آخر 10 مشاركات
354 - نشوة الانتقام - مادلين كير - روايات احلامى (الكاتـب : samahss - )           »          الانتقام المُرّ (105)-قلوب غربية -للرائعة:رووز [حصرياً]مميزة* كاملة& الروابط* (الكاتـب : رووز - )           »          جمرٌ .. في حشا روحي (6) .. سلسلة قلوب تحكي * مميزه ومكتملة * (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          أطياف الغرام *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : rainy dream - )           »          قيود العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : pretty dede - )           »          2- مرارة الإنتقام - روايات رومانس** (الكاتـب : Just Faith - )           »          دانتي (51) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الثاني من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة.. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          عــــادتْ مِنْ المـــــاضيِّ ! (1) * مميزة ومكتملة *.. سلسلة حدود الغُفران (الكاتـب : البارونة - )           »          دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          [تحميل] سارق قلبي منذ الصغر ، لـ بوح ميمm (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree249Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-11-20, 08:34 PM   #1281

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام جواد مشاهدة المشاركة
تسجيل حضوووووووووور
في انتضار اليوم
يا اهلا وسهلا بالغالية


ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-20, 08:36 PM   #1282

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير على المتابعات الغاليات اشتقت كتير لوجودكم وتعليقاتكم
دقائق ويتم نشر الفصل 32 ا


ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-20, 08:39 PM   #1283

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني والثلاثون


تجلس لمى أمام والدتها وهي تمسك قطعة من القماش تقوم بتطريزها بألوان زاهية بينما تراقبها والدتها وهي تساعدها بالطرف الأخر من القماش .
تحاول فتح حديث معها بعد الأفكار التي اخذت تدور في رأسها بعد زيارة سلوى ومنال لهم..

" هل تعلمين .. قلبي يخبرني أن زيارة والدة الدكتور عامر ليست من أجل الاطمئنان علينا فقط .."
تكمل لمى عملها وهي تتسائل :
"ولماذا تعتقدين ذلك ..؟! أنا رأيتها زيارة عادية منهم وقد اعتادوا على ذلك كل فترة .."
" هي اعتادت، لكن شقيقتها لم تزورنا سوى يوم وفاة والدك ..."
تنظر لها لمى بطرف عينها، تقول :
" وماذا في ذلك ...؟"

تتوقف والدتها عن التطريز وتبتسم لها قائلة :
" أعتقد أنها أتت معها لرؤيتك..."

تنظر لها لمى وتقول بدهشة :
" انا...!! ولماذا تراني ..؟ "

" يا هبلاء ألم تخبرنا أن عندها ولدان مهاجران، قد تكون تبحث لأحدهما عن عروس ..."

تهز لمى رأسها نافية فكرة والدتها :
" لا أمي لقد اخبرتني نورا أن شقيقها الكبير خاطب لفتاة معهم هناك ..."

" والأخر ...؟ "

تنظر لها لمى بعدم فهم، فتعيد والدتها السؤال :
" الأخر هل هو خاطب أيضاً ..؟ "

تحاول لمى أن تتذكر :
" لا .. لا أذكر أنها اخبرتني بذلك ...."

تبتسم الأم بانتصار لأتجاه أفكارها ..
" إذن هي تخطب للصغير، فأنت صغيرة أيضاً ..."

تضع لمى القماش من يدها وتتنهد بقوة، تقول بحسرة :
" أمي لا ترسمي احلاماً كتلك انظري لحالنا، إن كانت حقاً تخطب لابنها فهل ستختارني أنا ..! "
تنهض والدتها تجلس بجانبها وتحتضن خدها تحاول بثها بعض الأمل في الحياة :
" ولما لا تختارك ..؟! أنت فتاة جميلة، هادئة ونشيطة .. أي أم تتمنى فتاة مثلك لولدها ..."

تحاول إيقاف والدتها عن الاسترسال في أحلامها :
" لو حدث وكان كلامك صحيحاً، أنا لن أقبل .. ألا تعلمين أن أولادها مهاجرون وأنا لن اتركك أنت وأخي .."

تفاجئها والدتها باصرارها وجدية حديثها :
" بل ستوافقين وتسافرين .. لن أسمح لك بالرفض، أنهم أناس لم نرى منهم إلا كل خير فلماذا نرفضهم ..!"

" أمي أننا تتشاجر على توقعات قد لا تحدث أبداً .."

" لن نتشاجر وستوافقين وتريحين قلبي واطمئن عليك ..
غادري هذه البلاد ... لا تبقي بين جدران سوف تقع علينا ...كل يوم تخرجين فيه أخاف أن لا تعودي .. سافري وانجبي أطفال يحيون في مكان أمن واحكي لهم عن جدهم وجدتهم وعن بلادنا وجمالها .. لا تدعيهم يرون الخراب، احكي فقط عن كل شيء جميل فيها ..."

تمد يدها تمسك يد والدتها تحتضنها بين كفيها ..
" أمي أنا لن اترككِ أنت وأخي أبداً، سوف نبقى معاً ونتقاسم أيامنا بحلوها ومرها .."

لكن والدتها أصرت على قرارها :
" أنا واخوك سوف نعود لبلدتنا، لا تشغلي بالك بنا .. أنت وافقي فقط ..

تشفق على والدتها وهي تبني أحلاماً سوف تطير مع أول نسمة هواء من هذا الواقع ..
تحاول اسعادها حتى لو كان الثمن أن تعيش معها الخيال وتسايرها قليلاً :
" حسناً اعدك لو كان توقعك صحيحاً .. سوف أوافق ..."
تبتسم لها والدتها وتعود لعملها .. وهي تفكر وتتخيل كيف ستكون الخطبة وكيف ستخبر معارفها ..
تمسك لمى القماش وتكمل التطريز وفكرها سارح مع أفكار والدتها .. هل من المعقول أن يكون كلامها صحيحاً ....؟! أم إنها من شدة رغبتها في الاطمئنان عليها أصبحت تتوهم الأمور ... ؟!


........................



في لحظة سلام نفسي وسعادة صافية وقف يتأمل تلك الصورة بتركيز شديد .. استغرق بتأمله .. من هن ...؟ ومن هو ..؟
مازال للحظة لا يستوعب مهما فكر في الأمر كثيراً فلم يستطع تخطي مرحلة عدم الاستيعاب .. آمنة ابنته وشهامة خطيبته ...!
هل هذا نتيجة ما فعله من خير في حياته ..؟
يبتسم وشعور الطمأنينة يملئ صدره راحة، إنه على الطريق الصحيح .. ما الذي ينبغي أن يرجوه من باقي عمره سوى رضى الله و رضى والديه ..
تلتفت له شهامة مبتسمة وهي تبحث عن حذاء جديد لآمنة التي تشاركها تلك المتعة بأمساك أي شيء تطاله بيدها ..
يتركهما تلهوان براحتهما بينما يسير خلفهما يحمل ما يسقطاه وما تم اختياره من أحذية وملابس ..
وبعد خروجهما من المكان وارتداء آمنة للحذاء الجديد الذي تحاول الإمساك به وهو يحملها، ينظر لشهامة التي تلاعبها، يقول بتردد :
" مازلت أشعر أن خروجنا بمفردنا أمر خاطئ، كان علينا انتظار مصعب ..."
تكتم شهامة ضحكتها عنه فقد أتصل مصعب يعتذر منه بعد وصولهما إلى السوق بسبب تعب هيا وحاجتها للذهاب إلى الطبيب ..
" لا داعي لذلك .. من الأساس أنا التي سوف تختار فلا داعي لاتعابه .."
يقول بشك :
" وهل اصدق أنك تتمنين راحة مصعب ..! "

لم تعد شهامة تستطيع إخفاء ضحكتها أكثر لتخرج رقراقة هانئة تناغش أذنيه، يبتسم لها يقول بمكر :
" أعلم إنك سعيدة لعدم وجوده .."
تقول بصراحة :
" أجل أنا سعيدة لن أخفي الأمر عنك، خاصة عندما أتخيل غضبه حين علم إنه لن يتم تأجيل الأمر وقد خسر لحظة ليفرض عليّ سطوته .."

يهز باسل رأسه يأساً منها فهي ومصعب مثل القط والفأر، لا تطيقه مهما حاول معها ..

يقفان أمام المنضدة الزجاجية والبائع يضع أمامهما علبة كبيرة من المخمل الأسود لتبرز داخلها اشكال الخواتم ويزداد بريقهم ..
تبدأ شهامة بإختيار البعض منهم وتجربهم وهي تسأله عن رأيه وآمنة تشاركها الإختيار بأن تحاول إمساك أحدهم من على المنضدة وباسل يحاول منعها ...
يشرد ذهنه بملامح شهامة المبتهجة كيف تتلئلئ عيناها تحت الاضاءة ومع التماعة الذهب، كيف ترتسم ابتسامتها الخلابة طبيعية بلون وردي مطابق للون وجنتيها ..
شعر للحظة بالضيق من نفسه ومنها وهي تظهر كل تلك الفتنة للناس جميعاً ولكنه كتم ضيقه في نفسه وقرر الأنتظار إلى حين اختيارها ..
بعد ان اختارت خاتم من الذهب، اختار هو خاتم من الفضة ..
" متى سوف نرتديهم هل قررت ذلك؟"

تنظر شهامة إلى الخواتم وتفكر هل تعيد تلك الجلسات الرسمية ثانية وتسلط مصعب ومهمات جديدة من التنظيف والطبخ بحجة الأصول ..
تمد يدها وتحمل خاتمه تعطيه له وتمسك خاتمها، تقول بعملية :
" لنرتديهم الأن وننتهي من ذلك فلا حاجة لنا بالرسميات .."

يقف باسل للحظات ينظر لها، هل تتحدث بجدية... ترفع حاجبيها وهي تؤكد له :
" أجل أنا لا أريد حفلات .. لمن سنقيمها؟ مثلها مثل سهرة الأمس لا داعي للإعادة .."

يقتنع بكلامها ويمسك الخاتم يلبسه لها، تحت نظراتها الولهى ودقات قلبها التي تصارع لتصل لاذنيه ..
تمسك خاتمه وتلبسه له وهي تنظر ليده الكبيرة وهي مزينة بخاتمها .. ترفع نظراتها له تتأمله بسعادة، أما هو فالنظر لها بهجة كاملة، هذا كان شعوره .. ويقرر هذه المرة ..
" مبارك علينا ..."
لتهمس له :
" مبارك لنا ..."
وكان لآمنة رأي آخر وهي تمد يدها بينهما وقد اعتبرت إنه دورها بارتداء خاتم ..
وحين بدأ الاثنان بالضحك تعصبت أكتر وبدأت تضرب باسل بيدها على رأسه ثم تشير للخواتم ..

يجلسون في مطعم عربي يستمعون لألحان شرقية تناسب المكان وآمنة كانت قد هدأت في كرسي الأطفال وهي تأكل بعض البسكوت ..
يبدأ باسل حديثه مع شهامة :
" هناك موضوع أريد محادثتك به .."
" وأنا أيضاً هناك أمر مهم أريد الحديث به، وأطلب منك أن تسمعني للآخر ولا تقاطعني .."

يشعر باسل ببعض القلق بداخله وقد أظهرت أهمية ما تريد قوله، يقول بهدوء :
" إذن ابدأي أنت وانا استمع لك .."

" لا ابدأ أنت أولاً ..."
يبتسم لها مشجعاً :
" لا يجوز السيدات أولاً .."

تضع هاتفها قربها وتشبك يديها أمامها تستند على الطاولة وبجدية تستطيع فرضها بسهولة على حديثها :
" أنا منذ استلامي لميراثي من والدي رفض عمي طارق أن اصرف منه فلساً واحداً، وتحمل هو جميع مصاريفي مثلي مثل هيا .. وقد تضاعف المال في حسابي بالبنك إلى اليوم، لذلك قررت استثمار هنا، فمن الطبيعي عدم عودتي إلى البلاد واستئناف عملي هناك بعد ارتباطنا، وأيضاً بعد انتهائي من الماجستير فأنا لن أجلس في المنزل .."

يقاطعها باسل :
" عمك طارق رجل محترم وقد ازداد اعجابي به .. ولكن هل أفهم منك أنك ترغبين في العمل بعد زواجنا ...؟ "

تبتسم له بود :
" أجل أريد العمل .. أنا شخصية لا يناسبها الروتين أو تحديد دورها كربة منزل .. هل ترفض ذلك ..؟ "

ينظر لها مطولاً، تشعر ببعض القلق لكنه يباغتها قائلاً :
" لا ... ولكن لن أسمح بأي عمل غير مناسب ..."

تلتقط أنفاسها وقد ارتاحت لرأيه :
" من هذه الناحية لا تقلق لأنه سيعجبك جداً وستكون أنت معي به .."
يرفع حاجبيه متفاجئاً :
" أنا معك .. على ماذا تنوين ..؟ "

" أنوي أن استثمر مالي بأفتتاح مدرسة عربية ...."

يرفع شعره بيده ويمسد رقبته لا يعلم ما يقول، لقد فاجئته فعلاً :
" بصراحة لا أعلم ما أقول لك .. ولكن هذا مشروع كبير و مسؤوليته اكبر .. هل تستطيعين تحملها ..؟"

" أعلم إنه كبير وقد نبدأ من المراحل الأولى فقط، ثم نزيد المراحل بالتدريج .. وبالنسبة للمسؤولين أنت سوق تشاركني بها .."

" هل تطلبين مني العمل عندك ...؟"

" لا .. أنا أطلب منك العمل معي .. أطلب منك أن تضع يدك بيدي لنبدأ معاً .."
تلتفت لآمنة وتحدثه وعيناها عليها ..
" لقد لاحظت قلق هيا على أطفالها في المدارس هنا، قد يفرضون عليهم عادات مختلفة عن عاداتنا ويمنعون عنهم أيضاً بعضاً من عاداتنا الإسلامية .."
تعود بنظرها له تقول بتصميم وإصرار :
" لما لا نحاول إنقاذ الأجيال القادمة التي لم ترى أو تعلم ما هي بلادها وتجهل أصول دينها وعاداتها .."
ينظر هو أيضاً لآمنة ويفكر بمستقبلها كيف سيكون إذا لم يأسس بطريقة صحيحة وأذا تأثرت بمن حولها وبمحيطها ..
" بصراحة لن أدعي أنني لن أعمل مع زوجتي وهذا مالك .. وهذا الكلام المكرر .. لأني أجد الهدف أهم من هذه العبارات والمثاليات .. ولكن كيف ستحصلين على تراخيص عمل وبناء وأشياء كثيرة تقف بطريقك ..."

تصفق بيديها بهدوء، إبتسامة كبيرة تزين وجهها وتقول :
" كنت مؤمنة بك وبقبولك العرض ... لم تخيب ظني بك يوماً ..."

يقترب منها اكثر ، تفصل بينهما الطاولة :
" وما هي ظنونك التي لم اخيبها ...؟"

تغمز له بشقاوة، تقول بعفوية اسعدته :
:
" سأخبرك يوماً ما .... والآن بالنسبة للأوراق والتصاريح سوف نوكل محامي ونقوم باللازم لا تشغل بالك،ثم أكرم وعدني أنه حين يصل هنا سيحاول مساعدتي إذا ما صعب عليّ أمر ما ..."

" بالنسبة لذكر أكرم، متى سوف يأتي ..؟ "

" هل أنت متعجل لرؤيته ..؟"

" لا ليس لرؤيته بل لعقد القرآن ...."

يحمر وجهها حرجاً بسرعة كبيرة وقد ذهب تفكيرها لمكان آخر لكن باسل اعادها للواقع بسرعة أكبر :
" كي افرض عليك الحجاب وننتهي من هذه الفتنة المتنقلة بجانبي .."


..........................



noor elhuda likes this.

ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-20, 08:42 PM   #1284

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد مرور شهر
..........

عند باب مبنى البلدية الخاص بمدينتهم وقف عصام ممسكاً بيد ديانا الواقفة بجانب والدها الذي بارك لهم للمرة الثانيةبتسجيل زواجهم المدني ..
تحتضنه ديانا وتدفن وجهها بصدره تعود طفلته الصغيرة تدلل عليه رغم عقد زواجها منذ دقائق فقط ..
تقول بصوت يغلب عليه الحنان والشجن :
" لا تفكر أنني بزواجي سوف أكبر، أنا سأبقى مدللتك الصغيرة .."
يقبل رأسها ويحتضنها بقوة، تدمع عينه بدموع راحة وفرحة لابنته .. تنتابه مشاعر واحاسيس مختلفة، هو لن يفارقها ولن يسمح لها أن تبتعد عنه ولكنها أصبحت ملك لأخر سوف يشاركه بها ..

" لن اسمح لكِ أن تكبري عليّ، حتى لو أصبحت جدة سوف تبقين صغيرتي وحيدتي المدللة .."
يبعدها ويمد يده لعصام يشد عليه بقوة :
" صحيح أن ديانا كبرت وأصبحت بعمر مناسب للزواج وأنا أثق بك، أنت الأن بمثابة الأبن لي ولكن ..!
سوف اطلب طلب واحد منك .. عاملها بما يرضي الله ولن أطلب أكثر من ذلك ..."

يقترب منه عصام يحتضنه ويبثه بعض الاطمئنان، يقول بحب :
" أعدك أن اتقي الله بها ولن تكون سوى مطمئناً عليها معي، أعدك بذلك ....."

يبتعد عنه علاء والتأثر مازال مرسوماً على وجهه ومحفوراً بروحه، يمسح على شعر ديانا :
" حسناً سأعود أنا إلى العمل واذهبا أنتما حيث شئتما .."
يتركهما ويبتعد يعود لسيارته، يفتح بابها ويجلس خلف المقود بهدوء تحت عيون ديانا المراقبة ..
تلتفت لعصام وتقول بحزن وتأثر كبير :
" أبي حزين .. لم أتوقع منه كل ذلك التأثر ... سوف أذهب خلفه .."
وما إن خطت خطوة واحدة حتى امسكها عصام واوقفها مكانها، يقول بتفهم :
" هذا أمر طبيعي انت ابنته الوحيدة وسوف يتأثر بزواجك .. لو كنت رأيتِ أبي يوم زواج نورا كان يبكي كالأطفال .. ولكنه مع ذلك كان سعيداً جداً .. أتركيه لبعض الوقت ليستوعب الوضع الجديد وسوف ترين .."

" حقاً ..."
*
" هل كذبت عليكِ قبل ذلك ...؟"

" لا ..."

يمسكها من يدها، يهمس لها بينما يسيران ببطئ :
" والأن يا نصف زوجتي تعالي لنرى ما المفاجأة التي حضرها لنا سامر، كما اخبرني في الهاتف .."

ترفع ديانا حاجبها تقول بغيظ:
" نصف زوجتك ....!"

يرفع يدها يقبلها يقول وابتسامة مشاكسة تلوح على شفتيه :
" أجل لقد سجلنا زواجنا بعقد قران مدني، ولكنه يفتقد للشروط الشرعية .. وبسبب ذلك سبق وشرحت لك أهمية عقد القران الشرعي الذي سنقوم به في يوم حفل الزفاف .."

تهز رأسها وهي تكرر :
" أجل لقد فهمت قصدك .. مثل الزواج في الكنيسة والمحكمة ..."

يضغط عصام على يدها موافقاً، يقول بمشاكسة :
" إذا كنت تعلمين ذلك لما السؤال أذن ...؟ "

تضحك له وهي تصعد إلى السيارة :
" من اجل سماعك وأنت تتحدث بجدية .. أشعر معك وكأني طفلة وأنت مدرس يقوم بتعليمي ..."

تلتمع عيناه بشقاوة شاب وجد صديقة لروحه ورفيقة لقلبه، يقول بخفة تزيده حرارة :
" يالك من تلميذة شقية ...
ولكن المدرس لديه طرق اخرى بالتدريس توصل المعلومة جيداً .. كوني على ثقة .."

..............................


كان سامر يتحرك في المنزل بسرعة ويوزع البالونات الملونة في الصالة ..
يستمع لأصوات ياسمين ونسرين وهن يلقين عليه بعض التعليمات لتزين المنزل احتفالاً بعقد قران عصام .. وكانت السلطة الأعلى لنسرين في إلقاء الأوامر ..

" سامر ضع الوسائد بشكل أكثر ترتيباً، أنظر وكأن هناك من نام عليهم ..."

يتجه لهم سامر ويقوم بترتيبهم وهو يحدث نفسه ندماً على هذه الفكرة :
" كم أنا غبي ... لم أعتقد بأن الأمر يحتاج لكل ذلك العمل ..
لقد أردت مفاجأته ليس ألا واسعاد والدتي بمشاركتنا و دعوة ديانا للمنزل على الطعام، ولكنكما من أخذ يزيد الأمر صعوبة عليّ .."

تضحك عليه شقيقتاه وتسأله ياسمين :
" هل كنت تريد دعوتها على طعام تحضره جاهزاً من مطعم، وتترك المنزل بهذه الحالة المرعبة .. وكأن انفجاراً حصل بداخله ..؟! "

يتركها سامر تتحدث مع نفسها ويتجه إلى غرفته ليجد اكوام الغسيل موضوعة على السرير، يحمله ويفتح الخزانة يضعه بداخلها بشكل عشوائي كما هو ثم يغلقها، ينظر حوله يتنهد ويقول براحة :
" هكذا أفضل وأسرع في الترتيب .."

يخرج من غرفته ليجد صورة والدته على شاشة الحاسوب :
" سامر هل أطفأت الفرن .. تكفي تلك المدة لينضج الدجاج .."

يضرب سامر جبهته بيده ويتجه بسرعة إلى الموقد، يفتح الفرن ليجد الدجاج بحالة جيدة لكن لونه مائل للون الأسود ولكنه يعتبر محمراً وليس محروقاً .. هذا ما أقنع نفسه به ..
يعو ليجلس أمام والدته وقد استسلم للتعب :
" هذا يكفي .. لن أتحرك من مكاني مرة اخرى سوى لفتح الباب لهما ..."
تقول والدته بعطف :
" هل رأيت كيف أنك لن تستطيع أن تعيش بمفردك .. وافق على الزواج لأرسل لك صورة الفتاة "
يقول بسخرية :
" الواضح يا أم عصام أنني سوف أقبل بعرضك .. خاصة بعد هذا اليوم المتعب .."
يبتسم بشقاوة ويلعب حاجبيه، يسألها :
" اخبريني هل هي جميلة حقاً ؟! "

تضحك والدته على طريقة حديثه :
" أجل هي جميلة ... ولكن هل الجمال هو ما يهمك فقط ..؟! "

" لا طبعاً .. لكنه من الأمور المهمة عندي "
يتخذ بعض الجدية، يقول :
" حسناً لنتحدث ببعض الجدية، ماذا تدرس ..؟ وكيف هي شخصيتها ..؟"

تتنهد أم عصام وهي تتذكر نظرات لمى البسيطة وطبعها الهادئ :
" هي فتاة بسيطة لم تكمل تعليمها كما أخبرتك بسبب حاجتها للعمل ولكنها عندما تصل عندك سوف تكمله .. لا تفكر بهذا الأمر، أجمل ما فيها هو حبها الكبير لعائلتها و احترامها لهم .. فتاة في سنها تحملت الكثير ومازالت تتحمل وتبتسم رغم ذلك .. اعتقد أنك لن تجد من تصبر معك وتعينك على الحياة مثلها .."

يشعر سامر بفضول لمعرفة تلك الفتاة وبرغبة كبيرة لرؤيتها بعد سماعه هذا الكلام عنها .. ليس من أجل رؤية جمالها بل للتعرف على تلك المحاربة الصغيرة .

تحدثه والدته برجاء :
" وافق يا سامر وساعدها .. كن لها اليد التي تنتشلها لتبدأ حياة تستحقها .."

ينتفض قلبه بداخله وشعورجديد يغمره ، بأن هذه الفتاة تنتظره لينتشلها من تحت الأنقاض .. أنها تطلب منه الحياة ...
يرن جرس الباب فيستيقظ من أفكاره ويسرع ليفتحه ويغلق باب عقله على تلك الأفكار التي بدأت في التسلل اليه .


.........................


تقف أمام الباب تمسك بيد عصام وتشعر بفضول كبير لرؤية منزله وحياته الخاصة، لأول مرة تتقرب منه لهذا الحد
لقد فرض عليها وعلى نفسه حدود صارمة في التعامل وهي تقبلتها منه .. أحياناً لم تقتنع بها وأحيان أخرى احبتها وتفاخرت بها لانها وجدتها تعلي من شأنها ..
تنظر له بطرف عينها وتفكر ما الذي يخبئه لها هذا اليوم؟ لم يبقى على حفل زفافهم سوى يومان وإلى الأن لم يحاول تقبيلها ولا لمرة واحدة ..
ينظر لها يقول مبتسماً :
" بماذا تفكرين ...؟"
يحمر وجهها حرجاً منه وهي تعتقد أنه سمع أفكارها لكن سامر فتح الباب في الوقت المناسب ليتشتت تركيزه ويختفي احمرار وجهها تظهر عليه البهجة والسعادة لاستقبال سامر لهما ..
يحمل علبة بلاستيكية ويدق عليها ويغني أمامهما وهما يسيران خلفه ينظران بدهشة للبالونات المنتثرة على ارضية الشقة، يفاجئ عصام بترتيب المنزل ورائحة الطعام ..
وما أن وقفا في منتصف الصالة حتى صدحت الموسيقى وأصوات زغاريد من الحاسوب
فقد كانت سلوى ومنال والفتيات قد اجتمعن أمام الشاشة يزفونه بأهازيج وزغاريد تقليدية ويصفقن وكأنهن معهم في الشقة ..
شعرت ديانا بالفرحة وكأنها في حفلة خاصة، حتى تلك الكلمات التي يقولونها ورغم محاولتها مجارتها لم تفهمها ولكنها متأكدة أنها تعني الفرح، فتشاركهم بالتصفيق وقد ابتهج قلبها ...
أما عصام فقرر أن يعيش تلك اللحظة الجميلة حتى آخرها،
فخلع سترته وبدأ بالرقص هو وسامر تراقبهما عيون سلوى ومنال الدامعة بينما شاركتهما الفتايات ومعهم نورا بالرقص عبر الشاشة ،
تبعد ياسمين الحاسوب لتظهر الصورة كاملة ويبدأ الأخوة مشاركة الفرحة تتشابك خطواتهم وضحكاتهم ..
لقد أصبحت تلك الشاشة نافذتهم على حياة حرموا منها، اسلاكها تمدهم بالأمل وتمنحهم فسحة لمشاركة مشاعرهم
ويومياتهم، رؤيتهم لبعضهم وسماع اصواتهم تساعد بتخفيف مرار الغربة .. كل العالم يشكو من نقمة تلك الشبكة إلا هم يجدوها رحمة من الله لهم وتخفيف من ابتلائه عليهم، لتقر عيون أمهات حرمن من أولادهن وكي لا يحرم ولد من رؤية والديه، فهي تشبكهم ببعض وتزيد ترابطهم رغم بعد المسافات..
تتمتم والدتهم:
"أنا واثقة من مجيء ذلك اليوم الذي سوف أتكئ فيه على ذراعهم ولو لمرة واحدة قبل أن ألقى ربي ......"

يجلسون أمام المائدة التي أعدها سامر، تحاول ديانا إخفاء ضحكتها وعصام يفكر كيف وثق به ولم يحضر معه أي طعام أخر!
ينظر لهما سامر بأبتسامة ويشد ظهره سعيداً متفاخرا بمائدته ..
تضع ديانا الشوكة في قطعة الدجاج وترفعها، تتسأل بريبة:
"هل هذه محروقة أم أنني أتخيل ذلك...؟"

يشير لها سامر بسبابته نافياً، يقول بتأكيد:
"لا ... إنها محمرة قليلاً فقط .. أنا أحبها مقرمشة، ستعجبك تذوقيها أولاً .. وإذا اردتي ازيلي الطبقة الأولى وسوف تجدينها طرية من الداخل ...."

لم ترغب باحراجه أكثر من ذلك، تقول مجاملة :
"حسناً سأعتبرها مشوية على الفحم فمستقبلي في الطبخ لن يسمح لي سوى بقبول ما يقدم لي دون اعتراض ..."

ينظر لها عصام ويرفع حاجبيه دهشة وهو يسمع ضحكات سامر الشامتة ليهمس بخفوت وكأنه يتحدث مع نفسه:
"يا إلهي ألن يأتي يوم أجد فيه من يعد لي طبق طعام طبيعي!"

يرن جرس الباس فيسرع سامر لفتحه، دقائق ويعود حاملاً علب البيتزا، يضعها أمامهم، يخبرهم بخيلاء:
"كنت أخشى أن الطعام لن يكفينا، فطلبت البيتزا تحسباً لذلك..."

يبدأ عصام بفتح العلب وهو يقول متهكماً :
"وهل كنت تتوقع أن نأكل لدرجة انتهاء الطعام أيضاً...!! "

ترفض ديانا البيتزا وتشير له :
"سنأكل من الدجاج أولاً، عليك الاعتياد على ذلك ..."

يضرب سامر وديانا كفيهما ببعض علامة الموافقة والدعم تحت أنظار عصام الممتعضة، يقول لسامر بتوعد :
"سيأتي يوم أجدك فيه واقفاً أمام منزلي تتسول الطعام..."

يرقص سامر حاجبيه يقول بأبتسامة عريضة :
"ليس لمدة طويلة ... فأمي سوف تحضر لي من تعتني بي..."

noor elhuda likes this.

ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-20, 08:44 PM   #1285

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

أنتهت جلستهما الخاصة مع المحامي لأستخراج جميع الاوراق والموافقات للبدء بتجهيز المدرسة كما اتفقا عليها، سوف تبدأ بمرحلة الحضانة ثم تتوسع مع زيادة المراحل كل عام مع إلى أن تكبر وتشمل جميع المراحل .
يراقبها وهي تضع آمنة بعربتها وتعطيها لعبتها، شعرها المعقوص خلف رأسها أبرز جمال وجهها وعنقها كله امامه، بدأت تزداد سحراً بعينيه رغم ابتعادها عن التكلف ومساحيق التجميل، لكن سر جاذبيتها يكمن في شخصيتها القوية التي تعطيها تلك الهالة الساحرة، أما حديثها فهو متعة .. تسحبه معها لعالمها، ترسم معه أحلام وحياة ممتلئة بالطاقة والقوة وهذا هو ما يريده ويسعى اليه، لن يكونوا عائلة بسيطة تحيا أيامها بروتين ممل بل سوف يكونون أسرة قوية لها هدف واضح في هذه الحياة ...
الآن وقد أبدت إهتماماً به فاق الحد وأوصل له الاحساس بقوة مشاعرها نحوه رغم سيطرتها الصارمة عليها ..
لكن تلك الذبذبات الواصلة له تعذبه .. تلاعبه .. تدنيه منها ليطلب قربها أكثر ..
تنتهي من آمنة وتقف خلف العربة لتدفعها فتفاجئ بنظراته المتركزة عليها، تهز رأسها وتقول بأستفهام :
"ما بك لِمَ تنظر ألي هكذا..؟"

"كنت أفكر كيف كانت لتبدو حياتي لو لم تظهري فيها ..! كانت لتكون باردة، مظلمة ومقفرة ..
أنت الشمس التي ظهرت في شتاء أيامي القارص .. فأذابت بدفئها جليد وحدتي وأنارت بأشعتها العتمة التي كانت تسكنني .."

تسير قربه وقلبها يتراقص طرباً على انغام اعترافاته التي اصبح يتلوها عليها كل حين، تصبر نفسه بها .. تراه مثل بحر ساكن الامواج ولكن تحت سطحه يكمن الاضطراب، تتمنى السباحة فيه والغوص باعماقه واكتشاف تياراته الثائرة التي مازالت تجذبها ..
تجاريه بأعترافه:
"وأنت أيضاً اصبحت محوري في هذه الحياة .. كنت دوماً ثائرة .. متمردة ،أرى ما حولي وارفضه ولكني لم أجد يوماً من يوافقني الرأي أو يقف بجانبي لمحاربة ذلك الاعوجاج الذي أراه في المجتمع والعادات ..
وعندما ظهرت انت في حياتي، أكدت لي نظريتي .. نحن قادرون على تخطي الصعاب إذا ما وضعنا هدفاً أمامنا .."
تلتفت له وتقول بابتسامة جانبية :
"من بعد هذه التجارب ايقنت أن المجاملات والتصنع هو أفشل ما قد نقوم به لإرضاء من حولنا ... ايقنت انني يجب ابحث عن من يفهمني ويحتويني ويتقبلني كما انا .. واستطيع الآن ان اؤكد لك أنني قد وجدت شريكي في الحياة .."
يصلان أمام نافورة مياه كبيرة يجلسان على مقعد حجري، وآمنة تراقب الناس من حولها ..
ينظر باسل حوله ويأخذ بعض الأنفاس ويحدثها كشريكة لحياته ولحلمه وداعمة لهدفه ..

"لطالما شعرت إني أريد أن أغير شيئاً في هذه الحياة ولكني لم أكن أعلم كيف أفعل هذا ...؟
وكأن ما حدث لي كان لوضعي على المسار الصحيح، أنا اليوم أملك القوة واليقين ... والرغبة بالبدء من جديد واختيار الطريق الصائب والحقيقي .."
ينظر لها بعاطفة تغلب قوته ويقول بصوت اجش يحمل تلك البحة الخاصة بها..
"والشريك الذي يساندني بطريقي ..."

تتلئلئ عيناها سعادة بوصفها بالشريك والسند له واعترافه بالبدء من جديد معها...
يمهلها الوقت لاستيعاب كلماته فالقادم مهم ويريد رؤية حماسها والاستماع لرأيها...

"سأحمل أمانة الله..
سوف أعمل على نشر الإسلام الصحيح بعيداً عن التشويه الذي أصابه ..."
وقف ينظر لها من فوق فترفع رأسها لتراه شامخاً عالياً، تهز كلماته قلبها وروحها :
"من اليوم هدفي هو الجنة ورسالتي هي الإسلام.. هل أنت معي في هذا الطريق وإلى آخره ... هل ستكونين سنداً وعوناً لي ..؟"

تقف تقابله تقول بذات الإصرار والقوة تبادله العهود..
"هدفي ..هدفك...
رسالتي ....رسالتك..
إذا ضعفت يوماً ... قويني ...
أنا لست بقوتك وايمانك...
مازال يلزمني الكثير لأتعلم منك .."
يبتسم لها ولصراحتها ورغبتها بالتعلم والتقرب إلى الله وإليه أكثر ..
"الألم الذي حملناه بقلوبنا كان علاجه القوة التي نملكها ..
قوتنا تأتي من إيماننا...
وانت لست أقل مني قوة أو إيماناً، حين فرض عليك التصرف كنت أكثر مني تعقلاً وحكمة ..
لا يوجد شخص كامل في هذه الدنيا، بل هنالك الشخص الذي نكتمل به ..."

يرفع يده ليحتضن وجهها وليقبل تلك الجبهة المشرقة ولكنه يمنع نفسه بمشقة ،يقول برجاء :
"اعينيني أولاً بتعجيل عقد القران .. لقد أصبحت فتنتي ..."

تبتسم له بشقاوة أصبح مدمنا لها :
"هانت ..أكرم سوف يأتي الأسبوع القادم.."

يعودان للسير قليلاً، يسألها:
"هل انت مستعدة للذهاب إلى زفاف عصام بعد الغد ..."

"أجل وكما أخبرتك سوف نحضر مع مصعب بالسيارة..
أنت ذاهب غداً أليس كذلك؟"

"أجل سوف أذهب غداً صباحاً، أفضل التواجد معهما لاساعدهما ..لا أن أذهب كضيف غريب..."

"اترك آمنة عندي، نحضرها معنا لتكن على راحتك هناك لبعض الوقت..."

يتوقف عن السير ينظر لها ولآمنة:
"لو كان الأمر بيدي لاخذتك معي أنت أيضاً ... لن أمن عليكما سوى أمام عيني .."


.....................


اليوم التالي

ما أن نامت آمنة بعد هذا اليوم الطويل، بدأ منذ وصوله بنقل باقي متعلقات عصام ومساعدتهم لديانا و والدها بالاشراف على ترتيب الحديقة للحفلة، فلم يعودوا إلى المنزل إلا بعد انتهائهم من كل التحضيرات.. اطفئ النور قربها وابتعد عنها بهدوء عائداً للجلوس مع أولاد خالته..
خرج من الغرفة وهو يشير لهما بالهدوء، يجلس قرب سامر ويمسك وسادة صغيرة يستند عليها بيده وينظر لهما براحة وفرحة تملئ قلبه لعصام فهو لا يصدق إنه يساعده بتحضيرات زواجه..

" ما هو شعورك يا عريس وغداً تبدأ حياة جديدة...؟"
يبتسم له عصام ويضع هاتفه من يده وقد أحب هذه الجلسة الأن ليتحدث مع باسل:
" رغم سعادتي ولكنني خائف ...."

يضحك سامر ساخراً منه :
"خائف..! يبدو أنك سوف تحني رؤوسنا أمام الغرب .."

يشعر عصام بالحرج ،بينما يضحك باسل على كلام سامر ويرميه بالوسادة قائلاً:
"أصمت أنت .. من حقه الخوف ولكن ليس بسبب تلك الأمور التي تدور برأسك.."

"أجل ليس لتلك الأمور..
أنا أشعر بالخوف من المسؤولية الجديدة التي يجب ان احملها...هل سوف أستطيع بناء أسرة متماسكة كألاسرة التي بناها والدينا...؟!"

يهدأ ضحك سامر ويتحول الحديث للجدية بين عصام وباسل الذي قال بهدوء :
"من المؤكد لن تكون مثلها ... لأنك أنت مختلف وزوجتك والمجتمع والظروف .. كل شيء مختلف .."

يشعر عصام بالاحباط وكأن مخاوفه تأكدت له .. ولكن باسل أكمل حديثه بذات الهدوء :
"لكن كل ما سوف تقدمه هنا يقاس بأضعاف مضاعفة عن ما كنت ستقدمه في بلادنا .. عليك أن تعلم أن صبرك على زوجتك لتتعلم ديننا، تقاليدنا وعادتنا فيه ثواب وأجر عظيم لك، ووقوفك بجانب والدها أيضاً يحسب لك .. و الله سخرك لهما .. وتوكل على الله ولا تفكر بما هو آت .. استمتع الأن بهذه الفرحة، لا تعلم ما يخبئه الله لك .. من الممكن أن ينجح زواجك هنا أكثر لو أنك تزوجت في بلادنا .. كنت لن تفكر بكل هذه المخاوف ولن تسعى للاجتهاد بتنشئة أسرتك على الطريق الصحيح .. بينما أنت الأن منتبه وتعلم كل خطوة أين يجب أن تكون.."

ينشرح صدر عصام لتلك الكلمات ويرتاح فكره قليلاً :
"صحيح أنا أشعر أن ما يربطني بديانا والدها هو شيء اكبر من الحب والزواج، بل هو نوع من المسؤولية والانتماء.. لا أتخيل نفسي يوماً أتخلى عنهما.. لقد أصبحا عائلتي هنا ومهما حدث سنبقى كأسرة واحدة وسأظل مسؤولاً عنهما ..."

يلتفت باسل لسامر ويؤكد عليه:
"هل أكدت على الشيخ موعد الحضور غداً لعقد القران؟ وهل اعطيته العنوان..؟"

ينظر سامر إلى السقف ويرفع يديه علامة فقدان الصبر، يقول بغيض :
"هل تعلم كم مرة طلبت مني فعل ذلك ...؟!!"

يصمت باسل ويتذكر شهامة وكيف تعيد عليه كل أمر للتأكد من عدم نسيانه، ترتسم على شفتيه ابتسامة جانبية وهو يخبر نفسه : لقد أصبح يقلدها بما عاب عليها سابقاً .....!


....................


يراقب عصام ملامح باسل التي تبدلت وكست الراحة قسمات وجهه، لقد عاد الهدوء يسكن تقاطيعه ونظراته...
أجمل رسم هندسي يقوم به الإنسان هو عندما يبني جسراً من الأمل فوق بحر من اليأس والإحباط..
وقد نجح باسل بمد جسره رامياً بكل معاناته خلفه، يسأله عصام بود :
"وأنت كيف ترى حياتك القادمة .. أشعر أنك أكثر حماساً وتقبلاً مني لهذا التغير في حياتك .."

يتحدث سامر بتلقائية وعينيه على شاشة هاتفه، فلم يرى نظرات باسل وعصام له :
"بالطبع سيكون سعيداً بعد خطبته لشهامة...إذا كنتُ أنا عندما أحدثها أشعر بطاقة وحماس تكفيني لباقي اليوم..."

يجز باسل على أسنانه وهو يلجم غضبه من تهور سامر في الحديث، يقول بوعيد :
"أقسم انني سأخذك عندي يوماً وأعيد تربيتك من جديد لو لم تلتزم حدودك الآن ..."

يكمل سامر حديثه برواق وكأنه لم يثر غضب باسل :
"هذا جيد .. عندها سأكون أقرب لآمنة وشهامة .."

يفتح باسل عينيه صدمة من حديث هذا الطائش وكيف يفكر !
لكن عصام يشير له أن يتجاهله :
"دعك منه الأن ومن بعد الغد اعتبره حلالاً عليك، أفعل به ما تشاء .. هو فعلاً بحاجة لإعادة برمجة تفكيره ولسانه...
والأن حدثني عن ذلك المشروع الذي تعملان عليه كيف يسير؟ وما هو بالتحديد...؟"

يبعد باسل كلام سامر عن رأسه فهو يعلم حسن نيته ومزاحه، لذلك يهدء ويعود لحديثه مع عصام مهتماً لسماع رأيه :
"سنقوم بتأجير بناء مناسب نفتتحه بداية كحضانة، سوف تكون عربية بالاساس ولكنها تعتمد ذات الخطة الدراسية والمنهاج المتبع في باقي المدارس الأجنبية، ولكن بمدرسين عرب وبإضافة اللغة العربية كلغة أساسية في التدريس بجانب لغة البلد، مع الاهتمام بتدريس الدين والقرآن.."
يقول عصام بأعجاب :
"مشروع جميل جداً .. لقد سمعت الكثير من العرب يشتكون من فرض أمور في المدارس الاجنبية لا يقبلوها على أولادهم، واجبار التلاميذ على بعض العادات المخالفة لديننا الإسلامي وطبعنا الشرقي.."

يستطرد باسل كلامه مؤكداً على عصام :
"هذا صحيح .. لقد حكت لي هيا عن هذه الأمور .. لذلك نحن نسعى لأخذ ترخيص لاستكمال جميع المراحل..
وسوف نستغل أيام الإجازات بتخصيصها لتحفيظ القرآن ودروس الشريعة ..."

ينبهه عصام على أمر مهم، يقول بجدية :
"لا أنصحك بذكر هذا الأمر بشكل علني، دع الأمر يبدو على إنه نشاط عادي في أيام الاجازات لأنهم قد يعترضون على ذلك خوفاً من كلمة ("إرهاب")

يشتعل غضب باسل من الصورة السائدة والخاطئة لكل عربي ومسلم في عيون الغرب ..
"أعلم ذلك.. لقد اخبرني مصعب أيضاً، ولكن هذا الأمر زادني إصراراً على نشر صورة ديني بالشكل الصحيح .. والمساهمة بإخراج جيل يفخر بدينه وأصوله العربية .. لعلنا نغير تلك التهمة ألتي التصقت بديننا وعروبتنا ..."

ينظر سامر نحوه بفخر ويشعر أنه يريد المشاركة بأنجاح هذا المشروع، يقول :
"وأنا أحاول ذلك في المركز العربي والأستاذ إياد أيضاً، ولكن مشكلة المركز أن الاطفال يأتون لأيام قليلة و يكونون قد تأثروا جداً بما يدور حولهم في المدرسة،.. عملنا يعتمد على الإجازات فقط، فلا نملك الكثير من الوقت لمحي ذلك التأثير .. بينما أنتم ستبدؤن من الاساس، تبدؤن بترسيخ المفاهيم الصحيحة في نفوسهم وهم لا يزالون أطفالاً، حيث ينشئون بعيداً عن المؤثرات التي تمر عليهم يومياً..."

يهز باسل رأسه موافقاً سامر :
"هذا صحيح .. وعندما يكبرون سيكونون مؤسسين بشكل جيد ومهيئين لاندماجهم في المجتمع، ومهما كانت المغريات والضغوطات حولهم لن تمس عقيدتهم ولا يشككون بها..
ويبقى إختيار طريقهم بيدهم .."

يربت باسل على كتف سامر ويعود لابتسامته:
"وأنت ما رأيك أن تنضم لنا بهذا العمل .. ألم تنتهي من جامعتك..؟"

يشرق وجه سامر، يقول بحماس:
"أجل لقد انتهيت هذا العام ...
وبالتأكيد سوف انضم لكم ...كنت سأطلب منك ذلك..."

"جيد ابدأ البحث في الأمر وكيفية الانتقال لمدينتنا منذ الأن..."

"وانا هل سأبقى هنا بمفردي...؟"

ينظر باسل باسماً لعصام بينما يقف سامر ويقترب منه يواسيه بالقول ..
"لست بمفردك.. لقد أصبح عندك أسرة الآن، ولا تخف لن تتخلص مني بهذه السهولة، سوف تجدني عندك نهاية كل أسبوع..."

يقف باسل أيضاً، يقول منهياً النقاش :
"دعونا ننام الأن .. وسوف نتناقش غداً بموضوع حضانة سامر .."

يبادله عصام الضحك ساخراً من سامر وهو يتجه إلى غرفته وباسل إلى غرفة سامر لينام بالقرب من آمنة، بينما يبقى سامر وحيداً ينظر حوله، ثم يثبت نظراته الساخطة على الاريكة .. مكان نومه لهذه الليلة ويتوعدهما بالانتقام غداً ..


............................

noor elhuda likes this.

ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-20, 08:47 PM   #1286

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

في الصباح الباكر

يقف باسل اسفل البناية التي تضم شقة عصام وسامر ينتظر وصولها، مضت عدة دقائق حتى لمح اقتراب سيارة مصعب التي تسير بهدوء جعله يتمنى لو يستطيع الطلب منه الاسراع قليلاً .. في هذه اللحظة فقط استطاع تسمية ذلك الشعور الجارف الذي ظل يراوده طيلة يوم امس .. يعذبه ولا يستسيغه، ولم يخطر بباله انه الشوق لها، الذي كما يبدو استيقظ من جديد بمجرد علمه إنها على مسافة قريبة منه ..
لمحته شهامة من النافذة بينما السيارة تقترب منه لتقف أمامه فتتلاقى العيون وبداخلها انطبع ألف سلام يغني عن نطق آلف كلمة، لكن مصعب قطع ذلك التواصل بصخبه الذي يحدثه أين ما ذهب، انتبه باسل لما حوله فأسرع يساعد مصعب بحمل الحقائب وعيناه متعلقة بها بينما همس لسانه بسلام بارد لا يعكس ما يدور بداخله ولا يشابه الشرار الذي يتطاير حولهما .. هي قوته ... وهو املها .. فكيف ستكون الحياة عندما يجتمعان معاً؟! لن تكون سوى هالة من الضياء تفوق ما يحيط بهما الان ..

بعد ترحيب عصام بهم وتناول الإفطار الفخم جلس الجميع معاً يشربون الشاي، اخرج مصعب ظرفاً من جيبه ووقف يقدمه لعصام، يقول بجدية :
"أحترنا ماذا نحضر لكما كهدية زواج، فوجدنا أن انسب حل هو أن نقدم لك مبلغاً من المال وتشتري انت ما يفيديكما وتحتاجاه أكثر.."
وقف عصام وهو يشعر بالحرج منه:
"لا تكلف نفسك ارجوك .. ليس بيننا هذا الكلام، لقد أصبحنا أهل بإذن الله..."

يضع مصعب الظرف بيده ويضغط عليها ويربت على كتفه بيده الأخرى، يقول بود حقيقي :
"ولأننا أهل عليك قبول الهدية "

يبارك له مصعب ويعود إلى مكانه، ينظر سامر إلى ساعته ويقول بعجلة :
"هيا لقد تأخرنا، علينا الذهاب إلى الحلاق ..

يتجه عصام لغرفته لارتداء ملابسه وخلفه سامر، بينما يقف باسل يجمع اكواب الشاي لكن شهامة تضع آمنة على الأرض لتلعب براحة وتسرع تأخذ منه ما يحمله، يعطيها ما بيده وابتسامة حلوة تظهر على وجهه تشعرها بالحرج وكأنها مراهقة صغيرة تتلهف لنظرة من فتى أحلامها..
تتجه إلى المطبخ يلحق بها باسل يراقبها وهي تبدأ بغسلهم،
يستند قربها على الرخامة ويرجع رأسه يلامس الخزانة خلفه، يهمس لها :
"لا داعي لتتعبي نفسك اتركيهم، سامر سوف يتسلى بغسلهم عندما يعود من الحفل"

تضحك بخفة وتبادله الحديث، وجهها خالي من المساحيق وشعرها مربوط بذيل حصان طويل كعادتها لكن دائماً ما تجتاحه حالة من الفوضى الراقية من الأمام، ينزل على وجهها ترفع ساعدها تحاول رفعه من على عينيها ولكن الصابون يمنعها..
يمد باسل يده من دون تفكير يرفع تلك الخصلة المجنونة ويضعها بلطف خلف اذنها، بالرغم من خفة اللمسة التي لا تكاد تذكر لكنها اثارت بداخلها مفرقعات العيد، التفتت له بوجه مبتسم وعيون تحكي الكثير من حكايات الشوق واللهفة ليبادلها الابتسامة ويهمس لها :
"لن تبتعدي عني ثانية...."
تعض على شفتيها لا تعلم ما تجيبه، يواصل همسه لها :
"ولا تفعلي هذه الحركة مرة ثانية ... ارحميني ..."
يرن هاتفه يوقظه من تلك الحالة النادرة بالنسبة لشهامة..! ولكن وجهه ازداد راحة وفرح وهو يجيب:
"حمزة إبني البطل كيف حالك..؟"

كان حمزة جالساً كالعادة مع جده أحمد، قال بتردد :
"أنا بخير أبي، كنت أريد أن أسألك عن أمر ما..."
"ماذا تريد أسال ما تشاء؟ "

ظهر والده على الشاشة يستلم دفة الحديث من حمزة ويسهل المهمة على الصغير :
"كيف حالك بني.. انا سأحكي لك قصة حمزة، فمنذ معرفة والدتك بسفر أكرم لكم وهي بدأت بتحضير قائمة لأشياء تنوي أرسالها معه هي وخالتك.."

تضحك شهامة وهي تتذكر خالتها أم عصام والحقيبة التي أرسلتها معها، لكن باسل لم يعجبه الأمر وقال يقاطعه برجاء:
"لا يا أبي رجاءً لا ترسلوا أي شيء .. نحن هنا لا ينقصنا سوى رؤيتكم، ثم الرجل غريب لا نريد أن نثقل عليه.."

طارت ضحكة شهامة وقطبت حاجبيها وهتفت به مستنكرة :
"من تقصد بالغريب..؟! أنه عمي .. ثم خالتي أم عصام ترسل ما تشاء، لا شأن لك وخالتي سلوى أيضاً.. لا تتدخل أنت بيننا هذه أشياء تخص الأمهات.."

يسمع أحمد حديث شهامة فيمتلئ قلبه سعادة لهذا التقارب بينهما وكيف تعامله شهامة بالند بدلاً من اسلوب التعاطف والمواساة..
تأخذ شهامة الهاتف من يد باسل، تقول بابتسامة واسعة:
"صباح الخير عمي أحمد "

يبتسم لذلك الوجه الجميل والروح المحاربة:
"صباح الخير يا أجمل البنات"

تنظر لباسل ترفع حاجبها كعادتها عندما تمازحه ،تقول بمشاكسة :
"ليت كل الرجال بجمالك انت وجمال كلماتك يا عمي، لا تهتم بكلام باسل وارسلوا مع أكرم ما تشاؤون"
يأخذ حمزة الهاتف من جده ليظهر لها ذلك الوجه الصغير، يقول بلهفة :
"شهامة"
يقترب باسل منها حتى يظهر معها في الكاميرا، يقطع حديث ابنه، يقول بتأنيب :
"إسمها خالتي شهامة"
يكمل حمزة بذات اللهفة :
"خالتي .... شهامة أريد أن أرسل بعض الرسومات والألعاب لآمنة، ولكنهم أخبروني إنها ليست مهمة .. وأنا قد رسمت لها الكثير.."

يظهر التأثر على وجه باسل ويغلبه الشوق لولده، يتعاطف مع برائته ويعود احساسه بالذنب ليلجم لسانه، لكن شهامة اظهرت الغضب لحمزة وقالت :
"من قال أنها ليست مهمة ... آمنة لا تملك ألعاباً وتنتظر العابك ورسوماتك، لذا ارسلها ارجوك أنا أريدها كاملة وسوف اطلب من أكرم أن يحضرها جميعها قبل أي شيء آخر..
وأيضاً أريد منك أن تكتب على ورقة كل ما تحتاجه وتتمناه ليرسله لك والدك مع أكرم عندما يعود ..."

ينظر لها باسل بأمتنان فهي منقذته .. دائماً ما تنير له زوايا معتمة لا يراها، كيف لم يخطر بباله أن يرسل لحمزة ولوالديه أشياء قد تمنى وصولها لهم...
يصلهم صوت سامر وعصام وقد جهزا للخروج، ينهي المكالمة بهد ان سلم على حمزة ووالده، وقبل ذهابه التفت لها ولهيا، يقول بلطف وهو يشير نحو غرفة سامر :
"ملابس آمنة في هذه الغرفة، يمكنكم استخدام الغرفة أيضاً لتجهزوا"

تشكره هيا وتؤكد له شهامة :
"سوف اهتم بملابس آمنة، ونتجهز نحن أيضاً لحين عودتكم أن شاء الله"

"هذا أفضل كي لا نتأخر.."

ويكون لسامر الرأي الأخير الذي دائماً ما يحول كل ما حوله لحالة من المرح :
"يا فتيات هذه غرفتي انا .. استخدموها براحتكم لعل وجود الجنس اللطيف فيها يطري ويلطف جوها ويكون فاتحة خير عليّ ..."
يمسكه مصعب من رقبته ويدفعه أمامه خارج المنزل


....................


خلال الساعتين اللاحقتين كانت شهامة وهيا قد قامتا بتبديل ملابس الاطفال وتجهيزهم، وقامت شهامة بعمل بعض اللفائف الصغيرة بشعر امنة بأستخدام مكواة الشعر، ثم اتمتا ارتداء ملابسهما ووضعتا بعض الزينة الخفيفة على وجهيهما ليظهر جمالهما الطبيعي من دون الحاجة للمبالغة بالتبرج، قررت شهامة ان تجمع ما تطاله يدها من اغراضها المتناثرة وتضعه في حقيبتها .و هيا تضع ملابس الأطفال في حقيبتهم وتحملها للخارج استعداداً لوضعها في السيارة ما أن يعود مصعب، وما ان قامت شهامة لتجمع اغراضها وملابسها حتى لمحت الطوق الوردي في حقيبة آمنة التي سبق وجهزها باسل، فأخرجته وأتجهت لامنة الجالسة على السرير بفستانها الوردي الذي اختارته سابقاً لها، وضعته على شعرها وحملتها فرحة بتلك الفراشة الصغيرة، اقتربت من حقيبة الزينة الخاصة بها واخذت طلاء الأظافر ثم جلست على السرير وآمنة على حجرها، بدأت بوضع نقاط صغيرة على أظافر آمنة التي تراقبها بأنبهار تشاهد ما يحدث لأصابعها الصغيرة، وكأن الفتيات تحمل بالفطرة حب التجمل والتزين ..
وكل ما تقوم شهامة بطلاء ظفر تمسك الاصبع وتنفخ عليه ليجف وبعد ثلاث أظافر بدأت آمنة تشاركها النفخ عليهم، ما جعل شهامة تضحك بصوت عالي وترفع رأسها تميل إلى الخلف لينسدل شعرها خلفها ويظهر عنقها الأبيض الطويل،
كان باسل يراقب كل ذلك مذهولاً، لا هو قادر على الاقتراب ولمس ذلك الجمال بيده ولا هو قادر على غض البصر عنه... عليه ان يتعلم الصبر معها فقد اتفقا على أن تبقى بحريتها لعقد القران وبعدها لن يجعلها تتجول ناثرة سحرها اين ما ذهبت ....
تجلس هي بتلك الفتنة والبهاء بثوب أسود من القطيفة بالكاد يصل لركبتيها أما الجزء العلوي فلم يكن افضل حالاً، بالنسبة له، فقد كانت الاكمام مصنوعة من قماش شفاف... لتختم اطلالتها بحذاء أسود لامع بكعب مرتفع يزيدها أناقة..
وما أن هدأت ضحكاتها حتى لاحظت وقوفه عند باب الغرفة ووجهه لا يفسر .. لا تستطيع ان تحدد اذا ما كان غاضباً منها او حزيناً او ربما سعيداً أم لا يعجبه ما ترتديه ..!
تسأله بأهتمام وقد شعرت بالقلق من حالته:
"باسل ما بك ..؟ هل أنت بخير ..؟!"

يشير لها بيده ومازال لا يعرف ما يقول، فتخرج الكلمات من شفتيه متقطعة وغير مترابطة :
"أنت ملابسك .. شعرك .. كل شيء فيك ...كل شيء ... أريد تغطيته ..."

تمتلئ نفسها بغرور الأنثى وقد اشعلت غيرة شريكها وفتنته، فتزداد ثقة بنفسها وتعود لغنجها لعله يكمل إخراج ما بداخله، وبذات الهدوء تعود لطلاء أظافر آمنة فينهدل شعرها الطويل حولهما، تقول بمكر :
"صدقني لقد حاولت أن أرتدي أكثر فساتيني حشمة من أجلك.."

يقترب منها أكثر ويشير نحوها بسبابته صعوداً ونزولاً :
"هل هذا أكثر ما امكنك من احتشام ... أذن ماذا كنت تنوين أن ترتدي ...!"
ترفع رأسها له ترميه بسهام عينيها المكحلة وتقول بذات المكر والهدوء :
"لن اخبرك .. سأترك لك حرية التخيل ...."

يفاجئ باسل من جرأتها ومن افكاره التي اخذته سريعاً للخيال ..!
يرفع يده يمسح وجهه ويستغفر الله بداخله على تلك الأفكار ويخرج من الغرفة غاضباً حانقاً وهو يتوعدها بلجم جموحها قريباً ..

......................



في الحفل

عند وصولهم لمنزل ديانا أستقبلهم السيد علاء بسلام حار شمل الجميع وأظهر سعادته بهم وبعصام بشكل خاص وهو يسير معه بين الضيوف يعرفهم عليه ويفخر به كأبن له ..
كانت فرحة هيا تتلخص في كون الحفل يقام في حديقة كبيرة ومفتوحة ليختفي صوت شغب الصغيرين وخاصة مع وجود أرجوحة صغيرة جلسا عليها ولم يتحركا منها طوال الامسية ..
بينما وقفت شهامة بالقرب من باسل الذي يحاول جاهداً امساك نفسه عنها منذ أن رآها في المنزل، بل أخذ يتباعد عنها لربما استطاع السيطرة على حواسه المثارة، أما هي فتخفي ضحكاتها الشامتة عنه، تميل عليه تهمس له متسألة :
"هل سيظل حاجباك معقودان هكذا طوال الحفل..؟!"

يحرص ان لا ينظر اليها يتقي فتنتها، لكن حرصه هذا يزيده غضباً .. أيخاف على نفسه أن يفتن ..؟ إذن كيف يفكر من حوله وهم يمعنون النظر لها خاصة وهم يعتبرون النظر إلى المرأة أمر عادي جداً بل أن ابداء الرأي بجمالها أمر محبب لهم ..
يقول محتداً :
"ماذا تريدين ان أفعل وأنا ارى كل الرجال تنظر اليك ..؟!"
تهدئه تقول بلطف :
"لا تغضب .. هم معتادون على ذلك، أنت الذي تكبر الأمر...
ثم بقي القليل فقط وتصبح أنت الوصي عليّ .. فدعني أعيش آخر لحظات حريتي "

يلتفت لها ويقول من بين ضروسه :
" بمظهرك هذا احتاج لسنين حتى انسيهم هذه الصورة.."

تغمز له بدلال:
"وما رأيك .. أنت لم تخبرني هل أعجبك الفستان...؟"

يشيح بوجهه للجهة الأخرى وهو يرى سامر يقترب منهما وهو يحمل هاتفه، يقول بصوته العالي :
"والدتي جمعت الاسرة كلها على مجموعة العائلة وتريد تصوير كل لحظة من الحفل.."
يرفع هاتفه عالياً ليظهر الثلاثة في الكاميرا ..
تنهال عليهم دعوات سلوى ومنال بالحفظ من العين، ويشيرون لهم بالسلام .. يأخذ باسل الهاتف ويسلم عليهم مع شهامة التي خطفت أنظار الفتيات، ومع بدأ موسيقى وصول العروس بدأت منال تطلب منهم بالحاح :
"أدر الكاميرا يا باسل أريد أن أرى كل شيء .."
تأخذ شهامة منه الهاتف:
"هاته لاحمله واذهب إلى جانب عصام ..."

تأخذ هيا آمنة من سامر تحملها وتقف قرب شهامة تتابع معها الحفل وتعليقات الفتيات وأم عصام التي لم تتوقف عن البكاء رغم احتضان سلوى لها وحالة الفرح التي تغمرهم، ولكن تبقى في القلب غصة تحرقهم من الداخل وهم يرؤن أولادهم رجالاً يبدؤن حياتهم بعيداً عنهم ..
يعلو صوت ريم يضيع جمال اللحظة وتأثرهم بها فيختلط الضحك بالبكاء :
"شهامة اقتربي من العروس قليلاً نريد رؤية الفستان وزينتها جيداً .. لا نريد أن يفوتنا شيء، حتى شكل الحذاء .."
تضحك شهامة على حديثها وتقترب من العروس أكثر:
"سأحاول تصوير كل التفاصيل، اعتمدي عليّ..."

تظهر ديانا بفستان أبيض بسيط وأنيق يليق برقتها باكمام ضيقة ملتفة حول كتفيها صدره خالي من التطريز ضيق ينزل مستقيماً يبرز رشاقة قدها ثم عند الركبة يتسع قليلاً ليظهرها بجمال الاميرات، اما خمار العروس فكان يغطي شعرها ويصل للأرض مثبتاً بدبابيس كريستالية لامعة...
تهتف ياسمين بأنبهار :
"جميلة جداً، تبدو كأنها احدى اميرات انجلترا بهذا الفستان.."

تسكتها نسرين، تقول بحالمية:
"إنها أجمل منهم بكثير، اتمنى لو كنت معهم لارتديت فستاناً أيضاً وتباهيت به.."

"هشششش اصمتا نريد أن نسمع عقد القران"
كان هذا صوت أم عصام تنهر الفتيات..
تقترب نورا منهم وتراقب معهم الحفل وقلبها يدعو لاخويها بالسعادة وراحة البال، تشاهد عصام يجلس بجانب الشيخ يده بيد حماه وخلفه يقف باسل وسامر ..
تمعن النظر بباسل تتأكد من مشاعرها، فتجده مختلفاً .. رجل ناضج مازال يحتفظ بهيبته وطلته الآسرة ولكنه لم يختلف بعينها الآن عن سامر وعصام ..
تتذكر شعورها بألم الفراق، كان يخيل لها أنها لن تحب من جديد .. لكن الحياة تحمل دوماً بدايات جديدة .. تحتاج الجراح لبعض الوقت كي تلتئم فيختفي الألم وتعود لتحب من جديد، تذكرت مقولة قرأتها يوماً :
(قد نشعر أفضل إذا شاركنا ألمنا مع شخص نثق به)
وعلى ذكر ذلك الذي تثق به تبتعد لترسل له رسالة؛
"لماذا لا تشاهد حفل زفاف عصام..؟"
يرسل لها:
(شعرت بأنه اجتماع نسائي)
تبتسم وتوافقه الرأي
ثم تتوجه لوالدها الجالس في غرفته،يخفي تأثرهبزواج ولده بعيدا عنه. تجلس معه وتفتح هاتفها تشاركه فرحة عصام وهو عريس يرتدي حلته السوداء الأنيقة وشعره مصفف بطلة تسر الناظرين وتشرح قلب والده فرحا به..
يستمعون لحديث الشيخ ثم إمضاء الشهود سامر وباسل..
وعندها تبدأ حفلة تصفيق وزغاريد من سلوى ومنال تملئ المنزل فرحاً قد فارقه لفترة طويلة وقد أن لهم أن يسرقوا من هذا العمر بعضاً من السعادة حتى لو كانت بعيدة فلن يتخلوا عن محاولة الوصول له
مادام الله سبحانه يسمع دعائنا أين ما كنا فلا بعد يفرقنا ورحمة الله تجمعنا..

ينتهي عقد القران ويعود سامر إلى شهامة مسرعاً
"هل صورتي كل شيء ..؟ِ"

"أجل لقد أتممت المهمة"

يأخذ منها الهاتف ويقلب الكاميرا ليظهر هو وشهامة معاً يشير لها بيده ويقول :
"أنظروا لهذه الفاتنة التي تقف قربي، أمي هل العروس تشبه شهامة...؟"

تضحك سلوى ومنال على كلامه وتخبره والدته :
"لايوجد اجمل من شهامة، فلا تأمل كثيراً "

يلاحظ باسل من بعيد ما يحدث بين سامر وشهامة، يتجه لهم وهو يقول بأمتعاض :
"ماذا تفعلان ..؟ وكأنكما طفلان تتضاحكان وتلتقطان الصور"

تهز شهامة كتفيها، تقول بأستياء :
"نحدث والدتك وخالتك.. هل هذا أمر خاطئ أيضاً"

"حسناً تحدثا معهما ولكن لاداعي لألصاق رؤسكما معاً هكذا "

يبتعدان قليلاً عن بعضهما البعض، عندها سمع باسل صوت آمنة تبكي وهيا تحاول اسكاتها، فتركهم وأتجه نحوها وما أن ألتفت حتى عاد سامر وشهامة للاقتراب والحديث مع الفتيات، تدخلت ريم تشجع شهامة :
"بقي فقط أن ترقصي اليوم ... أعدك أنك سوف ترين النار تخرج من أذنيه "
تخرج ضحكة شهامة عالية لدرجة جعلت باسل يقف ويلتفت لهم زاجراً فيعودون للابتعاد عن بعض مرة ثانية..

يمسك عصام يد ديانا يقربها منه ويهمس :
"اليوم أصبحت زوجتي .. اليوم سوف نرتبط برباط أقوى من أي سجلات قانونية لتعلمي الفرق"
ترفع انظارها له، تلتمع عيناه بفرحة فوزها به .. تنظر حولها تتأكد من انبهار الفتيات من حولها بهما، تقترب منه أكثر وتهمس مثله :
"اليوم أصبحت زوجي .. لا أصدق إلى الأن كيف حدث ذلك"
تضحك مثل طفلة صغيرة وتواصل همسها :
"أنا تزوجت ....لا أصدق"
"صدقي حبيبتي ما كنت لأقبل بغير الزواج نهاية لحبنا"
يلف يده على كتفها يقربها منه يقبل رأسها ثم يهمس لها :
"متى اخبرتني سوف تنتهي هذه الحفلة؟!"
تحضنه هي أيضاً وتخبره بكل طلاقة اعتادتها على عكسه:
"متى تشاء تنتهي .. ما علينا سوى الصعود إلى جناحنا فوق "

يرفع حاجبيه اعجاباً بفكرتها :
"في بعض المواقف الانفتاح أفضل بكثير من الالتزام بالعادات"

كان سامر يصور عصام وديانا من بعيد، بينما تتشارك الفتيات توقعاتهن عن الحديث الدائر بين العروسين ..
ولكن سامر خرب الأمر حين توجه إلى مائدة الطعام، بدأت الفتيات بالصراخ :
"سامر لماذا أنزلت الهاتف .. لم نعد نرى شيئاً ...سامر..

وبسبب الموسيقى لم يسمع سامر اصواتهن الغاضبة منه وقد ضيع عليهن لحظة مهمة من الحفل وهو يأكل من أحد الأطباق ...


........................



في نهاية الحفل كان سامر يمسك بذراعي آمنة يوقفها فوق احدى الطاولات ويراقصها مع تشجيع وتصفيق من شهامة واندماج تام من آمنة ..
يراقبها باسل ويبتسم مجبراً على برائتها وسعادتها بهذا اليوم، فلم تترك فرداً لم تتصور معه أو تراقصه ..
يخبر شهامة وعيناه تراقب حركات آمنة :
"أعتقد أنها سوف تنام الليلة ولن تستيقظ إلى ظهر الغد، بعد كل هذا الرقص وجلسات التصوير.."

يلتفت له سامر يظهر له بعض الضيق، يقول بحنق :
"آمنة تسمح لها بالرقص والتصوير، لكن أنا وشهامة حتى الصور منعتنا منها واستكثرتها علينا"

ينظر له باسل بغيظ وقد فقد صبره معه:
"أنا لن أسمح بأي أمر خاطئ، ثم أذهب وتصور براحتك .. هل عليك التقاط الصور مع زوجتي انا..!"

ترفع شهامة حاجبيها اعتراضاً :
"لست زوجتك بعد "

"خطيبتي وقريباً سوف تصبحين زوجتي"

يتوقف سامر عن الرقص وينظر له يهدده :
"غداً حين أتزوج سوف أمنع زوجتي من التقاط الصور معك أو حتى الحديث.. لتشعر قليلاً بما تفعله بنا الآن "
تضحك شهامة بصوت هادئ خوفاً من أثارة غضب باسل من جديد، لكن باسل لم يستطع هنا منع نفسه من الضحك، يقول بسخرية :
"زوجتك ستكون مثل طفلتي" يشير لطفلة صغيرة تلعب قريباً منهم ويكمل :
"أعتقد انها لن تكبر عن تلك الطفلة بكثير "

يشيح سامر بوجهه عنه ويظهر تأثره من حديث باسل:
"عموماً لن اخذ على كلامك، أنت مثل أخي الكبير ولكن خطيبتي ستكون أكبر منها .. لقد اخبرتني والدتي إنها صغيرة ولكن حين تصل إلى هنا ستكون بسن مناسب"

يهدء باسل من ضحكه ويشعر أن سامر يتحدث بجدية، يقول بهدوء :
"هل أنت جاد بموضوع الخطبة، كنت أعتقد أنك تأخذ الأمر للتسلية فقط"

يجلس سامر قربه ويجلس آمنة المراقبة للأطفال والحفل أمامه، يقول بهم :
"إلى الأن لم يحدث أي شيء جدي، ولكن خالتك مصرة على الفتاة وبصراحة أنا أجدها محقة"

"لكنك مازلت صغيراً وقد تتبدل نظرتك وافكارك في اختيار شريكة حياتك مع الوقت... لازالت أفكارك وشخصيتك لم تنضج بعد"

تهتم شهامة بما يقوله باسل وتشعر أنها ليست مجرد نصيحة عادية فقط بل هو كلام عن تجربة..
يسأله سامر :
"هل تعتقد إنني طائش أو ربما أتسلى "

"لا... ولكن لو فكرت في السنوات الماضية ستجد أنك كنت متعلقاً بأشياء كنت تراها مهمة وقتها ولكن بمجرد أن كبرت وبدأت افكارك بالنضوج أصبحت احتياجاتك مختلفة ولم تعد ترضيك تلك الاشياء وزالت اهميتها عندك .. وكما فهمت الفتاة صغيرة السن .. قد تندم أنت يوماً او ربما هي التي تندم و تتبدل مشاعرها وأفكارها "

يناقشه سامر وقد فتح له وجهة نظر جديدة لم يفكر بها.
"لكن الخطوبة قد تدوم عامان .. ألن يحصل ذلك التغير لنا خلال هذه المدة؟"

يضع باسل يده على كتف سامر يشد عليه :
"الأمر يحمل كل الاحتمالات وكيف ما نظرت اليه تجده صحيحاً .. أنت شاب في بلاد منفتحة بحاجة لتعف نفسك عن المغريات ولا أفضل من الزواج من فتاة تعرف أصلها وخلقها .. ومع ذلك أنت تملك الوقت لتفكر، لا تتعجل بقرارك فلا تظلم نفسك أو تظلمها"

بعد ابتعاد سامر عنهما تحاول شهامة أن تتجاوز ذلك الحديث ولكنها لم تعد قادرة على لجم لسانها عن السؤال، فتندفع قائلة :
" باسل ..."
يلتفت لها باسل يوليها اهتمامه

"بحديثك مع سامر هل كنت تحكي عن تجربتك بالزواج صغير السن انت ونورا؟ "

يشبك كفيه ببعضهم يشدهم بقوة يحاول أن يعتاد تلك الأسئلة التي تجعله يواجه الماضي معترفاً به مهما كان جارحاً، يقول ببرود:
"ألم نتفق أن لا نعود لذلك الحديث مرة ثانية"
يلاحظ على وجهها عدم رضاها عن حديثه وأنها مصممة ولن تتوقف، يتنهد بيأس من عنادها ويقول :
"سأخبرك للمرة الثانية والاخيرة..
أم حمزة كانت يومهاً خياراً جيداً لكل رجل يفكر في الزواج ولست نادماً عليه ... ولكن اليوم شخصيتي أنا اختلفت كلياً، ومتطلباتي وظروفي أيضاً اختلفت ... تماماً مثل ما كان اختيارك في الماضي مختلفاً كلياً عن اليوم"
يبتسم لها وقد راوده سؤال :
"دعيني أقلب الادوار واوجه السؤال لك ... لو تقدمت أنا لك يومها هل كنت لتقبلي بي ..؟ "

تجيبه بسرعة جعلت ضحكته تعلو وتبدل الأجواء
"بالطبع لا ...."
فيؤكد عليها يشاكسها :
"وأنا يومها لم أكن لأتقدم لك أو افكر بك ..."

تبتسم له بدلال تتقنه وهي تسند خدها على يدها
"فهمت .. لقد وصلت الرسالة"

لماذا نظراته كلها مركزة على تلك الشفاه الممتلئة...؟ يعود هو إلى الخلف، يبتعد عنها وعن رائحتها وقد أصبح قربها منه يحرك مشاعره و يداعب رجولته، وبالمقابل يتعاظم داخله إحساسه بالذنب ويستغفر الله، يعود لحالة الغضب في لحظة، يقول بأنفعال :
" متى سوف يأتي اكرم...؟!"


....................



noor elhuda likes this.

ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-20, 08:49 PM   #1287

ميس ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ميس ناصر

? العضوٌ??? » 397119
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,094
?  نُقآطِيْ » ميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond reputeميس ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

عاد عامر للمنزل مبكراً عن موعد عودته اليومي بناءً على طلب خالته باجتماعهم معاً على العشاء بمناسبة زواج عصام، بدل ملابسه وأتجه لوالده ليذهبا سوياً لمنزل خالته، وعند الباب سأل والده:
"هل انتهت حفلة النساء الآن ؟ أخر مرة تحدثت معهم كان صوت الأغاني يصل لأخر الشارع..!"

أبتسم والده يذكر اصواتهم وسعادتهم ..
"أجل.. قبل قليل فقط هدأت الأصوات، يبدو أن والدتك وخالتك بدأتا بتجهيز الطعام"

ومع أول رنة للجرس كان حمزة وليان أول من أستقبلهم عند الباب، أسرعت ليان إلى جدها ليحملها ويجلسها على ساقيه وحمزة بدأ في الحديث عن كل ما حدث معهم قبل أن ينتظر دخولهم..
زجره عامر بنظرة اسكتته، قال محذراً:
"كم مرة اخبرتك أن لا تحكي ما حدث معك طوال اليوم وما رأيت للجميع، يبدو أن جلوسك مع الفتيات افسدك .. من الغد ستذهب معي إلى العمل"
صمت حمزة ووضع يده على فمه وقد تذكر تنبيه عامر له.. آتى من خلفه أبو عصام وزوجته يرحبون بهما، بعد جلوسهما ومباركة أحمد وعامر لهما، دعا أحمد لسامر :
"قريباً إن شاء الله تفرحون بسامر أيضاً "

فاض قلب منال شوقاً لولدها، قالت بلهفة :
"هل رأيتم كيف أصبح شاباً وسيماً ويعتمد عليه، لم يترك أخاه لحظة ووقف بجانبه طوال الحفل"

ضحكت نسرين وهي تتذكر :
"صحيح .. لقد وقف بجانب المائدة أكثر من وقوفه بجانب عصام، ولم يهتم بنا سوى بعد أن أرسلنا رسالة إلى شهامة"

لم يعجب منال هذا الكلام عن طفلها المدلل، قالت بحنق :
"لقد كان جائعاً .. هل تريدين أن يقف طوال الوقت يحمل الهاتف حتى ترين أنت الحفل كاملاً ولا يفوتك تفصيل صغير؟"

كانت ريم ونورا قد حضرتا من المطبخ تحملان أطباق الطعام، وشاركت ريم بالتعليق على سامر :
"لقد أرسل لنا عدداً لا بأس به من الصور رغم اعتراض باسل عليه"

استرقت نورا بعض النظرات لعامر واظهرت سعادتها بوجوده بينهم، مما اسعده وجعل نبضات قلبه تتراقص، فما أن رآها حتى شاركهم في المزاح :
"لقد رأيت صوره مع شهامة واعتقد أن باسل يعلقه الأن من أذنيه"

وقفت منال وأنهت مزاحهم على سامر وهي تقول:
"هيا بنا لنتناول الطعام قبل أن يبرد، فلا يوجد لدينا رفاهية التسخين للمرة الثانية بسبب قلة الغاز"
وقف أبو عصام ووقف الجميع بعده ليتجهوا إلى المائدة، اقترب عامر من نورا فأزداد توترها من قربه والإحساس بدفئه، انتظر جلوس الجميع كي يتنعم بقربها قليلاً، أقتربت منهما ريم، قالت بمكر:
"أذهب وأجلس يا عامر قبل أن يبرد الطعام، يكفيك برود .. أنت بحاجة لشيء ساخن يعيد لك حماسك ..."

حاول عامر كتم ضحكته، وقرصتها نورا من ذراعها ثم ردت عليها مكرها:
"أعتقد إنه لم يشتكي لك ... ثم هو يحب البارد، لأنه أفضل من اللاذع"
رفع عامر حاجبه اعجاباً بها، حتى ريم تفاجأت من ردها، قالت تشاكسها:
" كبرنا و نضجنا وطال لساننا أيضاً ..! "
أمسك عامر ريم يجرها من يدها ويتجه بها إلى المائدة وهو يقول ضاحكاً :
"هل كان على هيثم السفر لنبتلي بك نحن "



....................


وبعد انتهاء الحفل وقف مصعب أمام سيارته بينما هيا تجلس الأطفال بمقاعدهم وباسل مازال يصر عليه ليقضي الليلة عندهم ..
"أنظر الى الأطفال أنهم نائمون، اقضوا الليلة هنا بدل سفركم الأن وأنت متعب"

يمد مصعب يده يسلم عليه :
"شكراً لك .. أقدر لك ذلك ولكن أنا لا أفضل النوم خارج المنزل ... ثم أن الطريق لا يستغرق أكثر من ساعة"

لا يريد باسل ان يخبره أنه لا يشعر براحة وشهامة مسافرة معهم ليلاً، لا يريدها أن تبتعد عنه ثانية..

"ولكن أنا نسيت أن أحضر حقيبتي معي، لقد توقعت أن نعود لشقة سامر لاخذها بعد الإنتهاء من الحفل"
قالت شهامة جملتها هذه ليظهر الضيق على وجه مصعب الضيق، قال بحنق :
"لماذا لم تحضري حقيبتك معك كهيا، من أخبرك أننا سنعود؟! من هنا طريقنا سيكون أقرب .. الأن سنعود كل تلك المسافة بسببك "

لا تعجب باسل طريقة حديث مصعب مع شهامة واحراجها، يقول لها بهدوء :
"لا تشغلي بالك.. غداً سوف احضرها معي أنا وسامر، سنلحق بكم صباحاً"

شعرت شهامة بالحرج اكثر وهي تتذكر أنها تركت ملابسها ومكياجها مبعثر في أرجاء الغرفة، تقترب منه وتهمس له :
"ولكن ملابسي وأشيائي مبعثرة، عليك جمعها من كل مكان في غرفة سامر"

خفض باسل وجهه يداري ابتسامته وقد فهم ما تعنيه،
يحاول سامر مساعدة صديقته :
"هيا مصعب إلى منزلنا يكفيك عناداً، وسوف تنام الفتيات في غرفتي وأنت وباسل في غرفة عصام وأنا سأنام على الاريكة في الصالة .. لا مانع عندي .."

أتجه مصعب إلى سيارته ونظراته على سامر، يقول بسخرية قبل صعوده اليها :
" صدقني لو قررت المبيت عندكم، سوف اختار غرفتك لأنام فيها واجعلك تشاهد الكوابيس كل ما غفوت فيها "

وضع سامر يديه في جيب بنطاله وقال مع ابتسامة باردة وجهها لمصعب :
" تنيرني أنت واشباحك "

التفت شهامة لباسل قبل صعودها، تقول بتحذير :
"أسمع أجمع كل شيء من غير أن تنظر، لا يهم كيف تضعهم المهم حاول ألا تنظر بإمعان"

"لن أنظر، وأنت اعتني بنفسك وكلميني حين تصلين، وليتك تبيتين ليلتك معهم أفضل من وجودك في الشقة بمفردك"

"لطالما كنت بمفردي "

"ولكني كنت ارقبك من بعيد"

رسمت إبتسامة حلوة على وجهها تودعه بها :
"هل كنت تحرسني "

مال نحوها بعد ان جلست في مقعدها، وقال قبل ان يغلق الباب خلفها :
"كنت أحرس نفسي لنفسي "


نهاية الفصل
باانتظار تعليقاتكم

........................

noor elhuda likes this.

ميس ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-20, 09:51 PM   #1288

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 15 ( الأعضاء 7 والزوار 8) ‏Maryam Tamim, ‏ميس ناصر+, ‏رسوو1435, ‏شهيناز21, ‏شموخي ثمن صمتي, ‏سنا طاهر, ‏rowdym

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 30-11-20, 09:52 PM   #1289

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 55 ( الأعضاء 16 والزوار 39) ‏Maryam Tamim, ‏ام الغاليتين, ‏Wafaa elmasry, ‏ام جواد, ‏ميس ناصر+, ‏شهيناز21, ‏user0001n, ‏وفيقة2003, ‏amana 98, ‏..هناك أمل .., ‏DrWalaa, ‏shf2000, ‏اللؤلؤة الوردية, ‏أم سيف, ‏وررد, ‏Mero Mor

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
قديم 30-11-20, 09:53 PM   #1290

Maryam Tamim

مصممة في قسم وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Maryam Tamim

? العضوٌ??? » 435378
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 2,733
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Maryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond reputeMaryam Tamim has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسلم ايدك يا ميس الفصل جميل جدا❤️❤️❤️❤️❤️

Maryam Tamim غير متواجد حالياً  
التوقيع
استغفر الله العظيم واتوب اليه
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رواية ظلال الياسمين

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:05 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.