعها ومسكت كفها بين يدها وصرخت بخوف :
-"سارية ماذا حدث؟"
أغمضت عينيها بقوة من ألمها وضغطت على كفها بشدة تلهث :
-"معدتي تكاد تتمزق وسام.. افعلي شيئًا سأموت"
توسعت عيناها بصدمة وقلق ، ثم صرخت في الحارس القابع بالخارج الذي هرول للداخل بعد أن سمع الصراخ باسمه تأمره بهتاف :
-"هرول إلى الملك إلياس اجعله يحضر في الحال"
صرخة سارية وهي ترفع رأسها لأعلى وأناملها تكاد تمزق ثيابها جعلت وسام تصرخ في الحارس :
-"اســرع"
ركض يسابق الريح في طريقه حتى وصل إلى جناحه وأمر الجندي أن يخبره بأنه يريده لأمر خطير.. وبعد قليل دلف إلى إلياس الذي وقف أمامه متخليًا عن عمامته منتظرًا إخباره بذلك الأمر الخطير ، ليقف يلهث بقوة من شدة الركض فقال :
-"ما الأمر؟!"
ابتلع الحارس لعابه بتوتر وقال بنبرة سريعة :
-"مولاي.. الملكة سارية تصرخ بشدة في جناحها تمسك معدتها بألم ووسام معها"
توسعت عيني إلياس بصدمة.. تصرخ وتتألم!
ما الذي حدث لها لقد تركها بأحسن حال!
لم يتباطأ وهرول إلى الخارج هاتفًا للجندي خلفه :
-"آمر كبير الأطباء بالحضور في الحال"
ركض إلى جناح زوجته ودلف إليها ليجدها جاثمة على ركبتيها تحيط معدتها بذراعيها وتسعل بقوة ، جبينها متعرق بشدة ، وأنفاسها تأخذها بشهقات عالية ، وسام قابعة بجانبها تمسد على ظهرها ودموعها على وجنتيها بقلة حيلة لا تعلم ماذا تفعل لها؟!
ركض إليها يستند على ركبتيه بجانبها يحيط وجنتيها رافعًا وجهها إليه بلهفة وخوف عصف بقلبه فوجده شديد الاحمرار وعيناها منغلقتان بقوة من ألمها ، أمسكت بساعديه تضغط عليهما بشدة ونظراتها له مليئة بالوجع الشديد تهمس بيأس بين شهقاتها العالية لتفرط عيناها بالدموع :
-"إلياس انقذني.. أشعر أنني أتمزق من الداخل ، أنا أتألم"
رفعها بين يديه فصرخت فجأة تعيد رأسها للخلف تشد على ذراعيه بألم فحملها على ذراعيه يضمها إلى أحضانه لتستند على كتفه ووضع ذقنه فوق رأسها هامسًا يبث الاطمئنان لها :
-"لن يحدث لكِ شيئًا سارية.. لن أسمح أن يحدث لكِ مكروه"
جلس على الأريكة وهو يحتضنها موجهًا حديثه بنبرة خائفة إلى وسام التي تقف تحوم حول نفسها بتوتر تريد فعل أي شيء لإنقاذها :
-"وسام اذهبي وآتيني بالطبيب؟"
ركضت إلى الخارج تدعو أن يسترها الله وينقذ صديقتها.. ليلتفت إلى سارية التي تقبض على ملابسه تحاول كتم صرخاتها وألمها في كتفه ليرفع خصلاتها عن جبهتها المتعرقة بكثرة بيد مرتعشة من القلق عليها وشدة توتره.. لم يتعرض لموقف مثل هذا من قبل!
قلبه ينبض بشدة من الخوف عليها وهي بهذا الشكل ، صدرها يعلو ويهبط من صعوبة تنفسها ، تخفي رأسها في صدره تارة تكتم ألمها ثم تعود بها للخلف صارخة من شدته.
رفع كفه إلى جبينها يجفف العرق من عليه وهمس واضعًا شفتيه على جبهتها :
-"ستكونين بخير ، لن تموتي.. لن أسمح أن يصيبك شيئًا"
ضم رأسها إليه يهزها برتابة يحاول تشويش ذهنها عن ألمها وأيضا يحاول السيطرة على هدير قلبه الذي يكاد يخرج من خلف أضلعه وهمس لها :
-"ستنهضين وتعودين لكامل قوتك"
استند بجبهته إليها يبعد خصلاتها خلف أذنها لتسكن يده على عنقها وقال بجدية كمن يبث بها القوة لا يريد رؤيتها بهذا الضعف:
-"أنا لا أقاتل الضعيفين ، انهضي لأثبت لك أنك ملكي فقط.. ولأرى ماذا ستفعلين لتردعيني؟"
نظرت له بتشويش وبكاء وأجابته بصرخة شقت طيات صدرها لتشعر بالغثيان الشديد ووضعت كفها فوق فمها لكنها لم تخرج شيئًا ، فوضعت كفها فوق عنقها تحاول أخذ أنفاسها بصعوبة شديدة ليضع يده على خصلاتها يمسدها يحاول التخفيف عنها ولو بالقليل حتى يأتي السيد إبراهيم.
أخيرًا وصل الطبيب ، فحملها وهي تضغط على أسنانها حتى كادت أن يتحطم فكيها ووضعها فوق فراشها ، تلوت بشدة ممسكة ببطنها بكفيها وشهقات عالية تخرج منها وتعود لتتعرق بشدة كمن تركض مسافة كبيرة ، أسرعت وسام لتجلس بجانبها ممسكة بكفها و صرخ إلياس في الطبيب ليفعل شيئًا ينقذها به.
بدأ في عمله ليعرف سبب الألم ، طالبًا من وسام أن تأتي بإناء لأنه بمجرد أن يعطيها العلاج ستبدأ في الغثيان القوي..
فعلت ما أمر به ليخرج من جعبته xxxx "عرق الذهب" المخصص في تهييج المعدة والحث على الغثيان لطرد أي مادة مسممة قد تكون دخلت إليها مع الطعام أو الشراب.. أسقاها قطرات منه ليحدث بالفعل ما توقعه ، فقد أخرجت كل ما في معدتها بسعال شديد ، لتظل على هذا الحال عدة دقائق كانت كالجحيم بالنسبة لإلياس الجالس بجانبها يمسد ظهرها بحنان.. دقائق من الرعب الذي انتابت وسام وهي تراها بهذه الحال.
هدأت من نوبة الغثيان لتسقط رأسها على وسادتها وصدرها يعلو ويهبط بقوة وضربات قلبها يكاد الحاضرون أن يسمعوها ، وانغلق جفنيها بهدوء يسيل خط من الدموع على وجنتها بتعب ، أشار الطبيب إلى إلياس ليتحدث معه فذهب إليه متحفزًا لما سيخبره به ، فقال يهز رأسه بقلة حيلة :
-"تعرضت لمحاولة تسميم"
اتسعت عيناه بصدمة ونوبة من الثورة والغضب تثور بداخله على من تجرأ وفعل هذا بزوجته ، ليهمس بنفاذ صبر :
-"أنت متأكد سيد إبراهيم أنها محاولة تسمم؟!"
أومأ برأسه بتأكيد وأخرج قنينة الxxxx يعطيها له وقال :
-"هذا عرق الذهب ، هو لا يسبب الغثيان إلا لو كانت هناك مادة سامة في المعدة ، كنت أشك ف البداية بسبب ألمها البادي عليها ، لهذا أعطيتها قطرات منه لتصاب بالغثيان كما رأيت"
أدار إلياس القنينة في يديه بغموض وعقله يفكر في الفاعل ، لتقع نظراته على سارية النائمة بجانبها وسام تمسك بمنشفة صغيرة مبللة تمسح أثار العرق والدموع من على وجهها ، لينتبه مرة أخرى إلى حديث الطبيب الذي وضع كفه فوق كتفه :
-"السم الذي أخذته الملكة من النوع القوي ، يسبب الموت البطيء يجعلها تتألم بشدة قبل أن ينتشر في الجسد بأكمله ولو لم ننقذها بهذه السرعة كان الأوان سيفوت.
احذر مولاي لأن من تجرأ وفعل ذلك يعلم ماذا يفعل ودارس لخطواته جيدًا!"
أنهى حديثه يعطيه أعشاباً لتشربها تهدئ من ألم معدتها الذي سيستمر معها بضعة أيام ، ثم انحنى أمامه واستأذنه للرحيل.
نظر مرة أخرى لزوجته ليرى وسام قد انتهت مما تفعله لتحمل الإناء والمنشفة تضعهما في مكانهما ، فأعطاها الأعشاب وأمرها أن تحضر كوب منها بنفسها ولا أحد غيرها ، فهو لم يعد يثق في أحد حتى يرى من الفاعل؟!
اقترب يجلس بجانبها ، وضع يده على مقدمة رأسها ممسدًا على خصلاتها ففتحت عينيها ببطء لتراه ينظر لها بلهفة ورأت القلق والخوف في نظراته لها ، حاولت النهوض لتجلس فساعدها يضع الوسادة خلف ظهرها لتهمس بتعب واضح في نبرات صوتها:
-"ماذا حدث إلياس؟"
تنهد بقوة وحاول أن يبتسم حتى لا تضطرب وتخاف ، يكفيها ما تراه وما يمر بها ، فهز رأسه بلا شيء :
-"لا شيء ، يبدو أنه تعب شديد في معدتك بفعل المناخ البارد"
نظرت له بقوة تتأمل عينيه بصمت بشفاه مزمومة ونظرات غامضة حتى همست له بشيء من السخرية:
-"هل تعلم أن عيناك تفضحاك عندما تكذب؟"
زفر بقوة يشيح بنظرها عنه لتنظر لرأسه عاقدة حاجبيها بتساؤل ، فسألت بحذر :
-"حاول أحد تسميمي أليس كذلك؟!"
أغمض عينيه ورفع رأسه لأعلى لتنظر إلى قبضته التي يضمها بقوة يحاول السيطرة على نفسه ، لينتبه إلى شهقاتها المصدومة من فكرة أن أحد يحاول قتلها.. كانت تظن أن حدهم الأقصى مضايقاتها بالكلمات لكن قتل!
ضغط على فكه بحدة قبل أن تمتد يده خلف عنقها يجذبها إلى أحضانه بقوة ، وذراعه الأخرى تلتف حول خصرها يضغط عليها عندما وجدها تحيط عنقه بذراعيه تحتمي به ، دفن رأسه في عنقها يستنشقه لينظر بعدها إلى نقطة ما في الفراغ خلفها وهمس لها بوعد ووعيد :
-"سأجد من فعل ذلك.. قسمًا بالله سآتي به إليك هو ومن قتل مارية لتفعلي بهما ما يحلو لك"
دفنت رأسها في كتفه تستمع لوعده لها قبل أن يحيط وجنتيها بكفه يرفع وجهها أمامه ونظرات أمل منه إليه بها لمحة من الرجاء وهمس لها :
-"أتثقين أنني سأحميك وسأفي بوعدي لك؟!"
جالت بمقلتيها بين سواد عينيه الذي احتد من شدة مشاعره وغضبه لها الظاهر بشدة في نظراته ، فأومأت بتلقائية صدرت منها وهمسها خرج من قلبها:
-"نعم.. نعم إلياس أصدقك"
وضع قبلة على جبينها بحنان كمن يؤكد لها وعده ، يوجه لها الامتنان على ثقتها ، يحتاج إليها ليأتي بحقها ثم ضمها إليه يهزها بهدوء حتى ترتاح.
في هذه الأثناء دلفت وسام بروية حاملة كأس الشراب الدافئ ، لتجدهما على هذه الحالة فوضعت الكأس على المنضدة خلفها بهدوء دون إصدار صوتًا خرجت من الجناح مغلقة الباب ببطء ، لتذهب دون أن يشعر أحد بدخولها ولا خروجها.
في البوح راحة وإن لم يكن هناك حل
في الحديث طمأنينة حتى لو لم تصل لشيء
افتح قلبك وتحدث بما يجيش به
فحتمًا ستصل لبر الأمان

رفعت ليان رأسها من على كتف نيار بعد أن استكانت لبعض الوقت ، تأملته شاردًا ينظر لما حوله غارق في أفكاره ، ما أخبرها به جعلها تتيقن أنه أصبح يثق بها.
في ظل تأملها له وجّه عينيه لخاصتها وابتسم هابطًا برأسه مقبلًا جبهتها بلطف بينما ينهض يمد ذراعه يجذبها إليه :
-"حان وقت انتهاء الجولة ملكتي.. علينا العودة"
ردت له الابتسامة بأجمل منها :
-"لقد أحببت المكان هنا ربما نستطيع أن نعيد الكرّة مجددًا"
اتجه لخيله والسعادة والارتياح يرسمان ملامحهما على وجهه :
-"أوامرك مطاعة"
امتطى الخيل بعدما ساعدها لتصعد أمامه ولكزه ليركض في نفس طريق العودة.
وصلا القصر وأعطاه للحارس ، كادا أن يدلفا للداخل لكن الجلبة من حولهما وتسارع الخدم والحراس في المكان أثارت الريبة في نفسيهما لينظرا لبعضهما بتوجس وريبة.
هتف نيار آمرًا أحد الحراس الراكضين بالاقتراب ليسأله عما حدث ، فأجابه بمحاولة تسميم سارية.
نظرت له ليان بهلع وأسرعت إلى غرفتها وكان خلفها يتوعد الفاعل بأشد العقاب.
دلفت بعدما أذن لها إلياس واتجهت إلى فراشها ممسكة بيدها سائلة بينما يراقب نيار الوضع من عند الباب :
-"ما الذي حدث؟!
كيف تسممت ومن تجرأ على فعلها؟!"
أجاب إلياس بصوت خافت بينما يتأمل ملامحها :
-"حاول أحدهم تسميمها في الطعام.. قد تأكد الطبيب من ذلك وطمأنني إنها ستكون بخير ، هي نائمة فقط بسبب الإرهاق"
ليكمل بتوعد بعد أن تحولت النظرة الهادئة إلى نظرة وعيد وشراسة :
-"أقسم أن أحضر من فعلها وأجعله عبرة لمن تسول له نفسه و يقترب من عائلتي.. لكن صبرًا حتى تطيب"
زفرت بتوتر وإرهاق والشك بداخلها يساورها إلى من تجرأ على ذلك.
اقترب نيار منه بجدية يضع كفه على كتفه يشدد عليه :
-"اهدأ أخي حتى نطمئن عليها ثم سنتعاون لإحضار الفاعل ليندم على اليوم الذي تجرأ فيه على تلك الفعلة"
ثم يستطرد :
-"ولكن ماذا حدث بالضبط؟"
أجابه بغضب بينما يتحرك ذهابًا وإيابًا في الغرفة وأنامله تتخلل خصلاته بعصبية وبدأ يسرد عليه ما حدث ، ليلتفت إليه وملامحه لا تنم بالخير :
-"زوجتي تم تسميمها وهي بالقرب مني.. فلتنهض وسأحضر الفاعل تحت قدميها"
رفع نيار رأسه لأعلى يزفر بغضب وانفعال ليحول نظره إلى ليان فوجدها شاردة لا تستمع لأي من حولها بل تنظر إلى تلك النائمة تتلمس خصلاتها ، اقترب منها بينما إلياس يعود بقرب زوجته.
لمس ذراعها بخفة لتنتفض من المفاجأة ، فنظر لها بتعجب يهز رأسه لها باستفهام فطمأنته بعينيها وقالت :
-"أعتذر منكما سأذهب للخارج قليلًا"
وفي ذلك الوقت في الحرملك..
طرقات الباب قطعت ابتسامة نصرها بينما كانت تتحدث مع حكيمة ، فأسرعت تطلب منها فتح الباب لترى من القادم؟!
فتحت الباب لتطل من خلفه ليان تنظر لها بملامح غاضبة فعلمت أن وجودها ليس في مصلحتها على الإطلاق ، فانحنت أمامها بابتسامة متوترة ثم أسرعت في الذهاب.
تابعت ليان خطواتها للخارج بغموض والتفتت للجواري الجالسات متفرقات ليصدح صوتها مصفقة بكفيها :
-"هيا للخارج ، لا أريد أن أجد فتاة هنا"
ختمت حديثها ملقية نظرة غامضة يشوبها السخرية على الجالسة تنظر لها بتعجب وحاجب مرفوع من أمرها ، لتلتفت إلى الفتيات مشيحة بيدها وقالت بضحكة سخرية :
-"هيا أيتها الفتيات للخارج ، استمعوا لأمر ملكتكم ليان"
خرج الجميع في الحال ثم أغلقت ليان الباب بقوة والتفتت لرقية التي وضعت قدم فوق الأخرى تبتسم بسخرية لها قائلة :
-"هل لي أن أعلم سر الزيارة التي تستدعي إخلاء الحرمليك بالكامل؟
أنتِ منذ زواجك لم أرَ وجهك.. فما الذي جدّ يا ترى؟!"
نظرت لها بغموض وابتسامة منفعلة ارتسمت على شفتيها لتقترب منها تجيبها بسخرية :
-"دعكِ من هذا أيتها الملكة.. فأنا متأكدة أنكِ لم تتذكريني من الأساس لتشتاقي إليّ!"
ثم تحولت نبرتها ونظراتها إلى الشراسة :
-"هل أنتِ المسئولة عما حدث؟!"
أجابتها الأخرى ببرود :
-"إن أخبرتني ما حدث وجعلك تتهميني به ، سأفهم ونستطيع أن نتناقش سويَا"
احتدت نبرة ليان بغضب مشتعل وقد كتفت ذراعيها أمام صدرها :
-"لا تقنعينني أنكِ لا تعرفين ما أتحدث عنه؟!
لا يوجد نسمة هواء تدلف القصر بل في المملكة بأكملها إلا كنتِ على علم بها.. أنا أتحدث عن محاولة تسميم سارية"
ضحكت رقية بسخرية ورأسها تعود للخلف قبل أن تنهض تقابلها وهمست أمام وجهها برفعة حاجب مستهزئة :
-"ربما عضت لسانها الذي يطلق السموم على من هم أعلى منها شأنًا فتسممت"
قالت جملتها رافعة كتفيها بلامبالاة ثم أكملت :
-"ثم هل لي أن أعرف سر اتهامك؟"
ردت عليها بسخرية ونظرت لها بنصف عين من أسفل لأعلى ومازالت على وضعها :
-"بحقك يا امرأة.. مما صُنعتِ ليخرج هذا الشر منك؟
من يفعلها إن لم يكن أنتِ؟
فأنتِ سر بلاء هذا القصر ، كل كارثة تكونين خلفها فلمَ ستكونين بريئة هذه المرة؟!"
استمرت رقية في برودها وجمودها تنظر لها بغموض وسخريتها مازالت على شفتيها وقالت بنوع من التهديد الخفي تشير بسبابتها عليها :
-"أعتقد أنه يجب أن تراقبي الكلمة القادمة التي ستخرج من فمك حتى لا تكون الأخيرة.. أنتِ تتحدثين معي وليس مع تلك الحشرة التي تتهمينني بتسميمها"
اندفع الغضب في أوردة ليان جراء كلماتها لتمسك يدها التي توجهها لوجهها مزمجرة باعتراض على حركتها ، وهمست بغضب مكتوم وسخرية ظاهرة ضاغطة على كفها بقوة :
-"أعتقد أن من يجب عليه الحذر هو أنتِ.. فإن أخذتْ كلماتك الأخيرة كتهديد فأنتِ لا تدرين ما الذي يمكنني فعله
بالنهاية تعرفين من أنا"
لتقترب منها وارتفعت وتيرة صوتها :
-"وهذا إن دلّ فإنه يدل على أنه أنا الملكة هنا وليس أنتِ"
لا يفيد الهدوء والبرود عندما تُنطق الحقيقة ، حينها يوضع كل شخص في مكانته الحقيقية الذي يمني نفسه أنه أعلى منها!!
تخلت رقية عن برودها وصرخت بها باشتعال ونظراتها تحولت لكره وغضب :
-"كيف تجرؤين على الحديث معي هكذا؟
حسنًا أيتها الملكة المبجلة.. طالما تدرين ما هي مكانتك ، كيف تختلطين بتلك المتشردة التي لا مكان لها هنا سوى كجارية؟!
كيف تقفين بجانبها ضدي أنا؟"
نظرت لها ببرود وتركتها لتبتعد فقالت بهدوء وبرودة شديدة :
-"لأنني ببساطة أمقت خداعك وألاعيبك ، أكره الشر والسواد الذي ينبع من قلبك ، وإن تطلب التخلي عن حياتي للوقوف أمامك والتخلص من شرك فهذا ما سأفعله"
أولتها ظهرها لتخرج لكنها استدارت لها مرة أخرى وهمست بتهديد واضح :
-"وصدقيني إن علمت أنكِ خلف ذلك الأمر سأجعل الندم حليفك.. فإن كنتِ من فعلتها ففكري في مبرر تقولينه لإلياس لأنه لن يفلت من فعلها ولو اضطر لقتله ، والجميع سيؤيده بالتأكيد"
أنهت كلماتها ثم اندفعت للخروج من المكان تاركة رقية خلفها تصرخ بغيظ وغضب تتوعدها وسارية بأشد العقاب لوقوفهما ضدها.
★★★★★★★
يتبع........


هديرر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-04-20, 02:42 AM   #54

هديرر

? العضوٌ??? » 385828
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 136
?  نُقآطِيْ » هديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond reputeهديرر has a reputation beyond repute
افتراضي

ذكريات الحزن مثل النار الملتهبة نتمنى لو لم تكن
وبرغم مضيها تبقى نارها تشتعل بالنفس كلما تذكرت حتى تتمنى خمودها أبد الأبدين
وحين يكشف الستار عن المستور
لن يكون هناك مهرب سوى الاعتراف بالحقيقة.

بزغ الصباح في قرية بدر الدين ، كان جالسًا في منزله ممسكًا مسبحته يقرأ أذكاره ليقاطعه دق الباب برتابة.
وجده جاد يقف مبتسمًا له يشهر كفه أمامه يحيه :
-"صباح الخير عماه!"
تعجب من وجوده لكنه ابتسم له قبل أن يفسح الطريق ليدخل وقال بمرح :
-"لن تتغير لا أنت ولا ملكك!!
أخبرته أنني سأتحدث معها وأرى من خلفها ، يستحيل أن تفعل فتون كل هذا بمفردها!"
جلس جاد بعدما وضع سيفه بجانبه ، ليهتف بتقرير :
-"وهذا بالتحديد ما أنا موجود من أجله عماه.. هذه الفتاة مهما وصل بها الحقد من سارية لن يصل تفكيرها إلى ما حدث ، هناك أحد ما خلف كل هذا"
ثم رفع حاجبه بمكر التقطه بدر الدين بمهارة :
-"كما أنك ستتعامل معها بعقلانيتك أيها الشيخ , وفي مثل هذه الأمور نحتاج الحدة نوعًا ما"
أنهى جملته ليجد سن سيف موجه إلى حدقة عينه من بدر الدين الذي يبتسم له قائلًا بشموخ :
-"هل تود أن تقول أنني تقدمت في العمر ولا أعلم كيف أتصرف أيها الطفل؟"
رفع حاجبه بدهشة من اللقب الذي دائمًا ما يختصه به ، ليرفع ذراعيه لأعلى باستسلام مصطنع :
-"حاشا لله.. أنا فقط هنا لحمايتك حتى تعود لسارية سالمًا بأمر الله"
ضحك مليء شدقيه ووضع سيفه في جعبته مرة أخرى وجلسا يتحدثان حتى بدأت الحركة في الخارج والكل خرج لعمله، فأخذ وشاحه وعصاه وخرج برفقة جاد إلى بيت فتون.
دق باب بيتها عدة مرات لتفتح له والدتها التي تسمرت أمامه ، فهي المرة الأولى التي يقبل فيها على زيارتهم فابتلعت لعابها وقالت بتوتر :
-"شيخ بدر الدين!!
صباح الخير، كيف أحوالك متى عدت؟!"
قبل أن يجيبها سمع ابنتها تهتف من خلفها وهي تتقدم منهم ممسكة بمنشفة صغيرة تجفف بها خصلاتها لتتسمر بجانب أمها بصدمة من رؤيتها لهما ، فهي ظنت أنها تخلصت من سارية للأبد ، لكن وجوده هنا يعني أنها عادت معه ، فهتف بصرامة ناظرًا لها :
-"ارتدِ ثيابك والحقِ بي يا ابنة أسرار.. بيننا حديث يجب أن يُعقد"
رمقته بقلق يعصف بداخلها تبتلع لعابها بصعوبة ، فدفعتها أمها للداخل وألقت لها ثوبها كي ترتديه على عجالة.
جالسًا يراقب الرقعة الخضراء أمامه حتى شعر بها تقترب ، تأملها جاد بغموض يلتقط الخوف يشع من جسدها لكن عينيها مليئة بالدهاء والحقد كما عهدها وهي صغيرة ، راقبها حتى جلست أمام بدر الدين الذي يرمقها بجمود قبل أن يقول :
-"تعلمين يا فتون أنني لم أفرق في المعاملة بينك وبين الأخريات سواء سارية ، عائشة أو مارية منذ أن كنتن صغيرات صحيح؟"
أومأت برأسها بصمت ليدق الأرض بعصاه مرتين مستندًا بمرفقه الآخر على قدمه مفكرًا وأكمل بهدوء :
-"لكن منذ أن قررتِ المضي في طريق الفسوق والرقص ، طلبت منك ألا تقتربي من فتياتي ، ويعلم الله أنني فعلت ذلك بعد محاولات كثيرة لردعك باءت بالفشل"
ضغطت على أسنانها بغيظ ترمقه بحقد دفين لكنها لم تنبس ببنت شفة ، فرفع عينيه الصارمة لها وحدة صوته تتعالى :
-"لم يضرك أحد في حياتك لا أنا ولا ابنتي ، فلماذا يكون رد جميلك بهذه الطريقة؟!"
انتفضت من مكانها بثورة وحقد دفين آن أوانه كي يخرج ، صرخت تدور في المكان تشيح بيدها وملامح وجها تكشف من في قلبها من غضب لسارية وللجميع :
-"لم يضرني أحد؟!
وجود ابنتك أكبر ضرر لحياتي ، منذ أن كنا صغارًا كانت المميزة بيننا ، دائمًا ما كانت تلفت انتباه الجميع بجمالها وتعاملها.. متفاخرة وكأنها الوحيدة التي تمتلك مقاييس من الجمال؟"
ضحك ساخرة تعيد خصلاتها للخلف بانفعال وحقد :
-"كانت قوية منذ أن أشتد عودها ، طريقتها في إمساك السيف والمبارزة وإعجاب الجميع بشجاعتها ، وعندما أمسكت السيف سقط مني وعوضًا من أن يشجعني أحد على المحاولة بدأ الجميع بالسخرية وأنني لن أرقى يومًا وأصبح مثلها"
التفتت له مشهرة سبابتها إلى وجهه باتهام ووجهها ازداد احمراره :
-"حتى أنت كنت تفرق في المعاملة ، كانت عائشة ومارية الأقرب إليك ، كانتا مطيعتين تستمعان إلى حديثك وتنفذانه دون أخطاء لكن فتون هي العنيدة ، الخارجة عن السياق فلمَ تكرس تعبك لتعديل انحرافها؟
أما عن اختياري للرقص كنت أريد أن أثبت لنفسي أنني المسئولة عن حياتي ، عن اختياراتي لكن شيئًا ما داخلي كان ينتظرك وينتظر أصدقائي حتى يردعونني بالقوة لا بالحديث"
اقتربت فتون من بدر الدين الذي يستمع إلى حديثها بصمت ، يريدها أن تخرج الغضب الذي تسجنه منذ سنوات بداخلها ، جثت أمامه تضع كفيها على ركبتيه لترمقه بنظرات قوية وهمست له :
-"لكن هذا لم يحدث ، بل زجرني الجميع باشمئزاز وكأنني قذارة لا تليق أن تتواجد وسطكم!
ما أنا فيه وما حدث أنت وابنتك أجبرتموني عليه"
هز رأسه بيأس مما يراه في عينيها يرمقها بقوة ، يحاول معرفة ما تغير بها!
أين تلك الفتاة التي كانت تتعامل ببراءة منذ كانت صغيرة؟
لم يتحدث بل ظل صامتًا لتصرخ فجأة ضاربة فخذيها بقبضتها :
-"اجبني يا بدر الدين ما الفرق بيني وبين ثلاثتهن؟!"
وقبل أن تستكين صرخاتها وجدت نفسها تستقيم و تدور في الهواء بفعل مسكة جاد الذي جذبها من مرفقها وغضب جمّ يطيح به من صراخها على معلمه.
وعده بعدم التدخل وتركه يتولى زمام الأمور ، لكن تبجحها وعدم احترامها له جعله يخرج عن شعوره.
ثبتها أمامه يمسكها بقوة من عضديها فوجدها تلهث وصدرها يعلو ويهبط بقوة ترمقه بتعجب ليهتف بها يهزها بحدة :
-"ممَ أنتِ مصنوعة؟!
إن كان شيطانك يسيطر عليكِ بهذه الطريقة ، على الأقل احترمي من هم أكبر منك بالعمر ، هل وصل بكِ الانحطاط لتقفي وتتبجحي هكذا؟"
كانت تتأمله تريد أن تعرف من يكون!
شعور أنها تعرف هذا الشخص يسيطر عليها لتهبط نظراتها على وجهه حتى وقعت عيناها على الجرح العميق الذي قطع جانب عينيه مارًا بنهاية حاجبه تاركًا علامته التي لم تذهب بمرور السنوات.
راقب تأملها وتركها حتى توصلت بتفكيرها إلى هويته من توسع عينيها وشهقتها التي ارتفعت بصدمة ليبتسم لها بغموض وهمس لها :
-"ماذا فتون؟!
هل تذكرتيني أم ذاكرتك ضعيفة كأخلاقك؟!
هل يذكرك الجرح بشيء؟!"
هزت رأسها هامسة وذاكرتها تعود لسنوات مضت :
-"جاد"

كان الخمسة في المزرعة الكبيرة الخاصة ببدر الدين.. جاد وهي يلتقطان ثمار التفاح الناضجة من الأشجار ، وعائشة وسارية ومارية يركضن بين الأشجار بمرح وضحكات عالية.. كانوا في عمر العاشرة وجاد في عمر الخامسة عشر.
كانت تراقبهم بغضب طفولي ، وقالت لجاد :
-"لمَ علينا أن نجمع الثمار وهن يلعبن بمرح!"
ليجيبها وهو مستمر في عمله :
-"هذا لأننا تخلفنا أمس ولم نحضر ، ليقمن بالعمل بأكمله فمن حقهن ألا يعملن اليوم"
مر القليل من الوقت لتصطدم سارية بها دون قصد فوقعت في الطمي وتلوثت ثيابها بأكملها ، فهتفت تحاول مساعدتها :
-"آسفة فتون لم أقصد.. حقًا لم أقصد"
أبعدت يدها عنها بعنف تنهض صارخة والدموع في عينيها :
-"ابتعدي عني يا بغيضة ، أنتِ تعمدتِ ذلك.. يا اللهي ثيابي بالكامل تلطخت بالطمي"
ليتدخل جاد يبعد سارية من أمامها ويهتف بها :
-"فتون كفى ، هي بالتأكيد لم تقصد إيقاعك فلماذا ستفعل ذلك؟!"
ليأخذ سارية التي كادت أن تبكي من صراخ فتون عليها فهي لم تتعمد الاصطدام بها ، ليكمل :
-"لا أعلم ما بكِ اليوم فتون!"
كانت تنظر لهما بغضب وبكاء ، تدور حول نفسها تبحث عن شيء ما لتتناول حجرًا ذا سن مدبب وصرخت باسم سارية ثم قذفته بقوة عليها ، لكنه كان من نصيب جاد الذي وقف أمامها ليصطدم الحجر بجانب جبهته محدثًا هذا الجرح.

عادت من تذكرها ، ليعقد حاجبيه بدهشة عندما وجدها تضحك بقوة تعيد رأسها للخلف تهتف من بين ضحكاتها :
-"جاد ، الأخ الروحي لسارية والابن الثاني لبدر الدين"
ربتت على صدره بكفيها تترنح كالثملة :
-"مرحبًا بعودتك يا رفيق اشتقنا لك"
تأمل حالتها بذهول مما تفعله يهزها بقوة مزمجرًا بعلو :
-"فتون افيقي"
وقف بدر الدين مرتكزًا على عصاه هاتفًا به ليتركها ، ثم تقدم منها ليهتف :
-"حتى إن كان كل هذا الحقد بداخلك تجاه ابنتي.. ما ذنب المسكينة مارية حتى تقع في مخططاتك اللعينة؟!"
رمقته فتون بأنفاس لاهثة من انفعالها لتبتلع لعابها :
-"أنا لا أعلم عما تتحدث"
كاد جاد أن يتقدم منها والغضب يملؤه لكن عصا بدر الدين التي رفعها لتلامس صدره منعته ، ثم لكزها في كتفها ليظهر غضبه على ملامحه وعينه ليهتف :
-"بل تعلمين تمامًا ما أقصده فتون.. إياكِ والكذب!!
إن كذبتِ قسمًا سأقطع لكِ لسانك وأجعله طعامًا للكلاب المشردة!!
من تسبب في قتل نفس بريئة تستحق أكثر من ذلك"
رفعت له نظراتها مصدومة من تصريحه واتهامه ، لتهز رأسها بعنف نافية عنها ما يقوله واتساع عينيها لتقول برعب :
-"لا لا لم أقتل أحدًا.. أقسم بالله لا أعلم شيئًا عما تقوله فأنا لم أرَ مارية طوال تلك المدة منذ اختفائها"
زمجرة شرسة صدرت من جاد الواقف خلفها قبل أن يهتف بغضب تمكن منه :
-"عذرًا منك عماه.."
ثم جذبها من خصلاتها يجرها خلفها بعنفوان وخلفه بدر الدين يهز رأسه بيأس من عدم صبره لكن يعلم في قرارة نفسه أنها لن تتحدث بتلك السهولة ولابد من بعض القوة والعنف حتى تخاف وتعترف فتركه يفعل ما يريد.
وصل إلى اسطبل الخيول الخالي الخاص ببدر الدين ودفعها للداخل بقوة فسقطت على كومة القش بصرخة عالية، ثم أغلق الباب الخشبي من الخارج هاتفًا بتوعد :
-"حسنًا طالما لا تريدين الحديث فلتبقي هنا ولكِ الاختيار..
إما أن تخبريني كل ما حدث، أو تظلي بالداخل حتى تموتي"
استدار يواجه عمه الذي ناظره بصمت فزفر بقوة والتفت يجلس على جذع النخلة المقابل للاسطبل.
وبالداخل كانت منكمشة حول نفسها تحيط ساقيها تضمهما إلى صدرها وجسدها بالكامل ينتفض من الخوف والبكاء وذكرى ما حدث تتدفق في ذهنها كالحمم.
مر الوقت وبدأت تسمع أصوات خافتة تأتي من بين القش، فارتعد جسدها واستقامت تلتفت حول نفسها بذعر جاحظة العينين حتى صدحت منها صرخة عالية عندما ظهرت أمامها حية كبيرة تسير ببطء نحوها.
ظلت تعود للخلف تنظر لها برعب حتى التصقت بالباب فاستدارت بنصف جسدها تدق الباب بعنف وعيناها ما زالت على الأفعى المقتربة منها صارخة :
-"افتح الباب جاد أرجوك، إن ظللت هنا سأموت"
لم تستمع لأي رد فازداد زعرها أكثر وتسارعت ضربات قلبها بعنف جعلت دقاتها على الباب تزداد قوة :
-"هناك أفعى جاد أرجوك افتح الباب"
وصلها صوته ساخرًا :
-"هذا جيد، أختك جاءت لتتسليا سويًا"
تعالت صرخاتها بالبكاء وبنبرة رجاء متذللة :
-"سأقول كل شيء، أقسم سأخبركما بكل ما حدث لكن أخرجاني من هنا"
فتح لها جاد بعد طلب بدر الدين الذي جذبها من مرفقها ليجلس ويجلسها أمامه ودموعها تنهمر على وجهها المرتعب هاتفًا بصرامة :
-"اجلسي وأخبريني كل شيء"
حالت بنظرها بينه وبين جاد الذي يرمقها بسخرية وغضب لتبدأ في سردها :
-"بدأ الأمر عندما أخبرني الجندي عن مهمته هنا ، شيطاني سول لي أنها فرصتي حتى أثبت مكانتي دون وجود سارية بها ، أخذته إلى مخدومتي وأقنعته أنها الوحيدة التي تستطيع مساعدته"
صمتت قليلًا وشهقاتها تخرج بخفوت لتكمل :
-"سألتني عن أصدقائها فأخبرتها أن عائشة ومارية الأقرب إليها ، عندما علمت أن عائشة اقترب زواجها أبعدتها.. فاقترحت أن يتم اختفاء مارية عن الأعين ، وإرسال خبر لسارية أنه تم إرسالها للقصر الشمالي ، و بطبيعتها الحمائية على عائلتها بجانب كرهها للقصر ستهرول إلى هناك وما إن يراها الملك نيار لن تأتي إلى هنا مرة أخرى"
صمتت تبتلع لعابها بذعر وجسدها ينتفض من الخوف :
-"أخبرت مارية أني أريدها معي لأن والدتي مريضة ولا أستطيع أن أفعل شيئًا خاصة أنها تعرف كثيرًا في الطب والأعشاب لتأتي معي ، وكان الجندي بانتظارنا ليخدرها ويأخذها معه على خيله"
لترفع عينها لبدر الدين وهمست :
-"ومنذ ذلك الوقت لم أرها ولا أعلم مصيرها"
ضغط على جفنيه بقوة يسيطر على نفسه ، لكن جاد لم يستطع التحكم في غضبه وهو يستمع إلى التخطيط الحقير الذي بسببه تلقت فتاة بريئة حتفها ، ليجذبها من خصلاتها بقبضته فنهضت بصرخة متألمة واضعة كفيها على قبضته تحاول الإفلات منه ليهمس بفحيح :
-"دائمًا يقودك حقدك ، كنت أظن أن حدودك إثارة الهرج حولكِ فقط ، لكن أن تتسببي في خطف فتاة لم تضرك في شيء؟"
ثم صرخ بها يهز رأسها بين قبضته فتصاعدت صرخاتها ترجوه أن يتركها لكنه لم يلتفت لها :
-"ممَ أنتِ مصنوعة أخبريني؟
شيطان أم ماذا؟"
أنهى صراخه بقذفه إياها بعنف ، تستند بكفيها إلى الأرض تراه يقترب منها ببطء يقول بتهديد ويده تستسل خنجره :
-"لن أرحمك يا فتون ، سأقطع يديك التي تجرأت ووضعتها في يد خائن ، سأفصل رأسك عن جسدك ليلعب بها الأطفال وألقي بجسدك لحيوانات الغابة التي أشعر بالشفقة لهم لأنهم سيتذوقون هذا اللحم النتن"
حاول الاقتراب فنهض بدر الدين يحاول السيطرة على غضبه الذي كاد يفتك بالفتاة لكنه لم يستمع له ، أمسكه من كتفه يمنعه فتوقف ينظر لها بغضب ونظرات لو كانت تقتل لكانت ميتة في الحال ، فأدار رأسه لها وقال :
-"مارية قُتلت ، من ساعدوكِ لتتخلصي من ابنتي قتلوها..
أخبريني من المرأة التي خططت معك كل هذا؟"
تعالت شهقاتها ونظرت لهما بيأس وخوف تهز رأسها بنفي :
-"لا أستطيع أن أقول.. قسمًا لا أستطيع ستقتلني بلا رحمة"
ليبتسم جاد بسخرية يصدمها بجملته :
-"وإن لم تقولي سآخذك الآن إلى الشمال ، وسأعلم الجميع أنكِ القاتلة"
نظرت له برعب وتوقفت أنفاسها للحظات ليجثو أمامها يهمس بفحيح أمام وجهها :
-"ليس هذا فقط.. سأجعلهم يأمرون برجمك حتى الموت كي تذوقي ما نالته تلك المسكينة"
كانت تهز رأسها برعب ونظراتها تتوسله ، ليهز بدر الدين رأسه بيأس من اندفاعه واقترب منها ينهضها أمامه وقال بعقلانية وهدوء :
-"أعدك بالأمان ، لن يقترب منكِ أحد ثقِ بي.. لكن أخبريني حتى أحاول الإتيان بحق مارية وحماية ابنتي"
رمقته بنظرات ضعيفة متوسلة ، تنظر لجاد بجانب عينها وهمست بصوت بالكاد يصل لهما :
-"هذه المرأة تكون الأميرة خديجة"
ارتد جسد جاد للخلف وتصلب بدر الدين ينظر لها بعدم تصديق وأعين متسعة ، تفكيره يأخذه في طرق بعيدة
خديجة خلف كل ذلك؟
ما الذي يجعلها تفعل كل هذا؟
منذ متى شخصية مثلها تستطيع مساعدة أحد خاصةً لو كانت خادمتها؟
سر عظيم خلف كل ما يحدث هذا ليس أمرًا طبيعيًا يصدقه عقل!
همس بتيه وعدم استيعاب :
-"كيف؟!
كيف وصلتِ إلى خديجة؟!"
أجابته من بين شهقاتها :
-"الأميرة خديجة لها خادمات من عامة الناس لا يعلم عنهم أحد يأتون لها بالأخبار الخاصة بالمملكة.. وأنا كنت من ضمنهن"
صمتت تحاول أخذ أنفاسها من بين شهقاتها العالية ونظراتها تجول بينهما :
-"وافقت على مساعدتي بعدما أرسلت لأحد ما بالقصر الشمالي، هذا الشخص من أخبرها عما ستفعله بالتحديد"

انتهى الفصل


هديرر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-04-20, 11:19 PM   #55

zezo1423

? العضوٌ??? » 406322
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » zezo1423 is on a distinguished road
افتراضي

الحقيرة خديجة (خسارة فيها الاسم).. هيا ورقية ( خسارة برضه فيها الاسم) ..امتى نخلص منهم 😡

zezo1423 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-20, 02:47 AM   #56

نورالخاقاني
 
الصورة الرمزية نورالخاقاني

? العضوٌ??? » 420542
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 702
?  نُقآطِيْ » نورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond reputeنورالخاقاني has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم

الفصل احداث قويه ومشوقه

رقيه وخديجه كارثه باحقادهم ومخططاتهم ياريت ينكشفون قبل تقع كوراث

وضحاياه مثل ماريا فعلا مصيره كل مؤلم جدا

طبعا مخطط رقيه كان من صالح لياس وساريا قربهم من بعض كثير ونفتحت قلوبهم

ليان شخصية جميله جدا من جميع الجوانب حب رقه قوه فعلا صياغة شخصيها في قمة الابداع

سلمت اناملك يامبدعه

تحياتي وحبي وتقديري


نورالخاقاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-20, 08:29 AM   #57

Romance 18

? العضوٌ??? » 400619
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 437
?  نُقآطِيْ » Romance 18 is on a distinguished road
افتراضي

كنت اشك ان الملك الحاقد على الياس من فعلها لكن ان تكون خديجة من فعلها حقا حقارتها لاتصدق و زد عليها المصيبة الثانية السيدة رقية حقا من ابشع ما رأيت من الناس
فتون غلب عليها حقدها و غيرتها من سارية فقتلت نفسا بغير حق
إلياس هناك بوادر عشق لسارية تلوح بالافق
أما وسام فجاد لن يدع احدا يقترب منها هي له و هو لها
نيار و ليان عشق سرمدي بين الاثنين
الياس و نيار لنأمل بعودة الامور لنصابها الصحيح دون شوائب و ليعلما من الخائن الأ كبر و الاخقر في قصرهما
تسلمي ع الفصل كثيييييير و بانتظار التتمة مع أبطالنا😍😘


Romance 18 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-05-20, 03:39 PM   #58

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

كنت متاكده أن خديجة هيه السبب وهيه ايلي كانت مع كهرمان
واكيد ديه أفكار ايلي ما تستاهلي الاسم رقيه أنثي السلعوه ديه 😒
ايلي ان شاءالله يصطادوها بكلب اعور
حقيقي ديه مش ام ديه ام اربعه واربعين


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-20, 04:55 AM   #59

zezo1423

? العضوٌ??? » 406322
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » zezo1423 is on a distinguished road
افتراضي

سلام عليكم
فينك يا هدير مختفية من بعد رمضان ..لعله خير
يا ترى فيه فصل جديد اليوم! !!


zezo1423 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-20, 09:58 AM   #60

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي


تغلق الرواية لحين عودة الكاتبة لانزال الفصول حسب قوانين قسم وحي الاعضاء للغلق

عند رغبة الكاتبة باعادة فتح الرواية يرجى مراسلة احدى مشرفات قسم وحي الاعضاء (rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065, ebti ، رغيدا)
تحياتنا

اشراف وحي الاعضاء


قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
يتبع

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:10 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.