آخر 10 مشاركات
زهرة .. في غابة الأرواح (3) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ثمن الخطيئة (149) للكاتبة: Dani Collins *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          كُنّ ملاذي...! (92) للكاتبة: ميشيل ريد *كــــاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          بين ذراعيك مملكتي - ج1 سلسلة رؤساء عاشقون - قلوب زائرة - للرائعة * salmanlina*كاملة * (الكاتـب : salmanlina - )           »          ترافيس وايلد (120) للكاتبة: Sandra Marton [ج3 من سلسلة الأخوة وايلد] *كاملة بالرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          80- لعبة من يخسر يربح- بيني جوردان -روايات عبير الجديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما رأيكم بكتابة جزء ثاني من رواية سارية في البلاط الملكي
نعم 90 85.71%
لا 15 14.29%
المصوتون: 105. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree71Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-02-21, 08:15 AM   #621

اهله وحنين

? العضوٌ??? » 148214
?  التسِجيلٌ » Dec 2010
? مشَارَ?اتْي » 158
?  نُقآطِيْ » اهله وحنين has a reputation beyond reputeاهله وحنين has a reputation beyond reputeاهله وحنين has a reputation beyond reputeاهله وحنين has a reputation beyond reputeاهله وحنين has a reputation beyond reputeاهله وحنين has a reputation beyond reputeاهله وحنين has a reputation beyond reputeاهله وحنين has a reputation beyond reputeاهله وحنين has a reputation beyond reputeاهله وحنين has a reputation beyond reputeاهله وحنين has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بدايه موفقه باذن الله
تمنياتي لكي بدوام التوفيق والنجاح


اهله وحنين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-02-21, 04:53 PM   #622

nour_78

? العضوٌ??? » 329840
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 585
?  نُقآطِيْ » nour_78 is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

nour_78 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-21, 11:17 PM   #623

Cecilia

? العضوٌ??? » 393685
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 322
?  نُقآطِيْ » Cecilia is on a distinguished road
افتراضي

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

Cecilia غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-21, 11:29 PM   #624

الساحرة 5

? العضوٌ??? » 435729
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 112
?  نُقآطِيْ » الساحرة 5 is on a distinguished road
افتراضي

دامتم ودام ابداعكم

الساحرة 5 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-21, 08:42 PM   #625

لؤلؤة بخيت

? العضوٌ??? » 485249
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 17
?  نُقآطِيْ » لؤلؤة بخيت is on a distinguished road
افتراضي

يسلموااا شكراً .. بالتوفيق دائماً و في انتظار المزيد

لؤلؤة بخيت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-02-21, 09:45 PM   #626

بسمه سمير

? العضوٌ??? » 444308
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 33
?  نُقآطِيْ » بسمه سمير is on a distinguished road
افتراضي

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

بسمه سمير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-02-21, 04:00 PM   #627

Simsm

? العضوٌ??? » 391675
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 23
?  نُقآطِيْ » Simsm is on a distinguished road
افتراضي

رواية رائعة جداً

Simsm غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-02-21, 04:00 PM   #628

Simsm

? العضوٌ??? » 391675
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 23
?  نُقآطِيْ » Simsm is on a distinguished road
افتراضي

رواية رائعة جداً جداً

Simsm غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-02-21, 05:10 PM   #629

علا سليمان٢

? العضوٌ??? » 459649
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 55
?  نُقآطِيْ » علا سليمان٢ is on a distinguished road
افتراضي

الرواية جميله جدا جدا جدا جدا جدا جدا

علا سليمان٢ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-02-21, 11:35 PM   #630

ايمان منصور ابراهيم

? العضوٌ??? » 476644
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 38
?  نُقآطِيْ » ايمان منصور ابراهيم is on a distinguished road
افتراضي

الف مبروووووك الخاتمه ⁦❤️⁩⁦❤️⁩.
★★★
ابتسم إلياس بغموض ونظرة سوداء تلوح في عينيه وهمس بهدوء يناقض ما يعتمر قلبه من ثورة الثأر والانتقام :
-"لست وحدك من يستطيع التسلل إلى القصور كهرمان"
مال كهرمان برأسه يتطلع إليه بصمت ثم ما لبس أن ضحك بقوة وجسده يهتز بجنون قبل أن يصمت فجأة وارتسمت الشراسة على وجهه :
-"تأكد أنني سأكون حريصًا على أن أخرج برأسك من هذا المكان، صدقني سأعلقه على بوابة قصري ليراه كل من يقع نظره عليها"
هجم عليه بسيفه فانحنى إلياس سريعًا واستل سيفه ليصد ضربته التالية، ظل السيفان يصطكان بدوي عالٍ ليصدم كل منهما في الآخر بشكل معاكس فاقترب كهرمان من وجهه هامسًا بمكر يثير غضب الآخر بشدة :
-"سأقتلك وزوجتك ستكون لي، إن كنت أردت الحصول عليها مرة فملمسها بين يدي عندما كانت هنا جعلني أريدها ألف مرة"
اشتعلت عينا إلياس بشراسة وتعالت نيران غيرته من حديثه اللعين، فعاد برأسه للخلف يحط على جبهته بقوة جعلته يرتد للخلف فاقدًا الرؤية لجزء من الثانية، لكنه استعاد وعيه سريعًا عندما كاد إلياس أن يطعنه، فقفز لأعلى ليهبط بسيفه على ظهره قطع ملابسه مُخلفًا جرحًا طويلًا :
أغمض إلياس عينيه بقوة من الألم، يشعر بالدماء تسيل من ظهره ليستمع إلى ضحكات كهرمان خلفه وخطواته الراكضة تجاه، فالتفت فجأة يجثو على إحدى ركبتيه يعيق ضربته ووجهه شديد الاحمرار يضغط على فكيه بقوة يحاول تثبيت يده حتى لا ينجح كهرمان في ضغطه عليها.. دفعه للخلف وزمجر بقوة يهوي على قدمه فجرحها بشراسة ثم تبعها بضربة على صدره جعلته ينزف بشدة.
تأوه كهرمان بقوة من جراحه فنجح في أخذ سيفه من يده وإلقاءه بعيدًا ولحقه بسيفه هو الآخر، ليقف الاثنان بمواجهة بعضهما مجردين من أي أسلحة.
وقف إلياس بشموخ ينظر للذي ينحني ممسكًا قدمه بيد والأخرى يضعها على جرح صدره، زمجرته تصله بأنفاس لاهثة وجسد يتصبب عرقًا.
تذكر حديثه عن زوجته ليضربه بقدمه في وجهه جعلته يرتد للخلف ساقطًا على ظهره..
تذكر رسالة والدته إليه والإتفاق على قتلها فأمسكه من تلابيب ملابسه ليجعله يقف أمامه واتسعت عينيه بشراسة يهمس له بغضب :
-"سأعذبك على محاولتك فقط التفكير في شيء ليس لك.. سأقتلك لأنك السبب فيما حدث لي.. سأجعلك عبرة لكل من يأتي من بعدك حتى يفكر ألف مرة قبل أن يتحداني"
هوى كهرمان فجأة بجبهته على جبهته بقوة ثم أتبعها بلكمة في فكه، فارتد خطوة للخلف ممسكًا بفكه الذي ينزف من شدة اللكمة، كاد أن يهوي بأخرى على الجانب الآخر من وجهه لكن إلياس مال بجسده للجانب فضاعت اللكمة في الهواء، فضربه بركبته في بطنه فسقط على ظهره.
كاد أن يهوي بالضربات عليه لكنه عركل قدمه فسقط على الأرض.
التقط أحد الخناجر الذي وجده ساقطًا على الأرض وغرسه في قلب كهرمان الذي هبط بجسده عليه ينوي لكمه لتتسع عينه بصدمة وإلياس يناظره بانتصار يلوي الخنجر أكثر في صدره ليصرخ بألم رهيب :
-"هذه نهايتك أيها الحقير..!"
لم يكفِه ما حدث بل أمسكه من تلابيب ملابسه وفتح الباب بعنف مندفعًا للخارج يجره خلفه بقوة بعد أن وقع على الأرض ودمائه ترسم خطًا كبيرًا.
خرج به إلى الساحة يلقيه في منتصفها وصراخه تعالى في الأرجاء.. كانت المعركة الخارجية أوشكت أن تنتهي فلقد استطاع جاد أن يسيطر عليها ببراعة، والبقية توقفوا عندما رأوا ملكهم مدرجًا في دمائه وسط الساحة وهناك خنجرًا يسكن في جسده الجاثم تحت قدمي إلياس.
نظر له بغضب وكأن ما أحدثه به لم يكفه، فلو استطاع لقتله ألاف المرات، كان يتنفس بقوة وصدره يعلو ويهبط بأنفاس لاهثة ليصدح صوته ومازالت أنظاره على جسد كهرمان الذي فارق الحياة :
-"انهض أيها الجبان الخسيس.. انهض وأرني تهديداتك وكلماتك الحقيرة كيف ستفعلها؟"
ركل جسده بقوة وصراخه يشتد بغضب أعمى قلبه :
-"لم يُشفَ قلبي بعد مما أريد فعله بك"
جذبه نيار بقوة كي يجعله يستفيق بعد أن انتهى من الجيوش الأخرى، وانضم إلى جاد ينهي البقية حتى رأى أخيه يخرج بجثة كهرمان :
-"كفى إلياس لقد انتهى الأمر"
حرر ذراعه وجثى على قدميه يقترب من وجهه يهمس بحدة وكأنه يسمعه :
-"لن تُدفن ولن تُكرم، سألقي بك لحيوانات الغابة ينهشون لحمك النتن.. وأسفي عليهم"
★★★★★
ليست الغربة فقط مغادرة الوطن
بل هي أيضًا مغادرة أوطان صغيرة من حياتنا كقلوب من نحب.
غربة يغلفها الشوق ويداويها اللقاء!

استمر الغياب قرابة الثلاثة أشهر حتى وقعت مملكة كهرمان بالكامل تحت سيطرة إلياس وأخيه، وعمل على تمهيدها للوقوع تحت سلطانهم.
في هذا الوقت كانت سارية جالسة أمام منزلها برفقة ليان على كرسين من البوص القوي، كانت في الشهر السابع من حملها وبرزت بطنها بشكل ملحوظ، ينشغلان في صنع بعض الأعمال اليدوية.
نظرت ليان إلى سارية مبتسمة وربتت على كفها قائلة باهتمام كبير :
-"هل تشعرين بالتعب؟!"
هزت رأسها بالنفي وسقطت يدها على قدمها بقلة حيلة، ثم التفتت لها قائلة بنبرة مشتاقة :
-"لقد انتهت الحرب منذ شهر، فلماذا لم يعودوا حتى الآن؟
لقد أشتقت إلى إلياس كثيرًا.. ألم تشتاقي إلى زوجك؟!"
ابتسمت لها ابتسامة تحمل من الشوق الكثير، وأعادت نظرها إلى ما بيدها وقالت بتنهيدة حارة :
-"نعم لقد اشتقت كثيرًا"
نهضت سارية من كرسيها تضع ما بيدها عليه وأشارت إليها بالنهوض، فنظرت لها بدهشة وتساؤل لتجيبها بقلة صبر :
-"هيا سنسير قليلًا حتى البحيرة، أشعر بالضجر ولقد مللت من هذه الأشياء"
أشارت لما يصنعوه فوضعتهم ليان مكانها بعدما نهضت وأخذت يدها ليبدأوا في السير.. كانتا تسيران بين الأشجار وسارية تحيط بطنها بيدها بحماية تلقائية، هتفت فجأة بضجر وغيظ مفاجيء :
-"أتعلمين إذا رأيته سأقتله على مكوثه هذا الشهر"
نظرت لها الأخرى بابتسامة وقد اعتادت على تقلبات مزاجها وردود أفعالها بسبب حملها، فأجابتها كالمعتاد تثير غيظها :
-"ببروزك هذا؟!"
لتنظر لها بشراسة تلكمها في كتفها، ثم وصلتا إلى البحيرة ومشهد بعض البجع الذين يسبحون فيها أعطاها منظرًا بديعًا رسم البسمة على وجوههما، فجلستا على حافتها لتنظر سارية إلى ليان وعيناها تلمع ببريق جميل قائلة بحماسة :
-"أتعلمين أول مرة قابلت فيها إلياس كانت هنا!"
عقدت الأخرى حاجبيها بدهشة ونظرت لها بتعجب لتسأل :
-"هذا اليوم.. يوم الشكوى لم تكن أول مرة ترين فيها إلياس؟!"
هزت رأسها بالنفي تبتسم بمكر ، وسردت لها أول لهما في الغابة عندما وجدها مثبتة أحد جنوده في إحدى الأشجار، لتزداد دهشة ليان بقوة قبل أن تضحك بقوة حتى دمعت عيناها وهزت رأسها بيأس من جنان تلك الفتاة لتشاركها سارية الضحك.
صمتا فجأة عندما استمعا إلى صوت خافت يأتي من خلف الأشجار، لتنظرا إلى بعضهما باضطراب ودهشة فنهضت ليان قائلة بخفوت :
-"أنا سأرى ماذا هناك!"
تمسكت بكفها وهزت رأسها بنفي ونوع من القلق العارم ينتابها باستمرار بعد موت مارية خوفًا على كل الموجودين في حياتها وابتلعت بصعوبة قائلة :
-"لا ، لا تذهبي.. من الممكن أن يكون أحد الحيوانات، أجلسي لا أريدك أن تذهبي"
ابتسمت لها ليان بإطمئنان مربتة على كفها مرتين قائلة بهدوء :
-"لا تقلقي سارية حتى وإن كان أحد الحيوانات يكفي أن نطمئن، كما أنكِ تعلمين هناك جنود منتشرين في الغابة من حولنا فلن يحدث شيئًا.. أطمئني سآتي سريعًا"
ابتعدت واختفت عن أعينها خلف الأشجار ، فتنهدت سارية بعمق تحاول أن تطمئن نفسها أن كل شيء أصبح على ما يرام ولا يوجد ما تقلق منه.

سارت ليان قليلًا إلى داخل الغابة تلتف برأسها في الأنحاء تبحث عن مصدر الصوت خاصةً أنها تشعر بأنفاس جواد قريب منها، لم تجد شيئًا فظنت أنه أحد خيول الجنود.
التفتت لتعود لكن يد ظهرت من الفراغ توضع على فمها والأخرى أحاطت خصرها تحملها، فجحظت عيناها برعب وقلق تشعر بذلك الذي يحملها يعود بها للخلف مختفيًا خلف شجرة كبيرة ذات أغصان كثيرة منتشرة حولها.
أنزلها ببطء ورفع يده من فوق فاها فالتفتت بعنفوان وقلبها تتسارع دقاته من القلق ليتحول فجأة إلى صدمة ممتزجة بالاشتياق والفرحة العارمة عندما وجدته أمامها، وضعت كفيها فوق فمها من المفاجأة ليقهقه على رد فعلها وقال بمشاكسة :
-"لم أكن أعلم أن عودتي ستصيبك بالصمت التام هكذا!"
لم تنطق بنبس شفة بل قفزت فجأة في أحضانه تحيط عنقه بقوة كبيرة وكفها ينتقل بين خصلاته مرة وعنقه مرة ثم كتفه كمن تتأكد أنه بين يدها، ضم خصرها بقوة يدفن أنفه في عنقها باشتياق يطبع قبلته عليه فرفعت رأسها ومالت بجسدها قليلًا للخلف تلمس وجنته بأناملها ومسحت على وجهه بالكامل بابتسامة بلهاء على محياها ، تلمس ذلك الجرح الذي اكتسبه من معركته في جبهته برفق لتهمس أخيرًا :
-"لقد عدت.. اشتقت لك نيار اشتقت كثيرًا"
لمس وجنتها ماسحًا عليها بإبهامه يتفقد ملامحها التي استبد به الشوق لها، لا يعلم هل تركها هكذا أم ازداد جمالها؟
هناك شيء غريب يحدث معها لكنه أرجعه إلى غيابه عنها واشتياقه لها فهمس بلوعة :
-"أتعلمين أن شوقي لكِ يتحول من ألم إلى فرح لو علمت أنكِ تشتاقين لي في ذات الوقت!
وعدتك أنني سأعود وعدت"
استندت بجبهتها فوق خاصته فتنفست أنفاسه الحارة، وهمست له بلهفة توميء برأسها عدة مرات :
-"نعم.. نعم لقد عدت ، وعدتني وصدقت الوعد"
ضمته بشدة تستنشق عبقه بعمق وظلا هكذا بعض الوقت قبل أن تهمس له بخجل :
-"نيار أريد أن أخبرك شيئًا"
هز رأسه بالنفي وضمها إلى صدره يستنشق عبيرها بعمق وهمس لها :
-"لا أريد أن أستمع إلى شيء الآن.. أريد أن أبقى هكذا حتى أُشبع اشتياقي لك"
ابتسمت تتلمس خصلاته برفق، عبست بخبث وألصقت شفتيها بأذنه هامسة بدهشة مصطنعة :
-"ألا تريد أن تعلم أنك ستصبح أبًا بعد خمسة أشهر من الآن؟!"
شعرت بتوقف أنفاسه في هذه اللحظة، وتسمرت يده التي كانت تتلمس ظهرها صعودًا وهبوطًا، جسده تيبس تحت كفيها لتجد فجأة ظهره يرتفع ويهبط بفعل أنفاسه التي بدأت تتسارع رويدًا رويدًا.
أبعدها ببطء عن أحضانه لكنه لم يبعدها عن محيط ذراعه ونظراته تهبط إلى بطنها، مد كفه يتلمسها فشعر ببروزها الطفيف والذي لم يكتشفه عندما أحاطها من البداية لانشغاله بها، رفع نظره إلى عينيها بعد لحظات لتتسع عندما شعرت بلمعان عينيه من الدموع الطفيفة.
قربها منه برفق وابتسم بحنان وسعادة ليطبع قبلة رقيقة على جانب فكها واستند بفكه إليه هامسًا :
-"عندما التقيتك كنت أراكِ كأي أنثى، لكن عندما عشقتك أصبحتِ الأنوثة بحد ذاتها.
لا توجد هدية ستجعلني على قمة السعادة مثل هذه ، شكرًا لكِ ليان"
عقدت حاجبيها بدهشة تحيط وجنتيه بكفيها وسألته بصوت مكتوم من مشاعرهم المتبادلة :
-"على ماذا تشكرني نيار؟"
لم يجبها مباشرة بل انحنى طابعًا قبلة حنونة على شفتيها يوصل بها مشاعره وسعادته لتبادله باشتياق ولهفة، لينفصلا بعد لحظات محيطًا وجهها هامسًا :
-"أشكركِ على دخولك حياتي لتجعليها ذات روح وسعادة لا توصف"
ضمته بقوة تلصق جسدها به ليشدد ذراعيه حولها بشيء من العنف النابغ من ثورة مشاعره التي تدور بداخله.. كانت متأكدة أن بداخله شخص غير الظاهر..
روح اختفت تحت قساوة أم استغلت حبه لها بأسوء شكل لتكون النتيجة دفن شخصه الحقيقي وظهور هذا البارد الغامض الذي التقطته في أول مرة، أحبته بجميع تقلباته وتقبلته بعيوبه قبل ميزاته وستظل تحبه للأبد.
★★★★★★
في ذات الوقت كانت وسام مشغولة في ري أشجار الورد التي زرعتها بنفسها منذ أن جاءت إلى هنا.. كانت تدندن بلحن هاديء مبتسمة تتخيل هيئته أمامها وقد لاع قلبها من الشوق فلقد اشتد الفراق خاصةً وإنه لم يذهب إلى نزهة بل إلى حرب.
شعرت بخطوات تقترب من خلفها فتسارعت ضربات قلبها وشعرت أنه حولها، أغمضت عينيها تستمتع بهذا الشعور الذي هيأه لها عقلها، لكن همسٌ اقترب من أذنها وأنفاس انتشرت على عنقها جعلها تتيبس مكانها :
-"كالوردة أنتِ تضيفي البهجة والحب إلى حياتي.. فأنا يا وردة عشقي، ونار حبي وشوقي أوّل من عرف قلبك و سمع نبضه، اشتقت لك"
هو هنا.. لقد عاد!
جاد خلفها، لا يفصل بينهما سوى إنش واحد!
هزت رأسها بعنف واضعة يدها على جانبي رأسها لا تريد أن تستسلم لتخيلاتها وتفيق بعد ذلك على عدم وجوده، لكن ذراعاه التي التُفت حول خصرها وهمسه الذي عاد لها :
-"نعم زهرتي أنا هنا.. هذه ليست تخيلات يصورها لكِ عقلك فأنتِ بين يدي الآن"
رد فعلها الذي نجم عنها أدهشه، فلقد دفنت وجهها بين كفيها تبكي بخفوت وكتفيها يهتزان برتابة فعقد حاجبيه بذهول!
تبكي بدلًا أن تسعد أو تعانقه!
أدارها إليه وأزاح كفيها برفق فأخفضت رأسها لأسفل ودمعاتها تتساقط على ظهر يده فتساءل بقلق :
-"ما الأمر عزيزتي؟
لمَ البكاء؟"
تقطعت شهقاتها تحاول السيطرة عليها تضم قبضتها إلى فمها لتجيبه بصوتها الذي اشتاق إليه ونبرتها الطفولية :
-"لأنني أخشى أن يكون كل هذا من محض تخيلاتي، فلقد حدث معي هذا في الأيام الماضية لأفتح عيني على اللاشيء"
ابتسم يرفع وجهها إليه ليجدها تغلق جفنيها بقوة، فقبلهما ومسح دموعها ليقول بنبرة صارمة :
-"أفتحي عينيك وسام وأنظري إليّ"
استجابت له وفتحت عينيها ببطء ليطالعها محياه الذي لم يفارقها طوال الثلاثة أشهر الماضية مبتسمًا لها، غمز لها بمشاكسة لتشهق بعمق ورأسها يسقط على كتفه تستند بيده فوق صدره فتردد صدى قلبه في كفها، تعالى صوت ضحكاته يضمها إليه بقوة حاملًا إياها بين ذراعيه دافنًا رأسه في تجويف عنقها ودار بها يهمس لها بِلوع :
-"لقد اشتقت لكِ أيتها الصغيرة.. كثيرًا"
وضعها برفق لتتمسك بعنقه مستندة بجبهتها فوق جبهته، وهمست بخفوت ونبرة متقطعة من البكاء :
-"وأنا أيضًا اشتقت لك جاد، لن أنسى هذه الأشهر فلقد تأكدت أنني لا أستطيع الابتعاد عنك"
قبل وجنتها برقة ورفع كفيها إلى فمه يقبل ظاهرهما قبلة طويلة لتهبط مقبلة أعلى رأسه، ثم حملها فجأة بين ذراعيه وقال بنبرة مغتاظة :
-"لن أجعل إلياس يراني لثلاثة أشهر مثلهما، فأنا حديث الزواج ليأتي ويخبرني أن أتجهز للحرب والابتعاد عن زوجتي"
ضحكت وسام بخجل ودارت برأسها في الأنحاء لتعقد حاجبيها بدهشة ثم نظرت له تسأله :
-"هل أتيت بمفردك؟
أين الملك نيار وإلياس؟"
ذم شفتيه قليلًا ورفع كتفيه بعدم معرفة :
-"رأينا ليان وسارية عند البحيرة فذهب نيار لرؤية زوجته، وأنا أتيت لأرى زوجتي.. لكن إلياس سيلحق بنا قريبًا"
اتسعت عيناها بتعجب وارتفع حاحبيها بدهشة لتشهق عاليًا واضعة كفها على فمها وهمست :
-"يا الله ستجن سارية.. فهي تمضي الأيام على أمل أن تلقاه، والآن عندما ترى عودتكما وهو لا ستثور"
كاد أن يجيبها فجاءه صوت بدر الدين الذي خرج من المنزل ممسكًا وشاحه يرتبه على كتفه مرحبًا بحبور :
-"جاد لقد عدت.. حمدًا لله على سلامتك بني!!"
قفزت وسام من بين ذراعيه بخجل وقد اكتسى وجهها باللون الأحمر ناظرة لأسفل ليبتسم عليها جاد وبدر الدين سويًا.. تقدم منه يقبل رأسه باحترام ليطمئن عليه وعلى الأحوال في المملكتين من بعد الحرب وتحدثا لبعض الوقت ثم دلف مرة أخرى إلى الداخل.
عاد إلى زوجته التي تدلك وجنتيها لتخفض حرارة وجهها فضم كتفها وتغلغل بأنامله إلى خصلاتها ومازال مبتسمًا على خجلها الذي يعشقه ليهمس بصوت عاشق مشتاق :
-"أنا أحبك يا من تسكنين دمي، ففي كل يوم جديد أعيش عشقك كأنني أحبك لأول مرة"
أحاطت خصره بذراعيها وتوسدت كتفه متنهدة بحب وتلمست جانب عنقه وإبهامها يتحرك على عظمة فكه رافعة عينيها إليه تتأمل نظراته اللامعة وهمست :
-"أعشق نظراتك لي تشعرني وكأنني ملكة متوجة في قلبك"
طبع قبلة طويلة على جبهتها يحتضنها بعشق كأنهما روح واحدة بداخل جسدين.
★★★★★
شعرت بتأخرها لكثير من الوقت ليرتاب قلبها ويعصف بها القلق فنهضت ناوية الذهاب لرؤيتها.
سندت بطنها بيدها واستقامت ببطء، قلبها يدعو أن يكون كل شيء بخير تتقدم لداخل الغابة وذراعيها تحيط جنينها بحماية.. لم تكن قد تعمقت بين الأشجار حتى جاءها صوتها من جانبها فالتفتت لتجدها قادمة برفقة نيار، انتابتها الدهشة لرؤيته المفاجأة لكن شعرت بالسعادة لأنها سترى زوجها.
وصلت ليان لها لتحيط كتفيها قائلة بلهفة واعتذار :
-"أعتذر بشدة سارية، لكن ظهور نيار فجأة أمامي أنساني كل شيء"
ربتت على كفها بابتسامة مطمئنة ونظرت إلى نيار مشيرة برأسها بتحية وقالت مرحبة :
-"حمدًا لله على سلامتك نيار، سعيدة لرؤيتك سالمًا"
أومأ برأسه بإبتسامة واسعة وأجابها مشيرًا إلى بطنها يطمئن على حالها :
-"سلمك الله ياسارية، كيف حالك؟"
ابتسمت وهي تربت على انتفاخها وأجابته بسعادة :
-"الحمد لله أنا بخير"
ثم رفعت رأسها في الأنحاء من حولها تبحث عنه بلهفة لتلتقي عيناها بعين نيار ففهم عمن تبحث، فتقدم منها عدة خطوات حتى وقف أمامها يتنفس بعمق :
-"إلياس سيلحق بنا عما قريب، أطمئني هو كما وعدك سيأتي كي يعود بكِ سارية"
نظرت له بغموض وملامح غير مقروءة، تسمرت عيناها للحظات في الفراغ فتبادل النظرات هو وزوجته، لتشد على كفها وقالت بتردد :
-"سارية بالتأكيد هو...."
قاطعتها ترسم ابتسامتها على وجهها والتفتت نحو طريق العودة هاتفة بنبرة جامدة :
-"هيا لنعود، فلقد اقترب الليل وأيضًا حتى يرتاح نيار من سفره"
سبقتهم بخطواتها فنظرت إلى زوجها بحزن على حالها، فأحاطها وبدأ في السير محيطًا خصرها بذراعه وقال باستمتاع :
-"فليكن الله في عونه عندما يأتي"
وصل ثلاثتهم إلى المنزل لترى جاد جالسًا برفقة زوجته يحيطها بكنفه، لينهض عندما وجدها تقترب منهما بخطواتها الغاضبة ومن خلفها نيار وزوجته ليعلم أنها عرفت بعدم قدوم إلياس، كاد أن يتحدث ليجدها تبتسم له فلاحت الريبة في قلبه :
-"مرحبًا بعودتك سالمًا جاد"
التفتت برأسها إلى الجميع مشيرة إليهم وقالت بمزاح مصطنع :
-"الآن سيرتاح رأسي من هتاف زوجاتكما برغبتهن في رؤيتكما"
حل المساء وكان الجميع في حجراتهم بعد أن قامت الفتيات بتحضير الطعام لينفرد كل واحدًا منهما بزوجته.
كانت برفقة والدها يعطيها شرابها اليومي ويطمئن على أحوالها خاصةً لعلمه بحزنها من عدم مجيء زوجها لكنه قرر عدم التحدث في شيء حتى لا تنفعل أو تغضب.. ظل بجانبها حتى غطت في نوم عميق فأحكم الغطاء من حولها وخرج.
كاد أن يذهب إلى فراشه لكن دقات الباب الخافتة أوقفته وذهب ليفتح فوجده إلياس يناظره بابتسامة، بادله بدر الدين ابتسامته واحتضنه مربتًا على كتفيه وهمس له بترحيب شديد :
-"مرحبًا بعودتك بني.. كان لدي شعور أنك ستأتي الليلة"
أجابه بسعادة تخفي شوقًا خلفها :
-"كان لابد من عودتي باكرًا لكن هناك بعض الأمور التي حدثت في الطريق أعاقت رحلتي"
أومأ له الشيخ بتفهم ليسأله بلهفة عن سارية، فأخبره أنها قد نامت لتوها وأشار له نحو غرفتها ليبتسم بشوق واستأذن منه كي يدلف إليها.
فتح الباب برفق حتى لا يزعجها ودلف إلى الداخل ثم أغلقه بإحكام ليقترب منها حتى جثى على قدمه أمام وجهها متأملًا محياها الذي استبد به الاشتياق إليه، وشعرها الذي ازداد طوله وقد عقدته في جديلة كعادتها لتسقط بعض الخصلات على وجنتها.
وجهها الذي امتلأ قليلًا عما سبق لتزداد ملامحها جمالًا، هبط بنظره على جسدها لتقع عيناه على بروز بطنها الذي ظهر بوضوح حتى من أسفل الغطاء ليزيحه ببطء ووضع كفه عليها برفق حتى لا تنزعج يمسح برقة قبل أن يهبط برأسه إليها يقبلها بحب وابتسامة سعادة على وجنته.
رفع رأسه مرة أخرى إلى وجهها ليرى عقدة حاجبيها تغضنت فابتسم لها وعقله يفكر أنه لم يتبقَ لها ليكتمل جمالها الذي يراه غير أن تفتح عيناها بلونيهما الذي يعشقهما.
خلع نعليه ودار حول الفراش ليصعد بجانبها بهدوء شديد ليمتد خلف ظهرها محيطًا خصرها برفق يضع كفه فوق بطنها، ليجدها بلا وعي تلصق ظهرها بصدره ليبتسم مغمضًا عينيه يستنشق عبيرها بقوة.
بزغ الصباح لتبدأ بالاستيقاظ مبتسمة لشعورها أن كل ما حدث حلمًا وأنها شعرت به في غرفتها يعانقها، حاولت أن تلتفت لكن شعرت بشيء يقيدها!
فتحت عينيها فانصدمت بصدر شخص ما وذراعيه يحيطان بها، ظنت أن والدها نام بجانبها كأكثر الليالي لكن ما أن وضعت يدها على ذراعيه استشعرت تلك العضلات القوية، اتسعت عيناها بقوة وعادت برأسها للخلف لتنصدم بعينيه المفتوحتان تتأملها بابتسامة، أخذت بعض اللحظات حتى استوعبت أنه أمامها لتنتفض جالسة وقالت بدهشة :
-"متى عدت؟!"
تمدد على ظهره ووضع كفه أسفل رأسه يتطلع إليها من موضعه، مستعد لنوبة غضبها الذي كان واثقًا أنها انتابتها فور علمها أنه لم يعد مع أخيه وسيلحق بهما، فقال بهدوء يحاول كسب جولة قبل أن تصب انفعالها عليه :
-"لم أستطع الانتظار أكثر فوصلت إلى هنا بعد منتصف الليل"
لم تجبه لكن تعابير وجهها كان بها شيء من السخرية فجلس أمامها يستند بكفه إلى الفراش والكف الآخخر رفعه يبعد خصلاتها عن وجهها هامسًا :
-"لو تعلمين إلى أي مرحلة وصل بي الشوق إليك أيتها النارية فلن تصدقيها ولو أقسمت لكِ أيمان الله جميعها"
دفعت كفه عن وجهها الذي اكتساه اللون الأحمر بغضب ونظرت له بشراسة تهتف من بين أسنانها بغيظ :
-"نعم فأنا أرى مدى الاشتياق الذي يخرج منك لدرجة أنك تأخرت في العودة إليّ!
يا لهذا الشوق الذي أراه وأنا أبحث عن زوجي عندما رأيت أخيك وجاد وكل منهما يحيط زوجته بحب ولم أجده"
أسكتها بشفتيه التي التهمت شفتيها وهو يجذبها برفق من خلف عنقها ويحيط خصرها بذراعه الآخر.. كان يشعر بالجوع والاشتياق نحوها فحاولت أن تبعده لكنه ضمها إليه أكثر يطفيء شوقه إليها ويسيطر جزئيًا على غضبها، ابتعد عنها في محاولة يائسة لالتقاط أنفاسه ليرى وجهها متورد بشدة.
عاد بجسده إليه الخلف يستند إلى حافة الفراش وجذبها معه فكانت تجثو فوقه بعدم استيعاب تستند بكفيها إلى صدره وإنتفاخ بطنها يعيقه من ضمها بالكامل، فأعاد خصلاتها للخلف وكور رأسها بين كفيه ليهمس بهدوء كأنه يقنع طفلة صغيرة :
-"أعلم أنكِ حزينة لكن كل هذا حدث بخارج إرادتي، فالسيطرة على مملكة كهرمان كان يلزم لها تخطيط كبير، وكان يجب أن أعود للجنوب حتى أرى ترتيبات التأمين والقصر بنفسي كي لا يوجد أي خطر عليكِ في المستقبل"
شدد ذراعيه حولها أكثر وكفه يتسلل إلى بطنها وابتسم بحنان يتأملها ثم همس بلوعة :
-"رباه.. ما أجملك ناريتي!
كل يوم تزيدين جمالًا يرهقني أيتها الصغيرة، وهذا الحمل وما يثيره فيكِ من تغيرات يهلكني"
يا الله هو وحده يعلم كم اشتاقت له وكم اشتاقت لرؤيته!
اشتاقت لضمته له بحنان وراحة لكن عليها أن تأخذ حقها مما فعله بها.
نظرت إليه بمشاعر حقيقية لم تستطع إخفائها، وأمسكته من ملابسه فوق صدره هاتفة بغيظ :
-"أتعلم على قدر اشتياقي إليك على قدر الغيظ الذي يلتهمني!
هل لك أن تتخيل شعوري وأنا أرى نيار يحتضن زوجته بقوة خاصةً بعد أن علم بحملها ومازالت في شهورها الأولى خوفًا عليها، وجاد الذي يضم وسام بين ذراعيه كأنها ستختفي إن تركها؟"
كاد أن يتحدث فوضعت كفها على فمه تمنعه من الحديث وعيناها تلمع بغيظ وشراسة وأشارت إلى بطنها هاتفة :
-"وأنا التي أعلم أن زوجي أقام تلك الحرب فقط لينتقم من ذلك الحقير على كل شيء أرتكبه في حقه وحقي، لأكون طوال تلك الأشهر لم أذق طعم النوم براحة والقلق يقرع بقلبي داعية ألا يصيبك أذى.. أنظر وأبحث ولا أجدك"
أحاط خصرها وأدارها لتنام بجانبه وأشرف عليها من أعلى، حاولت أن تنهض فمنعها وابتسامته تتسع شيئاً بشيئاً مستمتعاً بممانعتها الذي سيطر عليها ببساطة مقتربًا بوجهه منها لتهتف من بين أسنانها :
-"أتركني إلياس وأبتعد"
ضحك بخفوت يتلمس وجنتها بأنفه ثم نظر لها وقد تبدلت نظراته إلى العشق :
-"ماذا أفعل بكِ؟
لم أتوقع أن أصل إلى هذه الدرجة من العشق معكِ"
لم تتحدث بل ظلا يتطلعان إلى بعضهما بصمت تاركين لأعينهم دفة الحديث، لكنها دفعته عنها ونهضت من الفراش تنظر إليه بشراسة قبل أن تخرج من الغرفة.
لم تجد أحدًا لتسير إلى الخارج فرأت الجميع يجلسون ووالدها ينظر لها بابتسامة علمت منها أنه من أدخله في المساء فبادلته النظرات بعتاب قبل أن تسأل :
-"لمَ الجميع بالخارج؟!"
أجابها جاد بابتسامة مغيظة يتلاعب بكوب شايه الذي بين يده :
-"لقد سمعنا جنان فتاة ما فقررنا أن نخلي لها المنزل حتى لا يمسنا هذا الجنان، ونترك لها بعضًا من الخصوصية"
انتفخت أوداجها من الغضب ونظرت له بشراسة ليبادلها النظرات بغمزة ماكرة، لكن صوت إلياس الذي أتى من خلفها يصيح :
-"كم مرة سأخبرك أنه لا شأن لك بزوجتي؟!"
رفع كوبه ليشرب منه وقال بلامبالاة :
-"إلى أن يفارق إحدانا الحياة ياصديقي"
هز رأسه بيأس وأحاط خصر سارية يوجه حديثه للجميع :
-"لنبدأ في تجهيزات الرحيل حتى نعود للقصر من جديد"
هتفت تحاول التملص من بين ذراعه وكتفت يدها أمام صدرها بعناد :
-"لا لن أعود"
تبادلت ليان ووسام النظرات يكتمان ضحكاتهما بصعوبة، وكذلك نيار وبدر الدين اللذان يتابعان ما يحدث بابتسامة وقررا ألا يتدخلا في هذا، لكن جاد لم يستطع منع نفسه ليقول ساخرًا :
-"وجلالة الملكة لماذا لا تريد العودة؟!
أما كنتِ تبكين لزوجتي كل ليلة إلى مدى اشتياقك لزوجك؟
وها هو أمامك فلمَ التمنع إذن؟!"
طالعت وسام بشراسة لتقف الأخيرة خلف ليان تخفي نفسها عن نظراتها الحارقة، ونظرت لإلياس بجانب عينها لتراه يطالعها بخبث وابتسامة، لتقترب منها ليان بهدوء تمسح على ذراعيها برفق :
-"أخبريني ماذا تريدين فعله حتى تعودين؟!"
فكرت لبعض الوقت قبل أن تلتمع عيناها بحماس ارتاب منه إلياس لتلتفت له وتقول ما تريده وكأنها شيئًا عاديًا :
-"سأبارزك وإن انتصرت سأعود معك، لكن إن انتصرت أنا سأكمل بقية أشهر حملي هنا وبعدها سأفكر في أمر العودة"
ضحك والدها لأنه يعلم أنها ستطلب شيئًا خارقًا كعادتها وشاركه نيار في الضحك.. في حين أن وسام نظرت لزوجها بدهشة تريده أن يخبرها أن ما سمعته غير صحيح فكيف لتلك الفتاة أن تبارز بحالتها تلك؟!
ناظرتها ليان بتعجب وهي تقف أمامها بعد أن تركتها وهزت رأسها بقلة حيلة من ذلك الرأس، لا تعلم كيف تفكر ولم تتحدث وألتفتت تجلس بجانب زوجها الذي احتواها بيده.. نظر لها أبيها من مجلسه وقال بمزاح :
-"أخبريني كيف ستبارزين بإنتفاخ بطنك هذه؟!"
طالعته بنظرات متسعة وظنت أنه سيوافقها في طلبها لتجد فجأة إلياس يحاوط خصرها يضع ذراع أعلى بطنها والآخر أسفله وهمس لها :
-" سواء وافقتك على ما تريدين أم لا؟
فأنتِ ستعودين معي ساريتي، مكانك معي بين يدي ولن تفارقيني طوال حياتك.. لن أتخلى عنكِ ولو حاولتِ إبعادي حتى لو كنتِ تمزحين ، فأنتِ لي"
هزت رأسها بقلة حيلة وهي تضع ذراعيها فوق ذراعيها يحيطان إنتفاخها وقد ابتسمت بحب وهي تخفض رأسها قبل أن ترفعه ناظرة إليه وهمست :
"كم أشعر بالأمان في حضورك، وكم هي كبيرة سعادتي حين أكون معك، وبشقاوتي أشاغبك"
مسحت على كفيه وهي تنظر لحملها مبتسمة وأكملت بنبرة عاشقة :
"فأنا آمنت بعشقك، أنت لي ملك أحتمي به أينما ذهبت..
نعم فأنا لك، وسأكون لك قلب يحبك بشكل لا يوصف، سأكون لك روح أوجاعها من أوجاعك، سأكون لك كل شيء فوق ما تتمناه"
رفعت نظرها إليه فرأت تلك النظرة العاشقة التي يختصها بها تلوح في عينيه.
وكذلك وضعت وسام كفها فوق قلب جاد ونظرت إليه بعشق ليبادلها نظراتها بوله وهو يضمها إليه أكثر.
حتى ليان استندت بذقنها على كتف نيار وتأملت عيونه بعشق وشفتيها تتحركان بكلمة أحبك ليطبع قبلة حنونة على وجنتها.
كل واحدة منهما تخبر زوجها بنظراتها أن كلمات سارية ليست لإلياس فقط بل هي تخرج من قلب كل منهن إلى من تملك قلبهما.
تابعت سارية بهمس عاشق وهي تتلمس فك زوجها بأطراف أناملها :
"أنا لك.. وكيف لا أكون وقد منحتني حق امتلاك القلب وشغف العقل وعشق الأعين وهمس الأيدي؟
سأبقى أحبك بكل ما لدي، وبحجم العشق في قلوب المحبين"
★★★★
تمت بحمد الله
19/9/2020
7:30 pm
تمت من كانت يوم مجرد فكرة في رأسي.
بذرة زرعتها بداية عام 2017 والآن أحصد ثمارها الأخيرة.[/QUOTE]


ايمان منصور ابراهيم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
يتبع

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:29 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.